عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 09-06-2012, 04:23 AM
 

الجزء : [ الثامن ]

[ إعــــــلان ]


30\ 3 \ 2008
الساعة 7 :54 صباحاً
[ في المطار ]


جلسَ الاثنان في صالةِ المطار, ينتظرونَ وقتَ الرحلة , أيمنْ جالس ينظرُ للناسِ من حوله , بينما مؤيدْ بقربه
مغمضٌ عينيه ويضعُ الصحيفة على وجهه فقدْ مضى نصفُ الليلْ وهو يحاولُ الاتصال بأبيه .
مرتْ ربعُ ساعة والمللُ يحيطُ بأيمنْ بينما مؤيدْ يأخذُ غفوة .
جاء سلمان ومعه بعضُ الأشخاصِ الذين يعرفهم أيمن , تفرقوا ليجدوا أيمن ومؤيد .
رأى سلمان أيمنْ من بعيدْ , أخرجَ هاتفه وأتصلَ لكي يخبرَ من جاء معه بمكانِ أيمنْ .
لوحّ بيده نحو أيمنْ الذي , رآه هو الأخر .
ابتسمَ أيمنْ ما إن رأى سلمانْ وبقيةُ الأشخاص الذينَ خلفَ سلمانْ .
سلّمَ سلمانْ على أيمنْ .
أيمنْ بسعادة : شكراً على مجيئك إلى هنا .
سلمان مبتسماً : أينَ مؤيدْ ألم يأتي معكْ ؟ .
أشارَ أيمن للشخصِ الذي يجلسُ قربه .
قطبّ سلمان حاجبيه : يا له من صديق ! ينامُ ألان .
حركَ شفتيه : لقد سمعتكْ .
التفتَ سلمانْ متفاجأً من كلمته .
أبعدَ الصحيفة عن وجهه ثم وقفَ ومدّ ذراعيه ليستعيدَ نشاطه , تفاجأ مؤيد من بقيةِ الأشخاصِ الذينَ حضروا مع سلمان .
تقدمَ مؤيد وسلمّ عليهم بابتسامه مرحة وهو يقول : لمْ أصدقْ أنكم ستأتونَ جميعاً ! .
ضغطَ على يدِ أحدهم وهو يسلمُ عليه مما دعاه للصراخ .
ـ لقد آلمـــــتني .
ضحكَ مؤيدْ بخفة وهو ينظرُ إليه
ـ ألا زلتَ ضعيفاً يا مروان !.
انزعجَ مروانْ من كلمته ونظرَ إليه بغضب : أحمقْ ! لا تظنّ أنني لا زلتُ أمثلْ لأكونَ ضعيفاً أمامكْ ! .
حركَ مؤيد حاجبه الأيسر للأسفلْ ورسمَ ابتسامةً زائفةً على وجهه : ولكني في النهاية غدوتُ أنا أقوى منكْ ! و....
وبسرعةٍ خاطفة وضعَ مؤيد يده على صدر مروان وتابعَ كلامه بنبرةٍ مازحة .
ـ طعنةٌ مباشرةٌ في القلبْ .
انتهى مؤيد من هذه الجملة ثم انفجرَ ضاحاً .
احمّرَ وجهه مروان غضباً , ولكنه أمسكَ غضبه وأعقدَ ذراعيه وهو يلتفتُ للجهة الأخرى .
ـ في المرةِ القادمة سوفَ أطلبُ من المخرجْ أنْ أكونَ أنا البطل .
ضحكَ مؤيد من جملةِ مروانْ وتقدمَ أمامه وأمسكَ بكتفه
ـ كنتُ أمزحُ معكَ فقطْ .
أيمنْ ضاحكاً من حديثيهما : ما رأيكمْ أنْ نخرجَ عن هذا الموضوعْ .
ضحكَ مروان ونظرَ إلى أيمن :
ـ لماذا تريدُ التهربّ من هذا الموضوع ! لإنه في النهاية أصبحت ضعيفاً وقُتِلْتَ بواسطةِ مؤيد ! .
تظاهرَ أيمن بالضيق : اصمت حتى أنتَ كذلك .
سعلَ سلمانْ بخفة وهو يمسحُ نظارته بمنديلٍ أبيض مما جعلَ الجميعَ يلتفتُ إليه .
تكلمَ سلمانْ بعدما رأى الجميعَ ينظرُ إليه .
ـ سوفَ أكونُ أنا بطلَ الفلمِ القادمْ ! .
تقدمَ مؤيد إلى سلمان ووضعَ يده على شعره ليدني رأسه وهو يضحكْ .
ـ سبحانَ الله , قبلَ أيام كنتَ مغروراً ! والآن تبدلتْ الأحوال .
شرعَ الجميعُ بالضحكْ , وجلسوا يتبادلونَ الأحاديثْ .

...........


الساعة : 8 :15 صباحاً .


نظرَ سلمان للساعةِ ووقفَ من مكانه .
سلمان : الآن سوفَ نذهبْ .
نظرَ لمروانْ الذي كانَ جالساً .
سلمانْ بغضبْ : هيا يا مروانْ كُلنا سنذهبْ .
وقفَ الجميعْ وودعوا أيمنْ مرةً أخرى .
مروانْ وهو يبتعدُ عن أيمن ومؤيد الذي لا زال عنده .
ـ وداعاً أيمنْ سوفَ ننتظرك لتشتركَ معنا في الفلمِ الجديدْ .
ابتسمَ أيمنْ على كلامه وجلسَ بجوار مؤيدْ .
رفعَ سلمان نظارته للأعلى وهو ينظرُ إليهما بطرفةِ عينيه اليسرى .
مروانْ وهو يضعُ كلتا يديه خلفَ رأسه متذمراً .
ـ لماذا جعلتنا نغادر يا سلمان ! لا زال هناكَ وقتٌ لنجلسَ معه قليلاً .
أبعدَ سلمان نظره عن أيمنْ وأخذً يخاطبُ نفسه وهو ينظرُ إلى مروان .
ـ لنجعل صديقه يودعه .
.
.
.
.
نظرَ أيمن إلى ساعته , ثم وقف ونظرَ إلى مؤيد بابتسامه حزينة : أظنه وقتَ الوداعْ .
وقفَ مؤيد بابتسامة هي الأخرى حزينة .
مدّ أيمنْ يده ليصافحَ مؤيد .
طأطأ مؤيد رأسه وهو يرى يدَ أيمنِ الممدودة .

.
.
.


مدّ أيمنْ يده أكثرْ لمؤيد الذي لمّ يمدَ يده إلى الآن .
قررَ أيمنْ أنْ يُرْجِعَ يده وهو يبتسمْ فهو يعلمْ مرَّ الوداع .
ولكنَ يدَ مؤيدْ أمسكتْ بيده قبلَ أنْ يرجعها .
ابتسم أيمنْ وهو يرى مؤيد يرفعُ رأسه لتظهرَ ابتسامته .
مؤيدْ بنبرةٍ باكيةْ وهو يضمُّ أيمن : أتمنى أنْ نتقابلَ مرةً أخرى .
أيمنْ وهو يخنق عبارته : وأنا كذلكْ .
ابتعدَ أيمنْ ببطء منْ مؤيد ليذهبْ إلى صالةِ الانتظار , والحزنُ يملأ قلبَ مؤيدْ .
بقيَ مؤيد جالساً في المطارِ لوحده حتى الساعة التاسعة صباحاُ موعدَ ذهابِ رحلةِ أيمنْ , وأنتظرَ أيضاً بعدها ربعَ ساعة
حتى يتقينَ بذهابِ الطائرة .
.
.
.
.



الساعة : 10:30 صباحاً.



وصلَ مؤيد إلى شقته منهكاً , فقدْ أوقفَ سيارةَ الأجرة في نصفِ الطريق , لينزلَ إلى الشارعْ
في محاولةٍ للاتصال بأبيه ولكنّ محاولة باءت بالفشل .
دخلَ الشقة ووصلَ إلى غرفةِ النومْ , انتابه الحزنْ عندما رأى السريرَ الذي بجانبه خالياً , ألقى بنفسه
على سريره ومددّ جسده فيه , فتحَ أزارير بذلةِ البيضاء الأمامية , أخذَ نفساً عميقاً ورمى بهاتفه قربَ الوسادة


[ بعدَ عدّة ثواني ]


رنّ هاتفُ مؤيد فجأة أخذَ مؤيد هاتفه بسرعةِ خاطفة وجلسْ , ظناً منه أن أباه .
مؤيد باندهاشْ وهو يرى المتصلْ : المخرج ماجد !
ردَ عليه وأنتظرَ رده .
ماجدْ : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
ابتسمَ مؤيد : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .
في الطرفِ الأخر .
جلسَ ماجد على مكتبه وأمامه تلفازٌ ينظرُ إليه.
تبسمَ ماجد: آسفٌ على إزعاجكَ في هذا الوقت ولكنّ أريدُ إخبارك أنه سيتمُ الإعلان الفلمِ الجديد غداً .
مؤيد بسعادة : يسعدني ذلك جداً .
ماجد : في أمانِ الله .
عادَ مؤيد ليضعَ رأسه على الوسادة بعدما انتهى من مكالمةِ ماجد , شعرُ مؤيد بالنعاس فاستسلمت عيناه للنومْ .

.
.



.
.
.
.



[ في الطائرة ] .


كانَ موقعُ أيمن قربَ النافذة , أحسَ بالملل , من طولِ جلوسه , فتحَ حقيبته الصغيرة , ورأى صورةً
له هو ومؤيد مع ماجد وطاقم العمل .
ابتسمَ أيمن وهو يتذكرُ كيفَ التقى بماجد , بدأ يتذكرُ وهو يحدثُ نفسه :


كنّا نتجولُ أنا و ومؤيد في الشارع بعدَ أنْ سرقت أموالنا التي كنّا نعيشُ عليها وندفعَ بها إيجارُ الشقة.
لازلتُ أتذكرُ ذلكَ الحادثَ الشنيعْ الذي تسببَ إصابةِ عدد من الناس وتهشم سبعة سيارات , لمْ نستطعْ
أنا ومؤيد أنّ نقفَ مكتوفي الأيدي وسياراتُ الإسعاف متأخرة , فتعونا نحنُ ومجموعةٌ من الشبابِ على نقلِ المصابين .
.لمّ أصدقْ تلكَ الدماء التي تلطختُ بها أنا ومؤيد , ولكن في النهاية ولله الحمد لمْ يمتْ أحد .
.سوى أنه كانَ صبي في العاشرةِ من عمره لمْ يستطعُ الخروجَ من سيارةِ أبيه المهشمة , كنّا نسمعُ صراخَ أمه التي نجتْ حاولنا جميعنا أنْ نخرجه ولكنّ محاولتنا باءتْ بالفشلْ , عندها قررنا أنا ومؤيد أنْ نحاول الدخول ونتحملّ الزجاجَ الذي يخترقُ أجسدانا .
استطعنا فتحَ ممرٍ صغير للوصلِ إلى الصبي وسطَ الحديد المتلاحمْ , حاولنا الوصلَ إليه
وأستطاعَ مؤيد أن يمسكَ يد الصبي بصعوبة ليهدأ من خوفه وبكائه , حتى جاءت سياراتُ الإطفاء واستطاعتْ إخراجه بسهولة .
لمْ أصدق تلكَ الجروح الذي ملئتْ جسدينا , فقد استغرقتُ ثلاثةَ أيامٍ للعلاجِ منها , بينما
مؤيد كانَ أكثرَ جروحاً مني فقد استغرقَ علاجه خمسةَ أيامْ .
لقدْ كانَ يومُ سعدنا عندما طرقَ ماجد بابَ شقتنا ,
ليعرَضَ علينا العمل في فلمه الجديد مقابلَ المال .
سُعدنا جداً بذلكْ خاصةً أنه كانَ الفلم خالي من العنصرُ النسائي , وقدْ أعجبَ بأسمائنا
الحقيقة , كانَ الفلمُ مرعباً , فيبدوا أنّ جراحنا قد أفادتنا ليطلبَ ماجد ذلكَ منّا .
كانَ عنوانُ الفلمْ [ الساعةُ الحادية عشر ليلاً ].
الحمدُ لله لقدْ حصلتُ على المالِ الوفير , وسوفَ أساعدُ به أبي الذي دائماً ما يكونُ مشغولاً
بعمله في الشركةْ لأجل توفير المالِ اللازمِ لنا .
لا تحزن يا مؤيد , لن تبقى وحيداً , أعدك سوفَ ءاتي في القريبِ العاجل فأنتَ أولُّ شخصٍ ساعدني
.
.
.
.
.


في باحة الخلفية للمدرسة ثلاثةُ فتيان يحيطونَ بفتى
بدا عليه الخوف .
جميعهم واقفين ماعدا ذلكَ الفتى ذا الشعر البني المحروق جالسٌ في المنتصف .
قهقة أحدهم بغرور بينما تكلمّ الأخر :
ـ الآن أعتذر لرئيسنا تركي ! .
رفعَ ذلكَ الشخصُ المدعو تركي أنفه بتكبر وهو يعقد ذراعيه .
بينما ابتسمَ الأخر بسخرية :
ـ هـه ضعيفٌ مثلك , يتعدى على رئيسنا ! .
بكى ذلكَ الفتى المعني بكلامه وقالَ بصوتٍ مرتجف وهو يدني برأسه للأسفل :
ـ أنا آسف , آسف .
وضعَ أحدُ الاثنان قدمه على ظهرِ أيمن الفتى الصغير .
ـ هيا أعتذرَ الآن . مدّ تركي ذراعه نحو أيمن .
كانَ الفتى يضعُ قدمه على ظهر أيمن ليميلَ بظهره ورأسه .
ازداد بكاء أيمن حتى أنه بدا يسمعُ شهقاته وهو يرى يدّ تركي أمامَ وجهه.
بللت الدموعُ عينيه لتصلَ إلى أنفه الصغير , أغمضَ عينه بقوة وهو لا يزالُ يشعرُ بقدمِ كامل لا تزالُ على جسده .
ـ أنا آسف , ألم أعتذر , لم أكن أقصد .
ـ هذا يكفي ,, أعرف إنكم تحتالون علي , بعدما أقومُ بتقبيل يدك تقومونَ بعدها بضربي
لقد قلت لكم أنا آسـ...
لم يشعر إلا بصراخٍ أحدٍ من الثلاثة ويبدوا أنه من كانَ يضعُ قدمه على ظهره فهو لم يعد يشعر بها , التفت
أيمن ورفعَ رأسه ليرى ذلكَ الفتى الذي وجهة لكمةً قوية إلى المدعو كامل .
وضعَ يده على وجهة بألم وهو ينظرُ إلى الذي وجهه له هذه الضربةَ الموجعة .
اشتعلَ تركي غاضباً بعدما رأى من قاطعَ حديثهم ولم يشعر إلا بضربةٍ أخرى جعلته يسقطُ هو الأخر على الأرضِ بقوة .
بينما هربَ الثالث عندما رأى أنه الوحيد الذي لم يتلقى أي ضربة .
جثى الفتى على ركبتيه عندَ أيمن الذي لا زالَ يبكي .
ـ لا تقلق , هيا انهض , ودعنا نرحلُ من هنا .
أومأ أيمن رأسه إيجاباً ووقف وهو يمسحُ دموعه .
ساعده في النهوض وهو يقولُ له .
ـ لا تكنْ جباناً هكذا .
نهضَ تركي و كمال ليحيطوا بـ أيمن والفتى الذي معه .
قالَ مؤيد بغضب :
ألم يتعذر منكم ويقولُ أنه آسف , لأنه فقط سكب العصيرَ على ملابسكَ بدون قصد !.
أمسكَ أيمن بذلةَ الفتى ببقوة وهو يختبئ خلفَ ظهره خوفاً .
ضحكَ تركي وهو يبعدُ يده عن مكان اللكمةِ في وجهة والتي أبقت أثراً واضحاً في وجهه .
ـ أنت مؤيد , أليسَ كذلك ! .
ابتسمَ الفتى مؤيد ذا الشعر الأسودِ الكثيف بسخرية
ـ نعم أنا مؤيد , أظنّكَ تريدُ ضربةً أخرى .
تركي : إذاً لا تتدخلَ بيننا, نريده أن يعتذر على طريقتنا ..
اقتربَ كامل من تركي ووقفَ بجانبه .
ـ إنه الطالبُ الجديد , لا بدَّ من أن نعلمه درساً جيداً لكيلا يتعدوا على جماعتنا .
ضحكَ مؤيد :
ـ يبدوا أنكم من يريدُ درساً جيداً .
بدأت الحربُ بينهم عندما لكمَ تركي مؤيد على وجهه :
ضحكَ تركي وهو يرى علامات الذهول على وجهة مؤيد
اختبأ أيمن خلفَ إحدى الأشجار وهو يراقبُ الحرب بينهم فقد كانا اثنان على واحد , مؤيد و كامل وتركي .
أحسّ أيمن الصغير ببعضِ الألم وهو يرى مؤيد يتلقى ضرباتٍ كثيرة , بدأت الدموع تنزلُ من عينيه وهو يتذكرُ كلامَ الفتى مؤيد :
ـ لا تكن جباناً هكذا ! .
سقط مؤيد على الأرضِ منهكاً لتتقابلَ عيناه مع السماء , بعدما أوسعه كامل و تركي ضرباتٍ مضاعفة لا تعادل ضرباته .
بدأ يُسمعُ صوتَ أنفاسهم تتسارع حتى مؤيد .
قفزَ تركي فوقه وجلسَ عليه , وأمسك بمقدمة ببذلته ورفعها للأعلى ليرتفعَ رأسه قليلاً عن الأرض .
ـ أيها البغيض , سوفَ أريك وأؤدبك لكي لا تجرؤ على رفعَ يدكَ علينا .
كانَ كامل يلتقطُ أنفاسه وهو يمسكُ يده بألم فقد تعرضَ هو و تركي للضربات .
جلسَ أيمن خلفَ الشجرةِ خائفاً وهو يسمعُ صراخَ تركي الجالس على مؤيد والذي يبدوا أنه غلبه .
التفتَ بحزم بعدما عادت جملة مؤيد
ـ لا تكن جباناً هكذا .
ركضَ بأقوى ما لديه بعدما رأى ذراع تركي ترتفعُ للأعلى استعداداً لضربه في وجهه .
بينما أغمضَ مؤيد عيناه مستسلماً .
فتحَ عيناه عندما لم يشعر بأيّ ضربة , التفت ليرى تركي في الجهة الأخرى بعدما دفعه أيمن بيده .
جلسَ أيمن بالقربِ من مؤيد , يطمأنُّ عليه .
ـ أنا آسف كلُّ هذا بسببي .
ابتسمَ مؤيد ورفعَ يده ووضعها على شعرِ أيمن :
ـ أنتَ لستَ جباناً أبداً .
رفعَ جسده من الأرض ومسحَ الدماء الخفيفة التي خرجت من شفتيه .
التفتَ نحوَ أيمن ونظرَ له والابتسامة على شفتيه :
ـ أشكركَ على مساعدتي إنكَ حقاً شجاع .
ظهر الفرح على وجهه أيمن عندما قال مؤيد كلمةَ شجاع .
قطبّ مؤيد حاجبيه بعدما رأى كامل وتركي يقفانِ مجدداً ويتجهونَ نحوهم .
صرخَ فتى وهو يتجه نحوهم .
ـ المعلمُ قادم , المعلمُ قادم .


.
.
.
.
.
.
.


وضعَ أيمن يده على فمه يكتمُ فيها ضحكته .
ـ لقد عاقبنا المدير , عندما علمَ بالمشاجرةِ الصبيانية .
ولكني أصبحتُ بعدها شجاعاً وتغلبتُ على خوفي .

تنفسَ بعمقْ وهو ينظرُ للسحابِ الأبيضْ في السماء الواسعة ثمّ عادَ يتأملُ الصورة التي جلبت له ذكرياتِ الماضي .

عنوانُ الجزء القادم :
[ أرجوك سيجارةٌ واحدةٌ فقط ]
  #22  
قديم 09-06-2012, 05:19 AM
 
مشكوووورة تسلم الايادي يا حلوة الله يعطيكي العافيه
__________________

عندما اقول للاخرين شي في نفسي دائما ما تكون جرحا لمشاعرهم
  #23  
قديم 09-10-2012, 10:52 PM
 
lalallove

مشكورة على المتابعة أختي ,, :wardah::looove:
  #24  
قديم 09-10-2012, 11:01 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ورديــہ ♥
lalallove

مشكورة على المتابعة أختي ,, :wardah::looove:


العفو عادي انا من عشاق الدم متى التكمله
__________________

عندما اقول للاخرين شي في نفسي دائما ما تكون جرحا لمشاعرهم
  #25  
قديم 09-10-2012, 11:11 PM
 

الجزء : [ الثامن ]


[ أرجوك سيجارةٌ واحدةٌ فقط ]


30\ 3 \ 2006

الساعة : 6:30 صباحاً .

استيقظَ مؤيد في يومِ الإجازة , وأولُّ ما فتحتْ عيناه كانتْ على سريرِ أيمنْ , وضعَ قدماه على الأرض وذهبَ ليأخذَ حماماً دافئاً .
......

الساعة : 6:50 صباحاً .

أدخلَ مفتاحَ الشقةِ في جيبه , بعدما تأكدّ من إغلاقِ البابِ جيداً لكيلا تسرقَ
أمواله مجدداً استنشقَ من هواء الصباحِ العليلْ
ثمّ انطلق .

.

.

.

[ في مكانٍ آخر ]

رمى بالكأسِ الذي يحمله بينَ يده , كانتْ ملامحه تدلُ على غضبٍ شديد وهو يرمي بالأشياء التي حوله
لتتحولَّ إلى قطعٍ صغيرة , صرخَ بغضب :
ـ أريدُ المــــــــــــــال ... أريدُ المال .
رأى كبسولةً بيضاء على الجانبِ الأيسر من الكنبةِ الخضراء , تسابقتْ يداه ليصلَّ
إليها أمسكها بيده بفرحَ وهو يرفعها للأعلى ويصرخ بفرح .
ـ لقدْ حصلتُ على واحده !
أدخلها في فمه بسرعة وابتلعها .

.
.

الساعة : 12:09 مساءاً .

عادَ مؤيد إلى شقته بعدَ قضاء وقتِ الصباحِ في الخارج .
أدارَ المفتاح ودخل , ثمّ اتجه إلى سريره ليأخذَ غفوةً صغيرة .

.....

الساعة: 7:00 مساءاً .
أخذَ يدورُ في كلِ مكانْ, ويقلبُ المكانَ رأساً على عقب
وهو يرددُ بلهفة .
ـ أريدُ واحدة , واحدةً فقط .
بعدَ نصفِ ساعةٍ من بحثه , جلسَ على الأرضِ منهكاً وهو يقولْ .
ـ لا فائدة لا يوجدُ شيء .
خرجَ إلى الشارعِ يائساً يترنحُ في مشيته حتى وصلَ إلى المقهى .
ضحكَ رجلٌ بسخرية ما إن رآه على هيئته وهو يقولُ لأصدقائه .
ـ ها قد جاء ياسر أظنه يريدُ سلفاً !
همسَ للشخصِ القريبِ منه .
ـ لا تعطه شيئاً هذه المرة ! ما إن يدفعَ أولا .
ابتسمَ الرجلُ بسخرية وهو ينظرُ لياسر يتقدمُ نحوه .
مدّ ياسر يده نحوه أحدهم و عيناه تحيطانِ بهما الاحمرار من التعب .
ـ أرجوك , حبةٌ واحدة !
اكتفى الشخصُ المعني بكلامه بالإيماء برأسه بلا .
أعادَ ياسر كلامه برجاء .
ـ سيجارةٌ واحدةٌ فقط ! .
سارَ ذلكَ الشخصُ مبتعداً عنه حتى وصلَ إلى جهازِ التحكمِ الخاصِ بتلفازِ المقهى .
جلسَ ياسر يائساً بعدَ محاولةٍ عدة في طلبِ أنواعِ المخدراتِ منهم .
فتحَ الشخصُ التلفاز وجلسَ بعيداً عن ياسر .
وأخذَ يقلبُ قنواتِ التلفاز بمللْ .
صرخَ الشخصُ المجاورِ له .
ـ ارفعِ الصوت يا سمير لقدْ أزعجنا ياسر بترداده لجملته .
استجابَ سمير لكلامه بسرعة فهو أيضاً قد ملّ من صوتِ ياسر .
[ فيلم الساعةُ الحادية عشر ليلاً ] قريباً عـ....
اتسعت حدقةٌ عينِ ياسر ما إن رأى الشخصَ الذي ظهر أمامه في التلفاز .
أسرعَ إلى سمير وعيناه على التلفاز .
ـ عد إلى القناةِ التي أبعدتها قبلَ قليل .
تعجبّ سمير من طلبِ ياسر , بينما ضحكَ الشخصُ الذي بجانبه .
ـ لا تقلق يا سمير إنه يهذي ربما رأى مالاً ضائعاً له .
ضحكَ الجميع ما إن انتهى من جملته .
بينما صرخَ ياسر بصوتٍ عال .
ـ أقسمُ أنه ابني .!
ازدادَ ضحكُ الجميع سوى سمير الذي يمتازُ ببروده و الذي قامَ بتلبيةِ طلبِ ياسر .
رأى ياسر مؤيد على التلفاز ووقفَ مندهشاً مما يراه .
صرخَ ياسر .
ـ أوقفه الآن بسرعة قبلَ أن يذهب .
استجابَ سمير لياسر ما إن رأى الجدّيةَ في عينيه .
أقتربَ ياسر من التلفاز وهو يحدّقُ بمؤيد الذي يحيطُ به مجموعةٌ من الأشخاص .
ـ أقسمُ إنه ابني .. أقسمُ إنه ابني .
ضحكَ رجلٌ من كلامِ ياسر وأتبع .
ـ إن كانَ ابنك فهو يملكُ الآن الكثير من المال , بسببِ تمثيله في هذا الفلمِ السخيف .
نظرَ له سمير نظرةً جعلت الشخص يتجمدُ في مكانه .
ابتسمَ سمير ببرود وهو يحدّقُ في مؤيد ويتكأُ على الطاولة .
ـ أتحكمُ عليه أنه سخيف قبلَ أن تراه !.
ضرب ياسر بقبضة يده , يده الأخرى :
ـ سوفَ أذهبُ إليه .
نهضَ سمير وتوجه لياسر بثقة .
ـ أنا أصدقك ! .
نظرَ الجميعُ كلهم نحو سمير ذلكَ الشخص الذي يبلغُ من العمر 35 الذي ضيعَ شبابه في ترويج المخدراتِ وبيعها .
نظرَ له ياسر بعدمِ تصديق .
اقتربَ سمير من وجهه وقالَ له والغموضُ يحيطُ بوجهه .
ـ إنه يشبهكَ قليلاً .
ابتسمَ ياسر براحةْ ما إن علمَ أنّ سمير صدقه .
ـ سوفَ أذهبُ إليه غداً , وسوفَ أدفعُ ديوني وأشتري الكثير منكم .
عقدَ سمير ذراعيه إليه وقطبَ حاجبيه .
ـ وأينَ هوالآن !
قطبَّ ياسر حاجبيه وهو ينظرُ للأرض .
ـ إنه في مدينةِ تبعد نحو ......
قاطعه سمير وهو يفتحُ عينه اليمنى فقط .
ـ سوفَ أعطيكَ تذكرتين تذكرةٌ للذهاب وأخرى للعودة مقابلَ مبلغٍ من المال أعطيكَ بها كميةَ كبيرة من الحبوب عندَ عودتك.
ـ فرحَ ياسر فرحاً كبيراً ما إن سمعَ ما قاله سمير .
سمير وهو يرفعُ اثنان من أصابع يده نحو ياسر : سوفَ أحجزُ تذكرتين في نفسِ اليوم من الدرجةِ الأولى أيّ تذهبُ غداً وترجعُ أيضاً غداً .

.
.

خرجَ ياسر من المقهى سعيداً بعدما وعده سمير بذلك أمسكَ برأسه الذي بدأ بالصداع .
ـ سوف أستريحُ من هذا الصداعِ قريباً .

.
.
.
.
.

.

الساعة : 2:00 صباحاً

[ عندَ مؤيد ]

أمضى يومه كله بالمشي خارجاً يبحثُ عن منزلٍ صغير مناسبٍ له.
دخلَ شقتهُ منهكاً بعدما جابَ الكثير من الشوارع ,
استلقى على سريره , ونظرَ إلى الجرةِ الكبيرة المطليةُ بالأبيض وعليها نقوشٌ بلونٍ ذهبي
حيثُ أنها توجد فوقَ الطاولة الصغيرة ابتسمَ براحة :
ـ غداً سوفَ أحضرُ وروداً لأضعها بداخلها , إنها آخرُ هدية من أيمن .
أغمضَ عينيه بتعب وهو يقول :
ـ سوفَ أختارُ غداً أيُّ المنزلين أشتري .
بعدها غطّى في النوم .

.

.
.
.
.

31\ 3 \ 2008
الساعة 3 : 30 صباحاً .

طرُقَ بابُ شقةِ مؤيد بقوه , قامَ مؤيد من سريره وهو يتمايل من أثرِ النوم ويفركُ عينيه , سارَ إلى باب شقته وهو يهمس.
ـ من هذا الذي يأتي ويوقظني من نومي في هذا الليل !
أدارَ مقبضَ الباب وفتحه ببطء, أبعدَ يده عن عينه لتحلِّ الصدمةُ على وجهه
وتضيقَ حدقةُ عينيه منَ الشخصِ الواقفِ أمامه .

عنوان الجزء القادم :wardah:
[ زيـارةٌ أليمة ]

ـــــ

ـ من الذي جاء في منتصف الليل عند مؤيد !
عنوان الجزء القادم , هل سيكون على حق !
آرائكم بالجزء ,,
بقي جزءان فقط . :wardah:

 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قطرة ندى شمعة العمر أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 31 06-23-2009 03:25 PM
صورة قلمية: الحصار يعصر غزة قطرة قطرة ... وابو الهول يبحث عن الكعك في شوارع المدينة عبير القدس مواضيع عامة 6 01-21-2008 07:33 PM
قطرة من عبرات ayman28850 محاولاتك الشعرية 0 01-07-2008 06:59 PM
قطرة عرق شفاء للعين mbn أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 9 06-20-2007 03:03 PM
قطرة........حليب alassiya أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 05-03-2007 03:40 PM


الساعة الآن 03:03 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011