عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 09-06-2012, 04:23 AM
 

الجزء : [ الثامن ]

[ إعــــــلان ]


30\ 3 \ 2008
الساعة 7 :54 صباحاً
[ في المطار ]


جلسَ الاثنان في صالةِ المطار, ينتظرونَ وقتَ الرحلة , أيمنْ جالس ينظرُ للناسِ من حوله , بينما مؤيدْ بقربه
مغمضٌ عينيه ويضعُ الصحيفة على وجهه فقدْ مضى نصفُ الليلْ وهو يحاولُ الاتصال بأبيه .
مرتْ ربعُ ساعة والمللُ يحيطُ بأيمنْ بينما مؤيدْ يأخذُ غفوة .
جاء سلمان ومعه بعضُ الأشخاصِ الذين يعرفهم أيمن , تفرقوا ليجدوا أيمن ومؤيد .
رأى سلمان أيمنْ من بعيدْ , أخرجَ هاتفه وأتصلَ لكي يخبرَ من جاء معه بمكانِ أيمنْ .
لوحّ بيده نحو أيمنْ الذي , رآه هو الأخر .
ابتسمَ أيمنْ ما إن رأى سلمانْ وبقيةُ الأشخاص الذينَ خلفَ سلمانْ .
سلّمَ سلمانْ على أيمنْ .
أيمنْ بسعادة : شكراً على مجيئك إلى هنا .
سلمان مبتسماً : أينَ مؤيدْ ألم يأتي معكْ ؟ .
أشارَ أيمن للشخصِ الذي يجلسُ قربه .
قطبّ سلمان حاجبيه : يا له من صديق ! ينامُ ألان .
حركَ شفتيه : لقد سمعتكْ .
التفتَ سلمانْ متفاجأً من كلمته .
أبعدَ الصحيفة عن وجهه ثم وقفَ ومدّ ذراعيه ليستعيدَ نشاطه , تفاجأ مؤيد من بقيةِ الأشخاصِ الذينَ حضروا مع سلمان .
تقدمَ مؤيد وسلمّ عليهم بابتسامه مرحة وهو يقول : لمْ أصدقْ أنكم ستأتونَ جميعاً ! .
ضغطَ على يدِ أحدهم وهو يسلمُ عليه مما دعاه للصراخ .
ـ لقد آلمـــــتني .
ضحكَ مؤيدْ بخفة وهو ينظرُ إليه
ـ ألا زلتَ ضعيفاً يا مروان !.
انزعجَ مروانْ من كلمته ونظرَ إليه بغضب : أحمقْ ! لا تظنّ أنني لا زلتُ أمثلْ لأكونَ ضعيفاً أمامكْ ! .
حركَ مؤيد حاجبه الأيسر للأسفلْ ورسمَ ابتسامةً زائفةً على وجهه : ولكني في النهاية غدوتُ أنا أقوى منكْ ! و....
وبسرعةٍ خاطفة وضعَ مؤيد يده على صدر مروان وتابعَ كلامه بنبرةٍ مازحة .
ـ طعنةٌ مباشرةٌ في القلبْ .
انتهى مؤيد من هذه الجملة ثم انفجرَ ضاحاً .
احمّرَ وجهه مروان غضباً , ولكنه أمسكَ غضبه وأعقدَ ذراعيه وهو يلتفتُ للجهة الأخرى .
ـ في المرةِ القادمة سوفَ أطلبُ من المخرجْ أنْ أكونَ أنا البطل .
ضحكَ مؤيد من جملةِ مروانْ وتقدمَ أمامه وأمسكَ بكتفه
ـ كنتُ أمزحُ معكَ فقطْ .
أيمنْ ضاحكاً من حديثيهما : ما رأيكمْ أنْ نخرجَ عن هذا الموضوعْ .
ضحكَ مروان ونظرَ إلى أيمن :
ـ لماذا تريدُ التهربّ من هذا الموضوع ! لإنه في النهاية أصبحت ضعيفاً وقُتِلْتَ بواسطةِ مؤيد ! .
تظاهرَ أيمن بالضيق : اصمت حتى أنتَ كذلك .
سعلَ سلمانْ بخفة وهو يمسحُ نظارته بمنديلٍ أبيض مما جعلَ الجميعَ يلتفتُ إليه .
تكلمَ سلمانْ بعدما رأى الجميعَ ينظرُ إليه .
ـ سوفَ أكونُ أنا بطلَ الفلمِ القادمْ ! .
تقدمَ مؤيد إلى سلمان ووضعَ يده على شعره ليدني رأسه وهو يضحكْ .
ـ سبحانَ الله , قبلَ أيام كنتَ مغروراً ! والآن تبدلتْ الأحوال .
شرعَ الجميعُ بالضحكْ , وجلسوا يتبادلونَ الأحاديثْ .

...........


الساعة : 8 :15 صباحاً .


نظرَ سلمان للساعةِ ووقفَ من مكانه .
سلمان : الآن سوفَ نذهبْ .
نظرَ لمروانْ الذي كانَ جالساً .
سلمانْ بغضبْ : هيا يا مروانْ كُلنا سنذهبْ .
وقفَ الجميعْ وودعوا أيمنْ مرةً أخرى .
مروانْ وهو يبتعدُ عن أيمن ومؤيد الذي لا زال عنده .
ـ وداعاً أيمنْ سوفَ ننتظرك لتشتركَ معنا في الفلمِ الجديدْ .
ابتسمَ أيمنْ على كلامه وجلسَ بجوار مؤيدْ .
رفعَ سلمان نظارته للأعلى وهو ينظرُ إليهما بطرفةِ عينيه اليسرى .
مروانْ وهو يضعُ كلتا يديه خلفَ رأسه متذمراً .
ـ لماذا جعلتنا نغادر يا سلمان ! لا زال هناكَ وقتٌ لنجلسَ معه قليلاً .
أبعدَ سلمان نظره عن أيمنْ وأخذً يخاطبُ نفسه وهو ينظرُ إلى مروان .
ـ لنجعل صديقه يودعه .
.
.
.
.
نظرَ أيمن إلى ساعته , ثم وقف ونظرَ إلى مؤيد بابتسامه حزينة : أظنه وقتَ الوداعْ .
وقفَ مؤيد بابتسامة هي الأخرى حزينة .
مدّ أيمنْ يده ليصافحَ مؤيد .
طأطأ مؤيد رأسه وهو يرى يدَ أيمنِ الممدودة .

.
.
.


مدّ أيمنْ يده أكثرْ لمؤيد الذي لمّ يمدَ يده إلى الآن .
قررَ أيمنْ أنْ يُرْجِعَ يده وهو يبتسمْ فهو يعلمْ مرَّ الوداع .
ولكنَ يدَ مؤيدْ أمسكتْ بيده قبلَ أنْ يرجعها .
ابتسم أيمنْ وهو يرى مؤيد يرفعُ رأسه لتظهرَ ابتسامته .
مؤيدْ بنبرةٍ باكيةْ وهو يضمُّ أيمن : أتمنى أنْ نتقابلَ مرةً أخرى .
أيمنْ وهو يخنق عبارته : وأنا كذلكْ .
ابتعدَ أيمنْ ببطء منْ مؤيد ليذهبْ إلى صالةِ الانتظار , والحزنُ يملأ قلبَ مؤيدْ .
بقيَ مؤيد جالساً في المطارِ لوحده حتى الساعة التاسعة صباحاُ موعدَ ذهابِ رحلةِ أيمنْ , وأنتظرَ أيضاً بعدها ربعَ ساعة
حتى يتقينَ بذهابِ الطائرة .
.
.
.
.



الساعة : 10:30 صباحاً.



وصلَ مؤيد إلى شقته منهكاً , فقدْ أوقفَ سيارةَ الأجرة في نصفِ الطريق , لينزلَ إلى الشارعْ
في محاولةٍ للاتصال بأبيه ولكنّ محاولة باءت بالفشل .
دخلَ الشقة ووصلَ إلى غرفةِ النومْ , انتابه الحزنْ عندما رأى السريرَ الذي بجانبه خالياً , ألقى بنفسه
على سريره ومددّ جسده فيه , فتحَ أزارير بذلةِ البيضاء الأمامية , أخذَ نفساً عميقاً ورمى بهاتفه قربَ الوسادة


[ بعدَ عدّة ثواني ]


رنّ هاتفُ مؤيد فجأة أخذَ مؤيد هاتفه بسرعةِ خاطفة وجلسْ , ظناً منه أن أباه .
مؤيد باندهاشْ وهو يرى المتصلْ : المخرج ماجد !
ردَ عليه وأنتظرَ رده .
ماجدْ : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
ابتسمَ مؤيد : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .
في الطرفِ الأخر .
جلسَ ماجد على مكتبه وأمامه تلفازٌ ينظرُ إليه.
تبسمَ ماجد: آسفٌ على إزعاجكَ في هذا الوقت ولكنّ أريدُ إخبارك أنه سيتمُ الإعلان الفلمِ الجديد غداً .
مؤيد بسعادة : يسعدني ذلك جداً .
ماجد : في أمانِ الله .
عادَ مؤيد ليضعَ رأسه على الوسادة بعدما انتهى من مكالمةِ ماجد , شعرُ مؤيد بالنعاس فاستسلمت عيناه للنومْ .

.
.



.
.
.
.



[ في الطائرة ] .


كانَ موقعُ أيمن قربَ النافذة , أحسَ بالملل , من طولِ جلوسه , فتحَ حقيبته الصغيرة , ورأى صورةً
له هو ومؤيد مع ماجد وطاقم العمل .
ابتسمَ أيمن وهو يتذكرُ كيفَ التقى بماجد , بدأ يتذكرُ وهو يحدثُ نفسه :


كنّا نتجولُ أنا و ومؤيد في الشارع بعدَ أنْ سرقت أموالنا التي كنّا نعيشُ عليها وندفعَ بها إيجارُ الشقة.
لازلتُ أتذكرُ ذلكَ الحادثَ الشنيعْ الذي تسببَ إصابةِ عدد من الناس وتهشم سبعة سيارات , لمْ نستطعْ
أنا ومؤيد أنّ نقفَ مكتوفي الأيدي وسياراتُ الإسعاف متأخرة , فتعونا نحنُ ومجموعةٌ من الشبابِ على نقلِ المصابين .
.لمّ أصدقْ تلكَ الدماء التي تلطختُ بها أنا ومؤيد , ولكن في النهاية ولله الحمد لمْ يمتْ أحد .
.سوى أنه كانَ صبي في العاشرةِ من عمره لمْ يستطعُ الخروجَ من سيارةِ أبيه المهشمة , كنّا نسمعُ صراخَ أمه التي نجتْ حاولنا جميعنا أنْ نخرجه ولكنّ محاولتنا باءتْ بالفشلْ , عندها قررنا أنا ومؤيد أنْ نحاول الدخول ونتحملّ الزجاجَ الذي يخترقُ أجسدانا .
استطعنا فتحَ ممرٍ صغير للوصلِ إلى الصبي وسطَ الحديد المتلاحمْ , حاولنا الوصلَ إليه
وأستطاعَ مؤيد أن يمسكَ يد الصبي بصعوبة ليهدأ من خوفه وبكائه , حتى جاءت سياراتُ الإطفاء واستطاعتْ إخراجه بسهولة .
لمْ أصدق تلكَ الجروح الذي ملئتْ جسدينا , فقد استغرقتُ ثلاثةَ أيامٍ للعلاجِ منها , بينما
مؤيد كانَ أكثرَ جروحاً مني فقد استغرقَ علاجه خمسةَ أيامْ .
لقدْ كانَ يومُ سعدنا عندما طرقَ ماجد بابَ شقتنا ,
ليعرَضَ علينا العمل في فلمه الجديد مقابلَ المال .
سُعدنا جداً بذلكْ خاصةً أنه كانَ الفلم خالي من العنصرُ النسائي , وقدْ أعجبَ بأسمائنا
الحقيقة , كانَ الفلمُ مرعباً , فيبدوا أنّ جراحنا قد أفادتنا ليطلبَ ماجد ذلكَ منّا .
كانَ عنوانُ الفلمْ [ الساعةُ الحادية عشر ليلاً ].
الحمدُ لله لقدْ حصلتُ على المالِ الوفير , وسوفَ أساعدُ به أبي الذي دائماً ما يكونُ مشغولاً
بعمله في الشركةْ لأجل توفير المالِ اللازمِ لنا .
لا تحزن يا مؤيد , لن تبقى وحيداً , أعدك سوفَ ءاتي في القريبِ العاجل فأنتَ أولُّ شخصٍ ساعدني
.
.
.
.
.


في باحة الخلفية للمدرسة ثلاثةُ فتيان يحيطونَ بفتى
بدا عليه الخوف .
جميعهم واقفين ماعدا ذلكَ الفتى ذا الشعر البني المحروق جالسٌ في المنتصف .
قهقة أحدهم بغرور بينما تكلمّ الأخر :
ـ الآن أعتذر لرئيسنا تركي ! .
رفعَ ذلكَ الشخصُ المدعو تركي أنفه بتكبر وهو يعقد ذراعيه .
بينما ابتسمَ الأخر بسخرية :
ـ هـه ضعيفٌ مثلك , يتعدى على رئيسنا ! .
بكى ذلكَ الفتى المعني بكلامه وقالَ بصوتٍ مرتجف وهو يدني برأسه للأسفل :
ـ أنا آسف , آسف .
وضعَ أحدُ الاثنان قدمه على ظهرِ أيمن الفتى الصغير .
ـ هيا أعتذرَ الآن . مدّ تركي ذراعه نحو أيمن .
كانَ الفتى يضعُ قدمه على ظهر أيمن ليميلَ بظهره ورأسه .
ازداد بكاء أيمن حتى أنه بدا يسمعُ شهقاته وهو يرى يدّ تركي أمامَ وجهه.
بللت الدموعُ عينيه لتصلَ إلى أنفه الصغير , أغمضَ عينه بقوة وهو لا يزالُ يشعرُ بقدمِ كامل لا تزالُ على جسده .
ـ أنا آسف , ألم أعتذر , لم أكن أقصد .
ـ هذا يكفي ,, أعرف إنكم تحتالون علي , بعدما أقومُ بتقبيل يدك تقومونَ بعدها بضربي
لقد قلت لكم أنا آسـ...
لم يشعر إلا بصراخٍ أحدٍ من الثلاثة ويبدوا أنه من كانَ يضعُ قدمه على ظهره فهو لم يعد يشعر بها , التفت
أيمن ورفعَ رأسه ليرى ذلكَ الفتى الذي وجهة لكمةً قوية إلى المدعو كامل .
وضعَ يده على وجهة بألم وهو ينظرُ إلى الذي وجهه له هذه الضربةَ الموجعة .
اشتعلَ تركي غاضباً بعدما رأى من قاطعَ حديثهم ولم يشعر إلا بضربةٍ أخرى جعلته يسقطُ هو الأخر على الأرضِ بقوة .
بينما هربَ الثالث عندما رأى أنه الوحيد الذي لم يتلقى أي ضربة .
جثى الفتى على ركبتيه عندَ أيمن الذي لا زالَ يبكي .
ـ لا تقلق , هيا انهض , ودعنا نرحلُ من هنا .
أومأ أيمن رأسه إيجاباً ووقف وهو يمسحُ دموعه .
ساعده في النهوض وهو يقولُ له .
ـ لا تكنْ جباناً هكذا .
نهضَ تركي و كمال ليحيطوا بـ أيمن والفتى الذي معه .
قالَ مؤيد بغضب :
ألم يتعذر منكم ويقولُ أنه آسف , لأنه فقط سكب العصيرَ على ملابسكَ بدون قصد !.
أمسكَ أيمن بذلةَ الفتى ببقوة وهو يختبئ خلفَ ظهره خوفاً .
ضحكَ تركي وهو يبعدُ يده عن مكان اللكمةِ في وجهة والتي أبقت أثراً واضحاً في وجهه .
ـ أنت مؤيد , أليسَ كذلك ! .
ابتسمَ الفتى مؤيد ذا الشعر الأسودِ الكثيف بسخرية
ـ نعم أنا مؤيد , أظنّكَ تريدُ ضربةً أخرى .
تركي : إذاً لا تتدخلَ بيننا, نريده أن يعتذر على طريقتنا ..
اقتربَ كامل من تركي ووقفَ بجانبه .
ـ إنه الطالبُ الجديد , لا بدَّ من أن نعلمه درساً جيداً لكيلا يتعدوا على جماعتنا .
ضحكَ مؤيد :
ـ يبدوا أنكم من يريدُ درساً جيداً .
بدأت الحربُ بينهم عندما لكمَ تركي مؤيد على وجهه :
ضحكَ تركي وهو يرى علامات الذهول على وجهة مؤيد
اختبأ أيمن خلفَ إحدى الأشجار وهو يراقبُ الحرب بينهم فقد كانا اثنان على واحد , مؤيد و كامل وتركي .
أحسّ أيمن الصغير ببعضِ الألم وهو يرى مؤيد يتلقى ضرباتٍ كثيرة , بدأت الدموع تنزلُ من عينيه وهو يتذكرُ كلامَ الفتى مؤيد :
ـ لا تكن جباناً هكذا ! .
سقط مؤيد على الأرضِ منهكاً لتتقابلَ عيناه مع السماء , بعدما أوسعه كامل و تركي ضرباتٍ مضاعفة لا تعادل ضرباته .
بدأ يُسمعُ صوتَ أنفاسهم تتسارع حتى مؤيد .
قفزَ تركي فوقه وجلسَ عليه , وأمسك بمقدمة ببذلته ورفعها للأعلى ليرتفعَ رأسه قليلاً عن الأرض .
ـ أيها البغيض , سوفَ أريك وأؤدبك لكي لا تجرؤ على رفعَ يدكَ علينا .
كانَ كامل يلتقطُ أنفاسه وهو يمسكُ يده بألم فقد تعرضَ هو و تركي للضربات .
جلسَ أيمن خلفَ الشجرةِ خائفاً وهو يسمعُ صراخَ تركي الجالس على مؤيد والذي يبدوا أنه غلبه .
التفتَ بحزم بعدما عادت جملة مؤيد
ـ لا تكن جباناً هكذا .
ركضَ بأقوى ما لديه بعدما رأى ذراع تركي ترتفعُ للأعلى استعداداً لضربه في وجهه .
بينما أغمضَ مؤيد عيناه مستسلماً .
فتحَ عيناه عندما لم يشعر بأيّ ضربة , التفت ليرى تركي في الجهة الأخرى بعدما دفعه أيمن بيده .
جلسَ أيمن بالقربِ من مؤيد , يطمأنُّ عليه .
ـ أنا آسف كلُّ هذا بسببي .
ابتسمَ مؤيد ورفعَ يده ووضعها على شعرِ أيمن :
ـ أنتَ لستَ جباناً أبداً .
رفعَ جسده من الأرض ومسحَ الدماء الخفيفة التي خرجت من شفتيه .
التفتَ نحوَ أيمن ونظرَ له والابتسامة على شفتيه :
ـ أشكركَ على مساعدتي إنكَ حقاً شجاع .
ظهر الفرح على وجهه أيمن عندما قال مؤيد كلمةَ شجاع .
قطبّ مؤيد حاجبيه بعدما رأى كامل وتركي يقفانِ مجدداً ويتجهونَ نحوهم .
صرخَ فتى وهو يتجه نحوهم .
ـ المعلمُ قادم , المعلمُ قادم .


.
.
.
.
.
.
.


وضعَ أيمن يده على فمه يكتمُ فيها ضحكته .
ـ لقد عاقبنا المدير , عندما علمَ بالمشاجرةِ الصبيانية .
ولكني أصبحتُ بعدها شجاعاً وتغلبتُ على خوفي .

تنفسَ بعمقْ وهو ينظرُ للسحابِ الأبيضْ في السماء الواسعة ثمّ عادَ يتأملُ الصورة التي جلبت له ذكرياتِ الماضي .

عنوانُ الجزء القادم :
[ أرجوك سيجارةٌ واحدةٌ فقط ]