عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree54Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #36  
قديم 06-16-2013, 12:47 PM
 
[frame="2 80"]

تحالف الأضداد
23/09/2012
د. عبد الكريم بكار
******

تحالف الأضداد ليس بالشيء الجديد؛ فقد رأى الناس تجلياته عبر التاريخ في الكثير من الأشياء، ونحن نعرف أن الذي يظهر مدلولات (القبح)، وينفّر النفس منه هو (الجمال)، كما أن القبح هو الذي يجعل للجمال ذلك الإشراق الأخّاذ، وقد قالوا قديماً: إن للشوهاء فضلاً على الحسناء؛ لأنه لولا القبح الذي يُلحظ لدى الشوهاء ما بان للناس روعة الجمال الذي يُلحظ لدى الحسناء.
******
ولا أريد هنا التعمق في هذا المبحث الطريف، لكن أودّ أن أشير على نحو موجز إلى التحالف الخفي وغير المقصود بين فريقين من بني جلدتنا: فريق الغلاة المتنطّعين المعسِّرين وفريق المتساهلين والمتسيّبين الذين يريدون للتدين أن يصبح عبارة عن علاقة حسنة بين العبد وربه ـ عز وجل ـ بعيداً عن توجيه الحركة الاجتماعية وضبط مسيرة النهضة.
******
إن كل فريق من هذين الفريقين يتغذّى في الحقيقة على تطرّف الآخر وبعده عن النهج القويم، بل إن الأمر يصل إلى استمداد مشروعية الوجود؛ فالخروج عن الأصول يحتاج إلى مسوّغ، والمسوّغ لخروج أي من الفريقين هو خروج الآخر، ورحم الله ابن القيم حين قال: (فما أمر الله ـ تعالى ـ بأمر إلاّ وللشيطان فيه نزعتان: إما إلى تفريط وإضاعة، وإما إلى إفراط وغلوّ، ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه، كالوادي بين الجبلين والوسط بين طرفين ذميمين؛ فكما أن الجافي عن الأمر مضيع له، فالغالي فيه مضيع له، هذا بتقصيره عن الحد، وهذا بتجاوزه للحد).
******
إن الناظر في الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة يجد أن معظمها ظني الدلالة، وفيها مجال للاجتهاد والترجيح، ولو شاء الله ـ تعالى ـ لكانت جميعاً قطعية الدلالة, و لكان في كل مسألة قول واحد، لكن الله الرحيم بعباده أتاح لعلماء الأمة أن يختلفوا في كثير من الأمور حتى يرتفع عنها الحرج، و يخفف عنها في التكليف, و لدينا الكثير من الآيات و الأحاديث الدالة على التحذير من التنطع و الغلو، وحمل الناس على ما يوقعهم في المشقة و العنت.
******
إن الغلاة على مستوى التنظير يتعاملون مع كثير من القضايا الخلافية كما يتعاملون مع القضايا المتفق عليها, و إذا كان في المسألة الواحدة قولان, حجبوا القول الذي فيه يسر، و أنكروا على من يأخذون به, و أبرزوا القول الذي فيه شدة, و فيما يتعلق بالواقع المعيشي فإنهم يشخّصونه، و يصدرون عليه الأحكام القاطعة، مع قلة ما لديهم من علم و خبرة, ثم يتهمون من خالفهم بأنه من مشايخ السلطة، أو من أهل الأهواء، أو أصحاب المصالح، أو ممن يخاف من سطوة الحكام.
******
و هم إلى جانب هذا يتوسّعون في باب سدّ الذرائع توسّعاً يؤدي إلى خنق الحياة العامة؛ مما يجعل الناس يشعرون بالضيق؛ فيندفعون خلف رغباتهم خارج الإطار الشرعي، و بعيداً عن المتفق عليه و المختلف فيه, و يتوّج الغلاة غلوَّهم باستخدام السلاح في عملية الإصلاح السياسي و الاجتماعي في الداخل، و استخدامه في تأديب الدول العظمى في الخارج نيابة عن المسلمين، دون أي تبصر في الآثار المدمرة لكل ذلك، و دون أي استعداد لقراءة الثمار المرة التي جناها المسلمون في أنحاء العالم من وراء ذلك؛ و المنطلق في كل هذا هو تزكية النفس و تزكية الفهم.
******
هذا الفريق يقدّم بغلوّه الذريعة للعلمانيين- و هم درجات – كي يقفوا على الضفة الأخرى و ليتحدثوا عن الصحوة الإسلامية، و أنها كانت عبارة عن ورطة أو خديعة خُدعت بها الأمة أو كانت - كما يقول بعضهم – غفوة و غفلة, و يتجاوز الأمر ذلك إلى التحدث عن الإسلام بوصفه محرضاً على العنف، و بوصفه بنية غير ملائمة لهذا الزمان, و هم يحتكمون في ذلك إلى مرجعية فكرية و ثقافية مشوبة بالكثير من الشوائب...
أتباع هذا الفريق يحرضون الفريق الغالي المتشدد على العنف, و يمدّونه بمقومات البقاء، وذلك من خلال محاولتهم فرض رؤيتهم العلمانية على المجتمع، و النظر باستخفاف إلى من يخالفهم، كما يغذونه من خلال إعاقة حركة الإصلاح السلمي الهادفة إلى تعزيز القيم الإسلامية الأساسية، و نشر العدل، و مكافحة الفساد، و حماية المكتسبات الوطنية.
******
و هم يغذون التيار الغالي أيضاً من خلال التهوين من شأن كثير من الآداب و الأحكام الإسلامية؛ بهدف جعل الدين عبارة عن هيكل عظمي، أو شيء هلامي غامض يحمله المسلم في صدره، و بالطبع فإن هناك اليوم من يعمل على كسر ذلك الهيكل العظمي على نحو نهائي!
******
أما الأغلبية الصامتة أهل الوسطية و الاعتدال من عموم المسلمين, فهم أشبه بركاب طائرة مخطوفة, لا حول لهم و لا طول! و أعتقد أنه قد آن الأوان للصامتين أن يتكلموا، و يهبُّوا لحماية القاسم المشترك الذي يجمعهم جميعاً، والذي يتمثل في قطعيات هذا الدين و فهم جماهير أهل العلم لها، كما يتمثل في مجموعة القيم الضامنة مثل: العدل، و الحرية، و النزاهة، و التعاون، و التضحية، و الدعوة إلى الفضيلة، و حق ممارسة النقد...
******
إن حروب الإمبراطوريات القادمة, هي حروب بوليسية استخباراتية, قوامها حروب أهلية مدمرة لإمكانات الأعداء, و ليس أدل على ذلك من أن ميزانية (السي آي إيه) قد بلغت أربعة و أربعين مليار دولار، و هذا المبلغ يزيد على ميزانية عشرين جيشاً من جيوش البلدان الفقيرة, و من المؤسف أن الفريقين يدفعان في اتجاه إشعال حروب أهلية: فريق يعمل على تدمير المرجعية الثقافية للأمة و التشكيك في ركائز إجماعها، و فريق يقدم الوقود لتلك الحروب من خلال ممارسات عنيفة و طائشة و غير مشروعة، بل يمكن القول: إن الفريقين منخرطان في حروب أهلية بالنيابة ـ وهي باردة وساخنةـ عن العدو المشترك.

حروب أبطالها و قتلاها أبناء ملة واحدة و دين واحد!!

******
*إسلام ويب*
[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
  #37  
قديم 06-17-2013, 01:42 PM
 
[frame="2 80"]

تفكر ساعة

16/09/2012
د. سلمان بن فهد العودة
******

ولم لا يكون التَّفَكُّر عبادة وابن عباس يقول: ركعتان مقتصدتان في تَفَكُّر خير من قيام ليلة بلا قلب!
ويقول: تَفَكَّروا في آلاء الله.
ووصفت أم الدرداء زوجها الصحابي الجليل بأن أكثر عبادته التَّفَكُّر.
وفي حديث مرفوع ضعيف، والصحيح من قول الحسن البصري: (تَفَكُّر ساعة خير من قيام ليلة).
******
نعرف الأشياء معرفة حسيَّة بالمشاهدة واللمس والسماع أولاً.

ثم نتذوق ما فيها من الإبداع الربَّاني والحُسن والجمال والإعجاز المبهر ثانياً.
ثم تفيض معاني الإيمان والخشوع على قلوبنا وجوارحنا؛ مسبحة بحمد الخالق الكبير.
تأملْ سطورَ الكائناتِ فإنها ... من الملأ الأعلى إليكَ رسائلُ
وقد خُطّ فيها لو تأملتَ سطرها ... ألا كل شيءٍ ما خلا الله باطلُ
******
وتفضي إلى البصيرة وتمام اليقين، أو "الشهود" كما يسميه ابن تيمية، كما في قصة إبراهيم (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ..) .
******
التَّفَكُّر هو النظر في المسلَّمات والبناء عليها، وليس كذلك التفكير الذي هو الاستنباط والتحليل.
التَّفَكُّر فعل وجداني أما التفكير فهو فعل عقلي.
التَّفَكُّر استجابة فورية، والتفكير عمل مستديم متدرج متراكم، ولذا قرأ المصطفى -عليه السلام- قوله تعالى: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، ثم قال: (وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا) رواه ابن حبان.
******
التَّفَكُّر مفردة قرآنية تكررت في ثمانية عشر موضعاً في الكتاب العزيز، تأمَّلتها فوجدتها لا تخرج عن أحد موضوعات خمسة:
1- التَّفَكُّر في الخلق كما في آية آل عمران السابقة؛ في الكون، والإنسان، والحيوان، والنبات. وسورة النحل طافحة بذلك وهي التي تسمى (سورة النِّعَم)، ومثلها سورة لقمان.
إن ملاحظة الإعجاز في عملية الخلق من عدم، وبث الحياة في الجماد الموات ليَنْتَفِض ويتحرك ويحس؛ لهو من أعظم دلالات الربوبية.
******
والإقبال على هذا اللون من التَّفَكُّر الإيجابي يُرسِّخ الإيمان، ويصرف الطاقة العقلية عن التفكير الطويل في المعضلات، وما يحار العقل فيه ويعجز عن دركه.
بعض الشباب يُمعِن في التساؤل عن العلَّة وراء العذابات، والمصائب، واختلالات الحياة.. ولو تَفَكَّر في الكون والنفس وغاص وراء الأسرار لهدأت ثائرة الشكوك، وصار يتقبل بعض الإجابات التي كان يرفضها من قبل.
******
2- التَّفَكُّر في الأمثال (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )، وقد شبَّه الله الحياة الدنيا بالمطر واختلاط نبات الأرض به: (حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ، ومن ذلك القصص فهي في مساق الأمثال والعِبَر والدروس الحياتية؛ التي تقاس نتائجها ومحصلاتها وعواقبها، فهي قياس مجهول على معلوم.
******
3- التَّفَكُّر في الوحي؛ وخاصة القرآن، وهو التَّدبُّر، والوقوف عند المعنى، وعرض النفس عليه، ومطالبتها بالتَّرَقِّي، كما في قوله: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) ، التَّفَكُّر في الوحي يُرسِّخ الإيمان، ويجعل القارئ يسمع كلام الله وخطابه وحديثه إلى رسله وأنبيائه وسائر عباده، في الدنيا وفي الآخرة، بأسلوب معجز، وبيان مبهر، وروحانية آسرة.
والوحي نفسه دعوة إلى التَّفَكُّر، وإعمال العقل والوجدان في التفاعل مع السياق، وفي كشف مجاهل الكون وآفاقه وأسراره.. إنه دين يُحرِّض على التفكير، ولا يخاف من العقل.
******
4- التَّفَكُّر في المواقف التي يتخذها الإنسان، والألفاظ التي يُطلقها دون رويَّة أو تأمُّل أو تَحَكُّم، وتمثل تقليداً أو إرثاً غير ممحَّص، أو يفعلها المرء بتشجيع وتصفيق ممن حوله ينسيه ذاته، ولذا قال سبحانه: (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا) ، الموعظة في نظر البعض تخدير وإلهاء، بينما هي هنا دعوة إلى التَّعقُّل والفهم والاستيعاب والنظر المتعقِّل في الجديد.
مَثْنَى وَفُرَادَى!
******
أما الواحد فيخلو بنفسه بعيداً عن الضجيج والصياح؛ ليدرك الحقائق بهدوء، وأما الاثنان فقد يكونان خلصاء أصفياء متصارحين، وكأنهم نفس واحدة، يبوح أحدهم للآخر بكل تطلعاته وتساؤلاته وأفكاره الجازمة والمترددة، فبينهما انسجام وتمازج ينتج عنه تعاون وتساعد..كما في قصة أصحاب الكهف؛ الذين تعارفوا أول أمرهم مثنى مثنى، ثم اتسعت دائرتهم.
******
والإنسان عادة مولع بتكرار مواقفه واستنساخها دون تردد؛ لأنه تبرمج معها، وبنى علاقاته عليها، وهي لا تحتاج إلى تفكير جديد، وهذا يحرمه من فرص عظيمة وتجارب غنية.
******
5- التَّفَكُّر في المصالح والمفاسد، وترجيح بعضها على بعض، وهو لون من النظر والتَّعقُّل؛ يدرك منه المرء بقدر سعة عقله، وامتداد تجربته، وانعتاقه من الضغوط السياسية والاجتماعية.
ومن دقيق فقه المصالح معرفة خير الخيرين، وشر الشرين؛ وهذا ظاهر في قوله سبحانه: (يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)
******
والمماسَّة الواقعية لفرز المصلحة والمفسدة ترتبك حين تتحول إلى جدل وخصام؛ لأنها تتجه نحو الإفحام؛ لكسب الموقف ودحر المناوئ.
التَّفَكُّر الرشيد يُورث حكمة يرويها ابن المبارك فيقول: مرَّ رجل براهب عند مقبرة ومزبلة، فقال: عندك كنزان من كنوز الدنيا لك فيهما معتبر؛ كنز الرجال، وكنز الأموال!.
******
ويصنع وعياً ويقظة يحكيها أبو سليمان الداراني فيقول: إني لأخرج من منزلي فما يقع بصري على شيء إلا رأيت عليّ فيه نعمة ولي فيه عبرة!
التَّفَكُّر يمنح النفس هدوءاً وطمأنينة من داخلها لا تهزه المؤثرات ولا تقلقه الجلبة.
ويُربِّي على مكارم الأخلاق؛ الحلم، والصبر، وكظم الغيظ، والتجاوز، والصفح.. إنه يفكر في الحالة الوجدانية الراهنة التي يعيشها، ويراقب أداءه، ويسيطر على انفعالاته، ويعزز الثقة بالنفس، ويوسع دائرة المعرفة، ويشجع على حسن توظيفها لتكوين معرفة جديدة.
وهو من أسباب تكريس الصحة النفسية، وتبعاً لذلك الصحة البدنية، ويحق لنا أن نقلب المثل الشائع ونقول: الجسم السليم في العقل السليم!
******
*إسلام ويب*

[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
  #38  
قديم 06-17-2013, 02:14 PM
 
__________________


رد مع اقتباس
  #39  
قديم 06-18-2013, 05:06 PM
 
__________________
رد مع اقتباس
  #40  
قديم 06-18-2013, 05:13 PM
 
[frame="2 80"]

أنتركهم يسرقون شهر رمضان؟
31/07/2012
موقع براعم الإسلام

******
من المُجْمَع عليه بين أهل العلم سلفاً وخلفاً، أن من الثمار اليانعة لصيام شهر رمضان أن يزداد الحس الإيماني عند الصائم عمقاً ورهافةً، وأن تصفو نفسه عن ذي قبل وتغدو أسرع استجابةً لأحكام دينه، وأشد نفوراً من دواعي الخلل والانحراف.
******
وكل هذه العناوين قد جاءت موجزة بليغة معبرة بلغة لا ترقى إلى بلاغتها لغة، لأنها كلام العلي القدير عز وجل.
قال سبحانه: {يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} [سورة البقرة:الآية 183].
وما من مسلم يصوم رمضان إيماناً واحتساباً إلا ذاق حلاوة التقوى تلك، فالشهر الكريم مدرسة للصبر والتزود من خشية الله والمنافسة في الخيرات. وهو فرصة لمراجعة النفس وتصويب السلوك وترويح القلوب وتقويم العوج.
******
أما على مستوى الأمة، فقد كان شهر الصوم شهراً متميزاً في قرون تميزها، أنجزت فيه الفتوحات الرائعة، وكتب الله لها النصر في محطات فاصلة وحاسمة، بدءاً بغزوة بدر الكبرى ثم فتح مكة، ومروراً بموقعة حطين البهية. بل إن النصر اليتيم الذي حققه العرب على الصهاينة في حرب نظامية تم في شهر رمضان 1373للهجرة (1973م).
******
غير أن أعداء الأمة وأدواتهم التغريبية ممن يتسمون بأسمائنا ويتكلمون بلساننا، يسعون دائماً إلى مسخ الإسلام وتشويهه، بعد أن يئسوا من استئصاله. فهم لم يتوقفوا عند دعوتهم الهدامة إلى حصر الإسلام في نطاق التعبد المحض (من صلاة وصيام)، بل تراهم يبذلون أقصى طاقاتهم لمسخ العبادات نفسها، التي يتظاهرون بأنهم يقبلون بها!!
فالحقيقة هي أنهم يبغضون حتى العبادات بمعناها الضيق، لأنهم لمسوا بقاء تأثيرها في أجيال سابقة تم تزييف وعيها في فترات التسلط التغريبي المعزز بمحاصرة الدين ودعاته وتجهيل العامة بأسسه ومبادئه؟
******
إنها ليست نظرية تآمرية كما يحلو للقوم نعت كل من يميط اللثام عن مكرهم ويعرّي خبثهم ويهتك ستر مخططاتهم، بل هي واقع لم يعد خافياً على ذي عينين.
فلقد كان علمانيو الأمس أقل دهاء من حفدتهم في الوقت الحاضر.
******
كان الأولون منذ نصف قرن ينشرون الفساد على مدى السنة كلها، لكنهم يمنحونها إجازة في شهر رمضان، أما شر خَلَف لشر سَلَف تجاوزا مرحلة تعميم الفساد ونشر المجون على مدار العام من دون استثناء رمضان، فقد بلغوا ما هو أشد سوءاً إذ راحوا يخصون شهر الصيام بأسوأ ما في جعبتهم من أذى وتهتك.
******
لقد صار رمضان في وسائل إعلام هؤلاء موسماً لموبقاتهم من مسلسلات هابطة وبرامج تقوم على بث الشبهات والتشكيك في قطعيات الدين من طرف، وعلى الهزء بالخير والافتراء على العلماء والدعاة بذريعة النقد، وهي ذريعة كاذبة خاطئة.
أفليس مما يؤكد دعوانا أن منابر الشر والأذى تلك، حشدت لشهر رمضان الحالي زهاء 125 مسلسلاً رديئاً بكل المعايير الشرعية، تعادل 70% من المسلسلات التي يتم إنتاجها في السنة. وبعبارة أخرى: فإن نصيب الشهر كل شهر –غير رمضان- 4 مسلسلات في حين تقفز حصة شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار 125 !!!!
******
فإذا تبين للجميع حجم المؤامرة ومداها وعمقها وخطرها، فإنه قد آن الأوان لكي ننهض أفرادأً وجماعاتٍ، بواجب التصدي للمنكر العظيم بالوسائل المشروعة، فبقاؤنا في مقاعد القاعدين مشاركة ضمنية في كيد الأعداء.
ولا يكفي أن نتذمر وننكر بقلوبنا ونترك للمجرمين ذوي القلوب العليلة تمرير ما يحيكون منكراتهم ويروجونها أمام ناظرينا.
بالإضافة إلى تكوين رأي عام متماسك يضع لهؤلاء حداً رغم أنوفهم، عن طريق الضغط الأدبي على الجهات الرسمية التي تغض بصرها، وعلى التجار الذين يدعمون الشر بأموالهم. وأضعف الإيمان هنا هو عدم استسهال انجرار بعض السذج إلى دائرة الخطر من حيث لا يشعرون، سواء من خلال التصويت الأبله، أم البحث العبثي عن أموال السحت التي يُستدرجون إليها تحت اسم المسابقات.
ألا هل بلَغنا. اللهم فاشهد.

******

*إسلام ويب*
[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:41 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011