عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree54Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 05-01-2013, 10:05 AM
 
[frame="2 80"]
الحب أولاً
24/12/2012
د. سلمان العودة
******
حين تعيد قراءة الأسماء الحسنى؛ ستجد مفاجأة بانتظارك !
ليس من بين هذه الأسماء المذكورة اسم تمحّض للأخذ والعقاب والعذاب .
فيها أسماء الرحمة والود واللطف ، وأسماء العلم والإحاطة ، وأسماء الْخَلْق والرزق والإحياء والإماتة والتدبير ، وأسماء القدرة والقوة ، وأسماء العلوّ والعظمة ، وأسماء الجمال والجلال والكمال فيها : الرحمن ، الرحيم ، الغفور ، السلام ، الوهّاب ، الرزاق ، الفتاح ، اللطيف ، الجميل ، المجيب ، الودود ، الصمد ، البر ، العفو ، الرؤوف ، الغني ، النور ، الطيب ، المنان ، الجواد ، ذو الفضل ، .. إلخ
******
وليس فيها : المعذِّب ، المنتقم ، الآخذ ، الباطش ، وهل " شديد العقاب " اسم من الأسماء الحسنى ؟!
الأصح أنه ليس من الأسماء الحسنى بل هو وصف لعقابه ، بمنزلة قولنا " عقابه شديد " وبمنزلة قولنا " عذابه أليم " وهذه لا تكون في أسمائه الحسنى -عز وجل- ، وهذا الذي اختاره ابن تيمية وابن القيم وجمع من المحققين .
يقول -رحمه الله- : " وليس من أسماء الله الحسنى اسم يتضمن الشر ، إنما يُذكر الشر في مفعولاته ، كقوله تعالى : (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ) ، وقوله تعالى : (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم ) (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ) ، وقال : " وليس في أسمائه الحسنى إلا اسم يُمدح به ، ولهذا كانت كلها حسنى ومثل ذلك قاله ابن القيم :
" إن أسماءه كلها حسنى ، ليس فيها اسم غير ذلك أصلاً .. وهذا يدل على أن أفعاله كلها خيرات محض لا شر فيها ، لأنه لو فعل الشر لاشتق له منه اسم ، ولم تكن أسماؤه كلها حسنى ، وهذا باطل ، فالشر ليس إليه .. وقال : " إن النعيم والثواب من مقتضى رحمته ومغفرته وبره وكرمه ؛ ولذلك يضيف ذلك إلى نفسه ، وأما العذاب والعقوبة فإنما هو من مخلوقاته ، ولذلك لا يسمى بالمعاقِب والمعذِّب ، بل يفرق بينهما ، فيجعل ذلك من أوصافه ، وهذا من مفعولاته حتى في الآية الواحدة ، كقوله تعالى :
(نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ)
ويقول الدكتور عمر الأشقر :
" لا يدخل في أسماء الله ما كان من صفات أفعاله ، أو صفات أسمائه ، مثل شديد العقاب ، وسريع العقاب ، وسريع الحساب ، وشديد المحال ، ورفيع الدرجات .. وهكذا قال غير واحد : إنها لم تستعمل إلا مضافة أو موصوفة على غير سبيل التسمي ، بل على سبيل الوصف أو الإخبار ، فلا تستعمل إلا بالصفة التي وردت .
******
وليس مما توجب أسماؤه الحسنى ألّا يزال معاقباً على الدوام ، أو غضبان على الدوام ، أو منتقماً على الدوام ، وتأمُّلُ هذا المعنى يفتح للنفس آفاقاً من الفقه في أسمائه وصفاته ، ويزيد معرفته ومحبته ، ولذا كان النبي يقول في دعائه كما في الصحيحين: " والشَّرُّ لَيسَ إليكَ " ومعناه على التحقيق : أن الشر لا يضاف إلى الله ، لا في ذاته ، ولا في صفاته ، ولا في أسمائه ، فإنّ له الكمال المطلق من جميع الوجوه ، وصفاته كلها صفات كمال يُحمد عليها ، ويُثنى عليه بها ، وأفعاله كلها خير ورحمة وعدل وحكمة ، وأسماؤه كلها حسنى ، فكيف يُضاف الشر إليه ؟
بل الشرّ يقع في مفعولاته ومخلوقاته منفصلاً غير قائم به سبحانه ، وله في ذلك من الحكمة ما لا يحيط البشر به علماً .
هذا المعنى يتأكّد بدراسة الأسماء الحسنى كما دونها العلماء ، وهو يدل على أن الفقيه والداعية ينبغي أن يعرّف العباد بربهم؛ مقدماً أسماءه الكريمة الحسنى المشتملة على برّه وجوده ورحمته ولطفه وعفوه ومغفرته .
وأن هذا خير ما يسوق العباد إلى ربهم ، وهو شعور الحب الذي يُجمِع العلماء على أنه أفضل شعور وأنبل إحساس ، وأنه مُقدّم على الخوف وعلى الرجاء .
******
والحب لا يلغي الرجاء ، ولا يلغي الخوف ، وهما في الفطرة الإنسانية, ولذا كان الأنبياء يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ، وتضرعاً وخيفة ، كما قال ربنا: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) ، (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً) بيد أن تأمل الحكمة في اختصاص الأسماء الحسنى بمعاني المدح المطلق ، والثناء المطلق ، يسمح باقتباس هذا الدرس العظيم النافع في الدعوة والتربية والبناء والتعليم .
وليس من الوفاء لهذا الدرس العميق ، أن نقرره ، وأيدينا على قلوبنا ، ونحن ننتظر أن ينتهي التقرير لنسارع ونقول :نعم .. ولكن !
من حق المعاني العظيمة أن تُقرر بعيداً عن المخاوف ، وتأخذ حقها في النفوس ، وفي الدروس ، وفي الحياة العملية ، دون أن نُصاب بداء الثنائية والحدّية؛ الذي يجعلنا نظن أن تقرير هذا المعنى يفضي إلى إلغاء جانب الخوف أو الرهبة أو الوجل.
بل يقرر هذا في سياقه بأريحية تامّة ، ويقرر غيره بأريحية كذلك ، وهي معانٍ تتكامل وتتعاضد ولا تتعاند .
ولو أننا قهرنا أنفسنا على هذا؛ لأورثنا فقهاً أوسع ، وفتح لنا أبواباً من الخير ربما حرمناها بعجلتنا ، ورحمة الله تعالى خير لنا من أعمالنا ، فاللهمّ ارحمنا ولا تكلنا إلى أنفسنا .
******
*إسلام ويب*

[/frame]
-Ayad likes this.
__________________
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 05-01-2013, 10:24 AM
 
[frame="2 80"]
منهج القــرآن الكريم في التشريع والتكليف
17/12/2012
مجلة البيان العدد 304
******
لقد رفض زعماء المشركين دعوة التوحيد لأنها تصطدم بمناصبهم ومصالحهم، فقد كانوا حريصين على حقهم في التحليل والتحريم ظناً منهم أنهم الأعلم والأجدر بجلب المصالح لقومهم ودرء المفاسد عنهم، كما ظنوا أن دخولهم في الدين الجديد سيجلب عليهم التخطف والفقر {وَقَالُوا إن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا}، وهي مقولة كاذبة وحجة واهية {أَوَ لَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقًا مِّن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ}.
******
ولما نزل حكم منع المشركين من دخول مكة زعموا أن هذا الأمر سيضر بمعايشهم (بحالتهم الاقتصادية)؛ لأن مكة ستغلق أبوابها في وجوه الزائرين (السائحين!)، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إنَّمَا الْـمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْـمَسْجِدَ الْـحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إن شَاءَ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} ، ولا شك أنهم ناقضوا أنفسهم - أيضاً - في هذه الذريعة؛ لأنهم مقرّون بخصائص الربوبية ومنها الرزق، وهو الورقة التي يتاجر بها الزعماء ويزايدون بها!
أما حقيقة أمرهم فهم رافضون لخصائص الألوهية؛ وهي أن حق التشريع إنما هو لله – تعالى – وحده، لذا كان مدخل النبي صلى الله عليه وسلم في دعوتهم هو قوله (قولوا "لا إله إلا الله" تملكوا بها العرب وتدفع لكم بها العجم الجزية)، وكان وقع كلامه عليهم شديداً، فلم يقبلوه وعادوه وعاندوه، وما مات النبي صلى الله عليه وسلم حتى ملكوا العرب، ودفعت العجم الجزية، وأغناهم الله من فضله، ورزقهم رزقاً كريماً، ومَنَّ عليهم بالنعم والمنعة.
ومن هنا كانت أهمية البدء بترسيخ معنى "لا إله إلا الله"، والثبات عليها، وبيان مقتضياتها؛ وأولها: أن حق التشريع إنما هو لله عز وجل وحده، والحكم له لا لغيره من الأشخاص أو الهيئات أو اللجان {إنِ الْـحُكْمُ إلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إلاَّ إيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} ، وهذا هو المدخل والمنهج الأساس في التشريع والتكليف، وقد استغرقت قضية التوحيد أكثر من نصف عمر دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، كما استغرق شرحها أكثر سور القرآن عدداً (86 سورة مكية)، وعلى ذلك يمكن إلقاء الضوء على منهج القرآن في التشريع والتكليف فيما يلي:
******
- ترسيخ مفاهيم توحيد العبودية:
*************
فالعبادة هي الطاعة في التشريع، قال تعالى عن أهل الكتاب {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ} ، وقد ذكر المفسرون قصة عدي ابن حاتم لما سمعها قال يا رسول الله: نحن لا نعبدهم! قال: أليسوا يحلون لكم ما حرم الله ويحرمون عليكم ما أحل الله فتتبعوهم؟ قال: بلى. قال: فذلك عبادتكم إياهم.
فكان من معاني العبادة الطاعة في التشريع، ومصدر التكليف لا يكون إلا من الله؛ فمن له الخلق له الأمر {أَلا لَهُ الْـخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} .
فالإله المعبود (المشرع المطاع) ليس الملأ (السادة والقادة وأعضاء المجالس!!) ولا الهوى ولا علماء السوء؛ كما بيّنت سورة الأعراف وأمثالها من سور القرآن، وحق الإله المعبود أن يكون هو الحكم وفيه الولاء وله النسك؛ كما بيّنت سورة الأنعام في قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً} ، وقوله: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ} وقوله {قُلْ إنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ} ، وتمام ذلك وكماله أن تكون العبادة خالصة له من دون الناس وأغراض الدنيا؛ كما في سورة الزمر، قال تعالى {إنَّا أَنزَلْنَا إلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْـحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْـخَالِصُ} ، وسورة البينة في قوله: {وَمَا أُمِرُوا إلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ}
******
- التهيئة لقبول التشريعات:
***********
وهو ما تميز به القرآن المكي، فقد كانت التهيئة للجهاد بفرض الجهاد بالقرآن {وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} ، وجهاد النفس {وَمَن جَاهَدَ فَإنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ} ، وتزكيتها {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} ؛ وهي سور مكية.. كما كانت التهيئة لفرض الزكاة بالترغيب فيها وبيان فضل معطيها {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} ، وهي سورة مكية.
******
- نزول القرآن منجماً:
***********
أي مفرقاً سورة سورة وآية آية حسب المناسبة وظروف المرحلة، قال تعالى {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} ، أي مواقع نزول القرآن، وقال تعالى {وَالنَّجْمِ إذَا هَوَى}
أي القرآن إذا نزل؛ وهذا يسهل العمل بالأحكام، لأن نزول التشريعات جملة واحدة مما لا يطيقه الناس، وهو أيضاً من الحكمة القاضية بالتدرج في فرض الأحكام والتكاليف، كما يعين ذلك على ترك المألوفات القديمة، والتخلي عن عادات الجاهلية وموروثاتها المتجذرة في العقول والقلوب، فلم تنزل تكاليف إلا بعد أن صار تأثير الإيمان وسلطانه أقوى من تأثير المألوفات وسلطان الموروثات!!.. {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْـخَبِيرُ}.
******
- ربط التكاليف بالتقوى:
**********
فإنما تظهر التقوى وتتجلى في التعامل مع الأحكام، وإن الخضوع للأحكام دليل التقوى، كما أن التقوى هي ثمرة أداء التكاليف، ونجد هذا الربط واضحاً في سورة البقرة، وهي تمثل أولى مراحل التشريع في المدينة المنورة بعد الهجرة. وجدير بالذكر أنه تكرر ذكر التقوى والأمر بها في السورة أكثر من ثلاثين مرة، وأضرب لذلك بعض الأمثلة في السورة الكريمة:
******
-العبادة والتقوى:
*******
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُم لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ، فالتقوى ثمرة الطاعة وأداء التكاليف وهو معنى العبادة.
******
-التقوى وآيات القصاص:
**********
ومنها قوله تعالى {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، يقول القرطبي: "المراد تتقون القتل فتسلمون من القصاص، ثم يكون ذلك داعية لأنواع التقوى في غير ذلك؛ فإن الله يثيب بالطاعة على الطاعة..
******
-الصيام والتقوى:
*******
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. وبعد آخر آية من آيات الصيام وفي آخرها {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} جاء قوله تعالى {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ} ، فالصوم عبادة تثمر التقوى، وإنما تتجلى التقوى في أحكام المعاملات كالبيوع؛ وهذا ما أثبته البخاري – رحمه الله – في تبويبه، فقد ذكر كتاب البيوع بعد كتاب الصوم وصلاة التراويح والاعتكاف، للتنبيه على أن من صام وقام واعتكف فلا يأكل مال الناس بالباطل ولا يكسب حراماً.
******
-آيات القتال والتقوى: وهي ست آيات تأمر بالقتال ورد العدوان:
كما تأمر بالتقوى في ممارسة أحكام القتال والنهي عن تجاوز الغرض منه، وأنه حال الالتزام بالتقوى فإن ثمرة ذلك معية الله وهي الجالبة للنصر، قال تعالى: {الشَّهْرُ الْـحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْـحَرَامِ وَالْـحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْـمُتَّقِينَ}
******
-التقوى وأحكام الأسرة من زواج ومعاشرة وشقاق وطلاق:
حيث تكرر ذكر التقوى والأمر بها خمس مرات لأهميتها وضرورتها في مثل هذا النوع من المعاملات، وكان الأمر الأول قوله تعالى {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ}.
******
-التقوى وآيات أحكام الربا والتداين:
**************
فقد تكرر ذكر التقوى خمس مرات، ومنها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} ، ويتجلى الربط في أن التقوى هي المحرك والدافع لترك التعامل بالربا، وأن ذلك هو المانع من حرب الله ورسوله(وهو العقاب الدنيوي) لمن لم يمتنع عن التعامل بالربا، كما أن الآكل للربا لم يتقِ العقاب يوم القيامة، وهو ما جاء في قوله تعالى {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْـمَسِّ} (وهو العقاب الأخروي).
******
- تبشيع أمر المحرمات وتغليظ العقوبة:
*************
ففي أمر الزنا {إنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً، وفي عقوبته {فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ} وفي عقوبة القاذف بغير أربعة شهود {فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.
******
- بيان أن ما شرعه الله تعالى وكلف به هو ما يحقق السعادة والفلاح والخير للمكلفين في الدنيا والآخرة، وأن الاستجابة الفورية القوية الكاملة لله عز وجل وللرسول صلى الله عليه وسلم، هي الطريق لتحقيق الحياة الكريمة؛ وهي حياة العزة في الدنيا، وحياة النعيم في الآخرة، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِـمَا يُحْيِيكُمْ}. وفي الآية التي تليها بيان أن عدم الاستجابة جلب للفتنة التي تصيب العامة والخاصة؛ وهي سيادة الشرك وتسلط الظلمة وغياب العدل وضياع الدين {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
******
ومن هنا فقد تبيَّن أن منهج الإسلام في التشريع يتفق مع فطرة الإنسان وطبائع البشر، ويسهل لهم قبول التشريعات، وييسر للناس الاستجابة للتكاليف، كما يرفع عنهم الحرج والمشقة، ويأخذ بأيديهم لما يحقق مصالحهم ويجلب لهم الخير والسعادة في الدنيا والآخرة، ومما لا شك فيه أنه لا يوجد تشريع وضعي ولا قانون بشري يتسم بالعدل والرحمة واليسر والإنصاف كما في شرع الله، والدليل على ذلك أن تلك التشريعات والقوانين متغيّرة؛ فتارة توضع حلاً لوضع قائم أو لمشكلة طارئة ثم تزول بزوال المشكلة، ثم توضع تشريعات أخرى... وهكذا، فلا ثبات لتلك التشريعات! وتارة لتحقيق مصلحة لطبقة دون طبقة أو لنصرة طائفة على أخرى، ولهذا لا يتعامل معها الناس بالرضا والقبول.
******
*إسلام ويب*

[/frame]
-Ayad likes this.
__________________
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 05-30-2013, 02:32 AM
 
يارك الله فييك
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 06-09-2013, 11:29 AM
 
[frame="2 80"]
حكمة السابقين
17/12/2012
د. عبد الكريم بكار
******

إن الله ـ سبحانه وتعالى ـ أكرمنا بنعمة العقل ومتّعنا بالحواس التي يطل من خلالها العقل على العالم ، كما متعنا بالقدرة على التعبير عما يعتمل في عقولنا ونفوسنا ، لكن من الملاحظ أن العقل على الرغم من إمكاناته الجبارة والمذهلة يظل محدوداً في قدرته على التعامل مع المعطيات الناجزة .
******
كما أن الحواس الخمس التي نتلمس من خلالها الوجود لا تعمل إلا وفق شروط محددة ، فهي أيضاً محدودة ، والنظام اللغوي الذي نعبر من خلاله ونظام التأويل والفهم والتفسير الذي نعقل من خلاله ما نسمع هو الآخر مصاب بالقصور الذاتي والارتباك الشديد ، هذا كله يفضي إلى شيء واحد هو (شخصانية ) رؤيتنا للحياة والأحياء ، وهذا ما نلمسه في الأقوال المأثورة الواردة عن أهل الأزمان الغابرة من عرب وعجم ومسلمين وغير مسلمين.
******
إن الناس يحبون بلورة ما عقلوه من الحياة ويحبون التأكد من وعيهم به على نحو جيد ، ولم يجدوا لتحقيق تلك الرغبة خيراً من المقولات القصيرة القاطعة والبليغة ، وقد فعلوا ذلك بشجاعة وجرأة ، وأفاضوا فيه وأطالوا ما وسعهم التطويل ، وقد أحسنوا في ذلك إلى من جاء بعدهم وساعدوهم فعلاً على فهم الحياة ، فحوادث الوجود وأوضاعه معقدة ومتداخلة وغامضة وفرسان الحكمة يعيدون تنظيمها ويكشفون غامضها ، ليقدموها لنا على طبق من فضة .
******
لكن لدى السابقين مشكلة ، ولدينا مثلها ، مشكلة السابقين ـ أو أكثرهم ـ تتمثل في الظن أنهم رأوا الحقيقة كاملة ، وأنهم ملكوا كامل الخبرة حول ما يتحدثون عنه ، وهذا يعود إلى عدم معرفة معظمهم بطبيعة عمل العقل وطبيعة إدراكه للأشياء ، حيث إن من الواضح لنا اليوم أننا لا نعبّر في الحقيقة عن جوهر ما جرى ويجري ، وإنما نعبر عن الصور الذهنية التي التقطناها لذلك ، وهي صور محدودة بمحدودية الزاوية التي ننظر منها ومحدودة بمحدودية التعريفات والمصطلحات والمفاهيم التي تستخدمها عقولنا في إدراك الوجود وتفسيره .
******
وإذا أردنا معرفة وهمِ السابقين في شمولية إدراكهم لما يتحدثون عنه ، فلننظر إلى مقولاتهم في شيء محدد عبروا عنه ، وليكن ذلك ( المرأة) على سبيل المثال ، حيث تجد من جعلها خير معين للرجل على أمر دينه ودنياه بشرط أن تكون صالحة ، كما هو الشأن في بعض الآثار والأقوال ، ومنهم من جعلها أعظم هدية تكرم الله بها على البشرية ، وهناك من جعلها أشبه بالمرض كما ذكر ( أبقراط ) ومن جعلها أقرب المخلوقات إلى الكمال ، فهي مخلوق بين البشر والملائكة كما يرى ( بلزاك) ومنهم من انطلق من حس تكاملي حين ذكر أن المرأة هي قلب الإنسانية وضميرها ، على حين أن الرجل هو رأسها وعقلها المدبّر ... أقوال كثيرة جداً كثيراً ما تعبر عن تجربة شخصية خاصة ومحدودة، لكن أصحابها كثيراً ما يجهلون ذلك .

المشكلة الأكبر في تلقينا لتلك الأقوال حيث إننا نستشهد بها ونوظفها في أحاديثنا على أنها دقيقة وتعبر عن خبرة الإنسانية جمعاء .
******
* إسلام ويب*

[/frame]
-Ayad likes this.
__________________
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 06-09-2013, 11:34 AM
 
شكرا لك على هذه المشاركة
جزاك الله خيرا
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:37 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011