عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree326Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 6 تصويتات, المعدل 4.67. انواع عرض الموضوع
  #176  
قديم 08-23-2017, 09:59 PM
 





الزهرة السادسة والسبعون : معًا دومًا و أبدًا 2.
في قرية المجنحونَ داخلِ أرضِ المرايا، و تحديدًا في منزلِ سَيلاه، اجتمعَ العشرة بالإضافةِ إلى سَيلاه يقصونَ ما خاضوهُ في رَحلاتهم خلالَ العالم المنصرم و هالةٌ من الدفئِ و السعادة تحيطُ بهم من كُلِّ ركنٍ و زاوية، فقد وابسطها هوَ أنهم افترقوا تسعة و التقوا أحدَ عشرة، لكن معَ كُلِّ تلكَ التغيرات هُم مازالوا أولئكَ الرفاقَ الذينَ خاضوا السراء و الضراء معًا.
قالت جوليا بحماس : لقد تدربتُ بجدٍ حقًا من أجلِ أن لا أخسرَ من قبلِكم جميعًا !!، لا أزالُ لستُ بمستوى والدتي لكنِ أملكُ مُطلقَ الثقةِ بأني لن أخسرَ بسهولة !!، اوه صحيح !، حتى مع أني لم أعد أملكُ سببًا للذهابِ إلى تلكَ القرية بعد الآن لكن كما توقعت أمي محقة !، يكفي أن أكونَ راغبةً في رؤيتها معكم جميعًا بعد كُلِّ شيء !!.
أجابت روبي مبتسمة : معكِ حق، على الأرجحِ فقد تغيرت أسبابُ الجميعِ على أيةِ حالٍ... فحتى بالنسبة لي لم يعد لديَّ أيُ سببٍ للذهابِ سوى إكمالُ ما بدأتهُ.
ابتسمَ هايدن ابتسامةً عريضةً كما عادتهُ و حوطَ رقبةَ هاري بذراعهِ بقوةٍ ليقولَ بمرح : تمامًا !، بالإضافة أنا و هاري نتشاركُ نفسَ الهدفِ كذلكَ !!.
وقع نظرُ هايدن على راين لتتلاشى تلكَ الابتسامة فيردفُ بجدية : حولَ ما حدثَ قبلَ عام.. أنا فعلًا أعتذر ... ليسَ لديَّ أيُّ مبررٍ لما فعلتُه...
نظرَ لهُ راين بإستغرابٍ فحدّثَ ذاتهُ قائلًا : ما حدث قبلَ عام ؟...
هوَ فجأة قالَ بهدوء : اووه !، ذلك.. لا بأس أنا حقًا لستُ أهتم ...
ظهرت ابتسامةٌ بلهاء على وجهِ هايدن محدثًا ذاتهُ : لِمَ يبدو و كأنهُ نسي الأمر تمامًا ؟!!!
سأل هاري : ماذا عنكما ؟، راين و بياتريس.. أمازالت أهدافكما كما هي ؟
تبادلَ راين و بياتريس النظراتِ في ما بينهما ليجيبَ الأول : حسنًا.. ليسَ حقًا...
بياتريس : أنا كذلكَ...
غيرَ لوكي الموضوعَ قائلًا : إذًا.. ألن يخبرنا أحدٌ كيفَ حصلَ هاي تشي على خطيبة ~
نظرَ كُلٌّ من روبي و هاري إلى بعضهما و قالًا بصوتٍ واحد : أو~ه، هذا...
روت لهم مجموعةُ روبي عما حدثَ معهم في أرضِ المرايا ابتداءً من مقابلتهم لسَيلاه لأولِ مرةٍ و حتى باشروا في تعلمِ التشي، كيفَ أتقنوهُ خلالَ نصفِ عام و احترفوهُ بعدَ أربعةِ أشهرٍ أخرى، و خلالَ تلكَ الفترة كانَ هذان الاثنان مقربانِ كثيرًا من بعضهما بعضًا، كما روت لهما بياتريس عن غابة المحيط و كُلِّ تلك المخلوقات العجيبة داخلها و أخيرًا و بشكلٍ ما تطرقَ الموضوعُ إلى حكايةِ ماركوس، بالطبعِ حاولَ راين شرحَ الأمرِ لهم لكن انتهى الامرُ بماركوس أن يحكيَ لهم عن نفسهِ، و عن نفسهِ الحقيقية هذهِ المرة، و بالطبعِ دخلَ مقابليهِ في دوامةٍ منَ الحيرة فما يقولهُ الآن يعني أنَّ ماركوس الذي كانَ معهم منذُ سنواتٍ و حتى الآن ليسَ سوى وهمٍ لَم يكن لهُ وجودٌ منَ الأساسِ، بالطبعِ هوَ اعتذرَ لهم مرارًا و تكرارًا لكن الصمتَ أخذَ عنوانًا لثلاثتهم
في النهاية ابتسمَ هايدن بمرحٍ كعادته و أخذَ يصفعُ ظهرَ ماركوس بقوةٍ شديدةٍ هاتفًا : أهذا كُلُّ شيء !، يا رجل لقد ظننتُ أنكَ تسببتَ في حربٍ عالميةٍ في مكانٍ ما !!.
أردفَ بنبرةٍ هادئة : حتى و إن تغيرَ اسمكَ أو شكلكَ... مار يبقى مار بالنسبة لي !، صحيح يا رفاق ؟.
أومأ كُلٌّ من روبي و هاري بالإيجابِ و ابتسامةٌ دافئةٌ تزينُ ثغريهما مما دفعَ ماركوس للنظرِ إليهما بتعجبٍ تارة و إلى هايدن تارةً أخرى
هوَ فقط تجمعت الدموعُ في عينيهِ بكثرةٍ لتتساقط بصمتٍ فسألَ هاري : إذًا بما نناديكَ منذُ الآنَ فصاعدًا ؟
هتفَ هايدن من فورهِ : أنا لَن أتخلى عن مار الخاصة بي أبدًا !!
مسحَ ماركوس دموعهُ سريعًا ليستبدلها بابتسامةٍ مشرقةٍ قائلًا : لا بأس بمناداتيَ بماركوس كما اعتدتم... و أيضًا هاي تشان.. أعطيكَ الإذنَ لمناداتيَ بذلك !.
حوطَ هايدن رقبةَ ماركوس بذراعهِ و أخذَ يعبثُ بشعرهِ بالذراع الأخرى قائلًا : أأتخيلُ أم أنكَ أصبحتَ مغرورًا مؤخرًا !.
لحظاتٌ من السعادة أدفأت قلوبَ تلكَ المجموعة التي تبدو فقط كعائلةٍ كبيرة فاستمرَ أفرادها بالمزاحِ و تحويلِ الأوضاع الجدية إلى مزحاتٍ سخيفة و أخرى جيدة بينما يتناولونَ الحلويات، و كم من مرةٍ كادَ هذا و ذاك أن يختنقَ بطعامهِ من الضحك، و أخيرًا إنتهى اليومُ و حلَّ اليومُ التالي ليقررَ كُلٌّ من بياتريس و راين رويَ ما لديهما للبقية، عن تلكَ المعركة... و ماضيهما الذي يشتركانِ فيهِ مع النيغرو فينوس، لكن هذهِ المرة، كان راين هوَ البادئ.

رد مع اقتباس
  #177  
قديم 08-24-2017, 05:22 PM
 





الزهرة السابعة و السبعون : فلوريس بيوبلو 1.
" - : مـ ما هذا... أنا أهوي إلى الأسفل ... غريب... مع أني كُنتُ أحدقُ بظهرِ والديَ قبلَ لحظة... معَ ذلكَ لا أبصرُ الآنَ سوى الظلام... لم أعد أميّزُ إن كُنتُ أهوي حقًا أم أنها مخيلتي فقط... كُلُّ ما أشعرُ بهِ هوَ اللاشيء، كما لو كُنتُ أعومُ في الفراغ، فراغٌ غيرُ محدود.. و عتمةٌ دمساء... و.. اللاشيء."
كوخٌ بنيَ بجذوعِ الشجرِ عسليةِ اللونِ مرتبةٌ أفقيًا فوقَ بعضها بعضًا تتشبثُ ببعضها بتلكَ الحبال النباتية خضراء فاقعة اللون، السماءُ فوقهُ تشعُ زُرقةً كما لَم تفعل من قبل، و الشمسُ تمطرُ بأشعتها الدافئة على المكان، بينما نباتاتٌ بأشكالٍ عجيبة تحتلُ الأرضَ فبعضها سياطٌ متسلقة أو عواميدٌ خضراء مقوسة بنهاياتٍ حلزونية مدورة تكتسيها الأشواك و حتى زهورُ عبادِ شمسٍ تكادُ تطالُ السماء فتمردت بعضُ الأغصانِ و النباتات المتسلقة لتزحفَ على السقفِ المثلث لذلكَ الكوخ، أما داخلهُ، طفلٌ أشقر تربعَ متكئًا على الجدارِ و عيناه الخضراوتانِ تركزانِ على الكتابِ بينَ يديه، و قريبًا منهُ تستلقي بنية الشعر على معدتها و تسندُ كوعيها إلى الأرضِ ثُمَّ خدها على راحتها اليسرى بينما تقلبُ صفحاتِ الكتاب المستلقِ أرضًا بيدها اليمنى ملوحةً بقدميها في الهواء و ابتسامةٌ لطيفة مرسومةٌ على شفتيها
لم يدم ذلكَ السلامُ طويلًا فإذ بأشقرِ الشعرِ يرمي كتابهُ في الهواءِ فيضربُ الأرضَ بقدميهِ هاتفًا : تبًا لهذا !، سأموتُ مللًا !!.
استلقى أرضًا يحدقُ بالسقفِ لتقلبَ الفتاة صفحةً من كتابها فتقولُ : اخفض صوتكَ إتشان..
اكتفى الاشقرُ بالهمهمة إيجابًا دونَ أن يحركَ ساكنًا لينهضَ بعدَ مدةٍ متوجهًا نحوَ تلكَ المرآة الكبيرة المعلقة على الحائط و التي تكادُ تطالُ الأرضية و السقف لولا بضعِ سانتيمترات حالت بينها و بينَ ذلكَ.
تذمرَ هامسًا بينما يطالعُ إنعكاسهُ عليها : أتمنى أن يحدثَ شيءٌ مثيرٌ للاهتمام.. كأن يخرجَ إنعكاسيَ من المرآة مثلًا..
ابتسمَ ساخرًا في النهاية قائلًا : و هذا أمرٌ مستحيل...
توهجت المرآة حلقيًا كسطحِ الماءِ إذ بشيءٍ يخرجُ منها و تزامنًا مع توسعِ عيني الأشقر خرجَ شخصٌ ما من المرآة فعلًا، ابتعدَ الأولُ ليسقطَ الأخيرُ على الأرضية
قالَ الأشقرُ بفزع : واااااههه !!!، لقد خرجَ فعلًا !!!!
تقدمت الطفلة منهُ مع ابتسامتها المعتادة لتقول : تعلمُ أنَّ هذا مستحيل صحيح ؟، إتشان.
أشارت إلى الطفلِ المستلقي أرضًا لتقول : انظر !، إنَّ شعرهُ أسودٌ على خلافك.
هتفَ الأشقرُ فزعًا : أنتِ تركزينَ بالجزءِ الخاطئِ من الموضوع !!
نظرَ أشقرُ الشعرِ نحوَ أسودهِ ليلتقطَ عصا تقليبِ الحطبِ فيبدأ بوكزِ الأخيرِ بها
قالَ : كيفَ لشخصٍ ما أن يخرجَ من المرآة فجأة على أيِّ حال ؟.
قررَ الأشقر أخيرًا قلبَ أسود الشعر على ظهرهِ ليبرزَ وجههُ بوضوحٍ أخيرًا ، كانَ بشعرٍ أسودَ فاحم و بشرة بيضاء كغيومِ الصيفِ تمامًا، لمسهُ الأولُ بحذرٍ شديدٍ مستعملًا طرفَ إصبعهِ ليتحسسَ برودةَ جسدهِ كما لو كانَ أحدَ الأموات
فزعَ ليهتف : هـ هذا الشخص... ميت ؟.
ازدردَ ريقهُ مقطبًا حاجبيهِ ليقتربَ من النائمِ بحذرٍ شديدٍ فوضعَ أذنهُ فوقَ صدرِ الأخيرِ يستمعُ إلى نبضاتِ قلبه
قالَ هامسًا : نبضهُ ضعيف...
وضعَ يدهُ أمامَ أنفِ أسود الشعر ليردف : و.. نفسهُ طبيعي...
توجهَ أشقرُ الشعرِ نحوَ بنيتهِ واضعًا العصا بينَ يديها فقال : ساتشي، احملي هذهِ قليلًا.
أومأت الطفلة باستغرابٍ بينما توجهَ هوَ نحوَ أسودِ الشعرِ مجددًا مشرعًا بسحبهِ من قميصهِ إلى خارجِ الكوخِ و بنية الشعرِ تلحقهُ بترددٍ حتى ابتعدا بضعَ أمتارٍ عن المنزل بشقِ الأنفس ، أخذَ الأشقرُ عصاهُ مجددًا و وقفَ ينتظرُ إفاقةَ ضيفهِ القادم من المرآة بصحبةٍ كستنائية الشعرِ، لم تمضِ مدةٌ طويلةٌ حتى أفاقَ أسودُ الشعرِ و ما كانَ أولُ ما يبصرهُ سوى تلكَ العينان الخضراوتان الواسعتانِ تحدقانِ بهِ عن قرب
نهضَ فزعًا يزاحفُ إلى الخلفِ فهتف : و- واااااااهه، مـ.. مـ مـ مـ من أنتِ !!.
و ما لبثَ حتى حجبَ الشمسَ بساعدهِ متذمرًا : ساطع !!.
التفتت الطفلة نحوَ الطفلِ بجانبها تشيرُ نحوَ أسودِ الشعرِ بسببابتها فقالت بهدوء : لقد أفاق ، إتشان.
رفعَ أشقرُ الشعرِ عصاهُ في وجهِ أسودهِ ليقول : ابتعدي عنهُ ساتشي !!، إنهُ خطر !.
هتفَ أسودُ الشعرِ منزعجًا : عن ماذا تتحدث !، ليس وكـ -
حدقَ أسودُ الشعرِ بعيني الطفلانِ أمامهُ ليهمس : لون عينيهما.. مختلف..
هتفَ أشقرُ الشعرِ بعناد : هذهِ جملتي أنا !، جميعُ سكانِ هذهِ القرية بعيونٍ خضراء إلا حظرتك !، من تكون !!
حدقَ بهِ أسودُ الشعرِ فاغرًا فاهُ بذهولٍ ليهتفَ بعد بضعِ وقتٍ بفزع : بـ.. بـ بـ بشر !!
رفعَ أشقرُ الشعِر أحدَ حاجبيهِ مستنكرًا : هاه ؟، بالطبعِ نحنُ كذلك !.
ازدرد أسودُ الشعرِ ريقه و عادَ إلى الخلفِ أكثر ليقول : و- وااااههه، لستَ تملكُ أنيابًا كبيرة صحيح ؟، كما أن أظافركَ لا يبدو أنها مخالب... لـ لن تقومَ بأكلي صحيح ؟.
رفعَ أشقرُ الشعرَ حاجبهُ الآخرَ كذلكَ ليقولَ مستغربًا : و لِمَ قد أفعلُ ذلكَ ؟، على أيّ حال أأنتَ بخير ؟، أمتأكد أنك لم تصدم رأسك أو تجنَ من الجوع ؟.
ردَّ أسودُ الشعر : لـ لأن البشر مخلوقاتٌ مخيفة تأكلُ الكائنات الأخرى .. لن تأكلني لأنني شيطان صحيح...
عادَ أشقرُ الشعرِ خطوةً إلى الوراء قائلًا : شـ شيطان..
هتفَ مردفًا : أوليسَ العكس !، أنتم مسوخٌ مرعبة تتغذى على دماء البشر !!.
تقدمَ أسودُ الشعرِ من أشقرهِ ليقولَ منزعجًا : غيرُ صحيح !!، نحنُ لا نؤذي شيئًا أو أحدًا !!.
هتفَ الأشقر : كما لو أنني أصدقك !!.
اقتربت بنية الشعرِ من أسودهِ فقالت : هيي، أدعى سارا... و هوَ إدغار... ماذا عنكَ ؟.
ازدردَ راين ريقهُ فهمس : ر.. راين...

رد مع اقتباس
  #178  
قديم 08-25-2017, 05:04 PM
 





الزهرة الثامنة و السبعون : فلوريس بيوبلو 2.
اقتربت بنية الشعرِ من أسودهِ تمدُّ يدها لهُ فقالت : هيي، أدعى سارا... و هو إدغار... ماذا عنكَ ؟.
صاحَ بها أشقرُ الشعرِ : اوي ساتشي !، لا تفصحي لهُ باسمكِ هكذا !.
ردت : و لِمَ لا ؟.
ازدردَ راين ريقهُ فهمس : ر.. راين..
التفتت نحوهُ تتسائلُ منزعجة : ماذا ؟، لماذا ؟، إنهُ كئيبٌ جدًا !.
ابتسمت ثُمَّ أردفت : إذًا سأناديكَ ران تشان من الآنَ فصاعدًا !.
أنكرَ راين سريعًا : مهلًا !، لا تتوقعي مني تكوينَ صداقةٍ معكِ أيتها البشرية !!.
هتفَ إدغار بغضب : أنى لكَ الحديثُ معَ شقيقتي بهذهِ الطريقة !.
تجاهلتهُ سارا لتردَّ على راين : لكنكَ تصافحُ يدي بالفعلِ...
راين : ماذا ؟.
نظرَ نحوَ يدهِ فإذ بهِ متشبثًا بكفِّ يدها بالفعلِ كما قالت
سارا : إيهيهي، أرأيت !.
حدّقَ راين بوجهها باستغرابٍ بينما يطرفُ بعينهِ بضعَ مرةٍ ليبتسمَ بعدها بودٍ قائلًا : لقد فهمت.. سررتُ بلقائكِ سارا.
ابتسمَ إدغار بتكلفٍ محاولًا بكلِّ جهدهِ أن يكبتَ غضبهُ فقالَ مشددًا : لا تتجاهلني.
التفتَ راين نحوهُ ليقولَ بعفوية : إن بقيتَ غاضبًا طوالَ الوقتِ هكذا ستصبحُ أصلعًا...
هتفَ إدغار : إذهب إلى الجحيم !!.
رفعَ راين كفيهِ بموازاةِ كتفيهِ باسطًا إياهما مغمضًا عينيهِ ليقولَ : و إن كُنتَ توّدُ أن اُسعدَ بلقائكَ فقل ذلكَ بوضوح
هتفَ إدغار مجددًا : كما قلت اذهب إلى الجحيم !!.
نظرَ راين إلى سارا سائلًا : أهو هكذا دومًا ؟.
أومأت سارا بالإيجاب لتجيبَ ببراءة : أجل .
هتفَ إدغار بغضب : هَي !!.
سألت سارا : إذًا، ران تشان، كيفَ جئتَ إلى هُنا ؟.
أمسكَ راين برأسهِ مجيبًا بهدوء : هذا ما أوّدُ أنا معرفته...
هدأ إدغار قليلًا ليقول : أنتَ فقط ظهرتَ مِن مرآةِ منزلنا فجأة !، لقد كانّ ذلكَ مخيفًا بصراحة، وفي النهاية اضطررتُ لسحبكَ إلى هُنا.
راين : آخرُ ما أتذكرهُ هوَ أني سقطتُ في فجوةِ شجرةِ الدمِ و...
أكملَ محدثًا ذاته : هذا صحيح... والدي أمرني أن أكتسبَ القوةَ عابرًا تلكَ الفجوة التي أمست طريقةً فعالةً للإنتحار... هو كما لو أنهُ تخلى عني فقط...
إدغار : و ؟.
راين : لا.. لا تهتم.
سألت سارا بفضول : ماهيَ شجرة الدم ؟.
راين : اوه، هيَ مصدرنا للدماء، أخبرتكم ألم أفعل ؟، نحنُ لا نشربُ دماء البشر !.
التفتَ حولهُ سائلًا : إذًا، ما هو هذا المكانُ على أية حال ؟.
تخلى إدغار أخيرًا عن وضعية الهجوم ليردَ بجدية : إنهُ البداية و النهاية لكُلِّ شيء... فلوريس بيوبلو.
رفعَ راين أحدَ حاجبيهِ مستنكرًا بينما يعقدُ ذراعيهِ قائلًا : هوووه، و ما الذي يجعلُ هذا المكانَ مميزًا إلى هذهِ الدرجة ؟.
أشارت سارا بسبابتها إلى مجموعةٍ منَ الزهورِ الحمراء التي تطلقُ وهجًا خفيفًا حولها ليتقدمَ إدغار منها قائلًا : أترى هذهِ الزهور المشعة ؟.
أومأ راين بالإيجابِ لتشيرَ سارا نحوَ الزهورِ البيضاءِ هذهِ المرةِ فيقولُ إدغار : و أترى تلكَ الزهور البيضاء المشعة ؟.
أومأ راين مجددًا ليشيرَ إدغار و سارا إلى زهورٍ ذهبية و أخرى رمادية كذلكَ : و أترى تلكَ الذهبية والرمادية هُناك ؟.
راين : اُقسمُ إنني أراها !، ما الخطبُ معها بأيّةِ حالٍ ؟.
إدغار : الزهورُ الحمراء تمثلُ البشر، البيضاء تمثلُ الشياطين، الذهبية للخيميائيين و الرمادية للمجنحين.
ابتسمَ راين زافرًا بسخرية ليقول : أتودُ إقناعيَ بأنني زهرة ؟.
تنهدَ إدغار بقلةِ حيلةٍ ليقول : ابحث بعينيكَ بينَ الزهور البيضاء، من المفترض أن تكونَ هُناكَ واحدةٌ تتوهجُ بلونِ قوسِ المطر، أخبرني إن وجدتها لكن لا تدلني على مكانها.
قامَ راين بما أملاهُ عليهِ إدغار ليقول بعدَ مدة : أنتَ على حق، إنني أراها ...
سارا : من المفترضِ بهذهِ الزهرة أن تكونَ زهرتكَ إذًا، بالنسبةِ لنا فكلُّ الزهور البيضاء تتوهجُ بياضًا، فقط ساحب الزهرة يستطيعُ رؤيةَ قوسِ المطرِ حولها، لذا وبما أننا بشر فزهرتنا الحمراء تتوهجُ هكذا كذلكَ.
راين : زهرتي ؟.
إدغار : بعبارةٍ أخرى، إن ولدتَ تَنبُت، و إن نَبَتت تولدُ، إن ذبلت و اختفت متَ و إن متَ تذبلُ و تختفي، أما إن قطفت فستمسي جسدًا بلا روح... أنتَ هوَ الزهرة و الزهرةُ هيَ أنت.
همهمَ راين مطولًا و قد بانَ عليهِ عدمُ تصديقِ أقوالِ مقابلهِ فزفرَ إدغار قائلًا : أرني مكانَ زهرتكَ.
رفعَ راين أحدَ حاجبيهِ مستنكرًا : ألم تقل أن لا أفعلَ توًا ؟.
تقدمَ إدغار نحوَ الزهورِ البيضاء مجيبًا : سأريكَ، سأثبتُ لكَ كلامي عن طريقِ تجربةٍ بسيطة.. لا تقلق ليسَ و كأنني ي ساقتلكَ.
أشارَ راين إلى زهرتهِ دونَ ترددٍ فبالنسبةِ لهُ مايقولهُ إدغار ليسَ سوى ترهاتٍ لا أساسَ لها، أحاطَ الأخيرُ إبهامهُ و سبابتهُ بساقِ الزهرة المنشودة ليعتصرها بقوةٍ كما لو كانَ يحاولُ قطفها، في تلكَ اللحظةِ بالذاتِ نبضٌ قويٌ اجتاحَ قلبَ راين بقوةٍ كما لو أنّ جسدهُ بالكاملِ ينبض، أخذَ يرتجفُ جاثيًا على ركبتيهِ متمسكًا بيمينِ صدرهِ بقوةٍ شديدةٍ معتصرًا ملابسهُ علَّ الألمَ يختفي و لَم يأخذ الأمرَ فترة حتى بصقَ دمائهُ خارجًا .

رد مع اقتباس
  #179  
قديم 08-25-2017, 05:38 PM
 





الزهرة التاسعة و السبعون : فلوريس بيوبلو 3.
نبضٌ قويٌ اجتاحَ قلبَ راين بقوةٍ كما لو أنّ جسدهُ بالكاملِ ينبض، أخذَ يرتجفُ جاثيًا على ركبتيهِ متمسكًا بيمينِ صدرهِ بقوةٍ شديدةٍ معتصرًا ملابسهُ علَّ الألمَ يختفي، حدثَ ذاتهُ قائلًا : مؤلم.. مؤلمٌ جدًا... أشعرُ كما لو أنَّ جسديَ سينفجر أو يسحق.. توقف !، فقط توقف.
همسَ راين : توقـ--
و ما كادَ أن ينهيَ جملتهُ إذ بأوجٍ من الدماءِ يخرجُ من فمهِ مما أفزعَ كُلٌّ من سارا و إدغار ليقتربوا منهُ بقلق
قالَ الأخيرُ متأسفًا : آسف، لقد بالغتُ قليلًا !، أأنتَ بخير ؟!!.
أومأ راين برأسهِ نافيًا ثُمَّ هدأ قليلًا ليهتف : بوضعِ ذلكَ جانبًا هذا مذهلٌ تمامًا !!، أن تكونَ حياتكَ متوقفةٌ على زهرةٍ صغيرةٍ و هشةٍ يمكنُ دهسها عن طريقِ الخطأ !!
ضحكت سارا بخفةٍ لتقول : ران تشان شخصٌ مختلفٌ فعلًا !.
رفعَ إدغار أحدَ حاجبيهِ مستنكرًا ليردَّ عليها : بل تعنينَ مختلًا !، من المفترضِ بكَ هُنا أن تفزعَ قائلًا " وااه ما هذا مخيفٌ جدًا " أو أن ترتجفَ قائلًا " لا تعبث معي !، يستحيلُ أن يكونَ هذا حقيقيًا " ولكنكَ فقط تبدي إعجابكَ بأمرٍ حدوثهُ ضرب من الجنون.
أجابَ راين باستغراب : لكنهُ فعلًا مذهل، الأمرُ كما لو كانَ يخبركَ أنّ قيمةَ حياةِ الزهرة التي تقطفها و حياتكَ بنفسكَ هُما الشيءُ ذاته !.
أشارَ إدغار بإبهامهِ نحوَ منزلهما قائلًا : على أيّ حالٍ لِمَ لا نبدأ بفحصِ مرآتنا على سبيل المثال ؟.
أومأ الاثنانِ إيجابًا ليدخلَ الثلاثة إلى الكوخِ مجددًا يقفونَ أمامَ المرآة التي خرجَ منها راين نفسها
أمسكَ بها إدغار ينظرُ إلى انعكاسه : لا يبدو كما لو أنّ فيها خطبًا ما...
أمسكت بها سارا بدورها لتقول : معكَ حق.
مدَّ راين يدهُ نحوَ زجاجها بينما يقول : مهلًا أتقولانِ أنني محبوسٌ هُنا إلى أجل غيـ--
ما كاد ينهي جملتهُ حتى تلامست أناملهُ معَ زجاجِ المرآة لتشكلَ نورًا حلقيًا كما لو كانَ سطحَ سائلٍ ما فتغطسُ يدهُ في المرآةِ بالكاملِ
هتفَ راين فزعًا بينما يحاولُ إخراجَ ذراعهِ التي تستمرُ بالغطسِ داخلها : وااااهه، ما هذا !!، مخيف !، لا بل مقرف !!.
بنبرةٍ لامباليةٍ قالَ إدغار : وااوو~
هتفَ راين بهِ بفزع : كفَّ عن التحديقِ و تعالَ ساعدني !!.
تقدمَ إدغار من راين بهدوءٍ ليقولَ بعدمِ المبالاة ذاتهِ : قادم ~.
تمسكَ إدغار بظهرِ راين ليدفعهُ إلى الداخلِ مما دفعَ بالأخيرِ للهتافِ بصوتٍ أعلى : مهلًا ماذا تفعل ماذا تفعل !، بحقِ الجحيمِ إسحبني إلى الخارج !!!.
ظهرت علاماتُ الدهشةِ على وجهِ إدغار ليضربَ قبضتهُ بكفِ يدهِ بعموديةٍ قائلًا : اوووه !.
قامَ إدغار و سارا بسحبِ راين ليخرجَ من المرآةِ بصعوبةٍ فيسقطُ الثلاثةُ أرضًا
زفرَ راين براحه : واهه هذا كانَ وشيكًا !.
سأل إدغار : ألم تكن تنوي العودة إلى عالمكَ ؟.
أشاحَ راين بصرهُ قائلًا : وددتُ لو أستكشفُ المكانَ بما أنني هُنا على أيّةِ حالٍ...
إدغار : ألستَ تودُّ لو تبقى هُنا أكثرَ فقط ؟، هل أعجبتَ بي ؟.
هتفَ راين منزعجًا من فورهِ : و لا حتى لو كُنتَ إخرَ إنسانٍ في العالم !!.
قاطعتهما سارا : على أيّ حال..
نظرَ لها الاثنان باستغرابٍ لتشيرَ نحوَ المرآةِ بينما تقولُ بعفوية : لِمَ لا يملكُ ران تشان إنعكاسًا في المرآة ؟.
سيطرت ملامح الفزع على راين ليتجهَ نحوَ المرآة بينما يتحسسُ جسده : غير موجود !!، جسديَ غيرُ موجود !!، هذا مقرف !!.
سألَ إدغار ساخرًا بنبرةٍ لا مبالية : واو ألستَ في الواقعِ مصاصَ دماء أو شيء من هذا القبيل ؟
هتفَ بهِ راين منزعجًا : لستُ كذلك !، و ما الذي تعنيهِ بمن هذا القبيل !!.
إدغار : حسنًا إهدأ، أنتَ من عالمٍ آخر لذا ربما هذا هوَ السبب.
نظرَ راين نحوَ سارا ليقولَ بهدوء : شقيقكِ ذكيٌ بشكلٍ غير متوقع.
سارا : أليسَ كذلكَ ~، الجميعُ يقولُ هذا.
هتفَ بهما إدغار منزعجًا : ماذا تعنيانِ بشكلٍ غير متوقع !!.
" راين : هذا كانَ أولَ لقاءٍ لي مع سارا و إدغار... بعدَ كُلِّ ما حدثَ انتهى بيَ الأمرُ في مكانهما حتى غروب الشمس، و رغمَ شجاريَ الدائم معَ إدغار و غرابةِ سارا فقد أصبحنا أصدقائًا بسهولة، حتى قررتُ العودة و انتهى بيَ الأمرُ بعبورِ المرآة "
فتحَ عينيهِ ببطء شديدٍ ليتجهَ نحوَ الستائرِ مزيحًا إياها فيبرزُ أمامهُ منظرُ تلكَ السحب الرمادية التي تحجبُ أشعةَ الشمسِ فلا يعبرُ منها سوى القليل، نظرَ إلى ساعتهِ المعلقة على الجدارِ فإذ بها السادسة صباحًا
تخللَ مسامعهُ صوتُ صريرِ البابِ يُفتحُ فقالَ متسائلًا : ما الأمرُ إيفا ؟، تأتينَ في هذهِ الساعة...
احتضنتهُ إيفا سريعًا لتجيب : حمدًا لله أنكَ بخير !، آسفة راين مع أنّ والدكَ أحمق لكن أعدكَ أنني سأوبخهُ جيدًا لأجلكَ !.
سأل راين مستغربًا : عمَّ تتحدثين ؟.
إيفا : ألا تتذكر ؟.
إيفا : تمَّ اجباركَ على دخولِ شجرة الدم، إختفيتَ لوهلةٍ لكنكَ ظهرتَ قريبًا منها مع طلوعِ الفجرِ وبقيتَ فاقدًا لوعيكَ منذُ ذلكَ الحين.
" راين : في تلكَ اللحظة، شعرتُ بسعادةٍ غامرةٍ لم أشعر بها في حياتيَ قبلًا !، ذلكَ لَم يكُن حلُمًا !، أستطيعُ رؤيةَ سارا و إدغار مجددًا !، تلكَ القرية لم تكُن سرابًا !، ذلكَ التفاح المصنوع من الذهب !، تلك البحيرة ذات لونِ العسل !، كُلُّ شيءٍ كانَ حقيقيًا تمامًا !، أتطلعُ لذلكَ حقًا... للذهابِ إليها مجددًا."

رد مع اقتباس
  #180  
قديم 08-26-2017, 06:10 PM
 





الزهرة الثمانون : ما قبل المأساة .
في تلكَ القريةِ نفسها ، داخل ذلك الكوخ ، جلس إدغار و سارا أمامَ تلك المرآةِ نفسها ، جلس الاثنانِ يحدقان بها بنظراتٍ ثاقبة هيمن عليها الإصرار كأنما ينتظرانِ شيئًا منها و هاهي تتموجُ حلقيًا كالمرةِ السابقة أخيرًا و يسقطُ منها ذلك الفتى ذا الشعرِ الأسود
ارتطمَ بالأرض ليهتف : مؤلم !!
فتحَ عينيه سريعًا ليجدَ سارا و إدغار يحدقانِ به بتركيز فسأل : مـ .. ماذا ؟
إدغار : لا ... ظننتُ أني كنتُ أحلم فقط ...
راين : و كيف لكما الحلمُ بالأمرِ ذاته جديًا !
سارا : الأمرُ يحدث كثيرًا بين التوأم ، لا فائدة من سؤالِ بعضنا بعضًا ...
همهم راين بهدوء بينما ينهضُ من على الأرض لتهتف سارا مشيرةً إليه
سارا : أنظر إتشان ! إنه حقيقيٌ بالكامل!
اقتربَ إدغار من راين ثم قال : اوه ، أنتِ على حق !
هتفَ بهما راين منزعجًا: بالطبعِ انا كذلكَ !!...
سارا : ماذا يعني هذا ؟ لم يحدث أمرٌ مماثلٌ من قبل !
راين : لا يهم صحيح ؟ فلنذهب لنحضى ببعضِ المرح !
" راين : هكذا أصبحت زياراتي إلى قريةِ الزهور شبه يوميّة ، اكتشفتُ كون تعاقب الليل و النهار فيها مقلوب عنه في عالمنا ، أصبحتُ إن حلّ الليل و ذهبتُ للنوم ، أتسللُ إلى قريتهما ، أما والداي ، لوكا و ماري ، أصبحوا يعتقدون أني بدأتُ السير أثناءَ النوم ، لا ألومهم فلسببٍ ما وعيي هو كلُّ ما ينتقل إلى القرية ، و جسدي ينهار أمام شجرةِ الدم فقط ، على ما يبدو فإنهم يعثرون عليه هناك في كلّ ليلة ، في النهاية أخبرتُ ليكس عن تلك القرية ، و منذ وقتٍ ليس ببعيد عن ذلك أصبحَ جسدي ينتقلُ إليها كذلك ، و في أحد تلك الأيام ."
يجلسُ إدغار فوق أغصانِ الأشجار كالعادة ، سارا تطاردُ الحلزونات العائمة في الأسفل و راين يتشبثُ بالشجرة بمفاصلِ ركبتيه و يعلّق جسده رأسًا على عقب على الغصن أعلى إدغار كالعادة
سأل إدغار بهدوء : نيه يا أسود ...
فردّ راين بهدوء بدوره : ما الأمر يا أشقر ...
إدغار : لِمَ كان نبضُ قلبك ضعيف حين وجدتك آنذاك ؟ بالأحرى هو ضعيفٌ دومًا ...
أمسكَ راين بكفّ يد إدغار و وضعه على يمين صدره قائلًا : ما الذي تقوله ؟ انظر إنه طبيعي ...
فقالَ إدغار بتعجب : أقلوبُ مصاصي الطماطم على اليمين ؟
فردّ راين بتملل : و هل الشمس هنا ساطعة ؟ بالطبع هي كذلك !، كما أنني شيطان !.
إدغار : قـ ... قلوبنا على اليسار أتعلم ؟
تأرجحَ راين ثمّ ترك غصنه و تشبّث بالغصن قربَ إدغار فجلسَ فوقه القرصاء ليهتف : أقسِم !! أنتم كائناتٌ غريبةٌ بحق !!
إدغار : هذه جملتي أنا !!
حوّطت سارا فمها بكفيها و هتفت : ران تشان ! إتشان !
أشارت بإحدى يديها إلى الخلف و أردفت : الشمس على وشك أن تغرب !!
راين : هذا سيئ !
التفتَ إلى إدغار ثمّ قال : ننهي المحادثةَ لاحقًا !
هبطَ راين عن الشجرة و تقدّم نحو سارا مربتًا على شعرها بلطف : سأعود قريبًا !
فأومأت له سارا بالإيجاب و هتفت بسعادة : أجل !
عادَ راين إلى المنزل و وقفَ أمام المرآة ، مدّ يده إليها فإذ بصاعقةٍ تجري في جسده تدب فيه فزعا فهتف مستغربًا و الفزع يهيمن على وجهه : لـ ... لا يمكنني العبور !! لِمَ ؟
و ما لبثَ أن أنهى جملته حتى شعرَ برئتيه على وشكِ الإنفجار ، حاولَ أن يأخذ أنفاسه لكنه توقفَ قبل أن يبدأ ، إن تنفس مات ، و إن لم يتنفس مات ، وهنَ جسده بعد أن شعرَ بتلك الصاعقة تأتيه من جديد تسري من رأسه وصولًا إلى قدميه ، جثا راين على ركبتيه ، فقدَ وعيّه تزامنًا مع سطوعِ المرآة وهجًا بنفسجي اللون ، غرقَ راين في الظلام ، غرق فيه في تلك الليلة ، فعليًا و معنويًا ، جسديًا و عاطفيًا ، بعد برهة تسلل الضوء إلى عينيه ليلمحَ تلك النيران التي أحرقت قلبه ، القرية التي لطالما أشارَ إليها بقريتي ، تحترق أمام عينيه ، إدغار يموت متوسلًا له إنقاذَ شقيقته ، يهرولُ راين إليها ، الدماءُ داخل عينيها ، يمسكها من يدها ساحبًا إياها نحو الغابة ليصدمهُ ذلكَ الشخصُ الواقفُ امامهُ.
توقف راين فجأة ليهتف : مايكل ؟ ما الذي تفعله هنا ؟ اهرب سريعًا
كانَ فتى يكبرُ راين بأكثرِ من خمسةِ أعوام ، برتقالي الشعر أخضر العينين ، بشرة مائلة إلى السمرة
همسَ الفتى : مايكل ؟ تقول ...
قهقه الفتى باستهزاء : من كانَ ذلك يا ترى ؟
تشبثت سارا بيد راين الذي عادَ خطوةً إلى الخلف خطوةً أكثر ، فسألَ بتردد ما الذي تقوله ؟ مايكل ...
خطا المدعو مايكل خطوةً إلى الأمام مترنحًا ، طأطأ رأسه إلى الأسفل لتغطي خصلاتُ غرته عينيه
مايكل : كما قلت ... لم يعد مايكل موجودًا ! لقد وقعت في حب قاتلة والداي ! المجرمةُ التي مزقتهما بينما ترتشف دماءهما !، يا والدي غوردون ، و يا والدتي بِرونيكا ، من أجل ألا أنسى من تكونان ... من الآن فصاعدًا ، سيكون اسمي ... غو.. بر ، هذا هو دليلُ كونكما كنتما على قيدِ هذه الحياةِ البائسة !
فتحَ راين عيناه على أوسعهما و هو يراقبُ الفتى الذي أمامه يضحكُ بهستيرية كالمجنون و هو يمسكُ بطنه و هو يترنح هنا و هناك ، لكن راين سرعان ما حمل الجدية في ملامحه و قطّب حاجبيه و ضغط على كف سارا ، لم يمضِ الكثيرُ من الوقت حتى جرى متخطيًا غوبر و غاصَ عمق الغابة
هتفَ أسمرُ البشرة : إلى أينَ يا فريستي !، سيكونُ تمزيقكما هوَ أولُ عملٍ لي من أجلِ التقربِ إليها !!.
همس لنفسه : حتى لو دفعتُ حياتي ثمنًا ، أنا فقط سأحميكِ سارا !!
كانَ راين يجري سريعًا، و سارا بالكادِ تجاريهِ في السرعة، و أما مايكل أو غوبر كما يدعو نفسه فسرعتهُ نافست فهدًا، و على غيرِ هُدى، فقط لأجلِ الخلاص، استمرَ الاثنانِ يركضانِ نحوَ المجهولِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية فتيات الزهور روزماري روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة 69 02-25-2017 01:41 AM
رواية الزهور الذهبية (لعنة الحب تنتقل عبر الأجيال) فارديا روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة 11 09-30-2015 12:51 PM
رواية جديدة للدكتورة ناعمة الهاشمي 2012 تعالوا يا بنات رواية شما وهزاع احلى رواية florance أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 02-26-2014 02:28 PM
رواية نور الكون رواية جديدة من روايات سعوديه رواية نور الكون الحب الساكن أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 13 07-03-2011 03:30 PM
لمحبي الزهور......مدعويين لكرنفال الزهور....روعة في التصميم..... samir albattawi أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 24 09-12-2007 08:57 PM


الساعة الآن 04:49 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011