عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree326Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 6 تصويتات, المعدل 4.67. انواع عرض الموضوع
  #191  
قديم 09-06-2017, 10:08 PM
 




الزهرة الحادية والتسعون : سقوط الشيطان الأقوى.
ابتسمَ سيلفر مكشرًا فهتف : مُت !!.

ثمّ تبعته جوليا : فورماسيون ماديرا: خولا ديافيس !!

*تكوين الخشب**قفص الطيور

أحاطت جوليا ماركوس بقفصٍ من النباتات و وقفت أمامه تفتحُ ذراعيها على عرضهما ، فاستقرّ رمحُ سيلفر في كتفها الأيمن لتصرخ بصوتٍ مبحوح و حدقتانِ متسعتان غرقتا في الدموع ، شدّ سيلفر شعرها و صرخَ بغضب بينما يرميها جانبًا : لا تعترضي طريقي أيتها البشرية !

ارتطمَ رأسها بالأرض و توقفت عن الحركة فهتفَ ماركوس بقلق : جوليا !

إذ بكفّ يدِ روبي يستقرُ على معدةِ سيلفر و بجزءّ من الثانية طارَ بعيدًا ، فقالت بسخطٍ و غضب : أعدكَ أنكَ لن تخرج على قيدِ الحياة

الدمية الملعونة : خرقٌ للقواعد ، استعمالُ السلاح ... خرقٌ للقواعد ، إفقادُ المنافسِ وعيه ، سيلفر ... أخذتُ معدتك و إحدى رئتيك ...

تلوى سيلفر من الألم و هو يطلقُ صرخاتٍ متقطعة بصوتٍ مبحوح و يسعلُ من بينها تارةً أو يشهقُ ألمًا ، صرخَ بصوتٍ مبحوح متألم : اللعنةُ عليكَ أليكسي ! أقسمُ أنني سأقتلك ! تبًا !!

الدمية الملعونة : خرقٌ للقواعد ، شتمُ سيدِ اللعبة ، أخذتُ كبدك !

توجهت روبي نحوه بهدوء و هي تنظرُ نحوه بعيونٍ باردة كانت لتكونَ كالثلج لولا أنهما ذهبيتين

قالت ببرود : مت

صرخَ أليكسي مادًا ذراعه لها : توقفي روبي !! القوانينُ مطلقة ! لا يمكنُ لأحدٍ خرقها !

مالَ أحدُ أغصانِ القفص الذي صنعته جوليا فهمست بصوتٍ مرتجف : رجاءً ... سا ... عد ... رو ...

لم تكد تنهي جملتها حتى فقدت وعيها ، في تلكَ الأثناء توجه رمحُ سيلفر نحو روبي بمحاولةٍ منه لطعنِ ظهرها ، ركز ماركوس على سبابةِ الأول فوجدها مرفوعةً بنوعٍ من الإشارة ، غطّت غرةُ ماركوس على عينيه و قامَ بدفعِ روبي بعيدًا بعدَ أن همسَ لها بضع كلمة ، اتسعت عينا الأخيرة و شهقت بهدوء ، دماءٌ قرمزية صبغت الرمال ، و زالَ سحرُ ماركوس ، نهضت روبي من على الأرض بصعوبة بينما جوليا فقدت وعيها فقط ، هرعت الأولى عند ماركوس و قالت بصوتٍ مهزوز : ما ... ركوس ؟ ...

لكن لم تكن هناك إجابةٌ من ذلكَ الجسد الذي تسيلُ منه الدماء ، شعرهُ الأشقر يغطي عينيه، و جسدهُ لا يتحرك بينما فجوةٌ حفرت في خاصرته اليسرى ، و على الجانبِ الآخر يستلقي سيلفر على ظهره يحدقُ بالسماءِ المرصعةِ بالنجوم معَ ابتسامةٍ عريضة على شفتيه فضحكَ ثمّ أردف : هذا ما تستحقه أيها اللعين ! من هو الفائزُ الآن هاه ؟ من هو الأقوى !!

سعلَ بضع مرة لينبع من فاه دمًا ، أغمضَ عينيه ألمًا رغمَ هذا لم تفارق الابتسامةُ شفتيه أبدًا

تحسست روبي وجنةَ ماركوس التي هبطت عليها بضع دمعة لتهمسَ بصوتٍ مرتجف : لا أريدُ ذلك ! لا تتركني ... ماركوس ... افتح عينيكَ أرجوك ... هيا ! لا ترحل بكلّ أنانية بعدَ أن قلتَ شيئًا كذاك ! نيه !

أخذت دموعها تنهمرُ بغزارة دون أن تنطقَ بكلمة أو تهمسَ بحرفٍ واحد ، تحركت الحشائشُ قربها و صوتٌ مألوف همس : روبي...

و ما لبثت هذهِ الحروفُ الخروجَ من فمه حتى لمحَ جسد صديقه و أخيه ممدودٌ على الأرض و دمائه تتسربُ إلى الخارج ، و من ناداها للتو تبكي و دموعها قد بللت وجهها بالكامل

التفتت إليهِ بهدوء و همست : ساعدني ... هاري ... ماركوس يأبى الاستيقاظ ...

حرارةٌ اشتعلت داخلَ حلقِ هاري فورَ سماعهِ لتلكَ الجملة ، اقتربَ من رفيقه ببطءٍ شديد و هو يحدقُ بوجههِ الذي يزدادُ شحوبًا ، جثا على ركبتيه و انهمرت بضع دمعة على خده ، بقي مصدومًا بضعَ ثانية ثمّ أجفلَ ملتفتًا نحو روبي و هتف : ماذا عن قلبه ؟

وضعَ أذنه على الجهةِ اليمنى من صدرِ ماركوس ثمّ همسَ بصوتٍ مرتجف : من هو المسؤولُ عن هذا ؟

نظرت روبي نحو سيلفر دونَ أن تتفوه بكلمة ، نهضَ هاري و قالَ بهدوء : روبي ... قلبُ مار لا يزالُ ينبض ... رجاءً امنحيهِ دمك ... سأنهي أمرَ هذا الشخص

عادَ بريقُ الأملِ لعينيها و اتسعتا على آخرهما ، أمسكت إحدى حرباتها و جرحت باطنَ كفّ يدها ثمّ شدت على قبضتها لتقطرَ دمائها على وجههِ بضع قطرة ثمّ على شفتيه و داخلَ فمه ، فتحَ ماركوس عينيه على أوسعيهما فجأةً و شهقَ بقوة ، أما هاري فقد وقفَ أمامَ سيلفر المستلقي أرضًا ، نظرَ الأخيرُ نحوه و قال : ماذا تريد أيها البشريُ الوضيع ؟

هاري : ما رأيكَ أن تعطيني حياتكَ رجاءً ؟

رفعت جوليا نفسها عن الأرضِ بصعوبة و همست بأعلى ما تملكُ من صوت في هذهِ اللحظة : هاري ... ماركوس قد سلبهُ كبده ، رئته ، كليته و معدته بالفعل ... لذا رجاءً ... اقضي عليهِ تمامًا ...

نظرَ هاري إلى سيلفر ليقول : أ هكذا....

تحولَ شعرهُ إلى الأسودِ و بشرتهُ إلى البيضاءَ شاحبة بينما صبغت عيناهُ بلونِ الفضةِ فأردف : لادرون ماجيكو : اكتفيفار

*سحر السارق **تفعيل

شعرَ سيلفر بنفسهِ يُمزقُ لأشلاء من الداخل فأطلقَ صرخةً مدوية أجبرت العصافير على الطيران و راين و هايدن على الإسراع ، دمعت عيناه ثمّ انسابت تلكَ الدموعُ منهما رغمًا عنه

أخذَ يصرخُ بصوتٍ مبحوح : هذا مؤلم ، هذا مؤلم ، هذا مؤلم !!!

و يكررها بضع مرة ثُمَ هتفَ بسخط : اللعنة عليكم جميعًا !!، تبًا !!!

فتحَ عينيه لتتوسعا على آخرهما تزامنًا معَ شهقتهِ المبحوحة عندما لمحَ ما يحملُ هاري في يده ، هنا سمعَ هاري صرخةً مكتومة بصوتِ روبي فالتفتَ إليها ، و هذا كان عندما وصلَ كلّ من راين و هايدن و هما يحملانِ لوكا ، و لم يمضِ سوى بضع وقت حتى سطعَ ضوءٌ من جهةِ القرية .

رد مع اقتباس
  #192  
قديم 09-07-2017, 08:36 PM
 






الزهرة الثانية و التسعون : آنا ، الخادمة و سيدها.
- من جهةِ بياتريس ، ماري لوكي و هاري -

لوكي الذي يحملُ بياتريس أنزلها برفق لتستلقي على نفسِ السرير الذي كانت تستعمله قبلَ بدءِ رحلتها ، سحبَ كرسيًا قربهُ و جلسَ عليه بينما جلست ماري على حافةِ السرير و هاري اكتفى بالوقوفِ عندَ الباب فهمسَ الأخير : أستكونُ بخير ؟بياتريس تشان ...

هزّ لوكي رأسهُ نافيًا و قال : لا أعلم ... لم يحدث لها هذا قبلًا ...

حدّقت روزماري ببياتريس النائمة بحزن و همست : أرجوكِ أفيقي سريعًا ... بياتشان ...

- في مكانٍ ما عندَ فترةٍ غير معلومة من الزمن -

فتاةٌ بشعرٍ أسود طويل تتركهُ منسدلًا ، ترتدي فستانًا أخضر فاتح يكادُ يكون أبيضًا ، زَيّنه شريطٌ على خصرها بلونٍ أخضر كالعشب و عقدة عند ظهرها بلونٍ أخضر مصفر ، كانَ يتناسب مع عينيها الخضراوتين كالزمرد ، و أقراطٌ خضراء مصفرة كما عقدةُ فستانها بشكلِ برسيم ذو أربع أوراق ،بشرتها شاحبةُ البياض على عكسِ من يعيشون حولها ، كانت تطفو كما لو كانت تعومُ في الهواء فوقَ مياهِ تلكَ البحيرة ذات الماء الذهبي المتوهج ، أطلقت صوتًا نمّ عن التعجب و همست : أشعرُ بقوةٍ تطابقُ سيدي ... إمرأة ؟... كما توقعت ... هي ليست سيدي ...

رفعت رأسها إلى السماءِ الزرقاء و همست : نيه ، سيدي ... متى ستأتي من أجلي ؟لقد تعبتُ من كوني على قيدِ الحياة ...

- في فترةٍ أخرى في نفسِ المكان -

تلكَ الفتاةُ نفسها ، لكن هذهِ المرة هي لا تطفو فوقَ المياه ، بل تستلقي غامرةً لجسدها و فستانها بها

تنظرُ للسماءِ بهدوءٍ كعادتها ، لكن عيناها توسعتا فجأة لتهمس : أريدُ رؤيتكَ حقًا سيدي ...

ثمّ أجفلت لتقول : هناكَ طاقةٌ أخرى بدت كما لو أنها لسيدي ... بل هي طاقتهُ نفسها لكن أضعف ... فتى ؟إذًا هذا يعني أنّ سيدي قد عادَ لأجلي أخيرًا !أنا سعيدةٌ فعلًا ، لوكي ...

فقالَ المدعو لوكي بسعادة : اذهبي للقائهِ إذًا !آنا !

ابتسمت تلكَ الطفلة بدفء و أغمضت عينيها لتهزّ رأسها نافية : لا أستطيعُ ذلك ... على سيدي أن يأتي لاصطحابي بنفسه ... إنهُ يشبهُ علاقتنا تمامًا ، لوكي ... على السيدِ الانجذابُ أولًا !

لوكي : إذًا ، ما رأيكِ بمراقبته من بعيد ؟لبضع وقتٍ فقط !

نهضت لتجلسَ على الماء و عبست بتعجب لتقول : ماذا عن ينبوعِ الحياة ؟لا يمكنني تركُ البحيرة السرمدية دون حارس !

لوكي : اذهبي !دعي أمرَ حمايةِ البحيرة لي !آنا !

عانقتهُ بقوة لتهتفَ بسعادة : شكرًا لكَ لوكي !أنتَ الأفضل !

فهمسَ الآخر : سأختنق !

لتهتفَ مجددًا بعد أن تركته : سأعودُ سريعًا أعدك !

طارت آنا نحو مصدرِ طاقةِ سيدها المزعوم ، كانَ كوخًا من أكواخِ القرية فأطلت من إحدى نوافذهِ لتلمحَ ثلاث أطفال بعمرها ، أحدهم فتى بشعرٍ أشقر و الأخرى فتاةٌ بشعرٍ بني ، لكن ما لفتَ انتباهها هو الطفلُ أسود الشعرِ بنفسجي العينين فهمست بسعادة : سيدي !

حدثت نفسها قائلةً : القرية ترفضُ وجودهُ جزئيا ... لِمَ ؟...

سحبَ الطفلان ذاك الطفل أسود الشعر إلى الخارج ، أخذوا يتحدثونَ بعدما بدأوا بالشجار و بدا كما أنهم يستمتعونَ حقًا ، همست بحزن : كما توقعت ... أنتَ لا تذكرني ... سيدي ...

عادت آنا إلى البحيرة تعومُ ببطءٍ شديد و الحزنُ يبرقُ في عينيها مطأطئةً رأسها إلى الأسفل

سألَ لوكي بقلق : ما الأمر ؟آنا ؟

أجابتهُ بحزن : سيدي لا يذكرني ... كما أنهُ أصغرُ بكثير من سيدي الذي أذكره ...

قالَ الأولُ بجدية : أستنسيني يوما ؟آنا ...

ابتسمت المعنية بلطف و قالت : و من سيقدرُ على نسيانِ سنجابٍ عائم ؟

لوكي : أرأيتِ ؟كذلكَ لا أحد يستطيعُ نسيان فتاةٍ جميلة عائمة !سيتذكركِ قريبًا لذا لا تقلقي !

قهقهت آنا بلطف و قالت : معكَ حق !سيتذكرُ قريبًا !

لوكي : أليسَ كذلك ؟في المرةِ القادمة تحدثي معه قليلًا !

ابتسمت بإشراق و أومأت مهمهمةً بالإيجاب ، فتحت عينيها ثمّ قالت بلطف : شكرًا لك !لوكي ...

- عودة إلى حيث بياتريس -

همهمت بياتريس أثناءَ نومها : لوكي ...

أجفلَ لوكي من فوره و هتفَ بقلق : بيارين !!

ضبابٌ أسود كثيف تجمعَ لتظهرَ إيلينا قائلة : يبدو أنّ آنا تستعيدُ ذكرياتها ... مما يعني أنّ بياتريس بدأت تختفي ...

التفتَ إليها الجميع بحذرٍ شديد اخذين وضعية القتال لتردف مع ابتسامة ساخرة : على مهلكم لست هنا للشجار معكم ان لم تبداوا اولا... على الاقل ليس حاليا...

قالَ لوكي بحدة : آنا ماتت منذُ مائة و ثلاثونَ عامًا !

إلينا : اوه حقا ؟إذًا لِمَ بدأ وشمُ المتعاقد يظهرُ على صدرك ؟

اتسعت عينا لوكي و هرعَ إلى المرآة ، أمسكَ بياقةِ قميصه و وسّع فتحةَ عنقه ليصدمَ بوشمِ المتعاقد الخاص به يعودُ مجددًا ، التفتَ نحو بياتريس النائمة ليهمسَ بقلق : بيارين !رجاءً لا تختفي !

رد مع اقتباس
  #193  
قديم 09-09-2017, 08:07 PM
 







الزهرة الثالثة والتسعون : آنا : ذلكَ اليوم.

قبلَ مائة و ثلاثونَ عامًا، عندَ النافذة خارجَ منزل سينابيل تقفُ آنا و هيَ تحدقُ براين بينما تحدثُ ذاته : هذهِ المرة سأبدأ حديثًا معهُ بكُلِّ تأكيد !.

أما في الداخل، كانَ راين يقفُ أمامَ مكتبةِ سينابيل يحدقُ بها و أخيرًا انتشلَ أحدَ تلكَ الكتبِ آخذًا يقلبُ صفحاتهِ مطالعًا إياها

قالَ بهدوءٍ دونَ أن يزحزحَ عينيهِ عَن الكتابِ : هيي سينابيل... لغتكم تختلفُ عَن تلكَ التي في عالمنا... على الأقلِ في الكتابة.

اقتربت منهُ سينابيل بابتسامةٍ دافئة لتقول : أتودُ مني أن أعلمكَ الكتابة ؟، راين...

أعادَ راين الكتابَ إلى المكتبة ثُمَّ أومأ إيجابًا لتسألَ سينابيل مجددًا : لِمَ لم تطلب ذلكَ من إدغار قبلًا ؟، ألستما مقربان ؟، متأكدة أنهُ ما كانَ ليرفض..

زفرَ راين مغلقًا عينيهِ ليجيب : مقربان ؟، ماكان ليرفض ؟، سينا دعينا نكن واقعيين هو سيجعلني أترجاهُ حتى العامِ الجديد !، أفضلُ البقاءَ أميًا على أن أتعلمَ على يدهِ !.

ابتسامةٌ مرتبكة و دهشةٌ طفوليةٌ رُسمت على وجهِ سينابيل لتجيبَ : هـ.. هيـ~ـه....

انتشلَ راين ورقةً و قلمًا من على إحدى الرفوفِ ثُمَّ جلسَ مقابلًا لطاولةِ الشاي فنادى على سينا قائلًا : إذًا ؟، ألن نبدأ أم ماذا ؟.

سألت المعنية بتعجب : منذُ الآن ؟.

أومأ إيجابًا ليجيب : لا أودُ منهُ أن يسخرَ من عدمِ مقدرتي على القراءةِ يومًا ما !.

قرعٌ على النافدةِ تخللَ مسامعهما ليلمحَ راين طفلةً سوداءَ الشعرِ خضراءَ العينينِ خارجَ النافذة ففتحها قائلًا : مَن ؟.

أجابت : آنا !، اسمح لي بتعليمكَ رجاءً !.

همهمَ راين مُفكرًا فأجاب : و لِمَ لا، سينا مشغولةٌ دومًا على أيةِ حال !، سيكونُ هذا أسرعَ بكثير !.

ابتسمت آنا بسعادة لتهتف بنشاط : أجل !.

" آنا : الوحدة، الفراغ، الاختلاف، الألم ، الحزن...طوالَ خمسينَ ألفَ عامًا... وأنا أحملُ هذهِ المشاعرَ داخلي و لاشيءَ سواها... قبلَ خمسمائة عام... تعرفتُ على لوكي... هوَ خففَ من هذهِ المشاعر شيئًا لكنَ هذا لَم يكُن كافيًا... كُنتُ طوالَ الوقت أشتاقُ إلى شخصٍ واحد... إلى سيدي... أشتاقُ إليكَ جان.. كثيرًا.. لذا يومَ علمتُ راين القراءة، و لأولِ مرةٍ شعرتُ بأنَّ العالمَ تملأه ألوانُ قوسِ المطر... الفراغُ في قلبيَ يتلاشى و كأنهُ لَم يوجد، قضيتُ أوقاتًا ممتعةً لأولِ مرةٍ منذُ وقتٍ طويلٍ... و نسيتُ أمرًا مهمًا... هذا النسيان... أودى بنا إلى كارثة."

صباحُ ذلكَ اليوم، ظلامٌ دامسٌ أغرقَ عينيها و هدوءٌ شديدٌ طغى على أذنيها حتى تخللهما ذلكَ الصوتُ المرحُ و المألوفُ قائلًا بمرح : آنا، استيقظي آنا !، إنهُ الصباح !!.فتحت المعنية عيناها بهدوءٍ لتطرفَ بهما بضعَ مرةٍ بثقلٍ، استندت على يمينها تفركُ عينيها بيسارها ثُم تثاءبت لتتشبثَ بعينيها بضعَ دمعةٍ لتستمرَ بفركهما، توقفت لتفتحَ عينيها فتبتسمُ بلطفٍ هامسة : صباحُ الخيرِ لوكي...

بقيَ لوكي يحدقُ بها بهدوءٍ لوهلةٍ ثُمَّ هَتفَ بمرح : آنا ظريفةٌ اليومَ أيضًا !، يا إلهي أودُ أكلكِ.

قهقهت آنا لتقولَ مجيبة : لستُ ظريفةً بقدركَ لوكي !.

تحدثَ لوكي كسيدةٍ نبيلةٍ داخلَ حفلٍ قائلًا : اوه يا إلهي آنا ساما امتدحتني توًا !، هذا مخجل !.

قلدتهُ آنا بدورها : لا لا لوكي ساما، لَم نقل سوى الحقيقة

حاولا كبتَ ضحكتهما إلا أنهما انفجرا معًا في النهايةِ فابتسمت آنا قائلة : أتطلعُ لمقابلةِ راين اليومَ أيضًا !، أتسائلُ إن كانَ يتطلعُ لمقابلتي كذلكَ...

لوكي : لم تمضِ سوى خمسةُ أيامٍ منذُ التقيتما و تحولَ إلى راين بدلًا من سيدي، هووه لقد فهمت آنا الخادمة الصغيرة قد وقعت في حُبِ سيدها، كَم هذا مشين كَم هذا مشين...

احمرَ وجهها تمامًا لتندفعَ نحوَ لوكي هاتفة : هذا خاطئ هذا خاطئ !!، لقد كانت زلةَ لسانٍ لأني اناديهِ هكذا دومًا !

تنهدَ لوكي مغلقًا عينيه : كوني صريحة مع نفسكِ آنا، أنتِ كذلكَ ألستِ ؟.

سكتت لتخفضَ رأسها إلى الأسفلِ قائلة : حتى لو كُنتُ كذلكَ... الأمرُ ليسَ و كأنهُ سيهتم.. بالإضافة هوَ مقربٌ لسارا كثيرًا...

ربتَ لوكي بكفهِ الأبيض الصغير على كتفها قائلًا : هذا ليسَ صحيحًا آنا، أنتِ ألطفُ من المدعوةِ سارا بكثير !، كما أنَّ وجهكِ أظرفُ منها !، لدرجةِ أنني أنا ملكُ الظرافة بلحميَ ودميَ و فرائيَ أمتدحُ ظرافتكِ !.

هتفت آنا بطفولية : هـ هذا صحيح !، عليَّ أن أبذلَ جهدي !.

هتفَ لوكي مشجعًا : هذهِ هيَ الروح !.

نهضت آنا متوجهةً نحوَ البحيرة لتعبرَ إلى الجانبِ الآخر ، لكنَ ما حدثَ هذهِ المرة لَم يكن في الحسبان، آنا لم تستطع أن تعومَ في الهواء هذهِ المرة، بل سقطت في البحيرةِ فقط، أنفاسها تشكلُ فقاعاتٍ متصاعدةٍ إلى الأعلى و جسدها يهبطُ إلى الأسفل ، بقيت هكذا لثوانٍ حتى أدركت نفسها فلفت جسدها ليقابلَ بصرها القاع بنيةِ السباحةِ إلى السطح، لكنَ ما صدمها منظرٌ لم تتوقع رؤيتهُ أبدًا.

حدثت آنا نفسها : هذا الجسد... مستحيل... سيدي ؟.

رد مع اقتباس
  #194  
قديم 09-09-2017, 08:07 PM
 



الزهرة الرابعة و التسعون : لقاء.
أخذَ سيلفر يصرخُ ببحة من الألم و هو عاجزٌ عن الحركةِ تمامًا بينما كانَ هاري يحملُ ما تبقى من أعضائهِ الداخلية بيدهِ قائلًا ببرود : أنتَ لن تحتاجَ هذهِ بعد الآن ... حتى و إن فرض أنكَ خالد ... لن تستطيعَ سوى الاستمتاع بخلودك و أنتَ ممدد هنا إلى الأبد ...
هتفَ سيلفر : اللعنة عليك ! اللعنة على كلّ البشر ! اللعنة على هذا العالم !!
هنا سمعَ هاري صرخةً مكتومة صدرت من روبي ليلتفتَ نحوها ببرود و عيونٍ خالية من الحياة لكن ما لبثت أن اتسعت على مصراعيها حين أبصرت ما أمامها ... هو لم يكن في وعيه ، هذا ما أدركه هاري فورَ رؤيتهِ لماركوس و قد اخترقت أنيابهُ عنقَ روبي دونما رحمة ، أما روبي فهي لم تقاوم بل على العكس كبتت ألمها في سبيلِ عودةِ المتسبب به سالمًا ، ثوانٍ حتى تصاعدَ البخارُ من جروحِ ماركوس و التأمت كراين تمامًا ، و بعد مضيّ فترة لم يبتعد أبدًا عنها فهمست روبي بضعف : مار ...كوس ... أنا ...
و فقط هنا أجفلَ المعني و عيناه التي كانتا خاليتينِ من البريق استعادتا بريقهما متسعتين تمامًا ، تركها برفقٍ و هدوء محاولًا أن لا يؤلمها ثمّ همس : أنا آسف ! لم أقصد حقًا !
و كلّ هذا حدثَ أمام عينيّ راين و هايدن الذان وقفا مصدومانِ تمامًا مما يحدثُ حولهما، كما لو كان الزمن قد توقفَ بهما تمامًا ، ماركوس شربَ توًا دمَ رفيقته ، هاري صُبغَ بالأحمرِ بالكامل و سيلفر ممددٌ على الأرض كجثةٍ هامدة
" ماذا حدثَ هنا ؟ " همسَ راين دونما وعي ففجر هاري أعضاءَ سيلفر إلى قطعٍ من الفتات
هاري : سنشرحُ لاحقًا ! راين ، بياتريس في خطر ! تلك المدعوةُ إلينا تنوي فتحَ مدخلٍ إلى فلوريس بيوبلو في أيّ وقتٍ الآن !
انفعلَ راين و تقدّم من هاري ليهتف : كيف وصلت إلى هنا ؟
هاري : اخبرتكَ انهُ لاوقتَ لدينا ! علينا أن نسرع !
نظرَ راين إلى أليكسي الذي لا يزالُ مصدومًا مما فعله و ملابسه ملطخةٌ بالدماء و ممزقةٌ بشدة لكن لا أثرَ لأيّ جرح و هنا اتضحَ له الأمر فقال : أستبقى هنا فقط كالأحمق ؟! احمل روبي و اتبعنا سريعًا ! ليكس
أفاقَ المعني من صدمتهِ ليهتف : حـ- حالًا !
ما لبثوا أن ابتعدوا عن مكانِ سيلفر قليلًا حتى شعرَ راين بهالةٍ مألوفة ، هالة مقيتة حقدَ عليها منذ الأزل و ذلك الصوتُ العتيق تخللَ مسامعهُ لأول مرة منذ زمن قائلًا : إلى أين تظن نفسكَ ذاهبًا ؟ راين ...
عكست عيناه البنفسجية صورةَ ذاك الرجل ذو الشعرِ الأشيب ، البشرةُ شاحبة البياض و تلك العيونُ الياقوتية التي تشعُ حمرةً وسط الظلام ، اضطربت أنفاسُ راين فأخذت تتسارعُ كما ضربات قلبهِ تمامًا ، ازدرد ريقه و شعرَ بحلقهِ جافًا و شفاه متيبسة ، أطرافه بردت و اقشعرَ جسده ليهمسَ بحنق و بحةٍ حادة : لويدغير ديستيلا ! ...
بينما حالُ ماركوس لم تكن أفضل من راين أبدًا لكنهُ تراجعَ بضع خطوة إلى الخلف و آثرَ الصمت على الكلام
همسَ راين و غرته تغطي على تقاسيمِ وجهه قائلًا : ابتعد عن طريقي ...
شدّت تلك الجملة انتباهَ لويدغير ليصرخ راين بسخط : لقد قلتُ لكَ ابتعد عن طريقي !! ماذا تود بعد ؟ لقد سلبتني صديقاي الوحيدان ! القريةُ التي اعتبرتها كمنزلٍ لي ! الناسُ الذين أحبوني و تقبلوني بصدق كما لم تفعل أنت ! الأشخاصُ الذين لم يرموا بي داخلَ شجرةِ الدم مواجهًا الموت كما فعلت يا مَن مِن المفترضِ أن تكون والدي و أبي ! و الآن ماذا ؟ أتود أن تسلبَ مني كلّ شيء مجددًا ؟ أليسَ لديكَ شيء لتفعله سوى تدميري ؟!
فقالَ المعني بهدوء : راين ...
سكتَ ثمّ أردف : ثق بي ... هذا لمصلحتنا جميعًا ... لا تكن أنانيًا ...
شدد راين على قبضتهِ بقوة و ابتسمَ ساخرًا مع حدة تبرقُ في عينيه : فلتذهبوا إلى الجحيم ! سأكونُ ما أريد و أفعل ما أريد ! ثم أحقا تقولُ ثق بي ؟ بعدَ كلّ هذه المدة ؟ أحقًا تتوقع أن أقول أجل بكلّ تأكيد ؟
لويدغير : راين.
هتفَ راين : ماذا !، فلتشرح كما يجب !، انتَ دومًا هكذا !، فقط تقومُ بكُلِ شيءٍ بصمتٍ ودونَ مبررات !!، لقد كنتَ هكذا دومًا وستبقى !، بحق الجحيم فقط تنحى جانبًا !!.
زفرَ لويدغير بحدة و قالَ بهدوء : جاك ذا ريبير
*جاك السفاح.
اتسعت عينا راين و هتفَ من فوره : ابتعدوا عنه حالًا !
و كرد فعل طبيعي من أجسادهم قفزوا متراجعين إلى الخلف ، و طاقةٌ سوداء تشعُ بالأحمر تتلوى كما الأميبا خرجت من خلف لويدغير لتحول كلّ ما أمامها إلى أشلاءٍ صغيرة
لويدغير : كن مطيعًا راين ... أنتَ و أليكسي أكثر من يعرف أنّ هذا السحرَ لا يرحم ...
أمسكَ راين مقبضَ سيفه الطويل و الكبير، ذاك الذي لم يسحبهُ قط منذ سلّمه معلمه له قبلَ موته
غطت غرته على عيناه و همس : امنحني قوتك ، سيف إمبراطور الرياح ، فينيا .
هتفت الرياحُ داخلَ رأسه : أأنتَ مجنون راين !!، توقف حالًا !، أ انت مدرك لما انت على وشكِ ان تفعله !!.
فجأةً غرائزُ لويدغير أخبرته بالتراجع و احتدت نظراته مركزًا على الدفاع استعدادًا لما سيحصل ، فأصبحَ الجو عاصفًا حولَ راين الذي بدأ جسده ينتجُ ريحًا بقوة حتى أصبحت تبدو بيضاء لكثافتها ، تقدّم راين بهدوء من لويدغير ليقول : التعويذةُ صفر من أصل خمسة ... سيد الكوارث ... تفـ ...
ازدرد لويدغير ريقه ليقاطعَ راين هاتفًا : مهلًا ! مهلك راين ...
بقي راين يحدّق به و قد توقفَ مكانه ، إلا أنه لم يكن يبدو و كأنه سيعدلُ عن قراره هذا فأكملَ مردفًا : أواثق أنكَ تود القيام بهذا ؟ صحيح أنها ستكونُ آخرتي لكن ... ماذا عنك ؟ أمستعدٌ للموت ؟
سكتَ البقية فهم لا يعلمون ما ينوي راين على فعله إنما استنتجوا من الحديث أنه أمرٌ سيء
فأجابَ راين : لا تقلق ... لا أنوي الموت بعد ... و ذلك لن يحدث بكلّ حال ...

رد مع اقتباس
  #195  
قديم 09-10-2017, 07:02 PM
 


الزهرة الخامسة و التسعون : القليلُ فقط..
أثناء المعركة بينَ راين و والدهِ في الجهة الأخرى ، تحديدًا منزلُ بياتريس و غرفتها
قالت إيلينا مبتسمة : و الآن ، هلّا بدأنا.
أجفلَ لوكي و ماري ملتفتانِ نحوَ إيلينا و قلبيهما يدقانِ بجنونٍ فزعًا، أما هاري فما كانَ سوى انعكاسٍ لصورتهِ قبلَ ثوانٍ من تركهِ للمجموعة قامت روزماري بصنعهِ مستخدمةً سحرَ مراياها لا حولَ لهُ و لا قوة
أردفت إيلينا بينما تقتربُ من بياتريس : سأقعُ في ورطةٍ إن حدثَ و استعادت آنا ذاتها.. بياتريس الآنَ تحلم.. و لا شكَ أنها ستلمحُ جان في حُلُمها عاجلًا أم آجلًا.. حينَئذٍ.. هيَ ستختفي لتحلَ آنا محلها.
نظرت إلى إنعكاسِ هاري لتردفَ مجددًا : يمكنكِ إزالةُ سحركِ ماري.. ليسَ و كأنهُ يخدعُ أحدًا و إن فعل... فستكونُ أنتِ المخدوعة بفعاليةِ سحركِ علي.
ابتسمت روزماري مقطبةً حاجبيها رغمَ الخوفِ الذي يجتاحها لتقولَ بثقةٍ تخللتها السخرية : للأسفِ فواجبهُ كانَ التغطية على هاري حينَ يتركُ المكان و قد أداهُ سلفًا عزيزتي !.
اتسعت ابتسامتها لتهمسَ بسخريةٍ أقربَ منها للغيض : يا لكِ من فتاةٍ مشاكسة..
اقتربت إيلينا من بياتريس لتمدَّ يدها نحوَ رأسِ الأخيرةِ فظهرت ميرا من أسفلِ شعرِ بياتريس لتهتف : و كأنني سأسمحُ لكِ بأذيتها !.
انبثقت جذوع الشجرِ من أرضيةِ الغرفةِ و جدرانها مستهدفةً إيلينا، أما الأخيرة فلم تستغنِ عن ابتسامتها حينَ تذبذبَت الرياحُ حولها لتقطعَ أغصانَ ميرا بسهولة
تقدمت إيلينا من ميرا لتصفعها إلى الأرضِ قائلة : قريبًا ستكونُ بوابة العالمِ بأسرهِ بينَ يدي.. حتى ذلكَ الوقت أحتاجُ منكم أن تكونوا مطيعينَ لفترة.
فجأة هالةٌ مخيفةٌ اجتاحت المكانَ حتى أنَّ راين وجميعُ مَن تواجدَ قريبًا منهُ قد شعروا بذلكَ الشعور السيء المنبعثِ من منزلِ بياتريس، أما لوكي روزماري و ميرا فقد شعروا بضغطٍ هائلٍ تلاهُ تلاشي الأوكسجين من الجو فشهقت ماري بحثًا عن الهواء إلا أنَّ الدماء أخذت تخرجُ من فاها جراءَ ذلكَ
قالت إيلينا محذرة : إياكِ و محاولةُ التنفسِ داخلَ العدم، ستنفجرُ رئتيكِ في طرفةِ عين.
احنت ايلينا رأسها ناحيةَ بياتريس ترمقها بنظراتٍ معقدة وبريقٌ من نوعٍ ما التمعَ في عينيها، سقطَ لوكي أرضًا ليحاولَ الزحفَ نحوَ بياتريس رغمَ كُلِّ شيء، فحتى أقوى السحرة عديمو الفائدة أمامَ الفراغ
هتفَ بسخطٍ و عدائية : لا تلمسي بياتريس !!!.
ابتسمت إيلينا ساخرةً : و من سيمنعني ؟، أنتَ مثلًا ؟.
لوكي : حتى لو ضحيتُ رمادا !!.
إيلينا : من المفترضِ بكَ أن تكونَ سعيدًا، عزيزتكَ آنا ستعودُ إليكَ مجددًا.
لوكي : آنا ماتت منذُ مائة و ثلاثونَ عامًا !!، لَن أخسرَ بياتريس كذلكَ !.
ابتسمت إيلينا مطلقةً تنهيدةً ساخرةً لتقول : أيا يكن.
أما حيثُ راين ولويدوغير فقد استمرَ الأولُ في محاولةِ الهجومِ بينما الآخرُ لَم يجرؤ على الدفاعِ قط إنما استمرَ بتفاديها مِما أججَ غضبَ راين أكثر ، في النهاية قررَ لويدغير الدفاعَ بسحرهِ أخيرًا إلا أنَّ ذلكَ السحرَ تلاشى في طرفةِ عينٍ، و بعدَ كفاحٍ طويلٍ من أجلِ الهربِ بالنسبة للأب ومن أجلِ الإطاحةِ بالخصمِ بالنسبة للابنِ تلقى الأولُ ضربةً عنيفةً مما دفعَ بهِ للارتطامِ بالأرضِ الصلبة ليعتليهُ الأخير موجهًا سيفهُ نحوَ والدهِ و عيناهُ تبرقانٍ بحدةّ شديدة، توقفَ الزمنُ بالنسبةِ لراين لحظتها و هوَ يتذكرُ والدهُ الذي يرمقهُ ببرودٍ شديد، يعاملهُ كما لو كانَ دمية، يعاقبهُ بشدةٍ إن اقترفَ خطأ واحدًا أثناء التدريب، يمنعهُ من قضاءِ الوقتِ مع شقيقيهِ الصغيرينِ، يرفضهُ فقط لأنهُ يفتقرُ للقوة، و يقتلُ صديقهُ العزيزَ أمامَ عينيه... ثُمَّ لمعت في ذكرياتهِ صورةٌ حيثُ يجلسُ هوَ و والدهُ في المكتبةِ يقرآنِ كتابًا و الابتسامةُ تعلو وجهيهما، فقط حينَئذ اتسعت حدقتا عيني راين اللتانِ ترقرقتا بالدموعِ ليهويَ بسيفهِ نحوَ والدهِ فأغمضَ الاخيرُ عينيهِ بهدوءٍ مستسلمًا و الابتسامةُ ترتسمُ على شفتيهِ
ابتسمَ راين بمرارةٍ ليرفعَ رأسهُ نحوَ الأعلى مغمضًا عينيه هامسًا : و كأنني أستطيعُ قتله...
عاودَ إخفاضَ رأسهِ ينظرُ إلى والدهِ قائلًا : هذا فظيع.. لِمَ تظهرُ تلكَ الذكرى داخلَ رأسي الآن من بينِ كُلِّ الأوقاتِ.. هذا هوَ الأسوأ
حدقَ بهِ لويدغير بتعجبٍ ليردفَ راين معاتبًا : ما بالُ تلكَ الابتسامة المرتاحة قبلَ قليل ؟، ما بالُ هذه النظرة الخائبة التي تصنعها ؟، إن كانَ لديكَ عذرٌ لما قمتَ بهِ فلتنطق بهِ الآن !.
لحظةُ صمتٍ أطبقت على المكانِ وكلٌ يحدقُ بالآخرِ، راين متلهفٌ و لويدغير لا يبدي أيّ رغبةٍ في الحديثِ فهتفَ بهِ الأول : لطالما كُنتَ هكذا !، تقومُ بما يحلو لكَ دونَ أن تعطيَ أيّ مبرر !!، انطق و أرحني !، لماذا قتلته !.
لويدغير : اقتلني راين... انهي الأمرَ و اقتلني !.
هتفَ راين : أرفض !، لا تقرر من تلقاءِ نفسكَ أن الأمرَ سينتهي إن قتلتكَ أبي !.
خبا صوتُ راين ليكمل : إنهُ العكسُ تمامًا..
اتسعت حدقتا عيني لويدغير ليعضَ على شفتهِ السفلية بقوة، في مكانٍ آخر، تحديدًا عندَ التلة التي توسطها القبرُ الذي كانَ من المفترضِ بهِ أن يكونَ للينا دائرةٌ سحريةٌ رُسمَت على الأرضِ توسطتها بياتريس ذات العينان الخاليتانِ من الحياة و زاك يقفُ على قدمهِ الواحدة مستندًا إلى شجرة متمتمًا ببعضِ الكلماتِ فمدّ لها سكين صغيرة لتتناولها الأخيرة بصمتٍ و طاعة لتجرحَ نفسها دونَ ترددٍ تحتَ أنظارِ إيلينا التي تعضُ شفتها السفلية
قالت الأخيرة محدثةً ذاتها : بقيَ القليلُ فقط...
سقطت دماءُ بياتريس على الدائرة السحرية لتشعَ نورًا ساطعًا امتدّ إلى السماءِ ثُمّ ابتلعَ إسترياس كلايس بما فيها و من فيها

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية فتيات الزهور روزماري روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة 69 02-25-2017 01:41 AM
رواية الزهور الذهبية (لعنة الحب تنتقل عبر الأجيال) فارديا روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة 11 09-30-2015 12:51 PM
رواية جديدة للدكتورة ناعمة الهاشمي 2012 تعالوا يا بنات رواية شما وهزاع احلى رواية florance أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 02-26-2014 02:28 PM
رواية نور الكون رواية جديدة من روايات سعوديه رواية نور الكون الحب الساكن أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 13 07-03-2011 03:30 PM
لمحبي الزهور......مدعويين لكرنفال الزهور....روعة في التصميم..... samir albattawi أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 24 09-12-2007 08:57 PM


الساعة الآن 09:01 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011