عرض مشاركة واحدة
  #178  
قديم 08-25-2017, 05:04 PM
 





الزهرة الثامنة و السبعون : فلوريس بيوبلو 2.
اقتربت بنية الشعرِ من أسودهِ تمدُّ يدها لهُ فقالت : هيي، أدعى سارا... و هو إدغار... ماذا عنكَ ؟.
صاحَ بها أشقرُ الشعرِ : اوي ساتشي !، لا تفصحي لهُ باسمكِ هكذا !.
ردت : و لِمَ لا ؟.
ازدردَ راين ريقهُ فهمس : ر.. راين..
التفتت نحوهُ تتسائلُ منزعجة : ماذا ؟، لماذا ؟، إنهُ كئيبٌ جدًا !.
ابتسمت ثُمَّ أردفت : إذًا سأناديكَ ران تشان من الآنَ فصاعدًا !.
أنكرَ راين سريعًا : مهلًا !، لا تتوقعي مني تكوينَ صداقةٍ معكِ أيتها البشرية !!.
هتفَ إدغار بغضب : أنى لكَ الحديثُ معَ شقيقتي بهذهِ الطريقة !.
تجاهلتهُ سارا لتردَّ على راين : لكنكَ تصافحُ يدي بالفعلِ...
راين : ماذا ؟.
نظرَ نحوَ يدهِ فإذ بهِ متشبثًا بكفِّ يدها بالفعلِ كما قالت
سارا : إيهيهي، أرأيت !.
حدّقَ راين بوجهها باستغرابٍ بينما يطرفُ بعينهِ بضعَ مرةٍ ليبتسمَ بعدها بودٍ قائلًا : لقد فهمت.. سررتُ بلقائكِ سارا.
ابتسمَ إدغار بتكلفٍ محاولًا بكلِّ جهدهِ أن يكبتَ غضبهُ فقالَ مشددًا : لا تتجاهلني.
التفتَ راين نحوهُ ليقولَ بعفوية : إن بقيتَ غاضبًا طوالَ الوقتِ هكذا ستصبحُ أصلعًا...
هتفَ إدغار : إذهب إلى الجحيم !!.
رفعَ راين كفيهِ بموازاةِ كتفيهِ باسطًا إياهما مغمضًا عينيهِ ليقولَ : و إن كُنتَ توّدُ أن اُسعدَ بلقائكَ فقل ذلكَ بوضوح
هتفَ إدغار مجددًا : كما قلت اذهب إلى الجحيم !!.
نظرَ راين إلى سارا سائلًا : أهو هكذا دومًا ؟.
أومأت سارا بالإيجاب لتجيبَ ببراءة : أجل .
هتفَ إدغار بغضب : هَي !!.
سألت سارا : إذًا، ران تشان، كيفَ جئتَ إلى هُنا ؟.
أمسكَ راين برأسهِ مجيبًا بهدوء : هذا ما أوّدُ أنا معرفته...
هدأ إدغار قليلًا ليقول : أنتَ فقط ظهرتَ مِن مرآةِ منزلنا فجأة !، لقد كانّ ذلكَ مخيفًا بصراحة، وفي النهاية اضطررتُ لسحبكَ إلى هُنا.
راين : آخرُ ما أتذكرهُ هوَ أني سقطتُ في فجوةِ شجرةِ الدمِ و...
أكملَ محدثًا ذاته : هذا صحيح... والدي أمرني أن أكتسبَ القوةَ عابرًا تلكَ الفجوة التي أمست طريقةً فعالةً للإنتحار... هو كما لو أنهُ تخلى عني فقط...
إدغار : و ؟.
راين : لا.. لا تهتم.
سألت سارا بفضول : ماهيَ شجرة الدم ؟.
راين : اوه، هيَ مصدرنا للدماء، أخبرتكم ألم أفعل ؟، نحنُ لا نشربُ دماء البشر !.
التفتَ حولهُ سائلًا : إذًا، ما هو هذا المكانُ على أية حال ؟.
تخلى إدغار أخيرًا عن وضعية الهجوم ليردَ بجدية : إنهُ البداية و النهاية لكُلِّ شيء... فلوريس بيوبلو.
رفعَ راين أحدَ حاجبيهِ مستنكرًا بينما يعقدُ ذراعيهِ قائلًا : هوووه، و ما الذي يجعلُ هذا المكانَ مميزًا إلى هذهِ الدرجة ؟.
أشارت سارا بسبابتها إلى مجموعةٍ منَ الزهورِ الحمراء التي تطلقُ وهجًا خفيفًا حولها ليتقدمَ إدغار منها قائلًا : أترى هذهِ الزهور المشعة ؟.
أومأ راين بالإيجابِ لتشيرَ سارا نحوَ الزهورِ البيضاءِ هذهِ المرةِ فيقولُ إدغار : و أترى تلكَ الزهور البيضاء المشعة ؟.
أومأ راين مجددًا ليشيرَ إدغار و سارا إلى زهورٍ ذهبية و أخرى رمادية كذلكَ : و أترى تلكَ الذهبية والرمادية هُناك ؟.
راين : اُقسمُ إنني أراها !، ما الخطبُ معها بأيّةِ حالٍ ؟.
إدغار : الزهورُ الحمراء تمثلُ البشر، البيضاء تمثلُ الشياطين، الذهبية للخيميائيين و الرمادية للمجنحين.
ابتسمَ راين زافرًا بسخرية ليقول : أتودُ إقناعيَ بأنني زهرة ؟.
تنهدَ إدغار بقلةِ حيلةٍ ليقول : ابحث بعينيكَ بينَ الزهور البيضاء، من المفترض أن تكونَ هُناكَ واحدةٌ تتوهجُ بلونِ قوسِ المطر، أخبرني إن وجدتها لكن لا تدلني على مكانها.
قامَ راين بما أملاهُ عليهِ إدغار ليقول بعدَ مدة : أنتَ على حق، إنني أراها ...
سارا : من المفترضِ بهذهِ الزهرة أن تكونَ زهرتكَ إذًا، بالنسبةِ لنا فكلُّ الزهور البيضاء تتوهجُ بياضًا، فقط ساحب الزهرة يستطيعُ رؤيةَ قوسِ المطرِ حولها، لذا وبما أننا بشر فزهرتنا الحمراء تتوهجُ هكذا كذلكَ.
راين : زهرتي ؟.
إدغار : بعبارةٍ أخرى، إن ولدتَ تَنبُت، و إن نَبَتت تولدُ، إن ذبلت و اختفت متَ و إن متَ تذبلُ و تختفي، أما إن قطفت فستمسي جسدًا بلا روح... أنتَ هوَ الزهرة و الزهرةُ هيَ أنت.
همهمَ راين مطولًا و قد بانَ عليهِ عدمُ تصديقِ أقوالِ مقابلهِ فزفرَ إدغار قائلًا : أرني مكانَ زهرتكَ.
رفعَ راين أحدَ حاجبيهِ مستنكرًا : ألم تقل أن لا أفعلَ توًا ؟.
تقدمَ إدغار نحوَ الزهورِ البيضاء مجيبًا : سأريكَ، سأثبتُ لكَ كلامي عن طريقِ تجربةٍ بسيطة.. لا تقلق ليسَ و كأنني ي ساقتلكَ.
أشارَ راين إلى زهرتهِ دونَ ترددٍ فبالنسبةِ لهُ مايقولهُ إدغار ليسَ سوى ترهاتٍ لا أساسَ لها، أحاطَ الأخيرُ إبهامهُ و سبابتهُ بساقِ الزهرة المنشودة ليعتصرها بقوةٍ كما لو كانَ يحاولُ قطفها، في تلكَ اللحظةِ بالذاتِ نبضٌ قويٌ اجتاحَ قلبَ راين بقوةٍ كما لو أنّ جسدهُ بالكاملِ ينبض، أخذَ يرتجفُ جاثيًا على ركبتيهِ متمسكًا بيمينِ صدرهِ بقوةٍ شديدةٍ معتصرًا ملابسهُ علَّ الألمَ يختفي و لَم يأخذ الأمرَ فترة حتى بصقَ دمائهُ خارجًا .

رد مع اقتباس