عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #61  
قديم 07-10-2013, 09:36 PM
 
part 25
كنت أسير بسرعة معهم و ألهث بتعب في الوقت نفسه ..!
عيناي كانتا مسلطتان عليه و قد كان فوق السرير المتحرك و ثلاثة ممرضين يدفعونه بعد أن وضعوا له قناع الأكسجين ..!
ها نحن في قسم الطوارئ بالمدينة الطبية الكبيرة ..!
دخلوا به إلى غرفة و منعوني من الدخول ..!
لذا استندت على الجدار بتعب .. أرجوا أن أكون قد وصلت إلى هنا في الوقت المناسب ..!
لا أعلم كم إشارة قطعتها و كم حادث كدت أتسبب به وفي النهاية .. لا أعرف ما المبلغ الضخم الذي ستأخذه مني شرطة المرور كغرامة !!..
كل ذلك .. لأنني كنت أشعر بأنه سيموت إن لم نصل للمشفى بأسرع وقت ..!
يستحيل أن أفقده بعد أن عثرت عليه !!.. لن احتمل ذلك ..!
رأيت أحد الممرضين الثلاثة قد خرج من الغرفة و فور أن وقعت عينه على ممرضة كانت تسير في ذلك الممر حتى صرخ : أستدعي الدكتور مارفيل في فوراً !!.. حالة طارئة ..!
بدا عليها الفزع لكنها استدارت و راحت تركض حتى وصلت إلى هاتف على الجدار خاص بالممرضين لاستدعاء الأطباء و قد وضع في قسم الطوارئ في كل زاوية ..!
الدكتور مارفيل .. أليس من المفترض أن يستدعي الدكتور ليبيرت ؟!!.. فهو طبيب ريكايل ..!
لكن .. لحظة ..!
تذكرت شيئاً .. صباح الأمس حين قدمنا إلى هنا .. قال ريكايل للدكتور ليبيرت .. أوصل سلامي للدكتور مارفيل ..!
أهو طبيبه أيضاً ؟!..
القلب !!!.. لا شك أنه طبيب القلب !!!..
أجل .. هل يعني أن قلبه في خطر بسبب الصدمة التي تلقاها ؟؟!..
أنهرت أرضاً و أنا أستند إلى الجدار ..!
لم أعد أحتمل .. كل شيء حدث في يوم واحد !!..
أغمضت عيني .. و كثير من الأمور تتصادم في رأسي مختلفة في الأهمية إلا أنها جميعاً كونت عاصفة قد تفجر دماغي ..!
الخالة آنا توفيت ..!
ميشيل منهارة تماماً ..!
جوليا في حالة صعبة ..!
ريكايل بين الحياة و الموت ..!
تمنيت للحظة لو أضرب رأسي في الجدار لأوقف هذا الصداع الذي داهمني ..!
لكني حينها سمعت صوت خطوات متسارعة تضرب في أرض هذا الممر ..!
فتحت عينياي فرأيت ذلك الرجل الذي أسرع للدخول إلى الغرفة التي تحتضن أخي ..!
كان يرتدي معطفاً أبيض .. هل هو الدكتور مارفيل ؟!!..
رغم أني رأيته للحظات فقط .. إلا أني أستطيع وصفه ..!
كان ذا شعر بني باهت و طويل قليلاً .. يربطه إلى الخلف بينما ترك بعض الخصل إلى الأمام .. بشرته برونزية .. طويل القامة و عريض بعض الشيء .. يمكنني القول أنه في الخامسة و الثلاثين .. لم يكن وسيماً لكنه كان يملك شيئاً يجذب إليه .. بدا شخصاً جدياً مع نظراته الطبيبة و قد رفع أكمام قميصه و معطفه الأبيض حتى ما تحت المرفقين بقليل ..!
أمسكت برأسي بين يدي .. فتذكر شكله أتعبني !!!..
أجل .. أشعر بأني سأجن عما قريب ..!
لكن .. أنا قلق على ريكايل .. لذا لا وقت لي لأفكر بأمر الجنون ..!
هل سيكون بخير ؟!!..
لقد كان الممرضون الثلاثة خائفين حين رأوا وجهه ..!
يا إلهي ساعده ..!
مضى بعض الوقت .. حتى مرت عشرون دقيقة ..!
الساعة الأن هي الثانية عشر و النصف ليلاً ..!
أرجوا أن لا تكتشف أمي أمر مغادرتي المنزل حتى لا تقلق ..!
كان التوتر قد بلغ مبلغه و أكثر مني .. فمرور كل هذا الوقت دون خروج أحد من الغرفة أرعبني ..!
لكن .. يبدو أن الطبيب شعر بي و أشفق على حالي لذا خرج من الغرفة و ما إن فعل هذا حتى وقفت مسرعاً لأتجه إليه : عذراً أيها الطبيب ..!
التفت ناحيتي و نظر إلي بعينيه اللتان تطابقان لون الخشب القاتم : ماذا هناك ؟!!..
بتوتر قلت : كيف حال ريكايل ؟!!..
بدا عليه الاستغراب : أنت قريبه ؟!!.. لا بل .. شقيقه ؟!!..
- أنا .. أنا صديقه ..! هل هو بخير ؟!!..
ابتسم لي ابتسامة مطمئنة : أنت تشبه إلى حد كبير ..! لا عليك .. إنه بخير .. لقد تجاوز مرحلة الخطر فقد تمكنا من إنقاذه .. و حالته مستقرة الآن ..!
لحظتها .. انهرت أرضاً بعد نفس عميق قد أخذته : هيه أيها الفتى .. أأنت بخير ؟!!..
كان هذا ما قاله بقلق و قد جثى أمامي ..!
وضعت يدي على جبيني محاولاً إيقاف الصداع : أجل .. لكني مرتاح الآن فقد كنت قلقاً بشأنه ..!
وقف حينها و سألني : أتستطيع الوقوف ؟!!..
أومأت إيجاباً فمد إلي يده لأمسكها و أقف : شكراً لك ..!
- أيمكنني التحدث إليك ؟!!..
- أجل لكن .. في ماذا ؟!!..
- أريد أن أسألك بشأن ما حدث مع ريكايل .. لنذهب للمكتب ..!
أومأت موافقاً فسار بين ممرات قسم الطوارئ حتى وصل إلى مكتب أعتقد أنه خاص بالمناوبين و يبدو أن الدور اليوم في المناوبة على الدكتور مارفيل هذا .. دخل و دخلت خلفه .. جلس أمام مكتبه و طلب القهوة على الحال لنا الاثنان : أنت تبدو متعباً .. و القهوة ستريح أعصابك ..!
هذا ما قاله بابتسامة هادئة .. واضح أنه طبيب محترف و لا أعلم لما لكنك تشعر بهذا ما إن تتحدث معه ..!
جلست أمامه على المقعد بجوار المكتب : شكراً .. بالفعل أنا مرهق ..!
أخذ ينظر إلي للحظات قبل أن يقول بجد : أنت تشبه ريكايل إلى حد كبير جداً .. ألا توجد صلة قرابة بينكما ؟!!..
أومأت سلباً بتردد : لا .. نحن صديقان منذ فترة وجيزة .. لكننا صرنا مقربين من بعضنا بسرعة ..!
- حسناً .. لم نتعارف بعد .. أنا الدكتور ادوارد مارفيل .. متخصص في أمراض القلب ..! يبدو أنك تعلم بأمر مرض ريكايل رغم أنه كان شديد الحرص على اخفائه ..!
- أجل .. لقد علمت بأمر مرضه بقصور في القلب ..! تشرفنا دكتور مارفيل .. أنا لينك مارسنلي ..!
قطب حاجبيه باستغراب : لم أصدق هاري حين قال أن وريث مارسنلي صديق ريكايل ..! لكن يبدو أنه كان صادقاً ..!
يبدوا أن الدكتور ليبيرت حدث الدكتور مارفيل عني ..!
- هل الأمر غريب إلى هذا الحد ؟!..
- ليس كثيراً .. لا تشغل بالك ..! عموماً أيمكنك أن تخبرني عن السبب الذي جعل ريكايل يتعرض لهذه النوبة الحادة ..! هل تلقى صدمة أو أفزعه شيء أم ماذا ؟!!..
أخذت نفساً عميقاً قبل أن أقول بهدوء : في الحقيقة .. قبل أن نأتي للمشفى كنا قد قمنا بزيارة المرأة التي تولت تربية ريكايل منذ طفولته فهو يتيم الوالدين و قد كان يعيش في ملجأ أيتام ..! لكن .. لقد صدم بخبر وفاتها حين ذهبنا إلى منزلها .. فقد كانت مريضة منذ فترة و يبدو أن حالتها تدهورت دون أن نعلم ..!
بدا الهدوء على الطبيب حينها : هكذا اذاً .. تعازي الحارة ..!
- شكراً لك .. لكن ربما عليك تقديمها لريكايل فهو أحق بها ..!
- سأفعل ذلك بالتأكيد ..! حسناً .. هل يمكنك أن تخبرني إن كانت هناك أمور حدثت مسبقاً .. فقياسات نبضه كانت مشككة و كأنه كان ضعيفاً من قبل تلقي تلك الصدمة ..!
تذكرت حينها أمر النوبة التي تعرض لها حين كنا في لندن آخر النهار : لقد عدنا هذا المساء من لندن .. و هناك كان قد تعرض لنوبة فنقلته للمشفى و عندها علمت بأمر مرضه ..!
- ما سبب النوبة ؟!!..
- لقد كنا مع بعض الاصدقاء في متحف الشمع .. و بعد أن دخلنا إلى غرفة الرعب فقد وعيه و نقلناه للمشفى فقال الطبيب أن قلبه اضطرب للمناظر المفزعة التي رآها ..! كان هذا حوالي الساعة الخامسة اليوم ..! كما أنه كان طيلة اليوم قلقاً على اخته بالتربية فهي لم تكن تجيب على هاتفها و لا على هاتف المنزل ..! لذا عدنا إلى هنا لنطمئن عليهم لكننا صدمنا بوفاة السيدة ..!
بدا على الدكتور مارفيل الجد وهو يسجل بعض الملاحظات على أوراق أمامه : هذا يعني أن قلبه كان مجهداً من الاضطرابات و الضغوط طيلة اليوم .. و في النهاية كانت القشة التي قسمت ظهر الجمل ..! أن لديه قوة تحمل نادرة فمن في مثل حالته كان قد يدخل لغيبوبة كأقل ضرر بعد كل هذا إن لم يصل الأمر إلى الموت .. خاصة أنه تعرض لنوبتين في يوم واحد ..!
كلامه أشعل الرعب في قلبي : دكتور مارفيل .. هل حالة ريك خطيرة إلى هذا الحد ؟!!..
نظر إلي و ابتسم ابتسامة مطمئنة : ليس كثيراً .. قلبه قوي بالنسبة لمرضه .. خاصة أنه يتناول أدويته بانتظام ..!
بلهفة سألت : هل يعني هذا أنه قد يشفى ؟!!..
اختفت ابتسامته حينها : يؤسفني القول أنه مرض مزمن ..! لكن مادام حريصاً على صحته و يتناول الأدوية في وقتها و فهو سيكون بخير ..!
شعرت بالإحباط حينها .. رغم أن كلامه يدل على أن حالة أخي أفضل من غيره ..!
طُرق الباب حينها .. أذن الطبيب للشخص بالدخول فدخلت ممرضة تحمل القهوة : دكتور ادوارد .. إنها القهوة التي طلبتها ..!
ابتسم لها حينها : شكراً لك انيتا .. أتركيها على المكتب ..!
لقد كانت ذات الممرضة التي استدعته من أجل ريكايل .. كانت تبدو في الثلاثين من عمرها ..! تركت القهوة على المكتب و حينها نظر إلي الطبيب الشاب و قال : أعرفك بانيتا .. و هي الممرضة التي تهتم بريكايل في كل زيارة ..!
وقفت حينها و صافحتها : شكراً لك على الاهتمام بريك آنسه انيتا .. أنا لينك مارسنلي ..!
بابتسامتها اللطيفة قالت : تشرفنا .. أنا أنيتا مارفيل ..!
اخذت لحظات حتى استوعب اسمها : مارفيل ؟!!..
ضحك ذلك الطبيب بخفة : أجل .. إنها زوجتي !!!..
عدت أنظر إليها مجدداً .. كانت صغيرة الحجم فهي أقصر مني بقليل رغم أنه من الواضح أنها قد تجاوزت التاسعة و العشرين .. ذات بشرة بيضاء ساطعة ولها فاحم و لامع تجمعه ككرة في رأسها و عينان بلون التوت الأزرق .. كانت تبدو صغيرة بالنسبة للدكتور مارفيل الذي يمكنني أن أصفه بضخم الجثة فهو كان طويلاً نوعاً ما و عريض الكتفين قليلاً ..!
لم أعلق على الأمر لكن الدكتور بدأ يتحدث إلى زوجته تلك بشأن أخي فقد أخبرها بأنه سيبقى لفترة و بقي يملي عليها بعض التعليمات التي عليها تطبيقها من مواعيد الأدوية و نوعية الغذاء و أشياء كتلك ..!
و فيما كانا يتحدثان شربت أنا فنجان قهوتي الذي اعاد إلي شيئاً من الهدوء ..!
بعد أن أنهيا حديثهما انصرفت الممرضة بينما نظرت إلى الطبيب : دكتور مارفيل .. اريد البقاء مع ريكايل هذه الليلة ..!
بهدوء قال : لن تستفيد شيئاً .. عد لمنزلك و تعال في الصباح فأنا أضمن لك أنه لن يستيقظ قبل ذلك ..!
بجد قلت : أرجوك .. هذه الليلة فقط .. لا استطيع تركه في هذه الحالة الحرجة ..!
تنهد حينها : كما تشاء لكن الليلة فقط .. سوف يبقى عدنا بضعة أيام ستمتد من خمسة على الأقل و سبعة على الأكثر حتى نراقب حالة و نطمئن عليه ..! سيبقى هذه الليلة في غرفة الملاحظة التي هو فيها الآن ..!
وقفت حينها : شكراً لك دكتور .. و الآن استأذنك ..!
- لو شعرت بأي شيء غير طبيعي أو حدث ان استيقظ ريكايل فاضغط زر الجرس قرب السرير ..!
- حاضر ..!
غادرت بعدها المكتب تركاً ذلك الطبيب يقوم ببقية أعماله من مراجعة لملفات مرضاه ..! بينما اتجهت أنا إلى الغرفة التي كان فيها ريكايل منذ قليل ..!
.................................................. .....
كانت الساعة تشير إلى الثالثة و النصف فجراً .. و أنا لم يغمض لي جفن بعد ..!
شعرت بمدى سوء الأوضاع عندي فريكايل ممد أمامي الآن ولا يبدو أنه بخير ..!
كان هناك قناع أكسجين على وجهه .. و كذلك هناك بعض الأسلاك موصولة بجسده لقياس النبض و غيره .. و أيضاً هناك أنبوب المغذي الموصول بذراعه ..!
أسندت رأسي على ظهر الكرسي الذي أجلس عليه و أغمضت عيني .. كيف هي ميشيل الآن ؟!!..
.
(( أمي لم تمت !!.. يستحيل أن تموت !!.. ))
.
قفزت جملتها تلك في ذهني و تذكرت حالتها المزرية كيف كانت لدرجة أنها قامت بخلط الأمور سوية ..!
لكن .. لقد قالت الكثير اليوم ..!
.
(( منذ عرفتك و المصائب تطاردني !!.. أرجوك أرحل و اتركني لقد تعبت منك !!.. ))
.
(( لما أرى صورتك أمامي أينما ذهبت ؟!!.. لما تظهر لي في كل ليلة داخل أحلامي ؟!!!.. حتى أمي كانت تنادي عليك في آخر لحظاتها !!!.. ))
.
كان واضحاً من خلال كلامها ذاك أنني مصدر تعاسة لها ..!
لكن .. ذلك لم يكن كل شيء !!..
.
(( لا !!.. ابقى فيها ..! ))
.
(( لأني صرت أفكر فيك طيلة الوقت !!.. لقد صار طيفك يتبعني في كل مكان !!.. لذا .. يجب أن تبقى !!!.. لا اعلم لماذا أبكي كلما فكرت فيك ؟!!!.. إنه مؤلم .. مؤلم أكثر مما تتخيل !!.. ))
.
تريد مني أن ابقى في حياتها .. رغم أن الأمر يؤلمها !!..
يصعب علي تفسير سبب هذا ..!
مع ذلك .. يخيل لي أن السبب كان مرتبطاً بهذه الجملة ..!
.
(( لينك لما أحببتك ؟!!!.. ))
.
قالت أنها احبتني .. و لكن .. لا أعلم إن كانت لا تزال كذلك أم لا ؟!!.. فلا شيء واضح من هذه الناحية ..!
لذا .. لا أريد التعمق في موضوع ميشيل ..!
عدت أنظر لريكايل و الألم يقتلني في كل لحظة .. إنها صدمة قاسية تلك التي تعرض لها ..!
لقد كانت الخالة آنا بمثابة أم له .. لذا أنا قلق للغاية ..!
كان التعب و الارهاق واضحاً على ملامحه و كذلك الانزعاج ..!
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس
  #62  
قديم 07-10-2013, 09:37 PM
 
صوت تنفسه كان مسموعاً نوعاً ما فقد بدا أنه يحاول سحب أنفاسه بصعوبة ..!
نظرت إلى جانبي حيث جهاز قياس النبض .. كنت أرا تلك الخطوط المتقطعة تصعد و تنزل و هي منطلقة إلى الأمام ..!
ليس لدي خبرة .. لكن حسب ما رأيته في الأفلام و المسلسلات استطيع القول بأن نبضه الآن شبه ضعيف ..!
شعرت بالاستياء لأني لا أستطيع فعل شيء من أجله في هذه اللحظات ..!
لكنني في الوقت ذاته شعرت بأن الإرهاق قد نال مني .. لذا استندت رأسي إلى الكرسي مجدداً و اغمضت عيني و أنا أفكر كم كان اليوم عصيباً ..!
.................................................. ...........
فتحت عيني و أنا اشعر بالنعاس .. لقد شعرت بشيء ما على ركبتي لذا استيقظت ..!
كنت لا أزال أنظر إلى السقف و لا أعلم أين أنا أو لما أنا نائم على هذا الكرسي ..!
أخفضت بصري إلى ركبتي و حينها رأيت تلك اليد التي تربت عليها .. و في لحظة تذكرت كل ما حدث ..!
أسرعت لأنظر لريكايل بلهفة .. كانت عيناه شبه مفتوحتين و الارهاق باد فيهما ..!
يده تلك امتدت بصعوبة لتكون على ركبتي حيث بدا أنه حاول إيقاظي ..!
أمسكت بيده تلك بيدي اليمنى بينما ربتت على رأسه باليد اليسرى .. تمتمت بعدها و أنا أشعر بالاختناق محاولاً قدر الإمكان السيطرة على نفسي و منع دموعي من السيلان حتى لا يتأثر ريكايل هو الآخر : حمداً لله على سلامتك ..!
لم يرد .. بل بقي يحدق بي بعينيه المرهقتين .. نظرت إلى ساعة يدي لأرى أنها تشير إلى السادسة فجراً .. لذا أبعدت يدي عن رأسه و مددتها لأضغط الزر الذي قرب السرير .. و أترقب ما سيحدث ..!
مضى أقل من دقيقة حين دخلت ممرضة إلى الغرفة .. و قد كانت انيتا زوجة الدكتور مارفيل ..!
ابتسمت بهدوء و تقدمت ناحيتنا : حمداً لله على سلامتك ريكايل .. حسناً .. لنرى الآن ما أحوال قياساتك ..!
اغمض عينيه حينها بهدوء فتقدمت هي و بدأت تنظر للأجهزة و تسجل في سجل الملاحظات معها ..!
بينما أبقيت أنا عيني على ريكايل وقد ضغطت بيدي على يده بقوة أكبر ..!
انتهت انيتا تسجيل الملاحظات و نظرت إلى ريكايل لتقول : أتستطيع الكلام ؟!!..
فتح عينيه مجدداً .. لكن نصفهما فقط .. و بصعوبة حرك رأسه بطريقة سلبية .. لذا عادت لتسأل : هل أنزع قناع الأكسجين ؟!..
أومأ سلباً مجدداً : هل تشعر أنك ستواجه صعوبة في التنفس بدونه ؟!!..
هذه المرة كانت إجابته إيجابية مما أقلقني ..!
لكن الهدوء بدأ على الممرضة و قد ابتسمت : لا عليك .. ستكون بخير قريباً .. و الآن من الأفضل أن ترتاح ..!
أمسكت بذراعه و بإبرة بيدها الأخرى ثم وخزته بها و ماهي إلا لحظات حتى أغمض عينيه مجدداً و ارتخت يده التي كنت أمسك بها ..!
نظرت إلى أنيتا بقلق : ما الأمر ؟!!..
ابتسمت لي : لا تقلق .. إنها ابرة منومة .. فهو الآن يحتاج للراحة أكثر من أي شيء آخر .. لن يستيقظ قبل الظهيرة ..!
تنهدت حينها بتعب و تركت يده لتمتد بجانبه على السرير ..!
وقفت حينها و قد قررت العودة للمنزل الآن .. ثم سأعود قبل الظهيرة ..!
ألقيت نظرة أخيرة عليه .. يبدو أنه لن يكون بخير قبل فترة ..!
أغمضت عيني و غادرت الغرفة ثم سرت في ممرات المشفى أجر خطواتي بتعب ..!
حتى خرجت إلى الحديقة و قد كانت السماء قد بدأت تتلون بألوان الصباح ..!
سرت ناحية مربض السيارات و أنا أشعر بأن جسدي يرتعش من البرد ..!
بقيت أفكر للحظات .. أين معطفي الأسود ؟!!..
لكنني حينها تذكرت أني تركته في منزل الخالة آنا بعد أن أطفأت به النار الصغيرة التي اشعلتها الشموع في السجاد و قد انتشرت بسرعة بسبب نوعية تلك السجادة ..!
وصلت إلى سيارتي السوداء و فتحتها بالمفتاح الذي كان في جيب بنطالي طيلة الوقت ..!
ركبت خلف المقود و أغلقت الباب .. و بسرعة شغلت السيارة و نظام التدفئة .. ثم حركتها ناحية القصر و أنا أتمنى أن لا أتعرض لحادث بسبب شرودي ..!
.................................................. .
كنت أسير في الردهة باتجاه المصعد أجر خطواتي المرهقة و اشعر بالاستغراب من عدم وجود جيسكا الباردة في الاستقبال كالعادة ..!
طلبت المصعد الذي كان بابه مغلقاً .. و حين فتح بابه كان يحتضن والدتي و وصيفتها العجوز بين جدرانه ..!
شهقت حين رأتني و خرجت فوراً من المصعد : لينك .. ماذا تفعل في هذه الساعة المبكرة ؟!!.. لما وجهك شاحب هكذا ؟!!!..
قالت هذه الكلمات بقلق و قد ربتت على كتفي .. لم يكن لي المزاج لأجيبها : في ما بعد أمي .. رأسي سينفجر و أريد أن أنام ..!
وضعت يدها على جبيني : حرارتك مرتفعة .. هل أتصل بالطبيب ؟!!.. أم آخذك للمشفى ؟!!..
تجاوزتها بتعب و أنا أركب المصعد : لا هذا و لا ذاك .. بعض الراحة تفي بالغرض .. أيقظوني قبل الظهيرة ..!
ببرود قالت جيسكا : هل أخبر ريكايل بأن يوقظك ؟!!..
ببرود يضاهي برودها : لا .. فهو ليس في القصر الآن و لن يكون هنا في ذلك الوقت ..!
كادت أمي أن تقول شيئاً لكن باب المصعد أغلق حينها فطلبت الدور الثالث فوراً .. و حين نزلت اتجهت لغرفتي في الحال ..!
غسلت جسدي بالماء الدافئ و ارتديت ملابس النوم .. استلقيت على سريري بعد أن وضعت منبه الهاتف على الساعة العاشرة و النصف ..!
و بعدها رحت في نوم عميق مليء بالكوابيس ..!
.................................................. ....
رن هاتفي بشكل مزعج في رأسي كي يوقظني من نومة يمكنني أن أصفها بالمرهقة رغم أن النوم لا يتحد من الإرهاق إطلاقاً ..!
مددت يدي بانزعاج كي اطفأه و أنا لم أفتح عيني بعد حتى ..!
لكن .. صمت قبل أن تصل يدي اليه .. رغم أنه لم ينهي مهمته بعد و هذا دليل على أن أحدهم قد اسكته ..!
فتحت عيني حينها بتعب فرأيتها تجلس على حافة السرير و القلق في عينيها ..!
إنها أمي : ألم تذهبي للشركة ؟!!..
هكذا تمتمت بصوت مليء بالخمول فأومأت هي سلباً : سأذهب في الظهيرة .. كيف تشعر الآن ؟!!..
رغم أني لا أزال متعباً .. إلا أني في الحقيقة : لا تقلقي .. فحالي أفضل الآن ..!
قلت هذا و أنا أرفع جسدي عن الفراش .. نظرت إلى الساعة الجدارية الكبيرة لأرى أنها تشير إلى العاشرة و النصف تماماً .. يفضل أن أذهب لريكايل الآن ..!
نزلت من السرير و وقفت دون أن أنطق حرفاً و سرت بضع خطوات : لينك .. أين ريكايل ؟!..
قالت هذا أمي و قد وقفت خلفي .. تنهدت بتعب حينها : إنه في المشفى .. لقد شعر بالمرض ليلة البارحة لذا أخذته إلى المشفى و أخبروني أنه سيبيت عندهم .. و قد بقيت معه حتى الصباح ..!
كانت نبرة القلق الجسيم واضحة في صوتها : و كيف حاله الآن ؟!..
اتجهت ناحية دورة المياه : قال الطبيب أنه سيكون بخير .. عموماً سأذهب الآن إليه ..!
- سآتي معك لينك ..!
التفت ناحيتها : ليس الآن أمي .. إنه لا يزال مريضاً و يحتاج إلى الراحة ..!
قطبت حاجبيها : ألهذا عدتم من لندن ؟!!..
أومأت سلباً : لقد عدنا لأن أخت ريكايل بالتربية لم تكن تجيب على هاتفها و لا على هاتف المنزل و والدتها التي ربت ريكايل في طفولته امرأة مريضة لذا قلقنا عليهم .. لذا عدنا كي نطمئن حين يأسنا من إجابتها على الهاتف .. و حين ذهبنا في الأمس بعد العشاء للاطمئنان عليهم علمنا بأن المرأة توفيت لذا أصيب ريكايل بالتعب ..!
رفعت يدها و وضعتها على قلبها بخوف : يا إلهي .. مسكين ريكايل .. إنها صدمة كبيرة ..!
أومأت إيجاباً حينها : لا تقلقي أمي .. سيكون بخير قريباً ..!
- أرجوا ذلك يا عزيزي ..!
- و الآن سأستحم ثم أبدل ملابسي و أذهب إليه ..!
- حسناً .. و طمئني عندما تتحسن حاله ..!
- حاضر ..!
سارت بعدها لتخرج من الغرفة و أغلقت الباب من خلفها .. لا أعلم لما أخبرتها بكل هذا .. لكن ربما لم أتمكن من اختلاق الأكاذيب في أمور كهذه ..!
بدوري حملت منشفتي و دخلت دورة المياه و أخذت حماماً دافئاً ثم خرجت و ارتديت بنطال اسود مع كنزة زرقاء فيها بعض الكتابات البيضاء و كذلك سترة جلدية بذات لون البنطال مع شال صوفي أسود فيه بعض الخيوط الزرقاء ..!
غادرت القصر باتجاه المشفى بسيارتي السوداء .. و أنا أرجوا أن تكون حال رايل أفضل حين أراه ..!
.................................................. ......
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس
  #63  
قديم 07-10-2013, 09:41 PM
 
وقفت أمام باب غرفته المغلق .. أخذت نفساً عميقاً قبل أن أفتح الباب .. و حين دخلت رأيت أثنين يرتديان زي الأطباء و يتناقشان و هما ينظران إلى الأجهزة التي قرب السرير ..!
التفت كلاهما إلي فعرفتهما على الفور .. الدكتور ليبيرت و الدكتور مارفيل ..!
أغلقت الباب خلفي و سرت بضع خطوات و نظرت إلى ريكايل لأرى أنه كما تركته تماماً ..!
نظرت إليهما : كيف حاله الآن ؟!!..
بهدوء أجابني الدكتور مارفيل : ليست سيئة إلى هذا الحد .. عندما يستيقظ سيتضح كل شيء ..!
تابع الدكتور ليبيرت و هو ينظر إلى أوراق معه : لا يبدو أنه يعاني حالياً من أي مشاكل في التنفس .. مع أن انيتا قالت أنه رفض إزالة قناع الأكسجين .. يبدو لي أن المشكلة نفسية فقط ..!
لم أعلق على كلامهما بل عدت بعيني إلى أخي المدد على السرير و القلق يكاد يقتلني ..!
حينها .. فتح عينيه الخضراوين .. على الفور هتفت : لقد استيقظ ..!
التفت الاثنان ناحيته لكن بدا أن هناك تغيرات في الأرقام على الأجهزة لذا بقيا ينظران إليها و يتناقشان ..!
بالنسبة لي فقد جلست على حافة السرير و أمسكت بيد ريكايل بين يدي .. كان ينظر إلي .. و قد بدأ يهمس ..!
ماذا ؟!!.. ماذا يقول ؟!!.. لا استطيع سماعه !!..
قربت رأسي منه كي أسمع لكن في تلك اللحظة صدى صوت جرس غريب في الغرفة : مشكله !!..
هكذا تمتم الدكتور مارفيل بصوت مسموع .. بينما استمر الجرس بالرنين ..!
لحظتها دخل ثلاثة ممرضات من بينهم أنيتا ..!
شعرت بأحد ربت على كتفي من الخلف و سحبني بهدوء لأقف وهو يقول : لنخرج و ندعهم يهتمون به ..!
كان صوت الدكتور ليبيرت .. بالنسبة لي فلم أجد فرصة للرد عليه فأنا كنت في حالة صدمة لأنه قد خيل إلي أن ذلك الصوت هو الصوت الذي يصدر من الجهاز حين تتوقف نبضات القلب ..!
قبل أن أخرج .. كنت أرى الدكتور مارفيل يضغط على صدر ريكايل بقوة عدة مرات .. لكنه لم يلبث أن صرخ : أنيتا .. أحضري جهاز الصدمة الكهربائية بسرعة !!!..
كنت قد خرجت مع الباب و الدكتور ليبيرت يحركني .. أما أنيتا فقد خرجت تركض لجهة أخرى ..!
بدأت أنفاسي تعلو و رعب جسيم احتل قلبي خوفاً من أن أفقد أخي !!..
همس لي ذلك الطبيب الوسيم : تمالك نفسك يا مارسنلي .. لنبتعد من هنا ..!
لم أملك القوة على الرد فقد سيطر الصداع علي بشكل فضيع ..!
سحبني هو في بعض الممرات و أنا أشعر بأن الرؤيا لم تعد واضحه ..!
دخلنا إلى مكان مليء بالمقاعد : لننتظر هنا ..!
أجلسني على كرسي طويل و جلس بجواري .. أعتقد أنها غرفة الانتظار ..!
كنت مصدوماً بشده .. قطبت حاجبي و قد دمعت عيناي و تمتمت برعب : دكتور .. هل سيموت ريكايل ؟!!..
هتف حينها : لا تقل هذا .. صحيح أن قلبه ضعيف لكنه مازال ينبض !!.. إنه حي .. لازال حياً .. لذا لا تفقد الأمل ..!
بدأت دموعي تلك بالتساقط .. أمسكت برأسي بين يدي و قد دخلت في حالة يمكنني وصفها بالصعبة فأنا لم أعد أدرك ما حولي فبقيت أتمتم : لن يموت .. لن يموت .. لا يمكن أن يموت .. إنه كل ما بقي لي من أمي و أبي .. كل ما بقي لي من براون .. يستحيل أن يموت .. ريكايل ..!
أشعر أني سأنهار .. لما حدث كل ذلك بسرعه ؟!!..
لا أريد أن أفقده بهذا الشكل !!.. ليس هكذا !!..
لا أعلم لما ؟!.. لكن طرأت في بالي ذكرى قديمة .. حين كنت في الصف الثالث الابتدائي ..!
كان لدينا صديق في الصف .. يأتي إلى المدرسة في فترات متباعدة .. و لا أعلم لما ؟!!.. لكن الأولاد قالوا لي بأنه يقضي أيامه في المشفى ..!
و مرة تغيب لشهر و نصف فقد كان مريضاً بشدة ..!
جاءنا المدير في ذلك اليوم و أخبرنا بأنه توفي اثر مرضه .. لقد كان يعاني مرضاً في قلبه ..!
رغم أني لم أكن ذا علاقة قوية مع ذلك الصبي إلا أني بكيت عليه .. و لم أكن وحدي بل كل طلاب الصف بمن فيهم لوي .. الجميع كان يبكي .. و قد كان الأمر سيئاً للغاية ..!
لقد تألمت في ذلك اليوم .. و تألمت أيضاً حين ماتت أليس ..!
لكن .. لو كان ريكايل .. فأنا أخشى أن الألم سيقتلني !!!..
لحظتها بكيت .. أجل بكيت و قد أمسكت رأسي بشدة بين يدي .. فأنا لن احتمل فقدان ريكايل إطلاقاً .. ليس بعد أن وجدته ..!
شعرت بأحدهم يربت على كتفي و يقول بصوت جاد : عليك أن تكون أقوى و تثق به .. صدقني سيكون بخير ..!
رفعت رأسي و نظرت إلى الدكتور ليبيرت التي كانت النظرة الواثقة تنبعث من عينيه الزرقاوين ..!
هل يحاول فقط مواساتي ؟!!.. أم أنه جاد بما يقوله ؟!!..
لا أعلم ؟!.. لكن الوقت كان يمر و أنا أمسك برأسي بين يدي في صمت رهيب .. حتى مضت عشر دقائق !!..
لحظتها دخلت ممرضة إلى الغرفة و نظرت إلينا : دكتور ليبيرت .. طلب مني الدكتور مارفيل أن أخبرك بأن المريض ريكايل بروان بخير حالياً فقد تمكنوا من اسعافه و حاله مستقرة الآن ..!
حينها .. شعرت بأن أحدهم سكب ماءً بارداً على رأسي ..!
ربت الدكتور ليبيرت على كتفي و قال بابتسامة : أرأيت ؟!.. أخبرتك أنه قوي ..!
ابتسمت له حينها و وقفت معه كي نعود إلى غرفة ريكايل ..!
كانت أنفاسي قد عادت و خطواتي تسارعت كي أصل إلى الغرفة .. و حال ما وصلت إلى هناك دخلت مسرعاً ناحية سريره ..!
كانت عيناه مغمضتان .. لكن .. هدوء و سكينة طغت على ملامحه مما أراحني ..!
لا يزال قناع الأكسجين على وجهه .. لكن تنفسه كان هادئاً و منتظماً للغاية ..!
ربت احدهم على كتفي فالتفت و رأيت الدكتور مارفيل يبتسم لي ..!
بادلته تلك الابتسامة بامتنان : شكراً لجهودك دكتور ..!
بذات ابتسامته أجابني : هذا عملي ..!
عدت بنظراتي إلى ريكايل .. انحنيت إليه و قبلت جبينه ثم همست : حمداً لله على سلامتك ..!
و حال ما ابتعدت قليلاً فتح عينيه بهدوء و كأنه صحى من غفوة قصيرة ..!
لم أجد حينها إلا أن ابتسمت له و قد جلست على حافة السرير و امسكت بيده بين كفي ..!
تقدم الدكتور ليبيرت ناحيته بابتسامة : كيف تشعر الآن ريكايل ؟!..
تمتم بصوت مبحوح : بخير ..!
- هذا رائع .. أتريد أن انزع قناع الاكسجين عنك أم ماذا ؟!!..
هذه المرة أومأ موافقاً فما كان من الدكتور ليبيرت إلا أن نزع القناع عنه و على وجهه ابتسامة لطيفه ..!
بينما تقدم الدكتور مارفيل و عدل وضعية السرير حتى صار رايل شبه جالس ..!
استأذن الدكتور ليبيرت ليذهب لعمله و كذلك الدكتور مارفيل و قد أخبرانا أنهما سيكونان هنا في الحال ان شعر ريك بأي تعب ..!
نظر إلي بهدوء .. لا أعلم إن كان يذكر ما حصل ليلة الأمس .. لكن ملامحه الحزينة كانت تدل على علمه بالأمر ..!
ظهر شبح ابتسامة على وجهه المرهق : وجهك محمر .. و عيناك كذلك .. أكنت تبكي ؟!..
لم أرد بل طأطأت رأسي فتابع هو : هل خفت إلى هذا الحد ؟!!..
أوشحت بوجهي عنه و بتردد قلت : شعرت للحظة بأني سأفقدك ..!
لكنه بنبرة ساكنة قال : عليك أن تعتاد على هذا .. لا يجب أن يكون قلبك ضعيفاً .. كقلبي !!.. ليس عليك أن تفزع كلما اصابتني نوبة .. فقط انتظر و ادعوا لي ..!
كنت مصدوماً نوعاً ما من كلامه لكني لم أظهر ذلك بل اغمضت عيني للحظات و تمتمت : أعلم أنك تتألم .. و لكن تذكر ريكايل .. نحن توأمان و مهما حدث يمكنني الشعور بألمك ..!
ابتسم ابتسامة جانبية : ربما أنت محق .. مع أني لا أرجوا ذلك ..!
صمتنا للحظات و كل منا شرد بفكره بعيداً .. أعتقد أن كل واحد فقينا قلق على الآخر ..!
أنا قلق على ريك بسبب مرضه هذا و الذي لست أعرف حتى الآن طبيعته ..!
و ريك قلق علي لأني لا استطيع احتمال مواقف صعبة كهذه ..!
أخذت نفساً عميقاً و قررت أن أهدأ قليلاً و أوقف هذا الاضطراب الذي أشعر به ..!
حينها تمتم بصوته المتعب : لينك ..!
لم يعجبني صوته و لا نبرته .. لكنني أجبته : ماذا ؟!..
- اذهب !!..
قطبت حاجبي غير مستوعب جملته !!..
لكنه تابع حينها : اذهب إلى ميشيل .. فهي تحتاج من يواسيها الآن ..!
.
إلى .. ميشيل !!!.
بعد كل ما حدث في الأمس !!!..
.
في الحقيقة صدمني طلبه !!.. أو يمكنني أن أقول أمره !!..
صمت للحظات فلم أكن أعلم ما سأقوله له .. لكنني ابتسمت بهدوء : ميشيل معها جوليا الآن .. ربما من الأفضل أن أبقى معك أنت ..!
بجد قال : لا .. أنا بخير ..! ثم أن ميشيل تحتاجك أنت ..!
أوشحت بوجهي بهدوء .. لا يمكنني مقابلة ميشيل .. ليس الآن على الأقل ..!
حينها هتف : أرجوك .. أخي أرجوك ..!
نظرت اليه مستغرباً : لما أنت مصر ؟!..
- لينك .. ميشيل الآن في أمس الحاجة لشخص يكون بجوارها .. لقد كانت متعلقة بالخالة آنا أكثر من أي شخص آخر و حتى أكثر من جوليا ..! أرجوك يا أخي .. اذهب إليها و كن معها ..! أنها تحتاجك الآن .. إن كنت تحبها حقاً فاذهب إليها حالاً !!!..
أوشحت بوجهي عنه و أنا أشعر أني في موقف صعب للغاية .. فأنا بالفعل لست مستعداً لمواجهة ميشيل الآن ..!
صنعت ابتسامة لطيفة و تركتها على شفتي ثم التفت إلى رايل : أنت متعب الآن يا أخي .. لذا يجب علي البقاء بقربك كما أمرني الدكتور مارفيل و الدكتور ليبيرت .. لذا لا استطيع الذهاب الآن .. سأذهب في المساء بعد انتهاء الزيارة للاطمئنان عليها و على جوليا ..!
أغمض عينيه حينها : كما تشاء يا عنيد ..!
لحظات حتى بدا أنه غرق في النوم .. و انا صراحةً لا ألومه فأعتقد أنه متعب للغاية ..!
شعرت بهاتفي في جيبي يهتز فعلمت أن أحدهم يتصل بي ..!
لذا وقفت و خرجت من الغرفة و أخرجت الهاتف من جيبي لأجد أن المتصل .. ليديا ..!
أجبتها حينها بهدوء : أهلاً ليديا ..!
- مرحباً لينك .. صباح الخير ..!
- صباح الخير .. رغم أننا اقتربنا من الظهيرة ..!
- دعك من هذه الأمور .. أخبرني كيف حالكم ؟!!.. هل اطمأننتم على جوليا ؟!!..
- أجل .. اطمئني فهي بخير .. لقد توفيت والدتها بعد ذهابنا للندن .. لذا لم تجب ..!
بدا الحزن و الأسى في صوتها : يا إلهي .. مسكينة جوليا .. كم أتمنى أن أكون معها الآن ..!
- أجل .. كانت هذه صدمة كبيرة للجميع ..!
- و كيف حالها الآن ؟!.. هل أنت عندها ؟!..
- لا .. لست عندها ..!
- لما ؟!.. لينك يفضل أن تبقى معها و مع ميشيل .. فهما بالتأكيد تحتاجان من يقف معهما الآن ..!
- أعلم ليديا .. لكن لم يكن بيدي .. ريكايل مريض بعض الشيء لذا أنا معه في المشفى ..!
- حقاً .. ماذا حدث له ؟!.. و كيف حاله الآن ؟!..
- اطمئني .. شعر بالتعب بعد سماعه لخبر وفاة الخالة آنا .. انه بخير الآن ..!
- أريد التحدث إليه ..!
- لقد نام منذ قليل .. سأرسل إليك رقمه و اتصلي به فيما بعد ..!
- حسناً ..!
- كيف الحال عندكم ؟!!..
- كل شيء بخير .. بيد أن الجميع غاضب بسبب مغادرتك المفاجئة ..!
- هل قلتي شيئاً لهم ؟!..
- لا .. لقد ألتزمت أنا و لوي الصمت تماماً .. فقد أخبرناهم أننا نجهل السبب ..!
- شكراً لكما .. إنها خدمة عظيمة بالفعل ..!
- لا داعي للشكر فنحن أصدقاء .. و الآن إلى اللقاء لينك .. علي أن أنظم للبقية ..! أخبرني بكل جديد ..!
- حسناً ..!
- و شيء آخر .. يجب أن تكون مع ميشيل الآن إن كنت تريد أن تحسن موقفها تجاهك ..!
- حاضر ..!
- إلى اللقاء ..!
- وداعاً ..!
أغلقت الخط بعد مكالمتي مع ليديا .. ثم أتصلت بأمي و أخبرتها بأن ريكايل بخير و هو على ما يرام ..!
عدت للغرفة حينها و جلست على الكرسي بقرب السرير ..!
و حينها طرأ في بالي بعض الأشياء ..!
.
(( اذهب إلى ميشيل .. فهي تحتاج من يواسيها الآن ))
.
(( ميشيل تحتاجك أنت ))
.
(( إن كنت تحبها حقاً فاذهب إليها حالاً ))
.
(( يجب أن تكون مع ميشيل الآن إن كنت تريد أن تحسن موقفها تجاهك ))
.
أحقاً ميشيل تحتاجني ؟!!..
ألن تطردني ؟!!..
.
(( لا !!.. ابقى فيها ..! ))
.
لا أعلم إن كانت ستفعل .. لكن .. رغم ذلك علي أن أذهب إليها ..!
عدت أنظر لوجه ريكايل النائم حيث بدا كطفل حينها ..!
خلال يومين فقط .. اكتشفت الكثير من الأشياء عن صحته التي أرجوا أن لا تتدهور أكثر من هذا ..!
..................................................
كانت الساعة تشير إلى الخامسة مساءاً ..!
و انا لا أزال في المشفى قرب ريك .. خالتي ميراي اتصلت بي و حين علمت أن رايل في المشفى جاءت مسرعة إلى هنا ..!
و ها هي تجلس بقربه و تطعمه من الحساء الذي أحضرته أنيتا قبل قليل ..!
تنهدت حينها بملل : هنيئاً لك بهذا الدلال ..!
نظرت إلي خالتي باستياء : لينك .. ما هذا الكلام ؟!!. عليك أن تدعوا له بالشفاء و حسب ..!
ببرود قال ريكايل : دعيك منه يا خالتي .. أنه يغار لأنه مهتمة بي أكثر منه ..!
وقفت حينها و أنا أقول : ليس إلى ذلك الحد ..!
كنت أنوي المغادرة الآن و الذهاب للاطمئنان على ميشيل و جوليا .. لكن قبل أن أتحرك من مكاني طرق أحدهم الباب : أدخل ..!
هذا ما قلته بهدوء و قد اعتقدت أنها ممرضة ما أو حتى عامل نظافة سيغير كيس القمامة ..!
لكن .. من دخل كان أهم من ذلك بكثير ..!
دخلت و على وجهها ابتسامة لطيفه .. و خلفها كان مساعدها الوسيم ..!
و بمرح قالت : مرحباً ..!
حين رأيتها قلت باستنكار : أمي !!!.. لما أنت هنا ؟!!..
ريك أيضاً كان مصدوماً حتى أنه كاد يقف من سريره لولا أن والدتي قالت بسرعة : لا تتحرك يا ريكايل .. أنت مريض و الأفضل أن تبقى في مكانك ..!
أومأ إيجاباً و هو يقول بارتباك : شـ .. شرف لي زيارتك .. سيدة إلينا ..!
ابتسمت هي حينها و هي تقول : أرى أنك بصحة جيدة و هذا رائع ..!
تقدم أدريان من خلفها و هو يحمل باقة زهور و يقول : لقد أصرت السيدة مارسنلي على أخذ هذه الباقة إليك كهدية ..!
بدا أنه استوعب قليلاً : شكراً لك سيدتي .. يسعدني قبولها ..!
أخذت الباقة من أدريان و اعطيتها رايل و أنا أقول : لما لم تخبريني بأنك ستأتين إلى هنا ؟!!..
بمرح قالت : أعتقد أن المفاجأة أفضل ..!
هنا سمعت صوتاً من شخص قد نسيت وجوده : مرحباً سيدة مارسنلي .. أود شكرك على الاهتمام بلينك و ريكايل .. أنا ميراي ستيوارت ..!
اتسعت عيناي حينها .. خالتي ميراي هنا !!..
أنها لا تعلم أن أمي لا تعرف بأمري مع ريك .. لا تعلم بأن ريكايل في نظر أمي خادم ابنها !!..
ما هذه الورطة ..!
لكن والدتي حينها قالت بابتسامة : تشرفت بمعرفتك انسة ستيوارت .. لا داعي للشكر فلينك هو ابني على كل حال و ريكايل مثل أبني ..! أنهما صديقان جيدان ..!
قطبت خالتي حاجبيها اثر كلمة أمي الأخيرة لكن قبل أن تقول شيئاً أسرعت لأقول : أمي .. الآنسة ميراي هي خالة ريكايل الوحيدة ..!
بسرعة قالت خالتي : لينك كم مرة قلت لك أن تناديني .....!
قاطعها ريك و قد شعر بسوء الموقف : خالتي هلا ناولتني كأس الماء ..!
- هلا صبرت قليلاً حتى أتفاهم مع هذا الفتى !!..
هنا تدخل شخص آخر : لحظة .. عليك أن تظهري بعض الاحترام للسيد مارسنلي يا آنسة !!!..
كان هذا أدريان الذي بدا كأنه سكب الزيت على النار حيث قالت الخالة باستياء : أنا لم أقل شيئاً سيئاً أيها السيد .. أنا فقط أريد التفاهم مع أبن أخـ ..!
قاطعتها حينها مجدداً بسرعة : آنسة ميراي .. يبدو أن ريكايل يشعر بالعطش .. ألا نأجل هذا الحديث لوقت لاحق ..!
أرجوا أن تفهم رسالتي هذه .. علينا تأجيل الحديث قبل أن تفضحنا !!..
لقد كانت هناك نظرة استغراب في عيني أمي بينما الانزعاج بادٍ على الخالة ميراي ..!
صحيح اني أريد أن تعلم أمي بأن ريك أخي .. لكن لا أريد منها أن تكشف ذلك بنفسها أو عن طريق أحد آخر بل أريد أن أخبرها بنفسي حتى لا تظن أني تعمدت اخفاء الأمر عنها ..!
و أيضاً لا اريد أن يكشف سرنا أمام أدريان البغيض !!!..
بدا أن ميراي فهمت الرسالة فقد ذهبت ناحية الثلاجة الصغيرة في زاوية الغرفة و أخرجت زجاجة ماء صغيرة و أعطتها لريكايل ..!
هنا قال ذلك المستفز : سيدتي .. سيبدأ الاجتماع بعد ساعة و الشركة بعيدة من هنا ..!
نظرت والدتي لساعتها و هي تقول : أذاً علي المغادرة الآن ..! ريكايل أتمنى لك الشفاء العاجل ..! آنسة ستيوارت .. تشرفت بلقائك و أرجوا أن نلتقي ثانيةً ..!
ابتسمت خالتي لها : بل أنا من تشرفت بمعرفتك سيدة مارسنلي .. شكراً لزيارتك ..!
خرجت أمي حينها من الغرفة فاستعدت أنفاسي أخيراً كما فعل ريك ..!
لكن الخالة ميراي هتفت بسعادة : السيدة مارسنلي كما سمعت عنها تماماً .. امرأة مليئة بالعطف و الرقة ..!
لكنها لم تلبث أن أظهرت استياءها : هيه أنتما الأثنان .. عليكما أن تشرحا لي فوراً سبب محاولات التهرب قبل قليل و مقاطعة كلامي عدة مرات ..!
اتجهت ناحية الباب و أنا أقول : ريك .. أشرح لها القصة كاملة .. أنا ذاهب لزيارة منزل الخالة ..!
هتف حينها : لحظة لينك لما أنا من سيشرح الأمر ؟!!..
لم أرد عليه لأني خرجت من الغرفة بالفعل و أغلقت الباب .. أنا واثق أنه يشتمني الآن في سره .. لكن أنا علي الهرب لأن خالتي ستقتلني إن علمت أني جعلت ريك المدلل خادماً لي !!..
و الآن إلى المهمة الأصعب .. ميشيل !!!..
.................................................. .....
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس
  #64  
قديم 07-10-2013, 09:42 PM
 
part 26

لن أتردد .. هذا ما خططت له ..!
أنها فرصتي .. و يجب أن أستغلها ..!
هذا ما كنت أكرره لنفسي و أنا أقف أمام باب منزل الخالة آنا ..!
مددت يدي بهدوء و ضربت الجرس .. لو فتحت ميشيل الباب .. فيجب أن أكون قوياً ..!
لن أرحل فور أن تطلب مني ذلك .. بل سأبقى حتى تطلب مني البقاء .. كما حدث بالأمس ..!
لكن .. هذا لم يحدث فجوليا هي من فتحت الباب ..!
لقد تغيرت كثيراً .. وجهها شاحب و هناك هالات سوداء تحت عينيها الزرقاوين ..!
أخذت نفساً عميقاً قبل أن أقول : مرحباً جوليا .. تعازي الحارة في وفاة والدتك .. آسف لأني لم أتمكن من تقديمها بالأمس ..!
بصوت مبحوح قالت : شكراً لك .. تفضل ..!
دخلت هي فدخلت من خلفها مغلقاً الباب .. سرنا ناحية غرفة الجلوس التي كان فيها سرير والدتها .. لا يزال السرير في مكانه و قد كان مرتباً بعناية مع أن ميشيل بالأمس افسدت ترتيبه بينما كانت ترمي بالأشياء بانفعال ..!
جلست جوليا على الأريكة فجلست على أريكة أخرى بقربها ..!
أخذت نفساً عميقاً قبل أن أقول : كيف حالك ؟!..
بهدوء دون أن تنظر إلي و لمسة حزن على وجهها : بخير ..!
- كيف حال ميشيل ؟!!..
- إنها في غرفتها .. لم تغادرها منذ خرجت البارحة ..!
رغم أنها لم تقل شيئاً .. إلا أني أعتقد أنها تشك في أمر حضوري بالأمس ..!
بقينا صامتين لفترة .. جوليا بدت شاردة للغاية .. لم أرها هكذا مسبقاً فلطالما كانت مبتسمة و مرحه ..!
لكنها فجأة قالت بهدوء : لقد أخبرتني ميشيل بالأمس ..!
نظرت إليها باستغراب : عن ماذا ؟!..
رفعت عيناها الجامدتين إلي و بجد قالت : عن ما حدث بينكما مسبقاً ؟!!..
لا أعلم .. لكنني شعرت بارتجاف بسيط في أطرافي .. في الحقيقة صدمني كلامها للغاية ..!
لا شك أن جوليا ستطردني الآن .. بعد كل ما فعلته مع أختها ..!
لكن .. علي أن أقول شيئاً ..!
لا يجب أن أبقى صامتاً : آسف .. أعلم أني كنت سيئاً للغاية معها ..!
- ميشيل تكن مشاعر لك ..!
رفعت رأسي إليها مصدوماً .. أي مشاعر تكنها لي ؟!!..
بتوتر قلت : لم أفهم ؟!.. ما هي تلك المشاعر ؟!..
لكنها حينها نظرت إلي : يبدو لي أنها تحبك .. ربما ليس بذلك القدر لكن لديها بعض المشاعر لك ..! لينك .. في الحقيقة ميشيل باتت تعلم ما علاقتك الحقيقية برايل !!!.. لقد أطررت لشرح الأمر لها لأن أمي قبل أن تموت أرادت رؤيتكما مما أذهل ميشيل .. و في لحظة طيش أخبرتها بالحقيقة .. أنا آسفه !!!..
لم أعلم هل علي أن أستوعب ما قالت في البداية أم ما ذكرت في المنتصف أم أسفها الأخير ؟!!!..
لكن .. ميشيل تحبني .. ليس كثيراً لكن هناك بعض المحبة لي في قلبها ..!
ميشيل تعلم أن رايل أخي الآن .. أي تبعاً لهذا تعلم أني لست ابن مارسنلي ..! أعتقد أن هناك مشكلة في هذا فأنا أخبرتها أني وريث مارسنلي و ربما تظن أني كذبت عليها !!..
تنهدت حينها بهدوء : ليس عليك الاعتذار جوليا .. ربما كان من الأفضل أن لا أخفي الامر عن ميشيل أساساً ..!
في الحقيقة .. ما أكثر الأشياء التي أخفيها عن ميشيل .. لكن ذلك ليس بيدي ..!
أحياناً نخفي أموراً مهمة عن من نحب خشية فقدانهم ..!
أعتقد أني خشيت أن تفقد ميشيل اهتمامها بي بعد أن تعلم بأني فتى عادي و لست أبن مارسنلي الوحيد ..!
لا أعلم .. لكني أود رؤية ميشيل الآن بشدة كي أعتذر إليها ..!
- أذهب لرؤية ميشيل ..!
قطع تفكيري صوت جوليا ..!
نظرت إليها فرأيت الهدوء في عينيها : إنها في الأعلى .. الغرفة الأولى على اليسار ..!
هل تريد مني أن أصعد إلى ميشيل في غرفتها ؟!!!..
أعتقد أن هذا صعب للغاية !!..
لكن .. أنا أريد رؤيتها أكثر من أي شيء الآن !!..
أومأت لجوليا إيجاباً و وقفت مغادراً غرفة الجلوس ..!
صعدت درجات السلم القديم الخشبي و قد كان هناك بعض الأصوات تظهر من وطأة قدمي عليه ..!
في الأعلى كان على يساري غرفتان متجاورتان و أماهما غرفة واحدة و هناك باب أمامي يبدو بطريقة ما باب دورة المياه ..!
نظرت إلى الباب الأول على اليسار .. إنها غرفة ميشيل ..!
أشعر بالتوتر .. لكنني أخذت نفساً عميقاً و أنا أقول لنفسي أن علي أن أظهر بعض الشجاعة الآن ..!
اتجهت لباب الغرفة .. طرقته طرقتين لكن لم أسمع أجابه ..!
لذا .. فتحت الباب بهدوء ..!
لقد كان الضوء الوحيد من خلال النافذة و قد كانت شمس الغروب مما ملأ تلك الغرفة الصغيرة نوراً برتقالياً لطيفاً ..!
لقد كانت الغرفة صغيرة للغاية ..!
في الزاوية اليسرى كان السرير الخشبي الصغير .. أمامي أي الزاوية اليمنى هناك مكتب دراسة خشبي أيضاً ..!
و على يساري على ذات جدار الباب خزانة صغيرة للملابس ..!
فقط .. كانت هذه هي غرفة ميشيل بلا أي أضافات ..!
أرضها من السجاد الأزرق القديم .. و الستائر كانت عبارة عن قطعة قماش بيضاء .. فقط !!..
رأيت ميشيل مستلقية على السرير بإهمال فوق الغطاء و قد كانت لا تزال بفستانها الأسود ..!
كانت مفاتيح الضوء على الجدار يساري .. لكن حين أردت تشغيل الضوء لم يعمل أطلاقاً .. يبدو أنه معطل منذ فترة ..!
دخلت إلى الغرفة و أغلقت الباب خلفي و اتجهت ناحية السرير ..!
نظرت إلى ميشيل بهدوء .. لقد كانت هناك دموع على وجنتيها ..!
الغرفة باردة .. و هي لم تتغطى بشيء ..!
خلعت معطفي الثقيل الطويل و تركته عليها ثم مددت يدي و مسحت تلك القطرات الرقيقة عن وجنتها بأصبعي ..!
ابتعدت بضع خطوات عن السرير و استندت على الجدار ثم جلست أرضاً ..!
سأبقى هنا حتى تستيقظ .. لن أغادر المكان قبل أن أتحدث إليها ..!
مضى الوقت بهدوء و أنا أراقبها فقط .. و ذلك الضوء البرتقالي يختفي بسكون ..!
.
(( أسمي ؟!.. نادني ميشيل !!..أكملت الخامسة عشر قبل فترة قصيره .. و أنت ؟؟!.. ))
.
(( أنت لطيف لينك كما هي هذه الزهور تماماً ))
.
(( لم تخبرني بأنك .. السيد مارسنلي !!.. ))
.
(( دعني أخبرك الآن .. ريكايل هو الذي أخبرتك بأنه يشبهك نوعاً ما في لقائنا الأول .. إنه أخي !!!.. ))
.
(( إنه مجرد شيطان يتخفى خلف قناع شخص لطيف !!.. ))
.
(( نعم أنا أكرهك لينك !!.. أكرهك بالقدر الذي احببتك به !!.. ))
.
(( ليس كونك وريث مارسنلي يجعلك تحصل على كل ما تريد .. أنا لست ملكاً لك .. و لست ملكاً لأحد !!.. ))
.
(( لينك لما أحببتك ؟!!!.. ))
.
لقد سمعت الكثير من ميشيل .. أجل ..!
استقبلت كل عباراتها بمشاعر مختلفة .. سعادة .. حزن .. يأس .. ألم .. فرحة .. و حتى خجل ..!
ميشيل .. ما الذي فعلته بي ؟!!!..
أي سحر استخدمته ضدي حتى صرتي تحتلين تفكيري بهذه الطريقة ..!
لقد أيقنت من شيء مهم الآن ..!
أنا لا أحب ميشيل من أجل لأليس !!!..
أنا أحب ميشيل من أجل ميشيل فقط !!..
لحظتها تمتمت بابتسامة يائسة : رغم ذلك .. لم أجد منك إلا التكذيب ..!
مضت دقائق .. و لا يزال ذلك النور البرتقالي يضيء في الغرفة مما جعلها ككتلة ملتهبة ..!
هنا .. شعرت بها تتحرك بهدوء .. و ما هي إلا لحظات حتى رفعت جسدها عن السرير متكئة على يديها ..!
انتبهت لتلك السترة الثقيلة .. ثم نظرت إلي .. إلى عيني !!..
توقف الزمن عندها .. فكثير من الأفكار اجتاحت عقلي ..!
هل ستطردني ؟!!.. هل ستقول أنها تكرهني ؟!!.. أم أن شيئاً معاكساً قد يحدث ؟!!..
لا أعلم .. لكن الكثير من المواقف ظهرت في ذهني الآن و شتتني تماماً ..!
رغم ذلك .. لم يمنعني هذا من تأمل عينيها الزرقاوين اللتان انعكس عليهما ذلك النور الدافئ ..!
بقيت في مكاني .. لم أتحرك إطلاقاً .. هي أيضاً .. بقينا نحدق في بعضنا لفترة من الزمن ..!
لكنها في النهاية جلست على حافة السرير بهدوء و هي تقول : منذ متى و أنت هنا ؟!!..
بهدوء أخفي خلفه اضطراب قلبي أجبتها : منذ بضع دقائق ..!
بعد هذه العبارتين صمتنا مجدداً .. لكن عيوننا لم تصمت بل بقيت تتخاطب طويلاً ..!
في النهاية طأطأت هي رأسها مما قطع ذلك الحوار الصامت .. و بنبرة خافتة تمكنت من سماعها قالت : أنك تشبهه للغاية ..!
لم أرد التفكير .. لكني علمت في الحال أنها تقصد رايل .. لذا قلت : طبيعي أن أشبهه .. أنه أخي التوأم ..!
رفعت رأسها حينها و الدموع تتساقط من عينيها و بنبرة مكتومة تمتمت : لمَ لم تخبرني ؟!!.. لمَ أخفيت الأمر عني ؟!!..
صمتت للحظات .. و بعدها قلت : أنت لم تعطيني فرصة للحديث .. لطالما أردت أخبارك بالكثير لكنك كنتي ترفضين هذا ..!
ازداد انهمار دموعها لكنها حاولت كتمها .. و في النهاية قالت : أنا .. أنا آسفه ..! لقد أتعبتك يا لينك !!..
خفق قلبي بشدة مع عبارتها الأخيرة ..!
أجل لقد أتعبتني كثيراً .. لقد ألمتني كثيراً .. لكن .. ليس عليك الاعتذار ..!
وقفت حينها و اتجهت ناحيتها .. توقفت أمامها على بعد خطوة واحدة ..!
لقد بدأت تبكي بحق .. لا أعلم لكن ربما هي تشعر بالذنب ..!
لكن .. أنا أيضاً أخطأت ..!
جثيت أمامها حينها و قد كانت تطأطأ رأسها و كفاها على وجهها محاولة إيقاف الدموع ..!
لا أعلم ماذا أفعل .. لكني بلا شعور حينها ربتت على رأسها بهدوء و قلت : لا .. لا تعتذري .. أنا من يجب عليه الاعتذار ..! لقد أخطأت في حقك كثيراً ..!
رفعت رأسها لي .. كانت الدموع تداعب وجنتيها المحمرتين ..!
حينها .. لم أجد إلا أن أبتسم .. فأنا لم أرها هكذا من قبل ..!
لقد بكت أمامي كثيراً .. لكنها لم تعطني الفرصة لتأملها هكذا .. فقد كانت تهرب كلما بكت ..!
أخرجت من جيبي منديلاً و مسحت دموعها به و تمتمت : لا يجب أن تبكي بعد الآن .. لأن لابتسامتك رونقاً خاصاً ..!
ازداد احمرار وجهها و هي تنظر إلي بنوع من الخجل لكنني حينها قلت : ميشيل .. سامحيني .. على كل ما فعلته في حقك ..!
أخفضت بصرها للحظات ثم قالت : سأفعل .. لكن أنت أيضاً سامحني ..!
أومأت إيجاباً : بالتأكيد أسامحك .. هل أنت راضية علي الآن ؟!!..
نظرت إلي حينها و قالت : لينك .. أريد منك وعداً بأن لا تكذب علي ابداً ..!
ابتسمت حينها و قلت و أنا أربت على كفتيها : أعدك .. بأني سأكون صادقاً معك دائماً .. مهما كانت الظروف ..!
بتوتر سألت : و هل يمكنني الثقة بهذا الوعد ؟!!..
أومأت إيجاباً فابتسمت هي ابتسامة صغيرة و قالت : و أنا أعدك .. بأنني سأصدقك دائماً .. و لن اتهمك بالكذب بعد الآن ..!
يا إلهي .. هل انتهت مشاكلي مع ميشيل أخيرا ؟!..
بلا .. لقد أنتهى ذلك الخلاف الذي أرقني كثيراً !!..
أريد أن أبكي و أرقص فرحاً ..!
أريد أن أخبر العالم أجمع بهذا ..!
لكني حينها .. اكتفيت بأن بادلت ميشيل تلك الابتسامة الحانية .. و قد تمنيت لو يتوقف الزمن الآن حتى لا تختفي من أمامي مجدداً ..!
.................................................. ...
لقد مضى يومان ..!
الأمور كانت رائعة خلالها للغاية ..!
صحة أخي في تحسن مستمر .. و ميشيل و جوليا بدأتا تستعيدان نشاطهما و تبتسمان للحياة .. كما أنهما كانتا تزوران رايل في المشفى و قد تعرفتا إلى الخالة ميراي كذلك ..!
في الحقيقة .. حين نجلس سوية حول ريكايل نتبادل الضحكات .. ينتابني شعور رائع لم أشعر به من قبل .. و كأنهم جميعاً عائلتي التي لا أستغني عنها ..!
أيضاً قمت بزيارة الأطفال في الملجأ .. و قد ساعدت جين في زراعة الأراولا من جديد ..!
لقد كانت الأمور تسير على ما يرام بلا أي مشاكل ..!
و هذا ما جعل قلبي الذي كان مضطرباً طيلة الفترة الماضية يهدأ قليلاً ..!
...............................................
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس
  #65  
قديم 07-10-2013, 09:50 PM
 
اليوم هو الخميس ..!
مساء الأمس عاد جميع أصدقائي من رحلتهم في لندن .. إلا أني لم ألتقي بأحدهم بعد ..!
الساعة كانت تشير إلى الثانية عشر ظهراً ..!
كنت في غرفة الألعاب الصغيرة مع الأطفال في الملجأ .. و قد كنت أساعد مارسيل على تركيب سكة للقطار الذي اشتراه ..!
جاءت إلي رينا تركض و هي تقول : لينك .. لنلعب في الحديقة المجاورة ..!
ابتسمت لها و قلت : سنفعل ذلك بعد تناول الغداء ..!
حينها دخل لورا و هي تركض : لينك أنظر إلى هذا .. أنظر بسرعة ..!
التفت ناحيتها فرأيت كراس الرسم بين يديها و قد رسمت بعضاً من الزهور الملونة بعشوائية في الصفحة : إنها جميلة جداً .. أنت مبدعة يا لورا ..!
ضحكت حينها بخفة : هذه زهور قوس المطر ..!
كتمت ضحكتي حينها فجميع الأطفال بدأوا يسمون الأراولا بذلك الاسم الذي اختارته جين ..!
- سوف أهزمك الآن .. و اقضي عليك ..!
- توقف أيريك .. يجب أن يموت الشرير في النهاية ..!
التفتت إلى جهة في الغرفة فرأيت أيريك و مايك اللذان دخلا دون أن أنتبه و قد كان الأخير مستلقياً على ظهره بينما الآخر منقضاً عليه ..!
كلن منهما قد ربط غطاءً أبيض على رقبته يتدلى على ظهره و هو يحمل سيفاً بلاستيكياً ..!
ضحكت حينها عليهما فيبدو أن أيريك الشرير يريد القضاء على مايك فارس العدالة بينما كان الأخير مستاءً من هذا ..!
لكن الآنسة جينا دخلت حينها و هي تقول باستياء : من أخذ الأغطية من فوق حبل الغسيل ..!
لكنها شهقت بفزع حين رأت تلك الأغطية قد صارت أوشحت فرسان لهاذين الطفلين ..!
بدا عليها الاستياء و هي تقول : يا له من تصرف سيء يا صغار ..! كم مرة أخبرتكما أن الأغطية ليست للعب ..!
و قف الأثنان و قد بدا عليهما الخجل من أفعالهما السيئة ..!
لكن الأنسة جينا قالت بصرامه : سوف تحرمان من البسكويت اليوم ..!
صرخ الأثنان : هذا ليس عدلاً ..!
لكنها تقدمت ناحيتهما و أخذت تفك الأغطية المربوطة حول أعناقهما و قالت : و هل من العدل أن تسرقا الأغطية و تعبثان بها كلما غسلتها ؟!!.. أنظرا .. لقد اتسخت تماماً ..!
بدا عليهما الحزن الشديد لكنني قلت حينها : عليكما أن تكونا أكثر احتراماً للوضع .. الآنسة جينا تتعب في غسل الأغطية كل أسبوع لذا يجب أن تقدرا ذلك ..!
بنبرة أسف قالا : آسفان ..!
ابتسمت حينها : سوف أسامحكما هذه المرة ..!
بلهفة سألا : حقاً ؟!!..
- أجل .. لكن لا بسكويت اليوم ..!
بدت عليهما التعاسة فضحكت بخفة عليهما ..!
خرجت الآنسة جينها من الغرفة و خلفها الصبيان بينما هتف مارسيل بسعادة : أنظر يا لينك .. لقد انتهينا من تركيب السكة ..!
أومأت إيجاباً و أنا أقول : سوف نجرب القطار الآن ..!
قبل أن أفعل شيئاً دخلت ديالا و هي تقول : لقد جاء ضيوف ..!
التفت إليها مستغرباً : من ؟!!..
ابتسمت بلطف : إنه ماثيو و أخوه ستيف .. لقد مضى وقت منذ قاما بزيارتنا آخر مره ..!
.
.
.
هل قالت .. ماثيو و ستيف ؟!!!.
.
إنهما بالتأكيد ماثيو و ستيف ديمتري !!..
.
يستحيل !!!!..
ماذا سأقول لو رآني ماثيو الآن ؟!!..
لا .. لا يجب أن يراني !!..
هنا قلت بسرعة : أين هما الآن ؟!..
بدا عليها الاستغراب و هي تقول : في غرفة الجلوس .. لكن ستيف سيأتي ليلعب معنا هنا الآن ..!
ركضت حينها خارجاً من الغرفة و صعدت للأعلى بسرعة خشية أن يرياني ..!
من الرائع أني ركنت سيارتي في مواقف الحديقة و ليس أمام باب الملجأ و إلا لحدثت كارثة ..!
بينما كنت أصعد الدرج بسرعة ألتقيت بالآنسة جيني التي كانت تحمل جين بعد أن بدلت لها ملابسها التي اتسخت بالطين ..!
بدا عليها الاستغراب : ما الأمر لينك ؟!!.. لما صعدت ؟!!..
بتوتر قلت : يا آنسة .. هناك شخص بالأسفل يجب أن لا يراني .. أرجوا منك مساعدتي ..!
رغم أنها لم تفهم شيئاً لكنها قالت : اصعد و ستجد غرف الصبية على يمينك ..!
- حسناً .. لكن أخبري الأطفال أن لا ينطقوا اسمي أمام ذلك الضيف ..!
- سأفعل ..!
شكرتها و تابعت صعودي للأعلى .. كان هناك الكثير من الغرف على اليسار و اليمين لكنني دخلت إلى أول غرفة يميني ..!
فور أن دخلت رأيت جون الصغير يجلس على الأرض و يلون في دفتر تلوين معه ..!
كان هناك سريران مرتبان بعناية ..!
تقدمت بإرهاق و جلست على احد السريرين بينما كان جون مستغرباً : لما أنت خائف ؟!!..
نظرت إليه للحظات لأرى التعجب على ملامحه .. هل يبدو علي الخوف إلى هذه الدرجة ؟!!..
لكنني لم أجبه بل ابتسمت و قلت : جون .. غرفة من هذه ؟!!..
ابتسم لي و هو يقول : غرفتي مع ايريك .. و بجانبي غرفة مايك و مارسيل ..!
- و هل تحب الحياة هنا ؟!!..
- أجل .. إنه أجمل من بيتنا القديم .. و هناك كثير من الألعاب .. و الآنسة جيني تطهو طعاماً شهياً .. كذلك الآنسة جينا ماهرة في صنع الكعك و البسكويت ..!
- أنا سعيد لهذا ..!
لقد كانت الفرحة تشع من عينيه و هو يتحدث عن مميزات هذا المكان رغم أنها بسيطة للغاية ..!
حينها دخل أحدهم و قد كانت لورا و قالت : لقد ذهب ماثيو يا لينك ..!
قطبت حاجبي : بهذه السرعة ؟!!..
أومأت إيجاباً : لقد قال أنه سوف يزور الآنسة جوليا في منزلهم .. و قد ترك ستيف هنا ..!
سيزور جوليا ؟!!.. لما ؟!!..
آه صحيح .. لاشك أنه سأل عنها فأخبرته الآنسة جينا بأن والدتها توفيت ..!
لحظة .. إن ذهب لرؤية جوليا فلا شك أنه سيرى ميشيل !!..
هذا لن يكون جيداً أيضاً ..!
نظرت إلى لورا : أين ستيف الآن ؟!!..
- في غرفة الألعاب مع مايك و رينا ..!
- حسناً عزيزتي .. علي الذهاب الآن .. أتريدين شيئاً ؟!!..
بدت عليها السعادة وهي تقول : أحضر رايل معك في المرة القادمة ..!
اختفت ابتسامتي حينها فلم يحدد موعد خروج رايل من المشفى بعد ..!
لكنني عدت لأبتسم و قلت : سأفعل .. لكن علي الآن الخروج دون أن ينتبه لي ستيف .. لذا حاولي إبقاءه في غرفة الألعاب ..!
أومأت موافقة فركضت لتنزل بينما اسرع جون للحاق بها ..!
فوراً أخرجت هاتفي و اتصلت بجوليا .. و ماهي سوى لحظات و أجابت علي : مرحباً لينك ..!
- أهلاً جوليا .. أأنت في المنزل ؟!!..
- أجل ..!
- و ميشيل ..!
- إنها معي هنا .. لما ؟!!..
- اسمعي جوليا .. سوف يزوركم ماثيو بعد قليل .. لقد علم من الآنسة جينا عن وفاة الخالة آنا و سوف يأتي لزيارتكم الآن ..!
- حسناً .. و ماذا في ذلك ؟!!..
- ماثيو لا يجب أن يرى ميشيل بسبب بعض الأمور .. لذا أيمكنك أن تطلبي منها أن تخرج من منزلكم حالاً ؟!!..
- لكن .. إلى أين تذهب ؟!..
- أخبريها أن تذهب إلى الحديقة التي في حيكم و أنا سوف آتي لأخذها من هناك ..!
- رغم أني لم أفهم شيئاً .. لكني سأفعل ..!
- شكراً لك .. و شيء آخر .. لا تنطقي أمام ماثيو بثلاثة أسماء .. لينك .. ريكايل .. ميشيل .. جيد ؟!..
- لا تقلق .. أعتمد علي ..!
- أنا حقاً لا أعلم كيف أشكرك جوليا ..!
- لا داعي لهذا لينك .. فنحن أخوة ..!
- بالتأكيد .. حسناً سوف آتي لاصطحاب ميشيل الآن .. أرجوا أن تترك المنزل قبل وصول ماثيو ..!
- سوف أخبرها بهذا ..!
- إلى اللقاء ..!
- إلى اللقاء ..!
بعد أن أنهيت المكالمة أسرعت لمغادرة الملجأ و من حسن الحظ أن ستيف لم ينتبه لي رغم مروري من امام غرفة الألعاب ..!
و دعت الآنستين و جين ثم خرجت من الملجأ ..!
الآن علي أن أتجه للمكان الذي ركنت في سيارتي و أسرع إلى ميشيل ..!
..................................................
كنت أقود سيارتي بتمهل على ذلك الطريق ..!
حركت بصري للحظات كي أنظر إلى يميني .. و حينها رأيتها وهي تنظر إلي نظرة شك عارمة مما جعلني أبعد بصري بسرعة و بتوتر ..!
مرت بضع لحظات أخرى .. و بعدها حركت بصري إليها لأرى أنها لم تبعد عينيها عني و تلك النظرة الغريبة لا تزال فيهما ..!
يا إلهي .. ما بها تنظر إلي هكذا ؟!!..
لقد مضت دقائق و نحن على هذا الحال ..!
أخشى أن أفقد السيطرة على السيارة من شدة توتري الذي سببته نظرتها تلك ..!
بعدها بلحظات توقفت بسبب إشارة مرورية حمراء و من فوري التفت ناحيتها باستغراب : ما بك ؟!!.. لما تنظرين إلي هكذا ؟!!..
قطبت حاجبيها و بنبرة شك سألت : إلى أين ستأخذني ؟!!..
عدت أنظر إلي الطريق حينها رغم أني و السيارات حولي متوقفون ..!
لكنني أردت أن أفكر .. إلى أين أذهب بميشيل الآن ؟!!..
أنا جائع .. كنت أنوي تناول الغداء مع الأطفال في الملجأ ..!
لقد كانت رائحة السمك المشوي الذي أعدته الآنسة جيني مذهله ..!
لكن ماثيو الأحمق و أخاه المدلل أفسدا هذا ..!
لا أستطيع العودة إلى الملجأ الآن .. لأن ستيف البكاء سيكون هناك ..!
التفت إلى ميشيل : هل تناولت غداءك ؟!!..
أومأت سلباً و قالت باستياء : لقد كنت أعد الغداء حين دخلت جوليا و قالت لي بأنه علي الهروب حالاً لسبب أجهله !!.. هلا شرحت لي الآن ..!
ابتسمت بتوتر : في الحقيقة .. ماثيو كان ذاهباً لزيارة جوليا من أجل تقديم التعازي .. خفت أن يراك و يعلم أنك أختها ..! سيسبب هذا الكثير من المشاكل لأني و ريكايل سنكون مرتبطين بهذا أيضاً ..!
نظرت إلى الأمام و قالت : أنت و أخوك مصدر للإزعاج بالفعل .. أرجوا أن تنتبه جوليا للغداء كي لا يحترق .. بالكاد كنت أملك الوقت لتبديل ملابسي ..!
كانت ميشيل ترتدي كنزة صوف وردية ثقيلة و بنطال جينز أزرق طويل و معطفاً تربياً جلدي بسيط ..!
أما أنا فقد كنت أرتدي بنطال جينز أزرق و كنزة برتقالية مع معطف أسود طويل من الجلد ..!
الجو بارد .. و هناك أنباء عن أن الثلج سيسقط قريباً جداً ..!
هنا قلت : ميشيل .. ما رأيك أن نذهب لتناول الغداء ..! على حسابي ..!
أخذت تفكر للحظات قبل أن تقول : موافقة .. لكن ليس في مطعم فاخر ..!
- كما تشائين ..! ماذا تريدين أن تأكلي ؟!..
- أنا أفضل المأكولات السريعة على أي شيء آخر ..!
- حسناً .. نذهب إلى أحد المطاعم المتخصصة في الوجبات السريعة ..!
أومأت إيجاباً و قد ابتسمت بهدوء .. بادلتها الابتسامة حينها و حركت السيارة حين انتبهت لأن الضوء الأخضر قد سطع أخيراً ..!
.................................................. ...
كانت الساعة تشير إلى الرابعة مساءاً ..!
لقد تناولت الغداء مع ميشيل .. ثم ذهبنا إلى السنيما و حظرنا فلماً بوليسياً كان لصديقي لوي دور مهم فيه و إن لم يحصل على دور البطولة ..!
و بعدها ها نحن في السيارة بعد أن أنتهى الفلم الذي دعوت ميشيل لمشاهدته ..!
نظرت إلي حينها و قالت : كاذب .. أنت تكذب مجدداً لينك ..!
قطبت حاجبي حينها : أقسم لك أني لا أكذب .. لقد وعدتك أن لا أكذب عليك و وعدتي أن تصدقيني دائماً ..!
- هذا أمر آخر ..! كيف تريدني أن أصدق بأن لويفان الممثل الشهير هو صديقك منذ الطفولة ..!
- حسناً .. أنا لا أكذب .. إن لوي صديقي فعلاً ..!
- أأنت جاد لينك ؟!!..
- أجل .. وحين يأتي لزيارتي في المرة القادمة فسأجعلك تقابلينه شخصياً ..! لكن أخبريني .. أأنت من المعجبات به ؟!!..
- ليس كثيراً .. لكنه نجم شهير و كل الفتيات في مدرستي يتحدثن عنه .. كما أن أفلامه ليست غالية كباقي الممثلين لذا أستطيع شراءها ..!
- هكذا إذاً .. حسناً دعينا منه الآن .. إلى أين سنذهب ؟!!..
- ألن نزور رايل ؟!!..
- إن لديه فحوصات كثيرة اليوم .. و قد طلب مني الطبيب أن لا آتي فهو لن يكون في غرفته .. و حين يعود إليها فسيكون متعباً بالتأكيد .. لذا ليس من الجيد زيارته فعليه أخذ قسط كافي من الراحة ..!
- هكذا إذاً .. لنذهب و نتجول في إحدى الحدائق ..!
- ما رأيك بحديقة برج إيفيل ؟!!.. إنها مكان رائع و أنا أحب زيارته ..!
- كما تشاء .. لا مشكلة لدي ..!
...........................................
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الكيان السعودي العريق ŖανëŇ رياضة و شباب 0 08-23-2010 09:11 AM
ماذا لو حدثت حرب ايران مع حزب الله ضد الكيان اليهودي شو موقف غزة ؟؟ ميثم84 حوارات و نقاشات جاده 1 12-19-2009 01:54 AM
الموقف الشرعي من لقاء شيخ الأزهر برئيس الكيان الصهيوني!!!! الأمير العمري نور الإسلام - 1 07-10-2009 10:13 AM
قادة الكيان الصهيوني ارتكبوا جرائم حرب فتمت محاكمة البشير fares alsunna مواضيع عامة 0 03-04-2009 11:03 PM
جامعة في قطر تفتح أبوابها لطلاب الكيان الصهيونى..!! أبايحي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 04-21-2007 08:49 PM


الساعة الآن 09:37 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011