عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #56  
قديم 07-10-2013, 08:18 PM
 
part 23
نزل الجميع من السيارات الثلاث التي أقلتنا إلى الحديقة .. قالت روز بأن الخادمتين اللتان جاءتا معنا سوف تجهزان المكان للجلوس و سترتبان الشاي و الحلوى لذا قرر الجميع القيام بالتجوال هنا و هناك حتى ينتهوا ..!
كنا قرب البحيرة حيث قرر الجميع الجلوس .. تقدمت ناحية ليديا و أنا أقول بابتسامة : هل نتجول معاً ؟!!..
أومأت إيجاباً فتقدمت سورا حالاً لتقول : أنا سآخذ ريكي معي ..!
أخذت نفساً عميقاً و قلت بصرامة : لا .. سوف يأتي معي ..!
- أنا أريده يتمشى معي ..!
- إنه خادمي .. لذا سيتبعني ..!
- أنا اتصلت بأبي أخبرته بأن يعطيني مال .. سوف أشتريه منك !!..
اتسعت عيني و أنا أحاول استيعاب جملتها الأخيرة التي قالتها بنبرة واثقة مع لكنتها الغريبة : من قال لك أنه للبيع ؟!!..
باستياء قالت و بالانجليزية التي تتقنها هذه المرة : أنت لا تحتاجه لينك .. تستطيع إحضار خادم غيره ..! أما أنا فلن أجد فتى يناسبني كريكي !!..
وضعت يدي على جبيني محاولاً تخفيف الصداع الذي داهمني فجأة ..!
تدخل أحدهم حينها : آنسة ساتوشي .. أنا لا أناسبك ..!
نظرت ناحية ريكايل الذي قال هذا بهدوء فقالت تلك الأخيرة بعدم تصديق و بالفرنسية : لا .. أنت مناسب ..!
- آسف .. لكني أفضل البقاء مع السيد مارسنلي ..!
- ريكي .. أرجوك أنا أبحث عنك منذ زمن ..!
- آنستي .. اعذريني لكني لا أريد أن أضيف شيئاً جديداً لحياتي ..! إنسي أمري من فضلك ..!
بدا عليها الإحباط للغاية .. دام هذا للحظات فقط قبل أن تقول بحماس : سوف أغير ريكي .. سأجعله يحبني !!..
بدت الصدمة على الجميع فتابعت هي بحماس : نعم .. سوف أحاول فعلها ..!
لحظات حتى أردفت بنبرة حالمة : كم هذا رومنسي !!..
شعرت بشخص يربت على كتفي وهو يقول بهمس : لم أعلم أن هناك أناس يتأثرون بالمسلسلات إلى هذا الحد !!.. هيا لينك ..!
كان هذا لوي الذي دفعني للأمام فسرت معه و ليديا و رايل على ضفة تلك البحيرة الكبيرة في الهايد بارك ..!
بعد أن ابتعدنا عن البقية التفت إلى ريك : هل أجابت جوليا عليك ؟!..
أومأ سلباً : لا رد ..!
بدا الاستغراب على ليديا : ما بها جوليا ؟!..
دهش ريكايل : هل تعرفينها ؟!..
ابتسمت له : أجل .. لقد أخذني لينك لملجأ الأيتام الأسبوع الماضي ..!
عضضت على طرف لساني فأنا أظن أن ريك سيغضب بالتأكيد لأني لم أخبره .. و بالفعل نظر إلي باستياء : لم تخبرني بأنك أخذت الآنسة ليديا إلى هناك ..!
- آسف بالفعل يا عزيزي .. لقد حدث ذلك بسرعة ..!
قبل أن يقول شيئاً ضحك لوي بخفة : أنتما غريبان .. حين يكون ماثيو هنا تبدأان بتلك المسرحية و كأنكما تريدان استفزازه فقط ..! يجب أن أحدث عمي بشأنكما فأنتما ممثلان بارعان ..!
أومأت ليديا بمرح : أنت محق لويفان ..! آه صحيح .. أعتقد أن عمك مدير شركة الإنتاج التي تعمل بها ؟!!..
- بلا أنتي محقة ..! لذا سأحدثه بشأن هذين الاثنين ..!
قاطعتهما حينها : لا أنوي أن أكون ممثلاً لذا لا تتعب نفسك ..!
تابع ريك : و أنا لا أريد أن أكون كذلك ..!
تنهد لوي بإحباط : ضاعت المواهب !!..
بينما قالت ليديا : لم تخبراني بشأن جوليا ..!
نظرت إلى رايل للحظات ثم عدت أنظر لليديا و قلت بقلق : في الحقيقة .. جوليا لا تجيب على الهاتف منذ جئنا إلى هنا .. لذا رايل قلق عليها و لا أحد يجيب على هاتف منزلهم ..!
قطبت حاجبيها حينها : أرجوا أن تكون بخير ..!
باستغراب سأل لوي : من هذه التي تدعى جوليا ؟!..
أجابته ليديا : أنها شقيقة ريكايل .. آه صحيح ..!
التفت ناحيتي و قالت باستغراب : أليست جوليا في السابعة عشر و ريكايل كذلك .. أهما توأمان ؟!!..
يا إلهي .. لقد نسيت هذا الأمر تماماً !!..
كيف أجيبها الآن ؟!!..
تدخل رايل حينها : نحن أخوان بالتربية .. لقد قامت والدة جوليا بتربيتي منذ أيامي الأولى ..!
- هكذا إذاً ..! لدي رقم جوليا .. هل تريد مني أن أتصل بها ؟!..
- أرجوك أفعلي ذلك فقد تجيب عليك ..!
- حسناً ..!
أخرجت هاتفها و بعد ضغط عدة أزرار وضعته على أذنها .. مضى بعض الوقت قبل أن تبعده و تقول بإحباط : لا رد ..!
ازداد قلقي كما تنهد ريكايل بانزعاج .. لما تفعلين هذا يا جوليا ؟!!..
أين أنتي ؟!..
بقلق قلت : ربما يجب أن نعود لباريس .. فالوساوس بدأت تسيطر علي ..!
أومأ ريك إيجاباً و بذات النبرة : أنت محق ..! لا أستطيع التوقف عن التفكير ..! ما الذي تفعلينه الآن يا جوليا ؟!!..
قال جملته الأخيرة باستياء فسأل لوي بجد : هل ستعودان لباريس للاطمئنان عليها ؟!!..
تنهدت حينها : ربما ..!
بتوتر قالت ليديا : أتراه شيء حدث للأطفال ؟!!..
أومأ رايل سلباً : لا اطمئني .. فالأطفال على خير ما يرام .. لقد تحدثت إليهم هذا الصباح و جميعهم بخير ..! آه صحيح لينك .. جين تسأل عنك و هي مستاءةٌ لعدم اتصالك عليها ..!
بخبث قال لوي : من هذه يا لينك .. أصارت لديك رفيقة و أنا لا أعلم ؟!!.. و اسمها جين أيضاً ..!
لحظتها .. انفجرت ضاحكاً كما فعل ريكايل و ليديا فحين أتخيل كلام لوي على جين أشعر بمدى غرابة الأمر ..!
بدا الاستياء عليه : ما الأمر ؟!!.. لم أقل ما يضحك ..!
كتمت ليديا ضحكتها بصعوبة : آسفون .. لكن جين مجرد طفلة يا لويفان ..!
قطب حاجبيه : طفله ؟!!..
توقفت أنا عن الضحك و رايل الذي تابع و آثار الضحك لا تزال واضحة في صوته : أجل يا لوي .. لا تزال تلك الطفلة في سنتها الثالثة ..!
ببرود ممزوج بالاستغراب قال : طفلة في الثالثة ؟!!.. منذ متى و لينك يعير الأطفال اهتماماً ؟!!..
بصراحة قلت مع ابتسامة : لكني اعترف أن تلك الطفلة غيرتني ..!
بالفعل .. جين كانت السبب الثالث في تغيري بعد ريكايل و ميشيل .. لأنها أول طفلة أحببتها و أول طفلة أحبتني بعد أن كنت أكره الطفولة و الأطفال بسبب الحادثة التي علقت في ذهني طويلاً .. و لا تزال عالقة فيه ..!
انتبهنا لإحدى الخادمات اللواتي كن خلفنا : عذراً .. أيها السادة الآنسة دايفيرو تدعوكم لشرب الشاي ..!
أومأنا موافقين إلا أن ريك أمسك بيدي وهو يقول : سأبقى أنا هنا .. المكان يعجبني و أفضل البقاء أمام البحيرة ..!
بقلق قلت : أخشى أن تعود الأفكار السوداء إلى رأسك ..!
أومأ سلباً : على العكس .. أريد أن أصفي ذهني قليلاً ..!
لم أجد داعياً لرفض ذلك لذا تمتمت : كما تشاء ..!
سرت مع ليديا و لوي عائدين إلى البقية حيث كانوا يجلسون على الجهة الأخرى للضفة فوق ذلك البساط الأحمر الفاخر و فناجين الشاي تتراقص هنا و هناك ..!
جلسنا معهم و فور أن فعلنا سأل دايمن باستغراب : أين ريكايل .. ألم يكن معكم ؟!!..
ببرود أجبته : قال أنه يريد البقاء أمام البحيرة وحدة كي يصفي ذهنه ..!
تمتم ماثيو بانزعاج : أشك في هذا ..!
نظرت إليه فأوشح بوجهه مستاءً .. إنه يكذبني !!..
لكن ليديا قالت حينها بتوتر : يكفي أنتما .. ألم تملا من الشجار ؟!.. ماثيو .. لقد صدق لينك فيما قاله .. ريكايل هو من قال أنه يريد البقاء هناك ..!
لم يقل شيئاً .. وأنا كذلك ..!
لكن آندي قالت باستياء : لقد أفسد مزاجكما المعكر رحلتنا هذه فنحن لا نكاد نتحدث معاً بإرياحية ..!
أردفت روز بهدوء : ديمتري .. ليس من الجيد أن تغضب كل هذا الغضب من أجل خادم ..!
نظر إليها باستياء : لو أنه كان خادماً و حسب .. لكني أعتقد أن هذا اللينك قد جعل منه لعبه !!..
أردت أن أرد عليه لكن روز سبقتني : إن لمارسنلي الأحقية في فعل ما يريده بما أن هذا الفتى خادم له ..!
بغضب قال : كيف يمكنك قول هذا ؟!!!.. ألا تفهمين معنى كلمة بشر ؟!!!..
هذه المرة قلت أنا بشراسة : ماثيو لقد طفح الكيل منك !!.. ماذا تريد الآن ؟!!.. هل يعجبك دور الفارس الشهم إلى هذا الحد ؟!!.. نحن في مجتمع يضع لنا الأحقية في فعل ما نريد !!.. لا تعتقد أن هذا العالم لطيف لتلك الدرجة التي تظنها ..! لذا لا داعي للمثاليات الزائدة ..!
قلت كلامي الأخير باقتناع كامل .. فأنا مررت بظروف كثيرة أثبتت لي هذا .. كذلك جين و بقية الأطفال .. الحياة التي كانوا يعيشونها كتبت لي بالخط العريض .. ( نحن في عالم لا يعرف معنى اللطف ) !!!..
وقف ماثيو حينها وهو يصرخ : هل ماتت عندك الإنسانية إلى هذا الحد ؟!!..
وقفت أنا الآخر و قد غلبني الغضب حينها : لا شأن لك بي و بريكايل !!.. أنا و هو نعامل بعضنا كما نشاء فلا تتدخل بيننا ..!
لم أكد أقول ذلك إلا و تقدم نحوي ليمسك بياقة قميصي و لا أعلم كم فنجان شاي سكب بسبب اصطدام قدمه به لكنه صرخ حينها : لا أصدق بأنك ابن السيدة مارسنلي !!.. أنت عار عليها بالفعل !!..
في الحقيقة .. صدمني كلامه لكنه أشعل ناراً في قلبي فأنا لم أعتقد أنه قد يتطرق لهذا الأمر ..!
أمسكت بيديه اللتان تشدان قميصي و صرخت : ابنها رضيت أم لم ترضى !!.. و لا أسمح لك أن تشكك في هذا !!..
لست ابنها .. أعلم أني لست أبنها !!..
لكني أرفض ذلك .. لا أريد أن أصدق بأني مجرد طفل تبنته !!..
و أكثر ما لا أريده .. أن يذكر أحد كماثيو هذا أمامي ..!
هذا ما لن أسمح به !!!..
كان دايمن قد وقف و أمسك بماثيو ليبعده عني كما فعل لوي حيث أمسك بي و سحبني للخلف ..!
بينما قال تيموثي البغيض بسخرية بعد ضحكته تلك : مشاجرة لطيفة .. أنا متعجب حقاً من أن أحدكما لم يضرب الآخر بعد ..!
نظر الجميع ناحيته باستياء لكنه لم يهتم بل اتسعت ابتسامته المغرورة ..!
فككت نفسي من لوي و قلت حينها بغضب رغم أني خفضت صوتي قدر الإمكان : يبدو أنه من الأفضل أن أترك هذا المكان بما أن هذا الفتى لن يهدأ باله بوجودي ..!
بحقد رد : هذا أفضل ..!
قبل أن أصرخ فيه صرخ أحدهم قبلي : يكفي !!!..
كانت بالانجليزية ..!
لذا علمت فوراً من هي : نحن أتينا للندن لنستمتع .. لكن منذ كنا في المطار و أنتما تتشاجران و تتصادمان !!.. لما صرتما صديقين أصلاً ؟!!..
كانت هذه سورا التي بدا أنها غضبت بالفعل من تصرفاتنا ..!
لكن ماثيو قال حينها بذات الاستياء : كنت أعتقد أنه قد يعدل من تصرفاته المتسلطة و لو قليلاً ..!
قاطعه لوي بغضب : يكفي ماثيو .. ليس عليك أن تتأثر إلى هذا الحد ..!
- أنت تقول هذا لأنه صديقك لويفان .. فقط أنت تخشى أن تخسر صداقته لذا تسكت عن تصرفاته ..! أما أنا فيشرفني أن أخسرها إن كان السبب شخصيته المتسلطة ..!
- كلامك غير صحيح ..! أنا أعرف لينك أكثر منكم جميعاً لذا يحق لي الدفاع عنه ..!
- لم اعتقد أنك من النوع الذي يدافع عن الظلم ..!
- هلا توقفت رجاءاً ..!
بغضب قالت آندي : جميعكم توقفوا .. ليلزم الجميع الصمت فنحن خرجنا إلى هنا لشرب الشاي و الاستمتاع سويةً لكنكم أفسدتم كل شيء ..!
فلورا بتوتر أيضاً : لقد اختارت ليديا هذا المكان لأنه يجلب الراحة للأنفس .. لكنكم بدأتم بإشعال النار في أنفسكم بلا توقف ..!
بحزم قالت ليديا هي الأخرى : لينك ماثيو .. عليكما أن تتصالحا على الفور .. ليس من أجلكما فقط بل من أجل الجميع ..!
لقد أتعبني هذا كله لذا قررت الابتعاد عن هذا المكان على الفور قبل أن أتهور و أغرق ماثيو في هذه البحيرة التي لا تبعد عني سوا مترين ..!
ما إن سرت حتى سمعت صوت دايمن : لينك إلى أين ؟!!..
ببرود محاولاً كتم غضبي : سأتمشى قليلاً .. ثم سأعود للمنزل فأنا أشعر بالتعب ..!
لم يعلق أحدهم و لم يتبعني أحد .. يعلمون أني سأقتل من سيفعل ذلك لأني حتى الآن لم أنفس عن غضبي ..!
سرت بهدوء مسافة طويلة على ضفاف البحيرة حتى وصلت للمكان الذي تركت أخي فيه ..!
بدأت أبحث عنه بعيني حتى رأيته هناك يجلس تحت إحدى الأشجار الكبير قرب البحيرة ..!
تقدمت ناحيته و ما إن اقتربت حتى انتبهت إلى أنه كان نائماً بالأساس و قد استند إلى الشجرة ..!
جثوت بقربه و بقيت أنظر لوجهه النائم وقد كانت خيوط رقيقة من أشعة الشمس تخترق أوراق تلك الشجرة الكثيفة لتنزل على وجهه .. أكثر ما لاحظته أنه يبدو كطفل حين ينام ..!
ابتسمت بهدوء .. لكن ابتسامتي لم تلبث أن اختفت حين تذكرت ماثيو الذي يريد أبعاد ريك عني .. لكني لن اسمح له بذلك ..!
همست حينها وقد عدت لابتسم : رايل .. هل أنت مستغرق في النوم ؟!!..
فتح عينيه بهدوء و أخذ ينظر حوله .. جلس مستقيماً حينها : يبدو أني غفوت ..!
- صحيح .. و هذا جيد فهذا يدل على أنك لم تفكر بالأشياء السيئة ..!
- لقد جلست هنا بعد ذهابك مباشرة .. و يبدو أني غفوت فوراً ..! كم الساعة الآن ؟!!..
- اطمئن .. لم تمر سوا خمسة عشر دقيقة منذ تركتك ..!
لم يعلق بل بقي يحدق في البركة التي انعكس وهجها على عينيه ..!
جلست بقربه و استدنت إلى الشجرة فاستند هو مجدداً : لينك .. لنعد لباريس ..!
قال هذا بخفوت و كأنه لا يريدني أن أسمعه لكنني قلت حينها بهدوء : سنفعل ذلك قريباً .. فأنا لم أعد أريد البقاء هنا ..!
نظر إلي مستغرباً : لما ؟!!..كنت متحمساً للقدوم ؟!!..
ابتسمت حينها : كل ما كنت أريده رؤية لويفان .. و ها قد رأيته لذا لا بأس بأن نعود ..!
- أمتأكد أنك لا تفعل هذا من أجلي فقط ؟!!..
- لا تعتقد أنك الوحيد القلق على جوليا .. أنا أيضاً قلق ..! أخشى أن شيئاً أصابهم .. لذا أريد أن أذهب و أطمئن عليهم جميعاً ..!
بمكر قال : عليهم جميعاً ؟!!.. أم على ميشيل ؟!..
احمر وجهي حين كشف حقيقة ما في نفسي لكنني حينها قلت : عليهم و على ميشيل ..! لم أحدد شخصاً ..!
- أنت بالفعل مكافح .. لو كنت مكانك لتركت ميشيل و نسيتها منذ زمن .. ما الذي ترجوه من فتاة سليطة اللسان مثلها ؟!..
- كف عن شتمها فأنا لا أرضى بهذا ..! تعلم أني لا أستطيع نسيانها .. إنها الفتاة الوحيدة التي تذكرني بأليس ..!
- هل تحبها من أجل أليس فقط ؟!!..
سأل بجد .. و هذا ما وترني ..!
لأفكر في السؤال جيداً ..!
أول ما أحببته في ميشيل أنه تشبه أليس في الشكل و في الصفات رغم أن أليس لم تغضب علي يوماً لذا لا أعلم إن كان غضبها كغضب ميشيل ..!
كان ريكايل ينظر إلي بجد .. يجب أن أجيبه بصراحة ..!
ليس من الطبيعي أن أحب فتاة من أجل أخرى ؟!!.. الشخص يحب الآخر لذاته و ليس لشخص آخر ..!
لذا تنهدت حينها و قلت بنوع من الإحراج : لا أعلم .. ربما لأليس فقط .. و ربما لا ..!
أبعد نظره عني فارتحت نوعاً ما ..!
وقفت حينها و أنا أقول : لنعد لمنزل روز ..!
- لما ؟!!.. هل أنهيتم جولتكم بهذه السرعة ؟!!..
- لا .. أنا أشعر بالتعب وأريد العودة لارتاح ..!
- كما تشاء ..!
وقف هو الآخر فسمعت صوتاً من خلفي : هل تمانع من أن أرافقك ؟!!..
التفت إلى الخلف حينها فرأيت لوي ينظر لي بابتسامته المرحة .. بادلته تلك الابتسامة : بالتأكيد لا .. بل سيسعدني الأمر ..!
.................................................. ................
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس
  #57  
قديم 07-10-2013, 08:27 PM
 
رميت بجسدي على ذلك السرير بتعب فنظر إلي لوي بهدوء : أتنوي البقاء على هذا الحال طيلة الرحلة ؟!.. تصرفاتك انت و ماثيو لم تعد تطاق ..! و بصراحة أنا لا ألومه بما أنه لا يعرف الحقيقة ..!
تنهدت حينها و ارحت رأسي على الوسادة : أعلم أنه لا ذنب له فلطالما كان ماثيو هكذا ..! لكن ريكايل هو من يرفض الموافقة على علم الجميع بالأمر ..!
قطب حاجبيه و جلس على السرير الآخر بقربي : ألن تخبرني عن الأمر الذي تخفيه مع ريكايل ؟!.
- أنا لا أخفي شيئاً ..!
- حسناً .. سأغير صيغة السؤال .. لما أنت و ريكايل تخفيان علاقتكما الجيدة ؟!!..
شعرت بالتوتر نوعاً ما فأنا لم أخفي شيئاً عن لوي .. حتى أليس و حادثة طفولتي لديه بعض التلميحات عنها و إن لم تكن القصة كاملة ..!
لكنني لا استطيع اخباره دون علم رايل : آسف لوي .. ليس بيدي أن أشرح لك الأمر ..! لكن حال ما تسنح الفرصة سأخبرك ..!
تنهد حينها : كما تشاء ..!
أردف بعد لحظات بابتسامة : و الآن ما رأيك أن تتصل بتلك الصغيرة جين ؟!!..
رفعت حاجبي مستغرباً : لما فجأة ؟!!..
- أريد أن أرى كيف تتصرف مع الأطفال بعد أن كنت لا تطيقهم ..! لذا استعمل السماعة الخارجية للهاتف ..!
- حسناً .. أعتقد أنها أفضل فرصة للاتصال بها ..!
استلقيت على جانبي و وقف لوي ثم جلس على حافة سريري .. اتصلت بهاتف الملجأ و وضعت مكبر الصوت و تركته على السرير بقربي ..!
لحظات حتى أجابني أحدهم : مرحباً ..!
عرفت الصوت في الحال : مرحباً ايريك .. كيف حالك ؟!!..
- رايل ؟!!..
- لا .. أنا لينك ..!
- أهلاً لينك .. أنا بخير ..!
- هل كنت أخاً جيداً في غيابنا كما طلبت منك ليديا ؟!!..
- أجل .. لم أعد أسرق الحلوى في الليل ..!
- هذا شيء جيد ..! هل حضرت الآنسة جوليا لزيارتكم ؟!!..
- لا .. نحن لم نرها منذ يومين ..!
- إذاً أيمكنك أن تعطي الهاتف للآنسة جيني ؟!!..
- حاضر ..!
نظرت إلى لوي الذي كان متعجباً : أنت تجيد معاملة الأطفال إذاً .. تتحدث معه و كأن لديك خبره ..!
ابتسمت حينها بمرح : إنها مراقبة ليديا .. فهي محترفة في ذلك ..!
- ذلك واضح فهي تبدوا فتاة رقيقة للغاية ..!
- أنت محق ..!
لحظات حتى سمعت صوت الآنسة من الهاتف : مرحباً لينك ..!
- أهلاً آنسة جيني .. كيف حالك و كيف حال الأطفال ؟!..
- جميعنا بخير .. لولا أنهم يفتقدون جوليا و ريكايل جداً فهم لم يعتادوا على غيابهم ..!
- أعلم هذا .. لذا فأنا و رايل سنعود قبل الموعد لنطمئن على جوليا .. ألم تصلكم أي أخبار عنها ؟!!..
- لا .. لا جديد ..!
- حسناً .. حال ما يصلكم شيء أخبرينا ..!
- حاضر ..!
- أيمكنني أن أتحدث لجين ؟!!..
- بالتأكيد .. إنها تفتقدك كثيراً ..!
- و أنا كذلك ..!
- سأناديها الآن ..!
كنت أسمع صوتها من بعيد و هي تنادي على جين .. لكن لوي كان مذهولاً : طفلة .. و تفتقد لينك !!!.. ماذا حدث للعالم ؟!!..
ضحكت حينها بخفة فملامح وجهه المصدومة كانت مضحكة للغاية !!..
لكني حينها سمعت صرخة من الهاتف : لينك !!!..
أنقبض قلبي حين انتبهت إلى صوت جين التي بدا أنها تبكي فهتفت حالاً بقلق : جين ما الأمر ؟!!.. لما تبكين ؟!!..
- لقد دخل كلب إلى حديقتنا و قتل أزهاري !!...
تنفست الصعداء حينها فقد كانت أسوء الاحتمالات قد غزت رأسي لحظتها ..!
أخذت نفساً قبل أن أقول : لا بأس عزيزتي .. يمكنك زراعتها مجدداً ..!
- هل تأخذ وقتاً كثيراً حتى تكبر ؟!!..
- إن اعتنيت بها فهي ستكبر بسرعة ..!
- لينك متى ستأتي أنت و رايل ؟!!..
- قريباً جداً اطمئني .. لذا جففي دموعك و ابتسمي ..!
- كل شيء هنا محزن .. الأزهار ماتت و الآنسة جوليا لم تعد تحبنا و أنت و رايل ذهبتما بعيداً ..!
- لما تقولين هذا ؟!!.. الآنسة جوليا تحبكم كثيراً يا صغيرتي ..!
- إذاً لما لم تزرنا .. حتى ميشيل لم تأتي لرؤيتنا منذ زمن ..!
شعرت بقلق أكبر .. أتراه شيء أصاب ميشيل ؟!!.. قلبي غير مطمئن إطلاقاً ..!
لكنني حاولت أن أجعل صوتي طبيعياً من أجل جين : ربما كانت مريضة .. و تعلمين أن ميشيل لديها عمل لذا هي و جوليا مشغولتان ..!
بقيت أحدث جين لبعض الوقت حتى سمعت ضحكتها التي عادت أخيراً .. بينما كان لوي ينظر إلي باستغراب رغم تلك الابتسامة العريضة التي غزت شفتيه ..!
ودعت جين و أغلقت الخط .. فهتف لوي حالاً : تقدم ملحوظ لينك .. لم أعتقد أني سأراك هكذا من قبل ..!
بابتسامة هادئة قلت : أنا نفسي أشعر بالغرابة ..!
حينها وقف وهو يقول : حسناً .. أين ريكايل الآن ؟!..
- لاشك أنه في غرفته ..!
- ما رأيك أن تذهب و تخبره بأنني أدعوكما إلى أحد المقاهي القريبة من هنا ..!
- هذا لطف كبير منك ..!
.................................................. ...
كان ذلك المقهى الصغير الذي اختاره لويفان لطيفاً للغاية .. فيه نادلات لهن ابتسامة واسعة و أناس تبدو السعادة في وجوههم حتى أنك تسعد فقط بالجلوس هنا ..!
رغم ذلك اخترنا الجلوس على الطاولات في الخارج فالجو جميل و هناك طبقة رقيقة من الضباب تعطي السكينة و الهدوء في لندن مدينة الضباب ..!
جلسنا حول تلك الطاولة المستديرة .. و قد كان لوي قد غير من شكله بعض الشيء حتى لا يتعرف عليه أحد فقد وضع قبعة صوفية تخفي شعره و ارتدى نظارة كبيرة العدسات مع عدسات لاصقة بلون العسل لتخفي عينيه النهريتين ..!
طلبنا بعض القهوة الساخنة فالجو كان شبه بارد ..!
سأل لوي بعد أن ارتشف القليل من فنجان قهوته : لم تخبرني يا لينك كيف تعرفت إلى ريكايل ؟!..
ابتسمت بهدوء كما فعل رايل .. حينها قلت : بدأ الأمر في المدرسة .. فرايل كان يعمل هناك نادلاً في الكافيتيريا .. و لكن في ذلك اليوم تشاجرت معه و كان سليط اللسان للغاية ..!
ابتسم ريك نصف ابتسامة بسخرية : أنا كنت سليط اللسان .. لكنك كنت مفتول العضلات ..!
بدا على لوي العجب و قال مع ابتسامة استنكار : أفهم من كلامك أنكما تعاركتما ؟!!..
أومأنا إيجاباً فتابعت : لقد أوسعته ضرباً .. لكن ذلك لم يشفي غليلي ..! لذا قررت جعله خادمي الخاص كي أتمكن من تحطيمه .. لكن الأمر أنعكس علي فلم تمر فترة بسيطة حتى صرنا صديقين ..!
قطب حاجبيه : أنت جاد ؟!!.. هكذا فقط ؟!!..
بارتباك قال رايل : حدثت بعض الأشياء لكن هذا الملخص ..!
رن هاتفي حينها فقطع على لوي الذي أراد أن يعلق على الأمر ..!
المتصل ( ميراي ) ..!
تعمدت عدم كتابة خالتي حتى لا تحدث مشكلة لو اتصلت و كان هاتفي قرب شخص آخر ..!
لكني أعلم بأنها لو علمت بهذا لكسرت جمجمتي قبل أن تكسر هاتفي : ألن تجيب ؟!..
هكذا سأل ريكايل باستغراب : بلا .. إنها ميراي ..!
- ستقتلك لو سمعتك ..!
- أعلم .. لكنها ليست هنا الآن ..!
- يستحسن أن تسرع في الإجابة عليها ..!
- و هذا ما سأفعله ..!
رفعت الهاتف و ضغطت الزر الأخضر فوصلني صوتها في الحال : مرحباً عزيزي ..!
ابتسمت حينها : أهلاً ..!
- كيف حالك و كيف حال ريك ؟!!..
- نحن بخير .. ماذا عنك ؟!!..
- بأفضل حال ..! إذاً .. هل تقضيان وقتاً ممتعاً ؟!!..
- أجل .. كل شيء على ما يرام ..!
- حسناً .. تعلم أن طائرتي اليوم يا لينك .. لذا أود لقاءكما لأني سأكون مشغولة في العطلة و قد لا يتسنى لنا اللقاء إلا بعد فترة ..!
- ذلك مؤسف بالفعل .. أتستطيعين القدوم الآن ؟!!.. نحن في أحد المقاهي .. يمكنك أن تأتي لشرب القهوة معنا ..!
- الآن لا أستطيع عزيزي .. لقد وعدت ديانا بالذهاب معها إلى الهايد بارك فهي تعشق ذلك المكان ..!
- لقد كنت هناك في أول النهار .. ليتك أخبرتني أنك ستذهبين إليه لكنت بقيت فيه ..! حسناً .. متى ستذهبين للمطار ؟!!..
- في السابعة .. يجب أن أكون هناك قبل انطلاق الطائرة بساعة حتى أساعد في التجهيزات من أجل الرحلة ..!
- حسناً .. سأكون في متحف الشموع منذ الساعة الرابعة و حتى السابعة .. أيمكن أن نلتقي هناك ؟!!..
- هذا جيد .. يمكنني القدوم إليك في الخامسة تماماً ..!
- ممتاز ..!
- و الآن إلى اللقاء .. أوصل سلامي لريك ..!
- حاضر .. وداعاً ..!
أغلقت الخط بعدها ثم نظرت إلى ريك : إنها توصل سلامها إليك ..!
ابتسم حينها و هو يقول : كيف حالها ؟!!..
- بخير .. و هي تريد رؤيتنا ..لذا اتفقت معها على اللقاء في متحف الشمع ..!
- هذا جيد .. فأنا أيضاً أريد رؤيتها قبل أن تعود لباريس ..!
هنا سأل لويفان باستغراب : من هذه لينك ؟!..
ابتسمت بهدوء : إنها الآنسة ميراي خالة ريكايل .. و هي تعمل مضيفة طيران ..!
- هكذا إذاً .. لكن إن كانت خالة ريكايل فلما تتصل بك أنت و ليس به هو ؟!!..
ارتبكت حينها .. فأنا لا أستطيع إخباره بأنها خالتي أيضاً ..!
لكن ريك أنقذني حين قال : لم أزود هاتفي برقم دولي لذا طلبت منها الاتصال بلينك أن احتاجت شيئاً ..!
بدا أن ذلك الجواب اقنع لوي لذا تنفست الصعداء ..!
تابعنا شرب القهوة قبل أن تتصل ليديا و تخبرنا بأن الجميع عاد للمنزل و أن علينا العودة للاستعداد للذهاب إلى متحف الشمع ..!
وقد كانت الساعة تشير إلى الثالثة نهاراً ..!
.................................................. .........
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس
  #58  
قديم 07-10-2013, 09:21 PM
 
كنا نقف بين مئات من البشر التي تسير و تتخبط بالآخرين لأن أعينها معلقة بتلك التحف البشرية الشمعية الموزعة في كل مكان ..!
لطالما كان متحف الشمع بلندن مزدحماً للغاية .. خاصة أن لندن مدينة تستقطب السياح من كل مكان و لهذا المتحف شهرة واسعة و يعتبر من أهم الأماكن كما أنه أشهر متحف من نوعه في العالم ..!
خاصة و أننا في العطلة لذا يكون العدد ضعفاً ..!
بصعوبة دخلنا و قد كانت الساعة تشير إلى الرابعة و النصف ..!
و في الداخل .. كان الزحام أكثر و أكثر لذا وقف دايمن أمامنا ليقول : يفضل أن ننقسم لأن تحركنا كجماعة هكذا سيسبب في تأخرنا و قد يضيع أحدنا وسط هذه الحشود .. ربما من الجيد أن ننقسم لثلاث أو أربع مجموعات ..!
لم يعترض أحد على هذا القرار ..!
لذا حينها قلت بهدوء : أنا سأكون مع لوي .. من يرافقنا ؟!!..
تقدمت ليديا ناحيتي بابتسامة مع وجنتيها المتوردتين : أنا أود مرافقتكما ..!
بادلتها تلك الابتسامة اللطيفة : على الرحب و السعة ..!
انتهى الأمر بتقسيمنا إلى ثلاث مجموعات ..!
أنا .. لوي .. ليديا و ريكايل ..!
دايمن .. فلورا .. سورا و آندي ..!
تيموثي .. ماثيو .. روزاليندا ..!
و هكذا انطلقت كل مجموعة إلى وجهة معينة مع اتفاقنا على اللقاء في حديقة المتحف تمام السادسة ..!
وقفت مع مجموعتي : و الآن يا أصحاب إلى أين تريدون الذهاب ؟!!..
هتفت ليديا حالاً : ما رأيكم بأن نبدأ بغرفة المئتي عام ؟!.. أود رؤية تمثال الجميلة النائمة ..!
بدا الأمر مناسباً للجميع لذا اتجهنا إلى هناك .. سألني ريك حينها : من هي الجميلة النائمة ؟!!..
قطبت حاجبي : ألا تعرفها ؟!!..
- ربما سمعتها و لا أذكرها ..!
- إنها قصة خيالية شهيرة ..!
- إذاً لأخبرك أني لم أكن مهتماً بالقصص إطلاقاً ..!
- حسناً .. سأخبرك بها .. القصة تتكلم عن بلاد عظيمة يعمها السلام .. و في ذلك اليوم أنجبت الحاكمة طفلة جميلة و استدعت ساحرات البلد ليلقين عليها التعويذات اللطيفة كي تكون أميرة مميزة في المستقبل ..! لكن كانت هناك ساحرة شريرة ألقت بسحر على الأميرة الصغيرة حيث ستنام الأميرة طيلة حياتها ..!
- يا لها من حقيرة .. و ماذا حدث بعدها ؟!!..
قبل أن أنطق تدخلت هي بحماس : بعدها .. مات جميع من في القصر من جنود و حاشية و كذلك الملك و الملكة بسبب سحر الساحرة الشريرة و بقيت الأميرة وحدها نائمة ..! إلى أن مرت سنوات و سنوات و جاء أمير وسيم إلى تلك القلعة المهجورة و تجاوز كل الأخطار حتى وصل إلى سرير الأميرة التي كانت في غاية الجمال ..! حينها أنحنا و قبل تلك الأميرة التي أبهرته بجمالها ففتحت عينيها ..! و بعدها تزوجت الأمير بالأمير و صارت حاكمة البلاد .. النهاية ..! هذه هي القصة بأكبر اختصار ممكن ..!
بدا على ليديا السعادة و هي تحكي تلك القصة .. لكن ريكايل قال متعجباً : يا له من كاتب عاطفي ..!
- لا ريكايل .. أليست قصة لطيفة ؟!!..
- تبدين مغرمة بهذه القصة آنسة ليديا ..!
- صحيح .. لقد كانت وصيفتي تحكيها لي كثيراً حين كنت طفلة ..!
تلك الوصيفة .. أعتقد أنها تقصد والدتها الحقيقية ..!
إذاً لن أتعجب حبها لهذه القصة ..!
انتبهت إلى لوي الذي وقف و قال : ها قد وصلنا إلى التمثال .. لكن علينا أن ننتظر حتى يخف الزحام عليه ..!
انتظرنا بضع دقائق حتى حان دورنا و اقتربنا من ذلك التمثال الذي بدا كحقيقة أكثر من كونه تمثالاً ..حيث كان كتلة من الشمع الذي تشكل على شكل فتاة جميلة مستلقية على أريكة زرقاء قاتمة بفستانها الوردي ذاك ..!
تمتمت حينها بهدوء : إن لمدام توسو إبداعاً خاصاً ..!
وافقني لوي فوراً : أنت محق ..!
همس لي رايل : من هي ؟!!..
- إنها أول من أنشأ هذا المتحف .. و قد كانت بارعة في تشكيل الشمع على هيئة بشر ..!
- هكذا إذاً ..! إنها محترفة فهذه الدمى تبدو حقيقية ..!
- محق ..!
أخرج لوي آلة تصوير من تلك الحقيبة الصغيرة طويلة السلك التي علقها على كتفه : لنلتقط بعض الصور ..!
اقتربت من ليديا و فالتقط لنا صورة مع تمثال الجميلة النائمة ..!
تجولنا في تلك الصالة المسماة بغرفة المئتي عام و التقطنا الكثير من الصور ..!
أردنا الانتقال لغرفة أخرى و من فوره لوي هتف : غرفة الرعب !!..
شعرت بالاشمئزاز : لا أرجوك ..!
بخوف قالت ليديا : لقد تجنبت دخولها في المرة التي زرت فيها هذا المكان من قبل ..!
بقلق سأل ريك : أهي مخيفة إلى هذا الحد ؟!!..
أومأت إيجاباً : لقد صورت فيه مدام توسو الجثث التي خلفتها الحرب .. و يقال أنها استوحتها من الجنود الفرنسيين ..!
بدا عليه الارتباك .. يبدو أنه لا يحب المناظر البشعة ..!
بالنسبة لي فتلك الغرفة تذكرني دائماً بالنهاية البائسة لأليس ..!
لكن لوي كان متحمساً جداً لدخولها : هيا أرجوكم .. لقد قدم لي عرض تصوير فلم سيستخدمون فيه دمى مشابهه و أريد تجربة الوضع على الطبيعة ..!
هكذا إذاً .. لوي يتحمس للشيء حين يكون متعلقاً بعمله : لا بأس .. نظرة بسيطة فقط ..!
لم يعلق أي من ريك و ليديا لذا اتجهنا لتلك الصالة المسماة بغرفة الرعب حيث التماثيل التي على شكل جثث و الرؤوس بلا أجساد و الأجساد بلا رؤوس ..!
كان هناك لافتة كبيرة تحذيرية .. يمنع دخول الأطفال و ضعيفي القلوب ..!
إنهم محقون فهذا المكان أشبه بساحة مجزرة خلفتها الحرب العالمية الثانية ..!
فور أن دخلنا وقعت أعيننا على تلك الدمى .. أغمضت ليديا عينيها : لا أريد أن أرى !!..
ربت على كتفيها حينها : أغمضي عينيك و أنا سأدلك على الطريق حتى لا تصطدم بأحد ..!
أومأت موافقة بصمت فسرت خلفها و قد ربت على كتفيها كي أدلها على طريقها ..!
لوي كان يراقب بشغف .. لقد صور فلمي رعب من قبل لذا لا مشكلة لديه ..!
ليديا كما ذكرت أغمضت عينيها فور دخولنا .. و أنا كنت منتبهاً على طريقي محاولاً قدر الإمكان إبعاد عيني عن تلك الدمى البشرية لكن ما إن تقع عيني على إحداها حتى تظهر صورة أليس الأخيرة أمامي !!..
ريكايل كان يسير خلفي .. بدا عليه الارتباك و التعب و قد اصفر وجهه .. كان يأخذ لمحات خاطفة فيزداد اصفرار وجهه ..!
هتف لوي بحماس : يبدو الأمر مثيراً .. سوف أوقع عقد الفلم فور عودتي لمديرة أعمالي ..!
باشمئزاز قلت : لا تطلب مني مشاهدته ..!
قطب حاجبيه باستياء : لما ؟!!.. أنت لم تشاهد أي من الفلمين السابقين .. هذا سيكون مدهشاً صدقني ..!
- أرجوك لا تجبرني .. تعلم أني لا أحب هذه الأشياء ..!
- لينك يا لك من جبان ..!
- صدقني إن شاهدته و رأيتك بذلك الشكل المفزع فسأكرهك طيلة حياتي ..!
- اطمئن شكلي ليس مختلفاً كثيراً .. فقط بعض الأزياء التنكرية مع بعض التغير البسيط .. إنه ليس مخيفاً حتى !!..
- لا تجبرني .. لن أشاهده ..!
قبل أن يرد علي سمعت صوت ارتطام شيء بالأرض ..!
أهي دمية سقطت أم ماذا ؟!..
وقبل أن ألتفت كانت هتافات الناس تتزايد من حولنا إلا أني لم أتمكن من تميزها لأنها كثيرة و بلغات مختلفة ..!
حتى ليديا فتحت عينيها ..!
التفت إلى الخلف بقلق احتل صدري فجأة و ما إن فعلت حتى اتسعت عيني على مصراعيها و هتفت بخوف : رايل !!!!!..
نعم .. لقد كان أخي هو من سقط بتلك القوة التي لفتت انتباه الجميع ..!
أسرعت ناحيته مخترقاً تلك الحشود التي أحاطت به و جثوت قربه و أنا أهزه : رايل أجبني .. هل أنت بخير ؟!!..
لا رد .. لقد كان مغمضاً عينيه و اصفرار وجهه واضح :يا إلهي .. يبدو أنه فقد وعيه ..!
هذا ما قاله لوي الذي جلس بجانبي بينما كانت ليديا تقف بقربنا ..!
حركته و قلبته ليصير مستلقياً على ظهره و رفعته قليلاً حيث أسندت رأسه على ذراعي و حاولت إيقاظه بضرب وجهه بخفه عدة مرات : رايل أفتح عينيك .. أرجوك أفتح عينيك ..!
لا استجابة ..!
حاولت مجدداً و ساعدني لوي ..!
كنت مشتتاً تماماً فكيف حدث هذا بلا سابق إنذار ؟!!..
وصل ممرضان من القسم الطبي في المتحف و حملاه على سرير متحرك و بدأ بدفعه كي يأخذاه إلى غرفة الطبيب بينما لم أتحرك أنا من مكاني فقد بقيت أفكر .. ما الأمر فجأة ؟!!..
لكن ليديا هتفت في : هيا لينك .. لنتبعهم ..!
رفعت رأسي لها و أومأت إيجاباً و أنا لا زلت أشعر بالتشتت ..!
لكنني سرت معها نتبع الممرضين و لوي الذي سار معهم إلى غرفة التمريض ..!
...............................................
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس
  #59  
قديم 07-10-2013, 09:27 PM
 
part 24

كنت أجلس على كرسي الألمنيوم الطويل ذاك في ذلك الممر الأبيض قرب تلك الغرفة ..!
هذا الموقف يذكرني بذلك اليوم الذي فقد فيه ريك الوعي فأخذته للمشفى و هناك التقيت بالدكتور هاري ليبرت ..!
لكن ما الذي أصابه يا ترى ؟!!..
هل مر بجوار شخص يضع الكثير من العطر ؟!!..
لا .. لو كان كذلك لأصابته نوبة سعال فقط وليس فقدان للوعي ..!
ربما أصيب بالاختناق جراء الزحام ؟!!.. يستحيل فغرفة الرعب لم تكن مزدحمة بل فيها القليل من الناس لأن محتوياتها لا تناسب إلا القليل ..!
لما يا ترى ؟!!..
كانت ليديا تجلس بجواري .. و لوي يقف هناك ..!
الساعة تشير للرابعة و خمسين دقيقة ..!
انتبهت للطبيب الذي خرج من الغرفة و نظر إلينا فقد وقفت أنا و ليديا ووقف لوي بجانبنا ..!
نظر إلي و سأل : أأنت شقيقه ؟!!..
لقد لاحظ الشبه بسهولة ..!
أومأت سلباً : لا .. إنه صديقي ؟!..
- حسناً .. ألا تعلم لما فقد وعيه فجأة ؟!!..
- لا علم لي ..!
- لقد كنتم في غرفة الرعب .. أهو من النوع الجبان ؟!..
- ليس تماماً .. أنه يخاف المرتفعات لكن لم أعلم أنه يخاف من الدمى المرعبة ..!
- يخاف من المرتفعات ؟!!..
بقي يفكر للحظات و كأنه غير متأكد من الشيء الذي يفكر فيه .. لكنه حينها نظر إلي بجد : أهو ضعيف قلب ؟!!.. أقصد .. هل لديه مرض في قلبه أو شيء من هذا القبيل ؟!!..
قلب ؟!!.. أيعقل ؟!!..
بتوتر قلت : لا أعتقد ..! لديه ربو و يصيبه أحياناً التهاب في رئته ..! لكن لا أعلم أن كان لقلبه دخل ..! أخبرني أيها الطبيب .. هل هناك شيء ؟!!..
- إشارات نبضه غير متزنة .. أعتقد أنه من الأفضل نقله للمشفى .. لقد طلبت منهم تجهيز سيارة الإسعاف ..!
- هل سيكون بخير ؟!!..
- حاله ليست سيئة فاطمئن ..! لكن الأفضل أخذه للمشفى كي يجري فحصاً شاملاً ..!
قبل أن أقول شيئاً ربت لوي على كتفي : هيا لينك .. لنلحق بهم نحن بسيارة أجرة ..!
أومأت موافقاً .. فأنا لا أملك خياراً آخر ..!
فعلاً .. أخرجوا ريكايل من الغرفة على سرير نقال فهو لم يستعد وعيه بعد .. ثم أخذوه إلى باب خارجي و صعدوا به لسيارة الإسعاف ..!
أما نحن فقد أسرعنا إلى الشارع كي نأخذ سيارة أجرة ..!
.................................................. ..........
كنت أجلس في المقعد الخلفي مع ليديا بينما لوي في الأمام متجهين إلى المشفى الذي علمنا من الطبيب أن سيارة الإسعاف تلك ستتجه إليه ..!
كنت مشتت الذهن طيلة الوقت .. و قد كانت الساعة تشير إلى الخامسة و لازلنا في النهار ..!
رن هاتفي حينها فأخرجته من جيبي بلا شعور ونظرت لأسم المتصل ..!
إنها خالتي ميراي .. كيف سأجيب عليها ؟!!..
لن أجيب .. فأنا لا أعلم ما سأقوله لها ..!
لكن .. إن لم أجب فستقلق خاصة أني وعدتها باللقاء في هذا الوقت ..!
لأجب و يكن ما يكون : مرحباً ..!
أتاني صوتها فوراً : أهلاً لينك .. أنا الآن متجهة إلى المتحف .. أين نلتقي بالضبط ؟!!..
ترددت .. فبقيت صامتاً : لينك .. هل تسمعني ؟!..
بتوتر قلت : خالتي .. أنا لست في المتحف الآن ؟!!..
يبدو أنها انتبهت لتوتري لذا قالت بقلق : ما الأمر لينك ؟!!..هل حدث شيء ؟!..
أخذت نفساً عميقاً و قد قررت أخبارها : في الحقيقة .. بينما كنا في المتحف فقد ريكايل الوعي .. لذا نحن الآن في الطريق للمشفى ..!
لم ألبث أن أنهي كلامي حتى صرخت : هل هو بخير ؟!!.. لما فقد وعيه ؟!!..
بتوتر قلت : اطمئني هو بخير .. لكن سآخذه للمشفى من أجل إجراء فحص احتياطي وحسب ..!
- أعطني إياه الآن .. سأتحدث إليه ..!
- إنه ليس معي ..!
- ماذا تقول ؟!!..
- اهدئي .. هو لم يستعد وعيه بعد لذا نقلناه بسيارة إسعاف ..!
- لا يزال فاقداً وعيه و تريد مني أن أهدأ !!.. أخبرني بسرعة إلى أي مشفى اتجهتم ؟!!.. سآتي إليك حالاً ..!
- لا داعي .. ستكون الأمور بخير ..!
- لينك أخبرني إلى أي مستشفاً ستذهبون فأنا أريد أن أطمئن بنفسي ..!
لم أجد مفراً لذا أخبرتها .. و فوراً قالت بأنها ستوافينا هناك ..!
بدا على ليديا الاستغراب بعد أن أغلقت الهاتف : لم أعلم أن لديك خالةً في لندن ..!
بتوتر قلت : خاله ؟!!. من قال لك ذلك ؟!!..
- لم أقصد أن أسترق السمع لكن صوتك كان واضحاً .. لقد ناديت بالمتصل بخالتي إن لم أكن مخطئة ..!
- حسناً .. أنا فقط أحترمها لذا أناديها خالتي ..!
- هكذا إذاً ..!
لقد أخبرت لوي بأن ميراي خالة ريكايل .. لذا إن أخبرت ليديا أنها خالتي أنا و أتت هناك سيختلط الأمر عليهما كونها خالتي أم خالة ريكايل و لن يمر وقت حتى يفهموا أنها خالتنا كلينا ..!
تمكنت من رؤية مبنى المشفى في نهاية الشارع .. لقد كانت سيارة الإسعاف بعيدة جداً عنا فقد كانت السيارات تبتعد عنها فور أن تسمع صفارتها المدوية ..!
.................................................. .....
وقفت أمام ذلك الباب في قسم الطوارئ حيث يوجد ريكايل في الداخل ..!
كنت أضرب قدمي في الأرض بتوتر و ليديا تحاول تهدئتي ..!
لوي كان يتحدث بالهاتف بعيداً عنا لكنه أغلقه و عاد إلينا ليقول : إنه ماثيو وهو يسأل عنا ..!
نظرته إليه بتوتر : ماذا قلت له ؟!!..
- لا تقلق .. أخبرته أننا لم ننهي جولتنا بعد ..!
الساعة كانت تشير إلى الخامسة و خمسة عشر دقيقة ..!
سمعت صوت خطوات مسرعة في بداية الممر فالتفت لأرى خالتي ميراي تسير ناحيتنا و معها صديقتها ديانا ..!
فور أن وصلت إلينا ربتت على كتفي لتقول : لينك ماذا حدث مع أخيك ؟!!..
كانت الدموع تلمع في عينيها لذا بجد قلت : خالتي اهدئي .. لن تكون الأمور سيئة ..!
لم أكن واثقاً بكلامي لكني لم أجد غيره لأقوله ..!
ربتت ديانا على كتفها : اهدئي ميراي .. سيكون بخير ..!
سارت بضع خطوات و جلست على مقعد طويل بالقرب منا بمساعدة صديقتها الآنسة ديانا ..!
نظر إلي لوي باستغراب : أليست ميراي خالة ريكايل ؟!!..
بارتباك قلت : بلا ..!
- لما تناديها خالتي ؟!!.. إنها ليست كبيرة في السن ..! لا تزال في أول شبابها ..!
- لا أعلم .. أناديها خالتي فقط ..!
هنا سألت ليديا باستغراب : هل أتخيل أم أنها قالت ماذا حدث مع أخيك ؟!!..
- أنت تتخيلين بالتأكيد .. لقد قالت ماذا حدث مع ريك ..!
كنت أحاول جهداً طرد الشكوك التي بدأت تتسلل إليهما لكن الآنسة ديانا أفسدت الأمر حين قالت : لينك حاول أن تخفف على خالتك .. إنها مصدومة بما حدث مع أخيك فهي تعد نفسها مسؤولة عنكما بعد وفاة والديك ..!
قبل أن أنطق بدا الاستنكار على ليديا : وفاة والديك ؟!!..
بدهشة قال لوي : لكن السيدة إلينا لا تزال على قيد الحياة ؟!!..
بدا على ديانا الاستغراب : إلينا ؟!!.. اعتقدت أن اسمها نيكول ..!
بدهشة هتف كلاهما : نيكول ؟!!..
- هذا ما قالته ميراي .. لينك أليس نيكول هو أسم أمكما أنت و ريكايل ؟!..
طأطأت رأسي بتوتر فهذه الآنسة قد نشرت غسيلي كما يقال ..!
ربت أحدهم على كتفي فرأيت لوي الذي قال بجد واضح : يبدو أنك بحاجة لتوضيح بعض الأمور لنا يا لينك ..!
لم أرد عليه .. لقد كشف أمري كما كشفته ليديا أيضاً ..!
سرت بخطوات مترددة و جلست على كرسي آخر بعيد قليلاً عن كرسي خالتي .. جلس لوي على يميني و ليديا على يساري و هما ينتظران مني تفسير تلك الشفرات ..!
لذا .. بدأت كلامي بقول : في الحقيقة .. أنا لست ابن مارسنلي .. و لست ابن إلينا و جاستن ..! لأن أسمي الحقيقي هو .. لينك إيان براون ..!
و بعد هذه الافتتاحية .. حكيت الحكاية كاملة ..!
و أقصد بكاملة .. كل شيء ..!
لقائي الأول بريكايل و قراري بجعله خادمي و كل ما حدث بعدها إلا أن الشيء الوحيد الذي تجاوزته هو أني حكيت له عن أليس فقد غطيت ذلك بأننا صرنا صديقين مع مرور الوقت ..!
جوليا و الخالة آنا .. ملجأ الأيتام و شرائي له .. وحتى ميشيل ..!
كذلك كيف علمت بأخوتي لريكايل و لقائنا بخالتنا ميراي و بعض الأشياء عن والدينا إيان و نيكول ..!
كل هذا أخبرتهما به .. لأنه إما أن يفهما الأمر كاملاً أو يجهلاه كاملاً ..!
و بعد أن انتهيت تماماً .. كنت أنتظر أن يصدما بالأمر و يشفقا علي بسبب الكذبة التي عشتها طيلة حياتي ..!
لكني صدمت بلوي الذي ضرب رأسي بخفة : يالك من لئيم .. أخفيت كل هذا عني ؟!!..
بابتسامة هادئة قالت ليديا و قد توردت وجنتاها : لكن أتعلم .. إن الأمر يبدو مثل الحكايات الخيالية ..!
ابتسمت بهدوء : رغم أني عنصر رئيسي في هذه الحكاية .. إلا أني لا أكاد أصدقها ..!
وقفت بعدها و اتجهت إلى مقعد خالتي و جلست بجوارها : خالة ميراي .. إن ريك قوي أكثر مما تظنين .. لذا جففي دموعك ..!
تنهدت بحزن و مسحت دموعها بكفيها .. و كي أخفف من ثقل الجو قلت بابتسامة : لم أعلم أنك رقيقة القلب ميراي ..!
لم أكد أقولها حتى ضربت رأسي بقبضتها : ابتعد عني يا مزعج .. إن ريك أفضل منك بكثير ..!
ابتسمت لها فابتسمت هي بهدوء و كلانا يحاول إخفاء قلقه ..!
نظرت الآنسة ديانا إلى ساعتها : ميراي الساعة صارت الخامسة و النصف .. يجب أن نكون في المطار تمام السابعة و نحن لم نوضب حقائبنا بعد ..!
بهدوء قالت : ديانا يمكنك أن تسبقيني .. سأنتظر هنا بعض الوقت ..!
ابتسمت الآنسة ديانا : حسناً عزيزتي .. سأعود للفندق و أرتب حقيبتي و حقيبتك .. ثم أعود لأخذك للمطار ..!
- شكراً لك .. هذا لطف منك ..!
- لكن فور أن يخرج الطبيب طمئنيني على ريكايل ..!
- حاضر ..!
نظرت إلى لوي و ليديا : أيمكنكما أن تبقيا الأمر سراً ؟!!..
بمرح قالت ليديا : بالطبع ..!
ابتسم لوي حينها : أعتمد علينا ..!
بادلتهما الابتسامة تلك .. من الرائع أن يكون للمرء أصدقاء مخلصون ..!
ودعتنا الآنسة ديانا و ذهبت عائدة للفندق ..!
و بعدها بلحظات خرج الطبيب فأسرعنا إليه ..!
نظر إلي : أنت شقيقه ؟!..
هذه المرة أجبت بنعم فعلق حينها : أنت تشبهه كثيراً ..!
- أنه أخي التوأم ..!
- أطمئن فقد استيقظ منذ وقت لكني بقيت أسأله عن حاله لكي أعرف ما به فقط ..! لذا لا مشكلة ..!
- تحدثتما ؟!.. لكنه لا يجيد الانجليزية ..!
- أنا أجيد الفرنسية ..!
- لما فقد الوعي إذاً ؟!..
- طبيعي أن يطرب قلبه بما أنه كان في مكان كغرفة الرعب التي في متحف الشموع .. لذا هذه نوبة بسيطة لا تسبب ضرراً ..!
بتوتر قلت : نوبة ؟!..لم أفهم ؟!!..
لكنه ببساطة أجابني و هو ينظر إلى الأوراق معه : أجل .. بسبب قصور القلب لديه فأن الإطراب قد يسبب فقدانه الوعي .. لكنه بخير الآن لذا يمكنك إخراجه من المشفى ..!
اتسعت عيني .. قصور قلب ؟!!.. ما هذا أيضاً ..!
حاولت تدارك الأمر .. أمسكت برأسي بيدي اليمنى و تمتمت : أيها الطبيب .. هل كان ريكايل .. يعلم ؟!!.. بأن لديه قصور قلب ؟!!..
بدا الاستغراب على الطبيب : بالطبع .. هو من أخبرني حين استيقظ ..!
الملح ؟!!.. إنه لا يأكل الملح ..! بسبب قصور القلب !!.. فالمرضى المصابون بهذا المرض يتضررون بالملح !!..
ينام وقد رفع نصفه العلوي بشكل ملحوظ ..! أجل .. الاستلقاء الكامل يضر مرضى قصور القلب ..!
تلك الأدوية الكثيرة .. ليست كلها لالتهاب الرئة !!.. بل معظمها لقصور القلب ..!
- لينك .. لما لم تخبرني بأن ريك لديه مرض كهذا ؟!..
هكذا سألت خالتي بنبرة عتاب وقد سالت دموعها ..!
لكنني حينها تمتمت باستياء : و كأنني كنت أعلم أصلاً ..!
بدا عليها الاستنكار من جملتي لكن الطبيب قال : يمكنكم الدخول و الاطمئنان عليه ..!
تجاوزت الطبيب حينها بسرعة و قد بلغ الغضب مبلغه مني ..!
لا بأس بأن يخفي علي أمر الربو .. لكن هذا قلبه !!.. لديه مرض قد يقتله جراء نوبة ما !!.. و يعتقد أني سأكون سعيداً لو سببت له نوبة دون أن أعلم ..!
فور أن دخلت رأيته يجلس على السرير مستنداً إلى الوسادة الكبيرة مغمضاً عينيه ..!
لكنه حين شعر بي فتح عينيه و نظر إلي بهدوء .. ثم ابتسم : آسف .. لم أرد أن أخفي هذا عنك ..!
تقدمت ناحيته بغضب و بلا شعور صفعته !!!..
نعم صفعته و قد التف وجهه بشدة و صرخت : و تقولها بابتسامة !!!... أجننت ريكايل ؟!!..
شعرت بأحدهم يسحبني إلى الخلف : لينك ليس هذا وقت العتاب ..!
كان هذا لوي و قد أسرعت خالتي لتحتضن أخي الذي بدا هادئاً وقد احمر خده بشدة بينما كانت ليديا تقف قربنا و قد استقرت يمناها على قلبها ..!
لكني لم أهدأ بل صرخت حينها بغضب : لما أخفيت هذا ؟!!.. أتعلم ما معنى قصور قلب ؟!!.. كيف تخفي عني شيئاً مهماً مثل هذا الأمر ؟!!.. هل تعتقد أني سأصفق و أضحك حين تقتلك نوبة تسببت أنا بها لأني لا أعلم بأنك مريض ؟!!.. أتعتقد أني كنت سأوافق على دخول غرفة الرعب اليوم لو كنت أعلم أنك مريض ؟!!.. وفي النهاية تقول بكل برود .. آسف !!!.. أتريد أن تقتلني ؟!!..
لم يرد .. بل طأطأ رأسه بهدوء وقد اتضح الاحمرار على خده كما اتضح الندم عليه ..!
لم أشفي غليلي منه فقد أغضبني بالفعل .. لكني تذكرت حالته الصحية الآن فتمالكت أعصابي بصعوبة ..!
أخذت نفساً عميقاً قبل أن أقول : خالتي .. احجزي لنا على طائرتك ذاتها من فضلك .. سنعود لباريس هذا المساء ..!
بهدوء تمتمت و هي لا تزال تربت على كتفي ريكايل : حاضر ..!
خرجت من الغرفة حينها فتبعني لوي بينما بقيت ليديا في الداخل : أأنت جاد بشأن العودة لباريس ؟!!..
بهدوء أجبته : أجل .. سأذهب الآن لأخذ حاجياتي و حاجيات رايل من منزل روز .. أخبر المجموعة أني عدت بسبب ظرف طارئ ..!
- كما تشاء .. لقد قال الطبيب أنه بإمكان ريكايل الخروج .. هل نأخذه للمنزل ؟!!..
- لا .. سأعود أنا إلى هنا و أخذه و نذهب للمطار مباشرة ..! لا وقت للعودة للمنزل ..!
- حسناً .. سأرافقك الآن ..!
- كما تشاء ..!
قلت هذا بهدوء لأني لم أرد مناقشته فأنا لست بمزاج جيد لنقاشه ..!
عاد هو للغرفة و أخبر البقية بالأمر ثم عاد إلي ..!
خرجنا إلى الشارع و أوقفنا سيارة أجرة و ركب كلانا في الخلف .. دله لويفان على منزل روزاليندا فأنطلق ..!
أما أنا فقد بقيت صامتاً أحاول استيعاب ما حدث للتو ..!
.................................................. ..........
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس
  #60  
قديم 07-10-2013, 09:35 PM
 
صارت الساعة هي السابعة و الربع حين وصلنا مجدداً للمشفى بعد أن حملت حقيبتي و حقيبة ريكايل ..!
كانت ليديا تنتظرنا في الأسفل مع ريك .. لذا لم نكن مضطرين للوقوف كثيراً ..!
لوي في الأمام .. و في الخلف أنا ثم ليديا ثم رايل ..!
لقد تعمدت جعلها تجلس في المنتصف لكي لا أتهور و أضرب ريك من شدة غيضي ..!
علمت بأن خالتي قد سبقتنا للمطار ..!
ستقلع الطائرة تمام الثامنة ..!
طيلة الطريق كنا صامتين .. فلا أحد منهم كان يريد أن يوقد ناري التي لم يطفأ جمرها بعد ..!
وصلنا إلى المطار .. بقي عشرون دقيقة و تقلع الطائرة ..!
بعد السير لبعض الوقت و شحن الحقائب وصلنا إلى الإجراء النهائي أو كما يسمونه الخط الأحمر الذي بعد تجاوزه نعتبر خارج البلاد ..!
وقفت أنا و ريك مقابل لوي و ليديا : آسف لويفان لأنني سأغادر مبكراً ..!
ابتسم لي بهدوء : لا بأس عليك يا صاحبي .. المرات القادمة كفيلة بالتعويض ..!
تقدمت ليديا ناحيتي و همست لي : لا تقسوا على ريك .. لقد أخبرني أنه يشعر بالذنب لإخفائه الأمر عنك ..!
تنهدت حينها : اطمئني ..!
ابتعدت حينها وابتسمت : ريكايل اهتم بصحتك ..!
بهدوء قال : لا عليك .. سأكون بخير ..!
ودعناهما و تركنا المكان .. و بعد مطابقة الجوازات وصلنا إلى صالة المغادرة ..!
جلسنا على أحد المقاعد قرب البوابة الخاصة بطائرتنا .. كان الإزعاج في كل مكان حولنا ..!
و رغم ذلك .. شيء ما أشبه بغيمة هدوء أحاطت بنا .. همس هو أولاً : أنا .. أعتذر ..!
لم أرد .. لأن أعتذر لم تكفني ..!
لكن ..ليديا طلبت مني أن لا أقسوا عليه ..!
قالت أنه نادم ..!
لذا بعد صمت طويل أطلقت تنهيدة متعبة .. و دون أن أنظر إليه قلت : لما أخفيت الأمر ؟!!..
بخفوت قال : لا أعلم .. لم أرد قوله و حسب ..!
لما أعتاد على الكتمان ؟!!.. لما ؟!!.. هل لأنه لم يجد من يحدثه بأموره الخاصة ؟!!..
أهدأ لينك .. عليك أن تقدر الظروف .. فريكايل لم يعش الحياة التي عشتها أنت ..!
لذا .. بهدوء قلت : هذه المرة فقط سأسامحك .. على شرط أن لا تخفي عني أي شيء مرةً أخرى ..!
أومأ إيجاباً بصمت .. و بعدها عدنا للسكون ..!
حتى أعلنوا عن طائرتنا فوقفنا و اتجهنا مع صفوف المسافرين إلى تلك الطائرة التابعة للخطوط الفرنسية ..!
قرب الباب في الاستقبال كانت الآنسة ديانا مع أحد المضيفين ..!
ابتسمت لنا براحة و هي تقول : أهلاً بكم على متن خطوطنا الجوية .. نتمنى لكم سفراً مريحاً و ممتعاً ..!
لم أجد إلا أن ابتسم لها ..!
سرنا ناحية مقاعدنا و هذه المرة كنت أنا بجانب النافذة بينما كان على يميني ..!
انتبهت لتلك الشابة التي كانت تسير ناحيتنا و هي ترتدي زي المضيفات كانت الخالة ميراي..!
فور أن وقفت عندنا قالت : هل أنت بخير الآن ريكايل ؟!!..
أومأ إيجاباً : اطمئني ..!
نظرت إلي و قالت بهدوء : لينك أهتم به و لا تغفل عنه .. مفهوم ..!
أومأت موافقاً ..!
فاستأذنت بأن عليها الذهاب لعملها ..!
أسندت رأسي إلى ظهر المقعد بإرهاق .. و ما إن أغمضت عيني حتى رن هاتفي ..!
أخرجته من جيب سترتي ونظرت إلى أسم المتصل .. ( دايمن رافالي ) ..!
لا مزاج لي للحديث معه .. و صوت المضيف الذي طلب من المسافرين إغلاق أجهزتهم بمكبر الصوت أنقذني لذا قطعت الخط دون أن أجيب و تركت هاتفي على نمط الطيران ..!
لاشك أن دايمن سيسأل عن سبب مغادرتي المفاجئة ..!
وصلت الطائرة إلى المدرج .. و ما هي سوا لحظات حتى انطلقت كالقذيفة لتخترق كبد السماء المظلمة ..!
و بعد حوالي دقيقة كنا قد استقرينا في الطبقة الخاصة بالملاحة الجوية .. فتحت النافذة و نظرت إلى الخارج .. حيث كان البدر مكتملاً بحكم أننا في منتصف الشهر ..!
الغيوم كانت في الأسفل كثيفة .. ربما تمطر تحتنا الآن ..!
كان انعكاس ضوء القمر على الغيوم رائعاً و مريحاً للنفس : ريكايل أنظر إلى هذا ..!
حين التفت إليه رأيت أنه قد أغمض عينيه و غفا بلا شعور ..!
ابتسمت بهدوء حينها .. يبدوا أنه مرهق بعد كل ما حدث اليوم ..!
عدت أنظر من النافذة إلى تلك السماء المظلمة بينما كانت الغيوم كفراش من قطن ناعم ..!
شعرت باصطدام شيء بكتفي .. حين التفت وجدت أنه رأس ريكايل الذي استند على كتفي وهو نائم ..!
أغلقت النافذة و أسندت رأسي على رأسه .. و ما هي سوا لحظات حتى غفيت أنا الآخر ..!
.................................................. ..
شعرت بشخص يهزني : هيا لينك .. ريكايل .. ستهبط الطائرة بعد قليل ..!
فتحت عيني لأرى خالتي ميراي تبتسم لي .. رفع رايل رأسه المسند إلى كتفي و أخذ يفرك عينيه حيث قالت خالتي : هيا اربطا الأحزمة .. ستبدأ عملية الهبوط خلال دقيقة ..!
كنت قد استعدت وعي تماماً فربطت حزامي .. التفت إلى ريكايل لأجد أنه لا يزال شبه نائم ..!
ربت على كتفه و هززته بخفة : هيا أخي .. افتح عينيك سوف نهبط ..!
أومأ إيجاباً بهدوء و ربط الحزام بصعوبة فهو يجد الآن صعوبة في الاستيعاب ..!
لحظات حتى بدأنا في الهبوط و قد تمكنت من رؤية أضواء باريس الكثيرة حين فتحت النافذة ..!
لكنني عدت لإغلاقها حين تذكرت ريكايل فلا أعتقد انه سيكون بخير و لو أنتبه لهذا المنظر ..!
اصطدمت العجلات بالمدرج لم يمضي سوى بعض الوقت حتى توقفنا تماماً ..!
ربت على كتف ريكايل : هيا .. لنستعد لمغادرة الطائرة ..!
وقف بصمت حينها و خرج إلى الممر كي يسمح لي بالخروج ..!
فتحت الأبواب و بدأ الناس يغادرون .. و حين وصلنا إلى الباب كانت خالتي تقف و قد همست لنا : أهتما بنفسيكما ..!
ابتسمت لها بهدوء : اطمئني .. سنكون بخير ..!
غادرنا الطائرة .. و بهذا انتهت رحلتنا للندن التي لم تستغرق سوا يومين فقط فنحن غادرنا هذا المطار صباح الأمس و هانحن عدنا إليه مساء اليوم ..!
و رغم ذلك .. كانت رحلة قصيرة مليئة بالأحداث المرهقة ..!
.................................................. ......
كنت أقود سيارتي الفراري الحمراء و الساعة تشير إلى العاشرة مساءاً ..!
لقد تركت السيارة في المطار بعد صباح الأمس و ها أنا أعود إليها ..!
التفت إلى ريكايل : سنذهب للقصر الآن .. و بعد أن نرتاح قليلاً نذهب للاطمئنان على جوليا ..!
تنهد بتعب : أرجوا أن تكون بخير ..!
- هل تعتقد أن شيئاً أصاب إحداهن ؟!!..
- لا تقل هذا أرجوك فمجرد تفكيري في الأمر يؤلم قلبي ..!
- عموماً سنعرف كل شيء قريباً ..!
لم يقل شيئاً بل شرد بذهنه .. لكنه همس بعد لحظات : كم الساعة ؟!!..
أجبته بعد أن نظرت لساعة السيارة الرقمية : إنها العاشرة و النصف ..!
أخرج من جيبه شيئاً .. لقد كانت زجاجة أقراص .. إنها ذاتها التي رأيتها معه في أول مرة و قد نزع الملصق منها ..!
أخرج قرصاً أبيض و رماه في فمه و ابتلعه ..!
بهدوء سألت : ألا مشكلة لديك بابتلاعها بلا ماء ؟!!..
بذات نبرتي رد : اعتدت على هذا ..!
- أهي من أجل القلب ؟!..
- صحيح ..!
- لقد كذبت سابقاً .. قلت أنها مسكن ألام ..!
- لم أكذب .. إنها مسكن بالفعل ..! لكن لآلم القلب ..!
- أتشعر بالألم الآن ؟!!..
- الأمر يرتبط بالمشاعر .. حين يفكر المرء بالأشياء السيئة يشعر بانقباض في قلبه ..! في حالتي يكون الأمر أكثر ألماً ..!
لم أعلق على الموضوع فأنا لا أعرف ماذا يجب أن أقول في هذه الحالات ..!
لكن الأمر انتهى بي و أنا أقول : المهم أن تنتبه لصحتك ..!
أخرج كرت كبسولات بعدها و أخرج كبسولة و ابتلعها أيضاً : و ما هذه أيضاً ؟!!..
بتعب أجاب : إنها من أجل القلب أيضاً .. لكنها حبة رئيسة يلزم علي تناولها كل يوم في هذه الساعة ..!
- ألديك الكثير من الأدوية ؟!..
- لا .. اثنان للقلب و واحد للرئة و بعض المسكنات و المنشطات العادية ..! جيوبي مليئة بها ..!
تذكرت أن جوليا ذكرت لي عن تناول ريكايل للمسكنات بشكل كبير .. لذا قلت بهدوء : لا تكثر من المسكنات فما زاد عن حده انقلب إلى ضده ..!
- فات الأوان .. لقد اعتاد جسدي عليها و إن لم أتناولها يبدأ الصداع بالسيطرة علي ..!
- ألا تعتقد بأن هذا سيء ؟!!..
- لقد قام الدكتور هاري بعمل خطة طبية ليساعدني على التخلص منها بالتقليل منها على فترات متباعدة .. لكنني لا زلت في البداية لذا لا زلت أتناولها كثيراً ..! إن اتبعت أوامره فسيأتي اليوم الذي لن أتناول فيه حبة واحدة ..!
- يستحسن أن تتبع خطته بحذافيرها ..!
- و هذا ما أفعله ..!
قطع علينا حوارنا هذا هاتفي الذي رن .. نظرت إلى أسم المتصل لأجد أنها آندي .. لم يكن لي المزاج للرد عليها لذا وضعته على وضع الصامت و حسب : من ؟!!..
- آندي ..!
- لا شك أنهم قلقون إثر مغادرتك المفاجئة ..!
- لا أعتقد .. ربما الفضول هو ما يدفعهم للاتصال .. أنا لست طفلاً ليقلقوا علي ..!
- ألن تجيب ؟!!..
- لا ..!
- لقد قلقت حين لم تجب عليك جوليا .. و ها أنت تضع الآنسة آندي في ذات الموقف ..!
تففت بانزعاج و أخرجت الهاتف من جيب سترتي و أجبت : مرحباً ..!
جاءني صوتها المنزعج : لينك أين أنت ؟!!.. لم تأخرت في الرد ؟!!.. و لم غادرت دون إخبارنا ؟!!.. لم عدت مبكراً أصلاً ؟!..
- على مهلك ..! أتريدينني أن أجيب على هذه الأسئلة كلها دفعة واحدة ؟!..
- حسناً .. لما غادرت مبكراً دون إخبارنا ؟!!..
- بعض الظروف المفاجئة .. لم يكن لي الوقت لإخبار أحد ..!
- سورا قلقة على ريكايل ..!
- لم تقلق ؟!!.. انه بخير على كل حال ..!
- حسناً .. هل ستعود لإكمال الرحلة ..!
- لا أعتقد ..!
- لماذا ؟!!..
- آندي .. لقد وصلت للمنزل الآن .. سأتحدث إليك فيما بعد ..!
أغلقت الخط دون أن أستمع لردها و نظرت لرايل : هل ارتحت الآن ؟!!..
ابتسم بهدوء : أجل ..!
كنا قد وصلنا إلى القصر و قد فتح لنا الحارس البوابة الكبيرة فدخلت مع ريكايل إلى الداخل ..!
أوقفت السيارة في المربض و نزلت كما هو حال ريكايل .. سرنا سويةً بصمت إلى الداخل و حين كنا في منتصف الردهة رأيت جيسكا تنزل من الأعلى و ما هي سوى لحظات حتى وقفت أمامنا و حنت رأسها باحترام : أهلاً بعودتك سيدي ..!
يا لبرودها .. حتى أنها لم تستنكر عودتي مبكراً : هل والدتي في المنزل ؟!!..
بنبرتها الجامدة ذاتها : أجل .. إنها في غرفة الجلوس ..!
- و حدها ؟!!..
- كان أدريان هنا .. لكنه غادر منذ قليل ..!
- هكذا إذاً ..!
قلت هذا و نظرت إلى باب غرفة الجلوس المغلق .. لقد كثرت زيارات أدريان في الفترة الماضية حتى أني أشك أنهما يلتقيان في الشركة فهما يقومان بالكثير من الأعمال هنا ..!
سرت ناحية تلك الغرفة و ريكايل خلفي .. و حين وصلت فتحت الباب دون أن أطرقه و أنا أقول بمرح : لقد عدت ..!
كانت و الدتي هناك تجلس أمام التلفاز تشاهد الأخبار الاقتصادية و تشرب الشاي ..!
لكنها ما إن رأتني حتى تركت ما بيدها و هتفت مستنكرة : لينك ..!
دخلت و رايل خلفي مغلقاً الباب و اقتربت قليلاً : بشحمه و لحمه ..!
وقفت و قد بدا عليها القلق و اتجهت ناحيتي و ربتت على كتفي : ماذا حدث ؟!!.. لما عدت بهذه السرعة ؟!!.. هل أنتما بخير ؟!..
ابتسمت بلطف و أنا أقول : اشتقت إليك لذا عدت ..!
بدا عليها الاستياء : لا تختلق الأعذار .. ما السبب الحقيقي وراء عودتكما ؟!..
- أنا لا أختلق الأعذار .. فأنا بالفعل مشتاق إليك ..!
- لكن هذا ليس السبب الذي جعلك تعود ..!
- حسناً .. بعض الأمور الطارئة أدت لعودتي ..!
- ألن تخبرني عنها ؟!!..
- عذراً أمي .. لكني أفضل الاحتفاظ بها لنفسي لبعض الوقت ..!
- كما تشاء .. لكن عدني أن لا توقع نفسك في المشاكل ..!
- أعدك بذلك ..!
ابتسمت لي حينها بهدوء و عانقتني و هي تقول : أنا أيضاً اشتقت إليك .. حمداً لله على سلامتك ..!
ابتسمت بدوري و بادلتها العناق ..!
و بعد لحظات ابتعدت عنها و قد خطرت ببالي فكرة ..!
اقتربت منها و همست : أمي .. أتعلمين أن ريكايل كان يعيش في ذات ملجأ الأيتام الذي تبنيتني منه ؟!!.. أترين .. إن له شعر أشقر و عينان خضراوتان ..! تخيلي لو أنك تبنيته هو و ليس أنا ..!
ابتسمت و قد فهمت قصدي بوضوح ..!
سارت ناحية ريكايل و ربتت على كتفيه فبدا متوتراً : كيف حالك ريك ؟!!.. أرجوا أن تكون بخير ؟!!..
رغم ارتباكه إلا أنه قال : بخير سيدتي .. شكراً لاهتمامك ..!
لكنها حينها عانقته و هي تقول : شكراً لاعتنائك بلينك ..!
كان هذا للحظة فقط ثم ابتعدت عنه لكنه بدا محرجاً للغاية و قد نظر إلي بنبرة توعد و قد علم أني وراء هذا ..!
لكني ابتسمت له بمكر كرد ..!
لقد أردت لهذا أن يحدث لإقناع ريكايل بمدى تقبل والدتي له .. لكنه لا زال يرفض إخبارها بأمرنا ..!
التفت أمي نحوي : حسناً .. أنتما لم تقضيا سوى يومين .. هل استمتعتما خلالها ؟!!..
أومأت لها إيجاباً : أجل ..!
- هل كان لوي معك ؟!!..
- صحيح .. لقد حضر من تايلند ..!
- ألن يمر علينا في باريس ؟!.. إني مشتاقة إليه ..!
- لقد قال أن لديه تصوير مسلسل في هاواي بعد رحلة لندن لذا سيذهب لهناك مباشرةً ..!
- هكذا إذاً .. يجب أن تحضره إلى هنا في عطلته القادمة ..!
- حاضر ..!
دخلت خادمة في ذلك الوقت .. بدت متفاجئة حين رأتني لكنها أخفت ملامح الاستغراب حالاً و هي تحني رأسها و تقول باحترام : تسرني عودتك سالماً سيدي ..!
- شكراً لك ..!
رفعت رأسها و ابتسمت بلطف : العشاء على المائدة سيدتي ..!
ابتسمت لها والدتي : سوف نكون هناك في الحال ..!
خرجت الخادمة بعدها فنظرت إلي أمي : رائع لينك .. لقد تغيرت معاملتك للخدمات بشكل ملحوظ .. و أنا سعيدة لهذا ..!
- أشعر أني تغيرت كلياً و ليس فقط في معاملة الخدم ..!
التفت أمي إلى ريك و ابتسمت له بلطف : شكراً لك ريكايل .. منذ قدمت إلى هنا تغير لينك للأفضل .. أنا حقاً فخورة بك ..!
حنى رأسه و قال باحترام : كلماتك هذه وسام شرف اعتز به سيدتي ..!
سرت ناحية الباب و أنا أقول : الأفضل أن نذهب لتناول الطعام فأنا و ريكايل لم نأكل شيئاً منذ النهار ..!
أومأت موافقة و سرنا سوية إلى غرفة الطعام ..!
ماهي سوى لحظات حتى استوينا على المائدة و قد بدأت جيسكا بذكر الأطباق الموجودة ..!
و بعدها .. بدأنا في تناول الطعام بصمت كما هو المعتاد ..!
.................................................. ...........
__________________
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم











رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الكيان السعودي العريق ŖανëŇ رياضة و شباب 0 08-23-2010 09:11 AM
ماذا لو حدثت حرب ايران مع حزب الله ضد الكيان اليهودي شو موقف غزة ؟؟ ميثم84 حوارات و نقاشات جاده 1 12-19-2009 01:54 AM
الموقف الشرعي من لقاء شيخ الأزهر برئيس الكيان الصهيوني!!!! الأمير العمري نور الإسلام - 1 07-10-2009 10:13 AM
قادة الكيان الصهيوني ارتكبوا جرائم حرب فتمت محاكمة البشير fares alsunna مواضيع عامة 0 03-04-2009 11:03 PM
جامعة في قطر تفتح أبوابها لطلاب الكيان الصهيونى..!! أبايحي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 04-21-2007 08:49 PM


الساعة الآن 12:00 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011