عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية

خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية القسم يهتم بالخطب بالاناشيد الإسلامية والمحاضرات المسجلة بالصوت والصورة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 12-07-2006, 04:12 PM
 
رد: الأناشيد ضوابط ومحاذير ..

سوف انقل لكم ردود بعض أهل العلم من الأولين والمتأخرين وحتى يستبين المراد من هذه الأناشيد.......؟؟
وعليكم بالصبر حتى النهاية
ولا أقصد أحد بعينة بل بحثاً عن الحقيقة
فقط لا غير ........
حكم الأناشيدوالتمثيل .. اصولها وحكمها - للشيخ زيد المدخلي

بسمالله الرحمن الرحيم

سئلفضيلة الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي – حفظه الله تعالى – عن حكم الأناشيد مانصه :




س : كثر الجدال والنزاع فيما يتعلق بالأناشيد والتمثيلحيث يقول يعضهم بمشروعيتها وأنها إسلامية ، بينما يقول البعض الآخر لا دليل علىجوازها بوضعها الحالي ولا فائدة ترجى من ورائها ، ولا قائل بإسلاميتها ممن يقتدىبقوله ويعتد برأيه ؟



فأجابحفظه الله :

ما ذكِرَ أيها السائل من كثرة الجدال والنزاع في هاتينالمسألتين معلوم ، والذي ظهر لي بعد البحث فيهما أنهلا فائدة فيهما ولا خير منهما يـُرجىبل فيها من المفاسد ما يجعل الإنسان يقطع بتحريمهما بوضعهما الحاليالذيتطور شيئاً فشيئا ًفي عصر الشافعي وبعده من سيئ إلى أسوأ ، ومن قبيح إلى أقبح فقدكان في البداية الإنشاد عادياً ثم نقل الشيطان المولعين به إلى ضرب الدفوف الموسيقىمعه لتعظم الفتنة ويشتد الخطر ثم اختير له من البراعم ما يسمى بفرق الإنشاد فيسجلعلى أشرطة " الكاسيت " ويباع في المحلات وفي الأسواق باسم النشيد الإسلامي والتمثيلالإسلامي ليلقى رواجاً عند جماهير الناس ، وقد وجد رواجاً بالفعل عندهم لأن النفوستميل إلى اللهو واللعب والهوى إلا من رحم ربك وقليل ما هم .
ومع الأسف أن حزب " الأخوان المسلمين " ومن التابعين لهم والمتعاطفين معهم يعتبرون هذين الأمرين المحدثين من وسائلالدعوة إلى الله وإصلاح الشباب واستقطابهم ليكونوا من أهل الالتزام ودعاته – زعموا - ، وهو صنيع يدل على جهلهم بنصوص الكتاب والسنة اللذين قال الله في وصفهما(( يا أيها الناس قد جاءكمبرهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً) [ النساء : 174 ] .)
فالبرهان هو النبي الكريم والداعية العظيم – صلى الله عليه وسلم – والنورالمبين هو كتاب الله الفرقان الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلمن حكيم حميد ، وهذاوقد أطلقواعلى النشيد المحدث التمثيل المحدث وصفين محبوبين عند المسلمين حيث قالوا : " نشيدإسلامي " و " تمثيل إسلامي " كمن سمى الخمر مشروباً روحياً وكمن مدح القاتبقوله :

ياحبذا القات ما أحلى مجـــــــالسه=بالذكر شيدت وحُـفــَّت بالعباداتِ
كمن صافحتهنسيمات الصبا سَحَرَاً=وباكـر الظـل أغصـــاناً رطـيباتِ
كأنما أودع الرحـــــمنجـــــوهرهُ=سـرٌ مُـعينٌ على نيــل الــمـراماتِ
doPoetry() 1
2
3
يـا حـبذا القات ما أحلى iiمجالسه بـالذكر شـيدت وحُفَّت iiبالعباداتِ
كمن صافحته نسيمات الصبا سَحَرَاً وبـاكر الـظل أغصاناً
iiرطيباتِ
كـأنـما أودع الـرحمن جـوهرهُ سـرٌ مُـعينٌ عـلى نيل المراماتِ

وكلذلك ليس بصحيح فلا الخمر – لعنها الله – مشروب روحي ولا القات – أخزاه الله ودمرهسر معين على نيل المرامات ولم تحف مجالسه بالذكر والعبادات ، ولكن تحف بلغو القولوالحكايات الكاذبات والأماني المضحكات المبكيات ، فهل ترى القوم أصابوا أم أخطئوا !! ، يا من سميت الأغاني ومعها جمع من المنكرات إسلاميات !! وسميت التمثيل المعتمد على ركن الكذبوإضحاك الناس ولأهله ومحبيه أهداف وغايات ليكون جلوس الناس على الإنشاد والتمثيلندامة وحسرات يوم يجزى الخلائق بالحسنات والسيئات وتحدث الأرض أخبارها بما عملعليها المكلفون من الباقيات الصالحات والمفاسد والمنكرات فداوِ عقلك وقلبك ونفسكوجوارحك أيها المغرور بوحي الله المنزل على من ختمت بنبوته النبوات وبرسالتهالرسالات محمد – صلى الله عليه وسلم – أشرف المخلوقات ،، واسمع لربك وهويمدح وحيه المنزل على نبيه المرسل : (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب) [ الرعد : من الآية 28 ] .)
ولقوله : (( الله نـَـزَّلَ أحسن الحديث كتاباًمتشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكرالله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء) [ الزمر : من الآية 23 ] .)
وكذلكقوله : (( ألم يأنِ للذين آمنواأ، تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق) [ الحديد : من الآية 16 ] .)
وقوله : (( نحن نقص عليكأحسن القصص بما أ,حينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين) [ يوسف : 3 ] .)
وغير ذلك في هذا المعنى كثير ، وقول النبي – صلى الله عليه وسلم : ( أكثروا من ذكر هاذم اللذاتالموت – فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسـَّـعَه عليه ، ولا ذكره في سعةإلا ضيقها عليه) . أخرجه ابن حبان من حديث أبي هريرة بإسناد حسن .
وحسبيهنا الإشارة لمن هو ذكي يكتفي بمختصر العبارة ،، وأقول لشباب الإخوان المسلمينومنظريهم : لا تستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير إن كنتم تعقلون .
هذايا أخي السائل والقارئ وكم في الأناشيد بوضعها الحالي من مفاسد يجب أن تـُحذر ،ومنكر يتعين أن يستنكر أكتفي بذكر شيء منها :
1- التسبب في تضييع جزء كبير منالشبابذكوراً وإناثاً في إعدادهم ليصبحوا ويمسوا منشدين ، ومتى صاروا كذلكزهدوا في قراءة الكتاب والسنة وحفظ ما تيسر منهما إذ لا يمكن الجمع بين حب الأغانيوبين حب القرآن والسنة أبداً ، وفي هذا الصنيع من الضرر على النفس والإضرار بالغيرما هو معلوم لدى أهل العقل والإنصاف .
2- التشبه بالصوفية الضالة في إنشادهمالجماعيوهو ذكرهم المفضل في حلقاتهم التي قد يشاركهم فيها المردان الذينفيهم من الفتنة ما يفوق الافتتان بالعذراء من النساء وكفى بذلك خزياً عظيماًوضلالاً مبيناً .
3- استبدالمحكمات القرآن وصحيح السنة بالأناشيدبحجة الترغيب في الإلتزام بالإسلامظانين أن الأناشيد سبيل الدعوة إلى الخير وذلك لجهلهم بسبيل الدعوة إلى الخير وذلكلجهلهم بسبيل الدعوة إلى الله ، وهذا إن حسـَّنـَّا بهم الظن وإلا فكم من عالم كبيروناصح نحرير قد أسدى إليهم النصح ابتغاء مرضاة الله وأقام عليهم الحجة براءة للذمةونصحاً لهم وللأمة فأبى أكثرهم إلا تلمساً لمسوغات واهية لفعل ما ألفوا ليبقى لهمما أحبته قلوبهم وتعودت على سماعه جوارحهمولكل امرئ من دهره ما تعودَ .
4- بدعة التسمية للأشعارالملحنة بالتلحين الهابط إسلامية لأن ذلك إدخال في شريعة الإسلام ما ليسمنها، وذلك جناية على الشريعة ، خطره عظيم وشره جسيم لقول النبي – صلى اللهعليه وسلم - : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ( 2 ) ، ومن غير شك أنالأناشيد الممزوجة بالتغني والتلحين والتطريب والآخذة بقلوب المنشدين والسامعين هيمن صنع الصوفية الضالة صدوا به أنفسهم عن الأذكار الشرعية وصدوا بها غيرهم وذلكقليل من كثير من انحرافات الفرق الصوفية .
والمقصود : هو أن هذه الأناشيدالمذكورة بوضعها الحالي ما سبق حزب الإخوان المسلمين إلى تسميتها إسلامية أحد - حسبعلمي - - بل كانت تسمى من قبل إما سماعاً وإما تغبيراً ،قالالشافعي – رحمه الله – : " خلفت ببغداد شيئاً أحدثته الزنادقة يسمونه التغبير يصدونبه الناس عن القرآن " .
وقال الإمام ابن تيمية – رحمه اللهفي فتاواه ( 11 / 532 ) معلقاً على قول الشافعي هذا ما نصه : " وهذا من كمالمعرفة الشافعي وعلمه بالدين فإن القلب إذا تعود على سماع القصائد والأبيات والتلذذبها حصل له نفور من سماع القرآن والآيات فيستغني بسماع الشيطان عن سماع الرحمن " .
والحقيقة التي لاتقبل الجدل أن معظم الأناشيد التي تباع اليوم في محلات التسجيلات تشبه الأغاني فيالأداء والمعاني، وكمفيها من الصد عن قراءة القرآن الكريم وحفظه والتفقه في أحكامه ، وكم فيها من الصدعن العناية بالسنة المطهرة وما فيها من أحكام الشرع المطهر وهذه ظلمات بعضها فوقبعض فالحذر الحذر من محدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ،وكل ضلالة في النار ، وإن هذه الأناشيد لمن محدثات الأمور .
فافهم رعاك اللهواترك الجــدلَ ونفســـك ارحمها وجنـِّبها الزللَ
تـَغـَنَّ بالقرآن واهـــجرالهــوى وقـَــدِّر العِـلمَ ، وما العِـلمُ حَوَى
5- بدعة محاكاة بعض المنشدينوالمنشدات لأغاني الفاسقين والفاسقاتبأناشيد على نفس المعاني والنغماتلتستعمل في المناسبات ذات الأفراح بحجة أنها بديل عن الأغاني المحرمات – زعمواوالمعروف أن بعض أصوات المنشدينالماهرين بالإنشاد والمدمنين عليه تشبه أصوات المغنين الماهرين بالغناء والمدمنينعليه وإذ كان الأمر كذلك فقد أصبح هؤلاء وأولئك متفقين في الوسائل التي هي الأغانيوالأناشيد ، والغاية التي هي إشباع رغبات النفوس التي أصيبت بداء البدعة وداءالشهوة فاعتبروا يا أولي الأبصار .
6- أنه يترتب على تسمية الأناشيدالملحنة بألحان أغاني إسلامية فساد خطير من أبواب خطيرةمنها ما يلي :
أ – استحسان البدعوليس في البدع بدعة حسنة تضاف إلى دين الإسلام شرعاً ، وإنما على رأي أهلالأهواء والبدع .
ب – نسبةالرسول – صلى الله عليه وسلم – وصحابته الكرام إلى إهمال شيء من أمور الإسلام وعدمالعمل به، وهذا قول خطير .
ج – اتهام الرسول بأنه قصـَّـر فيتبليغ الرسالة التي شهد الله لها بالكمال والصفا وشهد لها الرسول – صلى الله عليهوسلم – بالوضوح وعدم الخفاوفي ذلك من الخطر شيء عظيم .
وعليه فمن قال : إن الأناشيد إسلامية ، لزمه القول بأن الرسول لم يأمر أمتهبها ، ولم يخبرهم أنها من أحكام الإسلام وهذه أمور في غاية الخطورة .
فالواجب على المفتونينوالمدمنين على الأناشيد – وضعها الحالي وبأسلوبها الغنائي – أن يتنازلوا عن هذهالتسمية لأنهم لا يملكون عليها دليلاً يصلح لهم الاحتجاج به .
وأما دعوىأن الصحابة كانوا يرتجزون بالأشعار ويرفعون أصواتهم بذلك الرَجـز حينما كانوايحفرون الخندق ، وحينما كانوا يبنون المسجد أو حينما كان منهم من ينشد الشعر فياستحثات الإبل على السير فلا دليل في ذلك كله على استباحة إنشاد الأناشيد الصوفيةبألحانها المطربة واستماعها وترويجها وتسميتها إسلامية وذلك لأن الصحابة- رضي اللهعنهم - لم يكونوا يتغنون بالأشعار كما يتغنى فرق الإنشاد بالأناشيد اليوم ، وإنماكانوا يقتصرون على مجرد الإنشاد للشعر باللفظ العربي الفصيح الذي لا تمطيط فيه ولاتطريب ويرفعون أصواتهم بذلك من دون اجتماع للإنشاد بصوت واحد ونغمات متفقة متساويةكصنيع فرق الإنشاد اليوم ، ولو كانوا يفعلونه كالمنشدين لـَنـُـقِـل ذلك عنهم فافهموفقك الله .
هذا كتاب اللهجــــــل جلاله يهــــــدي يقــــــيناً للتي هيَ أقـومُ
فاقرأه دوماُ كي تحوزثوابه ومن خاطب الرحمن يـُهدى ويغنمُ
ومن يشتهي لحناً يشد ركابه إلى مجلسالإنشـــــاد لهوٌ ومغـرمُ

وأما التمثيل فداء وبيل وكم له منالناس من جريح وقتيل ، ركنه الكذب وأسلوبه محاكاة الغير بمنكر من القول وقبيح منالفعل وأعظمه نـُـكراً ما يتعلق بتمثيل نبيٍ كريم أو صحابي جليل أو قائد من قادةالإسلام الأوائل نبيل، وأقبحه فحشاً من يمثل الشيطان وهو يوسوس في قلوب بنيآدم بترك الطاعات وارتكاب المنكرات ، والرب يغضب والشيطان يفرح ويطرب ، ونحو ذلكمما فيه من اتباع الهوى الذي يهوي بصاحبه في ضلال بعيد ويزين له سوء عمله وقبيحأفعاله فيرى كل ذلك حسناً .
وأما ثمرته فهو الضحك المميت للقلوب ،أو اعتباره أسلوباً نافعاً من أساليب الدعوة إلى الله ومعالجة أمراض المجتمع ، وذلكصنيع الجاهلين وفهم الغافلين والحق أن معالجة أمراض المجتمعات وأسلوب دعوة الناسإلى الله إنما تـُـلتـَمَس من كتاب الله – عز وجل – وسنة المصطفى – صلى الله عليهوسلم – وسيرته وسيرة خلفائه الراشدين وسائر صحابته والتابعين وأتباعهم من أهل الفقهفي الدين وخشية رب العالمين .
وإذ كان الأمر كذلك فإن كلاً من الأناشيدبوضعها الحالي وصفاتها المعلومة المذمومة وأسلوبها المقيت من البدع والمنكراتوالموبقات الظاهرات التي يتعين على كل مكلف من المسلمين والمسلمات رفضها والعمل علىإماتتها ليحل الخير محل الشر ، والفضيلة محل الرذيلة ، والسنة محل البدعة فيعمالخير مجتمعات أمة الإسلام وتتقطع أوصال الشر إرباً إرباً ، ويومئذٍ يفرح المؤمنونبنصر السنة على البدعة ، والخير على الشر ، والفضيلة على الرذيلة : (( فأما الزبَد فيذهب جـُـفاءً وأماما ينفع الناس فيمكث في الأرض) [ الرعد : من الآية 17 ] .)
تحـــــذير :

ولعل مُـلبِّسـَـاً قد لُـبِّسَ عليه من قبل فيدَّعِـي بأن الأمثالمضروبة في القرآن من أجل إبراز المعقول في صورة المحسوس فيقبله العقل وهكذا التمثيل .
فيقال له : إن الأمثال المصرحة في القرآن الكريمغير التمثيل الذي سبق الحديث عنه ، وذلك أن الأمثال القرآنية المصرحة هي التي صرحفيها بضرب المثل أو ما يدل على التشبيه كقول الله تعالى عن المنافقين : (( مثلهمكمثل الذي استوقد ناراً) [ البقرة : 17 ] .)
وكم لها من نظائر أو لميصرح فيها بلفظ المثل ، ولكتها تدل على معانٍ رائعة في إيجاز يكون لها وقعها فيالنفس إذ تقلت إلى ما يشبهها نحو قول الله عز وجل : (( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافتبها وابتغِ بين ذلك سبيلاً )) [ الإسراء : من الآية 110 ] .
وقولهم : " خيرالأمور أوسطها " . ونظائر ذلك كثير وعليه فلا علاقة بين الأمثال القرآنية ذات الهدفالرفيع والغايات الحميدة وبين التمثيل المبتدع الموروث عن ضلال الخلق وجهـَّالهمفليعلم.

هذا والله أعلم
__________________

قول الشيخ أنباني فلان*****وكان من الأيمة عن فلان

إلى أن ينتهي الإسناد أحلى***لقلبي من محادثة الحسان

فإن كتابة الأخبار ترقى***بصاحبها إلى غرف الجنان
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 12-07-2006, 04:31 PM
 
رد: الأناشيد ضوابط ومحاذير ..

الأدلة الشرعية في حكم الأناشيد الإسلامية

بسم الله الرحمنالرحيم
السلامعليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد ،،،
الأدلة الشرعية في حكم الأناشيدالإسلامية

فقد شاعت الأناشيد المسماة – خطأً وبهتاناً – إسلاميةبين المسلمين عموماً ، وشباب الاستقامةخصوصاً ، وامتلأت التسجيلات الإسلامية منها ، وكثر المنشدون المحسوبون على أهلالاستقامة والديانة ، بل صار من بينهم أئمة مساجد ومصلحون ، وازداد البلاء بما علممن فتنة الفتيات بأصوات هؤلاء الناعقين ، والتحدث بهم في المجالس والتجمعات بينالعالمين ، ونشر هؤلاء المنشدين أرقام هواتفهم مع إنشادهم وأخشى أن ينشروا فيالمستقبل صورهم ، فلما كان هذا كله وزيادة كان لزاماً شيوع إنكارها بين مريدهاومبتغيها بالكلمة والكتابة حتى يظهر الحق فيهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيّ عنبينة.

وقد جعلتهذا الرد فصولاً :
الفصل الأول / ما الأناشيد المعنية في هذا الرد ؟.
الفصل الثاني / شبهات المنشدين وردها .
الفصل الثالث / بعضفتاوى العلماء المعاصرين .

الفصل الأول / ما الأناشيد المعنية في هذاالرد ؟
ليستالأناشيد المصحوبة بالدف معنية بهذا الرد لوضوح حرمتها ، لأن الدفوف من جملةالمعازف، والمعازف محرمة لقول رسول الله صلى اللهعليه وسلم :" ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف " رواهالبخاري من حديث أبي مالك الأشعري . وروى ابن حزم في المحلى وصححه "أن أصحاب ابن مسعود كانوا يستقبلونالجواري في المدينة معهن الدفوف فيشققونها " .

وللأسف لقد انتشر هذا النوع من الأناشيد فيالتسجيلات الإسلامية ، وكثر استماع بعض شباب الاستقامةلها ، وهم في استماعهم وطربهم مستحلون غيرشاعرين بالحرمة والإثم فصدق الرسول صلى الله عليه وسلم :" ليكونن أقوام من أمتييستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف " .

وليس المعني بهذا الرد ـأيضاًـ تلك الأناشيدالمتضمنة كلاماً محرماً كالإنشاد بالاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلملكون بدعية هذا النوع ظاهراً عند كثير من شباب الاستقامة .

وإنما المعنيبهذا الرد الإنشاد المجرد المتخذ وسيلة لهداية الخلق ودعوتهم. ومعنىاتخاذها وسيلة دعوية أن المنشد يرجو الأجر بإنشاده لأنه يتسبب في جلب الشباب إلىأماكن تجمعات الخير ، وعدم إملالهم منها ، وأيضاً هو يريد جعل الأناشيد بديلاً منالغناء المحرم وهذه وسيلة دعوية لترك الغناء وهكذا ... وفي هذا الرد التدليلوالنقل عن العلماء الراسخين بحرمة الأناشيد الإسلامية الشائعة – الآن – مطلقاً سواءاتخذت وسيلة دعوية أو لم تتخذ لأنها على ألحان الأغاني الماجنة فهل من مدكر ؟ .

الفصلالثاني / شبهات المنشدين وردها :

تتلخص شبهات المنشدين في ثلاث شبه :

الأولى / أنه ثبت عن الصحابة الإنشاد في مواطن مختلفة ، منها ما رواه الشيخان عن أنسبن مالك – رضي الله عنه – في قصة حفر الخندق قال : فلما رأى رسول الله صلى اللهعليه وسلم ما بنا من النصب والجوع قال :
اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصاروالمهاجرة
فقالوامجيبين له:
نحنالذين بايعوا محمداً على الجهاد ما بقينا أبداً
وروى البخاري عن سلمة بن الأكوع قال: خرجنامع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر ، فسرنا ليلاً ، فقال رجل من القوم لعامربن الأكوع: ألا تسمعنا من هنيهاتك ؟
- قال – وكان عامر رجلاً شاعراً حداء – فنزليحدو بالقوم يقول :
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا … الحديث .
وروى الشيخان عنأنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، وكان معه غلام له أسود يقالله : أنجشة يحدو ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ويحك يا أنجشة ، رويدكسوقاً بالقوارير "
قالوا : فدلت هذه النصوص وغيرها على جواز الإنشاد ، وهل إنشادنا إلا هذا ؟! .
الثانية / أن الأصل في الأشياء الإباحة إلا بدليل ، وهذه الأناشيد على هذا الأصل إلا بدليلينقلها عنه ، وليس هناك دليل شرعي ناقل عن هذا الأصل ، وكل ما هو مباح فيجوز اتخاذهوسيلة من وسائل الدعوة ، فإن وسائل الدعوة غير توقيفية .
الثالثة/ أنه ثبت في الصحيحين منحديث أبي هريرة أن عمر بن الخطاب مرّ بحسان وهو ينشدفي المسجد فلحظ إليه فقال : قد كنت أنشدفيه ، وفيه من هو خير منك .
وجه الدلالة / أن حساناً تعبد الله بإلقاء الشعر ، وفي بيت من بيوت الله ،ورسول الله - صلى الله عليه وسلميسمعه ولا ينكر ذلك .
جواب الشبهة الأولى/
إن غاية ما تقررهالأدلة المذكورة في الشبهة الأولى أن الأناشيد من جملة المباحات ، وهذا لا نختلففيه وليس هو مورد النزاع ، وإنما مورد النزاع في جعل الأناشيد وسيلة من وسائلالدعوة إلى الله.وهذا مما يجعلنا ننتقل إلى جواب الشبهة الثانية المتضمن جواباً علىالشبهة الأولى .
جواب الشبهة الثانية /
مبني على مقدمتين :
الأولى : أن البدع تدخل في وسائلالعبادة كما تدخل في العبادة نفسها( كالدعوة إلى الله ) ، ومن الأدلة على ذلك مارواه البخاري في قصة جمع المصحف وأن عمر بن الخطاب أشار على أبي بكر بالجمع ، فقالله أبو بكر : كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبمثل هذاأجاب زيد بن ثابت أبا بكر الصديق لما عرض عليه جمع المصحف . ففي هذا دلالة واضحةعلى أن البدع تدخل في الوسائل كما تدخل في العبادة ذاتها ؛ وذلك أن جمع المصحف منالوسائل ، ومع ذلك احتجوا بعدم فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم . فإن قيل : لماذا –إذاً- جمعوا المصحف مع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الله عليه وسلملم يفعله ؟ فيقال : لأن مقتضي ( أي: سبب ) الجمع وجد في زمان أبي بكر- رضي الله عنه - ولم يكن موجوداً في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ هو حي بين أظهرهمفبوجوده لا يخشى ذهاب القرآن.
ومن الأدلة أيضاً : ما ثبت عند الدارمي وابنوضاح أن ابن مسعود أنكر على الذين كانوا يعدون تكبيرهم وتسبيحهم وتهليلهم بالحصى ،واحتج عليهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يفعلوا مع أن عدَّالتسبيح راجع للوسائل . وكن – أخي القارئ – على علم بأن كل ما روي في التسبيحبالحصى من حديث أو أثر فإنه لا يثبت كما بين ذلك العلامة الألباني – رحمه الله، والشيخ بكر أبو زيد - شفاه الله .

تنبيه /كثيراً ما تجوّز البدعوتستحسن باسم المصلحة ، قال ابن تيمية :والقول بالمصالح المرسلة يشرع من الدين مالم يأذن به الله غالباً . وهي تشبه من بعض الوجوه مسألة الاستحسان والتحسين العقليوالرأي ونحو ذلك – ثم قال – وكثير مما ابتدعه الناس من العقائد والأعمال من بدع أهلالكلام وأهل التصوف وأهل الرأي وأهل الملك حسبوه منفعة أو مصلحة نافعاًَ وحقاًوصواباً ولم يكن كذلك ا.هـ

الثانية : هل وسائل الدعوة توقيفيةأم لا ؟ وجواب هذا راجع إلى معرفة الفرق بين المصالح المرسلة والبدع المحدثة . وخلاصة ذلك أمران :

الأول / أن ينظر في هذا الأمر المراد إحداثه لكونه مصلحة ، هل المقتضي لفعلهكان موجوداً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والمانع منتفياً ؟

أ/ فإن كانكذلك ففعل هذه المصلحة – المزعومة – بدعة إذ لو كانت خيراً لسبق القوم إليه فإنهمبالله أعلم وله أخشى وكل خير في اتباعهم فعلاً وتركاً .
ب/ أما لو كان المقتضي (أي: السبب المحوج ) غير موجود في عهدهم أو كان موجوداً لكن هناك مانع يمنع من اتخاذ هذه المصلحة فإنهلا يكون بدعة بل يكون مصلحة مرسلة ، وذلك مثل جمع القرآن في عهد رسول الله صلى اللهعليه وسلم فإن المقتضي لفعله غير موجود إذ هو بين أظهرهم لا يخشى ذهابه ونسيانه أمابعد موته فخشي ذلك لأجل هذا جمع الصحابة الكرام القرآن .

ومن الأمثلةأيضاً : الأذان في مكبرات الصوت ، وتسجيل المحاضرات في الأشرطة السمعية ، وصلاةالقيام في رمضان جماعة ، فكل هذه الأمور كان يوجد مانع في عهد رسول الله صلى اللهعليه وسلم من فعلها . أما الأمران الأولان : فعدم إمكانه لعدم وجودها في زمانه ،أما الأمر الثالث : فإنه ترك الفعل خشية فرضه ، وبعد موته لم يكن ليفرض شيء لم يكنمفروضاً من قبل
الثاني / إن كان المقتضي غير موجود في عهد النبي صلى اللهعليه وسلَّم فيُنظر فيه هل الداعي له عندنا بعض ذنوب العباد ؟ فمثل هذا لا تُحَدثُله ما قد يسميه صاحبه مصلحةً مرسلةً بل يؤمرون بالرجوع إلى دين الله والتمسك به ؛إذ هذا المطلوب منهم فعله، والمطلوب من غيرهم دعوتهم إليه. ويمثل لهذا بتقديمالخطبة على الصلاة في العيدين لأجل حبس الناس لسماع الذكر فمثل هذا من البدعالمحدثة لا من المصالح المرسلة . وإليك كلام الإمام المحقق ابن تيمية في بيان هذاالضابط قال ابن تيمية " والضابط في هذا – والله أعلم – أن يُقال : إن الناس لايحدثون شيئاً إلا لأنهم يرونه مصلحةً إذ لو اعتقدوه مفسدةً لم يُحدثوه ، فإنه لايدعوا إليه عقلٌ ولا دينٌ فما رآه الناس مصلحةً نظر في السبب المحوج إليه ، فإن كانالسبب المحوج أمراً حدث بعد النبي صلى الله عليه وسلَّم من غير تفريط منا فهنا قديجوز إحداث ما تدعو الحاجة إليه وكذلك إن كان المقتضي لفعله قائماً على عهد رسولالله صلى الله عليه وسلَّم لكن تركه النبي صلى الله عليه وسلَّم لمعارضٍ زال بموته .
وأما ما لم يحدثسببٌ يحوج إليه أو كان السبب المحوج إليه بعض ذنوب العباد فهنا لا يجوز الإحداث فكلأمرٍ يكون المقتضي لفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلَّم موجوداً لو كانمصلحةً ولم يُفعل يُعلم انه ليس بمصلحةٍ وأما ما حدث المقتضي له بعد موته من غيرمعصية الخلق ، فقد يكون مصلحة .
ثم هنا للفقهاء طريقان :
أحدهما :أن ذلك يفعل ما لم يُنه عنهوهذا قول القائلين بالمصالح المرسلة .
والثاني :أن ذلك لا يُفعل إن لميُؤمر به وهو قول من لا يرى إثبات الأحكام بالمصالح المرسلة وهؤلاء ضربان :
منهم من لا يثبتالحكم ، إن لم يدخل في لفظ كلام الشارع ، أو فعله ، أو إقراره وهم نُفاة القياس. ومنهم من يثبته بلفظ الشارع أو بمعناه وهم القياسيون فأما ما كان المقتضي لفعلهموجوداً لو كان مصلحةً ، وهو مع هذا لم يشرعه ،فوضعه تغييرٌ لدين الله وإنما دخلفيه من نسب إلى تغيير الدِّين ، من الملوك والعلماء والعباد أو من زلَّ منهمباجتهاد ، كما روى عن النبي صلى الله عليه وسلَّم وغير واحدٍ من الصحابة " إن أخوفما أخاف عليكم زلَّة عالم ، وجدال منافقٍ بالقرآن ، وأئمةٌ مضلُّون " فمثال هذاالقسم الأذان في العيدين ، فإن هذا لما أحدثه بعض الأمراء ، أنكره المسلمون لأنهبدعةٌ ، فلو لم يكن كونه بدعةً دليلاً على كراهيته ، وإلا لقيل هذا ذكرٌ لله ودعاءٌللخلق إلى عبادة الله ، فيدخل في العمومات .كقوله ) اذكروا الله ذكراً كثيراً ( وقوله تعالى ) ومن أحسن قولاً ممن دعآ إلى الله وعمل صالحاً ( -ثم قال -ومثال ماحدثت الحاجة إليه من البدع بتفريطٍ من الناس تقديم الخطبة على الصلاة في العيدينفإنه لما فعله بعض الأمراء أنكره المسلمون لأنه بدعةٌ واعتذر من أحدثه بأن الناس قدصاروا ينفضُّون قبل سماع الخطبة ، وكانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلَّملا ينفضُّون حتى يسمعوا أو أكثرهم فيُقال له سببُ هذا تفريطك فإن النبي صلى اللهعليه وسلَّم كان يخطبهم خطبةً يقصد بها نفعهم وتبليغهم وهدايتهم ، وأنت قصدك إقامةرياستك ، وإنقصدت صلاح دينهم ، فلا تعلمهم ما ينفعهم فهذه المعصية منك لا تُبيح لكإحداث معصيةٍ أخرى بل الطريق في ذلك أن تتوب إلى الله وتتبع سنة نبيه وقد استقامالأمر وإن لم يستقم فلا يسألك الله إلا عن عملك لا عن عملهموهذان المعنيان منفهمهما انحلَّ عنه كثيرٌ من شبهِ البدع الحادثة"ا.هـ
وبعد هاتين المقدمتين يقال: إن اتخاذالأناشيد وسيلة من وسائل الدعوة بدعة لأن وسائل الدعوة فيما وجد مقتضاه عند رسولالله – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه مع انتفاء المانع توقيفية بخلاف ما عدا ذلك .فهي بهذا محدثة داخلة في عموم ما أخرجه مسلم عن جابر أن رسول الله - صلى الله عليهوسلم - قال :" فإن كل بدعة ضلالة " وما أخرجه الترمذي وصححه ابن عبد البر عنالعرباض بن سارية أنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" وكل محدثةبدعة " وما رواه الشيخان عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :" منأحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وما رواه الدارمي عن ابن مسعود أنه قال :" كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير وينشأ فيها الصغير تجري على الناسيتخذونها سنة إذا غيرت قيل : إنها غيرت السنة أو هذا منكر " وما روى الدارمي عنحسان بن عطية التابعي الجليل أنه قال :" ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع منسنتهم مثلها " وما روى اللالكائي عن سفيان الثوري أنه قال :" البدعة أحب إلى إبليسمن المعصية ، المعصية يتاب منها ، والبدعة لا يتاب منها " .

فإنه لو كاناتخاذ هذه الأناشيد وسيلة من وسائل الدعوة خيراً لرأيت رسول الله صلى الله عليهوسلم وأصحابه أسرع الناس إليها إذ لا مانع يمنعهم من اتخاذها وهم أحرص على هدايةالخلق كما قال تعالى في رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم :" لقد جاءكم رسول منأنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " لا سيما والأناشيدمعروفة عندهم - كما سبق -، قال ابن تيمية: وأما سماع القصائدلصلاح القلوبوالاجتماع على ذلك إمانشيداً مجرداًوإما مقروناًبالتغبير ونحوه مثل الضرب بالقضيب على الجلود حتى يطير الغبار ومثل التصفيق ونحوهفهذا السماع محدث في الإسلام بعد ذهاب القرون الثلاثة وقد كرهه أعيان الأئمة ولميحضره أكابر المشائخ – ثم قال – فتبين أنه بدعة ولو كان للناس فيه منفعة لفعلهالقرون الثلاثة .
ولم يحضروه مثل ابن أدهم والفضيل ومعروف والسري وأبي سليمان الداراني والشيخعبد القادر وغيرهم وكذلك أعيان المشائخ .ا.هـ فليتق الله امرؤ بتقدمه بين يدي رسول صلىالله عليه وسلم وأصحابه بما يزعمه خيراً ، أكانوا له جاهلين وأنت به عارف ؟ أمكانوا به عالمين وأنت لهداية الخلق منهم أحرص؟
جواب الشبهة الثالثة /
إن الشعر الذيكان يلقيه حسان بن ثابت شعر يرد به على المشركين ، ويدافع به عن رسول رب العالمينكما ثبت في الصحيحين أن أبا سلمة بن عبد الرحمن "سمع حسان بن ثابت ينشد أبا هريرة : أنشدك الله هل سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم – يقول : يا حسان أجب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، اللهم أيده بروح القدس . قال أبو هريرة : نعم ". فأينالإنشاد ( الذي هو رفع الصوت بالشعر –كما سبق - ) بالرد على المشركين من شعر ملحنيقصد من ورائه هداية الضالين ، وإرشاد الغاوين ؟ ففعل حسان وإن كان فيه التعبدبالرد فإنه لا يصح أن يقاس عليه جعل الأناشيد وسيلة دعوية لأنهما متغايران ؛ لكونفعل حسان رداً على الكافرين وفعل هؤلاء جذباً للفاسقين ، ثم على فرض – جدلاًالتساوي بينهما فإن ترك الرسول صلى عليه وسلم وأصحابه لهذا العمل وهو المسمى بالسنةالتركية مقدم على القياس بل ويحكم عليه بالفساد كما بين ذلك المحققون كابن تيميةوابن القيم.
قال الشاطبي : منها المنافحة عن رسول اللهصلى الله عليه وسلم – وعن الإسلام وأهله ، ولذلك كان حسان بن ثابت –رضي الله عنهقد نصب له منبر في المسجد ينشد عليه إذا وفدت الوفود ، حتى يقولوا : خطيبه أخطب منخطيبنا ، وشاعره أشعر من شاعرنا ، ويقول له عليه السلام :" اهجهم وجبريل معك "،وهذا من باب الجهاد في سبيل الله ، فليس للفقراءمن فضله في غنائهم بالشعر قليل ولا كثيرا.هـ
وبعد تفنيد هذه الشبه يتبين أن هذهالأناشيد محرمةتحريماً شديداً لما يلي :
1) أنها بدعة محدثة – كما سبق - .
2) أنها تصد الناسعن القرآن وذكر الله فمن اعتادها ثقل القرآن على قلبه، وهذا شيء ملحوظ ملموس ذكرهكاف عن البرهنة عليه . قال الشافعي : خلفت ببغداد شيئاً أحدثته الزنادقة يسمونهالتغبير يزعمون أنه يرقق القلوب يصدون به الناس عن القرآن "
وهذه الأناشيد يزعمأصحابها أنها ترقق القلوب وصدوا بها الناس عن القرآن ، لا سيما أولئك الذين أقامواالمهرجانات الإنشادية، وجمعوا الناعقين من أماكن مختلفة ، وحاكوا في فعالهم المغنينالماجنين ، فيا إلهي ما أحلمك وأشد صبرك لمن زعم هذا الفعل إسلامياً وتدين به لك !!
أما الأناشيدالمنتشرة -الآن - في التسجيلات الإسلامية فكثير منها تلحن تلحين الأغاني المنصوصعلى حرمتهافهذه محرمة على كل حال لما فيها من التشبهبالحراموالفساق ، فإذا اتخذت وسيلة دعوية زادتحرمتها حرمة ، فكيف إذا كان المنشدون مرداناً وفتيات وأصحاب أصوات فاتنة قد زادهاأصحابها فتنة بالتمطيط والتمييع ؟ أم كيف إذا كان المنشد الناعق يخرج نفسه منشداًفي أفلام مرئية متنقلاً بين الأزهار والأشجار والأحجار تشبهاً منه بالمغنيينالفاسقين الماجنين ؟ فما أشد الخيبة والعار إذا كان هذا كله يصدر من أناس ظاهرهمالهداية والاستقامة !! ألا تابوا وأنابوا ومن ربهم خافوا .
الفصلالثالث / بعض فتاوى أهل العلم المعاصرين :
قد تواترت فتاوى كثير من علماء العصر علىتحريم هذه البدعة ، والتحذير منها . ومن هؤلاء العلماء :
1 - الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدينالألباني – رحمه الله -: قرر بدعيتها في كثير من مسجلاته الصوتية ،وفي كتابه تحريمآلات الطرب 58.
2- الشيخ المجاهد حمود التويجري –رحمه الله – : له في ذلك رسالة بعنوان (إقامة الدليل في المنع من الأناشيد الملحنة والتمثيل) بين فيها كونها من البدعالصوفية .
3- الشيخالفقيه العلامة الفهامة محمد بن صالح آل عثيمين – رحمه الله -: قال في فتاوىالعقيدة 51 : الإنشاد الإسلامي إنشاد مبتدع مما ابتدعته الصوفية ولهذا ينبغيالعدول عنه إلى مواعظ القرآن والسنة، اللهم إلا أن يكون في مواطن الحرب ليستعان بهعلى الإقدام والجهاد في سبيل الله تعالى فهذا حسن . وإذا اجتمع معه الدف كان أبعدعن الصواب ا.هـ ولا تنس أن الشيخ في إنكاره على المدعو مساعد الراشد – كما سبقنقله- حرم ما كان على ألحان الأغاني ، ثم إن له كلاماً آخر جوز فيه بعض صورالأناشيد فليجمع مع كلامه هذا ثم يطبق على واقع الأناشيد الحالية .
4- سماحة المفتيالعام الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ – حفظه الله – : فقد نص على بدعيتهافي عدة فتاوى . راجع شريط أقوال العلماء في الأناشيد والتمثيل.
5- الشيخ العلامة صالح الفوزان – حفظه الله- : قرر في بحث له مفيد أنها بدعة صوفية محرمة .
6- شيخي الفاضل عبد الرحمن البراك – حفظه الله -: سمعتهينص على أنها بدعة صوفية
7- الشيخ بكر أبو زيد – عافاه الله - : كما في حاشية كتابه تصحيح الدعاء11 .
8- فضيلةالشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ – حفظه الله - : نص على حرمتها ، راجع شريطأقوال العلماء في الأناشيد والتمثيل .
9- شيخي عبد الله بن صالح العبيلان – حفظهالله – لما سألته عن حكمها أملى عليّ ما نصه: لا يخلو حكمها عن أحوال ثلاثة : الأولى : أن يكون على وجه التدين فهذا محرم ، لأنه من عمل النصارى في كنائسهموالرسول صلى الله عليه وسلم قال :" من تشبه بقوم فهو منهم ".
الثانية : أن يتخذوسيلة للدعوة فهذا محرم أيضاً ، وذلك لأن وسائل الدعوة التي يتعبد الله بها لابدفيها من التوقيف .
الثالثة : أن لا تفعل على وجه التعبد فلا بأس من فعلها بشرط ألا تغلب على ماأمر به العبد من ذكر الله .
أبعدَ هذا هل لا يزال طائفة من الناس مصرينعلى استخدام الأناشيد وسيلة من وسائل الدعوة ؟ هذا ما لا أرجوه .لأنه أقل ما يقاللمن لم يقنع بهذا الكلام -: إنها من جملة الشبهات وطريقة أهل الإيمان تجنبها كماقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث النعمان بن بشير :"ومن اتقى الشبهاتفقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام " . علماً أن كثيراً منهؤلاء العلماء كان كلامهم هذا عن الأناشيد قبل حدوث التطورات الجديدة فيها خلال هذهالسنين المتأخرة وقبل توسع المنشدين –هداهم الله-حتى إن بعض الأناشيد صاحبها دفنسأل الله السلامة – وإن للأناشيد مفاسد أخرى تركتها اختصاراً تجدها مذكورة في كتابالقول المفيد في حكم الأناشيد – جزى الله المؤلف خيراً -.

خلاصةالبحث : إنّ الأناشيد إنْ كانت على ألحان الأغاني فهي محرمة مطلقاً – وهذا هوواقع أكثر الأناشيد اليوم – وإن لم تكن على ألحان الأغاني فإن المحرم منها ما جعلوسيلة دعوية فمن سمعها تسلية غير داخل في الإثم مع كون المنشد نفسه آثماً لأنه فيالأصل لم ينشده إلا دعوة .

ختاماً :
فإني أدعو المنشدين ، والمستمعين لهذهالأناشيد ، والبائعين لها في التسجيلات أن يقلعوا عن هذا الفعل الوخيم ، وأنيستشعروا معصيتهم للرب العليم ؛ إذ هي أشد إثماً من الأغاني الماجنة .قال العلامةفضيلة الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله -: إن هذه الأشياء – أي الأغاني الماجنة – لايجوز سماعها والاشتغال بها ، لكن ليس البديل منها أناشيد أخرى قد يكون استماعها أشدإثماً إذا عددناها دينية ، وسميناها إسلامية ، لأن هذا يعد ابتداعاً وتشريعاً لميأذن الله به . والبديل الصحيح هو تسجيل القرآن الكريم والأحاديث النبويةوالمحاضرات في الفقه والعقيدة والمواعظ النافعة . هذا هو البديل الصحيح ، لا أناشيدالصوفية وأشباههم ا.هـ وما ذكره الشيخ حق لا مرية فيه فإن البدعةأشد من المعصية بالإجماع.
قال ابن تيمية " أهل البدع شرٌ من أهل المعاصي الشهوانية بالسنة والإجماع ا . هـ، وقال ابن القيم " بل ما أكثر من يتعبدالله بما حرمه الله عليه ، ويعتقد أنه طاعةٌ وقربةٌ ، وحاله في ذلك شرٌ من حال منيعتقد ذلك معصيةً وإثماً ، كأصحاب السماع الشعري الذي يتقربون به إلى الله تعالى ،ويظنون أنهم من أولياء الرحمن ، وهم في الحقيقة من أولياء الشيطان " ا . هـ .
ثم إني أحذر من يخشى الله واليوم الآخر أنيسوغ لنفسه إعداد وبيع وسماع هذه الأناشيد البدعية بحجة أن هناك من يفتي بجوازها ،فإن الخلاف لم يكن ولن يكون دليلاً ترد به الأدلة بل إنه ضعيف مفتقر إلى الدليل كماقال تعالى :" وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله " والأدلة الشرعية الصحيحة علىحرمة هذه الأناشيد قد أبرزت لك ، فبادر- مبتغي الجنان – هجرها استجابة لقول اللهتعالى :" وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة منأمرهم ، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً " وإياك والرخص فإنه من تتبعهاتزندق كما قاله إبراهيم التيمي– رحمه الله-.
ثم أنبه الأخوة الأفاضل إلى أن الأناشيدالمتخذة وسيلة من وسائل الدعوة هي مما اشتهرت به جماعة الإخوان المسلمين (المعروفة) التي أسسها حسن البنا – رحمه الله – ذلكم المؤسس الذي جمع - وللأسف – بدعاً شتىكالبيعة على الطريقة الصوفية الحصفيةوشد الرحال إلى بعض القبوروموالاة اليهود والنصارى بزعم أن الدينالإسلامي الحنيف لا يعاديهم ديناً وأنهم إخوان لنا وأن عداوتنا مع اليهود عداوة أرضفحسب، وهو من دعاة القوميةالعربيةومن دعاة التقريب معالشيعة وهو الذي بنى جماعته على قاعدة " نتعاونفيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا" هذه القاعدة التي فندها علماءالسنة الأجلاء كابن باز والألباني وابن عثيمين – رحمهم الله رحمة واسعة وجعلالفردوس الأعلى قرارهم –كما تجد ذلك في كتاب " زجر المتهاون بضرورة المعذرةوالتعاون " .أكتب هذا والقلب يتقطع حسرة كيف يعظم ويلمع من جمع هذه المخالفاتالعظام عند أبناء التوحيد ؟ أم كيف لا يرد عليه ويشهر به حتى يكون جيل التوحيدوالسنة على معرفة وحيطة ؟
وإن لمن الحرمان ومتابعة الشيطان أن ترى أناساً جعلوا ديدنهم الدفاع عنأمثال هذا المؤسس معاندة منهم لإخوانهم الناصحين ، أو تميعاً للبدع الهادمة للدين ،وكأن الحياة دائمة أبد الأبدين ، وإني لأستثني من لم يكن على دراية – وهم كثرلكنهم إذا تبين لهم سارعوا بالبراءة منهم لبدعهم وزللهم تقديماً لمحبة الله على كلأحد وخوفاً من عذاب الله الأحد ، قال تعالى :" من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساءفعليها وما ربك بظلام للعبيد " وقال :" واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفىكل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون " .

وسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبد العزيز بن ريسالريس22 / 3 / 1422 هـ
__________________

قول الشيخ أنباني فلان*****وكان من الأيمة عن فلان

إلى أن ينتهي الإسناد أحلى***لقلبي من محادثة الحسان

فإن كتابة الأخبار ترقى***بصاحبها إلى غرف الجنان
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 12-07-2006, 04:35 PM
 
رد: الأناشيد ضوابط ومحاذير ..

)مناقشة العلاّمة الفوزان لمن أباح الأناشيد)


بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مناقشة وتعقيب للعلامة فضيلةالشيخ صالح الفوزان أثابه الله لموضوع الأناشيد يقول فيها :

((
الحمد اللهوالصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه.
وبعد :

كنتُ قد عقبت علىماكتبتْـه الأخت تغريد العبد العزيز في " مجلة الدعوة" من الثناء على ماسمتهبالأناشيد الإسلامية ، ومطالبتها المراكز الصيفية بالإكثار من إنتاجها ، فبينت لهاأن هذا الثناء في غير محله ، وأن هذا الطلب غير وجهيه ، وأن الأولى بها أن تطالببالعناية بالكتاب والسنة ، وتعليم العقيدة الصحيحة والأحكام الشرعية ، فانبرى بعضالأخوان- وهو الأخ أحمد عبد العزيز الحليبي سامحه الله – ينتصر لها لهذه الأناشيدويدعي أنها شيء طيب ، وعمل جميل ويستدل لإثبات دعواه بأمور هي:
أولاً: أن هذهالأناشيد تلحق بالحداء الذي رخص فيه الشارع ، وكذلك تلحق بالارتجاز الذي رخص فيهالنبي عليه الصلاة والسلام عند مزوالة الأعمال الشاقة.
ثانياً: أن العلماء ،كشيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن القيم وابن الجوزي وابن حجر الهيثمي، نصوا على جوازالحداء ، والأرتجاز وسماع الشعر الذي فيه الثناء على الله ورسوله ودينه وكتابهوالرد على أعداء الله وهجاؤهم . والنشيد الإسلامي – كما يسميه – لايخرج عن هذهالمعاني ، فهو شعرٌ ملتزم بالأدب الأسلامي ، يرفع بصوت حسن.
ثالثاً: تسميةالأناشيد بالإسلامية لاتعني المشروعية والأبتداع في الدين ، وإنما هو وصفٌ وتوضيحٌوتمييزٌ عن غيرها من الأناشيد والأهازيج المحرمة وهو من المصطلحات الحديثة ، مثلالحضارة اٍلاسلامية ، والعمارة الإسلامية.
رابعاً: فرق الكاتب بين هذه الأناشيدالتي سماها إسلامية وبين الصوفية التي تعد من البدع في الدين من وجهين:
الأول :أنهم أضفوا على أناشيدهم صفة القربة والطاعة.
والثاني: أن سماعهم لا يخلو منالآلة التي تقرن بتلحين الغناء.
هذا حاصل ماكتبه أخونا أحمد في تسويغه ماسماهبالأناشيد الإسلامية.

وجوابنا من وجوه:

الوجه الأول: أن هناكفروقاً واضحة بين ماتسمونه بالأناشيد الإسلامية وبين مارخص فيه الشارع من الحداء فيالسفر والارتجاز عند مزوالة الأعمال الشاقة، وإنشاد الأشعار التي فيها مدح الإسلام، وذم الكفر وهجاء المشركين ، مع وجود هذه الفروق لايصح إلحاق هذه الأناشيد بتلكالأشياء.
والفروق كما يلي:
1-الحداء فيالسفر ، والارتجاز عند الضجر ، وإنشاء الشعر المشتمل على مدح ا لإسلام وذم الكفروهجاء الكفار لايسمى نشيدأ إسلامياً – كما تسمون نشيدكم بذلك ، وإنما يسمى نشيداًعريباً. إذاً فبينهما فرق من جهة التسمية والحقيقة.

2-أن الحداء أنما يباح في السفر لأجل الحاجة إليه في السيرفي الليل ، لطرد النعاس ، واهتداء الإبل إلى الطريق بصوت الحادي ، وكذا الارتجازعند مزوالة الأعمال الشاقة ، كالبناء ونحوه، أُبيح للحاجة بصفة مؤقته ، وبأصواتفردية لاأصوات جماعية.

وماتسمونه بالأناشيد الإسلامية يختلف عن ذلك تماماً، فهو يفعل في غير الأحوال التي يفعل فيها النوع الأول ، وبنظام خاص وأصوات جماعيةمنغمة وربما تكون أصوات فاتنه ، كأصوات المردان وحدثاء الأسنان من البنين والبنات ،والأصل في الغناء التحريم ، إلا ماوردت الرخصة فيه.

3-أن الحداء والارتجاز وإنشاد الشعر الذي جاء الدليلبالترخيص فيه بقدر معين وحالة معينة لايأخذ كثيراً من وقت المسلم ، ولايشغله عن ذكرالله ، ولايزاحم ماهو أهم.

اما ماتسمونه بالأناشيد الإسلامية ، فقد أعطيأكثر مما يستحق من الوقت والجهد والتنظيم ، حتى أصبح فناً من الفنون يحتل مكاناً منالمناهج الدراسية والنشاط المدرسي ، ويقوم أصحاب التسجيل بتسجيل كميات هائلة منهللبيع والتوزيع ، حتى ملأ غالب البيوت ، وأقبل على استماعه كثيرمن الشباب والشاباتحتى شغل كثيراً من وقتهم ، وأصبح استماعه يزاحم تسجيلات القرآن الكريم والسنةالنبوية والمحاضرات والدروس العلمية المفيدة.
فأين هذا من ذاك ؟
ومعلوم أنما شغل عن الخير ، فهو محرم وشر.

الوجه الثاني : أن محاولة تسويغ تسمية هذهالأناشيد بالأناشيد الإسلامية محاولة فاشلة ، لأن تسميتها بذلك يعطيها صبغة الشرعية، وحينئذ نضيف إلى الإسلام ماليس منه.

وقول أخينا أحمد :" إن هذه التسميةلأجل التمييز بينها وبين الأناشيد والأهازيج المحرمة " قول غير صحيح، لأنه يمكنالتمييز بينها بأن يقال : الأناشيد المباحة، بدلاً من الأناشيد الإسلامية ، كغيرهامن الأشياء التي يقال فيها : هذا مباح ، وهذا محرم ولايقال هذا إسلامي ، وهذا غيرإسلامي، ولأن تسميتها بالأناشيد الإسلامية تسمية تلتبس على الجهال ، حتى يظنوها منالدين ، وأن في إستماعها أجراً وقربة.

وقول الأخ أحمد" إن هذه التسمية منالمصطلحات الحديثة ، مثل الحضارة الإسلامية ، والعمارة الإسلامية"
نقول له : النسبة إلى الإسلام ليست من الأمور الأصطلاحية ، وإنما هي من الأمور التوقيفية،التي تعتمد على النص من الشارع ، ولم يأت نص من الشارع بتسمية شيء من هذه الأمورإسلامياً ، فيجب إبقاء الشعرعلى أسمه الأصلي ، فيقال: الشعر العربي ، والأناشيدالعربية ، وأما تسمية العمارة والحضارة بالإسلامية ، فهي تسمية الجهال ، فلاعبرةبها ، ولادليل فيها.

الوجه الثالث: أن تفريق الأخ أحمد بين مايسميهبالأناشيد الإسلامية وبين أناشيد الصوفية تفريقٌ لاوجه له ، لأن بإمكان الصوفية أنيدعوا في أنا شيدهم ماتدعونه في أناشيدكم من الفائدة ، والترغيب في الخير، والتنشيطعلى العبادة والذكر ، فكما أنكم تدعون أن في أناشيدكم الحث على الجهاد ، وأنها كلامطيب بصوت حسن ، وفيها مدح الإسلام وذم الكفر... إلى غير ذلك، فيمكنهم أن يقولوا مثلذلك في أنا شيدهم.

وقولكم:" إن أنا شيد الصوفية لاتخلو من الآلة التي تقرنبتلحين الغناء" .
هذا فارق مؤقت ، فربما يأتي تطوير جديد لأناشيدكم يدخل فيهاستعمال الآلة فيها، وتسمى موسيقى إسلامية ، أو دف إسلاميي، ويزول الفارق عند ذلك ،كما ورد أنه في آخر الزمان تُغير أسماء بعض المحرمات ، وتستباح ، كأسم الخمر ، وأسمالربا... وغير ذلك. فالواجب على المسلمين سد هذه الأبواب ، والتنبيه للمافسدالراجحة والوسائل التي تفضي إلى الحرام، والتنبيه كذلك لدسائس الأعداء في الأناشيدوغيرها.

ونحن لاننكر إباحة إنشاد النزيه وحفظه ، ولكن الذي ننكره مايلي:
1-ننكر تسميته نشيداً إسلامياً.
2-ننكر التوسع فيه حتى يصل إلى مزاحمة ماهو أنفع منه.
3-ننكر أن يجعل ضمن البرامج الدينية ، أو يكونبأصوات جماعية ، أو أصوات فاتنه.
4-ننكر القيامبتسجيله وعرضه للبيع، لأن هذا وسيلة لشغل الناس به. ووسيلة لدخول بدع الصوفية علىالمسلمين من طريقة، أو سيلة لترويج الشعارات القومية والوطنية والحزبية عن طريقهأيضاً.

وأخيراً ، نسأل الله عزوجل أن يوفق المسلمين لما هو أصلح وأنفعلدينهم ودنياهم، نقول ما قاله الإمام مالك بن أنس رحمه الله:
"
لايصلح آخر هذهالأمة إلى بما صلح به أو لها"وذلك باتباع الكتاب والسنة ، والأعتصام بهما ، لابالأناشيد والأهازيج والترانيم.
والله ولي التوفيق.
وصلى الله وسلم على أشرفالعباد والمرسلين )).

المرجع: البيان لأخطاء بعض الكتاب للعلامة صالحالفوزان 41 .

فتوى العلامة الشيخ حمود بن عبد الله التويجري رحمه الله


قال رحمه الله في كتابه "إقامة الدليل على المنع من الأناشيدالملحنة والتمثيل":
"
إن بعض الأناشيد التي يفعلها كثير من الطلاب في الحفلات والمراكز الصيفية ويسمونها الأناشيد الإسلامية، ليست من أمور الإسلام لأنها مزجتبالتغني والتلحين والتطريب الذي يستفز المنشدين والسامعين ويدعوهم للطرب ويصدهم عنذكر الله وتلاوة القرآن و تدبر آياته و التذكر بما جاء فيه من الوعد والوعيد وأخبار الانبياء وأممهم، وغير ذلك من الأمور النافعة لمن تدبرها حق التدبر وعمل بماجاء فيها من الأمور، واجتنب ما فيها من المنهيات، وأراد بعلمه وأعماله وجه الله عزو جل"



وقال أيضاً رحمه الله:
"
منقاس الأناشيد الملحنة بألحان الغناء على رجز الصحابة رضي الله عنهم حين كانوا يبنونالمسجد النبوي، و حين كانوا يحفرون الخندق، أو قاسها على الحداء الذي كان الصحابةرضي الله عنهم يستحثون به على الإبل في السفر فقياسه فاسد، لأن الصحابة رضوان اللهعليهم لم يكونوا يتغنون بالأشعار و يستعملون فيها الألحان المطربة التي تستفزالمنشدين والسامعين كما يفعل ذلك الطلاب في الحفلات و المراكز الصيفية، وإنما كانالصحابة رضي الله عنهم يقتصرون على مجرد الإنشاد للشعر مع رفع الصوت بذلك، ولم يذكرعنهم أنهم يجتمعون على الإنشاد بصوت واحد كما يفعله الطلاب في زماننا.
والخيركل الخير في اتباع ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحاب رضي اللهعنهم، والشر كل الشر في مخالفتهم، والأخذ بالمحدثات التي ليست من هديهم و لم تكنمعروفة في زمانهم، و إنما هي البدع الصوفية الذين اتخذوا دينهم لهواً و لعبا، فقدذكر عنهم أنهم كانوا يجتمعون على إنشاد الشعر الملحن بألحان الغناء في الغلو والإطراء للنبي صلى الله عليه و سلم، ويجتمعون على مثل ذلك فيما يسمونه بالأذكار، وهو في الحقيقة استهزاء بالله و ذكره.
و من كانت الصوفية الضالة سلفاً لهم وقدوة فبئس ما اختاروا لأنفسهم " /8

و قال رحمه الله:
"
إن تسمية الأناشيد الملحنة بألحان الغناء باسم الأناشيد الإسلامية يلزمعنه لوازم سيئة جداً و خطيرة.
منها: جعل هذه البدعة من أمور الإسلام و مكملاته،و هذا يتضمن الإستدراك على الشريعة الإسلامية، و يتضمن القول بأنها لم تكن كامله فيعهد النبي صلى الله عليه وسلم.
و منها: معارضة قوله تعالى (اليوم أكملت لكمدينكم) ففي هذه الآية الكريمة النص على كمال الدين لهذه الامة، و القول بأنالأناشيد الملحنة أناشيد إسلامية يتضمن معارضة هذا النص بإضافة الأناشيد التي ليستمن دين الإسلام إلى دين الإسلام و جعلها جزءاً منه.
و منها: نسبة الرسول صلىالله عليه و سلم إلى التقصير في التبليغ و البيان لأمته حيث لم يأمرهم بالأناشيدالجماعية الملحنة و يخبرهم أنها أناشيد إسلامية
و منها: نسبة الرسول صلى اللهعليه و سلم و أصحابه رضوان الله عليهم إلى إهمال أمر من أمور الإسلام و ترك العملبه
و منها: استحسان بدعة الإناشيد الملحنة بـألحان الغناء، و إدخالها في أمورالإسلام. و قد ذكر الشاطبي في كتاب الاعتصام ما رواه ابن حبيب عن ابن الماجشون قال: سمعت مالكاً يقول (من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خانالرسالة، لأن الله يقول (اليوم أكملت لكم دينكم) فما لم يكن يومئذ ديناً فلا يكوناليوم ديناً)" 1
__________________

قول الشيخ أنباني فلان*****وكان من الأيمة عن فلان

إلى أن ينتهي الإسناد أحلى***لقلبي من محادثة الحسان

فإن كتابة الأخبار ترقى***بصاحبها إلى غرف الجنان
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 12-07-2006, 05:01 PM
 
رد: الأناشيد ضوابط ومحاذير ..

جواب العلامة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي
في الإنشاد....

: الأناشيد : فنحن نقول : إن الشعر غير المبتذل , والذييكون فيه تشجيع على الجهاد , وإغراء بالفضائل , وإشادة بالفضلاء أو منع من الرذائل , وتنقص لأصحابها , والذي لا ينتهك فيه عرض المسلم بغير حق , ولا يكون فيه إطراءبغير حق ؛ هذا النوع من الشعر كان يقال عند النبي صلى الله عليه وسلم فيسمعه وقدسمعه في مسجده ؛ لذلك ,

فنحن نقول : إذا كان شعر الأناشيد من هذا القبيل , وغناه شخص واحد , وكان ذلك في بعض المناسبات غير مستكثر منه , ولا منشغل به عما هوأهم , فلا مانع أما إن اتخذ ديدنا , ولحنه ملحن , وتابعه فرقة , فقالوا بصوت جماعي , فهذا فيه ثلاث بدع :

الأولى : بدعة التلحين : وهو تكسير الصوت على نغمةموسيقية .

الثانية : بدعة الاجتماع على إنشاده ؛ لأن السلف لم يكن عندهمهذا .

الثالثة : أننا لا نعلم أحداً يدين الله بالغناء إلا الصوفية , وإنيأخشى إن طال الزمان بعد ذلك أن يتخذوا الغناء عبادة , وقد بدأ الصوفية الغناءبتلحين أشعار الزهد , والتشويق إلى الجنة ثم أضافوا إليه الطقطقة قال الشافعي رحمهالله تعالى : ( خلفت بالعراق شيئاً أحدثته الزنادقة ؛ يسمونه التغيير يشغلون بهالناس عن القرآن ) انتهى .

قال ابن الجوزي بعد أن نقل عن الشافعي ما سبق : ( وقد ذكر أبو منصور الأزهري المغيرة , وهم قوم يغيرون بذكر الله بدعاء , وتضرع , وقد سموا ما يطربون فيه من الشعر في ذكر الله عز وجل تغييراً ) انتهى . وهؤلاءيسمون المغيرة عندهم أناشيد في الزهد يزعمون بأنهم يغيرون بها أحوال الناس أييرغبونهم في الزهد والعبادة , ويحذرونهم من الغفلة , وقد سماهم الشافعي زنادقة , وذكر أنهم يلهون الناس بتلك الأناشيد , وهؤلاء دخلت عليهم الأناشيد من النحلةالصوفية

وقال الزجاج : ( سموا مغيرين بتزهيدهم الناس في الفاني وترغيبهم فيالآخرة ) انتهى .

وروى أبو الحارث عن الإمام أحمد أنه قال : ( التغيير بدعة ) فقيل له : إنه يرقق القلب , فقال : ( إنه بدعة ) انتهى....

وأما قولهمأنها أحسن من الأغاني فأقول إن الأغاني معصية والمصر عليها فاسق والأناشيد بدعةوالمصر عليها مبتدع , والفاسق أخف شراً من المبتدع لأن الفاسق يعلم أنه على خطأوربما عاد يوماً , ما أما المبتدع فهو يظن انه على حق وعلى خير , فلذلك تجدهمستمراً على ما هو عليه حتى الموت إلا من شاء الله إنقاذه ويسر له من يبصره , وهداهللتوبة والرجوع إلى الله فهو يتوب وهذا الذي قلناه هو بحكم الغالب .

إذاعلم هذا , فإني أخشى إن طال بالناس الزمان أن ينقلهم الشيطان إلى اتخاذه عبادة , وان يخلطه لهم بغيره من المحرمات ؛ كالضرب , والرقص كما فعل ذلك مع الصوفية ؛أعاذنا الله تعالى مما ابتلاهم به وصلى الله على سيدنا محمد , وعلى آله وصحبه .


إنتهى كلامه حفظه الله .


كلام الشيخ المسند يحفظه الله
الاهتمام بالأناشيد وبرامج الترفيه عموماً في ازدياد.. هل من رؤية خاصة بكم نحو هذا الاتجاه؟
الجواب:
الناس في هذا الأمر طرفان ووسط، طرف يغالي في هذه الأناشيد وبرامج الترفيه، حتى أدخل فيها بعض المكروهات بل المحرمات فخرجت عن المقصود، وطرف آخر يغالي في ذمّها والتحذير منها حتى جعلها في حكم الغناء واللهو المحرم وربّما أشدّ، والناس لا بد لهم من الترفيه المباح لكن دون مغالاة من الطرفين، وهذا هو الذي سار عليه مشايخنا الكبار كابن باز وابن عثيمين ـ رحمهما الله تعالى ـ .. والأناشيد على وجه الخصوص طرأ على بعضها في السنوات الأخيرة تغيرات كثيرة من تأوهات ونغمات وإيقاعات وأصوات فاتنة، ولم تعد بالصوت فقط، بل دخلت فيها الصورة، وأدى ذلك إلى افتتان كثير من الفتيات ببعض المنشدين، وفي رأيي أنّ الصورة ليست ضرورية في النشيد، إلا إذا كانت مناظر طبيعية، والواجب على المهتمين بالأناشيد أن يستشعروا الغرض الرئيس من هذه الأناشيد، وهو بث الحماس المنضبط في الأمة، والدعوة إلى مكارم الأخلاق، والفضيلة، وليس المقصود استعراض الأصوات والصور، وكسب المعجبين والمعجبات، والله تعالى أعلم.

ما حكم سماع أشرطة الأناشيد الإسلامية؟
بتاريخ 21/09/05 10:14 PM
السؤال /سئل الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله: ما حكم سماع أشرطة الأناشيد الإسلامية؟
الجواب إن ما يسمى بالأناشيد الإسلامية سمعنا بعضها ، وللأسف الشديد وجدناها أناشيد على النغمات الموسيقية ، مختار لها أرق الأصوات وألطفها وأحسنها جاذبة للقلوب ، فيؤتى بها وكأنها الغناء ،
بل بعض الأصوات يفوق صوت الموسيقى ونغمات الموسيقيين ؛ لأنه يُختار لها نوع خاص ،
ويعطى ذلك ثوب الإسلام ، ودين الإسلام بريء من هذه الأمور ، دين الإسلام فيه القوة والعزة ،
وهؤلاء يشتغلون بتلك الأناشيد عن كلام الله ، وتصدهم تلك الأناشيد عن تلاوة القرآن ، يتعلقون بها ،
وللأسف الشديد إنها قد تصحبها الطبول والدفوف على نغمات يسمونها إسلامية وهذا بلا شك خطأ ، أرجو من إخواننا أن يتجنبوه ويبتعدوا عنه.

والدليل ما فعله مفتي الديار السعودية وما قاله في (قناة المجد للأنشاد )
في برنامج مع سماحة المفتي ..

المفتي : الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ


هذا والله أعلم
__________________

قول الشيخ أنباني فلان*****وكان من الأيمة عن فلان

إلى أن ينتهي الإسناد أحلى***لقلبي من محادثة الحسان

فإن كتابة الأخبار ترقى***بصاحبها إلى غرف الجنان
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 12-07-2006, 05:43 PM
 
رد: الأناشيد ضوابط ومحاذير ..

جزاك الله خيرا أبو لينا على المجهوذ المبذول في تقريب الحق .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إليكم هذه الباقة من الأناشيد عثمان أبو الوليد خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 18 12-11-2006 01:41 AM
ضوابط التواصل بين الجنسين عبر الإنترنت.. همس2009 ختامه مسك 6 07-28-2006 10:01 AM


الساعة الآن 12:09 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011