عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree188Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 2 تصويتات, المعدل 4.50. انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 08-14-2016, 03:25 PM
 

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://a.top4top.net/p_195eyj73.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[align=center][tabletext="width:50%;"][cell="filter:;"][align=center]
[mark=#642d80]آڵڤصڵْ آڵڕآآپعْ ::❞ إسْتِبانَة ! و صُدفة لِقَاء [/mark]



للخَوْضِ فِيه قَدْ سُلمْت. فقَد حَسمْتُ أَمْرِي عَن صِدْق
لا يَهُمُّنِي مَا يُقاَل عَنِ المَنْطِق فبِاِفتِقَرِه وَجَدْتُ المُنْطَلَق رغْمَ قَوْلِهم أنّه أسْوأ طرِيق
☣ رَاسِيل






توسعت عيناها كما قبل قليل ، و يبدو انها طريقتها العفوية لإبْداء صدمتها و لكنها سرعانما ابتسمت برضى و هي تزيل قلادتها من على رقبتها

- آه .. القدر إذن !

أيدها مبتسما ابتسامة جانبية جميلة

- آه ، هراء ذلك العجوز ربما يكون صحيحا في النهاية .. انا اريد ان أرى العالم و أعرف إذا كان هناك من هو أوسم مني !

كبتت بصعوبة ضحكتها على كلامه ؛ يسميه هراء و قد قبل به و ثم عذره لاستكشاف العالم أقبح من ذنب تصديقه لما يسمى بالهراء"

مد يده لها مصافحا و قال معرفا عن نفسه بمرح

- أدعي راسيل ، مالك تيركواز

مدت يدها إليه لتقابل مصافحته بالمثل و تكلمت بصوت يخلو من الحماس

- جاسينتا ، هذا هو اسمي .. اسمك جميل راسيل تشرفت بمعرفتك ، اتمنى ان نجد الآخرين بسرعة مثلما وجدتگ!

أعقب على كلامها مصححا باعتراض

- لا ، بل أنا من وجدگ !

- هااه !؟ نعم ، معك حق .. و لكن كيف ؟!

قالتها بتذكر و كأن الأمر قد غاب عن ذهنها ، عقد حاجبيه بتفكير أيضا و قال صائحا كمن تذكر شيئا مهما

- تذكرت ! لقد شعرت بحجري عندها يسخن نوعا ما و خاصة عندما اقتربت من المطعم لذا دخلت لأستكسف الأمر ، و وجدتك انت مع قلادتك ، لا اعلم و لكنني علمت انها نيكلايس نفسها خاصة عندما رأيت الحجر القرمزي كارنليان !

بدا الامر شيقا بالفعل ، لذا قالت مبدية اعجابها

- هذا مثير ! و لكن كيف سنعثر على الباقين ؟! هل نجلس في المطعم و ننتظر ان يجدونا مثل ما حصل معك أم مذا ؟!

انهت جملتها بنبرة استهزاء مصحوبة بشك يائس، رد على سؤالها رغم انها لم تنتظر ذلك

- لا ، لا اظن اننا سنجدهم هكذا ، سأسأل الناس هنا

نظرت إليه غير مصدقة و رددت بغباء

- نسأل الناس ؟!

صاحت به بعد فترة مستهزئة

- هل سنروي لهم قصتنا الأسطورة ؟! على الأرجح سنصبح مجانين في نظرهم فأنا الى الآن لازلت شبه مصدقة لما يحدث معي !

قال بثقة و هو يغمز بسرعة

- اعتمدي علي و حسب ، هل تريدين البقاء هنا أم القدوم معي؟!

أجابت على مضض و هي تنهظ بخنق

- بالتأكيد سآتي ! لا تظن أنني ضعيفة او شخص يعتمد على غيره من الناس !

وقف هو الآخر مجاريا

- لم أقصد ذلك !

تجاهلت الأمر و سألت مستفسرة و هي تعدل ثيابها

- اذن كيف سنسأل الناس من غير أن نروي عليهم العجب !

ابتسم بخبث و رد

-نعم ، سنجرب شيئا ما .. اذا كنت تائهة ، مذا ستفعلين ؟!

صمتت قليلا ثم نظرت إليه بشگ و اجابت ببساطة

- أسأل الناس . توقفت لبرهة و اردفت كمن استدرك شيئا

- أنتَ أيها الأحمق لا تنوي ان تجعلنا نفعلها حقا

ابتسم ببراءة مصطنعة و هو يتقدم ملوحا بيده بلا مبالاة

- ليس تماما سنجرب شيئا ما

همس ساخرا ظنا منه انها لا تستطيع سماعه

- فعلى الأقل سأجد فائدة لما أملگ !

استطرد بصوت جوهري

- سنعود إلى المدينة الآن لاستئناف البحث !

تبعته صامتة رغما عنها فلا فكرة لديها لذا ستشاركه خطته المشكوكة ، وصلا إلى المدينة .. الأبصار مثبتة عليهما فهما يبقيان دخيلين ؛ ملامحهما الجميلة غير اعتيادية و الأهم ثياب جاسنتا فلا فتاة ترتدي هكذا هنا ! استمر الاثنان في سيرهما غير آبهين للعيون المحيطة بهما .. توقف راسيل فجأة امام فتاتين بنفس عمره تقريبا ، ابتسم ابتسامته الودودة و هو يتكلم بصوت آسر عمدا

- آسف ، هل تستطيعان ارشادي لكبيركم هنا !؟

استطاعت جاسينتا ملاحظة الحمرة التي اقتحمت وجنتيهما ، لتقول الأولى بتوتر غلب عليه الخجل بعد ان تخطت صدمتها

-آه نعم بالطبع ، هو يقطن في آخر المقاطعة جنوبا في كوخ صغير ، اي قريبا من الغابة!

و اضافت صديقتها بقليل من التردد الممزوج بالخجل

- اذا أردت مساعدة فنحن نستطيع ، لا ننصحگ بالذهاب إليه هو شخص عنيد و انطوائي لا يكلم احدا تقريبا

ابتسم مجددا بامتنان قائلا

- لا شكرا لقد ساعدتماني بالفعل !

صحيح جاسنتا لم تستطع رؤية ابتسامته و لكن ردة فعل الفتاتين كانت و كانه قبلهما مثلا (هذا سخيف !) هكذا كانت تفكر بشيء من الاشمئزاز الممتعض !

التفت إليها و اشار لها كي يسيرا ، تبعته مكرهة؛ ليس لأنه هو نفسه بل لأنها معتادة على حرية التصرف لذا كان لا بد من نقطة ضعف لتسقطه رغم رغبتها الملحة لإيجاد الباقين بسرعة فقد سبق و أدركت من كلام الزعيم ناو أن الأمر سيكون يسيرا و قصيرا رغم انها لا تعلم بالتحديد إن كان قصيرا يعني سنة؛ فهذا غير مستبعد لإيجاد شخص وسط المئات و من غير دليل واضح يقود إليه غير الوجوه الوسيمة او الأحجار الفريدة.

شرعت جاسنتا في الحديث منتقدة

- ما هدفك من هذا ؟! مالذي ستجده لدى شخص ..

بترت جملتعا عندما قاطعها بضحك لطيف

- في الواقع لا سبب محدد ، انا فقط اتبع كلام العجوز عندما قال لي سابقا "اتبع حدسگ" ثم انني ابحث عن شيء قد نسيه الناس و لم يعلموا بوجوده حقيقة، لذا فأظن العجائز يؤمنون بهذه الأشياء !

(ماهذا يخبر شخصا ان يتبع حدسه و الآخر سيقوده القدر ، سحقا للخرف !) بقيت مصدومة و هي تستمع إليه ، فكلامه غير مسؤول بتاتا

- كفاگ عبثا راسيل ، مالذي ستقوله للعجوز بالتاكيد سينكر حتى لو كان يعرف و الاهم اننا سنصبح مجانين في نظره !

رد على استخفافها بنبرة مرحة متجاهلة و هو يسرع في مشيه

- علينا ان نسرع كي نصل إليه قبل ان يحل الليل ..!

..

بعد فترة من السير تزامن فيها وقت الشفق مع وصولهما إلى نهاية المقاطعة ، و كما سبق و اعلمته الفتاتان فهو كوخ منعزل في الجنوب قريبا من الغابة .

و بالفعل كان هناگ قبل ان يبدأ امتداد غابة المقاطعة الثالثة .. ابتسم راسيل و لكن عيناه كشفتا بريقا غريبا لم تستطع جاسنتا تفسيره

- إذن ماذا نفعل الآن أيها الذكي ؟! ها قد وصلنا !

تقدم الى الكوخ و خطواته بالكاد تترك صوتا خلفها ، رفع يده ليطرق الباب و لكنه توقف ملتفتا اليها و قال بغموض محذرا

- لا تجزعي بعد قليل إن رأيت شيئا غريبا

اسرع لطرق الباب عندما لمح استغرابها و إقدامها على السؤال ، و ما فعل ذلك إلا ليتجاهلها !

لم يطل الأمر حتى فتح الباب رجل طاعن في السن ، نظراته كانت حادة جدا و عدائية .. قال بنبرة لاذعة و هو يتفحصهما بنظراته

- مذا تريدان مني ، ألم يحذروكما من المجيء إلي ؟!

حدقا به قليلا فلقد كان كما توقعاه و إن أبدى شراسة أكبر لذا فبصعوبة كتما ابتسامة كادت تفلت من شفتيهما ، تكلم راسيل بنبرة مناقضة لنبرة العجوز

- بلى ، لقد أخبرنا انگ فظ ، لكننا نريد ان نسألگ بضع أسئلة إن لم يكن لديگ مانع !

بدت جاسنتا مصدومة من جملته الأولى .. فكيف سيجيبهما الآن .. صحيح ان نبرة راسيل كانت محايدة و مهذبة إلا أن كلماته ابدت انها مصطنعة و لو لم تفرض سيطرتها على رغبتها الملحة في شتمه لكانت فعلت بالفعل، رد عليه بعد أن كان يحدق به مشدوها

- إرحل انا لا أكلم الأطفال الطائشين من عمرگ !

هنا تدخلت جاسنتا و قد شعرت بالحاجة لذلك؛ قالت بهدوء و رزانة لا تتماش مع عمرها

- نريد منگ معروفا فقط سيدي ، نبحث عن أشياء تنتمي لنيكلايس هذا ما كلفنا به و أخبرنا أنها مجرد أسطورة و لكن فضولنا جعلنا نحاول العثور عليها ، لأننا نريد معرفة إن كان ذلگ صحيحا أو لا ، فقصدناگ لذلگ !

هنا تجمد العجوز و هو يقلب نظراته بينهما بشگ و لكنه سرعانما تكلم بصوت متوتر و هو ينوي غلق الباب و الاحتماء بكوخه

- أنتِ قلتِ أنها أسطورة ، ثم ألا تعلمان انها محرمّة الذِّكر ، و من ينشرها سيتكفل بعقابه الحاكم !

هنا لا شيء توضَّحت تفاصيله بعد إنهاء جملته فقد كان كل شيء يحدث بسرعة لا تلتقطها العين البشرية، فبدى كأنه مخدر و عينا راسيل الفيروزيتين مختلفتين كأنهما متوهجتين وسط رماد المكان !

بدأ العجوز يتكلم وفقا لأسئلة راسيل فبات الأمر واضحا
- ماذا تعلم عن هذا ؟![/align]
[/cell][/tabletext][/align]


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة Cεrεs✗ ; 08-14-2016 الساعة 06:16 PM
رد مع اقتباس
  #32  
قديم 08-14-2016, 03:39 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://a.top4top.net/p_195eyj73.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[align=center][tabletext="width:50%;"][cell="filter:;"][align=center]
[mark=#64058a]آڵڤصڵ آڵخْْآْآمسْ ::❞ سِلْبِيّات ! إِفْلَاحٌ مُفَاجِئ [/mark]



صَحِيحٌ أنَّني اِمتلَكْت بَعْضًا مِن المُعْجِزات؛ و لَكِنني لم أَطْلُبْهَا لأُعْجِزَ الكَائِنَات!
بَلْ و حَاوَلْتُ نَسْجَ مِن أَلَمِهَا بَعْضَ المُفْرَدَاتِ و لَكِن قَدْ خَذَلَتْنِي الكَلِمَات و لَمْ أجِدْ لَها مُسَكِّنَات!
رَاسِيل





- لقد أتى إلي قبل عشر سنوات عجوز رأيته رغم دجى المكان ، أخبرني أن علي أن أرعى توأمين كانا على وشك الهلاك أحضرهما إلي ، و أعطاني المال اللازم لأجلهما و أخبرني أنه ليس علي ان أسلمهما أاي شخص عدا حامل نيكلايس .

- و مالذي جعلك توافق؟

- لقد أشفاني ذلك العجوز من مرض لم أجد دواءه ثم ان التوامين كانا جميلين و هشين جدا ، فمادمت اعيش لوحدي و لدي المال لرعايتهما فلما لا ، لقد كانا لطيفين حقا !

- أين هما ؟!

- إنهما هنا في الغرفة المغلقة !

- لِمَ لَمْ تحضرهما من البداية ؟!

- لأنكم مجرد متجولين تبحثون عن صدق الأسطورة و حسب ، لم تقولا أن معكما نيكلايس !

- و هل تعلم مكان الباقين ؟!

- لا !

كانت اجاباته آلية ، كأنه خاضع لسلطة راسيل ، لا بل هو كذلك من غير أدنى شگ، كانت جاسنتا متيبسة من الصدمة و لم تستطع الحراگ !

هنا عادت عينا راسيل إلى وضعهما الطبيعي و تحرر الرجل من نظراته و كانه لم يعلم مالذي حدث له ، كان راسيل هادئا على غير العادة ، تكلم واهنا و مو يميل إلى حافة الباب

- إذن أحضرهما هذه مالكة نيكلايس !

حدق العجوز بجاسنتا غير مصدق و لكنه سرعانما استفاق و استدار قائلا

- إمنحاني بعض الوقت !

قال هذا و مضى ، فيما كانت تعابير راسيل غير مطمئنة بتاتا ؛ تجعد جبينه و هو يعض على شفته السفلى مغمض العينين ، كان من الواضح انه يتألم او يصارع شيئا ما ..

هرعت إليه جاسنتا خائفة ، فلا تعلم مالذي أصابه .. أمسكته من يده المكورة من غير تفكير و حركته بسرعة مرتعشة

- راسيل ، ما بك .. تحدث معي مالذي اصابك !؟

لم يجب بل انحنى قليلا و اسند براسه الى كتفها و هو يهمس

- لا بأس ، ابقي هكذا سيزول الألم بعد قليل

كانت متوترة قليلا فلم تعهد قربها من الفتية بهذا الشكل ، و لكن قلقها قد أزال كل تلك المشاعر الدخيلة و هي تحثه على الكلام

- مالذي حدث ؟! ماذا حلَّ بك قبل قليل !

تذكرت على نحو مفاجئ ما قاله "لا تجزعي" لقد كان يعلم بحدوث هذا إذن ! ابتعد عنها بعد فترة ليست بالطويلة و قد عاد إشراق وجهه مع ان الشحوب لم يزل تماما ، قال برعب و هو يبتسم بتوتر

- كان ذلك مريعا ، لم أستخدم قدرتي كل هذه المدة من قبل !

كانت لا تزال خائفة و هي تقول

- هل انت بخير الآن ؟!

تغيرت نبرة صوته و اتساع ابتسامته و هو يقول ممتنا

- شكرا لگ جاسنتا ، لقد كان كتفك مفيدا في تخفيف وطأة الألم ، آسف لهذا و لكنه كان صداعا لا يحتمل !

(أووه !) كانت تلك جاسنتا فهذه اول مرة يتلفظ باسمها منذ ان عرفه .. كان شعورا غريبا ان يناديها شخص باسمها بعد كل هذا الوقت ، ابتسمت بلطف على غير العادة

- لا بأس !

التمعت عيناها بشيء من الفضول و هي تقول همسا

- مالذي حدث قبل قليل ؟!

نظر إليها مستغربا ابتسامتها تلك و لكنه سرعانما أخمد فضولها المتقد

- لقد استخدمت قدرتي على التخدير او التنويم المغناطيسي ! و بعدها أتت السلبيات .. صداع أظنه بنفس مدة قيامي بالأمر !

انهى جملته بنبرة استهزاء مصحوبة بابتسامة ساخرة

- هممممم !

كانت تفكر معقودة الحاجبين ، و اردفت باعجاب

- هذا مدهش ، هل هو بسبب تيركواز ؟!

اجاب بلا مبالاة

- ربما ! على الاغلب ان الامر هكذا .. لم اعرف عائلتي ابدا لذا لا اعلم كيف أمتلكتها .

كانت نبرة الألم مكشوفة في صوته ، رغم انه حاول تغليفها بابتسامتة الباهتة الآن ، أحنت جاسنتا رأسها غير قادرة على الرد رغم انها ارادت معرفة المزيد عنه ..!

هنا ظهر توأمان أمام الباب ، كانا جميلين جدا .. متشابهان لأقصى درجة ، ثيابهما مميزة ، متناسقة و جميلة و ثياب الفتاة كانت مشابهة لثياب جاسنتا ، و هذا ما ادخل السرور في نفسها فلن تكون الوحيدة التي ترتدي السروال فهناك غيرها من يشعر بالإزعاج لتلك الفساتين الطويلة معرقلة الحركة ! كانا في عمر الثامنة عشر تقريبا اي اكبر من جاسنتا بعام و بعمر راسيل ! و رغم هذا كانا ظئيلي الحجم بصورة فاتنة إذا كانا معا .. بادرت الفتاة بالحديث بعد فترة قليلة بصوت ناعم منخفض

- مرحبا ، أنا دوريس ..!

و تكلم أخاها بنبرة لطيفة هادئة

- و انا كلاديس ، توأم دوريس .. سرنا لقاوكما!

تفاجات جاسنتا قليلا لسبب تجهله و تكلمت ردا على تعريفهما المهذب بابتسامة جميلة أظهرت اسنانها اللؤلؤية من خلال الشمس المقاربة على الاختفاء

- و أنا جاسنتا .. سعدت لاني وجدتكما بهذه السرعة !

و التفتت إلى راسيل الهادئ .. متسائلة إن كان الألم قد عاوده ، و لكنه فاجأها بأن ابتسم بمرحه و لطافته المعتادة

- و أنا راسيل ، جميل أن أتغلب على شكوكها بخطتي الغير مدروسة قد ساهمت في إيجادكما دوريس و كلاديس!

ألقى نظرة خاطفة لجاسنتا التي فهمت مقصده ، و أنه بسببه قد عثرا عليهما .. مد يده مصافحا

صافحه كلاديس أيضا و رد على ابتسامته بأخرى ناعسة ، ليس ناعسة تماما بل ذابلة بطريقة مميزة رغم انها ليست كذلك بل معبرة عن هدوئه

- و أنا أيضا سعدت لذلگ ، أرجو أن نقضي وقتا ممتعا معا

(انهما لطيفان ، لطيفان جدا ! أريد أن أشد وجنتيهما) هكذا كانت تفكر جاسنتا رغم ان هذا ليس من شيمها ؛ هذه الرغبات الطفولية !

تكلمت دوريس و قد توردت وجنتاها

- شكرا لگ ، انت ايضا لطيفة و جميلة !

نظر إليها كلاديس أيضا بعينيه البنفسجيتين الداكنتين الجميلتين و قد علم من أفكار أخته سبب حديثها ، و ابتسم مجددا و هو يميل رأسه بطريقة بسيطة مغرية ..!

ابتسمت له جاسنتا بدورها بحرج و هي تدعو أن لا يكون الدم قد صعد الى وجنتيها بسبب معرفتهما بما فكرت به، و لكنها توقفت فجاة و هي تخاطب دوريس

- دوريس ! كيف ؟! اقصد قبل قليل ! قرأت أفكاري ؟!

ابتسم التوأمان معا ، و ردت المعنية بالسؤال بتوتر طفيف

- لم أقصد التجسس ، لما كان كلاديس يسمع دقات قلبك تسللت الى عقلي و استطعت فهم ما يدور بذهنگ !

بدت جاسنتا مذهولة مجددا ، قالت بفضول مبالغ فيه

- أوه ، و كيف ذلگ .. فقط من دقات القلب !؟

أجاب كلاديس هذه المرة و هو يشرح ببساطة

- أنا استطيع التقاط أي تغيير او ذبذبات صوتية ضعيفة جدا لدقات القلب .. و دوريس تستطيع فهمها وفق معطيات لديها فتفسرها و تستنتج مشاعر الشخص و ما يفكر فيه و اذا كانت واضحة فتستطيع التقاط جزء من الذكريات أيضا


ظهرت على جاسنتا الإثارة و الذهول و هي تقول مشدوهة

- رائع ! أنتما لا تشعران بالصداع مثل راسيل إذن !

اجاب كلاديس مجددا

- لا ليس مثله عندما ينوم او يخدر مغناطيسيا !

و اتمت دوريس بأسى

- نحن نفقد جزءا من ذكرياتنا بقدر الذي علمناه عن غيرنا

شهقت جاسنتا شهقة خافتة و هي تقول متأثرة

- آسفة لذلك ، لا شك أنه أمر محبط !

رد كلاديس نافيا بابتسامة مطمئنة

- لا بأس ، الذكريات العميقة لا تختفي بسرعة و ليس هناك شيء يمكن ان نسعد بحفظه من ماضينا التعيس

هنا تدخل العجوز الذي كان شبه موجود فلم يتنبه له غير التوامين سابقا

- هل ستبيتون في الخارج ؟! أدخلا لديكما ليلة للمبيت لدي مجانا
أنهى جملته بضحة اظهرته على حقيقته الطيبة ، ليتقدم كلاهما بحياء طفيف و هما يشكرانه .. خلدا إلى النوم بعد عشاء دسم لذيذ .. فغدا سيكون من الضروري اتمام البحث عن صاحبي الحجرين الباقيين ![/align]
[/cell][/tabletext][/align]


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة Cεrεs✗ ; 08-14-2016 الساعة 06:19 PM
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 08-14-2016, 04:08 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://a.top4top.net/p_195eyj73.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[align=center][tabletext="width:50%;"][cell="filter:;"][align=center]
[mark=#643a6b]آڵْقصْڵ آڵسْآْآدسْ ::❞ إسْتِئْنَاف ! مَحَطَّةُ ذِكْرَيَات [/mark]


ليْسَ بذلك السُّوء أَنْ تَنْسَى مَا تُرِيد أَن تَفْقِد ! أن يزول ما يُؤرِّقُك و يُبْعِد الهَنَاء عنْ جُفُونك!
أنْ تَرمِي مَا يُزْعِجُك و لَكِنّه يُطَارِدُك حَتَّى فِي طَيْفِ أَحْلَامِك؛ فقَدْ رَسَخَ فِي ذِهْنِك رُغْمَ أنَّه أعْظَمُ أحْزَانِك!
لِذَا فَأنَا لَيْس حَالِي كاليَائِس لأني أفقد جُزْءً من ذِكْرَايَ البَائِس
☣كْلَادْيَس




بعد ان انبلج القرص الذهبي من خلف الجبال و تبادل التوأمان مع مربيهما لحظات محملة بعبرات وداع و وعود لتجديد اللقاء.

غادروا إلى المدينة فلعل القدر خلال جولتهم سيقودهم إلى تالي مبتغاهم ..!

سارت جاسنتا خلف راسيل وفكرها مشغول ، مدت يدها بتوتر إلى سترته من الخلف ، إلتفت إليها من فوق كتفه مستغربا .. قالت ببلاهة

- أين سنجد الباقيين !؟

صمت قليلا ثم وجه عينيه الفيروزيتين إلى وجهها

- في الواقع ، لا أعلم !

ابتسم ابتسامته الساحرة و لكنها امتزجت بخبث طفيف هذه المرة و هو يضيف

- هل اعترفتِ بذكائي ؟ في الواقع عندما ذهبت إلى كوخ دوريس و كلاديس ، كنت أعبث فقط .. لم اتوقع إيجاد حجر ابدا و لكن وجدنا حجرين !

بعد سؤاله في البداية خبت ابتسامته و هو يعترف على مضض زاما شفتيه !

حدقت به بخيبة أمل

- أنتَ فقط تعبث و تتبع حدسك كما تقول !

هنا تكلم كلاديس الذي كان يراقب باستمتاع و حسب

- أستطيع القول أن لا احد من مالكي الحجر هنا ، نستطيع الذهاب إلي المقاطعة الثالثة الآن !

و اكملت دوريس من جانبه بنبرة هادئة جدا و قد شحب وجهها و هي تتحدث

- أجل ! لا أحد هنا يملكه ، فبينما كنا نتجول استطعت مسح أفكار الناس هنا بواسطة كلاديس ، لا أحد قد شعر بحرارة حجره .. و لا أحد يفكر تفكيرا مشابها !

تحدث راسيل بحماسة بعد كلام دوريس

- هل هذا يعني أنكما أيضا شعرتما بغرابة الحجرين آنذاك و على هذا البعد ؟ يبدو ان كل الاحجار تشعر باقتراب نيكلايس

أردف بضحك و هو يدخل يده بجيبه

- ظننت أن حجري هو الوحيد الغريب ! .. إذن يجب علينا أن نعبر الغابة

أومأت جاسينتا في حين تكلم كلاديس

- نعم !

و تحدث جاسينتا بألم - بعد صمت قصير - و حاجباها معقودان ناظرة بعيدا عن التوأمين

- لا ! لا تفعلا ذلك فهذا يفقد من ذكراياتكما !

كان وجهها لا يزال مخالفا لمكان وجودهم و قد توقف الجميع عن الكلام مستغربين هذا التحويل المفاجئ

فجأة شعرت بيد ناعمة على وجنتها ! أدارت وجهه تماشيا مع حركة تلك اليد .. كان ذلك كلاديس و قد أرجع وجهها ليقابل وجهه .. توسعت عيناها بصدمة و تجاوزت سرعة دقات قلبها النبض الطبيعي ..كان في مثل قامتها .. لذا التقاء عينيهما كان لا بد منه ! (هذا سيء نبضها غير منتظم يجب ان ابتعد يبدو انني تجاوزت حدي) تكلم بابتسامة مطمئنة و هو ينزل يده

- شكرا لك حقا لاهتمامك ! نقدر لك ذلگ .. و لكن هذا لا يزعجنا حقا فماضينا لم يكن بالسعيد أصلا لذا فنسيانه سيكون جميلا؛ فمن سيريد ان يتذكر مجزرة أو واد من الدماء التي تجري بشرايينك! و رغم ذلك كما أخبرتك الذكريات العميقة لا تزال بسهولة !

ابتسمت له هي بدورها ممتنة و مجارية لابتسامته هو و أخته التي وافقته عندما وقفت بجانبه و هي تمسك يدها

- لا بأس بذلك كما قال كلاديس ! شكرا لقلك جاسينتا .. ثم مالفائدة من هذه القدرة إذا لم نستخدمها هي فرضت علينا و نحن بالتأكيد نتماشى معها فقد جعلت منا مميزين !

شدت على يد دوريس و قد انتابها دفء و اطمئنان نادر و أجابت طمأنتهما

- شكرا لكما ..

- حسنا ، حسنا هل نذهب الآن ؟!

كان ذلك راسيل الذي تكلم بملل مصطنع و هو يرجع شعره الرملي الناعم إلى الخلف بحركة مغرية

اجابته جاسنتا و هي تتقدم و لا تزال يدها ممسكة بيد دوريس

- نعم يجب ان نذهب .. أريد أن أرى الباقيان ايضا !

*بعد فترة من الزمن

كان الاربعة قد وصلوا الى بداية الغابة مجددا و لكن خلافا لما سبق فإن الطريق عن الكوخ قد ابتعد ، كان هناك درب صغير شقته اقدام العابرين فكان منفذا بين جذوع الشجر ، لا تستطيع العين تبيان نهايته بسبب تعرجه فيصبح الختام التقاء طرفيه و اندماج الأشجار مجددا ..!

غلفت الرطوبة الجو ، خيوط الشمس الظئيلة النادرة البروز لا تصل إليهم إلا من خلال فجوات صغيرة خلفها تشابگ الأغصان !

كان الجميع مرهقا بعد زمن معتبر من السير فوق أرض غير مستوية يشوبها ما تساقط من الأشجار و لكن أحدا لم يشتگ !

و بينما الجميع في طريقه إلى الأمام ، في استكشاف لما تخبؤه الخطوة إلى القدام ، نطق راسيل

- لا أظن اننا سنصل اليوم .. في الواقع نحن لم نقطع سوى ثلث الطريق !

ايده كلاديس بنبرة غامضة نوعا ما

- نعم فلا تزال نفس الأصوات ممتدة على مسافة طويلة ! يجب ان نرتاح قليلا لنواصل السير ليلا ، فأنا أسمع دقات قلوب حيوانات كبيرة !

هنا فقط و منذ استئناف السير تكلمت دوريس مرعوبة و قد اصفر وجهها

- إذن دعنا نجلس قليلا لنرتاح .. و نتناول طعامنا ، فنحن لم نأكل عند الغداء !

حدقت بهما جاسينتا مستغربة قليلا و لكنها جلست حيث جلس الجميع مشكلين حلقة دائرية و تناولوا ما احضروه معهم من المدينة و اتكأ كل واحد على شجرة ! أصبحت الغابة فجاة اكثر ظلمة مما كانت عليه .. و اختفت اشعة الشمس نادرة البروز ..! لم يكن الوقت ليلا لذا فربما هي السحب قد اشتاقت لسماء هذا المكان فطردت دخيلته الشمس !

بدأت دوريس الحديث بصوت بالكاد يسمع

- إذن ، كيف كانت حياتك قبل أن تاتي إلى هنا راسيل؟!

أكمل كلاديس ملوحا بيده بلا مبالاة

- ليس و كأننا لا نستطيع معرفة الأمر إذا اردنا ! فقط انتباهنا مركز على شيء آخر الآن

التقط راسيل آخر جملة و قال بشك ممزوج بخبث

- ما هو هذا الأمر الذي تركزان عليه الآن ؟! هل هو متعلق بجاسنتا ؟

أكمل جملته و عيناه الفيروزيتين موجهتان إليها .. ( لا تنظر إلي يا هذا .. ابعد عينيك عني .. انظر إلى دوريس فلعلها ستعرف فيما تفكر عندما تصنع هذه العيون .. )

قطع سلسلة افكارها و تضاربها تكلم كلاديس مجددا

- لا ليس الأمر هكذا .. فقبل أن أفعل أي شيء هنا يجب أن آخذ الإذن أليس كذلك ؟

كان سؤاله موجها إلى جاسينتا و على شفتيه نحتت ابتسامة جانبية جميلة ( هااه ! و لم هذه الابتسامة ايضا ؟! سحقا أ يتعمدون اظهار هذه التعابير ؟! )

عندما رفع عينيه الارجوانيتين الداكنتين إليها منتظرا إجابة .. أجابت بسرعة قبل أن يتم كشف أفكارها .. فقبل ذلك عليها ألا تمنحهما الحق

- آه بالطبع .. هذا مثل السرقة .. أو التطفل

و انهت جملتها بضحكة ناعمة صغيرة متوترة! ثم أضافت بحدة لانها تذكرت للتو أن الحديث حول إليها

- راسيل ! لا تتهرب من الإجابة و تبدأ بتوجيه الأمر إلي !

(سحقا فشلت في إلهائهم) ذبلت ابتسامته و خبت ، أسدل جفونه و ابحر في ذكرياته و قد تغيرت ملامحه و ارتخت .. لربما لم يلحظ ذلك و لكن وجهه باح بما في عقله من غير أن تنبس شفتاه بحرف !

تكلمت جاسينتا بتوتر و خوف طفيف عندما استدركت تعابير وجهه ، و وضعت يدها على كتفه

- لا بأس إن لم ترد التحدث .. افعل ما تراه مناسبا و لا تضغط على نفسگ

رد عليها بصوت صاف خال من المشاعر على خلاف عادته

- لا ، لا بأس كل ما في الأمر أن تاريخي ليس بالشيء الممتع او الجدير بالذكر !

ابعدت جاسنتا يدها عنه بلطف و هي تشجعه على التحدث

- لا تظن انك ستفلت ! لقد شوقتني حقا

كان ذلك كذب بالتاكيد رغم انه حمل من الصدق ما يدنو نسبة من الكذب ، أما كلاديس فتكلم بلا مبالاة استفزازية

- يمكنك الا تتحدث و لكن سأعرف ذلك لاحقا .. فقط جاسينتا لن تستطيع النوم من الحماس !

وخزته دوريس بمرفقها و هي تضيف على كلامه بنبرة متوترة

- طبعا اذا لم يكن لديگ مانع من ذلك، فبالطبع لن نتطفل عليگ !

و اثر انتهاء جملتها اطلق شبيهها زفرة ضيق متذمرة قبل ان يتحدث بهدوء

- آه ! دوريس ألا يمكنگ مسايرة كذبة و لو لوقت قصير ؟!
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة Cεrεs✗ ; 08-14-2016 الساعة 06:23 PM
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 08-14-2016, 04:31 PM
 

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://a.top4top.net/p_195eyj73.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[align=center][tabletext="width:50%;"][cell="filter:;"][align=center]
[mark=#642c85]آڵڤصْڵ آڵسْآآپعْ ::❞ خُدْعَةٌ ! كَدرُ مَاضٍ [/mark]



فِي سَبِيل تَحْقِيقِ ذلگ؛ لَا بَأسَ بِبَعْضِ التَّمْثِيل الذّي سَيَكُون لَهُ دَاعٍ!
فَلَيْسَ كُلُّ مَاهُو وَاضِحٌ لَهُ ذَرَائِع و لَكِن كُلُّ فِعْلٍ مُؤَيّد بِدَوَافِع!
☣دُورِيس





كانت سترد عليه و لكن تحدث راسيل أوقفها

- ليس هناك شيء يستحق الذكر بالفعل .. انا عشت منبوذا في صغري ، مكروها لجمال وجهي و ملعونا بسبب لون عيني ..! أبيدت قبيلتي و قام رجل عجوز بالعناية بي .. كان بالتأكيد هو عائلتي أحضرتني أمي إليه عند ولادتي لا أدري كيف علمت أن نهايتهم حانت ..! أبقت معي تيركواز و أوصت العجوز بأن يعيدني إلى هنا عندما يحين الوقت .. إلى حيث موطن القبيلة الأم في المقاطعة الثانية !

تنهد ليحبس الجميع أنفاسه كانت نبرته غامضة و عيناه فارغة .. أعاد ملأ رئتيه بالهواء قبل أن يواصل بنبرة اكثر حياة

- عندما كبرت قليلا أخبرني أنه سيأخذني إلى مكان آمن ... كان ذلگ هو هنا؛ أخبرني أنني لن أكون مهددا بالموت قبل ان تأتي مهمتي .. و أن الملاگ سيحرسني دائما أنا و خمسة من الناس ..!! مات قبل عامين و بعدها التقيت بالزعيم ناو و الباقي واضح و لا داعي للإعادة !

تكلمت جاسينتا بابتسامة ممتنة و إن كانت قصته تخلو من مشاعره الخاصة أو تدخلاته الفردية

- شكرا لك راسيل لأنك تكلمت رغم انگ لم ترد ذلك ، لا شگ أنگ كنت تحب العجوز الذي اعتني بگ

أسند رأسه على الشجرة و أماله باتجاهها مع شبح ابتسامة على وجهه

- لا بأس لم يكن الامر مزعجا كثيرا ! بالتأكيد .. هو من اعتنى بي فهل تشكين ؟!

(يبدو انه عاد إلى طبيعته قليلا ..) أردفت جاسنتا بهدوء ملائم لسكون المكان

- أجل بلا شك .. كان سؤالا غبيا ! و لكني لاحظت انه و كأن نصف من يملگ الحجر هم من المقاطعة الثانية ..!

أيدها كلاديس بنبرة هادئة كعادته

- أجل ، فالزعيم ناو قد ساهم في تقريبنا .. و لكن لا أعلم لم لم يجمعنا دفعة واحدة ليختصر علينا هذا ، ثم ان القبائل التي امتلكت الأحجار أصلها من المقاطعة الثانية !

أكملت جاسينتا عنه بدهاء

- و هذا لأن الملاگ عندما ألقى الأحجار معا لا بد أن تكون قد سقطت في أماكن متقابة !

- هذا احتمال معقول !

قال راسيل ما سبق و وضعيته لم تتغير .. ثم مبادهة وقفت دوريس بسرعة و بعدها بثوان كان شبيهها منتصبا بتأهب ، وقف بعده كلا من ثلجية الشعر و فيروزي العينين مستغربين و لكن فطرتهما انبأتهما بوجوب فعل ذلگ ، تأوه رملي الشعر بسخط

- سحقا !

- ماذا بگ ؟!

سألته جاسينتا برعب

- لا شيء فقط غرس غصن حاد في يدي ، انا بخير! مالأمر دوريس؟!

رمقته بشك و هي تصغي إلى إجابة كلاديس التي ألقاها على عجلة

- يجب ان نعود الآن أصبح المكان خطرا .. !

بدأ التوأمان بالركض و خلفهما و من غير أي وعي كان الآخرين يتبعانهما أيضا .. تكلم راسيل مستفسرا

- مهلا كلاديس ! أي خطر ثم إن هذا الطريق هو ما قدمنا منه ، أوضح من فضلگ ..

كان المعني بالكلام في المقدمة ، خطواته السريعة الرشيقة لا يسمع لها صوت .. مال برأسه قليلا و هو يقطع شكهما بثبات

- ثقا بي رجاء .

أوقفت كلماته خاصة جاسينتا المعترضة فأبت البوح بها .. فبعد كل شيء هي آخر من يحق له الاعتراض ؛ فقط تتبع و تثق فلا شيء لديها لتقدمه لهم !





بسق ما ثقل فمه باشمئزاز .. سائل لون بالأحمر القاني كان ما أخرجه ..! يداه إلى الخلف قد قيدتا و بشرته الناعمة البيضاء شابها ما اخترقها من ألوان لرضوض حديثة الظهور !

رجلاه بالكاد تحملانه ، شعره البرونزي الناعم حجب عينيه لانحنائه إلى الأمام .. و ما كان ليبقى منتصبا لولا طوق يده المجموعتان خلف عمود مبني توسط الغرفة !

اخترق اذنه صوت خشن قاس تشمئز له الأبدان

- هاي انت ! لمذا لم تبتلع ما كان بفمك .. أ تقصد السخرية مني يا هذا !؟

لم يجبه .. لم يجد داع لان يجيب الحثالة الطماعين من امثاله !

أردف بسخط و قد ثار الدم في عروقه إثر عدم تلقيه لإجابة ترضي تسليته

- أنت أيها الساحر ! أتتجاهني ؟! أتجرؤ على تجاهلي !؟ تعلم ان طلبي ممكن و قد رأيتك بعيني .. أم أنگ تريد أن تتعفن لدي ! لم يمض لك سوى ثلاثة أيام هنا و لم تر شيئا من تعذيبي .. إلا إذا تنازلت عن رأيگ

أجابه بصوت ثابت مصر رغم ما يشعر به من ألم .. و لكن لا يمكنه أن يضعف أمامه

- أخبرتك انگ كنت تتوهم ! أنا لم أفعل ذلك أيها الخرف .. و ليس هناك ساحر هنا غيرگ يا متقن التعذيب !

علا صوت قهقته المستمتعة ..

- أوووه انت ..! انت ممتع يا فتى لم أعد أريدگ لقدرتگ السحرية و حسب !

أردف مفكرا بجدية مصطنعة و ابتسامته الخبيثة لم تفارقه فتسليته دائما على حساب الآخرين

- نعم بالتأكيد للتسلية كذلگ و أيضا أنت لديگ وجه جذاب و ملامح جميلة جدا لابد من الاستفادة منها

أكمل بأسى مفتعل و هو يحرگ يديه في كلا الاتجاهين

- و لكنها للأسف قد ضاعت الآن ، أظن انه يجب أن انتظر إلى أن تشفى و أرى ما افعله بگ مجددا ! و لكن قبل ذلك يجب أن تفعل ما طلبت منگ

بسق مجددا و لكن هذه المرة كان يقصدها أكثر من السابقة ، رفع رأسه بصعوبة ليتحدث و برز شبح ابتسامة على زاوية شفتيه .. كان شعره الحرير قد انزاح عن عينيه الجميلتين كقطعتين نادرتين من الزمرد

- أحلم يا هذا ! لن يكون لگ شيء غير موجود !

وقف ذلگ الرجل من كرسيه الذي ركن في الزاوية الاكثر ظلمة من الغرفة ، بدى ساخطا مغتاضا ، أمسگ بالسوط و عيناه لا تنذران إلا بالخطر

- تعلّم مع من تتحدث أيها الوغد .. لا تكن عنيدا !

- لا داعي لأن تخبرني لأنني بالفعل اعلم انني اتحدث مع مجرم طامع لا يملك في قلبه ذرة من رحمة ! فماذا تتوقع مثلا !

كانت عيناه الزمرديتان فارغتان تماما و هو يحدق بمن أمامه و لكن ابتسامته الساخرة لم تهجر ثغره

- أنت احمق واهم !

- سنعلم من الاحمق في النهاية !

انهال عليه ضربا بكل ما امتلك من قوة ، و رغم ذلگ لم يغمض له جفن ! لم يصدر منه أي تأوه أو أنين .. لم يكن يشعر ؛ كأنه مخدر

توقف بعد ان أخمد الضرب جزء من غضب ذلگ الذي اتخذ هيئة انسان بدل أن يكون شيطان ..

- لا تعبث معي ثانية !

تحدث بنصر قبل ان يرى تلك العيون الزمردية التي أصبحت مرعبة بشكل كاف لجعله يتراجع برعب حاول اخفاءه

- على كل حال سنتوقف لليوم !

يصعب معرفة تمتم باشمئزاز

- فلتذهب إلى الجحيم ! لن اموت على يدك !

أسدل جفنيه و هو ينغمس في أفكاره (لن اموت هنا ! لا يجب ان أموت الآن ! ) فتح عينيه ببطء و هو يتلمس شيئا ما بقلبه بعد أن عجز عن تحريك يديه ( إمرالد ! إنه دافئ هذان اليومان لا شك ان هناك شيئا غريبا .. !)





توقف ذوي الشعر النيلي فجأة معا ! لذا فقد توقف كل من جاسينتا و راسيل أيضا . تحدثت ذات العينين القرمزيتين المذهبتين و هي تملؤ رئتيها بالهواء المثقل بالرطوبة العالية للغابة

- هل زال الخطر !؟

- أي خطر !؟

تكلم كلاديس ببلاهة مصطنعة ، رفعت جاسينتا عينيها إليه غير مصدقة

- إذا ، لم كنا نركض قبل قليل !؟ الم تقل أصبح المكان خطرا ، كما أنني أظن ان نقطة بدايتنا هناك ؟!

كانت لا تفهم بالفعل ما يجري ثم إنها تكاد ترى المكان الذي انطلقوا منه ، أجابها بنفس طريقته السابقة

- آه تلك كانت خدعة لتركضوا معي آسف ! اما ذلگ اجل نحن عدنا إلى حيث كنا !

رددت جاسنتا خلفه بلا وعي
- خدعة !؟

تكلم راسيل بابتسامة

- أجل كنت اعرف ذلك ! فعلى حسب علمي أن كل مالكي الأحجار في مقاطعة واحدة .. لا شك أن لديگ خطة ما ! مثلا كأن يظهر لنا صاحب إحدى الأحجار من تلقاء نفسه !

(أشعر فجأة انني غبية لانني سمحت لهم بخداعي ) هكذا كانت تفكر جاسينتا و حاجبها قد ارتفع من الغضب!

و على حين غرة أتى صوت من خلفهم ، كان جميلا و باردا به نسبة خفيضة من الاستهزاء
- جيد جدا ، راسيل اكتشفگ يا كلاديس .. كنت أظن ان تلك الفتاة الجميلة ستعلم بخطتك ايضا و لكن خاب أملي فيها ، يبدو ان جمالها بلا جدوى ![/align]
[/cell][/tabletext][/align]


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة Cεrεs✗ ; 08-14-2016 الساعة 06:23 PM
رد مع اقتباس
  #35  
قديم 08-14-2016, 05:26 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://a.top4top.net/p_195eyj73.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[align=center][tabletext="width:50%;"][cell="filter:;"][align=center]
[mark=#641470]آڵڤصْڵ آڵثْآآمْنْ ::❞ فَلَاحٌ ! لَمُّ الشَّعثِ [/mark]



قَدْ تَنْسَى أَنَّگ سَتَتَأَلّم؛ أَنَّگ ستشْعُرُ بِالأَلَمِ مُضَاعَفًا فَتَتَرَدّدُ!
فقَطْ تَذَكّر البَسْمَة عَلَى الأَفْوَاه وَ الذُّهُولَ بَعْدَ الشُّعُورَ بالاِرْتِيَاحِ سيَجْعَلُ شعُورَگ بِالألَمِ يَتَبَدّدُ!
☣تْرِيسْتَان




(ماذا ؟! هل يقصدني صاحب هذا اللسان ؟!) التفتت لترى من الذي تجرأ و تفوه بهذا الكلام ، ما إن لمحته حتى اعتدلت في وقفتها و هي تراه يتقدم ، كان مظهره متزنا و جذابا ، و طوله كطول راسيل المعتدل ، أما ملامحه فكانت عكس شعر راسيل الرملي او العينين الفيروزيتين البراقتين المشعتين الواضحتين و البشرة ذات السمرة الخفيفة !

كان له سحره الخاص مع هالة من الغموض المثير بشعر كسواد الليل مع بشرة حنطية أبرزت عينيه المتفاوتة الألوان النادرة ذات الزرقة الصافية مع تداخلات من النيلي و الفضي على الحواف و بمحاذاة البؤبؤين و قد بدى الفراغ واضحا فيهما رغم جمالهما !

أجابته بنبرة باردة هي تعلم ان غضبها في أوجه ، و رغم ذلك لم تغير من تعابير وجهها

- عذرا على تخييب ظنگ اذن !

تجاهلها و هو يتقدم ليقف أمام كلاديس

- كلاديس ! مالذي تريده مني ؟! لا شك أنگ علمت أنني لا أريد الظهور إلا بعد أن تجتمع بآخر مالگ للأحجار .. و أنت الآن أجبرتني على الخروج و اختلقت كل هذه الحكاية .. فلا شك ان الحجر الأخير موجود في نفس المقاطعة . مالأمر ؟!

(هذا المغرور هو مالك أحد الأحجار أيضا ، لا شك أن كل المالكين ذوي جمال خارق و نادر .. أتساءل كيف سيكون الأخير !) هكذا كانت تفكر جاسينتا و هي بدورها قد تناست تجاهله للتو ، تقدمت لتقف بجانبه أمام كلاديس

- مالذي يعنيه هذا الفتى ؟!

- جاسينتا دعينا نخرج من الغابة أولا ! سنشرح كل شيء هناك !

كانت هذه كلمات دوريس ! نظرت جاسينتا بغيض في الجميع - فهي الوحيدة الجاهلة تماما لما يدور - خاصة ذلك المجهول الذي حدق بها غير مبال و هو يرجع بشعره الحريري الأدجن إلى الخلف بحركة عابثة .. استجاب لكلام نيلية الشعر الجميع و مضوا إلى آخر الرواق بين الأشجار !




تدلت الستائر القاتمة المطرزة من أعالي النوافذ حتى لامست نهايات قماشها الفاخر الأرض ، ارتفعت أعمدة بمحاذاة الجدران أعاليها حملت شمعدانات فضية لامعة حوت شموعا لإنارة المكان ، و فوق الأرضية غير الملساء بسطت سجادات مزخرفة ذات ألوان فخمة !

تربع الملگ في مكان أعلى من المحيطين به و أمامه ملئت طاولة بأشهى انواع الفاكهة و أجودها ، كانت كفه تحضن خده و هو يحدق بمن أمامه

- ماذا تقصد برؤياگ هذه !؟

تجمع الرعب في عيني المنحني أمامه و أخذ يتحدث راكعا و العرق بلل وجهه

- في الواقع جلالتگ ، لا زلت غير مصدق لما رأيته ؛ اظنها مجرد رؤيا فقط فلا يمكن أن يكون هناك فرد آخر من القبيلة ناو .. صحيح أننا لم ندرگمن قبل مصدر قدرتهم ، هم و القبائل الثلاثة الأخرى ، و لكننا كنا حريصين على قتلهم جميعا و قد أكد المكلفون بالمهمات قبل عشر سنوات عدم بقاء أي أحد من كل جماعة !

ظهر على وجه الملگ الشگ و التوتر ، و قد ضيق من فتحة عينيه و هو يتحدث

- أجل بالطبع ، و إلا لما تأخر هكذا ليطالب بعرش اجداده ، و لكن بالطبع لن يتذكر أحد انه من قبيلة سلب منها الحكم ..

و أطلق ضحكة هسترية متذبذبة ، في حين ظهرت امارات الراحة على المرعوب منذ دقائق ، و ابتسم ابتسامة كمن افلت من العقاب و هو يتكلم بصوت جاهد لمسح علامات التوتر منه

- بالطبع ، لا أحد منهم حي و حتى و إن كان كذلك فسنتخلص منه قبل أن يجرؤ على فتح فمه !



عادوا إلى نقطة البداية بالفعل ، كانت السماء سوداء و الغيوم المتكاثفة بدت رمادية داكنة مع انعكاس ضياء القمر عليها .. تكلم راسيل بملل و لسانه قد عوض أقوال الجميع

- أين سنبيت الليلة !؟ انا لا مشكلة معي ، في الواقع أي مكان سيكـ ..

بتر جملته عندما وضعت ثلجية الشعر اصبعين عند فمه مانعة إياه من المواصلة ، و قد وصل صبرها إلى أقصاه

- ليس قبل أن أعرف ما الذي جعلني غبية في نظر ذلك الفتى الذي لم اعرف اسمه بعد ..

التفتت من مواجهة وجه فيروزي العينين و هي تحدق بذلك الفتى كما تناديه رغم انه اكبر منها بسنة كاملة، و كان يعرف أنه المقصود .. لذا فقد أطلق تنهيدة بلا سبب و تحدث كمن أجبر

- عذرا نسيت .. اسمي تريستان توارثت قبيلتي حجر اكمارين ، و للأسف و لأنني الناجي الوحيد فقد أصبح لي !

رغم أنه اعتذر إلا ان نبرته خلت من الأسف ، بل و كان حديثه غريبا جدا عما يملكه ..!

قال دوريس بصوته الهادئ اللطيف مرحبا

- اسمك جميل تريستان .. كما تعرف أنا كلاديس و هذه أختي دوريس

أومأت دوريس و اضافت بصوت انثوي هادئ ايضا و خجول نوعا ما

- تشرفنا تريستان !

أومأ لهما و وجه نظره إلى الباقيان على يساره .. وجدت جاسينتا هذا فظا؛ حيث أنه لم يجب بالكلمات؛ فقط إشارة من الرأس. في حين لم يبد على راسيل أو التوأمين أي علامات للبغض بل و كانا يبتسمان ابتسامتهما المعهودة المميزة وكان راسيل ليشاركهما لولا اصبعي جاسنتا المستقرتين على شفتيه تمنعانه من تحريكهما غير واعية لذلك ، أمسك بيدها الناعمة برفق ليزيل الحاجز الذي يمنعه من الكلام .. في حين سرت رعشة في كامل جسدها من جراء هذه لمسة هذه اليد الباردة الغير مسبوقة الانذار !

انزلتها بتوتر طفيف و هي تغمغم معتذرة بحيث لا يسمعها سواه

- آسفة ، نسيت !

لم يكن منه غير اظهار ابتسامته المشرقة الجميلة ، كانت بالتأكيد لا تظهر أي علامة للبؤس أو التعاسة .. فقصته تلك كانت كفيلة بجعل ابتسامته تختفي إلى الأبد، كما توارت ابتسامتها خلف الجمود .. لذا فكان من الصعب معرفة كيف يفكر و بماذا يفكر و مالذي يدور بذهنه أثناء رسم هذه البسمة !

أبعد يده عن يدها و تكلم كما كان غير متوقع من طبيعته المرحة؛ كأنه يفهم و يعرف تريستان منذ زمن

- أهلا بك معنا تريستان، لن أقول لك أن البحث عن صاحبي الأحجار ممتع أو شيء مثير و لكنه أيضا ليس سيئا او شنيع كما كنت أتخيله .. كما أن الأمر كان بمنتهى اليسر؛ فمثلا لم أتوقع أن أصادف جاسينتا بعد أسبوع من وصولي إلى هنا و في نفس اليوم وجدنا دوريس و كلاديس و أراهن أنك كنت تتبعنا ، لأنني شعرت بأننا مراقبون..

أومأ تريستان باستحسان و كادت تقسم جاسينتا أنها لمحت ابتسامة قصيرة عند زاوية شفتيه. و واصل كلاديس بهدوء
- أجل ، في الواقع انا علمت أيضا ان هناگ من يتبعنا كما أظن أنگ علمت بأنني أعلم فأنت تعرف قدرتي، و لذلگ كنت اعرف ما تفكر فيه؛ لا تريد ان تظهر نفسگ إلى أن تبقى أنت الأخير !

كانت جاسينتا قد نسجت في ذهنها قصة مشابهة مبنية على اساس جملة فحمي الشعر عندما تحدث مع كلاديس ، لذا فكان السؤال الذي أعدته جاهزا للطرح

- إذن، لمذا جعلته يظهر الآن !؟ أ ولم تجد طريقة افضل من الدخول إلى الغابة لاستدراجه !؟

أجابت دوريس هذه المرة و قد شحب وجهه كأن الدم قد انسحب من أوردتها، لم يعلم أحد غير شبيهها إذا كان هذا بفعل ضياء القمر الباهت أم أنه فعلا هناك ما يرعبها

- في الواقع ، حامل الحجر الأخير إمرالد يدعى رودني يستطيع إحياء الموتى و قد قام بذلك قبل فترة و رآه رجل بالمصادفة ثم ..

بدأت ترتعش و هي تستعيد تلك الصور التي لمحتها في ذاكرة إحداهما ؛ فتى منحني مقيد و الدماء تغطي ثيابه التي كانت فاخرة فيما سبق، رجل عند الزاوية و يبتسم بيده ... !

اكمل كلاديس عنها بسرعة قاطعا أفكارها و صوته لم يعد هادئا كما سبق ، بل و به اهتزاز جاهد لإخفائه

- ثم اخذه معه و هو يريده على فعل ذلك لشخص يعرفه قد مات ، لقد رفض لذلك هو مقيد و ذلك البشع يقوم بتعذيبه ، هو ينكر أن لديه تلك القدرة و هذا ما يجعل غضب مختطفه يزداد .. انا أخشى أن يموت قريبا ، لقد كان صباحا منظر .. لم يكن لدي خيار غير أن اجعل تريستات يرافقنا إلى هناك !

رفعت جاسيتتا يدها و لكن ما بها قد ابعد خوفها مما سمعته قبل قليل ، كانت بها دماء ! نظرت برعب إلى يد راسيل التي أمسكها بها قبل قليل ، و بالفعل كانت تنزف !

رفعت بصرها إليه بسرعة و قد تذكرت ذلك الغصن البغيض الذي اخترق جلده الأملس عند نهوظه لاستئناف السير جراء تحذير التوأمين الكاذب

- راسيل يدك تنزف، قلت لي أنگ بخير؛ لماذا تكذب أيها الأحمق .. هل تريد أن تستمر في النزيف!؟

كان صوتها مرتفعا خائفا دون وعي منها ، انتبه ترسيتان إليها و كذلك صاحبي الشعر النيلي المميز .. اقترب الأول من يد راسيل و رفعها ببساطة تحت استغراب جاسينتا، غير ان التوامين كانا بالفعل واعيان بداهيا لما سيفعله!

مغمض العينين و بتوهج شبه ملموس للعين كانت يده مطبقة على جرح فيروزي العينين، أبعدها بعد ثوان قصيرة و قد تجعد جبينه و كان الجرح قد التأم من غير أثر خلفه كأنه كان مجرد وهم و أما الدماء فقد اختفت أيضا !

لم تكن هي الوحيدة المذهولة، حتى راسيل لم يكد يصدق ما حدث ليده.. تمتم شاكرا بذهول

- شكرا لگ تريستان قدرتك مفيدة جدا

صمت قليلا كمن استذكر شيئا أساسيا سلبيا في الأمر و أضاف بشك

- و لكن بالطبع لن تشعر بالزهو بعد ذلك.. مالذي يحدث لك عندما تستخدمها ؟!

أجاب ببساطة و هو يحرك يده التي أبرأ بها جرحه قبل قليل

- في الواقع أشعر بألمك مضاعفا خمسين مرة لمدة لمدة ثانية

شهقت جاسينتا برعب و لم يكن حال الباقين أهون منها كان هذا بلا شك مؤلما جدا ، و لأبعد حد يمكن توقعه

أردف بخبث غلفه باللامبالاة

- لذلك تخيل مقدار الألم كلما تضاعف حجم الجرح ألا أستحق مكافأة!؟

أطلق ضحكة خافتة صغيرة و هو ينفي ما قاله عن المكافأة..!

كان من الصعب لجاسينتا أن تجده وقحا بعد هذه الضحكة و لكنها رغم ذلك قد كانت تريد الانفجار فيه؛ تريد ان تصرخ و تعاتبه، هذا الوسيم المتباهي الذي ظهر من العدم، آخر فرد من القبيلة التي تستطيع أن تمنح الشفاء.. التي لم تكن موجودة عندما مات والداها.. تريد ان تصيح فيه: أين كنت عندما ماتا؟!. و لكن صوتا داخيا جعلها تتوقف و هي تشيح ببصرها عن عينيه المحدقتين بها و عن وجهه وسيم الطلعة فهو أيضا قد فقد قبيلته و لم تكن لديه الفرصه لعلاجهم فلا شك انه أيضا قد نجى بأعجوبة! هكذا أقنعت نفسها و كانت تعلم انها ستظلمه إذا تفوهت بحرف..

تكلم تريستان بصوته البارد الواثق ذو الرنة المميزة

- هل يمكنگ أن ترشدنا إلى المكان كلاديس!؟ الليل هو أفضل فرصة لإنقاذه و قد أوشكت السحب ان تضمحل كما هي حالها في هذا الوقت دائما و القمر متسق اليوم و السماء لا تنبئ بأن اهدودار المطر موشك لذا لا أظن ان هناك فرصة أفضل!

أومأ كلاديس على عجل و وافقه البقية باستحسان و إعجاب، اخذ كلاديس يمشي بجانب دوريس في المقدمة و خلفهما ثلجية الشعر الذي غدى فضيا مع انعكاس ضياء القمر عليه، و رغم لونه الفريد لفتاة في مثل عمرها فهي لم تكن أبدا كالعجائز بسبب لون شعرها الأشيب؛ بل كان كخيوط ناعمة من الذهب الأبيض البراق لفتاة فاتنة بملامح استثنائية!

كانت تمسح دم راسيل الذي علق على يدها، و من خلفها تماما كانت تستطيع سماع وقع أقدامه بجانب تريستان الذي تحدث مجددا بنفس النبرة لوضع خطة ما

- دوريس او كلاديس المهم، هل المحتجز رجل واحد فقط!؟ و هل تستطيعان تغيير ذاكرته مثلا بما أن اختصاصكما في الذكريات و الأفكار و الأحاسيس!؟ أستطيع أن أعتمد على راسيل لتخدير الرجل بنظراته!

أجاب كلاديس بتردد طفيف و لازال صوته هادئا مطمئنا و لطيفا

- في الواقع لم نجرب ذلك من قبل و لكن لا يمكننا منع هذا الاحتمال

تحدث أشقر الشعر بثقة و إن كان رماديا في هذا الظلام و الضوء الخافت

- أجل يمكنني ذلك رغم أنني إذا أفقدته وعيه فسأفقد وعيي بعده أيضا و لكن لفترة قصيرة، على الرغم من ذلك أفضل هذا على الصداع بسبب التنويم المغناطيسي! و لكن كيف عرفت؟ لم اجد الفرصة لإخبار جاسينتا بهذا من قبل لتدركه!

أنهى جملته و انفرجت شفتاه بضحكة رنانة ابتسمت لها جاسينتا و إن كانت تشعر بوخز لأنها تعلم أن لا قدرة لديها للسند و أيضا لأنها لم تعلم بقدرة راسيل الثانية رغم انها التقته قبله و لو بيومين!

برر أدجن الشعر استفساره و نبرته الثابتة لازالت مستقره و إن كانت جميلة

- لا بد انگ تستطعين دوريس! انت تستطيعين رؤية الذكريات و كلاديس ذو سمع حاد خاصة لدقات القلب و من ثم يفسر المشاعر و الأفكار لذا فهما قدرتان بالفعل و أيضا من نفس القصيلة؛ فراسيل ينوم و يفقد الوعي و انا أشفي و إن كنت أستطيع أن اعيد مشاعر الشخص لتكون مستقرة.

التفتت إليه جاسينتا مستغربة ذكاءه الحاد و لم تكن قد فهمت بعد جملته الأخيرة في حين ابتسمت دوريس

- نعم لا بد انني أستطيع

و تحدث كلاديس معترفا بإعجاب

- كنت اعلم أنگ عبقري

أيده راسيل من الخلف بهمهمة خافتة و تكلم بفضول

- و لكن هل لگ أن ترينا هذه القدرة الأخيرة التي تكلمت عنها!؟

لم تكن جاسينتا أدنى منه فضولا او ترقبا و تشويقا و هي تحدق به

تنهد بقلة حيلة و هو يخطو خطوتين ليصبح أمامها، وضع كفه على جبينها من غير تردد، كانت بالتأكيد ستكون متوترة و لكنها أحست بصفاء ذهن غريب حتى أن ضيقها من عدم قدرتها على المساعدة قد اضمحل و تلاشى!

شكرته بهدوء عندما أنزل يده الباردة الصقيلة من على جبهتها، و للمرة الثانية كانت قد لمحت ابتسامة جانبية على شفتيه و لو كانت أكثر وضوحا هذه المرة !

تكلم كلاديس بسرعة و صوت خافت و قد بدأ يلوح على مرمى البصر منزل منعزل نوعا عن بقية المنازل

- هذا هو! راسيل دورك هو الأول ثم دوريس ستقوم بذلك، تستطيع تشويه ذكرياته تلك المتعلقة برودني أما أنتما؛ جاسينتا و تريستان فدوركما سيكون واضحا.

لم يبد على أي أحد أي علامة للتوتر او التردد او حتى الخوف؛ فقد كان انتصارهم مؤكدا باتحادهم و كذلك كان لا بد من انقاذ رودني مالگ حجر تيركواز، صاحب القدرة الاكثر إيلاما و إرعابا؛ بث الحياة في الموتى!

و لم تستطتع جاسينتا التفكير بشيء سلبي لهذه القدرة من غير أن تدخل الرعب في نفسها

تقدموا بهدوء تام حتى إن أنفاسهم كانت تحبس في صدورهم، و بثلاث طرقات من رؤوس أصابع راسيل الطويلة النحيلة انزاحوا من على مقدمة الباب تاركين إياه في أول مواجهة!

بعد صمت رهيب كان واضحا من خلاله تردد مالك المنزل من التنازل وفتح الباب أو التظاهر بأن المكان خال، و لكن ترقبهم لم يطل اكثر حين أطل رجل في منتصف العمر بمنكبين عريضين و أعين سوداء غائرة علت وجها عريضا!

حدق كأي احد ذو رد فعل غريزي إلى وجه الزائر بدا مذهولا لبهاء طلته و ركز عينيه الجشعتين تحديدا على المصيدة، على العينين الاشبه بمعجزة لجمالهما؛ عينا راسيل الفيروزيتين الفريدتين ذوات القدرة الرهيبة، و للغرابة البعيدة عن راسيل أنه ابتسم للوجه الشنيع الذي أمامه ليسقط بعد لحظات مغميا عليه دون أي مقاومة تذكر!

دلف الباقون إلى الداخل ببسالة و قد أغمي على راسيل أيضا لسوء حظه و لكن تريستان كان قد تمهل منتظرا هذا ليسنده على كرسي في الزاوية.

كانت دوريس مع كلاديس تضع يدها بتركيز تام على جبهة المرمي قرب الباب المغلق، في حين كانت جاسينتا قد أسرعت إلى ذلك الذي ربط إلى ذلك العمود المبني الذي توسط الغرفة!

شعره البرونزي الناعم كان مبللا بالكامل و جفونه مطبقة و أهدابه الطويلة متشابكة و قد احاطت هالة رمادية بعينيه و غطى وجهه الوديع جروح شوهته كما كامل جسده الذي أصابه نحف شديد جراء افتقاد الطعام لثلاثة أيام!

تقدم منه أدجن الشعر بتقطيبة بين حاجبيه الرفيعين و انحنى على اأارض حيث كانت جاسينتا قد مددته بصعوبة، هذه المرة و مما أثار استغراب الجالسة أمامه انه وضع يده على شعر العليل بدل مكان الجرح و لكنها أرجعت الأمر إلى كون رودني قد اصيب في كامل جسده و من المحتمل أن يفوت تريستان جرحا ما، و رغم أنها أبعدت ذلك عنه تماما لدقته و ذكائه الفذ، اخذت يده ذات الوهج الخفيف تشفي جميع الجروح بل و لم يعد هناك دماء ايضا كما حدث تماما مع راسيل و لكن هذه المرة كان التطرف في المدة؛ فقد كانت طويلة مقارنة بذلك الجرح الصغير سابقا، و رويدا رويدا اختفى كل أثر للجروح و استعاد القوام الهش لبرونزي الشعر وزنه المفقود و عادت بشرته الناعمة البيضاء الشبيهة ببشرة الأطفال إلى سابق عهدها رغم أنه في السادسة عشرة تقريبا من العمر!

أغمض تريستان عينيه و بدا كمن يجابه ألما مقيتا خلال تلك الثانية القصيرة التي بلا شك في نظره دهر من العذاب الشبه مميت!

تحدثت جاسينتا برعب و هي تجلس على ركبتيها أمامه بخوف، و أمسكت وجهه بين كفيها من غير تفكير

- هل أنت بخير الآن!؟

ابتسم بوهن مع شحوب وجهه المفاجئ و هو يمسك بكفي جاسينتا، أنزلهما برفق ليقف بعدها و يجيب بخفة

- أنا بخير

بقيت جاسينتا تحدق في إثره بشرود و لكنها سرعانما استدارت منحنية امام وجه رودني تتامل تقاسيمه المتحوفة كانها منحوتة نادرة جميلة بتفاصيل متقنة! و كان شعره أكثر يميزه أو كان هذا قولها قبل ان يفتح عينيه الزمرديتين أمام وجهها، فانتفضت مرعوبة من المفاجأة و لكنها سرعانما استعادت هدوءها و هي تحدق به من جديد عندما جلس غير منتبه لها!

تحسس وجهه و كذا يديه و أي مكان يستطيع رؤيته، بدا غير مصدق، ثم و بتردد التفت إلى جاسينتا و بقي يحدق بها مذهولا أيضا، جلس على ركبتيه مثلها و تقدم ناحيتها ثم ابتسم ابتسامة طفولية لا معنى لها قبل ان يتحدث ببراءة مصطنعة

- أنت جميلة جدا آنستي! هل يمكنگ إخباري من أنت!؟ و ماذا تفعلين هنا!؟

أول جملة جعلتها تجفل و إن كانت قد أحست بتوتر غريب، ملأت رأتيها بالهواء لأن وجهه قد انساها ذلك و هي تنظر إليه أخذت تجيبه على أسألته بالترتيب و تقلب عينيها لكي لا تلتقي بعينيه

- شكرا لك رودني أنت.. أنت ايضا وسيم جدا، انا أدعى جاسينتا انت بالتأكيد مالك حجر إمرالد و انا اكون مالكة نيكلايس، أتيت إلى هنا لإنقاذك مع بقية مالكي الأحجار؛ تريستان صاحب اكمارين و هو الذي أشفاگ قبل قليل و راسيل صاحب تيركواز و هو ذلك الوسيم أيضا ذو الشعر الأشقر هناك و هو الذي جعل الذي من احتجزگ هنا يفقد الوعي و أما التوأمين كلاديس الهادئ الوديع و هو الفتى الذي علم انك هنا و أخبرنا بقصتك و الفتاة اللطيفة الاخرى فهي التي غيرت للرجل ذكرياته لكي لا يتذكرگ أو انه رآك تقوم بقدرتگ الرهيبة تلگ!

كانت تشير كل مرة إلى المقصود و قد ادركت عندها فقط ما يقوم به كل فرد؛ فدوريس نجحت بالتأكيد لأنها كانت تحدث توأمها بسعادة بالغة و راسيل قد أفاق ممسكا برأسه أما تريستان فكان يحدق من النافذة و تعابيره الوسيمة الباردة لازالت كما هي حتى مع شروده الذي لم يزدها غير جاذبية!

أعادت تركيزها إلى من امامها و مجددا قد شردت و هي تحدق في وجهه! قال بحماس غير معهود و هو يقف

- مذهل!سأغير ثيابي و أعود!

انتشلها صوته الناعم من تركيزها الغير مجدي في دراسة الملامح و من الأجمل و الأوسم و الأكثر جاذبية بين هؤلاء الأربعة؛ تريستان و راسيل و رودني و ايضا كلاديس!
و لكنها كالعادة لم تحدد الافضل و إن كان ذلك من أجل التسلية و تمضية الوقت، و ادركت بعد هذا أنه لا بد ان تحفظ ماء وجهها بأن تبعد هذا التفكير عن صدارة ما بذهنها و تجد له صندوقا يغلق في اعماق ذاكرتها؛ لانها و ببساطة معرضة للكشف إذا زلت أذنا كلاديس و ركزت على دقات قلبها ![/align]
[/cell][/tabletext][/align]


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة Cεrεs✗ ; 08-14-2016 الساعة 05:58 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قراقوش وتشويه التاريخ لعظماء الأمة الحجاج بن يوسف مواضيع عامة 3 01-15-2009 02:26 AM
كلمات لاتنسى لعظماء على فراش الموت توتا نور الإسلام - 8 04-03-2007 11:49 AM


الساعة الآن 08:28 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011