عرض مشاركة واحدة
  #35  
قديم 08-14-2016, 05:26 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://a.top4top.net/p_195eyj73.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[align=center][tabletext="width:50%;"][cell="filter:;"][align=center]
[mark=#641470]آڵڤصْڵ آڵثْآآمْنْ ::❞ فَلَاحٌ ! لَمُّ الشَّعثِ [/mark]



قَدْ تَنْسَى أَنَّگ سَتَتَأَلّم؛ أَنَّگ ستشْعُرُ بِالأَلَمِ مُضَاعَفًا فَتَتَرَدّدُ!
فقَطْ تَذَكّر البَسْمَة عَلَى الأَفْوَاه وَ الذُّهُولَ بَعْدَ الشُّعُورَ بالاِرْتِيَاحِ سيَجْعَلُ شعُورَگ بِالألَمِ يَتَبَدّدُ!
☣تْرِيسْتَان




(ماذا ؟! هل يقصدني صاحب هذا اللسان ؟!) التفتت لترى من الذي تجرأ و تفوه بهذا الكلام ، ما إن لمحته حتى اعتدلت في وقفتها و هي تراه يتقدم ، كان مظهره متزنا و جذابا ، و طوله كطول راسيل المعتدل ، أما ملامحه فكانت عكس شعر راسيل الرملي او العينين الفيروزيتين البراقتين المشعتين الواضحتين و البشرة ذات السمرة الخفيفة !

كان له سحره الخاص مع هالة من الغموض المثير بشعر كسواد الليل مع بشرة حنطية أبرزت عينيه المتفاوتة الألوان النادرة ذات الزرقة الصافية مع تداخلات من النيلي و الفضي على الحواف و بمحاذاة البؤبؤين و قد بدى الفراغ واضحا فيهما رغم جمالهما !

أجابته بنبرة باردة هي تعلم ان غضبها في أوجه ، و رغم ذلك لم تغير من تعابير وجهها

- عذرا على تخييب ظنگ اذن !

تجاهلها و هو يتقدم ليقف أمام كلاديس

- كلاديس ! مالذي تريده مني ؟! لا شك أنگ علمت أنني لا أريد الظهور إلا بعد أن تجتمع بآخر مالگ للأحجار .. و أنت الآن أجبرتني على الخروج و اختلقت كل هذه الحكاية .. فلا شك ان الحجر الأخير موجود في نفس المقاطعة . مالأمر ؟!

(هذا المغرور هو مالك أحد الأحجار أيضا ، لا شك أن كل المالكين ذوي جمال خارق و نادر .. أتساءل كيف سيكون الأخير !) هكذا كانت تفكر جاسينتا و هي بدورها قد تناست تجاهله للتو ، تقدمت لتقف بجانبه أمام كلاديس

- مالذي يعنيه هذا الفتى ؟!

- جاسينتا دعينا نخرج من الغابة أولا ! سنشرح كل شيء هناك !

كانت هذه كلمات دوريس ! نظرت جاسينتا بغيض في الجميع - فهي الوحيدة الجاهلة تماما لما يدور - خاصة ذلك المجهول الذي حدق بها غير مبال و هو يرجع بشعره الحريري الأدجن إلى الخلف بحركة عابثة .. استجاب لكلام نيلية الشعر الجميع و مضوا إلى آخر الرواق بين الأشجار !




تدلت الستائر القاتمة المطرزة من أعالي النوافذ حتى لامست نهايات قماشها الفاخر الأرض ، ارتفعت أعمدة بمحاذاة الجدران أعاليها حملت شمعدانات فضية لامعة حوت شموعا لإنارة المكان ، و فوق الأرضية غير الملساء بسطت سجادات مزخرفة ذات ألوان فخمة !

تربع الملگ في مكان أعلى من المحيطين به و أمامه ملئت طاولة بأشهى انواع الفاكهة و أجودها ، كانت كفه تحضن خده و هو يحدق بمن أمامه

- ماذا تقصد برؤياگ هذه !؟

تجمع الرعب في عيني المنحني أمامه و أخذ يتحدث راكعا و العرق بلل وجهه

- في الواقع جلالتگ ، لا زلت غير مصدق لما رأيته ؛ اظنها مجرد رؤيا فقط فلا يمكن أن يكون هناك فرد آخر من القبيلة ناو .. صحيح أننا لم ندرگمن قبل مصدر قدرتهم ، هم و القبائل الثلاثة الأخرى ، و لكننا كنا حريصين على قتلهم جميعا و قد أكد المكلفون بالمهمات قبل عشر سنوات عدم بقاء أي أحد من كل جماعة !

ظهر على وجه الملگ الشگ و التوتر ، و قد ضيق من فتحة عينيه و هو يتحدث

- أجل بالطبع ، و إلا لما تأخر هكذا ليطالب بعرش اجداده ، و لكن بالطبع لن يتذكر أحد انه من قبيلة سلب منها الحكم ..

و أطلق ضحكة هسترية متذبذبة ، في حين ظهرت امارات الراحة على المرعوب منذ دقائق ، و ابتسم ابتسامة كمن افلت من العقاب و هو يتكلم بصوت جاهد لمسح علامات التوتر منه

- بالطبع ، لا أحد منهم حي و حتى و إن كان كذلك فسنتخلص منه قبل أن يجرؤ على فتح فمه !



عادوا إلى نقطة البداية بالفعل ، كانت السماء سوداء و الغيوم المتكاثفة بدت رمادية داكنة مع انعكاس ضياء القمر عليها .. تكلم راسيل بملل و لسانه قد عوض أقوال الجميع

- أين سنبيت الليلة !؟ انا لا مشكلة معي ، في الواقع أي مكان سيكـ ..

بتر جملته عندما وضعت ثلجية الشعر اصبعين عند فمه مانعة إياه من المواصلة ، و قد وصل صبرها إلى أقصاه

- ليس قبل أن أعرف ما الذي جعلني غبية في نظر ذلك الفتى الذي لم اعرف اسمه بعد ..

التفتت من مواجهة وجه فيروزي العينين و هي تحدق بذلك الفتى كما تناديه رغم انه اكبر منها بسنة كاملة، و كان يعرف أنه المقصود .. لذا فقد أطلق تنهيدة بلا سبب و تحدث كمن أجبر

- عذرا نسيت .. اسمي تريستان توارثت قبيلتي حجر اكمارين ، و للأسف و لأنني الناجي الوحيد فقد أصبح لي !

رغم أنه اعتذر إلا ان نبرته خلت من الأسف ، بل و كان حديثه غريبا جدا عما يملكه ..!

قال دوريس بصوته الهادئ اللطيف مرحبا

- اسمك جميل تريستان .. كما تعرف أنا كلاديس و هذه أختي دوريس

أومأت دوريس و اضافت بصوت انثوي هادئ ايضا و خجول نوعا ما

- تشرفنا تريستان !

أومأ لهما و وجه نظره إلى الباقيان على يساره .. وجدت جاسينتا هذا فظا؛ حيث أنه لم يجب بالكلمات؛ فقط إشارة من الرأس. في حين لم يبد على راسيل أو التوأمين أي علامات للبغض بل و كانا يبتسمان ابتسامتهما المعهودة المميزة وكان راسيل ليشاركهما لولا اصبعي جاسنتا المستقرتين على شفتيه تمنعانه من تحريكهما غير واعية لذلك ، أمسك بيدها الناعمة برفق ليزيل الحاجز الذي يمنعه من الكلام .. في حين سرت رعشة في كامل جسدها من جراء هذه لمسة هذه اليد الباردة الغير مسبوقة الانذار !

انزلتها بتوتر طفيف و هي تغمغم معتذرة بحيث لا يسمعها سواه

- آسفة ، نسيت !

لم يكن منه غير اظهار ابتسامته المشرقة الجميلة ، كانت بالتأكيد لا تظهر أي علامة للبؤس أو التعاسة .. فقصته تلك كانت كفيلة بجعل ابتسامته تختفي إلى الأبد، كما توارت ابتسامتها خلف الجمود .. لذا فكان من الصعب معرفة كيف يفكر و بماذا يفكر و مالذي يدور بذهنه أثناء رسم هذه البسمة !

أبعد يده عن يدها و تكلم كما كان غير متوقع من طبيعته المرحة؛ كأنه يفهم و يعرف تريستان منذ زمن

- أهلا بك معنا تريستان، لن أقول لك أن البحث عن صاحبي الأحجار ممتع أو شيء مثير و لكنه أيضا ليس سيئا او شنيع كما كنت أتخيله .. كما أن الأمر كان بمنتهى اليسر؛ فمثلا لم أتوقع أن أصادف جاسينتا بعد أسبوع من وصولي إلى هنا و في نفس اليوم وجدنا دوريس و كلاديس و أراهن أنك كنت تتبعنا ، لأنني شعرت بأننا مراقبون..

أومأ تريستان باستحسان و كادت تقسم جاسينتا أنها لمحت ابتسامة قصيرة عند زاوية شفتيه. و واصل كلاديس بهدوء
- أجل ، في الواقع انا علمت أيضا ان هناگ من يتبعنا كما أظن أنگ علمت بأنني أعلم فأنت تعرف قدرتي، و لذلگ كنت اعرف ما تفكر فيه؛ لا تريد ان تظهر نفسگ إلى أن تبقى أنت الأخير !

كانت جاسينتا قد نسجت في ذهنها قصة مشابهة مبنية على اساس جملة فحمي الشعر عندما تحدث مع كلاديس ، لذا فكان السؤال الذي أعدته جاهزا للطرح

- إذن، لمذا جعلته يظهر الآن !؟ أ ولم تجد طريقة افضل من الدخول إلى الغابة لاستدراجه !؟

أجابت دوريس هذه المرة و قد شحب وجهه كأن الدم قد انسحب من أوردتها، لم يعلم أحد غير شبيهها إذا كان هذا بفعل ضياء القمر الباهت أم أنه فعلا هناك ما يرعبها

- في الواقع ، حامل الحجر الأخير إمرالد يدعى رودني يستطيع إحياء الموتى و قد قام بذلك قبل فترة و رآه رجل بالمصادفة ثم ..

بدأت ترتعش و هي تستعيد تلك الصور التي لمحتها في ذاكرة إحداهما ؛ فتى منحني مقيد و الدماء تغطي ثيابه التي كانت فاخرة فيما سبق، رجل عند الزاوية و يبتسم بيده ... !

اكمل كلاديس عنها بسرعة قاطعا أفكارها و صوته لم يعد هادئا كما سبق ، بل و به اهتزاز جاهد لإخفائه

- ثم اخذه معه و هو يريده على فعل ذلك لشخص يعرفه قد مات ، لقد رفض لذلك هو مقيد و ذلك البشع يقوم بتعذيبه ، هو ينكر أن لديه تلك القدرة و هذا ما يجعل غضب مختطفه يزداد .. انا أخشى أن يموت قريبا ، لقد كان صباحا منظر .. لم يكن لدي خيار غير أن اجعل تريستات يرافقنا إلى هناك !

رفعت جاسيتتا يدها و لكن ما بها قد ابعد خوفها مما سمعته قبل قليل ، كانت بها دماء ! نظرت برعب إلى يد راسيل التي أمسكها بها قبل قليل ، و بالفعل كانت تنزف !

رفعت بصرها إليه بسرعة و قد تذكرت ذلك الغصن البغيض الذي اخترق جلده الأملس عند نهوظه لاستئناف السير جراء تحذير التوأمين الكاذب

- راسيل يدك تنزف، قلت لي أنگ بخير؛ لماذا تكذب أيها الأحمق .. هل تريد أن تستمر في النزيف!؟

كان صوتها مرتفعا خائفا دون وعي منها ، انتبه ترسيتان إليها و كذلك صاحبي الشعر النيلي المميز .. اقترب الأول من يد راسيل و رفعها ببساطة تحت استغراب جاسينتا، غير ان التوامين كانا بالفعل واعيان بداهيا لما سيفعله!

مغمض العينين و بتوهج شبه ملموس للعين كانت يده مطبقة على جرح فيروزي العينين، أبعدها بعد ثوان قصيرة و قد تجعد جبينه و كان الجرح قد التأم من غير أثر خلفه كأنه كان مجرد وهم و أما الدماء فقد اختفت أيضا !

لم تكن هي الوحيدة المذهولة، حتى راسيل لم يكد يصدق ما حدث ليده.. تمتم شاكرا بذهول

- شكرا لگ تريستان قدرتك مفيدة جدا

صمت قليلا كمن استذكر شيئا أساسيا سلبيا في الأمر و أضاف بشك

- و لكن بالطبع لن تشعر بالزهو بعد ذلك.. مالذي يحدث لك عندما تستخدمها ؟!

أجاب ببساطة و هو يحرك يده التي أبرأ بها جرحه قبل قليل

- في الواقع أشعر بألمك مضاعفا خمسين مرة لمدة لمدة ثانية

شهقت جاسينتا برعب و لم يكن حال الباقين أهون منها كان هذا بلا شك مؤلما جدا ، و لأبعد حد يمكن توقعه

أردف بخبث غلفه باللامبالاة

- لذلك تخيل مقدار الألم كلما تضاعف حجم الجرح ألا أستحق مكافأة!؟

أطلق ضحكة خافتة صغيرة و هو ينفي ما قاله عن المكافأة..!

كان من الصعب لجاسينتا أن تجده وقحا بعد هذه الضحكة و لكنها رغم ذلك قد كانت تريد الانفجار فيه؛ تريد ان تصرخ و تعاتبه، هذا الوسيم المتباهي الذي ظهر من العدم، آخر فرد من القبيلة التي تستطيع أن تمنح الشفاء.. التي لم تكن موجودة عندما مات والداها.. تريد ان تصيح فيه: أين كنت عندما ماتا؟!. و لكن صوتا داخيا جعلها تتوقف و هي تشيح ببصرها عن عينيه المحدقتين بها و عن وجهه وسيم الطلعة فهو أيضا قد فقد قبيلته و لم تكن لديه الفرصه لعلاجهم فلا شك انه أيضا قد نجى بأعجوبة! هكذا أقنعت نفسها و كانت تعلم انها ستظلمه إذا تفوهت بحرف..

تكلم تريستان بصوته البارد الواثق ذو الرنة المميزة

- هل يمكنگ أن ترشدنا إلى المكان كلاديس!؟ الليل هو أفضل فرصة لإنقاذه و قد أوشكت السحب ان تضمحل كما هي حالها في هذا الوقت دائما و القمر متسق اليوم و السماء لا تنبئ بأن اهدودار المطر موشك لذا لا أظن ان هناك فرصة أفضل!

أومأ كلاديس على عجل و وافقه البقية باستحسان و إعجاب، اخذ كلاديس يمشي بجانب دوريس في المقدمة و خلفهما ثلجية الشعر الذي غدى فضيا مع انعكاس ضياء القمر عليه، و رغم لونه الفريد لفتاة في مثل عمرها فهي لم تكن أبدا كالعجائز بسبب لون شعرها الأشيب؛ بل كان كخيوط ناعمة من الذهب الأبيض البراق لفتاة فاتنة بملامح استثنائية!

كانت تمسح دم راسيل الذي علق على يدها، و من خلفها تماما كانت تستطيع سماع وقع أقدامه بجانب تريستان الذي تحدث مجددا بنفس النبرة لوضع خطة ما

- دوريس او كلاديس المهم، هل المحتجز رجل واحد فقط!؟ و هل تستطيعان تغيير ذاكرته مثلا بما أن اختصاصكما في الذكريات و الأفكار و الأحاسيس!؟ أستطيع أن أعتمد على راسيل لتخدير الرجل بنظراته!

أجاب كلاديس بتردد طفيف و لازال صوته هادئا مطمئنا و لطيفا

- في الواقع لم نجرب ذلك من قبل و لكن لا يمكننا منع هذا الاحتمال

تحدث أشقر الشعر بثقة و إن كان رماديا في هذا الظلام و الضوء الخافت

- أجل يمكنني ذلك رغم أنني إذا أفقدته وعيه فسأفقد وعيي بعده أيضا و لكن لفترة قصيرة، على الرغم من ذلك أفضل هذا على الصداع بسبب التنويم المغناطيسي! و لكن كيف عرفت؟ لم اجد الفرصة لإخبار جاسينتا بهذا من قبل لتدركه!

أنهى جملته و انفرجت شفتاه بضحكة رنانة ابتسمت لها جاسينتا و إن كانت تشعر بوخز لأنها تعلم أن لا قدرة لديها للسند و أيضا لأنها لم تعلم بقدرة راسيل الثانية رغم انها التقته قبله و لو بيومين!

برر أدجن الشعر استفساره و نبرته الثابتة لازالت مستقره و إن كانت جميلة

- لا بد انگ تستطعين دوريس! انت تستطيعين رؤية الذكريات و كلاديس ذو سمع حاد خاصة لدقات القلب و من ثم يفسر المشاعر و الأفكار لذا فهما قدرتان بالفعل و أيضا من نفس القصيلة؛ فراسيل ينوم و يفقد الوعي و انا أشفي و إن كنت أستطيع أن اعيد مشاعر الشخص لتكون مستقرة.

التفتت إليه جاسينتا مستغربة ذكاءه الحاد و لم تكن قد فهمت بعد جملته الأخيرة في حين ابتسمت دوريس

- نعم لا بد انني أستطيع

و تحدث كلاديس معترفا بإعجاب

- كنت اعلم أنگ عبقري

أيده راسيل من الخلف بهمهمة خافتة و تكلم بفضول

- و لكن هل لگ أن ترينا هذه القدرة الأخيرة التي تكلمت عنها!؟

لم تكن جاسينتا أدنى منه فضولا او ترقبا و تشويقا و هي تحدق به

تنهد بقلة حيلة و هو يخطو خطوتين ليصبح أمامها، وضع كفه على جبينها من غير تردد، كانت بالتأكيد ستكون متوترة و لكنها أحست بصفاء ذهن غريب حتى أن ضيقها من عدم قدرتها على المساعدة قد اضمحل و تلاشى!

شكرته بهدوء عندما أنزل يده الباردة الصقيلة من على جبهتها، و للمرة الثانية كانت قد لمحت ابتسامة جانبية على شفتيه و لو كانت أكثر وضوحا هذه المرة !

تكلم كلاديس بسرعة و صوت خافت و قد بدأ يلوح على مرمى البصر منزل منعزل نوعا عن بقية المنازل

- هذا هو! راسيل دورك هو الأول ثم دوريس ستقوم بذلك، تستطيع تشويه ذكرياته تلك المتعلقة برودني أما أنتما؛ جاسينتا و تريستان فدوركما سيكون واضحا.

لم يبد على أي أحد أي علامة للتوتر او التردد او حتى الخوف؛ فقد كان انتصارهم مؤكدا باتحادهم و كذلك كان لا بد من انقاذ رودني مالگ حجر تيركواز، صاحب القدرة الاكثر إيلاما و إرعابا؛ بث الحياة في الموتى!

و لم تستطتع جاسينتا التفكير بشيء سلبي لهذه القدرة من غير أن تدخل الرعب في نفسها

تقدموا بهدوء تام حتى إن أنفاسهم كانت تحبس في صدورهم، و بثلاث طرقات من رؤوس أصابع راسيل الطويلة النحيلة انزاحوا من على مقدمة الباب تاركين إياه في أول مواجهة!

بعد صمت رهيب كان واضحا من خلاله تردد مالك المنزل من التنازل وفتح الباب أو التظاهر بأن المكان خال، و لكن ترقبهم لم يطل اكثر حين أطل رجل في منتصف العمر بمنكبين عريضين و أعين سوداء غائرة علت وجها عريضا!

حدق كأي احد ذو رد فعل غريزي إلى وجه الزائر بدا مذهولا لبهاء طلته و ركز عينيه الجشعتين تحديدا على المصيدة، على العينين الاشبه بمعجزة لجمالهما؛ عينا راسيل الفيروزيتين الفريدتين ذوات القدرة الرهيبة، و للغرابة البعيدة عن راسيل أنه ابتسم للوجه الشنيع الذي أمامه ليسقط بعد لحظات مغميا عليه دون أي مقاومة تذكر!

دلف الباقون إلى الداخل ببسالة و قد أغمي على راسيل أيضا لسوء حظه و لكن تريستان كان قد تمهل منتظرا هذا ليسنده على كرسي في الزاوية.

كانت دوريس مع كلاديس تضع يدها بتركيز تام على جبهة المرمي قرب الباب المغلق، في حين كانت جاسينتا قد أسرعت إلى ذلك الذي ربط إلى ذلك العمود المبني الذي توسط الغرفة!

شعره البرونزي الناعم كان مبللا بالكامل و جفونه مطبقة و أهدابه الطويلة متشابكة و قد احاطت هالة رمادية بعينيه و غطى وجهه الوديع جروح شوهته كما كامل جسده الذي أصابه نحف شديد جراء افتقاد الطعام لثلاثة أيام!

تقدم منه أدجن الشعر بتقطيبة بين حاجبيه الرفيعين و انحنى على اأارض حيث كانت جاسينتا قد مددته بصعوبة، هذه المرة و مما أثار استغراب الجالسة أمامه انه وضع يده على شعر العليل بدل مكان الجرح و لكنها أرجعت الأمر إلى كون رودني قد اصيب في كامل جسده و من المحتمل أن يفوت تريستان جرحا ما، و رغم أنها أبعدت ذلك عنه تماما لدقته و ذكائه الفذ، اخذت يده ذات الوهج الخفيف تشفي جميع الجروح بل و لم يعد هناك دماء ايضا كما حدث تماما مع راسيل و لكن هذه المرة كان التطرف في المدة؛ فقد كانت طويلة مقارنة بذلك الجرح الصغير سابقا، و رويدا رويدا اختفى كل أثر للجروح و استعاد القوام الهش لبرونزي الشعر وزنه المفقود و عادت بشرته الناعمة البيضاء الشبيهة ببشرة الأطفال إلى سابق عهدها رغم أنه في السادسة عشرة تقريبا من العمر!

أغمض تريستان عينيه و بدا كمن يجابه ألما مقيتا خلال تلك الثانية القصيرة التي بلا شك في نظره دهر من العذاب الشبه مميت!

تحدثت جاسينتا برعب و هي تجلس على ركبتيها أمامه بخوف، و أمسكت وجهه بين كفيها من غير تفكير

- هل أنت بخير الآن!؟

ابتسم بوهن مع شحوب وجهه المفاجئ و هو يمسك بكفي جاسينتا، أنزلهما برفق ليقف بعدها و يجيب بخفة

- أنا بخير

بقيت جاسينتا تحدق في إثره بشرود و لكنها سرعانما استدارت منحنية امام وجه رودني تتامل تقاسيمه المتحوفة كانها منحوتة نادرة جميلة بتفاصيل متقنة! و كان شعره أكثر يميزه أو كان هذا قولها قبل ان يفتح عينيه الزمرديتين أمام وجهها، فانتفضت مرعوبة من المفاجأة و لكنها سرعانما استعادت هدوءها و هي تحدق به من جديد عندما جلس غير منتبه لها!

تحسس وجهه و كذا يديه و أي مكان يستطيع رؤيته، بدا غير مصدق، ثم و بتردد التفت إلى جاسينتا و بقي يحدق بها مذهولا أيضا، جلس على ركبتيه مثلها و تقدم ناحيتها ثم ابتسم ابتسامة طفولية لا معنى لها قبل ان يتحدث ببراءة مصطنعة

- أنت جميلة جدا آنستي! هل يمكنگ إخباري من أنت!؟ و ماذا تفعلين هنا!؟

أول جملة جعلتها تجفل و إن كانت قد أحست بتوتر غريب، ملأت رأتيها بالهواء لأن وجهه قد انساها ذلك و هي تنظر إليه أخذت تجيبه على أسألته بالترتيب و تقلب عينيها لكي لا تلتقي بعينيه

- شكرا لك رودني أنت.. أنت ايضا وسيم جدا، انا أدعى جاسينتا انت بالتأكيد مالك حجر إمرالد و انا اكون مالكة نيكلايس، أتيت إلى هنا لإنقاذك مع بقية مالكي الأحجار؛ تريستان صاحب اكمارين و هو الذي أشفاگ قبل قليل و راسيل صاحب تيركواز و هو ذلك الوسيم أيضا ذو الشعر الأشقر هناك و هو الذي جعل الذي من احتجزگ هنا يفقد الوعي و أما التوأمين كلاديس الهادئ الوديع و هو الفتى الذي علم انك هنا و أخبرنا بقصتك و الفتاة اللطيفة الاخرى فهي التي غيرت للرجل ذكرياته لكي لا يتذكرگ أو انه رآك تقوم بقدرتگ الرهيبة تلگ!

كانت تشير كل مرة إلى المقصود و قد ادركت عندها فقط ما يقوم به كل فرد؛ فدوريس نجحت بالتأكيد لأنها كانت تحدث توأمها بسعادة بالغة و راسيل قد أفاق ممسكا برأسه أما تريستان فكان يحدق من النافذة و تعابيره الوسيمة الباردة لازالت كما هي حتى مع شروده الذي لم يزدها غير جاذبية!

أعادت تركيزها إلى من امامها و مجددا قد شردت و هي تحدق في وجهه! قال بحماس غير معهود و هو يقف

- مذهل!سأغير ثيابي و أعود!

انتشلها صوته الناعم من تركيزها الغير مجدي في دراسة الملامح و من الأجمل و الأوسم و الأكثر جاذبية بين هؤلاء الأربعة؛ تريستان و راسيل و رودني و ايضا كلاديس!
و لكنها كالعادة لم تحدد الافضل و إن كان ذلك من أجل التسلية و تمضية الوقت، و ادركت بعد هذا أنه لا بد ان تحفظ ماء وجهها بأن تبعد هذا التفكير عن صدارة ما بذهنها و تجد له صندوقا يغلق في اعماق ذاكرتها؛ لانها و ببساطة معرضة للكشف إذا زلت أذنا كلاديس و ركزت على دقات قلبها ![/align]
[/cell][/tabletext][/align]


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة Cεrεs✗ ; 08-14-2016 الساعة 05:58 PM
رد مع اقتباس