عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree25Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 06-05-2016, 01:25 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/05_06_16146512179065411.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

في صباح هادئ بعد مرور أربع أيام على تلك الحادثة و اختفاء إيف كان ويليام يسير برفقة كايت الذي أصبح هادئ بعض الشيء بعد معرفته بما جرى حدق بوجه ويليام الذي أصبح أكثر برودا من السابق ليتنهد بانزعاج و يقول: إلى متى ستبقى في هذا الوضع الجيلدي؟ أعرف أن الشتاء قد حضر لكن أن تثبت ذلك أمر مزعج للغاية
نظر إليه ويليام ليطبق شفتيه و يسير بهدوء بجانبه أوقفتهم فتاة صغيرة بابتسامتها الطفولية نظرت لويليام الذي تعجب وجودها خارج منزلها في مثل هذا الوقت نزل لمستواها ليقول: ألا يجدر بك البقاء في المنزل؟ الجو بارد جدا
قالت الفتاة بمرح: أجل أحب الشتاء كثيرا
قال كايت: و إن يكن يجب ألا تقلقي والديك
قالت الفتاة: هما لن يقلقا عليّ لديّ رسالة لويليام أيكما هو؟
تعجب ويليام ذلك فهذه المرة الأولى التي يرى هذه الفتاة فيها الرسالة التي كانت في يديها أثارت ريبة كلا الشابين قال كايت: هذا هو ويليام هايلون هل الرسالة موجهة إليه؟
قالت الفتاة: أجل لقد طلب إليّ إيصاله إليه شخصيا تفضل
مدت الرسالة إليه ليحدق فيها بريبة شديدة لوقت طويل ليقول كايت: هل تريد للفتاة أن تموت من البرد؟ خذ الرسالة و حسب
أخذ ويليام الرسالة ليبحث عن اسم مرسلها على الظرف الخاص بها لكن بلا فائدة ترجى نظر للفتاة باستغراب شديد ليقول: من طلب إليك إرسالها؟
ابتسمت له الفتاة بمرح شديد لتقترب منه و تهمس له قائلة: إنه سر
زادت تلك الريبة أكثر ابتعدت الفتاة عنهما و السعادة تملؤها لتنفيذ ما طلب إليها وقفت أمام سيدة كانت تقف قريبا منهما نظرا إليها باستغراب خاصة ويليام الذي فتح الرسالة ليفاجئ بما كتب فيها قال كايت بانزعاج: ما هذه الرسالة السخيفة؟ لا توجد بها إلا جملة واحدة
عرف ويليام المرسل لقراءته تلك الكلمات "آسفة أخذت منك شيئا لا يمكنني تعويضه" نهض من هناك ليقول كايت: أعرفت المرسل؟
قال ويليام: أجل و ما زلت لن أسامحه
أحرقت تلك الورقة فور إلقائها أكمل ويليام سيره كما لو أن شيئا لم يكن عرف كايت سبب ذلك التصرف المفاجئ ليقول في نفسه: حقا لم أتوقع رؤيته مخيفا هكذا
تنهد بهدوء حتى لا يزعج ويليام الثائر ابتسم شخص كان يراقب الأوضاع من مكان بعيد للغاية تلك الابتسامة الحزينة و عينيه الحزينتين لم تفارقا منظر المدينة من فوق تلك الشجرة الضخمة على جرف أبيض مخيف وقف على تلك الأغصان الخفيفة بتوازن و رشاقة ليقول: ما فعلته أمر لا يغتفر حقا
حركت إيف قدمها الأيمن للهواء لتسقط من ذلك الارتفاع لتقف بسلاسة على الأرض غادرت بقعتها المفضلة لتسير وسط تلك الأشجار المرتجفة من شدة برد الرياح المارة بها سارت و سارت و سارت حتى سئمت ساقيها المشي لتتوقفا أمام ذلك المبنى الرمادي الذي حوى الكثير من اللوحات و الخزفيات الجميلة حدقت بالمكان لفترة طويلة لتقول في نفسها: لقد كان هنا الميتم الذي تربيت فيه حقا كثير من العقود قد مرت بالتأكيد هو لم يعد موجودا
تراجعت خطوتين للخلف لتصطدم بشخص ما كان يمسك بصندوق هدايا مغلف بورق برتقالي و عليه رسوم للبرتقال بأحجام مختلفة حاول التوازن قبل سقوط الصندوق ابتعدت عنه إيف لتلتفت و تنظر لذلك الشخص الذي رسم ابتسامة لطيفة على شفتيه فور إعادة الصندوق لتوازنه عينيه عسليتين ضيقتين قليلا و شعره بني طويل مموج وجه نظره لإيف ليقول لها: هل أنت بخير يا آنسة؟ أتمنى بأنني لم أؤذك
قالت إيف: لا أبدا أنا بخير ماذا عنك؟
قال الشاب بمرح: هذا جيد أنا أيضا بخير سأذهب فأنا على عجلة من أمري
ابتسم لها ثم أكمل طريقه بهدوء كما فعلت هي أيضا وصلت لمنزل متوسط الحجم بطابقين بدا شكله كما لو أنه من العصور القديمة شكله هذا أفسد الصورة الحديثة للحي فتحت البوابة الحديدية الصغيرة لتسير في ذلك الممر المزين بأزهار الأوركيدا بمختلف ألوانها الجميلة و الجذابة وقفت أمام الباب لفترة قصيرة جدا فتح الباب لتدخل المنزل نظرت للرجل الذي انحنى لها فور دخولها ليقول: أهلا بعودتك لمنزلك آنسة هايلون
ابتسمت له و قالت: أهلا إيثان أتمنى بأنني لم أطل الغياب عليكم
رفع الرجل المدعو إيثان صاحب الملامح الجميلة بالرغم من ظهور آثار الزمن عليها عينيه السوداوين الواسعتين و شعره الذي ماثل لون عينيه ليرسم ابتسامة تزيد وسامته بادلته تلك الابتسامة اللطيفة ليقول لها: منذ معرفتنا بعودتك و نحن نستعد لاستقبالك آنستي
قالت إيف: حقا؟ أنا آسفة إذا
ضحكت بخفة جذب انتباهها ذلك الإزعاج القادم من الدرج القريب منهما نزل شابين بأقصى سرعتيهما ليجثوا بالقرب منها أمسك كل منهما بكفها ليقوما بتقبيله بلطف ويقولا معا: أهلا بعودتك للمنزل إيف
نظرا لبعضهما بانزعاج شديد ليقول الأول صاحب الشعر الأشقر الفاتح و العينين الخضراوين: لا تقم بتقليدي أيها المعتوه
قال الثاني صاحب الشعر الأزرق القاني الطويل و العينين العسليتين: هل أصبحت ببغاء قبل أن أعلم؟ لقد أخبرتك مرارا بأن تتوقف عن تقليدي
نهضا ليحل الصمت بينهما أعينهما لا تزال تتحدث بالرغم من ذلك نظرا لإيف التي بدأت تضحك عليهما بمرح شديد لتقول: من الجيد أنكما لم تتغيرا تيم و تيو سعيدة برؤيتكما من جديد
تلك الابتسامة التي رسمتها على شفتيها خطفت قلبيها نظراتهما المعجبة بها أثارت انزعاج إيثان كالعادة ليضرب رأسيهما بقوة و يقول: لا تنسيا بأننا نعمل هنا ثم لابد أن الآنسة متعبة للغاية لذا أسرعا بتحضير شيء لها
وضع كلاهما يده على رأسه متألما ابتسمت إيف سعيدة بأن الأوضاع لم تتغير حتى قالت: لم يبقى عداكم في النهاية
قال تيو صاحب الشعر الأزرق: كما لو أنك تحتاجين لأشخاص غيرنا
قال إيثان: هل أنت مريضة آنستي؟
هزت رأسها بهدوء نافية ذلك لتتبدل ملامحها لأخرى مرحة و تقول بمرحها الذي اعتادوا عليه: لقد أحضرت لكم هدايا مميزة لن تجدوا لها مثيل في العالم أجمع
اقترب منها الشابين بمرح شديد منتظرين ما ستهديهما اقتربت من تيو الذي لطالما طلبت منه أن يرفع تلك الغرة عن عينه اليمنى أخرجت دبوس شعر فضي به سلسلة نحيلة ارتبطت ببدر و نجم جميلين لتقول له: تبدو وسيما هكذا لذا لا تزعجني و تخرج هذا الدبوس
قال تيو بابتسامة لطيفة: بالتأكيد لن أفعل بعد أن وضعته بيدك سوف أحافظ عليه كحياتي تماما
ابتسمت له بمرح لتتوجه لتيم لتضع له قرط فضي حلقي الشكل نقش عليه رمز لنجمة و هلال لتنظر إليه بهدوء ثم تقول: كما توقعت إنه يناسبك تماما حقا إن الحلي تناسبك كثيرا تيم
قال تيم: هل أعد هذا مديحا أم سخرية إيف؟
ضحكت بمرح شديد ليبتسم بهدوء وجهت نظرها لإيثان الذي كان يمسك أعصابه كي لا يفسد سعادة المنزل بعودة سيدته لتبتسم بمرح اقتربت منه لتقول له: حقا لقد فعلت الكثير لأجلي و مهما قلت و فعلت لن أستطيع رد شيء صغير مما فعلته لذا رجاء تقبل هذه الهدية البسيطة مني
وضعت ذلك الدبوس الفضي على شكل قمرين متداخلين و نقش عليها "No.1" على الجهة اليسرى القريبة من الياقة ابتسم لها بهدوء و انحنى قليلا انزعج الشابين من دبوسه ليقول تيم: لم هو الرقم واحد؟
قالت إيف: أتعرفان بأنه عندما كنتما صغيرين كنت أعنتي بكما؟ لقد قلتما لي بأنني كل شيء بالنسبة إليكما....إيثان هو سبب وجودي في ذلك الوقت و ما أنا عليه لذا لا تنزعجا
قال تيو: لحظة لحظة هل قلت "عندما كنتما صغيرين"؟ أنا أكبرك عامين و تسعة أشهر و أربعة أيام كيف كنت تعتنين بي؟ فقط أخبريني
قال تيم: لم أنت منزعج هكذا؟ فقط افهم ما تريد قوله و حسب هل أنت غبي لهذه الدرجة تيو؟
قال تيو: ماذا قلت؟ لم أسمعك جيدا أيتها الحشرة السخيفة
صمت كلاهما يحدقان ببعضهما بانزعاج شديد توقفت تلك النظرات القاتلة لاحتضان إيف لهما بتلك الطريقة اللطيفة ابتسما لها بمرح شديد لتقول: أنا حقا سعيدة لعودتي إليكم يا رفاق
ابتسم جميعهم لها بلطف شديد ذهبت برفقة إيثان لغرفتها في الطابق الثاني أثناء سيرهم في الممر توقفت إيف أمام نافذة مكسورة ليقول إيثان: أنا آسف لم أنتبه لهذا سوف أقوم باستبدال الزجاج حالا
ابتسمت له بمرح شديد ليتغير زجاج النافذة المكسور فتحت الباب المقابل لها لتدخل الغرفة المتوسطة الحجم ذات السرير البني المتوسط الوسادة الزرقاء القانية و الغطاء رتبا بشكل لطيف عليها و خزانة ملابس بنية داكنة بزخرفة نباتية على الأبواب و طاولة طابقت تصميم الخزانة رتبت عليها بعض العطور و مساحيق التجميل و مرآة متوسطة الحجم توجهت إيف نحو نافذة الغرفة المتوسطة الحجم لتفتحها و تتنشق عبير الأزهار علت الابتسامة وجهها ليقول إيثان: الجو بارد يا آنسة لا نريدك أن تصابي بالمرض
قالت إيف و هي تغلق النافذة: حسنا سأكون حذرة
قال إيثان: رجاء خذي قسطا من الراحة سوف أطلب منهما تحضير شيء دافئ
انحنى لها ثم غادر الغرفة أغلق الباب خلفه بهدوء سار قليلا مبتعدا عن الباب ليتوقف و يقول: إلى متى تودان الاختباء هناك؟
رفع رأسه لينظر للشابين اللذين ابتسما له بارتباك نزلا من هناك ليقول تيم: لقد بدت متعبة للغاية و حزينة اعتقدت بأنها ستحدثك بالأمر
قال تيو: ربما حدث شيء سيء معها
قال إيثان: إن كانت الآنسة قلقة و حزينة أليس من واجبنا إسعادها؟ لذا تحركا سريعا و حضرا لها شيئا خفيفا دافئا لتتناوله
غادرا على وجه السرعة بتنافس كالعادة ظهرت ابتسامة صغيرة على شفتي إيثان الذي أمسك بذلك الدبوس ليقول في نفسه: حتى الآن لا تستطيعين البوح بما يجول في ذهنك لنا
أطلق تنهيدة مستسلمة ليعود لعمله في المساء في قلعة وارس حيث الأجواء الباردة لا تهزم نشاطهم و مرحهم كان لويس لا يزال يحاول العثور على إيف المختفية كذلك ليو لم يستسلم بعد في ذلك اليوم جلسا معا يشربان الشاي بهدوء عل تدفئة عقولهم تظهر نتيجة قال ليو: حقا كيف يمكنها إخفاء هالتها بهذه الطريقة؟
قال لويس: لا أتعجب هذا فهي عبقرية
ابتسم ليو لمدحه إياها تنهد بعد ذلك طرق الباب لينظرا في اتجاهه دخل مارتن ليقول: ألا زلتما تبحثان عنها؟
قال لويس: أجل و ليس هناك أي جديد
قال مارتن: حسنا لا داعي لإتعاب نفسيكما فقد حصلنا على عنوانها
نظرا إليه باستغراب و اندهاش شديدين أخرج مارتن ذلك الظرف الأبيض المتوسط الحجم وضعه على الطاولة بالقرب منهما حمله ليو ليقرأ العنوان الذي كتب عليه قال لويس: أقرأت الرسالة؟
قال مارتن: أجل و هي تطلب منا التوقف عن البحث عنها و مستعدة لاستقبالنا في أي وقت
قال ليو: هكذا إذا حسنا هذا جيد
قال لويس: سأنام أخيرا
ضحكا عليه بمرح شديد تحدثوا معا باستمتاع شديد نام الجميع بعد يوم مرهق من الأعمال صباح اليوم التالي كانت إيف تحدق بالسماء المثلجة من نافذة غرفتها طرق باب غرفتها ليفتح الباب دون انتباهها اقترب منها ليقول: صباح الخير آنستي أتمنى بأنك قد نمت جيدا
التفتت إيف إليه لتبتسم بمرح و تقول: صباح الخير إيثان
قال إيثان: صحيح أن الإفطار متأخر عن وقته لكنه جاهز الآن أتريدين تناوله في غرفتك؟
نهضت إيف من الكرسي لتقول: لا سأتناوله مع الجميع فهذا سيكون أمتع
غادرت الغرفة ليلحق بها إيثان لغرفة الطعام حيث كان تيو يعد الطاولة بينما يرتب تيم الأواني عليها دخلت إيف لينظرا إليها و يقولا: صباح الخير إيف
نظرا لبعضهما بانزعاج شديد لتبتسم لهما بمرح جلست على الكرسي المخصص لها كما فعل البقية نظرت للوجبات الشهية لتقول: تيم أصبحت ماهرا حقا
قال تيم: ماذا؟ أنا لن أعد شيئا كهذا
قال تيو: ماذا تقصد بكلامك المهين هذا؟
قال إيثان: رجاء احترما وجودكما على طاولة الطعام
الشرارات لا تزال تخرج من عينيهما ابتسمت لهما لتبدأ بتناول الطعام ليفعل الآخرين كذلك كان الجو هادئا و باردا بالرغم من المدفئة مشتعلة كان الجميع قلق و هو يحدق بإيف التائهة في عالم أفكارها الغامضة توقفت إيف عن تناول الطعام بلا شعور منها تبادلوا النظرات القلقة قال تيو: أهناك شيء ما يشغل بالك إيف؟
نظرت إيف إليه بتلك النظرات الباردة التي اعتادوا عليها بريقها قد رحل منها تداركت الأمر لترسم ابتسامة على شفتيها لتقول: آسفة أنا لست جائعة جدا
دفعت الكرسي الأبيض ذو الشرائط الزرقاء للخلف لتنهض و تنحني لهم و تغادر الغرفة أغلقت الباب خلفها بهدوء قال تيم: حقا بم تفكر بهذه الجدية؟
قال تيو: علينا فعل شيء حيال ذلك
قال تيم: و هل لديك أي اقتراحات مذهلة؟
قال تيو: أتريدني أن أقتلك؟ أنا لا أمانع ذلك حقا
قال تيم: حقا لا أعلم لم أنت من بين جميع الناس موجود هنا
أجوائهما الساخنة الحائمة حولهما تحولت لجليد فور سماع صوت الكرسي الخاص بإيثان يتحرك للخلف نظرا إليه بشيء من الخوف ليتنهد و يقول: هذا ليس وقتكما أبدا الآنسة بحاجة إلينا لذا علينا فعل شيء ما
غادر الغرفة يفكر في شيء ما يبعد ذلك الشبح المزعج عنها توقف عن السير فور شعوره بهالتها تبتعد عن المنزل أطلق تلك التنهيدة الهادئة ليتوجه لغرفته عند إيف التي كانت تسير بلا وجهة محددة و أفكارها تأخذ جل انتباهها توقفت على صوت بكاء طفلة صغيرة نظرت إليها تبحث عن شخص ما وسط زحام الناس اقتربت منها لتجثو بالقرب منها و تقول: ماذا هناك؟ لم هذا البكاء؟
رفعت الفتاة رأسها لتنظر لإيف بذهول فلون عينيها المميز الجميل جعلها تنسى سبب دموعها التي تحولت لبلورات جميلة بسبب البرد لوهلة ابتسمت لها لتعود لرشدها و تقول: أنا أبحث عن أخي لقد تأخر عن الحضور لأخذي من الحضانة
مسحت إيف دموعها اللطيفة لتبتسم لها و تقول: حسنا لا تحزني سأخذك للمنزل
قالت الفتاة: لكنني لا أعرف الطريق للمنزل
نهضت إيف لتساعد الفتاة على النهوض انتبهت لتغير لون بشرتها و ارتجاف أصابعها خلعت وشاحها لتلفه حول عنقها و كذلك قفازات يديها التي كانت تحتفظ بها في جيب معطفها لتقول لها: لابد أنك تشعرين بالبرد
ابتسمت لها الفتاة بمرح شديد سارتا بين جموع الناس عل شخص يراها و يتعرف عليها لكن لا فائدة دخلتا إحدى المقاهي لتطلب شوكولا ساخنة لكلتيهما قالت إيف: أخبريني ما هو اسمك؟
قالت الفتاة: اسمي هو ناليني فايرين
قالت إيف: سعدت بلقائك ناليني أنا إيف لابد أن شقيقك قلق للغاية عليك
قالت ناليني بحزن: لقد وعدني أنه لن يتأخر هذا اليوم لذلك غادرت الحضانة
لمحت إيف الندم و الحزن الذي ظهر على وجهها الصغير و الجميل لتبتسم لها بمرح و تقول: لا تقلقي سنعثر عليه أو على عنوان منزلك فقط دعينا ننهي هذه الأكواب
هزت ناليني رأسها موافقة على ذلك بابتسامة مرحة غادرتا المقهى لتسيرا لبعض الوقت تائهتين حتى أوقفهما صوت صارخ ينادي باسم ناليني التفتا لصاحب الصوت الذي كان يركض ناحيتهما كالمجنون حتى توقف عندهما ليلتقط أنفاسه الهاربة منه جلس القرفصاء ليمسك بناليني من كتفيها بشيء من القوة و يهزها بتلك الطريقة الشبه عنيفة ليقول لها: لماذا غادرت؟ لقد كدت أصاب بنوبة قلبية لا تفعلي هذا مجددا
تجمعت الدموع في عينيها لترتمي بين أحضانه عانقها شقيقها بمرح شديد رفع رأسه لينظر لإيف التي تاهت في أفكارها مجددا نهض ليقول لها: شكرا لك يا آنسة أنا حقا شاكر لك
قالت إيف: لا عليك المهم أنكما عثرتما على بعضكما
قال الشاب: ألم نلتقي من قبل يا آنسة؟
نظرت إيف إليه محاولة إيجاد شخص بنفس الملامح في ذكرياتها لتقول: أجل لقد التقينا سابقا اصطدمت بك بالأمس
قال الشاب بمرح: آه أجل يبدو أنها مصادفة جديدة أنا لوكاس فايرين و هذه شقيقتي ناليني المزعجة
نفخت ناليني وجنتيها بانزعاج شديد لتبتسم لها بمرح شديد غادرت بعد ذلك دون قول شيء لها عادت للمنزل لترى إيثان في استقبالها لمح تغير لون بشرتها و يديها ترتعشان من البرد ليقول لها: آنستي أين كنت طوال هذا الوقت؟
قالت إيف: كنت أتجول و حسب اشتقت للسير في المدينة
قال إيثان: ألم يجدر بك أخذ وشاح و قفازات ليديك؟
قالت إيف: لقد فعلت لكنني قدمتها لطفلة كانت تائهة في الطريق
ابتسمت ليتنهد إيثان لتتسع ابتسامتها قال إيثان: لقد وصلت رسالة من السيد هايلون يقول بأنه قادم للزيارة برفقة السيدة خلال يومين كما أنه وصلت الأوراق الرسمية التي تثبت وجود إيف كونيل قبل دقائق
قالت إيف: حقا؟ هذا جيد سوف يأتي شخص ما للزيارة بإمكاني الاعتماد عليك أليس كذلك؟
قال إيثان: بالتأكيد آنسة كونيل
ابتسمت له بمرح شديد لتصعد لغرفتها عند لوكاس الذي عاد لمنزله وبخته والدته على إهماله و قلة انتباهه صعد لغرفته أغلق الباب خلفه ليجلس على الكرسي المواجه للحاسوب ليكمل بحثه حتى رن هاتفه ليرفع الخط و يقول: مرحبا
قال المتصل: هل انتهيت من ذلك البحث؟
قال لوكاس: على وشك الانتهاء سأرسله حالما أنتهي
قال المتصل: لا تتأخر فدرجاتك على المحك
قال لوكاس: أدرك ذلك
أغلق الخط ليبذل جهدا أكبر أنهى ذلك البحث ليرسله لمعلمه فقد تأخر عن موعد التسليم بثلاث أيام تلك التنهيدة الارتياحية ليبتسم بمرح نهض من الكرسي لينزل الدرجات توجه لغرفة المعيشة حيث وجدت والدته و شقيقته التي اقتربت منه بمرح شديد جلست بالقرب منه لتقول: هل أنهيت واجبك أخي؟
قال لوكاس: أجل لقد فعلت منذ قليل
قالت الوالدة: هذا جيد اعتقدت بأنك ستعاقب مجددا
قال لوكاس: لا تقلقي يا أمي كل شيء سيكون بخير
ابتسم لوالدته بلطف ليطمئن قلبها القلق عليه دائما دخل والده بذلك الوجوم الذي لا يفارقه لكن اليوم بدا أكثر وجوما نهضت الوالدة لتقترب منه و تقول: ماذا هناك عزيزي؟ أحدث لك شيء ما؟
عيناه اللتان كانتا تحدقان بالأرض ارتفعتا و نظرتا لزوجته القلقة عليه تحركت عيناه لابنه الذي أمسك بشقيقته يحاول تشتيت انتباهها عن الأمر بالرغم من قلقه هو الآخر تنهد و غادر غرفة المعيشة لتلحق به زوجته أوقفته بسؤالها مجددا لينظر إليها و يقول: لقد طردت من العمل و الأسوأ من هذا أنه سيتم أخذ منزلنا منا إن لم نستطع تسديد الديون في شهر
توسعت عيناي الوالدة مصدومة من الخبر الذي تسمعه أذناها شعرت بالدوار لتستند على حافة السلم البني لتقول: لم يحصل كل هذا لنا؟ يا إلهي كيف سنحل هذه المشكلة الآن؟
قال الوالد: لا أعلم لا أستطيع التفكير بأي شيء الآن
الأوضاع متوترة للغاية يفكرون بأي شيء يساعدهم لإنهاء هذه المشاكل التي لا تنتهي كان لوكاس واقف بالقرب من الباب يستمع لوالديه فكر في أمر قد يساعد في هذا ليتنهد بحزن قالت ناليني: هل أنت بخير يا أخي؟
ابتسم لها بمرح شديد ليقترب منها و يقول لها بمرح: أجل أنا بخير ما رأيك أن نلعب قليلا؟
قالت ناليني بمرح شديد: هذا رائع لنفعل ذلك
ابتسامة شقيقته المشرقة تجعله ينسى و لو القليل من تلك الهموم بدآ اللعب معا بمرح شديد في المساء في قلعة وارس التي علمت بزيارة السيد هايلون و فانتين لإيف كانوا يجلسون في غرفة المعيشة الدافئة و المريحة ليقول لويس: ستذهبان وحدكما هذا ليس عادلا أبدا
قال والد سام: حقا الأمر لم يكن مخطط له لديّ عمل في المدينة التي تعيش فيها فقررت الذهاب للاطمئنان عليها
قال سام: أردت الذهاب للزيارة لكنهما رفضا
قال توماس: حسنا دعوهما يذهبان و حسب لم كل هذا الانزعاج؟
نظر الجميع إليه باندهاش من كلماته فالجميع توقع أنه من بين الجميع يريد الذهاب برفقتهما نظر إليهم باستغراب من التعابير المندهشة التي علت وجوههم ليقول لهم:ماذا هناك؟ أقلت شيئا غريبا؟
قال آرثر: اعتقدنا بأنك ستجادل لأجل الذهاب برفقتهما
قال توماس: و لم قد أفعل شيئا كهذا؟ ثم أنهما ذاهبان لأجل عمل
قال مارتن: أنا واثق بأن شيئا ما قد ضرب رأسك توماس
ضحكوا بمرح شديد تلك الأجواء زادت الغرفة دفئا كان ويليام يستمع للموسيقى و هو يسير في الممر ذاهب لغرفته رفع رأسه عن الأرض ليعرف الشخص الذي ينتظره أمام باب غرفته ابتسم له ذلك الشخص ليقول له بمرح: يبدو أن مزاجك لم يتحسن بعد ويليام
قال ويليام: ماذا هناك عمي توماس؟
قال توماس: لا شيء فقط أردت الاطمئنان عليك فقد أصبحت شاحبا في الآوانة الأخيرة
قال ويليام: أنا بخير كما ترى لذا رجاء اسمح لي بالدخول لغرفتي
قال توماس: أود فعل ذلك لكنني لن أفعل
نظر ويليام إليه بنظراته الباردة لتقابل تلك الابتسامة المرحة من توماس الذي اقترب منه ليمسك بيده و يأخذه معه للطابق الأخير في القلعة كان مهجورا منذ فترة طويلة توقف ويليام عن المسير فور معرفته لوجهتهم التفت توماس إليه ليرى التعابير الباردة التي كانت تعلو وجهه لم تخفي الاندهاش و الارتباك اللذين ظهرا عليه حتى يديه بدأتا في الارتعاش لمجرد الوصول لذلك الباب المغلق لم تعد قدماه قادرة على حمل ثقل جسده ليستند على الجدار القريب منه قال توماس: ماذا هناك ويليام؟ نحن لم نصل بعد لوجهتنا
فتح ويليام شفتيه ليقول شيئا ما لكنه لم يستطع إجبار لسانه على التحرك للتحدث تنهد توماس وقف هناك بانتظار عودة ويليام لطبيعته لكن الأمر لا يبدو كما لو أنه سينتهي قريبا فويليام قد تذكر وعده الذي لم يستطع الحفاظ عليه و لحظاته الأخيرة مع عمته التي لا يستطيع قلبه نسيانها فتحت تلك النوافذ على مصرعيها فجأة لتدخل تلك الرياح القوية جدا ليشعرا بذلك الحضور الذي لا يستطيع أي شخص نسيانه لمجرد اختفائه أشعلت الأضواء المعلقة على الحائط في شكل مجموعات التفت توماس للباب الذي سمع صوته يغلق بمفتاح ما اختفى ذلك الحضور بعدها عرف توماس المقصد من ذلك التصرف المفاجئ ليقول في نفسه: لا أعرف لم كل هذا الاهتمام لكنني واثق بأنك لا تريدين لمشاعره أن تجرح أكثر من ذلك
ابتسم لذلك التصرف الصادر منها في منزل كونيل توقف الخدم عن أعمالهم بعد شعورهم بتلك الهالة المخيفة تقل فجأة غادر الشابين المطبخ لغرفة إيف وصلا هناك ليريا إيثان يقف هناك نظر إليهما ليطلب إليهما الرحيل انزعجا من ذلك لكنه لم يهتم بذلك طرق باب الغرفة ليقول: آنستي هل أنت بخير؟
انتظر لسماع إجابتها لفترة ليكرر طرق الباب فتح الباب بعدها ليوجه نظره للسرير ليراها مستلقية هناك رفعت رأسها لتنظر إليه لتقول: ماذا هناك إيثان؟ أحدث شيء ما؟
قال إيثان: هل أنت بخير يا آنسة؟
قالت إيف: أجل أنا بخير آسفة لم أسمع طرقك للباب
فتح إيثان فمه ليقول شيئا ما لكن دخول الشابين الهمجي منعه من ذلك توجها لسريرها على الفور ليقولا في وقت واحد بصوت قلق للغاية: هل أنت بخير إيف؟
ابتسمت إيف إليهما بمرح شديد و قالت: أجل أنا بخير لم الجميع قلق هكذا؟
قال تيو: بالتأكيد سنقلق عليك حتى لو لم يوجد سبب
قال تيم: أواثقة بأنك بخير؟ أرى الكثير من الهالات السوداء أسفل عينيك
قالت إيف: لا تقلقا أنا حقا بخير أنت أيضا إيثان لا داعي لكل هذا القلق
هز رأسه مجيبا عليها لتبتسم له بلطف اقترب من الباب ليقول: هيا علينا ترك الآنسة ترتاح قليلا
قال تيو: مستحيل أن أغادر و أتركها في هذه الحالة
نظر إيثان إليه بتلك النظرات الحادة ليشعر بقلبه يرقص في داخله أنزل رأسه باستسلام ليغادر برفقة تيم الغرفة محيت تلك الابتسامة فور مغادرتهم لغرفتها لتنظر للقمر بهدوء و تقول بصوت منخفض: لا داعي لذلك بعد الآن
أعادت بجسدها للسرير دون إغماضها لعينيها بعد يومين قبيل غروب الشمس نزلت إيف الدرجات لتنظر لتيم الذي كان يغادر غرفة الضيوف لتقول له: تيم هلا أحضرت لي كوب ماء رجاء؟
قال تيم بمرح: بالتأكيد سوف أجلبه فورا
ابتسمت له بمرح شديد لتتوجه لغرفة الضيوف طرقت الباب ثم دخلت انحنت للضيفين اللذين أتيا لزيارتها لتقول بعدها: مرحبا سيد و سيدة هايلون سعيدة برؤيتكما من جديد
قالت والدة سام: لا داعي لكل هذه الرسميات إيف و نحن أيضا سعيدان لرؤيتك بخير
قال والد سام: تفاجأت عندما قرأت اللقب الموضوع قرب البوابة
قالت إيف: آه أجل نسيت إخباركم بذلك في رسالتي آسفة
قالت والدة سام: لا عليك أبدا عزيزتي
ابتسمت لها بلطف شديد شعرت إيف بالحنان المنبعث من كليهما تحدثا معها لبعض الوقت حتى أخبرتهم بما تريد القيام به خلال أيام قليلة ليقول والد سام: لو احتجت المساعدة في أي شيء فلا تترددي بسؤالنا
قالت إيف: شكرا على العرض لكنني أرفض أريد تجربة ذلك بنفسي
قال والد سام: أتفهم الأمر جيدا
قالت والدة سام: لقد تأخر الوقت يجب عليك الارتياح سيكون لديك الكثير لتفعليه في الغد
قالت إيف: لا تقلقي عليّ فأنا قد قمت بالكثير في اليومين السابقين
قال والد سام: يبدو أنك متحمسة للأمر كثيرا
قالت إيف: بالتأكيد
ابتسمت له بمرح ودعتهما بعد حديث ممتع دام طويلا عند لوكاس الذي غادر عمله للتو نظر للساعة الرقمية الموضوعة على رفوف إحدى المحلات ليراها الساعة الحادية عشر و خمس و ثلاثين دقيقة ليقول: عليّ الذهاب للمنزل قبل أن يبدأ والديّ بالقلق عليّ
أكمل سيره بهدوء حتى وصل لمنزله تفاجأ من اختلاف الأجواء ابتسامة والدته لا تنفك عن الظهور و السعادة الظاهرة على وجه والده ليس بالأمر المعتاد تعجب ذلك كثيرا قالت والدته: أهلا بعودتك لوكاس
قال لوكاس: مرحبا أحدث شيئ ما؟
نظر لوالده الذي أجاب قائلا: أجل لقد حدث أمر رائع للغاية
قال لوكاس بابتسامة مرحة: هذا رائع ماذا هناك؟
ظهرت ابتسامة كبيرة على وجه والده الذي اعتاد العبوس في كثير من الأوقات ليجيب بمرح: لقد حصلت على وظيفة لدى شركة للمواد الغذائية كمدير لفريق الانتاج
قالت الوالدة: أليس هذا رائعا لوكاس؟ لن نقلق بشأن ديوننا بعد الآن
ابتسم لوكاس لوالديه بمرح شديد تحدث معهما ثم صعد لغرفته ألقى بجسده على السرير ليتنهد بارتياح و يقول: ربما هكذا أستطيع التركيز على دراستي أكثر
أغلق عينيه لينام قبل أن يدرك الأمر استيقظ على صوت طرق الباب نهض من السرير حالما دخلت ناليني الغرفة بمرح شديد و هي تقول: صباح الخير لوكاس
قال لوكاس: صباح الخير ناليني لم لم تذهبي للحضانة بعد؟
قالت ناليني: أبي ذهب للعمل باكرا و أمي لا تزال نائمة
نظر إليها ليراها ترتدي زي الحضانة بشكل غير منظم الأزرار غير مرتبة و ربطة العنق مربوطة بشكل مضحك بينما ترتدي التنورة بالمقلوب ابتسم لها بمرح شديد ليضعها على سريره و يقول لها: سوف أذهب لأستحم ثم أحضر لك الفطور بعدها نغادر سويا
قالت ناليني بمرح: ياي فطور من إعداد أخي هذا رائع
حمل ثيابه على ذراعه الأيسر ليغادر غرفته و يتجه للحمام استحم و بدل ثيابه نظر لعينيه المتعبتين في المرآة الموضوعة داخل الحمام تنهد و قال: يجب أن أعد الفطور لها
غادر الحمام ليتوقف أمام باب غرفة والديه طرق الباب لينتظر سماع إجابة من والدته النائمة ابتسم بلطف ليقول: ربما هي تستريح فقد كانت تعمل بجهد كبير خلال الأيام السابقة
عاد لغرفته ليرتب ملابس شقيقته ثم ينزل برفقتها للمطبخ أعد لها وجبة الإفطار ليتناولاها معا بمرح و أعد لها صندوق غداء أخذها للحضانة ليودعها هناك أثناء سيره تأكد من الوقت ليقول في نفسه: لا يزال الوقت مبكرا سوف يصاب أصدقائي بصدمة فأنا لم أذهب للمدرسة منذ أسبوعين
ابتسم لنفسه بمرح و هو يتخيل وجوه زملائه في الصف ليسير في اتجاه مدرسته وصل لهناك ليتجه للمكان الذي اعتاد الجلوس فيه مع أصدقائه وصل إليهم ليقول بمرح شديد: صباح الخير جميعا
نظروا إليه باندهاش شديد اقتربت منه فتاتان بمرح شديد لتقول الأولى: لا أصدق عينيّ أأنت حقا لوكاس؟
قالت الثانية: انتظري إيما ربما هو مستنسخ أو شبيه له تعرفين كم لوكاس مشغول بشيء ما
ضحك بمرح شديد على كلماتها ليقول: هذا أنا حقا لا داعي لكل هذه التخيلات لوري
نظرتا إليه بتفحص لتعانقه إيما بمرح شديد بينما تحتضن لوري ذراعه بسعادة لتقول: لقد بدأت أشعر بالممل بدونك خيرا أنك عدت
قالت إيما: اعتقدت بأنني لن أراك مجددا
ابتسم لهما بلطف اقترب منهم ثلاثة فتية ليقول الأول: و ها قد سرق الأضواء من جديد إلى متى تنوي القيام بذلك لوكاس؟
قال لوكاس: لا تقل هذا كما لو أن الأمر بإرادتي
قال الشاب الثالث: اعتقدت بأنك لن تكمل دراستك بعد كل هذا الغياب
قال لوكاس: حقا كنت أمر بظروف سيئة لكنها تحسنت الآن
قالت إيما: تعرف بأننا لن نبخل بمساعدتك أبدا لوكاس
قال الشاب الأول: تعرفينه عنيد كالحجر لا يريد قبول الشفقة من أي شخص
قال لوكاس: أنت حقا تحب وضعي في مكان مظلم جيم
قال جيم: أليس الأمر كذلك؟ لا أظنني الوحيد الذي يراك هكذا صحيح؟
قال الجميع بصوت واحد: لا أنت وحدك من تراه هكذا
شعر بالإحباط ليرسم ابتسامة لطيفة على شفتيه ليبادله لوكاس واحدة مثلها فهما أصدقاء منذ فترة ليست قصيرة نظر للشاب الثاني الذي كان مشغولا باللعب على هاتفه ليقول له لوكاس: أهي لعبة جديدة كين؟
قالت لوري: لا يجدر بك سؤاله أبدا عن هذه اللعبة إنه مجنون كليا بها اسأل جوش
قال جوش: لقد أخذ اليوم بطوله و هو يحدثني عن هذه اللعبة حتى أنه قدم لزيارتي في المنزل ليكمل رواية القصة
ضحك لوكاس بمرح اشتاق كثيرا لهذه الأجواء بالرغم من الجو بارد في الخارج رن الجرس ليتوجهوا للصف الذي رحب به بمرح شديد كان الصف مليء بالضجة حتى دخول المعلم الذي أصمتهم عند إيف التي كانت تغادر ذلك المبنى بعد شعورها بالملل يقتلها أكثر مما فعل توجهت لبقعتها المفضلة لتجلس على الغصن تشاهد المدينة المكسوة بالبياض تحركت خصلات شعرها مع الرياح التي هبت قالت بصوتها الهادئ: هل بإمكاني مساعدتك في شيء ما سيدي؟
رسم ذلك الشخص ابتسامة مرتبكة على شفتيه ليقول لها: آسف آنسة كونيل لقد طلب مني السيد لوسيل دعوتك للحضور لمنزله
قالت إيف: و لم قد أذهب لمنزله؟
قال الرجل: لقد طلب مني إحضارك مهما تطلب الأمر
نهضت إيف على ذلك الغصن لتفكر بالأمر قليلا ثم توافق على الذهاب برفقته وصلا للمنزل الذي ابتسم صاحبه فور وصولها دخلت الغرفة التي أرشدها إليه ذلك الرجل لتنظر للمكان من حولها غرفة مظلمة رائحة السجائر الكريهة تملؤها صوت الموسيقى أضافت سببا لكره إيف هذا المكان التفت في اتجاه الصوت الذي قطع السكون قائلا: يشرفني كثيرا تواجدك في منزلي المتواضع إيف كونيل
رفعت الستائر ليظهر الشخص الذي تحدث إليها شعرت بالانزعاج للنظر إليه فقط بينما هو ابتسم بمرح شديد ليقول لها: ماذا هناك آنسة كونيل؟ يبدو أن رؤيتك لي لا تسرك أبدا
سارت في اتجاه الباب دون المبالاة بكلماته التي ألقاها عليها للتو أوقفها عن السير كبير الخدم الذي جلبها لهذا المنزل لم تحرك ساكنا ليقترب ذلك الرجل منها و يقول: آه يبدو أنك منزعجة مني بالرغم من أنني لم أفعل شيئا لك
لم تجبه إيف بأي شيء تريده فقط أن ينهي حديثه الممل برأيها ليكمل حديثه قائلا: حسنا سأدخل في صلب الموضوع سمعت بأنك تنشئين مؤسسة صغيرة للمساعدات الخيرية لذا رأيت بأنك تقومين بأمر تافه للغاية سأحطمه لك و حسب
التفت إيف إليه بنظراتها الباردة الخانقة شعر بالرعب يسري في عروقه اقتربت منه بخطوات هادئة لتقول له: أنتم حقا عائلتين مزعجتين عائلة لوسيل و عائلة روبنسون أود تحطيكم جميعا و محي آثاركم لكنني طيبة كفاية بجعلكم فقط تبتعدون عن رؤيتي لذا رأيت أنكم مزعجون و عليكم مغادرة المدينة و إلا فالأسوأ قادم
تهديدها بتلك الابتسامة المخيفة هزت رأسه إجبارا بالموافقة اختفت من أمامه كما اختفت هالتها المخيفة معها بعد فترة من الزمن عادت للمبنى الذي غادرته لترى إيثان يسير برفقة رجل ما انحنت لهما لتقول: كيف سرى الأمر؟
قال الرجل: لقد انتهينا حقا من إقناع الشركاء المقترحين من قبلك كما أننا غطينا الموظفين في المواقع الرئيسية
قالت إيف: أنتما حقا مذهلين للغاية لم أتوقع هذا
ابتسم الرجل لها بمرح حدثها عن بعض التفاصيل المهمة ليودعها عادت للمنزل برفقة إيثان الذي طلب من الشابين الشروع في إعداد وجبة الغداء توجهت إيف لغرفتها لتجلس على سريرها تفكر في القيام بشيء ما طرق تيو باب الغرفة ليدخل بعدها و يقول: إيف الغداء جاهز و قد أعده المزعج تيم
انتبه لشرود ذهنها و هي تحدق بالسماء انزعج لرؤية تلك التعابير على وجهها اقترب منها ليمسك بيدها و يشد انتباهها إليه بالرغم من أن تلك النظرات الباردة لا تزال تنظر إليه إلا أنه لم يستسلم ليقول لها: أنا حقا لا أحب هذه النظرات المزعجة إيف إن كان هناك أمر يزعجك عليك التحدث بشأنه و إلا فإننا لن نفهم ما يحزنك
نظر لعينيها التي تسحبانه أكثر للجو المخيف خاصتها سحر تماما بقوة تلك العينين فاق من ذلك على وضع إيثان يده على كتفه رفع رأسه لينظر إليه ابتعد عنها ليتنهد إيثان و يقول: لقد أخبرتك بألا تقترب منها بهذه الطريقة لكنك لا تستمع إليّ أبدا كان الأسوأ سيحصل لو لم أحضر
قال تيو: ماذا تقصد بذلك؟
قال إيثان: لا شيء فقط اذهب الآن سأخبرها بأمر الغداء
غادر تيو الممر لينزل لغرفة الطعام رسم تيم ابتسامة جميلة على شفتيه فور معرفته هوية الشخص الذي دخل انزعج و قال: أين هي إيف؟
قال تيو: لا تزال في غرفتها سوف تحضر برفقة إيثان
قال تيم: و ماذا كنت تفعل طيلة هذا الوقت؟ أنت حقا ميؤوس منك
تعجب تيم عدم رد تيو عليه لينظر إليه و يرى الدهشة و التعجب يتملكان جسده بالكامل اقترب منه ليقول له: ماذا جرى لك؟ تبدو كما لو أنك رأيت شبحا
قال تيو: عيناي إيف بهما أمر غريب
قال تيم: حقا؟ هل اكتشفت هذا توا؟ يبدو أنك لست سوا مغفل
ابتسم تيم بسخرية من كلام تيو الذي نظر إليه بانزعاج شديد ليتنهد و يقول بجدية غير معهودة منه: أنت المغفل هنا لم أكن أقصد لون عينيها بل تأثيرهما
نظر تيم إليه بعدم تصديق كما لو أنه أصيب بالجنون فجأة انزعج تيو من تلك النظرات ليغادر غرفة الطعام كاد أن يصطدم بإيف لكن إيثان أسرع في إبعادها عن طريقه ليقول له: هلا نظرت لطريقك و أنت تسير؟ كدت تصطدم بالآنسة
نظر تيو إليها بقليل من التفحص لتتعجب تلك النظرات التي وضعت على وجهه لتقول بمرح: ماذا هناك تيو؟ أحدث شيء ما؟
قال تيو بارتباك: لا أبدا كل شيء على ما يرام
نظرت إليه بشيء من التفحص ليزيد ذلك الارتباك الذي ملأ كيانه ابتسمت له في النهاية لتقول: دعنا نتناول الغداء معا فأنا حقا أشعر بالجوع
أمسكت بذراعه لتسير برفقته لغرفة الطعام رحب تيم بها ثم نظر لتيو بانزعاج شديد كاد يقتله بنظراته لتقول له إيف: تيم هلا توقفت عن هذا؟
قال تيم: لا أستطيع عيناي تفعل ذلك تلقائيا
ضحكت إيف بمرح على كلماته لتجلس في مكانها ليفعل البقية ذلك تناولوا الطعام و إيف تحدثهم عما حدث معها هذا اليوم عند لوكاس الذي قد غادر المدرسة بعد نهاية الدوام برفقة أصدقائه قال جوش: لنذهب للمطعم القريب من هنا لنحتفل بعودتك للمدرسة
قال كين: حقا لنفعل ذلك و بسرعة فأنا جائع للغاية
قالت إيما: أشك في أنك تفكر في شيء غير الطعام و اللعب
ابتسم كين لها بلطف شديد ليقول: نسيتي إضافة اسمك أيضا
اقتربت إيما من لوري لتخفي وجهها المحمر من الخجل ابتسم لوكاس لتصرفاتهما ليقول جوش: حسنا لنذهب و إلا فإن المقاعد سوف تحجز كلها
قال لوكاس: آسف لا أستطيع الذهاب برفقتكم عليّ أخذ شقيقتي من الحضانة
قالت لوري: إذا لنذهب معك ثم نذهب لذلك المطعم
قال لوكاس: حقا لا أستطيع لديّ شيء أفعله
نظر الجميع إليه بارتياب ليشعر بالتوتر الشديد اقترب جيم ليضع يده على كتفه و يقول للآخرين: اذهبوا و احجزوا لنا المقاعد سنحضر ناليني و نذهب إليكم على الفور
قال جوش: حسنا لا تتأخرا أتريدان أن نطلب عنكما؟
قال جيم: أجل افعل لكن أحذرك إياك أن تطلب شيئا غريبا
ضحك جوش بمرح شديد ليذهب برفقة الأخرين لذلك المطعم بينما سار الشابين في طريقهما لحضانة ناليني كانا يسيران بصمت لم يتوقف جيم عن التحديق بلوكاس الناظر للطريق بصمت ليتنهد و يقول: حقا ماذا هناك لوكاس؟ أحدث شيء ما؟
قال لوكاس: لا شيء كل الأمور على خير ما يرام
وقف جيم أمامه ليقول: لا تحاول الكذب عليّ أنا أعرفك منذ خمس سنوات
نظر لوكاس لعينيّ جيم اللتين تحدقا به بجدية و قلق أبعد عينيه عنهما ليتنهد و يقول: نمر بأزمة مادية لذا بدأت العمل و قبل أسبوعين تدهورت الحال لأسوأ مما كان عليه لذلك اضطرت للعمل بدوامين بعد المدرسة لم أخبر والديّ بالأمر لا أريدهما أن يقلقا بشأني
كانا يسيران بهدوء استمع جيم للقصة التي جعلت صديقه يتغيب عنهم لفترة من الزمن تنهد بعد ذلك ليقول له: كان يجب أن تخبرنا بذلك مهما كان الأمر سيئا نحن أصدقائك لا تعرف كم قلقنا عليك حتى أن لوري اعتقدت بأنك تورطت مع عصابة ما
ضحكا معا بمرح شديد سعد جيم لرؤية صديقه يضحك برفقته من جديد وصلا لحضانة ناليني التي امتلئت بأصوات الأطفال المرحة و الابتسامات التي علت وجوه الجميع دخلا المبنى يبحثان عن ناليني رأتهما إحدى المعلمات هناك لتقترب منهما و تقول: مرحبا لوكاس لم نرك منذ فترة طويلة مشغول بالدراسة؟
قال لوكاس: أجل نوعا ما أتيت لأخذ ناليني أين هي؟
قالت المعلمة بمرح: لقد أتت والدتك و أخذتها للمنزل هذا اليوم
قال جيم: الآن ليس لديك حجة غياب
نظر لوكاس إليه بمرح شديد ليغادرا المكان اتصل لوكاس على المنزل ليخبرهما بأمر ذهابه مع أصدقائه وافقت والدته على ذلك ذهبا للمطعم ليقول كين: لقد تأخرتما كثيرا ماذا كنتما تفعلان طيلة هذا الوقت؟
قال جيم: لا شيء ذهبنا و عدنا
قالت لوري: لقد أصابنا الملل بسبب هذا المزعج
قال لوكاس: يتحدث عن لعبة أخرى
جلسا في مكانيهما كان لوكاس بالقرب من لوري التي جاورت جوش القريب من النافذة و مقابلهم جيم إيما و كين تناولوا وجباتهم و أصواتهم المرحة تكاد تتعداهم أنهوها ليقضوا بعض الوقت معا ثم يعودوا لمنازلهم مع الغروب عاد لوكاس لمنزله لتسعد والدته برؤية الملامح الحيوية تعود لوجهه انتبه غياب والده عن المنزل لاحظت والدته ذلك لتبتسم له و تقول: لا يزال في العمل فدوامه لا ينتهي قبل العاشرة ليلا
قال لوكاس: هكذا إذا هل هذا يوم إجازتك أمي؟
قالت الوالدة: أجل لذلك أحضرت ناليني
قالت ناليني بمرح: لقد كانت مفاجأة رائعة حقا
حمل لوكاس ناليني ليدور بها عدة دورات ثم ينزلها لتضحك بسعادة صعد لغرفته ليبدأ بحل واجباته المدرسية عند إيف التي كانت تتجول في ذلك المبنى الذي سيفتتح بعد ساعات قليلة و هي تهمهم بلحن أغنية قديمة عاقدة يديها خلفها ظهرها و هي تقفز بطريقة طفولية من جهة لأخرى كان بعض الموظفين ينظرون إليها باستغراب خاصة أنهم لا يعرفون وجه المالك الحقيقي لهذه المؤسسة التي تريد الظهور من العدم توقفت أمام أحد الرجال الذين كانوا يتهامسون بشأنها نظر أحدهم إليها باستحقار بينما الآخرون شعروا بالارتباك خاصة بعد تلك الابتسامة التي زينت وجهها المليء بالمكر لتقول: مرحبا أتمنى أن تكونوا مستعدون للافتتاح
قال الرجل المنزعج من أسلوب حديثها: و ما شأنك أنت أيتها الطفلة؟ لم أنت هنا على أي حال؟
اعتدلت إيف في وقفتها لتلفتت يمنة و يسرة بحثا عن شخص ما لتجده يقترب منها ابتسمت بمرح شديد ليقف أمامها و يقول: هل بإمكاني مساعدتك بشيء ما؟
قالت إيف: أجل أتيت في وقتك حقا هل بإمكانك إعطائي اسم هذا العجوز؟
أشارت إليه لترى تعابير الغضب تعلو وجهه قال الرجل المساعد لها: إن لم أخطئ أنت السيد روبرت شويار صحيح؟
قالت إيف: روبرت شويار هاه؟ أنت مطرود
قالتها بطريقة لطيفة و أكملت سيرها بالنحو التي كانت تفعله من قبل تعجب المساعد من ذلك بينما انفجر بركان ذلك الرجل من الغضب غادر المكان وسط أنظار الجميع له أنهت إيف جولتها وقفت في الطابق الثاني أمام الجدار الزجاجي المطل على الخارج رأت تجمهر الصحافة و الناس المتسائلين عن هيئة هذا المكان رأت انعكاس شخص ما وقف خلفها لتبتسم بمرح و تقول: ماذا هناك إيثان؟
انحنى لها بهدوء ليقول لها: الجميع مستعد للافتتاح أتودين البدء الآن؟
قالت إيف: ربما قليلا بعد فهذا المنظر جميل للغاية
رفع إيثان رأسه ليرى تلك الابتسامة الشريرة التي علت شفتيها كما تلك النظرات التي تود التهام كل شخص تقع عليه عينيها نهض ليقترب منها رفع يديه ليتجمد في مكانه التفتت إيف إليه لتميل برأسها قليلا و تقول: إيثان هذا التصرف مشين للغاية لم أقم بفعل أي شيء لذا لا تنظر لي كمجرمة هاربة
جثى على إحدى ركبتيه ليقول: أنا حقا آسف آنسة كونيل لكن بقائك على هذا الحال سيسبب خطرا لصحتك
ضحكت إيف باستمتاع شديد توقفت فجأة عن الضحك ليحل الصمت المكان رفع رأسه لينظر إليها وجدها قد دخلت عالمها المظلم من جديد لم يعرف كيف يمدها بالضوء لتخرج من تلك الغرفة المخيفة الخاصة بها نهض من مكانه ليشعر بنظراتها تلاحقه ليقول لها: آنستي هل نبدأ الآن؟
ابتسمت إيف بلطف بقليل من الشعور بالحزن و الذنب لتقول: أجل لنبدأ سأعود أنا للمنزل لا أشعر بأنني بخير
قال إيثان: حسنا لكن دعي أحد الشابين....
قاطعته إيف بهز رأسه رافضة الفكرة تفهم الأمر و انحنى لها غادرت المبنى بطريقتها المعتادة لتسير في الشوارع قليلا وصلت أمام باب منزلها لتشعر بخيبة أمل من نوع ما فتح الباب ليظهر الشابين و يقولا لها بمرح شديد: أهلا بعودتك للمنزل إيف
تفاجأت من ذلك لكن الابتسامة سارعت بالظهور على وجهها سعدا بذلك كثيرا دخلت المنزل ليقول تيو: لقد أعددت لك وجبة خفيفة ستحبينها حقا
قال تيم بمرح: أعددت لك كوب الشاي الذي تفضلينه
قالت إيف:حقا؟ أشعر بتحسن كبير شكرا لكما
ابتسما لها بمرح شديد جلسوا معا يتحدثون بمرح شديد توجهت لغرفتها لتستلقي على السرير بهدوء لتقول: تركت العمل كله على إيثان كم أنا قاسية للغاية
ابتسمت بحزن لتغلق عينيها بهدوء في منتصف الليل فتح تيو باب غرفتها بقوة على تلك الصرخة التي دوت في أرجاء المنزل اقترب من سريرها ليرى العرق يتصبب من جبينها بالرغم من برودة الغرفة التي ترفض إشعال المدفئة فيها عينيها تكادان تملآ وجهها من الخوف أنفاسها تكاد تنتهي وضعت يديها على رأسها لتبدأ بهزه بقوة أفزعه منظرها ذلك الذي يراه للمرة الأولى أتى إيثان ليقول: أحضر لها كوب ماء بارد تحرك بسرعة
غادر تيو الغرفة سريعا ليحضر لها كوب الماء عاد للغرفة ليرى إيثان يحاول تهدئتها و هو يجلس بقربها واضعا رأسها على كتفه تقدم ليقدم له كوب الماء ساعدها على شربه شعرت بأنفاسها تعود لطبيعتها بالتدريج كما حال نبضات قلبها تلك الابتسامة التي ظهرت على وجهها جعلت إيثان يشعر بالارتباك ليقول لها: هل أنت بخير آنستي؟
قالت إيف: أنت حقا دائم القلق إيثان أنا بخير
قال إيثان: هل تريدين أن أحضر لك شيء ما؟
قالت إيف: لا فقط ابقى معي
نظرت إيف نحو تيو الواقف هناك بذهول لتستعيد شخصيتها و تقول بحزن و عيناها تراقبان الأرض: آسفة لإقلاقكما لقد كان كابوسا مزعجا لا أكثر
اقترب تيو من سريرها ليجلس بالقرب منها و يمسك بيديها اللتين لا تزالا ترتعشان من الخوف نظرت إليه لتراه يعانقها بنظراته الحنونة القلقة عليها قام باحتضانها ليمسح على شعرها بهدوء و يقول: كل شيء على ما يرام طالما نحن معك كل شيء سيكون بخير
دفنت رأسها أكثر بين أحضانه الدافئة التي تسحبها أكثر و أكثر غادر إيثان غرفتها ليتركهما وحدهما في الصباح فتح تيو عينيه على صوت تيم المنزعج و الغاضب فرك عينيه بهدوء ليقول له: ماذا تريد؟ الوقت لا يزال مبكرا
قال تيم بانزعاج أكبر: إلى متى تريد البقاء في سريرها؟
نهض تيو بسرعة بعد تدارك الأمر نظر للغرفة من حوله حاول تذكر ما حدث بعد مغادرة إيثان لكن لا شيء يحضره أمسك برأسه الذي أصيب بالصداع فجأة وجه كلاهما نظره للباب على صوت الطرق المرح لتظهر إيف من خلف الباب و هي تقول لهما بمرح: لقد تأخرتما لذا أتيت للاطمئنان عليكما أكل شيء بخير؟
نظر تيو إليها بشيء من الاستغراب فهذه التعابير لم تكن تعلو وجهها حتى آخر اللحظات التي يتذكرها ابتسمت له بمرح ليقول تيم بانزعاج: لا أصدق أنك سمحت لهذا الشيء بالنوم معك إيف
قال تيو: ماذا تقصد بهذا الشيء؟ كما تعلم أنا و أنت نفس الشيء
قال تيم: لا تقم بجمعي معك في نفس الزمرة الحقيرة
عض تيو على شفتيه بانزعاج اقتربت منهما إيف لتقول بحدة: هذا يكفي كلاكما....تيم اعتذر له
نظر تيم إليها بنظرات مذهولة من طلبها نظراتها الحادة لم تترك له المجال ليتنهد و يقول: أنا آسف فقط أسرع بالنزول فقد أنهيت إعداد كل شيء وحدي
غادر تيم الغرفة واضعا يديه في جيبه منزعجا من الموقف الذي حدث شعرت إيف بتحرك هالة تيو الواقف بقربها قام بشد قبضته التي تكاد تنفجر العروق فيها أمسكت بيده لتضعه بالقرب من وجنتها اليمنى نظر إليها بهدوء لتقول له: هو لم يقصد ذلك لذا اعذره رجاء تيو
هدأت الدماء التي غلت في شرايينه أنزل برأسه كما فعل لجسده كله ليقول لها: أنا آسف جعلتك ترين هذا الجانب مني مجددا بالرغم من وعدي لك
ابتسمت له بمرح لتربت على رأسه ليشعر بالسكينة تدخل نفسه رفع رأسه لينظر إليها بمرح شديد نزلا لغرفة الطعام طلبت من تيو الدخول قبلها لتحدث تيم الذي كان واقفا بالقرب من الباب فعل ذلك بهدوء كان تيم يحدق بالأرض و لم ينتبه لتواجدهما حتى اقتربت إيف منه لتحدق بعينيه التائهتين في بحر من المشاعر الخاصة بهما انتبه لها أخيرا ليتراجع خطوتين للخلف بفزع ليقول: لقد كدت توقفين قلبي إيف
قالت إيف بحزن: أنت الذي تكاد أن توقفي قلبي تيم منذ متى و أنت تتحدث عن هذا؟ أنت أكثر شخص من بيننا تعرف ما مدى كرهه لنفسه لم تفعل هذا به؟ ألسنا عائلة تيم؟
ذلك التوبيخ الذي صدر منها بتلك النبرة الهادئة و الحزينة جعلت قلبه ينقبض لوهلة ذلك الشعور أعاد له ذكرى قدومه لهذا المنزل "تشاجر تيم مع تيو شجارا عنيفا أدى لجرح كلاهما تدخل إيثان ليوقفهما لكن الشرارات لم تتوقف عن الخروج من عينيهما ليقول تيم بانزعاج شديد: المشكلة ليست فيك أبدا بل فيّ أنا لإنزال نفسي لمستواك و الحديث معك
قال تيو بغضب شديد يكاد يفجر جسده: ماذا تقصد بهذ الهراء؟ سوف أقتلك حقا لو لم تصمت
ابتسم تيم بسخرية ليقول: كيف لحشرة مزعجة مثلك أن تقتلني؟ أنسيت بأن قواك ليست بالشيء الجدير بالذكر
هجم تيو عليه ليقف إيثان بينهما نظر لكليهما بتلك النظرات الحادة ليقول: تيم اذهب لغرفتك قبل زيادة الأمور سوء
قال تيم: و لم أذهب للغرفة؟ سأغادر هذا المكان السخيف الذي لا يضم سوا الحثالة
رأى تلك الدماء تنزل من شفتي تيو لشدة عضهما ليبتسم بانتصار و يغادر المنزل نظر للسماء التي كانت تمطر بغزارة سار في ذلك الجو المليء بصوت الرعد المخيف كل الأشخاص في الخارج يبحثون عن مأوى لهم ليحتموا من هذا المطر لكنه الشخص الوحيد الذي لا يبالي توقف عن المسير ليقول في نفسه: تبا لم عليّ التصرف هكذا؟ كل هذا بسببك أبي أنت السبب لن أسامحك ما حييت
دموعه التي خرجت من عينيه اختلطت بقطرات المطر التي تساقطت على وجهه توسعت حدقتا عينيه على صوت ينادي اسمه التفتت ليرى إيف تركض في اتجاهه و خلفها تيو و إيثان اقتربت منه أكثر لترمي بنفسها بين أحضانه سقط أرضا لفقدان توازنه نظر إليها ليرى وجهها المحمر من شدة البكاء رفعت عينيها الزرقاوين الغارقتين في الدموع لتقول بصوتها المريض الذي لا يكاد يسمع: لم غادرت المنزل هكذا؟ لقد كدت أموت من القلق عليك لا تفعل هذا مجددا تيم أرجوك لا تفعل هذا
تلك الدموع التي غادرت عينيها لأجله جعلت قلبه المتجمد يهتز مسببا ألما في صدره حرك ذراعيه ليحيطها بها شدها لصدره ليشعر بدفء مشاعرها الموجهة له ليقول لها: أنا آسف لن أقوم بشيء كهذا مجددا لن أترك المنزل أبدا" أنزل برأسه بصمت تغير مسار الهواء المحيط به لتمد إيف ذراعيها إليه و تأخذه لأحضانها لتربت على ظهره بلطف قام بمعانقتها هو الآخر ليقول: أنا حقا آسف لن أتصرف هكذا مجددا أعدك
قالت إيف: هذا هو تيم المطيع
رفع رأسه ليقول لها: هل تحسبينني طفلا صغيرا إيف؟
ضحكت إيف بمرح شديد بعدما ابتعدت عنه لتدخل الغرفة بعده جلسوا على طاولة الطعام يتناولون وجباتهم بمرح شديد كانت إيف سعيدة برؤية تلك المشاعر الدافئة تزين المنزل الذي بنته لهذا الغرض رسمت ابتسامة لطيفة على وجهها بلا شعور منها لتقول في نفسها: هل أستحق حقا البقاء بقربكم هكذا؟
أنزلت رأسها لتمحو أفكارها تقاسيم المرح و السعادة التي علتها منذ ثوان فقط نظر إليها الفتية محاولين الغوص لأعماق كيانها الذي تحاول إخفاؤه عنهم رفعت رأسها لتنهيدة تيم الذي بدا مرتبكا لتلك النظرات التي وجهت إليه مباشرة ليقول: آسف يبدو أنني أخرجتك من أفكارك
لم تجبه بأي شيء بل لم تضع أي تعابير على وجهها ابتسمت بعدها بمرح و قالت: شكرا لك آه صحيح سنقوم بنزهة هذا اليوم
قال تيو: حقا؟ و إلى أين سنذهب؟
قالت إيف و هي تفكر: صحيح لم أفكر في هذا
نظروا إليها باستغراب ليضحك الشابين عليها بمرح شديد ليقول إيثان: ألن يكون من الأفضل البقاء في المنزل؟ فالجو في الخارج بارد قد تصابين بالمرض
نفخت إيف وجنتيها بانزعاج بالرغم من أنها أفكارها في مكان آخر حتى وقفت و قالت بمرح: أجل سنذهب للنهر سيكون هذا رائع للغاية
غادرت الغرفة قبل سماع أي شيء منهم بتلك الابتسامة السعيدة لينظر الشابين لبعضهما بصدمة شديدة بينما تنهد إيثان بقلة حيلة لينهض و يقول: يبدو أن هذه النزهة ستكون مسائية لذا استعدا لها جيدا
قالا معا بصدمة أكبر: مسائية؟ أتريد إيف قتلنا لهذه الدرجة؟
رسم إيثان ابتسامة على وجهه مستمتعا بما قالاه ليغادر الغرفة ليبدآ بترتيبها و تنظيفها عند لوكاس الذي استيقظ على رنين هاتفه رفع الخط و عيناه مغلقتان ليقول المتصل: لوكاس ألا تزال نائما؟ إنها الثانية عشرة ظهرا
قال لوكاس: أرجوك أمي دعيني أنام قليلا
قال المتصل بانزعاج: أنا لست والدتك أيها الكسول لا تتحدث في الهاتف إن كنت متعبا لهذه الدرجة
قال لوكاس: حسنا أبي سوف أنهض على الفور
قال المتصل: تبا لك لوكاس هذا أنا جيم توقف عن الهذيان
لم يسمع جيم جواب لوكاس فقد سقط الهاتف من يد لوكاس الذي لا يزال نائما أغلق الخط بانزعاج لتصرفه بعد ساعة و نصف اتصل مجددا ليرفع لوكاس الخط و يقول: صباح الخير جيم
تنهد جيم بارتياح ليقول: يبدو أنك استيقظت أخيرا
قال لوكاس: و هل تحدثنا سابقا؟
قال جيم: يا إلهي سوف تصيبني بالجنون حقا لوكاس
ضحك لوكاس بمرح شديد ليقول: أمازحك أذكر ذلك لقد كنت متعبا للغاية فقد عدت من العمل في وقت متأخر
قال جيم: اعتقدت أنك توقفت عن الذهاب
قال لوكاس: تركت عملي الأول فهو يبدأ بعد المدرسة مباشرة
قال جيم: هكذا إذا ألديك ما تفعله هذا اليوم؟
قال لوكاس: سأخرج برفقة ناليني أهناك شيء ما؟
قال جيم: لقد خططنا لتمضية هذا اليوم معا لكن إن لديك خططك فلا بأس
قال لوكاس: لا أعتقد بأن ناليني تمانع قضاء الوقت معكم لذا سأكون معكم بالتأكيد
قال جيم: حسنا سنكون بانتظارك أمام الساعة في الحديقة العامة في الثانية
قال لوكاس: حسنا سنكون عندكم في الموعد
أغلق كلاهما الخط لينظر لوكاس لساعته ليراها الواحدة و خمس دقائق غادر غرفته ليرى شقيقته تركض في الممر بمرح شديد ليقول لها: أأنت مستعدة للخروج معي هذا اليوم ناليني؟
قالت ناليني بمرح: أجل
قال لوكاس: سوف نخرج برفقة أصدقائي أنت لا تمانعين ذلك صحيح؟
قالت ناليني: لا طالما أننا سنلعب كثيرا
ضحك بمرح شديد نزل للأسفل ليخبر والديه بالأمر و قبل الموعد غادر برفقة شقيقته للمكان المطلوب وصلا لهناك ليريا جوش و لوري يتحدثان بمرح ركضت ناليني إليهما رفعها جوش عاليا لتداعب الرياح خصلات شعرها دار بها قليلا ثم أنزلها لتعانقها لوري و تقول: سعيدة برؤيتك مجددا ناليني عزيزتي
قالت ناليني: أنا أيضا سعيدة برؤيتكما
قال لوكاس: أين البقية؟
قال جوش: جيم ذهب ليخرج كين من حبسه الانفرادي ذهبت إيما برفقته
وقفوا هناك في انتظار الثلاثة البقية بينما البرد يهرب منهم بسبب دفء أحاديثهم حتى وصل البقية ليقول جيم: لا يمكن أن يسوء هذا اليوم أكثر أولا لوكاس و الآن هذا المدمن
قال كين بمرح: مرحبا جميعا.... أهلا ناليني
حملها بمرح شديد لتقول له: مرحبا كين
قال كين: لا تزالين لطيفة و جميلة كما عهدتك
ابتسمت له بخجل ليضحكوا عليها بمرح شديد تجولوا في المنطقة و لعبوا كثيرا قبيل الغروب كانوا يسيرون عائدون لمنازلهم فمع إقبال المساء بدأت الأجواء تستعد لغياب الشمس لتبدأ حفلتها الباردة كانوا يسيرون على الجسر الحديدي الذي غطي بالجليد الأبيض نظرت إيما لناليني النائمة على ظهر شقيقها لتبتسم بمرح و تقول: يبدو أنها تعبت من اللهو
قال لوكاس: أجل لقد استمتعت بوقتها كثيرا
توقف جوش عن المسير لبعض الوقت ليجبر الجميع على التوقف معه اقترب منه جيم لحيث كان يقف على حافة الجسر يحدق بشيء ما بشيء من الصدمة ليقول له: ماذا هناك جوش؟ هل أصبت بمرض ما؟
قال جوش: يبدو أن هناك أشخاص مجانين كفاية ليبدؤوا نزهتهم في هذا الوقت و المكان
أشار لمجموعة الأشخاص الذين بدؤوا بوضع أشيائهم بالقرب من النهر نظروا إليهم باستغراب قالت لوري: ربما هم هنا لذكرى ما أو حدث معين تعرفون مدينتنا تختلف فيها الثقافات و الأجانب فيها كثر
قال كين: و إن يكن لا يوجد أي شخص يود أن يكون في هذا الجو المميت خارج المنزل
قال لوكاس: أعتقد بأنني سمعت بأن الأمطار ستهطل الليلة ألا يجدر بنا إخبارهم؟
قال جيم: و لم نفعل ذلك؟ ألا يجب عليهم التأكد من حالة الجو إن كانوا يريدون الخروج في مثل هذا الوقت؟
قالت إيما: لا تقل هذا يجب أن نحذرهم أقلها
هز جيم كتفيه بعدم المبالاة لتذهب مجموعته لأولئك الأشخاص الغريبي أطوار بالنسبة إليهم وصلوا إليهم ليقول جوش: أتمنى بأننا لا نقوم بإزعاجكم
التفت إليهم الرجل الذي بدا كبيرا بالسن لينحني لهم بهدوء ثم يقول: هل بإمكاني مساعدتكم؟
قالت لوري: في الواقع لقد أردنا تحذيركم من هطول الأمطار هذا المساء
لفت نظرهم نهوض تلك الفتاة التي كانت ترتدي معطفا فاخرا أسود مبطن بالفراء الدافئة ذو قبعة كبيرة بالنسبة لرأسها و اقترابها منهم لتقول بمرح: ماذا هناك إيثان؟
قال إيثان: لقد قالوا بأنها ستهطل هذا المساء
رفعت إيف رأسها للسماء الصافية التي بدأت نجومها الجميلة تظهر نظرت إليهم لتقول: ربما أخطاؤوا في ذلك
قال جيم: لقد أخبرتكم بألا تتطفلوا عليهم لكنكم لا تسمتعون إليّ
ابتسمت له بمرح شديد لتقول: لم لا تنضمون لنا؟
نهض الشابين من خلفها ليقولا لها: توقفي عن جنونك إيف يكفي أنك تريدين قتلنا
ضحكت بمرح شديد لتقول: أنا لن أفعل ذلك ثم أن شيئا جميلا سيحدث حقا
قال لوكاس: ربما يجدر بنا الرحيل فالشمس ستختفي قريبا
نظرت إيف إليه لتقترب منه بلا شعور منها تعجب الجميع من حولها حتى توقفت أمامه لتقول: كنت أحاول تذكرك لقد ضعت في ذكرياتي إن لم أنسى لوكاس فايرين صحيح؟
قال لوكاس بمرح: أجل أنا هو التقينا مصادفة مجددا
ابتسمت له بمرح شديد ليفعل المثل وسط اندهاش الجميع من المعرفة الغريبة بينهما دعتهم إيف للبقاء معهم لرؤية حدث مميز في هذه الليلة انتهى إيثان من نصب الخيمة البنية الكبيرة و وضع به سرير متنقل جلبه لآنسته التي تعشق رؤية النجوم و هي مستلقية لكن القدر أراد لناليني النوم عليه كان دافئا و ناعما بدا الارتياح على وجه ناليني فور وضعها عليه بينما قدم الشابين للضيوف معاطف أكثر دفئا مع أكواب شاي دافئة قال جيم: حسنا هلا أخبرتماني كيف تعرفتما على بعضكما؟
قال لوكاس: لقد مررنا بالعديد من المصادفات و هذه الثالثة
قال جيم: أتعد هذه إجابة لسؤالي حتى؟
ضحكت إيف بمرح شديد لتقول: أعرفكم بنفسي أنا إيف كونيل سعدت بلقائكم و هذان المشاكسان تيو و تيم و هذا إيثان
انحنى الشابين بالإضافة لإيثان لهم باحترام ليتعجبوا ذلك قال جوش: يبدو هذا كتصرف ملكي قليلا
قال تيم: هذا لأن إيف سيدتنا الخالدة
قالت إيف: لا تقل هذا فأنا لست شابة صغيرة
قال تيو: أعتقد أنك طفلة أكثر من شابة
نفخت وجنتيها بانزعاج شديد ليبتسموا لها بلطف على تصرفها الطفولي قال لوكاس: حسنا هؤلاء أصدقائي جيم و إيما و كين و لوري و جوش
قالت إيف: سعدت بمعرفتكم جميعا
قال كين: لديّ سؤال لك؟
تغيرت النظرات اللطيفة على وجه الشابين لأخرى جادة و حذرة لتقول إيف: و ما هو؟
قال كين: ماذا تفعلون هنا و في هذا الوقت؟
رفعت رأسها للسماء لترسم ابتسامة لطيفة على وجهها و تقول: سوف تعرف قريبا لنستمتع بوقتنا حتى ذلك الوقت
شعر أصدقاء لوكاس بالارتياب ناحيتها بعد مرور وقت قصير وقفت إيف لتجبر الجميع على الصمت أغمضت عينيها لتخالط كيانها بتلك الرياح الباردة الهادئة لتقول: سيبدأ العرض قريبا
رفع الجميع رأسه للسماء كما فعلت في انتظار العرض الذي حمستهم إيف لرؤيته تلك السماء الصافية المزينة بالنجوم الفضية الجميلة ازدانت بوابل الشهب الجميل المار بها نظرت إيف لوجوه الجميع المنبهرة بذلك حتى إيثان لم يخفي اندهاشه و إعجابه بهذه السماء الجميلة أخرج جوش هاتفه ليبدأ بتسجيل فيديو لهذه اللحظة قبل اختفائها ابتسمت إيف لتصرفه ذاك أعادت بعينيها للسماء لتقول: عليكم تمني أمنية قبل انتهاء هذا العرض
قالت لوري: هذه أمور للأطفال و حسب
قالت إيف: هي ستحقق حقا لذا تمنوا قدر ما تستطيعون
نظرت لوري إليها بتعجب التفتت لأصدقائها لتراهم تائهين في أفكارهم في الأمنية التي سيلقونها قبل انتهاء هذا العرض الجميل الذي أدخل الطمأنينة و السكينة في قلوبهم مرت أكثر من نصف ساعة منذ بداية هذا الوابل ليقول كين: يبدو أنك كنت تراقبين النشرة الجوية هذا اليوم
ابتسمت إيف دون التعليق على ما قاله ليقول لوكاس: حقا كنا سنفوت رؤية هذا المشهد
قال جيم: أرى أنك تلمح لشيء ما لوكاس
قال لوكاس بمرح: لا أبدا خرج ذلك من دون تفكير
قال جيم: أجل مثل ما اتصلت عليك هذا الصباح
ضحكا بمرح شديد بدأت الأحاديث المرحة بتوليد دفء أحاط بقلوبهم وزع تيو أطباق الحلوى التي جهزها منذ فترة قصيرة بينما أعاد تيم ملء الأكواب بالشاي احتست إيف الشاي باستمتاع بادي على وجهها لتقول: شاي تيم هو الأفضل حتما
قال تيم: شكرا لك على الإطراء إيف
قال تيو مدعيا الإحباط مع انزال رأسه: و أنا لا أحصل على أي شيء
قالت إيف: أنت أيضا أفضل طاهي في العالم أجمع تيو
ابتسم تيو بمرح لها التفت لتيم الذي بدأ يسخن الأجواء بشرارات الانزعاج التي وجهت لتيو الذي بادله بصواعق انزعاج تنهد إيثان باستسلام ابتسمت إيف لتصرفاتهم التي يصعب تغيرها قال لوكاس: هل هما هكذا دائما؟
قالت إيف: منذ معرفتي بهما و لا أعتقد بأن هذا سيتغير في القريب العاجل
قالت إيما: آه صحيح في أي مدرسة أنت إيف؟
نظرت إيف إليها باستغراب من سؤالها الذي أتى من العدم و لم تعد له إجابة ترقب الشابين الإجابة التي ستخبرهم بها رأى إيثان مدى تورطها ليقول: الآنسة لا تذهب لأي مدرسة بسبب حالتها الصحية لطالما أخذت دروسها في المنزل
قالت لوري: حقا؟ ألن يكون هذا سيئا لصحتك؟
قالت إيف بمرح: لا تقلقي عليّ فأنا قد تحسنت كثيرا عما كنت عليه
قالت إيما: و كم هو عمرك؟ تبدين أصغر من أختي في المرحلة الإعدادية
قهقهت إيف بمرح لتقول: لن تصدقوا ذلك لذا لن أخبركم
قال جوش: هل أنت أكبر مما يبدو عليه الأمر أم أصغر بكثير؟
هزت رأسها بالموافقة ثم بالنفي لتعود لقهقهتها الطفولية جعلت الجميع يحتار في العمر الحقيقي لهذا الوجه الطفولي اللطيف ليقول جيم: شخصيا أظنك في الرابعة عشرة أو الثالثة عشرة بالرغم من أن تصرفاتك لا تبدو كذلك
رفعت إيف أصابع يديها العشر التي ازرقت بسبب البرد لتصيب الجميع بسقطة قلبية نظروا لإيثان على أمل إعطائهم جواب حقيقي ليهز رأسه موافق على العشر الأصابع المفتوحة فتح كين فمه من شدة الصدمة التي تعرض لها قال جيم: بالتأكيد أنتما تمزحان لا أستطيع تصديق ذلك
قال لوكاس: حسنا لو نظرنا للأمر قليلا سوف تجدها إجابة مقنعة حقا
قال كين: من أي ناحية؟ بالرغم من أنني اعتقدت بأنها أصغر من ذلك
ابتسمت إيف له بمرح شديد شعرت فجأة بحضور شخص ما قريب منهم كما فعل إيثان و الشابين الذين تبادلوا النظرات المتأهبة لأي هجوم لتقول إيف: لقد مر الوقت سريعا إنها التاسعة مساء ألا يجدر بكم العودة للمنزل؟
قال جوش: سماع هذا من طفلة يشعرني بالقشعريرة
ابتسمت إيف لهم بمرح لينهضوا جميعا بدؤوا بإلقاء عبارات الوداع لتقول إيف: تيم و تيو هلا أوصلتم ضيوفنا لمنازلهم سالمين؟
التفتت إليهما بتلك الابتسامة التي فهما معناها ليتقدماهم لحيث وقفت تلك السيارة الزرقاء الداكنة الكبيرة ليفتحا لهم الباب صعدوا السيارة ليأخذا عناوين منازلهم عند إيف الواقفة باتجاه الأشجار بانتظار إظهار ذلك الشخص لهويته بعد التأكد من رحيل الشابين قال إيثان: أتريدين مني إجباره على الظهور؟
قالت إيف: لا فهو سيظهر حالا أليس كذلك؟
ظهر ظل من بين تلك الأشجار لتظهر تلك السيدة تقدمت منهما بهدوء لتجثو على ركبتيها وقف إيثان أمام إيف بعد رؤيته للجرح العميق الموجود على ظهرها تعجبت إيف لرؤية طول و عمق ذلك الجرح رفعت السيدة رأسها لتنظر لإيف لتقول لها: أرجوك ساعديني
اقتربت منها إيف على عجل لتخلع معطفها و تغطيها به لتقول: إيثان خذها للمنزل و اطلب لها الطبيب لا تنسى أن تطلب من تيو البحث حولها سأذهب لأتفقد شيء ما
قال إيثان و هو يساعد السيدة على الوقوف: سأفعل لكن كوني حذرة آنسة كونيل سأطلب من تيم اللحاق بك على الفور
ابتسمت له بمرح شديد ليغادر كل لطريقه كانت إيف تسير بسرعة بين تلك الأشجار الكثيفة التي زادت الليل ظلمة تفكر في السبب وراء ذلك الجرح الغريب سارعت خطاها أكثر حتى وصلت للطرف الآخر من الغابة لترى ذلك الحي الشبه مهجور بدا مخيفا سارت بحذر و هدوء خلف آثار الطين الكبيرة التي بدت كمخالب لحيوان ما توقفت على صوت العواء الذي سمعته التفت ناحية ذلك المنزل الكبير الأقدم عمرا بين منازل الحي كلها أنزلت رأسها لتحدق بتلك الرسوم من جديد لترسم تلك الابتسامة الشريرة على شفتيها و تقول: يبدو أننا الوحيدين المتبقين هذا جميل حقا سأعود لألعب معك لاحقا
أعطت ظهرها لذلك المنزل لتختفي أمام تلك العيون القرمزية في منزل كونيل عادت إيف لترى الشابين هناك لتقول: هل السيدة بخير؟
قال تيم: لا أعتقد ذلك فقد حضر الطبيب منذ فترة طويلة
صعدت إيف الدرجات بقلق شديد وصلت للغرفة سبقها أحدهم بفتح الباب ليظهر إيثان و يقول: آنستي أوجدت شيئا ما؟
قالت إيف: لا شيء جدير بالذكر ماذا عنها؟
قال إيثان: بالنسبة لجرحها فالطبيب لا يزال يعالج الأمر لم نجد شيئا عنها حتى الآن
قالت إيف: حسنا بإمكانك الذهاب
دخلت الغرفة لتنظر للطبيب الذي لا يزال يفحص ذلك الجرح النازف اقتربت من السرير لتقول: هل ستكون بخير سيدي؟
قال الطبيب: أجل ستكون بخير بالرغم من عمق الجرح إلا أنه لم يكن خطيرا للغاية
قالت إيف: هذا مطمئن
قال الطبيب: أتعرفينها آنسة كونيل؟
قالت إيف بمرح: أجل لم السؤال؟
نظر الطبيب إليها بشك زحف داخل دماغه بعد رؤيته لتلك الابتسامة التي ظهرت من العدم قام بتضميد ذلك الجرح ليقول: أنا حقا لست مطمئنا لتركها برفقتك آنسة كونيل
قالت إيف: ما المقصود من هذا الحذر المفاجئ؟
قال الطبيب: لا شيء معين لكن يعرف كلانا هوسك بهذه الأمور الغامضة
قهقهت إيف بمرح لتقول: حقا أنت طبيب رائع سيد رالي
ابتسم على الإطراء الذي يسمعه نادرا منها غادر المكان بعد وهلة قصيرة عند لوكاس الذي استلقى على سريره بعد حمام دافئ تذكر اللحظات التي قضاها برفقة أصدقائه يشاهدون وابل الشهب ذاك ابتسم ليقول: لقد كان ذلك مفاجئا و جميلا حقا
رن هاتفه ليتعجب من اسم المتصل رفع الخط ليقول: مرحبا لوري أهناك أمر ما؟
قالت لوري: ألا يحق بي الاتصال عليك أم ماذا؟
قال لوكاس: لم أقصد ذلك أبدا لكن اتصالاتك نادرة خاصة في المساء
قالت لوري: ابدأ بالاعتياد عليها إذا
ضحك بمرح ليقول: إذا ما الأمر؟
قالت لوري: لا شيء معين فقط اتصلت
لم تنطق بأي كلمة بعدها عرف لوكاس وراء ذلك الصمت عاصفة هائجة من المشاعر المتضاربة داخلها ليقول: هل تودين أن نتقابل؟
لم يسمع أي إجابة ليقول: حسنا سأكون عند منزلك في وقت قصير
أغلق الخط ليرتدي معطفه الأزرق و وشاحه غادر غرفته ليلتقي بوالدته المتعجبة من عجلته ليقول لها: سوف أعود حالا نسيت شيئا عند أحد أصدقائي
قالت الوالدة: لا تتأخر كثيرا
ابتسم لها بمرح شديد ليغادر منزله سار بهدوء لمنزل لوري الذي لا يبعد كثيرا عن منزله وصل لهناك ليراها تغادر باب منزلها و هي منزلة رأسها بحزن شديد اقتربت منه بخطوات صغيرة متثاقلة سار معها لمكان بعيد عن منزلها قليلا توقف عن السير لرؤيته تلك الدموع تسقط من عينيها اقترب منها ليقول لها: هل أنت بخير لوري؟
تقدمت في اتجاهه لتسند رأسها لصدره متمسكة بقميصه ليقول: أهو متعلق بداني؟
نزلت الكثير من تلك الدموع المتألمة على وجنتيها المحمرتين من البرد و البكاء لتقول بحزن شديد: قال بأنني مجرد قصة عابرة في حياته و لا يهتم بوجودي بقربه
ربت على رأسها بحنان مخففا عنها فهو يدرك مدى حبها لهذا المدعو داني صحيح أنه لم يكن الشاب الأول في حياتها لكنه الأول في قلبها لم يرد التدخل كما فعل البقية بشأن علاقتهما معا لإدراكه بمدى المشاعر التي حملته له شعرت لوري بالارتياح لاتصالها بلوكاس من بين الجميع فهي تدرك بأنهم كرهوا حبيبها هذا و أخبروها مرارا بعدم التعلق به لكن قلبها لم يريد الاستماع إليهم ألقى بتلك الكلمات المحذرة في سلة المهملات تاركا لنبضاته النطق باسمه ابتعدت عنه لينظر إليها بتلك الابتسامة الدافئة ليقول لها: لا تحزني هكذا فهذا دليل كافي على أنه لا يستحقك أليس كذلك؟
قالت لوري: أجل الأمر كذلك سوف أجعله يندم على هذا حتما
ضحكت بمرح بعدها ليبتسم لها بمرح شديد وضع يده على رأسها لتنظر إليه و يقول لها: لا داعي لإجبار نفسك كل شيء سيكون على ما يرام بإمكانك البكاء قدر ما تشائين لكن عديني بأنك لن تدخلي في نوبة اكتئاب طويلة المدى
شعرت بدفء كلماته لتبتسم بلطف و تقول له: شكرا لك لوكاس أنا واثقة بأنك أخي الضائع
ضحك بمرح على كلماتها ليقول لها: يشرفني أن أكون شقيقك حقا هيا عليك العودة للمنزل قبل أن تصابي بالبرد
ابتسمت له بمرح لتذهب لمنزلها كما فعل هو عند إيف التي كانت تجلس برفقة تلك السيدة التي استعادت وعيها لتقول لإيف و هي منحنية رأسها: أنا آسفة حقا سببت لك الكثير من المتاعب آنسة كونيل
قالت إيف: لا عليك أبدا لكن أخبريني ماذا كنت تفعلين في ذلك المكان؟
قالت السيدة: لقد أردت رؤيتك و حسب فقد سعدت كثيرا لسماعي خبر عودتك لكن شيئا ما قد هاجمني هناك
قالت إيف: ألا تعرفين أي شيء عنه؟
قالت السيدة: لا فقد هاجمني من الخلف بسرعة خاطفة
قالت إيف: هكذا إذا بإمكانك البقاء هنا حتى تشفى جراحك
قالت السيدة بارتباك: لا يمكنني ذلك البقاء في ضيافتك لفترة طويلة دون فعل شيء ما
قالت إيف بابتسامتها الخبيثة: تعرفين أن هذا الأمر يغضبني كثيرا أليس كذلك؟
أنزلت السيدة رأسها بانصياع لتبتسم لها بمرح شديد أخذت دوائها و استلقت على بطنها لتنام غادرت إيف غرفتها لتتنهد بانزعاج شديد ذهبت لغرفتها لتجلس بالقرب من النافذة لتحدق بالقمر المكتمل الجميل في السماء المليئة بالنجوم المضيئة جالت أفكارها في ذلك الفضاء الشائع شعرت بالدفء يتسلل لجسدها بهدوء نظرت للشخص الذي وضع ذلك الغطاء الدافئ على كتفيها لتقول: ألا يوجد شيء يشغلك عدايّ إيثان؟
قال إيثان بابتسامة لطيفة: أنا موجود لأجل خدمتك و حسب آنستي
قالت إيف: أخبرتك بعدد نجوم السماء بأنك لست كذلك إيثان
جثى إيثان على إحدى ركبتيه واضعا يده الأيمن على صدره الأيسر منزلا برأسه ليقول: إن لم يكن وجودي لخدمتك آنستي أفضل الموت على البقاء قيد الحياة
نظرت إيف إليه بتلك النظرات الحزينة التي وصلت لقلبه المأسور بحياتها نهضت من الكرسي لتقترب منه و ترفع رأسه لتدعه يحدق بتلك العينين الزرقاوين الساحرتين لتغمض عينيها بهدوء ابتسمت بعدها بمرح لتقول: سأكون بخير لذا بإمكانك الذهاب لأخذ قسط من الراحة
نهض من موقعه بهدوء لينحني لها و يغادر الغرفة رمت إيف بجسدها على السرير لتحدق بالسقف لتقول في نفسها: هل هذا يعني أن هذا العالم الذي بنيته سيختفي بمجرد رحيلي؟
زفرت الهواء الذي دخل لرئتيها منذ وقت قصير أغمضت عينيها لترى تلك الظلمة الحالكة تجوب في كيانها الذي لم يعرف النور منذ عقود سمعت ذلك الصوت لم يفارقها قط يناديها كما يفعل دائما ليقول لها: بنيت هذا العالم لا تضحكيني أرجوك أنت فعلت ذلك فقط لتخدعي نفسك لا أكثر أنت مجرد قاتلة
تكررت تلك الكلمتين الأخيرتين كثيرا في رأسها لتفتح عينيها بفزع شديد و خوف يكاد يجعلها تفقد وعيها نفذ الأكسجين الموجود في رئتيها أمسكت برأسها لتقول بصوت مرتجف: أرجوك دعيني و شأني أستطيع إصلاح ما أفسدته أنت لذا أرجوك فقط دعيني وحدي
أعادت برأسها للوسادة عل ذلك الصوت يغادر رأسها

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كيف حال الجميع؟ أتمنى أنكم بخير رمضان بدأ بالاقتراب فهل أنتم على استعداد له؟ اللهم بلغنا رمضان مع أحبتنا
ما رأيكم بالشخصيات الجديدة؟ هل أثارت الأحداث فضولكم لما يلي هذا الفصل؟ أود كثيرا معرفة ما يجول في خاطركم لذا لا تبخلوا عليّ بردودكم الرائعة حسنا؟ في أمان الله و رعايته

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس
  #32  
قديم 06-10-2016, 07:54 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/10_06_161465533936494.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

مضت أيام و أشهر عديدة جرت فيها الكثير من الأحداث الممتعة و المحزنة حتى ذلك اليوم الذي بدأت موازين الأشياء بالتغير فيه في منزل لوكاس الذي استيقظ على رنين هاتف المنزل في منتصف الليل غادر غرفته و هو يفرك عينيه نزل الدرجات بهدوء لينظر للساعة ليقول بنعاس: من يتصل في مثل هذا الوقت؟ إنها الواحدة و عشرون دقيقة صباحا
حمل سماعة الهاتف الأسود ليضعها على أذنه و يقول: مرحبا من المتصل؟
قال المتصل: أهذا منزل فايرين؟
قال لوكاس: أجل
قال المتصل: عليك الحضور للمشفى على الفور سأخبرك بكل شيء هناك
أغلق المتصل الخط بعد إعطائه عنوان المشفى بدل لوكاس ثيابه و أسرع في الذهاب للمشفى وجد هناك مجموعة من المصابين اقترب من مكتب الاستقبال ليسأل عن الاتصال الغريب الذي سبب لقلبه أزمة اقترب رجل منه ليقول: أأنت قادم لأجل السيد فايرين؟
قال لوكاس: أجل هل أبي بخير؟ أحدث شيء ما له؟
أحذه الرجل لإحدى غرف الطوارئ ليرى والده ممد على السرير مغطى بالضمادات تماما ذلك المنظر جعل قلبه يخفق بسرعة ليقول الرجل: لقد حدث انفجار في المصنع بينما هرب جميع العمال كان والدك ينقذ ابن أحدهم
توقف قلبه عن النبض في تلك اللحظة التي غطى الطبيب جسد والده بملاءة بيضاء شعر بساقيه يرتعشان تحته استند على طرف النافذة الزجاجية غادر المشفى ليذهب للمنزل يفكر في الطريقة التي سيخبر بها والدته بالأمر وصل المنزل ليرى الأجواء لم تتغير عما كانت عليه قبل خروجه صعد الدرج ببطء شديد يتمنى بألا يصل لغرفة والدته أبدا لكن الطريق ليس بالطويل وقف أمام باب غرفتها بهدوء نظر ليده التي تكاد تطرق الباب و هي ترتعش فعقله لا يريد استيعاب الأمر طرق الباب بهدوء لم يسمع أي إجابة فتح الباب لينظر إليها مستلقية على السرير نائمة بهدوء ليقول في نفسه: كيف يمكن أن أوقظها و أخبرها بشيء فظيع كهذا؟
أخذ نفسا عميقا ثم تقدم من سريرها ببطء وقف أمام السرير ليناديها بهدوء تعجب عدم استجابتها لندائه اقترب منها ليهز جسدها بهدوء توقفت أنفاسه على هبوب الرياح القوية داخل الغرفة جثى على ركبتيه و عينيه بدأتا تفيضان بالدموع قلبه تباطأت نبضات قلبه مع تلقي صدمتين لم يحسب لهما حسابا قط رفع رأسه لصوت شقيقته التي تنادي اسمه في الممر نظر لجثة والدته المستلقية هناك لينهض و يمسح الدموع من عينيه غادر الغرفة ليقول: ماذا هناك ناليني؟
قالت ناليني و هي تمد يديها إليها: لقد شاهدت كابوسا مزعجا
حملها لوكاس ليأخذها لغرفتها أعادها لسريرها ليقول لها: عودي للنوم سأعد لك حلواك المفضلة غدا
ابتسمت له بمرح لتعود للنوم من جديد اتصل على بعض أقاربهم يخبرهم بالأمر كما أخبر أصدقائه نظموا الجنازة سريعا حضرها أقاربه و أصدقائه مضى أسبوعان منذ وفاتهما و أقاربه يفكرون فيمن سيأخذونهما زاد عدد ساعات عمله ليوفر لشقيقته المكتئبة احتياجاتها في صباح أحد الأيام في مدرسة ناليني التي كانت تجلس بحزن بينما قريناتها يلعبن من حولها رفعت رأسها لذلك الصوت الذي نادى اسمعا بشك لتنظر لصاحبه بشيء من الاستغراب ليقول صاحب الصوت: ناليني لم أرك منذ فترة طويلة هل أنت بخير؟
قالت ناليني بعد أن تنهدت: أجل بخير إيف
تعجبت إيف أسلوب حديثها الخالي من الحياة لتجلس بقربها نظرت إليها بشيء من التفحص عرف الحزن كيف يعشش على وجهها الجميل ربتت على رأسها بمرح لتقول لها: ما رأيك أن تأتي معي بعد المدرسة؟ سوف نقضي وقتا ممتعا
قالت ناليني: لكن سيقلق عليّ أخي
قالت إيف: لا تقلقي بشأنه سوف أخبره بالتأكيد
قال إيثان الذي حضر للتو: علينا الذهاب الآن آنسة كونيل
نهضت إيف لتبتسم لناليني بمرح شديد ذهبت للاجتماع الذي أتت من أجله لترميم أجزاء من المدرسة عند لوكاس الذي حمل حقيبته و غادر الصف سريعا التقى بأصدقائه ليتحدث معهم قليلا ثم يتوجه لمدرسة ناليني الابتدائية البعيدة قليلا عن منزلهما سأل معلمتها عنها لتقول له: لقد ذهبت برفقة إيف كونيل قالت بأنها ستعيديها للمنزل بعد جولة قصيرة
تعجب لوكاس ذلك ليغادر مبنى المدرسة ذاهبا لعمله و ذلك الاستفهام الكبير يجوب فوق رأسه بعد الساعة التاسعة و النصف مساء عاد للمنزل ليتعجب من ذلك التجمهر الكبير أمام مبنى منزله رأى تلك السيارة المألوفة لديه ليتخطى ذلك الجمهور صعد الدرجات بهدوء بعيدا عن ضوضاء الجمهور و الصحافة التي ظهرت من اللامكان دخل للمنزل ذهب لغرفة المعيشة ليرى إيف تشاهد التلفاز برفقة ناليني النائمة التفتت إليه لتضع سبابتها على شفتيها بهدوء اقترب منهما ليحمل ناليني و يضعها على سريرها غادر غرفتها بهدوء ليقول لها: شكرا لك على قضاء اليوم برفقتها
قالت إيف: لا شكر على واجب
قال لوكاس: هلا أخبرتني كيف عرفت مدرسة أختي؟
قالت إيف: فكرت بالذهاب للمدرسة و لو لمرة واحدة الصدفة جمعتنا هناك أخرجتها برفقتي لأنني لم أحب النظرة التي علت وجهها أبدا أحدث شيء ما؟
تلك الملامح الحزينة التي علت وجهه جعلت إيف تمحو تلك الابتسامة التي كانت تعلو وجهها منذ دقائق فتح شفتيه أخيرا لينطق قائلا: لقد توفي والديّ منذ أسبوعين
لم تظهر إيف أي تعابير على وجهها فذلك الحزن المنبعث منه أصمتها تماما تلك الموسيقى الخافتة أفسدت الأجواء الهادئة التي بدأت التأقلم في المكان أخرجت من جيبها ذلك الهاتف الأسود الذي لم يتوقف عن الاهتزاز حركت تلك العلامة الخضراء على الشاشة المضيئة لتضع الهاتف على أذنها لتقول: مرحبا
قال المتصل: آنستي يجدر بنا الرحيل فالوضع بدأ يخرج عن السيطرة
قالت إيف: حسنا سأنزل حالا
أغلقت الخط لتسمك بكلتا يديّ لوكاس لينظر إليها باستغراب ابتسمت له بلطف شديد ليبادلها الابتسامة لتقول له:أعرف مدى حزنك لفقدانكما لهما لكنهما لن يسعدا لرؤيتكما تعبسان هكذا لذا ابتسما قليلا
قال لوكاس: أجل سنفعل
قالت إيف: بالنسبة لناليني دعها لي أعرف أنك ستفعل المستحيل لأجلها أنا سأهتم بها
قال لوكاس: شكرا لك إيف
قالت إيف: لا شكر بين الأصدقاء
ابتسمت له بمرح شديد لتغادر المنزل في الأسفل بينما الصحافة في انتظار خروج إيف من ذلك المبنى ليهجموا عليها تعجبوا تحرك السيارة من مكانها داخل السيارة كانت إيف تنظر إليهم و هي تخرج لسانها باستهزاء لتقول: و هل اعتقدتم بأنني سأخاطر بخروجي إليكم؟ أغبياء
ضحكت بمرح شديد على تلك الوجوه المتعجبة وصلت للمنزل لتقول لتيو: ابتداء من الغد أريدك أن تحضر صندوق غداء لعزيزتنا ناليني
قال تيو: سأفعل ذلك بالتأكيد
قال تيم: لكن ما المناسبة؟
قالت إيف: توفي والديها في يوم واحد منذ أسبوعين فقط و هي حزينة للغاية
ابتسم كلا الشابين لها بمرح شديد صعدت الدرجات متجهة لغرفتها لتتوقف فجأة عن المسير و تحدق بالسماء من النافذة قال إيثان: ما الأمر آنستي؟
قالت إيف: هناك أمر نسيت القيام به و أريد مساعدتكم
التفتت لإيثان بتلك الابتسامة الخبيثة المستمتعة ظهر تيم و تيو خلف إيثان لينحنوا لها جميعا بذلك الأسلوب الأكثر من رسمي لتقول: ستبدأ الحفلة الآن لنذهب
غادروا جميعا المنزل لذلك الحي المهجور الذي زارته إيف من قبل تحديدا أمام بوابة ذلك المنزل الكبير المرعب فتحت تلك البوابة الحديدية الصدئة لتسمح لهم بالدخول كان المكان أكثر من مرعب تلك الهياكل العظمية للطيور ملئت الحديقة الأمامية و زينت الباب الكبير الخاص بالمنزل عبروه ليروا مجموعة من الأشخاص يقفون هناك انحنوا لها بهدوء شديد ليقول أحدهم: لقد كان سيدي في انتظار قدومك منذ فترة طويلة آنسة كونيل
رفع رأسه المغطى بقبعة كبيرة اتصلت بالرداء الأسود الذي يرتديه وقفوا بشكل صفين متوازين ليمروا من هناك صعدوا الدرجات بهدوء شديد حتى وصلوا للغرفة المطلوبة فتحت تلك البوابة لتبتسم إيف و تقول: لقد مرت فترة طويلة أيها الايرل دون روبينو أم يجدر بي مناداتك دون فقط؟
شعر أتباعها بالقلق لتلك الهالة الكبيرة و المخيفة بالرغم من أنها لا تضاهي قوة و رعب هالة إيف الواقفة أمامهم وقف الشابين أمامها و هو يترقبان ما سيحدث كما حال إيثان الذي وقف خلفها سمعوا ذلك الصوت الذي قال: آنسة كونيل سعيد برؤيتك بعد كل هذه المدة من الانتظار و الشوق
قالت إيف: عن أي شوق تتحدث أيها الايرل؟
قال دون: ماذا؟ هل نسيتي عن علاقتنا أثناء غيوبتك؟
انزعجت إيف لتلك النبرة الساخرة التي تحدث بها ليضحك باستمتاع على تلك الملامح التي غيرت جمالها الملائكي اللطيف لآخر شرير ليقول: حقا مجرد النظر إليك يصيبني بالغثيان و المرض لذا سأتخلص منك و حسب
أنهى جملته ليحيط بهم مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين يحملون أسلحة مختلفة الشكل شددوا الحاصر حول إيف ليقول إيثان: لا تسمحا لأحد بالاقتراب من الآنسة مهما حدث
قالا معا: حاضر
بدأ ذلك الهجوم الدموي الذي يريد الإطاحة برأس إيف التي كانت تستمتع برؤية ذلك القتال لينتهي بفوز لأتباعها الذي لم ينلهم أي خدش أو إرهاق قالت إيف: لقد كنت تستخف بهم فأروك ما لديهم لذا هل أنت جاد حقا في التخلص مني؟
قال تيم: أتريدين أن تقتلي حقا إيف؟
ضحكت إيف بمرح شديد لتقول: أعرف أنه لا يستطيع مس شعرة مني
قال تيو: و إن يكن لا تقومي بدعوته لقتلك بهذه الطريقة
لم تعلق إيف بأي شيء في انتظار رد من الايرل الذي شعر بالغيض لتلك الابتسامة الواثقة لتتغير الأجواء بتغير هالته ليظهر من بين الظلمة صدم الشبان من رؤية ذلك الايرل على هيئته الحقيقية بينما رسمت إيف ابتسامة على وجهها لتقول: مرحبا كلبي الظريف يبدو أنك شخت كثيرا
قال دون: اسخري كما شئت الآن لكن ستبكين حالما تشعرين بأنيابي تغرس فيك
هجم في اتجاهها بسرعة بالغة فذلك الذئب هو الأخير من نوعه كما أنه الأقوى بينهم حاول الشبان التصدي له لكن قوتهم المجتمعة لا تؤثر فيه شيئا ألقى بتيو على الجدار بعد جرحه في رسغه أما عن تيم الممد على الأرض قد جرح بمخالبه في وجهه نظر دون لإيثان المجروح الواقف أمام إيف بجسد يكاد يتهاوى أنفاسه تكاد تنفذ منه قال دون: إيثان لا أصدق بأنك لا زلت تتبع هذه الحشرة المزعجة
قال إيثان: لن أسمح لك بإيذاء الآنسة أبدا
رفع دون كفه الكبيرة بالنسبة لحجم إيثان ليهوي به عليه ليلقيه بعيدا فقد وعيه بعد تلقي تلك الضربة القوية وجه نظره لإيف المنزلة رأسها مخفية تعابير وجهها الغاضبة ليبتسم دون بمرح شديد و يقول: ماذا؟ هل بدأت البكاء حقا؟
رفعت رأسها بسرعة لتنظر إليه بتلك النظرات الحاقدة قواها رفعتها عن الأرض لتقول له: لن أسامحك أبدا لفعل هذا لهم أنا لن أرحمك أبدا دون روبينو
تلك الهالة التي انبعثت منها جعلته يندم على تهديدها مدت يدها للأمام لتقوم بقبض كفها بقوة لتظهر حلقة زرقاء داكنة لتطوق عنقه به لتقوم بخنقه بها تنافست دمائه على الخروج من عنقه الرياح التي دخلت الغرفة من النوافذ بتلك الأشواك الحادة جرحت جسده بالكامل أخرجت ذلك الرمح الذي كان يحمله ذلك الفارس المعدني لتغرسه في فمه و تخرجه من نهاية رأسه سقط جسده على الأرض غادرت برفقة أصدقائها عائدة للمنزل كان الطبيب يقوم بمعالجة جراحهم بينما هي تجلس في غرفتها تحاول تهدئة تلك القوى التي غادرت جسدها طرق باب غرفتها حاولت إيصال قواها لتغلق الباب لكنها قوية جدا و قد تقوم بتحطيم الطابق سمعت صوت إيثان من خلف الباب يقول: هل بإمكاني الدخول آنستي؟
قالت إيف: حاليا لا يمكنك الدخول
لم تسمع إجابته لتحدق بالباب شعرت بشيء غريب حدث خلفه لتنهض من سريرها بتثاقل فجسدها خادم لطاقتها الكبيرة و الجاذبية التي تسحبه للأسفل وصلت للباب لتلف مقبضه فتحت جزءا بسيطا منه لتصدم برؤية ثلاثتهم يجلسون على الأرض منحنين رؤوسهم للأسفل تقدم إيثان الشابين كانت يده اليسرى قد ضمدت كما حال ساقيه اللتين التوتا أما عن تيم فقد ضمد الجزء الأيسر من وجهه و تيو جبرت يده اليمنى شعرت بالألم يتسلل لجسدها لرؤيتهم في هذا الموقف غادرت الغرفة لتستند على طرف الباب و تقول: رجاء عودوا لغرفكم فأنتم تؤذون نفسكم أكثر هكذا
قال إيثان: لم نستطع حمايتك لذا أرجوك عاقبينا
قالت إيف: عن أي شيء تتحدثون الآن؟ اذهبوا لغرفكم و استريحوا الآن
قال تيم: لا أستطيع مسامحة نفسي لفقداني وعي و أنت في خطر
قال تيو: كسر يدي وحده لا يكفي لجعلي أعتذر عن عدم وقوفي بجانبك
نظروا لإيف التي نزل جسدها بهدوء على الأرض كما نزلت تلك الدموع على وجنتيها غطت وجهها بكفيها لتقول: أنا آسفة لقد كان هذا خطئي أنا لا يجدر بكم الاعتذار فقد أخذتكم لهناك و أنا على علم بأن شيئا سيئا قد يحدث لكم أرجوكم اعذروني
نهضوا ليقتربوا منها بعد الشعور بهالتها تقل تدريجيا رأت القلق يعلو وجوه جميعهم لتشعر بالذنب يتغلل روحها المتألم حملها تيم ليأخذها لسريرها تحلقوا حولها ليشعروها و لو بقليل من الطمأنينة أغلقت عينيها و هي لا تريد ذلك فذلك الشبح يطاردها كلما فعلت حدق ثلاثتهم بوجهها المجهد لينهض إيثان و يقول: علينا بذل قصارى جهدنا من الآن و صاعدا و إلا فأننا سنخسر سيدتنا
تحرك الهواء بحرية داخل ذلك الجو المضطرب محاولا تغير التيارات المكتئبة لكنه تنهد باستسلام و غادر الغرفة كما فعل الشابين في الصباح فتحت إيف عينيها على صوت طرق الباب لتقول للطارق: سأنزل بعد دقائق
دخلت الحمام لتستحم و ترتدي تنورة زرقاء تصل لمنتصف الساق مقلم يبدأ من البطن طبع عليه بعض الأزهار الأرجوانية الفاتحة و بلوزة بيضاء بأكمام طويلة سرحت شعرها و هي تنظر للمرآة رفعت شعرها على شكل حلقة دائرية لتزينها بمطاط به أزهار زرقاء و غرة غطت جبينها و حاجبيها نظرت لنفسها لتتنهد و ترتدي حذائها الأبيض لتغادر الغرفة توجهت لغرفة الطعام و هي تفكر في شيء ما دخلت لترى الجميع في انتظارها ابتسمت لهم بمرح شديد لتقول: صباح الخير جميعا
ابتسموا لها بلطف ليجلسوا في أماكنهم كما فعلت هي أنهوا وجباتهم في هدوء لتجلس إيف في حديقة المنزل لتنشق عبير أزهارها المفضلة عند لوكاس الذي كان يسير برفقة ناليني لمدرستها الجو بينهما هادئ للغاية نظر لوكاس لشقيقته التي تمسك بيده ليقول لها بمرح: بما أن غدا عطلة الأسبوع ما رأيك لو نخرج معا؟
قالت ناليني: سيكون هذا رائعا يا أخي
سعد لوكاس لرؤية تلك الابتسامة تطفو على وجهها المرح أوصلها للمدرسة ليكمل طريقه لمدرسته و هو يفكر بالمكان الذي سيأخذها إليه أوقفه عن التفكير صوت جوش الذي ناداه بمرح اقترب منه بسرعة ليقول بمرح: صباح الخير لوكاس
قال لوكاس: صباح الخير جوش
قالت إيما: صباح الخير لوكاس و جوش
قالا معا: صباح الخير إيما
قال جوش: لابد أن جيم قد سبقنا مع لوري و أنا واثق أن كين لا يزال يلعب لعبة ما منذ مساء الأمس
قال لوكاس: سأتصل به عله يكون نائما
التفتوا للصوت الذي صرخ باسم جوش كما فعل الجميع تعجب ثلاثتهم رؤية ذلك الشخص في هذا الوقت من النهار نظر جوش لساعته ليتأكد من الوقت وصل إليهم ليقول: صباح الخير
قال جوش: أواثق بأنك لم تتحول لفضائي أو شيء ما من ألعابك كين؟
نظر كين إليه بانزعاج ليقول: أعرف السبب وراء سخريتك
قال لوكاس: هذا اليوم يجب تسجيله في التاريخ
قال كين: ليس أنت أيضا لوكاس
ضحك لوكاس بمرح شديد كما فعلت إيما لتلك التعابير المنزعجة وصلوا للمدرسة جلسوا في مقاعدهم المخصصة ليقول جيم: هذا حقا غريب هل هذا كين الحقيقي أم شخصية خرجت من إحدى ألعابه؟
قال جوش: حقا شيئا ما قد حدث لك كين
قالت لوري: لم أتيت مبكرا هذا اليوم؟
قال كين: قررت التوقف عن اللعب لبعض الوقت و إعطاء مزيدا من الوقت للدراسة
نظروا جميعا إليه بشك وصل نخاعه حتما ليقول بارتباك: لم ينظر الجميع إليّ هكذا؟
قال لوكاس: لأنه عذر غير مقبول و لا نستطيع تصديقه
قال كين: و لم ذلك؟
قالت لوري: أليس ذلك واضحا؟ نحن نعرفك منذ عامين و لم تتوقف قط عن اللعب حتى أيام الإمتحانات
قال جيم: أنا واثق بأنك آلي قد اخترعه كين و وضع له ذاكرة مزيفة
قال كين: هذا يكفي جيم ثم أنها الحقيقة و لم قد أكذب عليكم؟
قال جوش: مهما حاولت لن نصدقك أبدا
قال كين: حسنا كما تشاؤون
نظرت لوري لكين و إيما اللذين تبادلا نظرات غريبة لتبتسم بمكر و تقول: أنا عرفت ماذا حدث له
نظر الفتية إليها بترقب شديد لتقول: إيما أنت طلبت ذلك منه أليس كذلك؟
قالت إيما باحراج و ارتباك و خجل ظهر على ملامحها و نبرة صوتها: ماذا تقولين فجأة؟
احمر وجهها على الفور لتضعه على الطاولة حتى لا ينظروا إليها أكثر قال جيم: و لم أنت واثقة من ذلك؟
قالت لوري: أعرف ذلك جيدا من وجهيهما يبدو أنهما اتفقا على شيء ما ستعطيه إيما شيئا لقدومه مبكرا أولست محقة؟
قالت إيما و هي لا تزال تضع وجهها على الطاولة: أرجوكم توقفوا عن الحديث في هذا الأمر
ضحكوا بمرح شديد عليهما غيروا الموضوع سريعا رن الجرس ليبدأ يومهم الدراسي في مدرسة ناليني حيث رن الجرس معلنا وقف الاستراحة كانت ناليني تجلس في الصف تنظر للطلاب حتى دخل أحدهم الصف ليحرك الأجواء قليلا اقترب ذلك الشخص منها ليضع صندوق الغداء على طاولتها و يقول بمرح شديد: مرحبا ناليني
نظرت لذلك الشخص لتقول له بمرح: أهلا إيف لم أنت هنا؟
قالت إيف: لا أريد تناول الغداء وحدي في المنزل لذلك أتيت لأتناوله معك لكن هلا غادرنا الصف؟
قالت ناليني: بالتأكيد
غادرتا الصف و الجميع يتحدث عنهما وصلتا لكافتيريا المدرسة لتجلسا هناك و تبدآ بتناول الطعام كانت ناليني تتحدث معها بمرح شديد كما فعلت إيف حتى نهاية الاستراحة لتقول لها إيف: لا تحزني سأتي لاصطحابك بعد المدرسة لنلهو مجددا
قالت ناليني: سأكون بانتظارك
ابتسمت إيف لها بمرح شديد لتغادر المدرسة و تصعد السيارة لتعيدها للمنزل ألقت بجسدها على السرير لتتنهد و تقول: لقد كان هذا ممتعا للغاية أفضل القيام بهذا على الذهاب للعمل
ابتسمت بمرح شديد للفكرة التي غادرت شفتيها فور تفكيرها بها بعد انتهاء الدوام المدرسي جالت إيف المدينة برفقة ناليني التي كانت تستمتع بوقتها برفقة إيف حتى المساء لتعيدها للمنزل أصبح هذا الروتين الجديد لحياتهم أصبح لوكاس يقضي وقتا أكثر برفقة أصدقائه مستمتعا بأجوائهم قبل الذهاب للعمل و يعود للمنزل في المساء ليرى شقيقته برفقة إيف تلعبان أو ناليني نائمة بالقرب من إيف كان الجميع يستمتع بوقته خلال العامين و النصف اللذين انتهيا كما لو أنهما شهرين فقط في ذلك اليوم الذي وصلت إيف فيه لقلعة وارس التي أصبحت منزل الجميع رحبوا بها بمرح شديد لتعرفهم بالشبان الذين قدموا معها في غرفة الضيوف التي اجتمعوا بها بأجواء السعادة لتقول لها جوليا: لقد اشتقنا إليك كثير إيف لم لا تتصلين بنا؟
قالت إيف: أنا آسفة حقا لكنني مشغولة كثيرا بالكاد أبقى في المنزل ليوم واحد
قال لويس: يبدو أنك تبذلين جهدا كبيرا في عملك
قالت إيف: بالتأكيد أفعل ذلك فأنا أريد منافسة السيد هايلون في ذلك
ابتسم لها والد سام بمرح شديد ليقول لها: نتطلع لذلك حقا
الأحاديث بدأت تدور في الغرفة مسببة ضوضاء كبيرة حتى الغروب اعتذرت عن عدم البقاء بسبب عمل قدمت لأجله عند بوابة المنزل التي فتحت ليدخل منها ويليام الذي كان يتحدث بمرح مع كايت تقدما نحو الباب الرئيسي للمنزل شعر بشيء غريب داخل المنزل فتح الباب لينظر لألبرت الواقف هناك برفقة الأشخاص الثلاث الذين يراهم للمرة الأولى باستغراب شديد لينحني له ألبرت و يقول: أهلا بعودتك سيدي و مرحبا بك سيد أورسلين
ابتسم كايت له ليقول: أهلا ألبرت
قال ويليام: ألدينا ضيوف هذا اليوم؟
قال ألبرت: أجل هؤلاء السادة و كانوا على وشك الرحيل الآن
نظر إليهم بتعجب انحنى له إيثان بهدوء ليكمل طريقه مغادرا المكان تلك النظرات الغير مطمئنة لم تختفي من عينيه و هو يحدق بهم يغادرون من المكان قال سام بتساءل و شك في هويتهم: و من يكونون؟
قال ألبرت: إنهم قادمون من طرف الآنسة كونيل فهي في المدينة لأجل عملها
نظر كايت إليه لتغير هالته بسبب انزعاجه الشديد من سماع هذا الاسم صعد لغرفته برفقة ويليام الذي لم يعرف كيف يهدأ فهو بالكاد استطاع نسيان أمر وجودها ألقى بحقيبته على السرير ليقول له كايت: حقا ويليام عليك نسيان أمرها و حسب فمهما فعلت فلن تغير من الأمر شيئا
قال ويليام: أدرك ذلك لكنني لا أستطيع التحكم بنفسي
جلس كايت على الكرسي المقابل للنافذة ليتنهد و يقول: على أي حال علينا إنهاء المشروع لا تنسى أنه قد فقدنا الكثير من الوقت بسبب الرحلة السخيفة
نهض ويليام ليخرج بعض الأدوات من خزانته المكتبية ليبدآ العمل على ذلك المشروع عند إيف التي كانت تجلس في السيارة تحدق بالقمر الذي ظهر قبل غروب الشمس كاملا بشرود ليقول تيو لها: هل لاختفاءك المفاجئ علاقة بذلك الشاب؟
قالت إيف: أجل فهو يكرهني كثيرا و قد يقتلني يوما ما
نظر إليها الشابين باستغراب مما قالته لم ترغب في الحديث أكثر في الأمر فهو يؤلمها أيضا لاحظ جميعهم تلك الملامح الحزينة التي علت وجهها الجميل و تغير هالتها عما كانت عليه ليقول إيثان: أترغبين بتأجيل المقابلة؟
قالت إيف: لا لكن دعنا نتوقف أمام محل أزهار هناك مكان يجب أن أزوره
تلك الملامح الحزينة ازدادت حزنا فعل إيثان ما طلبته منه اشترت باقتين كبيرتين من الأزهار سارت مسافة ليست بالطويلة لتصل لوجهتها وقفت أمام القبرين الذي لم تزرهما منذ وقت طويل جدا وضعت باقة عند كل قبر جلست بينهما منزلة رأسها و الحزن يكاد يأكل قلبها شعرت بدموعها تنزل بلا مقدمات أراد الشابان التقدم للتخفيف عنها لكن إيثان قام بمنعهما تحركت تلك الرياح الهادئة في المكان لتذهب بحزنها لكنها لم تستطع هز ذلك القلب المتألم حتى نهضت لتمسح دموعها بهدوء نظرت مجددا للقبرين لتحاول رسم الابتسامة على وجهها لكنه يأبى التظاهر أمامهما أعطت ظهرها لهما لتغادر المكان ليتبعوها توجهت للمقابلة التي أتت لأجلها بعد ساعات طويلة من العمل عادت للفندق الذي استأجرته لتلك الرحلة القصيرة وقفت أمام إيثان المانع لها من الخروج نظرت بعيونها الباردة نافخة وجنتيها بانزعاج شديد ليقول لها: لن أسمح لك بالمغادرة آنستي مهما فعلت
قالت إيف: و لم ذلك؟ أنت قاسي القلب حقا تترك طفلة مثلي محبوسة في مكان واحد
قال إيثان: لأنك طفلة لن أسمح لك بالخروج و التورط في أنواع المشاكل
قالت إيف: توقف عن هذا إيثان عليّ الخروج حقا ثم ماذا قد يحصل لي لو خرجت؟
قال إيثان: يكفي أن ذلك الشاب لا ينوي خيرا كما تعرفين هنا الكثير من العائلات التي تريد استغلال قواك و لا تعرفين ما الذي يخططون له نحن لسنا في منطقتنا لذا لا يجدر بك المخاطرة أبدا
تنهدت إيف بانزعاج شديد لتعطيه ظهرها مستسلمة للأمر الواقع تلك الملامح المنزعجة التي ظهرت على وجهها أضحكت الشابين كثيرا لتنظر إليهما بانزعاج أشد و تقول: صدقا سأنتقم منكما لكن لاحقا و ليس الآن لذا اضحكا كما شئتما
زادت ضحكاتهما المستمتعة برؤيتها منزعجة للغاية جلست على الكرسي القريب من النافذة لتطلق تنهيدة أربكت زجاج النافذة الذي انعكس عليه صورتها رن هاتفها لترفع الخط و تقول بمرح: مرحبا
قالت ناليني بصوتها المرح و السعيد بسماع صوتها بشكل طفولي: مساء الخير إيف أنا أشتاق إليك فأخي ممل
قال لوكاس: أصبحت مملا الآن....آه مرحبا إيف
قالت إيف: مرحبا لوكاس لقد مضى وقت طويل
قالت ناليني: لا تتحدثي معه أنا من أراد الاتصال بك
قالت إيف: حسنا عزيزتي ما الأمر؟
قالت ناليني: أشعر بالوحدة متى ستعودين؟
قالت إيف: سأعود بعد يومين لذا استمعي جيدا لأخيك سوف تقضيان وقتا ممتعا بالتأكيد أليس كذلك لوكاس؟
قال لوكاس: أجل سنفعل بالتأكيد نحن الآن نقضي وقتا ممتعا برفقة الأصدقاء
قالت إيف: حقا؟ أغبطكم بشدة
قالت ناليني: ألا تسمتعين بوقتك في منزل أقاربك؟
قالت إيف: الأمر ليس كذلك فقط أنني أشتاق إليكم
قال لوكاس: غادرتي فقط منذ يوم واحد
قالت إيف: أدرك ذلك
سمعت إيف بعض الضوضاء تلاها صوت لوري و جوش المرحين ليقول جوش: مرحبا إيف لم نرك منذ فترة طويلة و الآن أنت مسافرة هذا مؤسف حقا يفوتك الكثير
قالت إيف: أدرك ذلك لذا لا تزيد الأمور سوءا
قالت لوري: هل سنراك قريبا؟
قالت إيف: أتمنى ذلك لكن رحلتي العائلية ستدوم ليومين آخرين
قالت لوري: سوف أذهب لمناداة الآخرين لتتحدثي معهم
قالت إيف: حسنا سأنتظر
خفت الضوضاء من حوله ليقول لوكاس: اسمعي بعد يومين سنحضر مفاجأة لناليني بمناسبة عيد ميلادها لذا هل ستنضمين؟
قالت إيف: أود ذلك كثيرا لكنني لا أضمن عودتي
قال لوكاس: لا تقلقي فقط حضورك للمكان سيسعدها حقا
قالت إيف: حسنا أخبرني بذلك لاحقا
ابتسمت بمرح شديد عادت لوري برفقة الآخرين ليبدؤوا الحديث معا بمرح شديد حتى انتهت تلك المكالممة التي أخذت وقتا طويلا لتتأرجح بالكرسي باستمتاع و هي تهمهم بلحن تلك الأغنية القديمة التي لا يستطيع قلبها نسيانه قال تيو: أنت حقا تحبين هذه الأغنية إيف ألها قصة ما؟
نظر إيثان إليه تلك النظرة المنزعجة شعر تيو بالارتباك التفتوا جميعا إليها بدأت الأشياء في الغرفة بالارتفاع كما حال جسدها الذي طفى في الهواء حمل إيثان ملاءة السرير البيضاء ليلقيه عليها و يلفها به انقطعت الكهرباء عن المبنى بكامله ليعود فور استعادتها لوعيها لتنزل بهدوء من ذلك المكان لم تبعد الملاءة عنها جلست على السرير لتنزل برأسها بحزن شديد ليقول تيو: ربما لم يكن يجدر بي السؤال
قال تيم: حسنا توقف عن هذا تيو
اقترب إيثان منها ليعطيها كوب الماء لتحدق به لفترة طويلة وضعه بيدها ليقول: علينا ترك الآنسة ترتاح قليلا
أمسكت إيف بيده لتقول: لا ربما يجدر بي إخبارهما بالأمر فأنتم عائلتي الوحيدة
رفعت رأسها ليحدقوا بتلك الابتسامة الحزينة أغمضت عينيها لتقول: منذ فترة طويلة قبل أن أعرفكما بعشرين عقدا في الواقع أنا إيف كونيل الفرد الوحيد المتبقي من عائلة كونيل التي طردت من المدينة التي كانت تعيش فيها بسبب إشاعة أنها تقوم بإلقاء اللعنات على المدينة انتقلنا للمدينة التي نعيش فيها حاليا حسنا يعرف الجميع بأنني عالمة مجنونة قليلا كرست كل وقتي لدراسة اللعنات و تأثيرها و الكثير من الأشياء الأخرى فقدت عقلي تماما حينما أدركت بأن عائلتي لم تكن خيرة كما اعتقدت فعلا أدركت متأخرة جدا فقد قاموا بشن حرب على المدينة التي غادرنها حاولت التصدي لهم و إنقاذ أهل المدينة لكنني وحدي لا أكفي بالتأكيد فانسحبت بعض التعرض للكثير من الجراح هناك
نظرت للشابين المنصدمين من القصة التي تروى لهم لتبتسم بمرح شديد ليقول تيو: هذا يعني أنك أكبر مما تبدين عليه حقا
قالت إيف: أجل بسبب جنوني اكتشفت طريقة أعود بها من جديد على شكل طفلة بالتأكيد ليست ولادة لكنها كانت فعالة حقا
قال تيم: إذا منذ متى تعرفين إيثان؟ هذا حقا محير
نظرت لإيثان بمرح شديد ليقول إيثان: قبل عقد من تنفيذها لتلك الطريقة التي أخذت عقدين لعودتها من جديد
قالت إيف: أجل لقد كنت سعيدة جدا بلقائك إيثان
ابتسم لها بلطف يراه الشابين للمرة الأولى صدما لذلك كثيرا قال تيم: إذا ما علاقة الأغنية بكل هذا؟
تبسمت بحزن شديد و هي تنظر لكوب الماء الذي كان بين يديها لتقول: تلك المعركة جعلتني أتأذى كثيرا فقدت وعي قبل وصولي للمدينة عثر عليّ صبي صغير و بقيت في منزل عائلته حتى شفيت تماما تلك الأغنية كانت من تأليف ذلك الشخص
عرف الشابين من تلك الملامح اللطيفة و اللينة التي علت وجهها مكانة ذلك الشخص في قلبها احمرت وجنتيها فجأة لتغطي وجهها بالملاءة لتقول: على كل آسفة لما حدث منذ قليل و لأنني أخفيت الكثير عنكم بالرغم من أنني لم أبح بكل شيء
شربت الماء بهدوء عل ذلك يقلل سرعة قلبها الذي بدأ يضخ الدم بقوة في أنحاء جسدها اقترب تيم منها ليسحب وجنتيها بمرح شديد و يقول: هيا أخبرينا بكل شيء ألسنا عائلتك الوحيدة؟
اشترك تيو في إزعاجها كانوا يضحكون بمرح شديد بينما إيثان يبتسم بمرح مراقبا الوضع كانت إيف مستمتعة جدا بهذه الأوقات التي تقضيها عند لوكاس الذي كان يودع أصدقائه بمرح شديد قال جوش: بشأن المفاجأة سنبذل قصارى جهدنا
قال لوكاس: شكرا لكم
قالت إيما: أشعر بالتوتر حقا فحتى الآن لم أشتري لها هدية
قالت لوري: بالمناسبة حتى الآن نحن لا نعرف متى هو عيد مولد إيف
فكر الجميع بهدوء ليقول جيم: حسنا لنسألها في المرة القادمة نراك لاحقا
قال لوكاس: إلى اللقاء
غادروا المنزل توجهه لغرفة المعيشة التي كانوا يجلسون فيها استلقى قليلا على الأريكة ليقول: هذا اليوم كان مرهقا حقا لكنه ممتع أيضا
ابتسم بسعادة بالغة ليذهب لغرفته لينام في الصباح الباكر استيقظت إيف لتغادر غرفتها تجولت في المدينة قليلا كانت تستمتع بالهواء الذي يداعب شعرها الطويل وصلت لتلك المنطقة التي كانت تحتضنها أيام طفولتها لكنها الآن ليست أكثر من منطقة مليئة بالأشجار الطويلة الخضراء التي بدأت تتراقص مع الرياح باستمتاع شديد التفتت لحضور شخص ما خلفها تلك النظرات التي تحدق بها باشمئزاز و غضب شديدين تراجعت للخلف بخطوات هادئة و ثابتة ليوقفها عن الحراك صوت ذلك الشخص القائل: لا تهربي فذلك لن يحل الأمر
عض على شفتيه بانزعاج شديد رؤيتها فقط تجعل الدماء تغلي في عروقه أنزلت بعينيها للأرض لتفكر في طريقة تغادر بها المكان بلا شعور منها تراجعت خطوتين للخلف لترفع رأسها فقد شعرت باقترابه السريع منها ليطوقها بغضب شديد عند تلك الشجرة ليقول لها: لقد طلبت منك ألا تهربي لذا افعلي ذلك و حسب
عينيه الواسعتين الغاضبتين تحدقان بعينيها التي تحاول الهرب من مفترسها أبعدت وجهها عنه ليشعر بالانزعاج أكثر يديه كادتا تحطما الشجرة التي تسند ظهرها عليها لتقول له: إن كنت تكرهني هكذا ويليام فلم تبحث عني؟ أم أنك تريد قتلي فعلا؟
قال ويليام: لا تذكري اسمي أبدا أشعر بالإهانة فقط لذلك
قالت إيف: ماذا تريد مني؟ أخبرني و حسب
قال ويليام: و إن أخبرتك هل ستنفذين ذلك؟ أنا لا أثق بك أبدا
نظرت إيف إلي عينيه بانزعاج طغى الحزن عليه لتقول لويليام الذي لا يزال يحدق بها: أي شيء تريده فقط أخبرني فأنا بدأت أتعب من لعب المطاردة معك إن كنت تريد اختفائي فسأفعل ذلك فقط أخبرني بما تريده
حل الصمت المكان فقط الأشجار المراقبة للموقف بدأت تصدر حفيف أوراقها علها تخفف حدة هذا الموقف هبت رياح قوية فجأة لتعطي إيف ذلك الشعور بالخطر أخذت إحدى الأوراق المتساقطة لتلقي عليها تعويذة ما أمسكت بذراع ويليام الذي انزعج و تعجب لتصرفها المفاجئ اختفيا من موقعهما هذا لمكان آخر فوق أغصان الأشجار ليقول لها بانزعاج: ماذا هناك الآن؟
قالت إيف: اهدأ الآن فنحن لسنا وحدنا هنا
نظر لعينيها اللتين بدأتا بالتحرك بسرعة كما لو أنها تقوم بتمشيط الغابة شعر هو الآخر بتلك الأقدام التي تركض سريعا في الغابة ليقول: ماذا فعلت الآن؟ أيطاردونك لكرههم لك أيضا؟
التفتت إيف له بهدوء لترسم تلك الابتسامة اللطيفة على وجهه أعادت بخصلات شعره خلف أذنه لتقول له: أعدك بأنني لن أظهر أمامك مجددا ويليام لذا ابتسم قليلا فهذا البرود لا يناسبك أبدا
نهضت لتقوم بتقبيل جبينه بلطف شديد شعر ويليام بحنان تلك القبلة و حزنها كما حال تلك العيون التي تحدق به ابتعدت عنه بهدوء لتقوم بدفعه من ذلك الارتفاع أغمض عينيه بسبب الرياح القوية التي تأتيه من الجهة المقابلة بينما غيرت إيف مكانها من تلك الشجرة وقفت أمام سفح الجبل المنحدر لترسم ابتسامة خبيثة على شفتيها الصغيرتين لتقول: حسنا ألا يكفينا لهوا ماذا تريدون مني؟
ظهر أولئك الأشخاص الذين كانوا يلاحقونها من بين تلك الأشجار نظرت إيف في ملامحهم علها تعرفهم أربع شباب و فتاتين تقدم أحد الفتية ليقول: حسنا آنسة كونيل دعينا ننهي الأمر و حسب أنا واثق بأنك سئمت حياتك الطويلة
قالت إيف: و من أخبرك بذلك أيها المتحذلق؟ على أي حال لست متفرغة لكم
قالت إحدى الفتاتين: لم تتثرثر معها فقط دعنا ننهي هذا الأمر فهي مزعجة للغاية
نظرت إيف إليها لتشعر بالارتباك تغير مجرى الهواء و حركة تساقط الأوراق عدمت الجاذبية في المكان للحظة ليطفوا أولئك الأشخاص في الهواء بارتباك شديد قال الشاب الثاني: تبا يبدو أنها تحاول اللعب معنا
قالت إيف: أجل أوليست هذه اللعبة التي أتيتم لأجلها؟ لذا فلنستمتع بوقتنا معا
قلبت سبابتها في الهواء ليتحركوا مثلها كانت تضحك بمرح شديد و هي تنظر إليهم نظرت للشاب الذي استطاع التجاوب مع انعدام الجاذبية ليقترب منها بسرعة مصوبا إليها ذلك السيف لترفع سبابتها اليسرى لتصنع دوامة هوائية صغيرة لتدفعه بعيدا عنها استطاع تجنبها ليحاول الهجوم عليها من جهة مغايرة تغيرت الحالة المادية لسيفه ليتركه يهوى مع الريح أخرج سكينة صغيرة ليرميها بها استطاعت تجنبها لكن في وقت متأخر أصابت وجنتها بذلك الخدش الصغير الذي أزعجها كثيرا لتقول: حسنا كما تشاء سوف أقضي عليك مرة واحدة
قبضت يديها بقوة لتعود الجاذبية لكنهم لم يحطوا على الأرض فقد قامت بحبس الهواء عنهم لتدخل الماء لجوفهم لتقول باستمتاع بالغ: أحب هذه التعابير الجميلة على وجوهكم
ابتسمت بمرح شديد لتتذكر شخص ما أنزلت رأسها بحزن لتهدأ الأوضاع سقط المطاردون أرضا لتضع أقدامها بهدوء على الأرض استغل ذلك الشاب شرودها ليهجم عليها لكنه صدم عندما رأى تلك الدموع البلورية تغادر عينيها غادرت تلك التعابير الباردة من على وجهه قال أحد الشبان: ماذا تنتظر؟ اقضي عليها و حسب
لم يستطع فعل ذلك و هو يرى ملاكا صغيرا يبكي بتلك الطريقة أمامه توقفت عن البكاء لتنهض بهدوء تأهب الجميع للهجوم على أي حركة غريبة أمسكت بمجموعة أوراق ساقطة لتهمس لها ببضع كلمات نظرت إليهم من خلف شعرها الذي شكل ستارة أخفت ملامحها لتلقيها عليهم عند ويليام الذي كان لا يزال يفكر بشأن تلك التعابير التي علت وجهها في اللحظات الأخيرة كان يسير في الممر بهدوء ليقول في نفسه: لم هي تفكر بي من الأساس؟ ماذا كانت تقصد بكلماتها المزعجة تلك؟ تبا لها
ذلك الجو المضطرب القريب من الباب جعله يتجه إليه فورا ليرى الشابين الذين كانا هنا بالأمس يتحدثان مع ألبرت و القلق بادي على وجهيهما اقترب منهم أكثر ليسمع الشاب الأول يقول: لا أصدق بأننا سمحنا لها بالمغادرة هكذا
قال ألبرت: الآنسة لديها الكثير من الأعداء في هذه المدينة كيف تركتموها تغادر هكذا؟
قال الشاب الثاني: نعلم ذلك لذا لا تزيد الأمور سوءا
قال ألبرت: أين هو إيثان؟
قال الشاب الثاني: إنه يبحث عنها منذ ساعتين بلا فائدة لذا هل يمكنك مساعدتنا؟
اقترب ويليام منهما ليقول: ألم تعد تلك الطفرة إليكم منذ الصباح؟
نظر الشاب الثاني إليه بانزعاج شديد دون الإجابة عليه قام الأول بتهدئته ليقول: هذا ليس وقته الآن تيو
قال تيو: لم يجب علينا التعامل مع هذا الشخص من بين الجميع؟
قال ويليام: الأمر ليس كما لو أنني أريد الحديث معكما أيضا
قال تيم: أتعرف أي شيء عن إيف؟
قال ويليام: لقد التقيت بها في مكان ما في طرف المدينة
تعجبا ذلك كثيرا ظهر إيثان من العدم ليقول: هلا أخبرتني أكثر عن الأمر؟
قال ويليام: قابلتها هذا الصباح في ذلك المكان كانوا هناك مجموعة من الأشخاص يطاردونها
زاد ذلك القلق و الرعب في قلوبهم خاصة إيثان الذي بدأ يشعر بالذنب أتى لويس لينتبه لهذه الفوضى العارمة في الأجواء ليقول: ماذا هناك جميعا؟
قال ألبرت: الآنسة كونيل مختفية منذ فترة و لا يستطيعون العثور عليها
قال لويس: ربما هي تلهو في مكان ما لا تقلقوا عليها
قال إيثان: لقد قال السيد ويليام بأن مجموعة من الأشخاص كانوا يطاردونها
قال لويس: ماذا؟ و من قد يفعل شيئا كهذا؟
لم يجبه أي شخص انزعج تيو من وقوفه دون فعله لشيء ما ليغادر المنزل لحق به تيم ليقول له: إلى أين أنت ذاهب؟
قال تيو: لا أعرف لكنني سأبحث عنها في كل مكان
قال تيم: برأيك ماذا كنا نفعل منذ الصباح؟
لم يجب تيو عليه ليمسك بيده و يوقفه نظر إليه تيو بانزعاج شديد ليقول له: دعني أذهب فالآن ليس وقتك أبدا
قال تيم: عليك التوقف عن هذا سنبحث عنها سويا و إلا فسوف تلقي علينا محاضرة لا تنتهي
قال تيو: علينا العثور عليها أولا ثم نقلق بشأن محاضرتها
تنهد تيم باستسلام ليسير برفقته بحثا في الأرجاء القريبة من القلعة و الفندق ذهبا للمكان الذي قام ويليام بوصفه ليبحثا عنها في ذلك المكان الواسع بدأت نجوم المساء بالظهور كما حال القمر استندا لإحدى تلك الأشجار الطويلة ليلتقطا أنفاسهما حدقا بالسماء غارقين في أفكارهما عند لوكاس الذي كان يشتري بعض أشياء الحفل برفقة جيم بينما بقي الآخرين في المنزل مع ناليني في طريق عودتهما قال جيم: لا أصدق بأنني سأعود للجامعة غدا هذا متعب حقا
قال لوكاس: لا أعتقد بأن لديك محاضرات في الصباح غدا أليس كذلك؟
قال جيم: هذا صحيح لكنني متعب للغاية للذهاب حتى الآن لم أنهي التقرير
قال لوكاس: سأساعدك لو شئت
قال جيم: أشكرك لا أريد إضافة أي شيء لروتينك المشغول
ابتسم لوكاس بمرح ليكملا سيرهما وصلا للمنزل ليدخلا بهدوء حتى لا تلاحظ ناليني وضعا الأشياء بغرفة لوكاس ثم دخلوا إليهم ببعض المشتريات للتمويه قالت ناليني: لم تأخرت هكذا أخي؟ المكان لا يبعد كثيرا من هنا أذهبت لتفعل شيئا ما؟
قال لوكاس: و ماذا قد أفعل في مثل هذا الوقت؟
قال جيم: ذهبنا و عدنا لم كل هذا الاشتباه ناليني؟
قالت لوري: قالت بأنها تشعر بالملل بدونك
قال لوكاس: ماذا؟ لقد قلت بأنني أصبحت مملا
أبعدت ناظريها عنها شعرت بالاحراج فجأة ابتسم لها بمرح شديد ليجلس بالقرب منها و يخرج قطعة شوكولا ليقول لها: هذه لك ناليني واثق بأنك ستحبينها كثيرا
فتحت فمها بهدوء ليضعها داخلها ظهرت تعابير الاستمتاع على وجهها ليضحك الجميع بمرح شديد بعد وقت قصير من المرح قال كين: يجب عليّ الذهاب الآن
قالت إيما: ماذا هناك؟
قال كين: وعدت والدتي بالعودة لمساعدتها في إعداد عشاء اليوم
قالت لوري: و هل تعرف كيف تحضر إفطارك حتى؟
قال كين بمرح: بالتأكيد أفعل و اسألي إيما
شعرت إيما بالاحراج لسؤاله ابتسم لها بلطف شديد ليهمس لها ببضع كلمات ثم يغادر قال جوش: حقا إنه يهتم لأمرك كثيرا إيما
قالت لوري و هي تكزها بلطف: بالفعل محظوظة للغاية لأن لديك حبيب مثله
قالت إيما و هي تخفي وجهها المحمر من الخجل الشديد: حسنا هذا يكفي رجاء
قالت ناليني و هي تلعق أصابعها باستمتاع: ما معنى حبيب؟
نظرت لوري إليها بمرح شديد لتجلس بالقرب منها و تقول بلطف: معناها شخص يحبك كثيرا و أنت أيضا
فكرت ناليني في الأمر قليلا لتقول بمرح: إذا لوكاس هو حبيبي أليس كذلك أخي؟
نظر الجميع إليها بمرح شديد ليقول جيم: و لم اخترت لوكاس؟ ماذا عني أنا؟
قالت ناليني: لأنني أحب أخي كثيرا و هو يحبني أيضا
قال جيم مدعيا الحزن: إذا أنت لا تحبينني؟
نظرت ناليني إليه لبعض الوقت ثم قالت: أحبك لكن أحب أخي أكثر
قال لوكاس: حسنا هذا يكفي عليك الاستعداد للنوم
قالت إيما: عليك الاستيقاظ باكرا للذهاب للمدرسة
نزلت ناليني من الأريكة لتتوجه لغرفتها نهض أصدقاء لوكاس ليودعوه و يعودوا لمنازلهم رتب لوكاس المكان ليتوجه لغرفته بدأ في قراءة تلك الكتب الخاصة بدراسته الجامعية عند إيثان الذي عاد للفندق برفقة الشابين بعد الإرهاق الشديد الذي أصابهم من شدة البحث عن إيف تفاجأ تيم عند رؤيتها تجلس أمام النافذة اقترب منها بمرح شديد ليقول لها: لقد كنا نبحث عنك و أنت هنا
لم تجبه بأي شيء أو تحدثه كانت غائصة في عالمها الداكن عرف إيثان ذلك فور رؤيته لعينيها اللتين فقدتا بريقهما شعر بالألم يعتصر قلبه تذكر كلمات أتربها الزمن من قدمها "لا تتركها وحيدة أبدا فهي لن تستطيع تحمل الوحدة" وجهت نظرها إليهم واحدا تلو الآخر دون الحديث تلك العينين جعلت شيئا ما يهتز داخل قلوبهم أغلق إيثان عينيه ليضع كلتا يديه على عيني الشابين الواقفين بالقرب منه أنزلت رأسها بحزن شديد لتقول: آسفة يبدو أنني متعبة قليلا
قال تيم: سوف أحضر لك كوب شايك المفضل
غادر المكان برفقة تيو الذي كان يفكر في سر ذلك الحزن الذي تملكها ليقول تيم: حقا هناك شيء غريب بهما
قال تيو: كما لو أنني لم أخبرك بذلك من قبل
قال تيم: حسنا توقف عن التباهي
قال تيو: أود سؤالها عن المكان الذي كانت فيه و ماذا كانت تفعل لكنها لا تبدو بخير أبدا
قال تيم: ربما نؤجل ذلك لوقت لاحق
تنهد كلاهما بقلق على سيدتهما التي ترفض الحديث إليهما بما يزعجها عند إيثان الذي وقف هناك يحدق بذلك الوجه المكتئب شعر بنظراتها تلاحق تعابير وجهه المجهد و المتعب و القلق الذي طغى عليه لتقول له: إيثان لم لا تأخذ استراحة؟ أعرف أنكم كنتم تبحثون عني في كل مكان لابد أنك متعب
قال إيثان: أنا بخير طالما بإمكاني مراقبتك آنستي لذا أرجوك لا تهتمي لأجلي
قالت إيف بنبرة أحزنت الجدران التي استمعت إليها: أنا حقا لا أفهم لم كل هذا الولاء لشخص مثلي؟
جثى إيثان على إحدى ركبتيه منزلا برأسه ليقول: هذا لأنك سبب بقائي على قيد الحياة حتى الآن لو لم تقومي بإنقاذي ذلك الوقت لكنت حتما ميت الآن
أحاطته بذراعيها ليشعر بتلك القطرات الباردة تتساقط على عنقه هذه المرة الأولى التي تسمح له برؤية تلك الدموع التي غادرت قلبها الحزين قام بمعانقتها لعله يساعد في توسيع صدرها الضيق خلف باب الغرفة المغلق وقف الشابان يشعران بالحزن الذي ملأ الغرفة يتسلل لقلبيهما ليقول تيو: ربما يجدر بنا العودة لاحقا
قال تيم: ماذا تقصد بذلك؟
قال تيو: أتستطيع الدخول و رؤيتها و هي تبكي بهذه الطريقة؟
التفكير في الأمر جعله يتراجع عن قراره التفتا ليغادرا المكان سمعا صوت الباب يفتح نظرا لإيثان الذي غادر الغرفة محاولين قراءة التعابير الجامدة على وجهه ليقول لهما: ماذا تفعلان هناك؟ الآنسة في انتظاركما
قال تيو: أحقا لا بأس بدخولنا؟
لم يجبه بأي شيء ليدخلا الغرفة بحذر شديد لم تغادر إيف مكانها كما لم تغادر تلك الدموع وجنتيها بعد وضعا الكوب و الطبق على الطاولة لتنظر إليهما و تقول: شكرا لكما
لم يردا بأي شيء حملت الكوب بهدوء لتشرب القليل منه تناولت القليل من الوجبة التي حضرها تيو لتبتسم من بين دموعها المستمتعة بالتزلج على وجنتيها رفعت بصرها لتنظر إليهما و تقول بمرح محاولة إخفاء الحزن الذي ملأ الغرفة: أنتما الأفضل حقا أشعر بالسعادة كلما تناولت شيئا من صنعكما شكرا لكما
تلك الابتسامة التي ظهرت على وجههما بسبب المديح اللطيف الذي غادر شفتيها المرتعشتين قال تيو: علمنا أنك قابلت ذلك الشخص المدعو ويليام أحدث شيء ما؟
قالت إيف بمرح: لا فقط تحدثنا قليلا قبل مهاجمة أولئك المجانين
قال إيثان: سمعت الأمر ذاته من السيد ويليام هلا أخبرتني بالتفاصيل؟
قالت إيف: لا تقلق لم يحدث الكثير هربت منهم بعد اللعب قليلا
قال تيم: يبدو أنك تودين الموت بسرعة إيف ألم يكن يجدر بك إخبارنا بذلك؟
قالت إيف: لم أرد إزعاجكم فأنتم دائما تقلقون بشأني و أردت إعطائكم إجازة مني
تلك الابتسامة اللطيفة التي ظهرت على شفتيها أوقفتهم من طرح المزيد من الأسئلة قرروا الذهاب للنوم بعد حديث مرح قصير جرى بينهم انتهت الرحلة التي أتت إيف لأجلها لتعود لمدينتها حضرت هدية لطيفة لناليني في يوم الحفل قبل الموعد بساعات قليلة كانت إيف تقف محتارة أمام المرآة مغمضة عينها اليمنى تنهدت لتقول بهدوء: لا أذكر بأن لديّ ضعف في النظر ربما بدأت أهلوس
ضحكت على جملتها الأخيرة لتفتح عينها الأخرى و تحدق بالمرآة كانت ترتدي ثوبا أزرقا بلا أكمام لمنتصف الساق به نقط بيضاء و جاكيت أبيض بأكمام طويلة يصل لأسفل الصدر و حذاء أبيض بشرائط زرقاء منقطة غادرت الغرفة لتسير بخطوات ثابتة هادئة انتبه تيم على ذلك ليقول لها: ماذا هناك إيف؟
قالت إيف: لا أعرف ما خطبي لكن عيني اليسرى لا أستطيع الرؤية بها جيدا
قال تيم: أيجدر بنا الذهاب للطبيب قبل الذهاب للحفلة؟
قالت إيف: ماذا؟ بالتأكيد لا سوف نذهب للحفل أولا
قال تيم: لكن الوقت لم يحن بعد لأجل الحفلة
قالت إيف: لا تفسد عليّ يومي تيم لا تخبر إيثان بالأمر و إلا سأنتهي في المشفى حقا
أكملت سيرها لترى إيثان يقف في نهاية الدرج لتبتسم له بمرح شديد نزلت الدرجات بهدوء لتصعد السيارة كانت تحدق بالنافذة بهدوء حتى شعرت بتغير مسارهم ليقول إيثان: سوف نذهب للمشفى أولا
قالت إيف بارتباك: و ماذا قد نفعل في المشفى؟ أتود إجراء فحص ما إيثان؟
قال إيثان: سمعت حديثك الغير مسؤول مع تيم
تنهدت بهدوء لتقول: حقا أنا بخير لا داعي لكل هذا
قال إيثان: الوقاية خير من العلاج آنسة كونيل
تنهدت باستسلام ابتسم تيم لها لتشعر بالانزعاج بينما كان تيو يراقب تصرفاتها المنزعجة وصلوا للمشفى لتجري فحصا لعينيها ليقول الطبيب: هذه المرة الأولى التي أشهد فيها شيئا كهذا
قال إيثان: هل الآنسة بخير؟
قال الطبيب: أجل....ربما....لا أعرف حقا فما يحدث مع عينيها أمر غريب حقا
قالت إيف: هذا يعني بأنني بخير سوف أغادر الآن
نظر إيثان إليها لتعود لمقعدها الذي نهضت منه بهدوء دون مجادلته بأي كلمة ليقول الطبيب: ألديك قوى مميزة في عينيك يا آنسة؟ أيا كانت نوعها
قالت إيف: للأسف أجل
قال الطبيب: هذا يفسر القليل من الأمر يبدو أنك استخدمتها كثيرا مؤخرا فهي تسبب ضعف لبصرك كي لا تفقد قوتها
قال إيثان: شكرا لك سيدي
غادرا غرفة الطبيب ليذهبا لحيث الحفل بصمت شديد هناك كان الجميع يجهز للحفل فناليني لا تزال في المدرسة و نهاية الدوام بعد ساعة و نصف تأكدت الفتاتان من كل شيء بخير قالت لوري: تبقى كعك الحفل هل تأكدتم من موعد استلامه؟
قال لوكاس: لقد قالت إيف بأنها ستحضر الكعك معها لذا لا تقلقوا
قال كين: حقا؟ أتطلع لرؤيتها
قال جوش: الكعكة ليست لك لذا لا تفرح بها كثيرا
قال كين: لا تفسد عليّ أحلامي جوش
ضحكوا عليه بمرح شديد قرع الجرس لتذهب إيما لفتح الباب ابتسمت بمرح للشخص الذي ظهر ليقول لها بمرح: لقد مر وقت طويل إيما كيف حالك؟
قالت إيما: أنا بخير إيف تفضلي بالدخول
قالت إيف: يبدو أن الجميع قد حضر مسبقا
قالت إيما: جميعنا متحمسون لمفاجأتها
ابتسمت إيف بمرح شديد دخلت بهدوء لغرفة المعيشة التي زينت بأنواع الزينة الوردية اللطيفة كانت جميلة للغاية قالت إيف: واثقة من أنها ستحب هذا كثيرا
قال جيم: و ها قد حصلنا على شهادة من طفلة مثلها لذا لا تقلقوا
نفخت وجنتيها بانزعاج طفولي ليضحكوا عليها تحدثوا قليلا ليقول كين: صحيح أين هي الكعكة؟
قالت إيف بمرح: يقوم تيم بصنع واحدة قال بأنها هديته لها و أنا واثقة بأنها ستكون رائعة للغاية
قال جوش: لكن لم يتبقى الكثير من الوقت على عودتها
قالت إيف: سيكون جاهزا في الموعد لذا لا تقلقوا
قالت إيما: متحمسة لرؤية وجهها
ابتسموا جميعا بمرح شديد لها لتغادر إيف برفقة لوكاس لإحضار ناليني من المدرسة قال لوكاس: أتمنى بأننا لم نقم بإزعاجك
قالت إيف: لا تتصرف معي كما لو أنني شخص غريب فأنا من ضمن العائلة أولست كذلك؟
نظرت إليه بعيون تدعي الحزن ليضحك بمرح شديد ليقول لها: بالتأكيد أنت من العائلة إيف حقا أنا سعيد للتعرف عليك
ابتسمت له بمرح شديد وصلا للمدرسة لتبحث إيف عن ناليني بمرح شديد وصلا إليها لترى إيف الحزن الذي بدا على وجهها اقتربت منها لتجلس القرفصاء قربها و تقول: مرحبا ناليني ما الأمر؟
نظرت ناليني إليها بحزن لتتنهد و تنهض سارت أمامها دون الإجابة عليها وصلتا السيارة ليقول لوكاس: كيف كان يومك أختي؟
قالت ناليني: بخير
نظر لإيف بتعجب لترفع كتفيها لعدم معرفتها أي شيء نظر لوكاس إليها ليقول: ماذا هناك ناليني؟
قالت ناليني بشيء من الانزعاج: كيف تسألني لم أنا حزينة؟ كما لو أنك لم تنسى شيئا ما
قال لوكاس: ماذا تقصدين؟
نفخت ناليني وجنتيها بانزعاج شديد تبادلت إيف ابتسامة مشاكسة مع لوكاس وصلوا للمنزل ذهبت إيف برفقة ناليني لغرفتها بينما ساعد لوكاس في اللمسات الأخيرة في غرفة ناليني الغاضبة لتقول لها إيف: لم أنت منزعجة ناليني؟ أقمت بشيء يزعجك؟
قالت ناليني: أنت لا أخي بلى لقد نسي عيد ميلادي
قالت إيف: ماذا؟ لم يخبرني بأنه اليوم لا تحزني عزيزتي دعينا نفعل شيئا ممتعا لنذهب لغرفة المعيشة
ذهبت ناليني برفقة إيف لغرفة المعيشة التي ينتظر فيها الجميع فتحت إيف الباب لتدخل ناليني و تنتبه لزينة المكان و وقوف أصدقاء لوكاس في الغرفة كانت منبهرة للغاية بكل هذا السعادة ملئت قلبها كما ملئت الغرفة حينما قال الجميع بمرح شديد: عيد ميلاد سعيد ناليني
اقتربوا منها ليقدموا لها هداياهم دخلت كعكة تيو ذات الطابقين بالشوكولا مزينة بأزهار على الأطراف بالشوكولا البيضاء كانت جميلة للغاية ليقول كين: و ها هي الكعكة المذهلة
قالت ناليني و هي تنظر لتيو: أقمت بتحضيرها لي؟
قال تيو بمرح : أجل كل عام و أنت بخير آنسة فايرين
شعرت بالسعادة ابتسمت لهم بمرح شديد ليجلسوا معا قضوا الليل كله يحتفلون استمتعوا بوقتهم كثيرا حتى بدأ الأصدقاء بالمغادرة بقي جيم و إيف حتى وقت متأخر ينظفون المنزل و يرتبونه ذهبت ناليني للنوم و الابتسامة لا تفارق وجهها السعيد أثناء تنظيفهم غرفة المعيشة قال جيم: إيف ألن يقلق عليك والديك؟
قالت إيف: لا والديّ لي
هدأت الأجواء فجأة لتستغرب إيف ذلك انتبهت لنظراتهما الحزينة لأجلها ابتسمت لهم بمرح شديد لتقول لهما: الأمر ليس كما لو أنني لم أحظى بوالدين قط
قال لوكاس: إذا هما توفيا؟
قالت إيف: لقد قتلا في الواقع بسبب ظلمهما للناس
قال جيم: يبدو أنك سعيدة لذلك
قالت إيف: أجل فأنا أكرههما لأنهما لم يهتما لوجودي بالرغم من أنني لم أكن الابنة الوحيدة
قال جيم: إذا أتعيشين مع إخوتك؟
قالت إيف: لقد قتلوا مع باقي أفراد عائلتي أنا الفرد الوحيد المتبقي من عائلة كونيل
صدما لذلك كثيرا خاصة للتعابير الجادة التي وضعت على وجهها انتبهت لذلك لتبتسم بمرح و تقول: حسنا علينا الانتهاء سريعا سيكون عليكما الذهاب للجامعة غدا أليس كذلك؟
أسرعت بتنظيف المكان ساعدت تيو في المطبخ ليقول جيم: هذه الفتاة غريبة أطوار هناك شيء غريب بشأنها
قال لوكاس: لا أعتقد ذلك ربما هي فقط تشعر بالوحدة لذا تتصرف هكذا
قال جيم: لا أشعر بالارتياح بقربها ربما لا يجدر بنا الانخراط بها كثيرا أحذرك لوكاس
قال لوكاس: ماذا تقصد بكلامك هذا؟ توقف عن هذا الحديث قد تحزن إن سمعتك
تنهد جيم و أكمل ما كان يفعله عند إيف التي كانت تهم بالدخول للغرفة توقفت في مكانها بحزن قفز عليها فور سماعها لكلمات جيم أنزلت رأسها بحزن لتلتفت مغيرة مسارها رأها تيو ليقول لها: ماذا هناك إيف؟
قالت إيف بمرح: لا شيء سنعود للمنزل الآن
قال تيو: لكن يجب علينا إخبارهم بذلك أولا
قالت إيف: افعل ذلك لو شئت
اختفت من مكانها ليتنهد تيو طرق الباب ليدخل الغرفة و ينحني لهما ليقول: سوف نغادر الآن نتمنى بأننا لم نسبب لكم أي مشكلة
قال لوكاس: لا أبدا سعدنا بوجودكما معا حقا أين هي إيف؟
قال تيو: لقد شعرت بالإرهاق لذلك طلبت إليها الذهاب للسيارة أولا
قال جيم: هكذا إذا حسنا إلى اللقاء
انحنى لهما مجددا ليغادر المكان صعد السيارة لينظر لإيف التي أبدت تلك التعابير الحزينة المتألمة على وجهها قاد السيارة بهدوء للمنزل ليقول: حقا ماذا حدث لك فجأة إيف؟
قالت إيف: أنا بخير لذا لا تزعجني
قال تيو: لقد حدث شيء ما لك بالتأكيد
قالت إيف بغضب شديد: لقد أخبرتك بأنني بخير
تلك النبرة الغاضبة جعلت أضواء السيارة الأمامية و الخلفية تتحطم كما حال أعمدة الإنارة في ذلك الطريق وضعت رأسها على النافذة لتتنهد بانزعاج شديد هذه المرة الأولى التي تصرخ فيها عليه بهذه الطريقة أكمل القيادة بهدوء دون الالتفات إليها وصلت للمنزل لتصعد لغرفتها دون التحدث إلى أي منهم تعجب تيم تصرفها كما حال إيثان الذي شعر بشيء غريب نظر لتيو الذي دخل بعدها بدقائق بذلك الوجوم الذي ملأ محيطه ليقول له: ماذا حدث معكما؟
قال تيم: حقا هذه المرة الأولى التي أراها غاضبة هكذا
قال تيو: لا أعلم كنت أقوم بتنظيف الفوضى التي أحدثتها في المطبخ عندما رأيتها هكذا سألتها و غضبت بعدها
قال إيثان: أحدث شيء بسبب غضبها؟
قال تيو: أجل تحطمت أضواء السيارة و أعمدة إنارة مررنا بها
قال إيثان: اذهب لتستريح تيم حضر لها كوب شاي سأقوم بتحضير الحلوى لها
صعد تيو لغرفته بينما توجه الآخرين للمطبخ صعدا لغرفتها طرق إيثان الباب ليقول لها: لقد أحضرنا لك كوب شاي و قطعة حلوى
شعرا بهجوم يقترب منهما تحطم الكوب و الصحن الذي كان يحمله تيم ليقول لها: لم أنت غاضبة هكذا إيف؟ أحدث شيئا ما في الحفل؟
قالت إيف بانزعاج شديد: لم لا تسدون إليّ معروفا و تتركوني و شأني؟ لقد سئمت هذا حقا توقفوا عن إزعاجي
قال إيثان: أيمكنني الدخول لغرفتك قليلا آنستي؟
لم تجبهم بأي شيء قطعت الكهرباء في المنزل كما تحطمت بعض الأواني التي كانت في خزانتها في المطبخ تلك القوى خرجت عن السيطرة تماما فتح إيثان الباب ليدخل الغرفة ليراها تجلس على طرف السرير تحاول تهدئة نفسها الغاضبة لسبب يجهله تماما اقترب منها ليحتضنها بهدوء و يقول لها: كل شيء سيكون بخير فقط اهدئي لن يقوم أي شخص بأذيتك هنا أنت في منزلك
قالت إيف: أنت تكذب لا أحد يريدني الجميع يكرهني أعرف ذلك لا تحاول تلفيق الأشياء أنا لست طفلة بإمكاني معرفة ذلك بمجرد النظر إليهم
قال تيم: لا أحد يكرهك هنا إيف نحن جميعا نحبك كثيرا فأنت عائلتنا الوحيدة
نظرت لتيم الذي ابتسم لها بلطف شديد قلبها بدأ يشعر بالطمأنينة تعود إليه هدأت قواها الغاضبة لتقول: حقا؟ أنتم لا تكرهونني؟
قال تيم: بالتأكيد لا نكرهك لا نستطيع التفكير في ذلك فقط فأنت كل شيء بالنسبة إلينا أليس كذلك تيو؟
ظهر تيو من خلف ذلك الجدار بهدوء منزلا رأسه للأسفل لا يريد أن يغضبها أكثر شعرت بذلك لترسم ابتسامة حزينة لطيفة على شفتيها مدت يدها باتجاهه لتشعر بارتباكه في خطواته المتثاقلة في اتجاهها لتنزل بيدها و تقول: إذا تيو يكرهني
توسعت عيناه على كلماتها تلك ليتقدم في اتجاهها بسرعة و يقول: من المستحيل أن أكرهك إيف لا أستطيع حتى نطق الكلمة قبل أو بعد اسمك أرجوك لا تقولي شيئا كهذا
جثى بالقرب منها لتضع يدها على رأسه بحنان و تقول: آسفة لأنني صرخت عليك بلا سبب وجيه لم أقصد فعل ذلك
ابتسم لها بلطف ليقول لها: أدرك ذلك الآن
ابتسمت له بمرح شديد ليقول تيم بانزعاج: حسنا نحن لسنا في فليم رومانسي لذا توقفا عن هذا
نظرت إيف إليه لتطلب منه القدوم هو الآخر رفض ذلك بحجة أنها قدمت تيو عليه لتضحك بمرح شديد سعد الجميع لسماع تلك الضحكة من جديد تنهد إيثان بارتياح ليقول: هل لازلت ترغبين في شرب الشاي؟
نظرت للكوب المحطم على الطاولة القريبة منها لتقول: آسفة تيم حطمت كأسك المفضل
قال تيم: لا بأس فهو ليس الوحيد في العالم سأجد غيره بالتأكيد
ابتسمت له بمرح شديد غادروا الغرفة بعد رؤيتها مستلقية على السرير بهدوء شديد مغمضة عينيها عاد كل منهم لغرفته في الصباح عند لوكاس الذي استيقظ على صوت المنبه رفع رأسه بثقل عن الوسادة ليذهب و يستحم بماء دافئ عله يبعد هذا الخمول و الإرهاق انتهى من الاستحمام ليذهب لغرفة ناليني طرق الباب ليقول لها: هيا استيقظي ناليني عليك الاستعداد للمدرسة
نهضت ناليني لتفرك عينيها بلطف شديد لتنزل من السرير و تسير بجواره لتقول: صباح الخير لوكاس
قال لوكاس بمرح: صباح الخير ناليني
توجهت للحمام لتغسل وجهها و تعود لغرفتها و ترتدي زي المدرسة ذهبت للمطبخ لترى لوكاس لا يزال يحضر الإفطار لتقول: أستأتي لأخذي من المدرسة هذا اليوم أيضا؟
قال لوكاس: لا أستطيع وعدك بذلك لكنني سأحاول القدوم
قالت ناليني: سيكون هذا رائعا للغاية
ابتسم لها بمرح شديد ليضع وجبتها أمامها بدآ في تناول الإفطار انتهيا ليغادرا للمدرسة في وقت الاستراحة دخلت إيف الصف لتتفاجئ بعدم وجود ناليني في الصف سألت إحدى الطالبات لتخبرها بأنها عند ممرضة المدرسة أسرعت في الذهاب إليها لتقول الممرضة: أأنت إحدى قريباتها؟
قالت إيف: أجل أنا كذلك ماذا حدث لها؟
قالت الممرضة: لقد فقدت وعيها بعد حضورها للحصة الأولى حاولت الاتصال بهاتف منزلها لكنه معطل على ما يبدو
قالت إيف: حسنا سأخذها أنا للمنزل
كتبت الممرضة إذنا خطيا بمغادرتها المدرسة أخذت أغراضها من الصف لتحملها على ظهرها تعجب إيثان رؤيتها هكذا ليغادر السيارة و يساعدها على حمل ناليني المريضة صعدا السيارة لتقول إيف: لنذهب للمنزل على الحال و اتصل بالسيد رالي على الفور أخبره بأن المريضة طفلة بشرية قد نحتاج إجراء بعض الفحوص لذا أخبر تيم بتحضير الغرفة
قال إيثان: أمرك آنستي
نظرت لناليني التي تحاول التقاط أنفاسها المخطوفة منها نبضات قلبها سريعة للغاية حرارتها مرتفعة جدا ظهرت بعض الخطوط الزرقاء على وجهها لتعض على شفتيها بانزعاج شديد وصلوا المنزل ليضعها تيو في الغرفة التي تم تحضيرها بمختلف أنواع الأدوات الطبية الغريبة وصل السيد رالي بعدهم بدقائق ليتفاجئ كثيرا من رؤيتها في تلك الحالة ليقول: ماذا حصل لها برأيك؟
قالت إيف: شخص ما يحاول زرع قوى غريبة بها علينا الإسراع و إلا قد يحصل ما هو أسوأ
نظرت لتيو الواقف بقرب الباب بانتظار تلك الإشارة ليغادر المكان على الفور شرعت إيف بالقيام بالفحوصات الأولية نظريتها لم تكن مخطئة لتقول: تبا له أيا كان
حملت الأنبوب الزجاجي الفارغ لتقطر به القليل من دمائها ممزوج بسائل أزرق اللون كانت ستحقنها به ليمسك الطبيب رالي بيدها و يقول: توقفي نحن لا نعرف ما قد يحصل لها بعد حقنك لها
قالت إيف بتلك الابتسامة المنزعجة: و هل تعتقد بأنني أمضيت عقودا في فعل لا شيء؟
أبعدت يده لتقوم بحقن ذلك الشيء الذي بدأ يتحرك داخل وريدها بدأت تلك الخطوط بالاختفاء تدريجيا هدأ قلبها المضطرب للتغير الذي حدث له تلك الحرارة بدأت في الانخفاض أخذها تيم لإحدى غرف الطابق العلوي قال إيثان: أيجدر بي الاتصال على السيد فايرين و إخباره بالأمر؟
صمتت دون الإجابة عليه تفكر في هدوء لتقول: أجل لكن ليس الآن فهو مشغول بالجامعة اطلب من تيو تحضير لها كعك بالشوكولا ليخلط هذا به
أخذ ذلك الشيء الأرجواني الذي يتحرك داخل الأنبوب الزجاجي الصغير ليغادر الغرفة قال السيد رالي: كيف عرفت بالعلاج فور ظهور الفحوصات؟
قالت إيف: لم أكن بحاجة لتلك الفحوصات فقط قمتها لإثبات شيء ما
قال السيد رالي: ما هو؟
التفتت إليه بتلك النظرات الحادة الخاصة بها لتصيب قلبه بالخوف لتقول: أنك السبب وراء ما حدث لها تلك التعابير على وجهك أثناء الفحوصات و أنت تقوم بالغش فيها
قال السيد رالي: ماذا تقصدين بكلماتك هذه؟
قالت إيف: لا شيء معين أنت أدرى بأفعال عائلتك جون وارتسون
عض على شفتيه بانزعاج شديد ليرسم ابتسامة خبيثة على شفتيه ليقول: لم لم تقولي أي شيء منذ البداية؟
قالت إيف: حسنا أردت رؤيتك إلى أي مدى ستصل لكن بعد قتلك لتلك السيدة أصبحت نصب عينيّ و هذه الحادثة لن تمر على خير أبدا
ضحك بمرح شديد تلك النظرات الباردة التي رمقته إيف بها لم تتغير رفع تلك الأشياء الحادة ليقوم بتصويبها اتجاهها أزعجته تلك النظرات التي لم تتزحح ليشن الهجوم عليها لكنها لم تصلها سقطت أرضا نصف الطريق لتقول له: أنت في ملعبي لذا ألا تظن أنه من الغباء أن تحاول قتلي؟
قال جون: ماذا عنك؟ تقفين هناك بلا أي حراسة كما لو أنك تودين إنهاء حياتك
قالت إيف: حقا لم تفعلون شيئا بمنتهى الغباء كهذا؟
قال جون: في المرة الأولى حاولنا تلطيخ هذا الاسم بتهم جديدة لكن المحاولة الثانية التي كانت قتلك و الثالثة فهي انتقاما لسيدنا الذي قمت بقتله
نظرت إيف إليه بنظرات غباء محاولة استيعاب الأمر الأخير الذي قاله لتضحك بعده بسخرية أثارت غضب جون أكثر لتقول: حقا إن دون يعرف كيف يجمع الحشرات تحت قدميه لو كنت أعرف بالأمر لما أتعبت نفسي في مراقبتكم طوال الوقت
قال جون: ماذا تقصدين بكلامك هذا؟
قالت إيف: إلى أي درجة أنت غبي؟ لو عرفت بأنكم أتباع لذلك السافل لمحيتكم من الوجود
تلك العيون الغاضبة أفزعته كثيرا أعطته ظهرها لتسير خطوتين للأمام أخرج ذلك الخنجر البرونزي من جيبه ليلقيه عليها اختفت قبل وصول الخنجر إليها لتظهر من خلفه و هي تكز ظهره بذلك الخنجر لتقول بمرح شديد: خنجر مسموم أعجبتني الفكرة كثيرا لكن غيرك كان أمهر بكثير
غرزته في الوسادة بعد رؤية ذلك الخوف الذي اجتاحه لتغادر الغرفة قال لها تيو: أحقا ستتركينهم يفرون هكذا؟
قالت إيف: لم أرد ذلك أيضا تعرف كم أنا طيبة القلب
نظرت إليه بمرح شديد ليبتسم لها بلطف صعدت لغرفة ناليني لتراها لا تزال نائمة شعرت بالإطمئان لذلك عند لوكاس الذي كان يستعد للذهاب للمنزل رأى تلك الرسالة التي وصلته منذ دقائق قليلة اجتاحه القلق ليضع أشيائه سريعا في حقيبته ليغادر قاعته تعجب أصدقائه رؤيته في تلك العجلة زاد ذلك التعجب عندما رأوه يصعد لتلك السيارة لتقول لوري: أليست هذه سيارة إيف؟
قالت إيما: بلى إنها هي لكن ماذا هناك؟
قال جيم: سأتصل لنعرف
أخرج هاتفه من جيب سترته ليتصل على لوكاس لكنه لم يجب عليه ليقول: يبدو أنها حالة طارئة بالحكم على السرعة التي غادر فيها دون الانتباه لنا
قال كين: ربما نسي موعد صدور لعبته المفضلة
نظر الجميع إليه باستغراب مما قاله ليبتسم لهم بمرح شديد عند لوكاس الذي وصل لمنزل إيف الذي يزوره للمرة الأولى رآه إيثان لينحني له و يقول: الآنسة الصغيرة في الطابق العلوي سأخذك إليها
قاده إيثان للغرفة التي كانت في الطابق الثاني نهاية الممر طرق الباب ليقول: لقد وصل السيد فايرين
فتح الباب من الداخل لتظهر ناليني المستلقية على السرير هرع إليها سريعا ليقول لها: هل أنت بخير ناليني؟
قالت ناليني بابتسامة مرحة: أجل أنا بخير
تنهد بارتياح وضع رأسه بالقرب من يدها الممدة على السرير ذلك القلق بدأ بالاختفاء رويدا رويدا رسمت إيف ابتسامة لطيفة على شفتيها و هي تنظر إليهما طرق الباب ليدخل تيو مع طبق الشوكولا نظرت إيف إليها لتقول: تبدو شهية للغاية أريد واحدة أيضا
قال تيو: لقد تناولت قطعتين منذ قليل لن أعطيك المزيد
قالت إيف: واحدة بعد لن تضر
رفض طلبها ذاك ليضع الطبق بالقرب من سرير ناليني التي جلست بمرح شديد لتقول: شكرا لك
قال تيو: لا داعي لشكري لقد حضر لك تيم حليبا بالنعناع ستحبينه بالتأكيد
قال تيم الذي دخل الغرفة: بالتأكيد ستحبه فأنا من أعده
نظرا لبعضهما بانزعاج شديد لتضحك ناليني بينما تتنهد إيف بقلة حيلة وقفا بالقرب من إيف التي لم ترد إزعاج الشقيقين قال لوكاس: لم لم تخبريني بأنك لا تشعرين بخير؟
قالت ناليني: لقد كنت بخير حتى وصلت المدرسة كيف سأخبرك؟
تنهد لوكاس بارتياح شديد ليبتسم لها بمرح شديد بدأت في تناول قطعة الشوكولا باستمتاع شديد كانت إيف تهم بالمغادرة و هي تدفع الشابين أمامها لتشعر بنظرات لوكاس تراقبها لتكمل سيرها بهدوء لاحظت ناليني تلك النظرات الغريبة لتقول له: ماذا هناك أخي؟ أأنت متعب؟
قال لوكاس بابتسامة: أنا بخير لا تقلقي بشأني سأذهب لأشكر إيف على اعتنائها بك
ابتسمت له بمرح شديد ليغادر الغرفة سار في الممر الفارغ من الأثاث فقط تلك النوافذ الزجاجية المقوسة من الأعلى وصل للدرج لينزل الدرجات بهدوء انتبه إيثان له ليقول: هل بإمكاني مساعدتك سيدي؟
قال لوكاس: كنت أبحث عن إيف
قال إيثان: الآنسة في غرفة الجلوس من هذه الجهة
أشار للممر الأيسر ابتسم له ليسير في ذلك الممر المماثل لممر الطابق العلوي نهايته وجد ذلك الباب الكبير طرقه بهدوء ثم دخل ليرى إيف تجلس على الأريكة الأرجوانية المزينة بوسادات بيضاء مخططة بالأرجواني الداكن و الرمادي مختلفة الأحجام نظرت إليه لتقول: أهلا بك لوكاس ما الأمر؟
قال لوكاس: أردت الحديث إليك قليلا
فهم الشابين مقصد حديثه ليغادرا الغرفة اقترب منها ليجلس على الأريكة المقابلة لها ليقول: شكرا لك على اعتنائك الدائم بشقيقتي
قالت إيف: لا عليك أبدا فهي شقيقتي أيضا كما أنها لطيفة للغاية
قال لوكاس: منزلك يبدو هادئا للغاية
قالت إيف: هو هكذا دائما فلا أحد فيه سوانا و دائما ما نبقى معنا
قال لوكاس: إذا أنت لم تكوني تمزحين بشأن ما قلته بالأمس؟
قالت إيف: بالتأكيد لم أفعل
نظر للمكان من حوله الغرفة واسعة تحتوي على مدفئة بنية في إحدى الزوايا و الأرائك الأرجوانية البعيدة عنها الجدار المقابل لهم يحتوي على نوافذ طويلة كبيرة ستائرها أرجوانية مخططة بالأبيض و الرمادي و التلفاز المعلق على الجدار لم تحتوي الغرفة على أي صور ليقول لها: ألا تشعرين بالوحدة هنا؟
قالت إيف بمرح: بالتأكيد لا أفعل فأنا لست وحيدة هنا
قال لوكاس: حقا بدأت أتعجب ابتسامتك و مرحك الدائم
ابتسمت له بمرح شديد ليبادلها الابتسامة تحدثا لبعض الوقت لينهض لوكاس و تذهب إيف معه حتى باب المنزل و هما يتحدثان بمرح شديد لتقول له: ستبقى ناليني هنا سأخذها غدا للمدرسة بنفسي لذا لا تقلق بشأنها
قال لوكاس: سأشعر بالوحدة حقا حينما أعود من العمل لكن لأجل صحتها لا بأس بذلك
ابتسمت له بمرح شديد ليغادر المنزل التفت للمنزل ليتعجب شكله وسط المبنيين القريبين بدا كمبنى فريد من نوعه في ذلك الحي نظر لمجموعة الأطفال الذين كانوا يسيرون في اتجاه منزلها سأله أحدهم قائلا: أتعرف الآنسة كونيل؟
قال لوكاس: أجل نوعا ما
قالت إحدى الفتيات: أأنت قريب لها؟
قال لوكاس: لا أنا صديقها أتعرفونها؟
قال الأطفال بمرح شديد: أجل فنحن نأتي دائما لزيارتها
استغرب ذلك ليبتسم لهم بمرح شديد سألهم عن أقرب محطة قطار في المنطقة ليخبروه بمكانها ليشكرهم و يغادر إليها في المساء قبل عودته للمنزل رن هاتفه بضع مرات رفع الخط ليقول: مرحبا إيف
قال المتصل: أنا ناليني أخي
قال لوكاس: أهلا عزيزتي أتشعرين بتحسن الآن؟
قالت ناليني بمرح: أجل أنا أفضل حالا هل عدت للمنزل؟
قال لوكاس: أنا في طريقي إليه لم السؤال؟
قالت ناليني: لأنني انتظرتك طويلا و هذا مزعج للغاية
تعجب لوكاس ذلك ليقول لها: أأنت مع إيف؟
قالت ناليني: بالتأكيد كيف سأتصل من هاتفها إن لم أكن معها؟
ضحك بارتباك ليقول: حسنا سوف آتي حالا
قالت ناليني: أسرع و إلا فسأنام و أتركك
ضحك بمرح شديد ليغلق الخط أسرع الخطى في اتجاه منزله و هو يفكر بالسبب الذي أعادتها للمنزل لأجله دخل المنزل ليقول: لقد عدت ناليني
فتح باب غرفة المعيشة لتظهر ناليني بمرح شديد اقتربت منه لتعانق قدميه بمرح شديد رفعت رأسها لتقول: لقد تأخرت كثيرا هذا اليوم
قال لوكاس و هو يحملها: آسف لقد كان المكان مزدحم
انتبه للدمية الجميلة التي كانت تحملها بدت باهظة الثمن تعجب وجودها دخلا غرفة المعيشة ليرى إيف هناك تقوم بترتيب الفوضى التي تعم الغرفة ابتسم بمرح لها ليقول: مرحبا إيف
التفتت إليه لتبتسم بمرح شديد و تقول: أهلا بعودتك لوكاس لابد أنه قد كان يوما شاقا
قال لوكاس: بالفعل لقد كان
ابتسمت له بمرح شديد نزلت ناليني لتضع دميتها على الأريكة و تبدأ بمساعدة إيف ذهب لوكاس ليستحم و يبدل ثيابه عاد لغرفة الجلوس ليراها عادت نظيفة كما كانت جلس بالقرب من ناليني التي تلهو بدميتها ليقول لها:كيف كان يومك ناليني؟
قالت ناليني بمرح: لقد لعبنا كثيرا اليوم و تعرفت على أصدقاء جدد
ابتسم لها بمرح شديد حل الصمت بينهم فقط صوت برامج التلفاز الذي يملأ الغرفة كان الصمت يحدق بهم بانتظار فقد مل البقاء في هذه الغرفة الضيقة نظر لوكاس لإيف التي كانت تشاهد التلفاز بصمت و هي تربت على ظهر ناليني المستلقية فوقها ابتسم بلطف ليقول لها: يبدو أنها مرهقة كثيرا بعد كل هذا اللهو
قالت إيف: بالتأكيد هي كذلك سأخذها لغرفتها
رفض لوكاس ذلك لينهض بهدوء و يحملها لغرفتها استعدت إيف للمغادرة تأكدت من ترتيب تلك الكتب على المكتبة البنية الصغيرة حملت هاتفها لتغادر الغرفة توقفت على صوت الباب الذي أغلقه لوكاس بهدوء اقترب منها ليقول: اعتقدت بأنها ستبقى عندك هذه الليلة
قالت إيف: لقد بدوت وحيدا للحظة لذلك أعدتها كما إيثان قام بتوبيخي
ضحكا معا بصوت منخفض حتى لا يوقظا ناليني ودعته بمرحها المعتاد لتغادر المنزل غادرت المبنى لترحب بها تلك الرياح الخريفية الجميلة نظرت للسماء الخالية من النجوم و القمر الذي يؤنس وحدتها القاتلة سارت بهدوء على ذلك الرصيف بذلك الوجه الخالي من التعابير و المشاعر كما حال قلبها المليء بفوضى ذكريات لا تزال تعرض في مسرح عقلها ذهبت لمتنفسها لتجلس في مكانها المفضل على غصن تلك الشجرة تحدق بأضواء المدينة بشرود أخذ كيانها كله تلك الملامح الحزينة و تزداد حزنا مع مرور الوقت الجو لا يزال دافئا لكنها تشعر ببرد مريع يسري في أنحاء جسدها أغمضت عينيها لتسمع ذلك الصوت يسخر منها مجددا ليقول لها: حقا لا أعرف ما الذي تحاولين فعله لكنك لن تنجحي أبدا به فأنا و أنت شخص واحد مهما حاولت إنكار ذلك
فتحت عينيها لهبوب تلك الرياح التي مسحت تلك الدمعة التي هربت من عينيها لتنزل رأسها و الحزن يملأ روحها التي تحاول التغير للأفضل لتقول: دعيني و شأني أرجوك
ذلك الشيء الذي التصق بظهرها بهدوء شديد لم تعر أي اهتمام به أو بالشخص الممسك به الذي ثارت أعصابه ليقول لها: هل تحاولين الاستخفاف بي آنسة كونيل؟
قالت إيف: لست في مزاج جيد للعب معك جون
انزعج كثيرا لبرودها اتجاه تصرفه ليقول لها: تعرفين بأنني لن أكتفي فقط بالقبض عليك أليس كذلك؟
لم تجبه بأي شيء لتثير أعصابه أكثر انتبه لعدم مقاومتها له ليستغل هذه الفرصة قام بتقييد يديها خلف ظهرها كما فعل لقدميها و عينيها حملها على ظهره ليغادر بها لذلك المنزل الذي اجتمع جميع من فيه في الغرفة التي حبست فيها إيف وقف شخص خلف الباب يسترق النظر بعينيه السوداوين و شعره الكستنائي الداكن الذي تساقطت قطرات الماء منه شعر بشيء خطير للغاية ليفتح الباب و يقول: عليكم الحذر منها
توجهت الأنظار إليها فور نهوضها المفاجئ ظهرت شعلات زرقاء أحرقت الحبال التي ربطت بها كما حال القماش الأسود الذي ربطت عينيها بها لتظهر تلك النظرات القاتلة تقابل أعينهم جميعا أمالت رأسها قليلا لترسم ابتسامة خبيثة ماكرة على شفتيها لتقول: لا بأس سوف ألهو معكم طالما ذلك ما تريدونه
أطفئت الأضواء في تلك الغرفة بدأ القلق و الرعب يدب في قلوب الجميع هرع البعض للباب الذي اختفى فجأة سمعوا صرخات متألمة متتالية ليزداد الرعب في ذلك الظلام المخيف بدأ البعض بطلب الاستغاثة بصراخ يكاد يصم الأذان حتى حل الصمت المكان فجأة ساد ذلك الصمت لفترة طويلة حتى فتح الباب مصدرا صريرا مزعجا الأشخاص الذين وقفوا خلف ذلك الباب تراجعوا على شعورهم بتلك الهالة المخيفة تملأ المنزل بكامله قال أحد الحراس بهلع شديد ظهر على وجهه و جسده الذي بدأ بالانتفاض و الارتعاش لوقوع عينيه على تلك العينين التي لا تظهر أي رحمة ليقول: إنها إيف كونيل مستحيل أن نستطيع التغلب عليها
نظر إليها بقية الحراس باستغراب من خوفه المبالغ فيه بنظرهم ليقول آخر: لابد أنك تمزح إنها مجرد طفلة صغيرة
تغيرت تعابير وجهه الساخرة لأخرى مصدومة شعر بشيء حاد يخترق جسده و يشطره لنصفين ليسقط جزءه العلوي على الأرض بدأ الجميع بالارتعاب تقدمت إيف خطوتين للأمام ليتراجع الحشد الخائف خطوات للخلف حتى ظهرت تلك الابتسامة المخيفة على شفتيها ليبدأ الجميع في الهرب قدر ما يستطيع عند إيثان الذي نظر للساعة للمرة السابعة منذ دقائق حول نظره لتيم الذي قال: الساعة الحادية عشرة و خمس دقائق و أربعين ثانية....حقا لم تمر نصف دقيقة حتى تتأكد من الساعة من جديد
قال تيو: جميعنا قلقون عليها فهي قد تأخرت بشكل مخيف ربما يجدر بنا البحث عنها
قال تيم: أتريدها أن تقتلك؟ افعل ذلك وحدك
التفتوا لصوت جرس الباب الذي قرع نصف مرة تعجبوا ذلك ليذهبوا للباب فتحه إيثان ليتعجب رؤية ذلك الشاب المصاب و الدماء تغطي جسده لفت انتبهه ذلك الظرف الأبيض الذي وضع بالقرب من جسده الملقى على الدرج حمل الظرف ليقرأ الرسالة التي كتبت فيها جملة واحدة "اعتني به جيدا" ذلك الأسلوب في الكتابة الموجزة و الخط الذي يكاد تظهر حروفه عرف صاحب تلك الرسالة على الفور ليقول: لقد طلبت الآنسة الاهتمام به لذا لنفعل ذلك
لم يحصل على أي تجاوب من الشابين نظر لتيم الذي قال على الفور: عذرا لكنه ملطخ بالدماء و قد ارتديت هذا منذ وقت قصير
رفع إحدى حاجبيه ليتنهد تيم باستسلام و انزعاج ليوجه نظره لتيو الذي بدا في حالة صدمة لم يعرف السبب وراء ذلك لكنه تجاهله ليحمله تيم وحده و يأخذه للحمام بدأ في تنظيف تلك الدماء عن جسده أنهى تضميد جراحه التي لم تكن عميقة للغاية أخذه لإحدى الغرف في الطابق السفلي نظر إليه ليقول له: و أين وجدتك أنت أيضا؟ لكنك تبدو طفلا نوعا ما
ابتسم بلطف له ذهب ليفكر في الدواء المناسب الذي سيعطيه إياه لفت انتباهه تيو الذي لا يزال يسير و الصدمة لم تفارقه تعجب ذلك ليقترب منه و يقول: الأمر ليس كما لو أنني قلق عليك أنا متفاجئ فقط لكن أخبرني ما الذي حل بك؟
أفاق تيو من صدمته أخيرا ليقول: الأمر فقط أنني تذكرت نفسي
لم يفهم تيم مقصده من تلك الكلمات ليقول له: أتقصد عندما وجدتك إيف؟
هز رأسه مجيبا بالموافقة على سؤاله ليقول: بسبب عائلتي و الدماء التي تجري في عروق كان الجميع يحاول التخلص مني في البداية كنت أهرب منهم و حسب لكنني أدركت بأن ذلك لن يحل أي شيء فأصبحت أتصدى لكل شخص يحاول الهجوم عليّ حتى ذلك اليوم الذي فقدت أعصابي فيه و قمت.... قمت بقتل أفراد عائلتي جميعا تلطخت بدمائهم فزعت و لم أعرف إلى أين أذهب كنت أسير فقط بلا أي وجهة في ذلك الليل
رفع كفيه لينظر إليهما كما لو أنه لا تزال بقع الدماء تلك فيهما وضع تيم يده على رأسه ليقول له: حسنا أعرف تماما ما تقصده لكن لا تخف كثيرا فأنت لم تعد ذلك الشخص و لن نسمح لك بالعودة إليه من جديد فنحن عائلتك أليس كذلك؟
نظر تيو إليه ليرى تلك الابتسامة اللطيفة التي رسمت على وجه تيم المقابل له عاد لوعيه ليبتعد عنه و يقول: بدأت تتحدث مثل إيف
قال تيم: لابد أن أفعل ذلك فهذا كل ما أسمعه منها ثم أن الدور سيأتيك حتما
قال تيو: مجرد التفكير في الأمر يصيبني بالقشعريرة
قال تيم: أتقصد بأنك تشعر بالتقزز مني؟
قال تيو: أنا لم أقل ذلك
قال تيم: لكنك كنت تقصد ذلك بالتأكيد
قال تيو: افهم الأمر كما شئت سأذهب لأحضر لضيفنا شيئا يتناوله
قال إيثان الذي أتى على صوت تيم الذي ارتفع فجأة: هو ليس ضيف سيكون الفرد الجديد في العائلة
نظرا إليه باندهاش شديد بينما لم تتحرك التعابير الجامدة كالعادة من على وجهه ليقول تيو بعد هز رأسه بضع مرات متتالية:لحظة لحظة و كيف عرفت ذلك؟
أخرج تلك الرسالة من الظرف الخاص بها ليقرآها و يقول تيم: الاعتناء به لا يعني بأنه سيكون فردا جديدا
قال إيثان: لم تقرأ الرسالة جيدا
أعادا نظرهما للرسالة ليريا الأحرف تتبعثر و تتلاشى لتظهر كلمات جديدة "فهو ضمن العائلة" توسعت حدقتا عينيهما بصدمة أكبر من التي خلفته كلمات إيثان الذي سار في اتجاه غرفة ذلك الشاب طرق الباب قبل دخوله ليراه يجلس في مكانه يحدق بالأرض محاولا معرفة ما جرى له رفع بصره لينظر لإيثان ليصيبه الذهول أكثر بعد رؤية الشابين اللذين لم يضعا تعابير مريحة للنفس ليقول إيثان: هلا تعرفنا عليك سيدي؟
قال الشاب بعد ارتباك دام لفترة: كلاوس ليور
نظر الشابين إليه باندهاش ليقول تيم: ماذا؟ ليور؟ لابد أنها تمزح بالتأكيد لا هذا غير معقول
قال تيو: هلا صمتت قليلا لنفهم الأمر منه
نظر تيو لكلاوس بتلك النظرات الفاحصة له ليقول: أخبرنا من تكون أنت بالضبط؟ نعرف جيدا كم تكره إيف عائلة ليور و من المستحيل أن تنقذ أي شخص منهم و الأسوأ من هذا كله أن تجعله يأتي لمنزلها
قال كلاوس: أنا أيضا لا أذكر أي شيء مما حدث معي هذا اليوم
قال تيم: ربما فعلت إيف ذلك عمدا بالرغم من أنها لا تحب استخدام هذه الطريقة
قال إيثان: ربما تحاول إخفاء شيء ما عنا
كلماته تلك جعلت الأجواء تضطرب كثيرا تنهد إيثان ليقول: حسنا أنا إيثان كبير خدم هذا المنزل كما أنني مساعد الآنسة و هذا تيو الطباخ الرئيسي في المنزل و هذا تيم طباخ مساعد مسؤول عن المشروبات و الاهتمام بغرفة الطعام
نظر الشابان إليه بشيء من الانزعاج ليقول تيم: لكن ما الذي سيفعله في المنزل؟ فنحن نهتم به جيدا
قال إيثان: حاليا سندعه يساعدنا في بعض المهام ستحدد الآنسة ذلك حالما تعود
قال تيو: حسنا فلندعه يرتاح الآن
غادروا الغرفة بهدوء بينما كلاوس لا يعرف ما يجري من حوله أهو واقع أم حلم أغمض عينيه ليعيد برأسه للوسادة مضى أسبوعان على هذه الحادثة لا أحد يعرف أين اختفت إيف بدأت ناليني تشعر بالوحدة تعود إليها كما حال لوكاس الذي اعتاد على التحدث إليها من وقت لآخر قرر ذلك اليوم أخذ ناليني و الذهاب لزيارتها قرع الجرس ليفتح له إيثان الباب ليقول: مرحبا أتمنى بأننا لم نأتي في وقت غير مناسب
انحنى لهما إيثان ليقول: أهلا سيد و آنسة فايرين
دخلت ناليني المنزل بمرح لتقول: إيف أتيت لألعب معك
لم تسمع أي إجابة لتصاب بالإحباط اقترب تيو منها لينزل لمستواها و يقول بمرح: أهلا بك آنسة فايرين ما رأيك أن نلعب سويا؟ فقد حضر الجميع منذ ثوان قليلة و نحن نحضر لمسرحية أتودين الانضمام؟
قالت ناليني بمرح شديد: أجل بالتأكيد
ابتسم لها بمرح ليصحبها للغرفة التي اجتمع فيها الأطفال يختارون الأدوار التي يريدون تأديتها في المسرحية كانت ناليني تسمتع بوقتها في اختيار الأزياء عند لوكاس الذي كان يجلس في غرفة أخرى قريبة منها وضع كلاوس كوب الشاي برفقة طبق الحلوى أمامه ليقول: يبدو أنك وظفتم شخصا جديدا
قال إيثان: عرف عن نفسك رجاء
انحنى له كلاوس ليقول: أنا كلاوس ليور سعدت بلقائك سيد فايرين
قال لوكاس: أنا أيضا هذا مضحك حقا اسمينا مكونان من نفس الأحرف
ابتسم كلاوس له لينحني و يغادر من جديد رشف لوكاس القليل من الشاي ليقول: حقا أنا لم أقصد الإزعاج لكنني قلق نوعا ما على إيف فهي لم تترك ناليني وحدها منذ فترة طويلة و إن حدث فهي تتصل و تخبرني بالأمر لكنها لم تفعل كما لو أنها اختفت تماما
قال إيثان: الآنسة لم تعد للمنزل منذ آخر مرة ذهبت لزيارتكم
كان لوكاس يشرب من الشاي ليسعل فجأة أعطاه إيثان ذلك المنديل ليمسح وجهه ليقول: أتقصد بأنها لم تعد للمنزل منذ أسبوعين؟
قال إيثان: أجل سيدي
قال لوكاس: ألم تخبروا الشرطة بالأمر؟ فهذا مريب للغاية
قال إيثان: تكره الآنسة اللجوء للشرطة خاصة عندما يتعلق باختفائها ثم أنها ليست المرة الأولى
قال لوكاس: ماذا تقصد؟ إنها مجرد طفلة في العاشرة من عمرها
صمت إيثان دون التعليق عليه نظرات لوكاس المندهشة لا تفارق عينيه ليقول إيثان: في الواقع الآنسة ليست بشخص عادي لذلك نحن لا نقلق عليها كثيرا
قال لوكاس: ماذا تقصد بأنها ليست شخص عادي؟
ذهب إيثان للجهة المقابلة من الغرفة لحيث وضعت تلك الرفوف البيضاء المليئة بالكتب القديمة و الحديثة أخرج من بينها كتابا لا يبدو باليا فقط بل باليا جدا تغيرت لون أوراقه غلافة الذي حمل شيئا من رائحة الدماء وضعه أمام لوكاس الذي لا يصدق بوجود كتاب بهذا القدم فتح غلافه بحذر تلك الصحفة الأولى الفارغة بدأت تظهر فيها الكلمات التي خفيت عن أعين الجميع ليقرأه بصوت عالي: منذ أقدم القدم وجد على الأرض البشر و المخلوقات ذات القوى العجيبة كانوا يعيشون منفصلين عن بعضهم لفترة طويلة حتى وقع أحد المخلوقات العجيبة في حب فتاة بشرية تزوجا و تكاثرا كان البشر يتعايش مع أبنائهما الذين حملوا دماء والدهم أكثر لكن بعد ذلك توفيت الزوجة و بقي الزوج و أولادها تغيرت الأمور فجأة و أصبح البشر يكرهون أبنائه فاضطروا للانتقال لمكان آخر كما حال أبنائه الذين انتقلوا لمدن و قرى أخرى تكاثروا في تلك الأماكن و أصبح أعدادهم أكبر بكثير و هكذا استمروا في التكاثر ليكونوا عائلات مختلفة
توقف لوكاس عن القراءة فجأة شعر بأن عقله يرفض الاستماع لهذا الهراء الذي يعرف عنه للمرة الأولى ليقول: إذا هي أحد هؤلاء الأشخاص؟
قال إيثان:ليست هي فقط بل جميع من يعمل هنا أيضا
لم يقتنع لوكاس بالأمر بعد فعقله يحاول إعادة المنطق إليه كلما ظهر بصيص لما قرأه في الكتاب ليحرك إيثان سبابته في الهواء ليظهر إبريق الشاي من العدم فزع لوكاس لذلك كثيرا ليسكب له القليل من الشاي ثم يختفي حرك طبق الحلوى للجهة الآخرى للكوب ليقول إيثان: هذا شيء بسيط مما نستطيع فعله
قال لوكاس: هذا مخيف حقا ربما لم يخطئ جيم في كلامه
نهض لوكاس ليذهب للغرفة التي يلعب الأطفال فيها دخل الغرفة لينظر الجميع إليه فقد أزعج مسرحيتهم ابتسم لهم بارتباك ليجلس على الأريكة القريبة من الباب ليشاهد المسرحية مع البقية كانت المسرحية عن قصة ساندريلا كانت مسرحية ممتعة حقا كان تيو يقوم بتصوير المسرحية حتى انتبه لظل غريب وقف خلف النافذة المغطاة بالستائر التفت إلى تيو الذي بدأ يتحرك في اتجاه النافذة دون جذب انتباه الآخرين حال وصوله اختفى ذلك الظل المريب ليوجه نظر لكلاوس الذي غادر الغرفة بهدوء ليتحقق من الأمر ذهب للحديقة الخلفية ليرى أزهارها ذابلة و الأعشاب يابسة الشجرة بدأت تفقد أوراقها تعجب من ذلك فمنذ فترة قصيرة كان يعتني بالأزهار التفت لإيثان الذي أتى ليرى الأمر ليقول كلاوس: لقد كنت أعتني بها كيف حدث هذا لها؟
قال إيثان: أعرف ذلك شيء ما يحصل للآنسة بالتأكيد
عاد من حيث أتى ليمضي باقي الوقت مع الأطفال حتى عادوا لمنازلهم في المساء كانت ناليني متعبة فنامت مبكرا أخذها إيثان للغرفة المخصصة لها ليجتمع مع البقية ليقول لهم: هناك شيء يزعجني و أتمنى أنه مجرد حدس خاطئ لذا علينا تفقد الأمر
قال تيم: ماذا تقصد؟
قال إيثان: اختفاء الآنسة مفاجئ و من غير سابق إنذار لابد أن شيئا ما قد حصل معها
قال تيم: حسنا الأمر ليس مفاجئ جدا فإيف دائما ما تتوه في عالمها المخيف ذاك
قال تيو: أنت هذا ليس وقتك أبدا دعه ينهي ما بدأه
تنهد إيثان و قال: حسنا نريد جمع أكبر عدد من التقارير عن العائلات التالية لقد قسمتهم لكم في هذه القوائم
وزع تلك الأوراق البيضاء المزخرفة بزهور صغيرة من الأطراف ليتعجب الشابان ذلك ليقول تيو: لم قد نبحث عن العائلات التي تكره إيف؟
قال إيثان: ذبلت أزهار الحديقة مما يعني أنها في خطر محدق
قال تيم: إذا علينا الإسراع
كان تيم يبحث عن العائلات الموجودة في المدينة التي يعيش فيها عائلة هايلون بينما البقية في المدينة نفسها سمع لوكاس حديثهم ذاك ليقول: بالرغم من أنني لم أفهم أي شيء حتى الآن لكن هل بإمكاني مساعدتكم؟
قال إيثان: أعتذر سيد فايرين لكن هذه المهمة خطرة للغاية و لا أستطيع أن أسمح لنفسي باستخدام أحد أصدقاء الآنسة فيها
تنهد لوكاس ليعود لغرفة الضيوف ليكمل قراءة ذلك الكتاب و الاندهاش و الاستغراب مرسوم على وجهه عند تيم الموجود قرب البوابة الكبيرة لعائلة وايد فتح له الحارس ليستقبله كبير الخدم ليقول له: ماذا تريد؟
قال تيم: هل لي بمقابلة السيد أليكساندر وايد؟ الأمر مستعجل للغاية
تعجب كبير الخدم ذلك فهو يراه للمرة الأولى ذهب ليخبر سيده بأمر الزائر الغريب ذهب أليكساندر لغرفة الضيوف حيث كان تيم يقف هناك و هو يطرق الأرض بحذائه نظر إليه ليحاول معرفة من يكون انحنى له ليقول: آسف لزيارتك في مثل هذا الوقت سيدي لكن الحالة طارئة للغاية
قال أليكساندر: و ما هي هذه الحالة الطارئة؟
قال تيم: إيف لا أقصد الآنسة كونيل قد اختفت منذ أسبوعين و نحاول جمع معلومات عن هذه العائلات أتمنى بأن تستطيع مساعدتنا
أعطاه تلك الورقة ليقرأ باندهاش أسماء تلك العائلات واحدة تلو الآخرى و عيناه لا تزالان مذهولتان ليقول له: أتحاول السخرية مني يا هذا؟ جميع من في هذه القائمة قد اختفوا منذ أسبوعين أو أقل
قال تيم: ماذا تقصد بأنهم اختفوا سيدي؟
قال أليكساندر: لقد قتلوا جميعا حتى الأفراد الذين يعيشون في أماكن بعيدة عن عائلاتهم قتلوا جميعا
صدم تيم لذلك كثيرا لمح أليكساندر شيء ما في تلك النظرات ليقول: هل تعتقد أن لهذه الآنسة علاقة بالأمر؟
قال تيم بانفعال: بالتأكيد لا من المستحيل أن تفعل إيف شيئا كهذا حتى لو تمقتهم
اختفى من هناك كي لا يفعل أكثر مما فعل كان يسير بهدوء حتى انتبه لورقة الجريدة الملقاة على الأرض ليقرأ العنوان الذي كتب بخط عريض "حوداث محزنة أم القدر؟!" حمل تلك الورقة التي كانت ترفرف مع الرياح ليقرأ ما كتب في ذلك الخبر ليزيد صدمته بالذي سمعه من السيد وايد قرر الرحيل لإخبار إيثان بالأمر فورا ليفعل ذلك حالما وصل لهناك وجد الآخرين في انتظاره ليرى ذلك الوجوم يتجول في وجوه ثلاثتهم انتبه تيو لوجوده لينهض و يقترب منه و يقول: هل عرفت أي شيء؟
قال تيم: لقد فعلت كما طلبت مني و اختصرت الوقت لسؤال السيد وايد و قد أخبرني بأن جميعهم قد قتلوا تزامنا مع اختفاء إيف
زاد ذلك الوجوم على وجوه الجميع خاصة إيثان ليقول لهم: لا تقولا أنتما أيضا وجدتما النتيجة نفسها؟
لم يجبه أي منهما ليجلس على الكرسي القريب منه يحاول معرفة اللغز وراء هذه المصادفة الأكثر من مريبة أصبحت الأجواء أكثر توترا و دهشة و ريبة الجميع تخيل الأمر فأعداد العائلات التي قتلت لم تكن شيئا صغيرا أبدا ليقطع إيثان ذلك الجو الصامت بقوله: لا تزال هناك عائلة واحدة متبقية لم أضعها في أي قائمة بسبب وجود فرد منها هنا
نظر الجميع إلى كلاوس الذي فتح عينيه باندهاش شديد بالرغم من البرود لم يغادر وجهه ليقول إيثان: علينا الذهاب لهناك قبل فوات الآوان
قال تيو: و كيف تدرك بأنهم لا يزال بخير؟
قال إيثان: هذا لأن كلاوس موجود هنا
قال تيم: من المستحيل أن تكون إيف الفاعلة أليس كذلك إيثان؟
لم يجبه إيثان بأي شيء نهض الجميع للمغادرة عدا كلاوس الذي يتعلق الأمر بعائلته نظر تيو إليه باستغراب ليقول: ما بك؟ ألا تريد إنقاذ عائلتك؟
قال كلاوس: لم أفعل ذلك و هم لم يقوموا بإنقاذي من العذاب الذي كنت أعيشه؟ إن كانت هي الفاعلة حقا لم تركتهم حتى النهاية؟
تعجب الشابين ذلك لكنهما فهما شيئا من المعاناة التي مر قلبه بها فهما ليس أفضل حالا منه قال إيثان: و إن لم تكن تريد إنقاذ عائلتك علينا إنقاذ الآنسة و بسرعة
سار متقدما لهم ليسرعوا الخطى لعنوان منزل عائلة ليور وصلوا هناك ليصدموا برؤية ذلك المنزل يلتهم داخل النيران لم تتحرك شعرة واحدة من كلاوس لفت انتباهه ذلك الشخص الذي غادر المنزل وسط ذلك اللهيب الحارق عمت الصدمة الأجواء لرؤية تلك العيون الزرقاء الباردة من خلف ذلك الستار الأرجواني الذي علقت به بقع الدم كما حال ملابسها التي تغير لونها للأحمر القاني شعر الشابين بشيء خاطئ في الصورة التي أمامهما لإيف حاول تيو الاقتراب منها ليمنعه إيثان و يقول: هذه ليست إيف التي تعرفونها في الواقع هذه هي إيف كونيل الحقيقية التي كنتم ترونها مجرد تمثيل لا أكثر
قال تيو: لا تقل شيئا كهذا عنها من المستحيل أن تكون إيف قاتلة بدم بارد
ضحكت إيف بمرح شديد لتقول: لكنني كذلك بالفعل أيها الصبي الصغير
قالت تيم: بالتأكيد هذا شخص آخر منتحل شخصيتها ليشوه سمعتها
قالت إيف: لا لا تحول الأمر لدراما لا داعي لها
التفت إيثان لحضور ذلك الشخص المصدوم من رؤيتها في تلك الهيئة تتحدث بتلك النبرة ظل ينظر إليها بدهشة شديدة ليقول: هذه لست أنت بالتأكيد إيف
لفت صوته نظر الجميع إليه ليقول تيو: ماذا تفعل هنا لوكاس؟ عليك المغادرة حالا
قال لوكاس: لن أفعل قبل أن تفسر لي كل هذه الأمور أخبريني لم تفعل كل هذا؟ أتفهم إن حاولت إخفاء هويتك الحقيقية عني و أختي لكن أن تفعلي هذا بنفسك بالتأكيد ليس أمرا لائقا بك
قالت إيف: لا أعتقد بأنني دعوتك للحضور لهنا سيد فايرين لذا عد قبل أن تتأذى فاللعب بالنار خطير للغاية
قال لوكاس: لابد أنك فقدت عقلك تماما لا ألومك أبدا لكن هل تعتقدين أن زيس سيسعده رؤيتك بهذا المنظر؟
ذلك الاسم لم يقع فقط على قلبها بل على روحها و كيانها محيت تلك الابتسامة الماكرة من على شفتيها المصبوغتين بالدماء عينيها اللتين لم تحملا أي نوع من المشاعر توسعتا لأقصى حد يمكنهما قلبها لم يتوقف عن النبض بسرعة أنزلت رأسها لتنظر ليديها الملوثتين بالدماء سمعت صوته يجوب ذاكرتها قائلا: إيف أعرف أنك لست شخصا سيئا.... الابتسامة تناسبك أكثر عزيزتي
لم تكتفي تلك الكلمات بالعودة لأذنيها حتى الأغنية التي كتبها و غناها لأجلها لا تزال ترن داخل أذنيها نزلت تلك الدموع على وجنتيها لتغسل الدماء الملتصقة بها غطت أذنيها بكفيها و تهز رأسها تحاول إخراجه من رأسها لا تريد تذكره أكثر لا تريد التفكير في الأيام التي قضتها برفقته لا تريد الحب الذي لن يعود مجددا جثت على ركبتيها لتبدأ ذلك البكاء المرير اقترب إيثان منها بهدوء ليخلع معطفه و يغطيها به أخذها للمنزل ليعود الجميع للمنزل و هم يحاولون استيعاب تلك الأحداث التي جرت في غرفة المعيشة حيث اجتمع الفتية الأربعة كان الهدوء يسود المكان لكن تيو قطعه قائلا: من هو زيس هذا؟
قال لوكاس: أنا نفسي لا أعرف لكن قرأت في إحدى الكتب بأنه كان حبها الأول
أتى إيثان ليقول: لقد كان زوجها تذكران
ذلك الصبي الذي أخبرتكما أنه أنقذها صحيح؟
قال تيم: تقصد ذلك الصبي البشري؟ هذا مستحيل يعرف جميعنا مدى استحالة الأمر
قال إيثان: الآنسة إيف لا تحب كلمة مستحيل عاشا سويا لثماني سنوات ثم توفي بسبب هجوم عائلة روبنسون على المنزل
نظر في اتجاه الباب المغلق كما فعل الجميع فقد أدركوا وجودها خلف ذلك الباب غادرت بهدوء دون قول شيء ما قال كلاوس: ألا يجدر بنا البقاء معها الآن؟
قال تيو: على الأرجح هي في غرفة ناليني الآن لذا لا تقلق عليها
قال لوكاس: أتمنى بأنني لم أذكرها بأشياء سيئة
قال إيثان: لا الشكر لك لاستعادتها لوعيها شكرا لك سيد فايرين
نهضوا جميعا و انحنوا له ليبتسم لهم بمرح شديد أرشده كلاوس للغرفة التي جهزت لبقائه هذه الليلة بينما عاد البقية لغرفهم عند إيف التي كانت مستلقية بالقرب من ناليني التي اقتربت إليها لتقوم باحتضانها بهدوء مسحت على شعرها بحنان شديد بتلك العيون الحزينة غفت قبل أن تدرك ذلك

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
مرحبا أحبتي القراء الرائعون كيف هي أحداث هذا الفصل؟ هل نالت على إعجابكم؟ لا يوجد لديّ ما أقوله لكم لذا دمتم في أمان الله.

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

رد مع اقتباس
  #33  
قديم 06-26-2016, 05:36 AM
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
آسفة أحبائي لعدم وضع أي فصل جديد منذ فترة هناك بعض الامور "الكهربائية" يجدر بي الإهتمام بها لذا اصبروا ريثما أحلها أنا أنقل إليكم هذا الخبر من الهاتف لا تنسوا أن تجتهدوا في هذه الأيام الفاضلة ألقاكم على خير بإذن الله أحبتي في أمان الله و رعايته
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 06-30-2016, 05:53 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/30_06_16146725406935821.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

في الصباح فتحت عينيها على صوت همس في الغرفة نهضت من السرير لتفرك عينيها بهدوء نظرت للشخصين الواقفين هناك لتبتسم بمرح و تقول: صباح الخير ناليني لوكاس
اقتربت منها ناليني بمرح شديد لتقول: سعيدة لرؤيتك من جديد لقد اشتقت إليك كثيرا
قالت إيف و هي تعانقها بمرح شديد: أنا أيضا اشتقت إليك كثيرا
بعثرت شعرها قليلا لتضحك ناليني و تقوم بالمثل لها كانتا تبدوين مستمتعين للغاية نظرت للوكاس بتلك النظرات المحرجة المعتذرة ليقابلها لوكاس بابتسامة مرحة لتبادله واحدة مثلها لتقول: هيا دعينا نبدل ثيابنا ثم نتناول الإفطار واثقة بأن تيو قد حضر شيئا لذيذا
نزلت من السرير لتقترب من الخزانة البيضاء الموجودة في الغرفة فتحتها بهدوء ليتعجب لوكاس كمية الملابس الموجودة بها لتقول له: لا تتفاجئ كثيرا فهذه الغرفة قد هيئت تماما لناليني قمت بشراء كل هذا لها
قال لوكاس: ألا تشعرين بأنك قد بالغت قليلا؟
نظرت إيف للخزانة من بعد خطوتين لتقول: بالفعل يبدو ذلك لقد تحمست كثيرا
قالت ناليني: أيمكنني العيش هنا؟
قال لوكاس: ما الذي تقولينه فجأة؟ لا تفاجئي الناس بأفكار غريبة هكذا
قالت ناليني بحزن: لا يمكنني ذلك؟
قالت إيف: الأمر أنه لا يمكنك فقط أن تعرفين الفتية يحبون إبراز أنفسهم للفتيات
نظر لوكاس إليها مستغربا كلامها لتبتسم له بمرح شديد لتقول إيف: حسنا لنتحدث في هذا لاحقا لدينا الكثير لنفعله هذا اليوم
أخرجت بنطالا أزرقا به حلقات حمراء على أطراف الساق و بلوزة حمراء بأكمام متوسطة طبع عليها زهرة بيضاء جميلة ساعدتها على ارتدائه و سرحت شعرها لتنزلا لغرفة الطعام فتحت إيف الباب لترى الجميع هناك ابتسمت بسعادة لتقول للجميع بمرح شديد: صباح الخير جميعا
رد الجميع عليها بابتسامة لطيفة اقتربت من كلاوس لتقول له: هل اعتدت البقاء في المنزل؟
قال كلاوس: ليس تماما لكنني بخير هكذا
قالت إيف: حقا تبدو لطيفا للغاية أنت في الرابعة عشرة أليس كذلك؟
قال كلاوس: أجل سأنهيه قريبا
قالت إيف: لنستعد للاحتفال إذا
قال تيو بشيء من الانزعاج: إيف ألا تظنين بأنك تنسين شيئا ما هنا؟
قالت إيف و هي تجلس مكانها: حقا؟ ما هو تيو؟
قال تيو: أنت حتى الآن لم تقدمي اعتذار واحد إلينا أتعرفين كم قلقنا عليك؟
نهضت من الكرسي لتنحني لهم و تقول: أنا آسفة حقا فكرت بأنانية و لم أطلعكم على أي شيء لذا اعذروني رجاء
رفعت رأسها لتعود لمكانها و تنظر لتيو بتلك الابتسامة المرحة بدؤوا في تناول الطعام و هم يستمتعون لقصص ناليني عن المدرسة أنهوا الإفطار لتقرر إيف أخذ ناليني لخارج المنزل تسليتا كثيرا و عادتا للمنزل في المساء نامت ناليني فور عودتهم بينما بقت إيف تتحدث مع لوكاس عن الكثير من الأمور التي يجهلها حتى انتهت من ذلك مع انتهاء كوب شايها المفضل طرق الباب ليدخل تيم بمرح و يقول: عليك أن تسعدي لقد وجدت كوبا جديدا لك إيف
قالت إيف بمرح: حقا؟ أريني إياه
أخرج تيم من الصندوق الذي كان يحمله مجموعة أكواب سوداء مزينة بأزهار زرقاء بشكل حلقي أعجبت إيف كثيرا بالكوب لتقول له: لقد وصل في وقته حقا كنت سأطلب منك كوبا آخر من الشاي
قال تيم بمرح: فورا سأفعل ذلك
غادر بالصندوق بجوه المرح و السعيد ليقول لوكاس: يبدو سعيدا للغاية
قالت إيف: أجل لطالما أحب الأكواب و إعداد الشاي لي
قال لوكاس: الجميع يحبك كثيرا حقا إيف
قالت إيف: أجل أظن ذلك أنا أيضا أشعر بأنني محظوظة حقا لوجودهم دائما بقربي
نظرت للكوب الذي بين يديها بتلك الابتسامة اللطيفة ليقول لوكاس: حقا اعتقدت بأنني فقدت صوابي حالما قرأت ذلك الكتاب الذي أعطاني إياه إيثان لكن الفضول أجبرني على قراءته كاملا بالإضافة للتطفل على رسائل قديمة وجدت في الرف....أعتذر عن ذلك حقا لم يكن تصرفا لائقا
قالت إيف: لا عليك أبدا لولا فضولك هذا لكنت شيئا....على كل شكرا لك حقا
قال لوكاس: لم أفعل شيء يشكر عليه حقا
ابتسمت له بمرح شديد أحضر تيم أكواب الشاي ليقدمه لهم و يغادر للمطبخ حيث كان كلاوس و تيو ليقول: حقا إلى متى ستتحدث مع هذا الشخص؟ إنه يثير أعصابي كثيرا
قال تيو: قل أنك تغار لأنها تحدثه أكثر منك
قال تيم: ماذا تقصد بهذا الكلام الفارغ؟ لم قد أشعر بالغيرة من شخص لا يحمل نصف ما أملك؟
قال كلاوس: يبدو أنك تشعر بالغيرة حقا تيم
قال تيم بانزعاج شديد: توقف عن هذا أنت الآخر؟ كما لو أنه لم ينقصني تيو واحد
نظرا لبعضهما ليضحكا بمرح شديد عليه ذهبت إيف لغرفتها لتسلتقي على سريرها و تنام على الفور بعد نقاش دام طويلا مع لوكاس الذي لا يستطيع النوم بعد كل هذه الأحداث المفاجئة كان يحدق بسقف الغرفة و هو يفكر في ذلك النقاش ليتنهد و يقول: حسنا أنا لا أمانع ذلك سأتأكد من إخبارها بذلك غدا
شعر بثقل جفونه ليغلقهما و ينام هو الآخر في الصباح أخبر إيف بقراره ذاك لتسعد الفتاتان كثيرا لم يمضي الكثير من الوقت لينتقلا رسميا لمنزل إيف التي كانت تشعر بالسعادة تلك الأيام رسخت الكثير من الذكريات الجيدة لدى إيف التي كانت تسمتع بكل يوم حتى ذلك اليوم الذي غادرت الفتاتان المنزل تتسوقان لشيء ما لتقول ناليني و الابتسامة تكاد تملأ وجهها الصغير كله: سيشعر أخي بالسعادة حقا
قالت إيف: بالتأكيد سيفعل ماذا تريدين إعطائه؟
قالت ناليني: لا أعلم حقا ماذا عنك؟
قالت إيف: إنها مفاجأة
قالت ناليني: هذا ليس عادلا أبدا
ضحكت إيف بمرح شديد لتنتهيا من شراء كل تلك الكمية من الأشياء عادتا للمنزل لتقوما بخذها للغرفة التي سيحتفلون بها قامتا بترتيب الأشياء برفقة تيو و كلاوس بمرح شديد فتح الباب ليقول تيم: لقد عاد لوكاس عليكم المغادرة قبل أن يبدأ البحث عنكما
غادروا الغرفة ليغلقوا أضواءها كانتا تسيران بحذر مغادرتان الممر من خلفه بهدوء شديد كان لوكاس يتحدث مع إيثان الذي لم يرد الالتفات إليهم شعر لوكاس بأمر غريب لينظر للخلف و يراهما توقفت إيف عن المسير كما لو أنها تحولت لتمثال ما زاد ذلك ريبة لوكاس أكثر ليقول: ماذا هناك؟
قالت ناليني بمرح: لا شيء أهلا بعودتك أخي
اقتربت منه لتقوم بمعانقته بمرح شديد نظر إليها بشك شديد لم تتحرك إيف من مكانها بعد لتزداد تلك النظرات نحوها ليقول: حقا؟ ما الذي تحاولان إخفاؤه عني؟
قالت إيف بمرح: لا شيء أبدا و لم قد نخفي عنك أي شيء؟ أليس كذلك ناليني؟
قالت ناليني: أجل لم قد نفعل ذلك؟
تنهد لوكاس ليبتسم في النهاية قائلا: أعرف أنكما تقومان بشيء ما لأجل عيد ميلادي لذا لا داعي لكل هذا التستر
شعرتا بإحباط شديد يحفهما ضحك بمرح شديد على تلك التعابير اليائسة التي وضعت على وجههما اقترب منهما ليربت على رأسهما بمرح شديد و يقول: لن تستطيعا مفاجأتي أبدا لذا لا تحبطا هكذا
قالت إيف: لا أصدق بأننا كشفنا بسهولة هكذا
قال لوكاس: كنت أعرف بالأمر منذ البداية فقط أردت رؤية إلى متى ستصمدان
قالت ناليني: لن يكون هذا رائعا للغاية
قال لوكاس: حسنا توقفا عن العبوس تبدوان قبيحتين للغاية
قالتا معا بانزعاج: ماذا؟
ضحك بمرح شديد ليصعد لغرفته و يبدل ثيابه كان كلاوس يعتني بالحديقة كعادته نظر للسماء الصافية النجوم المتناثرة تجملها اختفى ذلك المنظر من أمامه فجأة ليتعجب ذلك كثيرا سمع قهقات مكتومة ليبتسم بمرح و يقول: إيف لا تستطيعين مفاجأتي
أبعدت تلك اليدين عن عينيه بهدوء شديد ليقابل تلك العينين الزرقاوتين الجميلتين لتبتسم له بمرح شديد ليقول: يبدو أنني فاشلة في التسلسل
ابتسم لها بمرح شديد ليقول لها: ماذا هناك؟
قالت إيف: لا شيء أردت إخافتك قليلا لكنني لم أنجح
وضع يده على رأسها ليبعثر شعرها قليلا ضحكت بمرح شديد ليبتسم لتصرفاتها الطفولية التي تمحي معالم عمرها الحقيقي تحدثا معا قليلا و الاستمتاع ظاهر على وجهيهما كان شخص ما يتجسس عليهما بتلك الكرة البلورية الموضوعة على قماش أسود اللون رسمت ابتسامة خبيثة على وجه الشخص الذي يراقبهما ليقول: لندعك تستمتعين بوقتك قليلا فأيامك باتت وشيكة آنسة كونيل
لم يستطع تمالك نفسه لتخرج تلك الضحكات المستمتعة بالأفكار التي تجوب داخل دماغ هذا الشخص الذي لا يبشر بخير أبدا مضت أيام التجهيز للحفل سريعا و ها قد حضر يوم الاحتفال عاد لوكاس من عمله ليتعجب انقطاع الكهرباء عن المنزل ليزيد ذلك التعجب مع رؤية تلك اللافتات المضيئة التي رسمت عليها أسهم ملونة تبعها بدافع الفضول لتتوقف أمام ذلك الباب المغلق أحيط تماما بأسهم مختلفة الأحجام و الألوان أمسك المقبض لينزلق يده فقد دهن تماما بالزبدة المملحة قام بدفع الباب الذي فتح فجأة ليدخل الغرفة المظلمة بحث عن مفاتيح الأضواء في الجدار القريب منه شعر بشيء مقزز ينزلق فوق يده ليبعده عنه و يقول: هل تحاولون إخافتي؟ لن تنجحوا في ذلك
أشعلت أضواء الغرفة ليراها فارغة لا يوجد أحد فيها ليبتسم بمرح و يهم بالمغادرة أفزعه كثيرا سماع صوت الصفارات و صرخات الجميع قائلين: عيد ميلاد سعيد لوكاس
التفت إليهم ليرى وجوههم الضاحكة و المبتسمة له بمرح شديد قالت ناليني و هي تعانقه: عيد ميلاد سعيد أخي لقد فزعت أليس كذلك؟
حملها بمرح ليقول لها: لم أفزع لكنني تفاجأت حقا مع كل هذا التمويه
ضحكت بمرح شديد بدأت الحفلة و قدم الجميع هداياه استمتعوا بوقتهم كثيرا حتى غادروا للنوم تبقت إيف برفقة تيو ينظفان الغرفة التي أصبحت في حالة فوضى عارمة كما لو إعصار مر بالغرفة قالت إيف: لقد كانت حفلة رائعة حقا لكنني سأقوم بشيء أفضل في العام القادم
قال تيو: حفلة عيد ميلادك العاشر العام القادم أيضا
قالت إيف: لا تذكرني بذلك سأصبح عجوز قبيحة
ضحك بمرح شديد ليقول: بالتأكيد لا فأنت لا تزالين شابة في عمر الزهور
ضحكت إيف على تعليقه لينظرا لبعضهما و ينفجرا ضاحكين انتهيا من التنظيف ليذهبا لغرفتيهما و يناما مضت الكثير من الأيام المرحة و الممتعة جدا انقضى عام قبل أن يدرك الجميع ذلك قبل أسبوع من الاحتفال بألفية إيف أرسلت الدعوات للحضور لهذا الاحتفال الذي يشهدونه للمرة الأولى منذ قرون عديدة كانت إيف مع ناليني تسيران في جولة حول المدينة قالت ناليني: بعد أسبوعين سأكون في الصف الثاني هذا رائع حقا أريد أن أكبر بسرعة كي أصبح مثلك
قالت إيف: لا تتعجلي ذلك فكلما تكبرين تصبح لديك مسؤوليات أكثر
قالت ناليني: أنت لست سعيدة بقدوم عيد ميلادك؟
قالت إيف: بالتأكيد لا سأصبح عجوز هرمة
قالت ناليني: لكنك تبدين صغيرة جدا
ضحكت إيف بمرح شديد لتكملا تلك الجولة التي انتهت عند وصولهما للمنزل رحب إيثان بعودتهما لتقول إيف: ألم يعد لوكاس بعد؟ إنه حقا يجهد نفسه كثيرا
قال إيثان: لم يعد السيد فايرين بعد كما أن العديد من الرسائل قد وصلتك أثناء غيابك
قالت إيف: أهي لأجل عيد ميلادي؟
قال إيثان: أظن ذلك
قالت إيف: أحرقها إذا لا أريد الاحتفال بهذا اليوم الكئيب
قال إيثان: كما تشائين آنستي
ظهر الشابين من خلفها ليقولا بمرح شديد: مرحبا بعودتك إيف
التفتت إليهما بتلك النظرات الطفولية المنزعجة ليشعرا بالارتباك الشديد لتلك النظرات التي تفحص تعابيرهما لتقول لهما: أنتما ماذا فعلتما؟ هناك شيء مريب بكما اعترفا و حسب
قال تيو بارتباك و هو يحاول الانسحاب: لا شيء حقا كل ما في الأمر أردنا إلقاء التحية عليك
اختفى تيو من المكان لتنظر لتيم الذي شعر بقلبه يصل لحنجرته اقتربت منه بهدوء لتقول: إذا ما حجتك أنت أيضا؟
قال تيم: ماذا تقصدين بحجتك؟ أنا لم أقم بأي شيء حقا
أتى كلاوس لينظر إليهما باستغراب ليقول: أهلا بعودتك إيف
قالت إيف بمرح: أهلا كلاوس
قال تيم: ماذا؟ هذا غير عادل أبدا اشتبهت بنا لقول الأمر ذاته
قالت إيف و هي تسحب وجنتي كلاوس بمرح: هذا لأنه لطيف للغاية لا يعرف كيف يكذب مثلكما
شعر كلاوس بشيء من الذنب و هو يستمع لتلك الكلمات و ينظر لتلك الابتسامة اللطيفة ليرى الغضب يغادر عيني تيم ليقتله ليقول لها: يداك باردتان أتريدين إشعال المدفئة في غرفتك؟
قالت إيف: لا أشكرك فأنا أحب غرفتي باردة هكذا لكن هلا أشعلت المدفئة في غرفة الجلوس؟ لا نريد لأميرتنا الصغيرة أن تصاب بالبرد
نظرت لناليني بتلك الابتسامة اللطيفة لتقول لها: هيا لنمرح سويا
أمسكت بيدها بمرح شديد لتذهبا لغرفة الجلوس لعبتا قليلا و قرأت إيف لها قصة ما غفت كلتاهما على الأريكة بتعب شديد فالسير في أنحاء المدينة أثناء تساقط الثلج أمر متعب للغاية دخل لوكاس الغرفة ليبتسم لمنظرهما اللطيف قام بتغطيتهما بغطاء أزرق قاني ثقيل غادر الغرفة ليقول إيثان: أهلا بعودتك سيدي
قال لوكاس: لقد تأخرت أكثر من اللازم أسألتا عني؟
قال إيثان: أجل لقد فعلتا
قال لوكاس: من الأفضل عدم جذب الانتباه لكل هذا
صعد لغرفته ليرتاح قليلا عند الفتية الثلاثة قال تيم: لا أصدق هذا حقا تعاملك بطريقة مختلفة عنا
قال كلاوس: و لهذا بدأت تزعجني
قال تيم: هذا الصبي أريد قتله حقا
قال تيو: أنتما توقفا عن الجلبة علينا فعل المستحيل حتى لا نكشف
قال تيم: حقا كدنا نكشف اليوم فعلا
قال كلاوس: على كل ألن تنزعج لو عرفت بالأمر؟ نعرف جميعا بأنها لا تريد الاحتفال بألفيتها
قال تيو: لو عرفت أننا من خططنا لكل هذا سوف نقتل حتما
بدؤوا جميعا التفكير في كيفية تعذيبها لهم ليشعروا بالذعر الشديد دخل إيثان الغرفة ليقول: لقد وصلتها الكثير من الرسائل بهذه المناسبة لكنها أحرقتها قبل قراءتها
قال تيم: هذا يعني نهايتنا ستكون مثلها
قال تيو: لا أريد الاحتراق حتى الموت
قال إيثان: كان يجب عليكم التفكير في هذا قبل التنفيذ الآن لقد وصلت الدعوة الكثير من العائلات من أنحاء العالم
قالوا معا بصدمة شديدة: ماذا؟
هز إيثان رأسه ليصابوا بالهلع أكثر طرق الباب فجأة لتطرق قلوبهم المضطربة لتدخل إيف و هي تتثاب نظرت إليهم باستغراب شديد لتقول لهم: هذا أنتم اعتقدت أنها أصوات فئران لم تتهامسون هكذا؟
قال إيثان: أتحتاجين لشيء ما آنستي؟
قالت إيف: لا فقد أردت معرفة من أي تأتي أصوات الفئران سأذهب لغرفتي تصبحون على خير
انحنوا لها جميعا لتغادر الغرفة تنهدوا بارتياح شديد بعد عودة قلوبهم لمواقعها الأصلية قال كلاوس: اعتقدت بأنها سمعت حديثنا لقد كنت خائفا حقا
قال تيو: أتفهم شعورك حقا
قال إيثان: حسنا عليكم الذهاب للارتياح في غرفتكم سيكون لدينا أسبوع لإنهاء كل هذه التجهيزات
غادر كل منهم لغرفته في الصباح استيقظت إيف على قفزات ناليني على سريرها لتنهض و تقول لها: صباح الخير ناليني تبدين نشيطة من الصباح هذا جيد حقا لكنني متعبة قليلة لذا توقفي عن هذا رجاء
توقفت ناليني عن القفز لتنظر لإيف المغمضة عينيها و هي تتثاءب بإرهاق شديد ظهرت الكثير من الهالات السوداء أسفل عينيها لتقول لها: أتحتاجين الطبيب إيف؟
قالت إيف: لا أنا بخير فقط أحتاج لبعض النوم
قالت ناليني: حسنا سأدعك تنامين لكن عديني بأنك ستلعبين معي لاحقا
قالت إيف بمرح: أجل أعدك
أغضمت عينيها فور إنهاء جملتها غادرت ناليني غرفتها بهدوء لتغلق الباب تعجب لوكاس مغادرتها الغرفة وحدها ليقترب منها و يقول: ماذا هناك ناليني؟ ألم تستيقظ إيف بعد؟
قالت ناليني: تبدو متعبة قالت بأنها بحاجة للنوم لفترة أطول
استغرب لوكاس ذلك كثيرا نزل لغرفة الطعام حيث كان الجميع يرتب الطاولة قال كلاوس: ألم تستيقظ إيف بعد؟
قال لوكاس: تريد النوم لفترة أطول لذا لندعها تفعل ذلك
قال إيثان: حسنا الإفطار جاهز
تناولوا الطعام بمرح كعادتهم انتهوا ليستعدوا لأعمالهم اليومية و أيضا الاستعداد للحفل الكبير كانت ناليني تشعر بالملل فلا أحد منهم متفرغ للعب معها نظرت للنافذة و هي تتنهد بملل شديد حتى سمعت صوت إيف المرح يقول: صباح الخير ناليني
ركضت في اتجاهها بمرح شديد لتعانقها إيف و تدور بها قليلا ضحكتا بمرح جلستا على الأريكة لتقول ناليني: إنها الظهيرة لذا لا تقولي صباح الخير
قالت إيف بمرح شديد: آسفة لقد استغرقت بالنوم كثيرا لكن أين الجميع؟
شعرت ناليني بالارتباك لتلك النظرات و الابتسامة المشعة ليطرق الباب و يدخل إيثان و هو يحمل كومة من الرسائل ليقول: لقد وصلتك هذه الرسائل توا
قالت إيف: لا أريد أن أعرف محتواها فقط أحرقها
قال إيثان: بها رسائل تخص العمل
نهضت لتستلم الرسائل التي تخصص العمل و أمرت بإحراق الباقي قرأته بهدوء و دقة لتتنهد و تقول: لم الكثير من العمل؟ لن أستطيع البقاء برفقة ناليني هكذا
قالت ناليني: هل ستتركيني وحيدة؟
قالت إيف بحزن: لا أود ذلك لكن يجب عليّ فعل هذا
تنهدت إيف بحزن شديد لتنهض و تسير لغرفتها بدلت ثيابها و حملت حقيبة صغيرة لتغادر الغرفة انحنى لها إيثان قبل مغادرتها المنزل لتشعر بشيء من الريبة و تقول: حقا هناك شيء غريب يجري في المنزل أين هم الفتية الثلاثة و كذلك لوكاس؟ أليس من المفترض أن هذا يوم عطلته؟
نظرت لإيثان في انتظار إجابة إيثان الذي لم يحدق بعينيها حتى وضعت حقيبتها أرضا بقوة أصدر صدى في المكان ليرفع رأسه إليها تعجب من ذلك التصرف الغريب لمح نظراتها المنزعجة ليشعر بتوتر الأجواء من حوله بدأت بطرق الأرض بحذائها في انتظار مخيف فتح إيثان شفتيه لينطق بكلمات معينة ليفتح الباب و يظهر لوكاس القائل بمرح: مساء الخير
نظر لإيف الواقفة بتلك الطريقة و قربها حقيبة سفر بنية باستغراب ليقول لها: ماذا هناك إيف؟
التفتت إليه لتقترب منه بعجل و تقول له: أخبرني ماذا يجري؟
قال لوكاس بارتباك شديد و هو يرجع قدميه للخلف: لا شيء حقا ما الذي جعلك تسألين فجأة؟
قالت إيف: هذا يوم عطلتك أين كنت إذا؟ هذه ليست المرة الأولى هذا هو الحال منذ شهر تقريبا
قال لوكاس: إننا مشغولين كثيرا في العمل لم كل هذا الاشتباه المفاجئ؟
قالت إيف: تحاولون خداعي أعرف أن شيئا ما يحدث من خلف ظهري لذا عليكم البوح به سريعا
كانت إيف تبدو منزعجة للغاية من كل هذه الأمور التي لا تعرف عنها شيئا تغيرت التعابير المنزعجة على وجهها كما حال الأجواء التي أصبحت باردة فجأة أنزلت رأسها حتى لا تريهما ذلك الوجه الحزين تراجعت للخلف بخطوات هادئة حملت حقيبتها و غادرت المنزل سارت لمحطة القطارات لتنتظر وصول القطار الذي سيأخذها لوجهتها في المنزل الذي كان هادئا بسبب الأجواء التي تركتها إيف خلفها بهدوء شديد كانت تتجول في أرجاء المنزل مسببة الشعور بالندم لدى الجميع ليقول كلاوس: ربما يجدر بنا إخبارها في النهاية
قال تيو: صحيح أننا جعلناها تحزن لكن إفساد مفاجأة الجميع شيء آخر تماما
قال إيثان: تبقت أيام على الموعد لذا علينا التأكد من كل شيء سيكون بخير
قال لوكاس: متى ستعود من رحلة عملها؟
قال إيثان: في نفس يوم الحفل لكن قبله بعدة ساعات
تنهد الجميع بقلق شديد أمضوا الأيام الأخيرة في فعل الكثير لم تتصل إيف بهم و لا لمرة واحدة قبل يوم الاحتفال في قلعة وارس التي كانت سعيدة بذلك النبأ و بدأت بالاستعداد للسفر كان ويليام الوحيد الذي لا يرغب في الذهاب لذلك الحفل حاولت ليندا إقناعه بالذهاب لكنها لم تنجح في تلك الليلة كان يجلس في غرفته يحدق بالقمر و هو يحتسي كوب الشاي الذي أمامه و هو يستمع للموسيقى ليمحو تلك الذكرى التي ترواده منذ إصرار والدته للذهاب للاحتفال بألفية أكثر شخص يكرهه قلبه انزعج لتذكرها مجددا تلك الابتسامة الغامضة لا تريد مفارقة ذكراته أبدا حاول نزعها كثيرا لكنها زرعت جذورها في ذكرياته أرجع برأسه للخلف قليلا لينتبه لظل الشخص الواقف أمام باب غرفته أخرج السماعات بهدوء ليقول: من هناك؟
فتح الباب لتظهر جدته رأسها من خلف الباب لتقول بمرح: أيمكنني التحدث إليك ويليام؟
اعتدل في جلسته لتدخل و تجلس في الكرسي المقابل له أنزل ناظريه لكوب الشاي منتظرا ما ستحدثه به لتقول له: ألا تريد الذهاب للحفل معنا؟
قال ويليام: أجل لا أريد ذلك
قالت فانتين بعد صمت دام لفترة قصيرة: أعرف ما تشعر به اتجاه إيف و رغبتك بعدم رؤيتها لكنه يوم مميز بالنسبة لها ستشعر بالسعادة لرؤيتك هناك
قال ويليام و هو يحرك الملعقة الفضية داخل الكوب بهدوء: لن تفعل قالت بأنها لن تظهر أمامي مجددا و هذا جيد فلم أزعج نفسي بالذهاب إليها؟
تنهدت باستسلام لتقول: حسنا لكنك لن تبقى وحدك هنا سوف تأتي معنا لكن ليس بالضرورة القدوم للحفلة
قال ويليام: إن كان الأمر كذلك سأذهب
ابتسمت له بمرح شديد لتنهض و تغادر غرفته ذهبت لغرفة والديه لتطرق الباب سمحت ليندا لها بالدخول لتقول: ما من نتيجة جيدة أليس كذلك؟
قالت فانتين: إنه حقا عنيد كوالده تماما لا هو كفينوس تماما
قالت ليندا: حقا لا أعرف ماذا أفعل به
قالت فانتين: لا تقلقي قال بأنه سيأتي معنا طالما أنه لن يذهب للحفلة
قالت ليندا: حقا؟ هذا جيد اطمئن قلبي قليلا
قالت فانتين: ألن يحضر سام الحفلة؟
قالت ليندا: بلى لكنه في مكان بعيد قال بأنه لن يستيطع الحضور قبل الحفلة لكنه سيحضر بالتأكيد
قالت فانتين: حسنا لنرى ذلك سأذهب لمساعدة الآخرين
ابتسمت لها بمرح شديد لتغادر الغرفة و هي تفكر بأمر ويليام الذي يرفض التحدث عن المشكلة بينهما تنهدت بهدوء أنهوا جميع لوازم سفرهم ليغادروا للمدينة التي ستقام فيها الحفل كما فعلت الكثير من العائلات في يوم الاحتفال في منزل كونيل الذي بدا مضطربا قليلا لعدم عودة سيدته إليه بالرغم من انتهاء جدول أعمالها مبكرا حاول لوكاس الاتصال عليها كثيرا لكن الهاتف مغلق لسبب ما بحث الفتية عنها لكن بلا فائدة فهي تخفي هالتها المخيفة تلك كما تفعل في العادة حاولوا العثور عليها كثيرا لكن بلا أي فائدة تذكر قبل ثلاث ساعات من وقت الاحتفال اجتمعوا في غرفة المعيشة و الجميع يبدو عليه التوتر قال إيثان: الوقت اقترب كثيرا لذا عليكم بالاستعداد
قال تيم: و لم نستعد و صاحب الحفل لم يظهر بعد؟
قال تيو: لا نستطيع إلغاء الحفل بعد قدوم كل هؤلاء الأشخاص
تنهدوا للمرة الرابعة جميعا دخلت ناليني الغرفة بمرح شديد لتقول: اقترب موعد حفل عيد ميلاد إيف هذا رائع جدا
انتبهت للوجوم الذي يعلو وجوه الجميع لتقترب من شقيقها و تجلس بجواره و تقول: ماذا هناك أخي؟
قال لوكاس: لا شيء فقد نفكر في طريقة نفاجأها بها
قالت ناليني: لكنكم تبدون حزينين جدا
قال لوكاس: الأمر ليس كذلك أبدا
نهض كلاوس ليقول لها: ما رأيك أن نذهب لمكان الحفل الآن؟ سوف نقوم بالتأكد من كل شيء قبل الحفل
قالت ناليني بمرح: هذا رائع لنفعل ذلك
نزلت من الأريكة لتسير بجواره بتلك الابتسامة المرحة ليقو تيم: ربما يجدر بنا فعل ذلك أيضا
قال تيو: لكن ماذا سنفعل بشأن اختفائها المفاجئ؟
عاد الصمت للمكان لينهض إيثان فجأة بتلك الفكرة التي لمعت فوق رأسه نظروا إليه باستغراب لتلك النظرات الغير واثقة أمسك بذقنه بتفكير عميق ليقول: يوجد مكان واحد لم نبحث فيه بعد سأتحقق منه
قال تيو: و أين هذا المكان؟
قال إيثان: أرجو المعذرة لكن لا أستطيع إخباركم به
قال لوكاس و هو ينهض: حسنا نعتمد عليك في هذا إيثان سنذهب جميعا لمكان الحفل الآن
انحنى له بهدوء ليغادر الغرفة كما فعل الآخرين متجهين للسيارة حيث كان كلاوس و ناليني ينتظرانهم قاد كلاوس السيارة لمكان الحفل الذي كان في مكان بعيد عن المدينة و ضوضائها توقف أمام القلعة المهجورة دخلوها لينزلوا لقبوها الكبير و المرتب و الجميل جدا كانت تحوي على ثريات كبيرة و جميلة نقوش جميلة غطت السقف العاجي غطت جدرانها بورق أزرق سماوي داكن قليلا نقش عليها الكثير من النقوش النباتية المتداخلة لا توجد بها نوافذ لكنها تحوي لوحات طويلة عن الطبيعة وزعت الطاولات المستديرة في المكان الواسع على شكل مجموعات رباعية وضع عليها ملاءة زرقاء فاتحة وضع بوسطها زهريتان مربعتان الشكل في إحداها أزهار الأوركيدا الأرجوانية بينما في الأخرى أزهار الهيدرانجيا الزرقاء أما الكراسي فقد كانت أرجوانية فاتحة زينت أطرافها بباقات صغيرة من الأزهار ملئت الأزهار المكان برائحتها العطرة كانت ناليني تجول في المكان بمرح شديد عند عائلتي وارس و هايلون اللتين كانتا تستعدان للذهاب للحفل قالت جوليا: واثقة من أن الكثيرين سيكونون هناك فهذا حدث نادر حقا
قالت ليزا: بالتأكيد فهي أول شخص نشهد ألفيته
قالت كاثرين: لا أعتقد بأنها ستكون سعيدة لذلك نحن النساء نكره التقدم في السن كثيرا
ضحكن بمرح شديد قالت آن: أين هي ليندا؟
قالت أليسيا: لا تزال تحاول إقناع ويليام في الذهاب كما أنها بانتظار سام لا ترغب بالذهاب وحدها
قالت جوليا: أتفهم شعورها تماما فروي لم يرد الحضور لكن والده أجبره على ذلك
قالت كاثرين: حقا ما بال هذين الاثنين؟ عليهما فقط تقبل الأمور كما هي
تنهدن في وقت واحد ليبتسمن لبعضهن غادرت ليندا غرفة ويليام خائبة منزلة رأسها باستسلام حدقت بالسماء بهدوء لتتنهد و تقول بابتسامة واهنة: حقا ما عدت أفهمك ويليام
أغمضت عينيها بهدوء لتشعر بيد تأخذها لأحضان صاحبها ابتسمت بلطف لتقول: أهلا بعودتك سام
وضع ذقنه على كتفها ليقول : ما بال وجهك الحزين هذا؟ أقام ويليام بشيء ما؟
قالت ليندا: إنه فقط لا يرغب بالذهاب للحفلة
ابتعد سام عنها ليتنهد و يقول: توقعت شيئا كهذا لكن لا بأس بما أنه جاء لهنا لا داعي لذهابه للحفلة سوف نأخذه لمنزلها لاحقا بما أننا سنبقى هنا لفترة
قالت ليندا: حسنا عليك الاستعداد للحفل لم يتبقى الكثير من الوقت
ابتسم لها بمرح شديد ليفعل ذلك على الفور عند إيثان الذي كان يسير بحذر شديد على تلك الأحجار المتراصة مكونة سلم صخري سار في تلك الممرات الكثيرة ليتوقف أمام ذلك الباب الكبير يلتقط أنفاسه فقد زار كل الأبواب الموجودة في هذا المكان لكن هذه الغرفة أمله الوحيد نظر للباب ليأخذ نفسا عميقا ثم يفتح الباب بهدوء تسلل الضوء سريعا لداخل الغرفة المظلمة تماما شعر برياح هادئة تجوب المكان قلب كفه لتخرج شعلة نارية من باطنه لينير المكان الذي يسير فيه سار بهدوء في الغرفة يبحث عنها حتى وجدها جالسة في ذلك الركن ضامة ساقيها إلى صدرها واضعة رأسها به بدت كتمثال وضع هناك فهي لم تحرك ساكنا بالرغم من اضطراب الهواء في الغرفة و دخول الضوء إليها اقترب منها بهدوء لينحني لها و يقول: آنسة كونيل
لم تستجب إليه ليمد ذراعه ليهز جسدها الثابت في مكانه لكن درعا ما قد منعه من ذلك حاول تجاوزه لكنه أقوى بكثير من أن يحطم لمجرد المحاولة رفعت رأسها لتنظر إليه بتلك العيون الباردة التي لم تعرف الدفء في حياتها تفاجأ لرؤيته تلك العيون من جديد بعد كل هذه الفترة شعر بأنها جمدته في مكانه تحركت شفتاه لتذيب الجليد حوله ليقول: آنستي هل أنت بخير؟
لم تجبه بأي شيء نهض من هناك ليحاول مساعدتها على النهوض من تلك البقعة التي يبدو أنها لا تريد رحيلها اختفى ذلك الدرع ليحملها بين ذراعيه ليقول لها: سنعود للمنزل الآن
غادر ذلك المكان ليأخذها للمنزل طلب منها الاستعداد لاجتماع طارئ جلست في مكانها دون فعل شيء لبعض الوقت لتنهض و تدخل الحمام لتستحم بالماء الساخن عله يرفع درجة حرارة جسدها أنهت ذلك الاستحمام لترتدي ثوبا أسود ماثل الظلمة التي في قلبها منفوش قليلا طويل يغطي حذائها الأسود ذو الكعب المتوسط بأكمام متوسطة تبدأ من أسفل الكتف صدريته مستيقمة زينه دبوس أرجواني داكن على شكل زهرة كبيرة على الجهة اليمنى موجت شعرها الطويل لتسدله على ظهرها بهدوء وضعت تلك الأقراط اللؤلؤية الأرجوانية الداكنة نظرت لنفسها مطولا في المرآة دون معرفة الوقت الذي يمر من حولها طرق الباب ليدخل إيثان و يقول: علينا الذهاب الآن آنستي
لم تحدثه بأي شيء فقط سارت خلفه لم يشعر إيثان لهذا الهدوء القاتل المحيط بها في أجواء الحفل الصاخبة كانت جميع العائلات قد حضرت المكان و ملئته الجميع يستمتع بالطريقة التي يريدها لم تتوقف الأفواه عن التحدث بمرح في موضوع الحفل و الأعين عن ترقب حضور هذا الشخص المهم بالنسبة لهم ليس ذلك و حسب بل يعد كرئيس لهم كان الجميع متحمس حقا لهذا الحدث عند عائلتي وارس و هايلون اللتين ألقتا التحية على كل العائلات التي تعرفانها بتلك الابتسامات المرحة قال آرثر: يبدو أن الجميع متحمس لهذا الحدث كثيرا
قالت آن بابتسامة لطيفة و مرحة: بالتأكيد فهذا شرف كبير لنا حضور احتفال ألفية أحد أفراد عائلة كونيل
قالت جوليا بمرح: أنا حقا متشوقة لرؤية إيف علمت بأنها لا تعرف عن الأمر شيئا وجهها المدهوش أنا متشوقة لرؤيته كثيرا
قال ليو: أشعر بشيء مريب اتجاه أتباعها هؤلاء يبدون قلقين و مضطربين نوعا ما
قال مايك:لاحظت ذلك أيضا كما أن أحدهم مفقود
قالت ليزا: ربما هم في انتظار قدومها كما حال الجميع فهي مشغولة جدا بعملها و سفرها الذي لا ينتهي
قالت ليندا: هذا يذكرني بشخص ما
نظر سام إليها بتلك الابتسامة المرحة ليقول: ما بيدي حيلة فهذه طبيعة عملي
ضحكوا بمرح شديد عند لوكاس و الآخرين القلقين على إيف و تأخر إيثان الذي لم يتواصل معهم منذ رحيله قالت ناليني: ألم تعد إيف من بعد رحلتها؟
قال تيو: أعتقد بأنها قد عادت منذ نصف ساعة ربما يحاول إيثان إقناعها بالقدوم فهي لا تعرف أي شيء عن هذا
قال تيم: لا أعتقد بأنه سيفشل في إقناعها فهو الرقم واحد
قال كلاوس: ماذا تقصد بذلك؟
قال تيو: لقد أهدتنا إيف أشياء مختلفة و قدمت له دبوس كتب عليه الرقم واحد
شعر كلاوس بشيء من الغيرة تسري في عروقه لاحظ تيم ذلك ليبتسم له و يقول: بالتأكيد سوف تهديك شيء ما حتما لكن لا تتوقع الكثير لها ذوق غريب في اختيار الهدايا
نظر كلاوس إليه باستغراب ليرجع خصلات شعره خلف أذنه ليريه ذلك القرط الفضي بينما أشار تيو لدبوس الشعر ذاك ليبتسم بلطف لهما كان لوكاس متعجب من استمتاعهم بوقتهم بالرغم من عدم ظهور إيف حتى الآن ليقول: أنا قلق حقا ربما يجدر بي محاولة الاتصال بها مجددا
نظروا إليه بهدوء دون التعليق أو قول أي شيء نهض ليغادر الطاولة ليحاول الاتصال بها مجددا لكن لا نتيجة تعب الهاتف من شدة تكرار تلك الاتصالات الغير مجابة عاد للطاولة بعد إجبار اليأس له بالتوقف عن المحاولة قال تيو: هل أجابتك؟
هز رأسه نافيا ذلك ليجلس في مكانه بهدوء حل الصمت المكان فجأة لتتوجه الأنظار نحو الباب الكبير فذلك الحضور لا يمكن إخطاؤه أبدا ذلك الحضور الملكي أجبر الجميع عن التوقف عن كل ما يفعلونه وقفوا في استقبال أميرة هذا المجتمع الذي بالكاد يعرف عنه الأشخاص العاديون تعجب لوكاس كل التعابير الجادة التي ظهرت على وجوه الجميع لينظر لذلك الشخص الذي اصطف الجميع على شكل صفين متوازين تعجب ذلك كثيرا وقف في الصف مع الفتية و ناليني التي تحمست لاقتراب ذلك الشخص منها وقف في مكانه يحدق بالجمهور الواقف هناك دون أن يدرك سبب تجمهرهم سار بهدوء في المنتصف لينحني له الجميع كلما اقترب منهم حتى توقف نهاية ذلك الاصطفاف ليجثو الجميع على إحدى ركبتيه مخفضين رؤوسهم متمنين لهذا الشخص حياة سعيدة و مديدة بعد كل هذه المعاناة لم يفهم ذلك الشخص تماما ما يجري حوله و لم يرد أن يعرف فقلبه أظلم و لا يرغب بالحياة أكثر نهض الجميع على إشارة الرجل الواقف خلفه ليقتربوا منه تدريجيا و يهنؤه لم يعرف بما يهنؤه بكل تلك السعادة التي تعلو وجوههم حتى وقعت عيناه على ذلك الشخص الواقف بعيدا عنه بذلك الوجوم و البرود اقترب منه أشخاص يعرفونه بتلك الابتسامات المرحة و يقولوا معا: عيد ميلاد سعيد لك إيف
توسعت حدقتا عيناها لتقول بصوت منخفض يسمعونه: أنتم كنتم تحاولون مفاجأتي طوال هذا الوقت....كم أنا مغفلة
بدأت عيناها بتجميع تلك الدموع التي صدمتهم جميعا تجمعوا حولها ليقول تيو بقلق: ماذا هناك؟ أحدث شيء ما؟
قال كلاوس: أأنت بخير إيف؟
قال تيم: لم كل هذه الدموع إيف؟
غطت وجهها بكفيها لتطلق ذلك الحزن مع تلك الدموع تعجبوا ذلك كثيرا استدارت حتى لا يروا تلك الدموع التي تخللت أصابعها قال إيثان: آنسة كونيل
قالت إيف بصوتها الباكي السعيد: لقد اعتقدت بأنكم بدأتم تكرهوني و لا تريدونني معكم لقد اعتقدت....
لم تستطع إكمال كلماتها فهموا جميعا السبب وراء اختفائها و تلك التعابير الباردة التي وضعت على وجهها اقترب لوكاس منها برفقة ناليني التي أسرعت في اتجاهها بمرح شديد توقفت لتنظر لإيف التي تبكي بهدوء لتقول لها: ماذا هناك إيف؟
قالت إيف: أنا سعيدة لوجودكم معي
ابتسمت ناليني بمرح لتعانقها بهدوء و تقول لها: كل عام و أنت بخير إيف
مسحت دموعها لتنظر إليهم بابتسامتها المرحة التي اعتادوا عليها ليبادلوها بابتسامة لطيفة أتى أصدقاء لوكاس ليهنؤها بمرح ليقول كين: هذا حفل كبير حقا لطفلة في الثالثة عشرة
قالت إيف و هي تنفخ وجنتيها: هذا يعني بأنني بدأت عقدي الثاني لذا أنا لست طفلة
قال كين و هو يسحب وجنتيها بمرح شديد: بلى أنت طفلة لطيفة للغاية
ترك وجنتيها اللتين احمرتا ليضحك عليها بمرح شديد قالت لوري: تبدين جميلة حقا بهذا الثوب
قالت إيف: شكرا لك أنتما أيضا تبدوان جميلتين للغاية هل ستتزوجان قريبا؟
احمرت وجنتي إيما بينما ابتسمت لوري بمرح شديد تحدثوا إليها بمرح شديد حتى بدأت العائلات بالقدوم لإلقاء التهاني كانت إيف تستمتع بمقابلة أشخاص جدد أو أشخاص لهم ذكريات معينة معها ثم بدأت بإلقاء التحية على العائلات المقربة منها حتى توقفت أمام تلك المجموعة المرحة لتقول لهم: أهلا بقدومكم جميعا
نظروا إليها بتلك الابتسامة المرحة انضمت لهم ليقموا بتهنئتها لتقول جوليا: لم نرك منذ فترة طويلة كيف هي أحوالك؟
قالت إيف بمرح: بخير كالعادة
قال مايك: يبدو أن طولك قد ازداد عما كان عليه
قالت إيف: بالتأكيد فأنا طفلة جيدة أشرب الكثير من الحليب
ضحكوا بمرح شديد قالت كاثرين بمرح: أتمنى أن تكون المفاجأة قد أعجبتك
قالت إيف: بالتأكيد حقا لقد كدت أصاب بصدمة قلبية
قال جد لويس: أراد لويس القدوم بشدة لكنه مرض فجأة لذلك بقي في المنزل
قالت إيف: كنت سأسأل عنه و زوجته أتمنى له الشفاء العاجل
قال توماس: حقا لم اخترتم مكانا كهذا للحفل؟
قال مارتن: إن لم أنسى هذه القلعة تخص عائلة كونيل سابقا
قالت إيف: أجل إنها كذلك يبدو أنك تقرأ الكثير من كتب التاريخ مارتن
قال مارتن: هذه هوايتي
قال توماس: اعتقدت أن الاهتمام بكل شيء هو هوايتك
قال مارتن: فلتعتبرها هواية ثانية
ابتسمت لهما بمرح شديد لتقول: أنتما تذكراني بتيو و تيم لا يتوقفان عن إزعاج بعضهما
قالت فانتين: حقا؟ اعتقدت بأنهما شقيقين في البداية لكنني تفاجأت عندما علمت بأنهما ليس كذلك
قالت إيف و هي تخفي ضحكتها: أين هما ليسمعا هذا؟ سوف يصابان بنوبة قلبية حتما
ضحكوا ليقول التؤامان اللذين أتيا للتو: عيد ميلاد سعيد إيف
نظرت إليهما بمرح شديد لتقول: شكرا لكما أليكس و أليس
قالا معا: جيد تتذكرين أسمائنا
قالت إيف: هذا لأنكما مزعجين نوعا ما
قالا معا بانزعاج طفولي: ماذا؟
ضحكت عليهما بمرح شديد شدت أحاديثهم أحاديث غيرها تلك الملامح السعيدة التي ظهرت على وجهها لم تفارق تلك العيون القرمزية التي كانت تراقب تحركاتها ذلك الانعكاس الذي يطفو على عينيه زاد البرود الذي حمله وجهه التفت ناحية تلك الأصوات القريبة منه المادحة في وسامته ليبتعد عن تلك البقعة شعر بشيء يمنعه من ذلك ليلتفت لصاحب اليد الذي أمسك بذراعه ليقول له: ألن تلقي عليّ التحية روي وارس؟
انحنى بهدوء لها ليقول لها: كل عام و أنت بخير
قالت إيف: ما بال كل هذا البرود؟ أهكذا ينبغي أن تكون التهئنة؟
قال روي: اعذريني رجاء
ابتسمت له بمرح شديد لتقول له: يبدو لي أنك لا تسمتع بالحفلة أبدا
لم يجبها روي بأي شيء شعر بقبضتها تغادر ذراعه بهدوء سامحة لتلك التعابير الحزينة بملأ وجهها أنزلت رأسها للأسفل لتقول: أنا آسفة للغاية أخذت شخصا عزيزا منك أنا حقا آسفة أعرف بأنني مهما اعتذرت لن يغير ذلك من الأمر شيئا لكنني لا أعرف ماذا أفعل غير ذلك
تعجب روي كثيرا من اعتذارها العميق المفاجئ ليبتسم بلطف و يقول: لا عليك فالأمر لم يكن بيدك ثم أنها من اختارت فعل ذلك أليس كذلك؟
لم تستطع إيف قبول ذلك و حسب فهي تدرك مدى أهمية ذلك الشخص له و لويليام و لعائلته لا تستطيع مسامحة نفسها فما حدث له كان بسببها رفع روي رأسها ليقول لها: حقا لا تحزني فأنا بخير و قد قررت بأن أرمي بهذا خلفي لذا لا بأس
قالت إيف: أنا حقا آسفة
ابتسم لها بمرح شديد ليذهب لطاولة العائلتين اللتين كانتا تستمتعان بوقتها كما حال الجميع عادت إيف لطاولتها الخاصة مع أصدقاء لوكاس كانوا أصخب مجموعة موجودة في المكان تلك العيون الغامضة لم تتوقف عن مراقبة كل شبر في إيف التي كانت تستمتع كثيرا بوقتها مع ضيوف الحفلة بتلك الابتسامة الماكرة ليفتح شفتيه و يقول: ستبدأ اللعبة الآن آنسة كونيل
توسعت تلك الابتسامة الماكرة و هو يحدق بعينيها الجميلتين اللتين أغلقتا فجأة من قبل شخص يراه للمرة الأولى لينزعج من ذلك وضعت إيف يديها على الكفين اللذين أغلقا عينيها بمرح شديد لتبدأ في التفكير في صاحبهما لتقول إيف: هلا قمتم بمساعدتي رجاء؟ بعض التلميحات قد تفي بالغرض
قالت إيما: حسنا نحن لا نعرف هذا الشخص
قال جوش: إنه يبدو مثل عارض أزياء من مكان ما
قالت لوري: إنه شاب وسيم للغاية
ابتسمت إيف لذلك التعليق ليقول تيو: من عائلة تعرفينها
قالت إيف: حقا؟
قال تيم: أجل
همهمت قليلا لتقول: هذا صعب للغاية
قال الشخص الغامض: لن أبعد يديّ قبل أن تعرفيني
قالت إيف و هي تنفخ وجنتيها: هذا غير عادل أبدا
قال كلاوس: أظن أنني رأيته في مكان ما من قبل
حل الصمت تاركا إيف تفكر بهدوء في هذا الشخص الذي كان يبتسم بمرح شديد قال إيثان: أتريدين أن أخبرك من يكون؟
قالت إيف: فقط الحرفين الأولين من اسمه
قال إيثان: ج . و
قالت إيف: من عائلة وارس....أذكر بأن هناك شخصا يدعى جاي وارس
أبعدت تلك اليدين كما لو أنها فتحت للكلمات السحرية رفعت إيف رأسها على الفور لترى ابتسامة جاي و تقول: لوري أنصحك بزيارة طبيب عيون هو ليس وسيما
قال جاي و هو يمسك بأنفها الصغير بأصبعيه: ماذا تقصدين بذلك؟
قالت إيف بصوتها المتغير: أنا أعتذر أنا أعتذر كنت أمازحك و حسب
ضحكوا عليها بمرح شديد ليقول لها: حقا تبدين أصغر مما توقعت هذا مزعج للغاية
قالت إيف: أنا لست صغيرة بعد الآن
قال جاي: بلى أنت كذلك آنسة كونيل الصغيرة
قالت إيف: حقا أنت تحب إزعاج الآخرين
ابتسم لها بمرح شديد ليقول لها: أردت إهدائك هدية ما لكنني رأيت بأنه مضيعة للوقت فقدومي وحده هدية كافية
قالت إيف: و ماذا سأفعل بعد ذلك؟
ضحكوا بمرح شديد على سؤال إيف استمتعوا بوقتهم أكثر مما كانوا يفعلون حتى فاجأت إيف الحضور بنوبات السعال المفاجئة التي صاحبتها الكثير من الدماء نهضت راغبة في الذهاب لدورة المياه فقدت وعيها قبل أن تخطو خطوتين مبتعدة عن الطاولة فزعوا جميعا لذلك الحدث خاصة الذين كانوا في قلب الحدث حملها إيثان ليغادر بها المكان لحق به أفراد عائلتي وارس و هايلون بينما قام الفتية الثلاثة بتهدئة الأوضاع قبل طلبهم مغادرة الحضور الذي لم يصدق بعد ما رآه كان أحدهم يسير بتلك الابتسامة السعيدة مغادرا ذلك المبنى و هو يقول: هذه هي إشارة البداية عزيزتي إيف
ضحك باستمتاع شديد عند إيف المستلقية على سريرها فاقدة وعيها كانت تلك الوجوه المحيطة بها قلقة للغاية قالت جوليا: لا تظهر الفحوص أي خطب بها أحدث شيء معين؟
قال جاي: لا شيء كنا نلعب فقط
قالت جوليا: ربما يجدر بنا إجراء فحص شامل لها في المشفى
قال إيثان: أرجو المعذرة لكن لا يمكننا فعل ذلك فحال عودتها لوعيها ستطلق طاقتها
صمتوا لبعض الوقت يفكرون بما سيفعلونه حتى شعروا بهالتها تملأ المكان فتحت عينيها بهدوء لتنظر إليهم و تقول: حقا هذا شيء مريع للغاية ماذا حدث؟
رفعت رأسها من الوسادة لتضع جوليا يدها على جبينها متفقدة حرارة جسدها كما تفقدت نبضها لتقول لها: أأنت بخير؟ ألا تشعرين بأي شيء غريب؟
قالت إيف: الشيء الغريب هنا هو وجودكم هنا
نظروا إليها باستغراب من كلماتها حدقت في وجوههم بتلك النظرات الباردة لتحاول إيجاد شخص واحد تعرفه لتقع عينيها على إيثان لتقول: هلا أخبرتني بالذي يجري هنا إيثان؟
قال إيثان: لقد كنا نحتفل بألفيتك منذ وقت قصير فقدت وعيك و أعدناك إلى المنزل
قالت إيف: ألفية؟ هذا غريب حقا لكن ألا تظن بأن هذا لن يأتي قبل أربع قرون إضافية؟
صدم الجميع لقولها ذلك يوجد حتما خطب ما بها طرق الباب ليدخل لوكاس و يقول: هل إيف بخير؟
نظرت إيف إليه بهدوء تحاول تحديد هويته لتقول: لا أحبذ فكرة تواجدي وسط مجموعة من الغرباء لكن حضور بشري لرؤيتي هذا مقزز للغاية
صدم لوكاس من نبرة حديثها و نظراتها التي فقدت بريقها غادر الغرفة برفقة الجميع قال مارتن: يبدو أن ذكرياتها قد عادت لأربع قرون سابقة
قالت لوسي: هذه الأمور لا تحدث فجأة تلك السقطة لم تكن قوية لتفقدها ذكرياتها
فكر الجميع بصمت حتى سمعوا الخطوات السريعة على الدرج تفاجؤوا لظهور إيف بتلك الملامح المنزعجة انتبهت لهم لتبتسم بمرح و تقول: لم أعرف بقدومكم معنا للمنزل
لم يعرف أي منهم بما يعلق على تغير شخصيتها المفاجئ نظروا لبعضهم بحيرة أكبر من السابق اقترب إيثان منها ليقول لها: أأنت بخير آنستي؟
قالت إيف بتلك الابتسامة التي لم توحي بالخير أبدا: أجل أنا بخير فقط أردت الحديث مع أربعتكم
بلع الفتية ريقهم بخوف شديد ابتسمت إيف لهم بمرح شديد لتغادر برفقتهم لغرفة قريبة أغلقت الباب خلفها بهدوء لتقول: إذا أخبروني من صاحب هذه الفكرة المريعة؟
نظر الفتية لبعضهم بهدوء شديد كما لم يحرك إيثان ساكنا منتظرة إجابة منهم ليقول تيو: أنا صاحب هذه الفكرة
قالت إيف: لا أظنك وحيدا تيو أليس كذلك؟
قال تيم: أنا أيضا مشترك في ذلك
قال كلاوس و هو ينزل رأسه بهدوء: أنا أيضا
قالت إيف: هل لديكم أذان تسمعون بها؟ لقد قلت ألف مرة مرارا و تكرارا أنا لا أريد الاحتفال بهذا اليوم الكئيب لماذا تجاهلتم ذلك؟ أتود الإجابة عن هذا إيثان؟
قال إيثان: في الواقع لقد أردنا الاحتفال في مجموعة صغيرة في المنزل لكن بدأت تأتينا رسائل بشأن ألفيتك لذلك قمنا بتغير الخطة قليلا
قالت إيف: المشكلة ليست في العدد بل الموضوع نفسه أنا حقا لا أحب هذا اليوم و لم أصدق بأنني توقفت عن تذكره لكن
بفعلتكم هذه جعلتم الأمور أسوأ مما كانت عليه من قبل أشكركم على اهتمامكم البالغ بي لكنني حقا لا أريد الاحتفال بهذا اليوم بعد الآن
غادرت الغرفة دون أن تسمح لهم بتبرير أنفسهم أكثر هذا اليوم يحمل العديد من الذكريات المؤلمة بالنسبة إليها عادت لغرفة الأفراد القلقين عليها لتقول: آسفة جدا لكن هلا أخبرتموني ماذا تفعلون هنا؟
قالت جوليا: ألا تذكرين ما حدث في الحفل؟
نظرت إيف إليها باستغراب لتحاول تذكر اللحظات الأخيرة في الحفل نظرت إليهم لتقول بمرح: لا داعي للقلق فهذا يحدث كثيرا لي
قالت لوسي: لكن فقدانك ذكرياتك بالتأكيد ليس كذلك
قالت إيف: حقا لا داعي للقلق
قال توماس: من الصعب عدم القلق عليك في مثل هذا الوضع
أرادت إيف المجادلة أكثر لكنها شعرت بالعالم يدور من حولها فجأة حرارتها بدأت بالارتفاع كادت أن تفقد توازنها لكنها لم تفعل رسمت ابتسامة لطيفة على شفتيها لتقول: حقا لا تقلقوا عليّ لابد أنه كان يوما متعبا بالنسبة لكم لذا عودوا لمنزلكم لتأخذوا قسطا من الراحة....إيثان رجاء أرشد ضيوفنا للباب
غادرت الغرفة بهدوء لتصعد الدرجات بتثاقل فهي بالكاد ترى أمامها وصلت لغرفتها لتستلقي على السرير طلب إيثان من الضيوف المغادرة بأدب ليفعلوا ذلك وسط شعورهم بالقلق المميت

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كيف حالكم أحبتي؟ هل انتظرتم طويلا لهذا الفصل؟ آسفة لتأخري من جديد لديّ خبر محزن ربما عليّ فقط لأنني سأفترق عنكم قريبا أنا حزينة لأنني لم ألقى تلك الأراء التي انتظرتها لبعض الوقت لكن لا بأس بذلك الفصل القادم سيكون الأخير بإذن الله لذا كونوا متشوقين للأحداث الأخيرة للقصة حتى ذلك الوقت في أمان الله أعزائي

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس
  #35  
قديم 07-14-2016, 01:09 PM
 
[ALIGN=CENTER]
[TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://a.top4top.net/p_1958rno1.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

بعد يومين أعلنت إيف مريضة رسميا لم ترد لأحد القدوم لزيارتها و رؤيتها بهذا المنظر الفظيع في ذلك اليوم اشتد حالها سوءا كانت ناليني خائفة من الدخول لغرفتها كما حال لوكاس الذي لا يعرف نوع المرض الذي تعانيه دخل تيو غرفتها ليقول: لقد أحضرت لك الغداء إيف
اعتدلت في جلستها قليلا واضعة الوسادة خلف ظهرها لتقول بتلك الابتسامة الواهنة: شكرا لك تيو لكنني لا أعتقد بأنني أستطيع تناول أي شيء
بدأت بالسعال بشدة واضعة منديلا أبيض قد تلوث بالحمرة التي ألمت تيو كثيرا لرؤيتها ألقته في سلة المهملات أعادت برأسها للوسادة لتغمض عينيها و تقول: هل ناليني بخير؟
قال تيو: أجل هي بخير كذلك جميعنا لا تقلقي علينا
انتبه تيو للخطوط الزرقاء الداكنة العريضة التي لفت معصمها انتبهت لتحديقه بها لتغطيه بهدوء و تقول: لا داعي للقلق سأتحسن قريبا
قال تيو: عليك ذلك
ابتسمت له ليغادر الغرفة أخبر إيثان بأمر تلك الخطوط ليثير قلقا أكبر مما كان عليه شعروا فجأة باختفاء هالتها من المنزل ليقول كلاوس: لقد غادرت إيف غرفتها
قال تيم: أتريد هذه الفتاة الموت حقا؟
قال إيثان: يجدر بنا البحث عنها سريعا قبل أن تسوء حالتها
تفرقوا ليبحثوا عنها عند ناليني التي كانت تسير قرب مدخل المدرسة عائدة للبيت أوقفها رجل ما قائلا: أنت قريبة إيف أليس كذلك؟ لقد طلبت مني أخذك للمنزل
نظرت ناليني إليه بارتياب شديد لتقول له: إيف فعلت ذلك؟
قال الرجل: أجل لقد فعلت
قالت ناليني: لكنها طلبت مني عدم التحدث مع أي أحد لا أعرفه لذا سأفعل ذلك
انحنت له بهدوء لتكمل طريقها متجاوزة له انزعج لذلك ليخرج من جيبه ذلك المنديل المشبع بمادة مخدرة ليقترب منها بهدوء شديد و يضعه على فمها و أنفها حاولت المقاومة لكنها لم تستطع ذلك أحال بينهما ظهور إيف لتعانق ناليني و تبتعد عن الرجل قليلا نظرت إليه بنظرات غاضبة منزعجة لتقول: لا تجرؤ على الاقتراب منها مجددا سوف أقضي عليك حتما
ضحك الرجل بمرح شديد و هو ينظر إليها وجنتيها محمرتين أنفاسها غير منتظمة حرارتها مرتفعة بالكاد تستطيع الوقوف ابتسم لها بمرح شديد ليقول: هذه هي البداية فقط إيف كونيل سوف تندمين كثيرا
اختفى الرجل من هناك لتفقد إيف توازنها اقتربت ناليني منها نظرت إليها بتلك الابتسامة المرحة لتقول لها: أأنت بخير أميرتي الصغيرة؟
قالت ناليني: أجل أنا بخير ماذا عنك؟
قالت إيف: أنا أيضا بخير يجدر بنا العودة للمنزل
عادت إليها تلك النوبة لتبدأ السعال بشكل مفزع للغاية نهضت لتتوارى عن أنظار الناس بدأت ببصق تلك الدماء على الأرض مشكلة بقعة كبيرة خافت ناليني كثيرا من رؤيتها في ذلك المنظر لم تعرف ماذا تفعل لتساعدها بدأت الدموع تتجمع في عينيها التفتت على صوت كلاوس الذي ناداها بهدوء اقترب منها لترتمي بين أحضانه و تقول: أرجوك ساعد إيف إنها مريضة جدا
أخفى وجهها بين أحضانه لينظر لإيف بقلق شديد ربت على رأسها محاولا تهدئتها ليقول: لا تقلقي سنعود للمنزل الآن
نظر لتيم الواقف خلفه يلتقط أنفاسه اقترب من إيف ليحملها لم يستطع التغاضي عن حرارتها المرتفعة بشكل مخيف ليقول لها: سنعود للمنزل الآن سأتصل على طبيب فور عودتنا
قالت إيف و هي تنظر إليه بعينيها الضعيفتين: لا تفعل ذلك سيزيد الأمور سوءا سأكون بخير قريبا
قال تيم: هذا ما تقولينه منذ أسبوعين
ابتسمت له بحزن شديد ليبعد عينيه عنها فقد فقد أعصابه فجأة و لم يستطع منع نفسه من رفع صوته عليها اعتذر لذلك ليعودوا للمنزل أخذت غفوة عميقة حال وصولهم لم يجرأ أحد على إيقاظها فهذا نادر الحدوث مضى وقت النهار سريعا ليحل الظلام و ترتدي السماء حلتها البهية عاد لوكاس للمنزل ليرى الهدوء يحله فالجميع نائم في مثل هذا الوقت المتأخر أثناء ذهابه لغرفته انتبه لإيف الجالسة في الحديقة تفاجأ ذلك ليعاود النزول و يتوجه للحديقة رأها تحدق بالقمر بتلك النظرات الوحيدة الفارغة اقترب منها ليخلع معطفه الدافئ و يغطيها به ملابسها رقيقة للغاية قد تسوء حالتها و تصاب بالبرد رفعت رأسها لتنظر إليه بتلك العيون التي سارعت في الابتسام له لتقول: أهلا بعودتك للمنزل لوكاس
ابتسم لها ليقول لها: ماذا تفعلين هنا؟
قالت إيف: أحدق في القمر يبدو جميلا هذا اليوم
رفع رأسه ليحدق بالهلال المختفي خلف الغيوم السوداء الكثيفة ابتسم بهدوء لذلك الانعكاس الذي ظهر على عينيها وضع يده على جبينها ليقول: لا تزال حرارتك مرتفعة سأخذك لغرفتك
قالت إيف: ليس الآن أريد الحديث معك أكثر
ابتسمت بلطف شديد ليبادلها الابتسامة حضر أكواب شاي لهما ليجلسا في الحديقة و يحتسياه بهدوء قالت إيف بعد الرشفة الأولى: ليس سيئا
قال لوكاس: أعتذر إن لم يكن مثل شاي تيم
قهقهت بمرح شديد لتقول: لم أقصد ذلك أبدا
قال لوكاس: إن ذلك مكتوب على جبينك
ابتسم لها بمرح شديد أخبرها بما فعله اليوم بالأعمال و الأحداث التي جرت معه كان سعيدا برؤيتها تبتسم من جديد عادت إيف لغرفتها بعد شكرها لوكاس على قضاء الوقت معها جلست على طرف السرير تفكر فيما قاله ذلك الرجل شعرت بالانزعاج كثيرا لتقول بصوت منخفض: عليّ فعل شيء ما
نهضت لتغادر غرفتها نزلت الدرجات لتذهب لتلك الغرفة التي أوصدت بابها بتعويذة لا يعرفها عداها دخلتها و أوصدتها من جديد كانت الغرفة مظلمة للغاية أضاءت قواها تلك الخطوط الكثيرة و الغريبة و الأشكال المختلفة التي تملأ الغرفة باللون الأزرق الفاتح وجدت مكتبة كبيرة مليئة بالكتب وضعت مقابل الباب كانت الغرفة واسعة نوعا ما اقتربت من تلك المكتبة لتخرج مجموعة من الكتب لتضعها على الطاولة القريبة منها بدأت بالسعال لتأخذ نفسا عميقا لتبدأ بتصفح تلك الكتب لسبب ما في الصباح استيقظ الجميع ليستعدوا ليومهم الجديد في غرفة الطعام التي بدت كئيبة طرق الباب لتدخل إيف و هي تتثاءب بنعاس شديد لتقول: صباح الخير جميعا
تفاجؤوا كثيرا لرؤيتها مستيقظة في هذا الوقت بينما بدأت الغرفة تستعيد نشاطها جلست في مكانها بهدوء لتقول لها ناليني بمرح: صباح الخير إيف
قالت إيف: استيقظت باكرا في يوم عطلتك
قالت ناليني: لقد اعتدت على ذلك
قال تيم: ألا بأس بمغادرتك السرير؟
قالت إيف: لم تسأل؟ ألا تريد تناول الطعام معي؟
قال تيم: لم أقصد ذلك أبدا
ابتسمت له بمشاكسة لتنظر للمائدة بمرح و تقول: يبدو أنني سأتناول الكثير
قال تيو: تناولي بقدر ما تشائين
نزلت ناليني من مقعدها المجاور لمقعد لوكاس و كلاوس لتجلس فوق إيف بمرح شديد قال لوكاس: ناليني تعرفين أن إيف متعبة
قالت ناليني: سأتناول فطوري هنا
قالت إيف: حسنا أيتها الأميرة بما تريدين أن تبدأي؟
كانتا تستمتعان بوقتهما كثيرا و هما تتحدثان مع بعضهما و مع الأفراد الآخرين شعر الجميع بالمرح يتجول في أرجاء المنزل من جديد جلست إيف تسرح شعرها بهدوء لتبدل ثيابها و ترتدي بلوزة قطنية بأكمام طويلة سوداء منقطة عليها صورة قطة بيضاء يصل للركبة و بنطال أزرق طويل و حذاء أبيض رياضي رفعت شعرها للأعلى سارت بهدوء على الدرج لترى ناليني في انتظارها ابتسمت لها بمرح شديد لتقول: تبدين متحمسة للغاية ناليني
قالت ناليني بمرح: أجل بالتأكيد
ضحكت على ردها السريع و الطفولي بمرح شديد كانتا تتحدثان حتى قاطعهما لوكاس بوضع ذلك الوشاح الأبيض حول عنق إيف التي تفاجأت من ذلك لتقول له: ما المناسبة؟
قال لوكاس و هو يضع جبينه على جبينها: لا نريدك أن تصابي بأي مرض غريب آخر لذا ابقي دافئة
ابتسم لها بمرح شديد لتفعل المثل قال إيثان: ستمطر السماء هذا اليوم لذا رجاء خذوا هذه المظلة
قالت إيف: يبدو أنها ستكون ليلة عصيبة
أعطاهم إيثان تلك المظلة الأرجوانية الكبيرة حملته إيف لتبتسم لإيثان الذي انحنى لها بهدوء غادرت المنزل برفقة ناليني و لوكاس ذاهبين لمهرجان قد أعلن عنه منذ أيام قليلة وصلوا لمكان المهرجان الذي كان قد زين بأجمل الأشياء الأجواء الباردة لم تمنع الناس من الاستمتاع بوقتهم هناك قالت إيف: يبدو أن الجميع يستمتع بوقته
قالت ناليني و هي تمسك بيد إيف تشير لمكان ما: دعينا نذهب لهناك
نظرت إيف للمكان الذي أشارت إليه كان محلا صغيرا يقدم جوائز لرمي الكرات على الأهداف ذهبوا لهناك أعطاهم الرجل عدد من الكرات ليقول لوكاس: إذا علام تريدين الحصول ناليني؟
نظرت ناليني للجوائز الموضوعة على الرفوف بحيرة لتشير لتلك الدمية الجميلة ترتدي ثوبا أحمرا منفوش و قبعة بيضاء قال لوكاس بمرح: حسنا عديها لك
قالت إيف: لا تتفاخر كثيرا و إلا فلن تفوز أبدا
قال لوكاس: أنا حقا واثق من نفسي كثيرا
قالت إيف: حسنا لنرى ما ستفعله ثقتك بنفسك
ابتسم لوكاس لها بمرح شديد ليحمل إحدى تلك الكرات الزرقاء الصغيرة ليقوم بتصويبها على تلك الأهداف المتحركة أصابها جميعا لتصفق إيف بدهشة بينما سعدت ناليني بالجائزة التي حصلت عليها قالت إيف: أنت بارع حقا لم أتوقع ذلك أبدا
قال لوكاس: لقد أخبرتك
ابتسمت له بمرح شديد تجولوا في المكان و انتقلوا من لعبة لأخرى استمتعوا بوقتهم كثيرا حتى بدأت السماء تمطر بغزارة بدأ الجميع يهرع لمكان يحتمي به من المطر أخرجت تلك المظلة لتقول ناليني و هي تفرك عينيها: هل سنعود للمنزل الآن؟
كانت إيف تحملها لتقول لها: بالتأكيد فالمطر غزير بشكل مريب
وضعت ناليني رأسها على كتف إيف لتغمض عينيها قال لوكاس: يبدو أنها تعبت من اللهو
قالت إيف: حقا الأطفال لديهم طاقة كبيرة
ابتسمت بهدوء وصلوا للمنزل لتضع إيف ناليني في سريرها بينما استحمت و بدلت ثيابها جلست في غرفة المعيشة مع الآخرين قال تيم: أردت القدوم معكم حقا
قال تيو: المتعة تفوتنا دائما
قال لوكاس: بإمكاننا الذهاب غدا إن تحسنت الأجواء
قالا معا بحماس: هذا رائع
نظرا لبعضهما بانزعاج شديد لتنظر إيف لكلاوس الهادئ بينهم لتقول له: ألا تريد الانضمام إلينا كلاوس؟ سيكون ذلك ممتعا حقا
نظر كلاوس إليها بهدوء يفكر في شيء ما لتبتسم له بمرح شديد و تقول: يمكنك الاستمتاع بوقتك كما تشاء
شعر كلاوس بشيء من الاحراج كما لو أنها قرأت أفكاره ابتسمت له بلطف شديد رن هاتفها لتنهض و تغادر الغرفة رفعت الخط لتقول: مرحبا
لم يجب المتصل لتستغرب ذلك سمعت أصواتا غريبة بدت كعزف آلات موسيقية لحنها الغريب دخل أذنها ليمس كيانها المضطرب أنزلت رأسها بهدوء دون قول شيء ما ضحك المتصل بشيء من الهيستريا ليغلق الخط رأها إيثان تقف بهدوء في الممر اقترب منها ليقول: أأنت بخير آنستي؟
رفعت رأسها لتنظر إليه بهدوء تداركت شيء ما لتقول: أخبرني أتعرف أين هو العم ألفريد؟ أأنت جديد هنا؟
علامات التعجب ملئت وجهه و هو ينظر لوجهها الفاحص البريء شعرت بشيء من الدوار لتستند على الجدار انزلقت عليه لتصل إلى الأرض و تبدأ بالسعال خرج لوكاس من الغرفة ليستغرب جلوسها على الأرض بتلك الطريقة جلس بالقرب منها ليقول لها: هل أنت بخير إيف؟
لم تستطع الكلام شعرت بأنفاسها تنفذ منها ظهرت تلك الخطوط على وجهها ليعتري الجميع القلق أبعدت لوكاس عنها لتحاول النهوض شعر الجميع بتلك الهالة المخيفة التي بدأت في الانبثاق فقدت وعيها بعد ذلك أخذها لوكاس لغرفتها حرارتها تزداد مع مرور الوقت ليقول: لم لا يمكننا أخذها للمشفى؟ حالتها تسوء أكثر فأكثر
قال تيو: و هل تعتقد أنه برأيك أن طبيبا عاديا قد يستطيع علاج ذلك؟
ذلك التعليق أعاده لأرض الواقع لفترة نظر لوجهها الخالي من أي تعابير عند عائلتي وارس و هايلون قلقهم لم يزال كما حال باقي العائلات التي شاهدت ذلك الشيء المروع الذي حدث لها قالت جوليا: أنا قلقة للغاية ربما يجدر بي الذهاب
قال ليو: تعرفين بأنها قد حظرت ذلك لذا لا جدوى من ذهابك
قالت جوليا: لا أستطيع الجلوس هكذا و رؤيتها تعاني
قال آرثر: جميعنا قلقون عليها لكنها تحب فعل كل شيء بنفسها
قال سام: كما أنها رفضت لقاء كل الأطباء الذين قدموا لرؤيتها
تنهدوا بقلق شديد في مكان بعيد عن كل هذه العيون القلقة كان شخص واحد يستمتع بكل هذا ليقول: هذا ما يحدث عندما تتجاهليني لكن القادم أسوأ
ضحكاته المستمتعة أحدثت ضجة كبيرة في ذلك المكان عند إيف التي كانت تجلس على سريرها تائهة الأفكار رفعت رأسها لتنظر للوكاس القلق بشأنها لتقول: أعتذر لكن هلا طلبت من إيثان و الآخرين القدوم؟ أود التحدث إليهم في شيء ما
نهض لوكاس من كرسيه ليقول: سأفعل لكن لا ترهقي نفسك
ابتسمت له بمرح شديد ليغادر الغرفة أخبر إيثان بما قالته ليجتمعوا في غرفتها نظرت إليهم بهدوء تلك الملامح الجادة علت وجوههم منتظرين ما ستقوله لهم لتتنهد و تقول بتلك النبرة الجادة: إيثان أعلن للجميع موت إيف كونيل
نظروا جميعا إليها بصدمة بالغة ليقول تيو: ماذا؟ لم هذا فجأة؟
قال تيم: يبدو أن المرض أصابك بالجنون
قالت إيف: الجنازة ستكون بعد ثلاث أيام احرص على إخبار جميع العائلات بذلك بما فيهم عائلتي وارس و هايلون
قال إيثان: هل لي بمعرفة السبب وراء ذلك آنسة كونيل؟
نظرت إيف إليه بنظراتها الباردة لتقول: أظن بأن أوامري مطلقة
انحنوا لها بهدوء شديد ليغادروا الغرفة توزعوا لإخبار العائلات بذلك بالرغم من أنهم يرغبون في معرفة السبب وراء ذلك الإعلان المفاجئ و الكاذب صدمت الكثير من العائلات بذلك بينما حزنت أخرى في يوم الجنازة اجتمعوا جميعا لرؤيتها للمرة الأخيرة في ذلك التابوت الأسود جثتها الباردة جعلت الكثير يدمعون وضع الجميع لها أزهارها المفضلة لم تتوقف الدموع عن النزول و لا الصيحات عن العلو كانت فانتين و جوليا حزينتين للغاية مصدومتين للخبر المفاجئ قال ليو: ربما يجدر بنا الذهاب للمنزل
قالت جوليا: دعنا نبقى لبعض الوقت
قال ليو: بإمكانك البقاء هنا؟
هزت رأسها موافقة بالإيجاب و هي تمسح الدموع من وجنتيها في الصف الأمامي كان أتباعها يجلسون بتلك التعابير الجامدة على وجوههم بالإضافة للوكاس الذي لم يحرك أي عضلة في وجهه كانت ناليني تجلس بالقرب منه و هي لا تعرف ما يجري من حولها نظرت لوجه أخيها لتقول بهمس: ماذا هناك أخي؟
التفتت إليها ليبتسم بلطف و يرفع خنصره ليذكرها بشيء ما ابتسمت بمرح شديد شعرت بالملل يسكنها لتغمض عينيها و تضع رأسها على كتف لوكاس الذي ربت على رأسها بهدوء انتهى الجميع من إلقاء نظراته الأخيرة عليها ليغلق إيثان التابوت بهدوء ليرفع رأسه لذلك الشخص الذي وقف هناك ينظر للتابوت بتلك الابتسامة السعيدة الواسعة ليقول بصوت منخفض: هذا جزاء ما فعلته بي إيف كونيل سأحتفل هذا اليوم بالتأكيد
كادت ضحكاته المكتومة تنفجر وسط ذلك الجمهور الحزين رفع رأسه لذلك المنجل الأسود المخيف الذي وضع على رقبته نظر الجميع بصدمة لتلك الفتاة التي كانت ترتدي ثوبا منفوشا أسود اللون يحمل الكثير من النقوش و معطفا حريريا أسودا بقبعة كبيرة غطت رأسها بدأ العرق في التصبب من جبين ذلك الرجل ليقول: ماذا تفعلين يا هذه؟ أبعدي هذا الشيء عني
رسمت ابتسامة خبيثة على تلك الشفاه الوردية الصغيرة لتقرب منجلها أكثر منه و تقول: لم؟ أتخاف الموت؟
ذلك الصوت جعل الجميع يفتح عينيه بصدمة كبيرة خاصة ذلك الرجل الواقف هناك ابتعد عن المنجل بسرعة ليفتح ذلك التابوت و يرى الجثة الممدة هناك ليعيد بعينيه لتلك الفتاة التي أبعدت ذلك الغطاء عن وجهها لتظهر ملامحها صاحبة شعر أسود قصير و عينين إحداهما زرقاء داكنة و الأخرى أرجوانية حملت ختما ما وقف الجميع في دهشة كبيرة عض ذلك الرجل على شفتيه لتقول: ماذا؟ ألم تعجبك اللعبة التي بدأتها؟
قال الرجل بصوت منخفض: كيف هذا؟ مستحيل أن تكون قد نجت من هذا
قلبت إيف منجلها في الهواء لتقربه من عنقه من جديد لكنه اختفى ليظهر من خلفها محاولا الهجوم عليها لكنها استطاعت الفرار منه لتقول له: لا مشكلة لدي في لعبة الكر و الفر
تلك الابتسامة التي ظهرت على وجهها أشعرت الجميع بالخوف الشديد رفعت ذلك المنجل الكبير لتقوم بشطر المكان لنصفين ظهر ضوء أعمى أبصار الجميع فتحوا أعينهم ليصدموا باختفاء كليهما قال كلاوس: هذا سيء ربما ما كان يجدر بنا تركها تفعل ذلك
قال تيو: حتى لو لم نوافق ستفعل ذلك
قال كلاوس: لكنها أخذته لعالم الشيويكوريس
قالت جوليا التي كانت تجلس خلفهم: ماذا؟ أفقدت عقلها؟
قالت فانتين: على أي حال ما تفسير كل هذا؟
قال إيثان الذي وقف أمام الجميع ليهدئهم و يقول: لقد فعلت الآنسة كل هذا للإمساك بهذا الشخص فقد كان السبب وراء حالتها الصحية السيئة نعتذر بشدة إن كانت قد بالغت في الأمر قليلا
انحنى لهم بعمق شديد كما فعل البقية قالت آن: ألا يجدر بنا القيام بأي شيء بشأنها؟
قال لويس: لا أعتقد بأنه بإمكان أي شخص فتح باب ذلك المكان
قال آرثر: هذا صحيح لكن لدينا من يعرف ذلك
نظر لتوماس الذي كان يبتسم منذ بعض الوقت ليقول: حتى و إن فعلت ذلك المكان خطير للغاية و لا نعرف أي هي بالتحديد
ظهرت هالتها المخيفة لتصمت جميع من في ذلك المكان انحنوا جميعا لنهوضها من ذلك التابوت نظرت إليهم جميعا لتقول: آسفة لأنني سببت الكثير من المتاعب للجميع لكن لم أجد طريقة أخرى....
لم تستطع إكمال كلماتها بسبب تلك الجروح التي غطت جسدها و حالتها الصحية زادت الأمور سوءا رفعوا رأسهم على صوتها المتألم تفاجأ إيثان من رؤية تلك الجروح ليأخذها للمنزل عاد الجميع لمنازلهم قلقين يريدون معرفة أي شيء عنها مضى أسبوع قلق للغاية حتى صباح ذلك اليوم الذي بدأ الجميع في زيارتها تهنئة باستعادتها لصحتها امتلئت غرفتها بأنواع الهدايا و الأزهار كانت جوليا تجلس بجانبها و هي تقول: كدت أموت من الرعب لا تفعلي هذا بي مجددا
قالت إيف: أنا حقا آسفة جوليا لكن الأمر ليس بيدي
قال سام: جيد أنك استعدت صحتك
قال السيد هايلون: حقا عدم وجودك في المكان يسبب اضطربا كبيرا
ابتسمت له بمرح شديد تحدثت مع التؤامين اللذين لم يتوقفا عن طرح الأسئلة و رواية مغامراتهما كانت الأجواء دافئة للغاية معهم في منزل العائلتين كان ويليام يقرأ كتاب ما جالس بالقرب من المدفئة التي تحاول إشعال الدفء في قلبه طرق الباب ليدخل روي و يقول: صباح الخير
قال ويليام: صباح الخير....اعتقدت أنك ذهبت معهم
قال روي: لم أفعل لكنني ذاهب بعد قليل
قال ويليام: حسنا ماذا هناك؟
قال روي: سأخذك معي
نظر ويليام بنظرات مستفسرة بغباء له أغلق الكتاب ليضعه على الطاولة و يكتف يديه بانزعاج شديد ظهر على وجهه ليقول: لقد قلت سلفا بأنني لن أقابل هذا الشخص مهما حدث لذا رجاء لا تزعجني بسيرتها أبدا
قال روي: حقا إلى متى تريد البقاء هكذا؟ تعرف بأن هذا لا يغير شيئا أبدا
قال ويليام: لا أعرف ما الهراء الذي قالته لك و لا أهتم حقا لذا دعني و شأني
تنهد روي و قال: هناك شيء أريدك أن تعرفه عن فينوس و هذا الشيء أنا أيضا لا أعرفه هي الوحيدة الذي تعرفه لذا هلا أتيت برفقتي لمعرفته؟
صمت ويليام لذكره لعمته الحبيبة أنزل برأسه بحزن و استسلام شديدين ليقول بصوت منخفض سمعه روي: سوف أذهب فقط لأجل عمتي
ابتسم له بهدوء ليغادر غرفته بعد تحديد موعد الزيارة عند إيف التي كانت تجلس مع الآخرين تسمتع إليهم يتحدثون بمرح شديد و هي تراقبهم حتى لاحظت تحديق لوكاس بها لتقول: ماذا هناك؟
قال لوكاس: لا شيء تبدين مختلفة نوعا ما
قالت إيف: هاه؟ مختلفة ماذا تقصد؟
قال تيم: أجل تبدين هادئة على غير العادة
قالت إيف: أريد توفير الطاقة لوقت لاحق
قالت ناليني: كي نستطيع الخروج معا من جديد
قالت إيف بمرح: أجل لنفعل الكثير من الأشياء الممتعة معا
انضمت إلى أحاديثهم الممتعة حتى قرع الجرس ذهب إيثان ليتفقد الزائر في هذا المساء أفزعتهم إيف باختفائها المفاجئ فور فتح باب الغرفة دخل روي و ويليام نظر الشابين إليه بشيء من الانزعاج بينما رحب لوكاس بهما ليقول روي: أين هي إيف؟
قال ويليام: لقد هربت مجددا هذا مزعج حقا ربما لم يجدر بي الموافقة
قال تيو: رجاء لا تتحدث بفظاظة عنها فهي تفعل كل هذا لأجلك
لم يهتم ويليام بالتحدث إليه أكثر فرض الصمت نفسه كي لا تحدث أمور سيئة بعد مرور نصف ساعة نهض ويليام ليقول: كنت أعرف بأنها فكرة سيئة
قال روي: علينا الانتظار لبعض الوقت
قال ويليام: أعرف بأنها لن تأتي طالما أنا موجود فقد قالت بأنها لن تظهر أمامي مهما حدث
قال روي: متى قالت ذلك؟
قال ويليام: منذ فترة
قال تيم: حقا ما الذي يجعلها تهتم لهذا الطفل المزعج؟
قال ويليام: الأمر ذاته يعود إليك
نظرا لبعضهما بانزعاج شديد الحقد بينهما يضيق الغرفة الشرارات لا تزال تتضارب حاول إيثان تهدئة الأجواء حولهما لكنه لا يستطيع تطور الأمر لشجار جسدي قال تيو: تيم تعرف أن إيف لن تحب رؤية هذا سوف تأخذك للمشفى حقا
قال تيم: لا أهتم وجود هذا الشخص هنا يثير أعصابي ربما سأقتله حقا
قال ويليام: رجاء لا تضحكني شخص مثلك لا يستطيع التحرك بلا أوامر تلك المزعجة لن أهزم من قبلك أبدا
قال لوكاس: عليكما أن تهدأ قليلا لا تنسيا بأنكما لستما الوحيدين هنا
نظر ويليام إليه بشيء من الانزعاج لم يعرف لوكاس بما يجيب على تلك النظرات الغريبة قال تيو: بما أن الآنسة لن تعود ربما يجدر بكما القدوم في وقت آخر
قال روي: أعتقد ذلك أيضا
نهض ليغادرا الغرفة برفقة إيثان الذي أرشدهم لباب المنزل صعدوا السيارة التي أتوا بها هنا عند إيف التي كانت تراقب الأوضاع من بقعتها المفضلة لتقول في نفسها: لماذا قد أتى لرؤيتي؟
أغمضت عينيها لتستمع لتلك الرياح التي حملت مشاعره المتضاربة في داخله كان يحدق بالسماء من نافذة السيارة التي كان روي يقودها بهدوء مرت تلك الذكرى أمام عينيه من جديد ليعض شفتيه أغمض عينيه عل عقله يتوقف عن إعادة ذلك الشريط كان روي يراقبه بهدوء يحاول معرفة ما يفكر به و السبب وراء ذلك الكره العميق لها وصل للمنزل ليغادر ويليام السيارة تفاجأ بقطرات المطر التي تساقطت على وجهه ليرفع رأسه و يحدق بالسماء التي ملئتها الغيوم الماطرة تلك التعابير الوحيدة التي وضعه على وجهه جعلت روي يحدق به ليقول في النهاية: علينا الدخول قبل أن نصاب بالبرد
أنزل ويليام رأسه ليقول له: سأذهب لمكان ما بإمكانك الدخول بدوني
قال روي: إلى أين أنت ذاهب في هذا الوقت؟
لم يجبه ويليام ليبدأ بالسير مبتعدا عن المكان سار بهدوء وسط الأمطار التي تحاول غسل آلامه و أحزانه شد انتباهه توقف المطر عن التساقط شعر بذلك الدرع الذي يحيط به ليحميه من المطر انزعج كثيرا ليقول بصوت منخفض: تحاولين الهرب دائما و تقومين بحمايتي ألا تعتقدين بأن هذا تناقض في شخصيتك؟ هذا مزعج للغاية
صدم عقله لخروج تلك الدموع من عينيه اللتين أطاعتا قلبه الحزين ملأ ذلك الحزن كيانه كاملا لم يستطيع منع تلك الدموع من الخروج أكثر تذكر عمته التي استمعت لكل أحزانه و آلامه وقعت عينيه على ذلك الحذاء القريب منه ليرفعا بصره لصاحبه الذي انحنى له و قال: أرجو ألا تمانع أخذك لمنزلنا سيد هايلون
لم يجبه بأي شيء تبعه للسيارة التي بدأ يقودها لمنزل كونيل وصلا لهناك ليعطيه تيم منشفة زرقاء داكنة بشيء من الانزعاج و الهدوء أخذه إيثان لإحدى غرف الطابق السفلي وضع تيو كوب الشاي ليغادر الغرفة حدق بكوب الشاي الساخن يرى انعكاس وجهه عليه نظر في اتجاه الباب لصوت طفلة كانت تتحدث مع إيثان الواقف بقرب الباب تسأله عن مكان إيف ليسمعه يقول لها: هي لن تعود لهنا هذا اليوم و لا أعتقد غدا أيضا
قال الطفلة بحزن: هكذا إذا
نهض من مكانه ليفتح الباب نظرت إليه تلك الطفلة بهدوء فوجهه جديد عليها ليقول ببروده المعتاد: سأغادر الآن
قال إيثان: أرجو المعذرة لكنني لن أسمح لك بالمغادرة
رسم ويليام ابتسامة ساخرة على شفتيه ليقول: أوامرها أليس كذلك؟
هز رأسه بالإيجاب ليعود للغرفة و يغلق الباب شعر بهما يغادران الممر رشف شيئا من الشاي الذي بدأ يفقد شيئا من حرارته وضع الكوب في مكانه ليقول: هل أنا مثير للشفقة لهذه الدرجة؟ معاملتك لي بهذه الطريقة تثير أعصابي حقا ألا يمكنني التحدث قليلا إيف؟
تفاجأ من نطقه باسمها ابتسم لنفسه بسخرية شديدة الغرفة في انتظار ما سيحدث تاليا بدأ الصمت يشعر بالانزعاج لمكوثه الطويل في تلك الغرفة فقرر الانقشاع حالما ظهرت تلك الهالة في المنزل رفع رأسه لينظر إلى الشخص الواقف أمامه ملامحه التي لا يستطيع نسيانه بل ملامحه التي تذكره بعمته العزيزة هدوئها أشعره بالارتباك اقتربت منه بهدوء لتقف عنده مدت يديها لتأخذ برأسه لأحضانها لتقول بصوت منخفض يسمعه قلبه: لا بأس عليك ويليام مشاعرك لها وصلتها و هي تدرك ذلك أنا أيضا أعرف مدى حبك لها أخذتها منك و آلمتك سببت لك الكثير من الأحزان أنا آسفة
كلماتها التي اخترقت قلبه جعلت دموعه تغادر عينيه قام باحتضانها دافنا رأسه بين أحضانها ليسمح لمشاعره بالخروج أخيرا مشاعره العميقة لها أدركها فقط الآن كم عشق عمته التي منحته كل ما يتمنى لم تتوقف عن التربيت على رأسه تذكرت طلب فينوس من روث التي أوصلته بدورها لتكرره بلا وعي منها بصوت منخفض قريب من أذنه لتقول: "أرجوك لا تدعي ويليام وحيدا دعيه يبقى بجانبك إنه شخص مهم بالنسبة لي" هذا هو مدى حبها لك هل تسمح لي بالمحافظة على هذا الوعد معها ويليام؟
شعرت بدموعها تتساقط على خصلات شعره في انتظار إجابته قلبها المتألم لما حدث لفينوس بسببها شعرت بأنفاسه تعود لهدوئها كما حال نبضات قلبه لتعرف إجابته ابتعدت عنه لتمسك وجهه بكلتا يديها لتحدق في عينيه الأرجوانيتين الواسعتين لتقول: أعرف بأن تغير الأمور فجأة سيكون صعبا لكن هلا بقيت هنا هذا اليوم؟
اكتفى بإيماءة موافقة على طلبها لتبتسم له طبعت تلك القبلة الهادئة على جبينه ليشعر بها تطبع على روحه غادرت الغرفة لتطلب من إيثان أخذه لغرفة يرتاح بها ذهبت لغرفة المعيشة ليقول تيم: حقا أنا لم أفهم كل هذا الاهتمام بهذا الشخص
قالت إيف: إنه ضيفنا تيم لن أسامحك لو قمت بشيء مزعج له
قال تيم: هذا غير عادل أبدا إيف لم تفعلين هذا بي؟
قالت إيف: أنت الوحيد الذي تحدث بسوء عنه
قالت ناليني: أهو قريب لك إيف؟
قالت إيف بمرح شديد: أجل هو كذلك أليس وسيما جدا؟
قال لوكاس: تبدين سعيدة بما حدث
قالت إيف: بالتأكيد فقد انتهى سوء الفهم بيننا
ابتسمت بمرح شديد ليكملوا تلك الأمسية باستمتاع شديد حتى بدأ الجميع يشعر بالنعاس ليتوجه كل واحد منهم لغرفته و ينام في الصباح انتهى الشابين من إعداد الإفطار لينتظرا استيقاظ الجميع فتح ويليام عينيه على صوت إيف المرح لينظر إليها و يقول: اعتقدت بأنني كنت أحلم لكن الأمر غير ذلك
ابتسمت له بمرح شديد لتقول له: هيا لا تتكاسل سوف ينزعج الشابين إن لم تتناول شيئا من طعامهما
نهضت من سريره بتلك الابتسامة الواسعة لينهض و يدخل الحمام انتبه توا فقط لملابسه قد تبدلت حاول تذكر متى فعل ذلك ليقول في نفسه: لابد أنه من أفعالها
غسل وجهه ليتوجه لغرفة الطعام التي امتلئت بالأصوات المرحة طرق الباب قبل دخوله لتهدأ الأجواء داخل الغرفة اقترب من المقعد الفارغ بالقرب من إيف التي كانت تجلس وحيدة في تلك الجهة لتبتسم له بمرح شديد و تقول: صباح الخير ويليام
اكتفى بإيماءة قصيرة تناولوا الفطور بشكل هادئ كان لوكاس يحدق بإيف التي تحدق بكلا من ويليام و كلاوس بابتسامة لطيفة جدا ليقول تيو هامسا: ربما يجدر بنا قتلهما بعد كل شيء
قال تيم بأسلوب مماثل: ألست أنت من طلب تركهما؟ تحمل ذلك
قال تيو: لم أعد أتحمل ذلك أبدا
نظرا لإيثان الذي كان يتناول طعامه بهدوء شديد كما لو أنه الوحيد الموجود في الغرفة قال تيم بصوت منخفض: بالرغم من أنه هادئ بشكل مزعج أنا واثق بأنه الأكثر انزعاجا بيننا لم لا يفعل شيئا ما؟
قال تيو: بالتأكيد هو لن يفعل تعرف مدى اهتمامه بإيف
تنهد كلاهما باستسلام ليلفتا الأنظار إليهما شعرا بشيء من الارتباك لتقول ناليني: أأنتما متعبين؟ أنتما لم تناما الليل بطوله
قالت إيف و هي تنظر إليهما بشيء من القلق: أحقا؟ لم؟ أحدث شيء ما؟
نظراتها القلقة و أسئلتها المتتالية جعلتهما يشعران بالتوتر أكثر لم يعرفا بأي شيء يجيبان وسط ضغط أنظار الجميع إليهما قال لوكاس: ربما هما قلقين بشأنك؟
قالت إيف: ماذا؟ أنا؟
قال لوكاس: أجل فقد شفيت للتو فقط لكنك أمضيت الليل خارج المنزل أليس كذلك؟
نظر ويليام إليها بشيء من الاستغراب لتبتسم بمرح و تقول: لم أغادر المنزل فقط بقيت في مكان بعيد عن الأنظار
قال إيثان: هلا أخبرتنا بهذا المكان؟
غمزت له بمرح لتقول: إنه سر
تنهد إيثان بقلة حيلة فهذه الأسرار القليلة المخفية عنه تصيبه بالقلق دائما لتقول إيف: أهذا حقا هو السبب؟
قال تيو: لا فقد اعتدنا على ذلك بالفعل
قالت إيف: إذا ما الأمر؟
لم يجبها أي منهما ليقول كلاوس و هو يضع ملعقته على طرف الطبق: ربما أصيبا بالغيرة من جديد
نظرا إليه بتلك الشرارات القاتلة لتضحك إيف بمرح شديد بالإضافة لناليني التي بدأت الاعتياد على مثل هذه المواقف ليقول تيم بانزعاج شديد: حقا علينا قتل هذا الولد المزعج
قال تيو: مجرد النظر إليه يشعرني بالغضب الشديد
قالت إيف و هي تمسح دموعها المستمتعة بالموقف: توقفا عن هذا الحديث لن أسمح لأحدكما بوضع يديه على كلاوس
قالا معا بانزعاج أشد من السابق: ماذا؟
قالت ناليني بشيء من التفكير: كلاوس شخص لطيف لم تريدان قتله؟
قال كلاوس: لم السؤال؟ تعرفين بأنهما يحبان العنف كثيرا لذا لا أستغرب لو فعلا شيئا كهذا
الشرارات الصغيرة المنزعجة تحولت لصواعق ملئت أجواء الغرفة تبسم لوكاس لهذا الموقف الغير جديد عليه بمرح شديد بينما كانت إيف تحاول منع نفسها من الضحك أكثر في وسط هذه الجلبة كان ويليام يحدق بها متعجب التعابير التي تضعها على وجهها شعر فجأة بالحزن يملؤه أنزل بنظراته للأرض بهدوء تذكر أحداث الليلة السابقة و ذكرى عن عمته الحنون" في تلك الليلة الماطرة كان ويليام يجلس على تلك الأرجوحة في تلك الحديقة الخاوية من ألوان الحياة يذرف الدموع رفع رأسه لصوت ينادي اسمه بجنون وسط تلك القطرات عرف صاحبها على الفور التفتت لاتجاه الصوت ليرى عمته المتعبة تقترب منه بسرعة أخذته بين أحضانها فور وصولها إليه لتقول له: لقد أقلقتني عليك كثيرا ويليام
تلك الكلمات أشعرته بالذنب لجعل عمته تبحث عنه في مثل هذه الأجواء لم يستطع حبس الدموع العالقة في جوفه ليقول: أنا آسف عمتي فينوس أنا آسف
ابتعدت عنه لتنظر لوجهه الذي احمر بشدة أمسكت بوجهه بين يديها الباردتين لتقول له: لا عليك سأكون بجانبك دائما لذا لا تحزن
ابتسمت له لتدفئ قلبه و لو قليلا نظر لرين الذي التقط أنفاسه فور وصوله إليهما ليقول لها: لا تفزعيني هكذا فينوس
نظر لويليام المبلل و دموعه تجري على وجنتيه ابتسم له ليقول له: علينا أخذك للمنزل قبل أن تصاب بالبرد
قال ويليام بصوت منخفض: لا أريد
ابتسمت له فينوس لتمسح دموعه بطرف كم بلوزتها الطويل لتقول: هل بإمكانه البقاء معي رين؟
فهم رين قصدها ليوافق على ذلك عادت إيف لغرفتها في المشفى أعطى رين لويليام ثيابا أخرى ليبدل ثيابه الباردة المبللة في أثناء ذلك تأكد من صحة فينوس طرق الباب ليدخل ويليام و ينظر إلى عمته التي احمر وجهها بسبب الحرارة ليقول لها: أنا آسف
ابتسمت له بمرح شديد لتقول له: لا عليك أنا بخير
اقترب رين منه ليقوم بتجفيف شعره بالمنشفة البيضاء التي كان يحملها ليقول له: ماذا كنت تفعل هناك؟
قال ويليام: لقد تشاجرت مع أبي
قالت فينوس: حقا لا أعلم كيف يتصرف أخي سام في بعض الأحيان أكان هذا بسبب شيء في المدرسة؟
هز ويليام رأسه موافقا على مقولتها لتتنهد بقلة حيلة ليقول رين: ما هي المشكلة؟ إن كان بسبب الدراسة بإمكاني المساعدة
قالت فينوس بمرح: أحقا ستفعل رين؟
قال رين: أجل بالتأكيد
ابتسمت له بمرح شديد ليبادلها الابتسامة تحدث رين مع ويليام عن مشاكله الدراسية و يومياته المدرسية استمتعوا بوقتهم في تلك الليلة" شعر ويليام بالحنين لتلك الأيام الدافئة و لذلك الشخص الأجواء المزعجة من حوله لم تمنعه من الضياع في عالم أحلامه استعاد طريقه للمكان المحيط به فور شعوره بتلك اليد تسلل لجبينه نظر لتعابير صاحبها القلق الهادئة التي وضعت على وجهه ليقول ببروده المعتاد: أنا بخير
نظر إليه لتتقابل أعينهما و تتحدث لفترة قصيرة ابتعدت تلك اليد عنه ليقول صاحبها بهدوء و قلق: حقا؟ تبدو مريضا بعض الشيء
قال ويليام: تتحدثين عن نفسك بالتأكيد إيف
ابتسمت له بلطف شديد لتشعر بالأجواء المرعدة من خلفها فور التفاتها نظرت للثلاثي الغاضب من تصرفه لتبتسم بارتباك و تقول: ماذا هناك؟
قالت ناليني: أنت فقط مهتمة بويليام ألا تحبينني؟
قالت إيف بارتباك: بالتأكيد أحبك لم تقولين هذا؟
قال تيو: لكنك لا تهتمين أبدا بنا
قالت إيف: أنتما الاثنان توقفا عن هذا لم تعودا طفلين
قال تيم: أرأيت؟ هذا ما نتحدث عنه تعامليننا كما لو أننا مزعجين
قالت إيف: لكنكما مزعجين حقا عليكما أن تأخذا إيثان و كلاوس مثلا لكما
نظرت لكلاوس الذي بدا عليه بعض ملامح الانزعاج و الحزن لتتنهد و تقول: حسنا لقد فهمت الأمر سأتوقف عن الإفراط في معاملته بلطف أهذا يشعركم بالتحسن؟
ابتسموا جميعا لها بمرح شديد لتشعر بالسكينة تعود للأجواء أنهوا وجباتهم ليغادر لوكاس لعمله بينما أخذ إيثان ناليني للمدرسة بقت إيف برفقة ويليام في غرفة المعيشة كانت إيف مشغولة بأعمالها الكثيرة تجولت أعين ويليام في جدران المكان توقفت عينيه على المكتبة الموضوعة في الغرفة نهض ليتوجه نحوها بهدوء تعجب قدم الكتب الموجودة هناك لفت انتباهه ملف ليس بالقديم جدا كحال باقي الكتب أخرجه من مكانه ليفتحه تفاجأ بتلك الصور القديمة لشخص ما ملامحه غريبة عنه بدا كشخص عادي للغاية قلب صفحات ذلك الألبوم حتى استوقفه صورة له برفقة إيف تأمل ملامحها اللطيفة و هي بين أحضانه كانت آخر صورة في الألبوم كما أنها الوحيدة لهما معا خطف ذلك الملف من بين يديه ليطفو في الهواء تابعه بعينيه حتى لامس أنامل إيف التي لم تبدي أي تعابير على وجهها انتبه لذلك ليقول: آسف لم أقصد التطفل
هزت رأسها نافية دون البوح بأي شيء نهضت من مكانها لتغادر الغرفة عند الفتية الثلاثة الذين كانوا يتحدثون في الممر بهدوء ليقول: ربما بالغنا في الأمر قليلا
قال كلاوس: حقا لقد فعلتما
قال تيم و هو يبعثر شعره بشيء من القوة: كما لو أنك لم تكن منفعلا أيضا
قال كلاوس: لم أكن كذلك فأنا لست مثلكما
قال تيم: ربما يجدر بي تحطيم رأسك
ابتسم تيو لهما بمرح شديد بينما كانا يستمتعان بوقتهما حتى ظهرت إيف بذلك الوجوم على وجهها لتختفي كل السعادة التي أحاطتهم اقترب كلاوس منها ليحدثها ليغلق الشابين فمه على الفور ليشيرا إليه بالصمت صعدت الدرجات لتتوجه لغرفتها تركا كلاوس ليقول لهما: لم فعلتما ذلك؟
قال تيم: أنت لا تريد الموت أليس كذلك؟
قال تيو: كان الأسوأ ليحدث لو تحدثت إليها
قال كلاوس بتعجب: ما زلت لا أرى مشكلة في ذلك
قال تيو: ألم ترى تلك التعابير المخيفة على وجهها؟ لو تحدثت إليها ستنسفك نسفا
توجه تيم لغرفة الجلوس وجد ويليام يجلس بحزن و تأنيب ضمير على الأريكة اقترب منه ليقول له: ماذا حدث لإيف؟
رفع ويليام ناظريه إليه بهدوء و يعيدهما للأرض من جديد لينزعج تيم كثيرا فتح ويليام فمه ليقول: لقد اطلعت على ألبوم صور قديم دون إذنها
قال تيو: هذا فقط؟ أين وجدته؟
أشار ويليام إلى المكتبة الموجودة في إحدى زوايا الغرفة قال تيم: هذه المكتبة قديمة للغاية لا أعتقد بأن بها شيئا مثيرا للاهتمام
قال كلاوس: أكان ألبوم صور خاص بها؟
لم يجبه ويليام فهو يشعر بالذنب الشديد لرؤية تلك التعابير على وجهها عند عائلتي هايلون و وارس قالت ليندا: لم يعد ويليام بعد و لم يتصل أيضا
قال سام: لا تقلقي كثيرا سيكون بخير
قالت ليندا: كيف لا أقلق و هو جديد على هذه المدينة؟ ماذا لو حدث له شيء ما؟ أتـ...
قاطعها سام بوضع سبابته أمام شفتيها أفزعها تصرفه المفاجئ نظرت إليه بشيء من الارتباك لترى الهدوء يملأ كيانه كما حال الغرفة أفسد ذلك الهدوء صوت لارا الباكي اقتربت ليندا منها لتحملها و تقول: ماذا هناك صغيرتي؟ أهو كابوس آخر؟
قالت لارا: ويليام أريد أخي
ابتسمت لها بمرح شديد لتقول: سيعود شقيقك قريبا لذا لا تحزني
اقترب سام منها ليقول: ماذا هناك عزيزتي لارا؟
هدأت لارا قليلا لتنظر لوجه والدها رفعت ذراعيها في اتجاهه تفاجأ لكنه سعد بذلك كثيرا حملها ليقرأ لها بعض القصص باستمتاع شديد غادرت ليندا الغرفة لتسمح لهما باللعب سويا بينما القلق يكاد يحطم قلبها انتبهت لجوليا التي كانت تتحدث على الهاتف في الممر بصوت خافت لتقرر تجاوزها دون إزعاجها فعلت ذلك بهدوء لتقول في نفسها: إنها مشغولة جدا هذه الأيام
ابتسمت بمرح لتلتقي بكاثرين التي قالت لها بمرح شديد: مرحبا ليندا
قالت ليندا: أهلا
قال كاثرين: ألم يعد ويليام بعد؟
قالت ليندا: لا ليس بعد
قالت كاثرين: لا تقلقي كثيرا أنا واثقة بأنه بخير في مكان ما
قالت ليندا: أعرف ذلك لكنني لا أستطيع التوقف عن القلق حتى أراه
قالت كاثرين: إن كنت قلقة للغاية سأطلب من لويس البحث عنه
قالت ليندا: لا أبدا يكفي أنه يشعر بضجر مريب
ضحكتا بمرح شديد لتكملا حديثهما في غرفة المعيشة التي اجتمع فيها باقي الأفراد في المساء عند إيثان و الآخرين كانوا يجلسون في غرفة المعيشة بقلق على إيف التي لم تغادر غرفتها و لا يعرفون إن كانت موجودة أم لا لم يتحدث ويليام مع أي أحد فمع زيادة الوقت زاد تأنيبه لنفسه لوكاس لم يعرف عن الأمر أي شيء فالجميع يرفض التحدث لسبب ما حتى وقف كلاوس فجأة بتعابير مدهوشة قليلا تبعه الجميع منتظرين أي تصرف آخر يصدر منه ليقول تيم: ماذا هناك كلاوس؟
قال كلاوس: لا أعرف لما لكن لديّ شعور سيء للغاية
قال إيثان: أهو متعلق بالآنسة؟
قال كلاوس: أجل ربما يجدر بنا تفقدها الآن
نظروا للنافذة لتغير الأجواء فجأة السماء الصافية منذ قليل تلبدت بالغيوم السوداء الرعدية أمطرت السماء بغزارة مخيفة لفت انتباهم صوت نزول إيف من الدرج بتلك السرعة غادروا الغرفة مسرعين للباب الأمامي للمنزل قطعت الكهرباء في المنزل ليظهر إيثان تلك الشعلة من كفه ليقول: ابقوا معا لا نعرف ما قد سيحصل تاليا تيم انتبه للسيد فايرين يبدو الأمر خطيرا
قال لوكاس: سأكون بخير
تقدموا بهدوء ناحية الباب توقفوا حالما رأوا إيف تقف بذهول شديد و صدمة أمام الباب المفتوح على مصرعيه نظروا للشخص الواقف هناك بتلك الابتسامة الشريرة للغاية لتتسع أعين الفتية جميعا تلك الأعين الزرقاء التي تشبه الياقوت تلك الشامة السوداء قرب شفتيه ملامحه لم تكن غريبة عنهم أبدا اتسعت تلك الابتسامة أكثر لرؤية تلك الوجوه تقدم خطوتين للأمام لتعادلها إيف بعشرة خطوة للخلف قال ذلك الشخص: ماذا هناك إيف؟ ألست سعيدة برؤيتي؟
تحركت شفتيها المرتعشتين لتقول بصوت خافت اختفى على صوت الرعد المخيف: مستحيل لقد قتلتك بيديّ
دوت تلك الضحكات الشريرة المستمتعة بالأمر في أرجاء المنزل مكونا صدى مخيفا ليقول ذلك الرجل: هذا اعتراف غير جميل أبدا إيف هل اعتقدت حقا بأنك تستطيعين قتل والدك بهذه السهولة؟
تلك الكلمة رنت في أذان الجميع رفع يده ليوجه كفه لإيف و هو يقول: ربما يجدر بي رد الجميل لك
أحاطها الفتية على وجه السرعة بعد تلك الكلمات المهددة نظر إليهم بشيء من الانزعاج ليقول لهم: ماذا؟ جرذان يقفون في وجهي؟ أيخصونك إيف؟
تلك النظرات القلقة المرتبكة المشتتة المنزعجة لم تفارق أعينهم أعجب بتصرفهم لينزل يده و ينتبه للشخصين الآخرين الواقفين هناك نظر للوكاس باستحقار شديد ليقول: حقا أنت تجمعين الكثير من القمامة حولك ذكرني هذا بالبرغوث المزعج الذي قتلته آه آسف لقد كان زوجك أليس كذلك؟ إن لم أنسى زيس نويد
أصابها في جرحها تماما آلمها كثيرا شدت قبضتها بقوة لتتساقط الدماء منها لا تريد توريط الموجودين في المكان بأمر لا يعرفون عنه أي شيء التفت إيثان إليها ليقول بصوت هامس: أتريدين أن نتعامل معه؟
هزت رأسها نافية لترفع رأسها و تنظر إليه بتلك العيون الحزينة المستسلمة لتقول: لا تدخلهم في مشاكلنا فهم لا يعرفون شيئا
قال والدها: حقا؟ أتحاولين الدفاع عنهم قبل إخبارهم بأي شيء؟
قالت إيف: أجل
نظر لوجوههم مختلفة التعابير ليقول: تعرفين بأنني لا أستمع إلى أي هراء تقولينه أليس كذلك؟
نظرت إيف إليه لتقول: ماذا تريد؟
قال الوالد و هو يمسك بذقنه: امم لنقل هذا المكان بما فيه أعجبني كيف يبدو بالرغم من أن أفكارك دائما مقززة
قال تيو: كما لو أننا سنفعل شيئا كهذا
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT]
[TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://a.top4top.net/p_1958rno1.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
قال تيم: لن نسلمك أي شيء يخصنا
لم يقل كلاوس و إيثان أي شيء فقط اكتفيا بانتظار رد إيف الذي صدمهم جميعا ذلك الرد لم يتوقع أي أحد حتى قلبها الذي اهتز بداخلها لما نطق به عقلها القائل: إنه لك
ضحكاته السعيدة بانتصاره أبعدت تلك الغيوم و أعادت الكهرباء للمنزل لاحظ الجميع اختفائها من مكانها ليتوجهوا لغرفتها لم تسمح لهم برؤيتها لتقول من خلف بابها الموصد: سيكون هو سيدكم الجديد لذا افعلوا ما يريده
قال تيو: ماذا تقصدين بأنه سيدنا الجديد؟ أنا لا أوافق على هذا
قال تيم: أفضل الموت على العمل تحت إمرة هذا الرجل
قالت إيف ببرود قاتل: إذا فلتمت و حسب
صدمهم ذلك الرد الغير مبالي و القاسي جدا من قبلها قال إيثان: آنستي هلا قمت بتوضيح لما يجري الآن؟
قالت إيف: أنت لست أعمى إيثان هذا والدي آرثر كونيل الثامن و الأربعون جميعكم تعرفون هذا الاسم و صيته لذا لا تسألوا أي سؤال سخيف آخر و نفذوا ما يريده و حسب
شعروا جميعا بتلك العاصفة داخل قلوبهم ليس لأنهم أصبحوا يعملون لشخص آخر بل لأن إيف تغيرت اتجاههم كما لو أنها لم تعد تعرفهم غادروا ذلك المكان بألم و حزن شديدين لم يقل عن حزن إيف التي شرعت في البكاء كما لم تفعل من قبل أما ويليام و لوكاس و ناليني لسبب ما ذهبوا لمنزل عائلتي وارس و هايلون قال لوكاس: أين نحن الآن؟
قال ويليام: منزلي
نظر لوكاس إليه بهدوء طلب ويليام منه الدخول برفقته كان لوكاس يحمل ناليني النائمة قابلهم آرثر ليستغرب ذلك أخذ لوكاس و شقيقته لغرفة في الطابق الثاني بينما ذهب ويليام لحيث اجتمع الجميع تفاجأت والدته لدخوله لتقترب منه على عجل و تقول: أأنت بخير ويليام؟ أين كنت؟
قال ويليام: هناك أمر يجب أن أخبركم به
نظروا جميعا إليه باهتمام شديد فتح شفتيه لينطق بما حواه منزل كونيل من أحداث لكنها أقسمت بأن تكون حبيسة ذلك المنزل أدرك الجميع فور رؤيتهم تلك التعابير المدهوشة على وجهه قال لويس: شخص ما يحاول التكتم على الأمر لذلك سحب تلك الذكريات منه
قالت جوليا: يبدو أمر هاما و خطيرا أيضا
نظر ويليام إليها بشيء من الهدوء ليقول سام: ألازلت تذكر أين كنت بالأمس بني؟
قال ويليام: ذهبت لرؤية إيف برفقة روي ثم أمطرت السماء....
حاول تذكر ما حدث بعد ذلك تذكر حواره العاطفي معها و بقائه في منزلها لكن الشريط انتهى هناك أنزل رأسه محاولا عصر تلك الذكريات المختبأة في مكان ما أخذته والدته بين أحضانها لتهدأ ذلك القلق الذي بدأ يعتريه صعدت لغرفته برفقته لتطلب منه أخذ قسط من الراحة في الغرفة التي بدأ الجميع يفكرون بها بما قد يحدث في منزل العجائب ذاك ليقول مارتن: لا أعتقد أن سؤال أي شخص فيه قد يعطي نتيجة مثمرة لكن علينا المحاولة
قال مارك: لا أتفق معك يعرف جميعنا كم تكره التدخل في شؤونها و قد يغضبها ذلك
قالت آن: ربما يجدر بنا الانتظار لتخبرنا
نظرت لوجوه الجميع التي بدأت تقلق بشأن ما قد يكون حدث في ذلك المنزل مضت أيام عديدة على هذه الحادثة المنزل عاد لهدوئه و بروده المرعبين حتى تلك الليلة التي كان يجلس فيها والد إيف في غرفة المعيشة يقرأ أحد كتبها بتلك التعابير المنزعجة على وجهه نظر لإيثان الذي لم يغادر جانبه منذ قدومه ليقول: أنت مزعج للغاية كحال تلك الطفلة ألم تغادر غرفتها بعد؟
قال إيثان: لا سيد كونيل
تنهد بانزعاج كبير ليقول بصوت أقرب للهمس: لقد كانت علاقتنا طيبة أفسدها ذلك الحشري المزعج تبا له
سمعت زوايا تلك الغرفة كلماته و تذمره لكن إيثان لم يفعل تبدلت معالم وجهه للقلق الشديد لتلك الهالة المتذبذبة في أرجاء المنزل لم يستطع مغادرة المكان كما فعل البقية مسرعين لغرفة إيف طرق تيو الباب بشيء من العنف و هو ينادي باسمها بلا استجابة منها قال تيم: ربما يجدر بنا خلع هذا الباب
حاول تنفيذ فكرته لكن الباب أقوى من أن يقوم بفتحه حاول ثلاثتهم لكن لا فائدة ترجى من ذلك أبدا نظروا للوجه الكريه بالنسبة إليهم ليقول: لا أصدق بأنكم ضعفاء لهذه الدرجة
انزعجوا لتعليقه الذي في غير آوانه رفع أصبعه ليحرك الباب من مكانه دخل الفتية مسرعين لتلك الغرفة ليروا الغرفة في حالة هيجان كبير و فوضى عارمة اقترب منها والدها ليصدم برؤية تلك الخطوط العريضة تملأ جسدها بالكامل حاول الاقتراب منها لكنها نفرت منه نظراتها الغاضبة و قلبها الحاقد أخرجت تلك الكلمات من بين شفتيها بصوت يكاد يختفي: ابتعد عني أيها القاتل لا أريد رؤيتك غادر من هنا
حاول كلاوس التدخل لكن تلك القوة العجيبة أبعدته عن الموقف كما البقية ليقول تيم: علينا فعل شيء حيال هذا و إلا فإن قواها ستختفي تماما
قال إيثان: لا يمكننا فعل شيء فهي الآن تحارب نفسها
قال تيو: و هل تريدينا أن نقوم بتركها هكذا؟
قال كلاوس: لن أفعل ذلك أبدا لن أفعل
شد قبضته المرتعشة خائفا عليها كما حال البقية تلك العلامات لا تبشر بخير أبدا تفاجؤوا لرؤيتها تحمل منجلها المخيف ذلك لتصوبه في اتجاه والدها حاول تفادي هجماتها و هو يقول لها: لا أصدق بأنك تفعلين هذا لأجل سافل مثله فعلت ذلك لمصلحتك
قالت إيف: كاذب أنت لا تحبني أردت آذيتي لطالما كرهتني ماذا فعل زيس لك لتقوم بقتله؟ ألم يكفي أنه كان يعاني من مرضه؟ أنت قاتل أكرهك
قال والدها: أأنت مجنونة؟ تعرفين لقد كان مقدرا لكما الانفصال سواء تدخلت أنا أم لا فأنتما لستما من نفس النوع تعرفين جيدا باستحالة إكمال بقية حياتك معه
قامت بتحريك المنجل بسرعة بالقرب منه لتخدش وجهه بجرح عميق و هي تصرخ به قائلة: هذه حياتي لا دخل لك بها فقط غادر من هنا
توقفت الهجمات سقط ذلك المنجل من يديها لذلك الألم المريع الذي سرى في جسدها تلك التعابير المتألمة للغاية جذبته للاقتراب منها لتدفع به بعيدا طاقتها التي حبستها طويلا تريد الخروج من صندوقها لتبدأ الشروخ في الظهور في أرجاء المنزل بعض الأشياء بدأت بالتحطم اقترب منها مجددا ليقول لها: أنت مجنونة حقا عليك التوقف عن هذا
قالت إيف بألم شديد: ابتعد عني أيها القاتل المجرم سأقتلك سأقتلك
نهضت من مكانها بصعوبة بالغة لتسير نحوه بتلك الخطى المثقلة جل همها القضاء على المتسبب بألمها و حزنها رفعت يديها التي بدأتان تنزفان بشدة مكونة رمح طويل حاد جدا من طاقتها لتقول بألم بالغ: لن أخطىء هذه المرة....سأقتلك
ألقت بذلك الرمح في اتجاه والدها بسرعة خارقة لم يستطع تفاديه أو القيام بشيء آخر لإنقاذ نفسه ظهرت تلك التعابير المتفاجئة على وجهه صوب ذلك الرمح على قلبه هذه المرة تزلجت جثته على الجدار القريب منه ليحرك شفتيه مناديا باسمها للمرة الأخيرة ليتبعها بكلمتين أغضبتاها كثيرا "أنا آسف " لتحيط به بتلك النيران الأرجوانية التي أذابت لحمه و نهشت عظامه ليصبح رمادا في تلك الغرفة قواها الكبيرة أحدثت عاصفة قوية خار جسدها على الأرض لترفع ناظريها لإيثان و البقية تلك النظرات القلقة و المصدومة اقترب كلاوس منها على عجل ليضع رأسها على ساقيه و يقول بتلك الدموع التي بدأت بالتساقط على وجنتيها: إيف أرجوك كوني بخير
اقترب البقية منها لتنظر لإيثان رفعت يدها في اتجاه ليجثو بالقرب منها حركت شفتيها لتنطق بشيء ما لكن صوتها لم يعد يتحمل كل هذا الضغط هرب منها بعد كل هذا الصراخ قرأ شفتيها المرتعشتين ليحمل جسدها بين يديه بهدوء شديد تحرك بضع خطوات مبتعدا عنهم ليقول تيو: إلى أين ستأخذها إيثان؟
قال كلاوس: عليها رؤية الطبيب حالا
التفت إليهم لينزلها على الأرض كما طلبت منه نظرت لوجههم و التعابير الخائفة و القلقة التي علتها لتجبر عضلات وجهها على الابتسام بلطف شديد أنزلت برأسها باستقامة مع ظهرها مؤدية تلك الانحناءة الرسمية التي طالت لفترة رفعت رأسها تلك الابتسامة لا تزال عالقة عليه فقدت وعيها ليسقط جسدها حملها إيثان ليقول: ليس لدينا وقت كافي علينا مغادرة هذا المكان
غادروا المكان سريعا أخذهم إيثان لذلك الكهف تعجبوا وجودهم هناك لكن لا وقت للأسئلة فحياتها غالية جدا حتى وصلوا لتلك الغرفة الشاسعة تنبهوا للنقوش الغريبة التي على الأرض و بدأت بالإضاءة باللون الأرجواني و الأزرق فور دخولهم ارتفع جزء من أرضية تلك الغرفة بما يشبه السرير وضعها إيثان عليه ليقول تيم: هل ستكون بخير هنا؟
قال إيثان: لنأمل ذلك
قال تيو: ماذا تقصد بذلك؟
قال إيثان: لقد طلبت مني إحضارها لهنا لذا عليّ إطاعة الأوامر و حسب
نظروا إليه بشيء من الانزعاج لأسلوبه الغير المبالي بما يجري لها جميع الأعين تراقبها بقوا هناك لفترة حتى قال إيثان: ستكون الآنسة بخير علينا الوثوق بها كما تفعل هي منزلنا بحاجة للعديد من الإصلاحات
نظر إليهم ليقيم التعابير التي تعلوا وجوههم ابتسم لهم بهدوء ليأخذهم للمنزل بدؤوا العمل على إصلاح كنزهم و محتوياته عاد لوكاس و ناليني للمنزل ليخبرهما إيثان بما جرى وصلت الأخبار للعوائل المتصلة بهم بدأ الجميع يترقب عودة أميرتهم إليهم في فصل الربيع المشمس و المشرق دبت الحياة في كل شيء يرغب بمشاهدة جمال هذا الفصل لم يكن الربيع الأول بعد غيبوبة إيف و لم يكن الثاني أو الثالث لقد مضى بعض الوقت ببطء و حزن تغيرت الكثير من الأشياء و طال بهم الانتظار و طال في مساء تلك الليلة التي وعدت النشرة الجوية بوابل من الشهب الجميلة ترقب أفراد منزل كونيل ذلك و بدؤوا الاستعداد لهذا العرض وضع كلاوس سجادة زرقاء مخططة متوسطة على العشب ليقول لوكاس الذي دخل الحديقة: يبدو موقعا رائعا لمشاهدة الشهب
نظر كلاوس إليه لينحني بهدوء و يقول: لقد عدت باكرا هذا اليوم
قال لوكاس: لم تتوقف ناليني عن إزعاجي بشأن مشاهدة العرض معها بسبب انشغال أصدقائها
ابتسم بمرح شديد لناليني التي عانقته بمرح شديد و قالت: ماذا تقصد بأنني أزعجتك؟ أنت دائم مشغول....أهلا بعودتك للمنزل
قال لوكاس: تبدين متحمسة للغاية
قالت ناليني بمرح شديد: بالتأكيد
حضر الشابان يحملان مجموعة من الأكواب و الأطباق برفقة إيثان جلسوا جميعا على السجادة يتبادلون أطراف الأحاديث و يستمعون لقصص ناليني عن المدرسة الثانوية التي انتقلت إليها حديثا حتى بدأ العرض المترقب من قبل الجميع في مكان آخر بعيدا عن هذه المدينة كان أشخاص آخرون يشاهدون هذا العرض الجميل من سطح منزلهم الكبير تلك العيون الأرجوانية التي لمعت بضوء تلك الشهب ابتسمت بهدوء ليقول: هذا جميل حقا ما كان عليّ تفويت هذا
قالت ليندا بمرح: أجل من المؤسف أن البعض منا مشغول و لا يستطيع مشاهدته
قالت لارا بمرح: أنت تقصدين أبي أليس كذلك؟
ضحكتا بمرح شديد لتقول فانتين: متى آخر مرة شاهدنا فيها الشهب سويا هكذا؟
قال زوجها: إن لم أنسى عقد قد مر بالفعل
قال آرثر: حقا؟ اعتقدت أنه منذ فترة طويلة
قالت آن: لأنك لم تشاهده معنا في المرة الأخيرة كنت في رحلة عمل
قال آرثر بابتسامة مرحة: ربما لهذا أنا لا أتذكر
قالت كاثرين: هل أصبحت عجوزا آرثر؟ بدأت تنسى الكثير من الأشياء
ضحك الجميع عليه بمرح شديد قال توماس: واثق بأن كل من مارتن و البقية سيتحسرون على هذا
قالت لوسي: خاصة جاي و التؤامين بدأت أتخيل وجوه ثلاثتهم
ابتسمت بمرح شديد بدأت الأحاديث تدور بينهم برفقة النسيم العليل لم تنفك عينا ويليام عن مشاهدة هذه الشهب الجميلة و الرائعة نهض بهدوء ليغادر جمعهم نزل الدرجات و هو يضع كفيه في جيبيه يفكر في شيء ما توقفت أقدامه عن المسير حدقت عينيه بتلك الأقدام الصغيرة العارية بالقرب منه رفع رأسه ليحدق بصدمة كبيرة في ذلك الوجه المألوف جدا بالنسبة إليه تلك الابتسامة اللطيفة التي ظهرت على وجه صاحب تلك الأقدام جعلت مشاعره تجوب في كون مختلف اقترب منه بهدوء شديد لم يستطع تمالك نفسه أكثر من ذلك جثى على الأرض ليمسك ذلك الشخص بوجهه و يقول: ألم أعدك بأنني سأبقى دائما بجانبك؟ لذا سأفي بوعدي لك
أحاط ويليام ذلك الشخص بذراعيه دافنا وجهه بين أحضانه مفرغا مشاعره الفائضة ربت ذلك الشخص على رأسه بهدوء شديد محاولا تخفيف هذه الصدمة عنه اختفى من هناك تاركا ويليام في موجة المشاعر تلك في منزل كونيل قرع الجرس لمرات متتالية بشكل مزعج للغاية فتح إيثان الباب ليصدم برؤيته لذلك الشخص يقف هناك بتلك الابتسامة الجميلة على وجهه دخل للمنزل بهدوء تحت صدمة إيثان اجتمع الجميع قرب الباب ليكتشفوا هذا المزعج توقفت الأنفاس و القلوب عن التحرك سكنت الأجواء في المنزل المشدوه من رؤيتها لم يخفي أي منهم مشاعرهم تقدم ذلك الشخص من كلاوس الذي لم يمنع عينيه من إظهار سعادتهما وقف بالقرب منه ليمد يديه إلى وجنتيه و يسمح الدموع بسبابتيه و هو يقول: كلاوس آسفة لأنني تركتك طويلا
قال كلاوس: سعيد بعودتك للمنزل إيف
ابتسمت إيف له بمرح شديد كما فعلت للآخرين اقتربت من ناليني بمرح شديد لتقول: لقد كبرتي حقا ناليني تبدين جميلة للغاية
قالت ناليني بمرح: هذا صحيح لكنني لا أضاهيك جمالا بالتأكيد
قال الشابان بمرح شديد: أهلا بعودتك للمنزل مجددا إيف
نظرا لبعضهما بانزعاج شديد ليبتسما بعدها لتبتسم لهما بمرح شديد و تقول: أخيرا قد تغيرتما
قالا معا: لا لم أفعل
قالت إيف: حقا لا أرى اختلاف كبير ربما أصبحتما عجوزين
نظرا لها بشيء من الانزعاج ليقول تيم: المشكلة ليست فينا أبدا بل فيك أنت ماذا حدث لك؟
بدت إيف أصغر بكثير مما كانت عليه كما أن إحدى عينيها أرجوانية لسبب ما ابتسمت له بمرح شديد بالرغم من الحزن الذي ملأ أجوائها المحيطة بها أنزلت برأسها لتضع يدها على عينها الزرقاء و ترفع رأسها لتقول: سيكون وداعا لائقا لها هذه المرة
قالت ناليني: أتقصدين بأنك ستتركيننا مجددا؟
هزت رأسها نافية ذلك لتقول: أرادت لقائه مرة و للأبد و قد نفذت ذلك لها
قال إيثان: تقصدين الآنسة فينوس و السيد ويليام؟
قالت إيف: أجل لم ترد تركه بتلك الطريقة فهو شخص عزيز عليها
ابتسمت بلطف شديد شابه شيء من الحزن أغمضت كلتا عينيها لتفتحهما عادتا لطبيعتهما لتنظر إليهم بمرح و سعادة بالغين بادلها الجميع بتلك النظرات المرحة تحدثوا معا باستمتاع مالئين ذلك العقد الخالي في ذكرياتها صعدت بعدها لغرفتها لتستلقي على سريرها و تقول في نفسها: أريده أن يبقى برفقتنا هنا لكن لديه والديه و أشقائه
أغمضت عينيها لتبتسم لتلك الذكريات التي طواها الزمان تلك الابتسامة التي تأبى مفارقة قلبها همست باسم محبوبها وسط ظلمة ذلك الليل عودتها لأحضان منزلها من جديد يشعرها بالسعادة الغامرة تلك الأحداث التي سارت كذكريات مؤلمة و حزينة أمام عينيها المغمضتين أشعرها بشيء من التعس و الحزن لكنها لم تمنع الذكريات الجيدة و المفرحة من التدفق نسيم الربيع الدافئ تناسقت مع ألحان الأغنية التي بدأت بغنائها بصوتها الشجي سحر الليل و هدهد قمر زين سماء هذه الليلة.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
مرحبا أعزائي أظنني لن أعلق بأي شيء للفصل الأخير غير أنني أشعر بخيبة أمل لأنني لم ألقى ردة الفعل التي توقعتها لكن لا بأس أبدا بذلك فلا يأس مع الحياة سعدت كثيرا بقضاء الوقت معكم أتمنى أن القصة أعجبتكم و لو قليلا الآن سأودعكم دمتم في حفظ الله و رعايته.

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT]
[/
[/ALIGN]
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT]
ALIGN]
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أسطُوري !! : الحقيقة واحِدة دائمـاً .. الحقيقة دائماً تنتصـر | detective conan sakura-lover - تقـارير الأنيميّ 17 06-16-2016 10:42 PM
~اوراق بعثرها القدر~ Natural Killer أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 31 02-27-2015 11:04 AM
شظايا ذكريات الوهم-الولادة الجديدة-كاملة Say Fallata روايات و قصص الانمي 5 12-13-2013 01:12 AM
::ما هو المسجد الأقصى؟..وهل لليهود حق في فلسطين؟..تفضلوا لتعرفوا الحقيقة كاملة:: فريال (نور الإسلام ) أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 07-26-2007 10:38 AM


الساعة الآن 08:19 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011