عرض مشاركة واحدة
  #32  
قديم 06-10-2016, 07:54 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/10_06_161465533936494.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

مضت أيام و أشهر عديدة جرت فيها الكثير من الأحداث الممتعة و المحزنة حتى ذلك اليوم الذي بدأت موازين الأشياء بالتغير فيه في منزل لوكاس الذي استيقظ على رنين هاتف المنزل في منتصف الليل غادر غرفته و هو يفرك عينيه نزل الدرجات بهدوء لينظر للساعة ليقول بنعاس: من يتصل في مثل هذا الوقت؟ إنها الواحدة و عشرون دقيقة صباحا
حمل سماعة الهاتف الأسود ليضعها على أذنه و يقول: مرحبا من المتصل؟
قال المتصل: أهذا منزل فايرين؟
قال لوكاس: أجل
قال المتصل: عليك الحضور للمشفى على الفور سأخبرك بكل شيء هناك
أغلق المتصل الخط بعد إعطائه عنوان المشفى بدل لوكاس ثيابه و أسرع في الذهاب للمشفى وجد هناك مجموعة من المصابين اقترب من مكتب الاستقبال ليسأل عن الاتصال الغريب الذي سبب لقلبه أزمة اقترب رجل منه ليقول: أأنت قادم لأجل السيد فايرين؟
قال لوكاس: أجل هل أبي بخير؟ أحدث شيء ما له؟
أحذه الرجل لإحدى غرف الطوارئ ليرى والده ممد على السرير مغطى بالضمادات تماما ذلك المنظر جعل قلبه يخفق بسرعة ليقول الرجل: لقد حدث انفجار في المصنع بينما هرب جميع العمال كان والدك ينقذ ابن أحدهم
توقف قلبه عن النبض في تلك اللحظة التي غطى الطبيب جسد والده بملاءة بيضاء شعر بساقيه يرتعشان تحته استند على طرف النافذة الزجاجية غادر المشفى ليذهب للمنزل يفكر في الطريقة التي سيخبر بها والدته بالأمر وصل المنزل ليرى الأجواء لم تتغير عما كانت عليه قبل خروجه صعد الدرج ببطء شديد يتمنى بألا يصل لغرفة والدته أبدا لكن الطريق ليس بالطويل وقف أمام باب غرفتها بهدوء نظر ليده التي تكاد تطرق الباب و هي ترتعش فعقله لا يريد استيعاب الأمر طرق الباب بهدوء لم يسمع أي إجابة فتح الباب لينظر إليها مستلقية على السرير نائمة بهدوء ليقول في نفسه: كيف يمكن أن أوقظها و أخبرها بشيء فظيع كهذا؟
أخذ نفسا عميقا ثم تقدم من سريرها ببطء وقف أمام السرير ليناديها بهدوء تعجب عدم استجابتها لندائه اقترب منها ليهز جسدها بهدوء توقفت أنفاسه على هبوب الرياح القوية داخل الغرفة جثى على ركبتيه و عينيه بدأتا تفيضان بالدموع قلبه تباطأت نبضات قلبه مع تلقي صدمتين لم يحسب لهما حسابا قط رفع رأسه لصوت شقيقته التي تنادي اسمه في الممر نظر لجثة والدته المستلقية هناك لينهض و يمسح الدموع من عينيه غادر الغرفة ليقول: ماذا هناك ناليني؟
قالت ناليني و هي تمد يديها إليها: لقد شاهدت كابوسا مزعجا
حملها لوكاس ليأخذها لغرفتها أعادها لسريرها ليقول لها: عودي للنوم سأعد لك حلواك المفضلة غدا
ابتسمت له بمرح لتعود للنوم من جديد اتصل على بعض أقاربهم يخبرهم بالأمر كما أخبر أصدقائه نظموا الجنازة سريعا حضرها أقاربه و أصدقائه مضى أسبوعان منذ وفاتهما و أقاربه يفكرون فيمن سيأخذونهما زاد عدد ساعات عمله ليوفر لشقيقته المكتئبة احتياجاتها في صباح أحد الأيام في مدرسة ناليني التي كانت تجلس بحزن بينما قريناتها يلعبن من حولها رفعت رأسها لذلك الصوت الذي نادى اسمعا بشك لتنظر لصاحبه بشيء من الاستغراب ليقول صاحب الصوت: ناليني لم أرك منذ فترة طويلة هل أنت بخير؟
قالت ناليني بعد أن تنهدت: أجل بخير إيف
تعجبت إيف أسلوب حديثها الخالي من الحياة لتجلس بقربها نظرت إليها بشيء من التفحص عرف الحزن كيف يعشش على وجهها الجميل ربتت على رأسها بمرح لتقول لها: ما رأيك أن تأتي معي بعد المدرسة؟ سوف نقضي وقتا ممتعا
قالت ناليني: لكن سيقلق عليّ أخي
قالت إيف: لا تقلقي بشأنه سوف أخبره بالتأكيد
قال إيثان الذي حضر للتو: علينا الذهاب الآن آنسة كونيل
نهضت إيف لتبتسم لناليني بمرح شديد ذهبت للاجتماع الذي أتت من أجله لترميم أجزاء من المدرسة عند لوكاس الذي حمل حقيبته و غادر الصف سريعا التقى بأصدقائه ليتحدث معهم قليلا ثم يتوجه لمدرسة ناليني الابتدائية البعيدة قليلا عن منزلهما سأل معلمتها عنها لتقول له: لقد ذهبت برفقة إيف كونيل قالت بأنها ستعيديها للمنزل بعد جولة قصيرة
تعجب لوكاس ذلك ليغادر مبنى المدرسة ذاهبا لعمله و ذلك الاستفهام الكبير يجوب فوق رأسه بعد الساعة التاسعة و النصف مساء عاد للمنزل ليتعجب من ذلك التجمهر الكبير أمام مبنى منزله رأى تلك السيارة المألوفة لديه ليتخطى ذلك الجمهور صعد الدرجات بهدوء بعيدا عن ضوضاء الجمهور و الصحافة التي ظهرت من اللامكان دخل للمنزل ذهب لغرفة المعيشة ليرى إيف تشاهد التلفاز برفقة ناليني النائمة التفتت إليه لتضع سبابتها على شفتيها بهدوء اقترب منهما ليحمل ناليني و يضعها على سريرها غادر غرفتها بهدوء ليقول لها: شكرا لك على قضاء اليوم برفقتها
قالت إيف: لا شكر على واجب
قال لوكاس: هلا أخبرتني كيف عرفت مدرسة أختي؟
قالت إيف: فكرت بالذهاب للمدرسة و لو لمرة واحدة الصدفة جمعتنا هناك أخرجتها برفقتي لأنني لم أحب النظرة التي علت وجهها أبدا أحدث شيء ما؟
تلك الملامح الحزينة التي علت وجهه جعلت إيف تمحو تلك الابتسامة التي كانت تعلو وجهها منذ دقائق فتح شفتيه أخيرا لينطق قائلا: لقد توفي والديّ منذ أسبوعين
لم تظهر إيف أي تعابير على وجهها فذلك الحزن المنبعث منه أصمتها تماما تلك الموسيقى الخافتة أفسدت الأجواء الهادئة التي بدأت التأقلم في المكان أخرجت من جيبها ذلك الهاتف الأسود الذي لم يتوقف عن الاهتزاز حركت تلك العلامة الخضراء على الشاشة المضيئة لتضع الهاتف على أذنها لتقول: مرحبا
قال المتصل: آنستي يجدر بنا الرحيل فالوضع بدأ يخرج عن السيطرة
قالت إيف: حسنا سأنزل حالا
أغلقت الخط لتسمك بكلتا يديّ لوكاس لينظر إليها باستغراب ابتسمت له بلطف شديد ليبادلها الابتسامة لتقول له:أعرف مدى حزنك لفقدانكما لهما لكنهما لن يسعدا لرؤيتكما تعبسان هكذا لذا ابتسما قليلا
قال لوكاس: أجل سنفعل
قالت إيف: بالنسبة لناليني دعها لي أعرف أنك ستفعل المستحيل لأجلها أنا سأهتم بها
قال لوكاس: شكرا لك إيف
قالت إيف: لا شكر بين الأصدقاء
ابتسمت له بمرح شديد لتغادر المنزل في الأسفل بينما الصحافة في انتظار خروج إيف من ذلك المبنى ليهجموا عليها تعجبوا تحرك السيارة من مكانها داخل السيارة كانت إيف تنظر إليهم و هي تخرج لسانها باستهزاء لتقول: و هل اعتقدتم بأنني سأخاطر بخروجي إليكم؟ أغبياء
ضحكت بمرح شديد على تلك الوجوه المتعجبة وصلت للمنزل لتقول لتيو: ابتداء من الغد أريدك أن تحضر صندوق غداء لعزيزتنا ناليني
قال تيو: سأفعل ذلك بالتأكيد
قال تيم: لكن ما المناسبة؟
قالت إيف: توفي والديها في يوم واحد منذ أسبوعين فقط و هي حزينة للغاية
ابتسم كلا الشابين لها بمرح شديد صعدت الدرجات متجهة لغرفتها لتتوقف فجأة عن المسير و تحدق بالسماء من النافذة قال إيثان: ما الأمر آنستي؟
قالت إيف: هناك أمر نسيت القيام به و أريد مساعدتكم
التفتت لإيثان بتلك الابتسامة الخبيثة المستمتعة ظهر تيم و تيو خلف إيثان لينحنوا لها جميعا بذلك الأسلوب الأكثر من رسمي لتقول: ستبدأ الحفلة الآن لنذهب
غادروا جميعا المنزل لذلك الحي المهجور الذي زارته إيف من قبل تحديدا أمام بوابة ذلك المنزل الكبير المرعب فتحت تلك البوابة الحديدية الصدئة لتسمح لهم بالدخول كان المكان أكثر من مرعب تلك الهياكل العظمية للطيور ملئت الحديقة الأمامية و زينت الباب الكبير الخاص بالمنزل عبروه ليروا مجموعة من الأشخاص يقفون هناك انحنوا لها بهدوء شديد ليقول أحدهم: لقد كان سيدي في انتظار قدومك منذ فترة طويلة آنسة كونيل
رفع رأسه المغطى بقبعة كبيرة اتصلت بالرداء الأسود الذي يرتديه وقفوا بشكل صفين متوازين ليمروا من هناك صعدوا الدرجات بهدوء شديد حتى وصلوا للغرفة المطلوبة فتحت تلك البوابة لتبتسم إيف و تقول: لقد مرت فترة طويلة أيها الايرل دون روبينو أم يجدر بي مناداتك دون فقط؟
شعر أتباعها بالقلق لتلك الهالة الكبيرة و المخيفة بالرغم من أنها لا تضاهي قوة و رعب هالة إيف الواقفة أمامهم وقف الشابين أمامها و هو يترقبان ما سيحدث كما حال إيثان الذي وقف خلفها سمعوا ذلك الصوت الذي قال: آنسة كونيل سعيد برؤيتك بعد كل هذه المدة من الانتظار و الشوق
قالت إيف: عن أي شوق تتحدث أيها الايرل؟
قال دون: ماذا؟ هل نسيتي عن علاقتنا أثناء غيوبتك؟
انزعجت إيف لتلك النبرة الساخرة التي تحدث بها ليضحك باستمتاع على تلك الملامح التي غيرت جمالها الملائكي اللطيف لآخر شرير ليقول: حقا مجرد النظر إليك يصيبني بالغثيان و المرض لذا سأتخلص منك و حسب
أنهى جملته ليحيط بهم مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين يحملون أسلحة مختلفة الشكل شددوا الحاصر حول إيف ليقول إيثان: لا تسمحا لأحد بالاقتراب من الآنسة مهما حدث
قالا معا: حاضر
بدأ ذلك الهجوم الدموي الذي يريد الإطاحة برأس إيف التي كانت تستمتع برؤية ذلك القتال لينتهي بفوز لأتباعها الذي لم ينلهم أي خدش أو إرهاق قالت إيف: لقد كنت تستخف بهم فأروك ما لديهم لذا هل أنت جاد حقا في التخلص مني؟
قال تيم: أتريدين أن تقتلي حقا إيف؟
ضحكت إيف بمرح شديد لتقول: أعرف أنه لا يستطيع مس شعرة مني
قال تيو: و إن يكن لا تقومي بدعوته لقتلك بهذه الطريقة
لم تعلق إيف بأي شيء في انتظار رد من الايرل الذي شعر بالغيض لتلك الابتسامة الواثقة لتتغير الأجواء بتغير هالته ليظهر من بين الظلمة صدم الشبان من رؤية ذلك الايرل على هيئته الحقيقية بينما رسمت إيف ابتسامة على وجهها لتقول: مرحبا كلبي الظريف يبدو أنك شخت كثيرا
قال دون: اسخري كما شئت الآن لكن ستبكين حالما تشعرين بأنيابي تغرس فيك
هجم في اتجاهها بسرعة بالغة فذلك الذئب هو الأخير من نوعه كما أنه الأقوى بينهم حاول الشبان التصدي له لكن قوتهم المجتمعة لا تؤثر فيه شيئا ألقى بتيو على الجدار بعد جرحه في رسغه أما عن تيم الممد على الأرض قد جرح بمخالبه في وجهه نظر دون لإيثان المجروح الواقف أمام إيف بجسد يكاد يتهاوى أنفاسه تكاد تنفذ منه قال دون: إيثان لا أصدق بأنك لا زلت تتبع هذه الحشرة المزعجة
قال إيثان: لن أسمح لك بإيذاء الآنسة أبدا
رفع دون كفه الكبيرة بالنسبة لحجم إيثان ليهوي به عليه ليلقيه بعيدا فقد وعيه بعد تلقي تلك الضربة القوية وجه نظره لإيف المنزلة رأسها مخفية تعابير وجهها الغاضبة ليبتسم دون بمرح شديد و يقول: ماذا؟ هل بدأت البكاء حقا؟
رفعت رأسها بسرعة لتنظر إليه بتلك النظرات الحاقدة قواها رفعتها عن الأرض لتقول له: لن أسامحك أبدا لفعل هذا لهم أنا لن أرحمك أبدا دون روبينو
تلك الهالة التي انبعثت منها جعلته يندم على تهديدها مدت يدها للأمام لتقوم بقبض كفها بقوة لتظهر حلقة زرقاء داكنة لتطوق عنقه به لتقوم بخنقه بها تنافست دمائه على الخروج من عنقه الرياح التي دخلت الغرفة من النوافذ بتلك الأشواك الحادة جرحت جسده بالكامل أخرجت ذلك الرمح الذي كان يحمله ذلك الفارس المعدني لتغرسه في فمه و تخرجه من نهاية رأسه سقط جسده على الأرض غادرت برفقة أصدقائها عائدة للمنزل كان الطبيب يقوم بمعالجة جراحهم بينما هي تجلس في غرفتها تحاول تهدئة تلك القوى التي غادرت جسدها طرق باب غرفتها حاولت إيصال قواها لتغلق الباب لكنها قوية جدا و قد تقوم بتحطيم الطابق سمعت صوت إيثان من خلف الباب يقول: هل بإمكاني الدخول آنستي؟
قالت إيف: حاليا لا يمكنك الدخول
لم تسمع إجابته لتحدق بالباب شعرت بشيء غريب حدث خلفه لتنهض من سريرها بتثاقل فجسدها خادم لطاقتها الكبيرة و الجاذبية التي تسحبه للأسفل وصلت للباب لتلف مقبضه فتحت جزءا بسيطا منه لتصدم برؤية ثلاثتهم يجلسون على الأرض منحنين رؤوسهم للأسفل تقدم إيثان الشابين كانت يده اليسرى قد ضمدت كما حال ساقيه اللتين التوتا أما عن تيم فقد ضمد الجزء الأيسر من وجهه و تيو جبرت يده اليمنى شعرت بالألم يتسلل لجسدها لرؤيتهم في هذا الموقف غادرت الغرفة لتستند على طرف الباب و تقول: رجاء عودوا لغرفكم فأنتم تؤذون نفسكم أكثر هكذا
قال إيثان: لم نستطع حمايتك لذا أرجوك عاقبينا
قالت إيف: عن أي شيء تتحدثون الآن؟ اذهبوا لغرفكم و استريحوا الآن
قال تيم: لا أستطيع مسامحة نفسي لفقداني وعي و أنت في خطر
قال تيو: كسر يدي وحده لا يكفي لجعلي أعتذر عن عدم وقوفي بجانبك
نظروا لإيف التي نزل جسدها بهدوء على الأرض كما نزلت تلك الدموع على وجنتيها غطت وجهها بكفيها لتقول: أنا آسفة لقد كان هذا خطئي أنا لا يجدر بكم الاعتذار فقد أخذتكم لهناك و أنا على علم بأن شيئا سيئا قد يحدث لكم أرجوكم اعذروني
نهضوا ليقتربوا منها بعد الشعور بهالتها تقل تدريجيا رأت القلق يعلو وجوه جميعهم لتشعر بالذنب يتغلل روحها المتألم حملها تيم ليأخذها لسريرها تحلقوا حولها ليشعروها و لو بقليل من الطمأنينة أغلقت عينيها و هي لا تريد ذلك فذلك الشبح يطاردها كلما فعلت حدق ثلاثتهم بوجهها المجهد لينهض إيثان و يقول: علينا بذل قصارى جهدنا من الآن و صاعدا و إلا فأننا سنخسر سيدتنا
تحرك الهواء بحرية داخل ذلك الجو المضطرب محاولا تغير التيارات المكتئبة لكنه تنهد باستسلام و غادر الغرفة كما فعل الشابين في الصباح فتحت إيف عينيها على صوت طرق الباب لتقول للطارق: سأنزل بعد دقائق
دخلت الحمام لتستحم و ترتدي تنورة زرقاء تصل لمنتصف الساق مقلم يبدأ من البطن طبع عليه بعض الأزهار الأرجوانية الفاتحة و بلوزة بيضاء بأكمام طويلة سرحت شعرها و هي تنظر للمرآة رفعت شعرها على شكل حلقة دائرية لتزينها بمطاط به أزهار زرقاء و غرة غطت جبينها و حاجبيها نظرت لنفسها لتتنهد و ترتدي حذائها الأبيض لتغادر الغرفة توجهت لغرفة الطعام و هي تفكر في شيء ما دخلت لترى الجميع في انتظارها ابتسمت لهم بمرح شديد لتقول: صباح الخير جميعا
ابتسموا لها بلطف ليجلسوا في أماكنهم كما فعلت هي أنهوا وجباتهم في هدوء لتجلس إيف في حديقة المنزل لتنشق عبير أزهارها المفضلة عند لوكاس الذي كان يسير برفقة ناليني لمدرستها الجو بينهما هادئ للغاية نظر لوكاس لشقيقته التي تمسك بيده ليقول لها بمرح: بما أن غدا عطلة الأسبوع ما رأيك لو نخرج معا؟
قالت ناليني: سيكون هذا رائعا يا أخي
سعد لوكاس لرؤية تلك الابتسامة تطفو على وجهها المرح أوصلها للمدرسة ليكمل طريقه لمدرسته و هو يفكر بالمكان الذي سيأخذها إليه أوقفه عن التفكير صوت جوش الذي ناداه بمرح اقترب منه بسرعة ليقول بمرح: صباح الخير لوكاس
قال لوكاس: صباح الخير جوش
قالت إيما: صباح الخير لوكاس و جوش
قالا معا: صباح الخير إيما
قال جوش: لابد أن جيم قد سبقنا مع لوري و أنا واثق أن كين لا يزال يلعب لعبة ما منذ مساء الأمس
قال لوكاس: سأتصل به عله يكون نائما
التفتوا للصوت الذي صرخ باسم جوش كما فعل الجميع تعجب ثلاثتهم رؤية ذلك الشخص في هذا الوقت من النهار نظر جوش لساعته ليتأكد من الوقت وصل إليهم ليقول: صباح الخير
قال جوش: أواثق بأنك لم تتحول لفضائي أو شيء ما من ألعابك كين؟
نظر كين إليه بانزعاج ليقول: أعرف السبب وراء سخريتك
قال لوكاس: هذا اليوم يجب تسجيله في التاريخ
قال كين: ليس أنت أيضا لوكاس
ضحك لوكاس بمرح شديد كما فعلت إيما لتلك التعابير المنزعجة وصلوا للمدرسة جلسوا في مقاعدهم المخصصة ليقول جيم: هذا حقا غريب هل هذا كين الحقيقي أم شخصية خرجت من إحدى ألعابه؟
قال جوش: حقا شيئا ما قد حدث لك كين
قالت لوري: لم أتيت مبكرا هذا اليوم؟
قال كين: قررت التوقف عن اللعب لبعض الوقت و إعطاء مزيدا من الوقت للدراسة
نظروا جميعا إليه بشك وصل نخاعه حتما ليقول بارتباك: لم ينظر الجميع إليّ هكذا؟
قال لوكاس: لأنه عذر غير مقبول و لا نستطيع تصديقه
قال كين: و لم ذلك؟
قالت لوري: أليس ذلك واضحا؟ نحن نعرفك منذ عامين و لم تتوقف قط عن اللعب حتى أيام الإمتحانات
قال جيم: أنا واثق بأنك آلي قد اخترعه كين و وضع له ذاكرة مزيفة
قال كين: هذا يكفي جيم ثم أنها الحقيقة و لم قد أكذب عليكم؟
قال جوش: مهما حاولت لن نصدقك أبدا
قال كين: حسنا كما تشاؤون
نظرت لوري لكين و إيما اللذين تبادلا نظرات غريبة لتبتسم بمكر و تقول: أنا عرفت ماذا حدث له
نظر الفتية إليها بترقب شديد لتقول: إيما أنت طلبت ذلك منه أليس كذلك؟
قالت إيما باحراج و ارتباك و خجل ظهر على ملامحها و نبرة صوتها: ماذا تقولين فجأة؟
احمر وجهها على الفور لتضعه على الطاولة حتى لا ينظروا إليها أكثر قال جيم: و لم أنت واثقة من ذلك؟
قالت لوري: أعرف ذلك جيدا من وجهيهما يبدو أنهما اتفقا على شيء ما ستعطيه إيما شيئا لقدومه مبكرا أولست محقة؟
قالت إيما و هي لا تزال تضع وجهها على الطاولة: أرجوكم توقفوا عن الحديث في هذا الأمر
ضحكوا بمرح شديد عليهما غيروا الموضوع سريعا رن الجرس ليبدأ يومهم الدراسي في مدرسة ناليني حيث رن الجرس معلنا وقف الاستراحة كانت ناليني تجلس في الصف تنظر للطلاب حتى دخل أحدهم الصف ليحرك الأجواء قليلا اقترب ذلك الشخص منها ليضع صندوق الغداء على طاولتها و يقول بمرح شديد: مرحبا ناليني
نظرت لذلك الشخص لتقول له بمرح: أهلا إيف لم أنت هنا؟
قالت إيف: لا أريد تناول الغداء وحدي في المنزل لذلك أتيت لأتناوله معك لكن هلا غادرنا الصف؟
قالت ناليني: بالتأكيد
غادرتا الصف و الجميع يتحدث عنهما وصلتا لكافتيريا المدرسة لتجلسا هناك و تبدآ بتناول الطعام كانت ناليني تتحدث معها بمرح شديد كما فعلت إيف حتى نهاية الاستراحة لتقول لها إيف: لا تحزني سأتي لاصطحابك بعد المدرسة لنلهو مجددا
قالت ناليني: سأكون بانتظارك
ابتسمت إيف لها بمرح شديد لتغادر المدرسة و تصعد السيارة لتعيدها للمنزل ألقت بجسدها على السرير لتتنهد و تقول: لقد كان هذا ممتعا للغاية أفضل القيام بهذا على الذهاب للعمل
ابتسمت بمرح شديد للفكرة التي غادرت شفتيها فور تفكيرها بها بعد انتهاء الدوام المدرسي جالت إيف المدينة برفقة ناليني التي كانت تستمتع بوقتها برفقة إيف حتى المساء لتعيدها للمنزل أصبح هذا الروتين الجديد لحياتهم أصبح لوكاس يقضي وقتا أكثر برفقة أصدقائه مستمتعا بأجوائهم قبل الذهاب للعمل و يعود للمنزل في المساء ليرى شقيقته برفقة إيف تلعبان أو ناليني نائمة بالقرب من إيف كان الجميع يستمتع بوقته خلال العامين و النصف اللذين انتهيا كما لو أنهما شهرين فقط في ذلك اليوم الذي وصلت إيف فيه لقلعة وارس التي أصبحت منزل الجميع رحبوا بها بمرح شديد لتعرفهم بالشبان الذين قدموا معها في غرفة الضيوف التي اجتمعوا بها بأجواء السعادة لتقول لها جوليا: لقد اشتقنا إليك كثير إيف لم لا تتصلين بنا؟
قالت إيف: أنا آسفة حقا لكنني مشغولة كثيرا بالكاد أبقى في المنزل ليوم واحد
قال لويس: يبدو أنك تبذلين جهدا كبيرا في عملك
قالت إيف: بالتأكيد أفعل ذلك فأنا أريد منافسة السيد هايلون في ذلك
ابتسم لها والد سام بمرح شديد ليقول لها: نتطلع لذلك حقا
الأحاديث بدأت تدور في الغرفة مسببة ضوضاء كبيرة حتى الغروب اعتذرت عن عدم البقاء بسبب عمل قدمت لأجله عند بوابة المنزل التي فتحت ليدخل منها ويليام الذي كان يتحدث بمرح مع كايت تقدما نحو الباب الرئيسي للمنزل شعر بشيء غريب داخل المنزل فتح الباب لينظر لألبرت الواقف هناك برفقة الأشخاص الثلاث الذين يراهم للمرة الأولى باستغراب شديد لينحني له ألبرت و يقول: أهلا بعودتك سيدي و مرحبا بك سيد أورسلين
ابتسم كايت له ليقول: أهلا ألبرت
قال ويليام: ألدينا ضيوف هذا اليوم؟
قال ألبرت: أجل هؤلاء السادة و كانوا على وشك الرحيل الآن
نظر إليهم بتعجب انحنى له إيثان بهدوء ليكمل طريقه مغادرا المكان تلك النظرات الغير مطمئنة لم تختفي من عينيه و هو يحدق بهم يغادرون من المكان قال سام بتساءل و شك في هويتهم: و من يكونون؟
قال ألبرت: إنهم قادمون من طرف الآنسة كونيل فهي في المدينة لأجل عملها
نظر كايت إليه لتغير هالته بسبب انزعاجه الشديد من سماع هذا الاسم صعد لغرفته برفقة ويليام الذي لم يعرف كيف يهدأ فهو بالكاد استطاع نسيان أمر وجودها ألقى بحقيبته على السرير ليقول له كايت: حقا ويليام عليك نسيان أمرها و حسب فمهما فعلت فلن تغير من الأمر شيئا
قال ويليام: أدرك ذلك لكنني لا أستطيع التحكم بنفسي
جلس كايت على الكرسي المقابل للنافذة ليتنهد و يقول: على أي حال علينا إنهاء المشروع لا تنسى أنه قد فقدنا الكثير من الوقت بسبب الرحلة السخيفة
نهض ويليام ليخرج بعض الأدوات من خزانته المكتبية ليبدآ العمل على ذلك المشروع عند إيف التي كانت تجلس في السيارة تحدق بالقمر الذي ظهر قبل غروب الشمس كاملا بشرود ليقول تيو لها: هل لاختفاءك المفاجئ علاقة بذلك الشاب؟
قالت إيف: أجل فهو يكرهني كثيرا و قد يقتلني يوما ما
نظر إليها الشابين باستغراب مما قالته لم ترغب في الحديث أكثر في الأمر فهو يؤلمها أيضا لاحظ جميعهم تلك الملامح الحزينة التي علت وجهها الجميل و تغير هالتها عما كانت عليه ليقول إيثان: أترغبين بتأجيل المقابلة؟
قالت إيف: لا لكن دعنا نتوقف أمام محل أزهار هناك مكان يجب أن أزوره
تلك الملامح الحزينة ازدادت حزنا فعل إيثان ما طلبته منه اشترت باقتين كبيرتين من الأزهار سارت مسافة ليست بالطويلة لتصل لوجهتها وقفت أمام القبرين الذي لم تزرهما منذ وقت طويل جدا وضعت باقة عند كل قبر جلست بينهما منزلة رأسها و الحزن يكاد يأكل قلبها شعرت بدموعها تنزل بلا مقدمات أراد الشابان التقدم للتخفيف عنها لكن إيثان قام بمنعهما تحركت تلك الرياح الهادئة في المكان لتذهب بحزنها لكنها لم تستطع هز ذلك القلب المتألم حتى نهضت لتمسح دموعها بهدوء نظرت مجددا للقبرين لتحاول رسم الابتسامة على وجهها لكنه يأبى التظاهر أمامهما أعطت ظهرها لهما لتغادر المكان ليتبعوها توجهت للمقابلة التي أتت لأجلها بعد ساعات طويلة من العمل عادت للفندق الذي استأجرته لتلك الرحلة القصيرة وقفت أمام إيثان المانع لها من الخروج نظرت بعيونها الباردة نافخة وجنتيها بانزعاج شديد ليقول لها: لن أسمح لك بالمغادرة آنستي مهما فعلت
قالت إيف: و لم ذلك؟ أنت قاسي القلب حقا تترك طفلة مثلي محبوسة في مكان واحد
قال إيثان: لأنك طفلة لن أسمح لك بالخروج و التورط في أنواع المشاكل
قالت إيف: توقف عن هذا إيثان عليّ الخروج حقا ثم ماذا قد يحصل لي لو خرجت؟
قال إيثان: يكفي أن ذلك الشاب لا ينوي خيرا كما تعرفين هنا الكثير من العائلات التي تريد استغلال قواك و لا تعرفين ما الذي يخططون له نحن لسنا في منطقتنا لذا لا يجدر بك المخاطرة أبدا
تنهدت إيف بانزعاج شديد لتعطيه ظهرها مستسلمة للأمر الواقع تلك الملامح المنزعجة التي ظهرت على وجهها أضحكت الشابين كثيرا لتنظر إليهما بانزعاج أشد و تقول: صدقا سأنتقم منكما لكن لاحقا و ليس الآن لذا اضحكا كما شئتما
زادت ضحكاتهما المستمتعة برؤيتها منزعجة للغاية جلست على الكرسي القريب من النافذة لتطلق تنهيدة أربكت زجاج النافذة الذي انعكس عليه صورتها رن هاتفها لترفع الخط و تقول بمرح: مرحبا
قالت ناليني بصوتها المرح و السعيد بسماع صوتها بشكل طفولي: مساء الخير إيف أنا أشتاق إليك فأخي ممل
قال لوكاس: أصبحت مملا الآن....آه مرحبا إيف
قالت إيف: مرحبا لوكاس لقد مضى وقت طويل
قالت ناليني: لا تتحدثي معه أنا من أراد الاتصال بك
قالت إيف: حسنا عزيزتي ما الأمر؟
قالت ناليني: أشعر بالوحدة متى ستعودين؟
قالت إيف: سأعود بعد يومين لذا استمعي جيدا لأخيك سوف تقضيان وقتا ممتعا بالتأكيد أليس كذلك لوكاس؟
قال لوكاس: أجل سنفعل بالتأكيد نحن الآن نقضي وقتا ممتعا برفقة الأصدقاء
قالت إيف: حقا؟ أغبطكم بشدة
قالت ناليني: ألا تسمتعين بوقتك في منزل أقاربك؟
قالت إيف: الأمر ليس كذلك فقط أنني أشتاق إليكم
قال لوكاس: غادرتي فقط منذ يوم واحد
قالت إيف: أدرك ذلك
سمعت إيف بعض الضوضاء تلاها صوت لوري و جوش المرحين ليقول جوش: مرحبا إيف لم نرك منذ فترة طويلة و الآن أنت مسافرة هذا مؤسف حقا يفوتك الكثير
قالت إيف: أدرك ذلك لذا لا تزيد الأمور سوءا
قالت لوري: هل سنراك قريبا؟
قالت إيف: أتمنى ذلك لكن رحلتي العائلية ستدوم ليومين آخرين
قالت لوري: سوف أذهب لمناداة الآخرين لتتحدثي معهم
قالت إيف: حسنا سأنتظر
خفت الضوضاء من حوله ليقول لوكاس: اسمعي بعد يومين سنحضر مفاجأة لناليني بمناسبة عيد ميلادها لذا هل ستنضمين؟
قالت إيف: أود ذلك كثيرا لكنني لا أضمن عودتي
قال لوكاس: لا تقلقي فقط حضورك للمكان سيسعدها حقا
قالت إيف: حسنا أخبرني بذلك لاحقا
ابتسمت بمرح شديد عادت لوري برفقة الآخرين ليبدؤوا الحديث معا بمرح شديد حتى انتهت تلك المكالممة التي أخذت وقتا طويلا لتتأرجح بالكرسي باستمتاع و هي تهمهم بلحن تلك الأغنية القديمة التي لا يستطيع قلبها نسيانه قال تيو: أنت حقا تحبين هذه الأغنية إيف ألها قصة ما؟
نظر إيثان إليه تلك النظرة المنزعجة شعر تيو بالارتباك التفتوا جميعا إليها بدأت الأشياء في الغرفة بالارتفاع كما حال جسدها الذي طفى في الهواء حمل إيثان ملاءة السرير البيضاء ليلقيه عليها و يلفها به انقطعت الكهرباء عن المبنى بكامله ليعود فور استعادتها لوعيها لتنزل بهدوء من ذلك المكان لم تبعد الملاءة عنها جلست على السرير لتنزل برأسها بحزن شديد ليقول تيو: ربما لم يكن يجدر بي السؤال
قال تيم: حسنا توقف عن هذا تيو
اقترب إيثان منها ليعطيها كوب الماء لتحدق به لفترة طويلة وضعه بيدها ليقول: علينا ترك الآنسة ترتاح قليلا
أمسكت إيف بيده لتقول: لا ربما يجدر بي إخبارهما بالأمر فأنتم عائلتي الوحيدة
رفعت رأسها ليحدقوا بتلك الابتسامة الحزينة أغمضت عينيها لتقول: منذ فترة طويلة قبل أن أعرفكما بعشرين عقدا في الواقع أنا إيف كونيل الفرد الوحيد المتبقي من عائلة كونيل التي طردت من المدينة التي كانت تعيش فيها بسبب إشاعة أنها تقوم بإلقاء اللعنات على المدينة انتقلنا للمدينة التي نعيش فيها حاليا حسنا يعرف الجميع بأنني عالمة مجنونة قليلا كرست كل وقتي لدراسة اللعنات و تأثيرها و الكثير من الأشياء الأخرى فقدت عقلي تماما حينما أدركت بأن عائلتي لم تكن خيرة كما اعتقدت فعلا أدركت متأخرة جدا فقد قاموا بشن حرب على المدينة التي غادرنها حاولت التصدي لهم و إنقاذ أهل المدينة لكنني وحدي لا أكفي بالتأكيد فانسحبت بعض التعرض للكثير من الجراح هناك
نظرت للشابين المنصدمين من القصة التي تروى لهم لتبتسم بمرح شديد ليقول تيو: هذا يعني أنك أكبر مما تبدين عليه حقا
قالت إيف: أجل بسبب جنوني اكتشفت طريقة أعود بها من جديد على شكل طفلة بالتأكيد ليست ولادة لكنها كانت فعالة حقا
قال تيم: إذا منذ متى تعرفين إيثان؟ هذا حقا محير
نظرت لإيثان بمرح شديد ليقول إيثان: قبل عقد من تنفيذها لتلك الطريقة التي أخذت عقدين لعودتها من جديد
قالت إيف: أجل لقد كنت سعيدة جدا بلقائك إيثان
ابتسم لها بلطف يراه الشابين للمرة الأولى صدما لذلك كثيرا قال تيم: إذا ما علاقة الأغنية بكل هذا؟
تبسمت بحزن شديد و هي تنظر لكوب الماء الذي كان بين يديها لتقول: تلك المعركة جعلتني أتأذى كثيرا فقدت وعي قبل وصولي للمدينة عثر عليّ صبي صغير و بقيت في منزل عائلته حتى شفيت تماما تلك الأغنية كانت من تأليف ذلك الشخص
عرف الشابين من تلك الملامح اللطيفة و اللينة التي علت وجهها مكانة ذلك الشخص في قلبها احمرت وجنتيها فجأة لتغطي وجهها بالملاءة لتقول: على كل آسفة لما حدث منذ قليل و لأنني أخفيت الكثير عنكم بالرغم من أنني لم أبح بكل شيء
شربت الماء بهدوء عل ذلك يقلل سرعة قلبها الذي بدأ يضخ الدم بقوة في أنحاء جسدها اقترب تيم منها ليسحب وجنتيها بمرح شديد و يقول: هيا أخبرينا بكل شيء ألسنا عائلتك الوحيدة؟
اشترك تيو في إزعاجها كانوا يضحكون بمرح شديد بينما إيثان يبتسم بمرح مراقبا الوضع كانت إيف مستمتعة جدا بهذه الأوقات التي تقضيها عند لوكاس الذي كان يودع أصدقائه بمرح شديد قال جوش: بشأن المفاجأة سنبذل قصارى جهدنا
قال لوكاس: شكرا لكم
قالت إيما: أشعر بالتوتر حقا فحتى الآن لم أشتري لها هدية
قالت لوري: بالمناسبة حتى الآن نحن لا نعرف متى هو عيد مولد إيف
فكر الجميع بهدوء ليقول جيم: حسنا لنسألها في المرة القادمة نراك لاحقا
قال لوكاس: إلى اللقاء
غادروا المنزل توجهه لغرفة المعيشة التي كانوا يجلسون فيها استلقى قليلا على الأريكة ليقول: هذا اليوم كان مرهقا حقا لكنه ممتع أيضا
ابتسم بسعادة بالغة ليذهب لغرفته لينام في الصباح الباكر استيقظت إيف لتغادر غرفتها تجولت في المدينة قليلا كانت تستمتع بالهواء الذي يداعب شعرها الطويل وصلت لتلك المنطقة التي كانت تحتضنها أيام طفولتها لكنها الآن ليست أكثر من منطقة مليئة بالأشجار الطويلة الخضراء التي بدأت تتراقص مع الرياح باستمتاع شديد التفتت لحضور شخص ما خلفها تلك النظرات التي تحدق بها باشمئزاز و غضب شديدين تراجعت للخلف بخطوات هادئة و ثابتة ليوقفها عن الحراك صوت ذلك الشخص القائل: لا تهربي فذلك لن يحل الأمر
عض على شفتيه بانزعاج شديد رؤيتها فقط تجعل الدماء تغلي في عروقه أنزلت بعينيها للأرض لتفكر في طريقة تغادر بها المكان بلا شعور منها تراجعت خطوتين للخلف لترفع رأسها فقد شعرت باقترابه السريع منها ليطوقها بغضب شديد عند تلك الشجرة ليقول لها: لقد طلبت منك ألا تهربي لذا افعلي ذلك و حسب
عينيه الواسعتين الغاضبتين تحدقان بعينيها التي تحاول الهرب من مفترسها أبعدت وجهها عنه ليشعر بالانزعاج أكثر يديه كادتا تحطما الشجرة التي تسند ظهرها عليها لتقول له: إن كنت تكرهني هكذا ويليام فلم تبحث عني؟ أم أنك تريد قتلي فعلا؟
قال ويليام: لا تذكري اسمي أبدا أشعر بالإهانة فقط لذلك
قالت إيف: ماذا تريد مني؟ أخبرني و حسب
قال ويليام: و إن أخبرتك هل ستنفذين ذلك؟ أنا لا أثق بك أبدا
نظرت إيف إلي عينيه بانزعاج طغى الحزن عليه لتقول لويليام الذي لا يزال يحدق بها: أي شيء تريده فقط أخبرني فأنا بدأت أتعب من لعب المطاردة معك إن كنت تريد اختفائي فسأفعل ذلك فقط أخبرني بما تريده
حل الصمت المكان فقط الأشجار المراقبة للموقف بدأت تصدر حفيف أوراقها علها تخفف حدة هذا الموقف هبت رياح قوية فجأة لتعطي إيف ذلك الشعور بالخطر أخذت إحدى الأوراق المتساقطة لتلقي عليها تعويذة ما أمسكت بذراع ويليام الذي انزعج و تعجب لتصرفها المفاجئ اختفيا من موقعهما هذا لمكان آخر فوق أغصان الأشجار ليقول لها بانزعاج: ماذا هناك الآن؟
قالت إيف: اهدأ الآن فنحن لسنا وحدنا هنا
نظر لعينيها اللتين بدأتا بالتحرك بسرعة كما لو أنها تقوم بتمشيط الغابة شعر هو الآخر بتلك الأقدام التي تركض سريعا في الغابة ليقول: ماذا فعلت الآن؟ أيطاردونك لكرههم لك أيضا؟
التفتت إيف له بهدوء لترسم تلك الابتسامة اللطيفة على وجهه أعادت بخصلات شعره خلف أذنه لتقول له: أعدك بأنني لن أظهر أمامك مجددا ويليام لذا ابتسم قليلا فهذا البرود لا يناسبك أبدا
نهضت لتقوم بتقبيل جبينه بلطف شديد شعر ويليام بحنان تلك القبلة و حزنها كما حال تلك العيون التي تحدق به ابتعدت عنه بهدوء لتقوم بدفعه من ذلك الارتفاع أغمض عينيه بسبب الرياح القوية التي تأتيه من الجهة المقابلة بينما غيرت إيف مكانها من تلك الشجرة وقفت أمام سفح الجبل المنحدر لترسم ابتسامة خبيثة على شفتيها الصغيرتين لتقول: حسنا ألا يكفينا لهوا ماذا تريدون مني؟
ظهر أولئك الأشخاص الذين كانوا يلاحقونها من بين تلك الأشجار نظرت إيف في ملامحهم علها تعرفهم أربع شباب و فتاتين تقدم أحد الفتية ليقول: حسنا آنسة كونيل دعينا ننهي الأمر و حسب أنا واثق بأنك سئمت حياتك الطويلة
قالت إيف: و من أخبرك بذلك أيها المتحذلق؟ على أي حال لست متفرغة لكم
قالت إحدى الفتاتين: لم تتثرثر معها فقط دعنا ننهي هذا الأمر فهي مزعجة للغاية
نظرت إيف إليها لتشعر بالارتباك تغير مجرى الهواء و حركة تساقط الأوراق عدمت الجاذبية في المكان للحظة ليطفوا أولئك الأشخاص في الهواء بارتباك شديد قال الشاب الثاني: تبا يبدو أنها تحاول اللعب معنا
قالت إيف: أجل أوليست هذه اللعبة التي أتيتم لأجلها؟ لذا فلنستمتع بوقتنا معا
قلبت سبابتها في الهواء ليتحركوا مثلها كانت تضحك بمرح شديد و هي تنظر إليهم نظرت للشاب الذي استطاع التجاوب مع انعدام الجاذبية ليقترب منها بسرعة مصوبا إليها ذلك السيف لترفع سبابتها اليسرى لتصنع دوامة هوائية صغيرة لتدفعه بعيدا عنها استطاع تجنبها ليحاول الهجوم عليها من جهة مغايرة تغيرت الحالة المادية لسيفه ليتركه يهوى مع الريح أخرج سكينة صغيرة ليرميها بها استطاعت تجنبها لكن في وقت متأخر أصابت وجنتها بذلك الخدش الصغير الذي أزعجها كثيرا لتقول: حسنا كما تشاء سوف أقضي عليك مرة واحدة
قبضت يديها بقوة لتعود الجاذبية لكنهم لم يحطوا على الأرض فقد قامت بحبس الهواء عنهم لتدخل الماء لجوفهم لتقول باستمتاع بالغ: أحب هذه التعابير الجميلة على وجوهكم
ابتسمت بمرح شديد لتتذكر شخص ما أنزلت رأسها بحزن لتهدأ الأوضاع سقط المطاردون أرضا لتضع أقدامها بهدوء على الأرض استغل ذلك الشاب شرودها ليهجم عليها لكنه صدم عندما رأى تلك الدموع البلورية تغادر عينيها غادرت تلك التعابير الباردة من على وجهه قال أحد الشبان: ماذا تنتظر؟ اقضي عليها و حسب
لم يستطع فعل ذلك و هو يرى ملاكا صغيرا يبكي بتلك الطريقة أمامه توقفت عن البكاء لتنهض بهدوء تأهب الجميع للهجوم على أي حركة غريبة أمسكت بمجموعة أوراق ساقطة لتهمس لها ببضع كلمات نظرت إليهم من خلف شعرها الذي شكل ستارة أخفت ملامحها لتلقيها عليهم عند ويليام الذي كان لا يزال يفكر بشأن تلك التعابير التي علت وجهها في اللحظات الأخيرة كان يسير في الممر بهدوء ليقول في نفسه: لم هي تفكر بي من الأساس؟ ماذا كانت تقصد بكلماتها المزعجة تلك؟ تبا لها
ذلك الجو المضطرب القريب من الباب جعله يتجه إليه فورا ليرى الشابين الذين كانا هنا بالأمس يتحدثان مع ألبرت و القلق بادي على وجهيهما اقترب منهم أكثر ليسمع الشاب الأول يقول: لا أصدق بأننا سمحنا لها بالمغادرة هكذا
قال ألبرت: الآنسة لديها الكثير من الأعداء في هذه المدينة كيف تركتموها تغادر هكذا؟
قال الشاب الثاني: نعلم ذلك لذا لا تزيد الأمور سوءا
قال ألبرت: أين هو إيثان؟
قال الشاب الثاني: إنه يبحث عنها منذ ساعتين بلا فائدة لذا هل يمكنك مساعدتنا؟
اقترب ويليام منهما ليقول: ألم تعد تلك الطفرة إليكم منذ الصباح؟
نظر الشاب الثاني إليه بانزعاج شديد دون الإجابة عليه قام الأول بتهدئته ليقول: هذا ليس وقته الآن تيو
قال تيو: لم يجب علينا التعامل مع هذا الشخص من بين الجميع؟
قال ويليام: الأمر ليس كما لو أنني أريد الحديث معكما أيضا
قال تيم: أتعرف أي شيء عن إيف؟
قال ويليام: لقد التقيت بها في مكان ما في طرف المدينة
تعجبا ذلك كثيرا ظهر إيثان من العدم ليقول: هلا أخبرتني أكثر عن الأمر؟
قال ويليام: قابلتها هذا الصباح في ذلك المكان كانوا هناك مجموعة من الأشخاص يطاردونها
زاد ذلك القلق و الرعب في قلوبهم خاصة إيثان الذي بدأ يشعر بالذنب أتى لويس لينتبه لهذه الفوضى العارمة في الأجواء ليقول: ماذا هناك جميعا؟
قال ألبرت: الآنسة كونيل مختفية منذ فترة و لا يستطيعون العثور عليها
قال لويس: ربما هي تلهو في مكان ما لا تقلقوا عليها
قال إيثان: لقد قال السيد ويليام بأن مجموعة من الأشخاص كانوا يطاردونها
قال لويس: ماذا؟ و من قد يفعل شيئا كهذا؟
لم يجبه أي شخص انزعج تيو من وقوفه دون فعله لشيء ما ليغادر المنزل لحق به تيم ليقول له: إلى أين أنت ذاهب؟
قال تيو: لا أعرف لكنني سأبحث عنها في كل مكان
قال تيم: برأيك ماذا كنا نفعل منذ الصباح؟
لم يجب تيو عليه ليمسك بيده و يوقفه نظر إليه تيو بانزعاج شديد ليقول له: دعني أذهب فالآن ليس وقتك أبدا
قال تيم: عليك التوقف عن هذا سنبحث عنها سويا و إلا فسوف تلقي علينا محاضرة لا تنتهي
قال تيو: علينا العثور عليها أولا ثم نقلق بشأن محاضرتها
تنهد تيم باستسلام ليسير برفقته بحثا في الأرجاء القريبة من القلعة و الفندق ذهبا للمكان الذي قام ويليام بوصفه ليبحثا عنها في ذلك المكان الواسع بدأت نجوم المساء بالظهور كما حال القمر استندا لإحدى تلك الأشجار الطويلة ليلتقطا أنفاسهما حدقا بالسماء غارقين في أفكارهما عند لوكاس الذي كان يشتري بعض أشياء الحفل برفقة جيم بينما بقي الآخرين في المنزل مع ناليني في طريق عودتهما قال جيم: لا أصدق بأنني سأعود للجامعة غدا هذا متعب حقا
قال لوكاس: لا أعتقد بأن لديك محاضرات في الصباح غدا أليس كذلك؟
قال جيم: هذا صحيح لكنني متعب للغاية للذهاب حتى الآن لم أنهي التقرير
قال لوكاس: سأساعدك لو شئت
قال جيم: أشكرك لا أريد إضافة أي شيء لروتينك المشغول
ابتسم لوكاس بمرح ليكملا سيرهما وصلا للمنزل ليدخلا بهدوء حتى لا تلاحظ ناليني وضعا الأشياء بغرفة لوكاس ثم دخلوا إليهم ببعض المشتريات للتمويه قالت ناليني: لم تأخرت هكذا أخي؟ المكان لا يبعد كثيرا من هنا أذهبت لتفعل شيئا ما؟
قال لوكاس: و ماذا قد أفعل في مثل هذا الوقت؟
قال جيم: ذهبنا و عدنا لم كل هذا الاشتباه ناليني؟
قالت لوري: قالت بأنها تشعر بالملل بدونك
قال لوكاس: ماذا؟ لقد قلت بأنني أصبحت مملا
أبعدت ناظريها عنها شعرت بالاحراج فجأة ابتسم لها بمرح شديد ليجلس بالقرب منها و يخرج قطعة شوكولا ليقول لها: هذه لك ناليني واثق بأنك ستحبينها كثيرا
فتحت فمها بهدوء ليضعها داخلها ظهرت تعابير الاستمتاع على وجهها ليضحك الجميع بمرح شديد بعد وقت قصير من المرح قال كين: يجب عليّ الذهاب الآن
قالت إيما: ماذا هناك؟
قال كين: وعدت والدتي بالعودة لمساعدتها في إعداد عشاء اليوم
قالت لوري: و هل تعرف كيف تحضر إفطارك حتى؟
قال كين بمرح: بالتأكيد أفعل و اسألي إيما
شعرت إيما بالاحراج لسؤاله ابتسم لها بلطف شديد ليهمس لها ببضع كلمات ثم يغادر قال جوش: حقا إنه يهتم لأمرك كثيرا إيما
قالت لوري و هي تكزها بلطف: بالفعل محظوظة للغاية لأن لديك حبيب مثله
قالت إيما و هي تخفي وجهها المحمر من الخجل الشديد: حسنا هذا يكفي رجاء
قالت ناليني و هي تلعق أصابعها باستمتاع: ما معنى حبيب؟
نظرت لوري إليها بمرح شديد لتجلس بالقرب منها و تقول بلطف: معناها شخص يحبك كثيرا و أنت أيضا
فكرت ناليني في الأمر قليلا لتقول بمرح: إذا لوكاس هو حبيبي أليس كذلك أخي؟
نظر الجميع إليها بمرح شديد ليقول جيم: و لم اخترت لوكاس؟ ماذا عني أنا؟
قالت ناليني: لأنني أحب أخي كثيرا و هو يحبني أيضا
قال جيم مدعيا الحزن: إذا أنت لا تحبينني؟
نظرت ناليني إليه لبعض الوقت ثم قالت: أحبك لكن أحب أخي أكثر
قال لوكاس: حسنا هذا يكفي عليك الاستعداد للنوم
قالت إيما: عليك الاستيقاظ باكرا للذهاب للمدرسة
نزلت ناليني من الأريكة لتتوجه لغرفتها نهض أصدقاء لوكاس ليودعوه و يعودوا لمنازلهم رتب لوكاس المكان ليتوجه لغرفته بدأ في قراءة تلك الكتب الخاصة بدراسته الجامعية عند إيثان الذي عاد للفندق برفقة الشابين بعد الإرهاق الشديد الذي أصابهم من شدة البحث عن إيف تفاجأ تيم عند رؤيتها تجلس أمام النافذة اقترب منها بمرح شديد ليقول لها: لقد كنا نبحث عنك و أنت هنا
لم تجبه بأي شيء أو تحدثه كانت غائصة في عالمها الداكن عرف إيثان ذلك فور رؤيته لعينيها اللتين فقدتا بريقهما شعر بالألم يعتصر قلبه تذكر كلمات أتربها الزمن من قدمها "لا تتركها وحيدة أبدا فهي لن تستطيع تحمل الوحدة" وجهت نظرها إليهم واحدا تلو الآخر دون الحديث تلك العينين جعلت شيئا ما يهتز داخل قلوبهم أغلق إيثان عينيه ليضع كلتا يديه على عيني الشابين الواقفين بالقرب منه أنزلت رأسها بحزن شديد لتقول: آسفة يبدو أنني متعبة قليلا
قال تيم: سوف أحضر لك كوب شايك المفضل
غادر المكان برفقة تيو الذي كان يفكر في سر ذلك الحزن الذي تملكها ليقول تيم: حقا هناك شيء غريب بهما
قال تيو: كما لو أنني لم أخبرك بذلك من قبل
قال تيم: حسنا توقف عن التباهي
قال تيو: أود سؤالها عن المكان الذي كانت فيه و ماذا كانت تفعل لكنها لا تبدو بخير أبدا
قال تيم: ربما نؤجل ذلك لوقت لاحق
تنهد كلاهما بقلق على سيدتهما التي ترفض الحديث إليهما بما يزعجها عند إيثان الذي وقف هناك يحدق بذلك الوجه المكتئب شعر بنظراتها تلاحق تعابير وجهه المجهد و المتعب و القلق الذي طغى عليه لتقول له: إيثان لم لا تأخذ استراحة؟ أعرف أنكم كنتم تبحثون عني في كل مكان لابد أنك متعب
قال إيثان: أنا بخير طالما بإمكاني مراقبتك آنستي لذا أرجوك لا تهتمي لأجلي
قالت إيف بنبرة أحزنت الجدران التي استمعت إليها: أنا حقا لا أفهم لم كل هذا الولاء لشخص مثلي؟
جثى إيثان على إحدى ركبتيه منزلا برأسه ليقول: هذا لأنك سبب بقائي على قيد الحياة حتى الآن لو لم تقومي بإنقاذي ذلك الوقت لكنت حتما ميت الآن
أحاطته بذراعيها ليشعر بتلك القطرات الباردة تتساقط على عنقه هذه المرة الأولى التي تسمح له برؤية تلك الدموع التي غادرت قلبها الحزين قام بمعانقتها لعله يساعد في توسيع صدرها الضيق خلف باب الغرفة المغلق وقف الشابان يشعران بالحزن الذي ملأ الغرفة يتسلل لقلبيهما ليقول تيو: ربما يجدر بنا العودة لاحقا
قال تيم: ماذا تقصد بذلك؟
قال تيو: أتستطيع الدخول و رؤيتها و هي تبكي بهذه الطريقة؟
التفكير في الأمر جعله يتراجع عن قراره التفتا ليغادرا المكان سمعا صوت الباب يفتح نظرا لإيثان الذي غادر الغرفة محاولين قراءة التعابير الجامدة على وجهه ليقول لهما: ماذا تفعلان هناك؟ الآنسة في انتظاركما
قال تيو: أحقا لا بأس بدخولنا؟
لم يجبه بأي شيء ليدخلا الغرفة بحذر شديد لم تغادر إيف مكانها كما لم تغادر تلك الدموع وجنتيها بعد وضعا الكوب و الطبق على الطاولة لتنظر إليهما و تقول: شكرا لكما
لم يردا بأي شيء حملت الكوب بهدوء لتشرب القليل منه تناولت القليل من الوجبة التي حضرها تيو لتبتسم من بين دموعها المستمتعة بالتزلج على وجنتيها رفعت بصرها لتنظر إليهما و تقول بمرح محاولة إخفاء الحزن الذي ملأ الغرفة: أنتما الأفضل حقا أشعر بالسعادة كلما تناولت شيئا من صنعكما شكرا لكما
تلك الابتسامة التي ظهرت على وجههما بسبب المديح اللطيف الذي غادر شفتيها المرتعشتين قال تيو: علمنا أنك قابلت ذلك الشخص المدعو ويليام أحدث شيء ما؟
قالت إيف بمرح: لا فقط تحدثنا قليلا قبل مهاجمة أولئك المجانين
قال إيثان: سمعت الأمر ذاته من السيد ويليام هلا أخبرتني بالتفاصيل؟
قالت إيف: لا تقلق لم يحدث الكثير هربت منهم بعد اللعب قليلا
قال تيم: يبدو أنك تودين الموت بسرعة إيف ألم يكن يجدر بك إخبارنا بذلك؟
قالت إيف: لم أرد إزعاجكم فأنتم دائما تقلقون بشأني و أردت إعطائكم إجازة مني
تلك الابتسامة اللطيفة التي ظهرت على شفتيها أوقفتهم من طرح المزيد من الأسئلة قرروا الذهاب للنوم بعد حديث مرح قصير جرى بينهم انتهت الرحلة التي أتت إيف لأجلها لتعود لمدينتها حضرت هدية لطيفة لناليني في يوم الحفل قبل الموعد بساعات قليلة كانت إيف تقف محتارة أمام المرآة مغمضة عينها اليمنى تنهدت لتقول بهدوء: لا أذكر بأن لديّ ضعف في النظر ربما بدأت أهلوس
ضحكت على جملتها الأخيرة لتفتح عينها الأخرى و تحدق بالمرآة كانت ترتدي ثوبا أزرقا بلا أكمام لمنتصف الساق به نقط بيضاء و جاكيت أبيض بأكمام طويلة يصل لأسفل الصدر و حذاء أبيض بشرائط زرقاء منقطة غادرت الغرفة لتسير بخطوات ثابتة هادئة انتبه تيم على ذلك ليقول لها: ماذا هناك إيف؟
قالت إيف: لا أعرف ما خطبي لكن عيني اليسرى لا أستطيع الرؤية بها جيدا
قال تيم: أيجدر بنا الذهاب للطبيب قبل الذهاب للحفلة؟
قالت إيف: ماذا؟ بالتأكيد لا سوف نذهب للحفل أولا
قال تيم: لكن الوقت لم يحن بعد لأجل الحفلة
قالت إيف: لا تفسد عليّ يومي تيم لا تخبر إيثان بالأمر و إلا سأنتهي في المشفى حقا
أكملت سيرها لترى إيثان يقف في نهاية الدرج لتبتسم له بمرح شديد نزلت الدرجات بهدوء لتصعد السيارة كانت تحدق بالنافذة بهدوء حتى شعرت بتغير مسارهم ليقول إيثان: سوف نذهب للمشفى أولا
قالت إيف بارتباك: و ماذا قد نفعل في المشفى؟ أتود إجراء فحص ما إيثان؟
قال إيثان: سمعت حديثك الغير مسؤول مع تيم
تنهدت بهدوء لتقول: حقا أنا بخير لا داعي لكل هذا
قال إيثان: الوقاية خير من العلاج آنسة كونيل
تنهدت باستسلام ابتسم تيم لها لتشعر بالانزعاج بينما كان تيو يراقب تصرفاتها المنزعجة وصلوا للمشفى لتجري فحصا لعينيها ليقول الطبيب: هذه المرة الأولى التي أشهد فيها شيئا كهذا
قال إيثان: هل الآنسة بخير؟
قال الطبيب: أجل....ربما....لا أعرف حقا فما يحدث مع عينيها أمر غريب حقا
قالت إيف: هذا يعني بأنني بخير سوف أغادر الآن
نظر إيثان إليها لتعود لمقعدها الذي نهضت منه بهدوء دون مجادلته بأي كلمة ليقول الطبيب: ألديك قوى مميزة في عينيك يا آنسة؟ أيا كانت نوعها
قالت إيف: للأسف أجل
قال الطبيب: هذا يفسر القليل من الأمر يبدو أنك استخدمتها كثيرا مؤخرا فهي تسبب ضعف لبصرك كي لا تفقد قوتها
قال إيثان: شكرا لك سيدي
غادرا غرفة الطبيب ليذهبا لحيث الحفل بصمت شديد هناك كان الجميع يجهز للحفل فناليني لا تزال في المدرسة و نهاية الدوام بعد ساعة و نصف تأكدت الفتاتان من كل شيء بخير قالت لوري: تبقى كعك الحفل هل تأكدتم من موعد استلامه؟
قال لوكاس: لقد قالت إيف بأنها ستحضر الكعك معها لذا لا تقلقوا
قال كين: حقا؟ أتطلع لرؤيتها
قال جوش: الكعكة ليست لك لذا لا تفرح بها كثيرا
قال كين: لا تفسد عليّ أحلامي جوش
ضحكوا عليه بمرح شديد قرع الجرس لتذهب إيما لفتح الباب ابتسمت بمرح للشخص الذي ظهر ليقول لها بمرح: لقد مر وقت طويل إيما كيف حالك؟
قالت إيما: أنا بخير إيف تفضلي بالدخول
قالت إيف: يبدو أن الجميع قد حضر مسبقا
قالت إيما: جميعنا متحمسون لمفاجأتها
ابتسمت إيف بمرح شديد دخلت بهدوء لغرفة المعيشة التي زينت بأنواع الزينة الوردية اللطيفة كانت جميلة للغاية قالت إيف: واثقة من أنها ستحب هذا كثيرا
قال جيم: و ها قد حصلنا على شهادة من طفلة مثلها لذا لا تقلقوا
نفخت وجنتيها بانزعاج طفولي ليضحكوا عليها تحدثوا قليلا ليقول كين: صحيح أين هي الكعكة؟
قالت إيف بمرح: يقوم تيم بصنع واحدة قال بأنها هديته لها و أنا واثقة بأنها ستكون رائعة للغاية
قال جوش: لكن لم يتبقى الكثير من الوقت على عودتها
قالت إيف: سيكون جاهزا في الموعد لذا لا تقلقوا
قالت إيما: متحمسة لرؤية وجهها
ابتسموا جميعا بمرح شديد لها لتغادر إيف برفقة لوكاس لإحضار ناليني من المدرسة قال لوكاس: أتمنى بأننا لم نقم بإزعاجك
قالت إيف: لا تتصرف معي كما لو أنني شخص غريب فأنا من ضمن العائلة أولست كذلك؟
نظرت إليه بعيون تدعي الحزن ليضحك بمرح شديد ليقول لها: بالتأكيد أنت من العائلة إيف حقا أنا سعيد للتعرف عليك
ابتسمت له بمرح شديد وصلا للمدرسة لتبحث إيف عن ناليني بمرح شديد وصلا إليها لترى إيف الحزن الذي بدا على وجهها اقتربت منها لتجلس القرفصاء قربها و تقول: مرحبا ناليني ما الأمر؟
نظرت ناليني إليها بحزن لتتنهد و تنهض سارت أمامها دون الإجابة عليها وصلتا السيارة ليقول لوكاس: كيف كان يومك أختي؟
قالت ناليني: بخير
نظر لإيف بتعجب لترفع كتفيها لعدم معرفتها أي شيء نظر لوكاس إليها ليقول: ماذا هناك ناليني؟
قالت ناليني بشيء من الانزعاج: كيف تسألني لم أنا حزينة؟ كما لو أنك لم تنسى شيئا ما
قال لوكاس: ماذا تقصدين؟
نفخت ناليني وجنتيها بانزعاج شديد تبادلت إيف ابتسامة مشاكسة مع لوكاس وصلوا للمنزل ذهبت إيف برفقة ناليني لغرفتها بينما ساعد لوكاس في اللمسات الأخيرة في غرفة ناليني الغاضبة لتقول لها إيف: لم أنت منزعجة ناليني؟ أقمت بشيء يزعجك؟
قالت ناليني: أنت لا أخي بلى لقد نسي عيد ميلادي
قالت إيف: ماذا؟ لم يخبرني بأنه اليوم لا تحزني عزيزتي دعينا نفعل شيئا ممتعا لنذهب لغرفة المعيشة
ذهبت ناليني برفقة إيف لغرفة المعيشة التي ينتظر فيها الجميع فتحت إيف الباب لتدخل ناليني و تنتبه لزينة المكان و وقوف أصدقاء لوكاس في الغرفة كانت منبهرة للغاية بكل هذا السعادة ملئت قلبها كما ملئت الغرفة حينما قال الجميع بمرح شديد: عيد ميلاد سعيد ناليني
اقتربوا منها ليقدموا لها هداياهم دخلت كعكة تيو ذات الطابقين بالشوكولا مزينة بأزهار على الأطراف بالشوكولا البيضاء كانت جميلة للغاية ليقول كين: و ها هي الكعكة المذهلة
قالت ناليني و هي تنظر لتيو: أقمت بتحضيرها لي؟
قال تيو بمرح : أجل كل عام و أنت بخير آنسة فايرين
شعرت بالسعادة ابتسمت لهم بمرح شديد ليجلسوا معا قضوا الليل كله يحتفلون استمتعوا بوقتهم كثيرا حتى بدأ الأصدقاء بالمغادرة بقي جيم و إيف حتى وقت متأخر ينظفون المنزل و يرتبونه ذهبت ناليني للنوم و الابتسامة لا تفارق وجهها السعيد أثناء تنظيفهم غرفة المعيشة قال جيم: إيف ألن يقلق عليك والديك؟
قالت إيف: لا والديّ لي
هدأت الأجواء فجأة لتستغرب إيف ذلك انتبهت لنظراتهما الحزينة لأجلها ابتسمت لهم بمرح شديد لتقول لهما: الأمر ليس كما لو أنني لم أحظى بوالدين قط
قال لوكاس: إذا هما توفيا؟
قالت إيف: لقد قتلا في الواقع بسبب ظلمهما للناس
قال جيم: يبدو أنك سعيدة لذلك
قالت إيف: أجل فأنا أكرههما لأنهما لم يهتما لوجودي بالرغم من أنني لم أكن الابنة الوحيدة
قال جيم: إذا أتعيشين مع إخوتك؟
قالت إيف: لقد قتلوا مع باقي أفراد عائلتي أنا الفرد الوحيد المتبقي من عائلة كونيل
صدما لذلك كثيرا خاصة للتعابير الجادة التي وضعت على وجهها انتبهت لذلك لتبتسم بمرح و تقول: حسنا علينا الانتهاء سريعا سيكون عليكما الذهاب للجامعة غدا أليس كذلك؟
أسرعت بتنظيف المكان ساعدت تيو في المطبخ ليقول جيم: هذه الفتاة غريبة أطوار هناك شيء غريب بشأنها
قال لوكاس: لا أعتقد ذلك ربما هي فقط تشعر بالوحدة لذا تتصرف هكذا
قال جيم: لا أشعر بالارتياح بقربها ربما لا يجدر بنا الانخراط بها كثيرا أحذرك لوكاس
قال لوكاس: ماذا تقصد بكلامك هذا؟ توقف عن هذا الحديث قد تحزن إن سمعتك
تنهد جيم و أكمل ما كان يفعله عند إيف التي كانت تهم بالدخول للغرفة توقفت في مكانها بحزن قفز عليها فور سماعها لكلمات جيم أنزلت رأسها بحزن لتلتفت مغيرة مسارها رأها تيو ليقول لها: ماذا هناك إيف؟
قالت إيف بمرح: لا شيء سنعود للمنزل الآن
قال تيو: لكن يجب علينا إخبارهم بذلك أولا
قالت إيف: افعل ذلك لو شئت
اختفت من مكانها ليتنهد تيو طرق الباب ليدخل الغرفة و ينحني لهما ليقول: سوف نغادر الآن نتمنى بأننا لم نسبب لكم أي مشكلة
قال لوكاس: لا أبدا سعدنا بوجودكما معا حقا أين هي إيف؟
قال تيو: لقد شعرت بالإرهاق لذلك طلبت إليها الذهاب للسيارة أولا
قال جيم: هكذا إذا حسنا إلى اللقاء
انحنى لهما مجددا ليغادر المكان صعد السيارة لينظر لإيف التي أبدت تلك التعابير الحزينة المتألمة على وجهها قاد السيارة بهدوء للمنزل ليقول: حقا ماذا حدث لك فجأة إيف؟
قالت إيف: أنا بخير لذا لا تزعجني
قال تيو: لقد حدث شيء ما لك بالتأكيد
قالت إيف بغضب شديد: لقد أخبرتك بأنني بخير
تلك النبرة الغاضبة جعلت أضواء السيارة الأمامية و الخلفية تتحطم كما حال أعمدة الإنارة في ذلك الطريق وضعت رأسها على النافذة لتتنهد بانزعاج شديد هذه المرة الأولى التي تصرخ فيها عليه بهذه الطريقة أكمل القيادة بهدوء دون الالتفات إليها وصلت للمنزل لتصعد لغرفتها دون التحدث إلى أي منهم تعجب تيم تصرفها كما حال إيثان الذي شعر بشيء غريب نظر لتيو الذي دخل بعدها بدقائق بذلك الوجوم الذي ملأ محيطه ليقول له: ماذا حدث معكما؟
قال تيم: حقا هذه المرة الأولى التي أراها غاضبة هكذا
قال تيو: لا أعلم كنت أقوم بتنظيف الفوضى التي أحدثتها في المطبخ عندما رأيتها هكذا سألتها و غضبت بعدها
قال إيثان: أحدث شيء بسبب غضبها؟
قال تيو: أجل تحطمت أضواء السيارة و أعمدة إنارة مررنا بها
قال إيثان: اذهب لتستريح تيم حضر لها كوب شاي سأقوم بتحضير الحلوى لها
صعد تيو لغرفته بينما توجه الآخرين للمطبخ صعدا لغرفتها طرق إيثان الباب ليقول لها: لقد أحضرنا لك كوب شاي و قطعة حلوى
شعرا بهجوم يقترب منهما تحطم الكوب و الصحن الذي كان يحمله تيم ليقول لها: لم أنت غاضبة هكذا إيف؟ أحدث شيئا ما في الحفل؟
قالت إيف بانزعاج شديد: لم لا تسدون إليّ معروفا و تتركوني و شأني؟ لقد سئمت هذا حقا توقفوا عن إزعاجي
قال إيثان: أيمكنني الدخول لغرفتك قليلا آنستي؟
لم تجبهم بأي شيء قطعت الكهرباء في المنزل كما تحطمت بعض الأواني التي كانت في خزانتها في المطبخ تلك القوى خرجت عن السيطرة تماما فتح إيثان الباب ليدخل الغرفة ليراها تجلس على طرف السرير تحاول تهدئة نفسها الغاضبة لسبب يجهله تماما اقترب منها ليحتضنها بهدوء و يقول لها: كل شيء سيكون بخير فقط اهدئي لن يقوم أي شخص بأذيتك هنا أنت في منزلك
قالت إيف: أنت تكذب لا أحد يريدني الجميع يكرهني أعرف ذلك لا تحاول تلفيق الأشياء أنا لست طفلة بإمكاني معرفة ذلك بمجرد النظر إليهم
قال تيم: لا أحد يكرهك هنا إيف نحن جميعا نحبك كثيرا فأنت عائلتنا الوحيدة
نظرت لتيم الذي ابتسم لها بلطف شديد قلبها بدأ يشعر بالطمأنينة تعود إليه هدأت قواها الغاضبة لتقول: حقا؟ أنتم لا تكرهونني؟
قال تيم: بالتأكيد لا نكرهك لا نستطيع التفكير في ذلك فقط فأنت كل شيء بالنسبة إلينا أليس كذلك تيو؟
ظهر تيو من خلف ذلك الجدار بهدوء منزلا رأسه للأسفل لا يريد أن يغضبها أكثر شعرت بذلك لترسم ابتسامة حزينة لطيفة على شفتيها مدت يدها باتجاهه لتشعر بارتباكه في خطواته المتثاقلة في اتجاهها لتنزل بيدها و تقول: إذا تيو يكرهني
توسعت عيناه على كلماتها تلك ليتقدم في اتجاهها بسرعة و يقول: من المستحيل أن أكرهك إيف لا أستطيع حتى نطق الكلمة قبل أو بعد اسمك أرجوك لا تقولي شيئا كهذا
جثى بالقرب منها لتضع يدها على رأسه بحنان و تقول: آسفة لأنني صرخت عليك بلا سبب وجيه لم أقصد فعل ذلك
ابتسم لها بلطف ليقول لها: أدرك ذلك الآن
ابتسمت له بمرح شديد ليقول تيم بانزعاج: حسنا نحن لسنا في فليم رومانسي لذا توقفا عن هذا
نظرت إيف إليه لتطلب منه القدوم هو الآخر رفض ذلك بحجة أنها قدمت تيو عليه لتضحك بمرح شديد سعد الجميع لسماع تلك الضحكة من جديد تنهد إيثان بارتياح ليقول: هل لازلت ترغبين في شرب الشاي؟
نظرت للكوب المحطم على الطاولة القريبة منها لتقول: آسفة تيم حطمت كأسك المفضل
قال تيم: لا بأس فهو ليس الوحيد في العالم سأجد غيره بالتأكيد
ابتسمت له بمرح شديد غادروا الغرفة بعد رؤيتها مستلقية على السرير بهدوء شديد مغمضة عينيها عاد كل منهم لغرفته في الصباح عند لوكاس الذي استيقظ على صوت المنبه رفع رأسه بثقل عن الوسادة ليذهب و يستحم بماء دافئ عله يبعد هذا الخمول و الإرهاق انتهى من الاستحمام ليذهب لغرفة ناليني طرق الباب ليقول لها: هيا استيقظي ناليني عليك الاستعداد للمدرسة
نهضت ناليني لتفرك عينيها بلطف شديد لتنزل من السرير و تسير بجواره لتقول: صباح الخير لوكاس
قال لوكاس بمرح: صباح الخير ناليني
توجهت للحمام لتغسل وجهها و تعود لغرفتها و ترتدي زي المدرسة ذهبت للمطبخ لترى لوكاس لا يزال يحضر الإفطار لتقول: أستأتي لأخذي من المدرسة هذا اليوم أيضا؟
قال لوكاس: لا أستطيع وعدك بذلك لكنني سأحاول القدوم
قالت ناليني: سيكون هذا رائعا للغاية
ابتسم لها بمرح شديد ليضع وجبتها أمامها بدآ في تناول الإفطار انتهيا ليغادرا للمدرسة في وقت الاستراحة دخلت إيف الصف لتتفاجئ بعدم وجود ناليني في الصف سألت إحدى الطالبات لتخبرها بأنها عند ممرضة المدرسة أسرعت في الذهاب إليها لتقول الممرضة: أأنت إحدى قريباتها؟
قالت إيف: أجل أنا كذلك ماذا حدث لها؟
قالت الممرضة: لقد فقدت وعيها بعد حضورها للحصة الأولى حاولت الاتصال بهاتف منزلها لكنه معطل على ما يبدو
قالت إيف: حسنا سأخذها أنا للمنزل
كتبت الممرضة إذنا خطيا بمغادرتها المدرسة أخذت أغراضها من الصف لتحملها على ظهرها تعجب إيثان رؤيتها هكذا ليغادر السيارة و يساعدها على حمل ناليني المريضة صعدا السيارة لتقول إيف: لنذهب للمنزل على الحال و اتصل بالسيد رالي على الفور أخبره بأن المريضة طفلة بشرية قد نحتاج إجراء بعض الفحوص لذا أخبر تيم بتحضير الغرفة
قال إيثان: أمرك آنستي
نظرت لناليني التي تحاول التقاط أنفاسها المخطوفة منها نبضات قلبها سريعة للغاية حرارتها مرتفعة جدا ظهرت بعض الخطوط الزرقاء على وجهها لتعض على شفتيها بانزعاج شديد وصلوا المنزل ليضعها تيو في الغرفة التي تم تحضيرها بمختلف أنواع الأدوات الطبية الغريبة وصل السيد رالي بعدهم بدقائق ليتفاجئ كثيرا من رؤيتها في تلك الحالة ليقول: ماذا حصل لها برأيك؟
قالت إيف: شخص ما يحاول زرع قوى غريبة بها علينا الإسراع و إلا قد يحصل ما هو أسوأ
نظرت لتيو الواقف بقرب الباب بانتظار تلك الإشارة ليغادر المكان على الفور شرعت إيف بالقيام بالفحوصات الأولية نظريتها لم تكن مخطئة لتقول: تبا له أيا كان
حملت الأنبوب الزجاجي الفارغ لتقطر به القليل من دمائها ممزوج بسائل أزرق اللون كانت ستحقنها به ليمسك الطبيب رالي بيدها و يقول: توقفي نحن لا نعرف ما قد يحصل لها بعد حقنك لها
قالت إيف بتلك الابتسامة المنزعجة: و هل تعتقد بأنني أمضيت عقودا في فعل لا شيء؟
أبعدت يده لتقوم بحقن ذلك الشيء الذي بدأ يتحرك داخل وريدها بدأت تلك الخطوط بالاختفاء تدريجيا هدأ قلبها المضطرب للتغير الذي حدث له تلك الحرارة بدأت في الانخفاض أخذها تيم لإحدى غرف الطابق العلوي قال إيثان: أيجدر بي الاتصال على السيد فايرين و إخباره بالأمر؟
صمتت دون الإجابة عليه تفكر في هدوء لتقول: أجل لكن ليس الآن فهو مشغول بالجامعة اطلب من تيو تحضير لها كعك بالشوكولا ليخلط هذا به
أخذ ذلك الشيء الأرجواني الذي يتحرك داخل الأنبوب الزجاجي الصغير ليغادر الغرفة قال السيد رالي: كيف عرفت بالعلاج فور ظهور الفحوصات؟
قالت إيف: لم أكن بحاجة لتلك الفحوصات فقط قمتها لإثبات شيء ما
قال السيد رالي: ما هو؟
التفتت إليه بتلك النظرات الحادة الخاصة بها لتصيب قلبه بالخوف لتقول: أنك السبب وراء ما حدث لها تلك التعابير على وجهك أثناء الفحوصات و أنت تقوم بالغش فيها
قال السيد رالي: ماذا تقصدين بكلماتك هذه؟
قالت إيف: لا شيء معين أنت أدرى بأفعال عائلتك جون وارتسون
عض على شفتيه بانزعاج شديد ليرسم ابتسامة خبيثة على شفتيه ليقول: لم لم تقولي أي شيء منذ البداية؟
قالت إيف: حسنا أردت رؤيتك إلى أي مدى ستصل لكن بعد قتلك لتلك السيدة أصبحت نصب عينيّ و هذه الحادثة لن تمر على خير أبدا
ضحك بمرح شديد تلك النظرات الباردة التي رمقته إيف بها لم تتغير رفع تلك الأشياء الحادة ليقوم بتصويبها اتجاهها أزعجته تلك النظرات التي لم تتزحح ليشن الهجوم عليها لكنها لم تصلها سقطت أرضا نصف الطريق لتقول له: أنت في ملعبي لذا ألا تظن أنه من الغباء أن تحاول قتلي؟
قال جون: ماذا عنك؟ تقفين هناك بلا أي حراسة كما لو أنك تودين إنهاء حياتك
قالت إيف: حقا لم تفعلون شيئا بمنتهى الغباء كهذا؟
قال جون: في المرة الأولى حاولنا تلطيخ هذا الاسم بتهم جديدة لكن المحاولة الثانية التي كانت قتلك و الثالثة فهي انتقاما لسيدنا الذي قمت بقتله
نظرت إيف إليه بنظرات غباء محاولة استيعاب الأمر الأخير الذي قاله لتضحك بعده بسخرية أثارت غضب جون أكثر لتقول: حقا إن دون يعرف كيف يجمع الحشرات تحت قدميه لو كنت أعرف بالأمر لما أتعبت نفسي في مراقبتكم طوال الوقت
قال جون: ماذا تقصدين بكلامك هذا؟
قالت إيف: إلى أي درجة أنت غبي؟ لو عرفت بأنكم أتباع لذلك السافل لمحيتكم من الوجود
تلك العيون الغاضبة أفزعته كثيرا أعطته ظهرها لتسير خطوتين للأمام أخرج ذلك الخنجر البرونزي من جيبه ليلقيه عليها اختفت قبل وصول الخنجر إليها لتظهر من خلفه و هي تكز ظهره بذلك الخنجر لتقول بمرح شديد: خنجر مسموم أعجبتني الفكرة كثيرا لكن غيرك كان أمهر بكثير
غرزته في الوسادة بعد رؤية ذلك الخوف الذي اجتاحه لتغادر الغرفة قال لها تيو: أحقا ستتركينهم يفرون هكذا؟
قالت إيف: لم أرد ذلك أيضا تعرف كم أنا طيبة القلب
نظرت إليه بمرح شديد ليبتسم لها بلطف صعدت لغرفة ناليني لتراها لا تزال نائمة شعرت بالإطمئان لذلك عند لوكاس الذي كان يستعد للذهاب للمنزل رأى تلك الرسالة التي وصلته منذ دقائق قليلة اجتاحه القلق ليضع أشيائه سريعا في حقيبته ليغادر قاعته تعجب أصدقائه رؤيته في تلك العجلة زاد ذلك التعجب عندما رأوه يصعد لتلك السيارة لتقول لوري: أليست هذه سيارة إيف؟
قالت إيما: بلى إنها هي لكن ماذا هناك؟
قال جيم: سأتصل لنعرف
أخرج هاتفه من جيب سترته ليتصل على لوكاس لكنه لم يجب عليه ليقول: يبدو أنها حالة طارئة بالحكم على السرعة التي غادر فيها دون الانتباه لنا
قال كين: ربما نسي موعد صدور لعبته المفضلة
نظر الجميع إليه باستغراب مما قاله ليبتسم لهم بمرح شديد عند لوكاس الذي وصل لمنزل إيف الذي يزوره للمرة الأولى رآه إيثان لينحني له و يقول: الآنسة الصغيرة في الطابق العلوي سأخذك إليها
قاده إيثان للغرفة التي كانت في الطابق الثاني نهاية الممر طرق الباب ليقول: لقد وصل السيد فايرين
فتح الباب من الداخل لتظهر ناليني المستلقية على السرير هرع إليها سريعا ليقول لها: هل أنت بخير ناليني؟
قالت ناليني بابتسامة مرحة: أجل أنا بخير
تنهد بارتياح وضع رأسه بالقرب من يدها الممدة على السرير ذلك القلق بدأ بالاختفاء رويدا رويدا رسمت إيف ابتسامة لطيفة على شفتيها و هي تنظر إليهما طرق الباب ليدخل تيو مع طبق الشوكولا نظرت إيف إليها لتقول: تبدو شهية للغاية أريد واحدة أيضا
قال تيو: لقد تناولت قطعتين منذ قليل لن أعطيك المزيد
قالت إيف: واحدة بعد لن تضر
رفض طلبها ذاك ليضع الطبق بالقرب من سرير ناليني التي جلست بمرح شديد لتقول: شكرا لك
قال تيو: لا داعي لشكري لقد حضر لك تيم حليبا بالنعناع ستحبينه بالتأكيد
قال تيم الذي دخل الغرفة: بالتأكيد ستحبه فأنا من أعده
نظرا لبعضهما بانزعاج شديد لتضحك ناليني بينما تتنهد إيف بقلة حيلة وقفا بالقرب من إيف التي لم ترد إزعاج الشقيقين قال لوكاس: لم لم تخبريني بأنك لا تشعرين بخير؟
قالت ناليني: لقد كنت بخير حتى وصلت المدرسة كيف سأخبرك؟
تنهد لوكاس بارتياح شديد ليبتسم لها بمرح شديد بدأت في تناول قطعة الشوكولا باستمتاع شديد كانت إيف تهم بالمغادرة و هي تدفع الشابين أمامها لتشعر بنظرات لوكاس تراقبها لتكمل سيرها بهدوء لاحظت ناليني تلك النظرات الغريبة لتقول له: ماذا هناك أخي؟ أأنت متعب؟
قال لوكاس بابتسامة: أنا بخير لا تقلقي بشأني سأذهب لأشكر إيف على اعتنائها بك
ابتسمت له بمرح شديد ليغادر الغرفة سار في الممر الفارغ من الأثاث فقط تلك النوافذ الزجاجية المقوسة من الأعلى وصل للدرج لينزل الدرجات بهدوء انتبه إيثان له ليقول: هل بإمكاني مساعدتك سيدي؟
قال لوكاس: كنت أبحث عن إيف
قال إيثان: الآنسة في غرفة الجلوس من هذه الجهة
أشار للممر الأيسر ابتسم له ليسير في ذلك الممر المماثل لممر الطابق العلوي نهايته وجد ذلك الباب الكبير طرقه بهدوء ثم دخل ليرى إيف تجلس على الأريكة الأرجوانية المزينة بوسادات بيضاء مخططة بالأرجواني الداكن و الرمادي مختلفة الأحجام نظرت إليه لتقول: أهلا بك لوكاس ما الأمر؟
قال لوكاس: أردت الحديث إليك قليلا
فهم الشابين مقصد حديثه ليغادرا الغرفة اقترب منها ليجلس على الأريكة المقابلة لها ليقول: شكرا لك على اعتنائك الدائم بشقيقتي
قالت إيف: لا عليك أبدا فهي شقيقتي أيضا كما أنها لطيفة للغاية
قال لوكاس: منزلك يبدو هادئا للغاية
قالت إيف: هو هكذا دائما فلا أحد فيه سوانا و دائما ما نبقى معنا
قال لوكاس: إذا أنت لم تكوني تمزحين بشأن ما قلته بالأمس؟
قالت إيف: بالتأكيد لم أفعل
نظر للمكان من حوله الغرفة واسعة تحتوي على مدفئة بنية في إحدى الزوايا و الأرائك الأرجوانية البعيدة عنها الجدار المقابل لهم يحتوي على نوافذ طويلة كبيرة ستائرها أرجوانية مخططة بالأبيض و الرمادي و التلفاز المعلق على الجدار لم تحتوي الغرفة على أي صور ليقول لها: ألا تشعرين بالوحدة هنا؟
قالت إيف بمرح: بالتأكيد لا أفعل فأنا لست وحيدة هنا
قال لوكاس: حقا بدأت أتعجب ابتسامتك و مرحك الدائم
ابتسمت له بمرح شديد ليبادلها الابتسامة تحدثا لبعض الوقت لينهض لوكاس و تذهب إيف معه حتى باب المنزل و هما يتحدثان بمرح شديد لتقول له: ستبقى ناليني هنا سأخذها غدا للمدرسة بنفسي لذا لا تقلق بشأنها
قال لوكاس: سأشعر بالوحدة حقا حينما أعود من العمل لكن لأجل صحتها لا بأس بذلك
ابتسمت له بمرح شديد ليغادر المنزل التفت للمنزل ليتعجب شكله وسط المبنيين القريبين بدا كمبنى فريد من نوعه في ذلك الحي نظر لمجموعة الأطفال الذين كانوا يسيرون في اتجاه منزلها سأله أحدهم قائلا: أتعرف الآنسة كونيل؟
قال لوكاس: أجل نوعا ما
قالت إحدى الفتيات: أأنت قريب لها؟
قال لوكاس: لا أنا صديقها أتعرفونها؟
قال الأطفال بمرح شديد: أجل فنحن نأتي دائما لزيارتها
استغرب ذلك ليبتسم لهم بمرح شديد سألهم عن أقرب محطة قطار في المنطقة ليخبروه بمكانها ليشكرهم و يغادر إليها في المساء قبل عودته للمنزل رن هاتفه بضع مرات رفع الخط ليقول: مرحبا إيف
قال المتصل: أنا ناليني أخي
قال لوكاس: أهلا عزيزتي أتشعرين بتحسن الآن؟
قالت ناليني بمرح: أجل أنا أفضل حالا هل عدت للمنزل؟
قال لوكاس: أنا في طريقي إليه لم السؤال؟
قالت ناليني: لأنني انتظرتك طويلا و هذا مزعج للغاية
تعجب لوكاس ذلك ليقول لها: أأنت مع إيف؟
قالت ناليني: بالتأكيد كيف سأتصل من هاتفها إن لم أكن معها؟
ضحك بارتباك ليقول: حسنا سوف آتي حالا
قالت ناليني: أسرع و إلا فسأنام و أتركك
ضحك بمرح شديد ليغلق الخط أسرع الخطى في اتجاه منزله و هو يفكر بالسبب الذي أعادتها للمنزل لأجله دخل المنزل ليقول: لقد عدت ناليني
فتح باب غرفة المعيشة لتظهر ناليني بمرح شديد اقتربت منه لتعانق قدميه بمرح شديد رفعت رأسها لتقول: لقد تأخرت كثيرا هذا اليوم
قال لوكاس و هو يحملها: آسف لقد كان المكان مزدحم
انتبه للدمية الجميلة التي كانت تحملها بدت باهظة الثمن تعجب وجودها دخلا غرفة المعيشة ليرى إيف هناك تقوم بترتيب الفوضى التي تعم الغرفة ابتسم بمرح لها ليقول: مرحبا إيف
التفتت إليه لتبتسم بمرح شديد و تقول: أهلا بعودتك لوكاس لابد أنه قد كان يوما شاقا
قال لوكاس: بالفعل لقد كان
ابتسمت له بمرح شديد نزلت ناليني لتضع دميتها على الأريكة و تبدأ بمساعدة إيف ذهب لوكاس ليستحم و يبدل ثيابه عاد لغرفة الجلوس ليراها عادت نظيفة كما كانت جلس بالقرب من ناليني التي تلهو بدميتها ليقول لها:كيف كان يومك ناليني؟
قالت ناليني بمرح: لقد لعبنا كثيرا اليوم و تعرفت على أصدقاء جدد
ابتسم لها بمرح شديد حل الصمت بينهم فقط صوت برامج التلفاز الذي يملأ الغرفة كان الصمت يحدق بهم بانتظار فقد مل البقاء في هذه الغرفة الضيقة نظر لوكاس لإيف التي كانت تشاهد التلفاز بصمت و هي تربت على ظهر ناليني المستلقية فوقها ابتسم بلطف ليقول لها: يبدو أنها مرهقة كثيرا بعد كل هذا اللهو
قالت إيف: بالتأكيد هي كذلك سأخذها لغرفتها
رفض لوكاس ذلك لينهض بهدوء و يحملها لغرفتها استعدت إيف للمغادرة تأكدت من ترتيب تلك الكتب على المكتبة البنية الصغيرة حملت هاتفها لتغادر الغرفة توقفت على صوت الباب الذي أغلقه لوكاس بهدوء اقترب منها ليقول: اعتقدت بأنها ستبقى عندك هذه الليلة
قالت إيف: لقد بدوت وحيدا للحظة لذلك أعدتها كما إيثان قام بتوبيخي
ضحكا معا بصوت منخفض حتى لا يوقظا ناليني ودعته بمرحها المعتاد لتغادر المنزل غادرت المبنى لترحب بها تلك الرياح الخريفية الجميلة نظرت للسماء الخالية من النجوم و القمر الذي يؤنس وحدتها القاتلة سارت بهدوء على ذلك الرصيف بذلك الوجه الخالي من التعابير و المشاعر كما حال قلبها المليء بفوضى ذكريات لا تزال تعرض في مسرح عقلها ذهبت لمتنفسها لتجلس في مكانها المفضل على غصن تلك الشجرة تحدق بأضواء المدينة بشرود أخذ كيانها كله تلك الملامح الحزينة و تزداد حزنا مع مرور الوقت الجو لا يزال دافئا لكنها تشعر ببرد مريع يسري في أنحاء جسدها أغمضت عينيها لتسمع ذلك الصوت يسخر منها مجددا ليقول لها: حقا لا أعرف ما الذي تحاولين فعله لكنك لن تنجحي أبدا به فأنا و أنت شخص واحد مهما حاولت إنكار ذلك
فتحت عينيها لهبوب تلك الرياح التي مسحت تلك الدمعة التي هربت من عينيها لتنزل رأسها و الحزن يملأ روحها التي تحاول التغير للأفضل لتقول: دعيني و شأني أرجوك
ذلك الشيء الذي التصق بظهرها بهدوء شديد لم تعر أي اهتمام به أو بالشخص الممسك به الذي ثارت أعصابه ليقول لها: هل تحاولين الاستخفاف بي آنسة كونيل؟
قالت إيف: لست في مزاج جيد للعب معك جون
انزعج كثيرا لبرودها اتجاه تصرفه ليقول لها: تعرفين بأنني لن أكتفي فقط بالقبض عليك أليس كذلك؟
لم تجبه بأي شيء لتثير أعصابه أكثر انتبه لعدم مقاومتها له ليستغل هذه الفرصة قام بتقييد يديها خلف ظهرها كما فعل لقدميها و عينيها حملها على ظهره ليغادر بها لذلك المنزل الذي اجتمع جميع من فيه في الغرفة التي حبست فيها إيف وقف شخص خلف الباب يسترق النظر بعينيه السوداوين و شعره الكستنائي الداكن الذي تساقطت قطرات الماء منه شعر بشيء خطير للغاية ليفتح الباب و يقول: عليكم الحذر منها
توجهت الأنظار إليها فور نهوضها المفاجئ ظهرت شعلات زرقاء أحرقت الحبال التي ربطت بها كما حال القماش الأسود الذي ربطت عينيها بها لتظهر تلك النظرات القاتلة تقابل أعينهم جميعا أمالت رأسها قليلا لترسم ابتسامة خبيثة ماكرة على شفتيها لتقول: لا بأس سوف ألهو معكم طالما ذلك ما تريدونه
أطفئت الأضواء في تلك الغرفة بدأ القلق و الرعب يدب في قلوب الجميع هرع البعض للباب الذي اختفى فجأة سمعوا صرخات متألمة متتالية ليزداد الرعب في ذلك الظلام المخيف بدأ البعض بطلب الاستغاثة بصراخ يكاد يصم الأذان حتى حل الصمت المكان فجأة ساد ذلك الصمت لفترة طويلة حتى فتح الباب مصدرا صريرا مزعجا الأشخاص الذين وقفوا خلف ذلك الباب تراجعوا على شعورهم بتلك الهالة المخيفة تملأ المنزل بكامله قال أحد الحراس بهلع شديد ظهر على وجهه و جسده الذي بدأ بالانتفاض و الارتعاش لوقوع عينيه على تلك العينين التي لا تظهر أي رحمة ليقول: إنها إيف كونيل مستحيل أن نستطيع التغلب عليها
نظر إليها بقية الحراس باستغراب من خوفه المبالغ فيه بنظرهم ليقول آخر: لابد أنك تمزح إنها مجرد طفلة صغيرة
تغيرت تعابير وجهه الساخرة لأخرى مصدومة شعر بشيء حاد يخترق جسده و يشطره لنصفين ليسقط جزءه العلوي على الأرض بدأ الجميع بالارتعاب تقدمت إيف خطوتين للأمام ليتراجع الحشد الخائف خطوات للخلف حتى ظهرت تلك الابتسامة المخيفة على شفتيها ليبدأ الجميع في الهرب قدر ما يستطيع عند إيثان الذي نظر للساعة للمرة السابعة منذ دقائق حول نظره لتيم الذي قال: الساعة الحادية عشرة و خمس دقائق و أربعين ثانية....حقا لم تمر نصف دقيقة حتى تتأكد من الساعة من جديد
قال تيو: جميعنا قلقون عليها فهي قد تأخرت بشكل مخيف ربما يجدر بنا البحث عنها
قال تيم: أتريدها أن تقتلك؟ افعل ذلك وحدك
التفتوا لصوت جرس الباب الذي قرع نصف مرة تعجبوا ذلك ليذهبوا للباب فتحه إيثان ليتعجب رؤية ذلك الشاب المصاب و الدماء تغطي جسده لفت انتبهه ذلك الظرف الأبيض الذي وضع بالقرب من جسده الملقى على الدرج حمل الظرف ليقرأ الرسالة التي كتبت فيها جملة واحدة "اعتني به جيدا" ذلك الأسلوب في الكتابة الموجزة و الخط الذي يكاد تظهر حروفه عرف صاحب تلك الرسالة على الفور ليقول: لقد طلبت الآنسة الاهتمام به لذا لنفعل ذلك
لم يحصل على أي تجاوب من الشابين نظر لتيم الذي قال على الفور: عذرا لكنه ملطخ بالدماء و قد ارتديت هذا منذ وقت قصير
رفع إحدى حاجبيه ليتنهد تيم باستسلام و انزعاج ليوجه نظره لتيو الذي بدا في حالة صدمة لم يعرف السبب وراء ذلك لكنه تجاهله ليحمله تيم وحده و يأخذه للحمام بدأ في تنظيف تلك الدماء عن جسده أنهى تضميد جراحه التي لم تكن عميقة للغاية أخذه لإحدى الغرف في الطابق السفلي نظر إليه ليقول له: و أين وجدتك أنت أيضا؟ لكنك تبدو طفلا نوعا ما
ابتسم بلطف له ذهب ليفكر في الدواء المناسب الذي سيعطيه إياه لفت انتباهه تيو الذي لا يزال يسير و الصدمة لم تفارقه تعجب ذلك ليقترب منه و يقول: الأمر ليس كما لو أنني قلق عليك أنا متفاجئ فقط لكن أخبرني ما الذي حل بك؟
أفاق تيو من صدمته أخيرا ليقول: الأمر فقط أنني تذكرت نفسي
لم يفهم تيم مقصده من تلك الكلمات ليقول له: أتقصد عندما وجدتك إيف؟
هز رأسه مجيبا بالموافقة على سؤاله ليقول: بسبب عائلتي و الدماء التي تجري في عروق كان الجميع يحاول التخلص مني في البداية كنت أهرب منهم و حسب لكنني أدركت بأن ذلك لن يحل أي شيء فأصبحت أتصدى لكل شخص يحاول الهجوم عليّ حتى ذلك اليوم الذي فقدت أعصابي فيه و قمت.... قمت بقتل أفراد عائلتي جميعا تلطخت بدمائهم فزعت و لم أعرف إلى أين أذهب كنت أسير فقط بلا أي وجهة في ذلك الليل
رفع كفيه لينظر إليهما كما لو أنه لا تزال بقع الدماء تلك فيهما وضع تيم يده على رأسه ليقول له: حسنا أعرف تماما ما تقصده لكن لا تخف كثيرا فأنت لم تعد ذلك الشخص و لن نسمح لك بالعودة إليه من جديد فنحن عائلتك أليس كذلك؟
نظر تيو إليه ليرى تلك الابتسامة اللطيفة التي رسمت على وجه تيم المقابل له عاد لوعيه ليبتعد عنه و يقول: بدأت تتحدث مثل إيف
قال تيم: لابد أن أفعل ذلك فهذا كل ما أسمعه منها ثم أن الدور سيأتيك حتما
قال تيو: مجرد التفكير في الأمر يصيبني بالقشعريرة
قال تيم: أتقصد بأنك تشعر بالتقزز مني؟
قال تيو: أنا لم أقل ذلك
قال تيم: لكنك كنت تقصد ذلك بالتأكيد
قال تيو: افهم الأمر كما شئت سأذهب لأحضر لضيفنا شيئا يتناوله
قال إيثان الذي أتى على صوت تيم الذي ارتفع فجأة: هو ليس ضيف سيكون الفرد الجديد في العائلة
نظرا إليه باندهاش شديد بينما لم تتحرك التعابير الجامدة كالعادة من على وجهه ليقول تيو بعد هز رأسه بضع مرات متتالية:لحظة لحظة و كيف عرفت ذلك؟
أخرج تلك الرسالة من الظرف الخاص بها ليقرآها و يقول تيم: الاعتناء به لا يعني بأنه سيكون فردا جديدا
قال إيثان: لم تقرأ الرسالة جيدا
أعادا نظرهما للرسالة ليريا الأحرف تتبعثر و تتلاشى لتظهر كلمات جديدة "فهو ضمن العائلة" توسعت حدقتا عينيهما بصدمة أكبر من التي خلفته كلمات إيثان الذي سار في اتجاه غرفة ذلك الشاب طرق الباب قبل دخوله ليراه يجلس في مكانه يحدق بالأرض محاولا معرفة ما جرى له رفع بصره لينظر لإيثان ليصيبه الذهول أكثر بعد رؤية الشابين اللذين لم يضعا تعابير مريحة للنفس ليقول إيثان: هلا تعرفنا عليك سيدي؟
قال الشاب بعد ارتباك دام لفترة: كلاوس ليور
نظر الشابين إليه باندهاش ليقول تيم: ماذا؟ ليور؟ لابد أنها تمزح بالتأكيد لا هذا غير معقول
قال تيو: هلا صمتت قليلا لنفهم الأمر منه
نظر تيو لكلاوس بتلك النظرات الفاحصة له ليقول: أخبرنا من تكون أنت بالضبط؟ نعرف جيدا كم تكره إيف عائلة ليور و من المستحيل أن تنقذ أي شخص منهم و الأسوأ من هذا كله أن تجعله يأتي لمنزلها
قال كلاوس: أنا أيضا لا أذكر أي شيء مما حدث معي هذا اليوم
قال تيم: ربما فعلت إيف ذلك عمدا بالرغم من أنها لا تحب استخدام هذه الطريقة
قال إيثان: ربما تحاول إخفاء شيء ما عنا
كلماته تلك جعلت الأجواء تضطرب كثيرا تنهد إيثان ليقول: حسنا أنا إيثان كبير خدم هذا المنزل كما أنني مساعد الآنسة و هذا تيو الطباخ الرئيسي في المنزل و هذا تيم طباخ مساعد مسؤول عن المشروبات و الاهتمام بغرفة الطعام
نظر الشابان إليه بشيء من الانزعاج ليقول تيم: لكن ما الذي سيفعله في المنزل؟ فنحن نهتم به جيدا
قال إيثان: حاليا سندعه يساعدنا في بعض المهام ستحدد الآنسة ذلك حالما تعود
قال تيو: حسنا فلندعه يرتاح الآن
غادروا الغرفة بهدوء بينما كلاوس لا يعرف ما يجري من حوله أهو واقع أم حلم أغمض عينيه ليعيد برأسه للوسادة مضى أسبوعان على هذه الحادثة لا أحد يعرف أين اختفت إيف بدأت ناليني تشعر بالوحدة تعود إليها كما حال لوكاس الذي اعتاد على التحدث إليها من وقت لآخر قرر ذلك اليوم أخذ ناليني و الذهاب لزيارتها قرع الجرس ليفتح له إيثان الباب ليقول: مرحبا أتمنى بأننا لم نأتي في وقت غير مناسب
انحنى لهما إيثان ليقول: أهلا سيد و آنسة فايرين
دخلت ناليني المنزل بمرح لتقول: إيف أتيت لألعب معك
لم تسمع أي إجابة لتصاب بالإحباط اقترب تيو منها لينزل لمستواها و يقول بمرح: أهلا بك آنسة فايرين ما رأيك أن نلعب سويا؟ فقد حضر الجميع منذ ثوان قليلة و نحن نحضر لمسرحية أتودين الانضمام؟
قالت ناليني بمرح شديد: أجل بالتأكيد
ابتسم لها بمرح ليصحبها للغرفة التي اجتمع فيها الأطفال يختارون الأدوار التي يريدون تأديتها في المسرحية كانت ناليني تسمتع بوقتها في اختيار الأزياء عند لوكاس الذي كان يجلس في غرفة أخرى قريبة منها وضع كلاوس كوب الشاي برفقة طبق الحلوى أمامه ليقول: يبدو أنك وظفتم شخصا جديدا
قال إيثان: عرف عن نفسك رجاء
انحنى له كلاوس ليقول: أنا كلاوس ليور سعدت بلقائك سيد فايرين
قال لوكاس: أنا أيضا هذا مضحك حقا اسمينا مكونان من نفس الأحرف
ابتسم كلاوس له لينحني و يغادر من جديد رشف لوكاس القليل من الشاي ليقول: حقا أنا لم أقصد الإزعاج لكنني قلق نوعا ما على إيف فهي لم تترك ناليني وحدها منذ فترة طويلة و إن حدث فهي تتصل و تخبرني بالأمر لكنها لم تفعل كما لو أنها اختفت تماما
قال إيثان: الآنسة لم تعد للمنزل منذ آخر مرة ذهبت لزيارتكم
كان لوكاس يشرب من الشاي ليسعل فجأة أعطاه إيثان ذلك المنديل ليمسح وجهه ليقول: أتقصد بأنها لم تعد للمنزل منذ أسبوعين؟
قال إيثان: أجل سيدي
قال لوكاس: ألم تخبروا الشرطة بالأمر؟ فهذا مريب للغاية
قال إيثان: تكره الآنسة اللجوء للشرطة خاصة عندما يتعلق باختفائها ثم أنها ليست المرة الأولى
قال لوكاس: ماذا تقصد؟ إنها مجرد طفلة في العاشرة من عمرها
صمت إيثان دون التعليق عليه نظرات لوكاس المندهشة لا تفارق عينيه ليقول إيثان: في الواقع الآنسة ليست بشخص عادي لذلك نحن لا نقلق عليها كثيرا
قال لوكاس: ماذا تقصد بأنها ليست شخص عادي؟
ذهب إيثان للجهة المقابلة من الغرفة لحيث وضعت تلك الرفوف البيضاء المليئة بالكتب القديمة و الحديثة أخرج من بينها كتابا لا يبدو باليا فقط بل باليا جدا تغيرت لون أوراقه غلافة الذي حمل شيئا من رائحة الدماء وضعه أمام لوكاس الذي لا يصدق بوجود كتاب بهذا القدم فتح غلافه بحذر تلك الصحفة الأولى الفارغة بدأت تظهر فيها الكلمات التي خفيت عن أعين الجميع ليقرأه بصوت عالي: منذ أقدم القدم وجد على الأرض البشر و المخلوقات ذات القوى العجيبة كانوا يعيشون منفصلين عن بعضهم لفترة طويلة حتى وقع أحد المخلوقات العجيبة في حب فتاة بشرية تزوجا و تكاثرا كان البشر يتعايش مع أبنائهما الذين حملوا دماء والدهم أكثر لكن بعد ذلك توفيت الزوجة و بقي الزوج و أولادها تغيرت الأمور فجأة و أصبح البشر يكرهون أبنائه فاضطروا للانتقال لمكان آخر كما حال أبنائه الذين انتقلوا لمدن و قرى أخرى تكاثروا في تلك الأماكن و أصبح أعدادهم أكبر بكثير و هكذا استمروا في التكاثر ليكونوا عائلات مختلفة
توقف لوكاس عن القراءة فجأة شعر بأن عقله يرفض الاستماع لهذا الهراء الذي يعرف عنه للمرة الأولى ليقول: إذا هي أحد هؤلاء الأشخاص؟
قال إيثان:ليست هي فقط بل جميع من يعمل هنا أيضا
لم يقتنع لوكاس بالأمر بعد فعقله يحاول إعادة المنطق إليه كلما ظهر بصيص لما قرأه في الكتاب ليحرك إيثان سبابته في الهواء ليظهر إبريق الشاي من العدم فزع لوكاس لذلك كثيرا ليسكب له القليل من الشاي ثم يختفي حرك طبق الحلوى للجهة الآخرى للكوب ليقول إيثان: هذا شيء بسيط مما نستطيع فعله
قال لوكاس: هذا مخيف حقا ربما لم يخطئ جيم في كلامه
نهض لوكاس ليذهب للغرفة التي يلعب الأطفال فيها دخل الغرفة لينظر الجميع إليه فقد أزعج مسرحيتهم ابتسم لهم بارتباك ليجلس على الأريكة القريبة من الباب ليشاهد المسرحية مع البقية كانت المسرحية عن قصة ساندريلا كانت مسرحية ممتعة حقا كان تيو يقوم بتصوير المسرحية حتى انتبه لظل غريب وقف خلف النافذة المغطاة بالستائر التفت إلى تيو الذي بدأ يتحرك في اتجاه النافذة دون جذب انتباه الآخرين حال وصوله اختفى ذلك الظل المريب ليوجه نظر لكلاوس الذي غادر الغرفة بهدوء ليتحقق من الأمر ذهب للحديقة الخلفية ليرى أزهارها ذابلة و الأعشاب يابسة الشجرة بدأت تفقد أوراقها تعجب من ذلك فمنذ فترة قصيرة كان يعتني بالأزهار التفت لإيثان الذي أتى ليرى الأمر ليقول كلاوس: لقد كنت أعتني بها كيف حدث هذا لها؟
قال إيثان: أعرف ذلك شيء ما يحصل للآنسة بالتأكيد
عاد من حيث أتى ليمضي باقي الوقت مع الأطفال حتى عادوا لمنازلهم في المساء كانت ناليني متعبة فنامت مبكرا أخذها إيثان للغرفة المخصصة لها ليجتمع مع البقية ليقول لهم: هناك شيء يزعجني و أتمنى أنه مجرد حدس خاطئ لذا علينا تفقد الأمر
قال تيم: ماذا تقصد؟
قال إيثان: اختفاء الآنسة مفاجئ و من غير سابق إنذار لابد أن شيئا ما قد حصل معها
قال تيم: حسنا الأمر ليس مفاجئ جدا فإيف دائما ما تتوه في عالمها المخيف ذاك
قال تيو: أنت هذا ليس وقتك أبدا دعه ينهي ما بدأه
تنهد إيثان و قال: حسنا نريد جمع أكبر عدد من التقارير عن العائلات التالية لقد قسمتهم لكم في هذه القوائم
وزع تلك الأوراق البيضاء المزخرفة بزهور صغيرة من الأطراف ليتعجب الشابان ذلك ليقول تيو: لم قد نبحث عن العائلات التي تكره إيف؟
قال إيثان: ذبلت أزهار الحديقة مما يعني أنها في خطر محدق
قال تيم: إذا علينا الإسراع
كان تيم يبحث عن العائلات الموجودة في المدينة التي يعيش فيها عائلة هايلون بينما البقية في المدينة نفسها سمع لوكاس حديثهم ذاك ليقول: بالرغم من أنني لم أفهم أي شيء حتى الآن لكن هل بإمكاني مساعدتكم؟
قال إيثان: أعتذر سيد فايرين لكن هذه المهمة خطرة للغاية و لا أستطيع أن أسمح لنفسي باستخدام أحد أصدقاء الآنسة فيها
تنهد لوكاس ليعود لغرفة الضيوف ليكمل قراءة ذلك الكتاب و الاندهاش و الاستغراب مرسوم على وجهه عند تيم الموجود قرب البوابة الكبيرة لعائلة وايد فتح له الحارس ليستقبله كبير الخدم ليقول له: ماذا تريد؟
قال تيم: هل لي بمقابلة السيد أليكساندر وايد؟ الأمر مستعجل للغاية
تعجب كبير الخدم ذلك فهو يراه للمرة الأولى ذهب ليخبر سيده بأمر الزائر الغريب ذهب أليكساندر لغرفة الضيوف حيث كان تيم يقف هناك و هو يطرق الأرض بحذائه نظر إليه ليحاول معرفة من يكون انحنى له ليقول: آسف لزيارتك في مثل هذا الوقت سيدي لكن الحالة طارئة للغاية
قال أليكساندر: و ما هي هذه الحالة الطارئة؟
قال تيم: إيف لا أقصد الآنسة كونيل قد اختفت منذ أسبوعين و نحاول جمع معلومات عن هذه العائلات أتمنى بأن تستطيع مساعدتنا
أعطاه تلك الورقة ليقرأ باندهاش أسماء تلك العائلات واحدة تلو الآخرى و عيناه لا تزالان مذهولتان ليقول له: أتحاول السخرية مني يا هذا؟ جميع من في هذه القائمة قد اختفوا منذ أسبوعين أو أقل
قال تيم: ماذا تقصد بأنهم اختفوا سيدي؟
قال أليكساندر: لقد قتلوا جميعا حتى الأفراد الذين يعيشون في أماكن بعيدة عن عائلاتهم قتلوا جميعا
صدم تيم لذلك كثيرا لمح أليكساندر شيء ما في تلك النظرات ليقول: هل تعتقد أن لهذه الآنسة علاقة بالأمر؟
قال تيم بانفعال: بالتأكيد لا من المستحيل أن تفعل إيف شيئا كهذا حتى لو تمقتهم
اختفى من هناك كي لا يفعل أكثر مما فعل كان يسير بهدوء حتى انتبه لورقة الجريدة الملقاة على الأرض ليقرأ العنوان الذي كتب بخط عريض "حوداث محزنة أم القدر؟!" حمل تلك الورقة التي كانت ترفرف مع الرياح ليقرأ ما كتب في ذلك الخبر ليزيد صدمته بالذي سمعه من السيد وايد قرر الرحيل لإخبار إيثان بالأمر فورا ليفعل ذلك حالما وصل لهناك وجد الآخرين في انتظاره ليرى ذلك الوجوم يتجول في وجوه ثلاثتهم انتبه تيو لوجوده لينهض و يقترب منه و يقول: هل عرفت أي شيء؟
قال تيم: لقد فعلت كما طلبت مني و اختصرت الوقت لسؤال السيد وايد و قد أخبرني بأن جميعهم قد قتلوا تزامنا مع اختفاء إيف
زاد ذلك الوجوم على وجوه الجميع خاصة إيثان ليقول لهم: لا تقولا أنتما أيضا وجدتما النتيجة نفسها؟
لم يجبه أي منهما ليجلس على الكرسي القريب منه يحاول معرفة اللغز وراء هذه المصادفة الأكثر من مريبة أصبحت الأجواء أكثر توترا و دهشة و ريبة الجميع تخيل الأمر فأعداد العائلات التي قتلت لم تكن شيئا صغيرا أبدا ليقطع إيثان ذلك الجو الصامت بقوله: لا تزال هناك عائلة واحدة متبقية لم أضعها في أي قائمة بسبب وجود فرد منها هنا
نظر الجميع إلى كلاوس الذي فتح عينيه باندهاش شديد بالرغم من البرود لم يغادر وجهه ليقول إيثان: علينا الذهاب لهناك قبل فوات الآوان
قال تيو: و كيف تدرك بأنهم لا يزال بخير؟
قال إيثان: هذا لأن كلاوس موجود هنا
قال تيم: من المستحيل أن تكون إيف الفاعلة أليس كذلك إيثان؟
لم يجبه إيثان بأي شيء نهض الجميع للمغادرة عدا كلاوس الذي يتعلق الأمر بعائلته نظر تيو إليه باستغراب ليقول: ما بك؟ ألا تريد إنقاذ عائلتك؟
قال كلاوس: لم أفعل ذلك و هم لم يقوموا بإنقاذي من العذاب الذي كنت أعيشه؟ إن كانت هي الفاعلة حقا لم تركتهم حتى النهاية؟
تعجب الشابين ذلك لكنهما فهما شيئا من المعاناة التي مر قلبه بها فهما ليس أفضل حالا منه قال إيثان: و إن لم تكن تريد إنقاذ عائلتك علينا إنقاذ الآنسة و بسرعة
سار متقدما لهم ليسرعوا الخطى لعنوان منزل عائلة ليور وصلوا هناك ليصدموا برؤية ذلك المنزل يلتهم داخل النيران لم تتحرك شعرة واحدة من كلاوس لفت انتباهه ذلك الشخص الذي غادر المنزل وسط ذلك اللهيب الحارق عمت الصدمة الأجواء لرؤية تلك العيون الزرقاء الباردة من خلف ذلك الستار الأرجواني الذي علقت به بقع الدم كما حال ملابسها التي تغير لونها للأحمر القاني شعر الشابين بشيء خاطئ في الصورة التي أمامهما لإيف حاول تيو الاقتراب منها ليمنعه إيثان و يقول: هذه ليست إيف التي تعرفونها في الواقع هذه هي إيف كونيل الحقيقية التي كنتم ترونها مجرد تمثيل لا أكثر
قال تيو: لا تقل شيئا كهذا عنها من المستحيل أن تكون إيف قاتلة بدم بارد
ضحكت إيف بمرح شديد لتقول: لكنني كذلك بالفعل أيها الصبي الصغير
قالت تيم: بالتأكيد هذا شخص آخر منتحل شخصيتها ليشوه سمعتها
قالت إيف: لا لا تحول الأمر لدراما لا داعي لها
التفت إيثان لحضور ذلك الشخص المصدوم من رؤيتها في تلك الهيئة تتحدث بتلك النبرة ظل ينظر إليها بدهشة شديدة ليقول: هذه لست أنت بالتأكيد إيف
لفت صوته نظر الجميع إليه ليقول تيو: ماذا تفعل هنا لوكاس؟ عليك المغادرة حالا
قال لوكاس: لن أفعل قبل أن تفسر لي كل هذه الأمور أخبريني لم تفعل كل هذا؟ أتفهم إن حاولت إخفاء هويتك الحقيقية عني و أختي لكن أن تفعلي هذا بنفسك بالتأكيد ليس أمرا لائقا بك
قالت إيف: لا أعتقد بأنني دعوتك للحضور لهنا سيد فايرين لذا عد قبل أن تتأذى فاللعب بالنار خطير للغاية
قال لوكاس: لابد أنك فقدت عقلك تماما لا ألومك أبدا لكن هل تعتقدين أن زيس سيسعده رؤيتك بهذا المنظر؟
ذلك الاسم لم يقع فقط على قلبها بل على روحها و كيانها محيت تلك الابتسامة الماكرة من على شفتيها المصبوغتين بالدماء عينيها اللتين لم تحملا أي نوع من المشاعر توسعتا لأقصى حد يمكنهما قلبها لم يتوقف عن النبض بسرعة أنزلت رأسها لتنظر ليديها الملوثتين بالدماء سمعت صوته يجوب ذاكرتها قائلا: إيف أعرف أنك لست شخصا سيئا.... الابتسامة تناسبك أكثر عزيزتي
لم تكتفي تلك الكلمات بالعودة لأذنيها حتى الأغنية التي كتبها و غناها لأجلها لا تزال ترن داخل أذنيها نزلت تلك الدموع على وجنتيها لتغسل الدماء الملتصقة بها غطت أذنيها بكفيها و تهز رأسها تحاول إخراجه من رأسها لا تريد تذكره أكثر لا تريد التفكير في الأيام التي قضتها برفقته لا تريد الحب الذي لن يعود مجددا جثت على ركبتيها لتبدأ ذلك البكاء المرير اقترب إيثان منها بهدوء ليخلع معطفه و يغطيها به أخذها للمنزل ليعود الجميع للمنزل و هم يحاولون استيعاب تلك الأحداث التي جرت في غرفة المعيشة حيث اجتمع الفتية الأربعة كان الهدوء يسود المكان لكن تيو قطعه قائلا: من هو زيس هذا؟
قال لوكاس: أنا نفسي لا أعرف لكن قرأت في إحدى الكتب بأنه كان حبها الأول
أتى إيثان ليقول: لقد كان زوجها تذكران
ذلك الصبي الذي أخبرتكما أنه أنقذها صحيح؟
قال تيم: تقصد ذلك الصبي البشري؟ هذا مستحيل يعرف جميعنا مدى استحالة الأمر
قال إيثان: الآنسة إيف لا تحب كلمة مستحيل عاشا سويا لثماني سنوات ثم توفي بسبب هجوم عائلة روبنسون على المنزل
نظر في اتجاه الباب المغلق كما فعل الجميع فقد أدركوا وجودها خلف ذلك الباب غادرت بهدوء دون قول شيء ما قال كلاوس: ألا يجدر بنا البقاء معها الآن؟
قال تيو: على الأرجح هي في غرفة ناليني الآن لذا لا تقلق عليها
قال لوكاس: أتمنى بأنني لم أذكرها بأشياء سيئة
قال إيثان: لا الشكر لك لاستعادتها لوعيها شكرا لك سيد فايرين
نهضوا جميعا و انحنوا له ليبتسم لهم بمرح شديد أرشده كلاوس للغرفة التي جهزت لبقائه هذه الليلة بينما عاد البقية لغرفهم عند إيف التي كانت مستلقية بالقرب من ناليني التي اقتربت إليها لتقوم باحتضانها بهدوء مسحت على شعرها بحنان شديد بتلك العيون الحزينة غفت قبل أن تدرك ذلك

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
مرحبا أحبتي القراء الرائعون كيف هي أحداث هذا الفصل؟ هل نالت على إعجابكم؟ لا يوجد لديّ ما أقوله لكم لذا دمتم في أمان الله.

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

رد مع اقتباس