عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #101  
قديم 12-28-2015, 06:03 PM
oud
 
كان يقفّ بجـانب سيـارتهّ مستندا ظهره علىّ الباب و هو ينـظرّ إلى الساعةّ التي تحيطّ معصمه بقليلّ من الضجـر مرتديـا بذلته الـرسميةّ الـسوداءّ
مع مـعطفّ بنفس اللون تنهد بقـلةّ حيلة و هوّ يفتح أزرار قميصـه العلوي إذ أنه تعب من الـذهاب و المجيء بين الـسجن و المـحكمةّ في انتـظار
حل لقـضية فلورا روبرت التيّ ترأسها هو بنفسه بـأمر من نايت و من هو ليقول لا لأوامره ؟ أراد فعلا أن يتكفل بمعـرفةّ مكان ديميتري أو إليزابيثّ
فهما اللذان يهددانّ حياةّ سيده أكثر من أي شخص آخر ، رفـع نـظره إلى المبنى إذ أنه توا قد سدد كفالة فلورا و للمرة الثـانيةّ عندما كان على وشك
إيصالها للمنزلّ أتى ويليام مسرعا ففضلّ فرانسوا مغـادرة المكانّ إذ أنهما الآن حبيبين و لا مجال له بينهما ..
رفـع هاتفه الـمحمولّ ينظر إلى آخر التـطوراتّ فبعد تـوقيع نايت لعدةّ عـقودّ متتاليةّ مع شركاءّ نـظر نايت مليا في خلفياتهم قبل الإقبال على أي خـطوةّ
ارتفع عـدد أسهمه فيّ الـشركةّ و قد حقق أرباحّ نسبيةّ نوعاّ ما عـادتّ بالمنفعة عليهمّ جميعا مما يجعلّ فوزه بمنصبّ السيد بيتر لبيير محتـملاّ فابتسم
فرانسوا لا إرادياّ و هو يشعر بـأنهم اقتربـوا أكثر فـأكثر من هدفهم بعد كل هـذّه المـدة عندما رن هاتفه بين يديه فجعله يجفل قليلاّ بدهشةّ ثم نـظر إلى
الاسم الذي اعتلى الشاشةّ و لم يكن أحدا سوى كليرّ نفسها تنهد بقلةّ حيلةّ إذ يصعب عليه التعامل معها نوعاّ ما ففضل تجاهل اتصالاتها لولاّ أنها
استمرتّ لكيّ يقرر أخيراّ أن يرفع السـماعةّ قائلاّ بنبرةّ مضجرةّ
ـ مـا الأمر كلير ؟
كانتّ تتنفسّ بصـوت عالي مضطربةّ و قلقـةّ أيضاّ متوترة لاّ بل شديدة التـوتر فبعد أن رفع السماعة هي لا تستطيع قـول أي شيء فكيف لها أن تسـأله
ما إن كان فعلا قـاتلا أم لا ؟ و هل الإنسان الصحيح الواعي سوف يجيب بالإيجاب ؟ لكنّ ليس هذاّ فقط ما تـريد أن تتحدث بشأنه تأوهت بنوعّ من الإرهاق
و هي تهز رأسها نفيا ثم زفـرت بـحدةّ من أفكارها التي عرقلتّ جرأتها و أخفضت رأسها للأسفل ما الذي تحاول فعله ؟ تـحدثت معه بنبرةّ متـوترة
ـ فيّ الـحقيقة ، أنـا أريد رؤيتك إذ لدي شيء مهم أريد أن أسـألك إيـّاه
قطب حاجبيه ها قد عـادتّ مجددا لعاداتها القديمةّ تـحاول بطريقة أو بأخرى جعـله يذهب في موعد معها للحديثّ عن أي شيء مهما كان تنهد بضجرّ
رافـضاّ دعوتها بكل حدةّ إذ أنه لا يملك الوقت لشرب القهوة حتىّ بما باله بالذهاب لموعد ؟ عندماّ أغلق السماعةّ نـظرتّ كلير إلى الهاتف لولهة من
الزمن متسائلة أين أخطـأت ؟ نـظرتّ للخلف بعدما لمحت والدها روي ينزل الـدرج باتجاه الصـالةّ زمتّ شفتيها ثمّ وقفت سارت بخـطوات مترددةّ بعد
ذلك نادته بنبرةّ مرتجفـة
ـ أبـي .. من فضلك لحـظةّ
نـظر إليها باستغراب فبلعت ريقها أرادت أن تعود لغـرفتها مجددا و توصد الباب بإحكام إذ أنها لا تملك الشجاعة الكافيةّ لإخبار والدها ما هي الآن
على وشك قوله لكن تنهدت محاولة أن تزيح ذلك التوتر مغلقة عينيها ثمّ فتحتهما مجدداّ و نزل الـدرج لكيّ تتجه مع والدها الذيّ رمقها باستغراب
طوال الوقتّ بعد ذلك جلس روي على الأريكةّ و مقابلا له كلير التي بدت شاحبةّ للغايةّ فتحدث بنبرة مطمئنة
ـ كلير تـعلمين أنك تستطيعين قول أي شيء لي .. ما الأمر ؟
ابتسمت بتوتر قبل أن تختفي جميع صفات الـتردد من وجهها لا تستطيع العودة في قرارها الآن يجب عليها فعل ذلك من أجل مصلحة الجميع و من
أجل وضع حد له ذلك ّالـرجل الذي لم يعد يضع حسابا لأي أحد و يـتبع هواه ، تـحدثت بنبرةّ جـادةّ
ـ أبي ، آرثر يكذب ..
نـظر إليها بدهشةّ غير مستوعب كلمتها تـلكّ بينما تنهدت كلير بقلةّ حيلة تعـلم جيدا أن والدهما لن يتساهل مع أي أحد إن ارتكب أي خطـأ أو حاول
أن يعصيـه إذ و لما خـدعه آرثر بشـأن زواجه من تلك الاسبانيةّ و لم ينفذ طلبه لما ترجاه من أجل خـطوبة بسيطةّ بينه و بين ّفـلورا و صـرفه لكلّ
أموال راتبه حولّ الحفلاتّ الصاخبةّ لكي يطرده من المنزل دون أي تردد مانعا إياه من أخذ أمواله و طرده من العمل أيضاّ و ربما ما هي على وشك
قوله له سيجعله يقتل آرثر دون أي تردد ، عـادت تتحدث بهدوء
ـ ديميتري لا يهـدده أبدا بل هو يطيعه برضاه و أكثر من ذلك بـكثيرّ بل هو يساعده أيضا ،
كـح بقوةّ غير قادر على تصديق كلمات ابنته و نظر إليها مجددا باحثا عنّ أيّ أمل بأنها تمزح فقطّ لكن و كيف لها أن تمزح في موضوع بمثل هذه
الأهميةّ ؟ بينما تنهدت كلير مستعيدةّ أنفاسها و هي تقول بنبرةّ جادةّ للغايةّ
ـ ربما لا تـعلم لكنّ ديميتري الذيّ يتحدث عنه آرثر هو ديميتري ماكاروف أخ نايت لبيير ،
شهق روي و قد شحبت ملامحه بأكملها إنه لا يصدق هـذاّ هز رأسه نفيا إذ أنه لم يصدق الإعلام حينما أعلن عن إشاعة تقول بـأن نايت هو سليل
عائلة ماكاروف العـريقةّ و إبن نيكولاسّ و الأدهى من ذلكّ أن ديميتري ماكاروف حي يرزقّ أخيه المتهم فيّ قضيةّ قتل نيكولاسّ ماكاروفّ ، لم يعد يستطيع
التنفسّ الكل يدرك أنه و عد سماعهم للقب ماكاروف فيجب عليهم مغـادرةّ المكان فـوراّ تـلك العائلةّ فوق القـوانينّ بـأكملها و لا شيءّ يسري عليهاّ فلا
محاكمةّ و لا قانونّ و لا شـرطةّ قدّ عـرفوا طوال الأزمنة الماضيةّ بـكون جميـعّ أفرادها ذو دهاء و خبثّ أيضاّ لا يترددون فيّ فعل أي شيء من أجل
الحصول على مبتغاهم ..
إنه يدرك ذلكّ يـعلمّ عن طـرقهمّ أو لم يهدده نايتّ سابقاّ بعدما وقفت كليرّ بطريق خطيبته ؟ كان تهديدهّ مخيفا و غير مباليّ فيّ آن واحد ذلكّ الشيطان
المعـروفّ بعدم مبالاته و هاهو الآن يعود أخوه المدعو بديميتريّ إلى أرضّ الميدانّ تـباّ لم تكن انجلترا بحاجةّ لإثنين منهما قدّ قطعّ حبل أفكاره
كلير بّهدوء
ـ نايت و ديميتري فيّ خلاف ما يعودّ على ما أعتقد لجريمةّ قتل نيكولاسّ ماكاروفّ و الكل متورط فيّ هذا الخلافّ ، أبيّ الأمر أسوء مما تعتقدّ إنهما
يستعملانّ جميـعّ الوسائلّ بدون أيّ تردد إنهما بالكاد يباليانّ بالقانونّ أو ضميرهماّ قد تتسـاءل لما أعلم كل هـذا ..
تنهدتّ بتوترّ و هي تـرى نـظرات والدهاّ الـباهتـةّ و بشرته الشـاحبةّ يتسـاءلّ فعلا في ماذا تـورط أبنائه و مع أيّ أشخاصّ ؟ بينماّ رفعتّ كليرّ خصلات
شعرهاّ الأشقر بعيدا عن وجهها قائلةّ بنبرةّ خافتةّ
ـ أنـا مدينـةّ لماري و حاولت أن أرد لها معـروفهاّ .. حسناّ هـذا ليس مهم بعد الآن ، كلّ ما أريد أن أخبرك به هوّ أن آرثر يسير بـرضاه و ديميتريّ
لا يقوده على الإطلاقّ بل أنه يتصرف على هواه تماما كماّ يحبذّ أيضاّ إنه يريد الانتقامّ من فـلوراّ روبرت .. بل انتقم منها فيّ الحقيقةّ و ربمـا
قاطعهاّ صوت ضربّ رويّ لطـاولةّ بقوةّ جعلتها تـجفلّ بـرعبّ و هي ترى ملامح رويّ المقتحنة من الغضبّ و العصبيةّ فيّ آن واحدّ فالتزمت الصمتّ
فوراّ خائفةّ عندماّ تـحدثّ رويّ بعصبيةّ بالغةّ
ـ كلير لا تختبري أعصابيّ و قولي فـوراّ ما الذيّ يحدث ؟ ما الذيّ فعله آرثر ؟
شحبّت ملامحها بأكملهاّ لم يكن عليهاّ فعلا قولّ هذاّ لكنّ وحده رويّ يستطيع إيقاف آرثر إذ بالرغم من كلّ شيء هيّ لا تـريد لأخيها أن يتأذىّ و نايت
لا يبالي بـأيّ أحد فهوّ يفعل ما يشاءّ بطرقه الخاصةّ غيرّ مبالياّ إن كان سيؤذي أحدا أم لاّ و هيّ خائفةّ على آرثر سواء إن أرادتّ ذلكّ أم لا قـالتّ له
بنبرةّ متوترة
ـ آرثر اتهمّ فلورا بقضيةّ تـزويرّ عقدّ ملكيةّ منزلّ السيدّ جوناثانّ و أخذهاّ لأمواله .. نايتّ يتابعه قضائياّ يحاول أن يـ ..
قبلّ أن تـكملّ كلامها سمعتّ صوتهّ الحادّ و هو يّشتم بكلّ قوةّ ابنه الأبلّه لماذاّ قد فعلّ ذلكّ ؟ تـباّ له وضع رأسه بينّ ذراعيه ماّ الذي فعله ؟ لقدّ أوصاه
جوناثان على ابنتيهّ لقدّ طلبّ منه الاعتناءّ بهما وثق به أكثر من أي شخص و هاهو ابنه الآن يفسد وصية صديقه الأخيرةّ عبر عـجرفته و جنونهّ ،
إنه لم يعد يفهم أي شيء بعد الآن فلماذا بحق السماءّ آرثر حليف ديميتري ؟ تأوه بألمّ أين أخطـأ في تربية أبنائه ؟ قال بنبرةّ مبحوحةّ
ـ أولا كنتماّ خلف ماري و الآن خلف فـلورا هـذا جيدّ لا بل ممتازّ أخبريني من التاليّ ؟ سيليا ؟
أخفضت رأسها بإحراجّ شديدّ و ندمّ في آن واحدّ صحيحّ أنها كانتّ تهدد ماري لكن كان ذلك لمصلحةّ آرثر لأنه أقنعها بأن عائلة روبرت تدين لهما لأنهم
قد قاموا بـتدمير سمعته و طرده من المنزلّ غيرّ أن نظرتها نحو ماريّ تغيرت عبر الأيامّ كذلكّ فلوراّ و هي لاّ تريد لهما أي أذى الآن لكن يبدوا أن والدها
لا يستوعب ذلكّ فقالت له بنبرةّ مرتبكةّ
ـ أبي ، أنـا كنت أريد فقطّ أن تعـود عائلتنا إلى ما كانتّ عليه سابقاّ لا أكثرّ و لا أقّل و ظننتّ أنه بمساعدتيّ لآرثر سوف ّأحقق هدفيّ لكن يبدوا أنه كان يملكّ
أهدافاّ أخرى لا أعلمّ بشـأنهاّ و أنا فـعلاّ آسـفةّ ..
زفرّ بحدةّ و هوّ يقف مغـادراّ المنزلّ بأكمله تـاركاّ خلفه كليرّ التيّ و حالماّ صارتّ لوحدهاّ في غرفةّ المعيشةّ زمتّ شفتيهاّ محاولةّ كتمّ دموعهاّ على الأقل
استطاعتّ أخيراّ أن تفعل شيئاّ ربماّ سوفّ يقنع والدها آرثرّ بالعدولّ عن تلكّ القضيةّ و هـكذاّ لنّ يمس نايتّ آرثر وقفتّ هيّ الأخرى متـجهةّ إلى غـرفتهاّ
لم يكنّ يجدر بها الخروجّ منذّ البدايةّ قدّ تذكرتّ رفضّ فرانسواّ لهاّ و الكل ّتقريباّ لكيّ يزداد إحباطهاّ أكثرّ ..

/

كان مستلقـيا على سريره خصلاتّ شعره البنيةّ غـطتّ جبينه فـرفعهاّ بدبوس أسود مقـررا أنه بحاجةّ لقصةّ شـعر جديدةّ إذّ أهمل مـظهره فيّ الأشهر الأخيرةّ
و بينّ يديه يوجد هاتفه كانّ يتصل مراراّ و تـكراراّ بصديقـهّ دون إجابةّ منه مما جعله يفقد أعصابه فيّ البداية لكن سرعان ما استعاد هدوءهّ إذ أنه يعلم جيداّ
بعاداتّ ديميتري السيئة إن صح القـولّ فهو يتجاهل الكلّ و لا يتصل على الإطلاقّ إلا إن أراد ذلكّ و يبدوا أنه حـالياّ بحاجةّ للبقاءّ وحده خصوصاّ و أن الإعلام
يترقب تـحركاته بفارغّ الصبرّ أيضاّ كونه المتهمّ في قضيةّ نيكولاسّ لبيير بالرغم من أن الشرطةّ لا تـملكّ أي دليل لكنّ ..
سمعّ صوتّ ضجيجّ فرفع رأسه بضجر واضح لكي ينـظر ناحيةّ آرثر الذيّ و طوال هذه المدةّ ظل يتحدث دون انقطاع عن مدى كـرهه لنايت و تـدخله إذ أنه
سمع لتوا عن كون نايت قد دفع كفالة فـلورا روبرت ضحيته و ظل أوسكار يتجاهله غير مباليا بتذمره عندما رن هاتفه فـوقف مغادرا غـرفته الخاصةّ تاركاّ
آرثر خلفه ثم اتجـه إلى زاويةّ ما فيّ الـرواقّ هادئةّ و ساكنةّ لكيّ يرفع السماعةّ قائلا ّبنبرةّ منزعجةّ
ـ و أخيـرا قررتّ الاتصال ، بحق السماء ديميتري ما الذيّ تـفعله ؟
تنهد ديميتري بقلةّ حيلة يعلم جيدا أن أوسكارّ إذا غضب فليس من السهل أبدا جعله يهدأ فتأوه بـقليلّ من الإرهاقّ و التعب بينماّ زفر أوسكار بحدة في
حين نـظر ديميتري من حوله كان لا يزال يقف في تلك الغرفةّ القديمة قد قضى فيها أسبوعا بـأكمله أو أكثر لا يعلم المدة إذ أنه نسي العـد منذّ فترة ،
قائلا بنبرته الـمضجرة الـمبحوحةّ
ـ إنني بحـاجةّ لمزيد من الـوقتّ فـأنا أريد أن يكون كل شيءّ مثاليا و يسير تماما كما خـططتّ له لكنّ ما شـأن تلكّ الـرسائل التي تركتهاّ ؟ ما الذي تقصده
بـأن آرثر و إليزابيث يتحركان من تلقاء أنفسهما ؟
زفرّ أوسكار بـعصبيةّ من قول ديميتري بـأنه بحاجةّ للمزيد من الوقتّ فهو لا يتحمل مجالسة هؤلاءّ الاثنينّ حسناّ ربما آرثرّ يستطيعّ البقاءّ معه لكن إليزابيث ؟
تـلك المرأة بمثابةّ ألم في العـلقمّ لا تـنزلّ و لا تخرجّ على الإطلاقّ مراقبتها يذهب بكلّ طاقته بعيداّ و هيّ بكل تـأكيد لنّ تنصت إليه لذاّ التعامل معها صعب
كثيراّ فأجابه أوسكارّ بضجر
ـ تماما مثلما قلت لكّ ، آرثر يقوم بمحاكمةّ فلورا روبرت و إليزابيث تتصرفّ من تلقاءّ نفسها كالعادةّ تـركتّ رجال يراقبون تحركاتها لكن أنت تعلم جيدا
كيف هي ، حتى الآن كل شيء تحت السيطرةّ
تـنهد ديميتري براحةّ و جلس على الكرسيّ الموجود بجانب المدفـأةّ لا ينكر غضبه إذ أنه لا يحبذ أن لا يسير أحد على أوامره لكنّ سيدع الأمور تمر بسلامّ
سيغض النظر فقط هذه المرة لأن لديه شيءّ أكثر أهميةّ و عـاد يسـأل صديقه باهتمام
ـ ماذا عن نايت ؟
السـؤالّ الدائمّ لديميتري الذيّ دوما ما يطرحه فيّ كل وقتّ الشخص الوحيدّ الذي يهـمه و يبحث عنه بالرغم من أن الإجابة تـختلفّ بمرور الـزمن إلا أن
هـذا السؤال بالذات يبقى يـطرحه لغاية مماته حينما تنهد أوسكار بقلة حيلة بعد ذلك تحدث بنبرة هادئة
ـ كعادته بالكاد يلتفت إلى ما حوله إنه يتقدم أكثر و لا أعتقد أن أي أحد يستطيع إيقافه عن بلوغ هدفه حتى إليزابيث ..
اتجـه ديميتري إلى النـافذة ينظر إلى تلك الثلوج التي غطت الباحة بأكملها ثم عاد يجول بنظراته الداكنة على أرجاء الغرفة بأكملها لكي تستقر عينيه أخيرا
على ذلك الكرسي الذيّ اعتلاه نيكولاس ماكاروف و الذي حتى الآن لا يزال خياله هناك كلما وقعت أنظاره على هذا المكان رأى نيكولاس جالسا ممسكـا
بمسدسه و يتحدث بنبرته المتهكمة الساخرةّ قطب ديميتري حاجبيه بعدم رضا قد تحدث بعصبية
ـ لن أسمح له بالفوز مجددا سوف أقتله هذه المرة بكل تـأكيد
زم أوسكار شفتيه على مضضّ كان غير مرتاح أبدا للهجة ديميتري الحادةّ و لا لحقده الأعمى على نايت لكن لقد فات الأوان لقول لا أو للانسحابّ فقد
أمضى صديقه حياته بـأكملها و هو ينتظر هذه اللحظة يخطط لها بكلّ ترقب و بحماسّ شديد لقد كانت هذه اللحظة سببه في العيش و استمراره في المقاومةّ
الانتقام من نايت كل شيء يتعلق بنايت هو سببه في العيش قال أوسكار بنبرةّ هادئة
ـ ديميتري توخى الحذر
ضحك بخفةّ إذ علم فورا من نغمة صوت أوسكار أنه قلق لكنه يرفض إظهار قلقه فالتزم الصمتّ لوهلة من الزمن قبلّ أن يبتسم بهدوءّ لم يعد يـأبه بحياته
و الحذر لم يعد يوجد في قاموسه بعد الآن إما أن يخسر أو يربح المسـألة سهلة للغاية و لا تحتاج إلى كل هذا التعقيد لكي يرد بنبرةّ ضاحكةّ
ـ هـذا صعب لكن سـأحاول ..
كلمات ديميتري لم تجعل الأمر سهلا على الإطلاق و قد إزداد قلق أوسكار أكثر ما الذي يفعله صديقه الآن و ما الذي يفكر فيه ؟ ما هي خطوته القادمةّ هل
سينجح ؟ إنه لا يعلم شيئا و لا يدري لماذا يبدوا هذا كالوداع الأخير لكنه أزاح هذه الفكرة من رأسه فوراّ ديميتري ليس بالرجل السهل أيضا لقد كافح طوال
حياته من أجل هذه اللحظة و كل شيء مثاليّ انتقامه سيمر سلسا للغايةّ دون أي أخطاء يجب عليه أن يقتنع بهذاّ فابتسم أوسكار بـنوعّ من الثقة قائلا
ـ اجعل رأسه المرفوع ذاك يسقط أرضا للأبد مع عـزته الواهيةّ
ضحك ديميتري بقـوةّ قبل أن يغلق السماعةّ ، يجعل رأس نايت المرفوع يسقط أرضا مع نـظرته الارستقراطيةّ و كرامتـه العاليةّ هذه الفكرةّ تروقه بشدةّ قبلّ
أن تتلاشى تلك الابتسامةّ من على وجهه قد ارتكزت نظراته مجددا بدون إرادة منه على مكان نيكولاس فوضع يده على عينيه محاولا أن يهدأ و يبعد تلك
الأوهام عنه قائلاّ بنبرة مرتجفة غـريبة
ـ سأجعله ينظم إليك قريبا ،
__________________
  #102  
قديم 12-28-2015, 06:03 PM
oud
 
جـالسةّ منتصف الـسرير بعدمـا أغلقت السماعةّ كي يتمسك هاتفها بين يديهـا لتضعه في حضنها ، فستانها الأزرق و سترتها الـبيضاءّ الطويلةّ نوعا
ما نـظرتّ إلى ملابسهاّ بهدوء ثمّ تنهدت بقلةّ حيلة يبـدوا أنها لن تستطيعّ مجاراة جمال إليزابيث على الإطلاقّ بالطبعّ لن تفعل فإليزابيثّ عارضةّ أزياء
و مصممةّ مشهورةّ فكيف لها هيّ الفـتاةّ البسيطةّ أن تقارن معها ؟ بالرغم من أنها تغيرتّ كثيراّ في الآونة الأخيرةّ إلا أنها لا تلقي لتغيرها أهميةّ و
ليستّ مدركةّ فعلا لأثر هـذا التغيرّ على حياتها بـأكملهاّ ..
ـ ما الذي يراه فيهاّ الكل ؟ عدى جمالها فـهي بمثابة مصيبة متـنقلةّ ..
هـذا ما همست به لنفسهاّ مستاءة من أن كل من رجال لبيير و ماكاروف يتبعونها أينما ذهبت ألا يلقون أهمية لشخصيتها الـمخادعةّ أو لرغبتها المتملكةّ ؟
لماذا هي فقطّ من ترى جانبها السيئ ؟ ربمـا لأنها تغار منها ؟ هزت رأسها نفيا و هي تستلقي لكيّ تنظر إلى شرفتهاّ لا تـنكر غيرتها منهاّ فقد حصلت
على اهتمـام نايتّ و قدّ حازت على أفكاره أيضا تمكنت من اخترق جدرانه الصلبة و الوصول إلى قلبه بينما هي فحتى و بعد كل محاولاتها الـجهيدةّ لم
تستطع أن تحصل و لو على ذرةّ من اهتمامه ،
ـ لا أصدق ذلكّ أنا فـاشلة عاطفيا دراسيا و عائليا بل حتى في المجتمع ألا يوجد شيء أجيده ؟
تمتمتّ بخفةّ قبل أن تضع الوسادة علىّ رأسها تقنيا كل ما يحدث الآن هو خطـأها هي لو أنها لم تنفك طلب من والدها الذهاب خلف سيليا أو لو لم تخالف
أوامره بشدةّ لما طردها من المنزلّ و لما التقت بويليامّ الذيّ أخذها للحفلةّ و لن تلتقيّ أبدا بنايت و لنّ يحدث كل هذاّ لكنّ لقد حدث ما حدثّ و ليت لن يفيدّ
فلورا بالسجن و لن يغير أي أحد هذه الحقيقةّ ، نايتّ يسعى لسلطةّ و ويليام مدان فتنهدتّ بقلةّ حيلةّ و هي تدورّ للجهةّ الأخرى ليتها تستطيعّ فقط تقديم
المساعدةّ ..
ـ ماري ..
تنهدتّ باستياء شديد و الأدهى من ذلكّ أنه لم يبقى الكثير من الوقتّ حينما أشاح تلكّ الوسادة من وجهها رمشتّ عدةّ مراتّ بعدم استيعابّ هي ترى نايت
يقفّ أمامه ممسكاّ بالوسادة مقطباّ حاجبيه بإنزعاجّ إذ لم تسمع نداءاته المتكررةّ لها بينما اعتدلت ماري فورا في جلستها قائلةّ بنبرةّ حادةّ لم تستطع منهاّ
ـ ما الذي تـريده ؟ أنا مشـغولة كما ترى ..
رمقها بسـخريةّ متهكما قد علت ملامحه ابتسامتهّ المستفـزةّ المتلاعبةّ لكي يزداد غضبها فـأشاحت وجهها بعـيدا عنه متـظاهرةّ بإرسال رسـائلّ نصية فيّ
حين قطب هو حاجبيه دفعها جانبا لكي يجلس على السرير قائلا بنبرته المتهكمةّ المبحوحة
ـ أجل ذلكّ واضح ، ما الذي أنت مشـغولة به ؟ إدعاء النوم ؟
لمّ تلتفت نحوه مدركـةّ بأنها إذ حاولتّ الرد فهو سوفّ يسخر منها مجددا و يجعلها تلتزمّ الصمتّ لربما لبقية اليوم بأكمله إذ لطالما نجحّ نايت بالتلاعب
بكلماته و بها جاعلا إياها مهزلةّ فيّ كثير من الأحيانّ لذلكّ بقيتّ ساكنةّ فيّ مكانها تحتضنّ هاتفها إنها لا تنكرّ سبب تقلب مزاجهاّ هو غيرتها التيّ لا تستطيعّ
السيطرةّ عليهاّ فإليزابيثّ اعترفتّ لنايت و قبلته لم تكتفي بذلكّ بل تحاولّ أن تجعله يغادر انجلترا معهاّ أليسّ هذه الأسباب كافيةّ بجعلها تتوترّ تخاف و تتـألمّ
من فقدانه ؟ تنهدتّ قبلّ أن تستنشقّ كميةّ من الهواءّ لمساعدتهاّ على الاسترخاءّ أمسكتّ طرفّ فستانهاّ و استدارتّ نحوه وجدتّ عينيه داكنتينّ تراقبانهاّ أكانّ
ينظر إليها طوال هذّه المدةّ ؟ ارتبكتّ أكثرّ لكنها تجاهلتّ توترها و هيّ تتحدثّ بتردد
ـ أسوف تـرحل معها ؟
رمقهاّ لوهلةّ من الزمنّ بعدم استيعابّ يرحل مع من ؟ بينما ازداد ارتباك ماريّ أكثرّ قد احمرت وجنيتها ما الذيّ تفعله ؟ دوماّ ما تزيد الأمور سوءاّ
بتصرفاتها الرعناءّ تلكّ إنها تدرك أكثرّ من أيّ شخص بأن نايت لا يحبذ الإجابة عن الأسئلةّ خصوصاّ إن تعلقّ الأمرّ بماضيه و إليزابيثّ مهما رفضتّ
ماريّ الاعترافّ بذلكّ فقدّ كانتّ إليزابيثّ جزءا من ماضيهّ فيّ حين ابتسمّ هوّ بخفةّ بعدما فهم ما الذيّ تحاول الوصولّ إليه فقالّ بنبرةّ مبحوحـةّ خبيثةّ
ـ أجل و لقد أتيت لتوديعكّ قبلّ أن أغادر لندنّ ..
اتسعتّ عينيها بدهشةّ و صدمـةّ في آن واحد لاّ تصدقّ ذلك هل سيرحل مع إليزابيثّ بعد كل الذي فعلته ؟ لقد قتلت جده السيد بيتر وّ تركته من أجل كايلّ
ثم عادتّ من أجله أيّ هراءّ هذا ؟ لماذا يسامحها ؟ أشاحت وجهها بعيداّ عنه تنظر نحوّ الشرفةّ لقدّ خسرته فعلاّ فقالتّ بنبرةّ مرتجفةّ
ـ لكنها .. لكننيّ ،
ابتسمّ بتهكمّ على تصديقها إياهّ فورا لكن سرعان ما تغيرتّ ملامحهّ إلىّ الصدمة و الإرتباكّ فيّ آن واحد قدّ رآها تـبكي دونّ أن تصدرّ صوتاّ دموعها
تسقطّ على خدهاّ بقوةّ لقدّ كانتّ مجردّ مزحةّ فقطّ ألم تستطعّ أنّ تدركّ ذلكّ من خلال نبرتهّ الساخرةّ ؟ فضحكّ بـنغمةّ صوته المبحوحةّ لكيّ تلتفتّ نحوهّ
رأته يكتم ضحكتهّ و هوّ يمسكّ معدتهّ عندماّ قالّ من بينّ ضحكاتهّ المتقطعةّ
ـ أنتّ .. أتصدقينّ كل ما يقالّ لك ؟
توقفت عنّ البكاءّ أهذه مزحةّ أخرى ؟ لقدّ كان ذلكّ واضحاّ من خلالّ ضحكاتهّ المبحوحةّ إنه يسخرّ منها مجدداّ فوقفتّ بعصبية بالغةّ ماّ الأمرّ المضحكّ ؟
هلّ صارت مشاعرهاّ الآن مجردّ مزحةّ ؟ يتلاعبّ بها كيفماّ يشاء ؟ استـدارتّ مغادرةّ الغـرفةّ لكنها توقفتّ نظرتّ نحوهّ الذيّ كانّ يرمقهاّ بسخريةّ ثمّ
قالتّ بنبرةّ مرتجفةّ لم تستطعّ إخفائها
ـ مشاعري ليست بالشيء المسلي لتتلاعبّ به نايت ..
كيفّ آلت الأمور إلى ماهي عليه الآن ؟ لقدّ كانتّ تتقبل دوماّ مزاحه فما الذيّ اختلفّ عنّ تلكّ المراتّ ؟ زفرّ ببرود و وقفّ بينماّ هي استعدتّ للمغادرةّ
فسارعّ بخطواتّه نحوهاّ كادتّ أن تخرجّ لولا أن ذراعهّ كانتّ الأسبقّ للإمساكّ بها جذبهاّ من معصمهاّ ثمّ جعلها تستديرّ نحوهّ اقتربّ منها لكيّ ينظرّ إليهاّ
بعينين داكنتينّ حادتينّ قد قالّ بنبرةّ ساخرةّ باردة
ـ أتظنينّ فعلا أننيّ بتلكّ الحماقةّ ماري لأغادر معها ؟
لمّ تستطعّ أن تبعدّ عينيهاّ عنه لكنّ أخفضتّ رأسهاّ قليلا إنها تشعرّ بالغيرةّ منها و لا تستطيّع منع ذلكّ بينما رمقها نايتّ بحدةّ إذّ أنها فعلاّ قد أثارتّ
أعصابه هوّ يحبّ إليزابيثّ ؟ أيّ مزحةّ ثقيلةّ هذّه ؟ حتىّ لو كانتّ آخر امرأة فيّ العالمّ بأكمله لماّ أحبها بينماّ قالتّ له ماريّ بترددّ
ـ هيّ جـميلةّ جداّ و ذكيـةّ كما أنهاّ واثقة للغايةّ و .. شديدةّ الجمالّ أيضا، أقلتّ أنها جميلةّ ؟
لمّ يعلم أكانتّ تمزحّ أم جادةّ فيّ كلامها لكنهّ رمقهاّ بحدةّ لكيّ تغلقّ عينهاّ اليمنى محاولةّ أن تخففّ منّ حدةّ نظراتها الموجهةّ نحوهاّ حينماّ رفع هوّ يدهّ
بعيداّ عن كتفهاّ بعدّ ذلكّ قامّ بضربهاّ بكلّ قوةّ على جبينهاّ فتأوهتّ بألمّ و هي تتراجعّ فيّ خطواتهاّ للخلفّ لكنهاّ لم تسقط إذّ كان ممسكاّ بها منّ معصمهاّ
بّقوةّ لكيّ يتحدثّ بنغمة صوته المبـحوحةّ
ـ أنـت مخطـئةّ ..
لقدّ قال كلماته الأخيرةّ بغطرسةّ و كبرياءّ واضحّ لكيّ تضحكّ بخفةّ لقد استطاعّ أن يغيرّ مزاجهاّ فوراّ بينماّ رفع نايت حاجبهّ قدّ تغيرتّ ملامحهّ كانّ
وجهه شاحباّ نوعا ما لمّ يدرك ما الذيّ يجب عليهّ فعلهّ لكنه تنهدّ بقلةّ حيلةّ أشاحّ وجهه بعيداّ قبلّ أن يعودّ بأنظاره إلى ماريّ قالّ بنبرةّ هادئةّ
ـ ألم أقل لك سابقا ..
أمالتّ رأسهاّ قليلاّ دلالة على عدمّ فهمها فـتأوه بضجر لم يكنّ عليه فنحّ فمه على الإطلاقّ منذّ البدايةّ إذّ أن ما هو على وشكّ قوله لمّ يعتدّ عليه إن
صحّ القولّ فعادّ وجهه لكيّ يصبحّ شاحباّ كما لو كأنه لمّ يرى النورّ قطّ بينماّ أصبحتّ عينيه داكنتينّ للغايةّ لمّ تفهم ماريّ سببّ هذّه التغيراتّ التيّ تحدثّ
عليهّ لكنهاّ بقيت ساكنةّ محاولةّ أن تستمعّ له عندماّ تحدثّ هو بنبرةّ مبحوحةّ منزعجةّ
ـ مخطئةّ و كفى ..
رمقـته لوهلةّ من الزمنّ بعدم استيعاب إذ لم تفهم ما الذي يرمي إليه بينما ازداد هو انزعاجه أكثرّ فأكثر فدوما ما يزعجه توضيحّ رأيه أو الإجابةّ عن
أي أسئلة موجهة نحوه قد فعلت ماري الآن كلا الأمرينّ و الأدهى إنها لا تفهم أبدا وجهة نظره تنهدّ بإرهاق شديد لكيّ يستدير متجها نحو الأريكةّ جلس
عليهاّ فورا و رفع ملفاّ كان على المائدةّ حينما اقتربت منه ماريّ ببطء محاولةّ أن لا تزعجه بالتطرقّ إلى أين هي مخطئةّ و قالت بنبرةّ متسـائلةّ
ـ إذن ما الذي حدث ؟ ما الذي فعله كايل ؟
هزّ كتفيه دلالة علىّ عدم علمه أسند ذراعه علىّ طرفّ الأريكةّ بينما ذراعه الأخرى على عينيه لقدّ فعل كل ما يتوجب عليه فعله إذ أنه استعاد أملاك
كايل التي أخذتها إليزابيثّ و قدم كلّ الأدلةّ التيّ ستجعلها قابعةّ في السجن للأبد لكنّ كل ما فعله يعودّ الآن إلى القرارّ الذي سوف يتخده كايل فقطّ فهو
أكثرّ شخص قد أذته إليزابيثّ تلاعبت به و خانتهّ بل خانتهما معا فابتسمّ بسخريةّ مجيباّ على سؤال ماري
ـ القرار بين يديـه مسامحتها أو لا كل شيءّ يعود إليه ..
أومـأت ماريّ بالإيجابّ ملتزمـةّ الصمت بالفعل فكايل أكثر من قاسى من تصرفاتها الـمتعجرفةّ و الـخبيثةّ إن صحّ القول ثمّ جلست بجانب نايتّ لو أن
القرار يعود إليها فلن تسامحها قط لقدّ خدعتهم جميعاّ تلاعبت بهمّ من أجل مصلحتها الخاصةّ إنها من أحقر الأشخاصّ التي رأتهمّ و مدى الكره الذيّ
تحمله لها لاّ يقاس على الإطلاقّ أخذت نايتّ منها و تلاعبت بكايل الرجلّ الذي أعطاها كل ما يملك تنهدتّ بقلةّ حيلةّ ثمّ ببطءّ أسندت رأسهاّ على
كتفه قائلةّ بهدوء
ـ ماذا عنك ؟ أكنت لتسامحها ؟
بقيّ على وضعيته تلكّ مبتسما بنوع من التهكم أكان ليسامحها ؟ ربما لنّ يفعل لا بكل هو بكل تـأكيد لن يفعل تنهد بنوع من الضجرّ لكنه هذّه الأفكارّ
عن المشاعر أكثر ما يؤرقه و يفضل أن لا يتدخل أبدا بمثل هذه المواضيعّ فذلكّ أسلم له و يقيـه الكثيرّ من المشاكلّ فأجابها بنبرةّ لا مباليةّ
ـ لستّ أعلم .. على الأرجح أننيّ سوف أتجاهلها فقطّ
نـظرتّ إليه بإستغراب هل سيتجاهل شخصاّ أذاه ؟ و أين الحكمةّ فيّ ذلك ؟ لكنّ بالرغم منّ إجابته الغريبةّ فقدّ ضحكتّ بخفةّ إذ أن هذا من شيمه فعلاّ
فهو لا يفضلّ أبدا استعمالّ قلبه علىّ الإطلاقّ و إنّ كانتّ توجدّ طريقةّ عمليةّ تساعدهّ فيّ حلّ الوضعّ فلنّ يستخدمّ قلبه ، فتح عينه اليمنى يرمقها بكسل
بينما ابتسمتّ هي بكلّ خفةّ قائلةّ بضحكةّ
ـ أتـساءل إن كانتّ هذه الصفةّ فيك تستحق المدحّ ؟ عدم اعتـمادكّ على مشاعرك في التوصل إلى حل لمثل هذه المواقفّ لفعلا أمر أهنئك عليه فـأنا دوما
ما ألجأ إلى قلبي في اتخاذ أي قرار أتوصل إليه ،
رفع حاجبه دلالةّ على استنكاره قبلّ أن يرمقهاّ بنوع من الضجر لاّ ينكر فهما مختلفين جدا طريقتهما في التفكيرّ مختـلفةّ كل شيءّ أسلوبهما و غايتهما
جميعها جمـعتّ تحت كلمةّ واحدة ألا و هي الاختلافّ بعينه قال بنبرةّ متهكمةّ
ـ ذلكّ يفسر حجم الأخطاءّ التي ارتكبتها..
نـظرت إليه بإستياء ثمّ أبعدت رأسها عن كتفه إنه يقول بأن اعتمادها على مشاعرها في اتخاذها لأي قرار هو السبب خلف كمية الأخطاءّ الكبيرة التي
ترتكبها أجل لا تنكر ذلكّ إذ لا يمكنها أن تحكم على كل المواقفّ بمشاعرهاّ فقطّ لكن لاّ حيلة لها في ذلك ضحكتّ بخفةّ إذ أن اعتمادها على قلبهاّ هو
الذيّ جعلها تكمل طريقهاّ برفقته و تتزوجّ به بالرغم من كل تلكّ الأحداثّ التيّ تلت هذا الزواجّ إلا أنها ليستّ متأسفةّ على الإطلاقّ فقالت له ببسمةّ
مرحةّ
ـ لستّ نادمـة على ذلك ،
نـظر إليها ببرودّ أجل و هذا نوع من أنواع الاختلاف أيضا على الأرجحّ هما لن يصلا أبدا إلى نقطةّ تفاهم ، ضحكتّ مجددا بخفةّ ثمّ وقفت استدارتّ نحوه
وّ مدتّ يدها إليه نظر نحو يدها الممدودة نحوهّ بعد ذلكّ إلى ملامحها المبتسمة قبلّ أن يرمقهاّ بضجر فاقتربتّ منه كانتّ عينيهاّ مليئتينّ بالصدقّ و الـسعادةّ
قالتّ بضحكةّ
ـ من تلك القراراتّ التي توصلتّ إليها بقلبيّ هيّ حبي لكّ بالرغم من أنه ليسّ قراراّ بالأحرىّ .. لا أدريّ كيف أصفه لكنه حتـما ليسّ خطـئا
تنهدّ بقلةّ حيلةّ إنهما مختلفينّ و لا مجالّ للإنكار فابتسمّ بهدوء لكيّ يومئ بنوعّ من الكسل فعادتّ هي تضحك أكثر لا يستطيعّ أن يجادلها فيّ ذلك تحركتّ
بخفةّ و جلست بجانبه مجدداّ قائلةّ بلطف
ـ إذن .. غـدا هو اليوم الذيّ كنت تنتظره ، الاجتـماعّ الذيّ يحدد من الأحق بالسلطةّ
ذلكّ اليوم كمّ انتظر و كمّ طال الانتـظارّ لهذّه اللحظةّ التيّ سيثبت فيهاّ نفسه أخيراّ وضع ذراعه على عينيه مجدداّ مسندا رأسه علىّ ظهر الأريكةّ كانّ
مجرد موظفّ لدى بيتر يحاول أن يصنعّ فيها طريقه لاّ عبر لقبه أو ثروته بلّ بجهده و عـرقهّ الآن هاهو يحصّد ما زرعه بالرغم من أن الشخص الوحيد
الذيّ سانده طوالّ رحلته لمّ يعد موجودا ابتسمّ بهدوءّ ثمّ قال ببحةّ
ـ يبدوا أن ذلك اليوم أخيراّ قد أتى ..
كانتّ عينيهاّ تراقبانه بـمشاعرّ لم تستطعّ أن تضعهاّ بكلماتّ مجردة فاكتفت فقطّ بالنظرّ نحوه متمنيةّ من أعماقّ قلبها أن يصل إلى هدفه سقطتّ دمعةّ
على خدها لم تستطعّ أن تقاومّ مشاعرهاّ أكثرّ من ذلكّ لكيّ تسارعّ بلفّ ذراعيهاّ حوله قـالتّ بنبرةّ مرحـةّ
ـ سوف تفوز حـتما و حينما تفـعلّ سـأكون أول من يهنئكّ ،
ضحكّ ببحةّ خفيفةّ فوجدّ نفسه يضعّ ذراعه خلفّ ظهرها ربما لمّ يعد بيتر موجوداّ و ربماّ لم تعشّ والدته سكارليت لتشهدّ هذّه اللحظةّ لكنّ هناكّ العديدّ
من يسانده الآن فقالّ بنبرةّ ممتنةّ مبحوحةّ
ـ شكـراّ ..
ابتعدتّ عنه مبتسمةّ بلّ يتوجب عليهاّ هي أن تشكره بفضله اكتسبتّ الـجرأة لتفعل الكثيرّ من الأمورّ التي لما كانت لتفكرّ بفعلها سابقاّ مواجهةّ والدهاّ
الخروجّ من قوقعتهاّ تلكّ وّ اكتسابّ هذاّ الكم من الأصدقاءّ كلير و فـرانسواّ ، سوزي و ويليام كذلك أليكساندر ذلك الفتىّ الذي أحبته منّ أول لقاء ّبينهما
كلّ ذلكّ حدثّ بعد معرفتهاّ به فوقفتّ ثمّ أخذتّ تقفزّ قائلةّ بحماسّ
ـ سـأكونّ أول من يهنئكّ سأحرص علىّ ذلك ..
أومـأ بالإيجابّ فقطّ لكي تلتزمّ الصمتّ بينماّ استمرت هيّ في الـدورانّ حول الـغرفة بحماسّ تتحدثّ حولّ خططّها ليومّ الغدّ ما الذيّ عليها أن ترتديه وّ
أيّ كلماتّ ستقولهاّ حينماّ يسألها الصحافيون عن شعورهاّ كماّ ما الحركةّ التي ستقومّ بها إن لمّ يستطعّ نايت أن يلمحها فيّ المؤتمر الصحافيّ الذيّ يليّ
الاجتماع لقد بدتّ متـأكدةّ من فوزهّ كما لوّ كـأن الأمر لا يحتاجّ لتفكيرّ فيّ حين بقيّ هوّ يراقبهاّ بهدوءّ و ضجرّ فيّ آن واحد حالماّ تستديرّ نحوه يجيبّ
بنعمّ بعدّ ذلك تكملّ حديثها
طل أليكساندر بـرأسه بعدّ أن سمع صـوتّ ماري العاليّ و هيّ تتحدث بحماسّ شديد فابتسمّ بخفـة نـظر بعد ذلك إلى نايت الذيّ يضحك تارةّ على حديثهاّ
و يعلقّ تارةّ بتهكمّ واضحّ ثمّ سرعانّ ما يومئ بالإيجابّ تفادياّ لأي نقاشّ معها كادّ أن يعودّ أدراجه عنـدما لمحتّه ماريّ فسارعتّ بمناداتهّ ركضتّ نحوه
و أمسكتّ يديه لكيّ ترقصّ معه على أنغـامّ الفوز كما أسمتها ضحكّ أليكساندر بخفةّ عندما تحدثتّ ماريّ بلهجةّ مرحة
ـ نايت أنـظم إلينا .. هيا
فتـح البـاب مجدداّ و طلّ منه كايل نـظرّ حوله ثمّ بخفةّ متناهيةّ أمسكّ بيد ماريّ مبعدا أليكساندر عنهاّ ضاحكاّ بـكلّ سعادةّ حالما رأته ماريّ ابتسمتّ بلطفّ
شديدّ مدركةّ شدةّ وقع ما حدث الآن عليه ، لكنهّ على عكسّ ما توقعّ فإنه يشعرّ بالحريةّ كما لو كـأنه تخلصّ من حملّ ثقيلّ كان يثقلّ كاهله و لمّ يسعه
سوى الـفرحّ لتخلصّ من هذاّ الحملّ قالّ بنبرةّ عاليةّ
ـ سوزي شـغليّ الموسيقى ..
أتت سوزي منّ خلفّ الباب مبتسمةّ بخفةّ لقدّ صار يدرك بأنها كالظلّ تتابع تحركاتهّ فدخلتّ فوراّ بخطواتّ ّبطيئةّ نوعاّ ما ثمّ وقفتّ بجانب أليكساندر الذيّ
اعترضّ بحدةّ قائلاّ
ـ أنا من أتى أولا..
حاولّ أنّ يـستعيدّ ماريّ مجددا لكنّ تدخل كايلّ أعاقّه كثيراّ فقد كانّ يدفعه بقوةّ مبعدا إياه ّغير منصت لاعتراضاته قبل أن يرتطمّ بجسد شخصّ ما فاستدارّ
كايل للخلفّ عندماّ رأى نايت يقفّ رافعا حاجبه و قدّ كانت على شفتيه ابتسامةّ باردةّ فتحدث كايلّ بضحكةّ
ـ ماذا ؟ أنا أتيت أولا ..
صاحّ أليكساندر باعتراض مجددا مستاءاّ من كايلّ بينماّ و لدهشةّ الأخير فقدّ تركتّ ماريّ يديه مسرعةّ لكيّ تتجه نحوّ نايت ضاحـكةّ لفتّ ذراعيهاّ حول
رقبته محتـضنة إياهّ بينماّ فتح كايلّ فمه معترضاّ قائلاّ باستياءّ شديد
ـ أنت تـعلم بأنها ستختاركّ هـذا ليسّ عدلا..
لقدّ كان واضحاّ حال تدخل نايت بأن ماريّ سوف تختاره لكيّ تنطلقّ ضحكاتّ الكلّ فمدت سوزي يدها نحو كايلّ ممسكةّ إياه بـخفةّ لكيّ يسيرّ معها بخطواتّ
دائرية محاولين أن يعترضاّ تحركاتّ ماري السلسةّ و نايتّ الذيّ سرعان ما ندمّ من قراره بالتدخلّ و قد ظهرت عليه ملامحّ الاعتراضّ فيّ حين صاحّ
أليكساندر بعصبيةّ قائلاّ و هو يتجه نحوهمّ
ـ ماذا عنيّ ؟ أريد الرقصّ أيضـا ..




آنتهى ـ
__________________
  #103  
قديم 12-28-2015, 06:05 PM
oud
 
الجـزء السادس و الخمسون

المـصيرّ ~


سمـاءّ لندن مشـمسة على غير العـادةّ في ذلك اليوم المنتـظرّ و كم طالت مدة الانتـظار من قبل الكل هاهو الـغد الذي يحدد مصير شـركةّ لبيير
قد أتى أشـارتّ xxxxب السـاعةّ إلى السـادسةّ و النصف حين فتح عينيه بكسل لم يكن ليستيقظ في هذا الوقت لكنه لم يستطع النوم فيّ البداية
فاعتدل في جلسته ثمّ رفع أنامله محركا خصلات شعره البنيةّ بنوع من الكسل قبل أن يتثاءب بتعب عـادّ ينظر من حوله فيّ أرجاء غـرفته الهادئةّ
قد عمها السكونّ عنـدما رأى نايت يقف على مبـعدةّ منه إلى جانب شرفته عينيه داكنتين بشرته الـشاحبةّ فـأدرك كايل فورا دون أن يلجـأ أيّ أحد
فيهما لكلمات ما يجول فيّ ذهن الآخر ربما لأن أفكارهما متشـابهةّ فيّ هذه اللحظة بالذاتّ ،
ـ مؤسفّ أنه لم يعش ليشهد هـذا اليوم ، أليس كذلك ؟
تـحدث كايل بنبرةّ هادئةّ لكيّ يلف نايت رأسه له رامقا إياه بطرفّ عينه بعد ذلكّ عاد بنظراته إلى حيثما كانتّ لا لشيء محدد و إنماّ إلى أينما كانتّ
أفكاره تقوده سابقاّ بينما أبعد كايل غـطاءّ عن جسده بعد ذلكّ وقف رفع يديه عاليا محاولا أن يبعد الكسلّ عنه و ارتدى قميصه الأبيض المرمي
جانبا لكيّ يتجه إلى حيثما كان يقف نايتّ ذوّ ملامح البـاردةّ الهادئةّ فقالّ كايل بنبرةّ بدتّ بعيدةّ و حزينـةّ كمّ كان وقعها مؤلما
ـ لأنه أمر مؤسفّ للغاية أن لا يشهد الشخصّ الوحيد الذيّ أردناه أن يـرى كمّ نضجنا إنجازاتنا..
بقيّ على تلكّ الحالةّ لمدةّ من الزمنّ بيتر بالرغم منّ أن التفاهم معه كانّ صعبا و مستحيلاّ إلا أنه الفرد الوحيد المتبقي من عـائلتهم الذيّ اعتنى بهما
تنهدّ كايلّ بقلةّ حيلةّ ثمّ نظر إلى نايتّ قبل أن يرفع يده و بضـربةّ قويةّ سددها نحوّ ظهر نايتّ كي يبتسم بعدهاّ بحماسّ قائلاّ
ـ دعنا لا نفسد مزاجنا ، نـايت سوفّ أهـزمك بكل تـأكيد
رمـقه نايتّ بنظرةّ باردةّ ضجرةّ لكنهّ سرعان ما ابتسم بهدوءّ لوهلة من الزمنّ قبل أن تسارعّ تلك الابتسامةّ بالاختفاء كما لو كـأنها لم تظهر قطّ
و هو يرفعّ يده ليسددّ ضربةّ قويةّ أيضاّ نحو ظهر كايلّ الذي تأوه بـألم حينماّ اعتدل نايت فيّ وقفته قائلا بنبرةّ مبحوحةّ
ـ تـحتاج إلى الكثيرّ لتهزمني ..
ضحك كايل بقهر منّ ثقة نايت المـطلقةّ و غـطرسته ألن يغير تصرفاته المثيرةّ للأعصابّ ؟ بينما ابتسم نايت بـتهكمّ شديد فبادره كايل بـنظراتهّ
الـغاضبةّ عندما فتحّ باب الغـرفةّ على وسعه وجها كلاهما اهتمامه نحو القـادمّ لم يكنّ أحدا سوىّ أليكساندر مرتدياّ بـذلة رسميةّ شعره الأشقر
مرفوعّ للأعلى لكن سرعان ماّ يسقطّ للأمام حالما رأهما قـالّ بحدة
ـ ما الذي تفعلانه ؟ الـفطور جاهز منذ مـدةّ فإنزالا فـورا
أغلق البـاب خلفه بـعصبيةّ مغـادرا الغـرفةّ بينما رفـع كايل حاجبه دلالّة على استنكاره لتصرفّه عندما ضحكّ فجـأة أيعقل أن أليكساندر لا يزال غاضبا
لأنه تـجاهله و أخذّ يد ماري عوضا عنه ؟ إنه بالفـعل طفل بينما رمـق نايت كايلّ بنـظراتّ باردةّ حادةّ لكي يتنحنح الأخيرّ بتوتر قائلاّ
ـ ماذا ؟
ابتسم نايت بـبرودّ شديد لكيّ تنتابّ كايل موجةّ من التوتر ما بالهما ؟ اقتربّ نايت منه ببطءّ و خطواتّ كسولةّ للغايةّ ثمّ وضع ذراعه حولّ كتف ابن
خـاله مما جعله يستنكر تصرفهّ أكثرّ بينماّ تحدثّ نايت بنبرةّ مبحوحـةّ ذاتّ نغمةّ مهددةّ نوعاّ ما
ـ لا تـعبث مع أليكساندر إنه يملك مسدسا ..
ضحكّ بـعد ذلكّ بخفةّ و هو يـغمزّ لكايلّ بنوعّ من الـتهكمّ و السخريةّ لكيّ يقطب كايلّ حاجبيه بغير رضا ربما استـعملّ نايتّ اسم أليكساندر لكنه بكل
تأكيد لم يكن يعنيّ ذلك الطفلّ بلّ عنى نفسه مـا شـأن هؤلاء ؟ كمـا لوّ كـأنه سيلتهم ماريّ ما إن اقترب منها مما جعله ينزعجّ كثيراّ بينماّ رفع نايتّ
يده مودعاّ إياه و هو يسبقـه بخطواتّ للأمام عنـدماّ تنهد كايلّ بقلةّ حيلة قائلاّ بعدما اقترب منه
ـ أنـا لستّ خـطيرا فلماذا تهاجماننيّ بهمجيةّ هكذا ؟
قالّ ذلك و هو يتـذكرّ ضربّ أليكساندر البـارحةّ لقدمه بكلّ قوة ّبعدما ألقى عليه بشتيمةّ سريعةّ بلكنتهّ الـروسيةّ الحادةّ فيّ حينّ اكتفى نايتّ بـالنظرّ
إليه دونّ أن يقدم على أيّ شيءّ كما لو كـأنه يخبرّه دونّ أن يلجأ للكلماتّ بأنه إذا اقتربّ خطوةّ أخرى منهاّ فسوفّ يلكمه بلا ترددّ زمّ شفتيه بعبوسّ
واضحّ إنه أول صديقّ لماريّ وّ كلاهما قدّ مرا بنفسّ الـظروف أوليسّ هوّ .. قاطعّ نايتّ جملةّ أفكاره الـطويلةّ بنبرته المتهكمةّ الساخرةّ
ـ تـاريخكّ الحـافلّ الـشريفّ مع النساءّ أكبر دليلّ على عدمّ خـطورتكّ ..
كادّ كايل أن ينهار منّ شدةّ سخرتهّما منه قدّ استاءّ فعلاّ ماّ ذنبه إن كان يرى كل النساء جميلات ؟ تربيته الـحسنةّ تجبره علىّ رمى سيلّ من المدح
لهنّ و هوّ لا يغازلهنّ فعلاّ بلّ يستعمل كلماتّ لبقةّ لوصف مدى حسنّ جمالهن هذاّ ما كان يقنع نفسهّ به طوالّ تلكّ المدةّ قبلّ أن تقبل إليزابيث
باعترافه لكيّ يتوقف عنّ كل هذّه الأفعالّ لكن الآن بعدما تخطىّ أزمةّ إليزابيثّ فـنايتّ يظن بأنه سيتجه نحوّ ماري ،
ـ لقدّ كنت أجاملهنّ فقط ..
زمّ شفتيه بعبوسّ واضح حتّى لو أراد فماريّ لديهاّ نايت على أيّ حال تنهدّ مجددا بقلةّ حيلةّ عندما ابتسم نايتّ ببرود ، حالما وصلّ الاثنين إلى
القـاعةّ كان أليكساندر يجلسّ لوحده ممسكاّ بشوكته ينظرّ إلى صحنه بشرودّ كانّ يسند رأسه علىّ ذراعه بنوعّ من الضجرّ أيضا بينماّ و بجـانبه
ويليامّ الذيّ يضعّ القليلّ من شرائحّ اللحمّ في صحنّ فلوراّ التيّ بجانبه فيّ حين اكتفت هيّ فقطّ بلفّ ذراعها حولّ ذراعه مبتسمةّ عندما تـقدم كايلّ
للأمام قائلاّ بنبرته المـرحةّ العاليةّ
ـ صبـاح الخـيرّ جميـعا ..
رد كلّ من سوزي و فـرانسواّ أيضا ويليامّ التـحيةّ بروح معـنويةّ عاليةّ لما يحملّه اليومّ من أمال بينماّ اكتفت فلوراّ بإيماءّ برأسهاّ عندما وقعتّ
أنظارها علىّ نايت كانتّ ملامحـه هادئةّ و باردةّ كعادته عينيه تقيمانّ كلّ شيءّ و خـطواتهّ الكسولةّ حينماّ جلسّ تحدثتّ فلورا بسخريتها اللاذعةّ
ـ يصلّ الضيوف قبل المضيف كم هذا لطيف إنه بكل تأكيد يدل على حسن ضيافتك
رفـع نايت فنجان قـهوته السوداءّ مرتشفاّ القليلّ منه قبل أن تنتقل إلى مسامعه صـوتّ فلورا المتهكمّ كعادتهاّ لا تشعر بالراحةّ إلا إذا ألقتّ كلمةّ
أو اثنين مستهجنةّ تصرفاتهّ فيّ حين تنهد ويليامّ بقلةّ حيلةّ و لم يعد يقوى على إيقافها عندماّ أشارّ نايت بيدهّ لفرنسواّ قائلاّ بنبرتهّ المبحوحةّ الهادئةّ
ـ فرانسواّ احرص على أن تكونّ هذه المرةّ الأخيرة التي تدخل فيها فـلورا إلى هنا
رمشّت فلوراّ لوهلة من الزمنّ بعدم استيعابّ بينماّ قطبّ ويليامّ حاجبيه فيّ حين دونّ فرانسواّ أوامر نايتّ دون اعتراض لكيّ تنطلقّ ضحكاتّ كايلّ فيّ
الأرجاءّ يبدوا أن نايتّ ليسّ بمزاجّ يسمح له بتقبلّ سخريةّ فلوراّ إذ أن أمره كانّ جادّا للغايةّ بينماّ أكمل نايت كلماته بنغمةّ صوته المبحوحةّ موجها
كلامهّ لثنائيّ
ـ ألا تـملكان منزلاّ ؟ يبدوا لي أنهما لا تـملكان واحدا لأنكما تستمرانّ بالمجيءّ و المبيت هنا ..
كادتّ فـلورا أن تفتحّ فمها مطلقةّ بسيل من الشتائمّ كعادتها عندماّ وضع ويليامّ يده على فمها مانعاّ إياها من الاسترسالّ فيّ الكلامّ دون فائدةّ ترجىّ
إذ أنها تحبّ دوما إغاظة نايتّ لكن الأخيرّ ينجحّ دوماّ فيّ إثارةّ غضبها بالرغمّ من أنها هيّ البادئةّ فقالّ بنبرةّ مستاءةّ مجيباّ فيها عن تهكمّ صديقه
ـ ما الذيّ تقوله ؟ نحن هناّ لمساندتكّ من أجل اجتماع اليوم ..
نـزعتّ فلوراّ يد ويليامّ عنها بعدّ أن هزتّ رأسها نفياّ بشدةّ على جملته و هيّ تـنظرّ نحو نايتّ بكل حدةّ قائلة ّبنبرةّ متعاليةّ متفاخرةّ
ـ تحدثّ عن نفسكّ ويليامّ فـأنا هنا من أجل تـشجيعّ كايل .. إنه الأحق بالمنصب
ارتشفّ نايت قهوته مجدداّ بهدوءّ و هو ينـظرّ إليهاّ بينما بادرته هي بنظراتّ أشد تهكما و سخريةّ يبدوا أنهما لن يستطيعاّ تجاوز أبدا لقائهما الأولّ
الذي قد ترك أثره حتىّ الآن فلا هي تستطيع تغير نظرتها عنه و لا هو كذلكّ ، عنـدها تحدثّ كايل بنبرةّ مرحةّ
ـ حقـا ؟ شـكراّ لك فلورا أنا ممتنّ لك ..
تمتم نايت بشيءّ ما ساخراّ من موقفها كم يتمنى لو أنه لم يدفع كفالتها لكانت قد تعفنتّ في ذلكّ السجن لمدةّ أطولّ و لكان ذلكّ أفضلّ للجميعّ لكن
ويليامّ و إصراره الشديدّ على إخراجها وقفّ كعائقّ فتنهدّ متجاهلا نـظراتهاّ المستفزةّ و ابتسامتهاّ الـخبيثةّ قدّ سـألّ أليكساندر ببحةّ
ـ أين هي ماري ؟
هـز أليكساندر كتفيه دلالةّ على عدم معرفته بمكانها إذ و حينما عـادّ بعدما طلبت منه جلبّ كل من نايت و كايلّ لم يجدها بحثّ عنها فيّ غرفتهاّ كذلكّ
فيّ القاعةّ الرئيسيةّ لكن لم يجدّ لها أي أثرّ فعادّ لغرفةّ الطعامّ حينما وجدّ كل من ويليامّ و فلوراّ يجلسان تنهدّ بقلةّ حيلةّ قائلاّ بضجر
ـ لا أعـلم .. ،
بمجرد إنهائه لجـملته فتـحت ماريّ باب القـاعةّ ببطءّ لكي تـطل من خلفه مرتديةّ فستانها الأزرقّ الداكن قدّ تركتّ خصلات شعرهاّ البني تسدل على
ظهرها بكلّ عشوائية بشكلّ متموجّ طبيعيّ اقتربتّ منهم بخـطواتّ بطيئةّ بعدما ألقت التـحيةّ بصوتّ خافتّ للغايةّ ثم جـلست بجانبّ نايت الذيّ حالما
وقعت أنظاره عليهّا لمحّ بقعة علىّ طرف كم فستانها لماّ وضعت ذراعها علىّ الطاولةّ ، قـالّ ببحةّ خفيفةّ
ـ ماري ما هـذا ؟
أشـار على تلكّ البقعةّ فنـظرت ماريّ إليها لوهلة من الزمنّ بدتّ مشتتةّ للغايةّ لكنها سرعان ما استعادتّ تركيزهاّ قدّ وجهت عينيها نحوه ابتسمتّ
بخفةّ قائلةّ بضحكةّ
ـ حاولتّ تـقطيعّ حباتّ البرتقال فجـرحتّ إصبعي.. يبدوا أنني خرقاءّ في كل ما أفعله
لمّ يقل شيئا بل اكتفى بارتشاف قهوته السوداءّ فقط ألا تـدرك كم أن كذبتها هذه غير قابلة لتصديقّ ؟ فلا يوجد أيّ أثر لأي جرح على إصبعها أو يدهاّ
كما أنها ترتجفّ بالرغم من أنها هي بنفسهاّ لم تدركّ ذلكّ و ليستّ تلكّ البقعةّ الوحيدةّ حيثّ توجدّ فيّ ياقةّ فستانهاّ بقعةّ دماء صغيرةّ للغايةّ تنهدّ بهدوء
عندماّ أوقعت ماريّ كـأس العصيرّ فجـأة على نفسهاّ فوقفتّ مسرعةّ قبل أن تـوجهّ نظراتها للكلّ ابتسمتّ بضحكةّ متحدثةّ بنبرةّ مرتبكـةّ
ـ أرجوا المعـذرةّ ..
قالتّ ذلكّ منحنيةّ ثمّ سرعانّ ما غـادرتّ القاعةّ و لمّ يدم على جلوسهاّ سوىّ دقائقّ فقط فنـظر أليكساندر إلى نايت مستغـربا كذلك فعل البقية بينما
كانتّ هي تسرعّ في خطواتها كما لو كأنها تركض و حالما اختفت عن أنظارهم تمسكتّ بجدار محاولة أن توازن جسدها قبلّ أن تدخلّ الغـرفةّ ،
أغلقت البابّ خلفها ببطء و اتجهت إلى الحمام ثمّ أخذتّ تكح بقـوةّ يبدوا أن الوقتّ قد حان فعلاّ و لا مجال لتأخيرّ ابتسمتّ بخفـة يبدوا أن جسدها
أعلن عن استسلامه ..
أخذت حماما سريعا بعد ذلكّ وضعت المنشفةّ على جسمها كيّ تفتح باب الحمام اتجـهتّ إلى دولاب ملابسها و أخـذتّ فستانا آخر كان أسـود اللون
بـطرازّ ذهبيّ يلفّ حول خصرهاّ بكلّ إحكام يصلّ إلى ما أسفل ركبتيهاّ بقليل و رفعتّ خصلاتّ شعرهاّ البنيّ على شكلّ ذيل حصان ، نـظرتّ إلى نفسهاّ
بنوع من الاستياء لقد اختارت البارحة رفقةّ سوزي و أليكساندر ذلك الثوب الأزرقّ لحضور مناسبةّ مثل هذهّ و أن تسكبّ عليه العصيرّ لشيء يثير
عصبيتهاّ فعلاّ و تعاستها أيضا ، تنهدتّ بقلةّ حيلة ثمّ رفعت يدها و أسفل ملابسها جذبت علبةّ دواء صغيرةّ أخذتّ حبتينّ بالتواليّ ..
ـ آخ كم هو مر ..
هزت رأسها نفيا و هي تخرجّ لسانها دلالةّ على عدم إعجابها بذوق الدواء المر ، نـظرتّ إلى المرأة بعينيها الواسعتين مبتسمة لا تستطيعّ نكران
سعادتها فأخيرا انتهى هـذا الصراعّ حول السلطةّ و كم كانتّ بدورها تنتظر هذا اليومّ بفارغّ صبر فأخيراّ سوف يتحقق هدفّ نايت سواءّ إن فازّ أو
خسرّ فلسوف تظلّ تسانده للأبد عندما انتقل إلى مسامعها صوتّ فتح الباب نـظرتّ للخلف عندما وقعتّ عينيها عليهّ حيثما كان هو يقفّ مرتديا
بـذلته السوداء الـرسميةّ رافعاّ بضعةّ خصلات من شعره لكنها عادتّ تسقطّ على جبينه كعادتهاّ بشرته الشـاحبةّ و نـظراته الحادةّ الداكنةّ قـالّ ببحةّ
ـ أأنت مستعدة ؟
لم تـجبه بل اكتفت بالصمت كم تـرغبّ لو أنها تبقى هنا معه للأبد لوّ أن الزمن يتوقف عند هذّه اللحظةّ لكنّ هـذّه الأمنياتّ مستحيلةّ فيّ النهايةّ
فاكتفت برسمّ ابتسامةّ لطيفةّ رقيقةّ على شفتيها لكي يتقّدم نحوهاّ يضع يديه في جيب سرواله و يسيرّ بخطـواته الـبطيئةّ الكسولة ثمّ توقف أمامهـا،
ضحكت ماري و تـحدثتّ بنبرةّ مرحـةّ
ـ تـبدوا وسيما للغـايةّ ..
كح بـخفةّ قبل أن يبتسم بـثقة لكن سرعان ما اختفت ابتسامته تـلكّ قد سحبها نحوه فجـأةّ شهقت بدهشة و كادتّ أن تتعثرّ غير أنها شعرتّ بيده خلفّ
رقبتها حاولت النظر إليه غيرّ أنها لم تستطعّ لم تستوعبّ فعلا ما الذيّ يفعله عندما تـركها بنفسّ السرعةّ نـظرتّ نحوه مستغربةّ ثمّ وضعتّ يدها علىّ
ترقوة رقبتهاّ حيثما كانتّ تلكّ القلادةّ وجهتّ عينيها إليهاّ و كم كانتّ جميلةّ جداّ بسيطةّ و ثمينةّ أيضا ، حينما تـحدث نايت بنغمةّ صوته المبحوحـةّ
ـ دعينـا نغادر قبلّ أن يـأتي الجميـعّ ..
احمـرتّ وجنتيها بـشدةّ قد تلعثمتّ محاولة أن تشكره غيرّ أنه حرك خصلات شعرهاّ بعشوائية قبل أن يسير أمامها مغـادرا لم تـعلم ما الذي تفعله أو
ما الأنسبّ قوله هنـا إلا أن دقات قلبها أعلنت تمردها بقوةّ قد بلغتّ سعادتها درجاتّ عليا حينما استدار نايت نحوها مجددا قائلاّ بنبرة ضجرةّ
ـ ماري هيـا بنا ..
أومـأت بالإيجابّ و هي تركض بسرعةّ إليه عندما تعثرتّ بخطواتها عندما كانت أن تسقط جذبها نايت من ذراعها نـحوه فـنظرت إليه بعينين واسعتين
مليئتين بالدهشـةّ ملامحـه الهادئةّ الجذابةّ و عينيه الداكنتين نـظرته الارستقراطيةّ لقدّ كان هو نفّسه نايت الذيّ وقعت بغـرامه فقالتّ له بنبرةّ مرتبكةّ
متلعثمةّ
ـ أ .. شـكرا ،
ابـتسم بـخفةّ لما فتحّ باب الغـرفة على وسـعه لكيّ يظهر من خلفه كايل كان يحاول أن يربط ربطةّ عنقه الـرماديةّ بإنزعاجّ عنـدما وقعتّ أنظاره عليهما
فأشـارّ بيده لكلاهما قائلاّ بنبرةّ حادةّ محدثا فيها سوزي التي كانتّ تسيرّ خلفه برفقةّ أليكساندر
ـ أرأيتما ؟ لقدّ قلت لكما أنه يغـازلها، تـحاول أن تستغل فـرصةّ عدم تواجدنا أيها الخائـن..
ضحكّت سوزي بينما رمقّ أليكساندر كايلّ بنظرات باردةّ حادةّ فيّ حين ضحكتّ ماريّ أيضا أقال أن نايت يغـازلها ؟ هـذا مستحيلّ طبعا لكنها ممتنةّ
لقدومهم إذ أنها لم تعلم كيفّ تتصرفّ و دقاتّ قلبها المضطربةّ قدّ زادتّ من توترها أيضاّ بينما قطبّ نايت حاجبيه بانزعاج قائلاّ بنبرةّ صوته المبحوحةّ
ـ بحق الـجحيم .. ألا يمكنك أن تغلق فمك ؟
حرك كايل حاجبيه للأعلى و للأسفل حينما بادره نايت بنـظراتّ حادة عندما أخرج كايلّ لسانه بخبثّ و هو يقتربّ من ماريّ وضع يديه حولّ ذراعها
لافاّ إياهما حوله متحدثا بنبرةّ ضاحكّة
ـ ماري أنت تساندينني أليس كذلك ؟
كتمتّ ماري ضحكتها بينما تنهد نايت بقلةّ حيلةّ حينما وضع يدهّ خلف سترته بعدّ ذلك أخرجّ مسدسه المشهورّ حينها صـاح كايل بذعـرّ شديد
و سارع بالابتعـادّ عن ماريّ خـطواتّ للخلفّ عندما راقبه الكلّ باستغرابّ بينما جـذبّ نايت منديلاّ من جيبه لكيّ يمسح مسدسه رامقاّ كايل
بنظرات باردةّ و هو يتحدثّ بلهـجته الـمتهـكمةّ المحذرةّ
ـ لا تـقلق فإن كنت أريد قتلك لكنتّ فعلت ..
ضحكّ أليكساندر بصوتّ عاليّ عندما ابتسم نايت بكلّ برود فـوضع كايلّ يده على رأسه هـؤلاء المجانين لاّ يصدق ذلك إنهما يتلاعبان بالمسدس كما لو
أن الأمر شيء عـاديّ أكل أفراد عائلةّ ماكاروف بمثل جنونهما ؟ بينما تـقدمتّ ماريّ من نايت قـائلة بنبرةّ مستاءة
ـ نايتّ ضع المسدس جانباّ أنت تـخيفه ، .. و ألكيس توقف عن الـضحكّ
أبعد نايت المسدسّ بضجر في حين تنهد كايلّ براحة إذ أن مزاح نايت في كثيرّ من الأحيان يصعب عليه تقبله حيث أنه لا يبدوا كمزاح على الإطلاقّ
لأن ملامحه تكونّ جادة جداّ و باردةّ بينما أمسك نايتّ بذراع ماريّ ليجذبها نحوهّ لم تلقيّ هي للأمرّ بالاّ عنـدماّ تحدث أليكساندر بنـبرةّ عـاليةّ مليئةّ بالحماس
ـ دعـونا نسـرعّ فقد تأخرنـا ..
سـارّ للأمام بـرفقةّ سوزي بينما تـبعهما كايل بخـطواتّ سريعةّ في حين ضحكت ماري بكل خفةّ إذ أن كايلّ لا يبدوا مرتاحاّ لكون نايت خلفه فهو يستديرّ
كل ثـوانيّ معدودةّ لينظرّ إليه باستياء في حين اكتفى نايتّ بابتسامةّ متهكمةّ تعلو شفتيه و كم تمنى كايلّ لو أن بمقدرته نزعّ تلكّ الابتسامةّ الساخرةّ من
ملامحهّ حينماّ تحدثتّ ماري بنبرةّ متسائلةّ
ـ سوزي أينّ ويليام و فلورا ؟
نـظرتّ سوزيّ إليها ثمّ تـوقفتّ عن السير لكيّ تجيبها بنبرةّ هـادئةّ للغـايةّ
ـ لدى الآنسة فـلوراّ محاكمةّ الـيومّ لذلكّ ذهبت برفقةّ السيدّ دويـل و لقدّ تمنيا لكم جميـعاّ حظا موفقا لإجتمـاع الشركة ،
أومـأتّ ماريّ بالإيجابّ شاكرةّ سوزيّ ، لمّ تكن تعلمّ أن لدى فلورا محاكمةّ اليومّ ربما هيّ الوحيدة لاّ تعلم إذ أن نايت هوّ من كلفّ بعضّ المحامين
فيّ توليّ قضيتها لذلكّ بكل تـأكيدّ هو يدركّ آخر مستجداتّ القضيةّ ، زمتّ شفتيهاّ بعبوسّ تمنتّ لو أن الفرصةّ قد سنحتّ لها لتتحدثّ مع أختها و لو
لوهلة من الزمنّ إذ لم يتحدثاّ بصراحةّ منذّ مدةّ إنها تريدّ أن تسألها كيفّ تطورتّ علاقتها معّ ويليامّ و ماّ الذيّ يحدث معّ آرثرّ و ما هي أحوالّ السيدةّ
فرانسيسّ ، هناكّ العديدّ من الأسئلةّ التي تجولّ برأسهاّ و لمّ يتسنى لها الوقتّ بأن تسـألّ فلوراّ حولها تنهدتّ بإستياءّ شديد ،
حينمـا وصلّ الكـل إلى بـوابةّ وقفتّ سوزي مـودعةّ إياهمّ بـرفقتها ماريّ التيّ فظلت أن تبقى قليلاّ في القصرّ إلى غايةّ استعادتهاّ صحتها أو بالأحرى
منتـظرةّ بدأ مفعول الدواءّ الذي أخذته بينماّ فضل أليكساندر الذهابّ بكل حماسّ قدّ سبق نايتّ إلى السيارةّ بينما وقفّ الأخيرّ كان ينـظرّ إلى سـاعته
بهدوء بعد ذلكّ عاد ينظرّ ناحية ماري كانت تبتسمّ ببلاهة و هيّ تودع كايل فـتنهد إذ لم يكن الأمر خطيراّ يبدوا أنها على ما يرامّ ..
ـ سيدي كل شيء جـاهز ..
انتقل إلى مسامعه صـوتّ فـرانسوا الهادئ قد كان يقف بجانب سيـارةّ سوداءّ مظللة في انتظارهم يحمل بين يديه ملفاتّ عديدة و على غير العـادة هناكّ
ابتسامةّ خفيفةّ جدا تعلواّ ملامحه الـجادةّ ، ربما لأنه و بدوره كانّ ينتظر هذاّ اليوم أيضاّ بفارغ الصبر فرفع نايتّ يده دلالةّ على سماعهّ له و تقدم بخـطواتّ
بطيئةّ للأمام عـندماّ سمعّ خـطواتّ خفيفةّ من خلفه نـظرّ بعينيه الداكنتين للخلفّ فـرأى ماريّ كانتّ مبتسمةّ بـمرح قـالتّ لهما بنبرةّ ضـاحكةّ
ـ حـظا مـوفقا بالرغم من أنكما لا تحتـاجانه ..
ضحك كـايل و عـاد أدراجه من أجل احتـضانهاّ بكل قـوةّ فبادرته العناق بابتسامةّ خفيفةّ بينما قطب نايت حاجبيه و تنهدّ بقلة حيلةّ لا جدوى من تـهديده
علىّ أي حال فاكتفى فقطّ بالنـظرّ رامقا إياهّ بكل برود عندما تـركهاّ مجددا مسرعاّ بالعودة لما مرّ بجانب نايتّ دفـعه الأخيرّ بكل قوةّ لسيارةّ و هو يأمره
بحدةّ بالـركوبّ ، .. حالما غـادر الأربعةّ عن أنظار الفتاتين استـدارتّ سوزي ناحيةّ ماري قائلةّ بنبرةّ هادئةّ جادةّ
ـ سيدتي هنـاك شخص يرغب في مقـابلتكّ

/
__________________
  #104  
قديم 12-28-2015, 06:06 PM
oud
 
تأوهت بضجر مراقبـةّ حركة الـسير و المارين قد طال انتـظارها ، أغـلقت عينيها لوهلة من الزمنّ إذ أنها لم تأخذ قسط من الـراحة منّذ زمن
فـلم تكن قادرة على النوم لتـراكم كل هـذه المشاكلّ عليها تأوهت مجددا بألم تـفرك جبينها بـقلةّ حيلة و ترتشفّ قليل من القـهوة السوداء
لتساعدها على الاستيقاظ و التركيـزّ أكثر ، تمنت لو أنها استطاعتّ الـذهاب لقصر لبيير فهي فعلا تـريد تمني الـحظ لنايتّ و مساعدة ماريّ ما
إن كانت بحاجةّ لأيّ شيء ربما يتسنى لها رؤيةّ فرانسوا أيضا و الاستفسارّ منه عنّ بضعةّ الأمور التي يستلزمّ لا بل يتوجب عليه إيضاحها
كعدم رده علىّ اتصالاتها أو رسـائلها النصيةّ أو الصوتيةّ ، إنه بالـكاد يلتفت لها زمتّ شفتيها بعبوسّ يبدوا أنها قد خسرت المعـركةّ تماما كماّ
خسرتّ كل شيءّ بحياتها سابقاّ ..
عنـدما لمحتّ سيارةّ تركن وقفت كانتّ مرتديةّ سروالاّ من الجينز أزرق و قـميصا أبيض قـصير مع معطف باللون البني الـمائلّ للأصفر و حـذاء
بنفس اللون حتى لو كانت متعبة هـذا ليس بالسبب المقنعّ الذي يدعها تتخلى عن أناقتها ، رفـعتّ حقيبتها و اتجـهتّ إلى تلكّ السيارةّ التي خرجّ
من متنها آرثرّ برفقته أوسكار يحـملانّ بضعة أوراقّ و معهما محـاميين وقفتّ أمامهم عندماّ نظر إليها آرثر بطرف عينه ، فقالت بنبرةّ هادئةّ و
هي تكتف ذراعيهاّ
ـ آرثر .. لدي رسـالةّ لك من والدي ،
رمقها بـبرود متجاهلا إياها و هوّ يمر من جانبها بينما ابتسم أوسكار بخفةّ لطالما نالت كلير إعجـابه فهي تنفذّ الأمور بطريقتها الخاصةّ و لديهاّ
مبدأها الخاصّ أيضاّ فلا أحد يستطيع ثنيها عنّ هدفها على عكس أخيها تماماّ الذيّ ينساقّ خلف المـالّ و الانتقامّ ، تـنهدتّ كلير بضجر و تـقدمت
مجددا إليه لتقفّ في طريقهما تـحدثت بنبرةّ باردة
ـ والدنا الـرجل المدعو بروي غـلوري إن كنت تعـرفه يقـول إن لم تتنـازل عن القـضيةّ فورا فـأنا سوف أحرمك من جميـع ميراثي و سوف أقف
كشاهد عيان على المنـصةّ لأخبر القاضي بنفسيّ عن هذه المهزلة التي تقـام ..
اتسعت عينيه بـدهشةّ حينما أشـارتّ كلير برأسها إلى جـهةّ المقـابلةّ قد كان والدهما روي غـلوري يقف ببـرود يحمل بين يديه ملفاتّ عديدة و
بـرفقته كل من ويليام و فـلوراّ كما أنه محـاط بسكرتيره الخاصّ و حارسه أيضاّ بجـانبه والدتهما التي بالرغم من أنها تـرفضّ ما يقـوم به زوجها
و تـرفضّ ما يـقوم بها ابنها أيضاّ غير أنها لن تستطع التـدخل فهذه المرة آرثر تخطى حدوده فعلاّ و لا شيء تستطيع قوله قد يعدل من قرار زوجها ،
تـحدثت كلير بنبرة متهكمة
ـ لا تـهزأ بنا آرثر فـلا أحد يعرف جميـع أسرارك كمـا نعلم نحن عـائلتك ،
ضحكّ أوسكار بخـفة مصفقا لكلير لكي تستدير نحوه بدهشةّ بينما عـاد هوّ بضعة خـطواتّ للخلف كيّ يستند على السيارةّ فّي حين ظهرت الصدمةّ
على وجه آرثر إنه يفعل كل هذا من أجل استعادةّ أملاكه فحتى الآن بعد مرور كل شيءّ لم يـعطه والده أمواله و لم يستعد بعد منصبه أيضاّ زمّ
شفتيه قد ظهر عليه الترددّ سرعانّ ما اختفى ذلكّ من على ملامحه و هو يقول بنبرةّ حادة
ـ ما الذي تقولينه ؟ إنها فـلورا السببّ خلف كل ما حدثّ هي من جعلتني على هذه الحالّ أو تردون مني التخليّ عن انتقامي بعدما صار
كل شيء بمتناول يدي ؟
رفعتّ كتفيهاّ دلالةّ على عدم اهتمامها لا شيء يقوله سوف يغير قرار والدها و لا من رأيها أيضاّ فتقدم منهما والدهما بـخطواتّ بطيئةّ خلفه كل
من فلوراّ و ويليام كذلك والدتهما ، قـالتّ كلير بنبرةّ باردة
ـ تـخلى عن ذلكّ آرثر .. فـأنت قد خسرت مسبقـا ،
حينما وصلّ روي إليهما رفـع يده و قـامّ بصفع ابنه بكل قـوةّ بالرغم من صلابته وّ قوته إلاّ أن دمعةّ وحيدةّ قد سرت على خده كان يستمر بـتركّ
آرثر يستمر بإخباره نفسه أن كل شيءّ سوف يكون على ما يرامّ و أن ابنه بكل تأكيد سوفّ يعود إلى صوابه لكن هاهو الآن يزداد اعتزازا بنفسهّ
و فـخراّ بأفعاله ، قال بغضب مكتـومّ
ـ لم أعتـقد أنني فيّ يوم ما سأكون محرجا إلى هـذه الدرجةّ و متأسفاّ نادما لأنك ابني ..
لم يقل آرثر شيئاّ بل اكتفى بالتزام الصمتّ أمام والده خصوصا و أنه رأى لأول مرةّ مدى ضعف روي بينما استمرت ألكيسي بالبكاءّ و هي تضعّ
يديها على وجهها حينماّ تقدم ويليامّ منه وضع ورقةّ ما أمامه قائلاّ بنبرةّ باردةّ
ـ كانتّ أوراق الـملكيةّ بأكملها مـزيفةّ و قد استطاعّ المحامي أخيراّ التوصلّ إلى الخطأ الذي يثبت بكونها مزورة لذلكّ توقيع فلورا و كذلكّ توقيعكّ
إن صحّ القـول فـلاّ توجد أهميةّ لهما ،
نـظرّ إليه آرثر بـحقدّ شديد فيّ حين ابتسم ويليامّ بلطف و هو يعطيّ الورقةّ للمحاميّ الذيّ بجانبه كان كل شيء يسيرّ تماما كما يريدانّ كمّ كان
الأمرّ صعباّ في البدايةّ لصعوبةّ معرفةّ الأوراقّ المزورةّ لكنّ كل شيءّ على ما يرامّ ليس تماماّ .. بالأحرى ليسّ كليا ، حينما تحدثتّ فلورا بنبرةّ هادئةّ
ـ سوف أخبر القاضيّ عن كل شيء و الشيك الذي قدمته لي سوف تستعيده فأنا لمّ أقم أبدا بإنفاق أموالك ، أعلم أننا قد نقعّ في ورطـةّ ما إن تعلم
الشرطةّ بكون الأوراق التي جلبتها أنت مزيفةّ لكن يمكننا تلفيقّ الأمر ببساطةّ فقطّ استمع إلى ما يقوله عمي روي و دعنا نبدأ صفحةّ جديدةّ من فضلك
كتم آرثر غيظه أيّ بداية جديدة تتحدثّ عنها هيّ ؟ فيّ حين تقدم محاميه الخاصّ لكي يتحدثّ مع محامي فلوراّ على إنفراد بمبعدةّ عنهم لتوصل
إلى اتفاقيةّ تجعل موكليهما يمرّان بسلام دون خسائرّ من هذه القضية ، استـدار آرثر للخلفّ لكيّ يستنجدّ بأوسكارّ لكن الأخيرّ ابتسمّ ببطءّ قائلاّ بخفةّ
ـ لا أعتقد أن ديميتري سوفّ يباليّ بما يحدثّ معكما بعد الآن و الأفضلّ لك أن تستمع لما تقوله ،
قالّ ذلك بكلّ خفة قدّ ضحكّ لما وقعت أنظاره على ويليامّ الذي بادره بنظرات مستغـربةّ فيّ حين وجدّ آرثر نفسه محاصراّ فبدون دعمّ ديميتريّ
لن ينجحّ أبدا فيّ مسعاه كما و إن استمرّ فيّ هذه القضيةّ قد يجد نفسهّ محاط بخسائرّ عديدةّ كخسارةّ ممتلكاته وّ ثروته أيضاّ .. عائلته لكنه لا يقوى
على الاستسلامّ الآنّ إنه لا يريد ذلكّ ليس بهذه السهولةّ تنهدّ ويليام بنوعّ من الانزعاج و هو يتقدم نحوه مبتسماّ
ـ من الأفضل لنـا أن نـحل الأمور بطريقـةّ سلمية فذلك أفضل للجميع كمـا ترىّ لذلك تنـازل عن القضيةّ آرثر ..
لم يكن يرغب في الاستماعّ إلى كلام ويليام بعد الآن فبالرغم من ابتسامته الـمرحةّ اللطيفةّ إلا أن نظراته لمّ تكن بنفسّ ذلك اللطفّ لمّ يكن يطلب منه
بل بالأحرى يأمره ليس كما لو كـأنه يملك خياراّ آخر ، تـبا حتىّ لو أنه استمرّ فسوف يخسر ممتلكاته تنهد بقلةّ حيلة يحك جبينه لا أحد يضمن له
أن ديميتري سوف يبقى يسانده للأبد و يمده بالمالّ متى ما أراد ذلك إنه رجل مزاجي يتبع مصلحته الخاصةّ فقطّ و مليءّ بالخبث و المكرّ الوثوق
بديميتري كرميّ نفسك بالهاويةّ فعـاد ينظر آرثر ناحيةّ أوسكارّ الذيّ تـحدث بنبرةّ هادئةّ
ـ ديميتري لم يعد مهتماّ بما يحدث معـك ، لذلك يمكنك أن تفعل ما تشـاء
قالّ ذلك بكل بساطةّ فعلا فـديميتري لم يعد يهتم بما يفعله هو أو تـفعله إليزابيث كل ما يريده الآن هو الانتقام فقطّ من نايت مبـاشرةّ و بدون طرقّ
ملتويةّ دون أن يسلب أصدقائهّ أو يبعد من حوله لقدّ تغيرت طريقته و وسيلته أيضاّ بعد حـادثةّ حفلةّ نجاح إليزابيثّ و آرثر يدركّ ذلك دون أن يخبره
آوسكار فهو يعلمّ جيدا بـأن ديميتري لم يعد يهتمّ هـدفه فقطّ هو نايتّ و لا أحد غـيره فـعادّ ينظر إلى والده الذيّ بدى متألما لكن و فيّ آن واحد غاضبا
لكن يتحدث بنبرةّ باردةّ
ـ سـأرى ما يمكنني فعـله ..
تـحدثّ بنبرةّ مقتضبةّ مختصرةّ و حادةّ أيضا إنه لا يرغب بذوقّ طعم الخسارةّ مجددا ليسّ أمام الخصم نفسه على الأقل فنظرّ بطرف عينه إلى فـلوراّ
كانت هادئةّ تبادرهّ بنـظراتّ باردةّ كما لو كـأن الأمرّ لا يعنيها قدّ تركتّ كل شيءّ لويليام و محامي ، عض شفته السفلى بقهر واضحّ لماذا يضطر إلى
الاستجابةّ لأوامرهم ؟ مـر بجانب كليرّ متجها إلى محاميه الخاصّ قائلاّ بنغمةّ صوت منخفضةّ هامسةّ حادةّ
ـ لن أسـامحك أبدا كليرّ ثق بكلماتي هذّه و خذيها كوعد مني
رفـعّت كلير حاجبها و لم تقل له شيئا بل ابتسمتّ بخفة حسناّ هو لن يتخلى عن انتقامه دون أن يجد هدف آخر و يبدوا أنّ هدفه الـجديد هو أختـه
نفسهاّ التي لطالما ساندته فيّ كل طريقّ آخذه ، كانتّ تنظر إليه بهدوءّ بينما يرمقها هوّ بقهر و كره شديدّ كم بدى الموقفّ مؤلما لها لكنها ابتسمتّ
ببطءّ تفضل أن يركزّ حقده عليها ربما ذلكّ للأفضلّ ..
فـاتجه ويليام أيضاّ نحو المحامين برفقـة رويّ و آرثر للوصول إلى اتفاقيةّ سليمةّ تقيهم كلّ هذّه المشاكلّ بينما حاولتّ والدتهما التخفيفّ من وطأة
الوضع و شدتهّ عـبرّ تهدئة كليهما فيّ حين رفعتّ كلير حقيبتهاّ إلى ذراعها جيدا مغـادرةّ المكانّ بخطواتّ سريعةّ عندما استوقفتهاّ فـلوراّ فجـأة
ممسكةّ إياهاّ من معصمهاّ فاستدارتّ كلير نحوهاّ متسائلةّ لما تحدثت فلوراّ بإحراج
ـ أنـا أشـكركّ على ما فـعلته لقدّ ساعدتنا كثيراّ و لاّ أعلم كيفّ أرد هذا الدين لك ..
نـظرتّ إليها كلير لولهة من الزمنّ لقد سمعتّ بأن لدى ويليام حبيبة الآن و بلا شكّ هي فلورا تلك الفتاةّ التي لطالماّ .. تنهدتّ كليرّ بتعب ثمّ رسمت
ابتسـامةّ خفيفةّ جدا على شفتيهاّ ، قـالتّ بهدوء
ـ لست مـدينة لي فـأنا بالكاد فـعلتّ أي شيء يذكر كل ما قمـتّ به هو قول الـحقيقةّ لا غـير ..
لم تعلم فـلوراّ ما الطـريقة المناسبةّ لشكرها قد فاقها خـجلها هذه المرةّ كم نـدمتّ لأنها لم تعطي كلير فرصةّ ثـانية و رفضتّ أن تدعها تقتربّ من ماري
كم كانتّ غـبية لأنها لم تستطعّ رؤية ذلك الندم فيّ عينيها وّ رغبتها فيّ البدء من جديدّ فـهزتّ فلورا رأسها نفياّ بشدة و هي تتـحدثّ بنبرةّ مصرةّ
ـ لا أنـت فعلت أكثر من ذلكّ لقد أنقذتني و أنـا مدينةّ لك ..
رفعت كلير يدها و نـزعتّ قبضةّ فلورا الملتفةّ حول معصمها كانتّ ملامحها هادئةّ للغايةّ ابتسـمت بـخفة تعلم كم أن هـذا صعب لفلورا لا بل هو
شديد الصعوبةّ فيّ النهاية تلك الفتاة الصبيانيةّ قد تغيرت كثيـرا أيعود ذلك لويليام ؟ ربما .. أجابتها كلير بضحـكةّ
ـ أرجوك ، كل ما فعلته هو فتّح فمي هـذا و بتهور قمتّ بفضح كل شيء لذلك لست ملزمةّ بشكري أو رد الدين لقد فعلت ما وجدته صائبا و منـاسبا
لا أكثر و لا أقل ..
بادرتها فلورا بابتسـامةّ واسعة شاكرة بينما ألقت كلير عليها تـحية الوداع و هي تغـادر المبنى في حين تنهد أوسكار بضجرّ و جذبّ مفاتيح سيارته
من جيب معـطفه مغادرا هو الآخر بدوره لم يعد يوجد أي سبب يبقيـه هنا على أيّ حال ، فتح الـباب و جلسّ خلف المقود إنه يشعر بالـراحةّ لكونه لم
يعد مطالبا بمراقبةّ آرثر بعد الآن كم كان التخلصّ منه مريحا للأعصاب ..

/

غـرفة سـوداء مـظلمة ذات أرضيـة باردة بالكاد تحتوي على أي أشعة لشمس كانت تـجلسّ فيها ماري على الأريـكة مغـلقة عينيها بدت كما لو أنها
قد خلدت إلى النوم هذا ما يبدوا لأي أحد ينظر إليها إلا أنها كانت تـحاول الحصول على قسط من الـراحةّ ذهنها مشوش تـماما و صـدرها يكاد يقفز
من مكانه لا تدري لما أكان الـمرض في تـطور و هي لم تلحـظه ؟ رفـعت ذراعها و وضعتها على ظهر الأريكة لكي تعتدل في جلستها لم يكن عليها
تأجيل الأمر فـهذا ما أدى لموت والدها هـي تـدرك ذلك لكنها لم تقوى على تركهم ..
يوجد ورم سرطاني نـعم لقد كانت تـدرك هـذا منذ أن أتت من باريس قد كان كل شيء واضحّ فتلك التغيرات التي حـدثت و لا تـزال تحدث على مستوى
جسدها بأكمله لم ليكن بمقدورها تجاهلها ، أحلامها بل كوابيسها التي أخذت تـراودها عن والدها جوناثان و كل شيء كان يحدثّ .. أدركت أنها مصابةّ
بهـذا المرض و لا مجال للفرار ربما لن تـنجوا ففرصةّ نجاتها قـليلةّ للغاية و هي تـدرك هذه الاحتماليةّ أيضا أو لم يتوفى والدها من جراءّ هذا المرض ؟
لكن حتى و هي تعـلم كل هـذا غـير أنها لم تستطعّ تـرك كل شيء خلفها و الـرحيلّ للأبد تـماما كما فعلت سيليا ..
طرقت سـوزي الباب فـأجابتها ماريّ بـأن تـدخل لكي تفعل ذلك بصحبتها ذلك الشخص الذي أراد مقابلتها نـظرتّ ماري نحو القـادم بعينين هادئتين كم
بدى وجهها شاحبا جدا في هذه اللحـظةّ حينما وقعت عينيها على إليـزابيثّ التي كانت تسير ببـطءّ عندما انحنت سوزي بهدوءّ رامقة إليزابيث بكره قبل
أن تغادر الغـرفةّ مغلقة الباب خلفها فـاعتدلت ماري في جلستها لكي تسند ظهرها على الأريكةّ قد رسمت ابتسـامةّ خفيفة للغايةّ على شفتيها قائلةّ
ـ يـال العـجب .. إليـزابيث بنفسها تأتي لرؤيتي ياله من شـرفّ
كانت نـظراتّ إليزابيث لها غـريبةّ بدت على غير عـادتها حينما اقتربتّ من ماري بدت منهارةّ بالكاد تستطيع السير عينيها متورمتين من البكاءّ طوال
الليل و جسدها بأكمله يرتجفّ كما لم يسبق له أن فعل الخـوفّ قد تسلل إلى قلبها فكيانها و لم يعد بمقدرتها التحمل بعد الآن ، أمسكت بيد ماري
و قالت بنبرةّ مرتجفةّ مرتبـكةّ
ـ ماري أرجوك .. أعـلم أنني ارتكبت الـكثير من الأخطاء و سلكت طريقـا مليئة بالخـطيئةّ لكن من بين الكل أنت تـدركين ما الذي تقدم عليه الـمرأة
العـاشقةّ ، تعلمين كم ترتكب المرأة العاشقةّ من خطيئةّ لكي تصل إلى محبوبها .. أنـا لست
تـوقفت عن الكلام محاولة أن تستجمع شجاعتها و كم كانت تريد أن توقف سيل هذه الدموع على وجنتيها إن الأمر صعب عليها بل شديد الصـعوبةّ
بالكاد تستطيع الـحديثّ فـأخذتّ تـبكي بصوت مسموعّ قائلةّ بنبرةّ محـطمةّ
ـ أنـا أحببته فقطّ أردته أن ينظر نحوي مجددا لتحقيق هدفي استخدمت جميـعّ الوسائل ، ماري كلانا أحببناه بقـوةّ فعلنا المستحيل لأجله و تخلينا عن
كل شيء لأجله لكن لم ننل أبدا حبـه إنه هو الخطيئةّ بنفسها ،
وقفت إليزابيثّ على قدميها تكفف دموعها بحقد ذلكّ الحب الذي كنته له هو السبب في دمارها أجل خانته و إن يكن أو لم تعـد من أجله ؟ أو لم
تترك كايل من أجله ؟ حسنا لقد سلكت طرقا مختـلفةّ و اتخذت جميع الـوسائلّ هي ليست نادمةّ على ذلكّ أكثر مما آلمها أن يتخلى عنها كل من كايل
و نايت في آن واحد .. تـحدثت إليزابيث بحدةّ
ـ هو لم يبالي بـك أيضا اعتبرك مجرد صفقة لا أكثر و لا أقل لم تـكوني أكثر من ذلك أبدا تماما كما فعل معي فهو لم ينظر نحوك أبدا إنه شيطـان
متنكر على هيئةّ إنسان يتلاعب بقـلوبنا كيفما يشاء وقتما يشاءّ ، أخبريني ماري أو لا يستحق العقاب ؟
ابتسـمت إليزابيثّ بخبثّ كعادتها و هي تقترب من ماري الصـامتةّ طوال تلكّ المدة أمسكت بكتفيها ثمّ نـظرت نحوها بتصميم شديدّ و رغبة في الانتقام
لم يسبق لها أبدا أن رأتها قبل أن تتحدث بـمكر
ـ دعينا ننـتقم منه مـعا، أنـا و أنت .. انضمي إلي مـاري
رمقتها ماري بـحيرة ربما قد خانتها أذنها الآن ربما لم تسمع جيدا لكن أقالت إليزابيث توا أن ينتقما من نايت ؟ أو لم تـخبرها توا أنها تحبه ؟ لم
تستطعّ فهم طريقة تفكيرها على الإطلاقّ فتنهدت بـقلةّ حيلة و هي تـنظرّ إلى إليزابيث كانت ملامحها شاحبةّ و هادئةّ أيضا ، أجابتها
ـ أنت مخـطئةّ .. حول كل شيء
نـظرتّ إليها إليزابيثّ بنوع من العصبيةّ و ابتعدت عنها قليلاّ لكي تقف على مبعدةّ بضعةّ خطوات منها كم كان وجهها محتقن مليئاّ بالغضب هدوء
ماري يزعجها و يجعلها تفقد صوابها أكثر فـأكثرّ لم تكن لتتخيل أبدا أن هذه ستكون ردةّ فعلها لكن و ما الذي تتوقعه من ماري بعد كل شيء ؟ لطالما
كانتا عدوتين و لن يكون سهلاّ أبدا إقناعها فيّ حين أكملت ماري حديثها بهدوء
ـ أنت لم تحـبي نايت مـطلقا و لا كايل لا ديميتري أو أي رجل آخر كل مـا تريدينه هو التلاعب بهم فقط ، أجل كلتانا قد رفضتا من قبلّ نايت كـلماته كانت
سيئةّ جدا لدرجةّ أنها لا تزال تـرن فيّ أذني كلما حاولت الاعتراف له مجددا ، إنـه بـارد ارستقراطي مليء بالعـجرفةّ و الغرور لكنه ليس سيئا هو ليس
بالرجل السيئ أنت تعـلمين هذا ..
لم تستطعّ إليزابيث أن تحتمل الحديثّ معها لم تكن لتظن أن ماري ستقف في صفه ، تماما كما أخبرها ديميتري سابقا ماري مخلـصة بالرغم من أنه
مجرد عقد عمل مع نايت و مجرد مسرحيةّ إلا أنها بقيت مخلصةّ له حتى برفضه لمشاعرها و بتحطيمها ، كتمت غيظها و ردت بحدةّ
ـ هلا استيقظت من أحلامك الوردية ؟ أتظنين أن نايت سوف ينظر إليك فقط لأ ..
وقفت ماري بـهدوء و سارت نحوها بخطـواتّ بطيئةّ كانت مبتسمةّ بخفـةّ و مرح غيرّ أن نظرتها باردةّ و ساكنةّ إلى حين وقوفها أمام إليزابيثّ نـظرت
نحوها و تحدثت بنبرةّ جادةّ
ـ أعـلم أنه لن يفعل هذا لا يعني أن أنتـقم منه فـ ..
توقفت عن الكلام فجـأةّ كانت ملامحها الهادئةّ قد اختفت لتظهر عليها صفة الألم ابتعدتّ للخلف محاولةّ الحفاظ على توازنهاّ قبل أن تستديرّ معطية
إليزابيثّ ظهرها تـمسكتّ بالمنضدةّ التي أمامها ثمّ تـحدثتّ بنبرةّ مـرتجفةّ مبحوحةّ
ـ إن كنتّ تـردين إقناعي فقد تأخر الوقت على ذلكّ ، الـشرطةّ قـادمة إلى هنا لاعتقالكّ فقد سلم كايل كل الأدلة التي تخصك إليهم البـارحةّ و الأمر
مسـألةّ دقائقّ فقط قبل أن يعثروا عليك ..
نـظرتّ إليها إليزابيثّ بدهشة واضحةّ و صدمةّ في آن واحد حينها فتحّ باب الغـرفةّ لكي تظهر من خلفه سوزيّ برفقتها الـشرطةّ تماما كما قالت
ماريّ إن الأمر مسـألةّ دقائقّ لم يكن بإمكانها الهربّ أو حتىّ قول أي شيء حينما وضعت الأصفاد حول يديها فأخذتّ تضحك بسخريةّ شديدةّ و هي
تنظر نحو ماري ، تحدث الضابط بنبرةّ صارمة
ـ أنت تحت رهن الاعتقال و كل ما تقولينه سوف يستعمل ضدك في المحكمة ، تستطعين توكيل محامي لكن مع الأدلة التي نملكها ضدك فلا أظن
بأنه سوف يفيدك ..
لم تقل إليزابيث أي شيء بل سارت بـرفقةّ الشرطة خارجا في حين شكر الضابط كل من سوزي و ماري على تعاونهما قبل أن يغادروا استدارت
إليزابيث للخلف بنصف دورة فقط لتنظر نحو ماريّ رفعت يديها المكللتين بالأصفاد ثمّ ألقت التـحيةّ بابتسامة ساخرةّ إذ أنها لم تندم على ما قامت به
تـحدثتّ بنبرةّ ساخرةّ شديدةّ التهكمّ
ـ كمّ أريدّ أن أرىّ إلىّ أين سوفّ يوصلكّ إخلاصكّ المتفانيّ هـذاّ ..
و كمّ كان وجههاّ فيّ تلك اللحظةّ خالياّ منّ أيّ تعبيرّ لندمّ أو أسى مقتنعةّ بأن ما فعلته هوّ عين الصوابّ نفسهّ ربماّ لأن ضميرهاّ لم يعد يعلمّ منذّ
زمنّ فلمّ تستطعّ أن تفرقّ بينّ الخطأ و الصوابّ هذا ما عنته ابتسامتها و نظراتها الباردة المتهكمةّ بينما و حالما اختفت إليزابيث من أنظارهما
تنهدت سوزي بكره شديد ثم تقدمت للأمام قائلةّ بحدة
ـ لم يسبق لي أن رأيت إمرأة سـافلة مثلها .. كم أتمنى قتلها ،
أومـأت ماري بالإيجاب مستـغربةّ من ردة فعل إليزابيثّ كما لو أنها لا تواجه عقـوبة الإعدام أو ربما السجن الأبدي أي قوة تملكها تلك المرأة و
أي ضمير لديها ؟ لكن لم ترد أن تفكر في الأمر أكثر فـوقفت و جذبت معـطفها من الأريكة لتـرتديه كانت هـادئةّ للغاية بملامح شـاحبةّ ، تحدثت
سوزي بخفةّ بعدما هزت كتفيها
ـ سوف تنال ما تستحقه هـذا أكيد .. لن تستطيع التـملص من جرائمها هذه المرةّ
ابتسمت ماري و لم تقل شيئـا بالطبع فجرائم إليزابيثّ كثيرة و الأدلة التي جمعها كل من كايل و نايت ضدها كفيلةّ بسجنها مدى الحياةّ ، هـزتّ رأسها
محاولة التـركيز عندما تـقدمت منها سوزي كنتا تسيران بخـطواتّ بطيئة نوعاّ ما فتـحدثت ماريّ بنبرة مبحوحةّ
ـ سوزي .. دعينا نسرع قـليلا أريد أن أرى نايت قبل أن يبدأ الاجتماع
هـزتّ سوزي رأسها إيجابا و تقـدمتّ بخطوات مسرعةّ إلى الأمام فـنظرتّ إليها ماري بهدوء ، كانت سوزي ترتدي بذلّة سوداءّ من تنوره قصيرة
و قميص أبيضّ مع سترةّ تضع سماعاتّ أذن و وسط خصرها الذي زين بحزام أسود يوجد مسدس خصلات شعرها الأشقر مرفوعة للأعلى بدت
مستعدةّ لكل شيءّ حينما بدتّ لها الـرؤية مشوشةّ قليلاّ انزعجت من نفسها إذ أنها تناولت الدواءّ لكن لم يعد ينفعّ بعد الآن و لا تستطيعّ الاعتـماد
علىّ أي أحد فتنهدتّ بقلة حيلةّ ..
نـزلتا من المصـعد ثمّ اتجهتا إلى تـلكّ السيارةّ الزرقاء المـركونةّ خارجا ضغطتّ سوزي على المفتاحّ لكيّ تفتح الباب لماري التي ابتسمتّ بخفةّ
شاكرةّ إياها على لطفها بينما جلستّ هي خلف المقود و قد أشارتّ للحـراسّ بأن يتبعوهما إذ أن هـذا الحدث هائلّ و لا يجب أن يتركوا أي شيء يعرقل
حدوثه إذ لا يجب عليهم أن ينسوا وجود ديميتريّ أو أتبـاعه ..

/
__________________
  #105  
قديم 12-28-2015, 06:06 PM
oud
 
حـولّ ذلك الـمبنى اجتمـع العـديد من الصحافيين محاصريه بـكاميراتهم فيلتقطون صـورا كثيرةّ لأيّ رجل أعـمال قـادم لم يستـطيعوا التـقدمّ
أكثر إذ أحـاط فـرانسوا الـشركةّ بأكملها بـمجموعةّ من الـحراس قد استعان كايلّ بالـشرطةّ أيضا من أجل الحرص على سلامةّ الحدث في حين
اكتفى فرانسوا بالوقوف خارجـا يضع يده على أذنه قد كان ينقل له رجـاله كل ما تقع عليه عينيهم و يحاولون تغـطيةّ المنطقة بأكملها ربمـا
لأنهم يعلمون خـطورةّ ديميتري و ما الذي قد يقدم عليه من أجل تـخريبّ الاجتماع ..
كان فـرانسوا يراقب الـوضعّ بهدوء قد التقطت له عدةّ صور بدوره فلم يسلم هو أيضاّ من بين يدي الصحافةّ قد عـرف بـتعويذة الـشيطانّ الأكثرّ
خـطورةّ كيف لا و هو اليد اليمنى لنايتّ ، رجل مثـله استطاع حماية سيده بالرغم من التفافّ الأعداء حوله أو لا يستحق الإعجاب ؟ وجه أنظاره
نحو ويليام الذي أخذ يشق طريقه من بين الحشودّ بصعوبة غير آبه بكشفه لهويته ممسكا بيد فـلوراّ و معهما كلير أيضا التي كانت فيّ الخلف
فـتحدث فرانسوا ببرودّ عبر سماعته
ـ جوي ، روبـر أمنوا المـرور لسيد ويليام دويل و رفـقائه ..
خلال سرده لأوامره تحرك كل من جوي و روبر لتـأمين الطريق استـطاعوا بـسهولةّ إخراج ويليام من بين الـحشودّ ذلك بمساعدةّ من الـشرطةّ
أيضا و حينما وقف ويليامّ على خلفّ ذلك الشريط الأحمر الذيّ وضع لمنع الـصحافةّ من الدخولّ قد وقفت على حدود ذلك الشريط الشـرطةّ و رجال
فـرانسواّ فوقف ويليام بهدوءّ ثم ابتسم بخـفةّ و هو يرفع يده ملقيا التـحيةّ عليهم قبل أن ينحني بـنوعّ من اللباقةّ التقطتّ العديد من الصـورّ له قد
طرحتّ عليه العـديد من الأسئلةّ أيضا كـما رأيك بما يحدث ؟ و هل تظن أن نايت لبيير سوف يفوز بالمنصب ؟ سـار بخـطواتّ سريعة نحو فرانسواّ
الذي تقدم نحوه بدوره قال بنبرةّ قلقةّ
ـ هل بـدأ الاجتماع ؟
هـز فرانسوا رأسه نفيـا ثمّ عـاد يتحدث بـسرعةّ إلى أحد رجاله الذيّ أعـلمه بوجود صحافي قد استطاع التسلل إلى الـردهة متنكـراّ كي تعلوا
تقطيبه حاجبيه و أمر بـتشديد الحراسةّ أكثرّ كي يعود بأنظاره على فلورا و كلير قال بنبرةّ متسـائلةّ
ـ ما الذي حدث ؟ أليست لديكم محاكمة الآن ؟
ضحكّ ويليام بتـوتر فيّ حين رفعت فلورا يدها دلالةّ على علامة الانتصار بينما تنهدتّ كلير بقلةّ حيلة إنها لا تصدقهما فقد قاما بتـأجيل المحاكمةّ
و طلب من القاضي إمهالهم مدةّ كافيةّ لتحضير الأدلةّ كان ذلكّ الطلب من كلا المحامينّ فلم يـرى القاضيّ سبب لرفضّ و هاهي تـلتقي بهما هنا ،
في البدايةّ لم تستطعّ الدخول أو عبور المنـطقةّ حتى عندما آتى ويليام برفقةّ مدير أعمـاله سباستيان الذيّ أمن لهم كل شيء إلاّ الدخول من بين
الـصحافيين ، قـال ويليام بـضحكةّ
ـ كل شيء على ما يرام فقد تمكنا من الـوصول إلى صفقة مع آرثر بالأحرى أجبر على قبول الصفقةّ ، إذن أين هو نايت ؟ في مكـتبه ؟
ابتسم فـرانسوا بخفةّ على تهورهم ثم ألقى نظرة سريعة على كليرّ قد كانت تـضعّ رباطا يلتف حول ذراعها فضلّ أن لا يسألها و أشـار بيده نحو
ذلكّ الرجل المدعو بجوي الذي تقدم منه مسرعا فقال بنبرةّ هادئةّ
ـ خـذهم إلى سيـدي ..
أومـأ جوي بـالإيجابّ و هو ينحني باحترام لهم كي يـشيرّ بيده إلى الأمام فـتقدم ويليامّ بعد أن ضربّ فرانسوا بخفةّ على كتفه و خلفه فـلوراّ التي
بدتّ متوترة من الوضعّ فيّ حين وقفت كليرّ في مكانها نـظرتّ نحوه بينما حاول هو أن يعود إلى عـمله فتحتّ شفتيها لتقول شيئا ما عندما ناداها
ويليامّ
ـ كلير هيـا بنا ..
زمتّ شفتيها قبل أن تطلق آهة تدل على سماعها لنداءّ ويليام ثمّ ألقت نظرة سريعة على فرانسوا كان يتحدث مجددا عبر الهاتف إلى أحد رجاله
فـابتسمتّ بهدوء مغـادرةّ بخطوات مسرعةّ إلى حيثما كانت فلورا و ويليام بانتظارها حينما اختفت من أمامه تـنهد فرانسواّ بقلة حيلة لما صار إبعادها
عنه صعبا إلى هذه الدرجةّ ؟ تمتمّ بشتيمةّ سريعةّ لما رأى سيـارةّ زرقاء تشقّ طريقها خلفها سيارتين مضللتين فابتسمّ فورا بينما ركنت سوزي الـسيارةّ
و خرجت من متنها لكيّ تركضّ بخطوات سريعةّ نحو باب ماريّ فتحتـه و مدتّ يدها إلى ماري التي أمسكتها بـضحكةّ في حين كتمت سوزي
ضحكتهاّ بدورها ..
فـي حين و لما وقفت ماريّ أخذ الصحافيون يلتقـطون عدةّ صور لها بينما اكتفت هي برسمّ ابتسامةّ خفيفة جدا على شفتيها و رفعتّ يدها ملقيةّ التـحيةّ
عندما تقدمّ إليها رجـال فـرانسواّ بسرعةّ من أجل تأمين الـطريقّ لها فيّ حين كانت سوزي تسير بجانبها و حالما وصلتّ الفتاتين إلى مكان وقوف فرانسواّ
تـحدث هو بابتسـامةّ خفيفةّ
ـ مـرحبا بك سيدتي
غـمزتّ له ماري بـمرح بينما ضربت سوزيّ كتفه بمزاح أعطـتهّ مفاتيح سيارتها من أجل ركنها بعيدا فأعطاها هو بدوره إلى روبر الذي نفذ الأمر لكي
يمرا بـسرعةّ إلى داخل المبنى حالما اختفوا عن أعين الصحافةّ تنهدت ماريّ براحة شديدةّ كما لو أن ضغطا هائل قد أزيح عن قلبه إذ الوقوف تحت
كل تلكّ الأضواءّ يوترها فيّ حين قالت سوزيّ بضحكة
ـ لقد اجتزنا الـصحافةّ بنجاح
ضحكتّ ماري بدورها و هي تصافحّ سوزيّ بـخفة كانتّ أفكارها مشوشةّ و بالكاد تستطيع إبعاد كل تلك الهواجسّ التي تراودها ككوابيسّ حيةّ تطاردها
فيّ كل خطوةّ تخطوها لكنّ أردات أن تكون ربما أفضـلّ و أن تساند نايتّ أيضاّ حينما وصلوا إلى مـكتب نايت انحنى الحراسّ و غـادروا المكانّ بينما
استأذنتّ سوزي إذ أنه يتوجب عليها الذهاب إلى كايل فمهمتها هي تأمين حياته ، طرقتّ ماري البابّ ببطء قبل أن تقوم بفتحه لتطلّ بخفة فوجدتّ
ويليام يقف أمام نايتّ و لا أحد غيرهما كان ويليام يتحدثّ بنبرة صوته اللطيفةّ
ـ هيـا ألن أحصل على عناق ؟ لقد ركضتّ كل تلك المسافةّ من أجل رؤيتك قبل الاجتماع ..
ابتسمتّ ماري و هي ترى نظرةّ نايت المنزعجةّ إلى صديقه قد طلب منه أن يخرس إن لم يكن لديه شيء مفيد لقوله فيّ حين اقترب منه ويليام ليلفّ
ذراعيه حول نايت الذيّ أخذ يبعده عنه بعصبيةّ في حين ادعى ويليام البكاءّ قائلاّ
ـ كم أنت قاسيّ عزيزي بعد كل ما مررنا به تقوم بتجاهلي و ألا أستحق قبلة منك ؟
رمقـه نايت بنظراته البـاردة الحادةّ حينها ضحكّ ويليام بخفةّ مبتعدا عنه بينمـا ابتسمت ماري بدورها أمسكتّ بالمقبضّ من أجلّ جذبّ الباب و غلقه
حينماّ وقعت أنظاره عليها تـحدثّ نايت بنبرةّ منزعجةّ
ـ ماري نـادي لفلورا يبدوا أنه لم يعد يتذكر شكل حبيبته
ضحكتّ بـخفةّ كي تتقدم منهما بخطوات بطيئةّ متـرددةّ إذ أنها فضلتّ تركهما لوحدهما فقد مضى وقت طويلّ على جلوسهما معاّ كما أن حتى و إن رفض
نايت الاعترافّ بذلك فهو يحتاج إلى دعم ويليام له إذ أنه هوّ من رافقه طـوال رحلتـه هذّه بينما ضحك ويليامّ متهكما قائلاّ
ـ ها هـا كم أنت ظريف ..
عـاد نايت يوجه نـظراته الحادةّ الباردةّ نحوه فـهز ويليامّ كتفيه بعدم اهتمامّ له و هوّ يرفع حاجبيه ثمّ ينزلهما بحركة مستفزة و تارةّ يرمشّ قليلاّ فيجعله
يفقدّ أعصابه فيّ حين وقفت ماريّ على مبعدةّ من البابّ تبتسمّ على حركاتهّ الصبيانيةّ يبدوا أن فـلورا قد أثرت به فعلاّ فقد صار يتصرفّ مثلها قليلاّ
حينما تنهد نايتّ بـقلةّ حيلة ليتجه إلى مـكتبه جلسّ خلفه على كرسيه و قدّ وضع نظارتيه لكيّ يمسك بملف ماّ عندما تـقدم منه ويليامّ قائلاّ بضحكة
ـ ما الذي تحاول فعله الآن ؟ أهذه هي طـريقتكّ في التخلص من التوتر ؟
رمـقه نايتّ بهدوء بعد ذلكّ رفـع هاتفه و قبل أن يدرك ويليامّ ما الذي كان يريد فعله وجدّ نايت يتصلّ بفرانسوا يطلبّ منه إرسال رجـاله إلى مكتبه من
أجل طردّ ويليام بكلّ جديةّ فضحكتّ ماريّ بقوةّ على ملامح ويليامّ الباهتةّ و على نظراتّ نايتّ الحادةّ عندما فتحّ باب المكتب مجددا لكيّ تـظهر من خلفه
فلوراّ فتأوه نايت بألم ممسكاّ برأسه لما تحدثت فلوراّ بنبـرةّ عاليةّ
ـ نـايت أيهـا الأحمق كيفّ حالك ؟ هل أنت متوتر ؟
لم يكنّ متوترا على الإطلاقّ حتىّ مجيئهم إذ أن تواجدهم حوله يسببّ له إزعاجا يجعله عاجزاّ عن التركيزّ في عمله فأخذ يحك جبينه بإرهاق لما تقدمتّ
إليه ماريّ قالتّ بنبرةّ ضاحكةّ
ـ حسنا يكفي .. ويليام توقف عنّ إزعاجه
لم يقل ويليام شيئا بل اكتفى بابتسامة خفيفة زينت شفتيه في حين رمقهم نايت بـحدةّ عندما طرقّ الباب مجددا كيّ يطل أليكساندر من خلفه كان يبدوا متوترا
للغايةّ يضعّ قبعة سوداء على رأسه مرتدياّ بذلة رسميةّ من بنطال أخضرّ بمربعاتّ و سترة جلديةّ سوداءّ مع بوت حينما رأته ماريّ أشارت له بأن يدخلّ
فتقدم منها مسرعا لكي يفتّح الباب على وسعهّ قد ظهر من خلفه كايل قد كان يبدوا على عجلةّ قائلا
ـ نايت هيـا بنا ، لقد حضر الكل ..
وقفّ نايت بهدوء ثمّ حركّ ربطة عنقه بّخفة محاولاّ أن يخففّ من شدتها بعد ذلك تقدم بخطواتّ هادئةّ نحو كايلّ ممسكا بـملفّ ما حينما وقف الاثنين
جانبا إلى جنبّ ابتسم كلاهما نصف ابتسامةّ رفعّ كايل يده و ضربّ بقبضته قبضةّ نايت الممتدةّ نحوه كي يتحدث الاثنين فيّ نفس الوقتّ
ـ أنـا لن أخسـر ..



~ يتبـعّ ]
__________________
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:55 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011