عرض مشاركة واحدة
  #102  
قديم 12-28-2015, 06:03 PM
oud
 
جـالسةّ منتصف الـسرير بعدمـا أغلقت السماعةّ كي يتمسك هاتفها بين يديهـا لتضعه في حضنها ، فستانها الأزرق و سترتها الـبيضاءّ الطويلةّ نوعا
ما نـظرتّ إلى ملابسهاّ بهدوء ثمّ تنهدت بقلةّ حيلة يبـدوا أنها لن تستطيعّ مجاراة جمال إليزابيث على الإطلاقّ بالطبعّ لن تفعل فإليزابيثّ عارضةّ أزياء
و مصممةّ مشهورةّ فكيف لها هيّ الفـتاةّ البسيطةّ أن تقارن معها ؟ بالرغم من أنها تغيرتّ كثيراّ في الآونة الأخيرةّ إلا أنها لا تلقي لتغيرها أهميةّ و
ليستّ مدركةّ فعلا لأثر هـذا التغيرّ على حياتها بـأكملهاّ ..
ـ ما الذي يراه فيهاّ الكل ؟ عدى جمالها فـهي بمثابة مصيبة متـنقلةّ ..
هـذا ما همست به لنفسهاّ مستاءة من أن كل من رجال لبيير و ماكاروف يتبعونها أينما ذهبت ألا يلقون أهمية لشخصيتها الـمخادعةّ أو لرغبتها المتملكةّ ؟
لماذا هي فقطّ من ترى جانبها السيئ ؟ ربمـا لأنها تغار منها ؟ هزت رأسها نفيا و هي تستلقي لكيّ تنظر إلى شرفتهاّ لا تـنكر غيرتها منهاّ فقد حصلت
على اهتمـام نايتّ و قدّ حازت على أفكاره أيضا تمكنت من اخترق جدرانه الصلبة و الوصول إلى قلبه بينما هي فحتى و بعد كل محاولاتها الـجهيدةّ لم
تستطع أن تحصل و لو على ذرةّ من اهتمامه ،
ـ لا أصدق ذلكّ أنا فـاشلة عاطفيا دراسيا و عائليا بل حتى في المجتمع ألا يوجد شيء أجيده ؟
تمتمتّ بخفةّ قبل أن تضع الوسادة علىّ رأسها تقنيا كل ما يحدث الآن هو خطـأها هي لو أنها لم تنفك طلب من والدها الذهاب خلف سيليا أو لو لم تخالف
أوامره بشدةّ لما طردها من المنزلّ و لما التقت بويليامّ الذيّ أخذها للحفلةّ و لن تلتقيّ أبدا بنايت و لنّ يحدث كل هذاّ لكنّ لقد حدث ما حدثّ و ليت لن يفيدّ
فلورا بالسجن و لن يغير أي أحد هذه الحقيقةّ ، نايتّ يسعى لسلطةّ و ويليام مدان فتنهدتّ بقلةّ حيلةّ و هي تدورّ للجهةّ الأخرى ليتها تستطيعّ فقط تقديم
المساعدةّ ..
ـ ماري ..
تنهدتّ باستياء شديد و الأدهى من ذلكّ أنه لم يبقى الكثير من الوقتّ حينما أشاح تلكّ الوسادة من وجهها رمشتّ عدةّ مراتّ بعدم استيعابّ هي ترى نايت
يقفّ أمامه ممسكاّ بالوسادة مقطباّ حاجبيه بإنزعاجّ إذ لم تسمع نداءاته المتكررةّ لها بينما اعتدلت ماري فورا في جلستها قائلةّ بنبرةّ حادةّ لم تستطع منهاّ
ـ ما الذي تـريده ؟ أنا مشـغولة كما ترى ..
رمقها بسـخريةّ متهكما قد علت ملامحه ابتسامتهّ المستفـزةّ المتلاعبةّ لكي يزداد غضبها فـأشاحت وجهها بعـيدا عنه متـظاهرةّ بإرسال رسـائلّ نصية فيّ
حين قطب هو حاجبيه دفعها جانبا لكي يجلس على السرير قائلا بنبرته المتهكمةّ المبحوحة
ـ أجل ذلكّ واضح ، ما الذي أنت مشـغولة به ؟ إدعاء النوم ؟
لمّ تلتفت نحوه مدركـةّ بأنها إذ حاولتّ الرد فهو سوفّ يسخر منها مجددا و يجعلها تلتزمّ الصمتّ لربما لبقية اليوم بأكمله إذ لطالما نجحّ نايت بالتلاعب
بكلماته و بها جاعلا إياها مهزلةّ فيّ كثير من الأحيانّ لذلكّ بقيتّ ساكنةّ فيّ مكانها تحتضنّ هاتفها إنها لا تنكرّ سبب تقلب مزاجهاّ هو غيرتها التيّ لا تستطيعّ
السيطرةّ عليهاّ فإليزابيثّ اعترفتّ لنايت و قبلته لم تكتفي بذلكّ بل تحاولّ أن تجعله يغادر انجلترا معهاّ أليسّ هذه الأسباب كافيةّ بجعلها تتوترّ تخاف و تتـألمّ
من فقدانه ؟ تنهدتّ قبلّ أن تستنشقّ كميةّ من الهواءّ لمساعدتهاّ على الاسترخاءّ أمسكتّ طرفّ فستانهاّ و استدارتّ نحوه وجدتّ عينيه داكنتينّ تراقبانهاّ أكانّ
ينظر إليها طوال هذّه المدةّ ؟ ارتبكتّ أكثرّ لكنها تجاهلتّ توترها و هيّ تتحدثّ بتردد
ـ أسوف تـرحل معها ؟
رمقهاّ لوهلةّ من الزمنّ بعدم استيعابّ يرحل مع من ؟ بينما ازداد ارتباك ماريّ أكثرّ قد احمرت وجنيتها ما الذيّ تفعله ؟ دوماّ ما تزيد الأمور سوءاّ
بتصرفاتها الرعناءّ تلكّ إنها تدرك أكثرّ من أيّ شخص بأن نايت لا يحبذ الإجابة عن الأسئلةّ خصوصاّ إن تعلقّ الأمرّ بماضيه و إليزابيثّ مهما رفضتّ
ماريّ الاعترافّ بذلكّ فقدّ كانتّ إليزابيثّ جزءا من ماضيهّ فيّ حين ابتسمّ هوّ بخفةّ بعدما فهم ما الذيّ تحاول الوصولّ إليه فقالّ بنبرةّ مبحوحـةّ خبيثةّ
ـ أجل و لقد أتيت لتوديعكّ قبلّ أن أغادر لندنّ ..
اتسعتّ عينيها بدهشةّ و صدمـةّ في آن واحد لاّ تصدقّ ذلك هل سيرحل مع إليزابيثّ بعد كل الذي فعلته ؟ لقد قتلت جده السيد بيتر وّ تركته من أجل كايلّ
ثم عادتّ من أجله أيّ هراءّ هذا ؟ لماذا يسامحها ؟ أشاحت وجهها بعيداّ عنه تنظر نحوّ الشرفةّ لقدّ خسرته فعلاّ فقالتّ بنبرةّ مرتجفةّ
ـ لكنها .. لكننيّ ،
ابتسمّ بتهكمّ على تصديقها إياهّ فورا لكن سرعان ما تغيرتّ ملامحهّ إلىّ الصدمة و الإرتباكّ فيّ آن واحد قدّ رآها تـبكي دونّ أن تصدرّ صوتاّ دموعها
تسقطّ على خدهاّ بقوةّ لقدّ كانتّ مجردّ مزحةّ فقطّ ألم تستطعّ أنّ تدركّ ذلكّ من خلال نبرتهّ الساخرةّ ؟ فضحكّ بـنغمةّ صوته المبحوحةّ لكيّ تلتفتّ نحوهّ
رأته يكتم ضحكتهّ و هوّ يمسكّ معدتهّ عندماّ قالّ من بينّ ضحكاتهّ المتقطعةّ
ـ أنتّ .. أتصدقينّ كل ما يقالّ لك ؟
توقفت عنّ البكاءّ أهذه مزحةّ أخرى ؟ لقدّ كان ذلكّ واضحاّ من خلالّ ضحكاتهّ المبحوحةّ إنه يسخرّ منها مجدداّ فوقفتّ بعصبية بالغةّ ماّ الأمرّ المضحكّ ؟
هلّ صارت مشاعرهاّ الآن مجردّ مزحةّ ؟ يتلاعبّ بها كيفماّ يشاء ؟ استـدارتّ مغادرةّ الغـرفةّ لكنها توقفتّ نظرتّ نحوهّ الذيّ كانّ يرمقهاّ بسخريةّ ثمّ
قالتّ بنبرةّ مرتجفةّ لم تستطعّ إخفائها
ـ مشاعري ليست بالشيء المسلي لتتلاعبّ به نايت ..
كيفّ آلت الأمور إلى ماهي عليه الآن ؟ لقدّ كانتّ تتقبل دوماّ مزاحه فما الذيّ اختلفّ عنّ تلكّ المراتّ ؟ زفرّ ببرود و وقفّ بينماّ هي استعدتّ للمغادرةّ
فسارعّ بخطواتّه نحوهاّ كادتّ أن تخرجّ لولا أن ذراعهّ كانتّ الأسبقّ للإمساكّ بها جذبهاّ من معصمهاّ ثمّ جعلها تستديرّ نحوهّ اقتربّ منها لكيّ ينظرّ إليهاّ
بعينين داكنتينّ حادتينّ قد قالّ بنبرةّ ساخرةّ باردة
ـ أتظنينّ فعلا أننيّ بتلكّ الحماقةّ ماري لأغادر معها ؟
لمّ تستطعّ أن تبعدّ عينيهاّ عنه لكنّ أخفضتّ رأسهاّ قليلا إنها تشعرّ بالغيرةّ منها و لا تستطيّع منع ذلكّ بينما رمقها نايتّ بحدةّ إذّ أنها فعلاّ قد أثارتّ
أعصابه هوّ يحبّ إليزابيثّ ؟ أيّ مزحةّ ثقيلةّ هذّه ؟ حتىّ لو كانتّ آخر امرأة فيّ العالمّ بأكمله لماّ أحبها بينماّ قالتّ له ماريّ بترددّ
ـ هيّ جـميلةّ جداّ و ذكيـةّ كما أنهاّ واثقة للغايةّ و .. شديدةّ الجمالّ أيضا، أقلتّ أنها جميلةّ ؟
لمّ يعلم أكانتّ تمزحّ أم جادةّ فيّ كلامها لكنهّ رمقهاّ بحدةّ لكيّ تغلقّ عينهاّ اليمنى محاولةّ أن تخففّ منّ حدةّ نظراتها الموجهةّ نحوهاّ حينماّ رفع هوّ يدهّ
بعيداّ عن كتفهاّ بعدّ ذلكّ قامّ بضربهاّ بكلّ قوةّ على جبينهاّ فتأوهتّ بألمّ و هي تتراجعّ فيّ خطواتهاّ للخلفّ لكنهاّ لم تسقط إذّ كان ممسكاّ بها منّ معصمهاّ
بّقوةّ لكيّ يتحدثّ بنغمة صوته المبـحوحةّ
ـ أنـت مخطـئةّ ..
لقدّ قال كلماته الأخيرةّ بغطرسةّ و كبرياءّ واضحّ لكيّ تضحكّ بخفةّ لقد استطاعّ أن يغيرّ مزاجهاّ فوراّ بينماّ رفع نايت حاجبهّ قدّ تغيرتّ ملامحهّ كانّ
وجهه شاحباّ نوعا ما لمّ يدرك ما الذيّ يجب عليهّ فعلهّ لكنه تنهدّ بقلةّ حيلةّ أشاحّ وجهه بعيداّ قبلّ أن يعودّ بأنظاره إلى ماريّ قالّ بنبرةّ هادئةّ
ـ ألم أقل لك سابقا ..
أمالتّ رأسهاّ قليلاّ دلالة على عدمّ فهمها فـتأوه بضجر لم يكنّ عليه فنحّ فمه على الإطلاقّ منذّ البدايةّ إذّ أن ما هو على وشكّ قوله لمّ يعتدّ عليه إن
صحّ القولّ فعادّ وجهه لكيّ يصبحّ شاحباّ كما لو كأنه لمّ يرى النورّ قطّ بينماّ أصبحتّ عينيه داكنتينّ للغايةّ لمّ تفهم ماريّ سببّ هذّه التغيراتّ التيّ تحدثّ
عليهّ لكنهاّ بقيت ساكنةّ محاولةّ أن تستمعّ له عندماّ تحدثّ هو بنبرةّ مبحوحةّ منزعجةّ
ـ مخطئةّ و كفى ..
رمقـته لوهلةّ من الزمنّ بعدم استيعاب إذ لم تفهم ما الذي يرمي إليه بينما ازداد هو انزعاجه أكثرّ فأكثر فدوما ما يزعجه توضيحّ رأيه أو الإجابةّ عن
أي أسئلة موجهة نحوه قد فعلت ماري الآن كلا الأمرينّ و الأدهى إنها لا تفهم أبدا وجهة نظره تنهدّ بإرهاق شديد لكيّ يستدير متجها نحو الأريكةّ جلس
عليهاّ فورا و رفع ملفاّ كان على المائدةّ حينما اقتربت منه ماريّ ببطء محاولةّ أن لا تزعجه بالتطرقّ إلى أين هي مخطئةّ و قالت بنبرةّ متسـائلةّ
ـ إذن ما الذي حدث ؟ ما الذي فعله كايل ؟
هزّ كتفيه دلالة علىّ عدم علمه أسند ذراعه علىّ طرفّ الأريكةّ بينما ذراعه الأخرى على عينيه لقدّ فعل كل ما يتوجب عليه فعله إذ أنه استعاد أملاك
كايل التي أخذتها إليزابيثّ و قدم كلّ الأدلةّ التيّ ستجعلها قابعةّ في السجن للأبد لكنّ كل ما فعله يعودّ الآن إلى القرارّ الذي سوف يتخده كايل فقطّ فهو
أكثرّ شخص قد أذته إليزابيثّ تلاعبت به و خانتهّ بل خانتهما معا فابتسمّ بسخريةّ مجيباّ على سؤال ماري
ـ القرار بين يديـه مسامحتها أو لا كل شيءّ يعود إليه ..
أومـأت ماريّ بالإيجابّ ملتزمـةّ الصمت بالفعل فكايل أكثر من قاسى من تصرفاتها الـمتعجرفةّ و الـخبيثةّ إن صحّ القول ثمّ جلست بجانب نايتّ لو أن
القرار يعود إليها فلن تسامحها قط لقدّ خدعتهم جميعاّ تلاعبت بهمّ من أجل مصلحتها الخاصةّ إنها من أحقر الأشخاصّ التي رأتهمّ و مدى الكره الذيّ
تحمله لها لاّ يقاس على الإطلاقّ أخذت نايتّ منها و تلاعبت بكايل الرجلّ الذي أعطاها كل ما يملك تنهدتّ بقلةّ حيلةّ ثمّ ببطءّ أسندت رأسهاّ على
كتفه قائلةّ بهدوء
ـ ماذا عنك ؟ أكنت لتسامحها ؟
بقيّ على وضعيته تلكّ مبتسما بنوع من التهكم أكان ليسامحها ؟ ربما لنّ يفعل لا بكل هو بكل تـأكيد لن يفعل تنهد بنوع من الضجرّ لكنه هذّه الأفكارّ
عن المشاعر أكثر ما يؤرقه و يفضل أن لا يتدخل أبدا بمثل هذه المواضيعّ فذلكّ أسلم له و يقيـه الكثيرّ من المشاكلّ فأجابها بنبرةّ لا مباليةّ
ـ لستّ أعلم .. على الأرجح أننيّ سوف أتجاهلها فقطّ
نـظرتّ إليه بإستغراب هل سيتجاهل شخصاّ أذاه ؟ و أين الحكمةّ فيّ ذلك ؟ لكنّ بالرغم منّ إجابته الغريبةّ فقدّ ضحكتّ بخفةّ إذ أن هذا من شيمه فعلاّ
فهو لا يفضلّ أبدا استعمالّ قلبه علىّ الإطلاقّ و إنّ كانتّ توجدّ طريقةّ عمليةّ تساعدهّ فيّ حلّ الوضعّ فلنّ يستخدمّ قلبه ، فتح عينه اليمنى يرمقها بكسل
بينما ابتسمتّ هي بكلّ خفةّ قائلةّ بضحكةّ
ـ أتـساءل إن كانتّ هذه الصفةّ فيك تستحق المدحّ ؟ عدم اعتـمادكّ على مشاعرك في التوصل إلى حل لمثل هذه المواقفّ لفعلا أمر أهنئك عليه فـأنا دوما
ما ألجأ إلى قلبي في اتخاذ أي قرار أتوصل إليه ،
رفع حاجبه دلالةّ على استنكاره قبلّ أن يرمقهاّ بنوع من الضجر لاّ ينكر فهما مختلفين جدا طريقتهما في التفكيرّ مختـلفةّ كل شيءّ أسلوبهما و غايتهما
جميعها جمـعتّ تحت كلمةّ واحدة ألا و هي الاختلافّ بعينه قال بنبرةّ متهكمةّ
ـ ذلكّ يفسر حجم الأخطاءّ التي ارتكبتها..
نـظرت إليه بإستياء ثمّ أبعدت رأسها عن كتفه إنه يقول بأن اعتمادها على مشاعرها في اتخاذها لأي قرار هو السبب خلف كمية الأخطاءّ الكبيرة التي
ترتكبها أجل لا تنكر ذلكّ إذ لا يمكنها أن تحكم على كل المواقفّ بمشاعرهاّ فقطّ لكن لاّ حيلة لها في ذلك ضحكتّ بخفةّ إذ أن اعتمادها على قلبهاّ هو
الذيّ جعلها تكمل طريقهاّ برفقته و تتزوجّ به بالرغم من كل تلكّ الأحداثّ التيّ تلت هذا الزواجّ إلا أنها ليستّ متأسفةّ على الإطلاقّ فقالت له ببسمةّ
مرحةّ
ـ لستّ نادمـة على ذلك ،
نـظر إليها ببرودّ أجل و هذا نوع من أنواع الاختلاف أيضا على الأرجحّ هما لن يصلا أبدا إلى نقطةّ تفاهم ، ضحكتّ مجددا بخفةّ ثمّ وقفت استدارتّ نحوه
وّ مدتّ يدها إليه نظر نحو يدها الممدودة نحوهّ بعد ذلكّ إلى ملامحها المبتسمة قبلّ أن يرمقهاّ بضجر فاقتربتّ منه كانتّ عينيهاّ مليئتينّ بالصدقّ و الـسعادةّ
قالتّ بضحكةّ
ـ من تلك القراراتّ التي توصلتّ إليها بقلبيّ هيّ حبي لكّ بالرغم من أنه ليسّ قراراّ بالأحرىّ .. لا أدريّ كيف أصفه لكنه حتـما ليسّ خطـئا
تنهدّ بقلةّ حيلةّ إنهما مختلفينّ و لا مجالّ للإنكار فابتسمّ بهدوء لكيّ يومئ بنوعّ من الكسل فعادتّ هي تضحك أكثر لا يستطيعّ أن يجادلها فيّ ذلك تحركتّ
بخفةّ و جلست بجانبه مجدداّ قائلةّ بلطف
ـ إذن .. غـدا هو اليوم الذيّ كنت تنتظره ، الاجتـماعّ الذيّ يحدد من الأحق بالسلطةّ
ذلكّ اليوم كمّ انتظر و كمّ طال الانتـظارّ لهذّه اللحظةّ التيّ سيثبت فيهاّ نفسه أخيراّ وضع ذراعه على عينيه مجدداّ مسندا رأسه علىّ ظهر الأريكةّ كانّ
مجرد موظفّ لدى بيتر يحاول أن يصنعّ فيها طريقه لاّ عبر لقبه أو ثروته بلّ بجهده و عـرقهّ الآن هاهو يحصّد ما زرعه بالرغم من أن الشخص الوحيد
الذيّ سانده طوالّ رحلته لمّ يعد موجودا ابتسمّ بهدوءّ ثمّ قال ببحةّ
ـ يبدوا أن ذلك اليوم أخيراّ قد أتى ..
كانتّ عينيهاّ تراقبانه بـمشاعرّ لم تستطعّ أن تضعهاّ بكلماتّ مجردة فاكتفت فقطّ بالنظرّ نحوه متمنيةّ من أعماقّ قلبها أن يصل إلى هدفه سقطتّ دمعةّ
على خدها لم تستطعّ أن تقاومّ مشاعرهاّ أكثرّ من ذلكّ لكيّ تسارعّ بلفّ ذراعيهاّ حوله قـالتّ بنبرةّ مرحـةّ
ـ سوف تفوز حـتما و حينما تفـعلّ سـأكون أول من يهنئكّ ،
ضحكّ ببحةّ خفيفةّ فوجدّ نفسه يضعّ ذراعه خلفّ ظهرها ربما لمّ يعد بيتر موجوداّ و ربماّ لم تعشّ والدته سكارليت لتشهدّ هذّه اللحظةّ لكنّ هناكّ العديدّ
من يسانده الآن فقالّ بنبرةّ ممتنةّ مبحوحةّ
ـ شكـراّ ..
ابتعدتّ عنه مبتسمةّ بلّ يتوجب عليهاّ هي أن تشكره بفضله اكتسبتّ الـجرأة لتفعل الكثيرّ من الأمورّ التي لما كانت لتفكرّ بفعلها سابقاّ مواجهةّ والدهاّ
الخروجّ من قوقعتهاّ تلكّ وّ اكتسابّ هذاّ الكم من الأصدقاءّ كلير و فـرانسواّ ، سوزي و ويليام كذلك أليكساندر ذلك الفتىّ الذي أحبته منّ أول لقاء ّبينهما
كلّ ذلكّ حدثّ بعد معرفتهاّ به فوقفتّ ثمّ أخذتّ تقفزّ قائلةّ بحماسّ
ـ سـأكونّ أول من يهنئكّ سأحرص علىّ ذلك ..
أومـأ بالإيجابّ فقطّ لكي تلتزمّ الصمتّ بينماّ استمرت هيّ في الـدورانّ حول الـغرفة بحماسّ تتحدثّ حولّ خططّها ليومّ الغدّ ما الذيّ عليها أن ترتديه وّ
أيّ كلماتّ ستقولهاّ حينماّ يسألها الصحافيون عن شعورهاّ كماّ ما الحركةّ التي ستقومّ بها إن لمّ يستطعّ نايت أن يلمحها فيّ المؤتمر الصحافيّ الذيّ يليّ
الاجتماع لقد بدتّ متـأكدةّ من فوزهّ كما لوّ كـأن الأمر لا يحتاجّ لتفكيرّ فيّ حين بقيّ هوّ يراقبهاّ بهدوءّ و ضجرّ فيّ آن واحد حالماّ تستديرّ نحوه يجيبّ
بنعمّ بعدّ ذلك تكملّ حديثها
طل أليكساندر بـرأسه بعدّ أن سمع صـوتّ ماري العاليّ و هيّ تتحدث بحماسّ شديد فابتسمّ بخفـة نـظر بعد ذلك إلى نايت الذيّ يضحك تارةّ على حديثهاّ
و يعلقّ تارةّ بتهكمّ واضحّ ثمّ سرعانّ ما يومئ بالإيجابّ تفادياّ لأي نقاشّ معها كادّ أن يعودّ أدراجه عنـدما لمحتّه ماريّ فسارعتّ بمناداتهّ ركضتّ نحوه
و أمسكتّ يديه لكيّ ترقصّ معه على أنغـامّ الفوز كما أسمتها ضحكّ أليكساندر بخفةّ عندما تحدثتّ ماريّ بلهجةّ مرحة
ـ نايت أنـظم إلينا .. هيا
فتـح البـاب مجدداّ و طلّ منه كايل نـظرّ حوله ثمّ بخفةّ متناهيةّ أمسكّ بيد ماريّ مبعدا أليكساندر عنهاّ ضاحكاّ بـكلّ سعادةّ حالما رأته ماريّ ابتسمتّ بلطفّ
شديدّ مدركةّ شدةّ وقع ما حدث الآن عليه ، لكنهّ على عكسّ ما توقعّ فإنه يشعرّ بالحريةّ كما لو كـأنه تخلصّ من حملّ ثقيلّ كان يثقلّ كاهله و لمّ يسعه
سوى الـفرحّ لتخلصّ من هذاّ الحملّ قالّ بنبرةّ عاليةّ
ـ سوزي شـغليّ الموسيقى ..
أتت سوزي منّ خلفّ الباب مبتسمةّ بخفةّ لقدّ صار يدرك بأنها كالظلّ تتابع تحركاتهّ فدخلتّ فوراّ بخطواتّ ّبطيئةّ نوعاّ ما ثمّ وقفتّ بجانب أليكساندر الذيّ
اعترضّ بحدةّ قائلاّ
ـ أنا من أتى أولا..
حاولّ أنّ يـستعيدّ ماريّ مجددا لكنّ تدخل كايلّ أعاقّه كثيراّ فقد كانّ يدفعه بقوةّ مبعدا إياه ّغير منصت لاعتراضاته قبل أن يرتطمّ بجسد شخصّ ما فاستدارّ
كايل للخلفّ عندماّ رأى نايت يقفّ رافعا حاجبه و قدّ كانت على شفتيه ابتسامةّ باردةّ فتحدث كايلّ بضحكةّ
ـ ماذا ؟ أنا أتيت أولا ..
صاحّ أليكساندر باعتراض مجددا مستاءاّ من كايلّ بينماّ و لدهشةّ الأخير فقدّ تركتّ ماريّ يديه مسرعةّ لكيّ تتجه نحوّ نايت ضاحـكةّ لفتّ ذراعيهاّ حول
رقبته محتـضنة إياهّ بينماّ فتح كايلّ فمه معترضاّ قائلاّ باستياءّ شديد
ـ أنت تـعلم بأنها ستختاركّ هـذا ليسّ عدلا..
لقدّ كان واضحاّ حال تدخل نايت بأن ماريّ سوف تختاره لكيّ تنطلقّ ضحكاتّ الكلّ فمدت سوزي يدها نحو كايلّ ممسكةّ إياه بـخفةّ لكيّ يسيرّ معها بخطواتّ
دائرية محاولين أن يعترضاّ تحركاتّ ماري السلسةّ و نايتّ الذيّ سرعان ما ندمّ من قراره بالتدخلّ و قد ظهرت عليه ملامحّ الاعتراضّ فيّ حين صاحّ
أليكساندر بعصبيةّ قائلاّ و هو يتجه نحوهمّ
ـ ماذا عنيّ ؟ أريد الرقصّ أيضـا ..




آنتهى ـ
__________________