عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #96  
قديم 12-28-2015, 05:58 PM
oud
 
تـلك الليـلةّ حينمـا لونت لنـدن بـغطاءّ أبيض صـافي لا مثيل له في نقـاءهّ يـزداد تلألئه لمعانا في كل فترة ذلك الغـطاء المعروف باسم الثـلجّ لا شيء
يضـاهيه جمالا قد تـراكمت حبـاته فيّ تلك الشرفة مرسلا نسـمةّ ريـاح بـاردةّ إليها فزاد إحكام قبضتها على الغـطاءّ مقطـبّة حاجبيها خـلاّل نومهـا بانزعاج
حينمـا استيقـظت فجأة معـتدلة فيّ جلوسها قدّ إزداد شـحوب وجهها وضـعّت يدها على فمها قبلّ أن تـركضّ بخـطواتّ سـريـعةّ نحوّ الـحمامّ أخـذتّ تـكح
بـقوةّ غـير قـادرة على التوقف حينمـا فتحت عينيها لكي تـرىّ بـصدمةّ تـلكّ الـدماءّ فـنظرتّ بـدهشةّ إلى المـرآة قدّ رأتّ انعكاس وجهها كـذلكّ خيطّ الدماءّ
المتسللّ من بين شفتيهاّ لم تستطـعّ إدراك مـا رأتهّ لولهة الأولىّ قد بدا الأمرّ لها كـمجرد كـابوسّ آخر تعـجزّ عن الاستيقاظ عنـهّ لكنّها تـدرك جيـداّ أن هـذاّ
هو الـواقـعّ الذيّ عليها مواجـهتهّ ،
لأحكمتّ الإمساكّ بـفستانها قبلّ أن تستديرّ مسـرعةّ تـبحثّ عن منشـفةّ قـامتّ بمسحّ تـلكّ الدماءّ من عـلىّ وجهها ثمّ فتحتّ الحـنفيةّ لكيّ تغـسلّ تـلكّ المياه
كلّ قـطرةّ من دمّ قدّ بدتّ شـاحبةّ جدا أمسكت بـصـدرهاّ مكانّ قلبها تـماماّ بدتّ كما لو كـأنها تـحاولّ أن تبثّ الصبرّ إليه بـعدماّ عجزتّ عن الارتـجافّ لكنها
لم تستطعّ إذّ أن الهـدوءّ إليهاّ الآن بدا بـعيدّ المنـالّ ..
حينماّ و فجـأةّ قامتّ بصفّع وجهها بــعدّ ذلك اعتـدلتّ فيّ وقفتـهاّ ثمّ حركتّ أناملهاّ لتحـاول رسم ابتسامة على شفتيـهاّ تنـحنحت محـاولةّ أن تـنزعّ طعمّ الدماءّ
من ريقهاّ و استـدارت مغـادرةّ فتحتّ بابّ الحـمامّ لكيّ تـقع أنـظارّها علىّ الـغرفةّ نـظرتّ نـحوّ تـلكّ الأريـكةّ هنـاكّ عنـدماّ و بكعبهاّ العاليّ داستّ على طـرفّ
فستانهاّ الأزرقّ النيليّ لكيّ تـقعّ علىّ نايتّ النـائمّ كـانتّ حـفلةّ زفافّ إليزابيثّ و كايلّ حينها ، ضحكـتّ ببحةّ و هيّ تـقتربّ من تلكّ الأريكـةّ ممررة أطراف
أناملها عليهاّ منّ كان يعلمّ أنها كانتّ ستقعّ فيّ حبـه و من أول نـظرةّ أيضاّ لكنّ يبدواّ أن الحبّ الأول لاّ يدومّ أو بالأحرى حبها الغـيرّ متبادلّ
اتجـهتّ إلى الـشرفةّ عندماّ أسرتهاّ كميةّ الثـلوجّ المتساقطـةّ قدّ شكلتّ غـطاءاّ أبيضاّ صافيّ مدتّ يدها نـحوه أرادتّ فـعلاّ أن تنقـذّ نايت ، استـسلمتّ لدموعهاّ
و هيّ تـبكيّ بصوتّ خافتّ أرادتّ أن تنقـذّه منّ شبحّ الانتقـامّ و تـجعله يرىّ كم أن الكل يستحقّ فـرصةّ أخرىّ و أرادتّ له أكثرّ من أيّ شيءّ آخر أن يذوقّ
طـعمّ السـعادةّ لم تبـاليّ مع منّ أوّ أينّ مـا دامّ سعيـداّ لكنها لم تـفعل أي شيءّ فـاستندتّ على ركبتيهاّ أرادتّ أن تمـدّ يدها إليه هوّ و تـمسكها لكنهاّ لم تـنجّح
لأنها ليستّ قـوية كفايةّ لتخترقّ ذلكّ الجليدّ ، فـصارتّ هـذّه الإرادةّ مجرد أمنـيةّ لم تتحققّ قـط
تـماماّ كـروايةّ والدتهـاّ سيليا و والدها جوناثانّ هـاهي الدنيـاّ تعـيدّ سرد أحداثهـا بـّأشخاصّ آخـرين لكنّ كميـةّ الألمّ نفسهاّ و جـرعةّ الـقدرّ نفـسهاّ أيضاّ لقدّ
لاقتّ نفسّ مصيـرّ والدتهاّ فلمّ يحببهاّ نايتّ قطّ و هي لم تستطعّ أن تسـاعدهّ و هاهيّ أيـضاّ تتخذّ نفسّ ما فـعلته والدتهاّ سابقاّ كقـرارّ لها ،
ـ مـاري تـعاليّ آلي مـاري ..
أغـلقتّ عينيهاّ ثمّ عـادتّ تـقف على قدميها استـدارت للخلف قد أدركت الآن أنها تمـزج بين الـخيالّ و الواقـعّ فلا يـعقلّ أن ينتقل إلى مسامعها صـوته ،
صـوت جوناثان المنـاديّ لها مكـرراّ اسمها كمـا لو كأنه سيمفونية يستمتعّ بـقولها مـرارا وضـعّت يدها على خـدها قد جفتّ دموعها قـائلةّ بنبرةّ خفيفةّ
ـ أنـا قـادمة أبي فقد انتهـت رحلتي..
حينمـّا قـالت كلماتهاّ تـلكّ فتحّ باب الـغرفةّ لكيّ يظهر من خلفّه نايت كانّ يحرك ذراعه بنوعّ من الإرهاقّ و يحملّ كـوبّ قـهوةّ ساخـنةّ بيده الأخرىّ وضـعهّ
على طرفّ مائدةّ انتـقلّ إلى مسامعهاّ صوتّ خـطوات تـقترب بكل بطءّ من جـناحهما عندما فتح بـاب الغـرفة بكل هدوءّ لم يكن أحدا سـواه هو مرتديـاّ ملابس
بـارحة من قميصّ أزرق داكن و سروال جينز معّ بـوت أسود خصلات شعرهّ مـرفوعةّ للأعلى بنوعّ من اللا مبالاةّ ثمّ نـزعّ قمـيصهّ بـعدّ ذلك اتـجهّ إلىّ الحمامّ
حـاملاّ منشـفةّ نـظرتّ نحوه ماري بإستـغرابّ و وجـهتّ عينيها بعدها نحو السـاعةّ قد كانت تـشير إلى الـرابـعة صـباحا تمتمتّ بشيءّ ما و هي تقـطب حاجبيهاّ
قد نست محور أفـكارها تـلكّ كما لو كأنها لم تـراودها قطّ حيث أنها استاءت منّ إهـمال نايت لـصحتـه
فتحت عينيها فـجأة على وسعهما مبتسـمةّ بخبـثّ ثمّ اتجـهت ببطءّ و خفـةّ كيّ تـستند على الجـدارّ الذيّ بجـانبّ غـرفةّ الحمامّ قدّ كانّ صوتّ المياه ينسابّ
لأذنيها كتمتّ ضحكتـها بمكر عنـدماّ تـوقف صوت المياه حالماّ رأتّ دوران المقبضّ كيّ يفتح البـابّ تدريجيا قفـزتّ أمـامه لكن و لما رأته صـاحتّ بقـوةّ
و هي تـغلقّ عينيها بينمـا حرك نايت خصلاتّ شعره الأسود بخفـة
كان يـرتدي منشـفةّ وسطّ خصـره و قطرات مياه قد بـللت شعرهّ كـذلكّ جسده حالما وقعت عينيه الداكنتين عليهاّ قطب حاجبيـه أليسّ كان من المفترض
أن يـذعر هو فـابتسمّ بـبرود و هو يتقدم بخـطواتّ كسـولةّ نحوها بينما هي تبتعـدّ بـسرعةّ للخلفّ وجنتيها محـمرتينّ بشدةّ و تـرفضّ أن ترفعّ رأسها نحوه
فـقـالّ ببحةّ صوتـه المميزةّ
ـ مـا الأمـرّ ماري ؟ أ أنـت بخير ؟
كان يـعلم سببّ احمرار وجهـها كذلكّ ابتعادها عنه لكنه فـضلّ إدعاءه الـجهلّ مستمتـعاّ بـردةّ فعلها و عـندماّ أمسك ذراعهـا فـتحّ بـاب الغـرفةّ على وسـعه
فـنظر كلاهما إلى القـادمّ لكيّ يريا حـارسينّ يقتحمان الـمكانّ إثـر صـراخها نـظرّ إلى سيدهم للوهلةّ الأولى كيّ تنتقل أنـظارهم بـعدها إلى ماريّ محمرةّ
الوجه تـلعثمّ الـرجلّ بإحراج و هوّ يعيد غـلقّ الباب قـائلاّ بـنبرةّ عاليةّ محرجة
ـ أرجـوا الـمعذرة ..
استـدارت مـاري نـحوه فـاقدة القـدرةّ على التعـبير كان وجهها محـمرا بـشدةّ فنـظر إليها بدت مصـدومة جدا لا تستطيـعّ التـحرك أو الهمس فـلم يستـطعّ
أن يمنـعّ نفـسه أكثرّ لكي تنـطلقّ ضحكـاته فيّ أرجاء الـغـرفةّ كما لم يسبق له أبدا أن فـعل بنغـمةّ صـوت مبـحوحةّ بدا وسيمـا للغـايةّ و قدّ رأتّ لأول مرة
تعبيرا مـختلفا له فـنـظرت إليه كاتمـةّ أنفاسها حينما أخـذتّ دموعها تسقطّ على وجنتيها يضعّ يده على معدته محاولاّ أن يوقف ضحكـته لما رأىّ دموعها
فازدادت ضحكـاته عـلواّ في الأرجاءّ و هو يـقولّ بـبحة متقطعـة
ـ حسـنا .. سـأتوقف
لكن و كلما وقعت عينيه على وجههـا المحمر إزداد ضحـكه إذ أنه الموقف الثـاني لهما مع هـاذين الحارسين لابد أنهما كونا فـكرةّ خـاطئةّ عن عـلاقتهما
و مـلامح ماريّ المحمرةّ مقطبـةّ الجبيـن بإحراجّ يزيد من سخـافةّ الموقف قـال لها بـضحكـةّ
ـ انقلب السـحر على السـاحر أليس كذلك ؟
رمـقته بنـظرةّ غـريبة أيعقـل أن هـذا أثر الـسهر عليه لأن من المستحـيل على نايت أن يـضحك و لهذه المـدةّ الـطويلة أيضا ربمـا أثر الكافيين على دمـاغه
إذ تصـديق بـأنه نفس الشـخصّ البـارد محال فتقدمت نـحوه و وضـعت يدها على جبينـه وسط استـغرابه لكن لم يكن مصابا بالحمى حينما قطب نـايت حاجبيه
بنوع من الاستنكار حالما تـحدثت معه ماريّ بـدهشة
ـ نـايت يضحـك ،
صـاحتّ بـمرح و هي تحـتضنه بـكلّ قوة تضـحك بخفة بينما عـاد العـبوس ليتحل ملامح نايتّ إذ أنه يتعجب عنـدما يفتعل الكلّ ضجـة كبيرةّ حينما يـبتسم أ
و يضـحكّ لكنه لم يقل شيئا بل اكتفى بتركها تفعـل ما تشاءّ إذ بدت سـعيدةّ للغاية لما تـحدث بنبرته المبحـوحةّ مضجرا
ـ حسنا ، حسـنا دعيني أرتدي قـميصا
هاهو ينظرّ نحوها بعينينّ هادئتين باردتينّ قدّ كان يلفّ منشفةّ بـيضاءّ حول خصـرهّ و يضعّ الأخرى علىّ رقبتهّ قد أخذّت قطرات المياه تسقطّ من خصلاتّ
شعره الأسودّ حينهاّ ابتسمتّ ماري بارتباك لما لاحـظتّ تصرفه الـباردّ، حـاولتّ أن تتذكرّ إن ما قد فعلت شيئاّ قد أثـارّ غضبه لكنها لم تستطـعّ فكادتّ أن
تتحدثّ لولا أنه الم تجدّ الكلماتّ المناسبةّ
بينماّ اتجـه نايت نحـوّ الخـزانةّ لارتداءّ ملابسه لكيّ تغـلق ماري عينيهاّ بسرعةّ حينماّ اقـتربّ نايت منهاّ بخـطواتّ هادّئة بطيـئةّ تكاد أن تكونّ غـيرّ مسموعةّ
حالماّ وصلّ بلعتّ ريقهاّ بـتوترّ أيعقلّ أنه غـاضبّ ؟ فيّ حين ابتسـمّ هو بكلّ سخريةّ و هوّ يدفعهاّ بـيده بعيداّ تأوهت ماريّ بقليلّ من الألم ممسكةّ بـكتفهاّ و
هي تـدورّ مبتعدةّ قليلاّ
ـ لكنّ ما الذيّ فعلته لكّ ؟
حينما أكملتّ كلماتها وجدتّه قد جلس على الأريكةّ فأخذتّ تـدور حـوله بـابتسامة واسعـة غـريبةّ تنهد بـنوعّ من الإرهاق إذ أنها بدتّ مليئة بالحماس
فـأشـار بيده لها حرك خصـلات شعره الأسود بـعشوائيةّ ثم تـحدث قـائلاّ
ـ ماري ضـعي قنـاة الأخبـار ..
نـظرت نـحوه بـعد ذلك نفـذتّ طلبه فـوراّ و هي تشـغل التلفاز دون تـردد بينما اتـجه هو نحوّ تـلك الثلاجة الصـغيرةّ أو بالأحرى مبرد حينما رآه فـارغا
قطب حاجبيه قد تعـكر مزاجه هؤلاء الـخدم الجدد لا يتقنون عملهم على الإطـلاقّ ألم تـعطهم سوزي تعليمـاتّه الصـارمةّ ؟ يبدوا أنه بحاجة لـحديثّ مطول
من قبله ،
ـ نـايت أ..
قـالت ذلك بنـغمة صوت متوترة للغـايـة قد احمرت وجنتيها بكل إحـراجّ فـابتسـمّ بنوع من التهكم قبلّ أن يعد إلى مكانه و يعتدل في جلسته على الأريكة
مستندا على الـوسادةّ و يحمل بينّ يديه هاتفه كذلكّ حاسوبه لمّ تفهم مـا الذيّ يفـعله ألم يكن تـوا فيّ مكتـبه يقوم بعـمله ؟ هـزتّ رأسها نفيا باستيـاءّ ألا
يدرك تـأثيرّ السلب الذيّ يتـركه هـذاّ العـمل بجسده ؟ لكنها لم تـجرؤ على قـول ذلكّ له ليسّ بـعد أن أعلن ديميتري عن رغـبته الـعارمةّ في قـتله ، كـانتّ
تنـظر إليهّ قبل أن تقـررّ المغـادرةّ إذ أنها ستعـطله لا أكثرّ و لا أقلّ لكن حينمـا كـادت أن تـقف شحبّ وجهها بأكمله كما لو كأن الدماءّ توقفت عن الـسيرانّ
فيّ عـروقهاّ قدّ داخت لفـترةّ قصيرةّ من الزمنّ قبل أن تـعدل عن قرارهاّ و تعـتدل في جلستها بجانبهّ ، لما تـحدث نايت بنبرةّ هادئةّ
ـ مـاري ..
تـوقفّت أنامله عنّ الضغط على لـوحةّ المفاتيحّ فجأةّ عندماّ ناداهاّ بـنغـمةّ صوته المبـحوحةّ فرفعتّ رأسها نـاحيته مستغـربةّ كان جـاداّ جداّ و بـاردا فيّ
آن واحدّ مما جعلهاّ تتساءلّ عن سببّ هذه الجـديةّ لمّ يدم تساؤلها كثيـراّ فقد أجابها بنبـرةّ مبـحوحةّ
ـ قـريبا سينتهـي كل شيء ..
اتسعت عينيها بـدهشةّ قد ارتجفّ كيانها بأكمله لكي تـشيحّ وجهها بعيـداّ عنه عـندما ينتهي كلّ شيءّ لن يكون بمقدرتها البقاء بجـانبه ستنتهيّ مسرحيتهماّ
الـصغيرة تلكّ و ربما سيتجه كل شخصّ فيّ طريقـه ربمـاّ سيصبحان غـريبانّ مجددا ابتسمتّ بخفةّ لكن لا بـأسّ فقد حان فعلاّ وقت إنهاء الأمـورّ للأبد كيّ
تـنظرّ نحوه مبتسـمةّ بلطفّ و هي تـومئ إيجابا قـائلة بـمرح
ـ سـوف تنتـصرّ بكل تـأكيد و العـالمّ بأكمـله سيشهد على ذلكّ ..
ضحك بـبحةّ على ثقتهـاّ المـطلقةّ ينتصـرّ ربما قدّ يكون ذلكّ مؤكـدا لكن فـاز أو خسـر سيفقد شيئـاّ إنه أمر لا مفـر منه استـدار نحوها لكيّ يحرك خصلات
شعرهـاّ البنيّ بعـشوائيةّ قد ازدادت دهشتها احمرتّ وجنتيها خـجلاّ لا إراديا حينمـا غـادرته تـلك الابتسامةّ كي تختفيّ تـدريجيا من عـلى شفتيهّ كان هـادئاّ
ملتـزما الصمـتّ و لوهلةّ من الزمنّ لـدقيقـةّ أو أقـلّ استـطاعتّ أن تـرى لمحـةّ الألم الـظاهرةّ عليه قبل أن يتنهدّ بقلة حيلةّ و قد عـاد البـرود يكسو وجهه
قـائلاّ بـبحةّ
ـ لا أعتـقد هـذا ،
نـظرتّ إليه و بـدون أن تـضطرّ لتـفكيرّ مـرةّ أو اثنـين أومـأت إيجـابا إن استـطاعتّ إن كان بقدرتها أن تفعل أي شـيء له كـأن تـزيحّ لمحـةّ الـحزنّ هذّه
من وجـههّ أو أنّ تـأخذّ كل تـلكّ الذكريـاتّ الأليمةّ المخـزنةّ بذاكـرتهّ أن تـجعـلهّ يبتسمّ بـصدقّ و سعادةّ و لوّ لمرةّ واحدةّ لفـعلتّ ذلكّ فـوراّ دون ترددّ حينـماّ
رمقهـا نايت بـهدوءّ كان صمتـه غـريبا عـندما قطب حـاجبيه كمـا لو كـأنه أدرك شيئاّ ما كيّ تـظهر الدهشةّ عليه قدّ اختفىّ السوادّ الداكن عـينيه لما قـالتّ
له ماريّ بنبرةّ متسـائلةّ
ـ مـا الأمر ؟ نـايت ؟
كـان ينـظرّ نـحوها بـدهشةّ حينمـا وقفّ فجـأةّ ممسكـاّ بـجبينه كما لو كـأنه تـذكرّ شيئاّ مهمـا أو أدرك بالأحرى شيئـا مـهماّ لكن مهما كانّ الأمر الذي يدور
بباله لم تستطـعّ ماري أبدا تميـيزه فقطبتّ حاجبيها مستغـربةّ و اقـتربتّ منه إذ قد شحبّ وجهه كلياّ كما لو كأن الموتّ قد داهمهّ فـمدتّ يدها نحوه و أمسكتّ
بـمعـصمه لما جـذبّه بنوعّ من الـصدمةّ و الدهشةّ في آن واحدّ تـمالكتّ نفسهاّ في آخر لحظةّ إثر دفـعه لهاّ لكيّ لا تسقطّ أرضـا بينمـا وضع نايت يده على
جبينهّ قد داهمه صداعّ حـاد ، بدى مخـتلفاّ جدا كـما لو كـأنه قد رأى شبحـا قد رددّ كلمـاتّه بنبرةّ مبـحوحةّ غيرّ مصدقـة
ـ هـذا مستحيـل ..
أمـالتّ ماري رأسها ناحيتـه مستغـربةّ و قـلقةّ في آن واحـد فما هو السبب الذيّ دفـع الدماء كي تسحبّ من وجـهه ؟ قبـل أن يسـرعّ بخـطواته مغادرا
غـرفته كي يتـجه نحو مكتـبه فـتّحه على وسعه ثـمّ أخذ يبحثّ بـدونّ وعي منـه لكنّ لم يجد غـايتهّ كما لو كـأنه جـنّ أخـذّ يخرجّ كلّ شيءّ مبعثـراّ جميـعّ
ملفاته و كلّ ما وقعت عليه عينيه بينما بقيت ماريّ تنـظر إليه بدهشـةّ كان يردد باستمرار كلمة هـذا مستحيلّ و لوهلةّ من الزمن لم تـستطعّ ماري تـمييزه ،
اتجـهتّ نحوه بـسرعةّ ثمّ أمسكتّ بمعصمه تـناديه مراراّ و تـكراراّ دون أن تـسمحّ إجـابةّ منه بـدونّ أن يدرك ما يفعله دفـعهاّ بعيـداّ عنه و هو يمسكّ رأسه
قـائلاّ بنبرةّ غـاضبةّ حـادةّ
ـ إليـــــزابيث ..
كـان غـاضباّ للغـايةّ وجـهه شـاحبّ و عينيه ازدادتا حـدةّ و خـطرا لم يـدرك أنه فقده إلاّ بعد حديثـه الأخيرّ مع ديميتريّ بالطبـعّ لن يعثـر عليه الآنّ كيفّ
كان مهملا إلى هـذه الـدرجةّ ؟ كان يجدر به أن يـضعّ عينيه على إليزابيثّ لا أن يترك أتبـاعه يفـعلونّ و الآن انظر إلى أين أوصله إهماله ، أيدرك ديميتريّ
بفعلتها هـذّه يا ترى ؟ بينـماّ نـظرتّ إليه ماري بـدهشةّ تـحدثتّ بـصدمةّ
ـ نايت ما الذي يحـدثّ ؟
لمّ يستـطعّ أن يجيبها لأفكـاره المشتتـةّ إنه لا يصـدقّ مدى بـلاهة كايلّ إلى أين وصـلت ثقـته بها ؟ لدرجـةّ إعـطائها كل شيءّ وضعفها فيّ منصبـهّ ذلك
الأحمقّ أو ليس هو أبله ؟ بتـوقيعه على كلّ تلكّ الأوراقّ بجعلها تستلم السيطرةّ إنه يعطيهـا حيـاته أيضا ، ضـربّ مكـتبه بقـوةّ و قدّ أخذ يشتـم بقوةّ فاقدا
عقـله فأنيـرتّ أضواءّ القصـر بـأكمله إثـر هـذّه الضوضاءّ و قبل أن تـدرك ماريّ ما الذي يحدثّ وجدت كل من فـرانسوا و سـوزي خادميه المخلصين
يسـرعان نـحوه بصدمةّ كـذلكّ أليكساندر و كايل بينما تـحدث نايت بـحدةّ ذوّ عصبية بـالغـةّ
ـ اللـعــ ..
جذبتّ فستانهاّ بقلق دلالة على توترها قبل أن تتـقدم مسـرعةّ إليه وضـعتّ يدها على كتـفه فـهدأ فجـأةّ كيّ يعـود الجمود محتـلاّ ملامحـه إنه خطـأه إذ كان
يعلم منذ البداية ما الذي تخطط له إليزابيثّ لكنه تركها تفعل ما تشـاءّ و هـذا ما يحصل عليهّ إثر تهاونه إنهـا الآن تملك نصف ممتـلكات كايلّ إن لم تكن
جميعها و هيّ الآن تنافسه على سلطـةّ منصب رئيس الـشركةّ في نفسّ الوقت تختبئ خلفّ ظهر كايل دون أن يستطيع الأخيرّ فعل أي شيءّ لها ، لقدّ فقد
صبره فعلاّ فـرفع رأسه ناحيةّ فرانسواّ الذيّ أومـأ إيجـابا إذ أنه يدرك ما الذيّ حدث دون أن يضطر نايت لقول شيءّ عـندما قطبّ الأخير حاجبيه بنوعّ من
الـبرودّ مستـديراّ ليـواجهه قد تحدث بنبرته المبـحوحة الحادةّ
ـ كـايل .. لدي حـديثّ معك


~ آنتهـى
__________________
  #97  
قديم 12-28-2015, 05:59 PM
oud
 
الجـزء الرابـع و الخمسون
نـظرةّ الـمجـنونّ للعـالم ْْ~


إنهـا لم تـفعل شيئا هـذاّ ما استمـر بـترديده دونّ تـوقف و لو لأخذّ أنفاسه كان وجـهه شاحبا جدا إذ أنه لم ينل قسطـا من الـراحةّ ليومين و هو يـحاول أن
يقـنع كلّ من رفـعّ إصبـعه متهما إياها أنهـا بـريئةّ لم و لنّ تـرتكب أيّ جـريمةّ ففـلورا التي يعرفها بالـكاد تـقدر أن تـؤذيّ شخصا فـما بالهم بـتـزوير أوراق
ملكيةّ والدها العـزيز بـعد أن توفيّ منذ أشهرّ فقط ؟
تـقدمتّ منـه ماريّ و وضعت يدها علىّ كتـفه فـرفع أنـظاره ناحيتهاّ لكيّ يـجد ابتسـامةّ خفـيفةّ للغايةّ تعـلو شفتيها تحاول أن تبـثّ قليلّ من الأملّ إلى قـلبه قدّ
بقت بجـانبه طـوالّ هذه الفترةّ تسانده كذلكّ السيدةّ فرانسيس التيّ غـادرت تـواّ لتستريحّ قليلا بـعدما أجبرها زوجـها بول إذّ كادت أن تنهـارّ ،
الآن القضيـةّ التي اتهمتّ بها فـلوراّ مخـتلفةّ كثيـراّ فبالرغم من أنها كانتّ متـابعةّ قضائيا و محاميهاّ يبذل ما بـوسعه للوصولّ إلى حلّ ينقذها إلاّ أن آرثر قدّ
غـير موعد المحـكمة بدون علمهاّ فحوكمتّ و هـيّ لا تدرك ذلكّ حتىّ يبدوا أنها حتىّ الآن تغيبت عنّ محاكمتينّ و طـوال هذه الفترةّ استمال آرثرّ هيئة الحلفاء
إلى جـانبه ربما عنّ طريق رشـوتهمّ لا بل الأرجحّ هو هذه الفرضية و بالرغم من أن فلورا أخبرت القاضيّ أنها لم تصلها أيّ رسائلّ لا عن طريقّ البريد
الالكتروني أو عنّ طريقّ البريد العاديّ إذ بدى أن الأمر كله مدبر ..
ما يـحدثّ لا يصدق بل مستحيل فتأوه ويليامّ بألم و هو يحك جبينه عندماّ رن الجـرسّ كي يقفّ مسرعا على قدميه فتبعتـه ماريّ بخـطواتّ هادئةّ عنـدما وصلا
أخيـراّ إليهاّ حيثما كانتّ فـلوراّ تـجلس مرتديةّ ملابسّ برتقـاليةّ أو بالأحرى ملابسّ السجن الـرسميةّ حالما رأتهماّ أخذتّ الدموعّ تسقط من عينيهاّ دون توقفّ
لكيّ يسـارعّ ويليام لاحتـضانهاّ بينماّ وقفت ماريّ على مبعدة منهما مشيحـةّ وجهها بعيداّ حينما تـحدثتّ فلوراّ بنبرةّ باكيةّ
ـ ويليام أنا لا أريد بقـاءّ هناّ ، أنـا لم أفـعل شيئـاّ أرجوك أخبرهم .. لمـاذا أعـاقب و أنا بـريئةّ ؟ لماذا ؟
زادّ من شدةّ قبضته حول جسدها و هو يومئ إيـجابا فاقداّ كل قدرةّ على التعبيرّ بالفـعل لماذاّ هي فيّ السجنّ بينما آرثرّ الـرجلّ الذيّ من المفترضّ أن يعاقبّ
خارجّ جدرانه ؟ نـظرتّ نحوهما ماريّ بألم فبعد أن أتىّ ويليام مسرعاّ نحو نايتّ بدى كالمجنونّ حينهاّ و لمّ يكّن يعي ما يفعل فعلاّ قد طلبّ من نايتّ أن يـستخدم
سلطتـه لكيّ يخرج فلورا من السجنّ عنـدما رأى نايت حـالته طلبّ منها أن تـرافقه طوالّ فترة زياراتهّ لفلورا ريثما يجد هو حـلاّ لهذه الـمشكلةّ بينما
و فيّ الـجهة الأخرى أختهـاّ التي كانتّ تعـرفّ بالصبيانيةّ فيما مضى انهـارتّ بأكملها فقالت لهما ماريّ بنبرةّ هادئة
ـ فـلورا إن نايت يبذل ما بـوسعه و قد كلفّ ثـلاثةّ من أبرز المحامين من أجل إخراجكّ أرجوك تـحليّ بالصبر
لم تجبها فلورا بل اكتفت بـدفنّ وجهها أكثرّ في صدر ويليام إنها لاّ تستطيعّ أن تتحلى بالصبرّ و لاّ تريد كلماّ ما هي بحاجته أن تخرج من السجنّ و تـعود إلى
أينما كانتّ حياتها عليه سابقاّ بينماّ قطبتّ ماريّ جبينهاّ و تنهدت بأسى قائلةّ بـهدوء
ـ نـحن هـنا بـجـ ..
قـبل أن تـكمل كلماتها تـوقفتّ عن الحـديثّ فجأةّ قد شحبّ وجهها كلياّ فأخذتّ تـكحّ بخفةّ محاولةّ أن لا تجذبّ الانتباه نحوهاّ قبل أن تـغادرّ الغـرفةّ مسرعةّ
معتـذرة بينما و حالما صاراّ لوحدهما أمسكّ ويليامّ بوجنتيهاّ لكيّ يرفع رأسهاّ نحوه و كم كانتّ عـينيه لطيفـتينّ رقـيقتينّ و شديدتاّ الـهدوءّ قدّ تحدثّ
بنبرةّ مطـمئنة
ـ لا تـقلقيّ فـلوراّ سوف أدفـعّ كفالتكّ و أخرجك من هـناّ ..
أومـأتّ إيجابّا لكيّ يبتسمّ هو بـخفةّ محركاّ وجنتيهاّ في اتجاهين مختلفينّ فصاحتّ متـأوهة و قدّ صارّت ملامحها مضحكـةّ مما جعله يهدأ قـليلاّ و تسكّن
عواصفّ قلبه و لو لمهلةّ قصيرةّ من الزمنّ قـائلاّ بخفة
ـ فـلوراّ التي أعـرفها تلقن كل من يقف بطريقها درسـاّ لذا أريهمّ من أنت فـعلاّ و ابتسمي فأنتّ أجمل حينما تـبتسمينّ ..
لما قـالّ ذلك ضحكتّ و دفعتـهّ جانبا مبتسـمةّ كادت أن تقول شيئاّ حينها رن الجرسّ معلنا عن نهايةّ الزيـارةّ فعـادتّ ملامح الحزن تكسوا وجهها و لم تستطعّ
أن تجبرّ تلك الابتسامةّ فاستدارتّ مغادرةّ عندما أمسكها من ذراعهاّ فجأة فيّ نفسّ اللحظةّ التي فتحتّ ماريّ بابّ الغـرفةّ مسرعةّ قدّ كانّ الإرهاقّ بادياّ على
وجهها كذلكّ ندم لأنها لم تمضيّ الكثيرّ من الوقت برفقةّ أختها عنـدماّ رأتّ ويليامّ يجذبّ فلورا نحوهّ مقبـلاّ إيـاهاّ بـكلّ لطفّ فشهقتّ و أغـلقتّ البابّ فوراّ بينماّ
نـظرتّ فلوراّ بدهشةّ إليه عندماّ حرك خصلات شعرهاّ الأصهبّ بعشوائيةّ قـائلاّ بضحكةّ
ـ أراك غـدا ..
احمرت وجنتيهاّ بإحراجّ شديدّ و أخذتّ تشتمه بـنوع من الخجلّ مغـادرةّ الغـرفةّ بصحبةّ الشرطيّ بينماّ و حالما اختفت فلورا عنّ أنظاره عـادتّ ملامحّ الجمود
تعلوه إنهّ لا يصدقّ بعد أن وجد سـعادتهّ تـأخذّ منه بلمحةّ عينّ فتنهدّ بقلةّ حيلةّ مغـادراّ ، أغلقّ البابّ خلفه لكيّ يجد ماريّ بانتظاره أشـارتّ له عنّ بعد بابتسـامةّ
خفيفةّ فاتجـهّ نحوها قـالت له بـضحكةّ
ـ هلّ ودعتها جيـدا ؟
ضحكّ هو الآخر و ضربهاّ بخفةّ على ظهرهاّ متقدماّ للأمام بينماّ تـبعته ماريّ بـخطواتّ سريـعةّ ، وقفّ كلاهما خارجّ المبنى عـندماّ غـادرّ ويليامّ لكيّ يجلبّ
سيارته حينما جلست هي على أحد المقـاعدّ تنـظرّ بـهدوءّ إلى القـادمينّ ، لو أنها تستطيع فقطّ أن تـلكم وجه آرثر لربمـا لن تستطيعّ فآرثر أطول قامة حسناّ
ستحاول الحديثّ معه فيّ البداية ثمّ شتمه لاّ لن تستطيعّ سيكون قد أعمي من طرفّ حقده و بعضه لكلتاهما لذا إن أرادت شخصاّ يستمع لما تقوله فديميتري
هو الرجل المناسب لكنّ أتستطيعّ حقا أن تـقنعه ؟ هـزت رأسهاّ نفياّ تـطرد فيها هذّه الأفكار لا أحد يستمع للمنطقّ فـهؤلاءّ مليئين بالحقدّ و الكراهيةّ لا شيء
يشفيّ غليلهم غيرّ الانتقام فقطّ ،
وجهتّ عينيها نحوّ المارةّ بضجرّ حينماّ لمحتّ من بـعدّ كلّ من آرثرّ و شخصّ آخر بدا مشـهورّا فالكل يلتفت نـحوهّ و بعضّ الفتيات اللواتيّ تذكرن مـلامحهّ
سرعان إليه من أجل أخذّ توقيعه فـزمت ماريّ شفتيهاّ متجاهلة إياهما عنـدماّ توقف أمامها آرثر يبدوا أن أمنيتها تحققتّ فقد كانتّ تريد الحديثّ معه لكنهاّ
غـيرت رأيهاّ الآن إنه لن يستمعّ إلى أي شيء ستقوله فما فائدة النقاش إذن ؟
ـ أهـلا ، لدي طلب صغير منـك أريد أن تنفذيه لي ..
رمـقته ببرود ثمّ وقفت جـذبتّ حقيبتها مبـتعدةّ عندما أمسكّ ذراعهاّ بكل قوةّ فتـوقفت عن السيرّ بدا كما لو كـأنه يريد الشـجار معها فينما نـظرتّ هي بطرفّ
عينها إليه ثمّ قـالتّ له بنبرةّ حادةّ
ـ أتـرك يدي آرثر و إلا ستندم ..
قطب حاجبيه مبتسـماّ بكل سخرية أقـالتّ أنه سيندمّ بينما رمقـته ماريّ ببرود عنـدماّ فجـأةّ ربت شخصّ ما على كتفه و حالما استـدارّ للخلفّ وجهت له لكـمةّ
قويةّ جعلته يسقطّ أرضاّ رفعّ يده مرتجفاّ ناحية فمه قدّ كحّ بضعة دماءّ عـندما قـالتّ له ماري بنبرةّ هادئة و هي تقف بجانب ويليام
ـ لقدّ قلت لك ..
فيّ حين كان ويليام يـحاولّ جاهدا الحفاظ على أعصابه فهذه ليست بالبقعة المناسبة لهما لكي يفتعل شجاراّ لكنه يـرغيّ في أن يلكـمه مرارا و تـكرارّ فيجعله
غيرّ قادر على السير طوال حياتهّ هـذاّ السافل ، لم يسبق له أن رأى رجلاّ بمثل دناءته عندماّ تـحدثّ ويليامّ بنبرةّ حادةّ
ـ لقد عـبثت مع الشخصّ الخـطأ يـا عـزيزي سأجعلك ستتمنى لو أنك لم تولد قط
قـالّ ذلك بـكلّ كره ثمّ غـادر بـرفقةّ ماريّ التيّ رمقتـه بـهدوءّ قبل أن تـغادرّ مسرعةّ حينما وصلّ أوسكار أخيـراّ نـطر حوله بـنوعّ من الاستـغرابّ إذ لم يتسنى
له رؤية شيءّ إثر تـلك الفتيات اللواتيّ استدرن حولهّ فـقالّ محـدثاّ آرثرّ الذيّ يمسحّ دماءّ فمه بكمّ قميصه
ـ هل فوت شيئا ما ؟

/

وجـهتّ أنـظارها نـحو يدها الذيّ وضع الجبس حولهاّ مربـوطةّ بـخيطّ إلى غـايةّ عنقها إنها لا تصدقّ ما فعله آرثر حتىّ الآن فـكيف أستطاع أن يتجـرأ و
يقوم بـدفعها دون تـرددّ لوي ذراعهاّ و الصراخّ في وجهها ، إنه يبدوا شخصـاّ مختلفا فهو لم يعـدّ أبدا أخيها الذي تـعرفه و تـحبه و الذيّ كانت تفعل أي
شيء من أجل سـلامته ، قـطبتّ حاجبيها بعصبيةّ إن رأته المـرةّ القـادمةّ فسوفّ تـلكمه بدون ترددّ ستـجعله يندم على عـبثه معهاّ ذلكّ الـغبيّ ..
زفـرتّ بحدةّ مـنذّ ما حدثّ و والدها روي قد ازدادت حالته سـوءا فـلم يعد يريد رؤية أحـدّ مفكرا فيّ طريقة تنجي ابنه من هذا المدعو ديميتري بدون أن
يدرك بـكون آرثر يسير بإرادته الـخاصةّ مع ديميتري ، ثمّ ما الذيّ عـناه بـقوله لما لا تـطلبي من حبيبك قتلي ؟ أكان يعني فـرانسوا بكلامه ؟ تنهـدتّ بقلةّ
حيلةّ سوف تكون سعيدةّ فعلا لو كـان حبيبها لكن الأمرّ بعيد المنال عنها ..
نـظرتّ حولهاّ فقد كانتّ تقف وسطّ غـرفة آرثر إنها لن تجد أي شيء و عـندما كادت أن تعود أدراجهاّ ارتطمت قدمها بـزجاجةّ عـطرّ فـقطبت حاجبيهاّ بـإستغراب
أخيهـا لديه صديقته لكن لم يسبق لها أن أتت هـنا فـأمسكّت العـطرّ تـنظرّ إليه بـهدوءّ فعادت أدراجها ثمّ أخذت تـبحثّ تحتّ و فـوقّ كلّ شيء ، لقد وجدت
أحـمر شـفاه و كادت أن تصرخّ بجلبةّ إذ أنه لـماركة مشهورةّ عنـدما انتقل إلى مسامعها صوتّ رقيـقّ ذو نـغمةّ هادئةّ
ـ يمكنك الـحصول عـليه إن أردتّ
استدارتّ كليرّ بسرعة للخلفّ قد شحب وجهها كليا إنها إليزابيث و كيف لا تعرفها فـهي تـلكّ العارضة المـشهورةّ يتنافسّ كل المصممين للحصول عليهاّ
الجـميع معجب بجمـالهاّ المـبهرّ كما أنها زوجـةّ كايل لبيير لعب البيسبول السابق كتمتّ صرختهاّ و نـظرتّ إليها بعدم تصديقّ لكن ما الذي تفعله إمرأة مثلها
فيّ غـرفة آرثر ؟ أو لم تخنّ كل من كايل و نايت ؟ حينماّ تـحدثت كليرّ بنبرةّ مرتبكةّ
ـ لا شـكرا ..
ابتسمت إليزابيث بهدوءّ ثمّ أزاحتّ خصلات شعرها الأسود الطويلّ للخلفّ و جـذبتّ أحمر الشفاه من بينّ يديّ كليرّ لكيّ تـضعه على شفتيهاّ بتمعنّ ، ارتـدتّ
بعد ذلكّ ملابسهاّ فستانّ أحمر قميصّ و معـطفّ ذو ريشّ أبيضّ حينما تحدثت كليرّ بنبرةّ مستغربة
ـ ما الذيّ تفعلينه هنا ؟
نـظرتّ إليهاّ إليزابيث من خلال المرآة كي تبتسمّ ببـرود كـم تبدوا بلهاءّ إنهـا تشبه أخيهاّ نوعا ما و ربمــا لاّ بل متـأكدة أنها تستطيع استمالتهـاّ إلى جانبها
فيّ دقائق فقطّ فاستـدارت نحوهاّ مبتسمةّ بهدوءّ بينما رمقتهـا كليرّ باستغراب أكثرّ أيعقل أنها على علاقـةّ بأخيها آرثر لكن هـذاّ مستحيل أليست تحب و
تعشق نـايت ؟ هـذا ما استنتجته خلالّ حادثة الحفلةّ ، عنـدما تحدثّت إليزابيثّ بنبرةّ واثقـةّ
ـ أنـتّ تحبين فـرانسوا أليس كذلك ؟
حينما ذكرتّ إليزابيث اسم فـرانسوا تـغيرت ملامح كليرّ كليا إذ رفـعتّ من حذرها نحوها و قدّ كشرت بكل عبوس ، فـرانسـوا الـرجل الذيّ تـحبه و الذيّ
صار الكل يربطها به فيّ أي حـديثّ فهاهما كانتا تتحدثان عن أحمر الـشفاه لكيّ ينتقل الحديثّ و بـطريقةّ غريبة إلى فـرانسواّ و كم تـكره هـذاّ إنها لا تـحبذ
لأحد أن يتـدخلّ في حياتها فزفـرتّ بنوعّ من الضجرّ و هي تضمّ ذراعيهاّ لصدرها دون أن تقولّ شيئاّ عندما عادتّ إليزابيثّ للكلامّ قائلةّ بـخبثّ
ـ لقدّ رفضك كليا أليس كذلك ؟
بالرغم من أن الأمر محـرج بالنسبةّ لكلير و أيضاّ مـؤلم لكنها أبقت على ملامحّ الـهدوءّ و الضجرّ في آن واحد رافـضةّ بـجعل إليزابيث تسحبها خارجّ حدود
حذرهاّ حينماّ تـحدثتّ الأخيرةّ مجددا بـمكرّ
ـ أنـا أعـلمّ السبب الحقيقيّ الذيّ دفـعه لـرفضكّ أتريدين مني أن أخبرك ؟
رمـقتها كليرّ بـتـردد لوهلةّ بعدّ ذلك هزت رأسها نفيـا لقدّ أخبرها فرانسوا بنفسه أنه ليس مناسبا لها فـهو رجل يسعى للانتقامّ و يعيشّ من أجل الانتقامّ
فقطّ كمـا أن وعـد الذيّ قطـعه لسيده بحمايته سينفذه حتىّ لو عـنى ذلكّ فقدانه لحياته هو ، إنه يعيشّ فيّ عـالم مختلف كليا عنها و هي تـدركّ ذلك إنها
لا تـحاول أن تجبره على حبهاّ يكفيّ أن تحبـه هيّ لذاّ مهما قالت إليزابيثّ فلن يـؤثر هذا عليهاّ فاستدارت مغادرة قائلة بنبرةّ ضجرةّ
ـ إن كان هـذا ما لديك فـأنا آسـفة لا أملك الـوقت لسماع التراهات ، و غـادري المنـزل فأعـداء ماري هم أعـداء لي أيضـا ..
ابتسـمتّ إليزابيثّ ببرود أقـالت تـوا أن أعـداء ماري هم أعدائها ؟ ربما استهانت بها قـليلاّ لكن مظهرها لاّ يدل أبدا على فطنتهاّ فقد ظنت أنها مجرد فتاة
شقراءّ تسعى خلفّ أول رجل وقعت عينيها عليهّ لكن ، عـبرتّ عـدةّ خطواتّ لكيّ تقف أمام كلير تتـحدث بّخبث
ـ أتـدركين ماضي فـرانسوا ؟ و السبب الذيّ دفـعه للانـضمام لعـائلة لبيير ؟ أتعـلمين ما حـدثّ لما غـادر نايت جانب والدته ليـنظم
إلى والده نيـكولاسّ ماكاروف ؟ أتعلمين ما الذي فعلته سكارليت حينها ؟
قطبـتّ كلير بانزعاج إنها لا تـريد أن تعلم ليسّ من قبل حرباءّ مثل إليزابيث تستطيع أن تـحرف الحقائق مثلما تـريدّ و تصغها حسب احتياجها الخاصّ
فـدفعتها كلير جانبا قـائلة بضجر
ـ لا أريد أن أعـلم .. غـادري المنـزل
كـادت أن تـمر جانبا عندما أمسكت إليزابيث بـذراعها بقوةّ فـجعلتها تلتفت ناحيتها بـدهشةّ لوهلة الأولى من الزمنّ إذ تـغيرت ملامح إليزابيث كلياّ و قدّ
بدت غاضبةّ نوعاّ ما لكنها و في آن واحد تستمتع فيّ نفس الوقتّ بـما تفعله ، فـألقت كلامها غير مباليةّ بالصدمةّ التيّ وقعت على قلبّ كلير
ـ فـرانسوا كان قـاتلا محـترفا وظفه السيد بيتر لبيير من أجل قتل نيكولاس ماكاروف و استعادة حفيده نايت لكن و حينما عـلمتّ سكارليت بخـطة والدها
أعـدلت فرانسواّ عن مـهمته و كلفته بـحماية ابنها فقطّ و أن يحرص على سلامتـه لكنّ و حتى لو لم يقتل نيكولاسّ إلا أن هـذا لا يـغير حقيقة هـويته ، بأنه
مهماّ طال الـزمن فـسيبقى مجرد قـاتل ..
نـظرتّ إليها كلير بـصدمةّ إنها لا تعلم شيئا عن هـذاّ و ربما إليزابيث اختلقت الأمر بـأكمله لكنّ .. شحب وجهها بـأكمله ثمّ سحبت ذراعها بعيدا و غـادرتّ
الغـرفةّ مسرعةّ ما الذيّ تجنيه بإخبارها كل هـذاّ ؟ أترغب في ضمها إلى صفّ ديميتري ؟ أمّ أتـحتاج شيئا منها ؟ قطبتّ حاجبيها و غـيرت وجهتهاّ لكي
تغـادر الـمنزل مسرعةّ متـجهة إلى سيارتها سوف تسـأل فـرانسوا بـنفسه عن صحـة هـذاّ أو ربما سوزي أي أحـد و ستخبرهم بـمكان إليزابيث أيضـا ..
بينما و حالما غـادرت كلير ابتسمت الأخيرةّ بـبرود قلب المـرأة العـاشقةّ لا أحد يستطيع السيطرةّ عليه فـتـنهدتّ بّخفة الآن يجدر بها هي أيضا التـوجه
للقصرّ فلديها حديث خاص مع نايت ، ضحكتّ بكلّ استمتاع إفـساد حياة الآخرين أمر رائـع تتلذذ به دوما همست لنفسهاّ بضحكةّ
ـ عـدوة ماري ؟ أرجوك .. إنها بالكاد تشغل ذهني ،
__________________
  #98  
قديم 12-28-2015, 06:00 PM
oud
 
يقـال قبل أن تـبدأ الـحرب يجب عليك أن تـعرف ما الذي أنت تـقاتل من أجله ، هـو لا يملك شيئا ليدافع عنه و لا يـحارب من أجلـه إنه بالـكاد يهتم بتلك
الثـروةّ أو المال ما أراده حصل عليه سابقا ، تنـهد بضجر أكبـر مـراقبا شـاشة الـحاسوب حيثّ كان يعرض تسجيـل وفـاةّ السيد بيتر و جميـع الأدلةّ من
كوب العصير الذي قـدم له و المـخدر الموجود فيه أيضـا فـارتشف القليل من القـهوة السوداء الساخنـةّ مبعدا ملفا ما عن مرمى نـظره عندما رفـع عينيه
الداكنتين نحو ذلك الـشخص الذيّ يجلس أمامه و لم يكن أحدا سوى كـايل نفـسهّ يوجد على خـده عـلامةّ بنفـسجية حتـما للكمـةّ كان يمسك هو الآخر
بـملفات عديدةّ يـحاول أن ينـظر فيها بنفسه مسـاعدا ابن عمته ..
و على غير العادة فكان كايل ملتـزما الـهدوء بشكل مريـب لا يتـحدث كثيـرا فـقطب نايت حاجبيه ثمّ تنهد بنوع من الإرهاق ما الذي يـفكر به ؟ ألم يحن
الوقت بعد لكي يتقدم للأمام تاركا إليزابيث و ماضيهما معـا كله فيّ الخلف ؟ إنه بالكاد يستطيع أن يـعرف وجـهة أفكاره أو مشاعره بل إنه حتى لا يفهمه
على الإطلاق فـلماذا يتمسك بحب إمرأة خـانته ؟ رفـع نـظارتين الطـبيتين و وضعهما لكيّ يـعود للعمل مـجددا على حاسوبه قـائلا ّبنبرةّ باردة
ـ يستحسن أن تتخطاها قـريبا ، ذلك سيكون أفضل للجميـعّ
أحـكم كايل القبضّ على ذلك الملف بين يديه و قد ارتجف جسده قليلاّ إثـر غـضبه لكنه لم يقل شيئـا فنـظرّ بطرف عينه نحو نايت الـهادئّ كي يشـحب وجهه
فجـأةّ إنه لا يدرك كم كـان نايت مخيـفا تـلك الليلةّ لقدّ لكمـه عدةّ مـراتّ و دون تـوقفّ لأخـذّ أنفاسه لم يـمنـعه فـرانسوا من ذلكّ أو سـوزي بل اكتفيا فقطّ
بمشـاهدةّ الوضـعّ بينما حـاولتّ ماري أن تـوقفهما مراراّ و تـكرارا دون أن تـنجح ، إنه لا يصدق ما حدث حينها فقد كان نايت غـاضباّ و لأول مرةّ غاضبا
منه بشـدةّ جعلته يعجز عن الكلامّ ..
أجـلّ هو أحمق فـكيف يسلم إليزابيث جميع أسهمه و ثـرواته دون أن يـفكر و لو لوهلةّ ؟ إنها خـانته و هو يسـتحق ذلكّ لقد حان وقتّ وقوفه مجددا و جعلها
تندم على ما فعلت فلا أحد يعبث مع رجال لبيير دون أن ينال العقابّ ، تـحدث كايل بنبرةّ محرجة و هو يـرد عليه
ـ سـأفعل ..
نـظر إليه نايت بـبرود متهـكما أجل هو يصدقه ، بالـطبع لن يتخطاها بتلك السهولةّ فقد أحبها عنّ إخلاص و قد كانت إليزابيث أول امرأة أحبها عن بكل
صدق لذلك تـجاهل نايت إجـابة كايل المترددةّ و أكمل عـمله دون أن يلقي أي نـظرةّ نحوه حينما تـحدث كايل فجـأة قاطعـا ذلك الصـمتّ المريب
ـ لو كـنت مكاني ..
قطـع كلامه فجـأةّ إذ أن نايت لن يكون أبـدا مكانه فـهو لن يقع أبـدا في خـطط إليزابيث و لن يسلمها كل أمواله دون رمشـة عين كما أنه لم و لن يحبب
أي شخص أي إمرأة فكيف له أن يفهم أسبابه ؟ كيف له أن يطلب منه وضع نفسه في مكانه فـهذا لن يحدث أبدا لنايتّ ، عـاد كايل يصغ جـملته بـشكلّ
رأى أنه مقـنعّ أو بالأحرى منـطقيّ بالنسبة لنايت
ـ لو أن ماري فـعلت ما فـعلته إليزابيثّ ، لو أنها خـدعتك ؟ هل كنت ستسامحها ؟
تـوقف نايت عن الضغط على لوحـة المفاتيح لكي ينـظر نحوه بنوعّ من البرود ماري تـخونه ؟ أجل لقد فكر في هـذه الإمكـانيةّ سابقا عـندما تـعرف عليهاّ
لقد اعتـقد أنها مخـادعةّ كـاذبةّ و منـافقةّ أيضا تسعى فقط من أجل أمـواله و لكسبّه لكن بـمرور الأيـام تـلك الـظنون لم تكن سوى مجرد أوهام فـتحدثّ
نايت بنبرةّ مبـحوحةّ هادئةّ
ـ مـاري بعيـدةّ كل البعد عن إليـزابيثّ ، كلتاهما مخـتلفتان تـمتلكان طرقّ مختلفةّ للوصول إلى غـايتهما فـلماذا تـجمعهما معـا ؟
رمـقه كايل بـهدوء قبل أن يشيح وجهه بعيـداّ بالرغم من أنهما مختلفتان جـدا إلا أن كلتاهما وقعتا في حـب نفس الـشخصّ و كلتاهما تفعل المستحيل بطرقتها
الخاصةّ من أجل سـلامته هوّ بالرغم من أن أحدهما مـخادعةّ و مـاكرةّ بينما الأخرى صـادقةّ و مخلصة إلا أن هما يحبانه هو فقطّ ، و بالنسبةّ لكايل فـهما
متشابهتين نوعا ماّ فعـاد كايل يتحدث بنبرةّ مصممةّ
ـ لكن أنـتّ لم تجبني ، ما الذي ستفـعله إن خدعتك ماري ؟
لم يرى نايت أن الاسترسال في الحديث سيعود عليه بأي نفع أو فائدة لكنه بالرغم من ذلكّ توقف عن عـمله مـجددا و هو ينـظرّ نحو كايل ببرود ما الذي
سيفعله إن خدعته ماري ؟ ابتسم بـسخريةّ قبل أن يضحك قـليلاّ ببحةّ خفيفةّ متـهكماّ
ـ أنت تـدرك جيدا أننـاّ نتـحدث عن ماري ، أليس كذلك ؟
هـز نايت رأسه نفيـا ساخرا من هـذّه الفكرة بينما رمقـه كايل بدهشـةّ لا يستطيع أن يعلم ما إن كانت ردةّ فـعل نايت لأنه واثق جـدا منها أو لأن هـذا مستحيل
الـحدوث فـساخر من فكرته هذه لكي يستند كايل على طرف المكـتب متنهـدا بقلةّ حيلة أجل إنـه محق فـماري التي يعرفها الجميـع من المستحيل أن تخدع
أحـدا إنها لا تـجيد فـعل أي شيء و كل يشعر بـطريقةّ ما أنه يتوجب عليهم حمايتهاّ حتى نايت نفسه ..
ـ أتـحبها ؟
شـحب وجهه إثر سـؤال كايل المفاجئ و اتسعت عينيه بـصدمةّ لماذا لم يخطر بباله هذا السـؤال قبلا ؟ قـطب حاجبيه لوهلة من الزمن ماري لم تسعى أبدا
لمعـرفة إجابته كما لو كـأنها متـأكدة منّ رده دون أن تضطر لسماعه ، حـرك قـلم بين يديه بنوع من الحيرةّ قبل أن يستعيد ملامح الـبرود ّفتعود كي تعلو
وجهه مجددا و قدّ كانت عينيه داكنتين
ـ لا أظن أن إجـابتي ستتغـير ..
لم يعلم ما إجـابة نايت الأولى كانتّ لكن لا يبدوا أنها سارةّ على الإطلاقّ بالرغم من أن نظرة نايت نحو ماري قد تـغيرت كليا فـقد صار يثق بها أكثـرّ
و يهتـم بسلامتها أيضاّ كما أن وجـودها ضروري بالنسبة لهم جميـعاّ مجرد حضورها يضفي على القصرّ نوعا من الطمأنينة له و لهمّ لكن يبدوا أنها لن
تنال ما كانت تسعى له ، ضحك كايل بخفـةّ يال حظهما التعيس عندما نظر إليه نايت مستغرباّ قد تحدث ببحة
ـ ما الأمر المضحك ؟
كانت نظراتّ كايل نحو نايت هادئـةّ قبل أن يبتسم بدون قول شيءّ تـلك الفتاة التي لا يعتقد أبدا أنه سيغير إجابته لها أو يظن أنها ستبقى إلى جانبه للأبد ؟
أشـاح وجهه ناحية أوراقه قائلا بنبرةّ مبتسمة
ـ كنت أحاول جاهـدا كسب حب إليزابيث بكل طرق و بجميع السبلّ في كثير من الأحيان كنت استسلم أخبر نفسي لما أحاول و أنا أدرك حبها لآخر ؟ بالرغم
من هـذا استمررت بالمحاولةّ لكن الآن و بالنظر نحوها فـأنا بالكاد أشعر بشيء نحوها لا أستطيع أن أكن حتى مشاعر الكره لها إذ إن فعلت فذلك بمثابة
إهدار لطاقتي ،
عـاد كايل يضحكّ بـخفة أجل فـحتى مشاعر الكره لا تستحقها إمرأة مثلها من الأحسن فقطّ محوها و نسيانها من ذاكرته بـكاملها كي يعتبرها كما لو كـأنها
لم توجد قطّ هـذا فقط لأن كل ما حدث معها كان سيئا فقطّ مليئا بالألم و الـحقد و البغضّ و لأنها لم تعتبره أبدا حبيبا ، فقـال مـجددا بنبرةّ ذات مغزى
ـ أتعتـقد أن الناس سوف يستمرون في المحاربـةّ إن كان الوصول للـهدف مستحيلا ؟
نـظر إليه نايت بـعدم استيعاب أهـذا يعني أن كايل الآن لا يشعر بـأي شيء نحو إليزابيثّ ؟ ابتسمّ بهدوء هو الآخر بينما هز كايل كتفيه بعدم اهتـمامّ ثمّ
وقف حاملا إحدى الملفات أسفل ذراعه عندما رتبّ نايت أوراقه بـكسل و هو يـحمل حاسوبه حينما تحدث كايل بهدوء
ـ ما أقصـده ، حـب ماري لك لن يدوم مـادامت إجابتك لن تتغير ..
تـنهد بـنوع من الضجرّ و هو يـدفع كايل من ظهره خارجاّ لكي يـغادر كلاهما المكـتبّ متـجهين نحو قاعةّ الاجتمـاع كي يسرقّ كايل نظرةّ خفيفةّ نحو نايت
اللا مباليّ قبل أن يتـأوه بـألم هـذا الرجل بمثابة الجليد فـلا تـوجد أي كلمة قد تغير رأيه أو تـجعله يتغير و لو قليلا في النهاية يبدوا أنه بالفعل لا جدوى من
حب ماري له من الأفضل لهاّ أن تتوقف ..

/

كـان يجلس على طـرف الكرسي يمسك بين يـده قلما يـلوح به بدون تـركيز و هو ينـظرّ من خلال النافذةّ إلى تـلك السـاحةّ التي تـطلّ عليها قدّ بدى هادئا
و شارد الـذهن من هذه الأفكار العديدة التي غـزت عقله و التي احتـلتّ أكبر جزءّ هي ديمـيتري إنه لا يتـراجع للخلف على الإطلاقّ و لا يزال حتى الآن
مختفيا عن أنـظار الصحافةّ بالرغم من أن الكل يدرك وجوده ، هو يـجعل كل شيءّ صعبا و مستحيلاّ أيضا متقنا لغـايةّ المثاليةّ فقد كبل نايت كليـاّ و قد صار
الأخير مشـغولا جدا بإنقاذ الكلّ قبل أن يفكر في نفسه فالجـميع يعتمد عليه و هو أيضاّ يعتمد على نايتّ ..
أراد أن يسـاعده و يمد يده للكلّ إذ أنه لا يحبذ فكرةّ البقاء في الخلف منتـظرا حماية الحراس له بل يريد التدخل أيضاّ أجل لقد قرر سابقا أن هذه ليست معـركته
و هو ليس معنيا بما يحدث فلطالما كان مجرد الورقة الرابحـةّ لكنه بالرغم من ذلك يبقى جزءا مهما ، انتـقل إلى مسامعه فجـأة صوتّ الأستاذّ و هو يتحدث
بنبرّة منـزعجةّ قليلا
ـ أليكساندر إن كانت حصتي لا تناسب ذوقك فيمكنك الـخروجّ ..
استـدار نحوه بـدهشة إذ أن تواجد الأستاذ أمام طـاولته أثارّ دهشته قليلاّ فهو لم يكن منتـبهاّ فـأومأ نفيا و هو يعـتذرّ باختصار و ذو نبرةّ باردة لكي يـنـظر
مجددا نحو الـسبورةّ بضجر قد كانت أنـظار الكل نـحوهّ ، الفـتى الـجديدّ الذيّ لا يحبذ أن يتحدث معه أي أحد و يبقي حاجزا حوله إنه صعـب التعامل و ربما ذلك
يعود لخلفيته التيّ لا أحد يدرك ما هـي فـكل ما يناديه الأستاذةّ به هو اسمه الأولّ فقط ،
نـظر أليكساندر ناحيـةّ الفتاة التي تـجلسّ بجانبه و التيّ كانت تسجل كل ما كتـبه الأستاذ طوال الوقت ثمّ زفر بـنوعّ من الملل إذ لا رغبة له فعلا في الدراسةّ
كان يجب عليه الذهاب مع كايل لمخبر الشـرطة أو مع فـرانسوا يستطيع أن يساعده إن تعلق الأمر بالبيانات أو ماري أجل فـهي لا تـقول لا أبدا له سترحب
به بكل ابتسامةّ و ستـأخذّه معها كما دوما تفعل بالحديث عنها إنها لا تـبدوا نفسها في الآونة الأخيرةّ ربما ذلك عـائدّ لقضية إدانة فـلورا ، أيعقل أن نايت وجد
دليل يدين فيه آرثر غلوري ؟ ربما تستطيع كلير مساعدتهم فـهي في جانبهم تأوه بألم ممسكا برأسه حينما همست له الفتاة بنبرةّ مترددة
ـ يجب عليك فعلا أن تـركز في الأستاذ يستمر في النظر اتجاهك ..
نـظر إليها بـهدوء لقد كانت المرة الأولى التي يلاحظها فيها فهي و منذ قدومه لم تتحدث معه لمرة واحدة أو ربما لأنه لم يلتفت نحوها قط كانت ذات شـعر
أسود قصير يصل إلى رقبتها و عينين عسليتين ذاتّ بشرةّ صافية قطب حاجبيه و هو يعود لنظر نحو ذلك الأستاذ بضجر كبير إذ أنه يفتعل المشاكل معه
فقط لأن أليكساندر قد أتى لهذه المدرسة بطريقة خاصةّ إذ طلب نايت للمدير بجعل هويته مخفية حاليا و جميع الأساتذة لا يدركون هويته الحقيقة لذلكّ هذا
الأستاذّ و لجهله بالموضوع يسعى لإثارةّ المشاكل فقط لإرضاء فضوله و معـرفته .. ، قـال أليكساندر فجـأة
ـ لم يكن علي الحضور قط تـبا
قد تـغير مزاجه كليا أراد مغـادرة القاعةّ هو يفضل تقديم المساعدةّ أي كان ما يقدر عليه لا الجلوس هنا الاستماع إلى تـصريف الأستاذ للأفعـال كتـم أنفاسه
لوهلة ثمّ تنهد بقلةّ حيلةّ بعدّ ذلك عـاد يكتب ما فاته من ملاحـظاتّ بعدم اهتمام ملحوظ
__________________
  #99  
قديم 12-28-2015, 06:01 PM
oud
 
وضـعت حقيبتها السـوداء على طرف السرير قبل أن تستلقي عليه بإرهاق شديد ذراعها اليمنى على عينيها تحجب عنها الـرؤية بقيت لوهلة من الـزمن
على وضعيتها تـلكّ حينما تنهدت بـتعب و هي تعتدل في جلستها لقد كانت في جنـاح نايت بـالغرفة الـرئيسيةّ قد أخبرتها سوزي أن كلاهما قد غـادر القصر
منذ ما يقارب سـاعةّ أو أكثـرّ ،
نـظرت إلى هاتفها بهدوء ثمّ رمته جانبا إذ أنها لا ترغب في إجراء أيّ مكالمة هاتفية الآن حتى لو أنه من الأفضلّ أن تتصل بها حيث أن سيليا صـارتّ قلقة
كثيرا بالآونة الأخيرةّ قد باتت تبعث لها بـرسائل نصية قصيرةّ كلما سنحتّ لها الفرصةّ تـأوهت ماريّ بـألم و هي تمسك رأسها لقد كان من الأفضل أن لا
تخبر سيليا عن اعتقال فلورا فقد زاد ذلك من قلقها ..
وقفتّ كي تتجه بخـطواتّ بطيئةّ مغادرة الغـرفةّ عبرت الـرواقّ بعدّ ذلك فتحـتّ بابّ مكتب نايت على وسعه كانتّ توجد أوراق مبعثرة في كل مكانّ و في أيّ
زاوية فزمت شفتيها بعبوسّ هذا يدل بأنه أمضى الليل بـأكمله مجددا يعمل إنه يستمر بالضغط على نفسه كثيرا ،
فـأخذتّ تـرفع الأوراق و تعـيدّ ترتيبها إذ أن نايت حذر جميع الخدم من الدخول إلى مكتبه فقد بدى أمرا محظورا لكنّ بما أنها أتت هنا عدةّ مراتّ فلا بـأسّ
بذلك سترتبّ فقط الأوراقّ و الملفاتّ ثم تـغادرّ هذا ما قـالته لنفسهاّ عندما وقعت بينّ يديها إحـدىّ الملفاتّ فتحتـهاّ بهدوء فاتسعت عينيهاّ بدهشة لم تكن لتصدقّ
ما رأته تـوا ،
ـ ما الـذي ..
همست لنفسها غير مصدقـة كان الملف يحتـوي عـدة أمور لم يكن من المفترض بها أن تراها ليس الآن على الأقل أمسكت بـجبينها أصحاب هـذا المنزل بأكمله
مجانين كما لو كـأن الجنون هنا صار بمثابة وباء ينتشر لديهم ظهرت ملامح الاستياء على وجهها قبل أن يملئ وجهها بدموعهـا ، منذ متى كانت حياة الناسّ
لعبة لكي يـأخذوها ؟ ،
ـ تـلك المـرأة ألا تـملك قلبا ؟
هـذا ما قالته بـأسى و ألم شديد ربما لأنها صارت الآن تقدر الحياة التي تعيشها أكثر من أي شخصّ و ربما لأن سيرة الموت صـارتّ أكبر كابوس لها أو
ربمـا لأنها عاشتّ مع سيد بيتر فترةّ ليست بقصيرةّ فهي تشعر بالحزن نـحوهّ لأنه أضطر أن يمـوتّ لا بل أن يقتل من أجل ثـروته ، ما الذي فعله لها لكي
تقتله بأعصاب باردة ثم تـحضر جنازتـه بدموع زائفـةّ تـقبل حفيده و تعترف بحبها له تتزوج من حفيده الآخر و توهمه بـعشقها له ، أي إمرأة هذه و
أي قلب تـملك ؟
وضعت ماري الملف جانبـا لقد أخبرها فرانسوا قبل مغادرته هذا الصباح بـأن نايت يمتلك أدلة قـاطعةّ يستطيع بها أن يدين إليزابيث للأبد لكنها لم تستطع
أن تصدق كلماته ففي النهاية الشخص الذي يتحدث عنه فرانسواّ هو نايت الـرجل الذيّ أحب سابقا إليـزابيثّ و حتى لو لم تعد تعني له شيئا فهو لن يستطيعّ
أن يسلب سبب كايل الوحيد في الـمكافحة ،
ـ كل شيء يصـل إلى نهايته ..
أومـأت بذلك كـأنها تؤكد كلامها بعد ذلك سارت بخـطواتّ بـسيطة بطيئةّ مغادرة المكتب ثمّ أغلقت الباب خلفها بإحكام كانتّ تسير ببطءّ عندما تـوقفت فجـأة
قد داهمها صداعّ حاد تأوهت قليلا يبدوا أنها لم تعد تملك الكثير من الوقت أيضـا حينما فتحت عينيها مجددا رأت أمامها تـلك المـرأةّ تقف بهدوء تضع يدا
على خصرها بثـقةّ مـطلقةّ ابتسامتها المـاكرةّ و خصلات شعرها الأسود المنسدل على ظهرها إنها نفسها المرأة التي تنافسّ عليها الكل ..
في البـدايةّ ظنت ماريّ أنها مجرد أوهام إذ كثيرا ما صارت تخلط بين واقعها و خيالهاّ لكن و حينما أعادت فتح عينيها مجددا للمرةّ الـثالثةّ تأكدت بأن ما
يحدث ليس سوى الحقيقةّ و أن هذه المرأة التي تقف أمامها هي فعلا إليـزابيثّ لكن الأمر الذي لم تفهمه هي كيفّ استطاعت الدخول إلى هنا أين هم الحراس ؟
بينما تـحدثت إليزابيثّ بنبرةّ باردة
ـ ماري .. ماري .. ماري العـزيزةّ ، أعتـذر على زيارتي المفاجئة و الغـير متوقعة لكن أريد التـحدث مع نايت فهل هو هنـا ؟
لم تنسى إليزابيث أبدا أن ماري كانت مستعدةّ لإطلاقّ النار عليها من فوهة المسدس في تلك الحفلةّ فقد كانت نـظراتها نحوها تلك الليلةّ أشدّ حقـداّ أكثرّ
كرها و أعمقّ بغضا من أيّ مشاعر قد وجهها له أيّ شخص قدّ عـرفته لكن و هاهي تنظر نحوها الآن بمرور الأيامّ تـلك المشاعر ازدادت قـوةّ فابتسمتّ
بخبث عندما تـحدثت ماريّ بنبرةّ هادئةّ
ـ أو تعتقدين أنني سأسمح لك بـرؤيتـه نهيك عن الحديث معه ؟ لا تتحامقي معيّ إليزابيث ..
ضحكتّ إليزابيث بـخفةّ أقالت أنها لن تسمح لها بـرؤيتـهّ مطلقا أو بالحديثّ معه ؟ و من هي لكيّ تتحدثّ ؟ عـادتّ تنظر نحوها بـسخريةّ كانتّ ماري تـقفّ
باستقامة نـظراتها موجهة نحوهاّ بقوةّ و ملامحهاّ الرقيقةّ الـلطيفةّ قد غـادرتهاّ فحل مكانهاّ الـجمودّ و الحـدةّ ، عـندما تحدثت إليزابيثّ بضحكةّ
ـ أرجوك و من أنت ؟ لست سوى دميـةّ اختـارها نايتّ لمسرحيتـه قريبا سوف يتخلص منكّ تماما كما فعل لجميع من حوله .. الآن ابتعدي عن طريقي
رمقتهـا ماريّ ببرود إذ لم تـؤثر كلماتها فيها قطّ و ما بشـأن تلك المسرحيةّ ؟ لقد صارّ كل شيء من الماضيّ الآن هي لم تبقى هنا لأجل المالّ أو لأجل العـقدّ
بل بقت هنا لأنها كانت ّتـحبه و لا تزالّ ، أرادتّ أن تـغـيره و تـجعله يرى العـالمّ بطريقةّ أفضلّ و ليست نادمةّ على اختيارها ذلكّ حتى لو انتقدها الجميع عليهّ
فهزت كتفيها بعدم اهتمام قائلةّ
ـ يستحسن أن تغـادري لأن رؤيتك له أمر من سابع المستحيلات..
قالت ذلك و هي تبتسمّ بـخفةّ تتكئ على الجدار الذيّ خلفها بينما قطبتّ إليزابيث حاجبيها بعدم استيعاب ثمّ تـجاهلت وجود ماريّ كي تسيرّ بثقةّ نحو مكتب
نايت حينما أمسكتها ماريّ من ذراعها كانتّ ملامحـهاّ حادةّ و لم تغادرها تلكّ الابتسامةّ الخفيفةّ
ـ لقد سئمت فعلا من كوني الفتـاةّ المـهذبة هنا فدعيني أخبرك شيئا مهم ، أنت لم تعودي فردا من عائلة لبيير بـعد الآن لست سوى تابعة لديميتري و حتى لو
تحدثت مع نايت فلن تستفيدي شيئا من ذلكّ لنواجه الواقـعّ لقد أفسدت كل شيءّ بعدم حسن اختيارك فتارةّ تتلونين بالأسود مدعيةّ جانب نايتّ و تـارةّ بالأحمر
لأجل كايلّ ، تـارةّ الأصفر لديميتري تـماما مثل الحرباءّ تأخذين شكلّ من حولك فأخبريني أي لون تتشكلين به الآن ؟ أهو الأسود ، الأصفر أم الأحمر ؟
لم تصدقّ ما سمعته إليزابيثّ فقد بدت ماريّ حادةّ في كلماتها و شديدةّ التهكمّ لم تستطعّ أن ترد بأيّ شيء عليهاّ إذ أنها محقـةّ فأيّ لون تأخذه الآن ؟ سحبتّ
ذراعها منّ يد ماريّ الممسكةّ بها ثمّ قالتّ بحدةّ
ـ أنـا أفعل مـا أفعله وقتما أريد سأتشكل بأي لون أريدّ وقتما أريدّ ، و نايت سوف آخذه تـماما كما فعلت سابقاّ فـسأفعل الآن و أنتّ لن تستطيعي منعيّ أتدركين
لما ؟ لأنك مجرد دميةّ تمثيليةّ فقطّ و لا شيء آخر فاحتفظي بترهاتك لنفسك..
قطبت ماريّ حاجبيها عنـدما وصلتّ سوزي مسرعـةّ و خلفها حراس التابعينّ لها ، نـظرتّ إلى سيدتها التي و بالرغم من أنها بدتّ متماسكةّ و هادئةّ للغـايةّ
إلا أنها شاحبةّ الملامحّ كيفّ أن لا تفعل و هي تواجه تلكّ المرأةّ فكادت أن تتقدم عندما أشارتّ لها ماريّ بإيماةّ خفيفةّ من رأسهاّ بالنفيّ قبل أن تستديّر نحو
إليزابيثّ كيّ تبتسمّ بخفةّ رفعتّ يدها و بحركةّ سريعةّ وجهت صفـعةّ قويةّ لإليزابيثّ التيّ سارعت بالابتعادّ عنها بصدمةّ ، عـندما تحدثّت ماريّ بنبرةّ حادةّ
ـ ذلك زوجي الذيّ تتحدثين عنه أيتها السافلةّ..
رمقتهاّ إليزابيثّ بدهشةّ ثمّ سرعان ماّ صاحتّ بعصبيةّ شديدةّ و هي تندفعّ نحو ماريّ بكلّ قوةّ التيّ بدورها اندفعتّ نحوها بينما بقيت سوزي فيّ مكانها
بـحيرةّ حينما سقطتّ إليزابيثّ أرضاّ و ماريّ فوقهاّ تـجذبها منّ قميصهاّ فيّ حين الأخرى تحاول دفعها بعيداّ عنهاّ عـندماّ تحدثت ماريّ بـعصبيةّ
ـ تـلكّ القبلةّ اعتـرافك خيانتكّ سأجعلك تندمين عليهم جميـعاّ ...
قدّ وجهت لكمـةّ أخرى بقوة لم تعلم من أيّن قد كسبها بينماّ كل ما حاولت إليزابيثّ فعله هو إبعاده عنهاّ عندماّ تـقدمتّ سوزي من ماريّ تجذبها بعيداّ عنها
و هي تشيرّ للحراسّ بـرفع إليزابيثّ و أخذها بعيداّ و قدّ كانتّ تصيحّ بعصبيةّ و هي تحاول الوصولّ إلى ماريّ قائلةّ بحدةّ
ـ أيتهـا الـحقيرةّ .. أنت لاّ شيء بالنسبة له أما أنا فكـنتّ حبه الأول فكيفّ لك أن تهزميني ؟ أنت لا شيء أتسمعين ؟
ابتسمتّ ماريّ بـسخريةّ و هي تـنفضّ يديها عندما احمر وجه إليزابيث بأكمله لو أنها تستطيعّ فقد أن تمحي تلكّ الابتسامةّ المتهكمة من شفتيها فقطّ لو
أن هؤلاء الحراس لم يكنوا يمسكونها بشدةّ لكانت قد قتلتها بدونّ أيّ تردد ، فيّ حين مسحتّ ماريّ شفتها السفلىّ و هي تقولّ بنبرةّ باردةّ
ـ سوزي ..
نـظرتّ إليها سوزي حينما ابتسمتّ ماريّ بمشاكسةّ تدرك أن ما فعلته كان غبيا لكن تلكّ النار المؤججةّ بقلبهاّ حينما رأتّ إليزابيثّ تقبل نايتّ مرتين متواليتينّ
عندما رأتهاّ تـبتسم برفقةّ كايلّ غير آبهة بخيانتها حينما رأتهاّ تقف بجانب ديميتريّ بعدما أخذتّ كل ما أرادته من هذه العائلةّ تلك النار لم تكن ليطفئها أحد
غيرها هيّ بينماّ ابتسمتّ سوزي بهدوءّ و هي تقتربّ من إليزابيثّ
ـ ليّ الشرف بأن أرافقك خارجاّ ..
رفعت إليزابيث حاجبيها بدهشةّ أكبر و قد أدركت أنها لن تستطيع الحديث مع نايتّ ربما لأنه ليسّ هنا منذ البدايةّ و كمّ شعرت بمدى غبائهاّ حينها فكيّف أتت
إلى القصر و هي تدرك جيدا أن فرصـةّ لقائها معه هناّ ليستّ واردةّ لكن اعتقدتّ و لما تـركها الحراسّ تدخلّ بدون أي تردد أن نايت موجودّ و أنه هو من سمح
لهم بإدخالهاّ فقالتّ بحدةّ معترضةّ
ـ لديّ شيء مهم أريد أن أخبر نايت به فـدعوني أتحدث معه ، سوزي اتصلي به هو لن يمانعّ ..
رمقتها ماريّ بإستغراب و كادتّ أن تتحدث عندماّ انتقل إلى مسامعها صوتّ خـطواتّ الكلّ يعلم من صاحبهاّ فاستدارتّ للخلفّ كيّ تـرى نايت قـادما يحرك
ربطةّ عنقه بكسلّ شديدّ و خصلات شعرهّ الأسود قدّ تمردتّ عليه مجددا فـيرفعهاّ بعيدا قدّ كانت نظراته بـادرةّ و هادئةّ برفقـتهّ كايلّ الذي بدوره يتثاءب بتعب
حينماّ لمح الاثنين تـلكّ الـفوضىّ التي برواقّ ،
وقفّ كايل فجـأةّ كما لو كـأن قدميه لمّ تعد تسعفانهّ لكنه سرعان ما تدارك نفسه و هو يعودّ لسيرّ مجددا حينماّ وصلّ الاثنين وقف كايلّ بجانب ماريّ لكيّ
يسـألها عن الأمر الذيّ يحدث هنا عندماّ تحدثت ماريّ بسرعةّ قـائلةّ و هي تقف فيّ طريقهما
ـ لقد كانت إليزابيثّ مغادرةّ ، أليس كذلكّ ؟
أومـأتّ سوزي إيجابا عندماّ قطب نايت حاجبيهّ بعدم استيعاّب بينماّ و عندما تلاقت عينا كايلّ بإليزابيث أشاحتّ الأخرى وجهها بعيداّ عنه و هي تـنظر نحو
نايتّ برجاءّ لكيّ يرفع هو يدهّ بإشارةّ للحراسّ كيّ يتركوها حينماّ فعل ذلكّ تحدثت إليزابيثّ بحدةّ
ـ نايت أريد الحديث معك على إنفراد من فضلكّ ،
نـظرتّ ماري نحو إليزابيثّ مع عـادتّ بأنـظارهاّ نحو نايتّ الذيّ تنهدّ ببحةّ خفيفةّ لكيّ يشيرّ للحراسّ بالابتعادّ عنها مجددا آمرا إياهم بالمغادرةّ بينماّ
وقفت ماريّ أمامه قـائلةّ بنبرةّ غاضبةّ
ـ نايت لاّ تفعل ، إنهـا تحاول استدراجك فقطّ كلنا نعلم جيداّ أن جميع ما تتفوه به هو أكاذيب فلا داعي لسماعها
رمقتها إليزابيثّ بكره شديدّ لكن سرعان ما تغيرت ملامحها و هي ترى نايت يتقدم نحوهاّ بعدما دفع ماريّ بعيداّ قليلاّ عن طريقه فابتسمتّ بثقةّ إذ أنه
سوف يستمع إليها فيّ النهايةّ عندماّ فتحّ نايت بابّ مكتبه قائلاّ بنغـمةّ صوته المبحوحةّ
ـ سوزي أحضري لي قـهوةّ ..
دخلّ بهدوءّ إلى مكتبه بينما بقيت ماريّ مكانها بعدم استيعابّ قطبتّ حاجبيها و زمتّ شفتيها عندماّ ابتسمتّ إليزابيثّ بكل برودّ غير آبهة بوجودّ كايلّ كما
لو كـأنه لم يكن زوجها قطّ ثمّ قالت بنبرةّ ساخرةّ
ـ ألم أقل لك ؟ أنـتّ مجرد دمية لا أكثر و لا أقل ..
أبعدت شعرهاّ عنّ وجهها و هي تسيرّ إلى المكتبّ مغلقةّ البابّ خلفها بينما وضعت ماريّ يدها على جبينهاّ أن توضع في هذاّ الموقفّ مجددا من قبل نفسّ
الأشخاصّ بعدما كل ما حدثّ توا أحيانا لا تدرك أبداّ كيفّ تستمر بمكافحتهاّ هذّه و استدارتّ للخلفّ عندما رأتّ كايلّ يقف بهدوءّ ففتحتّ شفتيهاّ كي تتحدثّ معه
غيرّ أنها التزمتّ الصمتّ عندما قالّ هو بنبرةّ باردةّ
ـ لا تقلقي ماريّ .. سوفّ أحرص على جعلها تـرى مكانها الحقيقيّ هذّه المرةّ
حركّ خصلات شعرهاّ البنيّ بعشوائيةّ مدركاّ مدى تـأثيرّ الموقف عليهاّ لكيّ يسير هو بخطّوات سريعةّ نحو مكتبّ نايتّ بعدما أشارّ بغمزه خفيفةّ لسوزيّ أن
تنتبه لماريّ ثمّ دخلّ مغلقاّ البابّ خلفه بعدما تغيرت ملامحّه لكيّ يكسو وجـهه البـرودّ و الـحقدّ الشديدّ أيضاّ ، بينماّ و حالما هدئت الأوضاع قليلاّ استدارت
سوزي ناحيةّ ماريّ و تحدثتّ بنبرةّ لطيفةّ
ـ سيدتيّ إن السيد كايلّ معهما فلا تقلقيّ..
أومـأت ماري نفيا بقوةّ بعد ذلكّ سارتّ بخطواتّ بطيئةّ لغـرفتها حاولت سوزي أن تـسير برفقتهاّ لكن صمتّها المطبقّ كان بمثابةّ رفضّ تـامّ لأيّ شخصّ
بالتواجدّ قربها ، حينماّ وصلت لغرفتها أحكمت الشد على قبضتهاّ حول فستانهاّ صـاحتّ بنبرةّ شديدةّ الاستياءّ و القهر
ـ نـايت أيها الأحمـق ..

آنتهى ـ~
__________________
  #100  
قديم 12-28-2015, 06:02 PM
oud
 
الجـزء الخامس و الخمسين
~ رد الـدينّ ~


جـالسةّ على الأريكـةّ فيّ تـلك القاعة تنـظرّ بدهشة إلى الأوراق العـديدة الموضـوعةّ أمامـها لم تستوعب ما الذيّ يحـاول نايت فـعله فحينما وطئت قدميها
مـكتبـه رمى هـذا الملف بـنظرة باردةّ تحتل ملامحـهّ الشـاحبةّ فعـادتّ ترمقه بكلّ صدمةّ نايت الـرجلّ الذي أحبته طـوال حياتها خصلات شعرهّ الأسود المرفـوعةّ
للأعلى عـضلاته الـبارزةّ من قميصه الأزرقّ الداكن و أنفه المسلولّ ، عينيه شديدتا البـرودّ و نـظرته الارستقراطية المليئة بالكبرياءّ و الـلا مبالاة إنه الرجل
الواقعة في حبـه فزمتّ شفتيها محاولة أن تستعيد رباطةّ جـأشها و هي تسـأله بنوعّ من الـتردد
ـ ما هـذا ؟
بينمـا و في الجـهةّ الأخرى كان يجلسّ كايل على المـكتبّ يرفع قدما و منـزلا الأخرى نـظراته الهادئة موجهـةّ نحو إبن خـالته سكارليت الذي بدى و قبل كل شيءّ
شديد الـتصميم على ما يفعله و أيضاّ بدون أي مشـاعر فابتسمّ كايل بنوع من التهكم ساخرا من نفسـه و هو الذي كان يظن أن نايت يحب إليزابيثّ ضحك بخفةّ
عندما تحدث نايت بنبرته المبـحوحةّ الهادئّة
ـ لقد وفرت علينـا عناء البحث عنك ،
ازدادت دهشتهـا أكانوا يبحثون عنها ؟ قطبت حاجبيها بإستغراب هذا يفسر لما تركها الحراس تدخل دون أي تـردد كذلكّ مجيء سوزي إليها و التي كانتّ
بتعليمات من نايت ستجعلها تجلس هنا في القصر إلى غاية وصوله فهـزت رأسها نفيا محاولةّ طـرد ذلك الخوف الذي تسلل إلى قلبها و هي تسأله
بّابتسامة خبيثـةّ
ـ و أنـا كذلكّ كنت أبحث عنك ، يبدوا أنه القدر عزيزي
رمقها كايل بحقدّ شديد أي قلب هي تملكّ ؟ حاول أن يتمالك أعصابه و يتجاهل ثـوران مشـاعرّ الحقد و الكره بداخلهّ إذ رفع هاتفه و بحـركةّ سريـعةّ منه كان
يسجل جميـعّ ما يحدثّ بعد ذلك نظرّ إلى الكاميرا بطرفّ عينه ستقع فيّ شر أعـمالها بكل تـأكيد و هو سوف يحرص على ذلكّ بينما تنهد نايتّ ببرودّ ثــم
اتجـه إلى الـمائدةّ لكيّ يسحب الملف و يرميه عليهاّ بنوعّ من الـضجر
ـ ممتـلكاتّ و أسهم كايل أريد استعادتها بـأكملها لذا وقعي على الأوراقّ..
لم تكن لتصدقّ ما يقوله أهو فعلا يخبرها بـأن تعيد كل ممتلكاتّ كايل له و يذهب كل تعبها أدراج الرياحّ ؟ ضحكتّ بخفةّ و هي تعيد الملفّ على المائدةّ رامقة
نايتّ بنـظراّت مـاكرةّ خبيثـةّ بهاّ قليلّ من التلاعبّ قدّ قالتّ بنبرتهاّ الرقيقةّ
ـ هـذا مستحيل ..
حرك نايت خصلات شعره الأسود بعشـوائيةّ عـندما دخلت سوزي الغـرفةّ وضعت أمامـه كوب القهوة سوداءّ و ساخنـةّ مثلما يطلبها دوما ثمّ انحنت باحترام
بعدما رمقـتّ إليزابيثّ بنظراتّ حادةّ إذّ أنها سببّ في ألمّ معظم سكان هذاّ القصرّ و خـطتّ بسرعةّ مغادرةّ الغرفةّ فحمل نايت كوبّ القهوةّ مرتشفا القليلّ بعدّ
ذلكّ تحدث بنبرةّ باردةّ
ـ أنـا لست أطلب منك إليـزابيث بل هـذا أمر ..
ابتسمتّ هي حينهاّ بكلّ مرحّ لهـذاّ تحب نايتّ ذلكّ الـرجل الارستقراطيّ الذيّ يحصل على ما يريدّ حينما يريدّ و كلّ أوامره مطاعةّ لاّ مجال لرفضّ فيهاّ لكنّ هيّ
لن تلعبّ لعبته تلكّ و لن تكونّ مجردّ خادمةّ تومئ بالإيجاب هو يعلمّ ذلكّ تماماّ فهي ليست بالشخصّ الذيّ يرضخ للآخرينّ بكل سهولةّ ، قالتّ بضحكةّ
ـ أنسيت أننيّ أتمرد على كل القوانين ؟ فما بالكّ بـأمرّ سخيف كهذا ؟
و قدّ أطلقتّ رنين ضحكاتهاّ فيّ الأرجاءّ ثمّ وقفت لكيّ تقتربّ منه وضعتّ يدها علىّ كتفهّ بينماّ كان ينظرّ هو نحوها بكلّ بـرودّ قدّ التقت عيناهماّ نـظراته البـاردةّ
الداكنـةّ شديدّة الـحدةّ و عينيهاّ المغريتينّ مليئتان بالاستمتاعّ و الـتلاعبّ ثمّ رفعتّ يدها الأخرى لتضعها علىّ ذقنه قـائلةّ بهمسةّ رقيقةّ
ـ لكنّ إن قبلت حبيّ و غادرتّ معي لندن فسوفّ أقبل بكل شـروطّك مهما كانتّ ، ما رأيك ؟
ابتسمّ بخفةّ إذ أن كلامها مثيرّ لسخريـةّ و الشفقةّ أيضاّ بينما كانتّ نظراته موجهةّ نحوها و هي تقتربّ بكلّ بطءّ نحوه حينماّ وقفّ كايلّ بحقدّ أشدّ يريدّ أن ينزعّ
تلكّ الضحكةّ و تلكّ البسمةّ كلماتها الرقيقةّ و نظراتها المتلاعبةّ لكنهّ لم يفعلّ بل وقفّ مكانه مراقباّ نايت ّالذي تحدثّ بسخريـةّ
ـ مـا الذي يـراه الكل فـيك ؟ أحيانا أتساءل إن كان كل الـرجال أعمياء ليقعوا بحـب إمرأة مثلكّ
رمقـته بصدمـةّ بينماّ كانت نـظراته نحوهاّ باردةّ شديدةّ الكره كيّ يبعد يدها عنّه فيّ حين تراجعتّ هي للخلفّ ثمّ استدارتّ معطية إياهماّ ظهرهاّ محاولةّ أن تمحيّ
تعبيرّ الصدمةّ من على وجههاّ لقدّ رفضت منه و للمرةّ الثـالثةّ إنها لا تصدقّ ذلكّ بعد كل اعترافاتهاّ و كل ما حدثّ خيانتها لكايلّ و تلاعبهاّ بديميتري هوّ يرفضهاّ
زمتّ شفتيها بعصبيةّ بالغةّ ثمّ استدارت مجدداّ قائلةّ بحدةّ
ـ أنـا لن أوقع الأوراقّ نايت و سوف نلتقيّ غـدا فيّ اجتـماعّ حينها سنرى من يـأخذّ منصب السيد بيتر
اتجـهت إلى البـابّ مسرعةّ و هي ترتجفّ فيّ خطواتهاّ و لما فتحتهّ وجدتّ حارسينّ يسدان طريقها مانعينّ إياها من العـبورّ فحاولت أن تشقّ طريقّ بينهما
لكنّ لم تستطعّ لكيّ تنظر مجددا نحوّ نايت بعصبيةّ و غيضّ شديدّ فتحدثّ هو بنبرةّ باردةّ
ـ تقصدينّ جـدي بيتر لبيير الـرجلّ الذيّ قمت بقتله ؟
توقفتّ عن الكلامّ و أغلقت البابّ خلفها فـوراّ كانتّ شاحبة الملامحّ سرعان ما وجهتّ نظرتها نحوّ كايل المبتسمّ بكلّ سخريـةّ لابد أنها تعتقدّ بـأنه هو من أخبره
بكونها قدّ قتلت بيتر لكنّ الحقيقةّ نايت توصلّ لذلكّ بدون مساعدتّه و يملّك من الأدلة ما تكفيّ لإدانتهاّ طوال حياتهاّ أو ربما إعدامها حتى بينما أدركت إليزابيث ّ
أنه لا فائدةّ في الإنكار خصوصاّ و أن كايلّ يعلم الحقيقةّ فقالت بحدةّ
ـ و إن يكنّ .. غـايتيّ تبررّ وسيلةّ التي استعملتهاّ
بدتّ مضطربـةّ و حاقدّة أيضّا بالكاد كانت تستطيعّ البقاءّ أكثرّ هنا في المكتبّ فـفقطّ بالنظرّ لنايتّ تتسرب لهاّ مشـاعر عديدةّ لم تعرفهاّ قطّ حبهاّ له كن حقيقياّ
و صادقاّ لكن طريقهاّ في التعبيرّ عنه و طريقتهاّ فيّ الوصولّ إليه لمّ تكن ملائمةّ و لاّ جيدةّ بينماّ عادّ نايت يتحدثّ بنبرةّ مبحوحةّ هادئةّ
ـ أملكّ من الأدلةّ ما يكفيّ لإدانتك إلى الأبدّ ، ذلكّ المخدر الذيّ وضعته فيّ كـأسّ العصيرّ و اكتشاف عملاء المخبر لآثار المخدرّ فيّ جسم جديّ أيضاّ عدم استجابةّ
جسده بالرغّم من أننيّ و كايلّ قمنا بإنعاشه استعمالا لجميعّ الخطواتّ على أتمّ وجه أيضا تسجيلّ لما كانّ يحدثّ فيّ الغـرفةّ أو نسيت بأن القصرّ بـأكمله مجهز بالكاميرات ؟
سقطتّ ذراعيهاّ جانبا بصـدمةّ ألجمتهاّ أكان جريمتها تلكّ مليئةّ بالأخطاءّ و هي التيّ كانت تظن أنهاّ فعلت كل ّشيءّ بسلاسةّ ماّ الذيّ أخطـئت فيه ؟ لا بل السؤال
الملائمّ هو ما الذيّ فعلته بطريقةّ صحيحةّ ؟ جريمتها بأكملهاّ قدّ كشفتّ حينماّ اقتربّ كايلّ منها بخطواتّ هادئةّ وقفّ أمامهاّ و قال بلهجةّ حاقدةّ
ـ اعتـرافّك في المستشفى بقتله وّ أيضاّ تزويرك لتوقيعيّ عندما لا أكونّ حاضراّ مع قيامكّ ببعض المشاريعّ باسمي بينما أنا لم أكن أبداّ فيّ انجلترا ، جريـمةّ قتل
و تزوير أيضاّ سرقةّ و خيـانةّ زوجيةّ ، دون أن أنسى مساعدةّ ديميتري الـرجلّ المطلوبّ للعدالةّ
كتمت أنفاسهاّ لاّ بل بالأحرى هيّ لم تعد تستطيعّ لم تعرفّ كيفّ تتنفسّ بعد الآن كما لو كأنها نستّ الطريقةّ كيفّ لا و هي تسمعّ ما ألقاه كايل من تهم عليهاّ سوفّ
تسجن طوالّ حياتها إن كان الأمرّ هكذاّ ، ماّ الذيّ عليهاّ فعله ؟ توقيع الأوراقّ لكن حينها لن تملكّ أي شيءّ و حياتها ستكونّ مهددة من طرفّ نايتّ ؟ أتستسلم له ؟
بالطبعّ لا .. أتقاوم ؟ كيفّ و هو يملك كل هذّه الأدلةّ إنها لا تملكّ خياراّ ، قالتّ بنبرةّ متـوترةّ و قد شحبّ وجهها بـأكمله
ـ لكن إن وقعتّ على الأوراقّ حينها .. نايتّ أرجوك لا تفعل ، سوفّ أفعل كل ما تشاءّ فقطّ إلا السجنّ من فضلكّ
أشّـار نـايت بطرفّ إصبعه على الأوراقّ الموجودةّ على المائدةّ الزجاجيةّ فتقدمتّ نحوه إليزابيثّ بتردد واضحّ إنها لاّ تـريدّ فعل ذلكّ لكنّها لا تملكّ خياراّ آخر إنهاّ محاصرةّ بكل تـأكيدّ فإن لم توقع الأوراقّ قدّ يقومّ نايت بإرسالّ كلّ تـلكّ التسجيلاّت فوراّ و آخر ما تـدركه هوّ صوتّ الأصفادّ التي تلتفّ حولّ يديهاّ و سوفّ تخسر
كل من جميعّ الأسهم و فرصتـهاّ فيّ مواجهةّ نايتّ لكنّ إن وقعتّ الأوراقّ فقدّ تقيّ الدخولّ إلى السجنّ ربماّ لذلكّ بيدّ مرتجفةّ وقعت كلّ تلكّ الأوراقّ لكيّ يأخذّها
نايتّ بهدوءّ نـظرّ إليهاّ بعدّ ذلكّ تحدثّ بنبرةّ باردةّ
ـ لو أنكّ فعلت هـذاّ منذ البدايةّ لكنا وفرّنا كلّ هـذّا الهراء ..
نـزعّ ربطّة عـنقه كيّ يفتحّ أزرار قـميصه العـلويةّ و حركّ خصلاتّ شعره الأسودّ بعشوائيةّ دلالة علىّ ضجره ثمّ وقف بعدماّ أخذّ الملفّ برفقـتهّ بينماّ جلستّ
إليزابيثّ أرضاّ بصدمةّ مرّ من أمامهاّ فسارعتّ بإمساكّ كمّ قميصهّ قائلةّ بنبرةّ مترجيةّ
ـ أنـتّ لن ترسلّ تلكّ الأدلةّ لشرطةّ ، أليسّ كذلك ؟ ناي أنت وعدتني
رمقـهاّ ببرود لقدّ فقدتّ كل شيءّ قاومتّ من أجله حتىّ الآن كايلّ فقدتّ حبه لهاّ و أملاكه جميـعهاّ أيضاّ احتـرامه لهاّ وّ تـلكّ المودةّ و الصداقةّ التي كانتّ بينهماّ
فيّ الماضيّ فـنزعّ يدهاّ من طرفّ كمه بهدوءّ مشيحاّ وجهه بعيـداّ عنها قدّ كانتّ ملامحـهّ نوعا ماّ متـأسفةّ لكيّ يتحدثّ بنبرتـهّ المبحوحـةّ الهادئةّ
ـ أنـا لم أعـدك بشيءّ ثمّ القـرارّ لم يعد بحوزتـي ،
سقطتّ يدها أرضاّ بدهشـةّ بينماّ ألقى هو نـظرةّ أخيرةّ عليها قبل أن يتـجهّ إلى المخـرجّ فتحّ البابّ و كادّ أن يغـادرّ عندماّ توقفّ فجـأةّ تنهدّ بقلةّ حيلةّ ماّ الذيّ
يـفعله ؟ لقدّ نالتّ جزاءها و هـذا ما تستحقهّ فقدّ قتلتّ جدهماّ و خانتّ كايلّ كمـا أنها قامتّ بتهديدّ ماري و تـدبير أمرّ موتهما حادثـةّ السيارةّ تلكّ ، هـذّه المرأة
لا تستحقّ الشـفقةّ و لا الـرحمةّ لكنّ لم يسعـه سوىّ أن يتنهدّ بنوعّ من الأسىّ لما آلت إليهّ حالتهاّ و قدّ تـحدثّ بنغمةّ صوته المبحوحةّ
ـ إلى اللقاءّ إليـزابيث ..
عنـدّما أغـلقّ الباب خلفه أدركتّ أنه آخر لقاءّ بينهما فأخفضتّ رأسها للأسفلّ و دموعهاّ تتساقطّ على وجنتيهاّ دون توقفّ أجلّ كانتّ طرقها مختـلفةّ و سيئةّ لكن
حبها لهّ كان حقيقياّ و قدّ فعلت كلّ شيء من أجلّه هو أرادتّ أن تجعله يتخلى عنّ تلكّ الثـروةّ لعله يعودّ إلى نفسه القديمةّ أرادتّ أن تكسبّ كلّ ثروة لبيير ثمّ
ترحل معـه لكنّ إن كانّ حبها من طرفّ واحدّ فكل ما فعلته لم يعني أيّ شيء مجردّ هلوساتّ أو بالأحرى مجردّ أحلامّ فقط بينماّ رمقهاّ كايلّ بـهدوءّ
قالّ بنبرةّ غـريبةّ
ـ أنتّ تـحبينه حقـا ، يال العـجب ..
لمّ تستدر إليزابيثّ نحوه فتـقدمّ إليها استند على ركبتـه كيّ ينظرّ إلى وجهها المرأة التيّ لطالما أحبها زوجتـه لمّ تعد تعني له شيئاّ كما لو كـأن قلبه توقفّ عنّ
عمله كيّ يتنهدّ بقلةّ حيلةّ حينماّ تـحدثّت إليزابيثّ بنبرةّ مرتجفةّ
ـ كايلّ لقد فعلت كلّ شيء من أجلك ، لقدّ كنت أمزح فقطّ أنا لا أحب نايت إننيّ فقط .. أخدعه أجلّ لكيّ نحصل على ثـروةّ بيتر لبيير لنا وّ سوف أتخلص منه فـلا ..
قبلّ أن تنهي كلامهاّ دفـعهاّ كايلّ إلى الخلفّ و كادتّ أن تسقطّ لولا أنها تـماسكت فيّ آخر لحظةّ حينماّ عادتّ تنظرّ نحوه وجدتّ أن ملامحـه باردةّ خاليةّ من تـلكّ
النظرةّ التي لطالماّ كان يرمقهاّ بهاّ نـظرةّ الحبّ و العشقّ الذيّ لطالماّ وجهها نـحوهاّ فأدركتّ أيضاّ بـأنّها و حتى ّبالنسبةّ لكايلّ لم تعدّ تعنيّ له أيّ شيءّ
ماّ هـذاّ الحظّ ؟ إنها تـخسرّ الاثنينّ معـاّ بينماّ تحدثّ كايلّ بهدوءّ
ـ فقطّ تـوقفيّ عن الكـذبّ ، إليـزابيثّ ألن تتغيري أبداّ ؟
هـزتّ رأسهاّ نفياّ و ما بالّ شخصيتهاّ هـذّه ؟ فيّ حين أخذتّ دموعهاّ تنـزلّ على وجنتيهاّ دون توقفّ كيّ يبتسمّ كايلّ بألم ليسّ لإجابتها أوّ لأنها تحبّ نايتّ بلّ
لأنه ضيعّ حياتهّ و هوّ يحبّ شخصاّ مثلهاّ ، لاّ يستحق نـظرّة منه فـوقفّ ثمّ جلس علىّ طرفّ المائدةّ قائلاّ بضحكـةّ
ـ ربماّ هـذاّ سخيفّ لكن أريدّ أن أسـألكّ ، طـوالّ فترةّ عـيشناّ معـا هلّ أحببتنيّ ؟ و لوّ لوهلةّ و لوّ لثانيةّ واحدةّ فقطّ ؟ أخبرينيّ إليزابيثّ أفيّ قلبك ذاكّ ذرةّ
من الحبّ لي ؟
نـظرتّ إليه ثمّ هـزتّ رأسهاّ نفياّ بإجابةّ قاطـعةّ لكيّ تزدادّ ابتسامته اتسـاعاّ قدّ ضحكّ بخفـةّ و هوّ يضع يده علىّ وجهه قدّ بدتّ ضحكـته مبحـوحةّ مليئةّ بالألمّ
وّ حـزينةّ للغايةّ عندماّ أشاحّ يده رأتّ دموعـهّ بالرغّم من أنه حاولّ أن يجعلهاّ تـبدواّ كما لو كـأنها كانتّ من ضحكه الشديدّ إلاّ أن لمحةّ الحزنّ فيّ عينيه لمّ يكن
ليستطيعّ إخفائهاّ بتلك ّالسهولةّ فقالّ له بمرحّ
ـ يبدوا أن عـلاقتنا قدّ انتهت إليزابيثّ .. ،
ألمـهّ من جرحهاّ له وّ خيانتهاّ أيضاّ أخذها لأعزّ الأشخاصّ إلى قلبه و تلاعبهاّ بمشاعرهّ كان أكبـر بكثير من أن يستطيـعّ قلبه مسامحتها خدعتـهّ و لنّ يسامحهاّ
على الإطلاقّ أبداّ فأخذّ قـراره ذلكّ القرار ّالذيّ لطالماّ طلبّ منه نايتّ أن يـأخذّه تـذكرّ كلماتّ ماريّ له بـأنها لم تستحقّه على الإطلاقّ و أن حبّه الغير المتبادلّ لم
يكنّ مكتوباّ له منذّ البدايةّ فوقفّ ثمّ سارّ بضعةّ خطواتّ للأمامّ عندما تحدثّت إليزابيثّ بتردد
ـ أنتّ لن تسلمّ الأدلةّ أليس كذلك ؟ كايل أنتّ تحبني ستفعل المستحيل لأجليّ لقدّ وعدتنيّ
أيّ مشاعرّ تـملك ؟ أيّ إمرأة هي لتـخبره بحبه لها ؟ فاستدارّ نحوهاّ قدّ وضع يده علىّ المقبضّ كانّت ملامحه هادئةّ وّ يبدوا متماسكاّ عندماّ ابتسمّ بمرحّ فجـأة
فاتسعت عينيهاّ بصدمةّ و هوّ يتحدثّ بضحكةّ مجلجلةّ عاليةّ فيّ الأرجاءّ
ـ فلتذهبي إلى الجحيمّ إليزابيثّ ..
ضحكّ بقوة و أغلقّ الباب خلفـه كيّ تستمرّ ضحكاتهّ فيّ الـرواقّ على أسوء سنين عمره قدّ ضيعها فيّ الركضّ خلفّ إمرأة لا تستحقّ النظرّ إليها حتىّ ماّ الذيّ رآه
فيها ؟ بينماّ و عـندماّ غـادرّ كايلّ الغـرفةّ علمتّ إليزابيث فـوراّ أن هـذا هو انتقـامه لهاّ و لهمّ جميعاّ فارتجفّ كيانها بأكمله لقدّ ظنتّ بأن حبه لها يفوقّ كل شيء
لكنّ يبدوا أنها كانتّ مخـطئةّ فوقفتّ بـوهنّ لمّ تعدّ لديها أيّ حياةّ الآن فالسجنّ سيلاحقهاّ وّ جرائمها كـذلكّ ..
__________________
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:04 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011