عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #86  
قديم 12-28-2015, 05:50 PM
oud
 
جـزءّ الثـآمن و الأربعونّ

~ معـنىّ الحريةّ ~


مـساءّ الاثنين من نوفـمبر في غـرفـةّ المعيشة بالطابق الأول اجتمـعّ الكل هناكّ بعد تـناول العـشاء قدّ وضعت جميـعّ و شتى أنواع المقـبلات
أمامهم حيثّ كان كلا من ويليام و فـلورا يتشاجران كعادتهما حول تـصرفاتها الصبيانيةّ بينما جلس كايل بجانب ماريّ هو و أليكساندرّ بجانب
الـشرفة تماماّ أما سوزي فقدّ كانت تـرتاحّ قليلاّ بغرفتها الخاصةّ ، .. بالأريكة الأولى جـلس فـرانسوا بعد أوامر ماري له فأخذ قسط من الـراحةّ
يمسك كوب قـهوة ساخنةّ بجـانبه كلير تحاول أن تفتح مجالا للحديث معه لكنه يتجنبّ ذلك بنوع من الإحراج إذ أخذتّ تتحدثّ بمرح قـائلة
ـ ما رأيك أن نـذهب في موعد ؟ أن تـدين لي بذلكّ فقد أنقذتك أليس كذلك ؟
نـظر أليكساندر بنوعّ من الـحذر نحو كايلّ فهو لم ينـل إعجـابه قبلاّ حتى الآن لا يزالّ كذلكّ إذ أنه يشعر بنوع منّ عدم الطمأنينة له ربماّ لأنه كان
الأقربّ لإليزابيثّ في حين أمسكت ماري بحاسوب المحمولّ و هي تـركز فيّ لعبة ماّ قـالت بنبرةّ مستـاءة
ـ لكن ما هذا ؟ لماذا تـعاد الجولة من تلقاء نفسها ؟
راقبّ كايل تحركاتّ ماري باهتمام قبل أن يأخذ الحاسوب منهاّ لكي يريها الطريقة الصحيحةّ للفوز حسب منظوره فاقتربت منه الأخيرةّ بانتباه شديدّ
بينما زفر أليكساندر بغيض هو يتمتم بشيءّ ما لما تحدث ويليام مقـاطعا
ـ هل استيقظ نايت بعد ؟
نفى فرانسواّ الأمر برأسه دون أن يزيح نظراته عنّ كايل الذي بدى كـأنه يسترخي قليلا و ينسى إليزابيثّ أو بالأحرى يتناسى ذلك، عـاد السكون إلى
القـاعةّ لم يقطـعه سوى اعتراضات ماري على تحركات كايل هي تطلب منه توخي الحـذرّ أو من تأفف أليكساندر المستمر رامقا كايل بعصبية قبـل أن
يتحدث فـرانسوا بنبرةّ حادة حاول جاهدا فيها أن يخفض صـوته
ـ كلير بحق السماء اصمتي قليلا رأسي يؤلمني من كلامك ..
زفـرت كلير بعصبيةّ من جـموده بينما دفعها فـرانسوا بعيدا عنهّ قـليلا لكي تستمر هي بالتقدم منه في حين أخذ هو يدفعهاّ بعيداّ إذ بدى عليها التصميم
الشديدّ لن تغادر الليلة قبل أن تنال موعدا معهّ هو يدين لها بذلكّ فـعادت تسأله بتصميمّ
ـ إنه مجرد لقاء فقط ؟ لماذا تـرفض ؟
تمتم بشيء ما و هو يشيح وجهه بعيدا عنها بإحراج من نـظراتّ الكل المنصبة نحوه و أكثرّ من غـمزات رجـاله الواقفون بالقرب من الـباب من ضحكات
ماري الهامسة و من تـعليق ويليام عليهّ فوقف قد كست حمرة طفيفة وجنتيه قـائلاّ بتوتر
ـ أرجوا المعـذرة ..
قـبل أن يـغادر تمسكت كلير بذراعه و تجـبره على الجلوس جانباّ وسط اعتراضاته الغـاضبة المحرجةّ لكيّ تتـغلب عليه في النـهايةّ غير أنه بقي يحاول
تجاهل طلباتها قد المستطاعّ ، ضحكت ماري بخفةّ عليهما كي يـقترب كايل منها هامسا في أذنها بفضول
ـ هل هما يتواعدان ؟
هزت رأسها نفيـا هي تضحكّ أكثر قـبل أن تستدير نـحو كايلّ حينما فعلت لم يعد يفصل بينهما سوى سنتمترا أو أكثرّ نـظرت إليه بعينين واسعتينّ
عسليتينّ و البسمة لا تزال على شفتيها قـائلة له بنبرةّ خبيـثةّ ماكرةّ و برنة صـوتها المضحكةّ
ـ إنه حـب غير متبادل حاليا على ما أظن ..
حالما قـالت ماري ذلكّ اندفع كايل في الـضحك دون توقفّ كي تتبعه هيّ غير مدركين لنظرات الكل المـرتكزة عليهماّ الحـب الغير متبادل كل حياتهما
تدور حول ذلكّ بالرغم من مكافحتهماّ لجعله متبادلاّ غـير أنهما لا يـزلان في خانـةّ الخيار الـثانيّ بالنسبة لكايلّ و لا وجود لها بالنسبة لماري قد لا يكون
الأمر مضحكا إلا أنه في نـظرهما أمر يدعوا لسخريةّ حينمـاّ فتـح البـاب على وسـعه من قبل الحراسّ كي يظهر نـايت مرتديا مـلابس نـومه من قميص
أزرق اللونّ خفيف و سـروال أسود رياضي خصلات شعره الأسود تناثرت بعشوائية على جبهتـهّ عينيهّ الـحادتين داكنتين صـارتاّ أقل حدةّ قد بدى مرهقاّ
حينماّ رآه فـرانسوا وقف بإحتـرام شديدّ لكي تتبعه كليرّ كذلك أليكساندر بينما توقف كايل عن الضحكّ و هو يبتعدّ قـليلا عن ماريّ ، تـحدث ويليام بـنبرة
هـادئةّ مرحـةّ قد ظهرت على شفتيه ابتسامةّ مليئة بالراحةّ
ـ و هاهو أخيرا أميرنا الـنائم يستيقظ .. أتشعر بحال أفضل الآن ؟
استـدار نايت نـاحيته ثمّ رفع يده دون أن يتحدثّ قـد أكمل طـريقه إلى غـاية وصولهّ حيثما كان يجلسّ كل من كـايل و مـاري حـركّ أنامله بـخفةّ
فنـظر إليه كايلّ بإستغرابّ لم يفهم ما الذيّ يـرمي إليه قد قطب حاجبيه بعدم استيعابّ لما تنهـدّ نايت ببرودّ و هو يدفـعه جانباّ لكي يجلس بينهمـا بعد ذلك
استدار ناحية ماري قـائلا بنـبرة مبحوحـةّ
ـ أريـد قـهوة سوداء
رمـقته ماريّ لوهلة من الزمنّ باستغراب هي الأخرى قبل أن تكشر بانزعاج كعـادته سوى يبقى دوما وقحا ألا يمكنه إلقاء التحية على الأقل ؟ تنهـدت
بقلة حيلةّ ثم اتجـهتّ إلى المـائدة الزجاجيةّ الدائريةّ ثمّ سكبت له فنجاناّ كي تعودّ مجددا ناحيته قدمته له بهدوء كي تجلس مجددا على مبعدة منه قـليلاّ
بجانب أليكساندر حينما تحدث نايت ببرود
ـ إنهـا مرةّ أضفي لها السكرّ
مـد الفنجان ناحيتهاّ فـرمقته ماري بحدةّ أمسكته بنوع من العصبية هي تبتسمّ بلطف ثم عـادتّ كي تضع ملعقتي سـكرّ مستغربة منه إذ أنه يحبذ دوما أن
تكون قهوته خالية من أي سكرّ ، بينما ارتبكتّ كلير و التزمتّ الصمت كغيرها فتواجده أضفى جـواّ متوتراّ وّ جادا للغايةّ قد بقيت تراقب تحركات ماري
السلسةّ التي قدمتّ له الفنجان تجلس مجدداّ فارتشف نايت القليلّ منه تحدث بنبرةّ باردة
ـ إنهـاّ حلوة .. أسكبي لي فنجان آخر
ابتسمتّ له بلطف شديد و هي تقفّ مجددا بينما كتمّ ويليام ضحكتـهّ في حين قطبتّ فلورا حاجبيهاّ بغيض بينماّ تقدمت ماري منّ المائدة ثم أتت بالإبريق
و الفنجان دفعتهمـاّ ناحية نايتّ بمرحّ قائلة
ـ اسكب لنفسك أنت مرهق و لست عـاجزا
انطلقتّ ضحكات كايلّ في الأرجاءّ على رد ماريّ له بينماّ لم تستطعّ فـلورا منع نفسها من التصفيقّ لأختهاّ بكل حرارة و هي تقفّ فقد اغتاظت منّ تصرفه
قدّ أخذ ويليام يحاول جعلها تلتزم مكانهاّ هو يضحكّ بخفةّ في حينّ قطب نايت حاجبيهّ بضجر هو يعودّ بنـظراته ناحيةّ ماري التيّ تجلس على مبعدة عنهّ
تحاول أن تتحكم فيّ أعصابهاّ تنهدّ ببرود كي يسحب قليل من القهوة لهّ بعد ذلكّ أعاد الإبريق و الفنجان الذي سكبه لنفسه للمائدةّ بالرغم من توفر الخدمّ
إلا أنه فضل القيام بذلكّ ثم اتجـهّ ناحية الأريكةّ مد يده لكايل الجالسّ الذيّ رمقه بدهشةّ قبل أن يمسكّ بيده فـجعله نايت يقف على قدميه
ثمّ بهدوء تـامّ استلقى على الأريكـةّ قد وضعّ رأسه بحضن ماريّ فأغلق عينيهّ لوهلة من الزمنّ في حين رمقـه كايلّ باستغراب أقام الآن بطرده ؟ هل أخذ
مكانه توا ؟ بينما وقف أليكساندر بسرعة مبتعداّ عنهمّ ليتجه نحوّ فرانسوّا جالسا بجانبهّ قد بدتّ عليه هو الآخر علامات الاستغـرابّ حينما تحدثّ
فرانسواّ بقلق
ـ سيدي.. هل استدعي الطبيب ؟
فتـحّ نايت عينه اليمنى بكسلّ ثم أشار لماري بأن تقتربّ منه ففعلتّ مستغربةّ منه أيضا حينما وقعتّ عينيها عليهّ وضعت يدها على جبينهّ كان بـارداّ
بشدةّ أهي الحمى ؟ لابد أن تكون فلا تفسير لتصرفاته المتـطلبة غير ذلكّ بينما اتجه كايلّ ناحية ويليام و هو يهز كتفيه بعدمّ معـرفةّ حينماّ تـحدث نايت
بنبرةّ هـادئةّ مبحـوحةّ
ـ لا .. أكمـلوا ما كنتمّ تفعلونه
حتىّ لو طلبّ منهم ذلكّ فلن يستطيع أحدّ تلبية طلبّه فقد وجوده يثيرّ نوعاّ من التوتر و الارتباكّ أهذا هو الجوّ الذيّ يخلفه أفراد ماكاروف ؟ بينماّ استدار
نايت نـاّحيتهم ينـظرّ إليهم بعينينّ هادئتينّ قد بدى أنه يراقبّ الـوضعّ كعـادتهّ محللا ما أمامهّ حينمـاّ تحدثت ماريّ بجدية
ـ فـرانسوا اتـصل بالـط ..
صمتتّ قبل أن تكمل كلامهاّ قد احمرت وجنتيها بشدةّ تلعثمت دون القدرة على إيجاد الكلمة المناسبةّ إذ أنهـاّ فقط الآن أدركت حـركة نايت التيّ له بدتّ
عـادية للغـايةّ طبـعاّ لم تكن هذه المرة الأولى التي يفعل فيهـاّ هذا لكن ليس أمام الجميـعّ رفعت أنظارها ناحية فلورا المبتسمة بسّخرية و هي تشير على
شفتيهاّ دلالة على أن ماري ترغب في تقبيل نايتّ لكن يزداد توتر ماريّ أكثرّ قبلّ أن تنفخّ وجنتيها في انزعاج واضح بينماّ رفع فرانسوا حاجبيهّ منتـظراّ
إكمالها جملتهاّ حينماّ قـال نايت بنبرةّ مبحوحةّ
ـ كلير غلوري ابنة روي أليس كذلك ؟
أكمل جملته لكي تواجـه نـظراتهّ الهادئة الداكنةّ ملامح كلير المـرتعبة بكلّ خوف قدّ أومأت إيجابا حينها تنهد نايت بكسلّ إذن هي الفـتاة التي أثـارت اهتمام
فـرانسواّ تمتمّ بشيء ما لنفسهّ إذ سيكون هذا صعبا بالنسبةّ لفرانسواّ فـأخيها عدوهمّ و أسرتها بأكملها تساندّ ديميتري لذا الخروج معها قد يكون مستحيـلاّ ،
لمـا تحدثت فلورا بفضول
ـ نايت أنـت لم تصبّ رأسك ؟ تبدوا غريبا
رمـقها نايت بحدة ثم رفع حـاجبه الأيسرّ بينما بقيت عينه الأخرى مغلقةّ دلالة على عدم نيل فـلورا إعجـابه لكيّ يعتدل فيّ جلوسه حـركّ ذراعيه بـحركةّ
كسولة قـائلاّ على شفتيه ابتسامته المتهكمة السـاخرةّ
ـ عـجيب أمرك تجدين دوما خطأ بي و تهاجميننيّ حتى لو تجاهلتكّ،
كتم ويليام ضحكته قد لاحظّ غضب الذي اكتسى فلورا بأكملهاّ حيث وقفت بّعصبية ترفع كميهاّ لتتقدم نحوهّ حينما أمسكها ويليام من خصرها يجبرها
على الجلوسّ بينما اكتفت هي بإطلاق سيل من الشتائمّ التي تعود لسانها على لفظها
ـ و أين الشيء الجيد فيك ؟ عـدى مظهرك فكل شيء بك خطـأ
أصدر نايت آهـة خبيثةّ و هو يسند رأسه على ذراعهّ بينماّ قد انطلقت ضحكةّ خفيفة مبحوحة من بين شفتيه جـعلت الكلّ يلتزم الصمتّ بدهشةّ حينما رد
عليها نايت بتلاعبّ
ـ آوه أفهم من كلامك أنكّ تجدينني جذابا ؟
تلعثمت فلورا قدّ أفحمها رده لم تجد نفسهاّ سوى تشتمـه بكلّ عصبية هي تجلس مجددا في مكانها بينما تعالت ضحكات ماريّ بقوة إذ أنها للمرة الأولى
ترى أختها الكبرى محرجةّ لا بل حتى أنها تعجز عن الردّ لكي تستديرّ فلورا ناحيتهاّ حيث ازداد حجم إحراجها قد أخذت ترمقها بكل غضبّ هي تقول بّحدة
ـ ما الذي تضحكين عليه ؟ أنت أيضا تجدينه جذاباّ أو نسيت أنك كنت تـريدين تقبيله منذ فترة ؟
شحب وجـه ماري كليا كأن دمائها سحبت كم تمنت في تلك اللحظة لو أنهاّ تملك مسدسا بين يديها لكانت أطلقت على أختها دون ترددّ أو لا تـدرك مدى
حساسية الأمر بالنسبة لها ؟ حيث أن نايت ينزعجّ منهـاّ لهذا السبب فتنحنحتّ بـهدوء و هي تقول بنبرةّ محرجة
ـ فـلورا أسدي خدمة للجميع و أغلقي فمك للأبد من فضلك ..
رفـعتّ فـلورا حاجبيها بغير رضا واضحّ بينما استدار نايت ناحيتهـا تحاشت ماري النظر نحوه لما ابتسمّ بكل سخـريةّ ثم اقترب منهـاّ قليلا لكي تبتعد هي
عنهّ لا إراديا يزداد شحوب وجهها شيئا فشيئاّ لما وجدت نفسها تـلتصق بذراع الأريكةّ تكاد أن تسقط أرضا فأمسك ذراعهاّ بينما غطى فرانسوا عيني
أليكساندر فيّ حين تـحدث نايت بنبرةّ مبحوحـة
ـ أهي قـبلة الحـياة ؟
اتسعت عينيهاّ بـصدمة واضحة أكـان مستيقظا طوال الوقت ؟ ما الذي فعلته بنفسها ؟ بلعت ريقها بتوتر و هي تلاحـظّ نـظراته الحـادةّ كذلك ابتسامته
البـاردة المتهكمـة ثمّ أشـاحت وجهها بعيدا عنه قـائلة بنبرة متـوترة
ـ لا فكرة لدي عن ماذا تتحدثّ ..
ثم حركت خصلات شعرها البنيّ الطـويل بعيدا بتوتر قد أطلقت ضحكة خفيفة تـحاول أن تـبعد الشكوك حولها لكي تـزداد ابتسامة نايت اتسعاّ و سخرية
هو يستدير ناحيتهاّ ينظر إليها بعينيهّ الحادتين مبتسما كي يزداد توترهاّ بينما قـال هو بنبـرته المبحـوحة ذات النغمة الموسيقية المتلاعبة
ـ ألن أحصل عليها ؟ مـا هـذا ؟ لقد ظننت أنني أميرك
تسارعت نبضات قـلبها بقوةّ قد احمرت وجنتيها أكثر يـعلم جيدا تأثيره عليهاّ و هاهو الآن بالرغم من ذلكّ يعبث بمشاعرها مجـدداّ فأغلقت عينيها محاولة
التركيزّ يجب عليها ألا تتـركه يؤثر عليها خصوصا بعد أن اتخذت قرارها بنسيانه لذلك ابتعدت عنه متجـاهلة نداء قلبها و هي تقول بنبرة هادئة متوترة
ـ أنت مخطئ بلا شك ،
أبقى ويليام عينيه عليهماّ بابتسامة خفيفة قـبلّ أن ينظر من طرف عينه إلى فلورا التي تتمتم بشتيمة ما حيث لم ينل تصرف نايت إعجابها كي يطلق ضحكةّ
مكـتومةّ و هو يضع يده علىّ كتفيها جاذبا إياها نحوه رمـقته فلورا بـدهشة ثمّ قطبت حاجبيهاّ محاولة إخفاء إحراجها لما تحدث ويليام بهمس
ـ يبدوا أن عـلاقتهما في تقدم ملحـوظ أليس كذلك فلـورا ؟
ابتسمت هي الأخرى بخفة كيّ ترفع قبضتهاّ كذلك رفع ويليام قبضتهّ قد ضرب كلتا قبضتيهما معـا بينما و في الـجهة المقـابلةّ لهما كـانت كلير تنـظر باستغراب
إلى نايت لم تكن لتتخيل أبدا أنه يملك هذا الجانب منه يمـزح بكل عفوية و يضحك أيضا لا بل حتى أنه يستمتع بإحراج ماري هل ما تراه حقيقة ؟ لأنها لا تصدق
أن هذا الـرجل المتلاعب ألصق تهمة تـخريب حفلة إليزابيث بأخيه جعله يخسر كل شيء و أفقده جميع ممتلكاته بـكل برود ..
__________________
  #87  
قديم 12-28-2015, 05:50 PM
oud
 
[ ما يريده المـلك يريده القـانون هـذا ما أخبرني بـه لم يهتم للعـواقب لم يـعد ينظر نحوي بعد الآن أدرك أنني أخطـأت
أجل أنا موقنـة بذلك لكن كل ما فعلته كان لأجلك لك و فقط لك أنت فـلما تنبذني أنت أيضا ؟ أنت كل ما تبقى لدي أملي الـوحيد و صديقي الـوحيد أفلا تمد يد
العون لي ؟ ]
تـنفس ديميتري بـعمق محاولا طرد ماضي تلك الكلمات من رأسه مـلامحها البـاكية و دموعها لم يعد يريد تـذكر هـذا ليس بعد أن جاهد لنسيانها وقف
بخـطوات هادئة للغـاية في ذلك الظلام الدامس قطع طريقه كيّ يتوقف أمام شـرفة غـرفته أسند ذراعيه على نهايـتها يحدق دون وجهة معينة خصـلات
شعره الأسود تنـاثرت بعشوائية مع الـرياح على جبهته لكي تداهمه ذكرى أخرى ..
يحـمل بين يديه صـحيفة اليـوم بابتسامة خفيفة تعـلو ملامحه و هو يـصفر إذ أنه نجح في مهمته في فترة قصيرةّ الآن سيتسنى له أخذ قسط من الـراحة
حتما سيعطيه نيكولاس أياما معدودة حينما يقرأ الـخبر الذي تصدر الجريدةّ ، حالما وصل لـمكتب والده كان أن يطرق البـاب حينما وجده مفتوحاّ على
غير العـادة قطب حاجبيه مستغـربا و كاد أن يدخل لما رأى من زاوية عينه نايت يقف بهدوء وسط الـغرفة ينـظر بـبرود وضيع نحو والدهما زم ديميتري
شفتيه بإنزعاج ألا يدرك أن هذه النظرة بالذات هي السبب الذي يثير أعصاب نيكولاس؟ تنهد بقلة حيلة حينما تحدث نايت بلهجة بـاردة للغـاية قـاسيةّ
ـ تجعل قـوانينك رأسا للعدالة و الحكمة لكن في الحقيقة قـوانين التي وضعتها ما هي إلا وعاء لرغبتك أو بدله تفصلها على حسب قياسك ، لا تكن سخيفا
نيكولاس أنا لن أنفذ مهماتك بعد الآن ..
رفـع نيكولاس حـاجبه دلالة على استنكاره سرعان ما رسم ابتسامة ساخرة على وجهه بينما شحب ديميتري كليا ما الذي حدث له ؟ منـذ فـترة صـار نايت
متمردا غـريبا و قـاسيا للغـايةّ كأنه لم يعد نفسه الذي يـعرفه يجب عليه أن يوقفه قبل أن يقول أكثر من هذا لكن قدميه لم تسعفاه فـنظر ناحية يديه المرتجفتين
بقوةّ مغلقا عينيه مغـادرا رافضا أن يستمع لبقية الحديث
هـز ديميتري رأسه بـمحاولة منه للنسيان كل شيء قبل أن يتنهد بقـلة حيلة بالفعل هـذا ما فعله نايت أكثر بذلك بكثير لا أحد يعلم كيف و لمـا ، استدار
حينما انتقل إلى مسامعه صوت طرق لبـاب غرفته قبل أن تدخل إليزابيث أثار البـكاء بادية على وجهها قطب ديميتري حاجبيه ثم أشاح نظره بعيدا و هو
يتحدث بنبرة هـادئة
ـ لقد أخبرتك منذ البداية أن لا تخلطي بين مهمتك و مشـاعرك لكنك حمقاء حسنا هذا ما ستحصلين عليه من حبـك لذلك الأبله
تقدمت منه إليزابيث بخـطوات بطيئة كي تـقف بجانبه استدارت ناحيته نـظر إليه بحزن عميق كي يتنهد ديميتري بـضجر فرفع يده مرتبا على رأسها
قـائلا بـخفة
ـ هيا لماذا الـتعاسة ؟ لازلت تملكينني و أوسكار إلى جانبك نحن سنبقى دوما معـك
نـزلت دموعها على وجنتيها دون رحـمةّ كي تبدأ في البكاء بصوت عالي و هي تتمسك بقميص ديميتري بكل قوة ما حدث كان فوق توقعاتها لم تـكن
تريد أن تنتهي رحـلتها بجانب نايت هكذا فـقد أحبته بكل صدق بينما اكتفى ديميتري بأن يربت على ظهرها و هو مبتسم بـهدوء ، عـجيب أمر ذلك الرجل
فبالرغم من أنه لا يبدي اهتماما لنساء إلا أنه يكتسب حبهن بدون أن يبذل أي جهد هـذه الصفة التي اكتسبها كانت تعـود لنيكولاس فقط ..
ـ ديميتري ..
همست باسمه فجأة لما تـوقفت عن البكاء قد جفت دموعها على خديها رفـعت رأسها ناحيته تنـظر إليه بعينين نـاعستين أحاطت وجهه بيديها بـشرته
البيضاء الـشاحبة عينيه الداكنتين الحادتين خصـلات شعره الأسود الـحريري بدى شبيها لنايت من أخمص قدميه إلى أعلى رأسه فاقتربت منه بهدوء
حالما كادت شفتيهما أن تلتقيا وضع ديميتري يده على فمها قـائلا بهدوء
ـ توقفي عن ذلك .. تعلمين أنني أكره هذه الألاعيب
اتسعت عينيها بصدمة قبل أن تبتسم بكل سخرية و هي تبتعد عنه لطالما استطاع رجال ماكاروف تجنبها بطريقة أو بأخرى فهزت كتفيها دلالة على عدم
اهتمامها و هي تقول بنبرة متهكمة
ـ لقد اعتقدت أنني استطعت خداعك ، أتساءل أين أخطـأت ؟
رمقـها بانزعاج و أشاح وجهه بعيدا عنها ليس أنها أخطـأت لا بل لأنه بطريقة ما لا يزال مجروحا من ذكراها حتى لو رفض الاعتراف لنفسه بذلك إلا
أن سيرينا ألمته بكل قـوة حطمت آخر آمل حمله معه الآن لم تعد تعني له شيئـا بالطبع لكن أن يمحي آثـار الخيانة ليس بالأمر السهل ، ما يحتـاجه شخص
وفي يبقى بجانبه أو هذه أمنية صعبة ؟ تـحدث ديميتري بـجدية
ـ إليزابيث .. حدثيني عن ماري،
نـظرت إليه بدهـشة ثم زفرت بكل حدة إنها من أبغض النـساء اللواتي تعرفت عليهنّ هي نقيضها التـام ألد أعدائها و الشخص الذي تـكرهه من كل جوارحها
قطبت حاجبيها بقلة حيلة حينما لمحت ملامح ديميتري الجادة و قـالت بـغيض
ـ لا أعتقد أنها ستشكل لنا تهديدا فلماذا تريد معرفتها ؟
لكن بالرغم من قولها ذلك إلا أنها تنهدت بقلة حيلة في النهاية لن تستطيع أن ترفض أي طلب لديميتري إنه يعتبر صديقها الـوحيد و حليفها أيضا فكـرت
لوهلة من الزمن ما الأمور التي تعرفها عن ماري ؟لا شيء تقريبا عدى أنها تحب نايت من كل جوارحها تحدثت بلا مبالاة
ـ لا أدري ما الذي يتوجب علي إخبارك بـه ، مـاري فتـاة ساذجة نوعـا ما تـحب نايت بقوة لم أرى شخصا يقف بجانبه بهـذا القـدر مثلها لا أعتقد أننا نستطيع
أن كسبها لصالحنا فقد حاولنا من قبل أن نجعلها ترى خيانته لها لكن بالـرغم من ذلك هي لا تزال مخلصة له ، أني أشعر بالغيرة من تلك الثـقة المبنية بينهما
فمهما حـاولنا لن نستطيع تفرقتهما ..
رفـع ديميتري حاجبه قبل أن يبتسم بـهدوء أجل إنها نقيض سيرينا تـماما بالـرغم من أنه طلب منها ترك نايت و الانضمام له بالـرغم من أنه جعلها ترى أن
نايت لا يكاد يهتم البت بها إلا أنها تبقى بجانبه طوال الوقت أهي حماقة أو حب ؟ لا يدري لكن كلما رأى تصرفاتها المتمسكة بأخيه كلما زادت رغبته في الحصول
عليهاّ ، تـحدث بـضحكة
ـ أي ثقة تتحدثين عنها إليزابيث ؟ إن كل تلك العـلاقة المبنية مجرد تمثيلية منذ البداية فقد دفع نايت ديون والدها مقـابل أن تصبح زوجتـه إنها ليست ثقة ب
ل مجرد وثيقة تربطهما
شهقت إليزابيث بصدمة و هي تستدير نحوه لماذا تعلم هي بهذه المعلومات فقط الآن ؟ لكن ماذا عن تـصميم ماري و تحديها لها ؟ أكان كل ذلك مجرد تمثيلية ؟
بالطبع لا فنظراتها الحادة نبرتها المتألمة و وقفتها الشـامخة كلها كانت واقعا ما الذي يحدث هنا ؟ ابتسم ديميتري بـخفة و هو يكمل كلامه
ـ لم أكن أرغب بأن أخبرك بهذا لأنني أعلم جيدا أنك إذا عـلمت فسوف تهملينها و قد تكشفين هويتك لذا تجنبت ذكر الأمر أمامك لكن ها أنت تعلمين الآن ..
ماري مثـلك تماما استخدمها نايت لا أحد يعلم حتى الآن لما لكن أظن أنها تركت عواطفها تقودها فصـارت تحبه ، ذلك مثير لشفقة
ارتجفت أناملها بقوة غير مصدقة مـاري مثلها استخدمها نايت لغاية ما ؟ تماما كما استخدمها ديميتري من أجل الإيقاع بأفراد لبيير لكن لماذا ؟ ما الغاية
من تمثيليتهما و إلى أي مدى يريدان الوصول إليه بهذه المسرحية ؟ تـذكرت ملامح ماري خلال مراسم دفن بيتر تـلك الملامح لم تكن لفتاة تمثل فقط بل
أكثر من ذلك بكثير ، قـالت له بـصدمة
ـ لكن هـكذا .. أنستطيع استمالتها لجانبنا ؟
هز رأسه نفيا ألم يقل توا أنها تركت عواطفها تقودها فـجعلت هذه التمثيلية واقعا ؟ ذلك ليس مستـغربا لكن ما دافـع نايت الـحقيقي ؟ أيعقل أنه فعل كل
هذا من أجل أن يظهر لإليزابيث أنها تخطاها ؟ لكن حسب تصرفات نايت فـهو لم يقع أبدا في حب إليزابيث قد يكون إعجابا لكنه بكل تأكيد ليس حبا إذا لما ؟
قطب حاجبيه قد داهمه الصداع لما يصعب عليه التوصل للهدف وراء تحركاته بينما يستطيع نايت أن يعلم دوما ما يفكر فيه ؟ هـذا غير منصف ، أسند رأسه
على ذراعه اليمنى مجيبا على سؤالها
ـ ربـما لا أعـلم لكن لن يعود لنا الخيار فجذبها لنا هذا يعتمد على تـصرفات نايت نحوها على ما أعتقد ، هـذا ليس ما يجب عليك التركيز عليه إليزابيث عـودي
إلى الواقع و افتحي عينيك جيدا نحن نخـسر بقوة أنا لن أستطيع البقاء مختبئا عن الصـحافة للأبد سـري سيكشف في النهاية لكن قبل أنتهي يجب علي أخذ
نـايت معي .. هنا تكمن مهمتك أنت
نـظرت إليه لوهلة من الزمن قبل أن تومئ إيجابا لن يستطيع ديميتري الاختباء للأبد بالطبع لكن و خلال هذه المدة يجب عليه أن يستغل الوقت من أجل
تحطيم نايت للمرة الأولى توافقه ليست تهتم بما سيحدث لنايت بعد الآن فإن لم يحببها هي فلن تبالي بـه يجب عليها أن تكون المرأة الوحيدة في حياته و ذلك
سيحدث حينما يخسر كل شيء ستقف بجانبه و تسانده و سيعـلم أنها الوحيدة له

/

بـعد منتصف الليل لما كانت تشير xxxxب الساعة إلى الثـانية في تـلك الغـرفة الـمظلمة التي من بين ستائر نوافذها تسرب إلى داخلها ضوء القـمر
يجلس على سريره ذلك الفتى ذو الحادية عشر من العمر خصلات شعره الأشقر الذهبي و عينيـه الواسعتين بينما كانت أنامله الصغيرة تلمس أسفل رقبته
بقليل من الـتوتر و الـرعب في آن واحد ..
لم يـعد يستطيع النوم و كل تلك الكـوابيس تـطارده عن ديميتري و نيكـولاس و عن نايت أغلق عينيه بقوة محاولا طرد أفكاره المظلمة لكن لم يستطع فـهاهو
الأول يمسكه من رقبته جاذبا إياه نحوه على شفتيه ابتسامة بـاردة بينما الثـاني أسوئهم يـراقبه بـأعين مستمتعة و الثـالث نايت يستدير مبتعدا عنه تـاركا إياه
لهما بملامح هـادئةّ كي يصيح بـنبرة صوته المبحوحة ،
لا يـريد مستقبلا مثل هـذا و لا يـريد ماضيا مثل ذاك كل ما يطلبه هو العيش بسـلام أو هذه أمنية مستحيلة الـحدوث ؟ بدأ البكاء في صمت حينما فتح باب
غـرفته فجأة ببطء شديد اتسعت عينيه بصدمة و هو يـلاحظ قـدوم نايت الـرجل الثالث الذي تخلى عنه في أحلامه إلى غرفته بلع ريقه برعب و خوف في
آن واحد قبل أن يتحرك بـسرعة مختبئا ..
حالما وقعـت أنظار نايت عليه تنهـد بقلة حيلة على ردة فعـله السريعة لكي يسير بخطوات هادئة للغاية ناحيته أستند على ركبته ثـم وضع يده على طرف
السرير قبل أن ينحني كي ينـظر أسفله بعينين حادتين بـاردتين لاحـظ جسم أليكساندر المـرتجف كي يزم شفتيه بـبرود مـد يده نحوه و أمسكه من ذراعه لكي
يـجذبه بقوة وسط اعتـراضات الـصبي المرتعبة حينما صـار جسد أليكساندر خارجا وضعه نايت على الـسرير و هو يـمسكه من كتفيه بينما ارتجف الأول من
الصدمـة و قد شحب وجهه كليا فابتسم نايت بـبرود يهمس له
ـ ألا تـدرك وجود أشباح أسفل السرير ؟ إنك تزعجها باقتحام مخبئها
لما قـال ذلك شحـب وجه أليكساندر كليا كأن الدماء توقفت عن مجراها في عـروقه بدأ يتلعثم محاولا الحديث لكنه لم يستطع سوى التفوه بكلمات الأسف حينها
ابتسـم نايت فجأة بعد ذلك ضحك بخفة قد تردد صوت ضحكته المبـحوحة في الأرجاء لكي يتوقف أليكساندر عن الارتجاف ينظر إليه بصدمة بينما ربت نايت
على رأسه قـائلا ببحـة
ـ أنـا أمزح فقط ..
حدق أليكساندر فيه دون أن يتفوه بشيء بينـما نـظر إليه نايت بهدوء قبل أن ينحني بـخفة للأمام و يجلس أسفل السرير مستندا على ركبته في حين قدمه
الأخرى ممددة أمامه بعد ذلك جذب من جيب سترته مسدسا نـظر نحوه لوهلة من الزمن قبل أن يستدير ناحية أليكساندر قـائلا بنبرة بـاردة
ـ أيـن هو مسدسك ؟
طأطأ أليكساندر رأسه مرتجفا لم يعد هناك مفر له بكل تأكيد فاتجـه نحو لعـبة ما كي يفككها بعد ذلك سحب منها مسدسا مشابها لمسدس نايت و قدمه إليه بتردد
و خوف في آن واحد ، أمسكه الأخير بهدوء ينـظر إليه بصمت غـريب قبل أن يتحدث مجددا
ـ لماذا أتيت إلى هنا ؟ لـما كشفت وجودك لي و أنت تـعلم أكثر من أي أحد خطورة فعل هـذا ؟
بدأت دموعه في النـزول بينما استمر نايت في النـظر نحو المسدس قد كان هناك حرف ما لاتيني مميز باللون الفضي لما ابتـعد عنه أليكساندر بخطوات
مرتجفة ثم جلس أمامه مخفضا رأسه قـائلا بنبرة باكية
ـ أرجوك لا تـفعل .. أنـا لا أريد أن أكون جزءا من اللعـبة بعد الآن ،
التـزم نايت الصمت لفـترة من الزمن قبل أن يرفع المسدس نـاحية أليكساندر الذي تقبل الأمر بدموع منهمرة أغلق عينه اليسرى مركزا بـعد ذلك
تـحدث بنبرة مبحـوحة هادئة
ـ خطأك الأول كشفك لهويتك لي ، خطـأك الثـاني استسلامك دون إبداء أي مقـاومة و خـطأك الثالث يكمن خـلف تسليمك لمسدسك الـرمز
الأكثر أهمـية لنا نحن ..
نـظر إليه أليكساندر بـصدمة مـرعوبا بدأت دموعه بالنزول أكثر فأكثر لم يكن يعلم أبدا أن نايت ينفذ قـوانين نيكولاس حتى و هو يكرهه هاهو ينفذها
ببرودة عليه أجل بالنهاية سيبقى نايت ابن نيكولاس حتى لو رفض الاعتراف بذلك لنفـسه أو للجميـع بينما اقـترب منه نايت بهدوء مستندا على ركبته و
هو يضع فوهة مسدس أليكساندر على جبينه بـعد ذلك قـال بنبرة هادئة
ـ ما الذي تفعلـه ؟ ألا تدرك أن عـواطفك هذه سوف ترتد عليك ؟
بإنهائه لجمـلته تنهد بقلة حيلـة و هو يـضع المسدس في يد أليكساندر وقف بـهدوء ينفـض سترته الجلدية يـعيد مسدسه الخاص لجيبه قد بدت ملامحـه
هادئة بينما نـظر ألكيس إلى يديه المرتجفتين بقوة قد بدأ بالبكاء دون قدرة له حينما تحدث نايت بـنبرة مبـحوحة
ـ أجبني ..
حـالما قـال ذلك رفع أليكساندر رأسه ناحيته ينـظر إليه بعينين باكيتين ملتزما الصمـتّ أمسك بمسدسه بيده المرتـجفة حينما تـنهد نايت مجددا قد بدت
عليه ملامح الاضطراب فجأة كان يفكر لوهلة من الزمن بتردد كبير بادي عليه لا يجيد التعامل مع الأطفـال و حالة أليكساندر صـعبة قليلا كما أنه يملك
العديد من الأشياء الأخرى التي يتوجب عليه إعـادة النظر بشأنها من بينها فكرة بقـاء أليكساندر هنا إذ أنه هو الورقة الرابـحة بالنسبة لديميتري ، لما أجابه
أليكساندر بنغمة صوت باكية
ـ أنـا لا أرغب في أن أخوض هذه الـحرب و لست أهتم بهذه القوانين أو مـاضيها كل ما أريده هو الحرية فهل ما أطلبه صـعب المنال ؟ هل الحصول على
الحرية فعلا محال ؟
رفـع أنظاره ناحيته قد غشت دموعه مرمى رؤيته لما لاحـظ الابتسـامة الـحزينة التي ظهرت على ملامح نايت فجـأة اقترب منه بخطوات صـامتة ثم وضـع
يده على رأسه كي يربت على خصلات شعره الأشقر بخفة متحدثا بنبرتـه المبحوحة ذات نـغمة غـريبة لـطيفة نوعا ما
ـ الحـرية التي تسعى إليها مختلفة لهـذا لم تستطع الحـصول عليها بعد ..
رمقـه أليكساندر بتشتيت لم يدرك المـعنى الخفي لـكلامه فمسح دموعه بحركة طفـولية و هو يـسأل نايت بـنبرة مرتبـكة مشوشة وّ متوترة
ـ لكن كيف ؟
تـوقف نايت للحـظة مفـكرا قد بدى عليه الحيرة إذ أنه كان يحاول إيجاد كلمات يستطيع أليكساندر استيعابها قـطب حاجبيه لوهلة من الزمن بعد ذلك
ابتسم مجددا كي يربت على رأسه و هو يقف وضع يديه في جيب معـطفه بـعدما رفع أنامله دلالة على إلقاءه لتـحية مودعا إياهّ قبلّ أن يسيرّ بخطواتّ كسولةّ
مغـادراّ الغـرفةّ قد ظهرت على شفتيه ابتسـامةّ خفيفةّ للغايةّ حينماّ تحدث بنبرةّ منخفـضةّ مبحوحةّ
ـ يجب عليك اكتشاف ذلك بنفسكّ




آنتهـى ـ
__________________
  #88  
قديم 12-28-2015, 05:51 PM
oud
 
الـشـآبتر الـ تاسعّ و الأربعينّ

~ المرأة الوحيدّة التيّ أحببتّ ~

مـظلـة سـوداء تقيها من المـطر معـطف أحمر اللون يـلاءم قبعتها الصـوفية و وشاحها الأبيض مع حـذاء ذو كعب عـالي نوعا ما و فستان أسود ،
خصـلات شعرها البـنيّ تتلاعب بها الرياح بخفةّ كأنها ترقص على أنغام حـزنها بينـما ملامحـها الهـادئة مليئة بـرغبتها الشديدةّ في البـكاءّ غير أن
و عوض الدموع ابتسمت كعـادتهاّ هي تضـع أناملها علىّ تلك اللوحـةّ ، فجـأة شـعرت بخطوات شخص آخر تقترب منها لم تستدر لأنها تعلم مسبقا
من القـادم فاكتفت فقطّ بـنزع ابتسامتها من شفتيها لما تحدث القـادم بنبرةّ رقيـقة للغـايةّ
ـ هل إلقائي لتحية سيلقى ردا ؟
بقيت لوهلـةّ من الوقت تـنظر بعينين شاردتين نـحو قبر والدها جوناثان قبل أن تستدير إليها كانت ملامحها بـاردة هـادئةّ كأنها لا تراها على الإطلاق
حينمـا مدت يدها اليمنى نحوها كي تمسكهاّ الأخيرة بنوع من السـعادةّ بعد ذلك ابتعدت عنها بخـطوات بسيطة و هي تنـظر مجددا نحو قبـر والدهاّ لكي
تتحدث القـادمة بنوع من الـحيرة
ـ لمـاذا تـكبدت عـناء البحث عني ؟ اعتقدت أنك و بزواجك من ابن تـلك المرأة سوف يتسنى لك نسياني كليا فـلم تعودي بحاجة إلي ..
ضحكت ماري بـخفةّ قد رن صدى ضحكـتها في الأرجاء مما جعل الأخرى تشعر بالحيرةّ أكثر إذ بدت لها ابنتها متـغيرة جدا كـأنها لم تعد نفسها هذا
غـريب كي تلتزم الصمت في انتظار إجابتها التيّ لم تطل الانتظار لتحصل عليها فهاهي تتحدث ماري بنـبرةّ هادئة
ـ أعـتذر إن كان اتصالي قد أزعجك لكن أنـا بحاجة لاستشارتك في أمر ما ..
قطبت سيليا حاجبيها باستنكار أكثرّ منذ متى تأخذ ابنتيها برأيها ؟ إنهما لا يعتبرانها على قيد الحيـاة إطلاقاّ قد رفضت فـلورا مجيئها أو الاتصـال بهما
مجددا كما أنها حذرتها من الاقتراب من ماري لكن هاهي طفلتها الصغيرةّ التي لم تـبحث عنها قطّ تـتصل بها في أمر طارئ تطلب منها اللقاءّ ، كادت أن
تتحدث لما نـظرت ماري نحوهاّ أشـارت بـخفة على شعر سيليا قائلة
ـ أحصلت على تسريحة جديدة ؟ تـبدوا جميلة عليك ..
نـظرت إليها بدهشة قبل أن تلمس خصلات شعرها الأشقر بنوع من الذهول كيف تعـلم بأنها حصلت على تسريحة جديدةّ ؟ أحكمت الإمساك بقبضتها لا
عجب في ذلك فـزوجها هو نايت لبيير رجل مثله لن يصعب عليه مـعرفة أدق تفاصيل حياتها بينما تـنهدت ماري بـقلة حيلة إذ لمحت الصدمة على والدتها
كي تجلس بـخفة على ركبتيها قـائلة
ـ أمـي .. أنـا أحب شخصا
فتحت سيليا فاهها بصـدمة كادت أن تصيبها نوبة قـلبية أهـذا يعني أنها تحب شخصا غـير زوجها ؟ شحب وجهها كليا و عـادت تنـظر من حولها كي تتأكد
بأن لا أحد يراقبهما بينما قطبت ماري حاجبيها قد أسندت رأسها على ذراعها قـائلة بنبرة متململة
ـ لا تقلقي لا أحد يراقبنا ..
حينهـا ضربت سيليا وجنتيها بخفة كي تجلس بجـانب ابنتها قد بدى عليها الارتباك نوعا ما فـماري لم تتحدث معها أبدا و لطالما كانت مـاري ابنتهما
المطيعة التي تنصت إلى أي شيء يأمرانها به دون أن تعترض حتى قررت إعلان تمردها للجميع و غـادرت المنزل تـزوجت من نايت رغم رفضهاّ و هاهي
تخبرها الآن بأنها تحب شخصا آخر غير زوجـها ؟ أخذت شهيقا محاولة تـهدئ أعصابها قبل أن تتحدث بحيرة
ـ لكن مـا الذي تقولينه ؟ أنا لا أفهم شيئا ؟
قطبت مـاري حاجبيها و هي تتأوه بـضجر أيجب عليها سرد القـصة منذ البـداية ؟ إنها لا تـرغب في فعل ذلك مجـددا و مـجددا تنهدت و نـظرت في كل مكان
عدى والدتها قبل أن تتحدث بضحكة خفيفة
ـ أتتذكرين لما كان والدي يحب تـلك المـرأة و أنت تـحبينه و بالرغم من محاولاتك العـديدة في كسب حبه قد فـشلت ؟ و غـادرت ؟ حسنـا قصتي شبيهة
لقصتك تـماما غير أنها معقدة قليلاّ
شهـقت سيليا بصدمة قد شحب وجهها كليا أهـذا يعني أن نايت يحب إمرأة أخرى ؟ إن كان ذلك و ابنتها تحبـه تسعى لكسبه إلى جانبها ؟ تغـيرت ملامحها
كليا و أشاحت بوجهها بعيدا لا تزال ذكرى جوناثان تؤلمها كلمـا طرأ على بالها كـم هذا مؤسف فحتى الوقت لم يشفي جراحها المفـتوحةّ ، لما هزت ماري
كتفيها بـعدم اهتمام كأنها فقدت الـرغبة في كل شيء و هي تبتسم بخـفة كعادتها قـائلة
ـ لقد تقبلت الواقـع .. أيضا أمي هناك شيء آخر أريد إخبـارك به
نـزلت دموعها دون إنذار على وجنتيها كاتمة صوت بكائها كي لا تسمـعه ابنتهاّ قد أومأت إيجابا تـطلب منها أن تكمل كلامها حينها ضحكـتّ ماري بخفة
و هي تـكز خصر والدتها قـائلة بنبرة مـرحة
ـ يبدوا أن فـلورا قد وقعت في الـحب .. أستطيع أن أسمع رنين أجراس الـزفاف من الآن
التـزمت سيليا الصـمت تمسح دموعها بـكل لطف مبتسمة على مـزاح ماري ثم استـدارت ناحيتها كانت ابنتهـا الصغرى تشبهها في المـلامح و الصفـات
لكن ليس رباطة الجأش فلم تكن لديها هي أبدا صبـر مثلها أو وسعة صـدر كهذه بينـما وقفت مـاري بـخفة و هي تضع كلتا يديها في الأعلى محاولة أن
تبعد الكسل عـنها حينما تحدث سيليا بحـنان
ـ ماري تـعلمين دوما أنني أرحب بك في بيتي أليس كذلك ؟
هـزت رأسها نفيا رافـضة فـكرة الذهاب إلى بيت والدتها لا تستطيعّ أن تتدخل فقد فـعلت سيليا المستحيل لكي تنسى جوناثان كل شيء و جميع السبل حتى
أنها تخلت عن ابنتيها في سبيل ذلكّ لذا لم ترغب ماري أبدا في الاتصال بها أو طلب منها البقاء كانت تـريد الأفضل لوالدتها بينما فـلورا تألمت لفقدانها و
لطالما لامتهـا ، قـالت بـهدوء
ـ لا أمي أنا لن أهرب ليس مجـددا لأنني سوف أنهي الأمر للأبد ،
أخذت نفسا عـميقا كأنها و بفعلها لذلك تستجمع كل شجاعتهـا ثم استـدارت ناحية سيليا قبل أن تبتسم بـثـقة عينيها واسعتين تـحدقان بكل قـوة أمر غـريب
أن يصدر هذا التصرف المفعم بالـتحديّ من ابنتهـا الصغرى فزمت شفتيـها بقليل من غير الرضا إن كان زوجها أي كان اسمـه يحب إمراة أخرى فلا شيء
يدفعها للبقـاء بجانبه لأن ذلك لن يزيدها سوى ألمـا و معاناة غير أنها بالرغم من عدم موافقتها إلا أنها لا تمـلك الحق في الـرفض ، تنهدت بقلة حيلة و
هي تـضع باقة الـورود الحمراء على قبر جوناثان مبتسمـة بـحزن على ذكراه قـائلة
ـ كإمرأة مـت عليها هـذه التجربة فأنا أنصحك بالانسحاب قبل أن يزيد عمق ألمك ، لكن إن كنت واثقة مما ستفعلينه فـسوف أساندك ..
ابتسـمت ماري على كلاماتها بكل عـفوية قبل أن تضحك بـخفة نايت ليس بالـرجل الظالم الذي تظنه والدتها على الإطلاق بل عكس ذلك تـماما قد يكون بـاردا
ساخرا في معظم الأحيان لكنه يبالي بمن حوله يسعى لحـمايتهم حتى لو كان ذلك على حساب نفـسه فـكيف أن لا يزداد حبها له ؟ رجل مثـل هذا يجعل كيانها
ينقلب رأسا على عقب ، نـظرت نـاحية سـيليا بابتسـامة قـائلة
ـ حينـما يحين الـوقت المنـاسب ..
التزمت الصـمت لوهلة من الزمن قبل أن تتنهد كأنها تزيح هما ثقيلا عن كاهلها ثـم وجهت عينيها إلى قبر والدها جوناثان لم يكن والدا سيئا أيضـا لقد
علمت هذا في النهاية فقد كان يريد حمايتهما بطريقته الخاصة لم تـفهمه ماري أبدا و لم يتسنى لها رؤيته في آخر لحـظاته ضحكت بـخفة الندم الذي تحمله
نحوه لن يغـادرها أبدا ، نـدم لأنها هربـت و لم تستمع إليه قط لأنها تـمردت عليه بينما كان هو يحاول حمايتها ذلك قـاسي لكنه الـواقع الذي عليها تقبله ،
تـحدثت ماري فجـأة بهدوء
ـ هـناك معـروف أريد منك أن تنفـذيه لي فـهلا فعلت ؟
استـدارت ماري نـاحية والدتها تنـظر نحوها بتصميم شـديد بإرادة غـريبةّ و ابتسـامة واثقة جعلت سيليا تحتار أكثـر لكنها لم تـرفض طلبها بل كـانت سعيدة
بأي طلب كانت ستخبرها به ماري إنها المرة الأولى التي تشعر بحاجة ابنتيها لها و لن تخيب ظنهما ..
بعد مدة كانت قد غادرت خلالها سيليا مودعـة إياها بابتسامة خفيفة للغـايةّ بينمـا أخفضت ماري مظلتها كي تغلقها بإحكام بقيت تنـظر لوهلة من الزمن إلى
قبر والدها بكل صمت ثم تنهدت كان من الأحسن لها أن تجلب فلورا لكن أردات من لقائها بوالدتها أن يبقى سرا بينهما لذا فضلت الذهاب لوحدهـا ، كانت
هذه هي وجهتها الثـانية بعد المستشفى ..

/

رفـع هـاتفه متوترا قبل أن ينـظر إلى وجهه في المرآة بعض خصلات شعره الأشقر مربوطة بعشوائية يرتدي ملابس مرفهـة نوعا ما من سروال ذو
مربعات و حـزام أسود اللون مع حـذاء بنفس اللون أما سترته فكانت رمـادية طويلة تنهد بكل أسى لا يصدق أن سباستيان لم يستطع رفض طلب مدير
شـركة هاهو الآن يقف أمام بـاب منتـظرا دوره .. كم يكره المقابلات الـمباشرة إذ أنه و خلالها يطرحون أسئلة مخادعة لا يتم الموافقة عليهاّ ، همس لنفسه
بأن يلتزم الهدوء لما رن هاتفه فجأة نـظر نحو اسم المتصل لكي يبتسم بتـوتر رفع السماعة و قبل أن يتفوه بأي شيء صـاحت فلورا بـعصبية
ـ بحق السماء أين أنت ؟ مـاري مختفـية و نايت كعـادته لا أحد يعلم أين يتجه و أنـت .. أخبرني هيـا
نـظر بإحراج إلى طـاقم العمال الذين يستمعـون لمحادثته ذلك لنبرة فـلورا المـرتفعة قبل أن يبتسم محـاولا تـهدئتها إذ بالرغم من أنها تحاول إخفاء قلقها إلا
أنه و بعد حادثة الحفـلة و خيانة إليزابيث فلم تعد هي تستطيع السيطرة على خوفها عليهم جميـعا تـحدث بنبـرة هادئة مبتسما بكل جاذبية
ـ أنـا أعمل الآن .. فمدير أعـمالي رتب لي مقـابلة مبـاشرة لست قادرا على تجنبها ، إن كنـت غير مشغولة فيمكنك القـدوم سوف أطلب منهم أن يدعوك
تـدخلين بـعدها يمكننا تـناول الغذاء معا ما رأيك ؟
احمـرت وجنتيها هي تفكـر بكل حماس أيعقل أن يكون هـذا موعدا ؟ كما أنها سيتسنى لها رؤيته و هو يعمل لا يمكن ليومها أن يزداد تأنقا فـابتسمت بسعادة
فتحت فمها لتجيبه غير أنها قطبت حاجبيها فجأة و هي تصيـح بـحدة
ـ ما الذي تقصده ؟ أنـا إمرأة مشغولة للغاية أيها الأبله .. لكن حسنا بما أنك طلبت مني بـتهذيب فسوف آتي أرسل لي العنوان
أغلقت السـماعة فورا كي تستعد بينمـا تنهد ويليام بقلة حيلة إن كانت مشغولة للغاية كما تدعي لماذا تتصل به ؟أو ليس من الأفضل لها أن تعمل على
قضيتها مع آرثر بدل ترك كل شيء على عـاتق المحامي ؟ سـمع رجلا من الطاقم ينـاديه فاستـدار ناحيتهم عدل سترته قد زال توتره تماما ثم رسم علىشفتيه
ابتسـامته الجـذابة التي اعتاد عليها قبل أن يعبر الرواق ،
حـالما دخل علا صـوت التصفيق من الجمهور بينمـا اكتفى هو فقط بالتـلويح إليهما و هو يضحك بـخفة ، صـافح المـذيع ثم جـلس على الكـرسي المقـابل
واضعا قدما على الأخرى ألقى نظرة سريعة حوله إذ يوجد بيـانو أبيض اللون يتوسط القـاعة و سجاد أحمر مع مقعد يبدوا أنهم سيطلبون منه تنفيذ أداء
اتسعت ابتسامتـه تـبا لما لم يخبره سباستيان بذلك ؟ حينـما بدأ المذيـع حديثـه ..
سـأله عن أحـواله ثـم عن ما إن كان يكتب أغنـية حاليا و عـن مشاريعه مستقبلا لقد كان كل شيء جيدا في البـداية قد مـرت نصف سـاعة على حالهما ،
لونـه المفـضل الأبيض أكلته المفـضلة كعكة الفراولة التي بدت له كغذاء رئيسي لا طبق مقبلات ..
حـالما لمح فجـأة من طرف عينه فـلورا التي أتت مسرعة تـلهث من شدة الـجريّ قد كانت ترتدي على غير عـادتها فستانا أسود اللون يبرز لون بشرتها
الصافي و قد رفعت خصلات شعرها على شكل وردة بسيطة للغـاية كمـا انها وضعت أحمر شفاه يتناسب مع معـطفها ، لمـا رأته يجلس بكل هدوء مبتسما
رفعت يدهـا ثم أخذت تـلوح له بكل سـعادةّ بينما اكتفى هو فقط بإيماءة بسيطة لما اقترب منها أحد الرجال طالبا منها أن تتخذ مقعدا و إلا ستطرد خارجا إذ
أنها تشتت انتباه الطاقم ..
شحب وجه ويليام يعـلم تماما مدى عصبية تـلك المرأة و لن يكون صعبا عليها افتعال شجار مع ذلك الرجل لكن و لدهشته فقط أومأت بابتسـامة خفيفة
و هي تتجه نحو مقـعدهاّ لما انتقـل إلى مسامعه صوت المذيع و هو يتحدث
ـ أخبرنـا السيد دويـل ، عدى اهتـمامك بالموسيقى هـل لديك أي اهتـمامات أخرى ؟
نـظر إليه ويليام لوهـلة من الزمن و هو يرمش عينيه غـير مستوعب قـصده من خلف هذه الكلماتّ هل لديه أي اهتـمامات أخرى عدى الموسيقى ؟ لقد
كان الغـناء طوال حياته بـمثابة الخيار الأول لا شيء آخر فإن كان يسأله عن اهتماماته ، ابتسـم بكل مرح و هو يجيبـه
ـ أجـل أحب صنـع الحـلويات ..
ضحك المـذيع بكل تـوتر و هو يعيد تـرتيب أوراقه بينـما نـظر ويليام من طرف عينه إلى سباستيان الذيّ ضرب جبينه بصدمـة فقطب حاجبيه حينما أشار
له المـذيع عـلى قلبه قـائلا بابتسامة خفيفة
ـ المعجبين يريدون أن يـعلموا هل لديك اهتـمام عـاطفي ربما بأحدهن ؟
تأوه ويليام بخفـة قد احمرت وجنتيه قـليلاّ من الإحراج قبل أن يـحك جبينه لكي يضـحك الكل على تعبيرهّ قد عـلموا الإجـابة قبل أن يتفوه بها حتـىّ لكن
بالـرغم من ذلك ابتسـم ويليام بكل إحراج و هو يقول بضحكـة خفـيفة مـرحةّ
ـ نـعم ، في الحـقيقة هي تـشاهدني الآن ..
تعـالت صيحات الجمهور المـشجعة بينمـا اتسعت عيني فـلورا بـدهشة لم تكن لتظن أبدا أن ويليام سيكون بهـذه الجـرأة و يعلن عن إعجابه بإحداهن أمام
العـالم بأكمله فـنـظرتّ من حولها أيعقل أنه يقصد ماري ؟ لكنه أخبرها سـابقا أنه لا يحبـها ليس بتلك الطـريقة التي تتحدث عنهاّ على الأقلّ إذن من هي ؟
يجب عليها أن ترى شكلها على الأقل لكي تعلم ما إن كانت هي تملك فرصة أمام هذه الفتاة أم لاّ ، لما تـحدث المـذيعّ مختـبرا إياه بـمرح
ـ ألن تـوجه لها تـحيـة ؟
حينها إزداد احـراج ويليام أكثر و أكثر قد نـظر إلى سباستيان الذي يـشير له بإبتسامة أن يتـحدثّ بصراحة فـحك خـده قليلاّ و نـظر إلى فـلورا مبتسما كانت
تـراقبه بإهتـمام شديد لما قـال مجيبـا المذيعّ بإحراج
ـ حـتى لو فـعلت فهي لن تـدرك أبدا أن هـذه التحية موجهة لهاّ ،
صمـتّ المذيع متعـجبا أيعني هـذا أن ويليام لم يعتـرف لهذه الفتاة بمشاعرهّ ؟ رجـل وسيم نـاجح مثله يخشى أن ترفـضه فتاة ؟ إذن ماذا يقول عن نفسه ؟
ضحك بـقهر ملحـوظّ متمتـما شيئا عن زوجتـه ثمّ تـحدث مـجددا بكل عـفوية
ـ ألم تـعترف لهـا ؟
قطـب ويليام حاجبيه إذ أن الـوضع لم ينل إعجـابه ثم نـظر مجددا نـاحية فـلوراّ التي شحبت ملامحها فجأة فابتسم كاتمـا ضحكتـه و أومأ مجيبـا قـائلاّ بمرح
ـ بـلى فعلتّ لكنهـا لم تـدرك أنني أعنيها حتـى الآن .. أمـام هذه الفتـاة بالذاتّ أعجز عن الكـلام الغنـاءّ أو حتى الـحديث فـكيف لي أن أعيد الاعـترافّ مجددا ؟
حـالما قـال جـملته تـلكّ ضغطت فلورا على قبضتهاّ قد احتدت عينيها ما الذي يقصده أي فتاة هذه الذي يتحدث عنهاّ ؟ لماذا يرفض الإفصاح عن هويتها
بحق السماءّ ؟ إنها تـريد مغـادرة القاعة فورا فالهواء من حولها يخنقهاّ و يجعلها عـاجزةّ عن التنفسّ نـظرتّ بـعصبية إلى ويليام المبتسمّ قبل أن تقفّ لما
قـال المذيـعّ بـحماس
ـ أيمـكننا مـعرفتها ؟ أنحن نعـرفها ؟ هيـا ويليام أخبرنـا بتفاصيل أكثـرّ ..
احـمرت وجنتيه أكثـر من الإحـراج و الخجل في آن واحد لم يـعد قـادرا على التكلم أكثر لمـا لمح فـلورا تـقفّ محـاولة أن تـغادر القـاعةّ عـابرة كل تـلك
المقـاعد إذ أنه لم يكن صعبا عليه لمحـها من بين الكلّ أليست هي من تـملك قلبه ؟ ابتسـم بكل خفـة كم بدتّ ابتسـامته صـادقةّ للغـاية مـرحةّ مفـعمة بشتى
العـواطفّ و هو يتـحدث بـنبرةّ لأول مـرةّ يستخدمها على الإطلاقّ
ـ إنها ذلك النوع من النـساءّ اللواتي يصعب عـدم الالتفات إليهن ، تـساندني دومـا أي كانت ظـروف تحـاول أن لا تظـهر قـلقها و تـبتسم بكل عـفويةّ ، إنها
تلك المرأة التي تتصـل لتطمئن عليّ بالرغم من أنها مشـغولة إلا أنها تـأتي للقائيّ ..
حـالما قـال ذلك تـوقفت فـلورا عن الـسير استـدارت نـحوه بـسرعةّ قد بدت عليها الصـدمةّ واضحةّ ما الذيّ يـقوله الآن ؟ مشـغولة ؟ أيعقل أنه يعنيها ؟ لكن
هـذا مستحيل .. زمت شفتيها تـمنعّ نفسها من البكـاءّ لمـا أكمـل ويليام كلامـهّ بـابتسـامةّ لطـيفةّ للغـايةّ
ـ المـرأة الـوحيدة التيّ أحببتهـا ، فـلورا أتستمعين ؟ أنـا أتـحدث عنكّ ..
نـزلتّ دموعها دون إدراك منهـاّ هي تنـظر إليه عـاجزة عن التعبير قبل أن تـبدأ البكاء فوضعت يدها على فمهـاّ و هي تـهز رأسها نفـياّ لكي يضحك ويليام
بـخفة قد كانت وجنتيه محمرتينّ من الإحراجّ فـعـاد يتحدث مـجدداّ بـنبرته الـمـرحةّ
ـ أيتـها الحمـقاء أنـا أحبـكّ ..
لمـا قـال هـذا عـلا تصفيق الجـمهور قد وقف البعض بكل حـماس تشجيعـا له صـارخينّ بأن يتـرد عليه المـرأة بالإيجـابّ بينـماّ ازداد احـراج ويليام أكثرّ لكي
يحك جبينه بتـوتر لم يـدرك أبدا كيف تـفوه بتلكّ الكلمات فيّ حين وقف المـذيعّ مصفقا له مهنئا له لما استـدار ويليام نـاحية فـلوراّ وجدها تـقفّ في مكانها
عينيها مفتوحتين على وسعهما من شدة الصـدمة لما بادرها هو بابتسامة لطيـفة للغايــةّ لهــا و من أجلها هي فقط
ـ هل هنـاك شيء آخر تـريد أن تضـيفه ؟
هـز ويليام رأسه نفيا بضحكةّ مـحرجة خفيفةّ لكي يـكمل المقـابلةّ من بعد ذلك بـنوع من التوتر و الإرتباكّ إذ لم يكـن ليعتقد أبـدا أنه سوف يعتـرف بحبه لها
أمام العـالم بأسره هـذا منافي لتصرفاته بينما بقيت فـلورا جـالسة في مقعـدها بصدمةّ غير مستوعبة ما رأته أو ما سمعتـهّ أذنيها حتى الآن ..
لقد قـالت لها سيدة فرانسيس أنها لن تحصل أبدا على حبيب بتصرفاتها الـرعناء هـذّه زمت شفتيها بتوتر لمـا انتـهت المقابلة و قد بدأ الحـضور بالـمغادرة
اتجـاه الحراس طالبين منهم فـرصة لتحدث مع ويليام لما وقفت هي فجـأةّ نـظرت نـحوه قد كان يتحدث بلطف مـع المذيع حول الحصة عندما انتقل إلى مسامعهما
صوت ضجيج قد كان الحراس يطاردون فلورا التي تـركضّ إليه ..
ضحك بـخفة و قد أمال رأسه قليلاّ لكي يـفتح ذراعيه على وسعهما فـقفزت فلورا إليه تـضمه بكل قوةّ بينما لف هوّ يده اليمنى حول خصرها بينما حاول أن
يوازن جسديهما بإستناده على الـكرسي الذي خلفه ، تـحدثت بنبرة مرتبـكةّ عـاليةّ و محرجة
ـ أيهـا الوغد .. إنها جملتي أنا
ابتسـم بكل حنان و هو يحيط خصرها بذراعه الأخرى بينـما علا تصفيق المـذيعّ مذهولا بما يحدثّ إذ لم يصدق كون الفتاة التي يتحدث عنها ويليام كـانت
هنا أمام عينيه طـوال هذا الوقتّ فابتسم هو الآخر بـنوع من الفـخرّ قـائلا بـكلّ حماس و هو يقترب منهما
ـ لا أصدق أن حصتي قد عادت بالنفع عليكمـاّ ، ويليام أنت تـدين لي بعشاء ..

/

تأففت بكـل قوة و هي تـنظر إلى سـاعتها مـجدداّ ما الذي جـعله يتأخر هكذا ؟ نـظرتّ إلى سروال الجينز القصير الذيّ تـرتديه قد كان وردي أيضاّ قميصـا
أبيض اللون فوقه و معـطف مـعّ وشاح خصلات شعرها الأشقر مـرفوعةّ للأعلى على شكلّ ذيل حصـانّ تتكئ على سيـارتها بـقلةّ صبر واضحـةّ ، يستحسن
به أن لا يتـخلى عنها الآنّ ..
كانتّ تتمتم بـشتائم عديدةّ إذ أن ماري لا تجيب على اتصـالاتهاّ لقد رغبت منها أن تـأتي معها للموعد لعلّ فـرانسوا يحضـرّ بحضور سيدته تـبا كان عليها
التـخطيطّ للأمر مسبقاّ تنهدت بقلة حيلةّ لقد مرت ساعة و هي تنتـظرّه إلى متى ؟ ما كان يجب عليه أن يوافق في البـدايةّ حسنا هو لم يوافق بل هي أجبرته
لكن على الأقل كان ليخبرها بأنه لن يأتي .. بالطبع هو قال لن يأتي لكنّ اعتقدت لو أنها أثبتت له تصميمها فسوف يحضرّ ..
تنهدت قد استسلمت أخيراّ يبدوا أن فـرانسواّ عـنيدّ حالما استـدارت لكي تصـعدّ إلى سيارتهاّ لمحت قدومّ سيـارات عـديدة من بـعد كـأنه موكبّ مـا قطبت
حاجبيهاّ باستغراب لمـا تـوقفتّ كل تـلك السيارات السوداء المظللة خلف سيارتها تمـاماّ حينها اتسعت ابتسـامتها لا إرادياّ أيعقل أنه أتـى ؟ لكن سرعان ما
خيبت أمالهاّ لما لمحت القـادمّ لم يكن أحدا سوى أخيها نفـسه مرتديا بذلة مبهرجةّ رماديةّ و ساعة مكلفةّ لم تـقلّ شيئاّ يكفي أن تبوء كل خططها بالفشلّ
لتجعلها تصمتّ بينما تـوقف هو أمامها قـائلاّ بنبرة بـاردةّ هـادئةّ
ـ كلير أريد الـتحدث معك قـليلاّ ..
رمقـته بنـظراتّ غـاضبة و تجـاهلته لن تنسى أبدا خيانتـه لهّا طرق التي اتبعهاّ لتحقيق غـايتهّ فـهزت رأسها نفـياّ ابتسـم آرثر بـسخريةّ شديدة و تـقدم منها
أكثـرّ أمسكها من ذراعهاّ قـائلاّ بّحدة
ـ أنا لم أطلب أذنكّ هيا تعالي معيّ ..
لم تـرد أبدا أن تستجيب له فـنزعت معصمها من يده بكل قـوة و هي ترمقـه بحدة لا تصدق أبدا أنه تـخلى عنها و تـرك عائلتهما لكي ينـظم لديميتري ينفذ
كلماته بجميع حروفها لم يكفي ذلك فقطّ بل حتى أنه أراد منها و من والديهما أن يكونا معه في هذه الـحرب الخـطيرةّ كأنه لا يعلم ما مخاطر التي تنتجّ من
الانقياد خلف ديميتري ، تـحدثت بـعصبية
ـ لست أنا من يتـم سحبها آرثر و لعلك من بين الجميـع تـدرك هذا ، ابتعد عني ..
أمسك كف يده بـهدوء ينـظر إليها بكل جـدية و عصبية أيضا لم يكن ليصدق أبدا أن أخته سوف تصبح في يوم ما صديـقه لماري لا بل حتى أنها قامت
بحمايتها برفقة ذلك الـرجل ، زم شفتيه بـغضب شديدّ لا يريد أن يـقدم على أي تصرف متهور خصوصا و أنهمـا في شارع عـام على أنظار الكل ، تـحدث
حينها من بين أسنانه قـائلا بحدة
ـ من يـجدر به الابتعـاد عنك هو ذلك الـحقير فرانسوا .. أنت تـدركين من هو أليس كذلك ؟ اليد اليمنى لذلك الشيـطان إنـه
حالما قـال ذلكّ تغيرت ملامحها لكي تدل على الـضجر فاستدارت مبـتعدة عنه رائع الآن يريد أن يتحكم بالرجل الذي تريد أن تواعده كم يمكن لحياتها أن
تغدوا أجمل من هذا ؟ فتحت بـاب سيارتها مستعدة للغادرة غير آبهة بصراخ آرثر من خلفها ثم جلست خلف المقود أخرجت رأسها من النافذة وقالت له
بنبرة بـاردة و متهكمـة جعلت أعصابه تثور غضبا
ـ أنا أفـعل ما أريد وقتمـا أريد و سأواعد من أريد لذا سحقا لك
بـعد ذلك انـطلقت مسرعة غير آبهة به إنها تعلم جيدا أنه لا يستطيع فعل أي شيء خصوصا و أنهما في شارع عـام ضاج بالنـاس و أنها قبل كل شيء
تبقى أختـه الصغرى بينما زفـر هو بكل حدةّ غاضبا يود لو أن بإمكانه تمزيق فرانسوا إربا لكن يعلم جيدا أن الوصول للأخير لن يكون سهلا على الإطلاق
ففي النهاية بسببه قتـل جونسون كمـا يدرك أن ماري لم تعد بالخصم السهل الذي كانت عليه سابقا لقد تغيرت و الكل لاحظ تغيرها ليضع كونها محمـية من
قبل ديميتري نفـسه تمتم بشتيمة و هو يعود أدراجه إن لم يستطع استهدافها هي فسوف يحرص على أن تسقط فلورا ..

/

في تـلك القـاعة الواسـعة التي احتوت على طاولة كبيرة مستطيـلة ذات زجاج مرفه بها عدة كراسي جلس عليها مـختلف الـرجال و النـساء ذوي السلطةّ
من بينهم نـايت مرتديا بذلة عمله السوداء تاركا ياقة عنقه مفـتوحة بينما خصلات شعره قد انسدلت على جبينه بكل عشوائية في حين عينيه الداكنتين
تراقبـان الشاشة تحديدا ذلك المنتج الذي يعرض حاليا من قبل أحد الموظفين تثاءب بكسل و هو يضغط على زر القلم بنوع من الـضجر عـاد ينظر إلى
الأوراق التي وضعت أمامه قد كانت كلها بيانات حول المنتجّ كيفية صنـعه على ماذا يحتوي و الكلـفة أيضا الفائدةّ ..
لما لمح من طرف عينه فـرانسوا يدخل إلى القاعة بصمت محاولا أن لا يجذب الانتباه إليه وقف أمام المخرج يـنظر نحو سيـده بهدوء لما قطب نايت حاجبيه
مستغـربا نـزع نظارتيه الطبيتين ثمّ ابعد الكرسي للخلف لكي يقف بكل برود لما استدار نحو الموظف الذي كان يتحدث عن المنتج فـأشار له نايت بأن يكمل
كلامه لكي يـتجه هو بخطوات كسولة نحو فـرانسوا الذي حالما وصل قـال بنبرة هامسة
ـ سيدي هنـاك اتصـالات عديدة من قبل سوزي تـطلب فيها حضورك العاجل إلى القصر ، أتريد مني الذهاب لكي أقتص الوضع ؟
تمتم نايت بشيء مـا قد كانت أنظار الموظفين عليه إذ بدوا مرتبكين للغـايةّ فتـقدم نحو مقعده أخذ الملف وضعه أسفل ذراعه بجـانب سترته ثم استـدار مغادرا
حالما رآه فرانسوا ضرب جبهته بندم لأنه أخبره لكي يتجه هوا معتـذرا من الموظف قـائلا أن نايت سوف ينظر في القضية بتمعن أكثر و أنهم سوف يعيدون
الاتصـال بهم حـالما يتم دراسة الوضع من قبله ..
لم ينل تصرفـه إعجاب الكل خصوصا أنه لم يبدي اهتماما بالمنتج منذ البداية لكن و بالرغم من ذلك لم يعترض أحد على أفعاله فالجميـع يعلم أن هـذا الـرجل
شيطان الاقتصاد نفسه ،
حالمـا وطأت قدميه خارج القـاعة تنهد بإرهـاق و هو ينزع سترته لكي يمسكها فرانسوا مسرعا نـظر نحو بقلق و قبل أن يتكلم أشـار له نايت بأن لا يتفوه
بأي كلمةّ ، إذ يبدوا أنه لم يستعد عافيتـه بعد حيث قال لهم الطبيب بـأنه يتوجب عليه الابتعاد عن العـمل قدر الإمكان لا أن يعود للعمل في أقرب فرصة ممكنة ،
سـار فـرانسوا بجانبه و خـلفهما عـدة رجال إلى غاية وصولهم لموقف السيارات اتجـهوا إلى سيارة سوداء مظللـة و صعد نـايت للخلف حالما فعل استند
على بـاب السيارة قد بدى وجهه شاحبا للغايـةّ ، عندها قطب فرانسوا حاجبيه قـائلا بـتوبيخ
ـ سيدي أنت لم تتنـاول الفطور الصباح و لا العـشاء البارحة كمـا أن الساعة تشير إلى الثانية عشر لم تتغذى أيضا ألم يحذرك الطبيب من إهمال صحتك ؟
همهم نـايت بشيء ما قد طلب من فرانسوا أن يلتزم الصمتّ لكي يفعل الأخير ذلك ملبيا طلبه بقلة حيلة بعد ذلك أخرج هاتفه من جيب معـطفه نـظر نحو
الاتصـالات الواردة من قبل كلير قد بدى عليه التردد و التـوتر لا يصدق أنها ستـنتظره طوال هـذه المدة من أجل موعد هو لم يوافق عليه حتى ، ألا تـدرك
حجم العـمل الذي بحوزته ؟ إنه بالكاد يستطيع أن يتناول وجبة غذاء بسلام دون أن يضطر للإجابة بإستمرار على الهاتف و التكفل بكل شيء فـكيف له
الذهاب في موعد ؟
فجـأة رن هاتفه بين يديه لكي يظهر على الشاشة اسم كلير قطب حاجبيه و كاد أن يغلق السماعة لما أخذه نايت منـه بسرعـة جعلته يجفل مرتبكا لما نـظر
نايت نحو الشـاشة بعد ذلك ابتسم بـخفة و دفعه مجددا نحو فرانسوا قـائلا بـنبرة مستمتعة
ـ هيـا أجب ..
نـظر إليه فرانسوا بـدهشة ما الذي يجيب عليه بينما أخذ نايت فنجان القهوة الذي وضع خصيصا له ثم ارتشف القليل و هو يراقبه بتلاعب حينها بلع
فرانسوا ريقه متوترا و حاول الاعتراض لكن لم يجد الكلمات المناسبة كيف له أن يرفض أي طلب لسيده فوجد أنامله تتحرك تلقائيا لكي يجيب بنبرة حاول
فيها قدر الإمكان أن يكون هادئا غير متوتر
ـ مـرحبا كلير ..
لما قال ذلك ابتسم نايت بـكل مكر فكاد أن يسقط الهاتف من بين يديه و إزداد توتره درجات بينما و في الجهة الأخرى من السماعة حيثما كانت كلير تجلس
خلف المقود ذات ملامح غاضبة للغاية كادت أن تصيح في وجهه لولا أنها توقفت في آخر لحظة لكي ترسم على شفتيها بسمة رقيقة قائلة بنبرة لطيفة
ـ أهلا فـرانسوا ، لقد اتصـلت لأذكرك بأن موعدنا على الحادية عشر تماما أي قبل سـاعة و نصف و قد تأخرت كثيرا فهل حدث مكروه ما ؟ أو دعني أقل
يستحسن أن يكون قد حدث مكروه لك لكي تخلف بوعدك
تنهد بقلة حيلة تـبا لم يكن عليه أن يرفع السماعة في بادئ الأمر يكفي ما لديه من مشاكل و كلير حاليا تشكل له أكبر لغـز مصيبة ربما إن صح القول
في حيـاته إذ أنه لم يستطع أبدا أن يفهمها لذا أجابها بنبرة منـزعجة
ـ لكن ما الذي تقولينه ؟ لقد أخبرتك سابقا أنني لن أستطيع الـحضور كمـا أنه لا يجدر بك أن تقرري حضوري من عدمه و لست أنا من وعدك بالمجيء..
أحكمت القبض على هاتف و كادت أن ترميه من النافذة لكنها تراجعت أخذت تتنفس بصوت عالي كان الأمر واضحا بالنسبة لكل من فرانسوا و نايت أنها
تحاول تمالك أعصابها و أن لا تقول شيئا تندم عليه ، قطبت حاجبيها بعصبية و تـحدثت بلطف
ـ لا بأس فـأنا لم أنتظرك على أية حال .. هناك اتصـال آخر يجب علي الإجابة عليه لذا وداعا
ارتـبك فـرانسوا قد أدرك أنه لم يكن عليه منذ البداية أن يقول ذلك لها فحك جبينه بقلة حيلة لما تنهد نايت بضجر ثـم أخذ الهاتف من بين يديه كي يتحدث
بنبرة بـاردة هادئة و مبحـوحةّ
ـ كـلير غلوري ..
لما قـال اسمها شحبت ملامحها بأكمله و ارتجفت أطرافهاّ أكان ذلك صوت نايت تواّ ؟ كم بدى جذابا لكن هذا ليس مهما ما الذي يريده منها هو السـؤال هنا ،
توترت لم تـدري كيف ترد عليه في حين أكمل نايت كلامـه بنبرته المبحـوحة
ـ أين أنت ؟
أصدرت آهة تدل على استغـرابها كذلك فعل فـرانسوا كان يريد أن يأخذ الهاتف من نايت لكنه لم يملك الجرأة لذلك بينما تمتمت كلير بموقعها دون أن تدرك
سبب خلف ذلك حينـما رفع نايت يده لكي يتوقف السائق فتح باب السيـارة و أشار لفرانسوا قائلا ببرود
ـ إنزل .. سوف يأتي إليك الآن
تلعثم فـرانسوا بدهشة لما دفـعه نايت خـارجا مغـلقا الباب خلفه ثم فـتح النافذة رمى له هاتـفه مبتسما بكل بـرود حينما إزداد ارتباك فرانـسوا أكثر بينما
نـظر إليه نايت بـهدوء قائلا ببحة خفيفة
ـ أمنـحك إجازة لمنتصف اليوم
عـاد هاتف فـرانسوا يرن فنـظر نحوه بتردد قبل أن تتـجه أنظاره نحو سيده المبتسـم بتهكم الذي بعد ذلك أمر السائق بالمغادرة تاركين إياه خلفهم ،
رمش عدة مرات غير مستوعب ما حدث توا منذ متى و هو يتلقى أي إجازة ؟ تمتم بشيء ما معـربا عن شدة إحراجه ثم رفـع يده لكي يوقف تـاكسي ..

آنتهـىّ ~
__________________
  #89  
قديم 12-28-2015, 05:52 PM
oud
 
الجزء الـ 50 ~
~ أحـداث لم تـروى بـعد ~

الظلاّم يكسوّ قلبيّ قدّ صارّ له وشاحاّ هـذاّ الألمّ يّثقل كاهليّ كّأنه غدي جبّلا فهلّ منّ حلّ ينجينيّ إياهّ ؟ هل من شـخص ينـاديني ينسيني إيـّاه ؟
لا أستـطيع الـعيش و تلك القـيود تـلتف حول رقبتي ذراعي و قـدمايّ كـأنها تعيقني عن الحـركة و شيئا فشيئـا هي تسلب قدرتي على العيش
كـذا عـيناي قد اعتـادتا على الظـلمةّ أفـلنّ أجد النـور أبدا ؟ أنفـاسي تـأخذ بعيدا فـصار كل نـفس أستنشقه كـأنه سم يساهم في موتي أكثـر
و أكثر ..
فتحـت عينيها على وسعهما بفزع لم تستطع إخفـائه وجهها شـاحب للغـاية و يديها ترتجفان بشدةّ نـظرت من حولها كان الظـلام بأكمله تمتمت
هامسة منـاديةّ لكن صوتها المبـحوح لم يساعدها فـبقيت في مكانها تـراقب ما يحدث من حولها بأعين صـامتةّ لما رأت شخصا يقف على مقـربة
منهّا قطبت حاجبيها باستغراب لقد كان الشخص رجلا بكل تأكيد معطيا إياها ظهره و يحمل بين أنامله الطويلة سيجارة ..
ـ نـايت ؟
لقد كان الـرجل الأول الذي يخطر في بـالها فلم يـكن هناك أحد أبدا يشغل ذهنها عـاداهّ لكن من استـدار ليواجهها لم يـكن هو بـل آخر شخص توقـعته
حالما وقعت عينيها على جوناثان والدها وجـهه لا يظهر من الظلمةّ يستنشق سيجار بـكثافةّ و بحـركةّ متمرسة فـتلاشت الكلمـاتّ من بين شفتيها
لم تعد قادرة على الكـلامّ ..
تـقدم نـحوها بخـطواتّ بطيئة للغـايةّ فإزداد رعبها حـاولت أن تـعود للخلف لكنها لم تستطـعّ قدميها لم تسعفاها جسدها كـذلكّ كـأنها لا تـملك القدرة
على الـسيرّ النـطق أو حتى الإحساس بشيء فأغلقت عينيها بـسكونّ حينما وضع يده على رأسها شهقت بـقوة و قد سارت بـرودّة جسده إلى كل
أطرافهاّ كـأنها توقظـها فتحت عينيها العسليتين لتقعا على وجه جونـاثان تـحدث بـنبرة هادئةّ
ـ كلنا نخـطأ فنحن البشر لسنـا معـصومين عن الخطـأ و أنت فـعلت ما فـعلت و تفعلين ما سوف تـفعلينه لأنك تريدين حماية من تـحبين ، لذا أرجوك
لا تـقس على نفسك أكثر مـاري ..
نـظرت إليه بدهشـةّ قبل أن تخفض رأسها غير قـادرة على رفعهّ و هي تهزه بقوة بينما جسدها يرتجف بقـوة لكي تـزداد الـظلمة من حولهاّ حينما
انتـقل إلى مسامعها وسطّ ازدحام أفكارها صوت جوناثانّ المبحوح قد كان يكـحّ بقـوةّ بينما يتلاشى ملمس يده على رأسها شيئا فـشيئا
ـ مـاري .. استيـقظي ، واجهي مخـاوفك يـا ابنتي
حـالما قـال ذلكّ وضعت يديها على رأسها بـذعر أكبـر و هي تـصرخ بـكلمة واحدةّ فقطّ ألا و هي لا.. كانت تـصيح بـقوةّ رافـضةّ أي كان ما قـاله لها
جوناثانّ آنذاك حينمـا شعرت بيدينّ تلتفـانّ حولها يهزان كتفيها فتحت عينيهاّ لم تـرى سوى الظـلام لا شيء آخر بينما أخذت دموعها منحاها الدائمّ
و هي تصيح بنبرة مبحـوحةّ هازة رأسها نفـياّ لما انتقل إلى مسامعها صـوتـّه الحـاد الـعصبيّ
ـ بحق السـماء استيقظي .. مـاري أتسمعينني ؟
شهقت بـقوةّ و فتحت عينيها على وسعهما هـذّه المرةّ لكي تـراه أمامهـا الشخص الوحيد الذي كانت تبحث عنه في كل ذلك الظلام و لم تـجد آثـرا له
زمت شفتيها تمنـعّ صوت بكائها ملامحـهّ القلقة نظرات عينيـه الداكنةّ الـحادةّ و شفتيـه ذوات ابتسـامتهّ المتهكمة الدائمةّ التي اختفتّ عن مرمى رؤيتها
الآن ، بقيا على وضعيتهما ممسكا بكتفيها و هو ينـظرّ نحوها بينمـاّ كانت هي صـامتةّ لما قطعت هذا السكونّ بـنبرة صـوتها المبـحوحة
ـ أجـل أسمعك ..
يبدوا أنه لم يصدقها إذ لم تختفي قبضته من على كتفـيها و لا وجوده من أمامـها حاولت الابتسام وّ الكلام لكن لم تستـطع فـنـظرت إلى رقـاص السـاعةّ
قد كان يشير إلى الـرابـعة مساءاّ لم تدرك متى تماما استغـرقت في النـومّ أو حتى متـى وصلت إلى القصـرّ و من الذي جلبها إلى غـرفتها كـأنها فقدت
ذاكرتهـا أيـعقل أنه قد أغشي عليها ربمـاّ لكن منذ متى و لما ؟ نـظرت إلى نـايت كان مرتديا بذلته السوداءّ بلا ربطـة عنق خصـلات شعره الأسود مبـللةّ
إثر الـمطر ربما ؟ لابد أنه قد أتى توا من العملّ همهمت بـدهشة
ـ مـا الذي حـدث ؟
تنهـد حينها بـراحة كـأن هما كبيرا قد انزاح عنّ صدره فدفعها للأسفلّ بـرفق نوعا ما حينما استغربت منه ماري ذلكّ لم تدر ما الذي يريده فحاولت
أن تـجلس لكنه أعـادها بدفعة للخلفّ مستلقيةّ جذب الغطاءّ لصدرها لكي يصبحّ وجهه قـريباّ للغـايةّ منها .. تـحدث بنبرة مبـحوحةّ باردة
ـ لقد عـثرّت عليك سوزي مغمى عليك .. بـحق السماء ما الذي كنت تفـعلينه في الحديقة ؟
اتسعت عينيها بـدهشةّ فعـادتّ تحاول الـجلوسّ لولا أنه شد الإحكام على كتفيهاّ حينما لمحتّ سوزي تـقف على مبعدةّ عنهما بـرفقتها أليكساندر و
كـايل أيضا ، مـا الذي كانت تفعله في الحديقة ؟ لكن آخر ما تتـذكره هوّ عودتها من زيارة قبر والدهاّ كانت أفكارها بـأكملها مشـوشةّ لم تعي تماما ما
تفعله حينهاّ لكنّ تـدرك أنها قررت العودةّ للقصر إذن كيف أغشي عليها ؟ ضـربت جبينها فجـأة و هي تبتسمّ بخفة قـائلة بضحكـةّ
ـ أصبت بالصداعّ من الـبردّ و لا أدرك ما حدث بـعدهاّ ..
أنهت كلامها بـضحكةّ خفيفة للغـايةّ غـيرّ أن توقفتّ لما شعرتّ بالضغطّ الهائل الذيّ يـوجهه نايتّ نحوهاّ قد كانت عينيهّ تـراقبانهاّ بـحدةّ واضحـةّ ذاتّ
داكنتينّ شديدتاّ الـنقدّ و الـترقبّ لطالما أجاد قـراءة ما خـلفّ كلمـاتهاّ و النـظرّ جيداّ إلى ما يحتويه ذهنهاّ دوما ما يـعلمّ كـذبتهاّ فـحاولت أن تتـجنبه حينما
اقترب منهما كـايلّ قد وضع يده على كتف نايتّ كـأنه يطلب منه أن يخففّ حدةّ تصرفاتهّ لكي يستجيبّ الأخير لطلبّه على غير العـادةّ فتحدث كـايل بإبتسامة
ـ مـاري لن تصدقي ما فاتكّ توا ، نـايت أنت كذلك لم تـرىّ ما حدثّ .. سـوزي هلا شغـلت التلفاز لهما ؟ الـخبر عـاجلّ جدا
لما قـالّ ذلك تـقدمت سوزي من شـاشة التلفاز و شغـلتها لكي تـضعه على تسجيلّ مسبق لأحد الـبرامجّ كان أليكساندر يشاهدهاّ لم تستطع إخفـاء تلك
الابتسامة من شفتيهاّ من الجيد أن كايل قد تـدخلّ الآن و إلا لكان قد حدث شجـار بينهما مجدداّ مـاري أخبرتهـاّ حذرتها من أن يعلم نايت بـمكانهاّ بينما
طلبّ نايت من جهة أخرى تشديدّ الـحراسة على ماري نـظراّ لما حدثّ ،
ـ سوف تدهشان بكل تـأكيدّ
تحدث أليكساندر بـحماسّ كبير و هو يقترب من سرير ماري لكي قفز عليه جالسا بجانبهما بينما اعتدلت مـاري في جلستها مسندة ظهرها على وسادةّ
واسـعةّ و لم تغادرها نـظرات الفضولّ و الاستغراب إذ أن الكل يبتسمّ عداهماّ حينما وقع نـظرها علىّ مقـابلة التي حدثتّ كان الضيف الرئيسي فيهاّ هو
ويليام نفســهّ كما أنه لمحت من بين الجـمهـورّ فـلوراّ جالسةّ حينها صفقت ماري بحماسّ و هي تقترب أكثرّ قــائلة
ـ يـا إلهي إنها مقـابلةّ لويليام ..
رمقها نايت بـطرفّ عينه ببرودّ ثم تنهدّ بقلة حيلة متـابعا ما يحدثّ أي كان الأمرّ فإنه لا يستحق كل هذا الـهرجّ حينما وقعت أنـظاره علىّ وليام صديقـه
قد أحرجّ لأول مرةّ فيّ مقـابلة مباشرةّ اتسعت عينيهّ بدهشـةّ واضحةّ لما سمـعّ أيضا اعـترافّ ويليام للعـالم بأكمله لا لفـلوراّ بل للعـالم جميعا بحـبه لهاّ ،
شهقت ماري بـدهشة و قد توردت وجنتيها خـجلاّ .. لما عـلاّ صوت ويليام فيّ أرجاءّ الغـرفةّ بنبرته اللـطيفةّ الـمحبةّ و الموجهةّ خصيصاّ لفلورا
ـ المـرأة الـوحيدة التيّ أحببتهـا ، فـلورا أتستمعين ؟ أنـا أتـحدث عنكّ ..
نـزلتّ دموعها دون إدراك منهـاّ هي تنـظر إليه عـاجزة عن التعبير قبل أن تـبدأ البكاء فوضعت يدها على فمهـاّ و هي تـهز رأسها نفـياّ لكي يضحك ويليام
بـخفة قد كانت وجنتيه محمرتينّ من الإحراجّ فـعـاد يتحدث مـجدداّ بـنبرته الـمـرحةّ
ـ أيتـها الحمـقاء أنـا أحبـكّ ..
لمـا قـال هـذا عـلا تصفيق الجـمهور قد وقف البعض بكل حـماس تشجيعـا له صـارخينّ بأن يتـرد عليه المـرأة بالإيجـابّ بينـماّ ازداد احـراج ويليام أكثرّ
لكي يحك جبينه بتـوتر ، شهـقتّ ماري للمرةّ الثانيةّ قد احمر وجهها كلياّ كساها الخجلّ بالطبعّ اعـترافّ رومانسي كهذا حلم كل فتاةّ و فارسّ مثل ويليامّ
يا لها من مقـابلةّ صـاحتّ ماري بـحماس و هي تقفّ على قدميها
ـ أنـا أحب كلاكمـاّ أيها الأحمـقين ..
ضحكـت بفرحـة عارمةّ و هي تـهز كتفي نايت بدون وعي منها بينما اكتفى الأخير فقط بالنـظر نحو الشاشة غـير مصدق لم رأته عيناه شحب وجـهه
كليا كعادته كلما تلقى أمر يصدمه و اتسعت عينيه بدهشـة واضحـةّ فـلورا و ويليام يـا لهما من مزيج غـريبّ لكن الأغرب كيف له أن لا يلاحظ مشـاعر
صديقه المقـرب الوحيد ؟ قطب حاجبيه مفكـراّ أجل طبـعا كان يسـأله بكثرة عن أحوال فلورا و أخبارها كما أنه يمنعها من التصرف بتهور لكنّ .. بقيت
ماري تهـزه بـحماس غير طبيعي في حين اكتفى هو فقط بتقطيب حاجبيه قد كان كلاهما ينـظران نحو الشـاشةّ ،
ـ مـاذا ؟ ..
استـدار نايت نـحو ماري و كذلك فعلت هي مبتسـمة بـسعادة بالغة بينما بقيت تعبير وجهه نفسها هـادئةّ بـاردةّ أيضا مسـتغربا سرعان ما تنهد بـقلة حيلة
فـرفعت ماري أناملها و جذبت وجنتيه في اتجاهين مختـلفين مجبرة إياه على الابتسام قطب حاجبيـه بينما تحدثت هي بـضحكة
ـ أنــا أحبك أيضا ..
اتسـعت عينيه بـدهشةّ شـحب وجهه كليا لكي تزداد ضحكات ماريّ الرنانة فيّ الغـرفة و هي تقف مستمتعـةّ احتـضنت أليكساندر و جذبته لصدرها أكثرّ
قبل أن يقف كلاهما اتجـهت نحو سوزي محتضنة إيـاها بسعادةّ فبادرتها سوزي الحضن مبـتسمةّ كذلك فـعل كايلّ قد ردد هو الآخر بكل مرح و هو يّضم
ماري نحـوه
ـ أنـا أحبـكّ أنـت فقط ..
قـطب نايت حاجبيه مستنكـرا ما يحدثّ فهاهي سوزي تـدورّ في الأرجاء بـرفقة أليكساندر و كـايل ماري يحتضنان بعضهما البعضّ مرددين كم سيكونّ
الـزفاف رائـعاّ هل رأى ما رأوه ؟ أم أن البرنامج الذي شاهده مختـلف تماما ؟ ما حدث لهماّ كـفيروس سينتشر بـسرعةّ أكل هذا لأن ويليام اعتـرف بمشاعره
نحو فلورا ؟ تنهدّ بقليل من الـحيرةّ إذا عـلموا أن فرانسوا ذهب في موعد أسوف يفتعلون كل هذا الضجيجّ مجددا ؟ تـمتم بـنبرةّ مبـحوحـةّ
ـ تـوقفوا ..
لم يستمـعّ أحد له بل هاهي مـاريّ تـجذبه من يديه لكي يقف على قدمـيه مجبراّ قبلّ أن تضع ذراعها خلفّ ظهره و هـيّ تـدفعه مبتسـمةّ نحو الجميـعّ
وسط اعتـراضاته حينما أمسكّ أليكساندر يده اليسرى بينمـا ماريّ اليمنى قطب حاجبيه و عـاد يتحدث بنبرةّ حادةّ مبـحوحةّ
ـ أوقفوا هـذا فـوراّ..
جفـلتّ ماري إثـر نبرتـه الحادةّ كذلك فعل أليكساندر بينما تنهد كايل بـقلة حيلة و هو يشير لسوزي بـرأسه أن الأمر لن يمر على الخيـر لن يستطيعوا
تجنيبهما الشجار حتى لو أرادوا ذلك اكتفى كايل بهز كتفيه دون مقـدرة على فعل شيء و هو يـنسحب للخلف جاذبا سوزي معـهّ بينما رمقتهما ماريّ
بتوتر حينما استدار ناحيتهاّ فجـأة مبعدا خصلات شعره الأسود عنّ مرمى رؤيتهّ ، حينها بلعت ريقها مغـلقة عينيها منتـظرة منهّ تأنيبها علىّ عصيانها
لأوامره لكن ما حدث عـكسّ ذلك تـماما فقدّ تـنهد بّبحة قـائلا و هو يرفع حاجبه
ـ ليتصـل أحدكم بويليام أحتـاج لتأكد من سلامة عـقله ..
ضحكّ كايل بـخفةّ موافقا نايت فـقد كانت هذه هي ردة فعله الأولى حالما رأى اعتراف ويليام إذ أن فـلورا ليست غـريبةّ لكن يمكن القـول عنها مجنونـة
قليلاّ تتصرف بلا تـفكيرّ و تـتبع دوما قلبهاّ دون أن تـفكر في أية عـواقبّ عكس ويليام الهـادئّ المبتسـمّ إنهما مزيجان مختـلفان كلياّ تماما مثـل الثنائي
الذيّ أمـامه الآن .. رمـقتهّ ماري بـنظرةّ مستغـربةّ قبل أن تـقطب حاجبيهاّ و هي تتحدثّ بنبرةّ محذرة
ـ مـا الذي تـقصده ؟ فلـورا تنـاسبه إنهـا جميـلةّ لطـيفةّ و تهتم جيدا بمن حولها كمـاّ انها
قـاطعها نـايت و هو يستديرّ نحوها بـرفعة حـاجبّ أكثـر عـلوّا في حين زمتّ ماري شفتيهاّ باستياء واضح من مـوقفه إذ تـحدث بـنبرةّ بـاردةّ سـاخرةّ
و شديدةّ التـهكمّ
ـ هـل نحن نتـحدث عن نفس الشخصّ هنا ؟ فلورا التي أعـرفها إمرأة مختلفة تماما
شهقـتّ بدهـشةّ قبل أن تـرمقه بكلّ عـصبيـةّ في حين ابتسـم هوّ بتلاعب مدركاّ أنه ضربّ على الوتر الحساسّ لديها فقد كان مدركا أنهـا تـحاول جمع
كل من ويليام و فلورا معـاّ منذ البدايةّ لكن لم يعطيّ اهتمامها هذا أهميةّ إذ لم يكن يعـلم حينها بأن مشاعر صديقه ستتطور لتصل إلى هذه النقطـةّ المثيرةّ ،
فـكادت أن تـرده عليه بحدةّ لما اقترب منها كايل لكي يضع يده على شفتيهاّ مانعا إياها من الكلامّ قـائلاّ بنبرةّ لطـيفةّ
ـ الآنّ دعـونا لا نكن عدوانييـنّ هكذا و لنذهب لاحتـساء الشاي،
تـمتمت ماري بشيء ما فـأزاح كايل يده عنهـا و هو يلف ذراعيه حول كتفيهاّ كانـتّ حركته هذه عـفويةّ فقطّ إذ أنه اعتـاد على معـاملة ماري على هـذا
الأساس منـذّ تـلك الحـادثةّ التي أدت لتغيير حياتـهم بأكملها بينـما رمـقه نايت ببـرودّ حينمـا انخـفضّ كـايل نحوها ليهمس في أذنها بـنبرةّ هادئةّ جادة للغايةّ
ـ أحتـاج لأن أتحـدث إليك ..
نـظرت إليه مـاري لوهلة ترمش باستغراب قبل أن تـومئ إيجابا حينها تـركّها رافعا يديه في الأعلى ليتـجه نحـو سوزي مبتسـماّ بكل مرح فـاتحا يديه
لاحتـضانها لما تجنبته بكلّ خفـةّ مغـادرينّ الغـرفةّ ، عندمـا أغلق البـابّ خلفهمـاّ استـدار نايت نحو ماريّ التي كانت تـنظر نحوّ عقـارب السـاعةّ بقليل
منّ الاستنكارّ اقـترب منها ببرودّ قبل أن يسددّ ضربة خفيفةّ لرأسها جعلتها تتأوه ألما التفت نحوه فتحدث بنبرةّ هادئة
ـ أنت لا تخفين شيئـا عني أليس كذلك ؟
فتـحت عينيها بـصدمةّ من سـؤاله المفاجئ لما اقتـرب منها أكثـر لكي يـركز نـظراته الحـادةّ الداكنـة عليها ممـا زاد من تـوترهاّ فأشـاحت وجهها بعيـدا
و هي تهز رأسها نفـياّ بصمت بقي يـراقبها لـوهلة من الزمن قبل أن يفتح أزرار قـميصه العلويةّ ثم يضع يديه في جيب معـطفّه حـركته هذه جعلتها ترتبكّ
أكثر حينمـا تـحدث بـنبرة مبحـوحةّ
ـ إن كنـت تفعلين، فـأنت تعـلمين جيدا أنني سـأعلم ما تخفين ماري ..
شدت الإحكام على فستانـها الأبيض قد جذبت هذه الحركة انتباه كل من أليكساندر و نايت قد ازدادت حدةّ عـينيه ، فجـأة ضحكـتّ بخفة و هي تـحكّ وجنتها
بقليل من التوتر خائفة من أن تلقي عينيهاّ بـه قـائلة بابتسـامةّ لطيـفة
ـ لقد قلت أنني لا أفـعل .. نايت ما الذي أصـابك ؟
أمـال رأسه قـليلاّ ناحيتها إنها بكل تـأكيد تخفي شيئا لا ليس مجرد أمر واحدّ بل عـدة أشياء منـذ متى كانت هي تبقي أسرارا إذ أنها لم تنجح أبدا في إبقـاء
أمـر مخفي فتحّ شفتيه ليتحدث لكنـهّ التزم الصمت ارتجـاف جسدها شحوب وجههاّ و نـظراتها المرتبـكةّ فتقدمّ خطوةّ للأمام و هوّ يحركّ ذراعيه دلالة على
الضجـرّ قبل أن يرمي نـظرة أخيرة عليهاّ ثـمّ تـحدث بنبرةّ ظهرت فيها لا مبالاتـهّ
ـ إن كنـت تقولين ذلكّ ، سـأصدقك ..
زمـتّ شفتيهاّ محـاولة الحفاظ على رباطةّ جـأشها كـلماتّ نايت دوما ما تجـذبها إليه تـجعلها أسيرةّ له للأبـدّ نـظراته الـبـاردةّ المتـهكمةّ تـريد أن تـخبره
لكنّ لا تستطيـعّ أن تفعل ذلكّ هي لم تعد ماري القديمة بعد الآن لن تستند على أحـدّ ، تـحدثت بهدوء و هي تقترب منـه يسيران جنبا إلى جنـبّ
ـ لقد قـلتّ تـوا بأنك ستصدقني .. ظننتك لا تـثق بالنسـاء
تنهـد أليكساندر بقلة حيلة و هو يتبعهمـاّ ألا تـدرك أنها أكدت تـواّ لكلاهما بإخفـائها لأمور عـديدةّ لا شيء واحد بينـما استـدار نـايت نحوها ينـظر إليها
بهدوء فتوقفت هي أيضاّ بدهشة ابتسـمّ ببرود و هو يعـودّ لسير قـائلا بنـبرةّ مبحـوحةّ
ـ عـجيب أمرك فـعلا أو لست أنت من طلب مني تـصديقك سابقـا ؟
تـمتم بعد ذلك بكلمات يتذمر فيها من مـزاج النـساء تـاركا إياها خـلفه تعمها الـصدمةّ لقد بدى لها نايت مختلفـا كـأنه لم يعد نفسه أو ربما هي تهذي لأنه
من المستحيل أن يثق بها فهزت رأسها نفيا تطرد هذه الأفكـار بعد ذلك مدت يدها نحو أليكساندر لتمـسكه بـكلّ خفة قد رسمت على شفتيها ابتسامةّ لطيفة
كادت أن تتحدث حينما قال هو بـنبرة عالية قـليلاّ رامقا بطرف عينه ماري
ـ نـايت انتـظرنا ..


/
__________________
  #90  
قديم 12-28-2015, 05:52 PM
oud
 
نـظر إلى يده التي أمسكتهـا كلير بإحكـام قبل أن يجول بعينيه في المكـانّ بأسره كانا في حـديقة عـامةّ مشـهورة بذهاب الأزواج إليها تنهد بـقلة حيلةّ
مقطبا حاجبيه لم يكن يـعلم أنها ستسحبـه هناّ هذا الموقع يبدوا هـادئا مقارنة بما اعتقدها سوف تـذهب إليه كمدينة الملاهي مثـلاّ لكنها لم تفعل بل اكتفت
فقط بإمساكـهّ و التـحدث عن شتى الأمورّ مبتسمة بسعادةّ أشـارتّ فجـأة إلى سيـارة المثلجات و اتجهـتّ راكضـةّ نحوها تـطلب منه الانتظارّ
حـالما تـركتّه جلس على العـشبّ ينـظر من حوله لم يسبق له أن كان في مكان حيوي مثـلّ هذا فكل وجهاته تتمثـل في الاجتمـاعاتّ أو تلك الحـفلاتّ الراقيـةّ
المملة بنظره و بنـظر سيده ، ربـع قدميه بحركة عفويةّ ثـمّ أبـعد خصلات شعره عنّ وجهه رافعا إياها للأعلىّ قد ظهرت عينيه الزرقاوتين باهتتينّ جداّ ،
مـرتديا بـذلته الـرسميةّ الـسوداءّ تـركّ معـطفه على الأرضّ كذلك هاتفه و حـاسوبه ،
عـاد ينـظرّ إلى ذراعه هذه المـرةّ مقطبا حاجبيه بـعدمّ رضا منذ أن أصابه جونسون في كتـفه و قدمـهّ فقد الكـثير من الـوزنّ أو بالأحرى ضعفت عضلاته
لم يستعد صحتـه كليا بعدّ إذ أنه لم يعد يتمرن كثيـراّ لعدم توفر الوقتّ إلا أنه وزنه بالرقم من ذلك بقي مثـالياّ ، فجـأة انتقـل إلى مسامعه صوت كلير المرحّ
و هي تقـدم له مثلجاتّ
ـ تـفضل فرانسوا ..
تـمتم بـشكره و هو يـأخذها من بين يدهاّ إنه لا يحبذ الأشياء الحلوةّ لكن سيجربهاّ فقطّ ، تـناول الملعقةّ الأولى دون أن يقـولّ شيئا بينما جـلست كلير بجانبهّ
مبتسـمة عـادت تتحدثّ حول مشـاريعّ التي يتوجب عليها القـيامّ بهاّ ، أسرتهـاّ و كل شيءّ بقي هو ملتزما الصمت طوال هذه الفتـرةّ مستمعا إليهاّ يومئ في
بعض الأحيـان و يركز عينيه عليها بإهتـمام بالغّ هذه عـادتهّ فـلطالما كان مستمعاّ جيداّ ، تحدثت كلير بـنبرة ضـاحكةّ
ـ مـاذا عنك فـرانسوا هل لديك شيء تـريد قوله ؟ التحدث عنه ربما ؟
هـز رأسه نفيا و هوّ يمسك بـملعقته نـظر إليها بوجه شاحبّ لا يريد تـناول المزيدّ لكن مادامت أنها جلبت له ذلكّ فليس من اللائق الـرفضّ تنهد بقلةّ حيلة
و استدار لينظرّ إلى الزوجين اللذان يجلسان أمامهما قبل أن تتـحدث كليرّ فجـأة و هي تدفعه بخفة من كتفه
ـ هيـاّ .. ألا يمكنك الاسترخاء قليلا ؟
رمقـها بنـظراتّ باردةّ فتلعثمت كليرّ و هي تسرع في الاعتذار منـه لما عـاد يراقب النـاسّ من حوله بـلا مبالاة واضحة أخفضت رأسها للأسفـلّ عـابسة
تـعلم جيدا أنها في معظم الأحيان تلح في الطلبّ حتى تحصل على ما تريدّ لكن هذا ليس ما تـريده لا بل حتى ليس أقرب لما ترغب به ، كل ما تمنـته هو موعد
لطيف مع فـرانسواّ يتناولا المثلجاتّ و يتحدثا حول مواضيع عديدةّ دون التطرق إلى العـمل فهل ما تطلبه مستحيـل ؟ فتـحت شفتيها بتردد
ـ فـرانسوا أعـلم أن أول انطباع عني كان سيئا جدا أدرك هذاّ فـأنا لم أكن بالـشخص الجيد لكنّ إن أعطيتني فـرصةّ ثـانيةّ فـسوف أعمل على أن أصححّ
خطئي ،
لم تـرى تـجاوباّ منه بل اكتفى فقطّ بالنظر نحوهاّ دون أي إيماءة أو إشـارةّ فإزداد تـوترهاّ خوفهاّ و ذعرهاّ أميالاّ خـائفةّ من أن تـرفضّ هذا أكبرّ كابوس
لأي إمـرأةّ فأخفضتّ رأسهاّ لوهلة من الزمنّ قبلّ أن ترفعه مجددا لما هـذا صعبّ جدا ؟ أخذت نفسا عميقاّ ثم تـحدثتّ بنبرةّ صريحّة صادقةّ
ـ لما أصـيبت من قبل جونسون لا أعـلم لما لكن لم أردّ لك الموت حينهـا كـأن شيئا انتزع مني كمـا لو كأن قـلبيّ قطـع لأشلاء عـديدةّ أطلق عليّ غـبية
أو بلهاءّ لكن منذ أن وقعت عيناي عـليكّ و أنا واقـعةّ من أخمص قدمايّ إلى أعـلى رأسيّ فـيّ حبـ ..
قـاطعها لمّ وقفّ بكل هدوء ساحباّ معـطفه نـظرتّ إليه بدهشةّ ألن يدعها تكمل اعترافها على الأقل ؟ أهي لا تستحقّ حتى وقته ؟ كتمـتّ دموعها رافضةّ أن
تظهر بمظهر الفتـاةّ المثيرةّ لشفقةّ و هي تدير رأسها بـعيداّ لكن بالرغمّ من إرادتها فقدّ بدأت البكاءّ دونّ أي صوت لما تـحدثّ فـرانسوا بـنبرةّ هادئةّ جداّ
ـ أنـا لست بالـرجل اللطيف الذي تظنينه كمـا أنني لستّ بالـرجل المناسبّ لك ..
استـدارّ لينظر نحوها ثمّ استند على ركبته لكيّ يمسكّ بـوجنتيها بينّ يديه كان مبتسماّ و كم كانتّ ابتسامتـهّ لطيـفةّ ذاتّ عـاطفةّ وّ رقة لم يسبقّ لها أن رأتهاّ
لم يكن حبـاّ هذا ما رأته كليرّ فيه لقد اعتقدتّ أنه لم يحببهاّ و طوال هذه المدةّ كان يكرههاّ فضحكّ بخفةّ لأول مرةّ ثمّ تـحدثّ بنبرةّ مـرحةّ
ـ أنـا ممتنّ لك كلير .. بسببكّ استعدتّ رغبتي فيّ العيشّ مجدداّ لأنك أول شخص بكى من أجليّ لأنك أولّ من حزن لرحيليّ فـأنا ممتنّ لكنّ لا أستطيعّ أن
أمنحكّ السعادة التيّ تـرغبين فيهاّ ،
اتسعت عينيهاّ بصـدمةّ قبلّ أن تزم شفتيها محاولة أن لا تبكيّ يقـولّ أنه بسببهاّ استعاد رغـبته في العيشّ أنها أول من بكى لأجلّه و أول من حـزن لرحيله
فـلماذا يدفعها بعيداّ عنه ؟ هزت رأسهاّ نفياّ و هي تبكيّ بصوتّ عاليّ حينها رقتّ ملامحـهّ أكثرّ تـنهدّ قبل أن يتحدث مجدداّ بنبرةّ هادئةّ
ـ لتنسيّ ما حدث في بـاريس اعتـبريه مجردّ حلم فقطّ .. أنسي ما حدثّ كلير جدي شخصاّ أفضل بعيداّ عن كل هذّه الـحروبّ عيشيّ ، هلا فـعلت هذا من أجلي ؟
الآن عـلمتّ السببّ خـلفّ مجيئه لم يكنّ لأنه أرغم نفـسهّ لم يكنّ لأنه مجرد أمر من قبل نايتّ بلّ لإنهاء كل شيءّ لإنهاء مشاعرهاّ هي نحـوهّ ، يطلبّ منها
أن تنسىّ كل ما جرى ؟ كيفّ ذلك و هي من رأته يعاني أمـامها ؟ كان على مشـارفّ الموتّ يعانيّ كل ليلةّ من كوابيسّ تـطارده ألام جسدهّ و خـذلانه لسيده
يحـاولّ بجهد أن يشفى لا لأجل نفسه بل لوعد قـطعه على نايتّ ، يـضحي بحياتهّ مخلصّ لمهنته سيـده لا بل صديقـه إنه أكثرّ من مجرد سكرتير بسيطّ إنه
الـرجل الذي تـحبه هيّ لا أحد أفضل منه بين عينيهاّ و لن تـجد أحداّ فـكيفّ يطلب منها نسيان أول حب لها ؟ فقدتّ القـدرةّ على الكلامّ فتنهد فـرانسواّ بـقلةّ
حيلةّ و هو يجلسّ بجانبهاّ نـظرّ لسمـاءّ قبل أن يتحدث بنبرةّ شاردةّ
ـ نحـن رجـال غايتنا الانتقـامّ كلّ ما نسعى خلفـه هوّ الانتقامّ فقطّ ، أتحدث بمسدسيّ و أجادل بقبضتيّ لست أبالي بعدد الأرواح التي قتلتها ما دامتّ مجرد
عـثرةّ في طريقيّ .. بالرغم من هـذاّ أريد أن أقول لكّ أن ..
تـوقفّ عن الحديثّ عند هذهّ الكلمـةّ بالذاتّ قدّ أعـاد أنظاره نحوهاّ كانتّ تـحدق به بـكلّ دهشـةّ عـاجزةّ عن التعـبيرّ رجال غـايتهمّ الانتقـامّ هوّ و نايت تعـلمّ
هـذا مسبقا تـدركّ ما يفعلهّ هي لا تطلبّ منه أن يتوقف عن ذلكّ كل مـا تـريدّه هو البقـاء بجانبه الحصـولّ على ابتسـامتهّ فـكتمتّ أنفاسهاّ حينهاّ وقف مجدداّ
مد يده نحوهاّ قد عـادتّ ملامحه لما كانتّ عليه لكي يتحدثّ بنبرةّ هادئةّ
ـ هلا أعطيتني يدكّ آنسة كلير ؟
لم تـرد أن تمسكّ يده بلّ أنها وقفتّ لوحدها تـاركةّ يده الممدودةّ فـسحبهاّ للخلفّ حينما اقتربتّ منه كلير فجـأةّ على أطرافّ قدميها أمسكتّ بـوجههّ ثمّ قـبلته
على شفتيـهّ اتسعت عينيهّ بصـدمةّ أتجاهلت كل ما قـاله تـواّ ؟ كـأن كل الكلامّ الذيّ قاله ذهب أدراجّ الـرياحّ ، بـعدّ ذلك تـركته ابتعدتّ عنه عدةّ خطواتّ ثمّ
تـحدثت بنبرةّ قـويةّ و هي تشير عليهّ
ـ أنـا كلير سأجعـلكّ تـقع في حبـي لذا انتـظر و سترى ..
ضرب جبيـنه بـخفةّ متنهـداّ بقلةّ حيلةّ ألن ينفع أي شيء معهاّ ؟ فتحّ فمه لكي يتحدثّ فـعادتّ تـقترب منه نـظر إليهاّ بـإستغراب كاد أن يتحدثّ فوقفتّ على
طـرفّ قدميها بـنظرةّ تصميمّ واضحـةّ حينهاّ وضع يده على شفتيهاّ قـائلاّ بإنزعاجّ و إحراج في آن واحدّ
ـ حسنـا فهمتّ توقفيّ .. دعينـاّ نعود الآن
ابتسـمت بـخفةّ و هي تـحيطّ ذراعه بذراعهاّ متشابكينّ قطب حاجبيه منـزعجا أي إنهاء للأمور ؟ كأنها لم تسمع شيئاّ مما قـاله لكنّ ألقى نـظرّة خفيفة عليهاّ
ثم ابتسمّ بهدوء كاتما ضحكتـه هـذا الاعترافّ جعله يتـذكرّ ماري لسببّ ما كم بدت شبيهةّ بها فيّ هذّه اللحـظةّ لا عـجب في أنهما صديقتينّ ،
عـادتّ كلير تتحدثّ مجدداّ عنّ محاضراتهاّ بكلّ مرحّ قد عـلت وجنتيها حمرةّ طفيفةّ لن تـكذب على نفسها و تـقول أن كلمـاته هذّه لم تـؤثر عليهاّ لأنها فـعلتّ
تـدركّ الآن أن المسافةّ لقلبه طويلةّ و ليسّت سهلّة ، حينـماّ توقف فجـأة فـرانسوا عنّ السيرّ نـظر بطـرفّ عينه لأحد الاتجـاهاتّ قد تـغـيرت ملامحهّ بأكملهـا
استغـربت ما حدث له و كـادت أن تستدير لولا أنه أحكم القـبضّ على ذراعهاّ تـحدث بنبرةّ هادئة
ـ لا تلتفتيّ .. لنغـادر فقطّ
أومـأت كلير بالإيجاب مستغربةّ ما يحدث ثم اتجه كلاهما إلى سيارتها وضعتّ المفتاحّ مكانه مستعدةّ لتشغيلّ المحركّ حالما أغلقّ فرانسواّ البابّ خلفهاّ نظرت
إليه بدهشةّ فتحدثّ بهدوء و هو يلقي نظرةّ أخيرة عليهاّ
ـ سـأشتري عـلبة سجائر انتظري لحـظةّ ..
تلعثمت لكنها لم تجادله بل اكتفت فقطّ بانتظاره تماما كما طلب منها بينما اتجـه فرانسواّ بخطوات بطيّئة إلى إحدى المحلاتّ كانتّ المسافة بعيدةّ مقارنةّ
بموقعهماّ حـالما اقتـربّ كفايةّ استدارّ بسرعةّ لكيّ يمسكّ ذراع رجلّ ما لفها خلفّ ظهره بحركةّ سريعةّ جداّ جعلتّه يتـأوه ألماّ بينماّ نظر إليه فرانسواّ ببرود ،
تـحدثّ بنبرةّ باردةّ
ـ من أرسلك ؟ و مـا غـايتك ؟
لم يجبـه الرجلّ بل التـزمّ الصمتّ و هو يحاول تخليصّ نفسه بكلّ قوة حينهاّ ازدادت شدةّ قبضةّ فرانسواّ على ذراعـه لكيّ يتأوه بـألم قد كاد أن يكسرهاّ
بدون مبالاةّ فـتحدث فرانسواّ مجددا بنبرةّ هادئةّ
ـ لماذا تتبعنـا ؟
تـوتر الرجلّ أكثر فرمقه فرانسواّ بإستغـراب إذ بدى له عديم الخبـرةّ إن صح القولّ فـهو لم يخفيّ نفسه جيداّ كمـاّ أن مكان مراقبته لهما كان بارزاّ و لاّ يجيد
حماية نفسه أيضاّ هل هوّ جديدّ في هذا العمل ؟ أم أنه مجرد أحمق ؟ قطب فرانسوا حاجبيه حينما أجابه الرجل بتوتر
ـ أرجوك لا تـفعل ، أنا فقط أنفذ أوامره ..
كـاد فـرانسوا أن يسـأله عن هوية هـذا الغـامض بالرغم من أنه هويته كانت واضحـةّ له منذ البدايةّ إلا أن التـأكد واجب عليه قبل أن يقدم على فعل أي شيء
حينمـا لمح كلير قادمة نحوهما قد كانت تركــض مسرعة بدت قـلقة للغايةّ فـشتت انتباه فرانسوا لوهلةّ مما جعل قبضته تضعف قليلاّ فاستغل الرجل الفرصةّ
لكي يفـلت منـهّ راكضـا فقطبّ حاجبيه بإستنـكارّ ، لما انتقل إلى مسامعه صوت كلير القلقة
ـ فـرانسوا لماذا تـأخرت ؟ و لما كنت ممسكا بـذلكّ الرجل ؟ هل حدث شيء ما ؟
تنهـد بقلةّ حيلة أكان عليها القدومّ الآن ؟ فـهز رأسه نفيا على أسـألتها و هوّ يجعلها تستديرّ دافعا إياهّ بـخفة من ظهرها إلى الأمـامّ بينما استمرت أسـألتها
دون تـوقفّ لكي يضطر فرانسواّ لإجابتها بنبرةّ ضجرةّ
ـ كلـير اخرسي و دعينـا نغـادر فـأنا متعب ..
زمت شفتيها باستياء و نـظرتّ للخلفّ حيثما كان يقف فرانسوا و ذلك الرجلّ سابقا ثمّ عـادت تـشغل المحركّ في حين جـلسّ فرانسوا بجانبها رفـع هاتفه
بـهدوء بدأ العـمل لكي يزداد استياء كليرّ هـذّه المرةّ التـزمت الصمـتّ فعلا طـوالّ رحلتهما نحو قـصرّ لبيير ..

/

في ردهـة المنـزل كانت تـقف هي مرتديـة فستانا أسود قـصيرا مع حـذاء ذو كعب عاليّ قد تركت خصلات شعرها مسدولة على ظهرهـاّ بعفوية ملامحـهاّ
الـرقيقةّ و نـظراتّ عينيها الهـادئةّ عكسّ ما تلك الابتسـامةّ الـماكرة الخبيثـةّ التي علت شفتيها تـنظر نحو إحدى الـغرفّ قبل أن تـخطوا إلى الداخل ، اتجـهتّ
إليه هوّ حيثما كان نـائماّ باسترخاء خصلات شعره البـنيةّ بشرته البيضاّء و بـروده فوضعت أنامله على رأسهّ لكي تهزه بـخفةّ حينها فتح عينيهّ بـهدوءّ حالما
وقعت أنظاره عليها تنهد بضجرّ و هو يستدير للجـهةّ الأخرى قـائلاّ بنبرة منزعجة
ـ إليـزابيث غادري و أغلقي الباب خلفـكّ ..
كانت مـدركة أنه لا يحبذ البقاء معها فـهو لم يكن يـريدها أبدا معهم لكنه و احتراما لقراراتّ ديميتري فلم يـقل شيئاّ لم يفتح فمه و لم ينبس بأي شيءّ فـاقتربتّ
منه أكثرّ و وضعت هاتفها أمام عينيهّ لكي تشغل الـتسجيل بـكلّ خفة حينها اتسعت عينيه بـدهشّة فـأخذ الهاتف منها مسرعاّ و هو يعتدل في جلسته فقالت
إليزابيث بـكلّ فخر و هي تجلس بجانبه
ـ مـدهش أليس كذلك ؟
كان التـسجيلّ يحتوي على مقابلة ويليـام و اعتـرافه لفـلوراّ فقطب أوسكار حاجبيه مستغـرباّ لم يكن ليظن أبدا أن ويليام يـحبهاّ لم يظهر ذلكّ قط فـحتى لما
كانا في جولتهما لم يذكرها و لو لمرةّ واحدة بالرغم من أنها كانت تستمر بالاتصال به إلا أنه أبدى لا مبالاة فضيعة نـحوها ؟ أكان يخفي الأمر ؟ زم شفتيه
بـإستياء لما لم يصـله تقرير بهذا الحدثّ ؟ لو علم بـمقابلة ويليام لكان قد جهز شيئا ما تـحدث بحدةّ و غـضبّ
ـ لكن ما الذيّ يفـعله ديميتري ؟ كيف لم يعلم بـأمر هذه المقابلة ؟ لكنا استغللنا الأمر لصالحنا
هزت إليزابيث رأسها نفياّ قد أخذت خصلات شعرها تتراوحّ يمينا و شمالا بإبتسامة باردة علت شفتيهاّ كـأنها تستمع بالأمرّ حينها تنهد بحدةّ لماذا يتعب نفسه
بالتحدث معها ؟ فوقف مستعداّ لمغادرة غرفته لما قـالتّ إليزابيث بـضحكة
ـ لن تـجده في غـرفته هو ليسّ هنا ..
توقف عن السير ثم التفت إليها مستغـرباّ ديميتري ليس في غـرفته و أين هو إذا ؟ لقد اعتمد البقاء في المنزل تفاديا لصحافـةّ أو لرؤية أحد له لقد أراد
أن يبقي أمر عيشه سراّ لذا لم يرد الـخروج لذا إن لم يكن في المنزل فأين هو ؟ قبل أن يسـألها أجابته إليزابيثّ باستياء و هي تضم ذراعها
ـ لقد رفض إخباري وجهته كم هو قاسيّ يتصرف لوحده كذاّ ألا يدرك أنني وحيدة بدونه ؟
زم أوسكار شفتيه بـعبوس ها قد عادت إليزابيث إلى عادتها المتلاعبـةّ و كأنها ستتخلصّ من هذه التصرفات لذا تـجاهلها و هو يتـجه إلى الحمـامّ حاملا
منشفته فـقطبت إليزابيثّ بضجرّ ثم رفعتّ آلة التـحكم عن البـعد لكي تشغل التلفازّ غـير آبهة بنظراتّ أوسكار الحادةّ و المنزعجة من تـواجدهاّ معه ، لمّ يـمر
وقت طـويلّ حتىّ خرجّ يمسحّ شعره بـعشوائيةّ متكلما بـنبرةّ غاضبة
ـ أين هو آرثر ؟ ذلك الغـبيّ إنه يستغرق وقتا فعوض أن يقوم بمقاضاة تلك المرأة هو يلهو هنا و هناكّ ..
نـظرتّ إليه ثمّ هزت رأسها إيجابا لا تستطيع إلا أن توافقه فهي تكره كل شيء يتعلق بماريّ و بما أن فلورا روبرت أختها فسوف تكون سعيدةّ بزجها في
السجنّ كمـا أنها الآن حبيبة ويليام ضربّ شخصينّ بحركة واحدةّ ، اقترب أوسكار من سريره و استلقى عليه بكسل بعد ذلك أمسك هاتفه يّقلب بين رسائله
بعصبيةّ واضحـةّ فـتحدثت إليزابيثّ بـهدوء
ـ مـا رأيك أن نتحركّ نحن ؟ سوف ندع أمر نايت لـديميتري و نتولى البقيةّ
التزم أوسكار الصمتّ لوهلة من الزمن مفـكراّ قد رمق إليزابيث بـبرودّ لا يجب عليه الثقة بها فـهي ليست مخلصة لأحدّ إلا ديميتري طبـعاّ غـير أنه لم يعد
يحتمل البقاءّ مختبئا هكذاّ كما لو كأنه ارتكب جريمة بينما ينعم الـغيرّ بحياتهم فـوقفّ ثم اتجـه إلى خزانته جـذبّ معطفه و وشاحه فـابتسمت إليزابيث بكل
سعادةّ و هي تقف على قدميهاّ منتـظرّة أوسكارّ .. حالما ارتدى ملابسهّ استدار ناحيتها ممسكا بـمفتاح سيارته قـائلا بنـبرةّ بـاردة
ـ لنذهب إلى آرثر أولا .. سوف أقضي عليهم واحدا تـلو الآخر
ضحكت إليزابيث باستمتاع شديد و هي تتبعه لا شيء أفضل من أوسكار الجـادّ فإن عـزم على شيءّ سوف ينفذه دون أي أخطـاء تماما كما جعل ويليام يدين
له وّ قام بحـجزه فيّ لندن أيضا بربط مهنته معهّ ، بينمـا اكتسى الـهدوء ملامح أوسكارّ لا يستطيع أن يجعل الأمور تفلت من بين يديهم أكثر من هذاّ إن ما
يحدث أمر غـيرّ مقبول نايت يظن أنه فـازّ و تـلك الـصغيرة ماري تعتـبرّ نفسها قد نجت منهم أما أليكساندر فقد تخلى عن ديميتريّ لم يعد الأمر يحتمل ..
__________________
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:32 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011