عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية

خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية القسم يهتم بالخطب بالاناشيد الإسلامية والمحاضرات المسجلة بالصوت والصورة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-27-2015, 09:13 PM
 
كتاب التوحيد ، تفسير قوله تعالى :{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } زيد البحري

التوحيد الموسع

كتاب التوحيد

تتمة تفسير قوله تعالى :

{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
www.albahre.com



قوله تعالى { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }
الإنس : سموا بهذا الاسم لأن بعضهم يأنس ببعض وأعظم الأنس هو أن يأنس العبد بعبادة ربه عز وجل ولذا ذكر ابن القيم رحمه الله أن من أسباب قسوة القلب أن يكثر العبد من مخالطة الناس فكثرة مخالطة الناس للأنس بهم مما يقسي القلب
وقوله تعالى { إلا ليعبدون }
فهذه هي الحكمة من خلقه عز وجل للإنس والجن فالحكمة من خلقهما هي عبادة الله عز وجل وهذه تسمى بعلة غائية ، بمعنى أنه لا يلزم من ذلك أن تحصل العبادة من هذين الصنفين من الخلق كما لو قلت : بريت القلم لأكتب به
فهل لابد بعد بريك للقلم أن تحصل الكتابة ؟
الجواب / :
لا يلزم ، وهذا هو النوع الأول من نوعي العلة
النوع الثاني :
العلة الموجبة وهي واجبة
كقولك : انكسر الزجاج لشدة الحر
ومن ثم قال شيخ الإسلام رحمه الله : إن الله عز وجل خلقهم ليفعلوا العبادة لا ليفعل بهم .
ومعنى هذا الكلام أنه عز وجل خلق الجن والإنس من أجل ماذا ؟
الجواب / :
خلقهم من أجل عبادته ، وهذا نظير قوله تعالى { وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله } فقد يطاع الرسول وقد لا يطاع ، وهل قام الجن والإنس بهذا الأمر ؟
الجواب / :

الأكثر منهم لم يعبدوا الله لا الإنس ولا الجن ، ولذا قال تعالى {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس } وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم { وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين } وقال تعالى عن أهل الكتاب { منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون }

والآيات في هذا المعنى كثيرة .

والمذكور هنا من المخلوقات : (( الجن والإنس )) فلم لم يذكر بقية المخلوقات ؟

الجواب :

لأن الجن والإنس مكلفون بينما الملائكة فقد ذكر عز وجل في آيات كثيرة أنهم لا يعصون الله :

كقوله تعالى : ((عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ))

وقال تعالى : ((وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ{19} يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ{20} ))

وقوله تعالى : (({فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ))

وقال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ }

وقال تعالى : ((بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ{26} لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ{27} ))

والآيات في هذا المعنى كثيرة

وأما بقية المخلوقات عدا الملائكة فقد قال تعالى : ((وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ))

وقال تعالى : ((وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ))

وقد كان الحجر يسبح في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم

والآيات في هذا المعنى كثيرة .
فقوله : ((إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )) المراد من هذه العبادة : هي العبادة الخاصة ، لأن العبادة ثلاثة أنواع :
1ـــ عبادة عامة : وهي عبودية الخلق لله عز وجل كافرهم ومؤمنهم ، وهي عبودية الذل والانقياد كما قال تعالى : {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً }
أي منقادا مستسلما ذليلا خاضعا له عز وجل
وقال تعالى : ((وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ))
وقال تعالى : ((وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ))
وقال تعالى : ((بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ))
والآيات في هذا المعنى كثيرة
النوع الثاني :
العبودية الخاصة :
وهي عبودية المؤمنين :
كما قال تعالى : ((وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ))
والآيات في هذا المعنى كثيرة
النوع الثالث :
عبودية خاصة الخاصة :
وهي عبودية الرسل عليهم الصلاة والسلام : ((
قال الله عز وجل عن نوح عليه الصلاة والسلام : ((إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً ))
وقال تعالى : ((وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ ))
وقال تعالى : (( واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب ))
والآيات في هذا المعنى كبيرة
وأعظمهم عبادة هو : نبينا عليه الصلاة والسلام ،
ولذا وُصف بالعبودية في أعلى المقامات :
قال في مقام التنزيل للقرآن : ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ))
وقال في مقام التحدي لأعدائه : ((وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا ))

وقال في مقام الدعوة : ((وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ ))
وقال في مقام الإسراء : ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ))
وقال في مقام المعراج : {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى }
وقد شهد بذلك عيسى عليه السلام كما في حديث الشفاعة : " إذ قال : اذهبوا إلى محمد فإنه عبد قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر "
أليس عيسى عبدا ؟
بلى
لكن لما بلغ عليه الصلاة والسلام أعلى مقامات العبودية قال عيسى : " اذهبوا إلى محمد "
وقد كان يحب صلى الله عليه وسلم أن يوصف بهذا :
فقال عليه الصلاة والسلام – كما في صحيح البخاري - : (( لا تطروني – يعني لا تبالغوا في مدحي – لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله ))
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة
ولذا قال شيخ الإسلام رحمه الله – وله كتاب يسمى بكتاب " العبودية " قال : " إن العبد : إما بمعنى : مُعبد أو بمعنى عابد :
فالمعبد يدخل في القسم الأول وهو عبودية العامة ،
وأما العبد بمعنى العابد فيكون في " الخاصة " وفي خاصة الخاصة
وما مضى في علو مقام العبودية يُعد صفعة في وجوه الصوفية الذين يقولون : " إن الإنسان إذا وصل إلى درجة معينة من العبودية سقطت عنه التكاليف فله أن يترك الصلاة وسائر العبادات ، وله أن ستحل ويستبيح المحرمات ، وهذا ضلال مبين ، فالنبي عليه الصلاة والسلام وصل إلى أعلى مقامات العبودية ، ومع ذلك تتفطر قدماه من طول القيام .
فتقول عائشة رضي الله عنها : " كيف تصنع بنفسك هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟!ّ فقال عليه الصلاة والسلام : (( أفلا أكون عبدا شكورا ))
وهذا يدل على أن العبادة نعمة من الله عز وجل على العبد ، ويجب عليه أن يشكرها .
ولذا قال تعالى في آيات كثيرة نذكر بعضا منها :
قال : ((صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ ))
وقال تعالى : ((أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ ..... – إلى أن قال : ((إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً }
هذا هو الشكر الحقيقي
وقال تعالى : ((وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ ........... ))
ولذا لم يجعل الله عز وجل للعبادة وقت انقطاع إلا بالموت : {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }
واليقين هنا : هو الموت
وقال عليه الصلاة والسلام – عند مسلم - : (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ))
ولم تنقطع هذه الأشياء ؛ لأنه كان السبب في حياته وهو الذي ربى الولد ، وهو الذي أوقف وتصدق
وهؤلاء الصوفية زُينت لهم أعمالهم ، كما قال تعالى : ((أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً ))
والمزين هو الشيطان كما قال تعالى : ((وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ))
ولذا قسموا العبادة إلى ثلاثة أقسام : أي الصوفية قسموا العبادة إلى ثلاثة أقسام ، وهي :
1ــــــ عبودية العامة : وعبادتهم قول : " لا إله إلا الله "
2ـــ عبودية الخاصة : وهو ان يتعبد بترديد كلمة : " الله ، الله ، هكذا "
3 ـــ عبودية خاصة الخاصة : كلمة : " هو " وذلك أن يقولوا : " هو ، هو ، هو "
وهذا من العجب أن يجعلوا : " لا إله إلا الله " هي عبودية العامة
موسى عليه الصلاة والسلام لما قال : " يا ربي علمني دعاء أدعوك وأذكرك به ، قال قل : " لا إله إلا الله
بل دعوة الرسل انطلقت من كلمة : " لا إله إلا الله "
فالواجب على المسلم أن يحرص على تحقيق عبودية الله عز وجل .
والله ، لا ظفر ولا سعادة إلا بعبادة ربه ، وليستعن بالله على هذه العبادة ، ليسأل ربه الإعانة .
ولذا في سورة الفاتحة : (( إياك نعبد وإياك نستعين ))
فالاستعانة جزء من العبادة لكنها أفردت ليعلم العبد أنه لا قوة له ولا طاقة على العبادة إلا بإعانة الله عز وجل .
ولذا وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ قال : (( يا معاذ ، إني أحبك لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ))
ورحى العبودية – كما قال ابن القيم رحمه الله قائمة على خمس عشرة قاعدة ، من حققها حقق العبودية ، وهي :
1 ــ عبودية اللسان
2ــ عبودية القلب
3ـ عبودية الجوارح
والأحكام التكليفية خمسة ، وهي :
1ـ واجب
2ـ مسنون
3ـ محرم
4ـ مكروه
5ـ مباح
فخمسة في ثلاثة خمسة عشر
فعبودية اللسان : منها ما هو واجب على اللسان كقول : " لا إله إلا الله ، كالأذكار الواجبة في الصلاة ونحو ذلك "
وأذكر نتفا من الأمثلة ، لأن ذكر كل مثال على العبودية سيطول بنا ، لكن هي منطلق لكم
للسان عبودية مستحبة :
وما هو محرم على اللسان كثير
ما يكره باللسان كثير
والمباح كثير
تأتي إلى عبودية " القلب " منها ما هو واجب مثل " خشية الله "
منها ما هو محرم كالشك والنفاق عبودية الجوارح : قال رحمه الله : " هي خمس وعشرون عبادة :
وهي الأحكام التكليفية الخمسة ، والحواس الخمسة
وخمسة في خمسة خمسة وعشرين
ما هي الحواس ؟
السمع
البصر
الشم
الذوق
اللمس
ومن أراد الاستزادة من كلامع رحمه الله فليرجع إلى ما ذكره في أول كتابه مدارج السالكين
ولو قال قائل : ما تعريف العبادة ؟
الجواب :
العبادة لها تعريفان :
تعريف من حيث اللغة
ومن حيث الشرع
فتعريف العبادة من حيث اللغة :
معنى العبادة التزلل :
تقول : طريق معبد أي مذلل
وتعريف العبادة شرعا : " هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة "
هكذا عرفها شيخ الإسلام رحمه الله
وهو تعريف جامع شامل : هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة "
إذاُ كل ما يحبه الله ويرضاه سواء كان قولا أو عملا فهو ماذا ؟
عبادة يجب أن تصرف لله عز وجل ، فغن صرفت لغيره فهو شرك .
ثم قال عز وجل : ((مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ{57} إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ{58} ))
فلها ارتباط ، ولن أتحدث حديثا مفصلا عن هاتين الآيتين ، لكن محور حديثي سوف يكون ما بين هاتين الآيتين وآية الباب من التناسب
فذكر : " الرزق " بعد " العبادة " يدل على ان العبد متى ما قام بما أوجبه الله عليه من العبادة فإن الرزق سيُصب عليه صبا
ولذا قال عز وجل : (( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ))
من أجل ألا ننشغل عن عبادته عز وجل ، ولذا قال عز وجل : ((إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا )) لم ؟ ((لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ))

وقال تعالى : (( فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ ))
تجد في آيات كثيرة الارتباط بين الرزق والعبادة :
وقال تعالى : (( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ))
وقال تعالى : (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ))
حتى قال عن اليهود والنصارى : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ }
إلى أن قال : ((وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ))
وقد قال عز وجل : ((وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا ))
(( وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ))
وقال عن سبأ : ((لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ))
موضع الشاهد :
قوله : ((كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ))
وقال تعالى : {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى }
فاعبد الله عز وجل ، والله تأتيك الخيرات من حيث لا تحتسب
والصحابة رضي الله عنهم بعد أن دخلوا في هذا الدين ـــــــ ماذا صنع الله عز وجل بهم ؟
فتحوا الفرس والروم وأغدق الله عليهم
وقد قال تعالى : ((وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ ))
طريقة الإسلام كما في أحد وجهي التفسير : ((وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً{16} لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ))
وعند تلاوتك لكتاب الله عز وجل تأمل ، إذا وردت كلمة " الرزق " تجد أن هناك بعض الإشارات تشير إلى العبادة
ولذا قال عليه الصلاة والسلام – كما في سنن ابن ماجة – (( اعلموا أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ))
يعني : أجملوا في طلب الدنيا
فلتأخذ من الدنيا بقدر ما يقيم حياتك
ولذا نهى عن الإسراف في الأكل والشرب لأنه يصرف العبد عن طاعة الله عز وجل
وقد ذكر ابن القيم رحمه :
من أسباب قسوة القلب كثرة الأكل
وقال تعالى : ((وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ ))
وقال عليه الصلاة والسلام : (( كل واشرب والبس وتصدق من غير سرف ولا مخيلة ))
بل جعل النبي عليه الصلاة والسلام هذا البطن شر الأوعية فقال : (( ما ملأ ابن آدم وعاء شر من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة ، : فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه ))
فقد تتعسر على الإنسان أمور رزقه لكن من وثق بالله عز وجل وتوكل عليه ، وقال بحقه عز وجل أتته الخيرات
في الآية السابقة : ((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ))
ما الذي بعدها ؟
((وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ))
ما الذي بعدها ؟
((إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ))
ما قدره وكتَبَه سيكون
ما الذي بعدها ؟
((قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ))
نسأل الله عز وجل أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير سورة الفاتحة (12 ) تفسير قوله تعالى : (( الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ{3} )) : الشيخ زيد البحري آدم مجدي نور الإسلام - 1 01-14-2014 01:16 AM
تفسير سورة الفاتحة ( 10 ) : تفسير قوله تعالى : (( الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2} )) (4 ) : الشيخ زيد البحري آدم مجدي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 01-12-2014 02:25 PM
تفسير سورة الفاتحة ( 8 ) : تفسير قوله تعالى : (( الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2} )) (3 ) : الشيخ زيد البحري آدم مجدي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 01-12-2014 02:25 PM
تفسير سورة الفاتحة ( 8 ) : تفسير قوله تعالى : (( الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2} )) (2 ) : الشيخ زيد البحري آدم مجدي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 01-12-2014 02:24 PM
تفسير سورة الفاتحة ( 8 ) : تفسير قوله تعالى : (( الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2} )) (1 ) : الشيخ زيد البحري آدم مجدي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 01-12-2014 02:23 PM


الساعة الآن 07:51 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011