عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة

روايات طويلة روايات عالمية طويلة, روايات محلية طويلة, روايات عربية طويلة, روايات رومانسية طويلة.

Like Tree610Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #121  
قديم 03-09-2014, 07:25 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Back

/~

مشاعر مبعثرة

المشهد الخامس

نظرت من خلف الستار راقبت بأعين مندهشة انكسارات اشعة النيون الصادرة عن الاضواء المبهرجة على المسرح , تهدجت انفاسي وقد ملأت البهجة روحي كنت استبق الشعور بالنصر فتحقيق حلمي لم يعد يبعد الا خطوات وهذا الحفل كان الخطوة الاولى لذلك ..

التفت الى الوراء نحو مدير اعمالي العجوز الذي اشار لي بيده ان اتقدم , منحني ابتسامة سريعة للتشجيع وقال بصوت مرتفع حتى اتمكن من سماعه

: هيا إلى المسرح ونالي منهم ! .

سحبت نفساً وانا اقاوم التوتر , حركت قدماي الى خارج الستار وانا اشعر بارتعاش ركبتاي , حدقت بصفوف المشاهدين التي بدأت تهلل لخروجي من الكواليس قدمت ابتسامة مهتزة لهم وانا ادرك بارتباك ان وجهي ظاهر على شاشة العرض العملاقة خلفي , كنت ما ازال اهتز خوفاً عندما دست بقدمي على طرف ثوب الكشمير الازرق وسقطت على وجهي ! .

ساد جو من الصمت لعدة ثوان وتمنيت ان يدوم كذلك ولكني ادركت ان الامنيات لا تتحقق دائماً عندما ارتفعت اصوات القهقهة الهازئة , ابقيت رأسي مدفوناً في الارض ان آلم الاهانة اسوأ من آلم السقطة ذاتها , كان الاحمرار الساخن قد غزا جسدي ليعلن عن مدى حرجي .

تأوهت بألم وانا استمع لجملة احد المتفرجين التي صرخ بها ساخراً

: مهنتها الفنية انتهت قبل ان تبدأ حتى .

ارتفع صوت ضحكهم كما لو ان ضياع احلامي هي اكثر النكات اضحاكاً على الاطلاق ..

رفعت نفسي عن الارض بسرعة وقد زممت شفتاي غضباً من انعدام المشاعر التي يمتلكها هذا الجمهور بينما اندلع بريق مندفع في حدقتاي , لحظت بطرف عيني مدير اعمالي الذي لا ينفك يلوح بيداه ويقفز وهو يصرخ بكلام لم استطع سماعه بسبب ضحك الحشد الذي يزداد علواً , بدا كما لو انه يحذرني من القيام بعمل متهور , زفرت بحدة وانا اوجه له نظرة جعلته يدرك ان تحذيره لا فائدة منه .

تقدمت نحو مكبر الصوت بخطوات واسعة , امسكته بيدي اقربه بعنف مني ثم قلت بنبرة جافة حملت تأنيباً ساخر

: تضحكون كما لو انكم لم تسقطوا قبلاً في حياتكم !.

ارتد صدى صوتي في القاعة بصدى مهيب وتابعت بتوتر بعد ان اربكوني بصمتهم المفاجئ

: مهنتي لم تنتهي بعد , انا واثقة !

تجمعت الدموع في عيناي وانا احاول دفن عبرة كانت تهدد بالتحول لنوبة بكاء , تابعت

: حسناً لقد سقطت قبل قليل امام معظم سكان ولاية " تكساس " , ولكن اليس السقوط والنهوض هو مفهوم الحياة ! ..

خنقتني المشاعر وانا اقول بصوت اجش

: السقوط ليس نهايةَ لأحلامي ! .

شعرت بأني كنت احدث نفسي اواسيها بحيث لا افقد الامل كلياً , كنت على وشك الانجراف بالحديث عندما قاطعني صوت الموسيقى التي اندلعت , نظرت الى الخلف نحو مدير اعمالي وراء الكواليس كان يبدو شاحباً كما لو انه كان على وشك التعرض لنوبة قلبية صرخ بانفعال هيستيري وصل الي بسبب هدوء المكان

: فقط غني , لا تجعلي الامور تزداد سوءاً ! .

عضضت شفتاي والتفت نحو مكبر الصوت , انخفض رأسي الى اسفل وقد عاد الاحمرار الى وجهي , التعبير الذي اعتلى وجهه جعلني أعلم ان ما فعلته الان هو اكثر اعمالي طفولية على الاطلاق , قاومت بشدة الدموع التي بدأت تشكل امواجها الساخنة في عيناي فالانفجار بالبكاء امام هذا الجمهور وكاميرا البث الحي الخاصة بالتلفاز المحلي ستكون اسوأ حتى مما فعلته الان ..

سحبت نفساً ارخي به جسدي المتصلب و اغمضت عيناي وانا اعزل بصري عن الحشد الكبير الذي بدا كما لو ان كل فرد منهم يلتهمني بعينيه التي تحمل انتقاداً قاسياً , حاولت ان اقنع نفسي بإصرار اني غير مهتمة برد فعل الجمهور ففي النهاية انا لم اصعد على المسرح لأغني لأجلهم , انا افعل ذلك لأجلي انا ولأجل النار الموسيقية التي تتوهج داخلي ..

تركت كلمات الاغنية تنسل من بين شفتاي تدفقت النوتات الموسيقية كما لو انها تصدر من اعماق قلبي
استسلمت تماماً لشغف الاغنية الذي يشعل الحرارة داخلي ..

فتحت عيناي بروية بعد دقيقة كاملة من الغناء , دهشت لمنظر الجمهور وهم يتمايلون مع الانغام في انسجام كامل كما لو ان ارتباطي الروحي بالموسيقى قد مسهم ليصلوا لذات السلام الداخلي الذي اشعر به عندما اغني ..

انتهت الاغنية , توسعت شفتاي بابتسامة المنتصر حينما ارتفع التصفيق الحار حتى اصبح دوياً يواكب إيقاع دقات قلبي
نظرت لمدير اعمالي مجدداً , كان يبتسم مثلي وقد لاح ما يشبه الفخر في عينيه

علمت ان سقوطي سيكون على كل صحف القيل والقال غداً ولكني ادركت ايضاً
بيقين تام اني لم افقد حلمي البتة ..
هذا الحفل لم يكن
الا البداية ! ..



/~


لي عودة قريبة
في حفظ الرحمن







__________________
Flames just create us but burns
don't heal like before
  #122  
قديم 03-17-2014, 07:24 PM
 
خلص ماعاد في حدا بدو يضيف شي ؟؟؟

رح انهي الأمسية قريباً جدا

فاضلي كم شغلة بس وارجع عندكم مهلة لحتى خلص الدرس الجديد وهو جاهز بس لازمني اعدل عليه وانزله

+

انهي المسابقة واوضع النتائج

+

التكريم الجديد

+

الرد عالروايات

+

كم شغلة صغيرة جداً من طلبات الاعضاء انفذها

+

اخلص شغل المحكمة

يعني شوفو قدامكم وقت كافي لتنهو فقرات الامسية

لهالوقت لما انهيهم كلهم رح اجي وانهي الامسية

والمجتهدين مارح تأثر فيهم فقرة ولا ثنتين رح خليهم يكملوها بالامسية التالية

بس ييالي ما ردوا على اي فقرة هدول الهم عقاب مواهاهاهااهاهاها

عطيتكم فرصة اكثر من كبيرة

يالله بالتوفيق ياحلوين انتظروا عودتي بعدما انهي هذه الاعباء =_=

دعواتكم
  #123  
قديم 03-17-2014, 10:38 PM
 
السلامُ عليكم ورحمة الله..

كعادتي يجبُ أن أراكِم الأعمال ثم أحاوِل إنجازها دُفعة واحِدة >.>
أعذريني فلوري..



مشاعِر مُبعثرة - 2

صرخةٌ فزِعة انطلَقت بعد الثوانِ التي قضيتُها لأستوعِب ما حَدث..
شددّت قبضتي بقوةٍ على المقوَد , فتحتُ النافِذة لأتيقّن مما تراه عيناي..
ترجّلتُ من السيّارة في رهبة , بقدمين ترتجِفان..
وقفتُ أمام الطِفل النحيل المُلقى أرضاً وأنا أوقاوِم رغبتي الشديدة في أن أصرُخ باكِية..
"أنا فعلتُ هذا؟"
تساءلتُ مُرتاعَة بينما انحنيتُ نحوه..
"افتَح عينيك , لا تمُت هُنا , إلهي ساعِدني"
في حالة فزعٍ هتفت, وكأنني من أحتضِر الآن..
صرختُ حين رأيتُ دِمائه تسيل عند قدمَيّ..
داهمتني المخاوِف جميعها دفعة واحِدة..
الطِفل يمُوتُ بين يدي , عائلتي تحترِق ..
لم أعُد قادِرة على التفكير , أنا أضيع الوقت..
أتكيتُ الصغير على فخذي.. ومع صوتي الباكي يرجو الرب بأن يكون الغُلام حياً تناهى صوتُ ضربات قلبه إلى مسمعي..
ضحِكتُ وبكيتُ في آنٍ واحِد , الأمل موجود , رُبما يتحسّنُ الوضع..
حملتُه وهرولتُ نحو سيارتي مُسرِعة.. ركضتُ وكأن الشيطان يُطارِدُني..

شعرتُ بأن السيّارة أصبحَت أبعد مما كانت عليه بأميالٍ عديدة..
فتحتُ بابها وأرخيتُ جسده على المقعد وبسُرعةٍ جنونية انطلَقتُ بسيّارتي..
تخطّيتُ العديد من إشاراتِ المرور غير آبِهة..
أن يُقبض عليّ بتُهمة السُرعة خيّرٌ من أن أسلِب روح إنسان..
"لماذا تُباغِتُني أسوأ المشاكِل دفعة واحِدة؟"
وماذا لو احترق المنزِل؟ لا شكّ أنهم تمكّنوا من الخروج.. وإن لم يفعلوا فأنا لم أكُن قادِرة على تغيير شيء..
لماذا كنتُ مُسرِعة وكأنني سأخمِد النار بقوةٍ ما؟!
وهذا الطِفل , يُعرِض حياته للخطر من أجل كرةِ قدَم؟
سأبتاعُ له مئة واحِدة إن بقي حياً.. فقط ابقَ حياً..
أرجوك افعَل..

بدأتُ أبكي مرة أخرى , حتى توقفتُ أمام المشفى..
سلّمتُ الطِفل لأولِ مُمرِضة وقعَت عليها عيناي أرجوها باكِية أن ’أنقذيه’
تمّ أخذه إلى غُرفة الطوارئ , بينما جلستُ أنتظِر وأنتحِب..
أمسكتُ هاتِفي بيدٍ ترتعِش , واتصلتُ على أخي الأكبر..
كدتُ أجنّ من فرط المشاعِر التي اختلَجت بداخِلي وأنا أنتظِر..
جميعُها كانت تشي بالحقيقة التي كذّبتُها: ما يحدُث حولي ليسَ وهماً..

_مرحباً , نحنُ بخير , اتصلي لاحِقاً..
الوقتُ القصير الذي أخذته هذه الكلِمات كان كافِياً لجعلي أذرِفُ دموع فرحٍ وغبطة..
بقيت مُشكِلة الصغير , عليه أن يكون بخير..
وإن لم يفعل ,, فكِلانا هالِك..




مشاعِر مٌبعثرة - 3

علِمتُ أن الأمور ستأخُذ منحناً سيئاً مُذ سمِعتُ الصرير المُزعِج الذي أصدره الباب..
كان المكانُ مُظلِماً لكِن ’سارة’ أحضَرت مصباحين يدويّين , هي كانت الأكثر حماساً لهذه التجرُبة , فلا أنا ولا ’ليلى’ أردنا القدوم , لكِن الإصرار الجسور لـ سارة ورغد أقوى من أن يقِف أمام رَفضِنا الذي نُعِتَ بالجُبن..
وضعتُ قدمي على الدرج الخشبي برفقٍ خشية أن ينكسِر , أصدَر صريراً لكِنه بقي ثابتاً , التفتُ إلى الخلف بنظرةِ استِغاثة , لتقول رغد ساخِرة..
_خائفة؟ أنا سأذهبُ أولاً..

ارتقَت الدرَج تتبسّمُ في زهو لكِنها عادَت صارِخة بمُجرد سماعِها لصوتٍ تبين لاحِقاً أنه لجُرذ..
ضحِكَ ثلاثتُنا وسطَ عبُوسها , ثم قالت وهي تتجِه نحوي..
_أنتِ ستذهَبين برفقة ليلى إلى أعلى, أنا وسارة سنجول في هذا الطابِق..
وألقت إلينا بالمصباح الصغير , فافترقنا..

الحقُ أن ليلى من أكثر الفتيات جُبناً على الإطلاق , فبالإضافة إلى تكرارها المُستمِر بأن أنتظِرها , وخطواتها البطيئة للغاية -كانت تصرُخ كلما سمعَت صوتاً أو لمحَت جسماً..

الغُبارُ غلّفَ المكان , الأثاثُ كان مُحطّماً , وأغلَبُ الأبواب خُلعِت من مكانها , كانت هذه أول مرة أشعُر فيها بالخوفِ من صوت الرياح تراجعتُ إلى الخلف, فشعرتُ بأنني دستُ على شيء ما , لذا قلتُ من فوري..
_ليلى.. هلّا وجهتِ الضوء إلى هُنا..

التفت , لم تكُن خلفي , المكانُ مُظلِم وساكِن..
حاولتُ أن أفتَح النافِذة التي تحسستُها بعد فترةِ بحث , رفعتُ الجزء الخشبي إلى أعلى ليغمُر ضياء القمر الفضي الغُرفة الواسِعة , نظرتُ إلى الأسفل في الخارِج , كانت ليلى تجري مرعوبة..
سأبقى ناقِمة عليها طيلة حياتي بسبب هذه الخِيانةِ المُخيفة..
حين استدرتُ رأيتُ ما لم يكُن بالحُسبان ..
جسدٌ مُلقى على الأرض مُخضّبٌ بالدّم ..
صرختُ بملئ حنجرتي , وهو أكثَر شيء خاطئ فعلته..
إذ استوعَبتُ مُتأخِرة أن وجود الدماء السائلة يعني أن الشخص قُتِل من فترة ليست بالطويلة.. وأن قاتِله ليس بعيداً !
وكما الشكوك التي ساورتني ظهرَ ظلٌ عند مخرجي الوحيد بسكِينٍ حاد يشغَلُ كفّه..
ضجّ المكانُ بصراخي..

_النجدَة .. فليُساعِدني..-
فقدتُ القدرة على الحديث حين تقدّم نحوي مُسرِعأً ..
كان نحيلاً ورشيقاً وهو يهروِل ناحيتي , لم أعرِف ماذا أفعل..
في لحظةِ فزعٍ دفعتُ نفسي إلى الخلف في حين أغمضتُ عينَيّ , شعرتُ بجسدِي يسقُط..
دون أن أدرك ماهية الأرضِ التي سأرتطِم بها , المُهِم أن أنجو فقط..
لا أريدُ الموت في منزِلٍ مهجورٍ قذِر..
لا أريده !



لي عودة ..~

__________________
وأنا على عَهدِك ووَعدك ما استَطَعت، حتَى آتيك بقلبٍ سليم و نفسٍ مُطْمئنة..



  #124  
قديم 03-18-2014, 03:01 PM
 


مشاعِر مُبعثَرة - 4


السكُون الذي بطّن الغُُرفة البيضاء أشعرني بالخوف , إذا لطالما ارتبَط الهدوء بالنِهايات..
إلا ضخبُ المشاعِر فهو لا يأتي إلا عند النهاية !

أمسكَ بكفي فرفعتُ رأسي إليه ليقول بشبه ابتِسامة..
_يدُكِ دافِئة..
ابتَسمتُ وأنا أضغَطُ على يدِه أحاوِل أن أقاوِمُ عبَارَاتي , لو انهَرتُ الآن لعلِمَ أنه سيرحَل..
رُبما هو يُدرِك هذه الحقيقة أساساً , وكأنما قرأ أفكاري وشاء أن ينفيها قال..
_لا أُطِيقُ صبراً , أريدُ أن أغادِر هذا السرير..
آلمني صوتُه المُتعَب , ويده الهزيلة , وعيناه الحائرتان ترمُقان الأجهِزة حوله بنظرة سأم..

_آن..
ضغط على يدِي في حين أغمض عينيه , فقُلتُ مُباشرة..
_أنا هُنا .. ماذا تُريد؟
التَزَم الصّمت , أصِبتُ بالرُعب حينها , لا يزالُ دافئاً..
عليّ أن أخبِره , يجِب ألا يمُوت بكِذبة, وأعيش مع تأنيب الضمير..

لاحظتُ أن يحاوِل أن يقول شيئاً , فأصغيتُ بإمعان..
_حين أخرُج.. هلّا ذهبنا إلى الحدِيقة العامَة مرة أخرى؟
أومأتُ برأسي وقد شعرتُ بدموعي تُذرف..
_هذا أكيد..

تمنّيتُُ ألا يقرأ إجابتي بشكلٍ آخر..
لطالما كان هذا حالُنا , ردُودي تبدو له تصريحاً بإعجابي..
هذا ليس صحيحاً !
أنا لم أكُن أتلاعَبُ بمشاعِره , لم أفعل !
لماذا أنا سيئة إلى هذه الدرجة؟!

كان يتحدّث عن الأشياء التي سيفعلُها لاحِقاً , لم يكُن واعِياً حينها بسبب المُخدِر الذي يعبثُ بإدراكه حيناً بعدَ حين..
كِدتُ أن أصرُخ أن ’توقَف’ , كان الأمرُ يؤلِمُني وأنا أعلَم أنه لن يبقى طويلاً..
وشَت دموعي بالكثير , خاصَة حين قال العِبارة التي أخرَسَت كُل ما اختلَج بداخلي..
_آنجيلا , أنا أحِبك..

الكلِماتُ التي كنتُ على وشكِ قولها ضاعَت جمِيعها , تلاشت الأفكارُ مع عِبارةٍ واحِدة منه..
أشارت الشاشة بجانبي إلى نبضات قلبه التي بدأت تضعُف ..
التفتُ إليه , فتَحَ عينيه ليرى ردّة فعلي على قوله..
عليّ أن أقولها..
لن أدعهُ يرحَل هكذا , إن دفئه يتلاشى..
_أنا ..

أشكرك؟ هذا يسُرني؟! آسِفة؟
تردّدت , فابتَسم في شيء من خيبَةِ الأمل..

_وأنا أيضاً , أحِبك..

لم أذرِف هذا القدر من الدموع طوال حياتي , لم أتألم بهذا القدرِ من قبل..
_هذا مُطمئن..

أغمَض عينيه , فأصِبتُ بالفزَع , هتفتُ به ..
_انتظِر .. لا ترحل الآن !

ابتِسامةٌ هادئة مُطمئنة ارتسمت على شفتيه..

بعيداً عن شهقاتي ونحيبي , كنتُ سعيدةَ لأنه ابتَسَم..
بغَضِ النظر عن السنواتِ المُتعِبة التي عاشها , هو راحِلٌ بابتِسامة..
رحَل مُرتاحاً , دون أن يصطدم بواقِع سيؤلِمه أكثر..
هذا بعَث فيّ الراحة..

وخِلافاً للعادة: تِلكَ النهاية كانت ساكِنةَ المشاعِر !


~

سأعود قريباً (:
في أمان الله..
__________________
وأنا على عَهدِك ووَعدك ما استَطَعت، حتَى آتيك بقلبٍ سليم و نفسٍ مُطْمئنة..



  #125  
قديم 03-18-2014, 03:02 PM
 
Talking



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


Back





/~

مشاعر مبعثرة

المشهد السادس
" موقف تعيس .."

كنا نسير في العتمة على امل ان نجد الضوء في النهاية , لطالما اعتقدت اننا ان كنا معاً فلن يعود للألم وجود
والآن مع انكسار السحر وانسحاب غيوم الاوهام الوردية التي كانت تعيق رؤيتي للواقع ادركت ان وجودنا معاً كان وبطريقة ما اكثر ايلاماً من ان نفترق ..

اغمضت عيناي لأخفي الوجع القابع داخلهما ولأمنع نفسي من رؤية الغضب يتراقص حول وجهه , اسندت نفسي على الجدار و انزلقت حتى صرت اجلس على الارض ..

اننا نتشاجر من جديد , كما لو ان المشاكل تفرض نفسها بيننا , كانت تندلع من العدم تأخذ حيزاً كبيراً من حياتنا حتى لا يبقى للحب مكان .

اعلنت له : والدتك لا تحبني .

اجاب بسخرية : و كيف تحبك وانتِ لم تمنحيها سبباً لتفعل ؟ .

اقترب اكثر وهو يتابع الحديث بنبرة تزداد علواً اكثر فأكثر : قولي لي هل ذهبتي لزيارتها يوماً ؟ , هل رفعتِ سماعة الهاتف من قبل وحادثتها منذ زواجنا ؟ , لا تكلفي نفسك عناء الإجابة انتِ لم تفعلي ..

ارتفع صوتي وانا اجاريه برمي التهم : انها لا ترحب بي في منزلها ونفس الحالة ان اتصلت بها , لقد حاولت " عصام " ولكنها لن تتقبلني ابداً ..

امكنني رؤية احتقار واضح في عينيه وهو يرد : انت لم تحاولي بما يكفي اذاً , و هلا توقفت عن القاء اللوم على والدتي .

كيف اشرح له اني ارى الكره في عينيها و انعدام الرضى يكسو صوتها حين تحادثني هي لم تكن سعيدة بكوني زوجة لابنها وقد اوضحت الامر في كل مرة كنا نلتقي الجميع يرى ذلك ولكن هو فقط من يتعامى عن الامر .

رفعت نظري اليه وقطعت الصمت حين اردفت : " عصام " اننا نصل لطريق مسدود , علينا الاستسلام قبل ان ندمر بعضنا البعض .

اشتدت ملامح وجهه بينما اردف بهمس : ماذا تعنين " جنان " ؟ .

ابعدت نظري عنه واردفت بصرامة قبل ان تخذلني الشجاعة واتراجع عن ما يجب فعله : طلقني ! , نحن لن نصمد اننا نتابع تحطيم هذا الزواج وان لم نتوقف الان فكل ما سيبقى لنا هو المرارة سنكره بعضنا وانا لن احتمل ذلك .

اقترب خطوة ثم توقف , كان متردداً وهو يجيب : لقد حاربنا كثيراً لنصل الى هنا , لا يمكننا الاستسلام هكذا اننا نحب بعضنا , يمكننا جعل هذا الزواج ينجح " جنان " علينا فقط ان نحاول بقوة اكبر .

وقفت ببطء وانا مازالت غير قادرة على النظر ناحيته : اما الاستسلام او نعيش متألمين ونحن نلملم بقايا زواج لم يقدر له النجاح , انت تعلم انه القرار الصحيح حياتنا لم تعد تطاق .

انهارت قدماه حتى جلس على الارض , قال : سنندم ان افترقنا .

صرخت بعنف مخرجة كل ما اعتمل داخلي من خيبة ويأس : سنندم ان بقينا معاً , ان تابعنا القتال في معركة خاسرة لن ندمر الا انفسنا .

راقبته وهو يستسلم اخيراً , كان الالم قد اجتاحني حتى لم اعد قادرة على الشعور بأي شيء كنت اموت وانا ارى خسارتنا , ولكن هذا كان افضل ما قد نستطيع فعله , كان يجب ان ادرك الامر منذ البداية الفروقات بيننا شاسعة اكثر من ان تسمح لحبنا بالنجاة , هو سليل العائلة الارستوقراطية ذات المكانة والهيبة وانا امينة المكتبة البسيطة القادمة من الاحياء الفقيرة , نحن لن نكون مناسبين لبعضنا ابداً مهما كان مقدار الحب بيننا , انا لن اقدر على الصعود لطبقته وهو لن ينزل من برجه لينضم الى عالمي ..

اخترق صوته مسامعي وهو يقول : لك ما تريدين " جنان " .

اغمضت عيناي وانا انتظر الكلمة التي ستنهي كل معاركنا , تابع بنبرة مهتزة : انتِ طالق ..

ابتعدت عنه بخطى بطيئة كما لو ان الالم قد اثقل جسدي , توجهت نحو غرفة النوم , اخرجت احدى حقائب السفر , بدأت اخرج الملابس من الخزانة والقيها بشكل فوضوي داخل الحقيبة ..

حملت حقيبتي وانا اجول بنظري لأخر مرة حول الغرفة كنت اعيد شريط الذكريات وانا اشعر بالاختناق من عبرات الندم التي تسد حلقي ..

نحن لم يعد لنا مستقبل معاً بعد الآن
لقد انتهى كل شيء ..



/~


في حفظ الرحمن
__________________
Flames just create us but burns
don't heal like before

التعديل الأخير تم بواسطة Andrya ; 03-18-2014 الساعة 05:27 PM
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:16 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011