عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة

روايات طويلة روايات عالمية طويلة, روايات محلية طويلة, روايات عربية طويلة, روايات رومانسية طويلة.

Like Tree610Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #126  
قديم 03-19-2014, 08:17 AM
 

مشاعِر مُبعثرة - 5



طوالَ فترة انتِظاري كنتُ أجلِسُ بعيداً عن المسرَح , أحاوِل أن أشجِع نفسي بأن كُل شيء يسير على ما يُرام , منذُ صغري وأنا أعاني من عُقدتي من الوقوف أمام حشدٍ كبير , و’حشدٌ كبير’ تِلك كانت تضُم مدرستي يوماً ما , فعلتُها سابِقاً وسأفعلُها الآن..

ألقيتُ نظرة مُتردِّدة قبل أن يُفتَح السِتار , أعمتني الأضواء الساطِعة لوهلة
بعدها اتضحَت رؤيتي لأُذهَل بالعدد الهائل الذي ينتظِرُني خارِجاً..

هذه البِداية , فاتِحة مسيرتي أو دقائق النهاية..
أنا أعانِي من البدايات , البِداية هي الجزُء الأصعَب..

كانت أنفاسي تعلو وتنخفِض بسُرعة , خفقَ قلبي بقوة وكأنه ينبِض للمرة الأخيرة..
لكِن السعَادة لم تُغادِره بعد , كنتُ أشعُر بحماسٍ واندِفاعٍ شدِيدين..
قيل لي أن الوقتَ قد حان , فخرجتُ مُتجاهِلة تردُداً انزوى بداخِلي..
سحبتُ نفساً عمِيقاً وأنا أسمع صيحات ترحِيب , التفتُ بابتِسامة لستُ واثِقةً من ظهورها..
كنتُ أمشِي بثِقة استطعتُ إظهارها بصعوبة , تبخّرَت في لحظةٍ حين وجدتُ نفسي أتعثر وأصطدِم بالأرضية الخشبية , مع أولِ قهقهة خرجَت لتتلوها ضحكات أدركتُ أن الأمور تتداعى..
رفعتُ رأسي والتفتُ إلى الجمهور , تمنّيتُ لو أنني لم أفعَل..
فسُرعان ما تحوّل حرجي إلى دموعِ بقيَت في عينَيّ..
وقفتُ وأنا أستجمِع شجاعَة من كلِمات مُعلِمتي قبل بداية الكارِثة..
التفتُ إليها , كانت واقِفةً في هدوءٍ تام , تنتظِر منّي ردّة فعل ما !

وقفتُ ثم تابعتُ طريقي نحو مُكبِر الصوت , أمسكتُ دون أن أعرِف ما أفعَل..
الأفضَل أن أبدأ الغِناء فوراً , لكِنني لا أفعَل ما هو أفضَل..
عبستُ أمام السُخرية الجماعية ثم قلتُ بهدوء..
_هل انتَهيتُم؟!

انخفَضَت أصواتُهم تدريجياً , فتبسّمتُ بداخلي بينما احتفظتُ بقِناع الجدّية وأردَفت..
_حسنأً , حقٌ لكم أن تضحكوا فهذا شيء لا تُشاهِدونه كل حفل..
للتو لاحظتُ بعض الابتِسامات المُشجِعة قد ارتَسمَت على شفتي بعضهم فشعرتُ بالأمل..
_هل أستطيع أن أبدأ؟
بلهجَة فيها شيءٌ من التحدي تحدّثت , ولاقى سؤالي المُوافقة المُتوقعَة..

خفتتْ الأضواء جميعها لثوانٍ , وانبعثَت موسيقى أنِيقة تُراقِص قلبي..
توجّهَت الأضواءُ نحوي ووصدَحَ لحنُ صوتي في أرجاء القاعَة مُتناسِقاً مع أنغامٍ مويسقية تُوصِل رسالتي إلى جمهورِ الفن , أنها تحيّةُ بِداية..
تحيّة تقبلوها بتصفيق وهُتاف أنساني الموقِف الكارثي , لكِنه لن يُراوِغ الصحفيين حتماً..

أبقى سعِيدةً بِفاتِحة مسيرتي الغنائية..







مشاعِر مُبعثرة - 6
موقِف سعيد..

بعدَ افتِتاحيات حفل التخرّج التي بدَت لي لا نهائية
وقف الرجُل العجوز على المنصة أمامنا يحمِل أوراقاً قد تبني حياتي ..
انتظَرتُ طوالَ عامٍ دراسيّ كامِل , لا . بل مسيرتي الدِراسية كامِلة تعتمِد على التصريح القريب..
كان عليّ أن أفعَلها , لن أحِب دراسة العام نفسه مرتين !
لقد بذلتُ جهدي , الحصاد هو المرحِلة الأخيرة..
التفتُ إلى والِدتي القابِعة قربي , كانت تنتظِر بترقُبٍ وَهجَ في عينيها..
بيننا وعُودٌ كثيراً , في داخِلي مُستقبَل !

كان الرجُل يذكُر الأسماء ببطءٍ شديد , أو هكذا خُيّلَ إليّ..
تتلوه هُتافات مُستبشِرة من جمعِ الطُلاب والمُعلمين , وتصفيق آباءٍ وأمهات..

توقّفَ الزمَن بالنِسبة إلي , لم أستوعِب سماع اسمي إلا وأطلقتُ صرخةَ داخِلية..
انعكَست خارِجياً بدموعِ عدَم التصدِيق , شعرتُ بوالِدتي تُعانِقني نصف باكِية وضاحِكة..
نشوة عجيبة أحاطَتْ بي حين وقفتُ بوجِهٍ مُحمَر وابتِسامة سعيدة..
تقدّمتُ نحو المنصة وأنا أشعُر بزهو وبهجة..
أمسكتُ بشهادَة جُهدي ووقتي , بالورقة التي سخّرت كُل شيء لأجلها..
إنها بين يدي حقيقةً ! هذا ليس حُلماً !
وُجِهَت إلى كلِماتُ تهنئة تقبّلتُها بابتِسامة وضحكة من القلب..

~


لي عودَة ..~

.....
...
.
.
.


__________________
وأنا على عَهدِك ووَعدك ما استَطَعت، حتَى آتيك بقلبٍ سليم و نفسٍ مُطْمئنة..



  #127  
قديم 03-19-2014, 09:43 AM
 

[align=center][tabletext="width:100%;background-color:black;border:6px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center] .
.
.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


آخخ ... تأخرت و أنا ما كنت أريد استنى لآخر لحظة .. بس سبحان الله أنا اتبع مبدأ "أجل عمل اليوم للغد" xD


الموقف الثالث : جريمة في منزل مهجور



"الفضول يقتل صاحبه"

لكم سمعت بهذه العبارة لكني لم أعرف معناها حتى عشتها الليلة حقيقة !

كنت أشعر بانقطاع أنفاسي و أنا أرتقي الدرج القديم المهترئ جريا بصعوبة ، و كان يصدر صريرا محتجا عند كل خطوة أخطوها عليه ..
فوثقت بأن صوت وقع أقدامي وسط هدوء المكان سيكون مسموعا له بوضوح !

توقفت حين بلغت ممرا طويلا على جانبيه عدد كبير من الغرف ،
أيقنت مصدومة إلى أني لا أعرف أين اتجه ... كانت غزيرة البقاء هي ما يقودني للهرب دون تخطيط ،
فركضت إلى أقرب الغرف و التي كانت مشرعة الباب ، فارغة إلا من الغبار و بعض قطع الأثاث المغطاة بملاءات بيضاء تبدو كالأشباح في العتمة ...
اختبأت من فوري في الحمام الذي كان في بقعة منزوية غير واضحة ... و ابتهلت لله شكرا حين عمل قفل الباب القديم فأغلقته على نفسي بإحكام !
بدا لي ذلك صائبا جدا .. ربما لن يفكر أن يأتي و يبحث عني هنا ، فهذا سيكون مخبأ سهلا و سيعتقدني قد فررت بعيدا !


‎لاحظت أني أرتجف بشدة ، و أن أنفاسي مازلت مقطوعة ، كما و أن يداي المتشبثتان بالمصباح اليدوي كانتا باردتين و تتعرقان ..
دعوت الله ألا استسلم لحال من الهيستيريا فذلك لن ينقذني ،
و راح عقلي المكبل بالفزع يستذكر كيف بدأ كل هذا ...

كنا ثلاثة ... فكرنا بسذاجة و حمق بأننا ضجرات و المغامرة هي ما يلزمنا !
فتسللنا إلى هذا المنزل المهجور منذ عقود ... كنت من اقترح على صديقتي أن نأتي ليلا لمزيد من الإثارة ،
لكن التسلية ليست ما وجدناه في إنتظارنا هنا ...

شعرت بارتجاف جسدي يزداد حتى ما عدت أقوى على الانتصاب على قدمي ،
فانزلقت جالسة على أرضية الحمام الباردة المتسخة ...


حدقت للحظات بالظلال المتطاولة التي رسمها ضوء المصباح على جدران الحمام القديم ،
قبل أن يكتسحني الذعر لأنه قد غاب عن ذهني إطفاء مصباحي اليدوي ...
فأسرعت اضغط زر الاطفاء بيدين مرتعشتين ..

و جمدت بغير حراك بعدها طيلة دقيقة كاملة حابسة أنفاسي ...
هل رأى الضوء متسربا من تحت الباب ؟! أين هو الآن يا ترى ؟!
ذلك القاتل الذي شهدنا جريمته بدخولنا المنزل ، فقرر بغير رحمة إنهاءنا نحن أيضا !!

انحدرت دمعة كبيرة على خدي و شعرت بأنني أختنق أكثر حين فكرت في صديقتي الاثنتين ...
كنت قد سمعت بقلب ملكوم صرخة لورا قبل لحظات قليلة ...
و قبلها ارتفع دوي طلقة ارتبطت بفانيسا ..
لورا و فانيسا ...
الجميلتين المرحتين ..
رفيقتي الشجاعتين ...
لا أستطيع استيعاب كيف انتهى أمرهما هكذا ..
يبدو الأمر و كأني استيقظت لأجد نفسي عالقة وسط أحداث فيلم مرعب !!

رحت ‎أركز على عملية التنفس ... شهيق .. ‎زفير ، بعمق و بطء ...
قد يقضى علي ‎الربو ببساطة مع كل هذا الانفعال فأموت دون أن يتكبد الرجل المخيف أي عناء !

ضربة مدوية مفاجئة على الباب ‎جعلتني ‎أجفل ‎بعنف .. ليهبط قلبي بين قدمي رعبا ..

_أعرف أنك في الداخل !

لم يكن صوته صارخا قاسيا و لا مهددا ، بل كان منخفضا مبحوحا ذكرني بالأفعى وهو يواصل بنغم حلو :
_أخرجي ... أخرجي حيثما تكونين ... أنت بارعة في لعبة الاختباء لكني فتشت عنك جيدا ... و قد ربحت ... كوني فتاة صالحة ... و افتحي لي الباب الآن !

رحت أكافح موجة الرعب التي اجتاحتني لأستطيع التنفس ، لكن حنجرتي أخذت تضيق شيئا فشيئا ..
حتى ما عاد الهواء ينفذ لرئتي ..
لم أستطع الحراك .. و لا التفكير بأي وسيلة للفرار .. و كجرذ في مصيدة كنت متكورة في أبعد نقطة عن الباب ألهث بإختناق و تشنج و عيناي تدمعان ألما ..
تساءلت إن كنت سأموت قبل أن يحطم الباب حتى ... فقد كنت واثقة أنني ...
راحلة لا محالة ....



~يتبع بباقي المشاركات

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________




افتَقِدُني
music4


التعديل الأخير تم بواسطة Prismy ; 03-19-2014 الساعة 12:23 PM
  #128  
قديم 03-19-2014, 03:50 PM
 

[align=center][tabletext="width:100%;background-color:black;border:6px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center] .
.
.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



‎الموقف الرابع : حقيقة ساعة الرحيل‎


أتراك تصدقني و تعذرني إن علمت بالحقيقة ؟!
لم أشأ أبدا أن أسلك دربا كالذي سلكته معك ...
و اليوم في نهاية هذا الدرب .. نهايتي و نهايتك ... يقابلني مفترق طرق يكاد يمزقني !
أيكون ذنبا آخر .. إيلامك بالحقيقة في أشد لحظاتك ضعفا ؟!
أم يكون استمرارا للخيانة .. تركك غافلا و الحقيقة مخفية عنك و عن الجميع ؟!


تنظر إلي الآن بوجه شاحب أبيض كملاك محتضر ..
و تبتسم لي بوهن حين أناديك باسمك باكية ...
ترفع يدك المغروس في ظهرها إبرة المغذي ، و رغم مشقة الأمر عليك .. تداعب وجنتي برقة و أنت تمسح دموعي بإبهامك ..

و حين تقابل عيني عينيك التين تبرقان حبا و حزنا لأجلي ، يتفتت قلبي ألف قطعة ... و أعلم أني لا أستحقك !
لا استحق حبك و عطفك فهما ليسا لي !

و مع ذلك .. و رغم أنه ليس من حقي ،
إلا أني أحبك ... لو تعلم كم أحبك ... و كم أحببتك منذ اللحظة التي رأيتك فيها أول مرة قبل سنوات !

أتذكر ذلك اليوم ؟!
و كيف لك ألا تذكر الطفلة الباكية ذات الظفيرتين السوداوين ، تلك التي أشفقت على ضياعها فساعدتها على العودة لبيتها ، فقط لتلقى قنبلة تنتظرك هناك ...

كنت قد دعوتني بالصغيرة الجميلة في ذلك اليوم ، لكنك أنت من كنت جميلا و عيناك الطيبتان الخضراوان يرتسم تحتهما خطان كلما تبتسم !

أذكر أن الشمس غابت فذعرت و بكيت من جديد .. لكنك خففت عني تماما كما تفعل الآن ،
و أمطرت السماء فخبأتني تحت معطفك ... و منذ لحظتها و أنا معك في أمان جم ..

كنت قد شعرت معك و كأني لطالما عرفتك ، و كأنك لطالما كنت معي ...

لكنك ... حين التقيت والدتي تلك الليلة شحب وجهك بشدة ، كنت مصدوما ...
و لم تكن أمي أقل صدمة منك ... وحدي شعرت بالحيرة عندما تعلق ناظراك بي ... و بدوت متألما و سعيدا في ذات الوقت ، كأنك غير راغب في التصديق ،
حاولت أن تسأل أمي دون أن تتحول عيناك عني :
‏_هل هي ... هل هي ...

لكنك لم تستطع ، و هي لم تجبك ، بل ‏سحبتني بعيدا عنك و طالبتك صاخبة بالرحيل ..

عرفت منها لاحقا قصة زواجها بك ، ثم هربها منك ..
مازلت لا أفهم كيف لم تنسجما ؟! لماذا قد يهرب شخص ما منك و أنت المهرب .. بل كل الأمان ؟!

فهمت بعدها عما كنت تسأل يومها و تمنيت لو أني ابنتك حقا !
أردتك أبا لي .. إلى الحد الذي جعلني أبحث عنك و أجدك بعد وفاة أمي ..

أخبرتك أنك أبي ... فصدقتني و احتضنتني تحت جناحك ،
عشت سنوات على هذه الكذبة كما جعلتك تعيشها أنت أيضا ...
و في كل يوم كانت كذبتي تتعمق و تكبر فارسم لها الأدلة و البراهين !

أنا لست ابنتك ... أحببتك بأكثر مما قد تحب الابنة أباها ... لكني لست ابنتك !
فهل تسامحني ؟!!
لم أرغب في توديعك بكذبة .. فهل ستكرهني ؟!


لماذا لا أراك متفاجئا ؟!
لماذا تبتسم لي و قد عرفت أني لا استحق ابتسامتك بعد الآن ؟!

تظلل عينيك الحبيبتين غشاوة من الدموع ... و أنت تقول لي :
‏_لقد تبعت قلبك بنيتي ... سأبقى شاكرا لك إلى الأبد على ذلك ... لكن ثمة ... ثمة أمر آخر .. لا تعلمينه ..

بدأت تسعل بعنف و تخبطت أجهزة المراقبة المعلقة بجسدك المريض تولول منذرة في أنحاء الغرفة ،
فتركت مقعدي و جثوت بجوار رأسك لأمسك يدك التي تشد بقوة على يدي ...
لم تكن يدك دافئة كما العادة .. و انزلقت دمعة على جانب وجهك بينما تغمض عينيك و تتنفس بعنف ...
تمنيت بكل ما لدي من قوة لو أملك سبيلا لإنقاذك ...

‏_أبي ...

لم أستطع أن أناديك بغيرها ، لكنك استجبت لي تفتح عينيك ببطء ... و كأن ندائي لك بتلك الكلمة هو كل الصواب !

‏_أصغي إلي كاترين ... أمك ... أمك لم تكن صادقة معك ... هي .. لم تتزوج مجددا .. و أنت .. أنت .. ابنتي ...

همست كلماتك القلائل بشق الأنفس ... لكني فهمت من بينها .. كل شيء ..
كل الحقيقة ..



‏*استخدمت أسلوب المخاطب كراوي لأول مرة .. ادري تخلف !* >> طيران للموقف التالي ‏xDD


‏‎
.
.
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]‏
__________________




افتَقِدُني
music4

  #129  
قديم 03-19-2014, 04:34 PM
 

[align=center][tabletext="width:100%;background-color:black;border:6px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center] .
.
.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



الموقف الخامس : سقطة حلم !‎


سلطت الأضواء علي ..
و حدقت إلي أزواج لم أستطع إحصاءها من الأعين بصمت قاتل ...
اكتشفت كم كان مريحا ما إن ارتفعت بعده فجأة موجة ضحك شملت جميع الحضور و اهتز لها المسرح كله ..

لم أقوى على النهوض من الأرض ، و لا على رفع عيني التين احترقتا بدموع المهانة ...
و لم أفهم لماذا يلازمني سوء الحظ دوما ؟! لما أنا ؟!
كيف حلت الكارثة على شكل كابوس ... و سقطت على وجهي أمام مئات المتفرجين ....

لكن فكرة واحدة راحت تلح علي ... فكرة واحدة مؤلمة بقدر ما بدت لي منطقية ...
أهربي ... ابتعدي عن انظارهم ... اختفي ...

ظننتني لن أحتاج الهرب بعد اليوم ... ظننتني ودعت الاخفاق و الفشل و السخرية ...
لكن تلك الخصال هي جزء مني .. سيلازمني إلى الأبد ...

ارتفعت بضع تعليقات ساخرة تسأل لما لم أتحرك ..
و اندفع اثنان من تقنيي الكواليس لمساعدتي علهما يلملمان شيئا من كرامتي و سمعة الحفل المبعثرة ...

‎لكني ‎نهضت ‎واقفة قبل أن ‎يصلا إلي .. و بالسرعة نفسها .. و برؤية مظللة ‎بالدموع اندفعت مغادرة المسرح ..
تاركة خلفي حلما ... لن يتحقق ...


^يعني صراحة .. صراحة بنت سلبية ... ما في داعي لتجميل الحقيقة xD


‏/


الموقف السادس : مشهد تعيس !

مكمم الأفواه كان .. ذلك الحشد الغفير الذي التف بأمر الطاغية المغتصب حول منصة الإعدام ، يرقب بأعين عجز أميرهم وريث الحكم !
وهو يتقدم نحو موته بخطوات مهيبة ، و تعابير لا تعترف بالرهبة ، شأن من يملك دماء نبيلة و روحا متأصلة الكبرياء !
الصرخات التي لم تنطق بها الألسن الجامدة فاضت بها دموعهم الغزيرة ، حتى الرجال لم يتحفظوا على الدمع هذا النهار و هم يرون آخر وعد بحياة حرة كريمة يضمحل بإنطفاء شعلة ثورتهم !

و رغم ما فقده قائدهم الحر و ما يواجهه ، بقي رأسه مرفوعا بأنفة حتى و حبل المشنقة يلف حول عنقه ، عيناه التي مرت بأوجه الجمهور بقسوة من يرفض الحزن أو الاستسلام من بعده ، فضحتا أنين إشتياق لمن رحلوا ،
صورهم ارتسمت أمامه بوضوح .. تعده بسلام العالم الآخر ..




‏^عاد هذا مشهد من زمان كتبته ... قلت بما إنه تعيس نوعا ما يمكن ينفع ‏


‎.
.
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________




افتَقِدُني
music4

  #130  
قديم 03-19-2014, 04:55 PM
 

[align=center][tabletext="width:100%;background-color:black;border:6px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center] .
.
.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



الموقف السابع : مشهد مخيف !




حدقت أمامها بعيون تكاد تبتلع ملامحها اتساعا ،
شاحبة الوجه و باردة الأطراف ، ترتعش بشدة ..
لقد قضي عليه حتما ... قضي عليه !
رفيقها الوحيد و مؤنسها في هذه الرحلة التي استحالت كابوسا .. ليس الرجل الأفضل فلم يكن يعجبها بعجرفته و ميله للتسلط .. لكنها لا تستطيع أن تتقبل ملاقاته لمصير كذاك ... هو رجل شديد الطموح لا يستحق هذا .. لا أحد يستحق هذا !

أطبقت جفنيها بقوة حال أن رأت تلك المخلوقات المروعة تنقض على جسده بأعداد لا حصر لها ،
انتفضت دون توقف و جسدها يتأرجح للأمام و الخلف في مخبئها الصغير هذا و الخفي عن الأنظار ...
كان شقا في الجبل بالكاد استطاع جسمها العبور منه لتجده جحرا لا مخرج آخر له ، فتكون بذلك عالقة .. تشهد من خلال شجيرات و نباتات هذه الأدغال نهاية رئيسها ..
على يد المخلوقات التي سعى لمعرفتها طوال حياته !

وثبت من جلستها بغتة و اصطدم رأسها بالسقف الحجري المنخفض بينما تكمم بيدها صرخة جزع هزت كيانها ،
كادت تفلت منها فتدوي في المكان منافسة لدوي صرخات الرجل المحملة بجميع مفاهيم العذاب ... كانت تصلها مصحوبة بأصوات فظيعة لتمزق لحم .. و دك و سحق عظام ،
يأكلونه حيا .. يأكلونه حيا يا الله ...
توسلت بكل عزيز أن تنجو من هذا الكابوس ، وهي تلتصق بالجدار الصخري أبعد ما تستطيع عن الفتحة و الأصوات مازالت تصلها بوضوح ،
استمر جسدها يرتجف حتى أوشكت أن تصاب بإنهيار عصبي .. و عيناها مازلتا مطبقتين برجاء يائس للنجاة ...
لكن ذلك لم يمنع الصورة التي ارتسمت في رأسها .. لتلك المخلوقات المروعة البعيدة كل البعد عن أي حيوان معروف ..
ست قوائم و جذوع وبرية حشرية الشكل أكبر من حجم الإنسان مرتين و أسرع منه أربعا ..
ثم فكين ضخمين واسعي الإنفراج .. فوق عيون سفلية شبكية كأنها أعين نحل !!

تغرز قوائمها الست في الجسد البشري .. تمزقها و تشرع في التهامه دون أن تنتظر سكون ارتعاشة الموت في فريستها ،
صورة ... منحت كلمة "رعب" أبعادا و معاني جديدة ...


فجأة أجفلتها ضوضاء قريبة بشدة هوى معها قلبها المسكين بين قدميها منكمشا ،
فتحت عينيها باتساع .. و ما إن أبصرت سبب الضوضاء حتى نسيت التحفظ على صرخات ذعرها ،
فأمام فتحة الكهف الصغير الذي اختبأت فيه .. امتدت قوائم المخلوق الأكثر فتكا و رعبا ..
تلامس قدميها و ساقيها .. تحاول الوصول إليها ..

لم يكن هناك مفر .. الآن و قد وجدتها .. مصير مشابه كان في إنتظارها حتما ...‏‎


<< علقت على ذا الفيس ‏xD
.
.
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________




افتَقِدُني
music4

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:53 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011