عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 04-08-2013, 01:29 PM
 
[frame="9 80"]

تميز الإسلام عن حضارات الصراع
17/12/2012
د. محمد عمارة
******
من "الآيات المنهجية" في القرآن الكريم، تلك التي تحدثت عن نسبية العلم الإنساني.. وجزئية المعرفة الإنسانية، وذلك تبعًا لنسبية مدركات العقل الإنساني ـ بالقياس إلى العلم الإلهي: الكلي .. والمطلق.. والمحيط ـ {وفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}.. {وقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً}.
******
وقصة نبي الله موسى ـ عليه السلام ـ مع صاحب العلم اللدني ـ في سورة الكهف ـ شاهد على الفارق بين النسبي وبين اللدني في المعارف والعلوم: {فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً}.
******
فالعلم الإنساني ثمرة الوجود والموجود.. بينما العلم الإلهي مصدر للوجود والموجود.. ولذلك يوصف الله ـ سبحانه وتعالى ـ بأنه "عالم" ولا يوصف بأنه "عارف" ـ لنسبية المعرفة.. وجزئيتها.. ولسبق الجهل لها ـ .. كما يجوز للإنسان أن يقول: عرفتُ الله.. ولا يجوز له أن يقول: علمتُ الله.. لاستحالة إحاطة الإنسان بعلم ذات الله وكنهه ـ سبحانه وتعالى .
******
كما يوصف الله ـ سبحانه وتعالى ـ بأنه "الشارع" للشريعة الإلهية ـ التي هي علم إلهي كلي، ووضع إلهي مطلق ومحيط ـ ولا يوصف ـ سبحانه ـ بأنه "فقيه".. لأن الفقه معرفة جزئية، متغيرة، يثمرها الفكر والتعقل في فقه الواقع وتنزيل الشريعة على هذا الواقع المعيش ـ وجميعها صفات إنسانية يتنزه عنها الخالق ـ جل وعلا ..
******
ولأن التنوع والتمايز والتعدد والاختلاف سنة من سنن الله التي لا تبديل لها ولا تحويل ـ سواء في عوالم الخلق أو الأفكار ـ جاءت الآيات القرآنية التي تزكي "منهاج التعددية والتنوع والاختلاف" ـ في الخلق.. وفي الشرائع.. وفي الملل ـ والنحل .. والثقافات.. واللغات والقوميات .. والحضارات.. والأنواع والأجناس والألوان.. والقبائل والأمم والشعوب ـ مع التأكيد على دوام هذه السنة في التعدد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها { إنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى } ، {الَذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْداً وسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى}
،{ ولِكُلٍّ وجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ} ، {وأَنزَلْنَا إلَيْكَ الكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الكِتَابِ ومُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ولا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً ومِنْهَاجاً ولَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً ولَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}.
******
ومن المناهج القرآنية "منهاج التدافع" ـ البديل "لمناهج الصراع" ـ .. فالتدافع: حراك اجتماعي وفكري.. يصحح الخلل.. ويزيل الظلم.. ويعيد العلاقات بين الفرقاء المختلفين والمتمايزين إلى مستوى العدل والتوازن ـ مع المحافظة على التعددية ـ {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} ، { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ}، {ولا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ ولا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإذَا الَذِي بَيْنَكَ وبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ ولِيٌّ حَمِيمٌ}
******
فهذا التدافع، هو حراك يعدل المواقف، مع الحفاظ على التعددية.. بينما الصراع يجهز على التعددية عندما يصرع الطرف القوي بقية الأطراف { فَتَرَى القَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ. فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّنْ بَاقِيةٍ} ؛ وبهذا المنهاج القرآني تميزت الحضارة الإسلامية عن حضارات الصراع والصدام.
******
*إسلام ويب*


[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 04-10-2013, 05:36 PM
 
[frame="9 80"]

المسلمون في فرنسا.. بين تحدي الاضطهاد والإساءة للإسلام
02/12/2012
مجلة البيان العدد 304
******
عندما تتحوّل المبادئ إلى شعارات زائفة، وعندما تتحول الحرية إلى تمثال يدخل متحف التاريخ؛ عندها فقط يقف المرء ليتعجب ويتدبر أمر هؤلاء الذين ملؤوا رؤوسنا بحرية التعبير وحرية التدين والتعددية الثقافية والتعددية الدينية وحماية الحريات.. كيف سقطت هذه الدعوات في مستنقع القهر والإجبار؟ كيف عادت محاكم التفتيش؟ وكيف انقلب ما يسمى الحرب على الإرهاب إلى إرهاب حقيقي يدمّر كل إنجازات الحضارة الغربية وفلسفات الثورة الفرنسية وأغلى ما أنجزت (الحرية الدينية)؟!.. لقد كانت فرنسا تفخر بحرية التعبير عن الرأي وحرية التعبد وحرية الملبس وحرية الاعتقاد.. فما دهاها؟ ماذا حدث في مدينة النور والتنوير "باريس؟
******
إنه العداء الفرنسي التاريخي للإسلام والمسلمين والخوف من الإقبال المتزايد من الفرنسيين على الدخول في الإسلام، فضلاً عن تضخم الأقلية المسلمة التي أصبحت تتعدى نسبة الـ 10 ٪ من إجمالي عدد السكان في فرنسا البالغ 60 مليوناً، والذي تؤكد المؤشرات أنه أصبح في تناقص مستمر مقابل الزيادة المطردة للمسلمين. ومظاهر العبادة كتأدية صلاة الجمعة والعيدين في الخلاء، فضلاً عن تصدي الأقلية المسلمة لمحاولات الإساءة للرسول عليه الصلاة السلام، ومحاولات الإساءة للإسلام بوجه عام؛ كل هذه المظاهر أعلنت عن المسلمين بشكل أقلق أصحاب النزعات العنصرية والمتطرفة منهم، ودفعهم لمجابهتها بصورة عنيفة ومباشرة.
******
تتوزع الأديان في فرنسا على النحو التالي:
*****************
رومان كاثوليك (من 83 ٪ - 88 ٪)، بروتستانت (2 ٪)، يهود (1 ٪)، مسلمون (من 6 ٪ - 10 ٪)، أخرى (4 ٪)؛ وطبيعة هذه الأرقام لا تتجاوز كونها استقراءات علماء الاجتماع واستطلاعات مختصّة للرأي.
وفرنسا دولة لا دينية منذ عام 1905، فهي لا تعترف بالأديان ولا تعاديها (المفروض والمعلن)، فدستورها ينص في مادته الثانية على أنها "جمهورية علمانية، لكنها تحترم كل الأديان". فنظرياً وقانونياً، يُعامل الإسلام في فرنسا كما تعامل جميع الأديان، بما في ذلك الكاثوليكية التي كانت فرنسا تُعتبر ابنتها البكر قبل الثورة الفرنسية.
******
فأصبح الإسلام منذ ستينيات القرن العشرين الدين الثاني في فرنسا، ويُرتّب الإسلام حسب الأهمية مباشرة بعد الكاثوليكية، وقبل البروتستنتية واليهودية بكثير. وينتشر المسلمون في مدن فرنسا وفي ريفها على السواء، وأغلب المسلمين من أبناء أو أحفاد الطبقة العاملة الوافدة من المغرب العربي ومن الجزائر بالأخص (35 ٪)، ثم المغرب(25 ٪)، فتونس (10 ٪). ويوجد أيضاً مسلمون منحدرون من إفريقيا، لا سيما من البلاد التي كانت قد استعمرتها فرنسا، مثل: مالي والسنغال والنيجر وساحل العاج، كما يوجد كذلك مسلمون من بلاد المشرق العربي مثل: سورية ومصر والعراق وفلسطين، إضافة إلى أعداد كثيرة من المسلمين الأتراك (360000 نسمة).
******
إن عدد الجمعيات والهيئات التي تمثل الإسلام في فرنسا كثير، وأبرزها: المعهد الإسلامي ومسجد باريس الكبير الذي دشن في 1926، والمساجد الإقليمية التابعة له، واتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، والفيدرالية الوطنية لمسلمي فرنسا، وجماعة الدعوة والتبليغ، وتوجد جمعيتان كبريان لتمثيل الأتراك.
******
سياسات الإساءة للإسلام وللرسول عليه السلام:
*****************
تدور معظم الإساءات حول تشجيع المنظمات العنصرية التي تعادي وتسيء للإسلام والمسلمين، وعدم تجريم من يسيء للإسلام، سواء بالرسوم الكاريكاتورية أو المقالات أو البرامج والأفلام التلفزيونية، وفي المقابل تجريم كل من يسيء لليهود واتهامه بمعاداة السامية.
******
سياسات الاضطهاد للأقلية المسلمة:
**************
يمكن تركيز هذه السياسات في قانون تجريم النقاب في الساحات والميادين والأماكن العامة والأماكن الحكومية بالغرامة المالية والسجن في المرة الثانية، وقانون منع الحجاب من المدارس والجامعات والهيئات الحكومية المختلفة، وقانون حظر الصلاة في الشوارع والساحات العامة وأمام المساجد، وقانون عدم منح الإقامة أو تجديدها إلا بعد عمل اختبار للمهاجر يتم فيه التأكد من إجادته اللغة الفرنسية واحترام التقاليد الفرنسية وعدم التمسك بالأصول الإسلامية وتغليبها على القواعد الفرنسية.
******
لقد سقطت أقنعة التسامح والتعددية الثقافية والتعددية الدينية وسقطت معها كل دعوات التفاهم والتحاور؛ لتظهر حقيقة الوجه الفرنسي، فلا نامت أعين دعاة التعايش، ولتخرس ألسنة أصحاب الحوار.
******
*إسلام ويب*
[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 04-11-2013, 05:11 PM
 
[frame="9 80"]

قضاة زينوا ساحات القضاء
22/11/2012
خالد سعد النجار

*****
دأب الغرب العلماني على توجيه الانتقادات للمنهج الإسلامي فيما يتعلق بسجل حقوق الإنسان بالتلميح تارة وبالتصريح تارة أخرى، ونسي هذا المشفق على حقوق الإنسان ماضيه الاستعماري الذي قام على قهر الشعوب الضعيفة وسلب خيراتها، كما نسي حاضره الذي يقدم النفعية والمصلحة الشخصية على النزعة الإنسانية، حتى صارت كلمة "حقوق الإنسان" شعارًا أجوف مفرغًا من محتواه العملي..
******
بل نسي الغرب روعة الإسلام في تحقيق المساواة بين أبنائه أمام القانون، فلقد ازدان تاريخ القضاء في الإسلام ببدائع من مواقف قضاة العدل، وزها بروائع من انصياع خاصة المسلمين وعامتهم لشرع الله ونزولهم عند أحكامه، فكان له في العدل السبق والتفرد بين حضارات الدنيا بأسرها.
******
خطورة منصب القضاء:
**********
لما كان العدل دعامة الأمم الراشدة، حرص الإسلام على تأكيد أهمية دور القضاء وخطورة موقعه في الأمة الإسلامية، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْل} [النساء: 58].
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وَلُوا" (مسلم).
لكن بريق منصب القضاء وعلو قدره، جعل النفوس الضعيفة تهفو إليه لتحوز الشرف والمكانة في الدنيا، متغافلة عن عبء القيام بحقه من واجبات العدل، فكان في المنصب هلاكها يوم القيامة؛ لذلك حرص المرء على الشرف بطلب الولايات أشد إهلاكًا له من حرصه على المال، فإن طلب شرف الدنيا والرفعة فيها والرياسة على الناس والعلو في الأرض أضرّ على العبد من طلب المال، وضرره أعظم والزهد فيه أصعب، فإن المال يبذل في طلب الرياسة، وطلب الشرف بالولاية خطر جدًّا، وهو في الغالب يمنع خير الآخرة وشرفها وكرامتها وعزها..
******
قال تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83]. وقلّ من يحرص على رياسة الدنيا بطلب الولايات فيوفق بل يوكل إلى نفسه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سمرة -رضي الله عنه-: " يا عبد الرحمن بن سمرة، لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها" (البخاري).
من أجل هذا هاب الصالحون منصب القضاء وتبعاته، وحرصوا على دفعه عن أنفسهم. ويروي لنا تاريخ الإسلام في ذلك مواقف مضيئة، نذكر منها ما رُوي من أن عثمان بن عفان عرض على ابن عمر -رضي الله عنهما- القضاء، فأَبَى، ولما ألح عليه لقبوله مذكرًا إياه بأن أباه كان يقضي، قال عبد الله: "إن أبي كان يقضي، فإذا أشكل عليه شيء سأل النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا أشكل على النبي صلى الله عليه وسلم سأل جبريل، وإني لا أجد من أسأل".
******
وروي أن الخليفة الوليد بن عبد الملك أراد أن يولي (يزيد بن مرثد) القضاء، فبلغ ذلك يزيد، فلبس فروة وقلبها، فجعل الجلد على ظهره والصوف خارجًا، وأخذ بيده رغيف خبز وعرقًا (أي عظم عليه لحم)، وخرج بلا رداء ولا قلنسوة (أي حاسر الرأس) ولا نعل ولا خف، وجعل يمشي في الأسواق ويأكل، فقيل للوليد: إن يزيد قد اختلط (أي خرف)، وأُخبر بما فعل، فتركه الوليد.
******
وسأل بعضهم وكيعًا عن مقدمه هو وابن إدريس وحفص على هارون الرشيد، فقال: كان أول من دعا به أنا. فقال لي هارون: يا وكيع، إن أهل بلدك طلبوا مني قاضيًا، وسموك فيمن سموا، وقد رأيت أن أشركك في أمانتي. فقلت: يا أمير المؤمنين، أنا شيخ كبير، وإحدى عيني ذاهبة، والأخرى ضعيفة. فقال هارون: اللهم غفرًا، خذ عهدك أيها الرجل وامض.
فقلت: يا أمير المؤمنين، والله لئن كنت صادقًا إنه لينبغي أن لا يقبل مني، ولئن كنت كاذبًا، فما ينبغي أن تولي القضاء كذابًا. فقال: اخرج. فخرجت، ودخل ابن إدريس، وسمعناه يسلم سلامًا خفيًّا، فقال له هارون: أتدري لما دعوتك؟ قال: لا. قال: إن أهل بلدك طلبوا مني قاضيًا، وإنهم سموك لي فيمن سموا، وقد رأيت أن أشركك في أمانتي، وأدخلك في صالح ما أدخل فيه من أمر هذه الأمة، فخذ عهدك وامض. فقال له ابن إدريس: وأنا وددت أني لم أكن رأيتك. فخرج، ثم دخل حفص فقبل عهده.
******
وجمع عدي بن أرطاة بين إياس بن معاوية والقاسم بن محمد، وقال: إن أمير المؤمنين أمرني أن أولِّي أحدكما قضاء البصرة، فماذا تريان؟ فقال كل منهما عن صاحبه: إنه أولى منه بهذا المنصب، وذكر من فضله وعلمه وفقهه ما شاء الله أن يذكر. فقال عدي: لن تخرجا من مجلسي هذا حتى تحسما هذا الأمر. فقال له إياس: أيها الأمير، سل عني وعن القاسم فقيهي العراق الحسن البصري ومحمد بن سيرين، فهما أقدر الناس على التمييز بيننا.
******
وكان القاسم يزورهما ويزورانه، وإياس لا تربطه بهما رابطة، فعلم القاسم أن إياسًا أراد أن يورطه، وأن الأمير إذا استشارهما أشار به دون صاحبه، فما كان منه إلا أن التفت إلى الأمير وقال: لا تسأل أحدًا عني ولا عنه -أيها الأمير- فوالله الذي لا إله إلا هو إن إياسًا أفقه مني في دين الله، وأعلم بالقضاء، فإن كنت كاذبًا في قسمي هذا فما يحل لك أن توليني القضاء، وأنا أقترف الكذب، وإن كنت صادقًا فلا يجوز لك أن تعدل عن الفاضل إلى المفضول. فالتفت إياس إلى الأمير وقال: أيها الأمير، إنك جئت برجل ودعوته إلى القضاء فأوقفته على شفير جهنم، فنجّى نفسه منها بيمين كاذبة لا يلبث أن يستغفر الله منها وينجو بنفسه مما يخاف. فقال له عدي: إن من يفهم مثل فهمك هذا لجدير بالقضاء حريّ به، ثم ولاّه قضاء البصرة.
******
مواقف ناصعة:
******
منصب القضاء في الإسلام من أعلى المراتب؛ لقوله تعالى: {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ} [غافر: 20]. فكأن القاضي نائب عن الله في حكمه وفتواه، يقول الإمام الغزالي: "إنه أفضل من الجهاد؛ لأن طباع البشر مجبولة على التظالم، وقلّ من ينصف من نفسه، والإمام مشغول بما هو أهم منه، فوجب من يقوم به، فإن امتنع الصالحون له منه أثموا، وأجبر الإمام أحدهم".
ولقد جاءت دوحة الإسلام برجال وقضاة أفذاذ، قوّالين بالحق، أمّارين بالمعروف، لا يعصون الخالق في طاعة المخلوق، وهؤلاء هم الذين تحتاج الأمة إلى أمثالهم؛ إذ الأمة لا تحتاج إلى شيء من الأخلاق احتياجها إلى العدل والمساواة وعدم الإغضاء على تعدي حدود الله رهبةً من السلطان.. هؤلاء الذين تحيا بهم الأمم، وتشرق بهم الأيام، وتعلو بهم قداسة الحق، فتطيب بهم الأيام.
******
فمن مواقفهم الناصعة مع ذوي السلطان ما رُوي أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- افتقد درعًا له كانت أثيرة عنده، ثم ما لبث أن وجدها في يد رجل يهودي يبيعها في سوق الكوفة، فلما رآها عرفها، وقال: هذه درعي سقطت عن جمل لي في ليلة كذا وفي مكان كذا. فقال الذميّ: بل هذه درعي، وفي يدي يا أمير المؤمنين، وبيني وبينك قاضي المسلمين.
فقال علي: أنصفت! فهلم إليه. فلما صارا عند شريح القاضي في مجلس القضاء، قال شريح لعلي -رضي الله عنه-: لا ريب عندي في أنك صادق فيما تقوله يا أمير المؤمنين، ولكن لا بد لك من شاهدين. فقال عليّ: نعم مولاي قنبر وولدي الحسن يشهدان لي. فقال شريح: ولكن شهادة الابن لأبيه لا تجوز. فقال علي: يا سبحان الله! رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة"( الترمذي)
فقال شريح: بلى يا أمير المؤمنين، غير أني لا أجيز شهادة الولد لوالده.
عند ذلك التفت عليّ إلى الذمي، وقال: خذها، فليس عندي شاهد غيرهما. فقال الذمي: ولكني أشهد بأن الدرع درعك يا أمير المؤمنين. ثم أردف قائلاً: يا لله! أمير المؤمنين يقاضيني أمام قاضيه، وقاضيه يقضي لي عليه، أشهد أن الدين الذي يأمر بهذا لحقّ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
******
ويذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء: أن الخليفة أبو جعفر المنصور كتب إلى سوار بن عبد الله قاضي البصرة كتابًا فيه: (انظر الأرض التي تخاصم فيها فلان القائد وفلان التاجر، فادفعها إلى القائد).
فكتب إليه سوار: (إن البينة قد قامت عندي أنها للتاجر، فلست أعطها لغيره إلا ببينة). فكتب إليه المنصور: (والله الذي لا إله إلا هو لتدفعنها إلى القائد). فكتب إليه سوار: (والله الذي لا إله إلا هو، لا أخرجها من يد التاجر إلا بحق). فلما وصل كتابه إلى المنصور قال: (ملأتها والله عدلاً، فصار قضاتي تردني إلى الحق).
******
ومنهم القاضي المنذر بن سعيد البلوطي الذي وَلِي القضاء بقرطبة أيام عبد الرحمن الناصر، وناهيك مِن عدل أُظهر ومن فضل أُشهر ومن جور قبض ومن حق رُفع ومن باطل خُفض.. كان مهيبًا صليبًا غير جبان ولا عاجز ولا مراقب لأحد من خلق الله في استخراج حق ورفع ظلم، استعفى مرارًا من القضاء، فما أُعفي.
******
ويُروى أن الناصر أراد أن يبني قصرًا لإحدى نسائه، وكان بجوار المكان دار صغيرة وحمام لأيتام تحت ولاية القاضي، فطلب شراءه. فقالوا: إنه لا يباع إلا بإذن القاضي، نسأله بيعه. فقال القاضي: "لا، إلا بإحدى ثلاث: حاجة الأيتام، أو وهن البناء، أو غبطة الثمن". فأرسل الخليفة خبراء قدروهما بثمن لم يعجب القاضي، فأباه، وأظهر الخليفة العدول عنهما والزهد فيهما. وخاف القاضي أن يأخذهما جبرًا، فأمر بهدم الدار والحمام وباع الأنقاض بأكثر مما قدر الخبراء. وعزّ ذلك على الخليفة، وقال له: ما دعاك إلى ذلك؟ قال أخذت بقول الله تعالى: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} [الكهف: 79]، لقد بعت الأنقاض بأكثر مما قدرت للدار والحمام، وبقيت للأيتام الأرض، فالآن اشترها بما تراه لها من الثمن. قال الخليفة: أنا أولى أن أنقاد إلى الحق، فجزاك الله عنا وعن أمتك خيرًا.
******
ومواقف العدل حتى مع الأبناء فلذات الأكباد، ومما يُروى في ذلك أن ابن شريح القاضي قال له يومًا: يا أبت، إن بيني وبين قوم خصومة، فانظر فيها، فإن كان الحق لي قاضيتهم، وإن كان لهم صالحتهم. ثم قصّ عليه قصته، فقال له شريح: انطلق فقاضهم. فمضى إلى خُصُومِه، ودعاهم إلى المقاضاة، فاستجابوا له. ولما مثلوا بين يدي شريح، قضى لهم على ولده، فلما رجع شريح وابنه إلى البيت، قال الولد لأبيه: فضحتني يا أبت! والله لو لم أستشرك من قِبل لما لمتك. فقال شريح: يا بُنَيّ، والله لأنت أحب إليَّ من ملء الأرض من أمثالهم، ولكن الله عز وجل أعز عليَّ منك، لقد خشيت أن أخبرك بأن الحق لهم فتصالحهم صلحًا يفوت عليهم بعض حقهم، فقُلْتُ لك ما قلت.
وقد كفل ولد لشريح رجلاً، فقَبِل كفالته، فما كان من الرجل إلا أن فرّ هاربًا من يد القضاء، فسجن شريح ولده بالرجل الفارّ، وكان ينقل له طعامه بيده كل يوم إلى السجن.
******
"إن لنا نحن أبناء هذه الحضارة دين على الشعوب التي حررتها حضارتنا يجب أن نسترده، لا بالتفاخر الكاذب ولا بالأماني والأباطيل، بل بمعرفتنا لقدر أنفسنا وقيمة حضارتنا وسمو تراثنا واستحقاقنا؛ لأنْ نكون الأمة الوسط التي تشهد على الناس، وتقودهم إلى الخير والحق والكرامة، ولعلنا فاعلون إن شاء الله"
******
*إسلام ويب*


[/frame]
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة شهرزادانا ; 04-11-2013 الساعة 05:46 PM
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 04-12-2013, 03:32 PM
 
[frame="9 80"]
مسلمو إثيوبيا وهلاك الطاغية
15/11/2012
مجلة البيان العدد 303
******
اختلفت مشاعر المسلمين في إثيوبيا أثناء عيد الفطر المبارك لعام 1433هـ 2012م بعد سماع خبر هلاك الطاغية ميليس زيناوي، حيث غمرتهم الفرحة والأمل في مستقبل أفضل داخل وطنهم بما يتفق مع عددهم وإمكاناتهم، فقد حكم البلاد بالحديد والنار، وأذاق المسلمين ويلات كثيرة قتلاً وسجناً وتعذيباً وحصاراً اقتصادياً وتضييقاً في العبادة وفي بناء المساجد واستبعاداً وتهميشاً سياسياً واجتماعياً، حتى في أثناء مرضه لم يسلم المسلمون الإثيوبيون من أذاه، وظل زيناوي على عداوته وحقده للمسلمين حتى وهو على فراش الموت؛ ففي أثناء فترة علاجه من مرض موته أصدر قراراً باعتقال جميع المسؤولين المسلمين في الحكومة الإثيوبية ومنعهم من ممارسة أعمالهم لحين التحقيق معهم بخصوص تأييدهم لمطالب المسلمين الإثيوبيين.
******
وهدد بطرد جميع الموظفين المسلمين من أعمالهم الحكومية.. وفضلاً عن عدائه الشخصي والرسمي للإسلام والمسلمين في إثيوبيا وخارجها، فهو صاحب قرار الحرب واحتلال الصومال، ومن قبل قرار ضرب المسلمين في إريتريا، وصاحب اليد الطولى في فصل الجنوب عن الشمال في السودان، والحليف الاستراتيجي لإسرائيل وأمريكا في ضرب المسلمين ووقف المد الإسلامي في شرق إفريقيا، ولعب دور الشرطي الأمريكي والحارس الصهيوني للقرن الإفريقي بمهارة إجرامية فائقة.
******
يمثل المسلمون في إثيوبيا نسبة تتعدى 40 ٪ من إجمالي السكان البالغ عددهم نحو 75 مليون نسمة (حسب إحصائية 2010م).. وتقسيمة الأديان على النحو التالي: المسلمون 40 ٪، الأرثوذوكس ٪50، معتقدات تقليدية 7 ٪، وآخرون 3 ٪.
والتركيبة السكانية في إثيوبيا تتكون من الإثنيات التالية: الأورمو 40 ٪، الأمهرة والتيجراي 32 ٪، السيدامو 9 ٪، الصوماليون 6 ٪، الشانكيلا 6 ٪، العفر 4 ٪، وآخرون 3 ٪.
تتحدث هذه الإثنيات عدداً من اللغات، أهمها: الأمهرية اللغة الرسمية، والتجرينية، والأورومو، والصومالية، والعربية، والإنجليزية، وأخرى محلية.
******
وموقع إثيوبيا بمنزلة القلب من القرن الإفريقي، حيث يحدّها من الجنوب والشرق الصومال، ومن الشرق جيبوتي، ومن الشرق والشمال إريتريا، ومن الشمال والغرب السودان، ومن الجنوب كينيا.
******
لقد أصبح الطريق ممهداً بعد هلاك الطاغية أمام المسلمين للمطالبة بحقوقهم الدينية والسياسية والاجتماعية، وأهمها: الإفراج عن قياداتهم، وتمثيلهم تمثيلاً عادلاً في الحكومة الإثيوبية يتوافق مع أعدادهم التي تتقارب مع أعداد النصارى، فضلاً عن السماح لهم ببناء المدارس والمعاهد الإسلامية وبحرية الدعوة، وإعطائهم الحرية في انتخاب قياداتهم وعدم فرض فرق ومذاهب من قبل الحكومة عليهم كما فعل الطاغية حين فرض على المسلمين الذين هم في غالبيتهم من السنة – فرض جماعة الأحباش لتسيطر على اتحاد الشؤون الإسلامية وتدعو لسب الصحابة وتحقير علماء المسلمين من أمثال: ابن تيمية، ومحمد ابن عبد الوهاب، والدعوة للدخول في فرقة شبيهة بفرق الصوفية وشبيهة بفرق الشيعة.
******
لقد انتهى دور الشرطي الذي يعمل للقضاء على الإسلام تحت مسمى ضرب الإرهاب، بهلاك ذلك الطاغية، وكذلك بجلاء القوات الأمريكية عن المنطقة وانتهاء الحرب العراقية وانتهاء عهد بوش البغيض؛ فعلى الدول الإسلامية أن تدعم مطالبهم في أي مفاوضات مع الحكومة بعد هلاك الطاغية، وأن تمهد لعلاقات اقتصادية واجتماعية وسياسية مع المسلمين في إثيوبيا، وتكون ظهراً لهم في التعامل مع الحكومة تستخدمهم كورقة ضغط في الاتفاقيات الاقتصادية المختلفة لصالح تحسين أحوالهم
******
*إسلام ويب*

[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 04-19-2013, 04:21 PM
 
[frame="9 80"]

من آثار المرابطين المعمارية في المغرب والأندلس
08/11/2012
د علي الصلابي
*****
إن دولة المرابطين تركت آثارًا معمارية بارزة ظلَّت باقية على مرِّ الدهور وكرِّ العصور؛ لترشد الأجيال المتعاقبة على سموِّ حضارة المرابطين المعمارية، ومن أعظم هذه الآثار على الإطلاق
1- جامع القرويين:
*********
من أهم المساجد الجامعة في بلاد المغرب وأكثرها شهرة؛ لكونه جامعة إسلامية عريقة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، وكانت هذه الجامعة تقارع الأزهر الشريف في العلم وتخريج الدعاة والعلماء والفقهاء.
ولقد مرَّ جامع القرويين بثلاثة أدوار:
************
- الأول عند تأسيسه سنة 254هـ/859م.
- والثاني عند الزيادة فيه سنة 345هـ/956م.
- والثالث عندما زيدت مساحته في عصر علي بن يوسف بن تاشفين سنة 530هـ/1135م.
وتولَّى مشروع زيادة مسجد القرويين وتوسيعه القاضي أبو عبد الله مُحَمَّد بن داود؛ بسبب ضيق المسجد بالنَّاس, واضطرارهم للصلاة في الشوارع والأسواق في يوم الجمعة، وحرص على أن يكون المال من أوقاف مساجد المسلمين، وأشرف القاضي أبو عبد الله بنفسه على هذا المشروع الحضاري العظيم، وكان تمام التوسعة عام 538هـ.
ولقد تخرَّجتْ في جامع القرويين على مرِّ العصور وكرِّ الدهور أفواج عديدة من فقهاء الأمة وعلماء الملة ودعاة الشريعة والمُجَاهِدين الأبرار والقادة العظام، وكان لمسجد القرويين عند المرابطين مكانة عظيمة في نفوسهم.
وتذكرُ كتب التاريخ أن منبر جامع القرويين من أجمل منابر الإسلام، وتدل على روعة المغاربة في اختياراتهم الذوقية الرفيعة.
******
2- المسجد الجامع بتلمسان:
*************
وكان مقرًّا لنشر علوم الإسلام وتربية المسلمين على معاني القرآن، وتم بناء هذا المسجد عام 530هـ في إمارة علي بن يوسف، وكانت هندسته المعمارية في غاية الجمال ودقة الإتقان، ورأى بعض المؤرخين أن البنيةَ المعمارية لمسجد تلمسان فيها لمسات أندلسية, وفنون معمارية قرطبية، بل بعضهم يرى أن عرفاء مسجد تلمسان قلَّدوا جامع قرطبة تقليدًا مباشرًا في لوحتي الرخام اللتين تكسوان إزار واجهة المحراب بتلمسان، وكذلك سقف المسجد الخشبي شبيه بسطح مسجد قرطبة، وكذلك البلاط شبيهٌ به أيضًا.
والذي يظهر أن دولة المرابطين انصهرتْ في بوتقتها حضارة المغاربة والأندلسيين والأفارقة، فتجد تلك المعالم الحضارية المختلفة في كافة بقاع دولة المرابطين، ولا ينكر تأثير المعالم الحضارية المعمارية الأندلسية في جميع مدن الدولة.
******
3- الآثار الحربية:
********
اهتم المرابطون بالحصون والقلاع؛ ولذلك انتشرت في المدن والثغور.
وزاد الاهتمام بالتحصينات العسكرية في زمن علي بن يوسف, الذي أكثر من الأسوار والقلاع والحصون للدفاع عن دولته في المغرب ضد الحركات السياسية والثورات العدائية المناهضة لدولة المرابطين، وواصل الأمير علي بن يوسف اهتمامه بهذا الأمر كذلك في الأندلس .
ومن أروع آثار المرابطين الحضارية الحربية أسوار مراكش، حيث بدأ الأمير علي بن يوسف في بناء سور المدينة عام 520هـ، وكمَّل بناء السور عام 522هـ.
وانتشرت فكرة بناء الأسوار في الأندلس، وفرضت الدولة على رعاياها ضريبة تنفق على هذا الهدف الإستراتيجي الجهادي الدفاعي.
ومِن أشهر الأسوار التي بنيت أو أعيد ترميمها في الأندلس، أسوار المرية وأسوار قرطبة التي امتازت بأبراجها المستطيلة الضخمة المتقاربة، وأسوار إشبيلية من جهة نهر الوادي الكبير، وبَنَى المرابطون في المناطق الوعرة حصونًا بالحجر، وشحنوها بالجنود والأقوات؛ لكي تصمد للحصار مدة طويلة.
وكان عدد جنود الحصون والقلاع ما يعادل 200 فارس 00 راكب في كل حصن.
******
ومن أشهر قلاع المرابطين في الأندلس قلعة منتقوط التي تقع على بساتين مرسية، ومن أشهر قلاع المرابطين في المغرب قلعة تاسغيموت التي تقع على بُعد ثلاثة كيلو مترات جنوب شرق مراكش، وعلى بُعد نحو عشرة كيلو مترات شرق أغمات على سطح هضبة أطرافها ذات أجراف وعرة شديدة الانحراف، يصعب على الغازين ارتقاؤها، وأسوارها تمتد على حافة الهضبة نفسها.
إن قلاع المرابطين وحصونهم تدل على أن فنَّ العمارة في زمان دولة المرابطين تأثر بالغ التأثر بفنِّ العمارة الأندلسي ، وطوروه إلى الأكمل والأحسن.
******
*إسلام ويب*

[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:50 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011