عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 04-03-2013, 02:05 PM
 
أئمة العلم والأخلاق
24/01/2013
د. سلمان العودة
*****

إن من الأساسيات الراسخة التي أرساها الأئمة إقرارهم بالاختلاف وأنه حتمية لا سبيل إلى تجاوزها أو إلغائها ، ولكن سبيلها البحث والعلم والتحري ، وهذا معيار لأهمية البناء العلمي الذي بموجبه جرى الخلف بينهم .
وإقرارهم بالإخاء والحب الذي هو برهان على أهمية البناء الأخلاقي الذي بموجبه جرى التصافي .
******
وقد نجد من بعدهم من اختلفوا فتحاربوا ، ونجد من توادعوا وتساكنوا لكن على غير علم ومعرفة .
ولذا صرفوا جل وقتهم في التعلم والتعليم ، وكان أبو حنيفة فقيه أهل العراق بغير منازع ، ومالك فقيه المدينة والحجاز ، ولم يُفت حتى شهد له أربعون من علماء المدينة ، وهو من أثبت الناس في الحديث ، والشافعي إمام في العديد من العلوم ، كاللغة والفقه والأصول ، ومن ثقات المحدثين ، وأحمد كان من الحفاظ الكبار .
******
كان أبو حنيفة أميل إلى الفقه ، وأحمد أميل إلى الحديث ، ومالك والشافعي وإن كانوا معدودين في مدرسة الحديث إلا أن لهم بصراً وأخذاً في الفقه قلّ نظيره .
******
وكان مالك يقول للعمري : (طلب العلم ليس أقل من العبادة لمن صلحت نيته).
وقال الشافعي : (طلب العلم أفضل من صلاة النافلة).
فحفظوا مقام العلم ، كما حفظوا مقام الأخلاق ، وأيّ علم بغير أخلاق فهو علم بلا عمل ، أو هو صورة العلم لا حقيقته ، فإن من أعظم العلم معرفة القطعيات ، ومن أعظم القطعيات معرفة القطعيات العملية ، ولذا فقد اتفقوا واتفقت الأمة كلها على وجوب محبة المؤمنين بعضهم بعضاً ، وعلى تحريم التباغض والتحاسد بين المؤمنين ، وعلى أن رباط الإخاء الإيماني لا يزول إلا بزوال أصل الإيمان من القلب ، وإن كان يتفاوت بتفاوته ، كما اتفقوا على حفظ الحقوق المنصوصة ، والالتزام بالأخلاق المفترضة بين الناس .
******
قال يونس الصدفي : ما رأيت أعقل من الشافعي ، ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا ، ولقيني فأخذ بيدي ، ثم قال : يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة.
وقد يستوحش الشيوخ من الأقوال التي تطرق آذانهم لأول مرة ، ولم يسمعوها من أساتذتهم فينكرونها ، ثم يكون الغضب واللجاج وتراكم المشاعر السلبية المفضية إلى التفرق .
ويحسن في هذا السياق إيراد كلمة الإمام أحمد -رحمه الله- : " لم نزل نلعن أهل الرأي ويلعنوننا حتى جاء الشافعي فأصلح بيننا ".
******
لم يتحول الأمر إلى اصطفاف عقائدي مؤدلج ضد أهل الكوفة بحيث يكون معقد الولاء والبراء عليه ، ولا خلط الأئمة بين الأصول الثابتة المحكمة ، وبين الفروع المتغيرة الاجتهادية ، ومن هنا رحبوا بمدرسة الإمام الشافعي الجامعة ، والتي فيها قبس من مالك ، وآخر من أبي يوسف ، وشعبة من العراق ، وأخرى من الحجاز ، وتم لها النضج في مصر فجمعت ما تفرّق في البلاد .
******
وهكذا تكون المدارس التربوية أو الفقهية المتخالفة بحاجة إلى استعداد نفسي صادق لفهم المخالفين والتماس العذر لهم ، وترحيب بالمشروع العملي الميداني لتقريب وجهات النظر ، أو لتخفيف حدة النزاع .
******
وكان من جراء هذا التواضع العلمي ، والاستعداد النفسي ، مراجعة الأئمة لآرائهم ومواقفهم واجتهاداتهم وتعديلها إذا اقتضى الأمر .
******
كان للشافعي قول قديم بالعراق ، وأحدث قولاً جديداً بعد انتقاله إلى مصر ، كان ذلك بسبب زيادة علمه وفهمه ، وبسبب نضجه الحياتي ، ومعايشته بيئة جديدة مختلفة عما عرف من قبل ، وفيها عوائد وأعراف وأحوال لم يعهدها في العراق ، فضلاً عن السن الذي وصل إليه ومن الحجة للشافعي في ذلك ما تواتر من الفروق بين مجتمع المدينة ومجتمع مكة ، وقد ألف المناوي كتاباً سماه (فرائد الفوائد في اختلاف القولين لمجتهد واحد) ، وقد وجد في كل مذهب من المذاهب الأربعة روايتان أو قولان للإمام نفسه في مسائل عديدة .
******
يقول أبو يوسف : " ما قلت قولاً خالفت فيه أبا حنيفة ، إلا وهو قد قاله ثم رغب عنه " .
وقد خالف أبو حنيفة هنا نفسه ، ثم خالفه تلاميذه في معظم مسائل المذهب ، مع رجوعهم إلى الأصول والقواعد التي كان يقول بها .
******
وفي مذهب مالك نقل عنه إلى العراق نحو سبعين ألف مسألة ، فاختلف الناس في مذهبه لاختلاف نشرها في الآفاق .
أما في المذهب الحنبلي فثمّ ما يعرف بالوجهين والقولين ، والتي جمعت في طائفة كبيرة من كتب التلاميذ والرواة .
والمذهب الحنبلي غني بالروايات المتعددة ، التي تكون أحياناً بعدد الأقوال المأثورة في المسألة ، وفي المغني وغيره شيء كثير من ذلك .
******
وهذا يعود إلى طبيعة المسائل الفرعية وأن الأمر فيها قريب كما قال ابن تيمية.
إن الرجوع إلى رأي المخالف لا يكون إلا من إمام صادق ، مراده الله والدار الآخرة ، وهم كانوا كذلك .
لم يذعنوا لأتباعهم وتلاميذهم ، ولا فتحوا آذانهم لنقل الحديث عن زيد وعبيد ، على سبيل الذم والوقيعة وإيغار الصدور ، ولا حزبوا من وراءهم على طاعتهم واتباعهم ، وعيب مخالفيهم ، ولم يكونوا مذعنين لإرادة الطلاب ، ولا مأخوذين بكثرتهم ، بل كانوا مستقلين استقلالاً ذاتياً عن الأتباع مع حفظهم لحقوقهم ومقاماتهم .

******
*إسلام ويب*
__________________
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 04-04-2013, 12:59 PM
 
[frame="9 80"]


حدث في مثل هذا الأسبوع ( 7 – 13 ربيع الأول )
20/01/2013
اسلام ويب
*****
مولد الرسول صلى الله عليه وسلم 12 ربيع الأول عام الفيل :
ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعب بني هاشم في مكة صبيحة يوم الاثنين الموافق الثاني عشر - على الأشهر - من شهر ربيع الأول عام الفيل الموافق لسنة 571 م ، و قد ولد يتيماً حيث مات أبوه قبل ولادته .
******
وكانت قابلته الشفاء بنت عمرو أم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، ولما ولدته أمه - رأت في منامها - أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام ، وأرسلت إلى جده عبد المطلب تبشره بولادته فجاء عبد المطلب مستبشراً مسروراً وحمله فأدخله الكعبة وشكر الله ودعاه وسماه محمداً رجاء أن يحمد ، وعق عنه وختنه يوم سابعه وأطعم الناس كما كان العرب يفعلون .
******
وكانت حاضنته أم أيمن : بركة الحبشية مولاة والده عبد الله و قد أسلمت وهاجرت وتوفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر أو ستة.
******
وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم 12 ربيع الأول سنة 11 من الهجرة :
********************
ما أكمل الله برسوله صلى الله عليه وسلم الدين وأتم به النعمة على المؤمنين وبعد أن بلغ البلاغ المبين وأدى الأمانة وترك الأمة على المحجة البيضاء اختاره الله لجواره واللحاق بالرفيق الأعلى من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فابتدأ به المرض في آخر شهر صفر وأول شهر ربيع الأول ، واشتد المرض برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل يسأل أزواجه ؛ أين أنا غدًا ؟ أين أنا غدًا ؟ ففهمن مراده، فأذنَّ له أن يكون حيث شاء، فانتقل إلى بيت عائشة رضي الله عنها.
******
وفي أثناء مرضه خرج إلى الناس عاصباً رأسه يتوكأ على العباس وعلي، فصعد المنبر وتشهد ثم قال: "إن عبداً من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله" ففهمها أبو بكر رضي الله عنه فبكى وقال : بأبي وأمي نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأنفسنا وأموالنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "على رسلك يا أبا بكر ، ثم قال: إن أمنَّ الناس علىَّ في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر ولكن خلة الإسلام ومودته .
و كان الرسول صلى الله عليه وسلم خلال فترة مرضه يصلي بالناس قاعدًا حتى اشتد عليه المرض، فأمر أبا بكرًا أن يصلي بالناس، وذلك ابتداءً من صلاة العشاء قبل الوفاة بأربعة أيام يوم الخميس .
******
ولما اشتد به الوجع قال لعائشة: " يا عائشة! ما أزال أجد الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان انقطاع أبهري من ذلك السم "، ثم دعا بسواك وتسوك به، ثم رفع إصبعه وشخص بصره نحو السقف، وقال: " مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى ـ كررها ثلاثًا " ثم قُبض صلى الله عليه وسلم .
******
و كان ذلك يوم الاثنين الثاني عشر أو الثالث عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة من الهجرة . واضطرب الناس عند ذلك حتى جاء أبو بكر رضي الله عنه فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
أما بعد فإن من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم قرأ [ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ] [ آل عمران144] . وقرأ [ إنك ميت وإنهم ميتون ] [ الزمر 30 ] فاشتد بكاء الناس وعرفوا أنه قد مات فغسل صلى الله عليه وسلم في ثيابه تكريماً له ثم كفن وصلى الناس عليه أرسالاً أي جماعات متتابعة ثم دفن ليلة الأربعاء صلوات الله وسلامه عليه .
******
مبايعة الصديق رضي الله عنه خليفة للمسلمين :
*****************
بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بايع كبار الصحابة أبا بكر الصديق رضي الله عنه بالخلافة فقام بها خير قيام وقد دل النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين على استخلافه وأرشدهم إليه بأمور متعددة من أقواله وأفعاله .
وأخبر بخلافته إخبار راض عنه حامد له فلم يترك النبي صلى الله عليه وسلم أمته حائرة كما زعم الكاذبون لا تدري أي شخص تختار لخلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبايع أهلُ الحل والعقد الصديقَ في سقيفة بني ساعدة وبايعه جمهور المسلمين في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم دون صراع أو أزمات خطيرة
******
وكيف يختلف المسلمون على أبي بكر وهو أول من أسلم من هذه الأمة وأول من صلى منها وأول من يدخل الجنة من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، و لم يتدنس بدنس فلم يشرب الخمر ولم يسجد لصنم في الجاهلية وأسلم على يده خمسة من العشرة المبشرين بالجنة و قدمه الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته أثناء مرضه لإمامة الصلاة و قدمه أميرا على الحج في العام التاسع للهجرة ، لازم الرسول صلى الله عليه وسلم وشهد معه جميع الغزوات ، أخرج ماله كله لله وكان أحب الرجال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكم له رضي الله عنه من المواقف العظيمة الجليلة ، كموقفه في الإسراء وموقفه في الهجرة وعند وفاة الرسول وفي القضاء على المرتدين وفي جمع القرآن وفي غير ذلك .. رحمك الله يا أبا بكر وجزاك عنا وعن جميع المسلمين خير الجزاء .
******
وفاة الإمام أحمد بن حنبل 12 ربيع الأول 241 هـ :
**********************
الإمام أحمد بن حنبل ولد في النصف الأول من القرن الثالث، وليس من أحد في عصره بلغ من الشهرة والثقة ما بلغه ، ذلك أنه كان رحمه الله إماماً في الورع ، إماماً في الزهد ، إماماً في الفقه ، إمام أئمة الحديث في عصره وإماماً في الثبات والصبر.
******
ولد الإمام أحمد في عام 164 هـ ، توفي والده وهو صغير وتولت أمه تربيته ، ومع أنها كانت شابة وتقدم لخطبتها والزواج منها عدد كبير من الراغبين لكنها رفضت وامتنعت وفضلت أن تعيش لولدها ونذرت نفسها له، وهذا الأمر أنشأ في نفس أحمد بِراً بأمه ، ولم يتزوج حتى ماتت وكان قد بلغ الثلاثين.
******
وكسائر أترابه تعلم القرآن في صغره ، وعندما تجاوز الخامسة عشرة من عمره، بدأ يطلب العلم، وأول من طلب العلم عليه هو الإمام أبو يوسف القاضي. ثم تحول إلى مجالس الحديث وأعجبه هذا النهج ، وأخذ يجول ويرحل في سبيل الحديث حتى ذهب إلى الشام والسواحل والمغرب والجزائر ومكة والمدينة و الحجاز واليمن والعراق وفارس و خراسان والجبال والأطراف والثغور وهذا فقط في مرحلته الأولى من حياته.
******
ولقد التقى الشافعي في أول رحلة من رحلاته الحجازية في الحرم ، و أُعجِبَ به ، وبقي الإمام أحمد أربعين سنة ما بات ليلة إلا ويدعو فيها للشافعي ، و كان يقول عندما يروي حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنَّ الله يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها. وكان يقول: لقد أرسل الله تعالى سيدنا عمر بن عبد العزيز يجدد لهذه الأمة دينها على رأس المئة الثانية وآمل أن يكون الشافعي على رأس المئة الثالثة.
******
وقد حيل بين أحمد و مالك بن أنس فلم يوفَّق للقائه وكان يقول: لقد حُرِمتُ لقاء مالك فعوَّضني الله عز وجل عنه سفيان بن عيينة.
******
وكان الشافعي يكثر من زيارة الإمام أحمد، فلما سئل عن ذلك أنشد قائلاً:
قالوا يزورك أحمد و تزوره قلتُ الفضائل لا تبارح منزله
إن زارني فبفضله أو زرته فلفضله فالفضل في الحالين له
******
وفاة الخليفة " المعتصم " في 8 ربيع الأول 277هـ :
***********************
ولد " محمد المعتصم بن الرشيد " ببغداد في العاشر من شهر شعبان من عام تسعة وسبعين ومائة . وهو أحد ستة أولاد للرشيد كل منهم يدعي " محمداً " .
ويكنى " المعتصم " بـ " أبي إسحاق " .
ولي الخلافة في الثاني عشر من شهر رجب عام " 218هـ " بعد وفاة أخيه المأمون ، وكان قد أوصى له بحضور ابنه " العباس بن المأمون " .
******
واحتجم المعتصم فأصابته علّة فتوفى من أثرها ، وكانت وفاته في الثامن من شهر ربيع الأول من عام " 227هـ " ، وكان عمره يوم ذاك ثماني وأربعين سنة.
وتابع المعتصم مقالة المأمون في خلق القرآن ، وقد امتحن " أحمد بن حنبل " ـ رحمه الله ـ في هذه القضية وناله ما ناله من العذاب .
******
وبعد مرور عامين ونصف على هذه المعاناة وهذه المحنة، أطلق المعتصم سراح الإمام أحمد وأعيد إلى بيته يعالج جراحه ، بعد أن انجلت تلك الفتنة ورفع الله قدره بعدها .
ومن أجل أعمال " المعتصم " فتح عمُّوريَّة ، والتي خلدها المتنبي بقوله :
السيف أصدق أنبــاءً من الكـتب في حدّه الحــد بين الجدّ واللــعب
بيض الصفائح لا سود الصحائف في مُتونهنّ جـلاء الشّكّ والــــرّيب
..
فتح الفتوح تعالـى أن يحيــط به نظم من الشعر أو نثر من الخــطب
فتح تفتح أبواب الســــماء لـه وتبرز الأرض في أثوابها القُـــشب
******
وفاة العلامة " ابن باديس " في 8 ربيع الأول 1359هـ :
************************
هو " عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي بن باديس " ، ولد في مدينة " قسنطينة" بـ " الجزائر " سنة " 1308هـ " ، وقد عرفت أسرة " ابن باديس " بالعلم والفضل منذ القدم فهي ترجع في أصلها إلى " المعز بن باديس الصنهاجي " مؤسس الدولة " الصنهاجية الأولى " ، وبدأ دراسته في مدنية " قسنطينة " فحصل الثقافة العربية والإسلامية وأخذ عليه شيوخه ـ وهو : الشيخ " حمدان الونيسي " ـ عهداً ألا يعمل موظفاً في الحكومة ، وذلك حتى يتفرغ للدعوة ، لما لمسه فيه من ذكاء وفطنة ، وارتحل " ابن باديس " ـ رحمه الله ـ إلى جامعة " الزيتونة " عام " 1908م " وتتتلمذ على عدد من المبرزين من الشيوخ ومنهم الشيخ " محمد الطاهر بن عاشور " ، والشيخ " محمد النخلي القيرواني " .
******
رحل الشيخ ـ رحمه الله ـ بعد ذلك إلى الحجاز لأداء فريضة الحج وهناك التقى بشيخه " حمدان الونيسي " والذي تأثر به الشيخ " ابن باديس " ـ رحمه الله ـ وبدعوته السلفية ، ثم عاد إلى الجزائر وكله حماس وتوقد للدعوة وواجه خطرين:
الأول : الصوفية ودعاة الشرك والقبوريين .
الثاني: المستعمر الفرنسي الذي احتل الجزائر بمساعدة الطرقية أهل البدع والعمالة ، ورأى " ابن باديس " ـ رحمه الله ـ أنه لا بد من الإصلاح، فأخذ يلقى الدروس في المساجد متنقلاً بين مدن الجزائر ، واستمر ينبه الأمة الجزائرية إلى خطر التصوف الخادع من الوجهتين الدينية والاجتماعية فأصدر جريدة المنتقد في عام " 1926م " ، ثم أصدر بعد ذلك مجلة الشهاب .
قام " ابن باديس " ـ رحمه الله ـ بتوحيد صفوف العلماء ، فأسس " جمعية العلماء الجزائريين " ، والتي كان يرأسها الشيخ والتي كان من أهدافها :
1- الاهتمام بتربية النشئ تربية إسلامية صحيحة
2- تصحيح عقائد الأمة الجزائرية التي فسدت باعتقادات الصوفية.
3- العناية باللغة العربية
******
وسلك " ابن باديس " ـ رحمه الله ـ طريقاً قويماً في دعوته أساسه :
1- البعد عن المهاترات الحزبية التي أرادها المستعمر ليضمن بقاءه
2- تربية الشعب الجزائري والعودة بهم إلى النبع الصافي
وكان للإمام " ابن باديس " ـ رحمه الله ـ كلمات يقولها لإثارة الروح الإسلامية في شعبه يقول فيها:
شعب الجزائـر مسلم وإلى العـروبة ينتسب
من قال حاد عن أصله أو قال مات فقد كـذب
أو رام إدمـــاجاً له رام المحال من الطلب
يا نشءُ أنت رجـاؤنا و بك الصباح قد اقترب
خذ للحياة سلاحــها و خض الخطوب و لاتهب
توفي " ابن باديس " ـ رحمه الله ـ في " 8 " ربيع الأول " 1359هـ ".
******
اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز 13 ربيع الأول سنة 1385 هـ :
**************************
تولى الملك فيصل بن عبد العزيز اَل سعود فيصل الحكم في المملكة العربية السعودية من سنة 1964 وحتى سنة 1975 م ، وقد رقي العرش بعد أن تنازل له أخوه سعود عنه.
عزّز الملك فيصل مكانة المملكة العربية السعودية ، في المجالين العربي والدولي، وعمل من أجل تحقيق الوحدة الإسلامية.
عرفت السعودية في عهده نهضةً اقتصادية وثقافية وعمرانية ، واندفعت بخطىً ثابتة على درب التقدّم.
وقد لقي الملك فيصل مصرعه اغتيالاً في 13 ربيع الأول سنة 1385 هـ ، الموافق 25 مارس سنة 1975 م ، وقد قارب السبعين من العمر .
******
[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 04-05-2013, 06:37 PM
 
[frame="9 80"]


متحف "السلام عليك أيها النبي"
14/01/2013
موقع المتحف - بتصرف.
******
افتتح في مكة المكرمة مؤخراً متحف جديد يضم نماذح مجسمة للحياة في عهد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، تحت اسم "السلام عليك أيها النبي".
ويضم المتحف مقتنيات وآثاراً قديمة ونماذج كانت موجودة في عهد الرسول ، مما جعلته يتعدى كونه متحفاً أو معرضاً دينياً، ليصبح مشروعاً بحثياً علمياً لنشر الحضارة الإسلامية بمنهج متفرد.
******
ويؤكد مساعد مدير المتحف علي الغامدي أن متحف "السلام عليك أيها النبي" هو بمثابة توثيق كامل لعصر النبوة بكل ما في هذا العصر من مظاهر الحياة، وما كان يستخدم في ذلك العصر من أدوات ومقتنيات وملابس وغير ذلك.
ويحتوي المتحف على قرابة 1500 قطعة، منها آثار قديمة ونماذج لعدة الحرب والقتال ومنازل بالحجم الطبيعي مماثلة لبيوت أهل مكة في عصر الرسول محمد.
وعرضت شاشات ضخمة على جدران المتحف الداخلية صوراً من مكة المكرمة والمدينة المنورة وشرح عن نسب النبي ومعلومات عن حياته.
كما عُرضت مجسمات صممت وفق أسس علمية وعصرية لتحاكي واقعاً عاشه المسلمون في مكة المكرمة والمدينة، مما أسس للمشروع الذي يهدف حسب القائمين عليه إلى التعريف برسالة الإسلام عبر عالمية المشروع وطرحه عن طريق أدوات ووسائل تجديدية غير تقليدية.
******
والمتحف مقسّم بحسب التصنيفات الصناعية والمقتنيات الطبيعية، وذلك في ستة وعشرين قسما هي:
. الأثاث والأواني والمقتنيات الوارد ذكرها في القرآن.
. السلاح الوارد ذكره في القرآن.
. الملابس الوارد ذكرها في القرآن.
. الحلي والزينة الوارد ذكرها في القرآن.
. المكاييل والمقاييس والموازين المذكورة في القرآن.
. العملات المذكورة في القرآن.
. أدوات الصناعة والزراعة والمهن المذكورة في القرآن.
. أنواع الأدوية المذكورة في القرآن.
. الطعام والشراب المذكور في القرآن.
. أنواع الطيب والعطور المذكورة في القرآن.
. الأثاث والمقتنيات المحمدية.
. الملابس المحمدية.
. الطعام والشراب المحمدي.
. الطيب والعطور المحمدية.
. الأدوية المحمدية.
. أدوات الصناعة والزراعة والمهن التي استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم
. الأثاث والمقتنيات المذكورة في السيرة النبوية.
. الحلي والزينة المذكورة في السيرة النبوية.
. الملابس المذكورة في السيرة النبوية.
. السلاح المذكور في السيرة النبوية.
. الطعام والشراب المذكور في السيرة النبوية.
. الأدوية المذكورة في السيرة النبوية.
. أدوات الطب المذكورة في السيرة النبوية.
. المكاييل والموازيين المذكورة في السيرة النبوية.
. العملات المذكورة في السيرة النبوية.
. المقاييس والمسافات المذكورة في السيرة النبوية.

******
*إسلام ويب*

[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 04-06-2013, 12:11 PM
 
[frame="9 80"]


مسلمو مالطة
08/01/2013
مجلة البيان العدد 306
******
مالطة دولة صغيرة تقع في حوض المتوسط، وتوجد بين جزيرة صقلية وساحل شمالي إفريقيا ممثلاً في ليبيا وتونس.. وتشغل مالطة موقعاً مهماً بين جنوب أوروبا وشمال إفريقيا وبين الحوض الشرقي للبحر المتوسط والحوض الغربي له.
******
تعد مالطا دولة أوروبية، وتتكوّن من ثلاث جزر مأهولة بالسكان هي: مالطا، غوزو، وكومينو؛ وجزر غير مسكونة: كومينوتو، فلفلة، وجزيرة القديس بولص.
******
عاصمتها باليتا، وتتركز فيها النسبة الأكبر من السكان..ويتحدث المالطيون اللغة المالطية واللغة الإنجليزية.
******
احتلها البيزنطيون حتى منتصف القرن الثالث الهجري، ثم خضعت لحكم الأغالبة والفاطميون حتى القرن الخامس الهجري، واستولى عليها النورمامدين بعد ذلك ثم حكمها العثمانيون، ثم استولى عليها فرسان القديس يوحنا وأخرجهم منها العثمانيون في منتصف القرن العاشر الهجري، ثم استولى عليها البريطانيون، واستقلت في سنة (1384هـ - 1964م).
******
يبلغ عدد سكان مالطة نحو 450 ألف نسمة تقريباً، حسب إحصائية 2010م، يدينون معظمهم بالرومانية الكاثوليكية بنسبة 98%، % يدينون بالإسلام واليهودية والديانات الأخرى.. ويبلغ عدد المسلمين نحو ستة آلاف نسمة بنسبة (1.44%) من عدد السكان.
******
أحوال المسلمين:
*******
لا يوجد في مالطة سوى مسجد واحد بنته ليبيا منذ خمس سنوات، وكانت الحكومة الليبية تقوم بالصرف على الأنشطة التي تقام فيه، وكذلك لا توجد سوى مدرسة واحدة لتعليم الإسلام واللغة العربية كذلك أنشأتها ليبيا وتعهّدت بالصرف عليها، وما عدا ذلك فلا يجد المسلمون مساجد أو حتى مصليات صغيرة لأداء شعائرهم.
******
عندما تسأل رئيس الجالية الإسلامية(كويتي الأصل) كم عددكم؟ يقول: (12 ألف مسلم) لا يجدون مكاناً للصلاة. ولو سألت مالطياً كم عدد الكنائس في مالطا؟ يجيب على الفور: لدينا كنائس على عدد أيام السنة لكل يوم كنيسة.. وهذا دليل على أن لا مكان لمسجد أو مصلى لدى هؤلاء، فقد أغرقوا الجزيرة التي مساحتها عامة (316 كم مربعاً) بكنائس في كل مكان لتصل إلى (360 –365) كنيسة، وهذا هو حقد الكاثوليك هناك على الإسلام والمسلمين، رغم الرابط اللغوي والحضاري الباقي حتى اليوم.
******
وتنشط الحركة التبشيرية الصليبية بشكل كبير بين المسلمين المهاجرين هناك من خلال خطة تنصيرية واسعة، حيث توزع مجاناً كتيبات أنيقـة في طباعة فاخرة على هيئة مجلة مصغرة مطعمة بعلامات الصليب المعتادة والأيقونات النصرانية المعروفة، في صورة مجلات عربية عامة، وهو ما يمثل منشورات تنصيريـة مترعـة بالخداع والأكاذيب في صورة رسائل مرسلة من أشخاص مسلمين في مصر واليمن والخليج والمغرب والجزائر والأردن... وغيرها، يسألون عن دقائق العقيدة النصرانية، والمجلة تجيب، ولا يوجد اسم واحد من السائلين نصراني، وإنما أسماء إسلامية مثل: محمد، وأبو بكر، وعلي، وعبد الرحمن، وفاطمة، وعائشة، وخديجة.
******
وتأتي الإجابات مدهشة؛ لأنها تضع القواعد الإسلامية ثم تحاول ملأها بضلالات الشرك، مثل التأكيد على أن الله أحد لم يلد ولم يولد، لكنها تستطرد بوضع استثناء المسيح بتفاصيل لا يحتملها عقل، وعلى هذا النحو من التلبيس.
******
دعوتنا لكل الدول الإسلامية في منظمة المؤتمر الإسلامي لأن تشرع في تأسيس مؤسسة تُعنى بالاهتمام بشؤون الأقليات المسلمة في العالم من النواحي الدينية والسياسية والاجتماعية، على أن تقسم في شكل فروع على مستوى القارات الخمس، وتوضع لها ميزانية، وتوجَّه توجيهاً دولياً يرفع من كرامة المسلمين خارج أوطانهم.
******
*إسلام ويب*

[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 04-07-2013, 12:03 PM
 
[frame="9 80"]


الشرطة في النظام الإسلامي
20/12/2012
د. راغب السرجاني
******
تُعَدُّ الشرطة من الوظائف المهمَّة في الدولة الإسلامية، ومن أبرز معالمها في حياة المجتمع والناس، وتتمثل في الجند الذين يُعتمد عليهم في حفظ الأمن والنظام، وتنفيذ أوامر القضاء بما يكفل سلامة الناس، وأمنهم على أنفسهم، وأموالهم، وأعراضهم، فهي بمنزلة جيش الأمن الداخلي.
******
الشرطة في عهد النبي والخلفاء الراشدين:
****************
ولقد عرف المسلمون نظام الشرطة منذ النبي ، وإن لم تكن ممنهجة أو منظمة؛ فقد ذكر البخاري في صحيحه "أن قيس بن سعد ، كان يكون بين يدي النبي بمنزلة صاحب الشُّرط من الأمير".
******
وكان أوَّل من سنَّ نظام العسِّ هو عمر بن الخطاب ، فكان يَعُسُّ بالمدينة (أَي يطوف بالليل) يحرس الناسَ ويكشف أَهل الرِّيبَة.
******
ويمكن القول بأن الشرطة -كما ظهر سابقًا- قد بدأت بسيطة في عهد الخلفاء الراشدين، ثم أخذت تتطوَّر ويزداد تنظيمها في العصرين الأموي والعباسي، فبعد أن كانت أوَّل الأمر تابعة للقضاء، وعَمَلُهَا يقوم على تنفيذ العقوبات التي يُصْدِرُهَا القاضي ثم انفصلت عن القضاء، وأصبح صاحب الشرطة هو الذي ينظر في الجرائم، كما صار لكل مدينة من المدن شرطة خاصَّة بها، تخضع لرئيس مباشر هو صاحب الشرطة، الذي كان له نوَّاب ومساعدون يتَّخِذُون لأنفسهم علامات خاصة، ويلبسون زيًّا خاصًّا، ويحملون مطارد عليها كتابات تتضمَّن اسم صاحب الشرطة، ويحملون الفوانيس في الليل، ويصطحبون كلاب الحراسة.
******
الشرطة في الدولة الأموية:
***********
وقد توسَّع معاوية بن أبي سفيان في اتخاذ الشرطة، وتطويرها، فأضاف إليها شرطة الحرس الشخصي، وكان أول من اتخذ الحرس في الحضارة الإسلامية ، وخاصة وقد اغتيل زعماء الدولة الإسلامية قبله: عمر، وعثمان، وعلي .
ولذلك فإن الشرطة في الخلافة الأموية كانت أداة تنفيذ لأمر الخليفة، وفي بعض الأحيان تعاظمت رتبة صاحب الشرطة حتى تولاها بعض الأمراء والولاة، ففي عام 110هـ عُيِّن خالد بن عبد الله على ولاية البصرة، وجمع معها منصب الشرطة .
******
وقد تنبهت الخلافة الأموية لخطورة هذا المنصب، وحيويته؛ ولذلك وضعت المعايير العامة التي يجب أن تتوفر في صاحب الشرطة؛ فقد قال زياد بن أبيه: "ينبغي أن يكون صاحب الشرطة شديد الصولة، قليل الغفلة، وينبغي أن يكون صاحب الحرس مسنًا، عفيفًا، مأمونًا لا يُطعن عليه".
******
ولذلك تطوَّرت وظيفة صاحب الشرطة في العصرين الأموي والعباسي، ومن ثَمَّ قال ابن خلدون: "كان النظر في الجرائم وإقامة الحدود في الدولة العباسية والأموية بالأندلس، والعبيديين بمصر والمغرب راجعًا إلى صاحب الشرطة، وهي وظيفة أخرى دينية كانت من الوظائف الشرعية في تلك الدول، تَوَسَّع النظر فيها عن أحكام القضاء قليلاً، فيَجْعَل للتهمة في الحكم مجالاً، ويَفْرِض العقوبات الزاجرة قبل ثبوت الجرائم، ويُقِيم الحدود الثابتة في محالِّهَا، ويحكم في الْقَوَدِ والقصاص، ويُقِيم التعزير والتأديب في حقِّ مَنْ لم يَنْتَهِ عن الجريمة".
******
إذًا ترقَّى صاحب الشرطة منذ عصر الخلافة الراشدة، وبداية عصر الخلافة الأموية من مهمة تنفيذ أوامر مؤسسة الخلافة إلى أن أصبح قادرًا على النظر في الجرائم وإقامة الحدود؛ ولذلك اهتمت الدولة الإسلامية بتأسيس السجون، ووضع المجرمين وقادة الفتن والثورات فيها، فقد ذكر الطبري أن زياد بن أبيه وضع كثيرًا من الثُّوَّار في السجون، وخاصة أصحاب ابن الأشعث، كقَبِيصة بن ضُبَيْعَة الأسدي.
******
الشرطة في الخلافة العباسية:
*************
وقد أنفقت الدولة على بناء السجون من بيت المال؛ إذ كَفَّت هذه السجون شرَّ السجناء وأذاهم عن الناس، ولم يمنع هذا الأمر أن تُنْفِق الدولة على هؤلاء المساجين، وترعى أحوالهم؛ ولذلك اقترح القاضي أبو يوسف على هارون الرشيد، تزويد المساجين، بحُلَّة قطنية صيفًا، وأخرى صوفية شتاءً ، ولذلك كان الاهتمام بهم صحيًّا من أظهر الأمور.
******
وحرصت الخلافة العباسية على تعيين أصحاب الشرطة الموسومين بالعلم والتقوى والفقه، والذين لا تأخذهم في إقامة الحدود لومة لائم، فقد ذكر ابن فرحون في (تبصرة الحكام) "أَنَّ صاحب الشُّرطة إبراهيم بن حسين بن خالدٍ، أقام شاهد زورٍ على الباب الغربيِّ الأوسط، فضربه أربعين سوطًا، وحلق لحيته، وسَخَّم وجهه ، وأطافه إحدى عشرة طوفةً بين الصَّلاتين، يُصاح عليه هذا جزاء شاهد الزُّور، وكان صاحب الشُّرطة هذا فاضلاً، خيِّرًا، فقيهًا، عالمًا بالتَّفسير، ولي الشُّرطة للأمين محمد، وكان أدرك مطرِّف بن عبد الله صاحب مالكٍ وروى عنه موطأه".
******
ونتيجة لكفاءة بعض القادة العسكريين في الخلافة العباسية، فقد عين المأمونُ عبد الله بن طاهر بن الحسين قائدًا لشرطة عاصمة الخلافة بغداد، بعدما أثبت جدارة عسكرية في حروبه وفتوحاته.
ولم تتوانَ مؤسسة الخلافة في عزل أصحاب الشرطة الفاسدين، الذين كانوا يتجاوزون في العقوبة، ولا يأخذون بالبينة، فقد أمر الخليفة العباسي المقتدر بالله بعزل صاحب شرطة بغداد محمد بن ياقوت، وعدم إشراكه في وظيفة في الدولة، نتيجة سوء سيرته وظلمه.
******
وكانت مهمة صاحب الشرطة في هذا العصر متعدِّدة ومتنوِّعة، فقد جمع أصحاب الشرطة في معظم الولايات الإسلامية مع وظيفة استتباب الأمن، والأخذ على أيدي اللصوص والمفسدين، المحافظةَ على الآداب العامة؛ فقد أمر مزاحم بن خاقان والي مصر (ت 253هـ) صاحب شرطته أزجور التركي بمنع النساء من التبرُّج أو زيارة المقابر، وضرب المخنثين ونَدَّابات الجنائز، كما اهتمَّ صاحب الشرطة بمنع الملاهي، ومحاربة الخمور.
******
وأما أصحاب الشرطة المقصِّرون في أداء مهامهم، فقد كان الخلفاء يُجبرونهم على تصحيح أخطائهم بسرعة تامَّة، تداركًا للأمر، ومنعًا لانتشار ضرره بين العامَّة
فقد ذكر الإمام ابن القيم -رحمه الله- في كتابه "الطرق الحكمية" حكاية تُدلل على همة وذكاء صاحب شرطة الخليفة العباسي، خاصة في وقت الأزمات، إذ ذَكَرَ أنَّ اللُّصوص سرقوا في زمن الخليفة العباسي المكتفي مالاً عظيمًا، فألزم المكتفي صاحب الشُّرطة بإخراج اللُّصوص، أو غرامة المال؛ فكان صاحب الشرطة يركب وحده، ويطوف ليلاً ونهارًا، "إلى أن اجتاز يومًا في زقاقٍ خالٍ في بعض أطراف البلد، فدخله فوجده منكرًا...
******
فرأى على بعض أبوابه شوك سمكٍ كثيرٍ، وعظام الصُّلب. فقال لشخصٍ: كم يكون تقدير ثمن هذا السمك الَّذي هذه عظامه؟ قال: دينارٌ. قال: أهل الزُّقاق لا تحتمل أحوالهم مُشْتَرًى مثل هذا؛ لأنَّه زقاقٌ بيِّن الاختلال إلى جانب الصحراء، لا ينزله من معه شيءٌ يخاف عليه، أو له مالٌ يُنفق منه هذه النفقة، وما هي إلاَّ بليَّةٌ، ينبغي أن يُكْشَف عنها. فاستبعد الرجل هذا، وقال: هذا فكرٌ بعيدٌ. فقال: اطلبوا لي امرأةً من الدَّرب أُكَلِّمها. فدقَّ بابًا غير الذي عليه الشَّوك، واستسقى ماءً، فخرجت عجوزٌ ضعيفةٌ، فما زال يطلب شربةً بعد شربةٍ، وهي تسقيه، وهو في خلال ذلك يسأل عن الدرب وأهله، وهي تخبره غير عارفةٍ بعواقب ذلك
******
إلى أن قال لها: وهذه الدَّار من يسكنها؟ - وأومأ إلى التي عليها عظام السمك - فقالت: فيها خمسة شبابٍ أعفارٍ ، كأنَّهم تجَّارٌ، وقد نزلوا منذ شهرٍ، لا نراهم نهارًا إلاَّ في كلِّ مدَّةٍ طويلةٍ، ونرى الواحد منهم يخرج في الحاجة ويعود سريعًا، وهم في طول النهار يجتمعون فيأكلون ويشربون، ويلعبون بالشِّطرنج والنَّرد، ولهم صبيٌّ يخدمهم، فإذا كان الليل انصرفوا إلى دارٍ لهم بالكرخ، ويَدَعُونَ الصبيَّ في الدار يحفظها، فإذا كان سحرًا جاءوا ونحن نيامٌ لا نشعر بهم، فقالت للرجل: هذه صفة لصوصٍ أم لا؟ قال: بلى. فأنفذ في الحال، فاستدعى عشرةً من الشُّرط، وأدخلهم إلى أسطحة الجيران، ودقَّ هو الباب، فجاء الصَّبيُّ ففتح. فدخل الشُّرط معه، فما فاته من القوم أحدٌ، فكانوا هم أصحاب الجناية بعينهم". وهذه الحكاية دليل على نباهة صاحب شرطة بغداد، وإنفاذه لأمر الخليفة على الفور.
******
وقد عُرِفَتْ وظيفة صاحب الشرطة في معظم الدول الإسلامية، واتخذت أسماء مختلفة، فسُمِّيَ صاحبُ الشرطة في إفريقية الحاكمَ، وفي عصر المماليك الوالي، وكانت الشرطة في الديار المصرية من أهمِّ وظائف الدولة، وكان صاحبها من عظماء الرجال، فكان ينوب عن الوالي في الصلاة، وفي توزيع الأعطيات، وفي غير ذلك من الأعمال، وكان مَقَرُّ الشرطة في مصر ملاصقًا لجامع العسكر، وكانت تُسَمَّى الشرطة العليا ، وقد جَرَتِ العادة أن والي (صاحب) الشرطة يستعلم متجددات ولاياته من قتل أو حريق كبير، أو نحو ذلك في كل يوم من نُوَّابه، ثم تُكْتَبُ مطالعة جامعة بذلك، وتُحْمَلُ إلى السلطان صبيحة كل يوم فيقف عليها.
******
الشرطة في الأندلس:
*********
وابتكر الأندلسيون لمنصب صاحب الشرطة قسمين مهمين
فأما القسم الأول: فسُمِّيت بالشرطة الكبرى، وكان هدفها الضرب على أيدي أقارب السلطان ومواليه وأهل الجاه، ولصاحب الشرطة الكبرى كرسي بباب السلطان، وكان من المرشحين دائمًا للوزارة أو الحجابة، ولا شكَّ أن ابتكار هذا المنصب ليُدلل على أن الحضارة الإسلامية كانت حضارة تحترم القوانين التشريعية، والأعراف المجتمعية، لا فرق فيها بين غني أو فقير، أو بين رئيس ومرؤوس.
******
وكان القسم الثاني: الشرطة الصغرى، وهي مخصَّصَة للعامَّة وسواد الناس، وكان صاحب الشرطة في الأندلس يُلَقَّب بصاحب المدينةِ.
******
إن الحضارة الإسلامية حضارة بَنَّاءة مبتكرة، ولا شكَّ أن منصب صاحب الشرطة كان موجودًا بالفعل في الأمم السابقة؛ إذ أحوال المجتمعات وتشابك الأفراد يجعل مثل هذا المنصب ملحًّا في أي وقت وأي مكان، لكنه في الحضارة الإسلامية كان مغايرًا كل المغايرة عما كان عليه عند الفرس أو الرومان؛ فقد أضاف المسلمون - كما رأينا - لهذا المنصب كل جديد، وجعلوه متقيدًا بآداب الإسلام وتشريعاته.
******
*إسلام ويب*
[/frame]
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:42 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011