عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree31Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 09-13-2012, 01:08 PM
 
" الكوابيس تتَحرر ! "

. .
. .

قاعة الأختبار تلك كانت مُختلفة عن السابقة , فالسقف لم يكُن عادياً بل كان علي شكل قُبة ..
قُبة مصنوعة من زُجاج يسمح بنفاذ آشعة الشمس للمكان ..
نزل أبي عن كُرسيُه وربت علي رأسي قائلاً :
هل نبدأ صغيرتي ؟!
لا أُخفي سراً أني فَزعت عندما رأيتُ يده تهوي علي رأسي ..! , لقد ذُعرتُ بحق !!
تسائلتُ بعدها بداخلي لمَ أنا جبانة , حقاً ؟!
لكن الصدمة الصغيرة المُفاجئة غطت علي من سواها ! , أبي لم يُناديني من قبل بــ صغيرتي ..!
لابُد أن شيئاً سيئاً علي وشك الحدوث ..!
عصرتُ القلادة القُرمزية بيدي بقوة حتي تركت آثراً وأنا أقول

- نعم , لنبدأ أبي ..
قال بهدوء : حسناً , سنبدأ أولاً بتعاويذ العناصر ..
أُريدُ ثلجاً في الذراع الأيمن ..

بدأتُ أُتمتم بالتعويذة المطلوبة وأنا أُحرك ذراعي الأيمن .. , الثلج عُنصُري المُفضل .. أنهُ الأفضل بالنسبة لي ..!
- والآن , أُريدُ ناراً في الذراع الأيسر ..
أوقفت ذراعي الأيمن عن أنتاج الثلج وركزتُ قوتي في ذراعي الأيسر لأُنتج النار , لكن قاطعني قولُ أبي
- لا لا لا , أُريدُ العُنصُرين في نفس الوقت ..!
فمرت ذكري في رأسي ليست ببعيدة ..!

. .

. .

كالعادة سكبتُ كُل زُجاجةِ المياه علي رأسي لآني أشعرُ بالحر بعد ذلك التدريب المُريع ..!
أتسائلُ حقاً كيف لم يُغشي عليَ بعد ؟!
قال أخي الأصغر جوي

- لقد تحسنتي كثيراً ..
لكن مُجدداً أُحذرك .. لا تقومي بأستخدام عُنصُرين مُتضادين في نفس الوقت ..!

أعترضتُ بأنزعاج : لكن أنتَ تفعل ..!!
بسُخرية باردة قال : وهل ترين نفسك مثلي ؟!
أنا أمير سحر العناصر ! , تذكري هذا جيداً ..
لم يتفوق علي أحد قط في هذا المجال ولن يفعل ..!

- لماذا لا تُريد تعليمي ذلك السر ؟!
ألم يأمُرك أبي بتعليمي ؟!!

- تصحيح , أمرني أن أكون مُدربك والمُدربون يُدربون علي الدروس الخاصة بالمناهج فقط .. , صفك لا يدرس المُتضادات لهذا أنا لست مُجبراً علي تعليمك أياها ..
- أنتَ تعلم أن أبي لا يمتحنُني من المناهج ..!
- بالطبع , هكذا فعل معي أيضاً ..
أتعلمين , أصبحتُ أنسي كثيراً أنكِ أكبر مني ! , لقد عدتي بعض الصفوف مراراً وتكراراً ..!

لم أرُدُ عليه بل بقيتُ صامتة أنتظر ماذا سيقول بعدها ..!
فأردف :
لا تُغادري ساحة التدريب فميشيل قادم بعدي وماديسن بعدُه ..!
أومأتُ لهُ فأنصرف وأنا أُفكر , تُري في آي درس سيُغشي علي
درس ميشيل أم ماديسن ؟!

. .

. .

أخذتُ نفساً عميقاً ثُم جمدتُ ذراعي الأيمن وأشعلتُ الأيسر ..!
أشعُر أني أتمزق ..! , أنقسم لنصفين ..!
دوماً أشعُرُ هكذا .. لكن تلك المرة .. الأمر مؤلم بحق ..!
بدأ أبي بالتصفيق ثُم قال :
حسناً , يكفي هذا .. والآن , سحر التحول ..!
أُريد منكِ التحول إلي قطة والعودة إلي شكلك الحالي في دقيقتين ..

ماذا دقيقتين ؟! , هذا مُستحيل ..!
بالأضافة إلي أني لا أشعُر بذراعاي نهائياً ..
مرت الدقيقتان بسُرعة البرق وأنا لم يتحول مني سوي أُذُناي وأصبح لدي ذيلاً !

- سيئ حقاً هيمي ..!
حاولتُ الرد عليهِ قائلة : أستطيع تحويل الأشياء ..!
- لكني طلبت أن تتحولي أنتِ ..! , ألا يُدربك ميشيل جيداً ؟!
- آه بالحديث عن ذلك ..
طرقتُ برأسي قليلاً أتذكر شيئاً ..

. .

. .

مد ساقُه فتعثرتُ بها .. كدتُ أقع أرضاً لكنهُ أمسكني ولوي ذراعي خلف ظهري بقوة فصرختُ بآلم :
يكفي ميشيل أترُك ذراعي ..
لكنهُ أزدادَ ضغطاً عليها ثُم دفعني أرضاً ..
وما أن هممتُ بالنهوض حتي عاد ولوي ذراعي خلف ظهري بقوة أكبر من السابق ثُم همس لي بصوت يُشبه فحيح الأفعي :
بتلك الطريقة لن تُصبحي قوية أبداً ..!
- رجاءً ميشيل , أرجوك أترُك ذراعي .. أنتَ تؤلمني ..!
هذا ما قُلتُه من بين دموعي التي تأبي النزول من عيني فقط تكتفي بتشويش الرؤية لدي ..!
- الأميرة لا تتوسل , سمعتي ؟
لا تفعلي هذا مُجدداً ..!

- لن تفعل .. ثق بهذا !
آتي صوت من بعيد قائلاً تلك الجُملة بهدوء فرد عليهِ ميشيل : من أنتَ ؟!
- أنا الهاروكو البديل خاصتها ..
- وإن يكُن , هذا تدريب مُغلق لا يُسمح لآيً كان بدخولِه ..!
- نحنُ نستغني عن خدماتك كمُدرب ..!
- نحنُ ؟! , وما أدراكَ أنتَ بما تُريدُه هيَ ؟!
- صدقني أنا أعلم ما تُريدُه , صحيح ؟!
قال هذا وهو ينظُر لي ثُم أردف : لا تُريدين منهُ أن يُدربكِ , صحيح ؟!
فكرتُ لثانية " من هوَ ليتحدث بتلك الثقة ! لكن للآسف , أنهُ مُحق ! "
أومأتُ برأسي أيجاباً .. فترك أخي يدي بعد أنتظار طويل ونهض عن الأرض ..!
توقف عن السير بجوار ذلك الشخص ثُم وضع يدهُ اليُمني علي كتفُه قائلاً :
أنتَ المسئول الآن !!
__________________
_

أستَغفِر الله العَظيم .. لا حَولَ ولا قوة إلا بالله
الحَمدُ لله .. الله أكبر .. سُبحان الله ..
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
ا
للهم صَلِ وسَلِم وبارِك علي محمد وعلي آله وصَحبِهِ أجمَعين
اللهم لا إله إلا أنت الحي القيوم , برحمتك أستَغيث

_
  #12  
قديم 09-13-2012, 01:51 PM
 
وبعدها أختفي بلمح البصر ..!
تمتم قائلاً :
سُرعة فائقة هااه ؟!
أظنُ أنهُ كان يُحدثُ نفسه مُتعجباً من قوة أخي وسُرعته وبالتأكيد يسأل نفسهُ " لماذا لا يكون ذلك الشخص ولي العهد بدلاً من الحمقاء الصغيرة ؟! " , حسناً , الحمقاء نفسها لا تدري !!
غلف الصمت المكان لثواني حتي كسرهُ قائلاً بمرح :
إذَن , ماذا كانَ يُعلمك ذَلكَ المُتَغطرس ؟
بهدوء أجبتُهُ : فن الأشتباك والتحول ..
مد يدهُ قائلاً : أذن , هيا أنهضي .. سأُكمل ما بدأه ..!
لسببً ما ترددتُ في أمساك يدُه , لكني في النهاية فعلت ..!

. .

. .

- هيمـي ؟!
أجبتُ بعد أن أستفقت من شرودي
- نعم أبي ..
- كُنتُ أسألكِ عن ميشيل ..!
بأبتسامة بلهاء أجبتُه : لم يعُد يُدربني ..
فرفع أبي حاجباً للدلالة علي أستنكارُه فأردفت : يُدربني الآن شخص آخر ..!
فقال أبي بهدوء بعد أن عادت ملامحُه لطبيعتها : سنتأكد من مهارة ذلك المُدرب في نهاية الأختبار ..
أذن أبي يؤجل أمر الأشتباك ..! , رائع .. لآني لم أكُن أعلم كيف سأشتبك بذراعاي هَذان ..!
- حسناً , فن الأنعاش ..
لا تقولي أن ماديسن أيضاً لم يعُد يُدربك ..

- لا لا , ماديسن ما زال يُدربني وجوي أيضاً .. لم أستبدل أحد سوي ميشيل ..!
- حسناً , أُريد التعويذة الرابعة والثلاثون من فن الأنعاش ..!
- نعم ..!
بدأتُ أُتمتم بتلك الكلمات التي أحفظها عن ظهر قلب , فأنا دوماً أستخدم ذلك الفن عندما أجد نفسي علي وشك الأغماء ..!
لكن عيبُه الوحيد أنهُ لا يُستخدم سوي مرة واحدة في اليوم ..
بدأت الطاقة تطيرُ حولي ..! , عاد لي الأحساس بذراعاي من جديد .. حقاً رائع ..!

- حسناً , لقد أحسن ماديسن , أليس كذلك ؟!
- نعم أبي ..
- حسناً , تبقي تعويذتان الأولي تعويذة الضوء والظلال .. والثانية الأشتباك ..!
, أبدأي بالأولي ..

- أنا من سيُنفذها ؟!
- بالطبع , ومن غيرك ؟!
ما هذهِ الورطة ؟! , أنا لم أسمع أصلاً بتلك التعويذة في حياتي من قبل ..!
بهدوء قُلت :
أنا لا أعرفها ..
- حسناً , الآن لنَعد .. نجحتي في تعويذتين وفشلتي في أثنين ..!
لذلك الآخيرة هي الحاسمة ..
تعلمين قواعد تعويذة الأشتباك .. , سأُظهر خصوماً تُقاتليهم ..
فُزتي يختفون , وأن لم تستطيعي أنتِ من يختفي ! , هل نبدأ ؟!

بتوتُر أجبت : نعم أبي ..
أكره أختبار الأشتباك .. حقاً أكرهُه ..!
أنا أتعثر في سيري !! , كيف يُفترض أن أقفز وأركُل وألكُم ..!
تمتم أبي بشيئ .. ثُم فجأة بعدهل غرق المكان في الظلام ..!
ما الذي يحدُث هُنا ؟!
صوت سيف يخرُج من غمدُه !! , لا سيفان !!
مهلاً , سيوف كثيرة .. بالآلاف !
مر واحد ممن يحملونها إلي جواري كالبرق وجرحني ..!
ما هذا ؟! , كـ كابوسي تماماً ..!
" حسناً , حسناً , لا تتوتري " , هذا ما فكرتُ فيه وأنا أعصرُ القلادة بداخل يدي اليُمني ..
أحتاج سلاح لأُدافع عن نفسي ..
ماذا كانت تعويذة الأسلحة مُجدداً ؟!
ماذا كانت ؟!
سُحقاً , لا أتذكرها !!
مر أثنان من جواري كالبرق وجرحاني في كلا ذراعاي ! , يزدادون كُل ثانية !!
ماذا أفعل ؟! , لمَ الجو أصبحَ بارداً ؟!
أنا لا أستطيع الحراك ..!
كانت دموعي هيَ الشيئ الدافئ الوحيد في ذلك المكان ..! , أشعُر وكأني سجينة في كابوسي ..!
كل شيئ تضخم ! , الشعور بالآلم , الحُزن وحتي حاسة السمع ..!
أستطيع سماع سيوفهم وهيَ تخرُج من أغمادها .. , كُلهم !!
سينقضون علي الآن , أليس كذلك ؟!
سقطت دمعة من عيني علي الأرض .. , أستطعتُ سماع صوت تحطُمها بوضوح ..!
ثُم فجأة أضاء المكان .. وأصبح دافئاً أيضاً ..!
القلادة القُرمُزية تُصدر ضوءاً جميلاً .. و صوتاً كـ تغريد العصافير في صباح مُشرق ..!
وكأن لا شيئ يُعكر صفو الحياة .. , مُطمئن جداً ..!
لاحظت وقوف أحدهُم أمامي .. , لكن لم أتبينُه ..
رأيتُ فقط ظهره ولسببً ما لم يمُر برأسي سوي شخص واحد .. , وبالفعل كان هوَ !
سمعت صوته يقول :
تلك التعويذة ممنوعة ! , كيف لك أن تستخدمها ؟!!
وفي وجه أبنتكَ أيضاً !!

متي آتي يا تُري ؟!
قهقه أبي بصوت عالي أثار سُخطي ثُم قال :
أنتَ قديم جداً .. , لم يعُد هُناك آي تعاويذ ممنوعة ..!
- هكذا ستتحول الأمور إلي فوضيَ !!
- سمهِ كما تشاء .. , أنا أُسميه أعطاء الموهوبين فُرصة ليُبرزوا مهاراتهم وبالمُناسبة هيمي أنتِ عديمة الموهبة .. , وقد فشلتي في الأختبار النهائي ..! , وذلكَ الوسيم لن يتحرر بل سيموت ..!!
بسُرعة قُلت : حسناً , لا أُريدُه أن يتحرر ..! , لنلغي الأتفاق !! , هوَ جيد كما هوَ ..!
- الأتفاق أتفاق , صغيرَتي ..!
" ماذا ! , وهل عقدت صفقة مع الشيطان أم ماذا ؟! "
كان هذا ما مرَ برأسي وأنا أُراقب الحُراس يُمسكونُه ..!

- لا مهلاً , لابُد أن هُناك حلاً آخر ..
أقترب أبي قليلاً مني .. , ثُم شعرتُ فجأة بآلم مُفاجئ في عُنُقي ..!
هل ضرب أبي شُريان الحياة للتو ؟! , أظلمت الدُنيا ووقعتُ أرضاً ..!


" تم البارت ^^ "
__________________
_

أستَغفِر الله العَظيم .. لا حَولَ ولا قوة إلا بالله
الحَمدُ لله .. الله أكبر .. سُبحان الله ..
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
ا
للهم صَلِ وسَلِم وبارِك علي محمد وعلي آله وصَحبِهِ أجمَعين
اللهم لا إله إلا أنت الحي القيوم , برحمتك أستَغيث

_
  #13  
قديم 09-13-2012, 02:14 PM
 
" الرقم سبعة ! "

. .
. .

نفس الظلام المُعتاد ..! , نفس البرد المُعتاد ..!
أصبحَ الأمر مُملاً بحق ..!
وفي نفس ذلك المكان أجدُ بُقعة مُضيئة خلفي !! , كيفَ لم أُلاحظها من قبل ؟!
لابُد أنهُ كما يقولون " دوماً حلول المشاكل التي نحنُ بها تتواجد غلي جوارنا , لكن نحنُ لا نراها ! "
بدأت أصوات السيوف التي تخرُج من أغمادها تتعالي في المكان شيئاً فشيئاً ..
شعرتُ بيد تسحبني غلي بُقعة الضوء ..! , كانت القلادة القرمزية تُضيئ بشدة وتُصدر ذلك الصوت الجميل ..
المكان هُنا ليس مُضيئاً فحسب بل دافئاً أيضاً ..
لم أكُن أري من الشخص الذي سحبني سوي قميصُه الأبيض الناصع ..! , خفتُ أرفع رأسي أو أبتعد قليلاً لأراه فأخرُج من بُقعة الضوء ..!!
لذا فقط تسكت بقميصهُ بقوة ..! , شعرتُ بيدهُ الكبيرة تُربتُ علي رأسي ..!
أكرهُ أن يستخف بي أحدهم أو يُعاملني كما يُعامل الأطفال .. لكن لسببٍ ما لم أشعُر سوي بمدي حنو ذلك الشخص ..! , والطيبة العجيبة التي تشُع منهُ ..!
فجأة شعرتُ بسائل دافئ لزج يلمس كفي المُمسكان بقميصُه بقوة ..!
ركزتُ بشدة لأتبين حقيقة ذلك السائل وقد ساعدني الضوء الذي تُصدره القلادة في هذا ..
دم ..! , أنهُ دم !!
وضعتُ يدي بسُرعة علي ظهر ذلكَ الشخص .. , لِأجدَ خنجراً مغروساً فيه !!.
وقع من بين يدي ولم أستطع فعل شيئ ..! , تلاشي في الهواء كالرماد المُضيئ ..!
وكأنهُ لم يكُن موجوداً من الأساس ..!!

. .

. .

أستيقظتُ وأنا أشعُر بآلم شديد في كُل أنحاء جسدي .. الأرض صلبة جداً في تلك الساحة .. تُري هل أُغشي عليَ وأنا أتدرب من جديد ؟!
لا , كان سينقلني لغُرفتي أن حدث هذا .. !
مرت كُل الأحداث السابقة في رأسي بسُرعة كالبرق جعلتني أنهض بسُرعة أكبر عن الأرض وأنا أترنَح ..!
لستُ مُتزنة بعد .. , لا يُهم ..!
ركضتُ بالسُرعة التي أستطعت حتي رأيت أحد الحُراس .. , توقفت أمامُه وأنا ألهث من الركض ومع ذلك أُحاول الكلام ولا أُريدُ منح نفسي فُرصة لألتقاط أنفاسي بينما هوَ يبدو مدهوشاً ..!
توقفت عن المُحاولة أخيراً وأخذت نفساً عميقاً ثُمَ قُلت :
كم مضيَ علي الأختبارات النهائية ؟
- يومان ..
يومان !! , هذا حقاً غير مُتوقع ..!
توقعت بعض الساعات لكن يومان !! , كثير جداً ..!
تسمرتُ في مكاني لثواني ثُمَ عاودت الركض من جديد ذاهبة إلي ساحة الملك ..
دفعتُ البوابة بلا مُبالاة لتنفتح علي مصرعيها ..! , واو لم أظنُ قط أن لدي قوة كهذهِ ..!
قُلت بحزم بصوتٍ عال :
لم يُعدم بعد أبي , صحيح ؟
- نعم , كيفَ أُعدمُه بدون حضورك ..!
ذلكَ حقاً في غاية القسوة !!
هل يُفترض أن أحضرَ شيئلً كهذا ؟!
بغض النظر عن فكرة كوني لا أعلم أسم ذلكَ الشخص حتي ولا أهتم بهِ علي الأطلاق ولا يُسبب لي سوي صُدع الرأس ..! , ما زلت أجد الأمرَ قاسي ..!
لقد خدمني لعام !!..
أهتم بي كما لم يفعل أبي نفسُه من قبل ..!
فكرة تركي أياهُ يُعدم تُشعرني وكأني خائنة !!
تُري هل إن كان عليَ أن أختار علي سبيل المثال بينهُ وبين أبي من كنتُ لأختار ؟!
يا إلهي سأُجن , أنا لا أعرفُ الأجابة !
لقد أصبحَ شيئاً أساسياً بدون أن أشعُر ..! , عليَ الأعتراف .. أنا لم أعُد لا أهتم ..!
أنا حقاً أعتبرُه شخص عزيز عليِ ..!
بهدوء قُلت :
وأينَ هوَ الآن أبي ؟
- في سجون الأبراج الشمالية ..!
خرجتُ منَ الساحة ومن القصر بأكملُه .. , منذُ مُدة لم أفعل هذا ..!
حسناً , الأبراج الشمالية مكان مُرتفع .. سيحتاج ذهابي إلي هُناك شيئ من أثنين ..!
أجنحة ! أو تنين مُجنح !!
وبما أن التنانين يتم الحصول عليها بعد النجاح في الأختبار النهائي الذي لم أجتزه أذن ليس أمامي سوي أستخدام أجنحتي الخاصة ..
وهذا يعني أن أذهب وأعود في ساعة واحدة ! فقط لآن أجنحتي لا تصمُد أكثر من ذلك ..!
زفرتُ بعُمق قائلة لنفسي :
لا حلَ آخر أذن ..
ثنيتُ قدميَ قليلاً ثُمَ دفعت الأرضَ بقدمي قافزة للأعلي لتظهر تلك الأجنحة العجيبة ..! , جناح أسود وآخر أبيض يتدلي من كلاهُما سلاسل حديدية .. لامعة .. فضية اللون , سبع سلاسل بالتحديد ..!
لا أدري ما قصة الرقم سبعة معي ..! , قاعة الأختبار كانت تحمل نفس الرقم أيضاً ..!
نظرتُ للأضواء الباهرة المُنبعثة من المُدن بالأسفل بينما أنا أسبح بين الضباب ..
أرتسمت أبتسامة حزينة علي شفتي علي الرغم مني وأنا أتذكر تلكَ الأيام التي كُنتُ أتنكر فيها أنا وشقيقتي كأثنين من العامة ونسير في شوارع مدينة " آماميزو" .. , العاصمة ..!
لم نُكشف قط سوي مرة واحدة بسبب ذلك السوار الغريب الذي لا يُخلع ..! , أخبرتُ مينوري مراراً وتكراراً أن تُخفيه بطريقةٍ ما .. ,
لكنها كـ العادة .. مُتساهلة جداً , طيبة جداً ومُتفائلة جداً ..!
أمضينا بقية اليوم في الهرب بسبب ذلك الشيئ السخيف والناس يركضون خلفنا ..! , كان ذلكَ مُضحكاً ..!
أشتقت لتلك الأيام ..!
أنمحت تلكَ الأبتسامة عن شفتي سريعاً ..! , تماماً كما آتت ..!
لم يعُد للتسكُع معني الآن !!..
لقد وصلت ! , هبطت علي سطح أحد الأبراج المُظلمة المُنتشرة بتلك المنطقة المعزولة عن المُدُن ..! , وكما هوَ مُتوقع كان هُناكَ بعض الحُراس علي السطح ..
طبيعي جداً , فالطريقة الوحيدة للوصول هيَ بالطيران ! لذا فبالتأكيد الحُراس لن يتواجدوا بجوار البوابة السخيفة التي بالأسفل ..!
أصلاً من الجنون الذهاب إلي مكان كهذا سيراً .. فالضباب كثيف جداً في الأسفل علي الأرض ..!
كما وأنُه يُسبب بعض الهلوسات قد تجعل المرء يُجرم في حق نفسُه ..! بينما يقل ذلكَ الضباب في السماء ..!
بدأت حديثي مع أحد الحُراس قائلة

- في آي بُرج وضعتوا آخر المساجين ؟
بدا الأستنكار علي وجهه لذا رفعتُ كُمي عن معصمي قليلاً لأُريهِ سواري ..
أظُن أنَ نظرتهُ تغيرت قليلاً .. لكن للأسوء ..!
حاول عدم أظهار آي مشاعر في وجهُه وهوَ يقول :
لقد آتي العديد من المُجرمينَ مؤخراً ! , عن أيُهم تتحدثين ؟!
صمتَ قليلاً ثُمَ أردف بصوت مُنخفض وكأنهُ لا يُريدُ أن يقول : جلالتك ..!
حسناً , بدأ ذلكَ الشخص يُزعجني حقاً ..!
الجميع يعلم أن سُجناء الأبراج الشمالية مُعتَقلون سياسياً أو لأسباب شخصية .. كـ كون الملك يكره أحدهم فقط ..!
لذا لا يجوز حقاً القول بأن هؤلاء الأشخاص مُجرمين ..! , أعد أن عهدي سيكونُ مُختلفاً ..!
سأهدم كُل تلكَ الأبراج ! , فقط أنتظروني !!..
بالرغم من كُل التُرهات التي مرت في رأسي بتلك الثانية ألا أني قُلتُ بهدوئي المُعتاد القاتل لمن لم يعتده :
أتكلم عن شخص عينيهِ حمراء ! , حمراء قانية ..!
الآن لم يعُد لديهِ حجة ! , مُتأكدة بأنهُ لا يري شخص عينيهِ حمراء كُلَ يوم ..!
قال بهدوء مُشابه لهدوئي وهوَ يتظاهر بالتذكُر :
آه تذكرت , ذلكَ الشخص , أنهُ بالبُرج السابع ..!
شعرتُ حقاً بأنزعاج ذلكَ الشخص كونهُ مُجبراً علي أخباري بالرغم من تظاهُره بالهدوء ..! , ولثانية أسعدني هذا ..!!
لكن ما أن قال ذلكَ الرقم حتي شعرت بوخزة خفيفة في قلبي لكن سُرعان ما أختفت تاركة أياي أتسائل عن سر ذلك الرقمَ معي ..

- هل أوصلك ؟
قال هذا الحارس الآخر الذي يقف إلي جواره , نبرة صوتُه ودية حقاً ! , كما أنهُ يبدو صغيراً في السن .. رُبما أصغر مني حتي ..!
قد يكون هذا سبب لُطفُه الواضح , فهوَ لم يري من الدُنيا الكثير بعد ..!
بأبتسامة أجبت :
سيكونُ هذا لُطفاً منك ..
أضطرب الهواء بشكر كبير بسبب أخراجُه لأجنحتُه والتحليق عالياً بسُرعة كبيرة ..! , الآن عرفت كيف أصبح واحداً في سنُه من حُراس الأبراج الشمالية !!..
لابُد أنهُ من هؤلاء الذين يدعونهم بالعباقرة ! , من ولدوا ليكونوا أقوياء ! .. لا , من ولدوا وهُم أقوياء ..!
واجهت صعوبة في الطيران خلفُه بنفس تلكَ السُرعة .. لكني لم أُخبرهُ مع ذلك أن يُخفف سُرعتُه !!
هبط علي سطح ذلك البُرج الذي يُطلقونَ عليه البُرج السابع , ولسببٍ ما شعرتُ بقشعريرة تسري في جسدي ..!
شيئ خفي دفعني للرهبة من هذا البُرج أكثر من البقية ..!
حدث الشاب الحارسين الذين يقفان في حراسة هذا البُرج قائلاً وهوَ يُشيرُ عليَ

- تلك هيَ الأميرة هيمي , تُريد رؤية السجين الذي لديكُم في هذا البُرج و .....
تقدمتُ مُقاطعة كلامُه قبل أن يقول أحدهم " وكيف نعلم أنها الأميرة ! " أو آي شيئ من هذا القبيل ..
لم أُقاطع بآي نوع من الكلمات ! , فقط شمرتُ كُمي قليلاً كما فعلت تماماً منذُ قليلاً ..
قال أحدهم بلهجة رسمية :
حسناً , تفضلي معنا ..
ألتفتُ للفتي لأشكُرهُ أولاً قائلة : شكراً لك , تستطيع الذهاب الآن يا ....
- ماتيوس ..
أردفت بأبتسامة : تستطيع الذهاب ماتيوس ..
ثانية وكان قد حلقَ بعيداً .. بنما ألتفت أنا للشخص الذي قال تفضلي معنا وكُنت علي وشك سؤاله " أين يُفترض أن أتفضل معكُم , هل هُناك آي بوابات سرية هُنا لا أراها ؟! "
لكن وصلتني أجابة ذلكَ السؤال قبل أن أنطق بهِ .. فقد وجدت ذلك الشخص الذي حدثني مُنذُ قليل يُخرج خنجراً من حزامه ويجرح به يده اليُمني ثُمَ يجلس القرفصاء علي الأرض عاصراً يدُه المجروحة ..!
ظللتُ صامتة وأنا أُشاهد ما يحدُث .. , أمتلئت بُقعة مُعينة علي الأرض بدمائه ..!
كانت علي شكل كُرة شمس صغيرة ..! , ذلك الرسم اللطيف للشمس المُبتسمة الذي يرسمهُ الأطفال ..!
أبتعدت البلاطة التي كانت بها رسمة الشمس محفورة !!..
لا أدري حتي كيفَ أصف ما رأيت ..! , كُل ما أستوعبتُه هوَ أنَ الكثير من الدرجات ظهرت من اللا مكان لتقود لتحت الأرض أو لنقُل لأسفل ذلكَ البُرج ..!
بدأ الشخص المجروح سيرُهُ للأسفل وأنا أتبعُه بينما بقي الآخر الذي لم ينطق قط مُنذُ أن آتيت في مكانُه .. , لهذا هُم دائماً أثنين .. في حراسة كُل بُرج ..!
كان المكان مُظلماً خالياً من آي ضوء سوي من الضوء البُرتقالي الخفيف لبعض المشاعل المُعلقة علي الجُدران .. , توقعت سماع صرخات أشخاص يتعذبون أو شيئ من هذا القبيل .. لكن لا , المكان هادئ جداً ويُشعر المرء بالحر بعض الشيئ ..!
ظللنا ننزل الكثير من الدرجات حتي ظننت أن لا نهاية لها ..! , وبعد فترة قد تكون طويلة بعض الشيئ وصلنا إلي نهاية تلك الدرجات .. أخيراً ..!
رأيت باب أسود يميل إلي الرمادي بهِ بعض القُضبان في فتحة شباكُه الصغيرة ..
أذن في ذلكَ البُرج الطويل لا يوجد سوي شخص واحد ..! , تُري هل كُل الأبراج هكذا ؟!
ألهذا هُناك أبراج كثيرة ؟! , ألهذا سُميت تلك المنطقة بسجون الأبراج الشمالية ؟!
أخرجَ مُفتاحاً غريب الشكل من جيبُه ثُمَ فتحَ البابَ بهِ , وقف إلي جوارُه وأشار لي بالدخول .. فدخلت ليُغلق بعدها الباب بالمفتاح ويُسلمني أياه من الفتحة التي بينَ قُضبان الشباك ..!
غريب حقاً ..!!
قالَ بهدوء :
عندما تنتهي أفتحي الباب بالمفتاح وأخرُجي ثُمَ أغلقيه من جديد , سأكونُ بالأعلي مع زميلي ..!!
رُبما يتساهل معي لآني الأميرة ..! , بالتأكيد لن يخطُر في بال أحدهم أنَ الأميرة قد تُرب أحد السُجناء ..!!
سيُعرضني هذا للكثير من المُسائلات ورُبما الأعدام في ساحة عامة بعد مئة جلدة علي الأقل ..!
لكن , لا يُهم حقاً ..!!!
أومأت لهُ وأنا أضع المفتاحَ في جيبي فأنصرفَ صاعداً الدرجات ..! , ألتفتُ لخلفي باحثة بعيني عنهُ فقد توقعت فعلاً أن أسمعَ شيئاً كـ " مرحباً سيدتي ! " , لكن لم اسمع آي شيئ .. , الزنزانة ليس بها سوي مشعل واحد وهذا يجعل الرؤية صعبة قليلاً ..
رأيت أحدهم جالساً علي الأرض في رُكن من أركان الزنزانة الشبه مُظلمة ضاماً ساقيه لصدرُه ويُحدقُ بالفراغ بهدوء ..! ويبدو أنهُ لم يُلاحظ دخولي ..!
لا وقت للتساؤل عن هوية ذلكَ الشخص , لابُد أنهُ هوَ .. لكنهُ بطريقةٍ ما لم يبدو هوَ ..!!
وكزتُهُ علي كتفِه بخفة قائلة :
أنتَ , هيا أنهض ..!
رمشَ فجأة ثُمَ نظرَ إليَ وهوَ ينهض قائلاً : مهلاً , لماذا أنتِ هُنا ؟!
وأنا أُخرج المُفتاح من جيبي أجبتُهُ : لأنكَ يجب ان تهرب من هُنا ..!
فتحت الباب بأستخدام المُفتاح ثُمَ أمسكتُ بيدُه ومشيتُ بسُرعة خارجة وأنا اقول : هُناكَ حارسين فقط في الأعلي , أنتَ تعامل مع واحد وأنا سأتعامل مع الآخر ! لكن لن نقتُـــ.....
توقفت عن الكلام عندما لاحظت أنهُ لم يخرُج معي فمددتُ يدي غلي الداخل وسحبتُه من جديد ! وتلكَ المرة عرفتُ لمَ لم يستطع الخروج .. حاجز ضوئي !!..
أخفضت رأسي بيأس ودخلتُ من جديد وأنا اتسائل في نفسي " لمَ أستطعتُ الخروج ولم يفعل هوَ !! "
عندما نظرتُ إليهِ من جديد لاحظتُ شيئاً عجيباً ..! جعلني أقول بدون تفكير

- هل تغير لون عينيك أم أن هذا بسبب ضوء المشعل ؟!
بهدوء أجابني : هذا ما كُنتُ ساقولُه لو لم تسحبيني خلفك للخارج ..!
أترينَ جُدران هذا المكان ؟!

سؤال غريب ..!!
- نعم , أراها ..
- أنها مدهونة بمادة تختم القوي السحرية ..!
- هذا يُفسر الشعور الغريب الذي شعرتُ بهِ عندما دخلتُ إلي هُنا ..
- هذا الختم يجعل من هُم مثلك سحرة لا يستَطيعون أستخدام السحر .. , لكن ختم الوي السحرية لمن هُم مثلي يعني تنشيط الشق الآخر ..!
- آي البشري ..!
- صحيح , وذلك الحاجز الضوئي هُناك " قالها وهوَ يُشيرُ علي الباب "
يمنع آي بشري من الخروج من هذا المكان ما لم يُبطله صانعُه ..!
- آي أنَ من هُم مثلكَ يدخلون هُنا ولا يخرجون ..!
__________________
_

أستَغفِر الله العَظيم .. لا حَولَ ولا قوة إلا بالله
الحَمدُ لله .. الله أكبر .. سُبحان الله ..
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
ا
للهم صَلِ وسَلِم وبارِك علي محمد وعلي آله وصَحبِهِ أجمَعين
اللهم لا إله إلا أنت الحي القيوم , برحمتك أستَغيث

_
  #14  
قديم 09-13-2012, 02:18 PM
 
أومأ ولم يُزد حرفاً عن هذا بينما دارت في رأسي فكرة واحدة ! ..
" ماذا الآن ؟!
أنا لم أعُد أستَطيع فعل شيئ ..! "

- تستَطيعينَ فعل شيئ ..!!
أخرجني ذلكَ الصوتُ من شرودي .. , لأتفاجئ حقاً مما كان يحدُث ..!
شعرتُ بيد من يديه تُحيطُ بخصري والآُخري هادئة علي ظهري بينما أستقرت ذقنُه علي كتفي ..!!

- أعلم أنكِ تستَطيعين فعلَ شيئ .. لا أعلم ما هوَ لكني أثقُ بكِ ..!
في تلكَ اللحظة تذكرت جُملة كُنتُ قد قُلتها لهُ مُنذُ عام , " أنا لا أثقُ بك ! "
كيفَ يُمكنُه ان يثق بي الآن بتلكَ الطريقة ؟!
نبرة صوتُهُ الهادئة التي أعتدتُ عليها صلبة تبدو الآن لينة بعض الشيئ ..! , بالرغم من مظهرُه المُتعب إلا أنهُ لم يبدو وكأنهُ يُبالي أو فقط يشعُر بضعف آخر غطي علي هذا..!
, رُبما ضعف من الداخل ..! , لم يكُن قط بهذا الشكل ..!!
أعتدتُ ذَلكَ الأحساس المُطمئن عندما أعلم أنهُ يقف بجوار باب غُرفتي .. ! , لكن الآن يبدو وكأنهُ يحتاج إلي أن يُطمئنُه أحدهم !!..
رفعتُ يدي لأُربت علي ظهرُه مُطمئنة لكني لم أفعل .. ! , عُدت وأنزلنها من جديد وأكتفيتُ بقول :
أعدُك أني سأفعل كُل ما أستطيعُه ولن أدخر شيئاً ..!
ضَغطَ بقوة أكبر قبل ان يُفلتني تماماً قائلاً : آسف لهذا ..!
أزعجني أعتذارُه لسببٍ ما وشعرتُ بالغيظ من نفسي لشعوري بالأنزعاج ! و غلي جانب شعوري وكأني خسرتُ شيئاً ما ..! , دوماً مشاعري مشوشة ..!!
تنهدت بعُمق قبل ان اقول :
لا عليكَ , لكن لا تفعلها من جديد لآني لا أُحب أن يلمسني أحد ..!
أومأ بصمت .. , حينها قُلت : والآن أخبرني ما الذي حدث معكَ بالضبط كي استَطيع ان أري ماذا يُفترض أن افعل ؟!
قالَ بهدوء : بعدما أُغشي عليكِ أخذني حُراس الملك والملك نفسُه إلي هذا المكان ..
لم أستَطع فعل شيئ بوجود الملك مع الحُراس لذا قُلتُ لنفسي أنَ بأستطاعتي فعل ما اشاء عندما يتركوني في غُرفة الحبس لكن ما ان آتيت غليَ هُنا وضعَ الملك ذلك الحاجز الغريب ..!

- أذن ابي من وضعُه .. لذا فهوَ من يستَطيع ان يُبطلُه ..!
أومأ من جديد ..
فأردفت :
أذن لا هروب .. لا خُدع ..! , يجب أن أحصُل علي الأمر بطريقة شرعية ..!
يجب أن أُقنع أبي ..!!

أتجهت إليَ الباب قائلة : حسناً , أنا سأذهب الآن ..
قُلتُ وأنا علي وشك أغلاق الباب بهِ : لا تكتئب , حسناً ..!!
- طبعاً ..
جاءني صوتُه الهادئ إلي جانب تلكَ الأبتسامة التي لم أستَطع أن أراها بسبب الظلام .. و لكنها وصلتني بطريقةٍ ما ..!

" تم البارت ^^ "
__________________
_

أستَغفِر الله العَظيم .. لا حَولَ ولا قوة إلا بالله
الحَمدُ لله .. الله أكبر .. سُبحان الله ..
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
ا
للهم صَلِ وسَلِم وبارِك علي محمد وعلي آله وصَحبِهِ أجمَعين
اللهم لا إله إلا أنت الحي القيوم , برحمتك أستَغيث

_
  #15  
قديم 09-13-2012, 02:24 PM
 
" مجلس الخمسة ! "

. .
. .

بدأتُ بصعود الدرجات الطويلة للأعلي من جديد وأنا أُفكر في إنَ الحارس لم يتساهل معي لآنَ الباب والمُفتاح ليسا أصلاً ما يمنعان ذَلكَ الشخص من الهروب بل الحاجز ..!
تذكرت كلام مينوري عن الحُراس " أنهم مُخلصون في عملهم آي لا يُمكن رشوتهم بجوار كونهم غير عنيفين ..! , أراهُم مثالاً للسلام ! "


. .
. .

- ماذا تعنين بغير عنيفين ؟!
- أنهم لا يُعذبونَ المساجين ..!
- لَكن أحدهم أخبرني أنَ المساجين يعذبون ..!
- نَعم , لكن ليس من قبل الحُراس ..!
- إذن من يفعل هَذا ؟!
- لا تُخبري أحداً أنني أخبرتك ! , أتفقنا ؟
- أتفقنا ..!
- هُناكَ فرقة تعذيب سرية تُدعي بالألفا , لا يعلم عنها أحد سوي مجلس الستة ..!
- إذن , أنتِ الآن تُخرجينَ أسرار المجلس ؟!
- أنتِ توأمتي ..!
- أممم , لماذا أصلاً يُعذبونَ المساجين ؟! , أنا لا أفهم ! , ألا يكفي أنهم سُجنوا ؟!
- لا أدري , لَكن ماديسن أخبرني أنهم يستخدمونَ سحراً ممنوعاً .....
هُنا قاطعتها قائلة : أبي أباحَ كُل التعاويذ الممنوعة ..!
فصَححت كلامها قائلة : يَستخدمونَ سحراً كانَ ممنوعاً في عهد جدي ليجعلوا المساجين مُكتئبين ! , يرغبونَ في الموت ! , لا يجدونَ سبباً للحياة ..!
- قرأتُ عن هَذا السحرَ مرة , قليلونَ من أستَطاعوا النجاةُ منه ..!
- نعم ..!
- إذن , هل أعجبكِ مجلس الستة ؟!
- لأكونَ صادقة , أنا أنوي الأستقالة ..!
- إذن لم يُعجبكِ ..

. .

أخيراً وصلتُ للسطح .. نظرتُ قليلاً للحارسين قبلَ أن أقول : لا تسمحا لأحد بالدخول إليه ..!
- أحد كـ من ؟!
- لا أدري ! , شخص غريب الشكل ! , شخص لا تَطمئنونَ لهُ ..!
- هُناكَ أشخاص بهَذهِ المواصفات لَكن معهُم تصاريح للدخول ...!
- لا تُدخلهُم ..! , إن سألكَ أحدٌ قُل أنَ هَذا أمر من الأميرة ! , أنا سأتحمل مسئولية هَذا الأمر كاملة ..!
أومأ حينها ففردتُ جِناحايَ من جديد وحلقتُ مُبتعدة وأنا أُفكر في ما يُمكنُني أن أفعل الآن ..!
فطافت في رأسي ذكري آُخري لمينوري وأنا أري أضواء المدينة في الأسفل المُنبعثة من بينَ الشقوق التي بالضباب ..!


. .

- صدقيني المُعلم يعلم كُلُ شيئ ! , سيُساعدك في حل تلكَ المُشكلة ..!
- أنتِ صدقيني , لا أحد يعلم كُلُ شيئ !..
- حسناً يعلم الكَثير , سيُساعدك ! , أعرضي عليهِ الأمر ..!
- أنا لم أذهب إليهِ مرة واحدة مُنذُ تخرجتُ من صفُه ! سيكونُ مُحرجاً الذهاب إليهِ الآن ..
- إذن أنا سأفعل ..!

. .

" لا تكتئب ! "
دارت تلكَ الجُملة في رأسي طويلاً بعد أن رحلت ..! , شعرتُ لثانية وكأني لا أفهم معناها ..!
شخص مثلي ماذا يُريدُ من الحياة أصلاً ؟!
لا أتذكر آيُ شيئ عن حياتي قبلَ أن أُختم ! ولا أستَطيع تصَورُ مُستقبلي أو أضع خُطط لهُ حتي كما يفعل الجميع ..!
ليس لدي ماضٍ أو مُستقبل ..!
لا هدف ..!
لمَ قد أرغب في الحياة ؟!
إن أُعدمت لن تُسامح نفسها ..! , ستلومُ نفسها للأبد ! , أنا أعلم هَذا ..!
لهَذا يجب أن أعيش ..! لأحرُص عليَ ألا تؤذي نفسها ..!
مُجرد التفكير في الموت الآن يعني أني لا أثقُ بها ..! , لهَذا سأتوقف عن التفكيرِ فيه ..!


. .

تبقي القليل , فقط تحملي ..!
- لا , ليسَ الآن ..!
لَكن لا حياة لمن تُنادي ! , أختفت الأجنحة ولحُسن الحظ لم أكُن بعيدة جداً عن الأرض وألا كُنتُ تحطمتُ وما كُنتُ لأستَطيعَ أنقاذُه , رُبما كُنتُ سأموتُ قبلَهُ حتي ..!
نهضتُ عن الأرض لأنفضَ عن ملابسي الغُبار .. , وأبدأ في السير جاعلة المدرسة القديمة وجهتي ! أو لنقُل وأبدأ في القفز علي ساقٍ واحدة جاعلة المدرسة القديمة وجهتي !
نعم , لطالما حدثَ معي هَذا الأمر ! , السقوط عليَ نصفي الأيسر , لآني لم أكُن يُمني فقد كُنتُ أعتمد علي نصفي الأيسر كثيراً حتي في تَلقي الضربات !
لم أكُن بعيدة جداً , لقد وصلتُ سريعاً حقاً .. أو هَكذا أظُنُ ..!
أظُنُ أنَ أحساسي بالوقت أنخفض قليلاً بسبب ذَلكَ الضباب الذي يطفو في سماء المنطقة الشمالية ! , أنهُ حقاً غامض ..!
أنَ المدرسة تبدو أصغر بطريقة غريبة ! لَكن لابُدَ وأني من كبُرتُ ..!
ضحكات الأطفال تتقافز إلي مسامعي , أنهم هُناكَ يلعبون ! , أشتقت لتلكَ الأيام ..!
مهلاً , لمَ تقف تلكَ الصغيرة وحدها ؟!
أنها تبكي ..! , لماذا ؟
هل أسألها ؟! , لابُد أن شكلي هَكذا سيُرعبها ..!
لا لا , حالتي لا تبدو بذَلكَ السوء ..
أقتربتُ من الفتاة شيئاً ووقفت ثُمَ أنخفضت قليلاً في وقفتي حتي أُصبح قريبة منها لتسمعني قائلة :
أهلاً , لمَ تبكينَ ؟!
لم ترُد عليَ الفتاة لَكن من الواضح أنها سمعتني ..!
هل تجاهلتني تلكَ الصغيرة للتو ؟!
تنهدت بهدوء ! , لم أكُن يوماً جيدة مع الأطفال لكني أحببتُهم لسببٍ ما ..! , رُبما لآني ساذجة ..!
جلستُ إلي جوارها لَكن عليَ مسافة علي ذَلكَ المقعد الطويل الذي تحتَ شجرة الكَرز الكبيرة .. , تلكَ الشجرة العجوز ! , أتعجب إنها ما زالت حية ..!
سألتُها مُجدداً :
هيا , أخبريني .. لا أظُنُ الأمرَ بذَلكَ السوء ثُمَ من يعلم قد أُساعدك ..!
لم ترُدُ عليَ من جديد لكني عملتُ بأنها ما زالت تستمع لذا قُلتُ : حسناً , مهما كان الأمر لا تُصبحي هَكذا ! , أتفقنا ؟
أنظُري أنا أسفة للغاية يجب أن أذهب الآن فلديَ شيئ لأُنجزُه ..!

نهضتُ عن المِقعد الطويل .. , لَكن ما إن بدأتُ أخطو مُبتعدة حتيَ أمسكت الصغيرة بيدي قائلة : أجنحتي ..!
ألتفتُ بأستغراب إليها قائلة : ماذا ؟!
لترُدُ عليَ بهدوء : قوي التوازُن ! , لديَ النصف السيئ منها ..!
- الظلام ؟
- لا , الضوء ..!
كيفَ أمكنها أن تقول عن الضوء النصف السيئ ؟!
مهلاً , أعتدتُ أن أقولَ مثلها ..!
مملكة تؤثر السحر الأسود وفتاة صغيرة لديها أجنحة ناصعة البياض كـ الثلج ! .. أممم بالطبع لا يتفقان ..!
أذكُر أنَ الأطفال كانوا يتشائمونَ عندما يرونَ أجنحتي بالماضي ! , مينوري كانت تصرُخ بهم ! , بعدها تعلمتُ أطلاقَ الظلام ..!!
" بقلب الضوء اللامع الشديد يعيش الظلام القاتم المُدمر ! "
تلكَ كانت أسطورتي ! , تلكَ كانت قصتي ! , تلكَ كانت حياتي ! , تلخصت في جُملتين من تهويدة مُرعبة ..!!
أعتدتُ علي تلك الريشة السوداء وسطَ أجنحتي الناصعة ومنها بدأتُ أنشُرُ الظلامَ حول نفسي ..! , إلي أن كُسرت اللعنة ! ولَكن بثمن باهظ ..!


. .
. .

صُراخ
" ماذا تعنونَ بـ ذهبت ؟! , لا يُمكنها أن تذهب ! "

همس
" ما الذي سيحدُث الآن لعالم السحر ؟! , لقد أنكسرَ التوازُن "

دفاع
" يجب أن نُساعدها ! , القوي ستبحث عن أكثر جسد يُشبه جسد حاملها السابق ! , ومن يًشبه مينوري أكثر من هيمي ؟!! , يجب أن نُساعدها ! , لا يُمكن أن تعبش القوتان بجسد واحد ! , هَذا سيُدمرها ..! "

نبرة باردة
" مراسم نقل القوي بالغد ! , تحضري جيداً , سيكونُ عليكِ نقل القوتين !

صُراخ
" انــا أنـهـار ! , ما زلتُ أشعُر بها بداخلي ! , أرجوكم .... ساعدوني "

نبرة يائسة
" لا حلَ سوي هَذا , الختم هوَ الحل الأمثل ! "

. .
. .
__________________
_

أستَغفِر الله العَظيم .. لا حَولَ ولا قوة إلا بالله
الحَمدُ لله .. الله أكبر .. سُبحان الله ..
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
ا
للهم صَلِ وسَلِم وبارِك علي محمد وعلي آله وصَحبِهِ أجمَعين
اللهم لا إله إلا أنت الحي القيوم , برحمتك أستَغيث

_
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مخلل مشكل , عمل مخلل مشكل روعه , الذ مخلل مشكل 2013 هبه العمر أطباق شهية 0 02-19-2012 05:46 PM
عندما يكون لديك اعداء فقط ابتسم سُكون. مواضيع عامة 11 08-26-2011 03:42 AM
عندما # يكون # في #الظل # حلمك.....؟ احمد اطيوبه موسوعة الصور 8 11-17-2010 01:59 AM
عندما يكون عمق التفكير كعمق قاع قطره بــو راكـــــان أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 11-15-2008 12:57 PM


الساعة الآن 02:32 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011