عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #81  
قديم 07-22-2012, 06:01 PM
 
فين البارت
__________________






الهٌدوء فنٌ ..

فَـ إذا كُنتَ فناناً في هُدوئكَ , ٱصبَحتَ عازفاً فيَ كلامِك
  #82  
قديم 08-25-2012, 01:00 PM
 
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/14_05_15143159566002739.jpg');"][cell="filter:;"][align=center].











.[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

الجزء السادس


قصص مخيفة



عندما جلست في غرفتي محاولة التركيز على الفصل الثالث من مسرحية ماكبث ، سمعت صوت سيارتي . لعلي ظننت ، رغم صوت المطر الغزير ، أنني سمعت صوت المحرك . لكني نظرت من النافذة فرأيتها واقفة هناك .

لم أكن أترقب يوم الجمعة ... بل كنت غير راغبة في قدومه .
كانت تنتظرني طبعاً تعليقات كثيرة عن حادثة إغمائي . ولعل جيسيكا خاصة سرت بهذه القصة . لحسن الحظ لم يقل مايك شيئاً ولم يبد لي أن أحداً عرف شيئاً عن تدخل إدوارد . لابد أن لدى جيسيكا أسئلة كثيرة عن جلوسي مع إدوارد في الكافيتريا .
سألتني : ما الذي أراده إدوارد كولن أمس ؟
أجبت بصدق : لا أعرف ! ... لم يتكلم بوضوح .
قالت محاولة اصطيادي : بدا عليك غضب شديد! .
حاولت أن لا يظهر أي تعبير على وجهي : حقاً ! .
(( هل تعرفين أنني لم أشاهده أبداً من قبل جالساً مع أي شخص .... عدا أفراد أسرته ... كان ذلك غريباً )) .
وافقتها : (( إنه شيء غريب ! )) ... بدا عليها الانزعاج وراحت تعبث بشعرها الداكن نافذة الصبر ... عرفت أنها تأمل في سماع شيء يمكن أن تصنع منه قصة جيدة ترويها للاخرين .
كان أسوأ شيء فيما يخص يوم الجمعة هو أنني مازلت آمل قدومه رغم معرفتي أنه لن يأتي . وعندما دخلت الكافتيريا مع جيسيكا ومايك لم أستطع منع نفسي من النظر إلى طاولته فرأيت روزالي وأليس وجاسبر جالسين متقاربي الرؤوس ... كانوا يتحدثون . لم أستطع دفع الكآبة التي أغرقتني عندما أيقنت أنني لا أعرف كم من الوقت سأنتظر قبل أن أراه من جديد .
على طاولتي المعتادة كان الجميع منشغلين بوضع خطط اليوم التالي . دبت الحيوية في مايك من جديد . .. كان مفرط الثقة في رجل الارصاد الجوية في البلدة الذي وعده بنهار مشمس غداً . أما أنا فكان علي أن أرى ذلك قبل أن أصدقه . لكن الجو أكثر دفئاً اليوم ... قد لا تكون الرحلة بائسة تماماً .
تلقيت عدة نظرات غير ودية من لورين أثناء فترة الغداء . لم أفهم تلك النظرات إلى أن خرجنا من الغرفة معاً . كنت أسير خلفها تماماً لا تفصلني الا مسافة قدم واحدة عن شعرها الحريري الفضي ... من الواضح أنها لم تنتبه لوجودي .
سمعتها تقول لمايك : (( ... لا أعرف لماذا لا تجلس بيلا مع أولاد كولن من الان فصاعداً )) ... نطقت أسمي بنبرة حادة ... لم أنتبه من قبل إلى بشاعة صوتها الانفي المزعج ... فوجئت بما فيه من خبث . الحقيقة أنني لم أكن أعرفها جيداً ... لم أكن أعرفها إلى حد يجعلها تكرهني ... أو لعل هذا ما أظنه فقط ! .
أجابها مايك : (( إنها صديقتي ، وهي تجلس معنا )) . كان صوته يثني بالوفاء ... لكنه كان محتاطاً بعض الشيء . تمهلت حتى أسمح لجيسيكا وأنجيلا بتجاوزي . لم أكن راغبة في سماع المزيد .
في الليل بدا تشارلي وقت العشاء متحمساً لرحلتي إلى لابوش في الصباح . أظن أنه كان يشعر بالذنب لانه يتركني في البيت وحيدة أيام العطلات الاسبوعية .
لكنه أنفق سنوات كثيرة في تكوين عاداته ولم يكن سهلاً عليه تغييرها الان . من الطبيعي أنه يعرف أسماء جميع الاولاد الذاهبين إلى الرحلة ، وأسماء آبائهم وأمهاتهم ، بل لعله كان يعرف أسماء أجدادهم أيضاً . بدا محبذاً لتلك الرحلة . تساءلت عما اذا كان سيوافق على ذهابي إلى سياتل مع إدوارد كولن . لم أكن لاخبره بذلك .
سألته عرضاً : (( أبي ! هل تعرف مكاناً اسمه صخور الماعز أو شيء من هذا القبيل ؟ أظن أنه جنوب جبل رينير )) .
(( نعم ... لماذا ؟ ))
ابتسمت : (( كان بعض الاولاد يتحدثون عن التخييم هناك )) .
بدت عليه الدهشة : (( ليس مكاناً جيداً للتخييم ! ... فيه كثير من الدببة ... أكثر الناس يذهبون إليه في موسم الصيد )) .
تمتمت قائلة : (( أوه ! لعلني لم أسمع اسم المكان بشكل صحيح )) .
كنت أريد الاستمرار في النوم ، لكن وهجاً غير مألوف أيقظني .
فتحت عيني فرأيت شعاعاً من ضوء أصفر نقي يخترق نافذتي . لم أصدق ذلك ... ! هرعت إلى النافذة لانظر فرأيت الشمس . كانت في غير موضعها الصحيح من السماء ... كانت منخفضة جداً ...
وبدت أبعد من المعتاد ... لكنها كانت شمساً حقيقية . كانت الغيوم تحتشد في الافق ... لكنها رقعة كبيرة من الزرقة كانت واضحة في الوسط . تمهلت عند النافذة قدر ما استطعت ... خفت أن تختفي تلك الزرقة اذا تركت النافذة .
كان متجر نيوتن للتجهيزات الرياضية عند طرف البلدة من جهة الشمال . رأيته من قبل ، لكنني لم أتوقف عنده أبداً ... فمنذ زمن طويل جداً لم أكن بحاجة إلى أي مواد مما يلزم للرحلات . ميزت سيارتي مايك وتايلر عند موقف السيارات . وعندما أوقفت سيارتي بجانبهما رأيت مجموعة تقف عند مقدمة سيارة مايك . كان إريك هناك مع صبيين آخرين . كنت متأكدة من أنهما بين وكونر . كانت جيسيكا هناك أيضاً تحيط بها أنجيلا ولورين . وكانت معهن ثلاث فتيات من بينهن واحدة أتذكر أنها وقعت في درس الرياضة يوم الجمعة . قذفتني تلك الفتاة بنظرة قذرة عندما نزلت من سيارتي وهمست شيئاً في أذن لورين . هزت لورين شعرها الحريري الذي له لون الذرة ثم نظرت إلي باحتقار .
سيكون واحداً من تلك الايام التعيسة إذن .
على الاقل ، كان مايك سعيداً برؤيتي ... صاح بفرح : (( لقد جئت ! قلت لك إنه سيكون يوم مشمساً ، أليس كذلك ؟ ))
ذكرته قائلة : (( قلت لك إنني قادمة ! ))
أضاف مايك : (( نحن ننتظر الان لي وسامانثا ... الا اذا كنت قد دعوت أحداً )) .
(( لا ، أبداً !)) ... إنها كذبة صغيرة قلتها وأنا آمل أن لا يكشفها أحد منهم . لكنني تمنيت أيضاً أن تقع المعجزة ويظهر إدوارد .. . بدا الرضى على وجه مايك فقال : (( هل تركبين سيارتي ؟ ... إما سيارتي أو سيارة والدة لي )) .
(( طبعاً )) ... ابتسم مايك سعيداً ... ما أسهل أن يكون سعيداً ! .
وعدني قائلاً : (( يمكنك الجلوس عند النافذة في المقعد الامامي )) ... أخفيت غمي . لم يكن من السهل أن أجعل مايك وجيسيكا سعيدين في وقت واحد . كنت أرى جيسيكا تنظر إلينا عابسة الان .
رغم ذلك ، عمل العدد في صالحي . لقد أحضر لي شخصين إضافيين فصارت كل الامكنة في السيارات ضرورية . أفلحت في وضع جيسيكا بيني وبين مايك في المقعد الامامي . بدت جيسيكا راضية ، لكن مايك بدا غير مسرور كثيراً بذلك .
كانت المسافة بين فوركس ولابوش 15 ميلاً فقط . وكان القسم الاكبر من الطريق مظللاً بغابات خضراء كثيفة رائعة . كان نهر كيلابوت العريض يمر تحت الطريق مرتين . سررت لجلوسي عند النافذة . أنزلنا النوافذ لان السيارة كانت مزدحمة بتسعة أشخاص ... حاولت امتصاص أكبر قد ممكن من الشمس .
سبق لي الذهاب إلى شواطىء لابوش عدة مرات أثناء العطلات الصيفية التي أمضيتها مع تشارلي ... لذلك كان منظر الشاطىء الاول مألوفاً عندي ... كان على شكل هلال طوله أكثر من كيلومتر . كان لون الماء رمادياً داكناً ... وكان الشاطىء صخرياً . رأيت عدة جزر بارزة من مياه الميناء ذات اللون الفولاذي . وكانت تحف بتلك المياه جروف شديدة الانحدار صاعدة نحو قمم غير متساوية . وكانت تتوج تلك القمم أشجار تنوب قاسية المظهر شاهقة العلو . كان عند الشاطىء شريط ضيق من الرمل عند حافة الماء وبعده كانت الارض تتحول إلى ملايين الحجارة الضخمة الناعمة ... كان لون الحجارة رمادياً موحداً من بعيد ، أما من مسافة قريبة فهي تجمع كل ألوان الحجارة الممكنة : الاخضر البحري ، والقرميدي ، والازرق الرمادي ، ولون الخزامي ، واللون الذهبي الباهت . كان خط المد مرسوماً بجذوع أشجار ضخمة جرفتها مياه البحر وجعلها الملح بيضاء مثل العظام . كان بعضها مكوماً عند حافة الغابة ... وكان بعضها مستلقياً في عزلة بعيداً عن متناول الامواج .
أتت ريح خفيفة من جهة الامواج ... كانت باردة لطيفة ... ومالحة . كانت طيور البجع تعوم فوق الامواج التي تطير فوقها النوارس ونسر وحيد . مازالت الغيوم تحف بالسماء مهددة بالهجوم في أي لحظة ... لكن الشمس كانت الان تتألق بشجاعة عبر تلك الرقعة الكبيرة من السماء الزرقاء .
اخترنا طريق النزول نحو الشاطىء . كان مايك في المقدمة يقودنا نحو حلقة من الجذوع الخشبية . وكان من الواضح أن تلك الجذوع استخدمت من قبل في حفلات مثل حفلتنا . راح إريك والصبي الذي أظن أن اسمه بين يجمعان الاغصان المتكسرة والاخشاب التي جرفها البحر من أكوام جافة عند حافة الغابة . وسرعان ما صار لديهما كومة حطب مخروطية الشكل أقاماها فوق موضع نيران قديم .
سألني مايك : (( هل رأيت من قبل نار الاخشاب التي جرفها البحر ؟ )) ... كنت أجلس على أحد المقاعد التي ابيضت فصارت بلون العظام ... وكانت بقية البنات متجمعات إلى يميني ويساري ... وكن يتهامسن بحماس ... ركع مايك قرب كومة الحطب وأشعل واحداً من العيدان الصغيرة باستخدام قداحة .
وعندما وضع العود المشتعل تحت الكومة بحذر قلت له : (( لا ! لم أشاهدها من قبل )) .
(( سوف تحبينها إذن ... انتبهي إلى الالوان )) ... أشعل عوداً صغيراً آخر وضعه بجانب الاول . بدأت ألسنة اللهب تتصاعد من الخشب الجاف .
قلت بدهشة : (( إنها زرقاء )) .
(( هذا بسبب الملح ... جميلة ، أليست جميلة ؟ )) ... أشعل عوداً ثالثاً فوضعه في زاوية لم تصل النار إليها بعد ثم جاء فجلس جانبي . لحسن حظي ، كانت جيسيكا جالسة إلى الناحية الاخرى منه . استدارت إليه محاولة الاستحواذ على اهتمامه . ورحت أراقب ألسنة اللهب الغريبة ... ألسنة زرقاء وخضراء تفرقع صاعدة نحو السماء .
بعد نصف سلعة من الثرثرة ، أراد بعض الاولاد الذهاب إلى البرك القريبة التي خلفها المد . كانت تلك مشكلة . فمن ناحية ، أنا أحب تلك البرك ... إنها تسحرني منذ أن كنت طفلة . وهي من بين الاشياء القليلة التي كنت آمل رؤيتها عند عودتي فوركس . أما من ناحية أخرى ، فقد وقعت في تلك البرك مرات كثيرة في الماضي . الوقوع ليس مشكلة عندما يكون معك سبعة أشخاص من بينهم والدك ... تذكرت ما قاله إدوارد ... لم يكن يقصد الوقوع في المحيط ! .
كانت لورين هي من أتخذ القرار بدلاً مني . لم تكن تريد الذهاب ... ولم يكن حذاؤها يصلح لذلك . قررت معظم الفتيات ، ومنهن جيسيكا وأنجيلا ، البقاء عند الشاطىء أيضاً . انتظرت حتى قال تايلر وإريك إنهما سيبقيان مع البنات ، ثم نهضت بسرعة لانضم إلى المجموعة التي تريد الذهاب . منحني مايك ابتسامة عريضة عندما رآني قادمة .
لم تكن نزهتنا إلى البرك طويلة جداً لكنني كرهت فقدان رؤية السماء أثناء السير في الغابة . كان الضياء الاخضر في الغابة متناثراً على نحو غريب مختلطاً مع ضحكات المراهقين ... كان الجو في الغابة مظلماً موحشاً يثير الانقباض إلى حد جعله غير متناسب مع الصخب والجدل من حولي . كنت أراقب خطواتي بحذر شديد وأتفادى الجذور عند قدمي والاغصان عند رأسي ... سرعان ما صرت أسير خلف الجميع . خرجنا أخيراً من غباهب الغابة الزمردية ورأينا الشاطىء الصخري من جديد . .. كان وقت الجزر ... وكان جدول من مياه المد يجري بالقرب منا عائداً إلى البحر . وعلى حافتي هذا الجدول كانت تتناثر برك ضحلة لا تعرف الجفاف أبداً .... كانت تمور بالحياة .
كنت أحاذر الانحناء كثيراً فوق هذه البرك . أما الاخرون فما كانوا يعرفون الخوف . كانوا يتقافزون فوق الصخور وينحنون بتهور فوق الحواف . عثرت على مكان مستقر من أجل الجلوس والمراقبة ...
صخرة على حافة واحدة من أكبر البرك ... جلست على الصخرة بحذر مسحورة بحوض الكائنات المائية الذي تحتي . كانت باقات من شقائق البحر الزاهية تتماوج من غير انقطاع في التيار غير المرئي . وكانت أصداف كثيرة غريبة الشكل تتناثر على الحواف وتخفي السرطانات البحرية المختبئة بينها . وكانت نجوم البحر ملتصقة من غير حراك على الصخور ، أو على بعضها . في حين كانت سمكة أنقليس سوداء صغيرة لها خطان أبيضان تتحرك بين الاعشاب البحرية الخضراء اللامعة تنتظر عودة البحر إليها . كنت مأخوذة بالمشهد تماماً الا جزءاً صغيراً من عقلي كان يتساءل عما يفعله إدوارد الان ويحاول تخيل ما يقوله لو كان الان معي في هذا المكان .
جاع الاولاد أخيراً فنهضت مبتسمة حتى ألحق بهم . حاولت السير في الغابة بشكل أفضل وعدم التخلف عنهم هذه المرة ... طبيعي أنني وقعت عدة مرات . أصابت راحتي خدوش صغيرة وتبقعت ركبتا الجينز باللون الاخضر ... كان يمكن أن يحدث أسوأ من ذلك .
عندما عدنا إلى الشاطىء الاول كان عدد من تركناهم خلفنا قد ازداد . وعندما اقتربنا صار بإمكاننا تمييز القادمين الجدد من شعرهم الاسود وجلودهم النحاسية ... إنهم مراهقون من محمية الهنود جاؤوا من أجل قضاء بعض الوقت معنا .
كان توزيع الطعام قد بدأ فأسرع الاولاد لينالوا حصصهم في حين راح إريك يعرف القادمين الجدد على كل واحد منا لحظة دخوله دائرة الجذوع التي جرفها البحر . كنت وأنجيلا آخر الواصلين . وعندما نطق إريك أسماءنا لاحظت صبياً أصغر سناً جالساً على الحجارة قرب النار يلتفت إلي باهتمام . جلست قرب أنجيلا وأحضر مايك لنا بعض الشطائر ومجموعة من علب المشروبات الغازية حتى نختار منها ما نريد ، في حين راح الولد الذي كان يبدو الاكبر بين الضيوف يذكر أسماء السبعة الذين معه . لم ألتقط شيئاً مما قاله الا أن واحدة منهم كانت تدعى جيسيكا أيضاً . أما الصبي الذي التفت إلي عند دخولي فكان اسمه جايكوب .
كان الجلوس بجانب أنجيلا مريحاً فهي شخص هادىء يسهل الوجود بالقرب منه . .. لم تكن تشعر بحاجة إلى ملء كل لحظة صمت بالثرثرة . تركت لي حرية التفكير من غير مقاطعة بينما كنا نتناول طعامنا . كنت أفكر في مدى تباين مرور الوقت في فوركس ... يمر مثل الضباب أحياناً ... وتبرز صور منفردة تكون أكثر وضوحاً من غيرها . ثم ، في أوقات أخرى ، تكون كل ثانية مهمة تحفر نفسها حفراً في عقلي . كنت أعرف سبب هذا التباين معرفة تامة ... وهذا ما أفزعني .
راحت الغيوم تتقدم وتتزايد أثناء الغداء ... راحت تتسلق السماء الزرقاء وتحجب الشمس لحظات قصيرة فتلقي ظلالاً متطاولة على الشاطىء وتجعل لون الامواج داكناً . وعندما أنهينا طعامنا بدأ الناس يتفرقون هنا وهناك مثنى وثلاثاً . سار بعضهم حتى حافة الامواج محاولين تجنب الصخور على تلك الارض الخشنة . وكان البعض يحاولون تكوين مجموعة ثانية للذهاب إلى برك المد . أما مايك فتوجه ... وجيسيكا معه مثل ظله ... إلى الدكان الوحيد في القرية .
ذهب معه بعض الاولاد المحليين ، أما بقيتهم فانضموا إلى الذاهبين إلى البرك . وعندما تبعثر الجميع هنا وهناك كنت أجلس وحدي فوق جذع شجرة في حين كان لورين وتايلر منشغلين بالحديث عن جهاز تشغيل الاقراص المدمجة الذي قال أحد الاشخاص إنه سيجلبه معه . كان ثلاثة من أولاد محمية الهنود متحلقين حول النار . وكان منهم الصبي المدعو جايكوب والصبي الاكبر الذي تولى تقديم زملائه .
بعد دقائق من ذهاب أنجيلا مع المتنزهين جاء جايكوب وجلس محلها .... بجانبي . بدا أنه في الرابعة عشرة ، أو في الخامسة عشرة . وكان له شعر أسود لامع طويل مربوط بحلقة مطاطية عند رقبته .
كان جلده جميلاً حريرياً خمري اللون . كانت عيناه قاتمتين ، وكانتا غائرتين خلف وجنتيه المرتفعتين . وكانت بقية بسيطة من الاستدارة الطفولية ما تزال مرئية على ذقنه . على وجه الاجمال ، كان وجهه جميلاً جداً . لكن رأيي الايجابي في شكله تحطم عندما خرجت أولى الكلمات من فمه .
(( أنت إيزابيلا سوان ، صحيح ؟ ))
كأنني عدت إلى اليوم الاول في المدرسة .
تنهدت وقلت مصححة : (( بيلا! ))
(( أنا جايكوب بلاك )) ... مد يده بحركة ودية ... (( لقد اشتريتٍ سيارة والدي )) .
شعرت بالانفراج فشددت على يديه وقلت : (( أنت ابن بيلي ! أعتقد أنني يجب أن أتذكرك )) .
(( لا! ... أنا أصغر أفراد الاسرة ... قد تتذكرين شقيقتي الكبيرتين ))
(( إنهما ريتشل وريبيكا )) ، تذكرت الفتاتين فجأة . كان تشارلي وبيلي يضعوننا معاً مرات كثيرة أثناء زياراتي إلى فوركس حتى ننشغل عنهما أثناء قيامهما بصيد الاسماك . كنا خجولات جداّ إلى حد منعنا من أن نكون صديقات حقاً . وطبيعي أنني كنت أطلق نوبات غضب كثيرة حتى أنهي نزهات الصيد عندما بلغت أحد عشر عاماً .
(( هل هما هنا ؟)) .... رحت أنظر إلى البنات عند الشاطىء متسائلة ما اذا كنت قادرة على معرفتهما الان .
هز جايكوب راسه وقال : (( لا! حصلت ريتشل على منحة دراسية في ولاية واشنطن . أما ريبيكا فقد تزوجت شخصاً من ساموا يمارس ركوب الامواج ... إنها تعيش في هاواي الان )) .
(( تزوجت ... واو ! )) ... لقد دهشت فعلاً . لم تكن الشقيقتان التوأم أكبر مني الا بسنة واحدة أو أكثر قليلاً .
سألني : هل أعجبتك السيارة ؟
(( لقد أحببتها . إنها تعمل بشكل ممتاز )).
ضحك وقال : نعم ... لكنها بطيئة جداً . ارتحت كثيراً عندما اشتراها تشارلي . ما كان أبي ليتركني أبني سيارة غيرها مع وجود تلك السيارة الممتازة عندنا .
قلت معترضة : (( ليست بطيئة جداّ ))
(( هل حاولت جعلها تسير أسرع من تسعين كيلو متراً في الساعة ؟ ))
(( لا))
ابتسم قائلاً : (( جيد! لا تحاولي )) .
لم أستطع الامتناع عن رد ابتسامته بمثلها . وقلت مدافعة عن سيارتي : (( إنها ممتازة في حوادث الاصطدام )) .
ضحك من جديد وقال موافقاً : (( لا أعتقد أن دبابة تستطيع أن تحطم ذلك الوحش العتيق )).
سألته معجبة : أنت تبني سيارات إذن ! .
قال ممازحاً : نعم ، عندما يكون لدي وقت فراغ وقطع سيارات مجانية . هل تعرفين أين أحصل على أسطوانة رئيسية لسيارة فولكسفاكن رابيت موديل 1986؟ .... كانت في صوته بحة لطيفة .
ضحكت وقلت : (( آسفة ... لم أصادف أي أسطوانة في الاونة الاخيرة ... لكنني سأبحث عنها )) ... وكأنني كنت أعرف ماهي تلك الاسطوانة ... كان الحديث معه يسيراً جداً .
ابتسم ابتسامة لامعة وهو ينظر إلي نظرة إعجاب كنت قد بدأت أتعلم كيف أميزها . لم أكن وحدي من لاحظ تلك النظرة ... سألته لورين التي كانت تجلس إلى الناحية الاخرى من النار : (( هل تعرف بيلا يا جايكوب ؟ )) ... خيل لي أنها قالت ذلك بنبرة وقحة .
ضحك مبتسماً لي ثانية : (( نعرف بعضنا نوعاً ما .. منذ ولادتي )) .
(( ما ألطف هذا ! )) ... لم يوح صوتها بأنها ترى الامر لطيفاً أبداً ...



ضاقت عيناها الشاحبتان الشبيهتان بعيون الاسماك ... نادتني من جديد وهي تراقب وجههي بانتباه : (( بيلا! كنت أقول لتايلر منذ قليل إن من السيئ جداً أن أحداً من أسرة كولن لم يأت معنا اليوم ... ألم يفكر أحد في دعوتهم ؟ )) ... كان تعبير الاهتمام الذي في وجهها غير مقنع إطلاقاً .
(( هل تقصدين أسرة الدكتور كارلايل كولن ؟ )) ... سألها الصبي الطويل الاكبر سناً قبل أن أستطيع الرد ... أزعجها ذلك كثيراً . كان صوته عميقاً جداً ... كان رجلاً أكثر منه صبياً .
استدارت لورين صوبه نصف استدارة وسألته كمن يتحدث مع شخص أدنى منه : (( نعم ! هل تعرفهم ؟ )) .
(( لا يأتي آل كولن إلى هنا !)) ... قالها بنبرة أغلقت الحديث ، وتجاهل سؤالها .
حاول تايلر أن يجذب انتباه لورين من جديد فسألها عن رأيها في أسطوانة كانت في يدها ، لكنها كانت مشغولة عنه .
حدقت في الصبي ذي الصوت العميق ... فاجأني كلامه كثيراً ...
لكنه كان ينظر بعيداً إلى الغابة المظلمة من خلفنا . لقد قال إن أسرة كولن لا تأتي إلى هنا ، لكن نبرته أوحت بشيء أكثر من هذا ... كأن القدوم إلى هنا ما كان متاحاً لهم ... كأنه ممنوع عليهم . ترك ذلك الصبي انطباعاً غريباً عندي . حاولت تجاهل الامر من غير نجاح .
قاطع جايكوب أفكاري : (( هذا أقل ما يقال ! )) ... فابتسم ابتسامة فاهمة .
كنت ما أزال أفكر في تلك العبارة المقتضبة عن أسرة كولن ...
جاءتني فكرة مفاجئة . كانت خطة حمقاء ، لكني لم أكن أملك أفكاراً أفضل . رجوت أن يكون جايكوب الصغير ما يزال قليل الخبرة فيما يخص الفتيات حتى لا يرى في محاولاتي اليائسة نوعاً من المغازلة .
سألته محاولة تقليد طريقة إدوارد في النظر إلى الاعلى من خلال أهدابه : (( هل تود الذهاب معي في نزهة إلى الشاطئ ؟)) ... لم يكن لنظرتي تأثير يشبه تأثير نظرة إدوارد ، لكن جايكوب قفز مستعداً للذهاب .
عندما مشينا شمالاً بين الصخور الكثيرة نحو الجدار البحري المكون من الجذوع التي جرفتها المياه كانت الغيوم قد غطت السماء تماماً فجعلت لون البحر داكناً وخفضت درجة الحرارة . دفنت يدي عميقاً في جيوب سترتي .
سألته محاولة أن أبدو حمقاء ورحت أرفرف برموشي كما أرى الفتيات يفعلن في التلفزيون : (( إذن ، عمرك ستة عشرة عاماً ؟)) .
اعترف وقد شعر بالاطراء : (( أكملت الرابعة عشرة منذ فترة بسيطة )) .
ملات دهشة كاذبة وجهي : (( حقاً ! شكلك يوحي بأنك أكبر من ذلك )) .
قال موضحاً : (( أنا طولي قياساً بعمري )) .
(( هل تأتي إلى فوركس كثيراً ؟)) ... سألته بمكر كما لو أنني كنت آمل أن أسمع رداً إيجابياً . بدوت حمقاء حتى في نظر نفسي . خشيت أن يشمئز مني ويتهمني بالكذب والاحتيال ، لكنه ما زال يبدو مسروراً بكلامي .
أقر عابساً : ليس كثيراً ... أما عندما أنهي صنع سيارتي فسوف أستطيع الذهاب أينما أردت ... بعد أن أحصل على رخصة قيادة السيارة .
(( من هو الصبي الذي كانت لورين تتحدث معه ؟ يبدو كبيراً بعض الشيء على القدوم على رحلتنا )) . تعمدت تصنيف نفسي ضمن الاصغر سناً محاولة توضيح أنني أفضل جايكوب .
سألته ببراءة : (( ما الذي كان يقوله عن أسرة الدكتور ؟))
(( أسرة كولن ! أوه ... لا يفترض فيهم المجيء إلى محميتنا ! )) ...
نظر بعيداً باتجاه جزيرة جيمس فيما كان يؤكد ما ظننت أني فهمته من صوت سام .
(( لم لا ؟ ))
التفت إلي وعض على شفته : (( يفترض أن لا أقول شيئاً عن ذلك )) .
حاولت أن ابتسم ابتسامة مغرية : (( أوه ، لن أخبر أحداً . أنه مجرد فضول )) ... وتساءلت في سري ما اذا كانت ابتسامتي سمجة أكثر مما ينبغي ... ابتسم رداً على ابتسامتي ... لقد تأثر بها . ثم ارتفع حاجبيه وبدا صوته مبحوحاً أكثر من ذي قبل : (( هل تحبين قصص الرعب ؟ )) ...
سألني هذا السؤال بصوت يوحي بالشؤم .
(( أحبها كثيراً )) ... قلت هذا وأنا أبذل جهداً للنظر إليه .
مشى جايكوب إلى جذع قريب كانت جذوره كأنها أرجل عنكبوت عملاق شاحب . جثم بسهولة فوق واحد من تلك الجذوع المعوجة . أما أنا فجلست على جذع الشجرة تحته . راح ينظر إلى الصخور في الاسفل وراحت ابتسامة تحوم عند أطراف شفاهه العريضة .
كان واضحاً أنه يحاول أن يروي قصة جيدة ... رحت أركز على منع عيني من فضح اهتمامي الشديد .
بدأ يقول : (( هل تعرفين أي قصة من قصصنا القديمة التي تتحدث عن المكان الذ أتينا منه نحن الكويلوت ؟))
قلت : في الحقيقة .... لا ! .
(( ثمة أساطير كثيرة يزعم بعضها أنه منحدر منذ الطوفان ... يقال إن الكويلوت القدامى ربطوا قواربهم إلى قمم أعلى الاشجار فوق الجبل من أجل النجاة ، كما في قصة نوح والسفينة )) ... ابتسم مظهراً قلة ثقته في تلك القصص العتيقة . ثم تابع : (( تزعم أسطورة أخرى أننا انحدرنا من الذئاب ... وأن الذئاب مازالوا أخوة لنا . يمنعنا قانوننا القبلي من قتلهم ))
عند ذلك انخفض صوته قليلاً وتابع : (( ثم هناك قصص عن " الباردين " )) .
(( الباردون ؟ )) ... سألته دون أن أحاول إخفاء حيرتي الان .
(( نعم! ثمة قصص عن الباردين تبلغ من القدم ماتبلغه أسطورة الذئاب . وثمة قصص أحدث عهداً بكثير . تقول الاسطورة إن جدي الاكبر كان يعرف بعضهم . وهو من أبرم معهم معاهدة تلزمهم بالبقاء بعيداً عن أرضنا )) .
شجعته على الاستمرار : (( جدك الاكبر ؟))
(( كان جدي الاكبر زعيم القبيلة ... مثل والدي . الباردون هم الاعداء الطبيعيون للذئب ... لا أقصد أنهم أعداء الذئاب حقاً بل أعداء الذئاب التي صارت بشراً مثل أجدادنا ... يمكنك تسميهم المستذئبون )) .
(( وهل للمستذئبين أعداء ؟))
(( لهم عدو واحد ))
نظرت إليه نظرة جادة محاولة جعل نفاذ صبري يبدو إعجاباً .
تابع جايكوب : (( وهكذا ترين أن الباردين هم أعداؤنا التقليديون . لكن قطيع الباردين الذي جاء إلى أرضنا في زمن جدي الاكبر كان مختلفاً . لم يكونوا يصطادون كما يصطاد الاخرون من بني جنسهم ... كان يفترض أنهم ليسوا خطرين على القبيلة . لذلك أبرم جدي الاكبر هدنة معهم . اذا وعدوا بالبقاء خارج أرضنا فلن نكشف أمرهم أمام شاحبي الوجوه )) ... قال الكلمات الاخيرة وهو يغمز بعينه صوبي .
(( اذا لم يكونوا خطرين ، فلماذا ... ؟)) ... حاولت الفهم وأنا أتعمد جاهدة منعه من إدراك مدى جديتي فيما يخص قصته الغريبة .
(( ثمة خطر دائماً على بني البشر عند وجودهم بالقرب من الباردين حتى لو كانوا متحضرين كما هو حال تلك المجموعة منهم . لا يمكن معرفة متى يعجزون عن مقاومة جوعهم الشديد )) . قال هذا متعمداً جعل نبرته توحي بالشؤم .
(( ما الذي تقصده بكلمة متحضرين ؟))
(( زعموا أنهم لا يصطادون البشر . يفترض أنهم كانوا يستطيعون العيش من صيد الحيوانات بدلاً من البشر )) .
حاولت المحافظة على حيادية صوتي : (( إذن ، ما علاقة هذا بأسرة كولن ؟ هل هم مثل الباردين الذين عرفهم جدك الاكبر ؟ ))
قال : (( لا! ))... توقف برهة ... (( إنهم هم نفسهم )) .
لاشك في أنه ظن التعبير الذي ظهر على وجهي رعباً ناجماً عن قصته . ابتسم مسروراً وتابع يقول : (( ثمة مزيد منهم الان ... أنثى جديدة وذكر جديد ... أما البقية فهم كما كانوا . في زمن جدي الاكبر كانوا يعرفون زعيم تلك الجماعة ، كارلايل ... لقد كان هنا ثم ذهب حتى قبل أن يصل قومكم )) ... كان يحاول منع نفسه من الابتسام .
سألته أخيراً : (( فما هم إذن ، ما هم الباردون ؟))
ابتسم ابتسامة مظلمة وأجاب بصوت يبعث القشعريرة : (( إنهم شاربو الدماء . قومك يطلقون عليهم اسم مصاصو الدماء )) .
رحت أنظر إلى حافة الشاطئ الخشنة بعد جوابه ذاك ... لم أكن أعرف ما التعبير الذي ظهر على وجهي .
ضحك فرحاً : (( هل اقشعر جلدك ؟))
تابعت التحديق في الامواج وقلت ممتدحة : أنت راوية قصص جيد! .
(( قصص مجنونة تماماً ، أليست مجنونة ؟ لا عجب في أن أبي لا يريد أن نتحدث عنها أمام أحد )) .
مازلت غير قادرة على النظر إليه لانني مازلت غير قادرة على ضبط تعبير وجهي : لا تقلق ... لن أشي بك .
قال ضاحكاً : أظن أنني خرقت اتفاقية جدي الان ! .
(( سأحمل هذا السر معي إلى القبر )) ... هكذا وعدته ... ثم ارتجفت .
(( لنكن جادين مع ذلك ... لا تقولي شيئاً لتشارلي . لقد جن غضباً من والدي عندما سمع أن بعضنا رفضوا الذهاب إلى المستشفى لان الدكتور كولن بدأ العمل فيه )) .
(( لن أقول له! ... لن أقول له طبعاً )) .
(( إذن ، هل تظنين الان أننا حفنة من السكان الاصليين المتطبرين المؤمنين بالخرافات ... أم ماذا ؟ )) ... سألني بصوت لعوب شابه شيء من القلق . لم أكن قد أزحت عيني عن المحيط حتى تلك اللحظة .
التفت إليه وابتسمت ابتسامة طبيعية إلى أقصى حد استطعته : (( لا! أظن أنكم بارعون جداً في رواية القصص المرعبة . ما زال جلدي مقشعراً ... هل تراه ؟ )) ... رفعت ذراعي أمامه حتى يراها .
ابتسم بفخر .
عند تلك اللحظة نبهنا صوت تصادم الحجارة عند الشاطئ إلى اقتراب شخص منا . وفي لحظة واحدة استدار رأسانا فرأينا مايك وجيسيكا على بعد خمسين متراً منا ... كانا يسيران صوبنا .
ناداني مايك بصوت يوحي بالانفراج وهو يلوح بيده : (( ها أنت يا بيلا )) .
سألني جايكوب وقد انتبه إلى نبرة الغيرة في صوت مايك : (( هل هو صديقك ؟ )) ... فاجأني مدى وضوح الامر .
همست : ((لا ! قطعاً لا )) . كنت شديدة الامتنان لجايكوب وددت أن أسعده قدر ما أستطيع . غمزت له بعيني وأنا أستدير بحذر حتى لا يراني مايك . ابتسم جايكوب سعيداً بتلك المغازلة .
قال : (( عندما أحصل على شهادة القيادة ... ))
(( عليك أن تأتي إلى فوركس ... نستطيع التسكع هناك لبعض الوقت )) . شعرت بالذنب عندما قلت ذلك ... كنت أستغله . لكنني أستلطفه فعلاً . إنه شخص يمكنني مصادقته بسهولة .
وصل مايك إلينا وجيسيكا تسير على بعد خطوات قليلة خلفه .
رأيت عيناه تقبسان جايكوب ... بدا راضياً بسبب صغر سنه الواضح .
سألني رغم أن الاجابة كانت واضحة أمامه : أين كنتما ؟
تطوعت بالقول : كان جايكوب يروي لي بعض القصص المحلية . وكان ذلك أمراً ممتعاً حقاً .
ابتسمت لجايكوب بخبث ، فأجابني بابتسامة .
(( طيب ! )) ... صمت مايك برهة وهو يعيد تقييم الموقف بحذر بعد أن شاهد انسجامنا ... (( نحن نحزم أمتعتنا من أجل الذهاب ... يبدو أنها ستمطر قريباً )) .
نظرنا جميعاً إلى السماء المدلهمة . واضح أنها ستمطر .
قفزت وقلت : أنا قادمة .
قال جايكوب : (( لقد أسعدني لقاؤك من جديد )) ... كان يتعمد إزعاج مايك .
(( أسعدني لقاؤك أيضاً . سوف أكون مع تشارلي عندما يأتي لرؤية بيلي )) ... لقد وعدته بالمجيء ! .
كبرت ابتسامته : سيكون هذا أمراً لطيفاً .
أضفت بصوت جاد : و ... شكراً لك ! .
وضعت قبعة معطفي على رأسي في حين رحنا نسير عبر الصخور نحو مكان وقوف السيارات . بدأت قطرات قليلة من المطر تترك بقعاً قاتمة عند سقوطها فوق الصخور . وعندما وصلنا كان الباقون يضعون الامتعة في السيارات . جلست في المقعد الخلفي مع أنجيلا وتايلر معلنة أنني استنفذت دوري في الجلوس عند النافذة الامامية . اكتفت أنجيلا بالنظر إلى العاصفة القادمة . وراحت لورين تتلوى في المقعد الاوسط محاولة استقطاب اهتمام تايلر كله . وهكذا صار بوسعي أن أرخي رأسي على المسند وأغمض عيني وأحاول الا أفكر ... قدر ما أستطيع .




أنتهى الجزء السادس

القاكم على خير

تحيتي
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
بعد عشرينْ عآم تقآبلآ صدفهْ .. !!
هَو : تغيرتي كثيراً .. !!
هَيْ : مَنْ أنتْ .. ؟
هَو ضاحكاً : ولم يتغير غرورك أيضاً .. !!


بَعضُ الأشخَاص كَالاوْطَانِ ؛ فُرَاقَهُم غُربَه !*


وَ أغَار مِنْ غَرِيب .. يَرىَ عَينَيك صُدفَة فَ يُغْرَم بهَا !

التعديل الأخير تم بواسطة أخت أم خالد ; 06-03-2015 الساعة 02:36 AM
  #83  
قديم 12-03-2012, 08:56 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يكفيني غلاكم مشاهدة المشاركة
انا شايفتو كلو بس بدي قصه الجزء الخامس يعني الاخير
أهوو رآحح ينعرض يمكن الرابع او الخامس

بس اتوقعع الرابع لانه ما نعرض ..
والجزء الخآمس للأسف ماشريت روايته بحاول متى ما شريتها انزلها في المنتدى
__________________
  #84  
قديم 02-04-2013, 02:32 PM
 
شكرا جزيلا لكي لقد استمت حقا بقرأتها
__________________
انجدوا غزه يا عرب انها جزء منكم وانتم جزء منها
  #85  
قديم 08-24-2014, 12:24 AM
 
اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دروس من الحياة للمرأة - ستيفاني مارستون خالد الاشهب تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 77 03-12-2020 06:17 AM
رواية قطرة وراء قطرة تكوّن بركة من الدماء "مكتملة " ورديــہ ♥ روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 43 06-22-2015 01:00 AM
رواية جديدة للدكتورة ناعمة الهاشمي 2012 تعالوا يا بنات رواية شما وهزاع احلى رواية florance أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 02-26-2014 02:28 PM
الشفق القطبي Anime 4 Ever موسوعة الصور 9 08-05-2013 03:04 PM
رواية الشفق / twilight ستيفاني ماير ، كاملة غزل! أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 14 02-15-2011 06:24 AM


الساعة الآن 01:44 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011