عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-06-2010, 04:42 AM
 
رواية الشفق / twilight ستيفاني ماير ، كاملة

السلااااااااااااااااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته


الشفق قصة رااااااااااااائعة جدا في منتهى الرومانسية


وهي من اكثر القصص اللي حبيتها ولاحظت ان كثيرين يبغو الرواية وانا حوفرها لكم


أنا ماخذتها من منتدى ثاني
و اللي مترجمه الروايه جين أوستين
وراح أنزل البارتااات لكم أول بأول


منقول
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #2  
قديم 10-06-2010, 04:43 AM
 
الشفق
ستيفاني ماير
twilight
تمهيد

لم يسبق لي أن فكرت كثيرا في كيفية موتي رغم توفر ما يكفي من أسباب لذلك في الآونة الأخيرة؛ لكني ما كنت لأتوقع موتي على هذا الشكل, حتى لو فكرت فيه.

حدقت في الغرفة الطويلة دون أن أتنفس. حدقت في عيني الصياد القاتمتين فرد بنظرة سرور.

يقينا إنها طريقة جيدة للموت, أن أموت بدلا من شخص آخر, بدلا من شخص أحبه. بل هي طريقة نبيلة أيضا. لابد أن لهذا قيمة!

كنت أعرف أني لو لم أذهب إلى فوركس لما واجهت الموت الآن. لكني لم اكن لأستطيع الأسف على هذا القرار رغم شدة خوفي. عندما تتيح لك الحياة حلما يمضي بك أبعد من آمالك كلها لا يكون منطقيا أن تحزع عندما يصل الحلم إلى نهايته.

ابتسم الصياد ابتسامة ودية وهو يتقدم وئيدا حتى يقتلني.



انا عارفة اني كتبت قليل لكني منتظرة ردودكم عشان أكمل مو بعد ما أخلص القصة ألاقي طناش !!!!
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #3  
قديم 10-06-2010, 04:44 AM
 
الفصل الأول :بارت:1:

النظرة الأولى

أخذتني أمي بالسيارة إلى المطار.كانت نوافذ السيارة مفتوحة. كانت درجة الحرارة 23 درجة في فينيكس. وكانت السماء زرقاء تماما خالية من الغيوم. وكنت أرتدي قميصي المفضل, قميص أبيض مخرم بلا أكمام. لقد ارتديت هذا القميص على سبيل الوداع فقط. أما ما كنت سأرتديه بعد ذلك فهو سترة من الفرو لها قبعة.

في شبه جزيرة أولمبيك عند أقصى شمال غرب ولاية واشنطن, وتحت غطاء دائم من الغيوم تقبع بلدة صغيرة تدعى فوركس. يهطل من الأمطار في هذه البلدة عديمة الأهمية أكثر مما يهطل في أي مكان آخر من الولايات المتحدة الامريكية. ومن هذه البلدة و ظلالها الكالحة في كل مكان هربت امي بي عندما كان عمري بضعة أشهر فقط. وفي هذه البلدة كنت مجبرة على قضاء شهر كل صيف إلى أن بلغت الرايعة عشرة. إنها السن التي صار لي فيها راي؛ ففي الأصياف الثلاثة الماضية جاء أبي,تشارلي, ليمضي معي عطلة تمتد لأسبوعين في كاليفورنيا بدلا من ذهابي إليه في فوركس.

والآن أنفي نفسي إلى فوركس؛ وهذا ما أقدمت عليه بخوف شديد. . . أنا أكره فوركس.

لقد أحببت فينيكس. أحببت الشمس و الحرارة المرتفعة. أحببت هذه المدينة النشطة الممتدة في كل اتجاه.

قالت أمي لي قبل أن أصعد إلى الطائرة. . . كانت تلك الرة الألف: "بيلا ! لست مضطرة إلى فعل هذا".

أمي تشبهني في كل شيء إلا في شعرها القصير و الخطين اللذين يرتسمان على وجهها عندما تضحك. شعرت بنوبة من الرعب عندما حدقت في عينيها الواسعتين الطفوليتين. كيف لي أن أترك أمي المحبة الطائشة غريبة الأطوار حتى تتدبر أمرها بنفسها؟ إن فيل بصحبتها الآن, أي أن الفواتير ستسدد على الأرجح, و سيكون في البراد طعام, وسيكون لديها وقود في سيارتها و شخص تتصل به إذا تاهت, لكن مع ذلك. . .

كذبت قائلة:" أريد أن أذهب!". . . لم اكن أحسن الكذب أبدا, لكني كررت هذه الكذبة كثيرا في الفترة الأخيرة إلى حد جعلها شبه مقنعة الآن.

"بلغي سلامي إلى تشارلي".

"سأفعل".

أصرت أمي قائلة:" أراك قريبا. يمكنك أن تأتي إلى البيت متى أردت. سأحضر فورا بمجرد أن تحتاجي إلي".

قلت لها:" لا تقلقي علي. سيكون الأمر رائعا. أحبك أمي".

احتضنتني بقوة مدة دقيقة كاملة ثم صعدت إلى الطائرة. . . و ذهبت أمي.

تستغرق رحلة الطائرة أربع ساعات من فينيكس إلى سياتل, تليها ساعة أخرى بطائرة صغيرة حتى بورت آنجلس, ثم ساعة بالسيارة حتى فوركس. الطيران لا يزعجني؛ أما الساعة التي سأمضيها في السيارة مع تشارلي فكنت قلقة منها بعض الشيء.

كان تشارلي لطيفا حقا. وقد بدا عليه سرور حقيقي بمجيئي للعيش معه مدة طويلة للمرة الأولى. لقد سجلني في المدرسة الثانوية. وسوف يساعدني في الحصول على سيارة.

لكني متأكدة من أن الوضع سيكون غريبا عندما أعيش مع تشارلي. ما كان أحد ليستطيع وصف أي منا بأنه كثير الكلام مع أني لم أكن أعرف ما الذي يمكنني الحديث عنه. أعرف أنه ارتبك بعض الشيء بسبب قراري فأنا لم أكن أحتفظ بكرهي بفوركس سرا. . . مثلما فعلت امي من قبلي.

كان المطر يهطل عندما حطت الطائرة في بورت آنجلس. لم أر في هذا فأل شؤم بل مجرد أمر لا سبيل إلى تجنبه. لقد ودعت الشمس و داعا أبديا قبل سفري.

كان تشارلي ينتظرني في سيارته الكبيرة. و هذا ما كنت أتوقعه أيضا. يعمل تشارلي رئيس شرطة في خدمة أهل فوركس الطيبين. وقد كان دافعي الأول إلفى شراء سيارة رغم قلى نقودي هو رفضي التجول في البلدة في سيارة عليها أضواء حمراء و زرقاء. لا شيء يبطئ حركة المرور كما يبطئها وجود شرطي.

احتضنني تشارلي على نحو غريب بذراع واحدة عندما نزلت متعثرة من الطائرة.

قال لي مبتسما وهو يمد يده تلقائيا حتى يمسكني ليجنبني السقوط:" لطيف أن أراك يا بيلا! لم تتغيري كثيرا. كيف حال رينيه؟".

قلت:" أمي بخير. لطيف أيضا أن أراك يا أبي". لم يكن مسموحا لي أن أدعوه تشارلي في حضوره.

كانت حقائبي قليلة معظم ملابس أريزونا خفيفة لا تصلح لولابة واشنطن. لقد جمعنا ما لدينا من مال, أنا و أمي, حتى أستكمل ملابسي الشتوية. لكنها ظلت قليلة رغم ذلك. . . اتسع صندوق السيارة لجميع حقتئبي بكل سهولة.

عندما جلسنا في السيارة وربطنا الأحزمة قال أبي:" وجدت سيارة جيدة من أجلك. إنها رخيصة حقا".

شعرت بالريبة من طريقة قوله (سيارة جيدة من أجلك) بدلا من الاكتفاء بعبارة (سيارة جيدة), فقلت:" وما نوعها؟".

"حسن, إنها شاحنة صغيرة في الواقع من نوع تشيفي!".

"و أين وجدتها؟".

"هل تتذكرين بيلي بلاك الذي كان في لا بوش؟". (لا بوش هي المحمية الهندية الصغيرة على الساحل).

"لا!".

قال تشارلي محاولا تذكيري:" كان يذهب إلى صيد السمك معنا في الصيف".

هذا يوضح سبب عدم تذكري هذا الرجل فأنا ماهرة في حجب الأشياء المزعجة غير الضرورية عن ذاكرتي. تابع تشارلي عندما لم أجبه:" إنه يستخدم كرسيا متحركا الآن ولم يعد يستطيع قيادة السيارة فعرضها علي بسعر بخس".

"وما سنة صنعها؟".

كان واضحا لي من تغير تعبير وجهه أن هذا هو السؤال الذي كان يرجو أن لا أطرحه.

"حسن, لقد اشتغل بيلي كثيرا على المحرك. . . عمرها سنوات قليلة في الحقيقة".

هل يستهين بي إلى درجة تجعله يظن أنني سوف أتوقف عن السؤال عند هذا الحد ؟ قلت:" متى اشتراها؟".

"أظن أنه اشتراها في عام 1984".

"وهل اشتراها جديدة؟".

أجابني مذعنا:"لا! أعتقد أنها كانت جديدة أوائل الستينات أو أواخر الخمسينات على أبعد تقدير".




والآن منتظرة ردودكم الحلوة

مع اننا لسة في البداية ولسة مافي أحداث ^__________^
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #4  
قديم 10-06-2010, 04:46 AM
 
والآن مع الجزء الثاني من الفصل الأول


"آه. . . أبي, أنا لا أعرف شيئا عن السيارات. ولا أستطيع إصلاحها إذا تعطل شيء فيها. ولا أستطيع دفع أجور ميكانيكي لإصلاحها. . . ".

"حقا يا بيلا, إه هذا الشيء يعمل بشكل ممتاز. لم يعودا يصنعون سيارات مثلها الآن".

هذا الشيء! فلت في تفسي. . . ثمة احتمالات هنا. . .لعله الاسم الذي يطلقونه عليها تحببا على الأقل.

"قلت إنها رخيصة, فكم هي رخيصة؟ بعد كل حساب, هذا هو الأمر الذي لا أستطيع المساومة عليه".

استرق تشارلي نظرة جانبية إلي و الأمل باد على وجهه:" يا عزيزتي, لقد اشتريتها بالفعل. . . اشتريتها من أجلك. اعتبريها هدية بمناسبة مجيئك".

أوه. . . مجانا!

"لم يكن عليك أن تفعل هذا يا أبي. كنت اعتزم شراء سيارة بنفسي".

"لا مانع عندي. أريدك أن تكوني سعيدة هنا".

كان يتظر إلى الطريق أمامه عندما قال هذه الكلمات. لم يكن تشارلي يرتاح للتعبير عن مشاعره علنا. لقد ورثت هذا الأمر منه. لذلك رحت أنظر إلى الطريق أمامي عندما أجبت:"هذا لطيف منك حقا يا أبي. شكرا لك. . . أشكرك فعلا".

لا حاجة للقول إن من المستحيل أن أكون سعيدة في فوركس. ما كان عليه أن يعاني معي. وما كنت لأرفض سيارة مجانية مهما يكن وضعها.

غمغم أبي وقد أحرجه شكري:" طيب! أهلا بك الآن".

تبادلنا عبارات قليلة عن الطقس الرطب. . . كان ذلك كل حديثنا, ثم رحنا نحدق من النوافذ صامتين.

كان المنظر جميلا طبعا. وما كان لي أن أنكر جماله. . . كل شيء أخضر اللون: الأشجار و جذوعها التي تغطي الطحالب و تتدلى من أغصانها, و الأرض المغطاة بالسراخس. بل إن الهواء نفسه كان يمر أخضر اللون عبر أوراق الأشجار.

كان ذلك كله أخضر أكثر مما يجب. . . يا له من كوكب غريب!

وصلنا أخيرا إلى منزل تشارلي. ما زال يعيش في المنزل الصغير الذي فيه غرفتا نوم و الذي اشتراه مع أمي أول أيام زواجهما. ما كان في زواجهما كله إلا تلك الأيام. . . أيامه الأولى. و أمام المنزل الذي لم يتغير أبدا كانت شاحنتي الصغيرة الجديدة تقف في الشارع. . . لا بأس, إنها جديدة بالنسبة لي. كان لونها الأحمر باهتا ولها مصدات كبيرة منحنية و مقصورة محدبة. فوجئت بأنني أحببتها. لم أكن أعلم إن كانت تسير فعلا لكنني رأيت نفسي جالسة فيها. كما أنها من تلك السيارات الحديدية الصلبة التي لا يلحق بها الأذى أبدا. . . سيارة تراها في الحوادث وقد أصابت الخدوش طلاءها بينما تتناثر من حولها قطع السيارة التي اصطدمت بها.

"لقد أحببتها يا أبي. شكرا لك!".

الآن, سيصبح يومي المخيف غدا أقل رعبا بقليل فلن أقف محتارة أمام خيار المشي مسافة ميلين تحت المطر إلى المدرسة أو قبول الركوب في سيارة رئيس الشرطة.

قال تشارلي بصوت أجش وقد أصابه الحرج من جديد:" يسعدني أنك أحببتها".

حملنا جميع امتعتي إلى الطابق الأعلى دفعة واحدة. أخذت غرفة النوم الغربية المطلة على ساحة المنزل الامامية. كانت الغرفة مألوفة لي فهي غرفتي منذ ولادتي. الأرضية الخشبية و الجدران الزرقاء الفاتحة و السقف المدبب و الستائر المصفرة المخرمة تحف بالنافذة من الجانبين. كان هذا كله جزء من طفولتي. لم يغير تشارلي شيئا في الغرفة وأنا أترعرع إلا أن وضع سريرا بدلا من المهد و أضاف طاولة للكتابة. تحمل هذه الطاولة الآن حاسوبا مستعملا يمتد منه خط الهاتف على الأرض إلى أقرب مأخذ في الجدار. كان الكرسي الهزاز من أيام طفولتي ما يزال موجودا في الزاوية.

في المنزل حمام صغير واحد عند قمة السلم كان علي أن أستعمله مع تشارلي. ولم يكن من السهل التآلف كثيرا مع هذه الحقيقة.

كم أفضل الأشياء في تشارلي هو أنه لا يتلكأ كثيرا في مكانه. لقد تركني وحيدة حتى أرتب أشيائي و أشعر بالاستقرار في الغرفة. إنه أمر فريد من المستحيل تماما أن يبدر من أمي. لطيف أن أظل وحدي الآن دون اضطرار إلى أن أبتسم أو أبدو سعيدة؛ ومريح أيضا أن أنظر مكتئبة من النافذة لأرى المطر المتواصل الغزير و أسمح لبعض الدموع بأن تفلت من عيني. لم اكن في مزاج مناسب لنوبة بكاء حقيقة فوفرتها حتى آوي إلى فراشي ويكون علي أن أفكر في الصباح الآتي.

في مدرسة فوركس الثانوية عدد مخيف من الطلاب يبلغ ثلاث مئة وسبعة و خمسين طالبا فقط ( ثلاثة مئة و ثمانية و خمسين الآن) . في مدرستي السابقة كان في الصف الاول الثانوي وحدة أكثر من سبعمئة شخص. لقد ترعرع جميع الاولاد هنا معا؛ و كان أجدادهم يلعبون صغارا معا أيضا. وسوف أكون الفتاة الجديدة القادمة من المدينة الكبيرة. سأكون فرجة في المدرسة؛ شخصا عجيبا.

لو كنت أبدو كما يجدر بفتاة من فينكس أن تبدو لكان بوسعي أن استخدم هذا لمصلحتي. لكنني لم أكن لأناسب أي مكان من ناحية مظهري الجسدي. يجب أن أكون شقراء رياضية لوحتها الشمس. . . لاعبة كرة طائرة أو ربما مشجعة فريق رياضي. . . أي كل تلك الأشياء التي تتناسب مع العيش في وادي الشمس.
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #5  
قديم 10-06-2010, 04:51 AM
 

الجزء الثالث من الفصل الأول


لكن جلدي أبيض باهت بلون العاج؛ وليس لدي حتى عينان زرقاوان أو شعر أحمر رغم الشمس الدائمة. كان جسمي رشيقا على الداوم. لكنه كان رخوا على نحو ما؛ مؤكد أنه ليس رياضيا. ولم يكن لدي التنسيق الضروري بين اليد و العين الذي لا بد منه حتى أستطيع ممارسة الألعاب الرياضية دون إذلال نفسي أو دون إيذاء نفسي و كل من يقف قريبا مني.

عندما أنهيت وضع ملابسي في خزانة خشب الصنوبر القديمة أخذت حقيبة ضروريات الحمام وذهبت إلى الحمام المشترك حتى أنظف نفسي بعد السفر. نظرت إلى وجهي في المرآة ومررت أصابعي في شعري المبلل المتشابك. لعل الضوء هو السبب. لكنني بدوت أكثر شحوبا و أقل عافية . يمكن أن يكون جلدي جميلا فهو نقي جدا, بل يبدو كأنه شفافا, لكن الأمر يعتمد كله على اللون. لم يكن لجلدي لون.

كنت مضطرة و أنا أواجه صورتي الشاحبة في المرآة إلى الاعتراف بأنني أكذب على نفسي. لا تنحصر مشكلتي في المظهر الجسدي وحدة؛ إن كنت غير قادرة على العثور على ملاذ لي في مدرسة فيها ثلاثة آلاف طالب, فما هي فرصي هنا؟

لم اكن اجيد التواصل مع الذين في عمري. بل لعل الحقيقة هي انني لم اكن اجيد التواصل مع الناس من مختلف الاعمار. حتى امي نفسها التي كنت اقرب اليها من اي شخص آخر في العالم لم تكن على وفاق معي؛ و كأننا لم نكن على الموجة نفسها تماما. كنت أتساءل أحيانا ما كنت أتساءل أحيانا ما إذا كانت عيناي تريان الامور ذاتها التي تراها عيون بقية الناس. لعل ثمة خلل في دماغي. لكن السبب ليس هو المهم! ما يهم هو الأثر. وسوف يكون الغد نقطة البداية.

لم انم جيدا طيلة الليل حتى بعد أن انتهيت من البكاء. ولم يتلاشى صوت المطر و الريح على السطح. غطيت رأسي باللحاف القديم الباهت ثم أضفت إليه الوسادة أيضا بعد قليل. لكنني لم أستطع النوم حتى تجاوزت الساعة منتصف الليل و تحول المطر أخيرا إلى رذاذ هادئ.

لم أستطع ان ارى غير الضباب الكثيف من نافذتي في الصباح و بدات أشعر برهاب الاماكن الضيقة يتسلل إلي شيئا فشيئا. لا يمكن ابدا رؤية السماء هنا؛ إن المكان أشبه بقفص مغلق.

كان تناول الفطور مع تشارلي حدثا هادئا. تمنى لي حظا طيبا في المدرسة فشكرته عارفة أن أمنيته هذه امر مستحيل. كان الحظ الطيب يميل إلى تجنبي. انطلق تشارلي قبلي ذاهبا إلى قسم الشرطة الذي كان بمثابة زوجة و أسرة له. بعد ذهابه جلست إلى طاولة خشب البلوط العتيقة المربعة على واحدة من الكراسي الثلاث غير المتشابهة ورحت أتفحص مطبخ تشارلي الصغير بجدرانه الخشبية القاتمة و خزائنه الصفراء اللامعة و أرضه السيراميك البيضاء. لم يتغير في هذا المطبخ شيء. لقد قامت أمي بطلاء خزائنه قبل ثمانية عشر عاما محاولة إضفاء لمسة من أشعة الشمس على هذا المنزل. وفي غرفة المعيشة المجاورة الضئيلة كان فوق الموقد الصغير صف من الصور. في البداية صورة زفاف تشارلي و أمي في لاس فيغاس, ثم صورة لنا نحن الثلاثة التقطتها ممرضة خدومة في المستشفى عقب ولادتي, ثم تأتي سلسلة من صوري المدرسية حتى آخر عهدي هنا. كان النظر إلى هذه الصور محرجا. . . علي التفكير فيما يمكن أن أفعله حتى أجعل تشارلي يضعها في مكان آخر. . . أثناء إقامتي هنا على الأقل.

بوجودي في هذا المنزل كان من المستحيل أن لا ألاحظ أن تشارلي لم ينس أمي أبدا. وقد جعلني هذا غير مرتاحة.

لم أكن أرغب في الوصول إلى المدرسة أبكر مما يجب, لكني لم أعد أطيق البقاء في المنزل أكثر. ارتديت معطفي الثقيل الذي يشبه المعاطف المستخدمة عند الكوارث البيئية و انطلقت تحت المطر.

كان مطرا ناعما لا يكفي لإغراقي ريثما أجد مفتاح المنزل الذي نخبئة دائما تحت إفريز الباب. و كان صوت حذائي الجديد المقاوم للماء مزعجا. لقد افتقد صوت قرقعة الحصى تحت قدمي عندما أمشي. لم أستطع التوقف قليلا حتى أتأمل شاحنتي الجديدة رغم رغبتي في ذلك. كنت أتعجل الهرب من ذلك البلل الضبابي الذي يتطاير حول رأسي و يعلق بشعري تحت القبعة.

كان الجو لطيفا جافا داخل السيارة. من الواضح أن بيلي أو تشارلي قد نظفها, لكن المقاعد المدبوغة المنجدة لا تزال تفوح برائحة خفيفة من التبغ و البنزين والنعنع الحار. ارتحت لأن المحرك اشتغل سريعا, لكن صوته كان عاليا فقد زمجر أولا ثم هدأ قليلا إنما ظل يدور بأقصى سرعة. لا بأس, لا بد من وجود عيب في شاحنة بهذا العمر. اشتغل الراديو العتيق ايضا فكان مفاجأة لطيفة لم أتوقعها.

لم يكن العثور على المدرسة صعبا مع أني لم أذهب إليها من قبل. فالمدرسة تقع على الطريق العام مثل معظم الأشياء. لم يكن ظاهرا عليها أنها مدرسة, لكن لافتة أعلنت أنها مدرسة فوركس الثانوية, فجعلتني أتوقف عندها. بدت المدرسة مثل مجموعة من البيوت المتشابهة المبنية بالقرميد الأحمر. و كانت الأشجار و الأجمات كثيرة إلى حد منعني من رؤية حجم المدرسة في البداية. تساءلت و الحنين إلى مدرستي القديمة يغمرني: أين هو الإحساس بالمؤسسة؟ أين هي الأسيجة المصنوعة من السلاسل الحديدية, و أين هي أجهزة كشف المعادن؟

أوقفت السيارة أمام المبنى الأول الذي فوق بابه لافتة كتب عليها المكتب الأمامي. لم أرأي سيارة واقفة هناك مما جعلني متأكدة من أن هذا المكتب خارج حدود المدرسة. لكنني قررت أن أستفهم في الداخل عن كيفية التحرك بدلامن التجول هنا و هناك تحت المطر مثل الحمقى. خرجت من السيارة غير راغبة في مغادرة المقصورة الدافئة. مشيت عبر ممر صغير مرصوف تحف به أحجار داكنة. أخذت نفسا عميقا ثم فتحت الباب.
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية أحبها ولكن..!(كاملة) ms.pinky روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 96 11-13-2017 05:33 PM
احلى صدفة بحياتي رواية تجنننن كاملة *انسان عادي* روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 468 02-06-2017 04:55 PM
رواية ارادة رجل كاملة rawane أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 39 03-02-2015 09:31 PM
رواية ملاك حبي ....(رومانسية،كاملة!!!) Sugar Lips أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 305 06-22-2010 10:25 AM


الساعة الآن 02:12 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011