عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيــون الأقسام العلمية > تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل

تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل كتب مجانية, كتب عربية للتحميل, كتب ألكترونية, كتب اجنبية, كتب تعليمية, مراجع عربية,كتب للتحميل, كتب للقراءة.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 05-28-2007, 12:16 PM
 
رد: أبحث عن كتاب ...

الجزء الثاني


كيف أصبح تاكيو أوساهيرا عظيما ً ؟


كانت لتاكيو رؤية واضحة وأهداف محددة عمّا يريد ، وذلك منذ اللحظة التي اغترب فيها

عن بلده إلى ألمانيا ، أكثر من ثماني عشرة سنة وهذه الرؤية واضحة لديه لا لبس فيها ولا

غموض، عاشت معه تلازمه كأنفاسه التي تتردد بين جنبيه ، قل لها نومه ، وكثر معها

سهره ، وزهد في أكله وشربه ، وترك من أجلها شهادة الدكتوراه ..ترك كلمات التفخيم

والإجلال.


تضحيات وقراءة وعمل مستمر لأكثر من ثماني عشرة سنة ، إلا أنه مطمئن لقراراته ،

مستمتع بما يفعل ، إنه يرى دنوا أحلالمه ..أحلامه التي نسجها في خياله بدأت تظهر في

واقعه ، إنه يراها ..فأسرع لها الخطى وهانت من أجلها كل العقبات..إن مضمار سباق

الجري ليشهد بصحة ما أقول ، فبمجرد أن تقع عيني اللاعب على خط النهاية إلا وتراه قد

نسي تعبه وانطلق سريعا ً كالسهم .



كنت أحد المشاركين في دورة بناء الذات الوالدية التي نظمتها مدرسة التكامل العالمية

لأولياء الأمور ، والتي قدمها الدكتور ابراهيم محمد الخليفي ، لقد قسم الدكتور إبراهيم

المشاركين المائة على أربع وعشرين طاولة ، فأصبح تقريبا ً كل أربعة مشاركين يشكلون

فريقا ً واحداً،وفي بداية الدورة وزع الدكتور على المجاميع نوع من ألعاب التركيب ، وهي

عبارة عن صورة مفككه إلى أجزاء كرتونية سميكة ، يقوم المتدربون بإعادة تشكيل

الصورة بناء على الصورة الورقية المرفقة مع اللعبة ، لكن لم يكن هذا هو الحال عند كل

المجاميع ، لقد قام الدكتور بسحب الصورة الورقية من اثنتي عشرة مجموعة وأبقى

الصورة الورقية عند المجاميع الأخرى ، حدد الدكتور زمن الإنطلاق ثم أطلق صافرة البداية

، فهبت المجاميع للعمل لتركيب الصورة المطلوبة.. فماذا تتوقع أن يحدث؟!


لقد أصبح المشاركون على حالين ، المشاركون الذين يملكون الصورة الورقية ، والتي

تمثل ورقة الحل ن كان عملهم منظما ً وسريعا ً ومثمرا ً ، أما المجاميع التي حُرمت من

ورقة الحل ، كان عملهم متخبطا ً وفوضويا ً وبطيئا ً ..ولعلك الآن أدركت ماذا حدث .

المجاميع التي تملك وقة الحل ترى الصورة المطلوب تنفيذها ،إنها تراها بوضوح ، فأصبح

عملهم سريعاً منظما ً هادئا ً ، قلّت فيه التساؤلات والإعتراضات ، أما المجاميع التي

حرمت ورقة الحل فقد رأيتها في حيص بيص ،هذا يقترح وهذا يعترض وهذا يسأل ، وهذا

مل واكتفى بالمراقبة وشرب الشاي ،إنهم مجتهدون في العمل ، ولكن لايعرفون ماذا

يعملون،وماذا يريدون لقد فقدوا الرؤية الواضحة ،لقد فقدوا سر النجاح .


بعد أن فاز أندريه جاسي في بطولة ويمبلدون للتنس الأرضي عام 1992 ،جاءه الصحفيون

يباركون ويهنئون ، قال الصحفيون : مبروك هذا الإنجاز يا أجاسي ، فقال لهم مستنكرا ً :

لم تكن هذة المرة الأولى التي أفوز فيها فيها ببطولة ويمبلدون ، فقد فزت بها الآف المرات

من قبل . فنظر الصحفيون إلى بعضهم مستغربين هذا الحديث ، وكأنهم يقولون لبعضهم:

إننا لم نعرفك إلا هذة السنة ،ومن فوزك فقط هذه البطولة . فأدرك أجاسي حيرة الصحفيين

، وقال لهم : منذ أن كان عمري 10 سنوات ، لا أنام ليلتي إلا بعد أن أكون قد تخيلت فوزي

هذا ، وتخيلت نفسي وأنا أرفع هذا الكأس ، لقد تخيلت فوزي وإنجازي وسعادتي آلاف

المرات .

إن هذة الرؤية الواضحة والمستمرة ، منحت أجاسي ثقة داخلية ، أدت به في النهاية إلى

تلك الحقيقة التي حدثت في صيف 1992 عندما فاز بالبطولة .

كل العظماء والناجحين كانت لديهم رؤية واضحة عما يريدون ، كانت لديهم أهداف واضحة

ومحددة بكم وزمن ..ما المنصب الذي أسعى إليه ؟ ما مقدار المال الذي سوف أجمعه ؟

متى يقع ما أخطط له ؟ بعد سنة ، أم بعد خمس، أم بعد عشرين سنة ؟

قرر التلفزيون الأرجنتيني عام 1970 مقابلة فتى لم يتجاوز عمره 9سنوات ، لأنهم سمعوا

أن هذا الفتى يملك مهارات عالية وغير عادية لكرة القدم ، فأجريت مقابلة الفتى دييغو

مارادونا
في الحي والحارة التي يلعب بها ، فسأله التلفزيون عن أمنياته ، فقال الفتى ابن التسع سنوات وصاحب الأهداف الواضحة :

- أريد أن ألعب مع منتخب الأرجنتين .

- أريد أن أحقق معهم كأس العالم .

- أريد أن أكون أحسن لاعب .


وبعد 16 عاما ً وبالتحديد عام 1986 يفوز منتخب الأرجنتين بكأس العالم بقيادة الأسطورة مارادونا .

ومن بين تلاميذ الصف ، قال الطفل بيل كلينتون –رئيس أمريكا السابق – لأستاذه: طموحي

أن أعمل رئيسا ً لأعظم قوة على الأرض- يقول هذا وهو ابن الأرملة الفقيرة وابن القرية

المتواضعة. ضحك المدرس والتلاميذ والجيران وحتى الأقرباء عندما سمعوا تلك الرؤية

الجريئة ، قالوا له : كن واقعيا ً أيها الطفل ..لكن الطفل بيل تجرأ على تصور وتخيل ذلك

الأمر المستحيل في عقله وباستمرار ، فعمل واجتهد حتى حقق تلك الرؤية المبكرة .

الناس العظماء وأصحاب الإنجازات العظيمة نادرا ً ما يكونون واقعيين في تفكيرهم وطموحاتهم ، على الأقل فهم لا يفكرون بالطريقة التي يفكر بها الناس العاديون .


اجتمع عبدالله بن عمر ، وعروة بن الزبير ، ومصعب بن الزبير ، وعبدالملك بن مروان ،

بفناء الكعبة ، فقال لهم مصعب : تمنوا ، فقالوا ابدأ أنت ، فقال : ولاية العراق ، وتزوج

سكينة ابنة الحسين ، وعائشة بنت طلحة بن عبيد الله ..فنال ذلك وأصدق كل واحدة

خمسمائة ألف درهم ، وجهزها بمثلها . وتمنى عروة بن الزبير الفقه ، وأن يحمل عنه ا

لحديث ، فنال ذلك . وتمنى عبد الملك الخلافة فنالها . وتمنى عبد الله بن عمر

الجنة ..العجيب أنهم كانوا يجدون ما تمنوا وزيادة .

يقول ستيفن كوفي في كتابه إدارة الأوليات :

" ويمكن القول أن الواقع أثبت أن الأفراد والمنظمات التي تضع أهدافا ً واضحة للوصول

إليها تحقق نتائج أفضل ، وأن الواقع يثبت أيضا ً أن القادرين على وضع الأهداف ،

والقادرين على الوصول إليها ، يحققون ما يحلمون بالوصول إليه " .

حدثني الدكتور بشير الرشيدي – أستاذ علم النفس بجامعة الكويت – بقصة رجل إنجليزي

اسمه جراهام ، كان المستر جراهام مديرا ً لإحدى الجامعات البريطانية ، في عام 1978

كان المستر جراهام قد بلغ الستين من عمره ، ولذلك لابد أن يحال إلى التقاعد ويترك


العمل في الجامعة ، وبهذة المناسبة فإن الجامعة نظمت لمديرها السابق المستر جراهام

حفلا وداعيا ً ، دُعي له العمداء وأساتذة الجامعة والشخصيات التربوية ، وفي يوم الحفل

والذي كان مكتظا ً بالأساتذة الأكاديميين ، وبعض الشخصيات التربوية البارزة ، دُعي

المستر جراهام لإلقاء كلمة ، كعادة مثل هذه الإحتفالات ، صعد المستر جراهام إلى خشبة

المسرح الكبير ، ووقف أمام الميكرفون بكل ثقة الدنيا وقال : وضعت لنفسي عشرين هدفا ً

لابد أن أحققها خلال العشر سنوات القادمة – ما أن قال ذلك حتى كثر الهمس والإبتسامات

الساخرة من بعض الحضور-أكمل المستر جراهام حديثه بكل ثقة فقال : الهدف الأول : أريد

بيتا ً مساحته عشرة آلاف متر مربع ، والهدف الثاني : أريد تذاكر سفر لمدة عشر سنوات

قادمه..أريدها لبناتي الثلاث وأزواجهن وأطفالهن ، لكي تزورني كل بنت منهن مع زوجها

وأطفالها ثلاثة أشهر بالسنة ، الهدف الثالث ..ثم عد المستر جراهام ثمانية عشر هدفا ً

أخرى يسعى لتحقيقها .

وبعد عام واحد فقط ، عام 1979 تولت السيدة مارغريت تاتشر رئاسة الوزراء في

بريطانيا ، فشكلّت وزارة جديدة كعادة الساسة الذين يتولون هذا المنصب ، وذلك أملا ً

بتطوير البلاد وإصلاح الفساد وإرضاء العباد ، وكان من ضمن الذين استدعتهم تاتشر بعد

توليها لمنصبها هو المستر جراهام ، وذلك لتعيينه مستشارا ً لسيلسة الجامعات البريطانية

، آملة أن يقوم بإصلاح التعليم وتطويره .

رفض المستر جراهام هذا العرض المغري معتذرا ً بأهدافه العشرين التي لم يحققها..هذا

المنصب سيمنعه من تحقيق أهدافه ، هذا العمل سيأخذ الكثير من وقتي ، ولا بد لي أن أفكر

بتحقيق أهدافي قبل أن أفكر بتحقيق أهداف الآخرين ، إنك يا سيدة تاتشر إن حققت ِ لي هذه

الأهداف ، فأنا لا أمانع من أن أتولى هذا المنصب ،قالت : ماهي أهدافك ؟ هل أستطيع أن

أسمعها منك ؟ فقال المستر جراهام : الهدف الأول : بيت مساحته عشرة الآف متر مربع،

والهدف الثاني ..والهدف الثالث ..وهكذا حتى استعرض أهدافه العشرين كلها ،قالت تاتشر:

لامانع عندي أن أحقق جميع أهدافك العشرين، ولكن على شرط واحد ، أن ترجع ملكية

البيت بعد موتك إلى الدولة البريطانية .
__________________
راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعال
راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات
راقب عاداتك لأنها ستصبح طباع
راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك


للتواصل عبر الاميل او الماسنجر
اسف عل التاخير في الرد عليكم
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-28-2007, 12:16 PM
 
رد: أبحث عن كتاب ...

تابع الجزء الثاني

وافق المستر جراهام على هذا ،وتولى منصبه الجديد،

مستشارا ً لساسة الجامعات البريطانية ، حقق أهدافه العشرين ، وأصبح يمتلك بيتا ً في

قلاسكو في اسكتلندا مساحته اثنا عشر ألف متر ، لقد طلب بيتا ً بمساحة عشرة آلاف متر ،

ولكنه نال أكثر ،وهو شأن الحالمين أصحاب الرؤى الواضحة .


إن اختيار السيدة تاتشر كان موفقا ً ، كانت وزارة التربية في بريطانيا تتحمل كل التكاليف

الدراسية للطالب الجامعي ، وبعد تولي المستر جراهام لمنصبه ، أصبح الطالب يتحمل ثلاثة

أرباع التكلفة وتتحمل الدولة عنه الربع الباقي ، لقد وفر المستر جراهام مليارات الجنيهات

للدوله .

ويأتي عام 1991 وتُقال وزارة تاتشر ، ويقال مستشاروها معها ، ليخلو المكان لرئيس

وزراء جديد بوزراء ومستشارين جدد ، لقد كان المستر جراهام أحد المقالين من منصبهم

، فقرر مدراء الجامعات البريطانية عمل احتفال لتوديع المستر جراهام الذي بلغ الثانية

والسبعين من عمره ، كانت هناك كلمة للمستر جراهام في هذة الحفلة الوداعية قال فيها :

وضعت لنفسي عشرين هدفا ً أسعى لتحقيقها في السنوات العشر القادمة – الناس في

القاعة ما بين منبهر وساخر ومبتسم – أكل المستر جراهام حديثه كالعادة بثقة ملحوظة ،

الهدف الأول : أسعى لتأسيس مركز اتصالات سيكون الأول والأقوى في العالم ، والهدف

الثاني ....، والهدف الثالث ...



يقول المستر جراهام للدكتور بشير الرشيدي : في القرن التاسع عشر من سيطر على

التوابل كان هو الأقوى في العالم ، وفي عام 1857 استعمرت بريطانيا الهند فامتلكت

توابل الهند وصارت الدولة التي لاتغيب عنها الشمس ، وفي القرن العشرين من سيطر

على النفط كان هو الأقوى في العالم ، فسيطرت أمريكا على منابع النفط في الخليج ، أما

القرن الواحد والعشرين فإن من سيطر على الإتصالات سيكون هو الأقوى يا دكتور ، لا بد

أن نملك قوة الإتصالات حتى تعود لبريطانيا صدارتها على العالم .

لقد أعلن المستر جراهام مخططاته لهذا المركز عام 1991 ، ثم مضى زمن لم يلتفت أحد

له ولا لمخططاته ، وبعد بضع سنوات من حفلته تلك ، خصصت بريطانيا للمستر جراهام

جزيرة ينفذ بها حلمه ويقيم بها مركزه ، لقد خرجت الأحلم من رأس حاملها ، إلى أرض

واقعه ، لقد شيّد مبنى وأصبح الحلم حقيقة لا مراء فيها .

توقعك هو واقعك ، نطلب منك فقط أن تحلم وترى شيئا ً

لنفسك ، كن كعمر بن عبد العزيز الذي يقول : إن لي نفسا ً تواّقه ، تاقت إلى فاطمة بنت

عبد الملك فتزوجتها ، وتاقت إلى الإمارة فوُلّيتُها ، وتاقت نفسي إلى الخلافة فأدركتها ، وقد

تاقت إلى الجنة ، فأرجو أن أدركها إن شاء الله تعالى .




دخل الإخشيدي – الذي حكم مصر أيام عهد المماليك –

مع صاحب له مقيدا ً بالحديد ، فمرا على رجل له شوي- أي مطعم ذلك الزمان- فقال

صاحبه : أتمنى أن يشتريني صاحب هذا الشوي فأشبع لحما ً ، وقال الإخشيدي : أتمنى أن

أحكم مصر بأكملها ..ودارت الأيام واشترى صاحب الشوي ذلك المملوك ، وحكم الإخشيدي

مصر في قصة طويلة معروفة بالتاريخ .

كان الشيخ أقشمس الدين الذي تولى تربية السلطان محمد الفاتح العثماني-رحمه الله- يأخذ

السلطان محمد بيده ويمر به على الساحل ، ويشير إلى أسوار القسطنطينية التي تلوح في

الأفق من بعيد شاهقة حصينة ، ثم يقول له : أترى هذه المدينة التي تلوح في الأفقث ؟ إنها

القسطنطينية ، وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن ّ رجلا ً من أمته سيفتحها

بجيشه ، ويضمها إلى أمة التوحيد ، فقال صلى الله عليه وسلم فيما روي عنه : "لتفتحن

القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش ".



وما زال الشيخ بالصبي يريه المدينة ، يكرر على مسامعه ذلك الحديث الشريف، يشعره

ببهجة النصر وعزة الفتح .. الأحلام تتحقق عندما تراها ، تسمعها ، تشعر بها .. أنظر إلى

جيشك وهو يدك ُّ القسطنطينية ، اسمع هتافات التكبير ، تذكر شعورك السعيد حينئذ .. إن

المعلم يرسم صورة واضحة ورؤية جليّة لتلميذه ،صورة يعيش معها ولها ، ياله من حلم

جميل، وهدف كريم .

دعونا نكمل ما حصل لذلك التلميذ من تشجيع ذلك المعلم وتلك الرؤية المبكرة..لقد نمت

همة الأمير الصبي وترعرعت في قلبه ، فعقد العزم على أن يجتهد ليكون هو ذلك الفاتح

الذي بشربه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.

كان والده سلطان مراد الثاني يصطحبه معه وهو صغير إلى بعض المعارك ، ليعتاد مشاهدة

الحرب والطعان ، ومناظر الجنود في تحركاتهم واستعداداتهم ونزالهم ، وليتعلم قيادة

الجيش وفنون القتال عمليا ً، حتى إذا ما ولّي السلطنة وخاض غمار المعارك ، خاضها عن

دراية وخبرة .

ولما جاء اليوم الموعود شرع السلطان محمد الفاتح في مفاوضة الإمبراطور قسطنطين

ليسلمه القسطنطينيه ، فلما بلغه رفض الإمبراطور تسليم المدينة ، قال رحمه الله : حسنا ً عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش أو يكون لي فيها قبر .

حاصر السلطان محمد القسطنطينية واحدا ً وخمسين يوما ً، تعددت خلالها المعارك العنيفة ،

وبعدها سقطت المدينة الحصينة التي استعصتعلى الفاتحين قبله ، سقطت على يدي بطل

شاب له من العمر ثلاث وعشرون سنة ..بتأييد سماوي ورؤية واضحة مبكرة وعمل

دؤوب ..سقطت القسطنطينية .


اشتغل بأهدافك أولا ً ثم انشغل بمع أهداف الآخرين ، لتكن لك أهداف ورؤى خاصة بك ،

أهداف لك وحدك ، أهداف تسهرك إذ ينام الآخرون ، تشغلك إذ يغفل الآخرون ، ترشدك إذ

يتيه الآخرون .



وعندما تختار رؤيتك وأهدافك الخاصة ، استفت ِ قلبك أولا ً واسأله عما اخترت ..اسأله

مرة بعد مرة ، أصغ ِ إليه ..أصغ ِ إليه جيدا ً..إنه مرشدك ولن يضيعك ،أنت أخبر الناس

عن نفسك ، أنت تعرف ماذا تحب وماذا تتقن ، أنت أعلم الناس بمهاراتك ومعلوماتك

وأحاسيسك ، افحص أهدافك تحت ضوء النهار ، افحصها جيدا ً وناقشها مع نفسك، هل

تسعدك وترويك هذه الأهداف ؟ أم أنها أوهام نسجها لك الآخرون .

إن أهمية تحديد الهدف ليس فقط مهما ً على المستوى الشخصي بل وحتى على المستوى

الأممي ، إليكم هذه القصة :

سنة 1950 كانت اليابان مدمرة تماما ً ، خسرت خلال

الحرب نسبة من الشباب أعلى مما خسرته أية أمة أخرى طوال ال 200 سنة الأخيرة ،

كانت مُدُنُهم قد احترقت تماما ً، فدعت اليابان إلى إجتماع استدعوا فيه القادة الحكوميين

والقادة الصناعيين وقادة المجتمع التربوي ، ليضعوا في هذا الإجتماع خطة يمكنهم بها

توحيد المجتمع ، ويحققوا هدفا ً يعيد الكرامة الوطنية ويعيد الإزدهار الإقتصادي

لليابان ..وأخيرا ً قرروا أن هدفهم في الخمسينيات هو أن يصبحوا الأمة الأولى في العالم

في إنتاج النسيج ..فبلغوا الهدف.

سنة 1960 عقدوا اجتماعا ً آخر ، وقالوا ما هو هدفنا في هذا العقد ؟ - العشر السنوات

التالية – فقرروا تحقيق الحلم المستحيل ! قالوا لنصبح الأمة الأولى في إنتاج الفولاذ .لماذا

كان هذا الهدف مستحيلا ً؟ لأن اليابان لاتملك الموارد الطبيعية ، فلا فحم ولانفط ولا حديد

خام ، كان عليهم إستيراد الموارد الطبيعية والمواد الخام مسافة آلاف الأميال إلى أرضهم

، وبناء معامل الفولاذ المتطورة ، وتصنيع فولاذ من الدرجة الأولى ، وإعادة شحنه مسافة

آلاف الأميال ، ثم بيعه بسعر تنافسي .. حلم مستحيل تماماً.

لكنهم لم ينظروا إلى ما لا يملكونه بل نظروا إلى ما لديهم من إرادة العمل ..فبلغوا الهدف.

سنة 1970 عقدوا اجتماعا ّ آخر ، وقالوا لنحدد هدف هذا العقد ، نريد أن نصبح الأمة

الأولى في إنتاج السيارات ..فبلغوا الهدف.

سنة 1980 قالوا في هذا العقد لنصبح البلد الأول في العالم في إنتاج الإلكترونيات

والكمبيوتر .. فبلغوا الهدف .. إنه سحر الأهداف والرؤية الواضحة للجميع .
__________________
راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعال
راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات
راقب عاداتك لأنها ستصبح طباع
راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك


للتواصل عبر الاميل او الماسنجر
اسف عل التاخير في الرد عليكم
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-28-2007, 12:16 PM
 
رد: أبحث عن كتاب ...

تابع الجزء الثاني



إن أصحاب الرؤى الواضحة والأهداف المحددة يتميزون بالآتي :


1-يحققون أهدافهم وما يفوق أحلامهم :


في الدراسة التي أجريب على جامعة "ييل" في عام

1953 ، سُئل الخريجون عما إذا كانت

لديهم أهداف واضحة ومحددة ومدونة في خطط لتحقيق هذه الأهداف ، أظهر 3% فقط أن

لديهم هذه الأهداف ، وأن 97 % منهم ليس لديهم أي أهداف واضحة أو محددة ، وبعد

عشرين عاما ً أي في عام 1973 اكتشف الباحثون من الأفراد الذين بقوا على قيد الحياة

من خريجي دفعة 1953 ، أن ال 3% الذين كانت لديهم أهداف محددة ، كانوا يملكون من

المال أكثر مما يملكه مجموعة النسبة الباقية مجتمعين والذين يبلغون 97% .


توصيف الخطة الوطنية الكبرى التي وضعتها ماليزيا منذ عام 1996 والتي رمز لها

(vision 2020 ) وما نصت عليه من انضما ماليزيا بحلول 2020 إلى مصاف الدول

المتقدمة ، هو أيضا ً شاهد آخر على سرعة ونتائج الأثر الذي تحققه الرؤية الواضحة ،

ففي نهاية عام 1999 – أي بعد 3 سنوات من إعلان الرؤية – كانت هناك أكثر

من 90% من المدارس الماليزية قد تحولت إلى مدارس ذكية تطبق المفاهيم التقنية في

تعلمها وترتبط بالإنترنت .. يا لسرعة النتائج !!


2-أكثر تفاؤلا ً واستقرارا ً وأمنا ً :


تبين من الإحصاءات الكثيرة أنَّ أعدادا ً كثيرة من الناس تموت أو تصاب بالأمراض

النفسية وجسمانية بعد سن التقاعد . إحدى هذه الإحصاءات إحصائية كويتية تشمل الذين

يعملون لحساب غيرهم ، وهي تشمل القطاع الحكومي كله ، تبين التالي

-بعد سن التقاعد (يعني 60 سنة تقريبا ً ) 1 % في درجة الغنى .

-4 % وضعهم المادي جيد ، ولكنهم لا يستطيعون الإستمتاع بحياتهم كيفما شاءوا كالسفر دوريا ً .


-3 % ما زالوا يعملون بحثا ً عن الرزق.

-38 % ماتوا وتركوا أهلهم في معاناة مادية.


-54 % عالة على التأمينات الإجتماعية أو الشؤون أو المساعدة من قبل أولادهم .



لماذا فقط ال 5 % (مجموع نسبة الفئة الأولى والثانية ) في وضع جيد ؟

لأنهم أعطوا لأنفسهم أهدافا ً يريدون تحقيقها ، هناك الكثير من الناس يخشى وضع

الأهداف مخافة الفشل ، لكنهم يتناسون الخطر الأكبر إن لم يحددوا تلك الأهداف ، هناك

عدة مخاطر عندما تطير الطائره ، كسرعة الهبوط والإقلاع ، وخطر تعرضها في الجو إلى

صواعق ، لكن الخطر الأكبر على الطائرة إن بقيت على الأرض هو الصدأ ، فطيرانها في

الجو يجعلها أقل عرضة للصدأ والتآكل .


فاجعل لك أهدافا ً تحلق روحك بها ، وتسعدك في لحظات إنجازها ، وتضمن بها مقاومة

الصدأ من روتين العمل أو مشنقة التقاعد .




اكتشف فيكتور فرانكل عالم النفس النمساوي اكتشافا ً مهما ً خلال فترة اعتقاله في

معسكرات النازية بهذا السؤال المهم : ما الذي جعل بعض الناس يعيشون في هذه الخبرة

المريرة " الإعتقال " بينما مات الأغلبية؟! السبب الرئيس الذي اكتشفه داخل الناجين من

هذة المأساة هو وجود الإحساس بالرؤية المستقبلية ..لقد سيطر على كل من نجح في

البقاء ، بأن لهم مهمة في الحياة يجب استكمالها ، وأن لهم مهام حيوية ما زالوا في حاجة

إلى الإنتهاء منها .


3-أكثر تركيزا ً وتوجها ً .. إنهم يعلمون ماذا يطلبون وماذا يتركون ..


رحل يحيى بن يحيى إلى الإمام مالك وهو صغير ، وسمع منه وتفقه عليه ، وكان مالك

يعجبه سمته وعقله ، روي أنه كان يوما عند مالك في جملة أصحابه ، إذ قال قائل : " قد

حضر الفيل " ، فخرج أصحاب مالك لينظروا إليه وبقي يحيى مكانه ولم يخرج ، فقال له

مالك : لم لا تخرج فترى الفيل لأنه لا يكون بالأندلس؟ فقال له يحيى : إنما جئت من بلدي

لأنظر إليك وأتعلم من هديك وعلمك ، ولم أجيء لأنظر إلى الفيل . فأعجب به مالك

وسماه " عاقل أهل الأندلس" .

لم يستكمل تاكيو أوساهيرا دراساته العليا ، لقد ترك الدكتوراه والمركز والجاه وذهب إلى

مصنع صهر الحديد ن ذهب إليه عاملا ً ببدلة زرقاء ، ثماني سنوات وحاله كحال مئات

العمال في هذا المصنع ، لا يعرفه أحد ولا يأبه به أحد ، يخدم رئيسه حتى في وقته

راحته ..اختار المصنع لأنه طريقه إلى أحلامه ومراده ، الحالم يعرف ماذا يمسك وماذا

يترك ..حقا ً إن من يعرف المطلوب يحقر ما بذل.

جاء رجل من الأعراب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فآمن به ، واتبعه ، ثم قال : أهاجر

معك ، فأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه ، فلما كانت عزاة غَنِم َ النبي

صلى الله عليه وسلم ، فقسّم فقسم له ، فأعطى أصحابه ما قُسم له ، وكان يرعى ظهرهم ،

فلما جاء دفعوا إليه ، فقال : ما هذا ؟ قالوا :قسم قسمه لك النبي صلى الله عليه وسلم ،

فأخذه فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما هذا ؟ قال : قسمته لك ، قال : ما

على هذا اتبعتك ، ولكن اتبعتك على أن أُرمى ها هنا- وأشار إلى حلقه – بسهم فأموت

فأدخل الجنة ، فقال صلى الله عليه وسلم : ((إن تصدق الله يصدقك )) ، فلبثوا قليلا ً ، ثم

نهضوا في قتال العدو ، فأُتي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم يُحمل قد أصابه سهم حيث

أشار ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أهو هو ؟ قالوا نعم ، قال: صدق الله فصدقه . ثم

كفنّه النبي صلى الله عليه وسلم في جبته ، ثم قدّمه فصلى عليه ، فكان مما ظهر في

صلاته : اللهم هذا عبدك ، خرج مهاجرا ً في سبيلك ، فقُتل َ شهيدا ً ، أنا شهيد على ذلك .

أذكر لما كنت أستاذا ً للعلوم والأحياء في مدرسة "يوسف بن عيسى القناعي " ، جاءني

الأستاذ القدير والمربي الفاضل ، أستاذ الكيمياء الأستاذ علي فراج المدرس الأول يزف لي

بشرى سارة ، قال لي : عندي خبر سعيد ، ولكن قبل أن أقول لك هذا الخبر ، يجب تعدُنا

بإفطار محترم لقسم العلوم ، فوعدته بالإفطار إن كان الخبر كما يقول خبرا ً سعيدا ً ،

أعطاني الورقة التي كان يخبئها في جيبه ، قرأت الورقة ، وإذا هي كتاب ترشيح لوظيفة

مدرس أول لمادة الأحياء ، كُتبَ في أسف الورقة موافق ، وغير موافق ، ولا بد أن أشير

إلى إحداهما ، أخذت الورقة وبدون تردد وأشرت بعدم الموافقة ، لم يصدق المدرس الأول

قراري هذا ، فأخذ ينصح ويلوم ، امسح ما كتبت ..وافق على الترشيح ولاتضيع الفرصة

على نفسك ..ولم أزد على قولي له: إني أعرف ماذا أفعل..إني أطلب شيئا ً آخر .


يقول زيج زيجلر في إحدى دوراته التحفيزية :"أكثر من 80 % من كل متخرجي الجامعات

في أمريكا ، بعد مضي 10 سنوات على تخرجهم يعملون في حقل لا يمت بصلة أبدا ً إلى ما

نالوا شهاداتهم فيه حينما كانوا في الجامعة ..يا لها من مضيعة للوقت لا تصدق ".

احلم بأهدافك وهي تتحقق ، تخيل وانظر إلى نفسك وأنت تحقق أحلامك ، انظر إلى نفسك

وأنت تبتسم وقد أصبحت رئيس شركة الكمبيوتر التي حلمت بها ، انظر إلى نفسك في مكتبك

العظيم ، تجلس على كرسيك الوفير ، تخيل أن تسمع ثناء الناس عليك ، اسمع التهاني

والتبريكات ، تخيل شعورك السعيد ، أنت الآن في أحلى اللحظات وأسعدها ..يا له من شعور

عظيم .



الدكتور أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1991 ، كان يكتب على

دفاتره ويكتب على باب غرفته "الدكتور " وهو لم يزل طالبا ً في المراحل الدراسية الأولى

، وكان والديه ينادونه بالدكتور أحمد.

وعندما تسأل ديفيد بيكام قائد المنتخب الإنجليزي لكرة القدم ، كيف حقق هذا النجاح مع

فريقه ؟ وكيف وصل دخله السنوي عام 2002 إلى 12 مليون دينار كويتي ؟ فإنه سيقول

لك : كنت أحلم على الدوام أنني ألعب مع المنتخب الإنجليزي .

صدقني لن تحقق ما تريد إلا بعد أن تحلم وتحلم وتحلم ..


قال تعالى ﴿أفمن يمشي مُكباً على وجهه ِ أهدى أمّن يمشي سويا ً على صراط ٍ مستقيم
__________________
راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعال
راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات
راقب عاداتك لأنها ستصبح طباع
راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك


للتواصل عبر الاميل او الماسنجر
اسف عل التاخير في الرد عليكم
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 07-05-2007, 11:05 PM
 
رد: أبحث عن كتاب ...

أريد أعرف كيف أشترى كتاب روح الجزيرة ؟ ممكن مساعدة؟
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 06-23-2009, 05:08 PM
x_o
 
رد: أبحث عن كتاب ...

سلام عليكم
مشكوووووووووووووووور اخوي بو ركان
فعلا موضوع قمة
وما سجلت في المنتدى الا من حلاوة هذا الموضوع
واتمنى اخي انك تكمل الموضوع حتى لو ما احد شارك
كتااااااااااااااااااب فعلا في القمة

وخاصة لنا احنا الشباب

وياريت اخي لو تنزل الككتاب اذا في معك النسخة الالكترونة
ونتشارك في مناقشة مواضيعة
ولك مني الف تحية

بالمناسبة شكر لاخي كاتب الموضوع والباحث عن الكتاب
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الطب النبوي ABUMOHANAD أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 09-02-2007 11:24 AM
الطب النبوي ABUMOHANAD نور الإسلام - 7 08-19-2007 03:30 PM
كتاب الطب النبوي ... ABUMOHANAD نور الإسلام - 1 05-08-2007 05:38 PM
ابن المتعة السيستناني يقول عمر بن الخطاب خالف القران mrasal ختامه مسك 23 03-17-2007 10:12 PM
فضائح الروافض المجوس amazighy نور الإسلام - 11 03-03-2007 12:26 AM


الساعة الآن 11:19 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011