الموضوع: أبحث عن كتاب ...
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 05-28-2007, 12:16 PM
 
رد: أبحث عن كتاب ...

الجزء الثاني


كيف أصبح تاكيو أوساهيرا عظيما ً ؟


كانت لتاكيو رؤية واضحة وأهداف محددة عمّا يريد ، وذلك منذ اللحظة التي اغترب فيها

عن بلده إلى ألمانيا ، أكثر من ثماني عشرة سنة وهذه الرؤية واضحة لديه لا لبس فيها ولا

غموض، عاشت معه تلازمه كأنفاسه التي تتردد بين جنبيه ، قل لها نومه ، وكثر معها

سهره ، وزهد في أكله وشربه ، وترك من أجلها شهادة الدكتوراه ..ترك كلمات التفخيم

والإجلال.


تضحيات وقراءة وعمل مستمر لأكثر من ثماني عشرة سنة ، إلا أنه مطمئن لقراراته ،

مستمتع بما يفعل ، إنه يرى دنوا أحلالمه ..أحلامه التي نسجها في خياله بدأت تظهر في

واقعه ، إنه يراها ..فأسرع لها الخطى وهانت من أجلها كل العقبات..إن مضمار سباق

الجري ليشهد بصحة ما أقول ، فبمجرد أن تقع عيني اللاعب على خط النهاية إلا وتراه قد

نسي تعبه وانطلق سريعا ً كالسهم .



كنت أحد المشاركين في دورة بناء الذات الوالدية التي نظمتها مدرسة التكامل العالمية

لأولياء الأمور ، والتي قدمها الدكتور ابراهيم محمد الخليفي ، لقد قسم الدكتور إبراهيم

المشاركين المائة على أربع وعشرين طاولة ، فأصبح تقريبا ً كل أربعة مشاركين يشكلون

فريقا ً واحداً،وفي بداية الدورة وزع الدكتور على المجاميع نوع من ألعاب التركيب ، وهي

عبارة عن صورة مفككه إلى أجزاء كرتونية سميكة ، يقوم المتدربون بإعادة تشكيل

الصورة بناء على الصورة الورقية المرفقة مع اللعبة ، لكن لم يكن هذا هو الحال عند كل

المجاميع ، لقد قام الدكتور بسحب الصورة الورقية من اثنتي عشرة مجموعة وأبقى

الصورة الورقية عند المجاميع الأخرى ، حدد الدكتور زمن الإنطلاق ثم أطلق صافرة البداية

، فهبت المجاميع للعمل لتركيب الصورة المطلوبة.. فماذا تتوقع أن يحدث؟!


لقد أصبح المشاركون على حالين ، المشاركون الذين يملكون الصورة الورقية ، والتي

تمثل ورقة الحل ن كان عملهم منظما ً وسريعا ً ومثمرا ً ، أما المجاميع التي حُرمت من

ورقة الحل ، كان عملهم متخبطا ً وفوضويا ً وبطيئا ً ..ولعلك الآن أدركت ماذا حدث .

المجاميع التي تملك وقة الحل ترى الصورة المطلوب تنفيذها ،إنها تراها بوضوح ، فأصبح

عملهم سريعاً منظما ً هادئا ً ، قلّت فيه التساؤلات والإعتراضات ، أما المجاميع التي

حرمت ورقة الحل فقد رأيتها في حيص بيص ،هذا يقترح وهذا يعترض وهذا يسأل ، وهذا

مل واكتفى بالمراقبة وشرب الشاي ،إنهم مجتهدون في العمل ، ولكن لايعرفون ماذا

يعملون،وماذا يريدون لقد فقدوا الرؤية الواضحة ،لقد فقدوا سر النجاح .


بعد أن فاز أندريه جاسي في بطولة ويمبلدون للتنس الأرضي عام 1992 ،جاءه الصحفيون

يباركون ويهنئون ، قال الصحفيون : مبروك هذا الإنجاز يا أجاسي ، فقال لهم مستنكرا ً :

لم تكن هذة المرة الأولى التي أفوز فيها فيها ببطولة ويمبلدون ، فقد فزت بها الآف المرات

من قبل . فنظر الصحفيون إلى بعضهم مستغربين هذا الحديث ، وكأنهم يقولون لبعضهم:

إننا لم نعرفك إلا هذة السنة ،ومن فوزك فقط هذه البطولة . فأدرك أجاسي حيرة الصحفيين

، وقال لهم : منذ أن كان عمري 10 سنوات ، لا أنام ليلتي إلا بعد أن أكون قد تخيلت فوزي

هذا ، وتخيلت نفسي وأنا أرفع هذا الكأس ، لقد تخيلت فوزي وإنجازي وسعادتي آلاف

المرات .

إن هذة الرؤية الواضحة والمستمرة ، منحت أجاسي ثقة داخلية ، أدت به في النهاية إلى

تلك الحقيقة التي حدثت في صيف 1992 عندما فاز بالبطولة .

كل العظماء والناجحين كانت لديهم رؤية واضحة عما يريدون ، كانت لديهم أهداف واضحة

ومحددة بكم وزمن ..ما المنصب الذي أسعى إليه ؟ ما مقدار المال الذي سوف أجمعه ؟

متى يقع ما أخطط له ؟ بعد سنة ، أم بعد خمس، أم بعد عشرين سنة ؟

قرر التلفزيون الأرجنتيني عام 1970 مقابلة فتى لم يتجاوز عمره 9سنوات ، لأنهم سمعوا

أن هذا الفتى يملك مهارات عالية وغير عادية لكرة القدم ، فأجريت مقابلة الفتى دييغو

مارادونا
في الحي والحارة التي يلعب بها ، فسأله التلفزيون عن أمنياته ، فقال الفتى ابن التسع سنوات وصاحب الأهداف الواضحة :

- أريد أن ألعب مع منتخب الأرجنتين .

- أريد أن أحقق معهم كأس العالم .

- أريد أن أكون أحسن لاعب .


وبعد 16 عاما ً وبالتحديد عام 1986 يفوز منتخب الأرجنتين بكأس العالم بقيادة الأسطورة مارادونا .

ومن بين تلاميذ الصف ، قال الطفل بيل كلينتون –رئيس أمريكا السابق – لأستاذه: طموحي

أن أعمل رئيسا ً لأعظم قوة على الأرض- يقول هذا وهو ابن الأرملة الفقيرة وابن القرية

المتواضعة. ضحك المدرس والتلاميذ والجيران وحتى الأقرباء عندما سمعوا تلك الرؤية

الجريئة ، قالوا له : كن واقعيا ً أيها الطفل ..لكن الطفل بيل تجرأ على تصور وتخيل ذلك

الأمر المستحيل في عقله وباستمرار ، فعمل واجتهد حتى حقق تلك الرؤية المبكرة .

الناس العظماء وأصحاب الإنجازات العظيمة نادرا ً ما يكونون واقعيين في تفكيرهم وطموحاتهم ، على الأقل فهم لا يفكرون بالطريقة التي يفكر بها الناس العاديون .


اجتمع عبدالله بن عمر ، وعروة بن الزبير ، ومصعب بن الزبير ، وعبدالملك بن مروان ،

بفناء الكعبة ، فقال لهم مصعب : تمنوا ، فقالوا ابدأ أنت ، فقال : ولاية العراق ، وتزوج

سكينة ابنة الحسين ، وعائشة بنت طلحة بن عبيد الله ..فنال ذلك وأصدق كل واحدة

خمسمائة ألف درهم ، وجهزها بمثلها . وتمنى عروة بن الزبير الفقه ، وأن يحمل عنه ا

لحديث ، فنال ذلك . وتمنى عبد الملك الخلافة فنالها . وتمنى عبد الله بن عمر

الجنة ..العجيب أنهم كانوا يجدون ما تمنوا وزيادة .

يقول ستيفن كوفي في كتابه إدارة الأوليات :

" ويمكن القول أن الواقع أثبت أن الأفراد والمنظمات التي تضع أهدافا ً واضحة للوصول

إليها تحقق نتائج أفضل ، وأن الواقع يثبت أيضا ً أن القادرين على وضع الأهداف ،

والقادرين على الوصول إليها ، يحققون ما يحلمون بالوصول إليه " .

حدثني الدكتور بشير الرشيدي – أستاذ علم النفس بجامعة الكويت – بقصة رجل إنجليزي

اسمه جراهام ، كان المستر جراهام مديرا ً لإحدى الجامعات البريطانية ، في عام 1978

كان المستر جراهام قد بلغ الستين من عمره ، ولذلك لابد أن يحال إلى التقاعد ويترك


العمل في الجامعة ، وبهذة المناسبة فإن الجامعة نظمت لمديرها السابق المستر جراهام

حفلا وداعيا ً ، دُعي له العمداء وأساتذة الجامعة والشخصيات التربوية ، وفي يوم الحفل

والذي كان مكتظا ً بالأساتذة الأكاديميين ، وبعض الشخصيات التربوية البارزة ، دُعي

المستر جراهام لإلقاء كلمة ، كعادة مثل هذه الإحتفالات ، صعد المستر جراهام إلى خشبة

المسرح الكبير ، ووقف أمام الميكرفون بكل ثقة الدنيا وقال : وضعت لنفسي عشرين هدفا ً

لابد أن أحققها خلال العشر سنوات القادمة – ما أن قال ذلك حتى كثر الهمس والإبتسامات

الساخرة من بعض الحضور-أكمل المستر جراهام حديثه بكل ثقة فقال : الهدف الأول : أريد

بيتا ً مساحته عشرة آلاف متر مربع ، والهدف الثاني : أريد تذاكر سفر لمدة عشر سنوات

قادمه..أريدها لبناتي الثلاث وأزواجهن وأطفالهن ، لكي تزورني كل بنت منهن مع زوجها

وأطفالها ثلاثة أشهر بالسنة ، الهدف الثالث ..ثم عد المستر جراهام ثمانية عشر هدفا ً

أخرى يسعى لتحقيقها .

وبعد عام واحد فقط ، عام 1979 تولت السيدة مارغريت تاتشر رئاسة الوزراء في

بريطانيا ، فشكلّت وزارة جديدة كعادة الساسة الذين يتولون هذا المنصب ، وذلك أملا ً

بتطوير البلاد وإصلاح الفساد وإرضاء العباد ، وكان من ضمن الذين استدعتهم تاتشر بعد

توليها لمنصبها هو المستر جراهام ، وذلك لتعيينه مستشارا ً لسيلسة الجامعات البريطانية

، آملة أن يقوم بإصلاح التعليم وتطويره .

رفض المستر جراهام هذا العرض المغري معتذرا ً بأهدافه العشرين التي لم يحققها..هذا

المنصب سيمنعه من تحقيق أهدافه ، هذا العمل سيأخذ الكثير من وقتي ، ولا بد لي أن أفكر

بتحقيق أهدافي قبل أن أفكر بتحقيق أهداف الآخرين ، إنك يا سيدة تاتشر إن حققت ِ لي هذه

الأهداف ، فأنا لا أمانع من أن أتولى هذا المنصب ،قالت : ماهي أهدافك ؟ هل أستطيع أن

أسمعها منك ؟ فقال المستر جراهام : الهدف الأول : بيت مساحته عشرة الآف متر مربع،

والهدف الثاني ..والهدف الثالث ..وهكذا حتى استعرض أهدافه العشرين كلها ،قالت تاتشر:

لامانع عندي أن أحقق جميع أهدافك العشرين، ولكن على شرط واحد ، أن ترجع ملكية

البيت بعد موتك إلى الدولة البريطانية .
__________________
راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعال
راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات
راقب عاداتك لأنها ستصبح طباع
راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك


للتواصل عبر الاميل او الماسنجر
اسف عل التاخير في الرد عليكم
رد مع اقتباس