الموضوع: أبحث عن كتاب ...
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 05-28-2007, 12:16 PM
 
رد: أبحث عن كتاب ...

تابع الجزء الثاني

وافق المستر جراهام على هذا ،وتولى منصبه الجديد،

مستشارا ً لساسة الجامعات البريطانية ، حقق أهدافه العشرين ، وأصبح يمتلك بيتا ً في

قلاسكو في اسكتلندا مساحته اثنا عشر ألف متر ، لقد طلب بيتا ً بمساحة عشرة آلاف متر ،

ولكنه نال أكثر ،وهو شأن الحالمين أصحاب الرؤى الواضحة .


إن اختيار السيدة تاتشر كان موفقا ً ، كانت وزارة التربية في بريطانيا تتحمل كل التكاليف

الدراسية للطالب الجامعي ، وبعد تولي المستر جراهام لمنصبه ، أصبح الطالب يتحمل ثلاثة

أرباع التكلفة وتتحمل الدولة عنه الربع الباقي ، لقد وفر المستر جراهام مليارات الجنيهات

للدوله .

ويأتي عام 1991 وتُقال وزارة تاتشر ، ويقال مستشاروها معها ، ليخلو المكان لرئيس

وزراء جديد بوزراء ومستشارين جدد ، لقد كان المستر جراهام أحد المقالين من منصبهم

، فقرر مدراء الجامعات البريطانية عمل احتفال لتوديع المستر جراهام الذي بلغ الثانية

والسبعين من عمره ، كانت هناك كلمة للمستر جراهام في هذة الحفلة الوداعية قال فيها :

وضعت لنفسي عشرين هدفا ً أسعى لتحقيقها في السنوات العشر القادمة – الناس في

القاعة ما بين منبهر وساخر ومبتسم – أكل المستر جراهام حديثه كالعادة بثقة ملحوظة ،

الهدف الأول : أسعى لتأسيس مركز اتصالات سيكون الأول والأقوى في العالم ، والهدف

الثاني ....، والهدف الثالث ...



يقول المستر جراهام للدكتور بشير الرشيدي : في القرن التاسع عشر من سيطر على

التوابل كان هو الأقوى في العالم ، وفي عام 1857 استعمرت بريطانيا الهند فامتلكت

توابل الهند وصارت الدولة التي لاتغيب عنها الشمس ، وفي القرن العشرين من سيطر

على النفط كان هو الأقوى في العالم ، فسيطرت أمريكا على منابع النفط في الخليج ، أما

القرن الواحد والعشرين فإن من سيطر على الإتصالات سيكون هو الأقوى يا دكتور ، لا بد

أن نملك قوة الإتصالات حتى تعود لبريطانيا صدارتها على العالم .

لقد أعلن المستر جراهام مخططاته لهذا المركز عام 1991 ، ثم مضى زمن لم يلتفت أحد

له ولا لمخططاته ، وبعد بضع سنوات من حفلته تلك ، خصصت بريطانيا للمستر جراهام

جزيرة ينفذ بها حلمه ويقيم بها مركزه ، لقد خرجت الأحلم من رأس حاملها ، إلى أرض

واقعه ، لقد شيّد مبنى وأصبح الحلم حقيقة لا مراء فيها .

توقعك هو واقعك ، نطلب منك فقط أن تحلم وترى شيئا ً

لنفسك ، كن كعمر بن عبد العزيز الذي يقول : إن لي نفسا ً تواّقه ، تاقت إلى فاطمة بنت

عبد الملك فتزوجتها ، وتاقت إلى الإمارة فوُلّيتُها ، وتاقت نفسي إلى الخلافة فأدركتها ، وقد

تاقت إلى الجنة ، فأرجو أن أدركها إن شاء الله تعالى .




دخل الإخشيدي – الذي حكم مصر أيام عهد المماليك –

مع صاحب له مقيدا ً بالحديد ، فمرا على رجل له شوي- أي مطعم ذلك الزمان- فقال

صاحبه : أتمنى أن يشتريني صاحب هذا الشوي فأشبع لحما ً ، وقال الإخشيدي : أتمنى أن

أحكم مصر بأكملها ..ودارت الأيام واشترى صاحب الشوي ذلك المملوك ، وحكم الإخشيدي

مصر في قصة طويلة معروفة بالتاريخ .

كان الشيخ أقشمس الدين الذي تولى تربية السلطان محمد الفاتح العثماني-رحمه الله- يأخذ

السلطان محمد بيده ويمر به على الساحل ، ويشير إلى أسوار القسطنطينية التي تلوح في

الأفق من بعيد شاهقة حصينة ، ثم يقول له : أترى هذه المدينة التي تلوح في الأفقث ؟ إنها

القسطنطينية ، وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن ّ رجلا ً من أمته سيفتحها

بجيشه ، ويضمها إلى أمة التوحيد ، فقال صلى الله عليه وسلم فيما روي عنه : "لتفتحن

القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش ".



وما زال الشيخ بالصبي يريه المدينة ، يكرر على مسامعه ذلك الحديث الشريف، يشعره

ببهجة النصر وعزة الفتح .. الأحلام تتحقق عندما تراها ، تسمعها ، تشعر بها .. أنظر إلى

جيشك وهو يدك ُّ القسطنطينية ، اسمع هتافات التكبير ، تذكر شعورك السعيد حينئذ .. إن

المعلم يرسم صورة واضحة ورؤية جليّة لتلميذه ،صورة يعيش معها ولها ، ياله من حلم

جميل، وهدف كريم .

دعونا نكمل ما حصل لذلك التلميذ من تشجيع ذلك المعلم وتلك الرؤية المبكرة..لقد نمت

همة الأمير الصبي وترعرعت في قلبه ، فعقد العزم على أن يجتهد ليكون هو ذلك الفاتح

الذي بشربه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.

كان والده سلطان مراد الثاني يصطحبه معه وهو صغير إلى بعض المعارك ، ليعتاد مشاهدة

الحرب والطعان ، ومناظر الجنود في تحركاتهم واستعداداتهم ونزالهم ، وليتعلم قيادة

الجيش وفنون القتال عمليا ً، حتى إذا ما ولّي السلطنة وخاض غمار المعارك ، خاضها عن

دراية وخبرة .

ولما جاء اليوم الموعود شرع السلطان محمد الفاتح في مفاوضة الإمبراطور قسطنطين

ليسلمه القسطنطينيه ، فلما بلغه رفض الإمبراطور تسليم المدينة ، قال رحمه الله : حسنا ً عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش أو يكون لي فيها قبر .

حاصر السلطان محمد القسطنطينية واحدا ً وخمسين يوما ً، تعددت خلالها المعارك العنيفة ،

وبعدها سقطت المدينة الحصينة التي استعصتعلى الفاتحين قبله ، سقطت على يدي بطل

شاب له من العمر ثلاث وعشرون سنة ..بتأييد سماوي ورؤية واضحة مبكرة وعمل

دؤوب ..سقطت القسطنطينية .


اشتغل بأهدافك أولا ً ثم انشغل بمع أهداف الآخرين ، لتكن لك أهداف ورؤى خاصة بك ،

أهداف لك وحدك ، أهداف تسهرك إذ ينام الآخرون ، تشغلك إذ يغفل الآخرون ، ترشدك إذ

يتيه الآخرون .



وعندما تختار رؤيتك وأهدافك الخاصة ، استفت ِ قلبك أولا ً واسأله عما اخترت ..اسأله

مرة بعد مرة ، أصغ ِ إليه ..أصغ ِ إليه جيدا ً..إنه مرشدك ولن يضيعك ،أنت أخبر الناس

عن نفسك ، أنت تعرف ماذا تحب وماذا تتقن ، أنت أعلم الناس بمهاراتك ومعلوماتك

وأحاسيسك ، افحص أهدافك تحت ضوء النهار ، افحصها جيدا ً وناقشها مع نفسك، هل

تسعدك وترويك هذه الأهداف ؟ أم أنها أوهام نسجها لك الآخرون .

إن أهمية تحديد الهدف ليس فقط مهما ً على المستوى الشخصي بل وحتى على المستوى

الأممي ، إليكم هذه القصة :

سنة 1950 كانت اليابان مدمرة تماما ً ، خسرت خلال

الحرب نسبة من الشباب أعلى مما خسرته أية أمة أخرى طوال ال 200 سنة الأخيرة ،

كانت مُدُنُهم قد احترقت تماما ً، فدعت اليابان إلى إجتماع استدعوا فيه القادة الحكوميين

والقادة الصناعيين وقادة المجتمع التربوي ، ليضعوا في هذا الإجتماع خطة يمكنهم بها

توحيد المجتمع ، ويحققوا هدفا ً يعيد الكرامة الوطنية ويعيد الإزدهار الإقتصادي

لليابان ..وأخيرا ً قرروا أن هدفهم في الخمسينيات هو أن يصبحوا الأمة الأولى في العالم

في إنتاج النسيج ..فبلغوا الهدف.

سنة 1960 عقدوا اجتماعا ً آخر ، وقالوا ما هو هدفنا في هذا العقد ؟ - العشر السنوات

التالية – فقرروا تحقيق الحلم المستحيل ! قالوا لنصبح الأمة الأولى في إنتاج الفولاذ .لماذا

كان هذا الهدف مستحيلا ً؟ لأن اليابان لاتملك الموارد الطبيعية ، فلا فحم ولانفط ولا حديد

خام ، كان عليهم إستيراد الموارد الطبيعية والمواد الخام مسافة آلاف الأميال إلى أرضهم

، وبناء معامل الفولاذ المتطورة ، وتصنيع فولاذ من الدرجة الأولى ، وإعادة شحنه مسافة

آلاف الأميال ، ثم بيعه بسعر تنافسي .. حلم مستحيل تماماً.

لكنهم لم ينظروا إلى ما لا يملكونه بل نظروا إلى ما لديهم من إرادة العمل ..فبلغوا الهدف.

سنة 1970 عقدوا اجتماعا ّ آخر ، وقالوا لنحدد هدف هذا العقد ، نريد أن نصبح الأمة

الأولى في إنتاج السيارات ..فبلغوا الهدف.

سنة 1980 قالوا في هذا العقد لنصبح البلد الأول في العالم في إنتاج الإلكترونيات

والكمبيوتر .. فبلغوا الهدف .. إنه سحر الأهداف والرؤية الواضحة للجميع .
__________________
راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعال
راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات
راقب عاداتك لأنها ستصبح طباع
راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك


للتواصل عبر الاميل او الماسنجر
اسف عل التاخير في الرد عليكم
رد مع اقتباس