عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة (https://www.3rbseyes.com/forum171/)
-   -   فتنة أطلنتا :: ربيع الحياة... خريف حياتي (https://www.3rbseyes.com/t559929.html)

نبعُ الأنوار 08-15-2018 04:05 PM

السلام عليكم
كيفك ?
اه شو هالحماس 😲
الاحداث عم تتسارع وتزيد تشويق
قلت فيها 30 فصل 😱
يعني قربنا للنهاية هاد مو عدل 😡
شو رح نساوي بعد م تخلص الرواية! !
فيها جزء ثالث? اتمنى يكون الجواب نعم علشان م تصدميني 😱
التعليق في الفصل م يوفي قدره يعني كله روووعة واحداث جمييلة جدااا
والله كتييير انبسط وانا اقرا
ومع ذلك راسي فارغ م فيه شي بنوب
كنت ناوية اكتر ثرثرة هنا وهناك لكن شو هالحظ والله صايرة الاحق الكلمات الهاربة مني 😳😢


- شو رح يعمل والد اريج ووالدصالح لما يسمعو بخبر الانفصال؟
انصدااام اكيد ثم يحاولوا برجعوهم لبعضهم حسب ظني


- هل رح ينجح صالح انو يخلي راوية تحبو بهالمشوار؟ او رح يضطر يكافحاكثر

م اعتقد تقتنع بسرعة هيك

- شو رايكم بعلقة ياسمين عتامر

مضحكة جداا

- رح يفيد جواد قراءة يوميات اريج او لا؟
اكييد يفيد

- شو رح تعمل راوية لما تعرف انو صالح عم ينشر خبر خطبتهما بكل مكان
جلطة هههه

- اجمل مقطع

كل الفصل جمييل لكن عجبني لما تامر اعطى المذكرات لجواد عمل انساني صدر منه اخيرا

- انتقادات
سبقتني زهراء بذاك الاخطاء فقط
غير هيك م عندي نقد

دمت بخير

Ladybug 08-17-2018 11:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبع الانوار (المشاركة 8950109)
السلام عليكم
كيفك ?
وعليكم ااسلام
الحمدلله تمام
وانت كيفك

اه شو هالحماس 😲
الاحداث عم تتسارع وتزيد تشويق
قلت فيها 30 فصل 😱
يعني قربنا للنهاية هاد مو عدل 😡
شو رح نساوي بعد م تخلص الرواية! !
انا ما قلت فيها 30 فصل ضحك1
قلت تقريبا ف1

فيها جزء ثالث? اتمنى يكون الجواب نعم علشان م تصدميني 😱
ما اظن ف1
بس حتى لو في ما رخ يكون عن اريج وجواد
يمكن يكون اما عن طارق وريم
اما عن تامر مستقبلا
يعني بعد اكتر من عشر سنين
بس احتمال ما يكون في من الاصل

التعليق في الفصل م يوفي قدره يعني كله روووعة واحداث جمييلة جدااا
والله كتييير انبسط وانا اقرا
ومع ذلك راسي فارغ م فيه شي بنوب
شكلك بحاجة للمزيد من الاحداث ضحك1

كنت ناوية اكتر ثرثرة هنا وهناك لكن شو هالحظ والله صايرة الاحق الكلمات الهاربة مني 😳😢
الله بيعين
هاي طبع الخياة 😅
هيك بتعمل بعقولنا


- شو رح يعمل والد اريج ووالد صالح لما يسمعو بخبر الانفصال؟
انصدااام اكيد ثم يحاولوا برجعوهم لبعضهم حسب ظني
ربما ف1 وربما لا :55:

- هل رح ينجح صالح انو يخلي راوية تحبو بهالمشوار؟ او رح يضطر يكافحاكثر
م اعتقد تقتنع بسرعة هيك
انا صراحة ما بعرف ضحك1

- شو رايكم بعلقة ياسمين عتامر
مضحكة جداا
:55:

- رح يفيد جواد قراءة يوميات اريج او لا؟
اكييد يفيد
لازم :55:
بدك ما يعمل مفعول عكسي ضحك1


- شو رح تعمل راوية لما تعرف انو صالح عم ينشر خبر خطبتهما بكل مكان
جلطة هههه
ضحك1 ترقبي وشوفي

- اجمل مقطع
كل الفصل جمييل لكن عجبني لما تامر اعطى المذكرات لجواد عمل انساني صدر منه اخيرا
👍

- انتقادات
سبقتني زهراء بذاك الاخطاء فقط
غير هيك م عندي نقد
👍

دمت بخير

وانت كمان
😉الى الفصل القادم

Ladybug 08-17-2018 11:30 PM


الفصل ال26


توقفت الحافلة لتتوقف على جوانبها عدة حافلات اخريات، نظرت اريج مستغربة، هل حضر معه اصدقائه واهله فقط ام انه احضر معه كل زملائه في العمل ايضا؟

مشت اريج وراوية مع صالح وعائلته وبدؤا بنصب خيمهم وكذلك فعل البقية حتى انتهو، بدأ الشباب بتجميع الحطب لإشعال نار ليشووا عليه اللحم بينما

جلست النساء يشكن اللحم في الاسياخ والبعض الاخر يقطع البقدونس للتبولة اما اريج وراوية انضمتا الى فئة مقشرين البطاطا لسهولة العملية، فلم تكد اريج تدخل المطبخ في هذه السبع سنوات وبالكاد تجيد حمل سكينة

وما ان اشعلت النيران حتى بدأت عملية الشوي وانشرت رائحتها في الارجاء ممتزجة بعبق الاعشاب البرية، نظرت اريج الى الامور حولها بابتسامة اطمئنان

ربما كان من الحمق ان ترفض مرافقة صالح الى البراري سابقا فالامور ممتعة هنا،

بدؤا بقلي البطاطا وبينما هي تضع البطاطا على النار اطلقت صيحة ثم صارت تنفخ على يدها، اسرعت اليها ام صالح لتطمئن ثم ارسلتها الى النهر لتبرد الحرق ريثما تجد دواء الحريق

ركضت عدة امتار حتى وصلت للنهر وبسرعة مدت يدها لتبردها وهي تأن من الالم بينما كان احدهم جالسا هناك على صخرة يقرأ شيء ما

ما ان لاحظت اقتراب احدهم حتى اخفى ما بين يديه وهو ينتظر ذهابه مجددا، لكن حين وقع نظره على القادم صدم وظن انه بدأ يهلوس، امعن النظر ولا اراديا انطلق اسمها من فمه:

- اريج!...

التفتت اريج لتراه فتتسع حدقتاها، اخر من توقعت ان تلتقي به هنا كان جواد، ظلا صامتين لفترة حتى اخيرا قال:

- لم اتوقع رؤيتك هنا... فحتى حين كنت مخطوبة لصالح لم تأت معه... ارى ان العادات تغييرت

تفكرت بكلامه، في الواقع يبدو محقا... من الحمق ان تات معه بعد ان انفصلا في حين لم تات معه يوما حين كانت مخطوبة، هل من الصائب ان تخبره انها اتت مع ابن عمها لتساعده على الحصول على حب راوية؟

هزت كتفاها لتقول:

- احببت ان اغير قليلا من روتين حياتي

- وهل استطعت ان تتفرغي للدراسة عن غير العادة

- في العادة لدي درس وتعليم... اما الان فتركت التعليم

نظر اليها متأملا ثم قال:

- سمعت ذلك من شيماء البارحة... لماذا؟

اغلقت فمها قبل ان تتفوه بحماقة وفكرت جيدا بما تخبره، فلن يكون من الجميل ان تخبره ان شيماء طلبت منها الذهاب، سيكون الامر كأنها طردت، اذا هل تجعل الاشاعات المزعجة هي السبب؟ ربما هذا افضل، قالت:

- في الواقع لا يمكنني ام اكون معك في مكان واحد

نظر اليها مليا ليقول:

- فهمت... لطالما انزعجت من الاشاعات التي يطلقونها علينا

قالت باعتراض:

- ليس الامر مجرد اشاعات، انت مزعج ولا تطاق، منذ ان قدمت للمدرسة وانت تلاحقني بتلك النظرات المستحقرة

صمتت قليلا متفكرة، ربما لو اخبرته انها تركت المدرسة بسبب شيماء كان سيكون ارحم... ولكم هي تهتم لنظراته ان كانت مستحقرة ام مبتسمة مرحبة

طبعا مهتمة لكنها لا تريد ان تكون كذلك في نظره، فنكست رأسها محاولة البحث عن طريقة لتغيير مقصد كلامه لكنه قاطعها:

- لماذا تخرجين مع ايمن؟ خاصة وقد كنت مخطوبة

قالت بتكبر:

- اهتم بشؤونك

حدجها نظرة حاقدة ثم قال بعد وهلة:

- نظراتي من شؤوني وليست من شؤونك لكي تهتمي بها

- ليس عندما تكون موجهة الي

امسك لسانه قبل ان يكشف غيراته ثم عاد ليجلس على الصخرة ليقول لها ببرود:

- عودي لعائلتك فربما سيفتقدونك

عكفت ذراعيها لتقول ساخرة:

- الن تفتقدك عائلتك ايضا؟

- يعلمون انني لن اعود اليهم قبل ان ينهو الشوي

- لما؟... اتعتبر نفسك اميرا مثلا كي يقومو بالعمل كله ثم ينادونك لتاكل؟...

نظر اليها ببرود ثم قال:

- اذهبي من هنا

انصرفت بغضب لتجد راوية قادمة اليها وقد احضرت معها الدواء، اخذته منها لتضعها على موضع الحرق وعادا سوية

---

انتهوا من الطعام وكان صالح جالسا مع عائلته وراوية واريج حتى اقبل اليه اصدقائه مع زوجاتهن، سلموا على الجميع ثم قالوا، جئنا لنتعرف على خطيبتك فقد قتلنا الشوق لنتعرف عليها

اقبل احد اصدقائه الى راوية ليقول لها:

- انت خطيبته اليس كذلك؟

ابتسمت بحرج لتنكر كلامه فوجه الصديق نظره لصالح قائلا:

- الم تخبرنا ان هذه هي خطيبتك!

فنجرت راوية عينيها بصدمة بينما رفع صالح يداه قائلا:

- لم اقل شيئا من هذا القبيل

- لقد سألت في الحافلة ان كانت هي ووافقتني على كلامي

تدخلت ام صالح لتقول:

- لقد كانتا جالستان قرب بعضهما، لا شك انه ظن انك تتحدث عن اريج... انها هي خطيبته

سرعان ما قالت اريج:

- السابقة

نظرت عائلة صالح لاريج بصدمة فقال والده:

- ما الذي تقصدينه بالسابقة؟

نظرت اريج لصالح محتارة فلاحظت علامات الصدمة والفزع قد ارتسمت على وجهه علمت حينها انه لم يخبر عائلته فقالت راوية:

- لكن لا تربطني علاقة به...

نظر ابو صالح لابنه قائلا:

- منذ متى؟... وهل يعلم والدها بهذا الشيء؟

هز صالح رأسه نفيا

فضرب ابو صالح بكفه على فخذه بعصبية وقال:

- لن تخبره بذلك... ستعودان خطيبان وتكملان ما بداتماه

فنجرت اريج عيناها بصدمة، حين اخيرا اخذت حريتها ها قد عاد عمها ليسلبها اياها بينما حاول صالح الاعتراض لكن والده اخرسه قائلا:

- اتريد ان تقتل عمك؟ تعلم كم كانت فرحته كبيرة حين علم بموافقة اريج على الزواج منك

- سنحاول ان نخبره بطريقة لطيفة

- ليست المشكلة بالطريقة لكن بالمضمون

- لكن ابي لقد خطبنا لمدة سبع سنوات وذلك لم يفدنا بشيء... لم نستطع ان نتقبل الموضوع، الا تريد احفادا مني؟

تنهد الاب بثقل فقال صالح:

- ابي انا احببت غيرها، لا يمكنك ان تعيدنا الى جحيمنا السابق

نظر الاب بغضب الى راوية ليقول:

- أتلك هي التي احببتها؟

استرق صالح نظرة الى راوية ليجد في وجهها ملامح عدم الرضا، صمت لا يدري بما يجيبه حتى استنطقه والده فأكد له كلامه، عاد لينظر الاب اليها ببرود ليقول:

- لكنها لا تبدو لي كما لو انها تبادلك المشاعر، لن ينفع ان تترك اريج لاجل شابة لا تحبك، الامر سيان، ستضيع عمرك وانت تنتظر حبها لك

صمت الجميع بينما الاب ينتظر رد صالح وصالح لا يملك ما يقوله، حتى قالت راوية:

- لكنني احبه

توجهت الانظار الى راوية ليروها تبعد وجهها عنهم كي لا يلاحظوا احمرار خديها الذي دعم كلامها، فصمت الجميع مجددا يترقبون ما سيحصل حتى قال الاب:

- حسنا... اذا لن ننتظر للابد... متى ستكون الخطبة؟

فنجرت رواية عينيها لتنظر الى صالح كأنها تطلب منه ان يؤخرها الى الابد لكنه لم يكن ينظر اليها بل الى والده فقال:

- ربما علينا ان نحل مسألة اريج ووالدها اولا

توجه الاب الى اريج وقال:

- كيف ستخبرين والدك عن انفصالك من صالح؟...

تفكرت بالامر ثم قالت:

- سأخبره انني لم اتوافق معه... وان كان يخاف من تزويجي من غريب فلا بأس... لن اتزوج ابدا...

- لكنك بذلك ستقطعين قلب والدك، كما لو انه السبب في ذلك

نظرت اليه ببرود ثم قالت:

- لا بأس... انا لست مهتمة بالزواج... انا فقط اريد ان اكمل دراستي ثم سأصبح طبيبة ذات سمعة مرموقة

- في هذه الخالة ستدمرين عالم والدك... اتركي الامر لي... سأحاول ان احدثه

عاد لينظر الى صالح وراوية وقال:

- اما انتما سننظر في امركما لاحقا

طأطئا رأسيهما بأسى وما لبثوا قليلا حتى لاحظو ان اصدقاء صالح ما يزالون ينظرون اليهم مصدومين بعد الاستماع الى قصتهم

صاح احد اصدقائه:

- حسنا... اذا فلنحتفل بهذه المناسبة، خطبة صالح الجديدة

صاح بقية اصدقائه وراحو يهنئزنه واحدا تلو الاخر بينما اهله لم يستطيعو ان يستوعبوا الفكرة بهذه السرعة

لم تكد تغب الشمس حتى امسك صالح بيد راوية واستأذن البقية كي يقضي معها بعض الوقت، اذنوا لهم بل رافقتهما لطشات من اصدقاء صالح

حدجهم صالح بانزعاج ثم عاد ليمشي مع راوية وما ان ابتعد قليلا قال صالح بأسى:

- اسمعي...

سرعان ما اسكتته راوية بغضب مكبوت وظلت تمشي الى ان تأكدت انهما تواريا عن الانظار حتى نظرت لصالح نظرات قاتلة فقالت:

- اترى الى اين اوصلتنا

- ان كنت منزعجة من الامر سأذهب واخبرهم انها كانت مجرد مزحة مني

- بعد ماذا؟... بعد ان وافقتك عليها واصحيت شريكتك في الكذب

صمت تامر بانزعاج فقالت:

- على كل حال لم افعلها لاجلك بل لاجل اريج، يمكننا ان نحل مسألتنا بعد ان تنتهي من مشكلتها مع والدها

- حسنا... اظنه الحل الامثل

سارت رازية تجاه النهر قائلة:

- والى حينها سنظضر ان نتعامل مثل الاحباء كي لا يشكو بالامر، لذا اتبعني ولا تصدر اي تصرف يجعلهم يشكون بنا



---

بعد ان نام الجميع جلس جواد تحت شجرة مستندا الى جذعها واضاء هاتفه على دفتر يوميات اريج، يقرأ مبتسما طوال الوقت ومن حين لاخر تتهرب منه ضحكة خافتة كي لا يوقظ عائلته

مر بموقف مدحه بالبيجامة على الفيسبوك وضحك على طريقة تعبيرها عن مدى حرجها حين فهمها صديقه سامر على انها تتغزل به، لكن ضحكته انقلبت عبوسا حين قرأ عن رسالة التحذير من لؤي وعلم حينها لما حذفت يومها ذلك الرد

اكمل القراءة لتتجمد اوصاله، اذا ما قاله له تامر صحيح، والدها ضربها ضربا مبرحا بعد ان اخبره لؤي عما فعلت، وحزن لحالة الكآبة التي مرت بها لعدة ايام وكانت قد قررت ان لا تحادثه مدى حياتها، اعتصر قلبه الما حين تذكر كم عان لغيابها تلك العدة ايام، فكيف لو كانت لتغيب للابد

زفر بحزن ليكمل القراءة، الاغلبية عن الدرس، زيارتها لشيماء، ازعاجات تامر، اثار اهتمامه مقطع كتبته عن اتصال نوال واخبرتها عن خطبتها لايمن

كتبت اريج حينها انها حسدت نوال، لكن ليس لانها خطبت لايمن، بل لانها خطبت من تحب، بينما هي الرجل الذي تحبه خارج البلاد ممنوع عليها التواصل معه ولها ابن عم عين نفسه حارسا لها بدون اجرة

لم يعلم جواد ايفرح لانها كانت حينها قد نسيت قمر الليل واحبته هو ام يحزن لما عانته حينها، وضع الدفتر جانبا وهو يتأمل القمر ويفكر بأريج، لقد كانت حياتها صعبة، فقط لو يستطيع ارجاع الزمن للوراء وتغيير كل ما حدث... لكنه بعد كل شيء فعل حينها كل ما بوسعه، فلما رفضته ان كانت تحبه ولا تحب ايمن؟

---


كانت اريج تدرس خارج الخيمة مستعينة بضوء القمر حتى اخذ احدهم كتابها من يدها، رفعت رأسها لترى جواد ينظر اليها مبتسما

رمى كتابها جانبا ليقول:

- علينا ان نتكلم

امسكها من يدها ليجرها الى مكان بعيد نسبيا قرب النهر، جلست وجلس بقربها وراحت تتأمل انعكاس ضوء القمر على الماء الجارية في النهر قال:

- لقد عانيت كثيرا هذه السنوات التي مرت، وكذلك عانيت انا ايضا

ازاح جواد شعرها الامامي للخلف ليكشف عن وجهها البائس فقال

- انظري الي

ادارت وجهها اليه لتراه يبتسم تلك الابتسامة التي لم ترها منذ سنوات وقال لها:

-انا احبك

احمرت خداها فأردف بحنو:

- اتتزوجينني؟

ابتسمت بحياء لتومئ برأسها ايجابا فتتسع ابتسامته ويعانقها بحب، بادلته العناق وهي تقول:

- لا تدري منذ متى انتظر ان اسمع منك هذا الكلام

فجأة سمعت ضحكة عالية ثم صوتا يقول:

- ايتها الغبية انا لست ايمن

ابتعدت عنه لتفتح عينيها فترى راوية تنظر اليها وتضحك ثم قالت:

- اعترفي بما كنت تحلمين؟...

احمرت خداها حين تذكرت حلمها فاردفت راوية همسا:

- هل اعترف لك ايمن بمشاعره في حلمك؟

سرعان ما انقلبت اريج منزعجة من كلامها، جلست لتنظر للخيمة حولها ثم وجهت نظرها لباب الخيمة تتسآئل ان كان جواد في الخارج ينتظرها كما في حلمها

اجتاحتها رغبة للخروج لكن سرعان ما هزت راسها تنفض الفكرة، وكأن جواد سيترك زوجته في منتصف الليل ليأت اليها، اعادت رأسها للوسادة ثم نظرت لراوية التي تفتح عينيها اكثر من بومة تبحث عن فريسة، سألتها اريج:

- الم تنامي بعد؟

- اففف... وكيف يمكنني النوم بعدما بلوت نفسي اليوم

- بلوت نفسك!... بماذا

- لقد اخبرت عمك انني احب صالح، فعلتها لانقذك بعد ان رأيت علامات الفزع في وجهك، لكن الان من ينقذني من ابن عمك؟

- ولما تريدين ان ينقذك احدهم منه؟... انه رائع وكل الفتيات تتمناه

- وهذا اكثر ما يزعجني به... ترين الفتيات تحوم من حوله وهو يسايرهن

- هذا لانه لطيف ولا يحب ان يكسر خاطر احدهن

- فاذا عليه ان ينسى ذلك النوع من اللطف ان اراد ان استمر معه

فرطت اريج ضحك لتضع راوية يدها على فمها كي لا توقظ كل من في المخييم، ابعدت اريج يد راوية من فمها لتقول لها:

- انت تغارين عليه

احمرت راوية لتقول:

- لست اغار... انا فقط... اقصد لو اراد ان نستمر بهذا التمثيل فعليه ان يتخلى عن تلك التصرفات كحد ادنى

- حسنا... ربما عليك ان تخبريه بذلك

- حقا!... ردة فعلك كانت مشجعة جدا... ان انت فهمتني هكذا فكيف به؟

هزت كتفيها لتغمض عينيها مبتسمة وتعود للنوم، تنهدت راوية وتقلبت محاولة النوم لكن دون جدوى

---


استيقظت اريج صباحا لتجد النسوة يجهزن الفطور، تركتهم ليقومن بعملهن وذهبت لتتمشى فالحرق في يدها مازال يؤلمها من البارحة

عادت عندما انتهو من العمل واكلوا وانتهو، تجمع الرجال يتحدثون بينما النساء يلملمن السفرة، اما فئة الشباب فكان لهم عمل اخر

ككل سنة يقومون بنشاطات ترفيهية للتسلية وفي النهاية هناك جوائز للرابحين


اللعبة الاولى كانت للثنائيات، اي من يريد المشاركة يسجل اسمه واسم رفيقه في ورقة واحدة، لذلك قررت كل من اريج وراوية ان لا تشاركا، وطبعا منعت راوية صالح من المشاركة مقررين التفرج والضحك فقط

كانت اللعبة عبارة عن سباق يربط يد كل متسابق بيد رفيقه وكذلك الارجل، وقف المتسابقون في خط البداية وقاموا بربطهم كما يجب، وقبل البدء تأكدوا من ان المتسابقون كلهم على الخط حتى ناد احدهم:

- ينقص جواد واريج

نظر كل من جواد واريج لبعضهما مصدومين حتى فرط سامر ضحكا، نظر اليه جواد بغضب فقال سامر:

- ما ذنبي، ملاك الحب يحرسكما

قامت اريج معترضة لكن الجمع الغفير الذي حولهم صاروا ينادون باسمهما، القت نظرة الى لؤي لتراه ايضا يهتف معهم، هل فقد عقله! لطالما كره ان تتواجد معه

توجه سامر الى اريج ليمد لها يده قائلا:

"لن تخذلي كل هؤلاء الجماهير"

نظرت اليه حائرة ثم لجواد الذي كان ينتظر ردة فعلها، عادت لتنظر لمن حولها فاحرجت وقررت ان تنهض، نظر سامر لجواد قائلا:

- انت لن تتركها تنتظر طويلا

ابتسم لينهض بدوره، وتوجها الى خط البداية، ربط سامر معصمها اليسرى بمعصم جواد اليمنى وقدمها السيرى بقدمه اليمنى، وقف الجميع على خط البداية وما ان اعطى الحكم الاشارة حتى انطلق الجميع وبدأ الكل يتعثر كل خطوتين او ثلاث ثم ينهضون ويكملون السباق ويتعثرون مجددا وهكذا استمر الوضع

سقطت اريج وبحكم انه مربوط بها فسقط بعدها، قالت بضيق وهي تبعد وجهها عنه خجلا لقربه منها:

- هلا ابتعدت عني فأنت ثقيل جدا

ابتعد صالح ليتأمل خط النهاية فقال:

- امامنا حل واحد لننتهي من السقوط الدائم ونسبق البقية

قالت بانزعاج:

- اذا هلا قمت به وارحتني

- حسنا... لننهض اولا

نهض كلاهما وقبل ان يشرح لها الخطة ادارها لتصبح مقابله وضمها ليرفعها عن الارض بقدر ما يسمح الحبل في قدميهما واسرع الخطى بينما هي ما ان اكتشفت ماهية الخطة حتى بدات تصرخ معاتبة لينزلها

وما ان رأى البقية خطته حتى قلدوه، لكن الثنائيات كانت متعاونة بعكسهما فسبقوهما بينما اضطر جواد ان ينزل اريج بعد ان عاندت كثيرا واكملا طريقهما سيرا على اربع اقدام

نظر اليها بانزعاج ليقول لها:

- انظري لما حصل... بسببك سبقونا بالخطة التي اخترعتها بنفسي

- لا يمكنك ان تعاملني هكذا وايضا دون سابق انذار

- لقد اخبرتك ان عندي الحل فطلبت تنفيذه مباشرة دون الاستفسار

- لم اتوقع ان يكون شي من هذا النوع

قطع جدالهما اعلان اسمهما كفائزين، نظرا للمعلن مستغربين ففسر:

- انتما الوحيدين الذين وصلا لخط النهاية بلا غش، اتمنى من البقية ان لا تكرروا فعلتكم قي السنة القادمة

نظر كل من اريج وجواد لبعضهما مستغربين فقالت اريج اخيرا:

- من الجيد انني عاندت لتتركتي

هز كتفيه ثم قال:

- ربما

قاطع حوارهما عناق مفاجئ من سامر مباركا له فشدت اليهما اريج بسبب ربطهما ببعضهما وسقطا سوية على الارض مجددا، تنهدت اريج باستياء بينما قال سامر ضاحكا:

- هل اقترح ان تنزعا الحبل ام تفضلان ان تبقيا مرتبطين للابد

نظرا اليه بانزعاج فقال:

- حسنا فهمت

تقدم ليفك الحبل بينما اريج وجواد ينظران للحبل الذي يفككه سامر بحزن، رمى سامر الحبل جانبا ليقول:

- ها قد رجعتهم احرارا

اخذت اريج تحك يدها موضع الحبل بينما نهض جواد آخذا سامر من اذنه مبتعدا ليعاتبه على طيشه الزائد جانبا، تأملت اريج الحبل الذي ربط يدها بيد جواد بابتسامة حزينة، ثم نهضت اليه، أخذته واخفته في جيبها لتبقيه تذكارا

اقتربت منها راوية تسألها:

- اذا كيف كانت الجولة

نظرت لراوية بانزعاج لتقول:

- متأكدة اني لو رفعت السروال سأجد في ساقاي الف بقعة زرقاء من كثرة ما سقطت اليوم

--

بعد استراحة الجولى الاولى تجمع الشبان ليروا ما الجولة الثانية، فهمت اريج انها خير من سابقتها فهي للاعب واحد، يدخل اسمه في القرعة ومن ينادى باسمه عليه ان يختار ورق من قرعة

المهمات ليعرف ما مهمته فتشجعت اريج واخذت راوية معها لتسجيل اسميهما...

سجل كل من يريد اللعب اسمه في ورقة ثم ادخلها في قرعة وبدؤا اللعب

وقف الحكم امام القرعة ليسحب ورقة منها، وسرعان ما اقبل شخص عند سماع اسمه واخذ ورقة من قرعة المهمات وفتحها ليعلن عن مهمته "تقبيل الحبيب/ الزوج"

ابتسم ليعيد الورقة للقرعة ويتجه الى زوجته ويقبل خدها، نظرت كل من راوية واريج لبعضهما مصدومتين فقالت راوية:

" اتمنى ان لا تكون تلك الورقة من نصيبي"

اجابت اريج:

- بل اتمنى ان لا يكون لنا نصيب في هذه اللعبة فلا اظن ان بقية المهمات افضل منها، يبدو ان هذه الجولة ايضا للثنائات لكن بطريقة مختلفة

اعلن عن اسم لؤي ليأخذ ورقة فتكون المهمة نفسها، ذهب ليقبل خد حسناء بينما ضربت راوية رأسها اما اريج ففغرت فاهها، واللاعب الثالث لم تكن مهمته افضل بل كانت هي نفسها

نظرت اريج لرواية قائلة:

- دعينا نهرب قبل ان يعلن اسمائنا

وافقتها راوية وقبل ان يتحركا نودي باسم راوية، توجهت الانظار اليها فجمدت مكانها، نظرت لاريج برعب وعندما رأى الجميع ترددها صاروا

يهتفون باسمها مشجعين فما كان منها الا ان توجهت لتسحب ورقة، فتحتها بفزع وما ان قرأتها حتى كسى وجهها الطمئنينة، قرأت بصوت عال:

- اخبار الحبيب/الزوج بسر لا يعرفه عنك

توجهت الى صالح وقفت على رؤوس اصابعها لتهمس في اذنه:

- انا اكرهك

نظر اليها بعيون حالمة ليقول لها:

- شعور متبادل لكن عليك ان تخبريني بشي لا اعرفه

قطبت حاجبيها بضيق فعادت لتهمس في اذنه:

- اكرهك اكثر مما تتصور

هذه المرة بانت ابتسامته مصطنعة بسبب كلامها ثم قال:

- هذا جيد وانا ايضا

نكزه صديقه ليزعجه قائلا:

- هيا اعترف ما الذي قالته لك

نظر لصديقه ببرود قائلا:

- الامر بيني وبين خطيبتي فما شأنك انت؟...

ضحك صديقه عليه ثم تجاهلهما منتظرا دوره بحماس لكن للاسف لم يعلن عن اسمه ابدا،

اعلن عن عدة اسماء، بينهم العديد من المهمات لكن الاغلبية كانت كالاولى

اعلن عن اسم ريم، اخذت ورقة وقرأتها لترمق طارق نظرة خجولة، سارت اليه بحياء وهي تحاول ان تكمش ضحكتها وما ان وصلت اليه حتى طلبت منه ان يخفض رأسه، قال لها ببرود:

- لا مهمات لاولاد الاعمام، انها كلها للثنائيات

قالت بدلال:

- لذلك قدمت اليك

ظهرت حمرة طفيفة في خديه، رمش مرات متتالية لتعلو محياه ابتسامة غير مرئية فضحتها لألئة عيناه، سرعان ما حاول السيطرة على خجله وهو يهز كتفيه ببرود ثم اخفض رأسه تجاهها فتلقى صفعة لا تفهم، وضع يده على خده مفنجرا عينيه وكاد ان يقتلها فأرته الورقة:

- قدم هدية للحبيب/ الزوج

ارتسم البرود على وجهه فعادت لترجع الورقة الى القرعة، اعلنت عدة اسماء ثم اعلن عن اسم صالح، عانقت راوية اريج تقول بترج هامس:

- انقذيني

ذهب صالح واخذ ورقة ليقرأها بصوت عال فتوقف قلب راوية، تقدم صالح منها مبتسما وهي تنظر اليه مسطولة حتى وصل اليها، امسك يدها ورفعها الى فمه فقبل ظاهرها، ربت على رأسها وعاد لينضم الى اصدقائه

ما ان انشغل البقية بالاسم الاتي حتى اتكأت راوية على اريج قائلة:

- من الجيد انه قبل يدي وليس خدي، كنت اخشى ان لا اتحكم بانفعالي واصفعه امام الجميع

نظرت اليها اريج مصدومة وما لبث ان انتهى دور اللاعب واعلن عن اسمها، نظرت لراوية مصدومة ثم قالت لها:

- تبا لما انا ما زلت هنا؟... الم يكن من المفترض اننا هربنا

هزت كتفيها لتقول لها:

- اذهبي وجربي شعوري فلن تعلمي ما عانيته الا بالتجربة

تفكرت بالامر قليلا حتى قالت:

- انا بكل الحالات لست مرتبطة، سأختارك بدلا من الحبيب

- كانني مرتبطة... لكن من حسن حظك انك لا تمثلين دور الفتاة المرتبطة

ناداها الحكم ليستعجلها فتوجهت الى القرعة فسحبت ورقة لتنظر اليها وقرأتها بصوت عال ثم قالت:

- بما انني لست مرتبطة سأقبل صديقتي عوضا عن الحبيب

- لا يمكنك ذلك فهذا يعتبر غشا

قالها سامر بمرح ليردف:

- سنختار لك شابا بطريقة عشوائية

وسرعان ما دفع جواد اليها، ما ان وقعت عيناها على الشاب الذي اختاره بعشوائية حتى احمرت خداها وارتبكت، صاح سامر:

- ان كنت خجلة من تقبيله على خده يمكنك ان تحذي حذو صالح مع راوية وتقبلي يده...

فرط الجميع ضحكا بينما نظر اليه كل من اريج وجواد بحقد، عادت لتنظر اريج للورقة لتقول:

- من وضع هذه الورقة هنا على كل حال؟

مزقتها لترميها جانبا واخذت ورقة بدلا منها، فنجرت عينيها لترميها جانبا وتاخذ اخرى والنتيجة نفسها، قالت:

- هل كل الاوراق هنا لها نفس المضمون؟...

ضحك الذي دوون الاوراق ثم قال:

- انها المهمة المفضلة عند الاغلبية

نظرت للورقة بيدها حائرة فأخذها جواد منها وقرئها بصوت عال ثم اعلن:

- لا بأس... سأستلم المهمة عنها

ارتاحت اريج لظنها انه سيتوجه الى زوجته لكنها تفاجئت حين طبع قبلة على جبهتها، فتحت عيناها ذهولا وهي تنظر بينما صفر سامر حماسا وبدأ يصفق فتبعه البقية بالتصفيق، ابتسم جواد وقال:

- ربما لو ارتديت كعب ذلك اليوم لكنت سهلت علي المهمة فقد خلعت رقبتي لاصل لجبهتك

بابتسامة مطمئنة ظل يتأمل ذهولها الخجول حتى قاطعهم الحكم معلنا عن بدء الجولة الثالثة

*** الاسئلة ***

- شو رايكم بكشف راوية عن حبها لصالح ادام عائلته ضحك1 وشو بتظنو رح يغيير باحداث القصة :55:

- جواد بلش يقرا اليوميات :dalbi: شو بتظنو رح تم ن اول خطوة يعملها بعد ما يخلص قراءته الكامل :dalbi:

- شو رايكم بحلم اريج ضحك1 عشتوها للقصة وصدقتوها؟ او عرفتو من الاول انه حلم او شي من هالنوع؟ ضحك1

- رايكم بالجولة الاولى من اللعبة :55: ربط الايدان والاجرين ضحك1

- رايكم بالجولة التانية

- توقعاتكم للفصل الجاي :55:

- اجمل مقطع

- انتقاد معين؟

- قراءة ممتعة وفي امان الله :55:


القطة الثاقبة 08-18-2018 03:50 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخبارك
ما توقعت أن لؤي موجود -_-4 وغير هذا يشجع أريج وجواد غريب امره^^"3
الأسئلة :

1- جواد بلش يقرا اليوميات شو بتظنو رح تم ن اول خطوة يعملها بعد ما يخلص قراءته الكامل
اتوقع يروح يمها زي ماصار بالحلم بس بمكان ثاني توقع لا أكثر
2- شو رايكم بحلم اريج عشتوها للقصة وصدقتوها؟ او عرفتو من الاول انه حلم او شي من هالنوع؟
الصراحه انصدمت قلت مستحيل بهذا السرع وبعد ما كملت القرايه تطمنت أن القصة ماراح تنتهي بهذا الفصل😂
انتظر البارت القادم
بالتوفيق ق1ق1

نبعُ الأنوار 08-19-2018 10:52 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكِ بكل خير 🌷
كيف حالكِ? أرجو أنك في أتم العافية والنشاط

بداية دعيني أنفس بضحكة 😂😂😂😂😢😂😂😂😂😂😂😂😂
هههههه
كل مدة قرأتي للفصل والضحك ملازمني
أحداث تضحك وغاية في الروعة
ماشاء الله منين لك الأفكار الظريفة ذي! !
وكمان تعرفي منيح وين تنهي الفصل لتأقهرينا بالإنتظار 😢
لكن مو مشكلة دام عودتينا بسرعة التنزيل ماشاء الله عليك ربنا يوفقك ويسرلك أمورك

نعلق مع الأسئلة

- شو رايكم بكشف راوية عن حبها لصالح ادام عائلته وشو بتظنو رح يغيير باحداث القصة
موقف نبيل منها صارت ضحية 😂
لكن أعتقد إعترافها صحيح وهي م داريانا بيه 😒
ورح تتغير الأمور للأفضل

- جواد بلش يقرا اليوميات شو بتظنو رح تم ن اول خطوة يعملها بعدما يخلص قراءته الكامل
متل الحلم يطلبها مجدداً

- شو رايكم بحلم اريج عشتوها للقصة وصدقتوها؟ او عرفتو من الاول انه حلم او شي من هالنوع؟

بداية صدمني كيف كل المعاناة تنتهي في أقل من دقيقة و م قدرت أصدق كويس أنك م خربته و بقى مجرد حلم 😂

- رايكم بالجولة الاولى من اللعبةربط الايدان والاجرين
أطنها أول خطوة رح ترجع الأمور لنصابها والفضل لسامر المزعج 😂


- رايكم بالجولة التانية
😂😂😂😂😂😂😂😂
م تتصوري اد إيه فجرتني ضحك كتير حلوة
واريج ابتلت نفسها فاكرها انفرادية وطلعت للثنائيات كمان
وراوية ظريفة كتير 😂


- توقعاتكم للفصل الجاي
أمممم م ادري انت ِ ادرى
لكن أتوقع مزيد من الحماس وربما نهاية المعاناة لدول الاثنين

- اجمل مقطع
لما استلم جواد عنها المهمة أنقذها من إحراج ليرميها في إحراج أكبر 😂😳


- انتقاد معين؟
راجع الفصل منيح كتير لخبطة حصلت
مرة تكتبي تامر بدل صالح ومرة صالح بدل جواد ومرة رازية بدل راوية
أخطاآ نتيجة السرعة مو أكتر واكيد رح تنتبهي لها في المرات الجاية

سلمت يداك وعقلك ع الفصل الجميل 😳
ودمت بخير ومتألقة

في أمان الله

Ladybug 08-21-2018 04:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القطة الثاقبة (المشاركة 8951664)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخبارك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله تمام

ما توقعت أن لؤي موجود -_-4 وغير هذا يشجع أريج وجواد غريب امره^^"3
واؤي بيطلع بالفصل القادم او الي بعده
دوره بيكون جميل جدا :55:
ترقبي :eww: وجواد كمان بيكون دوره جميل لان بيكون مشترك بالدور مع لؤي ضحك1

الأسئلة :

1- جواد بلش يقرا اليوميات شو بتظنو رح تكون اول خطوة يعملها بعد ما يخلص قراءته الكامل
اتوقع يروح يمها زي ماصار بالحلم بس بمكان ثاني توقع لا أكثر
الصراحة انا شخصيا ما بعرف شو يعمل ف1 بعدني بخطط بس الاغلب ما يعمل هيك ضحك1

2- شو رايكم بحلم اريج عشتوها للقصة وصدقتوها؟ او عرفتو من الاول انه حلم او شي من هالنوع؟
الصراحه انصدمت قلت مستحيل بهذا السرعة وبعد ما كملت القرايه تطمنت أن القصة ماراح تنتهي بهذا الفصل😂
ضحك1 لا بطمنك
بعد في كم فصل زيادة :55:

انتظر البارت القادم
بالتوفيق ق1ق1

ادعي لخلص بشرعة قدر الامكان
لان نحتلرة شو اكتب فيه 😅
عم اعصر مخي ص3
بس ان شاء الله قريبا
:55: يعني بعد 3 اربع خمس ايام ضحك1
شكرا على الرد الجميل :55:
في امان الله

Ladybug 08-27-2018 07:15 AM


الفصل 27

نظرت للورقة بيدها حائرة فأخذها جواد منها وقرئها بصوت عال ثم اعلن:

- لا بأس... سأستلم المهمة عنها

ارتاحت اريج لظنها انه سيتوجه الى زوجته لكنها تفاجئت حين طبع قبلة على جبهتها، فتحت عيناها ذهولا وهي تنظر بينما صفر سامر حماسا وبدأ يصفق فتبعه البقية بالتصفيق، ابتسم جواد وقال:

- ربما لو ارتديت كعب ذلك اليوم لكنت سهلت علي المهمة فقد خلعت رقبتي لاصل لجبهتك

بابتسامة مطمئنة ظل يتأمل ذهولها الخجول حتى قاطعهم الحكم معلنا عن بدء الجولة الثالثة

---

ما ان سمعت راوية عن بدء الجولة الثالثة حتى استأذنت جواد محاولة قطع النظرات التي تجمع بينه وبين اريج وسحبتها بعيدا قائلة:

- كنت افكر ان نهرب قبل ان يحشر ذلك المزعج اسمك مع اسم جواد مجددا

هزت اريج رأسها متفهمة بينما كانت شاردة وخديها تشتعل حمرة، نظرت اليها راوية مستغربة:

- ما بك؟... هل اصبت بضربة شمس او ما شابه؟...

نظرت اريج اليها مستغربة فقالت راوية:

- وجهك احمر كليا

ازداد احمرار وجه اريج فابعدته بحرج كي لا تلاحظ راوية فقالت:

- اظنه بسبب المناخ، لقد اقترب الصيف

تفكرت راوية بالامر ثم هزت كتفاها وقالت:

- اذا هيا دعينا نهرب الى مكان بعيد لنغطس قدمينا بماء النهر عسى ان نبرد قليلا

اسرعا الخطى مبتعدتين الى ان اختفيا عن اعين الناس، خلعا حذائيهما ومدا قدميهما على النهر، وعلى اثر البرودة خفت تأجج مشاعر اريج، جلستا تتحدثان برهة من الزمن لكن يبدو

ان جواد لم تعجبه اللعبة بلا اريج فها قد اقبل اليهما ينظر لاريج مبتسما، وما ان رأتيه اريج قادما حتى عاد الاحمرار الى وجهها، ابعدت وجهها للناحية الاخرى تقول بحسرة:

- تبا... ما الذي اتى به الان!...

وصل اليهما فنظر الى راوية وقال مشيرا الى حيث اتى:

- خطيبك يبحث عنك

نظرت اليه مستغربة فتذكرت انها تدعي خطبتها لصالح، هزت كتفاها قائلة:

- فلينتظر اني اتحدث معها بامر هام كما ترى

- انا متأكد ان احاديثك مع اريج قابلة للتأجيل، لكن لا اظن ان خبر خاطبك قابل لذلك

فغرت راوية فاههة وسرعان ما تحرك خيالها فهاجمت اسوأ الافكار عقلها وهي تحاول ان تستنتج ما الخبر الضروري الذي لا يتأجل، مثلا ربما حضروا اهلها لزيارتها والاطمئنان عليها، فاكتشفوا من اهل صالح ان ابنتهم خاطبة بدون علمهم

نهضت غاضبة وهي تتوعد ان تكون اخر ايام حياته بينما نهضت اريج لتنضم اليها لكن جواد اوقفها:

- انت لم يطلب رؤيتك

نظرت اليه باستياء ثم قالت بسخرية:

- لا اظن ان ذلك يمنعني من الذهاب معها

- ربما لديهم اشيا خاصة ليتحدثا بها

احمرت راوية لا تعلم اخجلا ام غضبا لكنها اسرعت تجاه مخيم صالح، وعلى ردة فعلها رفع جواد حاجبيه كأنه يؤكد لها صوابية رأيه، نظر الى راوية التي أختفت بين تضاريس المنطقة ثم عاد لاريج وقال لها:

- دعينا نتمشى قليلا

هزت كتفاها لتقول:

- لا اريد

نظر اليها مستخفا ليقول لها:

- انا لا اكل بشرا

سرعان ما احمرت خداها حين اعادتها هذه الجملة الى ذكرى قديمة حين كانا يمشيان سويا تحت المطر وابتعدت عنه قليلا فسحبها اليه وقال حينها الجملة نفسها

اخذت نفسا عميقا لتركل تلك الذكرى بعيدا ثم قالت:

- لا يكفي ان تأكل البشر لابتعد عنك، ربما تقتلهم ثم ترمي بجثثهم في النهر

نظر اليها رافعا حاجبيه مستغربا من خيالها ثم قال:

- حسنا... هي فكرة حسنة... سأفكر بتنفيذها في حال لم تأت معي

ضحكت ضحكة سخرية ثم قالت:

- مهضوم جدا...

- اذا... هل نمشي؟

هزت كتفاها قائلة:

- لا جلد لي على لبس الحذاء الان، الماء يترك شعوراء منعشا، لكن ان اردت ان تتمشى فالمسافة كلها امامك، اذنك معك

نظر اليها صامتا لبرهة ثم جلس قربها وهو يتأمل جمال الطبيعة وقال:

- ربما انت محقة... الجلوس هنا يريح الاعصاب

نظرت اليه بانزعاج ثم الى حذائه الذي منعه من ادخال قدميه في الماء على الاغلب ثم قالت:

انا لم اتحدث عن الجلوس هنا بل عن وضع الاقدام داخل الماء

نظر اليها مبتسما ليقول:

- لا طاقة لي على خلع الحذاء وارتدائه مجددا

لم تجاوبه اريج لانها وفي الواقع لم تستمع اليه اصلا، فبين ابتسامته الحانية ومنظر النهر وصوته وكل شي حولهم، ذكرها الامر بحلمها وسرعان ما تبادر الى ذاكرتها ذلك الحلم، وفكرت:

"ايعقل ان يعترف لي بمشاعره الان كما في الحلم! "

احمر وجهها فنهضت بعجل حاملة حذائها بيدها قائلة:

- اتعلم... اعجبتني فكرتك... ربما علي ان اتمشى...

كانت هذه اول فكرة خطرت لها لتتهرب من ذلك الموقف ونفذتها دون تفكير، نظر اليها جواد مستغربا فناداها:

- ارتدي حذائك على الاقل

تجاهلت كلامه وظلت تمشي فنهض هو بدوره وتبعها

---

وصلت راوية الى صالح اخيرا، كان في ودها لو تقتله لكنه للاسف كان بين اصدقائه، قالت وهي تمثل اللطف:

- ماذا تريد مني؟

نظر اليها صالح مستغربا، تفكر قليلا ثم قال:

- ماذا اريد عن ماذا؟

نظرت اليه بنفاذ صبر لتقول:

- الم ترسل جواد ليناديني؟

- انا !

قطبت حاجبيها بضيق فقالت زوجة صديقه بلطف:

- تفضلي انضمي الينا فلم يتسن لنا التعرف اليك جيدا بعد

- نظرت اليهم ثم قالت:

- ربما في وقت لاحق، لدي امور هامة اهتم بها

قالتها وانصرفت فنكزه صديقه ليقول له:

- قم واتبعها، اذهب معها واقضيا معا بعض الوقت، تكاد تقضي وقتا معنا اكثر مما تقضيه معها... ربما تحججت بجواد لتنتزعك مننا

نظر اليه بهبل، فهو يعلم ان رواية تفصل ان تقضي وقتها مع جدار صامت على ان تقضيه معه، لكنه على كل حال لا يمكنه ان يخبره بذلك لسرية المهمة فنهض منزعجا ليتبعها

قال صديقه:

- ما بالك لقد اصبحت لئيما، لقد كنت اكثر رومنسية في صغرك

لم يجاوبه صالح بل ظل يتبع راوية حتى وصل اليها وابتعد عن البقية، وضع يده على كتفها ثم ادارها اليه ليقول لها بحزم:

- ربما هناك نقاط اساسية علينا ان نتفق عليها

اجابت بسخط:

- هي نقطة وحيدة علينا ان نتبعها لنرتاح كلينا، ابتعد عني قدر الامكان وذلك كاف

- حقا!... اصدقائي يتهمونني بالبرود واني لا اعاملك كما يجب على الرجل ان يعامل خطيبته، وكل ذلك كي لا تنزعجي حضرتك من حضوري

- هذا ليس ذنبي

- بل هو كذلك، انا لم اجبرك على اخبار ابي انك تحبينني، كما لم اطلب ذلك حتى، فعلت ذلك لطفا منك فرجاء تممي لطفك كما يجب

ابعدت وجهها عنه منزعجة بينما هو ينتظر اجابة لاذعة منها لكنه لم يجد منها جوابا فاردف:

- عليك ان تخففي من غضبك ولو فقط امام عائلتي والاصدقاء كما علينا ان نقضي المزيد من الوقت معا لاننا بدأنا نثير الشكوك

- حسنا بما انك امليت بنقاطك المهمة اتى دوري لاملي بنقاطي، حين اكون خطيبتك عليك ان تعلم انني الفتاة الوحيدة في حياتك، كما عليك ان لاتنظر لغيري ولا تساير الفتيات التي يحاولن التقرب منك

نظر اليها مستغربا ليقول:

- وهل رأيتني افعل ذلك يوما؟

- لطالما كنت تفعلها حين كنت خاطبا لاريج

- انا !

- اجل انت... كنت اراك كلما تأت لاصطحابها من المدرسة

- الامر لم يتعدى الاخوة، كنت اسلم عليهن ونتحدث الى ان تكون اريج قد انهت عملها

- لم يكن يبدو لي ان الاغلبية كانت تنظر اليك كمجرد اخ بالاخص ان العلاقة بينك وبين اريج كانت متوترة

- اريج لم تعترض يوما

- حسنا... ان كانت اريج تقبل بذلك فانا لا اقبل... طالما انت معي عليك ان تنسى هذا النوع من الاخوة

- الا تظنين انك تبالغين قليلا

- لا... لا اظن

- حسنا... امرنا لله، على كل حال انا لم اعد اذهب لتلك المدرسة، اعاننا الله على بقية نقاطك المهمة

عقدت ذراعاها:

- لقد انتهت

- انتهت!... قلتي لديك نقاط واخبرتني عن نقطة واحدة

- بل ثلاثة، 1 انا المرأة الوحيدة في حياتك، 2 ممنوع ان تنظر لغيري، 3 ممنوع ان تساير اي انثى تحاول التقرب منك، انهم ثلاث نقاط

رمش عدة مرات ليقول:

- انها نقطة واحدة مصاغة بعدة طرق

نظرت اليه بحقد لتقول:

- هل تريد المزيد؟

رفع يديه باستسلام ليقول:

- لا شكرا... انها كافية

ابعدت وجهها بكبرياء فقال:

- اذا هل اتفقنا على هذه النقاط؟

نظرت اليه متفكرة ثم قالت:

- وان خطر لي شيء في المستقبل استطيع ان ازيد

- وهل املك ان ارفض؟

- طبعا لا

- فإذا اظننا اتفقنا

صمتت معلنة رضاها عن طريق السكوت فقال:

- اذا من الان فصاعدا عليك معاملتي بلطف

- امام الناس فقط

- حسنا... (تابع ساخرا) اذا سأبتعد عن الفتيات التي يحاولن التقرب مني امام الناس فقط

نظرت اليه مدهوشة فقال:

- الامر سيان

---

وصل جواد مع اريج الى حيث ركنت الحافلات، توقفت حين ادركت انها ابتعدت بما يكفي عن المجموعة، ارادت ان تعود لكن جواد اوقفها قائلا:

- الى اين؟ انت تسيرين منذ فترة بسرعة قياسية وقد قطعتي انفاسي، اجلسي دعينا نرتاح قليلا...

نظرت اليه متوترة ثم قالت:

- ولما انت تتبعني اصلا... ابقى هنا لترتاح وانا اعود

نظر اليها نظرة ساخرة وهو يقول بتحد:

- وان ضللت الطريق

اجابت ايضا بسخرية:

- لن تفعل فلست طفلا

- اعلم اني لست طفلا (ابتسم ابتسامة جانبية ليردف) لكنني كنت اقصدك انت... ان انت ضللت الطريق

فغرت فاعها مفنجرة عيناها لتقول:

- اتقصد انني طفلة!

اقترب ليقرص خداها ويقول:

- انت مهما كبرت تبقين طفلة

ابعدت يداه بانزعاج وابتعدت عنه خجلة ثم قالت:

- طفلة بعينك

سمعت رنة ضحكته فاغمضت عيناها مبتسمة بالم، تفكرت:

" ضحكته جميلة، في الواقع لا اذكر انني سمعتها مسبقا... كنا نعان الكثير سوية ولم تجمعنا الا المشاكل والمعاناة، وبعد ان تصادقنا واصبحنا نتحدث ونضحك سوية لم اسمع ضحته يوما... فقد كان يرسل مجموعة متصلة من حرف الهاء او وجه فارط ضحك... اما رنة صوته الواقعية فهذه اول مرة ان لم اكن مخطئة... حسنا قد سمعت عدة مرات ضحكاته الشامتة... لكن ضحكته الطبيعة اظنها اول مرة حقا..."

استدرت اليه لأخطف نظرة سريعة وعدت لأعطيه ظهري ليمتلئ قلبي بؤسا... اريد الهرب من هنا فوجودي معه ينافي المنطق لكن قدماي لا يطاوعاني... اشتاق لرؤية السعادة في عيناه، لاسمع صوته، لاحس بوجوده... احتاج لكل ذلك فقلبي لم يعد يستحيب لنداء العقل

اخيرا بعد ان علمت انني لن املك المطنق الكافي للابتعاد قررت ان استدير لاروي روحي برؤيته فان بقيت هنا فلذلك السبب وليس لاعطيه ظهري

التفت اليه لاراه ينظر الي بتوتر... حسنا ما الذي دهاه الان، لقد كان سعيدا منذ قليل!... حسنا هذا شأنه

فجأة اراه يبتسم وينظر لي من الاعلى للاسفل فيقول:

- سترتك كحلية تذكرني بزيك المدرسي القديم

اشر لرأسي قائلا:

- اتسمحين؟

اقترب مني خطوة فسرعان ما ابتعدت عنه فزعة واخذ وجهي يترنح من الاصفر للاحمر حين تذكرت قبلته من ساعة فجمد مكانه ثم قال:

- ان ازيل ربطة شعرك... ان لم تمانعي؟

احتجت وقتا لاستوعب كلامه فابعدت وجهي بحرج عندما فهمت مقصده، وحسرتي الكبرى انه فهم انني فهمت قصده الحقيقي لانه عاد ليقترب، بمعنى اخر فهم انني كنت قد فهمته خطأ مع فهمه الفكرة التي تكونت برأسي منذ قليل-يا للحرج-

نزع الربطة من شعري لينسدل على ظهري وكتفي، خلل اصابعه بينهم ليسرحهم تسريحة سريعة ثم وضع كلتا يديه على اعلى رأسي وانزلهما حتى استقرتا على خدي وانا استغرب

انه لم يحرق بهما كفيه لانهما كانا يحرقاني انا نفسي، رفع رأسي لتتقابل عينانا وهو يتأملني بابتسامة خطفت انفاسي، بقيت انظر اليه مسطولة حتى سمعته يقول:

- لكم اشتقت لرؤية هذه الهيئة... رغم انه ينقصك بعد الخدود... الا انك عدت اريج القديمة

اغمضت عيناي حين شعرت انه سيضمني اليه لكن اوقفه صوت اثنى

- جواد!

التفتنا اليها لاراها هي، تلك الشقراء الطويلة الذكية التي نسيت ما اسمها تحمل طفلة تشبهها شقراء مثلها بعمر السنتين والى جانبها صبي في السابعة من عمره، رغم انه لا يشبه جواد كثيرا الا انه اسمر مثله، يبدو كأنه مزيج من كلاهما فبدا غريبا عنهما الاثنان

وما ان رأى الطفل جواد حتى اسرع اليه مبتسما وامسكه يده محاولا سحبه قائلا:

- هيا لقد تجمعنا كلنا وسنبدا الجولة الخامسة

نظر اليه جواد مبتسما ليقول له:

- اذهبوا بدوني فانا سأبقى هنا...

- لن نفعل... سنذهب سوية

سحسح له جواد قائلا:

- هيا اذهب مع امك يا ولد

عاد لينظر الى الشقراء قائلا:

- بربك خذيه عني

اقتربت مبتسمة وهي تقول:

- تعلم كم هو متعلق بك... انت السبب لانك تدلله كثيرا، لكم طلبت منك ان تخفف من التدليل

- حسنا ادلله وهكذا يردها لي

امسكت الشقراء من يد الفتى وسحبته بينما الفتى ما زال ينظر الى جواد ويقول:

- اني انتظرك فلا تتأخر

عاد جواد الى اريج مبتسما ليقول:

- ذلك الفتى سيشيب شعري قبل ان اصبح عجوزا

ابتسم ثغرها بينما حملت عيناها الما دفينا، ربما كان عليها ان تستمع منذ البداية لنداء العقل وتنسى امر قلبها، فها قد تحطم عند رؤية هذه العائلة الجميلة، وها جواد يبتسم لرؤيتهم تلك الابتسامة العملاقة المزعجة واضاف:

- ما رأيك بابني؟...

نظرت اليه بطرف عينيها مبتسمة ثم عادت لتبعد عينيها عنه لتعطيه ظهرها، اخذ جواد يتحدث عن الفتى بينما انشغلت اريج عن الاستماع اليه بفكرة اخرى

هل هذه دموع التي تجمعت في عينيها؟... لم تعرفهم ولم تسمع بهم طوال سبع سنوات

ظنت انها نسيت جواد كليا لكن ما ان ظهر فجاة حتى علمت ان قلبها ما زال يعمل ويتوق له، والعيون التي ظنت انهما جف مائهما اكتشفت انهما لديهما الكثير للتعبير

عبست سريعا رافعة رأسها بكبرياء "لن يحدث ذلك... كنت قوية لمدة سبعة اعوام وسأستمر كذلك... لن يأت هذا القزم في اخر الزمان ليغيير حياتي..."

نظرت لطوله امام طولها فقالت متفكرة "حسنا ليس قزما ولكن على كل حال لن يجعلني ابكي... لن يجعلني اعاني... هو اكمل حياته وانا سأكمل حياتي..."

سارت تجاه المخيم قائلة:

- معذرة علي ان اكمل دراستي فالامتحانات على الابواب

نظر اليها مستغربا ليقول:

- هل احضرت كتبك معك الى هنا؟

- مضطرة

امسكها من معصمها ليعيدها الى حيث كانت ويقول:

- حسنا... لن اوؤخرك كثيرا، فقط احتاج ان نتحدث قليلا...

نظرت اليه بانزعاج لتقول:

- اسفة جواد... الايام الخوالي ولت... لم يعد بامكاننا ان نعود صديقين كما كنا

- لا، ما ولت ولن تفعل... سنعود كما كنا بل وافضل مما تتصورين وتتمنين

ابتسمت بألم لتقول:

- كأنك تعلم ما اتمنى

ابتسم لها بحنية ليقترب منها فابتعدت عنه غاضبة:

- لا تقترب مني... هذا يكفي جواد... انا لن احتمل منك المزيد

نظر اليها مستغربا:

- لن تحتملي ماذا؟... ما الذي فعلت؟

وجهت اريج نظرات حاقدة الى حيث تمشي الشقراء مع الطفلين ثم قالت:

- انت احمق... احمق جدا والان دعني اذهب

دفعته ليبتعد عن طريقها لتكمل غاضبة الى الخييم، نظر اليها مستغربا ثم وضع يده على جبهته ايسا قائلا: " ماذا الان؟..."

تذكر امنيته البارحة لو يعود بالزمن ليغيير مجرى الاحداث، لو اصر اكثر مما فعل، فقد كانت تحبه وهو لا يعلم، لكن بعد ان علم لن يسمح لها بالفرار قبل ان يرتبطا فعلا

---

كان صالح جالس مع راوية على انفراد يتحدثان بهدوء الى ان سمعا صوت جواد ينادي اريج، توجها لمصدر الصوت ليجدا اريج تتجه نحوهما غاضبة وجواد يركض خلفها،

سرعان ما وقف صالح بينهما ليوقفه ويمنعه من الوصول اليها اما راوية فاقبلت للاطمئنان على اريج، استمرت اريج بالهرب بعيدا وراوية تتبعها بينما صالح يحاول ايقاف جواد، حاول جواد تجاوزه لكن الاخر ظل حائلا، قال:

- الم تفهم!... لقد رفضتك منذ سبعة اعوام ورفضتك مجددا، الن تمل من مطاردتها؟

- هي لم ترفضني منذ سبعة اعوام

- بل فعلت... لقد اخبرت عمي انها موافقة على الخطبة مني وانها لا تريد الارتباط من غيري

قال جواد متحديا:

- لكنها لم تكن موافقة عليك فعلا... هل كانت كذلك؟

صمت صالح ينظر اليه ببرود فقال:

- لا بد من وجود سبب منعها من رفضي

- مثل؟

اغمض عيناه محاولا التركيز ثم رفع يداه بحيرة قائلا:

- لست ادري، لكن لا بد من وجود سبب...

- حسنا لما لا تتقبل الامر فحسب؟... اعلم ان اريج لم تتقبلني يوما كخطيب، لكن لم تكن انت السبب، فحسب ما قال لؤي انها قبلت بي لان الذي تحبه تزوج من اخرى، وايمن هو الاحتمال الاقرب للواقع فانت لست متزوجا حتى

اغمض جواد عيناه بحقد فقال:

- دعني اكلمها لاستفهم منها

- لقد كنت تكلمها فعلا

- لكنها هربت قبل ان افتح لها الموضوع

صمت كلاهما وقال صالح بعد تفكير:

- سأكلمها عن الموضوع بنفسي وارى رأيها

- اسف لكن لا اثق بكم، لقد وكلتكم الامر مسبقا والى الان مازلت انتظر جوابكم

- ما زلت تنتظر جوابنا!... لقد اخبرك لؤي عن الامر

- اه بالطبع... لقد ارسل الي صور خطبتها على الفيسبوك، يا لها من طريقة محترمة لرفض عريس

نظر اليه صالح مستغربا فقال جواد:

- ابتعد واترك لي الامر هذه المرة

تفكر صالح في طلبه وقبل ان يصل الى قرار التفت كلاهما الى صوت يطلق تحية فاتسعت عينا جواد صدمة بينما ابتسم صالح يرد على ايمن التحية مع صديقيه

سأل ايمن عن اريج فقال صالح:

- تعالوا لاخذكم اليها

حدج صالح جواد نظرة صارمة محاولا تحذيره ليبقى هادئا لكن جواد كان غارقا في صدمته ولم يستيقظ قبل انصرافهم

--- الاسئلة ---

مدري ليش حاسة هالفصل ما كان فيه احداث ابدا 😅
المهم ما طلع متو الا سؤالين

- شو رايكم بخطة جواد ليبقى لحالو مع اريج ضحك1 يعني لما قال لرواية انو خطيبة عم يفتش عنها ضحك1

- بشو رح يأثر قدوم ايمن مع صديقيه للمخييم؟ :55:

اذا لقيتو شي غير لكم حرية التعبير ف1



Ladybug 08-27-2018 07:18 AM


الفصل 27

نظرت للورقة بيدها حائرة فأخذها جواد منها وقرئها بصوت عال ثم اعلن:

- لا بأس... سأستلم المهمة عنها

ارتاحت اريج لظنها انه سيتوجه الى زوجته لكنها تفاجئت حين طبع قبلة على جبهتها، فتحت عيناها ذهولا وهي تنظر بينما صفر سامر حماسا وبدأ يصفق فتبعه البقية بالتصفيق، ابتسم جواد وقال:

- ربما لو ارتديت كعب ذلك اليوم لكنت سهلت علي المهمة فقد خلعت رقبتي لاصل لجبهتك

بابتسامة مطمئنة ظل يتأمل ذهولها الخجول حتى قاطعهم الحكم معلنا عن بدء الجولة الثالثة

---

ما ان سمعت راوية عن بدء الجولة الثالثة حتى استأذنت جواد محاولة قطع النظرات التي تجمع بينه وبين اريج وسحبتها بعيدا قائلة:

- كنت افكر ان نهرب قبل ان يحشر ذلك المزعج اسمك مع اسم جواد مجددا

هزت اريج رأسها متفهمة بينما كانت شاردة وخديها تشتعل حمرة، نظرت اليها راوية مستغربة:

- ما بك؟... هل اصبت بضربة شمس او ما شابه؟...

نظرت اريج اليها مستغربة فقالت راوية:

- وجهك احمر كليا

ازداد احمرار وجه اريج فابعدته بحرج كي لا تلاحظ راوية فقالت:

- اظنه بسبب المناخ، لقد اقترب الصيف

تفكرت راوية بالامر ثم هزت كتفاها وقالت:

- اذا هيا دعينا نهرب الى مكان بعيد لنغطس قدمينا بماء النهر عسى ان نبرد قليلا

اسرعا الخطى مبتعدتين الى ان اختفيا عن اعين الناس، خلعا حذائيهما ومدا قدميهما على النهر، وعلى اثر البرودة خفت تأجج مشاعر اريج، جلستا تتحدثان برهة من الزمن لكن يبدو

ان جواد لم تعجبه اللعبة بلا اريج فها قد اقبل اليهما ينظر لاريج مبتسما، وما ان رأتيه اريج قادما حتى عاد الاحمرار الى وجهها، ابعدت وجهها للناحية الاخرى تقول بحسرة:

- تبا... ما الذي اتى به الان!...

وصل اليهما فنظر الى راوية وقال مشيرا الى حيث اتى:

- خطيبك يبحث عنك

نظرت اليه مستغربة فتذكرت انها تدعي خطبتها لصالح، هزت كتفاها قائلة:

- فلينتظر اني اتحدث معها بامر هام كما ترى

- انا متأكد ان احاديثك مع اريج قابلة للتأجيل، لكن لا اظن ان خبر خاطبك قابل لذلك

فغرت راوية فاههة وسرعان ما تحرك خيالها فهاجمت اسوأ الافكار عقلها وهي تحاول ان تستنتج ما الخبر الضروري الذي لا يتأجل، مثلا ربما حضروا اهلها لزيارتها والاطمئنان عليها، فاكتشفوا من اهل صالح ان ابنتهم خاطبة بدون علمهم

نهضت غاضبة وهي تتوعد ان تكون اخر ايام حياته بينما نهضت اريج لتنضم اليها لكن جواد اوقفها:

- انت لم يطلب رؤيتك

نظرت اليه باستياء ثم قالت بسخرية:

- لا اظن ان ذلك يمنعني من الذهاب معها

- ربما لديهم اشيا خاصة ليتحدثا بها

احمرت راوية لا تعلم اخجلا ام غضبا لكنها اسرعت تجاه مخيم صالح، وعلى ردة فعلها رفع جواد حاجبيه كأنه يؤكد لها صوابية رأيه، نظر الى راوية التي أختفت بين تضاريس المنطقة ثم عاد لاريج وقال لها:

- دعينا نتمشى قليلا

هزت كتفاها لتقول:

- لا اريد

نظر اليها مستخفا ليقول لها:

- انا لا اكل بشرا

سرعان ما احمرت خداها حين اعادتها هذه الجملة الى ذكرى قديمة حين كانا يمشيان سويا تحت المطر وابتعدت عنه قليلا فسحبها اليه وقال حينها الجملة نفسها

اخذت نفسا عميقا لتركل تلك الذكرى بعيدا ثم قالت:

- لا يكفي ان تأكل البشر لابتعد عنك، ربما تقتلهم ثم ترمي بجثثهم في النهر

نظر اليها رافعا حاجبيه مستغربا من خيالها ثم قال:

- حسنا... هي فكرة حسنة... سأفكر بتنفيذها في حال لم تأت معي

ضحكت ضحكة سخرية ثم قالت:

- مهضوم جدا...

- اذا... هل نمشي؟

هزت كتفاها قائلة:

- لا جلد لي على لبس الحذاء الان، الماء يترك شعوراء منعشا، لكن ان اردت ان تتمشى فالمسافة كلها امامك، اذنك معك

نظر اليها صامتا لبرهة ثم جلس قربها وهو يتأمل جمال الطبيعة وقال:

- ربما انت محقة... الجلوس هنا يريح الاعصاب

نظرت اليه بانزعاج ثم الى حذائه الذي منعه من ادخال قدميه في الماء على الاغلب ثم قالت:

انا لم اتحدث عن الجلوس هنا بل عن وضع الاقدام داخل الماء

نظر اليها مبتسما ليقول:

- لا طاقة لي على خلع الحذاء وارتدائه مجددا

لم تجاوبه اريج لانها وفي الواقع لم تستمع اليه اصلا، فبين ابتسامته الحانية ومنظر النهر وصوته وكل شي حولهم، ذكرها الامر بحلمها وسرعان ما تبادر الى ذاكرتها ذلك الحلم، وفكرت:

"ايعقل ان يعترف لي بمشاعره الان كما في الحلم! "

احمر وجهها فنهضت بعجل حاملة حذائها بيدها قائلة:

- اتعلم... اعجبتني فكرتك... ربما علي ان اتمشى...

كانت هذه اول فكرة خطرت لها لتتهرب من ذلك الموقف ونفذتها دون تفكير، نظر اليها جواد مستغربا فناداها:

- ارتدي حذائك على الاقل

تجاهلت كلامه وظلت تمشي فنهض هو بدوره وتبعها

---

وصلت راوية الى صالح اخيرا، كان في ودها لو تقتله لكنه للاسف كان بين اصدقائه، قالت وهي تمثل اللطف:

- ماذا تريد مني؟

نظر اليها صالح مستغربا، تفكر قليلا ثم قال:

- ماذا اريد عن ماذا؟

نظرت اليه بنفاذ صبر لتقول:

- الم ترسل جواد ليناديني؟

- انا !

قطبت حاجبيها بضيق فقالت زوجة صديقه بلطف:

- تفضلي انضمي الينا فلم يتسن لنا التعرف اليك جيدا بعد

- نظرت اليهم ثم قالت:

- ربما في وقت لاحق، لدي امور هامة اهتم بها

قالتها وانصرفت فنكزه صديقه ليقول له:

- قم واتبعها، اذهب معها واقضيا معا بعض الوقت، تكاد تقضي وقتا معنا اكثر مما تقضيه معها... ربما تحججت بجواد لتنتزعك مننا

نظر اليه بهبل، فهو يعلم ان رواية تفصل ان تقضي وقتها مع جدار صامت على ان تقضيه معه، لكنه على كل حال لا يمكنه ان يخبره بذلك لسرية المهمة فنهض منزعجا ليتبعها

قال صديقه:

- ما بالك لقد اصبحت لئيما، لقد كنت اكثر رومنسية في صغرك

لم يجاوبه صالح بل ظل يتبع راوية حتى وصل اليها وابتعد عن البقية، وضع يده على كتفها ثم ادارها اليه ليقول لها بحزم:

- ربما هناك نقاط اساسية علينا ان نتفق عليها

اجابت بسخط:

- هي نقطة وحيدة علينا ان نتبعها لنرتاح كلينا، ابتعد عني قدر الامكان وذلك كاف

- حقا!... اصدقائي يتهمونني بالبرود واني لا اعاملك كما يجب على الرجل ان يعامل خطيبته، وكل ذلك كي لا تنزعجي حضرتك من حضوري

- هذا ليس ذنبي

- بل هو كذلك، انا لم اجبرك على اخبار ابي انك تحبينني، كما لم اطلب ذلك حتى، فعلت ذلك لطفا منك فرجاء تممي لطفك كما يجب

ابعدت وجهها عنه منزعجة بينما هو ينتظر اجابة لاذعة منها لكنه لم يجد منها جوابا فاردف:

- عليك ان تخففي من غضبك ولو فقط امام عائلتي والاصدقاء كما علينا ان نقضي المزيد من الوقت معا لاننا بدأنا نثير الشكوك

- حسنا بما انك امليت بنقاطك المهمة اتى دوري لاملي بنقاطي، حين اكون خطيبتك عليك ان تعلم انني الفتاة الوحيدة في حياتك، كما عليك ان لاتنظر لغيري ولا تساير الفتيات التي يحاولن التقرب منك

نظر اليها مستغربا ليقول:

- وهل رأيتني افعل ذلك يوما؟

- لطالما كنت تفعلها حين كنت خاطبا لاريج

- انا !

- اجل انت... كنت اراك كلما تأت لاصطحابها من المدرسة

- الامر لم يتعدى الاخوة، كنت اسلم عليهن ونتحدث الى ان تكون اريج قد انهت عملها

- لم يكن يبدو لي ان الاغلبية كانت تنظر اليك كمجرد اخ بالاخص ان العلاقة بينك وبين اريج كانت متوترة

- اريج لم تعترض يوما

- حسنا... ان كانت اريج تقبل بذلك فانا لا اقبل... طالما انت معي عليك ان تنسى هذا النوع من الاخوة

- الا تظنين انك تبالغين قليلا

- لا... لا اظن

- حسنا... امرنا لله، على كل حال انا لم اعد اذهب لتلك المدرسة، اعاننا الله على بقية نقاطك المهمة

عقدت ذراعاها:

- لقد انتهت

- انتهت!... قلتي لديك نقاط واخبرتني عن نقطة واحدة

- بل ثلاثة، 1 انا المرأة الوحيدة في حياتك، 2 ممنوع ان تنظر لغيري، 3 ممنوع ان تساير اي انثى تحاول التقرب منك، انهم ثلاث نقاط

رمش عدة مرات ليقول:

- انها نقطة واحدة مصاغة بعدة طرق

نظرت اليه بحقد لتقول:

- هل تريد المزيد؟

رفع يديه باستسلام ليقول:

- لا شكرا... انها كافية

ابعدت وجهها بكبرياء فقال:

- اذا هل اتفقنا على هذه النقاط؟

نظرت اليه متفكرة ثم قالت:

- وان خطر لي شيء في المستقبل استطيع ان ازيد

- وهل املك ان ارفض؟

- طبعا لا

- فإذا اظننا اتفقنا

صمتت معلنة رضاها عن طريق السكوت فقال:

- اذا من الان فصاعدا عليك معاملتي بلطف

- امام الناس فقط

- حسنا... (تابع ساخرا) اذا سأبتعد عن الفتيات التي يحاولن التقرب مني امام الناس فقط

نظرت اليه مدهوشة فقال:

- الامر سيان

---

وصل جواد مع اريج الى حيث ركنت الحافلات، توقفت حين ادركت انها ابتعدت بما يكفي عن المجموعة، ارادت ان تعود لكن جواد اوقفها قائلا:

- الى اين؟ انت تسيرين منذ فترة بسرعة قياسية وقد قطعتي انفاسي، اجلسي دعينا نرتاح قليلا...

نظرت اليه متوترة ثم قالت:

- ولما انت تتبعني اصلا... ابقى هنا لترتاح وانا اعود

نظر اليها نظرة ساخرة وهو يقول بتحد:

- وان ضللت الطريق

اجابت ايضا بسخرية:

- لن تفعل فلست طفلا

- اعلم اني لست طفلا (ابتسم ابتسامة جانبية ليردف) لكنني كنت اقصدك انت... ان انت ضللت الطريق

فغرت فاعها مفنجرة عيناها لتقول:

- اتقصد انني طفلة!

اقترب ليقرص خداها ويقول:

- انت مهما كبرت تبقين طفلة

ابعدت يداه بانزعاج وابتعدت عنه خجلة ثم قالت:

- طفلة بعينك

سمعت رنة ضحكته فاغمضت عيناها مبتسمة بالم، تفكرت:

" ضحكته جميلة، في الواقع لا اذكر انني سمعتها مسبقا... كنا نعان الكثير سوية ولم تجمعنا الا المشاكل والمعاناة، وبعد ان تصادقنا واصبحنا نتحدث ونضحك سوية لم اسمع ضحته يوما... فقد كان يرسل مجموعة متصلة من حرف الهاء او وجه فارط ضحك... اما رنة صوته الواقعية فهذه اول مرة ان لم اكن مخطئة... حسنا قد سمعت عدة مرات ضحكاته الشامتة... لكن ضحكته الطبيعة اظنها اول مرة حقا..."

استدرت اليه لأخطف نظرة سريعة وعدت لأعطيه ظهري ليمتلئ قلبي بؤسا... اريد الهرب من هنا فوجودي معه ينافي المنطق لكن قدماي لا يطاوعاني... اشتاق لرؤية السعادة في عيناه، لاسمع صوته، لاحس بوجوده... احتاج لكل ذلك فقلبي لم يعد يستحيب لنداء العقل

اخيرا بعد ان علمت انني لن املك المطنق الكافي للابتعاد قررت ان استدير لاروي روحي برؤيته فان بقيت هنا فلذلك السبب وليس لاعطيه ظهري

التفت اليه لاراه ينظر الي بتوتر... حسنا ما الذي دهاه الان، لقد كان سعيدا منذ قليل!... حسنا هذا شأنه

فجأة اراه يبتسم وينظر لي من الاعلى للاسفل فيقول:

- سترتك كحلية تذكرني بزيك المدرسي القديم

اشر لرأسي قائلا:

- اتسمحين؟

اقترب مني خطوة فسرعان ما ابتعدت عنه فزعة واخذ وجهي يترنح من الاصفر للاحمر حين تذكرت قبلته من ساعة فجمد مكانه ثم قال:

- ان ازيل ربطة شعرك... ان لم تمانعي؟

احتجت وقتا لاستوعب كلامه فابعدت وجهي بحرج عندما فهمت مقصده، وحسرتي الكبرى انه فهم انني فهمت قصده الحقيقي لانه عاد ليقترب، بمعنى اخر فهم انني كنت قد فهمته خطأ مع فهمه الفكرة التي تكونت برأسي منذ قليل-يا للحرج-

نزع الربطة من شعري لينسدل على ظهري وكتفي، خلل اصابعه بينهم ليسرحهم تسريحة سريعة ثم وضع كلتا يديه على اعلى رأسي وانزلهما حتى استقرتا على خدي وانا استغرب

انه لم يحرق بهما كفيه لانهما كانا يحرقاني انا نفسي، رفع رأسي لتتقابل عينانا وهو يتأملني بابتسامة خطفت انفاسي، بقيت انظر اليه مسطولة حتى سمعته يقول:

- لكم اشتقت لرؤية هذه الهيئة... رغم انه ينقصك بعد الخدود... الا انك عدت اريج القديمة

اغمضت عيناي حين شعرت انه سيضمني اليه لكن اوقفه صوت اثنى

- جواد!

التفتنا اليها لاراها هي، تلك الشقراء الطويلة الذكية التي نسيت ما اسمها تحمل طفلة تشبهها شقراء مثلها بعمر السنتين والى جانبها صبي في السابعة من عمره، رغم انه لا يشبه جواد كثيرا الا انه اسمر مثله، يبدو كأنه مزيج من كلاهما فبدا غريبا عنهما الاثنان

وما ان رأى الطفل جواد حتى اسرع اليه مبتسما وامسكه يده محاولا سحبه قائلا:

- هيا لقد تجمعنا كلنا وسنبدا الجولة الخامسة

نظر اليه جواد مبتسما ليقول له:

- اذهبوا بدوني فانا سأبقى هنا...

- لن نفعل... سنذهب سوية

سحسح له جواد قائلا:

- هيا اذهب مع امك يا ولد

عاد لينظر الى الشقراء قائلا:

- بربك خذيه عني

اقتربت مبتسمة وهي تقول:

- تعلم كم هو متعلق بك... انت السبب لانك تدلله كثيرا، لكم طلبت منك ان تخفف من التدليل

- حسنا ادلله وهكذا يردها لي

امسكت الشقراء من يد الفتى وسحبته بينما الفتى ما زال ينظر الى جواد ويقول:

- اني انتظرك فلا تتأخر

عاد جواد الى اريج مبتسما ليقول:

- ذلك الفتى سيشيب شعري قبل ان اصبح عجوزا

ابتسم ثغرها بينما حملت عيناها الما دفينا، ربما كان عليها ان تستمع منذ البداية لنداء العقل وتنسى امر قلبها، فها قد تحطم عند رؤية هذه العائلة الجميلة، وها جواد يبتسم لرؤيتهم تلك الابتسامة العملاقة المزعجة واضاف:

- ما رأيك بابني؟...

نظرت اليه بطرف عينيها مبتسمة ثم عادت لتبعد عينيها عنه لتعطيه ظهرها، اخذ جواد يتحدث عن الفتى بينما انشغلت اريج عن الاستماع اليه بفكرة اخرى

هل هذه دموع التي تجمعت في عينيها؟... لم تعرفهم ولم تسمع بهم طوال سبع سنوات

ظنت انها نسيت جواد كليا لكن ما ان ظهر فجاة حتى علمت ان قلبها ما زال يعمل ويتوق له، والعيون التي ظنت انهما جف مائهما اكتشفت انهما لديهما الكثير للتعبير

عبست سريعا رافعة رأسها بكبرياء "لن يحدث ذلك... كنت قوية لمدة سبعة اعوام وسأستمر كذلك... لن يأت هذا القزم في اخر الزمان ليغيير حياتي..."

نظرت لطوله امام طولها فقالت متفكرة "حسنا ليس قزما ولكن على كل حال لن يجعلني ابكي... لن يجعلني اعاني... هو اكمل حياته وانا سأكمل حياتي..."

سارت تجاه المخيم قائلة:

- معذرة علي ان اكمل دراستي فالامتحانات على الابواب

نظر اليها مستغربا ليقول:

- هل احضرت كتبك معك الى هنا؟

- مضطرة

امسكها من معصمها ليعيدها الى حيث كانت ويقول:

- حسنا... لن اوؤخرك كثيرا، فقط احتاج ان نتحدث قليلا...

نظرت اليه بانزعاج لتقول:

- اسفة جواد... الايام الخوالي ولت... لم يعد بامكاننا ان نعود صديقين كما كنا

- لا، ما ولت ولن تفعل... سنعود كما كنا بل وافضل مما تتصورين وتتمنين

ابتسمت بألم لتقول:

- كأنك تعلم ما اتمنى

ابتسم لها بحنية ليقترب منها فابتعدت عنه غاضبة:

- لا تقترب مني... هذا يكفي جواد... انا لن احتمل منك المزيد

نظر اليها مستغربا:

- لن تحتملي ماذا؟... ما الذي فعلت؟

وجهت اريج نظرات حاقدة الى حيث تمشي الشقراء مع الطفلين ثم قالت:

- انت احمق... احمق جدا والان دعني اذهب

دفعته ليبتعد عن طريقها لتكمل غاضبة الى الخييم، نظر اليها مستغربا ثم وضع يده على جبهته ايسا قائلا: " ماذا الان؟..."

تذكر امنيته البارحة لو يعود بالزمن ليغيير مجرى الاحداث، لو اصر اكثر مما فعل، فقد كانت تحبه وهو لا يعلم، لكن بعد ان علم لن يسمح لها بالفرار قبل ان يرتبطا فعلا

---

كان صالح جالس مع راوية على انفراد يتحدثان بهدوء الى ان سمعا صوت جواد ينادي اريج، توجها لمصدر الصوت ليجدا اريج تتجه نحوهما غاضبة وجواد يركض خلفها،

سرعان ما وقف صالح بينهما ليوقفه ويمنعه من الوصول اليها اما راوية فاقبلت للاطمئنان على اريج، استمرت اريج بالهرب بعيدا وراوية تتبعها بينما صالح يحاول ايقاف جواد، حاول جواد تجاوزه لكن الاخر ظل حائلا، قال:

- الم تفهم!... لقد رفضتك منذ سبعة اعوام ورفضتك مجددا، الن تمل من مطاردتها؟

- هي لم ترفضني منذ سبعة اعوام

- بل فعلت... لقد اخبرت عمي انها موافقة على الخطبة مني وانها لا تريد الارتباط من غيري

قال جواد متحديا:

- لكنها لم تكن موافقة عليك فعلا... هل كانت كذلك؟

صمت صالح ينظر اليه ببرود فقال:

- لا بد من وجود سبب منعها من رفضي

- مثل؟

اغمض عيناه محاولا التركيز ثم رفع يداه بحيرة قائلا:

- لست ادري، لكن لا بد من وجود سبب...

- حسنا لما لا تتقبل الامر فحسب؟... اعلم ان اريج لم تتقبلني يوما كخطيب، لكن لم تكن انت السبب، فحسب ما قال لؤي انها قبلت بي لان الذي تحبه تزوج من اخرى، وايمن هو الاحتمال الاقرب للواقع فانت لست متزوجا حتى

اغمض جواد عيناه بحقد فقال:

- دعني اكلمها لاستفهم منها

- لقد كنت تكلمها فعلا

- لكنها هربت قبل ان افتح لها الموضوع

صمت كلاهما وقال صالح بعد تفكير:

- سأكلمها عن الموضوع بنفسي وارى رأيها

- اسف لكن لا اثق بكم، لقد وكلتكم الامر مسبقا والى الان مازلت انتظر جوابكم

- ما زلت تنتظر جوابنا!... لقد اخبرك لؤي عن الامر

- اه بالطبع... لقد ارسل الي صور خطبتها على الفيسبوك، يا لها من طريقة محترمة لرفض عريس

نظر اليه صالح مستغربا فقال جواد:

- ابتعد واترك لي الامر هذه المرة

تفكر صالح في طلبه وقبل ان يصل الى قرار التفت كلاهما الى صوت يطلق تحية فاتسعت عينا جواد صدمة بينما ابتسم صالح يرد على ايمن التحية مع صديقيه

سأل ايمن عن اريج فقال صالح:

- تعالوا لاخذكم اليها

حدج صالح جواد نظرة صارمة محاولا تحذيره ليبقى هادئا لكن جواد كان غارقا في صدمته ولم يستيقظ قبل انصرافهم

--- الاسئلة ---

مدري ليش حاسة هالفصل ما كان فيه احداث ابدا 😅
المهم ما طلع متو الا سؤالين

- شو رايكم بخطة جواد ليبقى لحالو مع اريج ضحك1 يعني لما قال لرواية انو خطيبة عم يفتش عنها ضحك1

- بشو رح يأثر قدوم ايمن مع صديقيه للمخييم؟ :55:

اذا لقيتو شي غير لكم حرية التعبير ف1 ف1



القطة الثاقبة 08-28-2018 05:00 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخبارك
الفصل جميل جداً
1- بشو رح يأثر قدوم ايمن مع صديقيه للمخييم؟
راح تصير معركة مع جواد😂 مادري
انتظر البارت القادم
بالتوفيق

نبعُ الأنوار 08-28-2018 12:30 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتك بكل خير
هييي أخيراً نزل الفصل كنت متحمسة له كتيير 😌
على قولتك ما فيه أحداث كتيرة لكن جميل كالمعتاد
طبعاً كان بدي أضرب جواد
كان من المفترض أنه يحسن الأمور بيناتهم مو يزيد تعقيدها
شوفي شو كسب لما ادعى ان الولد إبنه
المسكينة صدقت مجددا وهربت بعد قربت تستمع له 😩
يلا لارم احل الي عمله وحبل الكذب قصير ورح ينقطع 😌
في شي حيرني مفترض أنه اطلع ع المذكرات وعرف مشاعر أريج تجاه وكمان لازم عرف انه أيمن م عاد يعني لها شي 😒
شغلة غريبة انو انصدم هيك بشوفته واريج م مهتمة به وربما يعتقد ان السبع سنين عملت تغيير في المشاعر



- شو رايكم بخطة جواد ليبقى لحالو مع اريج يعني لما قال لرواية انو خطيبة عم يفتش عنها

حلوة لكن م خاف ينكشف كذبه وتصير فيه بهدلة 😂
لحظه طلع الحظ معه


- بشو رح يأثر قدوم ايمن مع صديقيه للمخييم؟

كارثة 😂
على ما أظن

في الإنتظار وعذراً ع الخايس دا لكن فعلاً مستعجلة م حبيت م أرد بسبب شغلاتي

في أمان الله

Ladybug 08-28-2018 11:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبعُ الأنوار (المشاركة 8960611)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتك بكل خيروعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
واسعد اوقاتك ايضا ^^

هييي أخيراً نزل الفصل كنت متحمسة له كتيير 😌
على قولتك ما فيه أحداث كتيرة لكن جميل كالمعتاد
طبعاً كان بدي أضرب جواد
كان من المفترض أنه يحسن الأمور بيناتهم مو يزيد تعقيدها
شوفي شو كسب لما ادعى ان الولد إبنه
المسكينة صدقت مجددا وهربت بعد قربت تستمع له 😩
هو ما كذب ضحك1
هو قصدو ان الولد تربى على ايدو من هو وصغير كرمال هيك بيعتبرو متل ابنه ^^'
بس هو مش عارف انو اريج مفكرته ابنه الحقيقي ضحك1
بكرا ليعرف ليضرب راسو ضحك1


يلا لارم احل الي عمله وحبل الكذب قصير ورح ينقطع 😌
في شي حيرني مفترض أنه اطلع ع المذكرات وعرف مشاعر أريج تجاه وكمان لازم عرف انه أيمن م عاد يعني لها شي 😒
شغلة غريبة انو انصدم هيك بشوفته واريج م مهتمة به وربما يعتقد ان السبع سنين عملت تغيير في المشاعر
وهو كذلك
ظن انها بعد عمرور الزمن رجعت حبتو
وهلاء بعد ما طلق مرتو كلو ماشي تمام :55:



- شو رايكم بخطة جواد ليبقى لحالو مع اريج يعني لما قال لرواية انو خطيبة عم يفتش عنها

حلوة لكن م خاف ينكشف كذبه وتصير فيه بهدلة 😂
لحظه طلع الحظ معهلا ^^' ما هو خطيبها والمفروض انها بدها حجة من السماء لتروح لعندو
يعني اعتبر نفسو عم يقدملها خدمة :55:



- بشو رح يأثر قدوم ايمن مع صديقيه للمخييم؟

كارثة 😂
على ما أظن
شي من هذا النوع :55:
بس مش مشاجرات ف1


في الإنتظار وعذراً ع الخايس دا لكن فعلاً مستعجلة م حبيت م أرد بسبب شغلاتي

في أمان الله


دا مش خايس ابدا :55:
بالنسبة لفصل بالكاد فيه احداث تذكر
انا مستغربة من وين جبتي هيدا الرد المحترم ضحك1

في حفظ الله 😌

Ladybug 08-28-2018 11:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القطة الثاقبة (المشاركة 8960377)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخبارك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله بخير :55: وانت؟

الفصل جميل جداً
1- بشو رح يأثر قدوم ايمن مع صديقيه للمخييم؟
راح تصير معركة مع جواد😂 مادري حتصير شبه معرمة بس مش مع ايمن ضحك1
مع ايمن بتصير اشيا تانية ضحك1
تابعي الفصل الجاي لتعرفي

انتظر البارت القادم
بالتوفيق

شكرا لك ^^
للأسف بعد ما بلشت اكتب فيه للقصل التاني 😔

Ladybug 09-06-2018 06:24 PM


الفصل 28


جلس سامر محتارا امام جواد الغاضب الذي يرفض ان يخبره بما جرى معه، فقد مل من كثرة تدخله في علاقته باريج ودون جدوى ترجى،

قطعت سلسلة افكارهما صوت شابة وقفت امامهما تلقي التحية، وجها نظرهما اليها، ابعد جواد وجهه عنها بانزعاج بينما اخذ سامر يتأملها شاردا

كانت شابة في اوائل العشرينات متوسطة الطول ذات بشرة بيضاء صافية، عيون زمردية وشعرها البني يتخلله خصل ذهبية

قطع تامل سامر فيها سؤالها:

- هل رأيتم اخي وزوجته مع صديقه في الارجاء؟

عقد سامر حاجباه مفكرا ليقول مبتسما بلهجة ساخرة:

- في الواقع رأيت الكثير من الاخوة والكثير من الزوجات وكذلك الكثير من الاصدقاء... لكن لا اظنني اعرفك حتى اعرف ما قرابتهم اليك

ابتسمت بحرج لتمد يدها قائلة:

- انا زهراء، اخي سليم اقبل مع زوجته جلنار وصديقه ايمن، اتوا منذ قليل، الم تلتقوا بهم؟...

ما ان سمع جواد اسم ايمن حتى التفت اليها يتفحصها ثم قال لسامر:

- لقد اقبلت الى مخييم عائلة ابو صالح، اوصلها اليهم

نظر اليه سامر بانزعاج وقبل ان يعترض صاحت الشابة:

- الست انت الاستاذ جواد!...

نظر اليها جواد بازدراء لتردف بحماس:

- كنت انت واريج صديقة اخي تحبان بعضكما

فنجر جواد عيناه لسماع كلامها، يبدو ان الاشاعات من حينها ما زالت تصدق ليومنا، لكن زهراء اخفضت راسها بحرج لتصحح كلامها:

- اوه... نسيت... اخبرني اخي انها كانت مجرد كذبة اخترعتها اريج لتطمئن صديقتها وتتصالح مع ايمن

قالت اخر جملة بانزعاج واردفت بتململ:

- تبا لما يجب على كل الفتيات ان يتيمن بايمن؟...

نظر سامر اليها متفحصا ثم قال:

- يبدو انك واحدة من تلك الفتيات...

احمرت وجنتاها لتنكر بتوتر:

- انا... كلا... هذا غير صحيح...

نهض سامر بحماس ليقول:

- حسنا جواد... تعلم انك صديق عزيز ولا ارفض لك طلبا، سأوصل الانسة الى مخييم عائلة صالح ثم اعود اليك

- خذ وقتك... لست مستعجلا للتعامل مع ازعاجاتك

ضحك سامر ثم قال لها:

- هيا اتبعيني

- مهلا انتظر!

نظر اليها ليراها تتوجه الى مجموعة كبيرة من الحقائب وتحاول لملمتهم، تحمل واحدة وتسقط منها اخرى، تنهدت بانزعاج واعادت النظر الى سامر بحرج قائلة:

- مهلا... اني اتدبر امري... فقط امهلني ثوان

اقبل اليها مدهوشا يقول:

- ما كل هذه الحقائب، ان اخوك وايمن بلا ضمير، كيف تركوكي تحملين الحقائب كلها وانصرفا!...

- في الواقع... لقد حذروني من البداية، اخبروني اني لو احضرت كل تلك الحقائب معي سيتركوني لاحملها وحدي، لكني لم اصدقهم واصريت وهكذا انتهى بي الحال

بصدمة اكبر قال:

- اتقصدين انها كلها لك؟

نظرت اليه بخجل صامت فادرف:

- هل ستبقون هنا لمدة اسبوع او شهر

- بل غدا نعود مع نهاية العطلة الاسبوعية

فغر فاهه بصدمة فصرخ:

- ولما كل هذه الحقائب!؟... انها تكفي لعائلة بكاملها ليوم واحد واكثر

قالت بانزعاج:

- ولما كل هذا الصراخ؟... لقد حملتهم مسبقا وسأحملهم الان، فقد انتظر لاجمعهم كلهم

نظر اليها ومازال مصدوما حتى اخيرا هز رأسه منهيا النقاش وتوجه الى الحقائب ليحمل اغلبيها ويترك لها البقية قائلا:

- فلنعيدها الى السيارة، تأخذين منها بيجامة لهذه الليلة وهذا كاف

فغرت فاهها بصدمة لتقول:

- نحن في النهر، يعني بالطبع ستبتل ملابسي، لن ابقى بملابس مبللة الى ان يقبل الليل

- حسنا فاذا خذي ملابس اضافية

- لقد اخذتها بالفعل

- بنطلون واحد وكنزة واحدة كافيان، لما كل تلك الملابس

قالت بسخرية:

- لاني بالتأكيد لن انزل مرة واحدة للنهر فقط

- واين المشكلة؟... ارتدي الملابس المبللة قبل ان تنزلي الى النهر مجددا

نظرت اليه بتقزز لتقول:

- ان ذلك مقرف... لا ارتدي نفس الملابس مرتين

رفع حاجباه ساخرا فاردفت:

- كما ان نصف المرات التي سأنزل بها الى النهر ستكون صدفة

نظر اليها مستغربا ليقول:

- صدفة!... كيف ينزل الناس الى النهر صدفة؟

هزت كتفاها لتقول:

- حسنا ذلك يحدث كثيرا

حين رأت ملامح الحيرة في وجه سامر توجهت اليه لتأخذ منه الحقائب وتقول:

- بما انك معترض فلا تكلف نفسك، سأحملهم بنفسي، هيا اعطني اياهم

ابعدهم عنها ليقول:

- لقد اعترضت لاجلك، لكن ان كنتي مصرة فدعينا ننطلق

مشى امامها فهزت كتفاها وصارت هي خلفه، ما ان ابتعدا عن جواد قليلا حتى عاد ليكلمها:

- اذا؟... انت تحبين ايمن...

نظرت اليه بانزعاج:

- لماذا تصر على ذلك؟

هز كتفاه:

- هذا واضح عليك... لا داعي للإنكار، انا خبير حب وهوايتي الجمع بين المحبين

- يا لها من هواية

- المقصد انني مستعد لمساعدتك على نيل حبه

نظرت اليه بشك ثم قالت:

- ولما قد تفعل؟

- اخبرتك

- هل تعرف ايمن منذ زمن؟

- انا لا اعرفه اصلا

نظرت اليه مصدومة وقالت:

- لا تعرفه اصلا!... انا التي اعرفه منذ زمن ولم استطع ان اجعله يحبني فكيف بك وانت لا تعرفه ابدا

- وما شان هذا بذاك؟

- انك لا تعرف ما يحب وما يكره، ربما تفسد علاقتنا اكثر مما هي عليه

- اتقصدين ان علاقتكما فاسدة؟

- حسنا... هي ليست فاسدة لكن... انني احاول ان اتقرب اليه وهو ينفر مني

- حسنا... اول نصيحة لك، ابتعدي عنه ودعيه يتنفس

نظرت اليه بانزعاج:

- انا لم اقصد القرب المكاني بل قصدت مجازيا

- وانا ايضا كنت اقصد ان تدعيه يتنفس مجازيا، لا اظن انك كنت ستحبين ان يلتصق بك شخصا طوال الوقت وانت غير مهتمة به، ذلك سيجعله ينفر منك اكثر

- اذا ماذا افعل؟

- انسي امره وابحثي عن غيره

جمدت مكانها صارخة:

- ماذا!... ظننتك قلت ستساعدني

توقف هو بدوره عن السير ليقول:

- انت محقة... يجب ان اجعله يتعلق بك... تبا الم يضع القدر امامي الا غبية مثلك لاجعل ذلك الاحمق يتعلق بها

فغرت فاهها ثم قطبت حاجباها، اقتربت منه لترفسه على ساقه، تأوه ثم انحنى ليمسك موضع الرفسة فسقطت منه حقائبها

اخذتهم منه قائلة:

- افضل حمل كل هذه الاوزان على ان استمع الى اهاناتك

- هذا جيد... اذا اذهبي... افعل خيرا وارمي في البحر

التفتت بتكبر وهي تنظر حولها، الاماكن كلها متشابهة، الكثير من الخييم الكثير من الناس لا تعرف احدا منهم، عادت لتلتفت اليه لتجده ينظر الى مكان الرفسة الذي ازرق لونه واخذ يشتمها بهمس نهض ليقف امامها بحزم ثم قال:

- حسنا... لاكون صريحا... بيننا مصالح مشتركة، انت تريدين حب ايمن، وانا اريد ان ابعد ايمن عن اريج، لذلك يمكننا ان نتفق على هذه النقطة

نظرت اليه بازرداء ثم ابتسمت بمكر لتقول:

- انت تحب اريج اذا

بسخرية اجابها:

- ليس انا... بل صديقي

نظرت اليه بشك ثم فنجرت عيناها:

- اتقصد الاستاذ جواد؟... هل هو يحب اريج حقا؟... اذا الاشاعات كانت صحيحة بعد كل شيء

- اجل وانا متأكد ان اريج تحبه ايضا لذلك علينا ان نفرق ايمن عن اريج قبل ان يحبا بعضهما

- حسنا... لاول مرة انت محق

ابتسم سامر بفخر لكن ما لبث ان انتبه لكلامها نظر اليها بانزعاج ليقول:

- ماذا تقصدين ب "لاول مرة"؟

ابتسمت باستفزاز لترمي اليه حقائبها وهي تقول:

- بما اننا اتفقنا عد واحمل الحقائب، واتمنى ان لا تشير مجددا الى انني شخص غبي

- كما تشائين... يبدو انني سأضطر ان اكذب كثيرا الى ان نصل الى مبتغانا

- انك تشير الى ذلك مجددا

مثل غلق سحاب فمه ثم قال:

- اغلقت فمي... هل هذا افضل؟

رفعت كتفاها لتقول بابتسامة غنج:

- هذا رائع

التفتت بحماس لكنها عادت لتلتفت اليه قائلة:

- من اين طريقنا؟

تنهد بانزعاج وهو يحمل الحقائب عن الارض ثم قال:

- هيا اتبعيني

---


وصلا الى مخييم صالح ليجدا العائلة مجتمعة مع بعض الجيران والاصدقاء لكن لا صالح هناك ولا اريج ولا ايمن وصديقيه

نادت ام صالح سامر ليأت ويشاركهم القعدة لكنه رفض باحترام ثم سأل عن اريج وصالح، اخبرتهما انها لم ترهم منذ مدى فترك حقائها قرب خيمهم ثم قوس ظهره للوراء وهو يفرقع فقراتها شاكيا الالم

قال لها:

- من الجيد انني حملتهم عنك والا ربما ما كنتي لتكملي نصف الطريق

نظرت اليه بحقد ثم قالت:

- بل انت من عليه ان يمارس بعض اللياقة البدنية، لم كسرت ظهرك بعض الحقائب

نظر اليها بحقد ثم قال:

- هكذا اذا !... بما انك اقوى مني فلا تتوقعي ان احمل الحقائب عنك يوم العودة...

فغرت فاهها فقال:

- الست قوية بما يكفي؟... يكفي انني نصحتك بترك حقائبك في السيارة لكنك رفضتي

هزت كتفاها ثم قالت:

- ومن يهتم، سأتكفل بالامر، المهم الان اين اخي واصدقائه؟

- حسنا... الاحتمالات كثيرة... دعينا نبدأ البحث قبل ان يخييم الليل علينا وفي طريقنا سنتباحث خطة لجمعك مع ايمن

صرخت بحماس فنظر اليها مستغربا بينما اكملت هي طريقها مبتسمة، فسار خلفها

---



وصلا الى حيث الاصدقاء مجتمعين وهما يتحدثان ويضحكان حتى وقع نظرها الى ايمن فاحمرت وجنتاها، سارت بخجل حتى وقفت قربهم والقت التحية

نظر اليها سليم ساخرا:

- اذا اين حقائبك؟

نظرت الى سامر تسأله:

- اين تركناهم

اشار سامر الى صالح قائلا:

- قرب خيمتكم

ارادت ان تجلس زهراء قرب سليم لكن سامر سبقها ليجلس بالقرب منه مشيرا لها لتجلس بالقرب منه، نظر اليه سليم مصدوما بينما نظرت اليه مستغربة وفعلت ما طلب ثم همست له:

- ايمكنني ان افهم ما تفعله؟

قال لها هامسا: احاول ان اذكرك بما اتفقنا عليه منذ قليل، ابتعدي عن الشاب، دعيه يتنفس

نظرت اليه رافعة حاحبيها ثم قال:

- هذا الذي جلست بيني وبينه يكون اخي

نظر مصدوما الى سليم ثم اليها ثم الى ايمن ليقول:

- لا اصدق... انه اسمر بشعر اسود وعيون سودا... لا يشبهك ابدا... بعكس الاخر، الوانه تشبك اكثر

ابتسمت ابتسامة حالمة وهي تنظر الى ايمن قائلة:

- وهذا ما يجعلنا مناسبين لبعضنا اكثر

ضربها على رأسها هامسا:

- عودي للواقع واتركي الاحلام جانبا، ثم انه... ليس بذلك الجمال الذي يجعل الفتيات يتيمن به

لكشته على ذراعه معترضة:

- لقد قلت توا انه يشبهني... ثم تقول انه ليس بذلك الجمال... اتقصد انني قبيحة

نظر اليها مصوما من استنتاجها ثم قال:

- ليس الامر هكذا... جمالك انوثي... انه لا يليق بالرجال

- اتحاول مدح نفسك بانك بعكسه؟

- بفخر: لست بحاجة لمدح نفسي فصفاتي تنضح فخرا دون عمد

فغرت فاهها مصدوما:

- انت حقا مغرور

- لست مغرورا بل واثقا... بربك انظري الي واعترفي

ضحكت لتقول:

- انت مزعج فعلا

قطع حديثهما سليم:

- هل تعرفان بعضكما معرفة مسبقة؟

نظرا للبقية ليجدوهما ينظرون اليهما بفضول فقال سامر:

- اعتمادا علي، اشعر انني اعرفها منذ سنين

حدجه سليم نظرة جافة ثم نظر الى زهراء قائلا:

- وانت ابتعدي عنه، كيف تتحدثين هكذا الى شاب بالكاد تعرفينه؟


- ليس ذنبي ان ذهبت وتركتني وحدي مع حقائبي اجوب هذا الغاب لى غير هدى

- انا لم امنع مساعدته لك بل اشكره على ذلك، لكن منعتك من تلك التصرفات الطائشة

تدخل سامر قائلا:

- اي تصرفات طائشة، انها فقط كانت

- انت اصمت

وجه سليم تلك الكلمات لسامر غاضبا ثم عاد لينظر الى اخته:

- انهضي واجلسي قرب جلنار وسأتعامل معك لاحقا

قطبت زهراء بضيق ثم نهضت لتفعل ما امرها به اخوها بينما نظر اليهما سامر متفكرا:

"أهذا ما كان يحدثني عنه جواد منذ سنوات عن الفرق بين تربية الفتاة في مجتمعنا والفتاة في الغرب... لكن نظرا الى السهولة في التعامل فافضل حياة الغرب... حسنا... ربما لو تربيت هنا لفضلت الحياة هنا... لكن..."

لاحظ سامر ان اخوها يزأره نظرة لؤم ثم قال بوقاحة:

- حسنا شكرا على ايصالك اختي الينا، اظن اصبح بامكانك الانصراف الان...

نظرت زهراء الى اخيها بحقد فتجاهل سليم نظراتها، تنهد سامر بانزعاج ثم قال لزهراء:

- اذا القاك غدا صباحا لنكمل ما بدأناه

فغر سليم فاهه بصدمة بينما اخفضت زهراء رأسها لعلمها ان اخوها يرغب الان بخنقه

نهض سامر ليذهب لكنه تفاجئ بجواد قد اقبل يتفحص وجوه الموجودين حتى استقر نظره عند اريج ثم استأذنها ليحدثها، احمرت اريج لرؤيته وتوترت لسماع طلبه، ابعدت وجهها بانزعاج رافضة طلبه فقال صالح ناصحا:

- اذهبي معه وكلميه، لديه بعض النقاط يريد الاستفهام عنها والتأكد منها

هزت كتفيها رافضة فنظر صالح لجواد وقال:

- لا اظنك ستمانع لو اتيت معكما؟

تفكر جواد بالامر، ان كانت هذه الطريقة الوحيدة فلا حل امامه الا القبول، هز راسه موافقا فربت على كتفها قائلا:

- دعينا ننهي هذه المسألة للابد

نظرت اليه بحزن ثم نهضت بينما اصدقائها يترقبونها وابتعدوا ثلاثتهم عن البقية

توقف صالح قائلا:

- حسنا... اظننا ابتعدنا بما فيه الكفاية، يمكننا التحدث الان (توجه لجواد قائلا) اذا؟... ماذا لديك؟...

القى جواد نظرة تفحص لصالح ثم نظر لاريج التي كانت تبعد وجهها باستحياء وانزعاج، رطب شفتيه بلسانه استعدادا للكلام، فكر بطريقة مناسبة ليفاتحها بالموضوع حتى قال:

- ان كنت تحبينني منذ سنوات... فلما رفضتني؟

ما ان سمعت جملته الاولى حتى تغيير لونها، نظرت بفزع الى صالح ثم عادت لتنظر الى جواد وقبل ان تسمع جملته الثانية صاحت:

- انا كنت احبك؟... من اين اتيت بهذه المعلومة السخيفة؟

نظر اليها جواد متفكرا فقال صالح:

- جواد!... اما ان تتكلم كلام منطقي اما ان ترحل من هنا ولا تعد ابدا

نظر اليه جواد متجهما ثم قال:

- مصادري موثوقة، وكلامي صحيح

توجه اليها قائلا بترجي:

- ارجوك اريج... على الاقل اهترفي بذلك

كتفت ذراعاها وابعدت وجهها عنه ليسهل عليها النكران ثم قالت:

- هذا غير صحيح

- اريج!...

خلل اصابعه بشعره بعصبية فقالت:

- اخبرتك ان ذلك غير صحيح لكنك لا تقنع، انك تضيع وقتنا سدى

التفتت لتهرب لكنه امسكها من معصمها ليعيدها الى حيث كانت وتواجهه بعينيها وقال بحدة:

- ان كنت متأكدة من كلامك فقوليها وانت تنظرين لعيناي

نظرت اريج لعينيه متوترة ورمشت عدة مرات، ثم ابعدت وجهها محاولة افلات يدها قائلة:

- لقد اصبح الامر مملا، دعني اذهب

- افعلي ما طلبت وسأسمح لك بالذهاب

نظرت لعينيه ثم ابعدت عينيها خجلة لكنها علمت انها الطريقة الوحيدة لتخرج من هذه الورطة بكرامتها فعادت لتنظر اليه وهي ترمش محاولة ان لا تزيغ بعينيها عن عينيه اثناء كلامها وقالت بلسان مرتجف:

- لست احبك

اغمض عينيه ليتنهد بانزعاج فقالت:

- ها قد نلت ما اتيت لاجله، الان دعني اذهب

- اريج!... ما زلتي تكذبين

نظرت اليه غاضبة وقالت:

- اخبرتك انني لا احبك فاتركني

صاح غاضبا:

- انت كاذبة

صاحت بدورها:

- لقد قلت انك ستتركني ارحل في حال نفذت ما طلبت

- انا ايضا كاذب

فغرت فاهها فتقدم صالح ليفرق بينهما قائلا:

- جواد... اظن الامر اصبح واضحا... لا داعي للمزيد من الكلام

نظر جواد مصدوما الى اريج التي كانت ما تزال تبعد وجهها عنه غاضبة محمرة، اغمض عيناه محاولا الاستيعاب للوصول الى نتيجة،

ان كانت حقا لا تحبه فما تفسير ما كتبته في دفتر يومياتها؟... لقد كان واضحا انها تحبه ومتعلقا به جدا، هل كانت تكتب من خيالها مثلا!... لكن لطالما كانت تكتب فيه الحقائق، ام ان زواج ايمن افقدها صوابها ولم تعد تعلم ما تكتب!...

حينما رأى صالح ان جواد لم يعترض حاوط كتفي اريج بذراعه ليبعدها عن المكان معيدا اياها الى حيث يتجمع الاصدقاء فوجدهم كلهم متوترين، طمئنهم ان الامور حلت وجلس كل منهم منزعجا في مكانه الا سامر انكلث للاطمئنان على صديقه

---


عاد سامر الى جواد ليجده مازال واقفا حيث تركاه صالح واريج، اقترب منه مطمئنا لكن ابتعد عنه بضيق طالبا اليه عدم التفوه بكلمة واحدة جديدة

ظل سامر يراقبه بحزن بينما عاد جواد مسرعا الى خيمته، هذا ما توجب عليه منذ البداية، بدلا من ان يسألها كان عليه ان يكمل قراءة يومياتها عسى ان يفهم ما جرى، مع ان الصفحات المتبقية قليلة جدا، فما الذي سيذكر بتلك الاهمية في تلك الصفحات القليلة

اخذ حقيبته ليبحث بين ملابسه ويخرج يوميات اريج، فتحه ليجد اخر حدث فيه خبر نوال اريج عن خطبتها لايمن

اخذ الكتاب وذهب لمكان بعيد لا يجده فيه احد تحت شجرة ليسند ظهره على جزعها، وعاد ليفتح الكتاب ويقرأ، بداية كانت الاحداث مملة، تتحدث عن الدراسة المزعجة وتحضيرها للامتحانات الرسمية، وزياراتها لشيماء لتعلمها، وتعبيرها اعجابها وحبها لياسمين،

مر على تلك الصفحات مرور الكرام الا حين كان يقرا عن شدة اعجابها بياسمين، وانها تحلم لو تزوجت من جواد ان تنجب له طفلة جميلة مثلها، ضحك جواد ساخرا، اذ حتى لو تزوجته لن تستطيع ان تنجب طفلة مثلها لان الطفلة تشبه زوج شيماء وليس اخاها جواد، اكمل التصفح سريعا حتى وصل اخيرا الى صفحة عليها اثار دموع جافة

امعن القراءة حينها، طريقتها بالكتابة تغييرت فجأة، اصبحت اقل مرحا واقل سخرية عن العادة، اكثر غضبا، كلما ذكرت تعلقها به ارفقت اسمها بكلمة غبية، خصوصا حين اظهرت حماسا لمعرفة انه سيعود اليوم من فرنسا

اكمل القراءة ليرى مدى فزعها عند التقائها بلؤي في المطار، اذ صارت تخافه اكثر مذ اخبر والدها عن تعليقها على الفيسبوك

اكمل القراءة ليرى كم هائل من السباب لخطيبته السابقة حسناء حين رأتها متعلقة به تعانقه وتطالب بالعودة خطابا احبابا كما كانا وازداد حيرة اذ ان من الواضح انها كانت تحبه كي تنهال عليها بكل هذا الكم الهائل من السباب

ثم تبعته هو بكم هائل ايضا من السباب حين اعلن عن زواجه، وسخرت من طريقة مدحه لزوجته "الشقراء الطويلة الذكية"

ضحك حين تذكر مقلبه، الجميع صدق حينها امر زواجه لكن في اليوم نفسه علم اهله بالامر انه مجرد مقلب، وبعد اسبوع علم الجيران انه مجرد مقلب ومنهم وصل الخبر الى حسناء

اقبلت اليه حسناء يومها بكامل زينتها ولكن اكثر ما جذبها بها شعرها الذي ملسته كي تبدو نسخة طبق الاصل عن اريج، اتت يومها لتعاتبه على مقلبه طالبة بان يعودا خطيبان، وهو ما ان رآها على تلك الهيئة ضمها اليه بشوق فبادلته العناق بسعادة، استنشق عبير شعرها ثم كسى وجهه الحزن فقال:

- رائحتك مختلفة

رمشت عدة مرات مستغربة لتقول:

- بل استعملت نفس العطر الذي استعمله عادة

ابعدها جواد عنه ليقول بحزن:

- اسف حسناء... كلما انظر اليك ارى اريج... لن نستطيع ان نستمر سوية فانت تذكريني بها وذلك سيدمي فؤادي

سرعان ما ابتعدت عنه حسناء عند سماعها كلامه لتشتمه وتذهب باكية، وبالتأكيد ذهبت الى لؤي كالعادة شاكية، ولؤي بالتأكد ذهب لعائلته شاكيا من سوء تصرف جواد مع خطيبته حسناء صديقة طفولته للؤي، وبالتأكيد من العائلة وصل الخبر لاريج وعلمت كما علم البقية انه كان مجرد مقلبا

ابتسم حينها، علما ان تلك التيام كتنت صعبة الا انها تحمل بعض اللحظات المضحكة

عاد الى يومياتها ليكمل القراءة ليرى كم هائل جديدا من السباب موجه اليه، علم من خلالهم ان وقوفها يومها الى جانب حسناء حين اتهمته بخيانة ثقة خطيبته لم يكن حبا بحسناء بل لقهرها بسبب زواجه،

لم يخطر ذاك الاحتمال في باله يومها بل هاجمها واتهمها بانها فتاة لعوب محجوزة لابن عمها تحب فتى اخر في صفها وتتحدث الى غريب بعد منتصف الليل على الفيس

وبالتأكيد عدد السباب اللامتناهي وبعدها اخذت سيارة اجرة وتوجهت مباشرة لى بيتها لكنها فضلت ان تجلس قليلا في البرية لتخفض من تأجج مشاعرها لكن تاثير البرية

اتى عكسيا لتزيد من تأجج مشاعرها حين ذكرتها بالكثير من الذكريات مع جواد وانفجرت ببكاء لا متناه ومر الوقت دون انتباه منها حتى اقبل اليها لؤي ابن عمها ليلا وعرض عليها الزواج

فنجر جواد عيناه مصدوما، "لؤي يعرض على اريج الزواج! "

حسنا كما يبدو الامر لم يكن مجرد عرضا بل كان اجبارا بطريقة خسيسة

اكمل جواد يقرأ الاحداث وفي كل لحظة يزداد للؤي كرها حتى وصل الى حيث قرر لؤي ان يغير رأيه ويعدل عن فكرة الزواج منها بشرط ان تخبر الجميع بموافقتها على الزواج من صالح ولا تحدث جواد مجددا ولا تفكر بشابا اخر ابدا

عبرت كم كانت تعيسة حينها وفي اليوم التالي عبرت كم كانت بائسة لان الجميع سعيد بموافقتها في حين انها تعاني ولا احد يشعر بها

ادار الصفحة ليجد اخر صفحة مكتوبة في الدفتر، الكثير من الكلمات لم تكن واضحة بسبب الدموع التي اذابت الحبر عنها لكنه استطاع التكهن بها من سياق الكلام

"
"


انتهى جواد من القراءة، قلب اخر الصفحات ليتأكد انها فارغة جميعها دون ان تمر عليه معلومة لم ينتبه لها فأغلق الدفتر معمضا عيناه بانفعال يحاول ان يكمش اعصابه كي لا يقتل احدهم

هذا الكلام البائس بعد اجبار لؤي على الارتباط من صالح ومنعها من التحدث اليه او الى اي شاب اخر، لا بد انها عانت كثيرا بسببه ولا بد انها الى الان ما تزال تخافه وهو الذي يمنعها من الاعتراف بحبها له، ولا بد انه الذي اجبرها على الرفض

حمل الكتاب وتوجه مباشرة الى خييم عائلة صالح، بحث بينهم عن لؤي وما ان رآه بينهم حتى توجه اليه ليرفعه من ياقة قميض ويلكمه، سقط لؤي ارضا فجثى فوقه جواد يكمل لكمه بينما ام صالح وحسناء تصرخان وابنته تنظر اليه وتبكي، اسرع البقية الى جواد لابعاده عنه فصرخ جواد:

- ايها الحقير... لقد اجبرتها على الخطبة منه... لم تكن تريده... اجبرتها رغما عنها

لم يفهم البقية عما يتحدث جواد لكن لؤي فهم، فقد كان سنويا يرى ما آل اليه حال اريج وصالح ويؤنبه ضميره لما فعل، لا هي سعيدة ولا صالح سعيد بهذه الخطوبة،

اخبر اريج عدة مرات انه لو ارادت الانفصال عن صالح فهو لن يعترض، لكنها كانت تنظر اليه بحقد وتنصرف كأنها تخبره ان الوقت قد فات على ذلك، ولم يجرؤ يوما على اخبار صالح بذلك خوفا ان لا يسامح

ابدا على فعلته لانه يعمل مكانة اريج ومعزتعا في قلبه، لكنه لم يتوقع ان يعلم جواد بالامر ابدا، نهض لؤي عن الارض يمسح الدم من فمه ثم نظر الى جواد بجفاف ليسأله:


- اذا اخبرتك اريج اخيرا؟...

نظر اليه بحقد ليقول:

- لم تفعل، فكما يبدو لا تجرؤ الى الان ان تتحدث معي بسببك

نظر اليه الجميع مستغربا ففتح يومياتها على اخر الاحداث التي كتبتها ثم قال:

- اقرأ

ظل ينظر لؤي لجواد بحقد فقالت ام صالح:

-ما هذا؟...

-جواد: انها يوميات اريج... تعبر بها عن مدى امتنانها للؤي لاجبارها على الزواج من صالح...

فغرت الام فاهها مصدومة لتنظر الى ابنها، اقترب ابو صالح ليأخذ المذكرات من يد جواد ليتأكد من كلامه ويفغر فاهه، نظر لابنه وقال معاتبا:

- هل فعلت ذلك حقا؟... هل وافقت يومها على صالح لانك ارغمتها على ذاك؟

ابعد لؤي وجهه عن والده بخجل بينما كان حينها قد وصلت عائلة جواد وتحوكمو حولهما، اقترب والده معاتبا:

- ما الذي فعلته مجددا جواد، اعدت لشجاراتك مع لؤي؟... ظننتكما كبرتما على تلك الحركات

- ابي!...

- امضي امامي...

- لكن

سحبه من ملابسه ليجره بعيدا عن خيام صالح واجلسه على كرسي بين خييم عائلته، نظر اليه بغضب ليقول:

- ما الذي حدث توا

- لقد كانت تحبني ابي... وقد اجبرها على الارتباط من صالح

- لم يجبرها على شيء، لقد كانت محجوزة له منذ سنين وانت تعلم ذلك

- كانت محجوزة دون ارادتها، لم تكن تريده

- لقد كنت انت ولؤي تسخران منها منذ زمن وتلقبانها ب"ناكرة الجميل" لانها ترفض صالح بعد ان تخلى عن حبيبته لاجلها لينفذ طلب والدها، هل تغيرت الان بنظرك؟

- حسنا، بعد ان عرفت ظروفها اصبحت اتفهمها

- بعد ان علمت بظروفها ام ان الحب اعمى بصيرتك

- ليس هذا ابي...

- لقد منعتك من التواصل معها منذ سنين، لما مازلت تتواصل معها

تنهد جواد بانزغاج فقال الاب:

- لا اريد لما حدث اليوم ان يتكرر

- لكنها انفصلت عن صالح الان، وصالح يحب غيرها

نظر الاب الى جواد متفكرا ثم قال:

- ابتعد عن تلك العائلة، ليس فقط اريج، ابتعد عنهم كلهم فقد تسببت بمشاكل معهم جميعهم

- ليس الى تلك الدرجة ابي

لم يجاوبه والده لانه كان قد انصرف غاضبا

---

- شو رايكم بالشخصية الجديدة زهراء :55:
- شو ظنكم رح يكون دورا بالقصة؟ :55:
- شو رح يصير بعد ما جواد قرأ يوميات اريج بالكامل :55:
بغض النظر عن ضرب جواد للؤي ضحك1
- خلصت الاسئلة بسرعة ف7
خذو راحتكم باعطاء رايكم :55:
- اه نسيت :55: اي اكتر مقطع اعجبكم :dalbi:

يلا نلتقي في فصل جديد
في امان الله ^^

نبعُ الأنوار 09-06-2018 11:55 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعد أوقاتك بكل خير
كيفك غلا وأخبارك

حمدلله ع السلامة وأخيراً حضر الفصل 😂
كم اشتقت له 💔
وكالعادة أحداث ممتعة ورائعة

وش ذي 😲
شخصية جديدة!
جيد جداً كترت البنات حولين أيمن 😒
م أدري شو فيه ليتعلقن به هكذا !
وأريج طلعت برا سحره 😂

احم نرجع للمهم 😒
أخيراً جواد كمل اليوميات تبع أربج
عرف شو حصل بالضبط
هلا صار يحقد ع لؤي بشدة
وللصراحة معه حق 😌
انا متله بدي أضربه كمان بسببه ضاعت سبع سنين من اريج, جواد, صالح بتعاسة
لازم يصلح غلطه وإلا 🔪

في مشكله اب جواد صعب أكتر مت والد أريج شلون رح يوافق ان ابنه يتزوج من ديك العيلة 😢

أريج الحمقاء رفضت تصارحه بسبب زوجته الوهمية 😒
لإمتى تطل تظنه متزوج! !😂
م علبنا بكرة يذوب الثلج ليبان المرج

فقرة الأسئلة
1 م حبيتها كتيير حسيتها رح تأخذ محل نوال المسكينة 😢
اياك تبعدي ابمن عن نوال 😠

- شو ظنكم رح يكون دورا بالقصة؟
م كتيير, مجرد محاولات لكسب قلب أيمن 😒

- شو رح يصير بعد ما جواد قرأ يوميات اريج بالكامل بغض النظر عن ضرب جواد للؤي
يمشي لأريح لانه صار متأكد من حبها له على م أظن


اكثر شيء ضحكني هو سامر قال انه خبير حب وهوايته الجمع بين المحبين 😂😂
حلوة ذي كان طب ليش م نجح لهلا مع جواد وأريج
لكن بالنظر لحالهما المستعصية هو برئ من الاخفاق 😂
ع
آسفة ذا الطلع معي 😢
رد خايس كالعادة 😂
الكلمات تهرب مني ليش م أدري
لكن صدقاً سرني الفصل كتيراً

دمتِ بخير

القطة الثاقبة 09-07-2018 11:51 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخبارك
البارت جميل
الأسئلة :
1- شو رايكم بالشخصية الجديدة زهراء ؟
أمم إلى الآن حليله ماشفنا منها شئ هه5
2- شو ظنكم رح يكون دورا بالقصة؟
تفرق أيمن عن أريج بس أريج ماراح تتركها تسوي شئ علشان صديقتها نوال توقع لا أكثر
3- شو رح يصير بعد ما جواد قرأ يوميات اريج بالكامل
بغض النظر عن ضرب جواد للؤي ؟
الله أعلم
ننتظر البارت القادم
بالتوفيق

Ladybug 09-08-2018 10:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبعُ الأنوار (المشاركة 8968864)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعد أوقاتك بكل خير
كيفك غلا وأخبارك
وعليكم والسلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله بخير :55:
وانت كيفك ف1


حمدلله ع السلامة وأخيراً حضر الفصل 😂
كم اشتقت له 💔
اي والله ضحك1 انا بنفسي مليت النطرة ضحك1

وكالعادة أحداث ممتعة ورائعة

وش ذي 😲
شخصية جديدة!
جيد جداً كترت البنات حولين أيمن 😒
م أدري شو فيه ليتعلقن به هكذا !
وأريج طلعت برا سحره 😂
اريج محظوظة ضحك1
والا كان رجع انفطر قلبعا ضحك1


احم نرجع للمهم 😒
أخيراً جواد كمل اليوميات تبع أربج
عرف شو حصل بالضبط
هلا صار يحقد ع لؤي بشدة
وللصراحة معه حق 😌
انا متله بدي أضربه كمان بسببه ضاعت سبع سنين من اريج, جواد, صالح بتعاسة
لازم يصلح غلطه وإلا 🔪
ضحك1 هو كان عم يحاول😂
لما شجع اريج تلعب مع جواد ضحك1


في مشكله اب جواد صعب أكتر من والد أريج شلون رح يوافق ان ابنه يتزوج من ديك العيلة 😢
منفكرلو بحل ^^'

أريج الحمقاء رفضت تصارحه بسبب زوجته الوهمية 😒
لإمتى تطل تظنه متزوج! !😂
م علبنا بكرة يذوب الثلج ليبان المرج
وانا شو بعرفني ضحك1
الفصل الجاي رح تكون احداث الماضي
بين حسناء لؤي جواد قبل ما يتعرف على اريج وقبل ما يسافر عفرنسا :55:


فقرة الأسئلة
1 م حبيتها كتيير حسيتها رح تأخذ محل نوال المسكينة 😢
اياك تبعدي ايمن عن نوال 😠
من هالناحية يمكنك الاطمئنان :55:
ايمن لنوال فقط :55:
زهراء لها دور اهر في الرواية :55:
مش دور اساسي بس تكملة بعني :55:


- شو ظنكم رح يكون دورا بالقصة؟
م كتيير, مجرد محاولات لكسب قلب أيمن 😒
خطأ ضحك1

- شو رح يصير بعد ما جواد قرأ يوميات اريج بالكامل بغض النظر عن ضرب جواد للؤي
يمشي لأريح لانه صار متأكد من حبها له على م أظن
انا بنفسي مش عارفة شو المفروض يصير هون ضحك1


اكثر شيء ضحكني هو سامر قال انه خبير حب وهوايته الجمع بين المحبين 😂😂
حلوة ذي كان طب ليش م نجح لهلا مع جواد وأريج
لكن بالنظر لحالهما المستعصية هو برئ من الاخفاق 😂
اي هول التنين حظهم معفن ضحك1
بس هو كان عم يكذب عليها حتى تقبل تشتغل معو دون ما يفضح سر جواد ^^'
هو هوايتو يتدخل بامور جواد فقط ليس الا :55:


3
آسفة ذا الطلع معي 😢
رد خايس كالعادة 😂
الكلمات تهرب مني ليش م أدري
لكن صدقاً سرني الفصل كتيراً

دمتِ بخير

😂 معاش تقولي ردك خايس والا بضربك
ردك جيد :55:
رديتي عالاسئلة واكتر
عطيتي رايك بشكل عام بالفصل ف1
شو المفروض بعد تكتبي ف1
هذا كافي وجيد :55:
واكيد منعرف عندك ظروف بتطير العقل من محله مصدوم5
^
تحكي عن تجربة :55:

Ladybug 09-08-2018 12:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القطة الثاقبة (المشاركة 8969230)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخبارك
الحمدلله
كبو تمام :55: وانت


البارت جميل
من ذوقك 😊
الأسئلة :
1- شو رايكم بالشخصية الجديدة زهراء ؟
أمم إلى الآن حليله ماشفنا منها شئ هه5
:55:

2- شو ظنكم رح يكون دورا بالقصة؟
تفرق أيمن عن أريج بس أريج ماراح تتركها تسوي شئ علشان صديقتها نوال توقع لا أكثر
ف7 هي بشكل وايمن يأسو من انو نوال ترجع لايمن لانها متيسة :55:
بس الاحداث يمكن تتغيير :55:

3- شو رح يصير بعد ما جواد قرأ يوميات اريج بالكامل
بغض النظر عن ضرب جواد للؤي ؟
الله أعلم
اوك:55:
ننتظر البارت القادم
بالتوفيق

ان شاء الله
بس يمكن يطول شوي

Ladybug 09-15-2018 06:35 PM


الفصل 29 a


عادت اريج مع صالح والاصدقاء قبل حلول الليل الى مخيمهم ليجدو العائلة بحالة مريبة، توسط صالح الساحة وهو يترقب وجوههم ليسال:

- هل حدث امر ما اثناء غيابنا؟

التفت اليه الجميع فاقترب ابو صالح من اريج وربت على رأسها قائلا:

- اقبلي اعتذاري نيابة عن لؤي، لا ادري حتى كيف خطرت له تلك الفكرة الشيطانية

نظرت اريج الى لؤي بعينان متوسعتان ذهولا، هل قام بالاعتراف اخيرا؟ وهل هذه الكدمات في وجهه عقابا من والده لفعلته؟

عاد عمها ليسألها:

- لماذا لم تخبرينا؟... ما كنا لنسمح بحدوث ذلك

لتذكر تلك اللحظات المقيتة ادمعت عينا اريج، وخاصة بعد ان قال عمها انه ما كان ليجبرهما على الزواج، سرعان ما مسحت عيناها لتهرب من ذلك المكان كي لا يفتحوا لها ذلك الموضوع مجددا ويدمى فؤادها من جديد،

توجه صالح لوالده مستفسرا:

- ما الذي حدث؟... ماذا فعل لؤي الان؟ ولما وجهه هكذا؟

نظر اليه والده بحسرة ليقول:

- لقد اتى جواد ولقنه درسا... لا ادري من اين حصل على يوميات اريج، لكنه اكتشف ان لؤي اجبر اريج على الموافقة عليك بطريقة خسيسة

نظر صالح الى اخيه مصدوما ثم قال:

- الم تخبرني انها قررت الموافقة لان حبيبها تزوج من اخرى

ابعد لؤي وجهه عنه ليقول بانزعاج:

- ذلك صحيح، كان سببا اضافيا دفعها للموافقة عليك

- حقا!... ومن كان حبيبها ذاك؟

نظر اليه باستياء ليقول:

- بربك صالح، وهل يحتاج الامر الى سؤال لتعرف؟ ان ذلك اوضح من الشمس

نظر صالح لايمن ليقول:

- كما توقعت

جلس صالح في اول كرسي بلاستيكي وجده ليقول بحزن:

- ذلك يفسر الكثير...

نهضت حسناء لتنطلق باحثة عن اريج في الارجاء، وجدتها جالسة تحت شجرة تسند رأسها على الجذع مغمضة العينين تحاول الارتخاء

ما ان احست باقتراب احدهم حتى قالت دون ان تفتح عينيها:

- مهمن كنت عد من حيث اتيت، لا طاقة لي للتحدث مع احد

توقفت حسناء متفكرة ثم قررت ان تكمل طريقها اليها حتى جلست بالقرب منها، فتحت اريج عينيها لتزأرها نظرة لئيمة فقدمت اليها حسناء دفتر يومياتها وهي تقول:

- اظن ان هذا يخصك

- نظرت اريج بانزعاج الى ما بين يدي حسناء وما لبثت ان فنجرت عينيها، اخذته منها بعجل لتقول برعب:

- اين وجدته؟

- لقد كان بحوزة جواد

فغرت اريج فاهها وهي تفكر:

" لذلك كان مصرا بتلك الطريقة على صوابية كلامه... هل هذا هو المصدر الموثوق الذي تحدث عنه؟... لكن من اين اتى بالكتاب؟..."

قطع تفكيرها كلام حسناء:

- لقد كان لؤي شريرا معك... اتمنى اتدن تقبلي اعتذاري عوضا عنه

تنهدت اريج بانزعاج لتقول:

- وهل ستأت العائلة كلها الان لتعتذر عوضا عنه؟

نظرت اليها حسناء باسى لتقول:

- بين لؤي وجواد ثارات قديمة... كنت سببها، وكنتي انت الضحية

نظرت اليها اريج مستمعة فقالت حسناء:

- يعود الامر الى حوالي عشرة اعوام مضت

*****


قبل 12 سنة:

كان الاولاد مجتمعين يلعبون سوية في ساحة الحي بينما الاكبر سنا جلسوا مجتمعبن في زاوية مظللة يتحدثون ويؤرغلون، بينما كانت حسناء البالغة من لعمر اربعة عشر ربيعا تقف تحت شجرة على مفرق بيت لؤي تحفر عليها بكل تركيز بحجرة مسننة

اقبل اليها لؤي الذي كان يبلغ الخامسة عشرة حينها، نظر اليها مستغربا ثم قال:

- ماذا تفعلين

نظرت بابتسامة راضبة الى ما نحتته لتقول له:

- انظر بنفسك

اقترب ليرى على الشجرة قلبا محفورا يجمع بين اول حرفي اسمهما سهما، لم يكن تلرسم احترافيا لكنه كان كاف ليعبر عما في دواخل حسناء التي كانت منذ مدى تحاول ايصال الفكرة له عسى ان يصبحا حبيبين رسميين

ابتسم لؤي ليقول:

- يبدو رائعا... من يكون هذا صاحب اسم ل

نظرت اليه بانزعاج ففضلت السكوت لانه كان يقابلها في مل حين بردود مشابهة، ابعدت نظرها عنه لتجد حافلة ركنت تحت احدى ابنية حييهم محملة باثاث منزلية، نزل منها عدة عتالين ينزلون منها الاثاث لينقلوهم الى شقة تم شراؤها مؤخرا، توقفت قرب الحافلة سيارة غريبة عنهم ونزل منها اسرة بدى في ملامحها السعادة،

التفتت حسناء للؤي قائلة:

- يبدو ان لدينا جيران جدد، ما رأيك ان نذهب للتعرف عليهم

نظر اليها بابتسامة حانية ليقول:

- لو اقبل العالم باسره ليصبح لنا جيرانا لن يهمني الامر طالما انت جارتي

اخفضت رأسها تبتسم بخجل ثم امسكت يده واسرعت تسحبه تجاه الوافدين الجدد، القيا التحية فالتفت اليهما الجميع وردوا التحية بسعادة، قالت حسناء بحماس:

- ستنقلون للسكن في حيينا؟

نظر اليها جواد يتأملها مبتسما حتى لاحظ يدها المتشابكة بيد لؤي فابعد نظره منزعجا لينشغل بمساعدة والده والبقية بنقل الاثاث، بينما اجابت شيماء مبتسمة

- هذا صحيح

قالت بحماس:

- اذا سنكون جيران... اتمنى ان نصبح اصدقاء... انا حسناء وهذا لؤي صديق لطفولة واعز جار لدي، ستحبونه فعلا

نظر اليها لؤي مبتسما بتقطيبة خجل فقال جواد ساخرا:

- في الواقع تبدوان اكثر من مجرد جار عزيز او صديق طفولة

لكشته شيماء لتقول بعتاب:

- كف عن مزاحك الثقيل يا جواد

- لكن انظري اليهما شيماء... ليست مزحة مني

نظرا اليهما مستغربين فاشار جواد الى كفيهما المشابكة فاحمرت حسناء لتبتسم بخجل بينما قام لؤي بنزع يده بحرج وهو يقول:

- ااا... لا تفهم الامو خاطئة... انها مجرد عادة اعتدناها مذ كنا صغارا

ضحك جواد لمنظرهما لكن لم يفته تجهم حسناء عند سماع نكرانه لكلامه فتوجه الى علبة كرتون متوسطة الحجم قائلا:

- حسنا... كما تشائان... ان لم تمانعا، علي المساعدة في نقل الاغراض الى المنزل، يمكنكما ان تتحدثا الى شيماء فهي تحب الثرثرة كثيرا وابتعدت عن صديقتها المفضلة بسبب تنقلنا

ضربته شيماء بانزعاج فحاول هو الهرب لكن الصندوق الثقيل منعه فابتسم لؤي ليقول:

- ان اردت يمكنني المساعدة

قال جواد نافيا:

- لا ليس بالامر الضروري... اننا نتدبر امرنا

هز لؤي كتفيه وهو يقول:

- حسنا كما تشاء

اقترب منه ليأخذ الصندوق عنه وقال: "اذهب وخذ غيره" وتوجه لبنايتهم، توقف لينظر الى جواد قائلا:

- اي طابق؟

اخبره فصعد السلالم، نظر اليه جواد مبتسما وهو يفكر " اتمنى ان يكون كل الجيران هنا هكذا لطفاء مثلهما"

---


نفض لؤي كفيه ببعضهما قائلا:

- حسنا... ها قد انتهينا من العمل...

نظرا الى كومة الاغراض المتراكمة ليقول لؤي:

- يبدو ان العمل لديكم لم ينتهي، فما زال هناك الكثير من الاشياء للترتيب...

هز جواد كتفه بلا مبالاة ليقول:

- وما شأننا... هذا عمل النساء

ضحك كلاهما بينما زأرته حسناء نظرة غاضبة اما شيماء فعادت لضربه قائلة:

- بل ستساعدنا

نظر جواد للؤي يستنجده فقال لؤي:

- دعنا ننزل لأعرفك على اهل الحي

نزل معهما وهو يسمع تهديدات شيماء لانه هرب من مد يد المساعدة

---



قبل بدء العام الدراسي الجديد دعى جواد لؤي وحسناء ليتسجلا في ثانويته، وصادف ان لؤي كان بنفس صف جواد وذلك زاد من متانة صداقتهما،

لاحظ جواد عدة مرات نظرات خاصة بين حسناء ولؤي، لكن الامر لم يكن يزيد عن ذلك حتى مل ذات يوم وقرر ان يدفع صديقه للتقدم بخطوة للأمام، لكن صديقه بعد ان قبل بالاعتراف اخيرا انه يكن مشاعر لحسناء، قال انهما مازالا صغيرين على ما يسمى بالحب

تركه جواد يومها ولكن لاحظ حزن حسناء كلما اظهر لؤي تقاعسا بذلك الموضوع، لذا قرر ان يتدخل مجددا ولا ينثني عن دفع صديقه للاعتراف لها

توجهوا سويا الى مجموعة فتية الحي ليجدوا فتاتان جديدتان جالستان قرب شيماء، اقترب جواد ملقيا التحية ليقول لسمية الاخت الكبرى:

- الى هنا تبعتنا؟

ضحكت سمية لتقول:

- اينما ذهبت شيماء سأتبعها للابد

ضحك ثم توجه الى اختها الصغرى ليلى ليقول:

-وانت يا ليلى!... ما عذرك؟

هزت كتفاها بدلال قائلة:

- اذهب الى حيث اشاء ولا دخل لك

ضحك الجميع من ردها بينما اكتفى صالح بالابتسام باعجاب حتى لكشه لؤي هامسا:

- ماذا؟... هل اغرم اخي الكبير اخيرا !

ضحك صالح ولكشه قائلا:

- احترم من هم اكبر منك يا فتى

ضحك لؤي هاربا من اخاه ثم اخذ كرسيا ليجلس مع جواد وحسناء، وفي كل حين ينظر لؤي الى اخاه الذي لم يستطع ان يبعد نظره عن ليلى للحظة وهو مبتسم طوال الوقت

قرب لؤي جواد اليه ليسأله بخفوت:

- اتعرف ليلى معرفة وثيقة؟

- سمية اجل، لكن ليلى لا، سمية كانت صديقة اختي في حينا القديم وكانت تلازمها ليلا ونهارا، لكن ليلى قلة ما كانت تزورنا...

- يبدو ان اخي اعجب بها

نظر جواد الى صالح ليراه حقا كما قال ينظر اليها بافتتان بينما كانت هي بالكاد تنظر اليه، لكن يبدو انها بعدما نظرت اليه عدة مرات لاحظت اعجابه فظلت مرتبكة طوال الوقت

عاد الى لؤي ليقول:

- يبدو انك محق، لكن لا يبدو ان ليلى مهتمة به كثيرا

- لذلك لم احبها

نظر اليه جواد رافعا حاجبا ليقول:

- وهل ذلك سبب كاف؟

- بالطبع... اخي ذات حس مرهف، وان احبها فستكون حبه الاول وان لم تبادله الشعور اظنه سيتألم

دفعه جواد قائلا:

- انك تبالغ

تدخلت حسناء قائلة:

- يمكنني ان اتدخل كي اجعلها تقع في حبه

نظر اليها جواد ساخرا ليقول:

- اخشى ان يكون تأثيرك سلبيا وبدلا ان تحبه تكرهه

حدجته بانزعاج بينما ضربه لؤي ليقول:

- ما تظن بها... انها اكثر ذكاءا ودهاءا من ان تفعل ذلك

حك جواد موضع الضربة وهو يضحك ليقول:

- ماذا دهاكما انتما الاثنان... كنت امزح معها فحسب

فجأة فغروا فاههم مصدومين حين لاحظوا غزلا اطلق من فاه صالح الى حيث ليلى وكما يبدو ان الغزل اتى تأثيره ايجابيا حين اخفضت ليلى نظرها بخجل مبتسمة فقال جواد:

- يبدو انه تم الاستغناء عن خدماتك حسناء

نظرت اليه بانزعاج لتقول:

- ورغم ذلك سأتدخل... صالح بمثابة اخي الكبير ولي شرف ان اقدم له المساعدة

ابتسم لسماع كلامها ثم نظر الى لؤي ليراه ينظر اليها ايضا مبتسما باعجاب فأعاد نظره لصالح الذي ازداد بريق عيناه لرؤية ردة فعل ليلى...


---

بعد شهر

القت ليلى نظرة خجولة الى صالح بين المتواجدين ثم امسكت بيد حسناء لتجرها خلفها حتى ابتعدتا عن البقية ثم قالت بحماس:

- غدا سيكون قد مر اسبوع على بوح صالح عن حبه لي، اريد ان اصنع احتفال صغير او مفاجئة له... اخبريي بما انك تعرفينه جيدا... ما يحب من الاطعمة اي لون يحب وهذه الاشياء المهمة

ابتسمت حسناء بحماس لتخبرها بكل ما تعرفه حتى قررت كل ما ارادته ثم القت حسناء نظرة للؤي عن بعد بحزن فقلبت ليلى ملامحها لتماثل صديقتها وقالت:

- تحبينه اليس كذلك؟

نظرت اليها حسناء متفكرة ثم هزت برأسها ايجابا فقالت:

- لطالما شعرت انه يحبني، لكنه في كل مناسبة ينكر ذلك... سيصيبني بالجنون

القت عليها ليلى بعض عبارات الاسف والمواساة ثم قالت:

- سأحاول ان اكلمه لاعرف منه

- لا تفعلي...

نظرت حسناء الى لؤي بأسى لتقول:

- ماذا لو انه لا يحبني؟...

- فاذا سيكون عليك نسيانه

- اتمزحين؟... انه حب الطفولة، احبه من قرابة العشر اعوام...

- اففف... حالتك صعبة جدا

---


نظر جواد للؤي ليسأله:

- الم تعترف لها بعد؟

نظر اليه مستهزءا ثم قال:

- ولما انت مهتم بهذا القدر... ان استمريت بالتدخل هكذا سأظن انك معجب بها

ابتسم جواد ليقول:

- في الواقع انا معجب بها فعلا... عدا عن شعرها الاحمر الاشعث الذي يبدو كسيفة جلي الاواني صدئة

فرط لؤي ضحك ثم قال:

- ان شعرها اكثر ما يعجبني...

عاد لينظر الى حسناء ويتصورها بشعر املس بلون مختلف ثم قال:

- اتعلم شيئا... لاول مرة انتبه لهذا... لو غيرت لون شعرها وملسته لاصبحت تشبه ابنة عمي بشكل لا يوصف

قطب جواد حاحبيه وهو ينظر الى حسناء محاولا رسم صورة ابنة عمه في مخيلته لكن دون جدوى فهز راسه ليقول:

- حسنا... ربما تعرفني عليها ذات يوم

- يمكنك ان تأت لزيارتنا الاحد القادم فعادة ما تجتمع عائلتنا كل احد، وهذا الاسبوع ستجتمع عندنا

عبس جواد ليقول:

- في الواقع عائلتنا ايضا تجتمع كل احد، ولكن ليس في بيتنا بل في بيت جدتي

- على كل حال هذا افضل لك... انها مزعجة ولا تطاق، انا شخصيا اكره ان التقيها ولهذا اكره يوم الاحد

فرط جواد ضحك ليعود وينظر الى حسناء فضربه لؤي قائلا:

- بعد هذا الاعتراف الصريح الذي اعلنت عنه منذ قليلا يمنع عليك النظر الى حسناء

بانزعاج قال جواد:

- تبا... لقد اعلنت ايضا انني اكره شعرها، لما لم تسمع الا المقطع الاول من كلامي

- لانني عاشق غيور

ضحك جواد ليقول:

- اذن كنت عاشقا غيورا ومقداما واعترف لها، والا لا تدري متى اغض النظر عن شعرها واسرقها منك

رفع لؤي حاجباه مستهزئا ليقول:

- انها تحبني ولن تقبل بغيري... نحب بعضنا منذ ايام الطفولة

ضحك جواد ليقول:

- هذا جيد... اتمنى ان يستمر للابد...

- سيفعل

عاد جواد ليضحك ثم قال:

- انت واثق جدا

هز لؤي كتفيه مبتسما ليبعد نظره عنه ويتابع احاديث البقية بينما جواد ينظر لصديقه مبتسما ويتمنى لهما الافضل

---

بعد سنة (قبل الحاضر ب11 سنة)


زلغطت حسناء بفرح لتقول:

- مبارك لك شيماء... ستتزوجين قريبا

اخفضت شيماء رأسها بخجل لتقول:

- اصمتي، الزواج ما زال بعيدا... سأخطب اولا والزواج يأتي بعد انهاء دراستي الجامعية

- ردت حسناء بحماس:

- الديك صورة له؟... ارينا اياه، يكاد الحماس يقتلني...

اخرجت شيماء هاتفها ثم قلبت بين الصور حتى توقفت عند احداهم وعرضت عليهم صورته، فغرن فاههن لتقول حسناء:

- انه رائع... انه فارس الاحلام

نظرت اليها شيماء بانزعاج لتقول:

- ظننتك معجبة بلؤي

سرعان ما اغلقت حسناء فاه شيماء وهي تنظر الى لؤي بارتباك لتتأكد انه لم يسمعها، وجدته يتحدث الى جواد غير مبال بأحاديثهما فعادت لشيماء تهمس لها:

- كدت ان تفضحيني

قالت سمية تستفز شيماء:

- اعذريها فهي كثيرة الغيرة على خطيبها

نطت شيماء معترضة:

- لست اغار... فقط احاول ان اذكرها

فرطت الفتيات ضحكا لتقول ليلى:

- ان حمار خديك يخبرنا بشيء مختلف

نظرت اليهن بتقطيبة وشبه ابتسامة لتقول:

- انتن مزعجات

عادت لتنظر الى صورته في هاتفها مبتسمة متجاهلة احاديث المزعجات حولها، قالت سمية:

- عقبال عندكم صبايا، وعندي ايضا طبعا

ضحك الجميع ثم قالت ليلى:

- لا اظنني سأخطب قبل ان انهي الثانوية

عادت لتنظر الى حسناء وتقول:

- ماذا عنك؟

عقدت حاجبيها وهي تنظر الى لؤي ثم قالت:

لم تتقدم علاقتنا اطلاقا، لازلت حتى لا اعلم ان كان يحبني ام لا

تنهدت الفتيات بأسى فقالت ليلى:


- لما لا تختبرين حبه؟

نظرت اليها حسناء مستغربة فقالت ليلى:

- الغيرة... ان حاولت التقرب من شاب ما، ان كان يحبك حقا سيثور وقد يعترف لك بمشاعره، وان كان يحبك حبا اخويا فقط فسيسعد لك ويتمنى لك التوفيق

نظرت حسناء الى لؤي مليا لتجده هو وجواد ينظران اليها ويتحدثان، تفكرت: " ما ستكون النتيجة لو اخذت النصيحة من صديقتها؟..."


---


قال جواد:

- اذا؟... كيف كان اجتماعكم العائلي هذا الاسبوع؟

نظر اليه لؤي بملل ليقول:

- لما تبدأ السؤال في كل مرة على نفس الوتيرة؟... منذ البداية اسألني عنها... لقد كانت حمقاء غبية كالعادة لا تطاق

- لن اسمح لك ان تتحدث هكذا عن زوجتي المستقبلية

نظر اليه لؤي رافعا حاجبيه ليقول:

- ومتى حدثت هذه التطورات؟

ضحك جواد ليقول:

- احدثتها البارحة عند رحيلك من المنزل، ظننت انه سيكون جميلا اننا كأخوان ونتزوج فتاتان ايضا كالاخوة

- نحن علاقتنا كأخوان، اما هما فمتشابهتان بالمظهر لكن القالب مختلف جدا... اخبرتك انها غبية وحمقاء ومزعجة بشكل لا يطاق، الى الان لا اصدق كيف يمكنه صالح الاتفاق معها... على كل حال بعد اخر المجريات، اختلفت الاوضاع... اصبحت تهمله وتبتعد عنه، لم تعد علاقتهما كما كانت

نظر اليه جواد مستغربا:

- وما الذي حدث مؤخرا؟

فتح لؤي فمته ليتحدث لكنه سكت فجأة ليقول:

- اوه... يبدو ان هناك بعض المشاكل الاضافية امام زواجك من تلك الحمقاء

رفع جواد حاجباه ساخرا فقال لؤي:

- ان العائلة تخطط لتزويجها من اخي صالح لكنها ترفض باستمرار... تبا لها... انا ايضا افضل ان تتزوج من غيره وتذهب بعيدا...

- انت حقا تكرهها بشكل لا يوصف... لكن... الم يكن صالح وليلى؟...

- حسنا مازالت العائلة تتناقش بالامر، رغم ان صالح اعلن قبوله الزواج منها ان كان الامر لمصلحتها

فغر جواد فاهه بصدمة، لقد كان صالح متيما بليلى، كيف يغيير رأيه بتلك السهولة، عاد ليسأل لؤي:

- وهل تعلم ليلى بالامر؟

- لا فالى الان لا شيء محدد فلا تخبر احد بما اخبرتك عنه

هز جواد رأسه شاردا فقال لؤي:

- المقصد من تلك القصة كاملة ان تنزع تلك الحمقاء من رأسك ولا تسألني عنها مجددا

نظر اليه جواد متفكرا ليقول:

- للاسف، لقد كنت قد بدأت اتأمل الكثير

- هه اجل بالطبع

نظر لؤي لجواد ليراه شاردا فقال مستغربا:

- لا تقل انك مغرم بها

فغر جواد فاهه ليقول:

- لا تكن احمقا... كيف لي ان اغرم بمن لم اراه ولو لمرة واحدة بحياتي؟...

- ولما لا؟... اراك مجنونا من حين لاخر...

- حسنا قد امر احيانا بلحظات جنونية لكن لا اقوم بافعال غبية

رفع لؤي حاجبيه فقال جواد باعتراض:

- ماذا؟

- انت تسألني عنها منذ سنة، كل اثنين بعد كل اجتماع للعائلة كما انك اطلقت عليها لقب "زوجتك المستقبلية" في الواقع ارى انك حقا وقعت بحبها

- ما بك... اني افعل ذلك في سبيل التسلية والزناخة لاني اعرف انك تكرهها، ثم كيف يمكنني ان احب شخصا وصفته بكل تلك الاوصاف السيئة

- اخبرتك... انت مجنون بالفطرة، وكل فكرة مجنونة تميل اليها

- هاهاها... انت مجرد احمق... اهتم بحبيبتك واترك العالم لحبهم

- المهم ان تنسى امرها فقد تخطب لاخي

- حسنا كف عن الازعاج... اخبرتك اني لا احبها

ابعد وجهه عن لؤي بانزعاج وما ان ابعده عنه حتى حل اليأس بدلا من الانزعاج، ربما هو فعلا لا يحبها، لكنه اراد حقا التعرف عليها ليس لانه يحبها، لكن ربما بعدها يحبها، لسبب ما تأمل دائما ان تكون مميزة رغم الاوصاف الغبية التي استمر لؤي باطلاقها عليها طوال هذه السنة،

لكن على كل حال، يبدو انها ستخطب لصالح قريبا، صالح... ما اغرب هذه الفكرة... وما اصعب تصديقها... لقد شهدت مع الجميع على حبه المتين لليلى، فلما يتركها لاجل تلك الحمقاء الغبية؟!... لا بد انه يحبها اكثر، ثم لما قال لؤي "ان كان الامر لمصلحتها؟" ما تلك المصلحة يا ترى؟


هز كتفيه غير مباليا ثم عاد ليركز مع البقية
---



اقبلت ليلى لزيارة صالح كالعادة لكن عن غير العادة قابلها صالح بجفاف، نظرت اليه مستغربة فقال لها:

- هناك ما يجب ان نتحدث به

تفكرت بالامر قليلا ثم هزت كتفاها فقال:

- الامر لن يعجبك ابدا

نظرت اليه مقطبة فقالت:

- ماذا هناك؟

تنهد بتوتر ثم قال:

- عائلتي تريد مني ان اتزوج من ابنة عمي...

فغرت ليلى فاهها لتقول:

- وانت بالتأكيد رفضت

عاد صالح ليتنهد ثم قال:

- انا احبك... واكثر مما احب نفسي... لكني ايضا اخاف على ابنة عمي

- تخاف عليها!... مما؟

اخبرها بالقصة كاملة فقالت:

- وانت الابن العم الوحيد لها؟... لما لا تتزوج من لؤي مثلا؟... انه ليس مرتبطا

- يستحيل ان يحدث ذلك... انهما لا يطيقان بعضهما

- حسنا لا بد من وجود ابن عم اخر لها

- اجل هناك اخر لكني كنت الخيار الافضل بما انني كنت واياها نتفق كثيرا و...

- وماذا؟... طالما هناك اخر فلما لم ترفض؟

- ليلى... الى الان لا شيء مؤكد... قد ارفض الفكرة

- قد ترفضها؟... قد ترفضها!... لما "قد" ارفضها فورا

- ليلى ارجوك!... انا فقط محتار بين حبي لك وبين مصلحة ابنة عمي... افهميني انها عزيزة علي

- اتعلم؟... انسى الامر... طالما انك محتار بيني وبينها فانا ساريحك من حيرتك... اذهب وتزوجها وانسى امري...

خرجت من عنده غاضبة بينما هو يناديها ليكلمها لكنها تجاهلت ندائه واكملت طريقها للخارج، خرج كل من لؤي جواد حسناء من غرفة لؤي على صوت صالح ليروه يخرج من المنزل يتبعها

قال لؤي بحقد:

- أكان يجب ان تتواجد تلك الحشرة في عائلتنا؟... في كل يوم يزداد كرهي لها

- حسناء: اهدأ لؤي، لقد قلت ان العائلة مازالت تفكر بالموضوع

اجاب غاضبا:

- اجل انها تفكر بالموضوع في كيفية تطويره، فعمي مصر على الا تتزوج ابنته الغالية من خارج العائلة، يعلم انه لن يحتمل ثقل دمها احدا فلصقها فينا

دخل غرفته منزعجا ليتبعه صديقيه فتابع تذمره:

- وتلك الغبية تتدلل كأنه يحق لها وترفض اخي، وكأنه سيصح لها افضل منه

صمت الجميع ليسود سكون مثقل في الغرفة فاخرج لؤي علبة سجائر من جيبه ليولع احدى سكايرها، نظر الصديقين اليه مستغربين، فقال جواد:

- منذ متى انت تدخن؟

نظر الى لؤي وهو مازال منزعجا ثم تنهد ليقول:

- ليس منذ زمن... اتريد سيجارة؟

بسخرية اجابه جواد:

- تعلم انها ليست فكرة حسنة... اعاني من الربو

- لكنك تأخذ دواءك بانتظام... لذاك لن يضر بك

تفكر جواد بالموضوع فلطالما لفته مظهر الدخان وهو يتراقص في الهواء، ولطالما اراد ان يجرب ذلك الشعور لكن رد حسناء سبقت رده وهي تقول معترضة:

- لا تفكر بذلك حتى، لست مضطرا للمخاطرة... حتى انت لؤي، اتركه من يدك

هز كتفيه لا مباليا واعاد السيجارة الى فمه، نهضت حسناء غاضبة وخرجت من الغرفة ثم من المنزل، توجه اليه جواد غاضبا ليقول:

- ما بك؟... انها خائفة عليك فلا تعاملها هكذا

- لا شأن لك ولا لها

تقدم جواد اليه ليأخذ السيجارة من فمه ويطفئها ثم قال له:

- اذهب اليها واعتذر... تعلم انها خائفة عليك

- خائفة مما؟... كل العالم تدخن وما زالت حية ترزق...

- اسمع... ان كنت غاضبا لما يحدث مع اخوك فلا تدع ذلك يؤثر سلبا على علاقتك باصدقائك...

عقد لؤي ذراعاه صامتا فخرج جواد من غرفته باحثا عن حسناء، نظر لؤي الى علبة السجائر وعاد ليأخذ سيجارة جديدة واشعلها

---


تزيت شيماء بفستان شيفون ارجواني مطرز بالخرز وقد رفعت نصف شعرها الاسود والباقي اسدلته على احدى كتفيها وقد وضع على وجهها كمية لا يستهان بها من المساحيق، نظر اليها جواد وقال مازحا:

- من انت؟...

نظرت اليه بتعال بعد الكعب الذي ارتدته لتقول له:

- بل انت من تكون؟

ارتسمت ابتسامة خجولة على ثغرها لرؤية خطيبها الذي ينتظر وصولها فجلست على المقعد الجلدي الابيض الى جانبه وتقدم الاقارب والجيران يهنئونهما على خطبتها بينما ارسلت اختها رولا ابنها طارق ذات السبعة اعوام ليلعب بعيدا مع ابنة خاله ريم كي تتفرغ لتصوير اختها يوم خطبتها

اما سمية صديقتها المفضلة فقد ظلت الى جانب شيماء طوال الوقت تشاركها افراحها وتحاول تخفيف توترها حتى اقترب صالح ليهنئ الخطيبين فالتقى بسمية

هنئ شيماء محاولا ابعاد نظره قدر الامكان عن سمية خجلا منها ومن تصرفه مع اختها ليلى بينما هي تبادله نظرات تكبر حاقد، انسحب مسرعا ما ان قام بالواجب ليعود الى اهله لكن وسط الطريق التقى بليلى

ابعد نظره عنها ليتجاوزها باقل احراج ممكن لكن ليلى نادته، توقف عند سماع اسمه لينظر اليها فسالته بتوتر:

- ماذا قررت بنسبة لموضوع خطبتك لاينة عمك؟

نظر اليها متفكرا ثم قال ببرود:

- ظننتك انهيت كل شي بيننا

اجابت بحقد:

- وانت استسلمت بتلك السهولة!... هل تلك هي قيمتي عندك!...

غطى صالح جبهته بكفه ثم قال:

- لقد اخذت القرار دون مشاورتي، فما تتوقعين مني؟... ان اتناسى عائلتي واذهب خلفك واترجاكي كي تغيري رأيك؟... لقد كان ذلك الحل الامثل الذي يرض الجميع

زمت شفتاها وادمعت عيناها ثم صاحت:

- يا لك من خائن... ظننتك تحبني.. ظننت ان ابتعادي عنك لفترة ستشعرك بمدى اشتياقك لي، لكن!... ابتلك السهولة نسيتني

تنهد صالح بانزعاج فصرخت:

- اقسم لك اني لن اريك وجهي بعد اليوم، ولو ترجيتني لاعود اليك لن افعل

ذهبت غاضبة وخرجت من القاعة فنظرت اليها اختها سمية بفزع، اعتذرت من شيماء وغادرت مع اختها بينما بقي الحضور يتفرجون على ما يجري

اقترب جواد من لؤي قائلا:

- يبدو ان اخاك قرر اخيرا الارتباط من ابنة عمك الغبية الحمقاء

هز لؤي رأسه بأسى وهو ينظر الى حالة صالح البائسة ثم قال:

- اتمنى فقط انه لم يأخذ قرارا يندم عليه... كانت لتكون ليلى زوجة افضل له... كما انها تحبه وتقدر حبه، بينما الأخرى ناكرة الجميل... بعدما تخلى صالح عن ليلى لاجلها مازالت ترفضه

نظر جواد لصالح باسف ثم قال:

- ولما ترفضه؟

- لانها حمقاء... تظن ان ابن جيرانها افضل منه... انه مجرد احمق مثلها ولا يبادلها الشعور حتى، استغرب ان وجدت من يحبها في هذا الكون

- لقد قلت ان اخاك يحبها

نظر لؤي لجواد متفكرا ثم قال:

- احيانا اشعر ان اخي فضائيا

عاد لؤي ليجلس على طاولته ويخرج سيجارة من علبتها واشعلها، نظرت اليه حسناء بانزعاج لتقول:

- اعدت للتدخين مجددا؟

سحبت السيجارة من فمه ثم اطفئتها بصحن السجائر لتقول:

- هذا يكفي لؤي... انه مؤذ ورائحته نتنة

ضرب لؤي الطاولة صارخة:

- لا تتدخلي بما لا يعنيك، ان ازعجتك رائحتها اذهبي واتبعي خطا صديقتك ليلى

صدمت حسناء لكلامه ونبرة صوته المرتفعة ودون كلام نهضت وابتعدت عن طاولته لتجلس مع عائلتها غاضبة، نظر جواد الى لؤي ثم قال غاضبا:

- ايمكنني ان افهم ما الذي يجري معك؟ لما صرخت عليها هكذا؟

- انها دائما تتدخل في اموري وتحشر انفها كما لو كانت تهتم بي اكثر مما اهتم بنفسي، لو وضعت نفسها مكاني لوجدت نفسها تفعل مثلي، طالما انها لم تمر بما امر به، على الاقل فلتحترم مواقفي

نظر اليه جواد باستهزاء ثم قال:

- انك تهذي

- اهذي!... ان ارى اخي تتركه حبيبته ليتزوج من غبية وتقول اهذي... ان ينضم اكثر شخص اكرهه في بين البشر الى عائلتي وتقول اهذي... ارى خياتي وحياة اخي تتهدم امامنا وتقول اهذي

- وما دخل حسناء بكل هذا!...

- هذا ما احاول معرفته، ما دخلها كي اجدها تتدخل في كل مرة

- انت تعلم انها تحبك لذلك تتدخل بكل صغيرة وكبيرة

- ذلك ليس عذر لتمنعني مما يريح بالي ولو قليلا، وان كانت ستستمر على هذا المنوال فانا انسحب، لم اعد اريد حبها

نظر اليه جواد مصدوما ثم قال:

- لا تكن سخيفا

نهض ليبحث عن حسناء فوجدها جالسة بين اهلها غاضبة لا تشاركهم الحديث ولا تستمع اليهم، توجه اليهم ليناديها فابعدت نظرها عنه بغضب، قال لها:

- اريد التحدث اليك، الامر هام جدا

نظرت اليه متفكرة ثم نهضت لتخرج معه من القاعة، ذهبا الى ركن هادئ حيث يمكنهما الحديث بهدوء، نظر اليه بجدية وقال:

- لقد سمعتكما صدفة انت وليلى، وان اردت انا مستعد لمساعدتك لتتأكدي من حب لؤي لك

ضحكت باستهزاء لتقول:

- انسى... واضح انه غير مهتم، في الماضي ربما... لكن الان...

عضت شفتها السفلى حين نزلت دمعة من عينها فمسحتها لتقول:

- اشركرك على كل حال لكن لا جدوى

ارادت الانسحاب لكنه منعها قائلا:

- اسمعي... سنمثل فقط اننا نحب بعضنا ونرى ردة فعله... فقط هذا لا اكثر

تنهدت حسناء لتنظر اليه متفكرة، ابتسم جواد مشجعا اياها قائلا:

- معرفتك بحقيقة مشاعره سيريحك صدقا

- وماذا ان كان لا يحبني؟

- انه يحبك صدقيني... لقد اخبرني مرارا، لكن ان اردت ان تري ذلك بنفسك يمكننا ان نعمل بخطة ليلى

زفرت بقلة خيلة ثم ابتسمت لتقول:

- اظن انه لا خيار امامي

مسح جواد دمعة تجارت على خدها ليقول مبتسما:

- اذا متى تحبين ان نبدا بالخطة

بقيت تنظر اليه مبتسمة وهي تفكر بتوقيت حيد وقبل ان تجيبه سمعا صوت لؤي:

- حسنا... ماذا يحدث هنا؟

نظر كل منهما الى لؤي فقال جواد مبتسما:

- ما رأيك بالان مباشرة

نظرت الى جواد محتارة فرفعت كتفاها اي" لست ادري" توجه جواد للؤي وقال بابتسامة خبيثة:

- في الواقع... كنا نريد ان نترك موضوعنا الى ان ننتهي من موضوع اختي شيماء، لكن كما يبدو انك كشفتنا فلا مجال للاخفاء بعد

لؤي بانزعاج:

- اخفاء ماذا... عما تتحدث!

امسك جواد يد حسناء ليقبلها ثم يقول:

- اننا نحب بعضنا...

اتسعت عينا لؤي لسماع الخبر وردد عيناه بينهما غير مصدقا ما سمعه فقال لجواد:

- هذه مزحة غير ظريفة فدعك منها

- مزحة!... لما اعتبرتها مزحة

- انت تعلم لما

- لا لا اعلم... اخبرني...

نظر لؤي الى حسناء تأمل ملامحها المترقبة، لا تبدو سعيدة كمن اخبر فرح زوجه لكن ايضا لا تبدو كمن تعرض مقلبا مزعجا، اذا ما الذي يحدث بالضبط، لا يمكنه التحدث بحرية امام حسناء لان ذلك سيفسد ما خطته منذ زمن لمستقبله، لم يرد ان يعترف لها بمشاعره قبل دخول الجامعة، ولا خطبتها قبل ان يجد عملا، ولن يتزوجها قبل ان يؤمن حياة تليق بهما...

امسك لؤي جواد من معصمه ليأخذه بعيدا عن حسناء ويكلمه جانبا لكن جواد سحب يده ليعانق حسناء قائلا:

- يا لك من فظ... اخبرتك توا عن علاقتي بحسناء وبدلا من جمعي بها تفرقني عنها

رد لؤي غاضبا:

- لا تكن سخيفا جواد انت لا يمكنك ان تحبها

هز جواد كتفيه قائلا:

- ولما لا؟... انها رائعة

توجه لؤي الى حسناء ليقول:

- هل انت موافقة على ما يقوله؟ هل انت تحبينه فعلا؟

صمتت حسناء لا تدري بما تجاوبه فقرصها جواد دون انتباه لؤي ليحثها على الكلام فهزت رأسها محاولة الابتسام ثم قالت:

- اجل... هذا صحيح

فقال صارخا:

- لكنه لا يحبك

- حسناء: هذا عكس ما سمعته يقول منذ قليلا

- لؤي: حسناء... انه يسخر منك... لقد هددني يوما انه سيرتبط بك ذات يوم علما انه لا يحبك

- جواد بثقة: هددتك بالارتباط منها!... وهل هي عدوتك حتى اهدد بشيء من هذا القبيل؟

نظر اليه لؤي بحقد ثم قال:

- جواد انت تفهم قصدي

نظر جواد الى حسناء ليقول:

- هل فهمتي قصده؟

هزت رأسها نفيا فقال جواد:

- ولا انا، لو انك تخبرنا ما الشيء الفظيع الذي يمنعنا من ان نحب بعضنا

نظر لؤي الى كلاهما بحقد ثم قال:

- هكذا اذا... تحبان بعضكما... ومنذ متى ذلك؟

نظر اليها جواد بحنان ليقول:

- ومن يهتم؟... طالما اننا متلائمين

تقدم لؤي ليمسك جواد من ياقة قميصه غاضب مهددا لكنه هدأ فجأة، نظر لكلاهما قائلا:

- حسنا... انتما متلائمين... متلائمين جدا... اذا فلتسعدا بحبكما

قالها والشرارة تتطاير من عينيه وذهب غاضبا:


- فرط جواد ضحكا بينما راقبت حسناء لؤي بقلق ثم توجهت لجواد قائلة:

- لقد غضب

- بالطبع... ذلك يدل على انه يحبك، كما اخبرتك ليلى، ان كان يحبك سيغضب ويثور وقد تصل لان يعترف لك بمشاعره، حسنا لم تصل معه لتلك الدرجة

- لكنه تمنى لنا السعادة

- لانه احمق، او ربما لاننا صديقاه، او لانه فضل ان يحتفظ بباقي ما تبقى له من كرامة

نظرت اليه بخوف لتقول:

- علينا اخباره بالحقيقة، اخشى ان يصدق وينزعني من قلبه

- لن يحدث ذلك... انك حب طفولته

- رغم ذلك لست مطمئنة، اريد اخباره بالحقيقة

ابتسم لها جواد ليقرص خدها واعدا:

- لا تقلقي... ساحل الامر بنفسي

ابتسم لها ودخل الى القاعة باحثا عن لؤي

يتبع...


الاسئلة:

- شو رايكم بتمثيل جواد وحسناء :55:
- شو تتوقعو يصير بعدما يعرف لؤي بالحقيقة؟
- اذا كان جواد رح يخبر لؤي عن انو الشغلة كانت كلها تمثيل، فشو الي بيخلي جواد وحسناء يخطبو بالمستقبل؟
- بتظنوا ان جواد حب اريج من وقتها او عنجد متل ما خبر لؤي انو بس حب يتزانخ عليه لانه بيكرهها؟
- شو رايكم بعلاقة حسناء جواد لؤي بالماضي؟ هيك كنتو متخيلينها او كنتو متخيلينها غير هيك؟ اذا غير فصلو الجواب :55:
ما تختارو هلاء الاحتمال الاول بس لان ما الكم خلق تفصلو الجواب ضحك1




القطة الثاقبة 09-17-2018 02:18 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخبارك
الفصل تحفه👍
الأسئلة :
- شو رايكم بتمثيل جواد وحسناء ؟
مطقن الدور جواد لكن حسناء كانت راح تخربها
- شو تتوقعو يصير بعدما يعرف لؤي بالحقيقة؟
مادري أظن أنه ماراح يعرف الحقيقة لأن لو عرف الحقيقة ما يترك حسناء تتعلق بجواد
- اذا كان جواد رح يخبر لؤي عن انو الشغلة كانت كلها تمثيل، فشو الي بيخلي جواد وحسناء يخطبو بالمستقبل؟
وهذا الي نبي نعرفه :haha:
- بتظنوا ان جواد حب اريج من وقتها او عنجد متل ما خبر لؤي انو بس حب يتزانخ عليه لانه بيكرهها؟
لا اتوقع حبها من وقتها
شو رأيكم بعلاقة حسناء جواد لؤي بالماضي؟
جميلة

ننتظر البارت القادم
بالتوفيق ق1ق1

Ladybug 09-17-2018 07:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القطة الثاقبة (المشاركة 9011402)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخبارك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله كلو تمام وانت

الفصل تحفه👍
:55: بيس2

الأسئلة :
- شو رايكم بتمثيل جواد وحسناء ؟
مطقن الدور جواد لكن حسناء كانت راح تخربها
الهبلة بتحبو وخايفة تخسرو 😅😅😅
وحقها تخاف لان هيدا الي حيصير هه1
تبا 😲 حرقت حدث مهم
معليش بتعرفي التفاصيل بالفصل الجاي :eww:

- شو تتوقعو يصير بعدما يعرف لؤي بالحقيقة؟
مادري أظن أنه ماراح يعرف الحقيقة لأن لو عرف الحقيقة ما يترك حسناء تتعلق بجواد

لت ما هو جواد ح يخبرو انو ملو مقلب ف1 يعني حسناء ما بتحب جواد :55: كرمال هيك المفروض يطمن ف1

- اذا كان جواد رح يخبر لؤي عن انو الشغلة كانت كلها تمثيل، فشو الي بيخلي جواد وحسناء يخطبو بالمستقبل؟
وهذا الي نبي نعرفه :haha:
يلا بتعرفي بالفصل الجاي ان شاء الله :55:

- بتظنوا ان جواد حب اريج من وقتها او عنجد متل ما خبر لؤي انو بس حب يتزانخ عليه لانه بيكرهها؟
لا اتوقع حبها من وقتها
ربما لا ف1 وربما مبلى :55:

شو رأيكم بعلاقة حسناء جواد لؤي بالماضي؟
جميلة
:55: 👍

ننتظر البارت القادم
بالتوفيق ق1ق1

ان شاء الله
بلشت اكتب فيه ^^
ان شاء الله اقدر نزلو قريبا ف1
دعاءك
شمرا على ردك الجميل ^^

نبعُ الأنوار 09-26-2018 10:59 PM

لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعدَ الله أوقاتكِ بكل خير غلا
كيف حالكِ? أرجو أنكِ بصحة تامة

وأخيراً جت أرد بعد تأخير مفرط 😂
الفصل جداً جميييل
م توقعت هيك الماضي خصوصاً بين جواد ولؤي 😲
بتمنى علاقتهم ترجع متل ماكانت وأفضل كمان 😌
متسائلة شو رح يصير بعد ذا !
أريج المسكينة لإمتى تظل محرومة ومظلومة! !
ترا علاقتها مع حسناء تحسنت أم لا!
الفصل كان يحكي عن الماضي
لكن بجد ماضي جمييل😎😌

- شو تتوقعو يصير بعدما يعرف لؤي بالحقيقة؟
يغضب ويعصب 😒

- اذا كان جواد رح يخبر لؤي عن انو الشغلة كانت كلها تمثيل، فشو الي بيخلي جواد وحسناء يخطبو بالمستقبل؟
ذا المنتظرة تفسيرك له 😲
شغله تجلط العقل! !😨


- بتظنوا ان جواد حب اريج من وقتها او عنجد متل ما خبر لؤي انو بس حب يتزانخ عليه لانه بيكرهها؟
يب أظنه لكن م يدري
أحياناً نحب ناس م نعرف عنهم ولاحاجة ولاحتى مرة شفناهم
م أدري شلون يحصل هيك

- شو رايكم بعلاقة حسناء جواد لؤي بالماضي؟
تجنن كتييير حببتها
مناسبين الثلاثة ع بعض 😌

هيك كنتو متخيلينها او كنتو متخيلينها غير هيك؟
بنوب 😒
توقعت عداوة مميتة من الماضي لكن هيك صداقة 😨
صدمتني جداً 😂
بتمنى يرجعوا أصحاب وينهوا الخلافات والإنتقامات 😢

المهم استمتعت جداً بالفصل وربنا يسعدك بقدر مااسعدتينا ♥

في انتظار الباقي بشوق

دمتِ بخير غلا ♥

Ladybug 10-01-2018 11:41 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبعُ الأنوار (المشاركة 9030879)
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعدَ الله أوقاتكِ بكل خير غلا
كيف حالكِ? أرجو أنكِ بصحة تامة
وعليكم السلام
الحمدلله ماشي الحال
وانت كيفك :55:


وأخيراً جت أرد بعد تأخير مفرط 😂
الفصل جداً جميييل
م توقعت هيك الماضي خصوصاً بين جواد ولؤي 😲
بتمنى علاقتهم ترجع متل ماكانت وأفضل كمان 😌
اظن الشغلة صعبة شوي 😅
يمكن يرجعو اصدقاء بس مش متل قبل ف1
واكيد مش احسن 😅

متسائلة شو رح يصير بعد ذا !
أريج المسكينة لإمتى تظل محرومة ومظلومة! !
ترا علاقتها مع حسناء تحسنت أم لا!
علاقة حسناء مع اريج علاقة سطخية لانها كل السنة مسافرة مع لؤي وبيرجعو فترة قصيرة من السنة
كان المفروض اريج وحسناء يصيرو سلفات
بس بعد ما انفصلت عن صالح اختلف الوضع :55:

الفصل كان يحكي عن الماضي
لكن بجد ماضي جمييل😎😌
يب جميل جدا ف1 لكن للاسف ما شي بيضل على حاله

- شو تتوقعو يصير بعدما يعرف لؤي بالحقيقة؟
يغضب ويعصب 😒
صح :55:

- اذا كان جواد رح يخبر لؤي عن انو الشغلة كانت كلها تمثيل، فشو الي بيخلي جواد وحسناء يخطبو بالمستقبل؟
ذا المنتظرة تفسيرك له 😲
شغله تجلط العقل! !😨
هياه جاي الفصل ليفسر ضحك1


- بتظنوا ان جواد حب اريج من وقتها او عنجد متل ما خبر لؤي انو بس حب يتزانخ عليه لانه بيكرهها؟
يب أظنه لكن م يدري
أحياناً نحب ناس م نعرف عنهم ولاحاجة ولاحتى مرة شفناهم
م أدري شلون يحصل هيك
ربما 😅 شخصيا انا ما بعرف ضحك1
بس اكيد اثرت عليه ولو قليلا :55:


- شو رايكم بعلاقة حسناء جواد لؤي بالماضي؟
تجنن كتييير حببتها
مناسبين الثلاثة ع بعض 😌
يلا بطلو ضحك1
ليك كيف صارت صداقتهم 😅


هيك كنتو متخيلينها او كنتو متخيلينها غير هيك؟
بنوب 😒
توقعت عداوة مميتة من الماضي لكن هيك صداقة 😨
صدمتني جداً 😂
بتمنى يرجعوا أصحاب وينهوا الخلافات والإنتقامات 😢
لازم الانتقامات تنتهي والا القصة ما بتنتهي ^^'الا بقتل احدهم 😨

المهم استمتعت جداً بالفصل وربنا يسعدك بقدر مااسعدتينا ♥

في انتظار الباقي بشوق

دمتِ بخير غلا ♥

يلت وصل الفصل القادم بشوق ضحك1
في حفظ الله 😊

Ladybug 10-01-2018 11:47 AM


الفصل ال29b

جلس جواد امام لؤي يراقب ملامحه الغاضبة فقال لؤي ساخرا:

- عجبا... لقد تركت حبيبتك بملئ ارادتك بعد ان منعتني من التفريق بينكما

ضحك جواد ليقول:

- لقد كان الامر مجرد مزحة

نظر اليه لؤي بحذر فقال جواد:

- صدق او لا تصدق انه كذلك... يمكنك ان تسأل حسناء...

قلب لؤي نظراته الى الحقد فقال جواد محاولا تهدئة غضبه:

- المسكينة كانت حزينة جدا...

- وانت ما دخلك بها؟

- وما ظنك؟... انها صديقتي كما انت صديقي

- لكنك تهتم بمشاعرها اكثر مما تهتم بمشاعري

- هذا ليس صحيحا، احاول فقط ان اجمعكما

صرخ لؤي:

- وهل هذه طريقتك في جمعنا؟... لقد فرقت بيننا اكثر مما جمعت

تنهد جواد ثم قال:

- اخفض صوتك فالكل ينظر الينا

- لست اهتم... اتمنى ان لا تتدخل بيني وبينها مجددا

- وماذا لو انها يأست من حبك وبحثت عن غيرك؟

- لن تفعل... انها تحبني كما احبها، لذلك اعلم انها لن تفعل

- انت متيقن جدا على عكس ما رأيتك حين زفينا لك الخبر المزيف

حدجه لؤي بحقد ثم ابعد نظره فقال جواد:

- على كل حال يمكنك الاطمئنان، بعد ان تأكدت من حبك لن تعدل عنك ابدا

نظر لؤي اليه مستغربا وقال:

- تأكدت من حبي؟ هل افشيت لها سري؟

نظر اليه جواد بملل ليقول:

- بالله عليك لؤي، ان كنت تحبها وهي تحبك فاين المشكلة بان تعترفا لبعضكما، ذلك سيريحكما كثيرا

- جواد!... لا اصدق ما اسمع... انت حقا صديق خائن...

- انا خائن!... احاول فقط ان ابقيها على حبك وهكذا تردها لي!

- ذلك لانه لا يمكن ان تؤتمن على سر... تعلم انني لم اكن اريد اخبارها قبل ان ادخل الجامعة، لقد انتظرت سنين طويلة فاين الضرر لو انتظرت سنة اخرى

تنهد جواد اذ ربما كان صديقه محقا، لكن نفسية حسناء كانت تبدو متعبة جدا، قال له:

- حسنا على كل حال هي لم تصدقني حين اخبرتها، بمعنى ان اخباري لها لا يعد افشاءا للسر

اجاب لؤي ساخرا:

- حقا!... يا لها من طريقة منطقية في تحليل الامور

عاد لينظر الى جواد مستغربا فقال:

- لم تصدق انني احبها؟... لماذا؟ ظننت ان ذلك يبدو واضحا من تعاملي معها حتى لو لم اعترف لها بالامر

- حسنا... لنراجع طريقة تعاملك معها... لنعود قرابة النصف ساعة للوراء... كنت تدخن، هي منعتك، انت ماذا فعلت؟

- كانت فقط هذه المرة، لكني لا اعاملها هكذا في العادة، يصدف انني كنت غاضبا

- والمرة السابقة التي طلبت منك عدم التدخين، ماذا فعلت؟

- تبا هل تحفظ كل مواقفي السيئة؟... لقد كنت غاضبا فحسب

- وهل ستعاملها الى الابد هكذا حينما تغضب مع احدهم ولا ذنب لها؟

- وما شأنك انت؟ انها حياتنا الخاصة

- حسناء كأختي، وبالتأكيد لن اسمح لاحد ان يعامل اختي هكذا

زفر لؤي بضيق وحل صمت وجيز حتى قال جواد:

- على كل حال الامور حلت الان... لقد صدقت انك تحبها فاتمنى ان لا تفسد ذلك مجددا

نظر لؤي لجواد بانزعاج ثم قال:

- لقد قلت انها لم تصدقكك حين اخبرتها انني احبها، اذا كيف اقنعتها بذلك؟

رفع جواد كتفيه قائلا بابتسامة استفزازية:

- المقلب طبعا... لقد اظهرت غيرة العشاق حينها

حل الذهول على وجه لؤي ليقول:

- اتقصد ان ذلك المقلب لم يكن الا لاثبات ذلك؟

هز جواد رأسه ايجابا بثقة بينما لؤي مازال مذهولا ويفكر كم بدا احمقا وهو يجاري مقلبهم حين انخدع بهما وانفعل لاجل لا شيء، تجهمت ملامحه فقال جواد بجدية:

- ان حسناء قلقت جدا حين راتك تذهب غاضبا وطلبت مني ان نوقف المقلب

نظر اليه لؤي وكان مازال تاثير الصدمة في وجهه فقال:

- حق عليها ان تقلق، وليس قليلا بل كثيرا

نظر جواد للؤي بقلق فقال:

- بالله عليك، لا يحتاج الامر الى كل تلك الصدمة او الغضب

- اجاب بحقد:

- كيف لا وقد تعرضت للخداع من اقرب شخصين الي

- لقد كان مجرد مقلب

- هذا ما تسميه بمجرد مقلب خرب مخططي المستقبلي الذي خططت له منذ ان بدات اعي الحياة

- لم يخرب شيء بمستقبلك... لازال كما هو، فانت لم تعترف لها بعد، وهي الان -كما كنت تظنها دائما- تعلم بحبك

نظر اليه لؤي بضيق ثم اخذ نفسا عميقا فاطلقه، قال جواد:

- حسنا خذ الامور بروية وانظر الى الجانب المشرق

نظر لؤي الى جواد متفكرا ثم هز راسه ايجابا فاكمل جواد:

- اذا سأذهب لانادي حسناء لتنضم الينا عسى ان تطمئن قليلا فقد كانت قلقة جدا

عاد لؤي ليهز راسه فنهض جواد وذهب بينما بقي لؤي يفكر بحديثه مع جواد، في الواقع قصة المقلب لم يكن من السهل تقبله، وبعد التفكير صعب عليه ان يختار في اي موقف كان ليكره جواد اكثر، بتخريبه لخططه المستقبلية ام لو صدق بارتباطه بحسناء

تفكر بالامر، صدقا لا يدري ما ستكون ردة فعله لو بقي لملاقاة حسناء، ربما يتشاجر معها وربما يسمعها كلاما جارحا، ربما يتصرف معها بما يجعلها تغضب منه، لكن بالتفكير بالامر، هي تستحق ذلك

وضع رأسه بين كفيه متذمرا حتى قرر اخيرا ان ينسحب قبل ان تنضم اليه حسناء عسى ان يفكر بالامر بروية قبل ان يقترف ما يندم عليه طوال عمره

---


بعد يوم عادت الاجواء طبيعية عادية في الحي، اجتمع الجيران كالعادة في زاوية تحت الظلال، اقتربت حسناء منهم لتجد لؤي جالسا بينهم ما ان رأها ابتسم، جشعها ذلك على المضي قدما علما انها كانت تتمنى لو كان جواد معها ليساندها لكنه خرج مع اخته لزيارة عريسها

اقتربت منه لتجلس بقربه دون ان تدرك مغزى ابتسامته، جلست والقت التحية فرد عليها، قالت بتوتر:

- اخبرني البارحة جواد انه اخبرك عن حقيقة ما حدث

تفكر لؤي قليلا ثم قال:

- تقصدين ذلك المقلب السخيف... بالطبع اخبرني...

ابتسمت حسناء ثم قالت:

- اتمنى انك لم تغضب مننا... فقد اتينا البارحة اليك ولم نجدك، بحثنا عنك في القاعة كلها فاكتشفنا انك رحلت

- اه... اجل... حسنا... خبر جواد عن ذلك المقلب وسببه... اتعبني قليلا

اخفضت حسناء رأسها بحزن لتقول:

- انا اسفة... اعلم انها لم تكن فكرة جيدة ولم اكن مقتنعة حقا بالاقدام على ذلك لكن

- حسنا لا باس... ما حدث قد حدث... رغم ذلك فالمقلب فتح عيناي على امر لم اعيه قبلا... هل حقت كنت تحملين الي مشاعر خاصة؟

احمرت خدا حسناء فقال:

- ربما بالغت في هذه السنين بمعاملتي لك بلطف، كنت اراك كأخت لي وظننت ان هكذا يفترض بالاخ ان يعامل اخته، حسنا لم املك اختا في حياتي كما تعلمين، لم اتصور يوما انني قد اجعلك تتوهمين انني احبك

الجمتها الصدمة ولم تستطع ان تقول شيئا عند سماع كلامه، اذ البارحة فقط تأكدت انه يحبها وها هو الان يؤكد لها العكس بلسانه وعندما لاحظ صدمتها لم يكتفي فزاد:

- حسنا انا حقا احبك لكن كأخت، لا اتصور نفسي اتزوج من فتاة شعرها كسيفة صدئة لجلي الاواني، يصعب علي تقبل ذلك

زاد كلامه من صدمتها، مررت يدها على شعرها محاولة ارجاعه للخلف لتخفيه عنه، ادمعت عيناها وهي تتذكر مواقف في الماضي وهو يلعب بخصلة من شعرها ويمدحه، هل كان يمثل عليها طوال الوقت؟...

احست بيد تربت على كتفها فنظرت للخلف لتجد امها تعاتب لؤي:

- كف انت عن هذا الكلام، لطالما اعجبك شعرها المتمرد

جالت حسناء بنظرها على الجيران المجتمعين لتراهم جميعهم يستمعون اليهما بينما هز لؤي كتفيه قائلا:

- اجل يعجبني لكن ليس على من سأختارها زوجتي... احب لزوجتي ان تكون اكثر انوثة

عبست ام حسناء بينما عاتبته امه، اما حسناء فنهضت مسرعة قبل ان تهطل دموعها مدرارا واسرعت لتبكي وحدها في بيتها

قالت ام لؤي معاتبة:

- ما الذي جرى الان، ان كنت حقا لا تحبها الا حبا اخويا ما كان عليك ان تهينها هكذا... كان بامكانك ان تخبرها باحترام دون ان تجرح مشاعرها

نهض لؤي ليبتعد عنهم بانزعاج وهو يفكر:

- في الواقع انا احبها حقا، لكن لن اسامحها بسهولة على جعلي ابدو كأحمق امامها وامام جواد... لن اخبرها بالحقيقة قبل ان تقر انها تعلمت الدرس، وانت جواد... حسابك قادم ايضا... لكن انتظر لتتيح لي فرصة فقط...

---


ارتمت حسناء في فراشها تبكي، تتحسر على كل ايامها التي قضتها معه، ظنته حقا يحبها، لكن تبين انه فقط يعوض حنان الاخت التي لم يحظى بها يوما، وليس فقط انه لا يحبها بل حتى لم يكن معجبا بها ويراها عديمة الانوثة

ذلك الليل امضته حسناء بالبكاء ومر عليها اطول ليلة في حياتها، نهضت اليوم المقبل واتصلت بليلى لتخبرها بما جرى، شقهت الاخرى لتقول:

- لكن الم تقولي انه ثار ثائرته عندما اختبرته

- بلى... حسنا يبدو ان هذا الاختبار لا ينجح مع الجميع

- بل اظنه كاذب

- في الواقع لست اهتم... لقد قررت نسيانه للابد... لن اسامحه ابدا على ما قاله البارحة... كما انه جعلني ابدو غبية واهمة امام كل الجيران

- هذا افضل لك... لطالما احسست ان لؤي مريب

- حقا... ولما لم تحذريني منه؟

- لقد كنت مولعة به، ما كنتي لتستمعي الي

- افف... لقد كنت حمقاء... كم اتمنى لو اعيد الزمن للوراء واتراجع عن ذلك المقلب واكمل حياتي بنسيانه

- انسي... لا احد يمحي الماضي... فقط امض بحياتك كما لو لم يحدث شيء... كما افعل انا حاليا

تنهدت حسناء بملل لتقول:

- اتمنى لو اكون قوية مثلك

- الحياة عزيزتي تعلمك الكثير، وها قد بدأت تعطيك اول دروسها

- تبا افضل دروس المدرسة... دروس الحياة مؤلمة

- لا بأس... ستعتادين عليها مع الزمن

- تتحدثين كما لو كنت عانيت الكثير قبل تعرفك على صالح

- هه... لا... لكن ما اصابني من انفصالي عن صالح كأنه اصابني لمئة عام

- يا اللهي... لما يجري هكذا معنا؟

- اخ... لست ادري

- ايمكنك زيارتي؟... فجواد لم يكن البارحة موجودا واخشى ان لا يكون اليوم ايضا، وانا لم اعتد على البقاء مع احد كما اعتدت عليهما الاثنان، اشعر انني غريبة دونهما

- بل تعالي انت الي... انا لن ازور ذلك الحي مجددا ما حييت

- اففف ... انت محقة، ان اتي انا لزيارتك افضل لكلانا، فانت لن تقابلي صالح وانا لن اقابل لؤي، اذا سأتيك فورا

- حسنا بانتظارك الى اللقاء

- الى اللقاء

---


تقدم جواد بين جيرانه ليلقي التحية على لؤي ويجلس بالقرب منه، نظر حوله باحثا عن حسناء فلم يجدها فسال لؤي عنها، الاخر اكتفى بهز كتفيه مرفق بكلمة "ومن يدري" استغرب جواد تصرفه فسأله:

- اذا هل حدثتها البارحة عن موضوع المقلب؟ ققد كانت قلقة جدا

- اجل تحدثنا... كما يبدو صارت الامور كلها واضحة

- حقا!... هذا رائع...

لم يبدر لؤي اي ردة فعل فاستغرب جواد وارجح ذلك على انه ارغم على اخبارها بما لم يكن يرغب في الوقت الحالي، فقال جواد:

- صدقني لا اجمل من الصراحة

- ومقلبك قبل البارحة دليل على ذلك

- حسنا هناك موقف تتطلب بعض المزاح

- اعلم... لذلك نعمد اليهم من حين لاخر

- هذا صحيح

عاد جواد لينظر حوله ليجد ام حسناء فسألها:

- اين حسناء؟

- لقد ذهبت لزيارة ليلى

نظر لؤي لصالح ليراه انقلبت حالته، عبس بتجهم ثم قال:

- الم تغيير رأيك وتترك تلك الغبية لتعود لليلى؟

نظر اليه صالح باستخفاف ثم قال له:

- وإن كنت تكرهها فانا من سيتزوجها وليس انت، لذا لا داعي للنفور من الفكرة فانا راض بها

- انت احمق، كان بإمكانك تركها لابن عمك محمود

ابعد صالح وجهه عنه بانزعاج وهو يتمتم همسا:

- كأن محمود كان ليترك حبيبته لاجلها

القت حسناء التحية ليلتفت اليها الجميع، راقبت الاماكن الشاغرة لتجد مكانا قرب جواد فتوجهت اليه وهي تسترجع نصيحة ليلى:

"تعاملي امامه كأن كلامه البارحة لم يزعجك بشيء وكأنك لا تهتمين بأمره انت ايضا، في حال كان يحبك سيخاف ان يخسرك وسيعدل عن رأيه ويخبرك الحقيقة، وان كان لا يحبك فعلى الاقل ستحافظين على كرامتك..."

جلست بابتسامة لتنظر الى كلاهما، وساد الصمت المتوتر بينهم حتى اخيرا قرر جواد ابعاد التوتر عبر قوله المفعم بالحماس:

- حسنا، لقد اضحيتما اخيرا حبيب وحبيبة

نظر كل منهما اليه مصدوما ثم تبادلا النظرات، احمرت خدا حسناء لكن لؤي قال ساخرا:

- واي غبي اخبرك بهذا الخبر؟

نظر اليه جواد مستغربا ليقول:

- كنت انت ذلك الغبي، الم تخبرتي منذ قليل ان الامور واضحة بينكما!

فغر لؤي فاهه ليقول:

- في الواقع انت فهمتني خطأ... كنت اقصد انني افهمتها ان علاقتنا لا تتجاوز الاخوة

نظر اليها لؤي ليراها منزعجة مما سمعت فابتسم محولا وجهه عن جواد الذي اخذ يعاتبه:

- هل فعلت ذاك حقا؟... تبا هل انت غبي؟ احاول مساعدتك فتفسد كل شيء

رأت حسناء ان اخذ القرغر الذي اخبرته عنه ليلى امر سهل لكن التنفيذ شيء اخر، ان تدعي انها غير مهتمة به وهي تنهار عند اقل كلمة يقولها، حينها فكرت ان الافضل ان تعتمد على جواد ليعيد عقله اليه، لكن حين لاحظت ان لؤي لا يأبه بكلام صديقه ويصر على موقفه فهنا لا بد من تدخلها:

- كفى جواد... لقد اخبرك لؤي ان علاقتنا لا تتعدى الاخوة، كنت في البداية اظنه يحبني وكان ذلك يقلقني جدا لاني لا ابادله الشعور، لكن بعد ان اكتشفت الحقيقة ذلك اراحني كثيرا، اصبح بامكاننا الان ان نستمر بصداقتنا كإخوان دون قلق...

نظر اليها لؤي ساخرا بينما جواد مصدوما، قال:

- وانت ايضا!... هل جننتما ام انا الذي جننت؟

سكت كلاهما فالوضع اضحى لا يعجب اي منهما، حتى تدخلت شابة لتقول:

- اذا ما وصلني البارحة صحيح، انتما لا تحبان بعضكما حقا

نظر لؤي للدخيلة بحقد اذ لاحظ منذ سنة انها كانت تتواجد في كل الاماكن الذي يتواجد هو فيها، وكانت نظراتها تلاحقه طوال الوقت حتى كاد يختنق منها لكنه تجاهلها طوال الوقت لحبه لحسناء، اراد ان يسمعها الان كلام تندم على تدخلها بشيء لا يعنيها لكن حسناء سبقته:

- هذا صحيح... لا يمكن ان يكون بيننا غير الاخوة فقد تربينا سوية كما الاخوان

هنا حول لؤي نظراته الحاقدة الى حسناء، لطالما كره هذه الجملة من اريج التي استمرت ترفض بها صالح "لا يمكنها الارتباط به لانهما تربيا سوية كما الاخوة"

سحب يده باشمئزاز حين لمسته الفتاة الاخرى قائلة:

- اذا؟... لست مرتبطا؟... حر مستعد للارتباط

نظر اليها بسخرية ليجيب:

- بل حر غير قابل للارتباط

- اوه للاسف... لدي صديقة كانت معحبة بك

رد ساخرا:

- صديقة؟... ام انك تتحدثين عن نفسك؟...

ابدت انزعاجا لكلامه واحمرت خداها فيما قالت:

- عما تتحدث انت؟

فرط جواد ضحك اذ انه كما لؤي لاحظها مرارا تحوم حول لؤي، اما حسناء فقالت معاتبة:

- ماهذا الكلام لؤي... لقد احرجت الفتاة بمزاحك الثقيل

نظر لؤي الى حسناء ساخرا ثم قال:

- اذا انت تنصحينني بالتعرف على صديقتها

- انا لم اقل هذا... لكن مزحتك تلك كانت

صنعت اشكال بيديها محاولة شرح ما عجز اللسان عن تفسيره فضحك لؤي واستدار نحو تلك الفتاة قائلا:

- ماذا لو اخبرتك انني معجب بك وليس بصديقتك؟

ازداد احمرار خدا الفتاة بينما فغرت حسناء فاهها من صدمتها فلكشه جواد قائلا:

- اترك مزاحك الثقيل جانبا لؤي، اشعر انك ستتسبب بقتل اثنين حولنا

نظر لؤي لحسناء ليجدها تنظر اليهما بضيق فصمت لكن حسناء تذكرت ما نصحتها به ليلى، عادت لوضعها الطبيعي وقالت بمرح:

- اوه من يصدق... صديق الطفولة مغرم، لما لم تخبرني بذلك مسبقا ايها الخائن

نظر اليها لؤي متفكرا ثم قال:

- لست مغرما بل معجبا

- حسناء: حسنا الاعجاب يأت اولا ثم يات الحب

لؤي: حقا!... يبدو انك خبيرة حب... اخبريي اذا بما تلومينني على ما لم اخبرك

احمرت خداها غيظا لتبعد وجهها فقالت:

- لا شأن لك

- حقا؟... وهل هناك شيء من هذا القبيل اصلا؟...

- بالطبع، وهل تراني بلا قلب كي لا اعرف الحب

- اه صحيح... لقد اخبرني جواد البارحة، انت تحبينني

نظرت اليه بضيق محاولة ضبط اعصابها لكنها فجأة قلبت مزاجها وهزت كتفاها قائلة:

- يبدو ان جواد اساء فهم كلانا، فقد اخبرني ايضا انك تحبني

- لؤي: حسنا... يبدو انه لدينا صديق احمق

- حسناء: ليس كذلك بل انت الاحمق

قال بانزعاج:

- والان بدلت صديق الطفولة على ذلك الجديد

- لا تناديه بالجديد، انه صديقنا لقد اضحيت مزعجا جدا لؤي

- حقا!... وانا اظن انك معجبة بجواد صديقنا ذاك

شهقت حسناء بينما تدخل جواد اخيرا ليقول:

- لقد اضحى حواركما مملا، هلا تغيرون هذا الموضوع

نظر اليه لؤي بانزعاج ثم الى حسناء ليقول:

- اذا؟... من سعيد الحظ ذلك؟

هزت كتفاها لتقول:

- انت لا تعرفه

- حقا

- بالتأكيد لن اختار احدا من حينا هذا، افضل ان اختار شخصا يعرفني على الحياة في الخارج

- حقا؟... اذا موفقة

استدار الى الفتاة الدخيلة ليقول لها:

- اتمانعين من ان تصبحي حبيبتي؟....

فغر كل من حسناء وجواد فاههما بينما تلعثمت الفتاة لتقول:

- انا... حسنا ظنتتك قلت منذ قليل... انك غير قابل للارتباط

- غيرت رأيي، اذا ما قولك؟

ابتسمت الفتاة بخجل فابتسم لؤي اذ لم يتوقع ردة فعل مختلفة، قال يستفز حسناء:

- اذا... دعينا ننفرد ببعضنا دون ازعاج الاخرين لنتعرف على بعضنا جيدا

نهض لؤي ليسحبها من يدها ويختفي عن العيان بينما حسناء وجواد مازالا غارقين بصدمتهما، قال جواد:

- يا له من خسيس، لا تقلقي، وعدا مني سأعمل جاهدا لاعيد اليه عقله

صاحت حسناء بغضب:

- لا تفعل فلم يفقده عقله الا انت، لو لم تشجعني على ذلك المقلب لما حدث ما حدث

انهمرت دموعها فاخذت تمسحهم، تنهد جواد بانزعاج، ربما ما كان عليه التدخل فعلا، بما ان كلا من حسناء ولؤي كانا يفضلان ذلك

ربت على كتف حسناء وقربها ليضمها اليه مواسيا واخذ يعدها ان ذلك الاحمق سيعود الى رشده قريبا رغم انه هو نفسه كان يشك بالامر

---


ارسلت الشمس اشعتها العسجدية في الحي معلنة عن نهاية وظيفتها بعد نهار طويل، كانت حسناء جالسة بين الجيران قرب جواد كالعادة لكنها ضمنيا كانت في مكان اخر، فقد كانت تقضم اظافرها طوال الوقت وهي تلاحق لؤي بنظراتها وهو يتحدث بمرح مع تلك الدخيلة

حتى اخيرا قررت النهوض من مكانها وتوجهت اليه، وقفت بينهما لتنظر اليه بجدية، انتظر هو منها اعتذارا لما فعلته وتبريرا لفعلتها، توقع ان تتوسله كي يترك تلك الفتاة لكنه لم يجدها الا حازمة ثم قالت:

- هل انت جدي بتعرفك على هذه الفتاة؟

نظر لؤي للدخيلة حائرا اذ انه بالفعل لا يطيقها، لكن في الوقت نفسه يريد ان يجعل حسناء تموت غيرة وغيظا، عندما لم يجاوب اعادت السؤال:

- هل حقا تريد الارتباط بها؟...

هز كتفيه ليقول:

- الامر ليس ارتباطا، نحن بالكاد نعرف بعضنا، سنتغرف وان...

- اذا حظا موفقا لكما

قالت جملتها ببرود وتوجهت الى بيتها غاضبة، كسرت كثيرا مما في غرفتها حتى هدأت قليلا فجلست على حافة سريرها تبكي بحرقة،

يريد ان يتعرف عليها جيدا اولا، حسنا فليكن، فليتزوجها ايضا، ان كان حقا لا يحبها فهي ايضا لن تحبه، ولن تحبه ابدا ولو احبها هو يوما ما... هذا قسم اخذته على نفسها لن تتراجع عنه.

---

في الاسبوع الاتي اختفت حسناء من الحي، تذهب صباحا عند ليلى وتعود قبل الغروب بقليل وتنطلق لبيتها مباشرة كي لا تلتقي بلؤي

اخيرا قرر جواد ان يتدخل فعرض على اخته شيماء ان يذهبا لزيارة سمية وليلى وهناك التقى بحسناء، نظر اليها مبتسما ليقول:

- عاش من شافك ست حسناء

ابعدت وجهها عنه بانزعاج فاقترب قائلا:

- ايمكنني ان افهم لما تختفين عن الوجود؟ بالكاد رأيناك هذا الاسبوع

- انت تعلم انني منزعجة منكما

- مننا؟ كلينا؟

- طبعا كلاكما، ذلك الوغد احمق وانت سبب الحماقة

تنهد بانزعاج ليقول:

- كنت فقط اريد المساعدة... ثم ان كنت انا سبب الحماقة فما قولك عن ليلى؟ لقد كانت صاحبة الفكرة، انا فقط شجعتك عليها

- ليلى اقترحتها لكنها تركتني بحريتي

- وانا لم اجبرك

- كلا لكن... انسى... انني متضايقة جدا بما يحدث، ولا اريد رؤية احد من ذلك الحي في هذه الاونة

- حسنا... اذا... ربما علي ان اعود من حيث اتيت كي لا اضايقك؟

نظرت اليه متفكرة ثم زفرت بيأس لتقول:

- لا بل ابقى... ربما بإمكانك ان تطمئنني على لؤي

ابتسم ليقول:

- هكذا احبك... حسنا... انه ضائع من يوم اختفيتي، تخلى عن تلك الفتاة في اليوم نفسه ليلا... قال انهما لم يندمجا... ومن حينها اراه عصبيا جدا ولا يكلم احد

- لا تقلق عليه... سرعان ما سيجد اخرى تروضه

نظر اليها مستغربا فقالت:

- ماذا ! لقد روضته تلك على مدى يوم كامل، لا بد ان يجد اخرى تروضه لفترة اطول

- غبية! انه هكذا بسببك

- جواد... لا تحاول ان تتدخل مجددا... لقد افسدت كفاية

سك على اسنانه لكنه فضل ان يقطع الموضوع فقال:

- حسنا... ها قد طمئنتك على لؤي، اظن انتهت مهمتي هنا، اصبح بإمكاني الذهاب

- لا اظنك اتيت فقط لتطمئنني على لؤي

- حسنا، لقد اتيت لاطمئن عليك ايضا، وكما يبدو انك ايضا فقدت عقلك بالكامل، مبارك لكما اضحيتما تلائمان بعضكما كليا

- كفى جواد... اعان ما فيه الكفاية، كل ما اريده ان ارتاح من هذا الموضوع كليا

- حسنا... انت حرة

- اعلم

- اذا هل تشربان القهوة ام العصير؟

نظر كلاهما الى ليلى فقال جواد:

- اسألي حسناء فانا ذاهب الان

عاد لينظر الى حسناء قائلا:

- اذا هل ستأتين غدا الى هنا ايضا ام ستمرين على مساكين الحي المشتاقين

ابتسمت حسناء ثم قالت:

- اسفة... لا اجد نفسي مستعدة

هز رأسه متفهما ثم قال:

- اتمنى ان تنتهي محنتك باسرع وقت... سأحاول ان امر عليك غدا ايضا

ابتسمت بفرح لتقول:

- سيسرني ذلك

بادلها جواد الابتسام ثم انصرف، نظرت ليلى لحسناء وهمست لها:

- هل يحبك؟

صنعت حسناء وجها مشمئزا لتقول:

- من!؟ جواد؟

- الم تري ابتسامته ونظراته

- لا تكوني سخيفة

- وانت لا تحبينه؟

- احبه كأخ لي ليس الا

- اذا لا تشجعيه

- اشجعه؟!

- بالطبع، تلك الابتسامة وال"سيسرني ذلك"

- غبية حمقاء... ان جواد يعمل على مساعدتي للارتباط بلؤي

- حسنا هناك انواع من هذا الحب، المحب المضحي الذي يجمع من يحب بالذي تحب لكي يراها سعيدة دائما

نظرت اليها حسناء بسخرية لتقول:

- حسنا ذلك ليس جواد

تفكرت بالامر قليلا ثم قالت:

- اتعلمين شيئا... لا اعرف اي نوع من العشاق جواد، اذ انني لم اره يكلم فتاة يوما...

- ربما لانه يحبك لا يقترب من فتاة اخرى

- ليلى... اخرجي تلك الفكرة السخيفة من عقلك

- ماذا !... على الاقل انه مخلص وقلبه طيب

- ليلى!... لقد خرجت توا من محنة ليئمة في الحب، فلا تدخليي في غيرها، الحب والاخوة يتشتبهان في اوجه عدة فلا تدخلي الحابل بالنابل

- اصطفلي

- سأفعل... الان هاتي العصير

نظرت ليلى مستغربة لحسناء فقالت حسناء:

- الم تخيرينا بين العصير والقهوة منذ قليل؟

- اه صحيح... حسنا لست غريبة، العصير في البراد

---


بعد ايام بينما كانت حسناء عائدة من عند ليلى متجهة الى بيتها، قفز لؤي ما ان رآها يناديها، نظرت اليه حسناء بخجل ثم قررت ان تكون قوية، وصل اليها ليقول:

- تبا ايمكنني ان افهم ما هذه القاطعة التي قاطعتنا اياها

هزت كتفاها بلامبالاة لتقول:

- ظننت ان لا احد سيشعر بغيابي

- لا تكوني غبية... اننا مع بعضنا من ايام الطفولة يوما بيوم، فكيف لا اشعر بغيابك

- حسنا اشتقت لليلى وهي لا يمكنها ان تأت، ماذا افعل

تنهد لؤي بانزعاج لسماع اسم ليلى لكنه قرر ان يتناسى ويبقى على موضوعه:

- حسنا تعالي واجلسي معنا

- اسفة لكنني متعبة، اريد الذهاب للنوم

- مازال الوقت باكرا للنوم

- وهل ستحدد مواعيد نومي ايضا

- حسنا... اسمعي... لقد تخليت عن تلك الفتاة... ومنذ اليوم الاول

- لا!... حقا؟... لماذا؟... كنتما تبدوان رائعين سوية

- رائعين!... كفي حماقة، كانت رقبتك ستنخلع وانت تراقبيننا نتمشى

- بالطبع، لم استطع ان انتزع عيناي عنكما لجالكما سوية، والان دعني اذهب

- لن تفعلي

- حقا!... وباي حق؟

- بحق صداقتنا القديمة... اعلم انني كنت مزعجا بعض الشي مؤخرا وانا اعتذر لذلك... ولكن دعينا نعود كما كنا فلم اعد احتمل الوضع بيننا اكثر... اتفقنا؟

- حسنا... حينما انا لا احتمل الوضع فليكن، لكن حين انت لا تحتمله علينا ان نتراجع... لا لؤي لن يحدث... اخذت قراري وسترى من الان فصاعدا حسناء التي انت اخترتها

امسكها من معصمها حين حاولت التهرب لمنزلها ليعيدها قائلا:

- لا اظنك جادة...

نزعت يدها بعنف قائلة:

- ولما لا... انت فقط انتظر واشهد على التغيير

----


مرت ايام ولؤي يحاول ان يعيد طبع حسناء القديم لكن لم تكن تنثني حتى اخيرا مل وقرر ان يجرب طريقة مختلفة عن اللين وطيب الكلام

تقرب من اول فتاة وجدها معجبة علها ان غارت عليه تعود لرشدها، في الواقع غارت وكثيرا، لكن كان لها من يوسوس لها ويدفعها لان تتكبر عليه اكثر، فكل كبيرة وصغيرة كانت تصل خبرها مباشرة الى ليلى لتحصيل النصيحة

وكانت النصيحة تبعدها عن لؤي اكثر مما تقربها منه، اما جواد فما كان منه الا ان ينصح كل منهما ودون جدوى، ومع مرور الايام ازداد ابتعاد لؤي عن حسناء وجواد ليبقيا طوال النهار سوية،

ذات يوم قرر ان يعود لؤي لصديقيه، ليس وحده بل مع صديقته الجديدة، واقترح ان يخرجا للغداء سوية، مباشرة رفضت حسناء لكن لؤي اصر على جواد ليقنعها، شعر جواد برغبة عارمة في ضرب لؤي على مخططه الاحمق لكن لؤي اخبره انها الطريقة الوحيدة امامه ليقنع حسناء

توجه جواد الى حسناء، نظر اليها وهو يفكر بالخطة بانزعاج، الوضع بالفعل اصبح مزريا والاصلاح يبدو بعيدا جدا، ولكن ان كانت هذه الطريقة قد تجدي كما قال لؤي فما المانع من التجربة

توجه اليها ليربت على كتفها قائلا:

- اسمعي... منذ زمن لم نجلس كلانا مع لؤي... لقد اشتقت الى تلك الايام... فما رأيك؟

- لا... لن انضم اليهما مستحيل

قالتها بحزم بينما سرعان ما اقتنع جواد بكلامها استدار ليخبر لؤي بجوابها لكنه وجد لؤي يحثه عبر الإشارة بالاستمرار باقناعها

تنهد ليعود الى حسناء ليراها عاقدة ذراعاها، مقطبة حاجباها، زمت شفتاها بانزعاج، بدى منظرها المنزعج مؤلما بالنسبة اليه، وبالتأكيد ذلك الاقناع سيكون اكثر ازعاجا بالنسبة اليها واكثر ايلاما بالنسبة اليه

نظر الى صديقه بقلة حيلة لكن الاخر ظل يحثه على الاستمرار، زفر جواد بيأس وعاد الى حسناء قائلا:

- لا تقلقي، سأكون معكما... سأساندك بكل ما اوتيت من عقل

- وماذا ستفعل ان تغزل بها امامي؟ هل ستضربه مثلا؟

- حسنا... لا اظن ذلك، لكن سأجد وسيلة اخرى

- في الواقع اخشى ان اكون انا من سيضربهما

ربت جواد على رأسها ليقول:

- ان فعلت فانا سأشجعك

ضحكت حسناء ثم عاد ليرتسم البؤس على ملامحها فقال جواد:

- دعينا ننضم اليهم هذه المرة، وفي حال كانت الامور مزعجة فلن نكررها، افعليها لأجل الايام الخوالي الجميلة

تنهدت حسناء ثم قالت:

- حسنا... فقط هذه المرة، لكن ان لم يعجبني الوضع سأترك المكان، بل وستتركه انت معي ايضا

- حسنا، انا موافق

ابتسمت حسناء لتقول:

- اذا، سأذهب لابحث في خزانتي عن اجمل ما يمكنني ارتداؤه عسى ان ابدو اجمل من ضرتي

- ضرتك!!

ضحك عندما ادرك انها تعني حبيبة لؤي فاسرعت هي لمنزلها بينما عاد جواد للؤي ليبشره بالخبر مع ذكر شرطها، لم يبال لؤي بالشرط بقدر ما اهتم بان حسناء ستحضر، ان لم تنثني اليوم فيعني هذا انه فقدها الى الابد

---


توجه جواد الى بيت حسناء حين لاحظ انها تأخرت، فتحت له الباب لتلمع عيناه انعجابا، بدت بالتأكيد رائعة بالملابس التي اختارتها بعد ان قلبت خزانتها رأسها على عقب، لكن ما اذهله بها كان شعرها

لقد ملسته ليبدو لامعا كمياه مسترسلة، فتح فمه محاولا التعبير فراح يتأتئ متلعثما فقالت حسناء بحماس:

- هل اعجبك؟... لقد قال لؤي يوما انه يشمئز من شعري الذي يشبه سيفة الجلي الصدئة، لذلك قررت ان اعدل شكله... تغيير لونه كان سيفسده لكن على كل حال اظنه سيفضله هكذا، الا تظن؟

صمت جواد متفكرا اذ ان لؤي اخبره يوما ان شعرها المتمرد هو اكثر ما يعجبه بها، اما وصف السيفة الصدئة فكان وصفه هو لا لؤي، يبدو ان لؤي استعمل عبارته الساخرة في احدى لحظات الغضب وحسناء صدقته، لكن بعد كل شي هي الان تبدو بالفعل رائعة فابتسم جواد ليقول:

- انك اجمل من اي يوم قابلتك به

كتمت صرخة حماس لتقول:

- اذا هيا لننطلق، لا اصدق متى التقيه لارى ردة فعله

خرجا من بنايتها ليصلا الى لؤي مع صديقته، كانت ردة فعل لؤي ان نظر اليها باشمئزاز فتبدل حالها مباشرة من الحماس الى الكئابة

سارا الى مطعم صغير قريب وطلبا طلباتهم فاخذ لؤي يتغزل بفتاته، نظرت حسناء الى جواد بغضب فقال جواد:

- لؤي... رفقا بعزاب الحي، الا ترى حالي الخالي

ضحك لؤي ليقول:

- حسنا انا لم اجبرك على البقاء وحيدا فمعجباتك كثر

- على عكس البقية لا اختار عشوائيا، اريد ان اختار فتاة تناسبني

- ولم تجد تلك الغتاة بعد!

نظر جواد الى حسناء باعجاب ثم نزع عينه عنها ليقول بأنزعاج:

- للأسف لا

قالت الفتاة مستفهمة:

- مهلا... الست انت وحسناء؟...

نظر كل من الاصدقاء لبعضهم فقال جواد ضاحكا:

- لا يا فتاة، من اين اتيت بتلك الفكرة؟

هزت الفتاة كتفاها قائلة:

- هذا ما يروج عنكما في الحي، الكل يقول انكما متحابان

فغرت حسناء فاهها بينما بدى الانزعاج جليا على وجه لؤي فأكد لها جواد ان تلك الفكرة خاطئة تماما وانه هو وحسناء مجرد صديقبن مقربين لا اكثر

اظهرت الفتاة تفهما رغم انه بدى واضحا انها غير مقتنعة، اما لؤي فأراد ان يفجر غضبه ولم يجد الا شعر حسناء لذلك، نظر اليها باشمئزاز قائلا:

- تبدين نسخة عن تلك الغبية الحمقاء

فغرت حسناء فاههة ثم قالت بغضب:

- انا متأكدة ان تلك الغبية الحمقاء فتاة رائعة لكنك ظلمتها بتخلفك، تصدر احكاما لكل من تكرهه دون مبرر، هل يمكنني ان افهم لما تكره ابنة عمك

تجاهل جواد جدالهما وهو يتمعن في حسناء بإعجاب متفكرا:

- لا اصدق ان صالح يتزوج من تلك الغبية الحمقاء مجبرا بينما كنت لاتزوجها بكل سرور، النظر اليها فقط يجلب السرور للنفس... هذا ان صدقت حسناء وكانت فتاة رائعة والا فالامر مختلف


استيقظ جواد على صوت حسناء التي كانت تلوح امامه قائلة:

- هلو جواد!... اين اختفيت عننا

رمش عدة مرات محاولا العودة للواقع ثم قال:

- اسف... اخذتني بعض الافكار بعيدا

كان الغداء مروعا بالنسبة للجميع، فلؤي استمر بالتغزل بفتاته بينما حسناء تلكش جواد في كل حين لينسحبا فيستيقظ جواد من شروده من مظهر حسناء الجديد حتى اخيرا ضاقت حسناء ذرعا ونهضت بانزعاج قائلة:

- حسنا... انا شبعت، انهض جواد دعنا ننصرف

نظر اليها لؤي ثم لطبقها ليقول:

- طعامك لم يلمس بعد

اجابت بتكبر:

- اني اتبع حمية

نظر اليها بشك ليقول:

- منذ متى!... على كل حال يمكنك الجلوس والاستمتاع معنا الى ان ينهي جواد طعامه، فلا اظنه يتبع حمية ايضا

نظر جواد الى طبقه الذي بالكاد لمسه ايضا فقد كان مشوشا طوال الوقت فقال:

- حسنا يبدو انني سابدأ باتباع حمية من الان فصاعدا

ابتسمت الفتاة لتقول:

- يا له من رومنسي، عليك ان تأخذ دروسا منه لؤي

نظر اليها لؤي بغضب ليقول:

- ليسا حبيبين، لقد اكد لك جواد منذ قليل انهما مجرد صديقين


- جواد: حسنا على كل حال انا لست جائعا، يبدو انني سأنصرف مع حسناء بما انها مستعجلة

- لؤي بترج: لا يمكنكما ان تفعلا ذلك... لقد اشتقت اليكما حتما... اشتقت لايامنا السابقة

نظر جواد الى حبيبة لؤي ليقول:

- في الايام السابقة كنا نحن الثلاثة فقط

- حسنا لا اظن ان الامر سيفرق كثيرا

نظر جواد الى حسناء ليراها تنظر الى لؤي بحقد فقال:

- بلا لؤي... يفرق كثيرا وانت تعلم ذلك

قال لؤي بانزعاج:

- اذا هل انتما مصران على الذهاب، الا يمكنكما البقاء؟

امسكت حسناء ذراع جواد لتبعده فاعادها جواد ليقول:

- حسنا... يمكننا البقاء بشرط تنصرف حبيبتك

فغرت الفتاة فاهها بصدمة بينما شرد لؤي بالفكرة اما حسناء فنجرت عينيها لكلام جواد، اذ انه ما ترغب به طبعا لكن هناك اداب للتحدث مع الناس او امامهم، نظر لؤي لحسناء ليقول:

- وماذا عنك حسناء؟ هل رأيك من رأيه؟

جمدت حسناء حائرة، بالطبع رأيها من رأيه ولكن هل من المعقول ان تقولها امامها، ان تطردها بكل بساطة، اجتاحتها رغبة عارمة بقول "نعم هذا ما اريد بالضبط" لكن لسانها لم يطاوعها فتمسكت بذراع جواد قائلة:

- دعهما سوية ولا تفسد عليهما الغداء

- جواد: لقد افسد بالفعل فلا داعي للاستمرار، انت تريدين ايضا بقائنا مقابل رحيلها

جالت نظرات الفتاة بينهم لتدرك حقيقة فاتتها، حسناء لا تحب جواد فعلا بل تحب لؤي، نظرت الفتاة للؤي بصدمة وقالت:

- وبكل وقاحة تأخذ برأيها ايضا! اتطلب اذنها لتطردني؟

نظر لؤي الى الفتاة حائرا، يبدو واضحا ان حسناء لن تنثني، وفي حال اكد كلامها سيخسر الاثنتان فقال:

- بل كنت اتأكد ان رأيها من رأيه لكي انسى صداقتهما للابد

صدم كلامه كل من حسناء وجواد بينما تفكرت الفتاة بكلامه لتبدو اكثر راحة، تقدم جواد من لؤي ليرفعه من سترته بغضب صارخا:

- ايها الاحمق الاناني...

تبادلا نظرات حاقدة فعاد ليدفعه الى كرسييه ثم قال:

- اياك ان تطلب مني مجددا اي مساعدة... لا تحلم بذلك حتى

انسحب بعجل لتركض خلفه حسناء ما لبث ان تذكر حتى عاد للمطعم ودفع فاتورته مع فاتورة حسناء قائلا بلؤم:

- لسنا بحاجة لجميلك

عاد ليخرج من الطعم تاركا الاجواء مكدرة، سار غاضبا الى المنزل وحسناء تمشي خلفه بصمت، ما ان وصلا للحي حتى ابطىء سيره فصارت حسناء بمحاذاته، ما هي ثوان حتى لاحظ ان حسناء تبكي، نظر اليها مصدوما فتنهد بانزعاج ليقول:

- ليس بالشخص الذي يستحق ان تذرفي عليه الدموع فتوقفي عن ذلك

حينها ازداد بكاؤها، اقترب منها محاولا مواساتها فقالت صارخة:

- يسهل عليك طلب ذلك مني حين لم تجرب الحب بينما احببته منذ ان كنت طفلة

عاد ليتنهد بانزعاج فاخذها وضمها مواسيا ليقول:

- ستكون فترة صعبة عليك لكنها ستمضي، لا بد انك ستجدين من يقدر مشاعرك افضل منه

رفعت رأسها لتنظر اليه بعينان تبرقان من الدموع لتقول:

- وكيف لي ان انساه!... انه حب عشرة اعوام

نظر الى عيناها التي تبرقان بالحزن، منظرها الجديد الذي تسبب باضطراب في لبه، عانق خديها بكفيه ليقرب رأسها منه لكنه جمد فجأة عندما ادرك ما كاد ان يفعله، اغمض عيناه بحزن واسند جبهته على جبهتها بينما حسناء جمدت حائرة لا تدري ما الذي جرى مع جواد

ابتعد عنها ليقول:

- اسف ان كنت سأخذلك في اصعب اوقاتك، لكنك ستضطرين ان تبحثي عن غيري لمواساتك من الان فصاعدا

تركها وانصرف الى بيته بعجل بينما هي تنظر اليه فاغرة فمها، اسرعت خلفه باكية:

- جواد!... لا يمكنك ان تكون صادقا... لقد خسرت لؤي لا اريد ان اخسرك انت ايضا... جواد توقف وكلمني

التفت لينظر اليها لتدمي حالتها فؤاده حتى وصلت اليه وعانقته راجية الا يتركها، سك على اسنانه بغضب، ربما تكون حسناء حاليا منفصلة عن لؤي، لكنهما مايزالان يحبان بعضهما، والاعتراف بالحب لها ستعد خيانة لصداقة لؤي، علما بان لؤي تخلى عنها منذ قليل، اذا هل يعترف لها بمشاعره؟

مسح وجهه بكفه محاولا التركيز، مشاعره حاليا متأججة ومشوشة، ربما ان عادت حسناء الى شعرها القديم قد تعود اليه مشاعر الصداقة القديمة ويتعقل، ولكن لا، هو منذ ايام قد احس ان مشاعره تجاه

حسناء تغييرت، فهو كره مؤخرا بان ينصحها بالعودة الى لؤي كما كان ينزعج في كل مرة يطلب منه لؤي ان يكلم حسناء لتعود اليه كما كانت، ولكن تأكد اليوم انه اضحى يحبها حقا

حسنا ربما عليه ان يتروى، ابعد حسناء عنه ليقول لها بهدوء:

- لما لا تذهببن الى صديقتك ليلى

نظرت اليه حائرة ثم قالت:

- سأذهب اليها غدا... لكن الان ابقى معي

صاح جواد غاضبا:

- ابقى معك!... ولما؟... ما الذي سأقدمه لك، النصيحة لا تنفع والمواساة لا تنفع، بقيت بينك وبين لؤي حتى اضحيت الضحية

ختمه كلامه متأففا بغضب وانطلق الى داره بينما تلاحقه حسناء بنظراتها المستغربة "هو الضحية! ولما؟ لا بد انه يقصد فقدانه لصداقة لؤي... " عندما رأت حسناء انها لن تستطيع ان تقنعه بالبقاء معها عادت هي الى بيتها

---


استيقظ جواد صباحا حزينا، تلك المشاعر التي كنها البارحة لحسناء مازالت متأججة وتشغل باله باندفاع، جلس على سريره ليغطى وجهه بكفيه بانزعاج يفكر بما عليه ان يفعل

كأول خطوة عليه ان يختفي من حياة حسناء كي لا يزداد تعلقه بها، اذا عليه ان لا ينزل اليوم للالتقاء بالجيران، لكن ماذا لو اتت حسناء لرؤيته؟ هو بالتأكيد لن يطردها، تبا... اذا لن يستطيع الابتعاد عنها في هذه الحالة

سمع صوت شيماء تكلم امها انها ستذهب لزيارة خطيبها، خطرت له الفكرة وبسرعة خرج من الغرفة قائلا:

- انا سآتي معك

- لا بأس ستأت رولا لاصطحابي

- لا تزعجيها فلديها من الهموم ما يكفيها، سأت انا معك لكن انتظريني فقط لا بدل ملابسي

نظرت اليه مستغربة:

- منذ ايام كنت اترجاك كي تات معي وكنت تقول لي ان حسناء تحتاجك لانها تمر بمحنة، هل اجتازك محنتها اخيرا

- في الواقع هي ستذهب اليوم لرؤية ليلى، دعينا ننهي هذا الموضوع وانتظريني فقط

- حقا لا داعي فرولا على الطريق اصبحت قريبة

- في هذه الحالة ستوصلنا كلينا

ذهب بسرعة ليبدل ملابسه بينما نظرت شيماء الى امها مستغربة فقالت:

- ما الذي يجري معه؟

رفعت امها كفيها بمعنى "لا علم لي"

هزت شيماء كتفيها غير مكترثة ثم صاحت:

- عجل قليلا فلا اريد ان اتأخر

اتاها الجواب من الداخل

- دقائق قليلة واجهز

---

مرت ايام والاوضاع على تلك الحالة، جواد استمر بالهرب يوما مع شيماء الى بيت خاطبها، يوما الى بيت اخته رولا ليساعدها باولاده ويوم في بيت اخيه ليساعد بالاولاد

فضل ان يكون حاضن اطفال على ان يفقد عقله بين صديقيه، استطاعت حسناء ذات يوم ان تمسكه قبل ان يصعد الى منزله، نظرت اليه نظرة منكسرة معاتبة:

- اين كنت طوال الوقت؟... لماذا تركتني وحدي؟... انت تذهب وتختفي ولؤي كل يوم مع فتاة جديدة، لقد اصبح شخصا اخر لا اعرفه حتى

نظر جواد الى لؤي الذي كان يدخن ويضحك ضحكات صاخبة مع فتاة مجنونة لاول مرة يراها بحياته، لا يعلم اين التقى بها الا الله، عاد لينظر الى حسناء ليجد عيناها المنتفختان من البكاء قد غارت واسودت من قلة النوم، لم يحتمل ذلك المنظر فاغمض عيناه وضمها اليه بشدة فبادلته العناق، فتح عيناه وهو ينظر الى لؤي بحقد وسرعان ما ابعدها عنه ليتجه الى لؤي كسبع ثائر ما ان وصل اليه حتى لكمه ثم امسكه من ياقة قميصه موبخا:

- ايها الاحمق كيف تفعل بها هكذا، ان كنت تحبها فاحترمها، انظر اليها كيف اضحى حالها

ابعد لؤي يدا جواد ليصرخ به:

- هذا ليس شأنك، انت من افسد كل شيء من البداية، لولا تدخلك لكانت الامور ممتازة

- لقد كنت افكر بكما، هكذا يصبح حال من يفكر بمصلحتكما

- لقد اخبرتك بمخططي مسبقا، لكنك افسدته

- ان كنت افسدته كان عليك اصلاحه لا ان تزيد من افساده

- اسف لكن لا يبدو ان الامر سيصلح... لقد اضحت علاقتنا ميتة، انا وحسناء لا امل لنا بالعودة كما كنا، فانا عنيد وهي عنيدة، وكل منا لا يريد التخلي عن موقفه

- انتما مجرد احمقان... سنوات من المودة تضيعانها لاجل لحظة غباء

- سمها ما شئت، لكن لا تعد الى نصحي بالارتباط بحسناء

- لكنها تحبك

- الحب وحده ليس كافيا

- اذا انت تتنازل عنها

- يمكنك القول

- ولا تمانع ان ارتبطت بغيرك

تردد لؤي في الجواب فقال:

- اقطع هذا الموضوع لقد اخبرتك ان كل ما كان سابقا بيننا انتهى، عد اليها الان لمواساتها فقد كانت وحيدة جدا هذه الايام

وجه جواد نظرة لحسناء ثم عاد لينظر الى لؤي قائلا:

- سأسألك للمرة الاخيرة، هل حقا لم تعد تريدها ولا يهمك ان ارتبطت من غيرك

تفكر لؤي بالموضوع مليا ثم قال:

- لما تسأل؟... هل هناك شخص معيين؟

- لا اظن ان الامر سيفرق كثيرا بالنسبة اليك ان كنت حقا لم تعد مهتما

- ليس جديا... لم اعد مهتما

- اذا لن تعتبر خيانة لصداقتنا ان طلبت منها الارتباط بي

--- الاسئلة---

ما في كتير اسئلة اليوم 😊 فقط:

- شو رايكم بطريقة انهاء الفصل هه1
- شو توقعاتكم للفصل الجاي :55:
- اي اكتر مقطع عجبكم
- تصرفات لؤي وحسناء وجواد تنم عن الواقع او مبينة مش طبيعية؟ يعني اشيا ما بتصير الا بالقصص 😅
- اذا بتحبو تضيفو جواب بلا سؤال ما عندي مانع :55:


اسفة على التأخر كنت بهالفترة كتير تعبانة وسائبت اجت مع المدارس
في امان الله


القطة الثاقبة 10-03-2018 02:57 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخبارك
الفصل جميل :قطة:
انتظر البارت القادم
اعذريني لم ارد على الأسئلة 😊
بالتوفيق ق1ق1

Ladybug 10-03-2018 10:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القطة الثاقبة (المشاركة 9032925)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخبارك
وعليكم السلام ورحمة الله

الفصل جميل :قطة:
من ذوقك ^^

انتظر البارت القادم
احاول كتابته باسرع ما يمكن 😊

اعذريني لم ارد على الأسئلة 😊
بسيطة ☺
مع اني كنت حابة اعرف رأبك بس مش هالشي الفظيع :55:

بالتوفيق ق1ق1

شكرا لك ^^
نورتي الفصل بردك :55: و2

نبعُ الأنوار 10-04-2018 09:19 PM

السلام عليكم ورحمة الله
أسعدَ الله أوقاتكِ بكل خير
كيفك وأخبارك? بتمنى تكوني في تمام العافية
تدري ماصدقت الفصل نزل من شدة له وحشة والحماقة مني أني قريته ونسيت أرد 😂
اعذريني على ذلك

لؤي الغبي الأحمق الأناني تدري كم أنا غاضبة منه! 😠
بقرأ في الفصل وفي بالي أشبعه ضرب 😡
شو فاكر نفسه!
يعني ماتقبل مساعدة جواد له ويشوفه الغلطان كمان والغلط كله منه! !
مغفل أهبل! !
بدي أأدبه هالزلمة 😒
وماعاد بدي يرجع مع جواد متل أول لأنه حقود وينسى الخبز والملح لأتفه سبب وهو سبب السبب

المهم حيرني شلون وقع جواد في حب حسناء وبعدها يغير رأيه !
أظن أن مشاعره ماكانت صادقة مجرد قرب لها وقت محنتها خلاه يتوهم هيك أم ان لأريج دور! !
وحسناء ببساطة نست لؤي وقبلت بجواد 😂
معها حق لأنه استفزها كتيير بديك البنات الي بتسكع معهن
هو بالأساس كان مفترض يحترم مشاعرها مش يجرحها هيك 😒

الي مضحكني جداً أنه رجعو لبعض 😂
في نهاية لؤي لحسناء وحسناء للؤي
شلون حصلت فهمينا 😂
والمعلق جواد المسكين الله يعوضه😂

- شو توقعاتكم للفصل الجاي
م أدري لكن أكيد رهيب

ـ نهاية تشوق للفصل القادم عرفتي فين تعلقينا

- اي اكتر مقطع عجبكم
وصفك لحسناء وعيونها المتورمة لحظة لؤي مع بنت مجنونة م ندري من نين جابها 😂
فرطني ضحك

- تصرفات لؤي وحسناء وجواد تنم عن الواقع او مبينة مش طبيعية؟ يعني اشيا ما بتصير الا بالقصص 😅

والقصص أساساً مبنية من الواقع حتى لو كانت خيالية
يعني في هيك أمور بتحدث

الفصل بصفة عامة جمييل وعجبني
تسلمي غلا

في أمان الله

Ladybug 10-06-2018 12:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبعُ الأنوار (المشاركة 9033234)
السلام عليكم ورحمة الله
أسعدَ الله أوقاتكِ بكل خير
كيفك وأخبارك? بتمنى تكوني في تمام العافيةوعليكم السلام
الحمد لله كلو تمام


تدري ماصدقت الفصل نزل من شدة له وحشة والحماقة مني أني قريته ونسيت أرد 😂
اعذريني على ذلك

ضحك1 يسيطة ما صاؤ شي ضحك1

لؤي الغبي الأحمق الأناني تدري كم أنا غاضبة منه! 😠
بقرأ في الفصل وفي بالي أشبعه ضرب 😡
شو فاكر نفسه!
معشوق الجماهير 😅

يعني ماتقبل مساعدة جواد له ويشوفه الغلطان كمان والغلط كله منه! !
لا هو جواد خربله مخططه المستقبلي 😅

مغفل أهبل! !
بدي أأدبه هالزلمة 😒
وماعاد بدي يرجع مع جواد متل أول لأنه حقود وينسى الخبز والملح لأتفه سبب وهو سبب السبب
ضحك1 يعني في ناس هيك انانيين

المهم حيرني شلون وقع جواد في حب حسناء وبعدها يغير رأيه !
أظن أن مشاعره ماكانت صادقة مجرد قرب لها وقت محنتها خلاه يتوهم هيك أم ان لأريج دور! !
لا مشاعره تجاه حسناء كانت حقيقية 😅
بالفصل الاول مبلشة بعد ما انفصل عن حسناء ومبين اديش تعذبت بالانفصال
بس اكيد كان لاريج دور لينسى حسناء :55:
اذا ملاحظة كاتبة بعالجزء كيف كانت علاقتهم من 7 سنين
لا هي كانت تخبو ولا هو كان يحبها
الفصل الاول كلو هو كان يحب خطيبتو وهي كانت تحبه ولد من صفها حب صديقتها
اي صح هو نفسه ايمن 😂
نسيت اني كتبت عنه هنا ف1

وحسناء ببساطة نست لؤي وقبلت بجواد 😂
اكيد لا :55:
هي بتقرر تنسى لؤي لان هيك عم يعمل
وبقية الجواب في الفصل القادم :eww:

معها حق لأنه استفزها كتيير بديك البنات الي بتسكع معهن
هو بالأساس كان مفترض يحترم مشاعرها مش يجرحها هيك 😒
هو غبي ف1
اعتبر اهو هي وجواد جرحو مشاعرو بحب يرجعلهم المقلب
فانقلب السحر على الساحر ضحك1


الي مضحكني جداً أنه رجعو لبعض 😂
في نهاية لؤي لحسناء وحسناء للؤي
شلون حصلت فهمينا 😂
اي لان كانو بعدهم بيحبو بعض
صارت شوية خلافات كيعت فيها حسناء لؤي
وبالاخر رجعو تصالحو 😅

والمعلق جواد المسكين الله يعوضه😂
يلا بكرا بيلقى تعويضه :55:

- شو توقعاتكم للفصل الجاي
م أدري لكن أكيد رهيب
يعني هو خلو بس ما اظن لدرجة الرهيب 😂

ـ نهاية تشوق للفصل القادم عرفتي فين تعلقينا
اجمل مطرح لقطع الاحداث ضحك1

- اي اكتر مقطع عجبكم
وصفك لحسناء وعيونها المتورمة لحظة لؤي مع بنت مجنونة م ندري من نين جابها 😂
فرطني ضحك
ضحك1 تشمتي بالبنت المسكينة ضحك1

- تصرفات لؤي وحسناء وجواد تنم عن الواقع او مبينة مش طبيعية؟ يعني اشيا ما بتصير الا بالقصص 😅

والقصص أساساً مبنية من الواقع حتى لو كانت خيالية
يعني في هيك أمور بتحدث
اي اكيد
الاحداث يمكن تحصل
بس قصدي لو كانو بشر طبيعيين
بيتصرفو هيك؟
او لازم يكونو مثلا بشر حالات استثنائية ضحك1
مش عارفة اذا فهمتي علي
قصدي الشخصيات عارفين يمثلو الواقع
او تصرفاتهم مش طبيعية؟
مش عارفة هلاء اءا اختلف السؤال ضحك1


الفصل بصفة عامة جمييل وعجبني
تسلمي غلا

في أمان الله

من ذوقك ^^وشكرا لك على المتابعة
في حفظ الله

Ladybug 10-26-2018 02:25 PM



تذكير باخر الاحداث
__________________


وجه جواد نظرة لحسناء ثم عاد لينظر الى لؤي قائلا:

- سأسألك للمرة الاخيرة، هل حقا لم تعد تريدها ولا يهمك ان ارتبطت من غيرك

تفكر لؤي بالموضوع مليا ثم قال:

- لما تسأل؟... هل هناك شخص معيين؟

- لا اظن ان الامر سيفرق كثيرا بالنسبة اليك ان كنت حقا لم تعد مهتما

- ليس جديا... لم اعد مهتما

- اذا لن تعتبر خيانة لصداقتنا ان طلبت منها الارتباط بي



***بداية الفصل 29c***



فنجر لؤي عيناه لسماع كلامه، رمش عدة مرات محللا كلامه حتى اخيرا اظهر ابتسامة استهزائية ليقول:

- فهمت ما ترمي اليه... انه مقلب جديد لجعلي اعترف بحبي لتلك لغبية، لن اقع في الفخ مرتان... في هذه الحالة اذهب وتزوج منها ايضا

- لست امزح معك وليس الامر مقلبا... انا احببت حسناء، لم افاتحها بالامر بعد لكنني سأفعل ان كنت انت حقا لم تعد تريدها

- هه... يا لك من صديق مخلص... فاذا اذهب واخبرها بمشاعرك فلم اعد مهتما بها

- هل انت متأكد؟

هز كتفيه ليعيد السيجارة الى فمه ويعود الى صديقته ليملئا ضحكاتهما الحي كله، تراجع ليعود الى حيث كان شاردا فاقبلت اليه حسناء مسرعة:

- ما الذي جرى؟ بما تحدثتما؟

نظر اليها جواد متفكرا ثم ابتسم بالالم ليربت على رأسها قائلا:

- انسي الامر، لا شيء يسرك بالموضوع

- لما؟ لا اظنه سيقول شيئا جديدا

- لقد كان يكذب عليك مسبقا... لكنه كان صادقا معي... يبدو انه فقد ثقته بي حتى بعد ذلك المقلب فحتى انا يكذب علي الان...

تابع في سره " اخشى ان يكذب على نفسه قريبا ويقتنع اقتناعا تاما بانه لا يحبك" عاد ليقول لها:

- اسف لكن بعد الان لا يمكنك الاعتماد علي في اصلاح علاقتك بلؤي

عادت لتدمع عينيها فابعد وجهه عنها بانزعاج، نظرا لهذه الدموع فحتى لو اعترف لها بمشاعره هي لن تقبل به، انه مجرد حلم، هي تحب لؤي وهو بالنسبة اليها مجرد صديق عزيز

اعتذر لها لتشجيعها ذلك اليوم على المقلب ونصحها بالتوجه من الان فصاعدا الى ليلى لانه لن يستطيع ان يفيدها باي شيء، رفعت نظرها اليه بتعاسة لتخبره ان ليلى رحلت للقرية ولن تعود قبل شهر

نظر اليها شاردا فعاد واعتذر منها لعجزه عن مساعدتها وتابع طريقه الى منزله تاركا اياها تبكي وحدها

---

بعد منتصف الليل نزل جواد ليجلس وسط ظلام ساحة الحي ويحتسي سكينته، جلس في كرسي ليسند ظهره رافعا رأسه مراقبا النجوم حتى لاحظ وميض سيجارة تقترب الى ان توقفت قربه، نظر اليه صاحبها متفحصا وسط الظلام ليقول مستغربا:

- جواد!... ماذا تفعل في هذا الوقت من الليل في الشارع؟

ابعد جواد نظره عنه بانزعاج ليقول بملل:

- نفس السؤال موجه اليك

ضحك بخفة ليجلس بقربه، اخذ نفسا من السيجارة ليطلقه في الهواء ثم قال:

- اذا الى اين وصلت بمقلبك مع حسناء؟

نظر اليه بانزعاج ليقول:

- اخبرتك انه ليس مقلبا، لقد كنت جادا

- حسنا حسنا... واين وصلت بجديتك مع حسناء؟

- اففف... انسى الامر، تعلم انها تحبك

- ههه بالطبع

وجه اليه السيجارة ليقول:

- انها تنسي الهموم، اتحب ان تجرب؟

ابعد يده بضيق ليقول:

- ابعد تلك الرائحة المزعجة عني

- كنت اظنك تحبها

- ان كنت تذكر كانت اصل خلافك مع حسناء

- لم يكن السيجارة بل تلك الحمقاء الغبية

- وما شأن تلك الحمقاء الغبية بخلافك مع حسناء

- بسببها اصبحت مدمن تدخين

- والان اصبحت مدمنا!

رفع لؤي السيجارة لينظر الى شعلتها وسط الظلام بينما يتصاعد منها الدخان ثم قال:

- انها رائعة...

- هه... انت مجرد احمق

- بربك جربها ثم احكم علي

- لست مضطرا

- وليست ممنوعة عليك؟ ام ان حسناء منعتك؟

نظر اليه بطرف عينه ثم عاد ليبعد نظره، اعادها لؤي الى فمه وصمتا ينظران الى النجوم حتى اخيرا سحب جواد السيجارة من يد صديقه واخذ نفسا

سرعان ما بدأ يسعل ففرط لؤي ضحك، رمى جواد السيجارة في وجه لؤي قائلا:

- انت بالفعل احمق... وبكل ثقة يقول جربها واحكم علي

عاد ليضحك لؤي مجددا ثم قال:

- فقط البداية تكون هكذا، لكن ان اعتدت عليها سيكون الامر مختلفا

نهض لؤي ليذهب، اخرج من جيبه علبة سكائر ورماها لجواد قائلا:

- خذها وجرب الى ان تعتاد عليها، سأخذ ثمنها منك فيما بعد

انصرف قبل ان يسمع اعتراض الاخر، اخذها جواد وتأملها ليقرأ على العلبة: "التدخين يؤدي الى امراض خطيرة ومميتة"

ضحك ساخرا ليقول:

"بالطبع... فكثيرا ما نرى اناس يدخنون يموتون بسبب الدخان، في الواقع لم اسمع للان بواحد منهم، اما ان يموتو بحادث سير او انتحار اوشي من هذا القبيل، العمر اقصر من ان يقضي عليك الموت بسبب التدخين"

تنهد ليضع العلبة في جيبه وعاد ليشرد في النجوم


---


بينما كان الجيران مجتمعين عصرا في ساحة الحي يضحكون ويتسامرون كان جواد جالسا متوترا، تارة ينظر الى حسناء مبتسما وترا ينزع نظره عنها منزعجا، حتى اخيرا اكلها رفسة قوية صاح على اثرها وهو ينظر الى حسناء منزعجا ليراها تنظر بغيظ باتجاه معين

لم يكن مضطرا لينظر الى حيث تنظر ليكتشف سبب غيظها فسند ظهره على كرسييه مقطبا حاجبيه عاقدا ذراعيه يسك على اسنانه بغضب عادت حسناء لتتمسك بذراعه من هول المشهد بينما تسب لؤي والفتاة التي معه بصوت منخفض

اما جواد فمجرد ان لمسته اغمض عيناه تأثرا ثم ما لبث ان تحول تأثره الى غضب ليبعد يدها عنه بعنف صارخا:

- تبا ابعدي يدك عني

نظرت اليه مصدومة غير مستوعبة ردة فعله بينما لاحظ جواد ان الكل ينظر اليهما مستغربون فنهض من كرسيه مبتعدا عن الجميع، نظرت حسناء ايضا للجميع لتراهم يراقبونه فنهضت مسرعة لتتبع جواد، اما شيماء فتتبعتهما بنظراتها كأنها بدأت تعي ما يحدث مع اخيها وبدأت تجهز لائحة بالاسئلة التي ستوجهها له بعد عودتها للبيت

امسكت حسناء بجواد لتوقفه فالتفت ينظر اليها ببرود، قالت بحيرة:

- ما الذي يحدث معك؟... لقد تغيرت كثيرا مؤخرا

صمت يفكر بما ستكون ردة فعلها لو اخبرها عن تغيير مشاعره تجاهها لكنه لم يتوقع خيرا لذا فضل ان يحتفظ بمشاعره لنفسه فقال:

- اسف حسناء... لكن صداقتنا تنتهي هنا

فغرت فاهها وتوسعت عيناها من الصدمة، رمشت عيناها عدة مرات محاولة الاستيعاب ثم قالت:

- لكن لماذا؟ هل اخطأت معك بشيء؟

ابعد وجهه عنها متنهدا بانزعاج ليقول:

- ليس الامر هكذا

فصاحت بتنفعال:

- اذا لماذا؟ لا يمكنني ان افهم...

نظرت اليه تتفحصه حتى عادت لتفغر فاهها ثم قالت:

- اظنني فهمت

نظر اليها عند سماع كلامها ليرى ما سيكون ردها على الموضوع فقالت:

- لؤي منعك من ان تبقى الى جانبي... هذا ما حدث اليس كذلك؟

فنجر جواد عيناه من استنتاجها الاحمق، ثم من ردها بدا واضحا انه مهزوم في هذه المعركة حيث لؤي يسكن كل خلية من خلاية عقلها وقلبها فلا فرصة له ابدا، قال بسخرية:

- لا شأن للؤي بالامر، لا عن قريب ولا عن بعيد

استدار مبتعدا عنها بينما هي تبعته مستفسرة:

- اذا لماذا؟

اكمل سيره محاولا تجاهل اسئلتها الكثيرة التي لا جواب لهم الا واحدا فضل اخفاؤه حفاظا على كبرياءه لكن اصرارها جعله يلتفت ويرمي بعقله وكرامته جانبا ليصرخ لها:

- لانني احببتك

بدا على وجهها السخرية لتقول:

- وهل يعامل من يحب صديقته بهذه الطريقة

صمت لوهلة ليقول:

- انت لا تبادلينني المشاعر ولن تفعلي ابدا

- كيف لا؟... هل ابديت يوما كرهي لك او شي من هذا القبيل؟

ضرب جواد جبينه ليقول:

- تبا انت لم تفهمي قصدي... اقصد انني احبك اي انني مغرم بك... اي انني اريد ان اخطبك

صدمت حسناء لذلك الاعتراف الذي لم تكن تتوقعه ابدا بينما انتظر جواد جوابها فلم يلقى منها الا صدمتها العنيفة تلك فتركها في صدمتها ليبحث عن مكان يبتعد عنها قدر الامكان ولم يكن ليجد مكان افضل من الانضمام الى لؤي مع صديقته

جلس بقربهما منزعجا فنظر اليه لؤي ساخرا ليقول له:

- نصيحة مني ابتعد عن النساء فلن يسببو لك الا وجع الرأس

وجهت صديقته اليه ضربة محترمة فنظر اليها لؤي ضاحكا ليقول:

- انت شابة استثنائية تنسين الناس همومهم

ضحكت ضحكة هازئة لتقول:

- صدقتك، مثل على غيري، فانا اعرفكم انتم معشر الرجال كلكم صنف واحد، تنكرون اهميتنا في المجتمع وتنسون ان الذي انجبكم الى هذه الدنيا كانت امراة

- لا يا فتاة، من قال اني انكر اهمية المراة في المجتمع، لا حياة للرجل دون نساء ولكن ان كنا نحتقرها فتتعال علينا، فما ستفعل لو اعلينا من شأنها، بالطبع ستدوس علينا بكعبها العالي، وانت تعلمين كم يؤلم ذلك

- هزت كتفاها لا مبالية وهي تنفث دخان سيجارتها ثم قالت:

- لا اذكر انني جربت ذلك الشعور، ولكن مهما كان مؤلما فانتم تستحقون ذلك

نظر اليهما جواد مستغربا، لو ان حسناء تستمع الان الى حديثهم لانتحرت بسبب الغيرة التي افرطتها بسبب لا شيء، ان بينهما عداوة اكثر من صداقة

مد لؤي سيجارته لجواد قائلا:

- دخن يا صاح، لن يفهم رأسك غيره...

نظر جواد الى السيجارة ثم الى لؤي فحثه لؤي ليأخذها، ففعل وما ان اخذ نفسا منها حتى بدأ يسعل كالمرة السابقة، فرط كل من لؤي وصديقته ضحكا بينما انزعج منهما جواد فرمى السيجارة ارضا وابتعد عنهما، لكن لؤي امسكه ليعيده ضاحكا وهو يقول:

- لا تيأس بهذه السرعة يا عزيزي، ان الامر يستحق واكثر، اليس كذلك دينا؟

رفعت دينا ابهامها مختصرا الايجاب ثم اقتربت منه لتعطيه بعض نصائح من خبرتها وهكذا دخل جواد عالم المدخنين

---


طرقت شيماء ليلا باب غرفة جواد تستسمحه للدخول، سرعان ما اطفئ سيجارته وحاول ان يخرج رائحة الدخان بدفعه بيديه تجاه النافذة حتى دخلت اخته

نظرت حولها مستغربة وهي تشم الرائحة لتقول:

- هل هذه رائحة سجائر؟

نظر حوله باحثا عن فكرة تخلصه من الورطة حتى خطرت له فكرة، سحب كنزته تجاه انفه ليمثل النفور من الرائحة ثم قال:

- لقد كنت مع لؤي وصديقته وكانا طوال الوقت يدخنان

عبست لتقول:

- تعلم انه لا يجب عليك التواجد بين اناس يدخنون، ذلك يضر بصحتك فانت مصاب بالربو

اخفض راسه يشعر بالذنب فاردفت شيماء:

- كما ان لؤي بحد ذاته لم يعد يعجبني، اشعر انه اصبح شخصا اخر مؤخرا، افضل لو تبتعد عنه

نظر اليها مليا ثم قال:

- اظن ان الفكرة وصلت، لا داعي لمزيد من الشرح، الان اريد ان انام

- اولا بدل ملابسك ذات الرائحة النتنة ثم...

نظرت اليه بحرج وقالت:

- اتيت لاكلمك بموضوع اخر

عبس محاولا ان يدرك ما هو النوضوع فتقدمت وجلست على سريره قائلة:

- لما عاملت حسناء اليوم هكذا؟

تنهد بانزعاج ليقول:

- انسي الامر شيماء... اخرجي الان اريد النوم

- هل تحبها؟

احمر وجهه لا يدري أحياءا ام غيظا، هل الامر واضح الى تلك الدرجة؟ قال بانزعاج ناكرا:

- لا لست احبها، بعد ان حصلت على الجواب، هل بامكانك ان تتركيني وشأني لاستريح

تنهدت بيأس لتقول:

- لا تنسى انها حبيبة صديقك

- ظننتك منذ قليل قلت ان صحبتي له لم تعد تعجبك

- اجل لا احب صحبتك له لكن لا يعني ذلك ان تحول الجيرة الى عداوة، لقد تحدث الحي بأجمعه عن شجارك ذلك اليوم مع لؤي بسبب حسناء

سك جواد على اسنانه محاولا ضبط اعصابه ثم قال:

- لا بأس... اعلم جيدا انه يحبها كما اعلم اكثر انها متيمة به ولن تفكر بغيره

زفرت شيماء بقلة حيلة ثم قالت:

- اتمنى فقط ان تبقي تلك الفكرة برأسك ولا تفعل ما تندم عليه

نهضت من السرير وخرجت من الغرفة ليغلق جواد الباب بعنف ثم يلقي بنفسه على السرير، ان اخر ما كان ينقصه الان هو نصيحة اخته وتذكيره بهمه، ولكن، هل حبه لها واضح الى ذلك الحد؟

قالت ان الجميع تحدث عن شجاره مع لؤي، هل تحدثوا عنه كصديق يهتم بصديقته ام كعاشق اعمته الغيرة، تبا لما على الناس التدخل دائما بما لا يعنيهم،

على كل حال هو انسان وله مشاعر كأي انسان اخر، والبقاء طوال الوقت قرب فتاة محاولا مواساتها لا بد من ان يحرك ذلك مشاعره، لكن... تبا

رمى بأفكاره جانبا ليأخذ علبة السيكارة ويسحب منها واحدة واشعلها ليأخذ نفسا عميقا ثم القى بكل ما يزعجه مع الدخان الخارج من فمه، لم يمر وقتا طويلا حتى بدأ يشعر بالضيق، اطفئ سيجارته ليأخذ بخاخة الربو ويأخذ نفسا منه

رفع كل من السيجارة في يد والبخاخ في اليد الاخرى متفكرا "احدهما يشفي المشاكل الجسدية والاخر يشفى المشاكل الروحية، كلاهما لا يمكن التخلي عنه والحياة بدونهما موت"

ابتسم باستهزاء ليشعل السيجارة في يده ويكمل جولة التدخين المسائية

---

بعد اسبوع لم تستطع حسناء ان تحتمل وحدتها، تجلس مع الجيران في الحي، تتحدث الى الفتيات من جيلها، لكنها اعتادت على وجود لؤي وجواد في حياتها، واختفيا كلاهما فجأة، جلست في سريرها بيأس ثم نظرت الى سماعة الهاتف، امسكتها واتصلت بليلى:

- الو...

- ايتها الغبية، ان تذهبي الى الضيعة لا يعني ان تنسينني كليا

- اوه... اشعر ان هناك شيئا خاطئا حصل

- اجل... هذا ما حدث

- اذا هل خطب لؤي

- لا اظنه سيخطب يوما فهو لا يستقر على فتاة معينة

- هذا جيد، فليمت عانسا

- كفي عن ذلك ليلى... انك قاسية جدا، تعلمين انني احبه

- انسى احلام الطفولة وابدئي حياة جديدة

- لقد اصبحت باردة جدا

- حسنا، هذا ما يتطلبه الحياة

- اففف على كل حال ليس لهذا السبب اتصلت بك

- اذا هناك خبر اخر؟

- اجل، وقد صدعني منذ اسبوع

- من؟

- الخبر الاخر... اففف ظهر ان جواد مغرم بي

- وما الجديد؟ لقد اخبرتك بذلك سابقا

- لا حينها لم يكن يحبني، لقد كنا حينها كأخوة رائعين، لكن مؤخرا بدأ ينفر مني، ومنذ اسبوع اخبرني ان صداقتنا انتهت لانه يحبني

- لقد كان يحبك قبلا، لكنه لم يكن يدرك ذلك

- يا اللهي، وماذا افعل انا الان؟ انني وحيدة منذ اسبوع

- ولما لا ترتبطين به؟

- هل تمزحين معي؟ لا اراه اكثر من صديق، ثم اني مازلت احب لؤي

- لا بأس فانا خطبت ايضا وما زلت احب صالح

فغرت حسناء فاههة لتقول:

- خطبت؟ بهذه السرعة ولم تخبريني حتى؟ ثم كيف يمكنك ان ترتبطي باحدهم وانت تخبين اخر

- لا بأس، سأنساه مع الوقت

- اففف... ليت ارادتي قوية مثلك... كم اتمنى لو يمكتني نسيان لؤي

- شئت ام ابيت هذا ما عليك فعله، وانا انصحك بالارتباط بجواد فانا اعرفه جيدا، بعض النظر عن عصبيته المفرطة فهو انسان خلوق مرح ووفي ولن يخذلك ابدا، لو انه احبني لما تنازلت عنه ابدا، فخسارته كصديق او كحبيب تعتبر خسارة كبيرة، على الاقل هو مازال صديقا لي... ولكن انت... على كل حال افعلي ما ترينه مناسبا، اسفة لكن علي ان اجهز نفسي لاستقبال خطيبي فسيأت قريبا

- حسنا الى اللقاء

- الى اللقاء

اغلقت الخط لتنظر من النافذة فتجد كل من جواد ولؤي يجلسان في زاوية مخفية يدخنان سوية، فغرت فاهها مصدومة واسرعت بالنزول اليهما، وصلت اليهما لتسحب السيجارة من يد جواد وهي تعاتبه خوفا على صحته ثم توجهت الى لؤي لتكمل عتابها لانه شجعه على ذلك

ابتسم لؤي بشماتة ليقول:

- اذا اخيرا تنازلت الاميرة واقبلت الينا لتشرفنا بلقائها

نظرت اليه نظرة احتقار فبادلها النظرة بينما مل جواد من تلك النظرات المتبادلة بصمت فأخذ السيجارة من يد لؤي قائلا:

- حينما تملون من ذلك التصنم اخبراني

نظر اليه كلاهما بانزعاج ثم قالت حسناء:

- جواد لا يمكنك التدخين، تعلم ان ذلك سيضر صحتك

- امنعيني ان استطعت

صمتت وهي تنظر الى نظراته الباردة وكادت ان تدمع عيناها حين لاحظت انها بالفعل خسرت اعز شخصين اليها، وكادت الدموعها ان تلين جواد لكن جملتها نفرته مجددا حين قالت:

- سأخبر والدك انك تدخن ان لم تتوقف

فنجر جواد عيناه لسماع تهديدها وهاجمها مهددا:

- ان فعلت ذلك ستلقين مني ما لا يعحبك

رفعت رأسها بشموخ لتقول:

- مثل ماذا؟ لا اظنك ستضربني، ام ستقطع صداقتنا، لقد فعلت ذلك حتما

هز لؤي كتفيه بلا مبالاة ليقول:

- ان كنت متحمسة جدا لمعرفة ذلك يمكنك ان تذهبي وتخبري ابيه

نظر كلاهما بانزعاج الى لؤي، وحين لاحظت انها لن تنجح باقناع جواد فضلت ان تهرب فالبقاء هناك يؤلمها كثيرا، نظر جواد للؤي بلؤم ليقول:

- وتشجعها على اخبار ابي!...

- واين المشكلة؟... انا ايضا اردت ان اعلم ما الذي ستفعله

نظر جواد للؤي بحقد ثم عاد ليدخن سيجارته، صمت كلاهما لفترة حتى قال لؤي بجدية:

- لماذا قطعت صداقتك بحسناء؟

سك جواد على اسنانه حينما تذكر تلك اللحظة، لم يجبه وظل يدخن سيجارته فنظر لؤي اليه متفحصا ثم قال:

- لماذا؟

تفكر جواد عن سبب مقنع يخبر به صديقه دون ان يخبره بالحقيقة فقال متذمرا:

- انها لا تكف عن الشكوى عنك... لقد صدعتني من كثرة شكوتها

- اهذا سبب كاف؟

- انت صديق طفولتها وتركتها

- انا لم اتركها... هي من تركتني

- هذا غير صحيح... لولا خروجك المستمر مع الفتيات لما حدث ذلك

- بل لولا تدخلك يومها لما حدث ذلك

نظر اليه جواد بضيق ثم قال:

- اذا انا المذنب الوحيد هنا... حسنا فليكن... انني اصل الفساد في العالم دون علمي

اعاد السيجارة الى فمه بينما لؤي مازال يراقبه حتى قال اخيرا:

- تبدو مدمرا... ما الذي يحدث معك

- انس الامر ولا تذكرني

- ولما وجد الاصدقاء...

نظر اليه جواد ليبتسم ابتسامة استهزائية تعكس ما خطر بباله: "رينا ليغضروا ببعضهم... ما سيكون ردة فعل صديقه لو اخبره انه اعترف لتلك الغبية بمشاعره؟ وكم ستكون شماتته كبيرة لو علم مقدار الصدمة التي اجتاحتها ورفضها للفكرة، فليبقى الامر سرا لتبقى الامور هادئة افضل..."

قطع افكاره تنهد لؤي ثم تذمره:

- يا اللهي، غدا تجتمع العائلة عند ناكرة الجميل، كم اتمنى لو يمكنني ان احذف هذا اليوم من الاسبوع

نظر اليه جواد مستغربا:

- ناكرة الجميل؟ هل هذه قريبة لك جديدة؟

- بل هي نفسها ابنة عمي التي حجزت لصالح

- الم تكن الحمقاء الغبية

- حسنا غيرت لقبها

- ان اردت يمكنني مرافقتك لاسليك

- اتمزح معي؟ انه اجتماع عائلي، يعني فقط للعائلة

- حسنا ان اردت اتنكر ليظنوني انت واذهب بدلا عنك

ضحك لؤي وهو يقول:

- انها فكرة جيدة، فقط لو انها تنجح، لا اظن ان احدهم سيخدع بذلك

شرد جواد بكيف قد تكون تلك الحمقاء الغبية الناكرة للجميل وبعد ان وضع لها بعد الصور والاحتمالات وعجز خياله عن الوصول الى صورة معينة هز كتفيه قائلا:

- للاسف الخيال اسهل من الواقع

هز لؤي رأسه يوافقه على الخطة الخيالية دون ان يفهم قصد جواد بما كان يفكر به


---


عاد بعد ساعات الى البيت واستلقى في سريره ولم يلبث دقائق حتى دق الباب ثم رأى شيماء تستند على الباب تنظر اليه بحذر ثم قالت:

- هناك من يريد ان يكلمك

نظر اليها مستغربا ثم نهض ليتوجه الى غرفة الضيوف فيجد حسناء جالسة متوترة، اتسعت عيناه لرؤيتها، نظر حوله ليرى شيماء ترمقه بنظرات متشككة، اسرع ليجلس بقربها وقال بهمس محذرا:

- انت لم تأت الى هنا لتخبري اهلي بشأن التدخين، اليس كذلك؟

نظرت اليه متفكرة ثم قالت:

- بل جئت لاحدثك انت

- ان كان عن التدخين فانسي الامر، وخاصة هنا في بيتي

- لما تفعل ذلك؟

- اني مرتاح هكذا

- لكنك تضر نفسك

- هذه مشكلتي

- اففف... على كل حال لم ات لاجل هذا الموضوع

ابتعد عنها ليجلس في اريكة مقابلة لها وقبل ان تفتح فمها دخلت شيماء لتجلس معهما، سلمت على حسناء وبدأت تسألها عن احوالها وحسناء تجاوب حتى انتهت الاسئلة الاعتيادية وحل الصمت بالمكان، فقال جواد:

- اذا؟... لما اتيت؟

جالت حسناء بنظرها بين جواد وشيماء ثم صمتت، نظر جواد الى تصرف حسناء ثم نظر الى شيماء قائلا:

- ربما لم يخطر ببالك ان الفتاة تريد ان تتحدث عن شيء خاص؟...

رمشت شيماء متفاجئة ثم قالت:

- اوه اسفة... حسنا سأذهب لاعد بعض العصير لكما

نهضت شيماء من مقعدها لتقترب من جواد وتهمس له:

- اياك ان ترتكب حماقة

نظر اليها باستخفاف ليقول:

- وهل تريني احمقا؟

- بل اراك مدللا اكثر مما يجب

خرجت من غرفة الضيوف ليعيد جواد نظره الى حسناء قائلا:

- اذا؟

تنهدت حسناء ثم قالت:

- بشأن صداقتنا

- انسي امرها

زمت شفتاها بضيق ثم اخذت نفسا عميقا وقالت:

- حسنا على الاقل فلنكن جيرانا طبيعيين كما كل الجيران، ليس من الضروري ان تهرب من كل مكان اتواجد فيه كانني مرض مميت

- اسف... لا استطيع

- لا يمكنك ان تتركني هكذا

- اسف... لا خيار امامي

- جواد

- ان لم يكن لديك موضوع اخر فانتهى حديثنا

- لكن..

نهض جواد مناديا شيماء قائلا:

- لقد انتهى حديثنا ان اردت ان تنضمي الى حسناء

انصرف الى غرفته بينما اقبلت شيماء باسمة الى حسناء لتراها واضعة وجهها بين كفيها، انمحت الابتسامة من وجه شيماء لتقترب من حسناء مستفسرة:

- هل انت بخير؟ ما الذي حدث؟

رفعت حسناء وجهها الى شيماء لتبدو مصفرة اللون قد خطف من وجهها الحياة، اقتربت منها شيماء بقلق لتطمئن عليها، نظرت حسناء لشيماء بيأس ثم قالت:

- يبدو انها ستكون زيارتي الاخيرة لكم

خرجت تجر اذيال الخيبة بينما شيماء تحاول ان تفهم ما ترمي اليه حسناء، نهضت بعد ان خرجت حسناء وتوجهت الى جواد، فتحت الباب لتجده مرتميا على سريره وعلى صوت انفتاح الباب اجفل وابدى ارتباكا

نظرت اليه بريب ثم تقدمت اليه فنهض يراقبها ليقف قرب النافذة ويده خلف ظهره، ترقبته مستغربة حتى بدأ وجهه يحمر وفجأة نفث الدخان من رئتيه ليأخذ نفسا عميقا دلال على انه كان يقطع نفسه منذ ان دخلت،

فغرت فاهها بصدمة فاسرع ليغلق الباب كي لا تخرج وتخبر كل من في المنزل وتفضحه، عاتبته على فعلته صارخة فمد يده ليغلق فمها مشيرا لها باليد الاخرى ان تسكت

ابعدت يدها عنه بغضب وقالت:

- كيف تريدني ان اسكت بعد ان رأيت ما رأيت... اننا نمنعك من مجالسة المدخنين لاجل صحتك فاراك تدخن انت بنفسك

مسح وجهه بكفه ثم رفع يداه بقلة حيلة قائلا:

- وما عساي ان افعل... لقد كان الحل الوحيد امامي

- لما؟... هل وضع احدهم المسدس على رأسك ليجبرك على ذلك؟

- ليس الامر هكذا لكن...

صمت متفكرا ثم توجه الى سريره ليجلس بحزن ثم قال:

- لقد كانت الطريقة الوحيدة لكي ابعد حسناء عن تفكيري

نظرت اليه بتحد ثم قالت:

- اذا انت تحبها حقا

- للاسف هذا صحيح

اطلقت زفرة استياء ثم قالت:

- ولم تجد طريقة لنسيانها الا بقتل نفسك؟

- بالله عليك شيماء، انا لم اقتل نفسي...

- ان كل انواع التدخين يضرك... وهذا الذي كان بيدك منذ قليل واحد منهم، الا تفهم !

- اذا ماذا تقترحين؟ الديك حل افضل للنسيان؟

- افعل كما يفعل اي انسان متعقل، دع الزمن يتكفل بالامر

- بالطبع، الامر بتلك السهولة وخاصة حين اراها يوميا وهي تلاحقني طوال الوقت خصوصا بعد ان ذهبت ليلى للضيعة وتركتها وحيدة

تنهدت شيماء متفكرة ثم اقبلت لتجلس قرب جواد، قالت:

- انت ستسافر لدراسة الجامعة في فرنسا، اليس كذلك؟ انها سنة فقط، تحملها ثم تبتعد عنها

- وهل تظنين ان السنة وقت يسير؟ انني احاول الابتعاد عنها منذ اسبوع واكاد اصاب بالجنون

- حسنا هل اخبرتها بمشاعرك؟

ابعد وجهه عنها باستياء حين تذكر ردة فعل حسناء حين اخبرها، قالت شيماء:

- بما انها متعلقة بك الى تلك الدرجة ربما هي تحبك دون ان تدري، انها تلاحقك اكثر مما تلاحق لؤي بحد ذاته

- ذلك لانها فقدت الامل منه ولا يمكنها مسامحته

- حسنا ان كانت فقدت الامل منه ربما قد يساعد ذلك على نسيانه او تحبك انت او شي من هذا القبيل

- لا اظن ذلك، قالت يوما ان حب 10 سنوات يستحيل ان ينسى بتلك السهولة

- وما ادراك بامور النساء يا عزيزي، حقد لحظة ينسي حب 100 سنة

نظر اليها محاولا تطبيق تلك القاعدة على حسناء، وجد صعوبة في الامر اذ انها يوميا كانت تراقبه وتشتكي من تصرفاته، هز رأسه بانزعاج ليقول:..

- لا اظن ذلك

- حسنا كما تشاء

نهضت لتخرج فناداها جواد، التفتت اليه فقال راجيا:

- انت لن تخبري احدا بامر التدخين، اليس كذلك؟

قلبت عينيها باستياء ثم قالت:

- ان استمريت بالتدخين لن اخبر احدا بل سأقتلك بنفسي

ابتسم بحزن فخرجت هي من الغرفة، اخرج من جيبه علبة الدخان لينظر اليها بحسرة ثم اعاده قائلا:

- اسف اختي ولكن يبدو انني سأخذلك فحتما لا حل اخر امامي...

---

مر اسبوعان وجواد وحسناء ينظران لبعضهما عن بعد بحزن ولكن لا يقتربان من بعضهما، في يوم اختفى لؤي عن الحي مع بعض الاصحاب الجدد، قرر جواد الانضمام الى الجيران حيث لم يجالسهم منذ فترة

بقيت حسناء حينها متوترة، تنظر الى جواد تارة وتبعد وجهها عنه بانزعاج تارة اخرى لا تجرؤ ان تكلمه حتى اخيرا انسحبت، بدا جليا حزن جواد على انسحابها وراح يراقبها وهي تبتعد حتى لكشه احدهم قائلا:

- اتريد بعض المساعدة؟ انه اختصاصي

نظر جواد مستغربا الى الدخيل ثم قال:

- ومن انت!

مد الدخيل يده معرفا عن نفسه

- انا سامر قدمت منذ عدة ايام من فرنسا، فجأة قرر اهلي الاستقرار هنا لكن ما لم يخبروني به هناك اننا سنعاني من مشكلة انقطاع الكهرباء المستمر

نظر اليه جواد بريب ثم مد يده مصافحا يساله:

- ولما لا تمدون اشتراك؟

- سنفعل قريبا ان شاء الله، اذا هل تحتاج مساعدة؟ لقد جمعت بين كل اصدقائي والفتيات الاتي احبوهم

نظر اليه جواد مترقبا ليقول:

- لم افهم قصدك

رفع الاخر حاجبيه مستهجنا ثم اشار الى حسناء قائلا:

- اقصد عنكما، انت وهي، تحبان بعضكما لكن لم تقوما بعد بالخطوة الرئيسية

نظر اليه جواد باستهزاء ثم قال:

- ان كنت لا تستطيع تحديد وضعنا الحتمي حتى فلا تحاول التدخل

رفع سامر حاجبا بتحدي ثم نهض وانطلق الى حسناء، اوقفها ليحدثها بينما جواد يراقبه متوترا لا يعرف حتى عما يتحدثان لكنه تمنى من كل قلبه الا يكون ما في يفكر به صحيح

عاد اليه سامر مبتسما بفخر ليجلس بقربه مجددا ويقول:

- لقد احرزنا تقدما، قالت انها ستفكر بالامر

- اي امر!

- الارتباط بك طبعا، اخبرتها بحبك لها وبالتأكيد اضفت الى ذلك بعض البهارات عن كم انت متيم بها ولا تفارق خيالك وتلك الاشيا التي تحدث مع العشاق، حجة التفكير بالامر مجرد حجة تقولها الفتيات عادة لكن...

صمت سامر حين لاحظ صدمة جواد لسماع كلامه فقال له:

- هل انت بخير؟

القى جواد نظرة الى حسناء ليراها شاردة حزينة، نهض غاضبة ليقول:

- علي ان اصلح ما انت خربته، إن تجرأت وتدخلت مجددا في اموري الخاصة دون اذني فلن تكون سعيدا

رفع الاخر كفيه مستفسرا:

- ما الذي فعلته الان؟ انا فقط قدمت المساعدة

تجاهل جواد كلامه ليتوجه مباشرة الى حسناء، وقف امامها محتارا بكيفية تفسير غلطة صديقه، نظرت اليه حسناء واعلنت:

- حسنا انا موافقة

نظر اليها مصدوما ليقول:

- موافقة!... على ما؟

- الم ترسل منذ قليل صديقك السري المفاجئ؟

رمش جواد مستغربا كلامها فقالت:

- على كل حال، لقد اخبرتني مسبقا انك تحبني

- اجل لقد فعلت، لكن كلانا يعلم انك تحبين لؤي

اخفضت رأسها بحزن لتقول:

- حسنا احبه انت محق، لكنه كما يبدو فضل الابتعاد ونسياني... وانا لن ابقى على حبه لمدى الحياة، لن اعنس بسببه... وانت... كما يبدو لن توافق على ان نبقى سوية الا بهذه الطريقة

- اي طريقة!

- اقصد الارتباط... اما خطيبين اما لا شيء، وانا لست مستعدة للتنازل عنك، احتاجك إلى جانبي، سأعتاد الفكرة يوما ما وسأنسى لؤي

- وان لم تفعلي؟

- ولما لا افعل! لست اول من نسيت حبها الاول وخطبت اخر واحبته بعدها، ها ليلى فعلت مثلي فلما لا افعل؟

- هل خطبت ليلى!؟

- اجل منذ عدة ايام

- ولم تدعني لخطبتها!

- ان لم تدعني انا ولم تخبرني بذلك حتى، فلما تظن انها قد تفضلك علي؟

- لاني اعرفها قبلك

ابتسمت بشقاوة لتقول:

- لكني مقربة اليها اكثر منك

ابتسم ليقول:

- في هذه الحالة ربما انت محقة، فقد استمررت بالهرب من اي مكان تواجدت فيه ليلى منذ سنوات

- هل كانت تلاحقك؟

- لا، لكني لم احب تواجدها، اشعر ان عقليتها لا تناسب عقليتي، لولا اختفائك من الحي في تلك الفترة واستقرارك عندها لما ذهبت لزيارتها يوميا

تفكرت حسناء بالامر وقارنته بكلام ليلى ثم سالت بحرج:

- منذ متى تحبني؟

تفكر بسؤالها قليلا ثم قال:

- لقد اعجبت بك منذ اول لقاء لنا، لكني تناسيتك مذ وجدت كفك مشبوكة بكف لؤي

احمرت خداها لتقول:

- لقد كنت مزعجا حينها ووقحا

فرط جواد من الضحك ثم قال:

- لم اشعر اني كذلك حينها... حسنا... اما منذ متى احببتك... لست ادري بالضبط، لكن تأكدت من الامر يوم خرجنا مع لؤي وصديقته لتناول الغداء معا

هزت رأسها متفهمة وعلى حين غرة عانقهما مزعجا وقال:

- اذا مبارك لكما، اصبحتما حبيبين رسميين، والاهم، الحي كله اصبح يعلم بذلك، لا داعي للشكر، انه واجبي

فغرت حسناء فاهها بصدمة بينما نظر اليه جواد بغضب ليقول:

- ما الذي اخبرتك عنه منذ قليل عن التدخل باموري دون اذني

اصفر لون سامر ثم قال مدافعا عن نفسه:

- لقد كنتما تضحكان وتبتسمان بحنان

شمر جواد عن زنديه وهو ينظر لسامر مهددا فهرب الاخر قبل ان يصبح ضحية غضب جواد، ضحكت حسناء من ردة فعل سامر فضحك جواد بدوره لضحكتها

عاد لينظر الى سامر الذي انضم الى البقية وبدأ يحدثهم كأنه ينقل اليهم اخر المستجدات فقال مبتسما:

- من يصدق ان وضعي كان ليصلح على يد مغفل مثله؟

ضحكت حسناء وتابعت:

- ومن اين تعرفت على ذلك الصديق السري المفاجئ الغريب؟

نظر اليها مستغربا ليقول:

- من اين اتيت بفكرة انه صديقي السري؟

هزت كتفيها لتقول:

- هو من اخبرني

تفكر جواد بالامر قليلا، لا يستطيع ان يتصور عدد الكذبات التي اطلقها في تلك الفترة القصيرة فقال لها:

- ايمكنك ان تخبريني بكل ما اخبرك ايضا؟

ابتسمت وقد احمرت خداها ثم قالت بحرج:

- لا تقصد كل ما اخبرني بالحذافير الصغيرة اليس كذلك؟

فغر جواد فاهه مصدوما، اذ ما الذي اخبرها به حتى احمرت هكذا وامتنعت عن الكلام...

- انسي الامر... اذا؟... لا اظنك ستمانعين لو خرجنا بموعد

نظرت اليه مصدومة ثم قالت:

- ربما نؤجلها بعض الوقت، على الاقل لأعتاد على الفكرة


---


دخل جواد بنايته فرأى لؤي جالسا على الدرج ما ان رآه حتى نهض يبتسم باستهزاء ثم قال:

- اذا اعلنتما ارتباطكما اخيرا... متى ستكون الخطوة التالية؟...

تفحص جواد ملامحه الهازئة محاولا التوصل لما يدور في رأس صديقه، لا يفترض ان يكون سعيدا بارتباط حبيبته بصديقه فقال لؤي:

- استغربت انني لم انزعج، اليس كذلك؟ اسف لكن لا اقع في الفخ نفسه مرتين، سبق واخبرتك، فعلى كل حال انا واثق من حب حسناء لي

فهم جواد مقصده اخيرا، صديقه لم يصدق الخبر اصلا ظن انه مقلب جديد، قال وهو يحاول ان يتنحى ليجتازه ويكمل طريقه لمنزله:

- هذا جيد... ابقى مع فتياتك واترك لي المجال لاعمق علاقتي مع حسناء

صمت لؤي لوهلة اذ لاحظ الجدية في كلام جواد، وتهربه منه ومحاولة عدم مواجهته، كل ذلك له معنى واحد، الارتباط حقيقي وجواد خجل منه

التفت لؤي الى جواد ليقول له:

- جواد!... إن كنت حقا تحبها فيفضل ان تبتعد عنها لانها تحبني... وان تركتك يوما لاجلي فلا تلوم الا نفسك فقد اعذر من انذر

عاد اليه جواد ليجيبه بحقد:

- اسف لؤي لكن القطار فاتك حقا... الفتاة قررت نسيانك مهما بلغ حبها لك، ستنساك مهما كلفها الامر فلا تتعنى للامر

بابتسامة باردة انتظر لؤي المزيد من جواد وحين لاحظ ان كلامه انتهى هز كتفيه لا مباليا وقال:

- حسنا، فلنترك الامر معلقا حاليا وسنرى النتيجة يوم اقرر استعادتها، لكني انصحك بالانسحاب قبل ذلك الحين لانك لست مثلي، انت حساس وتركها لك سيحطمك

خرج من البناية بينما حاول جواد ان يتمالك اعصابه قبل ان يحطم وجه ذلك الكريه، صعد للمنزل مسرعا ودخل غاضبا لتستقبله اخته بعناق حار:

- ما هذه الاخبار، سمعت انك ارتبطت اخيرا بحسناء

ابعدها عنه بانزعاج قائلا:

- ابتعدي ستخنقينني، لهل تظنين ان حسناء ستحب فكرة ان تترمل قبل زواجها

- يا اللهي، ابدأتم تخططون للزواج، ما زلت في السادسة عشر من العمر وهي في الخامسة عشر

- لم نبدا بالتخطيط وقد لا نفعل ان قرر لؤي التدخل فجاة واستعادة حسناء، فهي مازالت تحبه

عقدت شيماء حاجبيها بانزعاج لتقول:

- لا اظنه سيفعل ذلك... فقد تركها منذ زمن

- حسنا... يبدو انه غير رأيه فقد التقيته للتو واخبرني انه سيسرقها مني ذات يوم

بدي الضيق على ملامحها ثم قالت باستياء:

- تبا، ايمكنني ان افهم ما الذي ينويه ذلك الاحمق بالضبط؟ ان كان يريدها فلما يتخلى عنها من الاصل؟...

- عقد ذراعيه مبديا انزعاجه ليقول:

- هو لا يعتبر نفسه تخلى عنها لانه لم يكن مرتبطا بها رسميا، لقد كان يريد ان يؤجل الامر سنة، وهو وحسناء الان يعتبرانني من افسد كل شيء لاني حاولت الجمع بينهما...

فغرت فاهها ثم قالت:

- يا لهما ن ناكران للجميل

نظر اليها جواد بحزن ليسألها:

- اتظنين انه لو عرض عليها الارتباط ستسامحه وتتركني؟

صمتت شيماء تفكر بالموضوع وفضلت ان تقول انها لا تعلم فكل الاحتمالات واردة


---


كانت حسناء جالسة في زاوية من زواية الحي وحدها تفكر بالخطوة المستعجلة التي اتخذتها، اكانت صائبة فيما فعلت او انها حقا استعجلت،

لؤي لا يبدو مهتما ابدا، وهي لا تريد خسارة جواد... اذا هذا كان الخيار الافضل، رفعت رأسها مبتسمة محاولة طمئنة نفسها ان الامور ستسير على ما يرام لكنها وجدت لؤي يمشي امامها، توقف لينظر اليها متأملا ثم توجه صوبها

اسرعت دقات قلبها لرؤيته يقترب، اخر مرة اقترب منها من تلقاء نفسه كان منذ قرابة الشهر، هل يا ترى سمع بالخبر؟

جلس بالقرب منها بهدوء مطأطئ الرأس، قال بشيء من الحزن:

- لقد سمعت بخبرك انت وجواد

ظلت ساكتة لا تدري ما تقول

- لكننا كنا... حسنا... لقد كنا دائما منسجمين وظننت اننا يوما ما... كما تعلمين

قالت بغضب:

- يصعب عليك قولها اليس كذلك؟

- لم ارى يوما انه حان وقتها...

- لا اظن ان وقتها سيحين يوما

نظر اليها بأسى ليلفظ اسمها متوسلا:

- حسناء... يا اللهي ما الذي فعلته؟

اخفضت رأسها بحزن لتقول:

- لقد كنت المسؤول عما حدث، لقد ابتعدت عني ورحت تدور من فتاة لاخرى

- حسنا لقد كنت اتألم بدوري، بقيت لفترة اظهر لك اهتمامي ولم تكوني تبالين، فجاة اصبح قلبك كالحجر

- ذلك لانك كنت قد جرحتني سابقا ولم يكن امر مسامحتك امرا واردا

- انا جرحتك؟!

- نعم لقد فعلت، حين قلت امام الجيران كلهم انني احبك اتوهم انك تحبني

- اه... ذلك اليوم... ومع ذلك كنت الملامة حيث اتفقت مع جواد علي على مخطط سخيف، كل ذلك بسبب جواد... لو لم يتدخل بيننا لما حدث اي شرخ في علاقتنا

نظرت اليه بحقد لتقول:

- بل كان هناك، لقد كنت دائما انزعج من نكرانك لذلك الشيء المميز الذي بيننا، اراد جواد المساعدة لكنك... عقلك مركب بعكس عقلية البشر بحيث يصبح التعامل معك شي مستحيل

تنهد لؤي مطلقا اثقال قلبه ثم قال:

- انا اسف لكل ما بدر مني...

نظرت اليه وقد كادت تبكي لرؤيته منكسرا هكذا، اقترب منها ليخلل اصابعه في شعرها بابتسامة قائلا:

- لطالما اعجبني شعرك، كذبت عليك ذاك اليوم انتقاما لما فعلت، لكنه اعجبني دائما، على عكس جواد، فكرة تشبيهه بسيفة الجلي الصدئة كانت فكرته...

ضحك ثم قال:

- انا فقط استعرت منه تلك العبارة لازعاجك

مسح دمعة من عينه قبل ان تخرج ليقول:

- انظري كيف اضحى الوضع بيننا... لقد اضحينا اسوأ من غريبين


اخفضت رأسها باسى لتدمع عينيها فاقترب منها ليرفع رأسها ينظر اليها بعينين راجيتين ثم قال:

- حسناء... انا احبك

احمرت خداها وازدادت نبضات قلبها لسماعها تلك الكلمة وتساقطت دموعها فتابع:

- الا يمكنك التراجع؟

اخفضت رأسها وابتعدت عنه فعاد ليديرها اليه قائلا:

- حسناء... لقد اضحى الوضع بينا خراب اكثر مما ينبغي... اعرض عليك الاصلاح، اعرض عليك حبي لنعود كما كنا... ارجوك حسناء

- اخبرتك انني ارتبط به، لقد تأخرت

- لم اتوقع منك ان تكوني مجنونة هكذا

- انا مجنونة!...

- انسي الامر، فقط دعينا نعود كما كنا، حسناء انا احبك ولن اسلمك لغيري مهما حدث، انت تحبيني ايضا، لا يمكنك النكران، لما ترتبطين بمن لا تحبين حين يمكنك الارتباط بمن تحبين!...

غطت وجهها بكآبة ثم عادت لتنظر اليه بانكسار لتقول:

- وماذا عن جواد؟

- سأحدثه بنفسي، سأشرح له الامر وسيفرح لاجلنا، الم يكن هو من يحاول جمعنا منذ البداية؟

- لست ادري... اشعر انه سيحزن كثيرا

- لكنني سأحزن ايضا ان تركتني، انا الاولى بالزواج منك فنحن نحب بعضنا منذ سنين

نظرت اليه حائرة فقال:

- لا بأس... سيكون كل شي على ما يرام، انت فقط قولي انك تحبينني

نظرت اليه بعد ان غسل الدموع وجهها ثم ابتسما وقالت:

- انا احبك

اخذ يمسح دموعها بابتسامة حنونة وهو يقول:

- ارأيتي يا عزيزتي... هكذا تكون الامور دائما... يستحيل ان ترتبطي بغيري لانك تحبينني، وخاصة جواد فمشاعرك تجاهه لا تزيد عن الاخوة، اعلم من ابنة عمي وصالح ان الاخوة لا يمكن ان تتحول الى حب يوما ما فهي مازالت ترفضه وستبقى هكذا للابد، اتمنى لو يفهم ذلك اخي ويذهب ليبحث عن حياته، لكن على كل حال... جواد سيكون اخر من ستفكرين بالارتباط به، وذلك الارتباط كان فقط لاثارة غيرتي بما ان ذلك قد نجح مسبقا، وانا اعلم انك رهن اشارتي متى اردت

نظرت اليه مصدومة بالكاد تصدق ما تسمع، هذه ثان مرة يخدعها بتلك الطريقة... وبعدها ماذا؟ الى متى؟ قالت بعنجهية:

- ليكن بعلمك ان ارتباطي بجواد لم يكن خدعة ولا مقلبا ولا شيء من ذلك القبيل، بل ارتباطنا كان حقيقة

نظر اليها ساخرا ثم قال:

- لكنك سرعان ما تراجعت عن هذا الارتباط بمجرد سماع كلمة حب مني

اخفضت راسها بقهر ثم عادت لترفعه قائلة بحقد:

- لقد وثقت بك، لكن كما يبدو انك لم تكن تستحق تلك الثقة...

- بالضبط كما انك لم تستحقي ثقة جواد لو صح ان ارتباطكما كان حقيقيا...

عضت شفتها السلفى حيث فكرت بما فعلته توا، لقد تخلت عنه بكل بساطة ولاجل من!... رفعت رأسها بتحد لتقول:

- كانت لحظة غباء مني واعدك لن تتكرر، فثقتي بك خسرتها الى الابد...

نظر اليها مستهزئا ليقول:

- اذا القاك بعد شهر بين احضاني

فغرت فاهها ثم اطلقت عليه سباب بينما انسحب هو ضاحكا، عادت لتجلس حيث كانت قبل ان يأت لؤي واجهشت بالبكاء

---


في اليوم التالي نزل جواد لساحة الحي باحثا عن حسناء، لكنه لم يجدها وهكذا ظل ثلاثة ايام، اتحاول تجنبه؟ ايعقل ان يكون لؤي قد نفذ تهديده؟ الى متى ستختفي عن الانظار؟ على الاقل فليكن لها الشجاعة لتخبره بذلك بدلا من تركه معلقا...

نظر الى امها التي كانت تتحدث مع الجيران فقاطعها وسألها عن حسناء، نظرت اليه متفكرة ثم اخبرته انها في المنزل، نهض من فوره وتوجه اليها، طرق الباب لتفتح فصدمت لرؤيته، سرعان ما اخفضت رأسها خجلة منه لما بدر منها، قطع الاجواء المشحونة بقوله:

- ايمكنك الدخول؟

افصحت له الطريق فدخل لغرفة الجلوس، تبعته لتجلس بعيدة عنه نسبيا متوترة، نظر اليها متفكرا ثم سألها:

- هل انت نادمة على موافقتك الاتبارط بي؟

نظرت اليه متفكرة "لما يسأل هذا السؤال؟ هل اخبره لؤي بما حدث ذلك اليوم؟"

تنهد جواد ثم قال:

- ان كنت نادمة وتشعرين انك لا تريدين الاستمرار فقط اخبريني... سأتفهم الامر، لا داعي لان تختفي عن الانظار فقط لاجل ذلك

زفرت ثم اخفضت رأسها تفكر، ما لبثت ان دمعت عيناها حين تذكرت تصرف لؤي معها، كيف لها ان تفضل لؤي بعد ما رأت منه، عادت لتنظر الى جواد لتقول له:

- لو قلبت الكون كله بحثا عن رجل طيب لا اظنني سأجد افضل منك

رمش جواد عدة مرات ثم ابتسم محرجا لكنها تابعت:

- اخشى انني لا استحق طيبتك

ابتسم ثم نهض ليجلس بالقرب منها، وضع كفها بين كفيه ليقول:

- لن تستحقي طيبتي فقط بل حبي واخلاصي لمدى الحياة...

نظرت اليه بعيون متلألئة تأثرا لكن قطع تلك اللحظة الرومنسية بقوله:

- هل تظنين انه يمكنك ان تبادليني الاخصلاص رغم حبك للؤي؟ ان خطر له يوما ان يتدخل بيننا... الن تضعفي امام حبك له؟

تذكرت ما حدث امسا فكادت ان تتساقط دموعها لكنها تماسكت وقالت:

- مستحيل ان يحدث ذلك، البارحة ربما، لكن بعد اليوم مستحيل

نظر اليها مستغربا اذ، لما البارحة ربما واليوم مستحيل؟ ربما قصدها انها البارحة لم تكن مرتبطة لكن الان اضحت اضحت كذلك فلن تفعل ما يضر بالارتباط

ابتسم فرحا وقال:

- حسنا ما رأيك ان نخرج في نزهة؟ ان لم تريديه موعدا ولست مستعدة نفسيا او لم تتقبلي الفكرة فليكن مجرد نزهة للتسلية

- بل فليكن موعدا

قالتها مبتسمة فأضاءت عينا جواد بالسعادة، قال:

- حسنا اذا هيا دعينا نخرج

فغرت فاهها لتنظر الى ملابسها ثم قالت:

- هكذا؟ بهذه الملابس وهذا الشعر؟

نظر اليها متفكرا ثم قال: "الحلو حلو ولو بعدو فايق من النوم" دفعته مبتسمة ثم قالت:

- انت لا تفهم مدى اهتمام النساء بالملابس والتجميل وان كن لا يحتجن اليهما

هز كتفيه وقال:

- حسنا خذي راحتك، كم تحتاجين من الوقت لتجهزي؟

تفكرت قليلا وهي تحسب ثم قالت:

- تعال بعد ثلاث ساعات

فغر فاهه مصدوما فدفعته للخارج قائلة:

- هيا اخرج احتاج الى نفضة كاملة ولن افعل ذلك بوجودك هنا وحدنا

امسك يدها التي تدفعه بها وقبلها مبتسما ثم قال:

- القاك اذا بعد ثلاث ساعات

ابتسمت له ثم اغلقت الباب، نظرت بحزن الى موضع قبلته في يدها متفكرة:

- لو كنت ابادله الحب لكان الامر رائعا

شردت قليلا ثم هزت كتفيها لتقول:

- لا بأس... ساعتاد على الفكرة واحبه مع مرور الوقت...

وذهبت بسعادة وامل لتجهز نفسها

---


انتهت نزهتهما في مطعم بسيط يتناولان العشاء، اخيرا وضعت الشوكة والسكين من يدها لتستند على ظهر الكرسي باستسلام عفوي تضحك قائلة:

- اخيرا شبعت، لقد كان نهارنا حافلا وكدت اموت جوعا

ابتسم جواد لها لكنه ظل ساكتا، نظرت اليه مستغربة، سالته:

- ما بك؟

اطبق شفتيه مبتسما ليخرج من جيبه علبة صغيرة مخملية حمراء ووضعها امامها، نظرت بريب الى العلبة لتقول:

- الا تظن انك تستعجل قليلا؟ مازال هذا اول موعد لنا

اتسعت ابتسامته ثم قال:

- افتحيها

سحبتها لتفتحها فتجد نصف قلب من الفضى معلق بسلسلة فضية، نظرت اليه فأخرج سلسلته من تحت كنزته ليريها النصف الاخر للقلب الذي في حوزتها وقال:

- اردت ان اقدم لك هدية كتذكار لموعدنا الاول، فاستغليت هذه الثلاث ساعات التي احتجتها لتجهيز لنفسك وذهبت لابحث عن شي جميل

نظرت للقلب بحرج وقالت:

- لكنني لم احضر لك شيئا

ضحك ثم قال:

- لا بأس فقد اخذت عنك هذه المهمة

قالها وهو يهز السلسلة المعلقة في رقبته فضحكت، اخرجت السلسلة من علبتها لترتديها لكنه نهض سريعا ليأخذها منها ويلبسها اياها بنفسه

نظر اليها مبتسما وقال:

- تبدو رائعة عليك

ابتسمت بخجل فقال:

- حسنا اظن انتهى عملنا هنا، دعينا نعود الى المنزل قبل ان يخيم الظلام وتقتلني والدتك

فرطت ضحك ثم نهضت، دفع الحساب وخرجا وبينما هما يدخلان حييهما التقيا بلؤي، سرعان ما تجهمت حسناء اما لؤي فنزع نظره عنهما سريعا غير عابئ لهما،

شعر جواد بضيق حسناء واراد ان يشعرها بوجوده الى جانبها فقربها اليه ليقبل رأسها، نظرت اليه حسناء مبتسمة محاولة تناسي لؤي فلم تلحظ وجه لؤي الذي استدار لذلك المنظر 180 درجة مصدوما

---

بعد سنة:


اخذ جواد يجول مسرورا مع حسناء بين الجيران ليدعوهم الى خطبتهما، وعندما انتهوا من دعوة الجميع جلسا قي ساحة الحي ليستريحا ويتناقشا في امور الخطبة حتى لاحظا وقوف احد الى جانبهما، نظرا اليه ليروه لؤي، جلس فجاة بينهما ثم قال:

- اذا... قررتما الخطوبة

اخفض جواد راسه بانزعاج اذ كانت هذه اللحظة التي يخشى مواجهتها منذ ان قرر موعد خطبتهما، اما حسناء فنظرت اليه مبتسمة وقالت بحماس:

- ستحضر لخطبتنا، اليس كذلك؟ لا يمكن لصديق الطفولة ان يخذلني في يوم مهم كهذا

نظر اليهما بازدراء ثم قال:

- كم تمرنت على هذه الكلمات قبل ان تلقيها علي

صمتت بانزعاج فقال لؤي:

- وانا الذي كنت اظنكما تمثلان تمثيلية طويلة لحثي على الارتباط بحسناء!

قال جواد باندفاع:

- لقد اخبرتك مسبقا واكثر من مرة ان الامر جدي وان حبي لحسناء حقيقي

- ظننتك تكذب، فمن يكذب مرة يكذب مرتين... ام انك كنت تمزح حقا واحببتها اثناء تمثيليتك، ولانك تعلم اني كنت انوي ان ابوح لها بمشاعري عند دخولي للجامعة، ولم يبقى لدخولي للجامعة الا شهر فاستعجلت لتخطبها قبل ان استردها

- جواد: لا تكن سخيفا... لقد اخبرتك بالحقيقة منذ البداية وليس ذنبي ان لم تصدقني

- بل هو ذنبك لانك كذبت علي سابقا، فما ادراني انك هذه المرة كنت جادا

نظرا لبعضهما بتحد فتدخلت حسناء قائلة:

- لؤي احفظ كرماتك وانصرف، فحتى لو بحت لي بمشاعرك ما كنت لاقبلها، فانت لم تعد ذلك الشخص الطيب الذي عرفته يوما، لم تعد صديق طفولتي نفسه لؤي

نظر اليها ساخرا ليقول:

- لطالما كنت متيمة بي طيبا كنت ام لئيما

- لقد كان ذلك في الماضي، ماتت مشاعري تجاهك منذ سنة

نظر اليها متوعدا بحقد ثم قال:

- هذا غير صحيح وانت تعلمين ذلك

ابتسمت بسخرية لتقول:

- وما ادراك انت... لقد عشت مع جواد من راحة الباب والطمأنينة ما لم اعرفه يوما معك

نظر اليها بحقد ثم قلب ملامحه سخرية ليقول:

- انت محقة فالحب لا يخلف لا راحة بال ولا طمأنينة، بل هو يشغل البال والقلب على الدوام، وان كان جواد لم يترك بك ذلك الاثر فانت لم تحبيه يوما

رفعت رأسها بتكبر قائلة:

- ان كان ذلك هو الحب بنظرك فاني اتنازل لك عنه، ابحث عنه مع اخرى بل مع اخريات لا اهتم، فانا سعيدة مع جواد وهذا يكفيني

نظر لؤي الى كل منهما ثم قال بتحد:

- هذه الخطبة لن تتم... لا اصدق انك فعلتها عمدا قبل بدء الجامعة بشهر

قالت حسناء:

- حسنا كان ذلك من حسن حظك... الا ان كنت من النوع الذي يحب ان ترفضه فتاة

- ما كنتي لترفضينني

عقدت ذراعاها بثقة لتقول:

- حسنا تفضل... بح بما تريد من مشاعرك، لأثبت لك اني سأردها في وجهك دون مبالاة... اخبرتك يوما انك فقدت ثقتي بك للابد... فلا تحلم باستعادتها ما حييت

نظر اليها بحقد قاتل ثم عاد ليوجه نظراته تلك الى جواد، اغمض عيناه محاولا ضبط اعصابه ثم فتحهما مبتسما وقال بسعادة واضح انها تمثيل:

- ان كنتما متأكدان لتلك الدرجة... فهنيئا لكما.. اتمنى لكما التوفيق

نظر لجواد ساخرا ليقول:

- ظننت يوما انني سأسمع هذه الجملة منك حين نزف لك خبر خطبتنا

قالت حسناء ساخرة:

- وبما ان خبر خطبتي لك منخفضة بنسبة واحد من مليون، فنحن سعيدين لسماع تلك الجملة منك

نظر اليها ببرود ثم انسحب حين هزم تلك الهزيمة الساحقة، فلم يتصور يوما ان حسناء قد تغيير من مشاعرها تجاهه لتلك الدرجة

---


تمت الخطبة على خير وعافية وبعد اسابيع ودع جواد اهله وحسناء وسافر ليتخصص في فرنسا، كانت اول ايام سفره يتصل جواد كثيرا بحسناء او يحدثها على الفيسبوك، لكن مع الايام انشغل كل منهما بالدراسة، فقد كانت حسناء اخر سنة ثانوية فقررت ان تركز جيدا على درسها

وانتهت السنة الدراسية بنجاح كل منهما وعاد جواد لوطنه ليحتفلا بالنجاح سوية واسترجعا ايامهما الحلوة مجددا حتى بدأت السنة الثانية للجامعة عند جواد فسافر بينما بدات حسناء الجامعة في الوطن...


كانت ايامهما كما السنة السابقة، اولها يتواصلان كثيرا ومع الايام ينشغلان بدراستهما

جلست حسناء مع مجموعة من اصدائقها في حديقة الجامعة يضحكون حتى اقبل احدهم من خلف ديانا احدى صديقاتها واغلق عيناها، سرعان ما فتحت فمها حماسا صارخة:

- لؤي

استادرت وعانقته ومن حماسها اسقطته على ظهره لتسقط معه، نهضا عن الارض يضحكان بينما الاصدقاء ينظرون اليهما ويبتسمون، وقفت بحماس لتعرف اصدقائها بحبيبها:

- هذا حبيبي الذي اخبركم دائما عنه

التفتت الى لؤي الذي كان ينظر اليها مبتسما وقالت:

- هؤلاء اصدقائي ستحبهم كثيرا عندما تتعرف عليهم ونقضي اوقات سعيدة في الجامعة، انهم يحولون الحياة الجامعية المملة الى حياة صاخبة

رفع لؤي يده يسلم عليهم بينما يجول بنظره بينهم نظرة سريعة حتى توقف نظره على حسناء شاردا، سرعان ما عاد لوعيه ليبتسم ملقيا التحية:

- مرحبا حسناء، لم اكن اعلم انك تسجلت في جامعتي...

رفعت كتفاها كمن لا خيار اخر لديها لتقول بابتسامة متوترة:

- ومن لنا غير الجامعة الوطنية، باقي الجامعات تكلخنا باسعارها

اظهر تفهما فقاطعت ديانا حوارهما:

- اتعرفان بعضكما؟

- لؤي: لقد كنا جيران

- ديانا: كنتما؟... اه لا بد ان لديكما الكثير لتتحدثا عنه، منذ متى لم تلتقيا؟

نظر لؤي الى حسناء متجهما فقالت حسناء:

- في الواقع نحن مازلنا جيرانا، لكن مؤخرا لم ن نرى بعضنا بسبب كثرة انشغالاتنا

فغرت فمها قائلة:

- اوووه... لقد فهمت... الحياة الجامعية حقا مقرفة... ان كان خطيبك بالكاد تتواصلين معه مؤخرا بسبب الجامعة فلن استغرب ان قاطعت بقية الناس

حدجتها حسناء نظرة لئيمة بينما نظر اليها لؤي ببرود فقفز سعيد احد الاصدقاء:

- في الواقع لو كنت مكان خاطبك ما كنت لادع يوما يمر دون ان اتصل بك خوفا من ان يسرقك احد مني

- حسناء ساخرة: لو كنت مكان خاطبي وفعلت ذلك لاغلقت الخط في وجهك كلما اتصلت، لدي من الدروس ما يغنيني عن الاهتمام بمزعج مثلك

- سعيد: لكن لديك وقت لتضييعه مع اصدقائك يوميا...

- حسناء: انها نصف ساعة فقط

- صديقة اخرى: ولما لا تحدثينه في هذه النصف ساعة؟ اظنه اولى منا بذلك، خصوصا انه مسافر، بالتأكيد سيشتاق للتحدث اليك

- لكنه مشغول ايضا بدراسته

- سعيد ساخرا: يا لكما من عصفوري حب عمليان

ضحك الجميع بينما نظر اليها لؤي بشفقة لكنه سرعان ما بدل نظراته تلك الى الفرح وعاد ليتغزل بفتاته، راحت حسناء تنظر اليهما واشتاقت الى ايام الصيف

حيث تقضيهم بهدوء مع جواد بدلا من ايام الشتاء القاسية التي تلاحق الوقت على الدوام وبالكاد تنتهي مما عليها

ابعدت نظرها عنهما قبل ان يظن انها مازالت تحبه وتغار عليه من ديانا وظلت مكتئبة حتى اخيرا انتهت تلك النصف ساعة وعاد كل واحد منهم الى محاضرته

لم تصدق كيف انتهى دوام الجامعة اخيرا وخرجت سعيدة لتعود الى البيت لترتاح من ازعاجات اصدقائها والحاحهم عليها بسبب خطبتها، لا يستطيعون ان يفهموا انها وهو هكذا مرتاحان

وفي طريق العودة وجدت ديانا تصر على لؤي ليخرج معها في نزهة كالعادة لكنه كان يرفض، حاولت المرور امامهما دون ان تلفت النظر لكن عجزت عينا لؤي عن رؤية كرة الشعر الحمراء تلك تمر من امامه دون ان ينتبه اليها فناداها، التفتت اليه مستفسرة فقال:

- بما اننا لم نلتقي منذ زمن، لما لا نعود سوية الى المنزل طالما نعيش في نفس الحي... اريد سماع اخبارك، ولا بد انك بدورك تريدين سماع اخباري ايضا

- اسفة ولكن يبدو ان ديانا متحمسة جدا للخروج معك، لا اريد ان اكون سبب انعدام فرحتها

نظر لؤي الى ديانا ليقول:

- في الواقع كنا نتناقش بالامر واخبرتها انني متعب اليوم ولا جلد لي للخروج

- اذا لا اريد ان اتعبك المزيد ايضا

- لا تكوني سخيفة... اننا سنذهب من الطريق نفسه لذا الامر سيان اذهبت معي ام لا، لكن قد تؤنسيني

نظرت ديانا الى تصرف كلاهما وشكت بان علاقتهما كانت مجرد جيران، تمسكت بذراعه وقالت:

- هيا لؤي، لا تبدو متحمسة للامر بينما انا بلى، تعال معي...

ابعد يده عنها باستياء ليقول:

- تبا انك لا تفهمين بالكلام، اخبرتك اني متعب

انضم الى حسناء قائلا بانزعاج:

- وانت ان لم تريدي ان تزيدي من تعبي فكفي عن معارضتي وسيري معي

سبقها للبيت لتنظر نظرة اخيرة الى ديانا التي كانت تنظر اليهما بحقد فهربت منها الى لؤي، سارا بهدوء دون كلام حتى اخيرا قطع لؤي الهدوء بقوله:

- اخر مرة تحدثنا كانت من سنة ونيف... حديثنا لم يكن وديا

ظلت حسناء تمشي مصطنعة الهدوء فسأل:

- اذا كيف تسير الخطبة؟

- انها على خير ما يرام

- حقا؟... ليس هذا ما فهمته من اصدقائك

- نظرتهم للامور تختلف عن نظرتي اليها

- اعلم... كما كانت نظرتك للحب مجرد طمينينا وراحة بال

نظرت اليه بحقد وقالت:

- ان كنت ستسيء الي مجددا فساتركك واذهب

نظر اليها باستياء ثم ابعد نظره عنها وابتسم قائلا:

- حسنا كما تشائين... اذا؟ كيف وجدت الجامعة؟

- بالتاكيد مزعجة... تأخذ من وقتي اكثر مما ينبغي... لكنها سنوات عدة وتنتهي

- وماذا تفعلين بعدها؟

- حينها سيكون جواد قد تخرج ايضا من الجامعة وسيعود ليعمل هنا ونتزوج

زم شفتيه وتمنى لو انه لم يسأل اخر سؤال فقالت:

- وماذا عنك؟ الا تنوي الارتباط؟ يبدو انك مازالت تقفز من فتاة الى اخرى، ويبدو ان نهاية قصتك مع ديانا اضحت قريبة

- وما ذنبي؟... لا اجد فتاة تناسبني

- اتمنى ان لا تعتبرني ديانا الملامة في تخليك عنها، لا انوي كسب الاعداء بسببك فقد كانت متيمة بك

نظر اليها متفكرا ثم قال:

- اكنت تعرفين انني حبيبها قبلا

- ومن اين لي ان اعرف؟

- لا بد انها ذكرت اسمي مرات عدة

- من يسمعك يظن ان اسمك حصري لك

- اليس كذلك؟

- بربك لؤي

- يبدو انني بدات افقد تميزي

- بدأت؟... اظنك فقدته منذ زمن

- ولذلك قررت الابتعاد عني

نظرت ايه بانزعاج لتقول:

- اقطع هذا الموضوع من اصله فلا اطيق التحدث به

وقف امامها ليجربها على التوقف وقال بجدية وهو ينظر اليها:

- حسناء... هل انت حقا مسرورة بخطبتك من جواد؟ الا مجال للتراجع ابدا؟

شعرت كأنه يحاول ان يوصل اليها فكرة معينة، كأنه يخبرها انه مستعد للذهاب لبيتها مباشرة وطلبها من ابيها، لكن صورته ذلك اليوم ما زالت محفورة في

عقلها، يوم اقنعها ان تتخلى عن جواد لاجله، ومجرد موافقتها تخلى عنها هو... قسمت حينها على الا تثق به مجددا، قالت وهي تهز راسها نفيا:

- اننا في منتهى السعادة بخطبتنا ولا اريد اي تدخلات خارجية

نكس رأسه بحزن بينما تجاوزته لتكمل طريقها دونه لكنه سرعان ما استجمع شتاته وتبعها حتى اصبح بمحاذاتها قائلا:

- حسنا... هذا رائع... اتمنى لكما السعادة الابدية

حافظت على تقطيبتها وردت عليه بتحقظ:

- شكرا لك... اتمنى لك المثل بعد ان تجد فتاتك التي تناسبك

- هه... لا اظن ان ذلك سيحصل... فالفتاة التي لطالما شعرت انها المثالية لتكون زوجتي، تستمر برفضي

- اوه... لا بد ان ذلك كان جارحا لكرامتك

- لم يكن الجرح في الكرامة بقدر الجرح في المشاعر...

- اه... اذا انت احببتها... ظننتك بلا مشاعر

- لا تكوني سخيفة... بالطبع احببتها، وانت تعلمين ذلك... رغم اني كابرت ورفضت الاعتراف في البداية... الا ان الجميع كانوا يعلمون بحبي لها، وهي كانت تعلم بذلك رغم ادعائها الجهل

لسبب ما احست حسناء انها المقصودة بكلامه، لكنها لم تشأ ان تصدق فلا تريد المزيد من خيبات الامل، ضحكت قائلة:

- فاذا لا بد انها هي التي خسرت برفضتك

- اتمنى لو تدرك ذلك يوما قبل فوات الاوان

- الا ان كانت قد وجدت من هو افضل منك

قالتها وهي تنظر اليه بشماتة فحدجها بلؤم ففرطت ضحك ثم قالت مواسية:

- انسى امرها ستجد افضل منها

- لكني لا اريد غيرها

- حسنا في هذه الحالة يمكنك ان تدعو لتغيير رايها فلا نريد لصديق الطفولة العزيز ان يعنس... اريد لاولادي ان يلعبو مع اولادك ويكونو ايضا اصدقاء طفولة

نظر اليها بحقد، فلم يتصور يوما ان يكون اولاد حسناء غير اولاده هو ابدا، لنظرته قالت:

- ماذا؟ اتمانع من ان يكون اولادنا اصدقاء؟

- انسي

قالها باستياء ليسبقها كي لا تزيد من ازعاجه لكن المسألة اعجبتها فتبعته لتزيد من ازعاجه

---


دخلت منزلها مبتسمة، اخرجت كراسا من محفظتها وبدأت تذاكر، لكنها وجدت نفسها تشرد مبتسمة باخر مستجداتها مع لؤي، كان في البداية مزعجا بكثرة الحاحه بالكلام عن الايام الخوالي، لكن بعد ان ازعجتها بجملتها تلك قرر ان لا يتكلم عن ذلك الموضوع مجددا

وبدآ يتحدثان عن مواضيع مختلفة حتى اخيرا عادا يضحكان كما حين كانا صغارا وهكذا قررا ان يعودا اصدقاء من جديد بما انهما في الجامعة نفسها

ولم تكد تبدأ الدراسة الا وصلتها رسالة من لؤي على الواتساب، اخذتها بحماس وبدأت تحدثه ودون ان تشعر لاحظت انه خيم عليها الليل

شهقت بفزغ وكتبت له انه عليها ان توقف الكلام معه لانه عليها ان تدرس، تمنى لها التوفيق وتركها لتدرس بروية

التقت به اليوم التالي في الجامعة واخبرته عن معاناتها مع الدراسة فعرض عليها ان يعلمها فوافقت دون تفكير

وتوالت الايام هكذا حتى اتت ذات يوم شيماء لزيارتها ورأت لؤي عندها، سلمت عليه مصدومة ثم جلسوا وعم التوتر بين الفتاتين بينما راح لؤي يتحدث بطلاقة، اذ لطالما رآها كأخت كبيرة له،

نهضت حسناء لتعد الضيافة فنهضت شيماء معها وعندما اصبحتا لوحدهما اخذت حسناء تبعد نظراتها عن شيماء حتى اخيرا تكلمت شيماء:

- منذ متى يأت لزيارتك؟

- ليس منذ فترة طويلة

- ولما؟

- انه يساعدني في الدراسة

- اتظنين ان جواد سيقبل بذلك؟

- اننا مجرد صديقين فاين المشكلة؟

- حسنا قد تعتبرينه كذلك، لكني لست متأكدة بالنسبة اليه... حتى لو كنتما كذلك فعلا... فلا اظن ان جواد سيعجبه الامر، كل من في الحي يعلم بقصتكما القديمة وستثار الشائعات

قالت حسناء باستياء:

- الشائعات عبارة عن كذبات، ان كان جواد يثق بي حقا فلن يهتم بتلك الشائعات

- حقا؟... انك تقضين وقتك مع شاب احبك يوما واحببته وتريدين ان يتجاهل ذلك لاجل ثقته بك، اكنت ستكونين بذلك البرود لو ان جواد احب فتاة سابقا ويقضي معها الان طوال وقته معها في فرنسا

قطبت حاجبيها باستياء فقالت شيماء:

- ربما ندع جواد يقرر بنفسه. الى اللقاء.

خرجت من بيتها غاضبة بينما فغرت حسناء فاهها مصدومة، دخل لؤي للمطبخ مستغربا يتسائل عن سبب مغادرة شيماء غاضبة هكذا، زفرت حسناء لتنظر اليه بتعب ثم سألت:

- اتظن ان تقاربنا لهذه الدرجة فكرة خاطئة؟

تفكر لؤي بالموضوع ليجيبها:

- بصراحة؟... لو كنت خطيبتي لكرهت تواجد جواد قربك كل ذلك الوقت، وخاصة لو كنتي تهمليني لتلك الدرجة، فلا اذكر اني اتيت لزيارتك يوما ورأيتك تحدثين جواد...

انخفضت كتفاها ببؤس لتقول:

- في هذه الحالة ربما تعلم ما عليك فعله

نظر اليها بحزن ثم قال:

- اسف ان تسببت لك بالمشاكل

ما ان خرج من منزلها حتى دخلت غرفتها وبدات تبكي في سريرها، ليس الامر انها تحب لؤي ولكنها معتادة عليه وتحب صحبته، او ربما ذا مجرد انذار بالخطأ

مسحت دموعها وقد قررت ان تكمل حياتها كما كانت، ربما لو كلمت جواد اكثر قد يعوض عن فقدان لؤي المفاجئ، اخذت هاتفها والقت التحية على الواتساب لكن جواد لم يفتح رسالتها، لم تنتظر مرور دقيقة حتى اتصلت به فرد عليها احد اصدقائه، طلبت اليه ان ينادي جواد، سمعت صوته من الهاتف قلقا:

- ماذا هناك؟ هل حدث امر ما؟

- وهل يجب ان يحدث امر ما لتتصل بك خطيبتك

- هه... طبعا لا... لكن من عاداتنا ان نتحدث ايام الاحد فقط

- حسنا اشتقت اليك... اتمانع؟

- هه... بالطبع لا... وانا اشتقت اليك ايضا

- حسنا كيف الحياة في فرنسا

- كالعادة... باردة جدا ومملة... لا شيء جديد

- ممم

- هل هناك شيء ما؟!...

- لا لما تسأل؟

- حسنا... كنت اخوض في دراستي لامتحان صعب وقد قطعت علي حبل افكاري

- اوه... اسفة

- حسنا ان لم تمانعي سأذهب لاكمل دراستي

- حسنا

- الى اللقاء

- الى اللقاء

- نتكلم يوم الاحد

-...

اعادت السماعة الى الهاتف وعادت لتكتئب في غرفتها


---

للاسف ما خلصو احداث الماضي بهالفصل ضحك1
ان شاء الله الفصل الجاي بيخلصو
بس رح تكون احداث الماضي القريب
يعني بعد ما تعرف جواد على اريج وبعد ما تتركو خطيبتو ف1



***الاسئلة***

نسيت شو كنت كاتبة بالفصل ضحك1

حسنا :55:
- شو رايكم بالفصل بشكل عام؟
- شو توقعاتكم
- شو رايكم باول مرة شاف جواد اريج بالبرية ضحك1
- شو بتظنو رح يعمل لؤي بالمستقبل؟ حيرضى بالخطبة ويسكت او رح يخاول يخرب
ما الي خلق اخترع بعد اسئلة 😅
اتمنى يمون عجبكم الفصل وان شاء الله الفصل القادم اخر فصل من الماضي :55:

نبعُ الأنوار 10-28-2018 10:53 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكِ بكلـ خيـر
كيـفك وكيف أمورك?
إن شاء الله تمام التمام

وأخيراً فصل جديد هالمرة طولتِ عن حق
لكن بالنظر لظروفك معك حق
الله يوفقك غلا ♥

يلا ندور ع الفصل
تدري نسيت أريج بالأساس وأفتكرت البطولة لحسناء وجواد 😂
الماضي فعلا طول لكن وضح بعد الأمور وعقد البعض الآخر! !

لؤي لساته أحمق وغبي مصر يخرب كل شي
بالنظر لكل المجريات أجده السبب الوحيد لكل هالتعاسة
وكمان صديق ضال مضل كونه الي شجع جواد ع التدخين 😒

استغربت في التغير علاقة جواد وحسناء! !
غريب ولا تحيلات البعض هي الي خلتها غريبة !
بالنسبة لي شايفتها معقولة وهما مجدان ع الدراسة 😌

أكتر لي صدمني هو أعمارهم 😲
حوالي 15 و 16
فكرتهم أكبر شوي 😂
ماعلينا
بالضبط أعمارهم كم في الحاضر 😖


- شو رايكم بالفصل بشكل عام؟
جمييل كالعادة ولاخلو من الفكاهة 😌

- شو توقعاتكم
صعبـ أتوقع لكن خاصة معرفتي أن حسناء تضل تلاحق جواد وترفض لؤي 😰


- شو رايكم باول مرة شاف جواد اريج بالبرية
للصراحة فين هالمشهد 😨
لسا ما مر علي ليكون حذف 😲


- شو بتظنو رح يعمل لؤي بالمستقبل؟ حيرضى بالخطبة ويسكت اورح يخاول يخرب

بالتأكيد م يرضى ويضل ينقص لجواد عيشته هو وأريج

الى الآن أعتبر سبب ترك جواد لحسناء هو أريج أم في سبب آخر!


يب ع قولتك إن شاء الله الفصل القادم يكون خلص الماضي
لأني بالفعل اشتقت للحاضر ومتشوقة لليصير بعدها

بالتوفيق غلا ♥
دمتِ في حفظ الله

Ladybug 10-29-2018 01:50 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبعُ الأنوار (المشاركة 9039307)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكِ بكلـ خيـر
كيـفك وكيف أمورك?
إن شاء الله تمام التمام
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله ماشي الحال :55:


وأخيراً فصل جديد هالمرة طولتِ عن حق
لكن بالنظر لظروفك معك حق
الله يوفقك غلا ♥
اي والله
الله بيعين
انت كمان يوفقك ف1


يلا ندور ع الفصل
تدري نسيت أريج بالأساس وأفتكرت البطولة لحسناء وجواد 😂
البطولة هالفصل لحسناء جواد ولؤي 😅
بالماضي يعني
اريج ظهورها قليل

الماضي فعلا طول لكن وضح بعد الأمور وعقد البعض الآخر! !
هلاء وضح فهمنا ف7 بس ليش عقد ؟

لؤي لساته أحمق وغبي مصر يخرب كل شي
بالنظر لكل المجريات أجده السبب الوحيد لكل هالتعاسة
وكمان صديق ضال مضل كونه الي شجع جواد ع التدخين 😒
يب :55:
كان شرير بفترة من خياته
بس جواد كمان مش قليل الي عمله
لو كنت محل لؤي كنت عملت مثله ضحك1
انو شز يعني قبل الحامعة بشهر قرر يخكب وهو عارف قرار التاني
كان اما خطب قبل سنة او بعد سنة 😅
بس قال بيزمط فيها قبل ما يتدخل لؤي من جديد ضحك1


استغربت في التغير علاقة جواد وحسناء! !
غريب ولا تحيلات البعض هي الي خلتها غريبة !
بالنسبة لي شايفتها معقولة وهما مجدان ع الدراسة 😌
هني رفثاتها الي خلوها تتغير هني الي خربو كل شي😅
لولاهم الحياة كانت بعدها حلوة


أكتر لي صدمني هو أعمارهم 😲
حوالي 15 و 16
فكرتهم أكبر شوي 😂
ماعلينا
بالضبط أعمارهم كم في الحاضر 😖
هم اول احداث الناضي كانو بعد اصغر
كانو شي 14 15
يس بلشنة نمشي سنة سنة لصارو هلائد :55:
وحاليا بعد شي سنتين صار عمرها هي شي 19 وجواد 20 او 21
اما بالخاضر بما ان بعد سبع سنين
يعني جواد عمره شي 27 تقريبا
حسناء 26
شيماء اكبر من جواد بسنتين يعني 29
شيماء اصغر مني بكم سنة ضحك1


- شو رايكم بالفصل بشكل عام؟
جمييل كالعادة ولاخلو من الفكاهة 😌
:55: بيس2

- شو توقعاتكم
صعبـ أتوقع لكن خاصة معرفتي أن حسناء تضل تلاحق جواد وترفض لؤي 😰
فكري بسبب للشغلة 😅


- شو رايكم باول مرة شاف جواد اريج بالبرية
للصراحة فين هالمشهد 😨
شكلي اجلته للفصل الجاي ضحك1
فاذا توقعي هالسؤال بالفصل الجاي كمان ضحك1

لسا ما مر علي ليكون حذف 😲


- شو بتظنو رح يعمل لؤي بالمستقبل؟ حيرضى بالخطبة ويسكت او رح يخاول يخرب

بالتأكيد م يرضى ويضل ينقص لجواد عيشته هو وأريج
قصدك هو وحسناء :55:

الى الآن أعتبر سبب ترك جواد لحسناء هو أريج أم في سبب آخر!
جواد ما ترك حسناء 😕هو مان بيحبها وقاتل حالو كرمالها
بس هي تركتو لما رفقاتها لعبو بعقلها 😅
ولما صارت بدها ترجعلو هو رفض :55:



يب ع قولتك إن شاء الله الفصل القادم يكون خلص الماضي
لأني بالفعل اشتقت للحاضر ومتشوقة لليصير بعدها

بالتوفيق غلا ♥
دمتِ في حفظ الله

شكرا لك :55:
في امان الله ^^

Ladybug 10-31-2018 09:13 AM


الفصل 29d

مرت ايام كئيبة على حسناء وهي تحاول الاكتفاء بالتحدث يوم الاحد فقط مع جواد، كانت احيانا نادرة ان فرغ من درسه باكرا يتحدثان على الواتساب

وهكذا مضت السنة الجامعية بقدر ما تسمح لها بالخير واقبل الصيف اخيرا

استقبل جواد اهله بحرارة ودعوا اخوته المتزوجون وخطيب شيماء وحسناء للاجتماع معهم على الغداء، وعلى هذه المناسبة الجميلة قررت شيماء وخطيبها ان يزيدوا الفرحة فرحة واعلنوا عن موعد زواجهم وفرح لهم الجميع

بعد اسبوع ارتدت شيماء الثوب الابيض وكانت بابهى طلة، لم تنسى ان تدوس على قدم حسناء لتكون اول من يتبعها في الزواج (عادة عند البعض بيقولو اذا العروس داست على اجر وحدة تانية بتلحقها بالزواج :55: )

كانت ثلاثة اشهر هادئة بل رائعة للجميع حتى حان موعد سفر جواد، ذهب لزيارة شيماء قبل السفر بعدة ايام وجلسا على الشرفة

وبينما هم يتحدثون نظر للبرية المقابلة وسرح عن كلام اخته اذ رأى فتاة غبية تدخل البرية بصعوبة، في كل خطوة تخطوها تتأوه بسبب الاشواك المحاطة التي نبتت ايام الصيف الحارة،

وعندما تكرر هذا المشهد عدة مرات امامه فرط ضحك، نظرت اليه شيماء مستغربة اذ لم تكن تتحدث بشيء يضحك، عادت لتنظر الى حيث ينظر ففهمت سبب ضحكه فقرصته قائلة بعتاب:

- لا تسخر من تلميذتي

نظر اليها متسائلا:

- تلميذتك!

عاد ليضحك ثم يقول:

- يبدو ان لا سبيل للملل في حياتك، لا هنا ولا في المدرسة، بوجود شخص مثلها، اراهن انك تقضينها ضحكا

نظرت اليها شيماء بحزن الى ان استقرت الاخرى تحت جذع شجرة زيتون بعيدة من الشارع نسبيا واخرجت دفتر يومياتها وبدأت تكتب فقالت شيماء:

- لست من النوع الذي يحب ان يضحك لمصائب الاخرين

نظر مستغربا الى شيماء ثم الى الاخرى ليجدها تكتب فقال:

- تبدو مجتهدة... انها تدرس حتى ايام الصيف

حينها فرطت شيماء ضحكا لتقول:

- مجتهدة!... اريج مجتهدة!... هاتان كلمتان لا تتحدان ابدا...

نظر لاخته ببرود ليقول:

- اذا بما تفسرين ما تفعله الان ان لم تكن مجتهدة؟

- حسنا لست ادري، لكنها اقل من تشارك في الصف، اقل من تركز، اقل من يهتم بالدراسة... كل ما يدور في رأسها في المدرسة فتى في صفها يحب صديقتها

- تحب حبيب صديقتها؟

- حسنا هي لا تعرف بذلك... فهما لم يرتبطا بعد، لكن يمكنك ان تعرف من النظرات المتبادلة، الحب بينهما واضح وكما يبدو انها لا خبرة لها بذلك ولا احب ان اخبرها بذلك بنفسي خوفا على مشاعرها

نظر جواد اليها شاردا يفكر في امرها حتى استيقظ اخيرا على صراخ اريج وهي تقفز فزعة فقالت شيماء بملل:

- لا بد ان حشرة تسلقت قدمها كالعادة، اتحب ان تشرب الليموناضة؟

هز رأسه ايجابا فدخلت شيماء لتحضرها بينما جواد مازال يراقب اريج تفر ذعرة من البرية حتى وصلت للشارع تنفض ملابسها بفزع حتى اطمئنت من خلوهم من الحشارات،

عادت لتنظر الى البرية وقالت بغضب:

- غبية متوحشة، كيف تجرئين على تسلق قدمي

هنا فرط جواد ضحكا اذ لم يستطع احتمال المزيد، بحثت هي حولها عن مصدر الضحك لكنها لم تجد احد فأكملت طريقها، لم يكد يهدأ من ضحكه حتى وجدها تعود لتدخل البرية مجددا تراقب حولها بفزع، ضرب رأسه وامسك شتيمة، الم تخرج منها الان شاتمة؟ :

رآها وصلت الى قرب الشجرة وانحنت لتأخذ من الارض دفترها، ضمته اليها بحب ثم عادت لتخرج من البرية، رفع حاجباه مستغربا "ايعقل انها كانت تكتب رسالة حب لذلك الاحمق؟..."

تناسى الامر حين عادت اخته تحمل ابريق زجاجي من الليموناضة علا سطحها معكبات ثلج وجلست لتسكب في الكوبان بينما يتقلب العصير والثلج على بعضهما وهما يتصاعدان داخل الكوب الذي سرعان ما اكتسب خارجه الندى بفعل اختلاف الحرارة...

قدمت اليه كوبا وهي تنظر للبرية قائلة:

- يبدو انني ضيعت الشتيمة

ضحك واخذ الكوب منها ليرتشف منه رشفة فقالت:

- للاسف لن تستطيع ان تتعرف عليها عن قرب لانها ستنتهي من الثانوية قبل ان تبدأ انت التعليم بها

رفع حاجباه ساخرا ثم قال:

- هذا مؤسف

عادت لتضحك شيماء ثم قالت:

- لكن احتمالية نجاحها في الامتحان الرسمي ضئيل، ربما لو اعادت صفها عدة مرات قد تلحق وتتعرف عليها

ضحكا سويا وعادا ليشربا الليموناضة

---


عاد لفرنسا وكانت الحياة مثالية كأول كل سنة ولكن ما ان بدأ جواد ينشغل بدراسته فعلت حسناء عكس كل سنة، واكبت على الاتصال حتى لا تضحى علاقتهم جافة ككل سنة

عادت من الجامعة واول ما فعلته ان رمت حقيبتها في غرقتها ثم توجهت للهاتف

رفع سامر السماعة ثم قال:

- جواد، الاتصال لك

اشار له ان بعد قليل لانه مندمج بالدراسة فقال سامر:

- انها خطيبتك

نظر لسامر بملل ليقول هامسا:

- الامر بدأ يصبح مملا

ضحك سامر وناوله السماعة وعاد الى درسه، لم تمر خمس دقائق حتى نظر سامر لجواد الذي مازال يراعي كلام حسناء بقلة صبر وهو ينظر لكتابه تارة والى ساعة يده تارة اخرى فصاح سامر:

- الن ينتهي حديثكما يا جواد؟ اني انتظر مكالمة من نتالي

تفكر جواد بكلام صديقه حتى فهم قصده وابتسم قائلا:

- اسف حسناء، نتكلم لاحقا فسامر ينتظر مكالمة

- اوه... حسنا متى ما انتهى من الكلام اتصل بي

فغر فاهه مصدوما من طلبها ثم قال:

- حسنا حسنا سافعل الى اللقاء

وضع السماعة على الهاتف واراد ان يعود الى مكانه فقال سامر معاتبا:

- بربك ارفع السماعة كي لا تتصل بعد نصف ساعة

نظر اليه جواد مستغربا:

- الا تنتظر اتصال؟

- بالطبع لا، كان مجرد عذر لاخلصك منها... هه، لا اصدق انكما نفس من جمعت بهما منذ سنوات

ابتسم جواد قائلا: "مازلنا نحب بعضنا لكن انشغالاتنا تجعلنا مملين، لكننا ترانا صيفا، اولا يغار منا عصافير الحب؟..."

نظر اليه متشككا ثم قال:

- في الواقع، حسناء لم تعجبني هذا الصيف، حتى هذه السنة، الم تلاحظ انها تغيرت؟ لقد اصبحت لحوحة جدا ومتطلبة بشكل لا عقلاني

- لنقل ان الفتيات يمررن بمزاجيات عجيبة من حين لاخر

- لكن ليس هذا ما يحدث مع حسناء، فلا تستمر هذه المزلجيات لاشهر متواصلة

تفكر جواد بالموضوع ثم هز كتفيه قائلا:

- لم الاحظ شيئا من هذا النوع

- هذا لانك متيم بها... اذهب واكمل درسك فلم اقطع حديثك معها الا لهذا السبب

عاد جواد ليجلس امام كتابه شاردا بكلام سامر

---


جلست حسناء في حديقة الجامعة بين اصدقائها غاضبة غير عابئة بما يتحدثون حتى انتبه لها سعيد، قال:

- ما بال القمر اليوم مش عاطينا وج

نظرت اليه حسناء بانزعاج فنظرت اليها بقية الصديقات والتفتن حولها:

- ما بك حسناء، لا تبدين اليوم طبيعية

- هذا صحيح، حتى انك كنت تستعملين هاتفك وقت المحاضرة، من عادتك ان تكوني مركزة طوال الوقت وتكونين مرجعنا في حال لم نفهم شيئا

- حسناء: لا شيء مهم... انا منزعجة اليوم قليلا

- حسنا... اتمنى ان ينتهي ضيقك هذا باسرع وقت

ابتسمت مجاملة وما ان عدن لحديثهن حتى عادت للتجهم، انحنى اليها لؤي يسالها:

- اذاك هل الاحمق هو السبب؟

نظرت اليه بانزغاج:

- اي احمق؟

- جواد طبعا

- وما شأنه، بل وما شأنك؟

- اولسنا اصدقاء طفولة؟ يفترض ان تخبريني بكل شيء

- وان كان، بما سيفيدك؟

- سأذهب اليه والقنه درسا، لم اتنازل عنك له ليعاملك هكذا

نظرت اليه بازدراء ثم قالت:

- لم اكن ملكك كي تتنازل عني

- لكنك كنتي تحبيني، كنا نحب بعضنا ربما لاني تصرفت في وقت ما كوغد تناسيت الامر لكننا كنا نحب بعصنا حقا

نظرت اليه ببرود ثم قالت:

- اسمع لؤي، صداقتنا عزيزة ونحن متفقين من سنة، لا تعيد كلامك هذا كي لا تفسد هذه الصداقة

صمت لؤي وهو ينظر اليها بحقد ثم ابعد وجهه عنها متجهما "لقد كنا نحب بعضنا وكان جواد الصديق، اضحت الان تحب جواد واصبحت انا الصديق، لا وفوق هذا صداقتنا معرضة للخطر، في هذه الحال افضل ان انسحب من حياتها كليا..."

نظر اليها مقررا النهوض والانصراف ومقاطعتها للابد ولكنه غيير رأيه حين نظر اليها، لن يحتمل ان يواسيها احد غيره، كما لن يحتمل رؤيتها تضحك للجميع الا له... حسنا... ربما يبقى معها هذه السنوات المتبقية الى ان يتهي جواد دراسته وحينها يفكر بطريقة للاختفاء كليا...

تنهد ثم قال بخفوت:

- انا اسف لازعاجك

نظرت اليه متفكرة ثم ابعدت وجهها اذ صراحة لا تدري ما يدور براس هذا الاحمق، تارة متكبر وتارة لطيف، اقل ما يمكن وصفه بانسان عجيب

---

مرت ايام وحسناء على هذه الحالة، بل وتزداد حالتها سوءا حتى الح عليها اصدقائها لتفتح لهم قلبها، نظرت اليهن بحزن لتقول:

- اشعر ان جواد يتجنبني... لم يعد يرغب بالكلام معي على الهاتف، اخر مرة اتصلت به سمعته يهمس لصديقه كي يخبرني انه ليس موجودا...

البعض ابدى اسفه عليها بينما البعض الاخر ابدى غضبه على جواد، بينما القلة نصحوها بالصبر، لكن حالتها تفاقمت مع الايام حتى بدأ الشك يلعب بعقول الاصدقاء وما لبث ان نقلو لها عدوى الشك

---

نظر سامر لجواد متفكرا ثم قال له:

- الا تظن ان هذه الايام مرت هادئة اكثر من المعتاد

- لا بأس... اظنها فهمت انني مشغول فامتنعت عن الاتصال، او ربما يأست بعد كثرة تهربي...

- اتمنى ان لا يكون الامر هدوء ما قبل العاصفة

قطب جواد متفكرا ثم قال:

- لا اظن ذلك...

نظر لهاتفه ثم فتح الواتساب، وجد حسناء متواجدة، القى التحية لكنها لم تجبه، اكتفت بان تفتح الرسالة ثم تخرج من المحادثة

اراد ان يرسل اليها بعض كلمات الغزل وانه اشتاق اليها ربما يرق قلبها لكن سامر منعه، قال له:

- يمكنك ان ترسل كل ذلك يوم الاحد، يومين وتحدثها، الان لا تشغل بالك ولا تدعها تشغل وقتك فما اخذته من وقتك كاف، لقد رسبت في مادة لا تريد ان ترسب بالمزيد والا اضطررت ان تعيد السنة

تنهد بانزعاج حين وجد ان صديقه محق ثم وضع هاتفه جانبا ليعود الى درسه، علما ان باله كان مشغولا

---


يوم الاحد اخيرا قرر الاتصال بعد ان انعدمت للتواصل كليا مع حسناء حتى على الواتساب، اجابت ام حسناء وسرعان ما نادت:

- حسناء انه جواد

صرخت حسناء من الداخل:

- اخبريه اني لست موجودة

- لا اظن ان هناك داع لاخبره فقد سمعك بنفسه

- هذا جيد، سيعفيكي عناء اخباره بذلك

رمشت الام مستغربة ثم قالت لجواد:

- لا ادري ما بالها، سأذهب واحدثها

- حسنا...

ذهبت الام لتحدث ابنتها وعندما رأى جواد ان المسألة اخذت من الوقت اكثر مما ينبغي اقفل الخط واتصل على جوال حسناء

نظرت حسناء الى جوالها ثم اظهرت انزعاجا لتطفئ الخط، نظرت اليها الام مستغربة:

- ما بالك حسناء؟... لقد كنتي تطوقين لمكالمته

هزت الاخرى كتفيها غير عابئة بالاجابة فجلست الام قربها لتحدثها، عاد هاتفها ليرن مجددا فسلمت حسناء الهاتف لامها قائلة:

- اخبريه اني خرجت ونسيت الهاتف في المنزل

نظرت الام اليها بشك ثم قالت:

- لا لن افعل... ان حدث مشكلة بينكما عليك مواجهته وليس الفرار منه، ان ذلك سيزيد الامر سوا

- لست اهتم

- حسناء!... ما الذي حدث!

تكتفت لتبعد نظرها عن امها وعندما رأت ان الهاتف ما زال يرن عادت لتقفل الخط وعادت لتتكتف

اخذت الام تستجوب حسناء وما هي الا ثوان حتى عاد ليرن الهاتف مجددا، اخذته الام وردت عليه:

- ما الذي حدث بينكما جواد؟ لما حسناء تصر على عدم مكالمتك

- وانا ما ادراني، احدثها على الواتساب منذ ايام ولا تجيب، واتصل بها الان ولا تجيب

- اذا لا تعلم شيئا؟

- لا... فجاة تغييرت هكذا

- حسناء بحقد: بل يعلم لكنه لا يريد ان يخبرك، انا لن احدثه بعد الان

-الام بصدمة: حسناء!

- جواد اعطها الهاتف ودعيني اكلمها:

ناولت الام الهاتف لحسناء قائلة:

- يريد مكالمتك

هزت حسناء كتفها دلالة على عدم رغبتها بالاجابة فاعادت الام الهاتف الى اذنها وقالت:

- ساضع الهاتف في اذنها تحدث فهي تسمعك

وضعت الام الهاتف في اذن حسناء فقال جواد:

- حسناء... حسنا قد تظنين انني اعرف حقا ما بك لكنني حقا لا اعرف، ربما الامر كان سوء تفاهم او شيء من هذا القبيل، لكني لا اذكر اني فعلت شيئا يغضبك...

حينها ثارت حسناء لتأخذ الهاتف من يد امها صارخة:

- حقا؟... الم تكن تتهرب من الحديث معي طوال الاسبوع، لقد سمعتك تطلب من صديقك ان يخبرني انك لست موجودا، او تظنني صماء ام حمقاء...

فغر جواد فاهه اذ تبيين له انها سمعته حينها فقال مدافعا:

- حسنا ربما قد اخطات حينها، لكنك اخذت الكثير من وقت دراستي، لدرجة اني رسبت في احدى المواد، ان رسبت في مادة اخرى سأضطر ان اعيد السنة، لا اظنك تريدين ان ابقى سنة زائدة في فرنسا

- ارتسم الحزن على وجه حسناء لتقول:

- بالطبع لا اريد...

- اذا فلنكتفي بيوم الاحد للتواصل... سيأتي الصيف ويكون الوقت كله ملكنا

- الا يمكن زيادة يوم واحد فقط للتواصل... اشعر بوحدة كبيرة طوال الوقت

- اسف حسناء لا وقت لدي ابدا

- فقط نصف يوم... نصف ساعة...

- حسناء... اني بصعوبة اتفرغ يوم الاحد لاجلك فقط... ثم لديك اصدقائك، لما لا تقضين بعض الوقت معهم

تنهدت شيماء بانزعاج اذ ان اصحابها هم الذين اوصلوها الى هذه الحالة حين اصروا عليها كي تزيد من التواصل مع خطيبها، قالت ببؤس:

- حسنا سأنسى الامر وأكتفى بيوم واحد في الاسبوع...

- حسنا... شكرا لك على تفهمك... ممم... الان ايمكنك الابتسام ليكون حديثنا اجمل؟

ابتسمت حسناء مرغمة ثم انقلب لحديث وديا، حين اطمئنت الام على الاوضاع انسحبت من الغرفة لتتركهما يتحدثان بحرية...

---


كانت ذاهبة الى الجامعة شاردة البال بما يجري معها، بين حبها لجواد وبعده عنها، وصداقتها للؤي ورفض جواد لها، كانت تعاني من حالة نفسية مزرية حتى قطعت الشارع ودون انتباه كادت ان تصدمها سيارة فخمة

خرج صاحب السيارة ينهال عليها بوابل من الشتائم لانها رمت بنفسها هكذا امام سيارته، وعندما نفس عن غضبه وجد حسناء مازالت مصدومة، اخذ نفسا عميقا ثم اطلقه واخذ يطمئن عليها:

- هل انت بخير؟

على سؤاله عادت لوعيها فهزت رأسها ايجابا، قال:

- ان اردت يمكنك توصيلك الى حيث تذهبين، لا تبدين لي بخير، قد تصدمك سيارة اخرى وانت بهذه الحالة

تهربت منها ابتسامة ثم قال:

- بلى انا بخير، شكرا لك على كل حال

استدارت واكملت طريقها بينما هو يتبعها بنظراته ثم عاد ليركب سيارته وانطلق مكملا طريقه

---


ما ان وصلت للجامعة حتى حاوطنها كل اصدقائها يطمئنون عليها بما جرى معها ومع خطيبها، قالت بانزعاج:

- اتفقنا على ان يكون حديثنا فقط يوم الاحد

فغرت صديقتها فاهها وقالت:

- من الان سترضخين لكل ما يقرره، انت ايضا لك رأي، عليك ان تكوني اكثر صرامة معه

كلامها اشعر حسناء ببعض التحقير ازاء نفسها فقالت مدافعة عن نفسها:

- لكنه محق، انه يقضي وقته بالدراسة، لا يمكنني ان اخذ من وقته اكثر من ذلك فلا اريد ان يعيد السنة ويبقى سنة اضافية في الخارج، يكفي انه يحاول قد الامكان التفرغ يوم الاحد لمحادثتي

- صديقة اخرى: اذا هو يربحك جميل صنعه ايضا... لا يكفي انه يتجنبك طوال الاسبوع، ثم يأت ويمن عليك لاجل يوم واحد

- ليس الامر هكذا... هو فقط منشغل جدا، لما لا تفهمون... حتى انه رسب في مادة بسببي

حينها فرط سعيد ضاحكا وقال:

- يدرس طوال الوقت ورسب لانه تحدث اليك بعض الوقت من ايام الاسبوع، لا بد انه يخدعك، ربما هو يلهو مع اخرى طوال الوقت ويتحجج بالدراسة

قطبت منزعجة ثم قالت:

- ذلك لانه يدرس اختصاص صعب وليس اختصاصا سهلا مثلنا... لا يمكنك مقارنة دراستنا بدراسته، ثم انه يدرس في فرنسا، ربما الدراسة هناك اصعب

نظر اليها سعيد باستهزاء ثم قال:

- انا رأيي ان تتركيه وتخطبيني فانا سأكون لك اكثر وفاءا وصحبتي اجمل

ضربته احدى الصديقات قائلة:

- كفى انت عن ازعاجها، ما فيها يكفيها

قالت اخرى:

- لكني ارى ان سعيد قد يكون محقا... عليك ان تكوني اكثر حذرا

- اخرى: وخاصة انه مغترب في بلد فاسق، تعرفين كيف يكون لبس الفتيات هناك، وكثير منهن وقحات لا يخجلن، وخطيبك لا يستهان بجماله

- اخرى: انها محقة... فكم من شاب سافر للدراسة وعاد في يده طفل...

كادت تدمع حسناء فوجهت نظرها للؤي لترى اشامت على حالها ام يرثي عليها لكن لم يبدي اي تجاوب، لا معها ولا ضدها، تشجعت وتوجهت اليه ثم سألته:

- وانت ما رأيك؟

نظر اليها ببرود وقال:

- وهل سيكون لرأيي اي قيمة

- انت صديقي منذ ايام الطفولة... لا بد ان تنصحني قبل الجميع... ثم انك الوحيد الذي يعرف جواد، ربما امكنك ان تحكم ان كان يصدر منه شيء من ذلك القبيل

انقلبت نظراته حقدا ليقول:

- الصديق الذي يخدع صديقه ويسرق حبيبته لن استغرب لو خدع خطيبته وخانها...

قطبت حسناء بضيق ثم قالت تدافع عن جواد:

- لكنه اخبرك منذ البداية انه يريدني وانت لم تمانع

- انت طلبتي رأيي به وانا اعطيتك اياه، لك ان تتقبليه او ترفضيه...

نظرت للجميع الذين بدا جليا من نظراتهم انهم يؤيدونه بالرأي فانسحبت باكية، شعر الاصدقاء بوخز بالضمير لكن سعيد قال:

- حسنا عليها ان تكون اكثر دراية لما يحصل حولها، لا نريدها ان تصدم غدا ان كان كلامنا صحيحا

وافقه الجميع بحزن وسرعان ما غيرو الموضوع ودخلوا في موضوعات اخرى اكثر مرحا...

---

عادت الى البيت قبيل الغروب منزعجة، كان نهارها من اقرف ايام حياتها، رمت بحقيبتها جانبا واستلقت على السرير شاردة، سرعان ما اخذت الهاتف لترى ان كان قد تفرغ جواد ولو لبعض الوقت وارسل لها سلاما لكن خاب ظنها، ترددت قليلا لكنها اخيرا تشجعت وارسلت:

- كيف حالك اليوم؟

انتظرت قليلا فلم يجاوب، ارسلت اليه بعدها الكثير من عبارات الحب والاشتياق لكنه جاوبها بعبارة مختصرة "فيما بعض حسنا... انا الان مشغول جدا"

شعرت بغيظ كبير وهي تقارن وضعه الحالي بكلام سعيد صباحا، ايعقل حقا انه مع اخرى؟ ايعقل ان كثرة رسائلها ازعجه خوفا ان تنتبه الاخرى انه خاطب

رمت بهاتفها جانبا ووضعت يديها على رأسها اذ ان كثرة التفكير اصابها بالصداع

---

في اليوم التالي الامر نفسه، حاوطنها اصدقائها للاطمئنان فقطبت دون ان تجيب حين تذكرت جوابه المختصر، ففهمن عليها تلقائيا وابدين بعض

الاسى ثم غطوها بعبارات الاسف، اعطوها بعض النصائح التي اعتبروها تصلح حالها مع خطيبها ثم خاضوا في مواضيع اخرى

شردت حسناء عن مواضيعهم التافهة امام موضوعها وسرعان ما استأذنت منهم للدخول الى الحمام لكنها ذهبت لتتوه في ازقة الجامعة المتفرعة

تبعها لؤي ليصل اليها واخذ يطمئن عليها لكنها جاوبته بانها بخير، نظرت اليه بحزم ثم قالت:

- انت صديقي هذا صحيح، لكن تعلم ان جواد لن يعحبه كثرة تقاربنا الى هذا الحد

تنهد بانزعاج ثم قال:

- امازلت تصرين على الوفاء له وهو يخدعك

- هو لا يخدعني... انه فقط مشغول بالدراسة

- حسنا... يبدو انه ليس الوحيد الذي يخدعك... انك تخدعين نفسك بجدارة... الامر واضح للجميع، لما لا يمكنك ان تفتحي عينيك... اتركيه وانسي امره

حين لاحظ انها مصرة على موقفها مل وانصرف قائلا:

- افعلي ما شئت... انت حرة...

زفرت بضيق ثم جلست على احدى المقاعد الفارغة قربها تغطي وجهها بكفيها محاولة التهرب من الواقع، ما هي دقيقة حتى استأذن احدهم للجلوس الى جانبها، نظرت اليه محاولة العودة الى الواقع وهي تحاول تمييز ذلك الشعر الاشقر والعينان الخضروان والطول الفارع والملابس الانيقة، هذا المنظر مر عليها سابقا لكن لا تدري اين، ادركت اخيرا اين حين سألها مندهشا:

- الست انت نفسها التي رمت بنفسها امام سيارتي البارحة؟ هه واو!... لا اصدق، لو كنت اعلم اننا في الجامعة نفسها لكنت اصريت على توصيلك

ابتسمت وهي مازالت شبه ضائعة وقالت:

- شكرا لكن لا داعي لتعذب نفسك

جلس بقربها ليقول:

- اعذب نفسي بماذا، ان السيارة هي التي يتحمل ثقلك وليس انا

فرطت ضحك فاردف:

- طبعا لا اقصد انك سمينة بقول ثقلك، لكن من المعلوم ان لكل الاجساد ثقل ما مهما بلغ خفته...

ابتسمت له فمد يده مصافحا معرفا عن نفسه:

- انا شادي في العشرين من العمر، وانت؟

صافحته مبتسمة لتقول:

- اسمي حسناء... ابلغ التاسعة عشر من لعمر


سرعان ما سحب يدها ليقبل ظاهرها ثم قال:

- اسم على مسمى

سحبت يدها بسرعة واحمرت خداها، ارادت الانصراف غاضبة لتصرفه لكن سرعان ما تبادر الى ذهنها كلام لؤي "اما زلت تصرين على الوفاء له وهو بخدعك"

عادت لتفكر "لا انه ليس بخدعني انه..." وقبل ان تكمل حبل افكارها قال الاخر:

- ويزداد حسنك وانت خجولة

قطبت بانزعاج وهي تصارع افكارها فسألها:

- هل انت مرتبطة؟

فتحت فمها لتجاوبه لكنها عجزت عن الكلام، صارت ترمش وهي تحاول الكلام فضحك عليها قائلا:

- في حياتي لم ارى فتاة ببرائتك... انت حقا رائعة

عادت لتقطب بانزعاج لكثرة ما سمعت مؤخرا عن برائتها، رغم ان هذه المرة كانت مدحا الا ان الباقي كان ذما... الكل يقول ان جواد يستغل برآتها لخداعها، وهي تستمر بالوفاء له، لكن هل هي حقا بريئة لدرجة الغباء التي وصفوها بها صديقاتها

استيقظت على صوت شادي وهو يقول:

- اين غبت يا فتاة... اني احدثك منذ برهة

اطلقت زفرة ضيق لتقول:

- انا اسفة لكني امر هذه الايام باوقات عصيبة

- اتمنى ان تنتهي صعوباتك هذه فلا يليق بهذا الوجه الملائكي التجهم

ابتسمت ابتسامة مصطنعة واستأذنت لتعود الى اصدقائها واسرعت بالذهاب دون انتظار اذنه، جلست بين اصدقائها مرتبكة ولم يلاحظ عودتها الا لؤي الذي جلس ينظر اليها بريب، تجاهلت نظراته وصارت تفكر:

- حسنا ما الذي فعلته انا الان... تبا اكان يصعب علي ان اخبره انني مرتبطة! انني لا اتوقع الارتباط به مثلا، لو تركت جواد فانا على الاغلب سارتبط ب...

نظرت الى لؤي لتجده عاد ليندمج مع الاصدقاء ويضحك معهم، تفكرت بغيظ:

- انه المسؤول بعد كل شيء... هو من لامني على وفائي الاعمى لجواد... ويريدني ان اكون مثله احب شخصا واواعد اخر... حسنا لن يحدث ذلك... سأبقى هلى حبي لجواد باخلاص، ان قابلني ذلك الاحمق الوسيم مجددا سأخبره انني مرتبطة واني لن اقبل بكل تلك التصرفات وكل ذلك الغزل... اخخخ... لكن من الجميل ان تسمع الفتاة تغزلا طوال الوقت... لقد كان الامر جميلا حين كنت مع جواد سويا في الثانوية... كان الامر اجمل من ان يوصف...

عادت لتنظر الى لؤي، لقد كان معهم في المدرسة حينها، لكنه كان قد غيير اصدقائه فلم يكونا يتواصلان ابدا، على عكس ما هي الان، انهما طوال ساعات الفراغ في الجامعة سويا

---


بعد عدة ايام، بينما هي ذاهبة للجامعة اوقفها بوق سيارة، نظرت تجاهها لتجد انه شادي، قال لها:

- اصعدي لاوصلك الى الجامعة

تجاهلته واكملت طريقها، عاد ليمشي بالسيارة بمحاذاتها قائلا انهما ذاهبان الى الجامعة نفسها فلن يضر به شيئا وهي ستستفيد، اجابت ساخرة انها تمارس رياضة الصباح، فرط ضحك ثم ترجل من السيارة ليوقفها كي يحدثها، ما ان اصبح بقربها لا اراديا وجدت نفسها تخفي يدها ذات خاتم الخطوبة في جيبها، قال شادي:

- اسمعي... انا معجب بك من اول يوم التقينا... و... حسنا ربما يمكننا ان نتعرف و... كما تعلمين

تفكرت بالامر ثم دون ان تجيبه التفتت وهربت منه فعاد ليلحق بها قائلا:

- حسنا يبدو انك فتاة محافظة لذلك لا اظن انك ستقبلين التعرف الا بالطريقة التقليدية... هات عنوانك وسأطلبك من اهلك

احمرت حين سمعت كلامه ووقفت شاردة، قال بعد ان لاحظ تقاعسها:

- حسنا... اظن انني استعجل قليلا... سأتركك لتفكري بالامر ثم اخبريني بما قررته

اخفضت رأسها بانزعاج فتركها ليعود الى سيارته وانطلق نحو الجامعة، نظرت لسيارته بحزن، لما لم تستطع اخباره الحقيقة مجددا!...

مشت للجامعة حزينة حتى حاوطنها اصدقائها وكالعادة انهالوا عليها بالاسئلة المزعجة فابتعدت عنهم مباشرة وذهبت لمكان بعيد

تبعها لؤي ليطمئن عليها وهذه المرة لم تطرده، جلسا في مقعد من مقاعد حديقة الجامعة وراح يسألها:

- هل انت على ما يرام؟ تبدين متعبة جدا، هل حدث امر جديد؟

قالت دون ان تنظر اليه:

- هل انت مهتم لانك تريدني ان انفصل عن جواد؟

صمت قليلا ثم قال:

- بل تهمني سعادتك... ان كانت مع جواد فانا سأكون مسرور لاجلك...

نظرت اليه متفحصة ثم قالت:

- وان اردت الإنفصال عنه؟

- سأؤيدك بكل قراراتك الى النهاية

ابتسمت له واسندت رأسها على كتفه، اراد ان يعانقها لكنه فجأة توقف ثم ابعدها عنها بانزعاج قائلا:

- توقفي عن هذه الحركات طالما انت مرتبطة لغيري

نظرت اليه مستغربة

- اي حركات!

- لا تكوني غبية... لا تنامي على كتفي

قطبت بانزعاج:

- لم اكن نائمة... كنت فقط مسرورة ان هناك كتف يمكنني الاستناد عليه

- حسنا هذه عبارة مجازية ولا تطبق بهذه الطريقة

ضحكا سويا ثم قررا ان يعودا الى البقية

---

جلست حسناء في سريرها شاردة فيما حدث صباحا مع شادي، انبها ضميرها لاخفائها انها مخطوبة، لكن هل من الخاطئ ان تسمح لشاب بمغازلتها وهي مخطوبة، هي لا تتجاوب معه، لكن الاهتمام بها يعجبها...

ومع ذلك الامر ليس مستحسن، كان عليها ان تخبر شادي انها مرتبطة، حسنا ستخبره عندما يسألها عن قرارها... الواقع ان شادي يبدو شابا لطيفا، وسيم كما ان سيارته رائعة... لكنها تحب جواد، لكن جواد يهملها كثيرا... وان صدق اصدقائها، فهو يخونها، فلما عليها ان تبادل خيانته بالوفاء؟

غطت رأسها بيديها حين احست ان راسها سينفجر، حتى اخيرا استرخت حين اصدرت القرار، ما ان اقبل ابوها ليلا حتى اخبرته انها تريد الانفصال عن جواد،

صدم ابوها لقرارها فاخبرته انه يهملها كثيرا، طلب منها التريث فاخبرته عن شكوكها عنه، طلب منها ان تنتظر عودته صيفا ليتحدثا بروية فلم تجد امامها حلا الا الكذب:

- ابي انه يخونني مع فتاة اخرى، انه يعرف شابة هناك يقض معها طوال الوقت ويحتج بالدراسة... ابي لقد مللت من هذا الوضع

شرد الاب في كلام ابنته مصدوما لكن ردة الفعل هذه لم تكن كافية بالنسبة اليها، احتاجت الى ردة فعل اقوى ليخلصها من ارتباطها فقالت:

- كما انها حامل منه

فغر الاب فاهه مصدوما ثم احمر غضبا وانتفخت اوداجه، ارسل ابنته الى غرفتها، نظرت لابيها حائرة، لا تدري ان صدقها ام لا لكنه صرخ بها صوتا لتفر ذعرة الى غرفتها

لم يلبث طويلا حتى اتصل والدها بجواد وبعد ان بهدله وشرشحه اخبره ان خطبته من ابنته ملغية

فقعو فيوزات جواد، الصدمة الجمته من الكلام حتى اغلق والد حسناء الخط فظل هو واقفا مصدوما، عاد واتصل على رقم بيت حسناء لكن لم يجبه احد

اتصل على رقم جوال حسناء لكنها اغلقت الخط في وجهه، حدثها واتساب فلم تجاوبه، جلس في سريره يكاد ينتف شعره من عصبيته وسامر ينظر اليه مستغربا حاله

قال سامر:

- ما بك يا صاح؟... هل الجميع بخير؟

اغلق عينيه بقهر ثم قال:

- بل يبدو ان الجميع فقد عقله

- لما؟

اجاب بعصبية:

- وما ادراني... فجاة قرر والد حسناء ان ينهي خطبتنا دون ان يذكر سبب وجيها

فغر سامر فاهه مصدوما وهو يفكر ويحلل فعاد جواد ليتصل بأهله، اجابت والدته:

- امي... هل تحدثت الى حسناء او احد من اهلها مؤخرا؟

- لا، لما؟

- لست ادري... الا تذهبين اليهم وتعرفين منهم ما حدث معهم بالضبط؟ اخبرني والدها انه يريد ان يفسخ خطوبتنا

شهقت ام جواد ثم سالته عن السبب فاجابها انه لا يدري، وان الامور حدثت فجاة، وعدته بالذهاب لتعرف بالقضية وتحل المسألة

نادت ابنتها رلى وذهبتا سوية، ادخلهما والد حسناء البيت بعد ان رمقهما باحتقار، جلسن في الصالون وابتدأ والد حسنا بالحديث:

- ان كنتما قد اتيتما لتقنعاني ان اعدل رأيي عن فسخ الخطوبة فانتما تضيعان وقتكما فقد صدر القرار...

- ام جواد: هل لنا ان نعرف لما تفعل ذلك على الاقل؟

- اسف يا سيدة ولكن ابنك عديم الاخلاق

فغر كل من الام ورلى فاههما ثم نهضت رلى مهاجمة فنهض الاب صارخا، تدخلت ام حسناء لتهدئ الاوضاع وحكت لهما ما سمعته من حسناء

وضعت ام جواد يدها على قلبها مصعوقة بينما نهضت رلى مدافعة عن اخيها:

- لا يمكن ان يصدر شيئا مشابها من جواد فقد تلقى تربية جيدة، هذا اخي وانا اعرفه

- اسفة عزيزتي لكن شهادة الاقرباء مجروحة... بالطبع ستدافعين عن اخوك

- ليس الامر هكذا، لكنه خلوق حقا والحي كله يشهد على ذلك

- حسنا، يبدو ان سفره لفرنسا غيره... كما تعلمين شابا وحيدا محاطا بشتى انواع النساء

نظرت اليها رلى بحقد ثم قالت:

- من الجيد ان معدنكم ظهر اصله قبل زواج اخي من ابنتكم

امسكت بيد امها التي كانت ضائعة بسبب ذلك الحديث وجرتها للخارج

---

استمر جواد في محاولة الاتصال بحسناء دون جدوى، رغب سامر ان يكسر الهاتف على رأس جواد لانه حذره مسبقا عن حسناء لكنه لم يقتنع وها هو الان يرى بعينه ولا يريد ان يصدق، لكنه فضل ان يبقى صامتا لان حالة جواد لم تكن مطمئنة

اخيرا وصله اتصال من رلى، فتح الخط بعجل ليقول:

- ماذا حدث معكما؟

- انسى امرها، لقد فقدو عقولهم الجماعة ولا يمكن التحدث معهم

- لكن ما الذي جرى؟

- حسنا يقولون... انك... ستصبح ابا قريبا لطفل فرنسي

فغر جواد فاهه مصدوما ثم قال:

- ماذا!... انا سأصبح ابا!؟

فرط سامر ضحك فحدجه جواد غاضبا وعاد ليكلم اخته:

- من اين اتو بتلك المعلومة؟... اني بالكاد اقابل البشر هنا، لولا وجود سامر في نفس الشقة معي لكنت وحيدا منذ قدومي الى فرنسا

- حسنا لقد اخبرتهم بذاك لكنهم لا يريدون ان يقنعوا... انسى امرها افضل لك

- عما تتحديث انت!... انسى امرها، وكأن الامر بهذه السهولة، جدي طريقة لتقنعيها

- جواد... اخبرتك ان الجماعة فقدوا عقولهم ويرفضون الاستماع

- تبا...

اغلق الخط محاولا كبت غيظه، اخيرا اخرج سيجارة وبدأ يستنشقها محاولا ان يهدأ، نظر الى صديقه سامر وقال ببرود:

- ابحث لي على النت عن اول طائرة تعود للوطن

فغر سامر فاهه وقبل ان يعترض قال جواد بحزم:

- افعل ذلك فحسب

عاد ليدخن سيجارته وما ان انتهت حتى بدأ بواحدة اخرى، قال سامر:

- الا تظن انك تجاوزت الحد في التدخين

تجاهله جواد فاردف سامر:

- تعلم ان لديك امتحان قريبا، وان ذهبت سترسب به اكيد، وحينها ستضطر ان تعيد السنة

- لا يهمني، حل مشكلتي مع حسناء اولى من النجاح في الجامعة

هز الاخر كتفيه ليبحث في الانترنت، اخبره عن الموعد فحجز تذكرة وما ان حان الموعد عاد لوطنه وتوجه رأسا الى بيت حسناء، لم تكن حينها في المنزل بل في الجامعة اخبرته والدتها انها لن تعود قبل ساعات فعاد الى منزله ليسلم على اهله

تفاجئ الجميع برؤيته اذ لم يخبرهم عن عودته كي لا يحاولوا منعه، كانت الاجواء مثقلة بالتعاسة، واخيرا حين مرت تلك الساعات ذهب جواد مع ابيه لبيت حسناء، طلب جواد ان يكلمها لكنها امتنعت عن مقابلته

ارجحت الام ان الامر لانها غاضبة منه بسبب فعلته، فنهض غاضبا ليدخل اليها لكن والدها منعه، حاول ان يدافع عن نفسه لكن دون جدى:

- عمي ارجوك صدقني... لم افعل شيئا مما ذكرت... حتى انني صدمت حين اخبروني عن سبب قرارك لفسخ الخطوبة، فالمشكلة الوحيدة التي كنت اعاني منها مع حسناء انني لم اكن اعطيها من الوقت للتواصل معي بالقدر الذي تطلبه...

- وذلك لانك كنت منشغلا بغيرها عنها

- تبا هذا غير صحيح... لم اتعرف حتى على فتاة هناك... يمكنك ان تسأل سامر عن الامر

- هه... سامر! انت تعلم ان سامر تربى في فرنسا ولا نثق بتصرفاته، ولن استغرب لو صدر منك فعل مشابه لذلك، فالعشرة تعدي

فغر جواد فاهه ثم صاح مدافعا عن صديقه:

- ربما تربى سامر في فرنسا لكنه محترم ولا يفعل امور شائنة كالذي ذكرت

- اسمع جواد... قد تكون ابنتي صادقة، وقد تكون انت صادقا، لكن فكر بالامر مليا، ما الذي حدث بينكما حتى قررت ان تكذب كذبة كهذه لتتخلص منك

- لست ادري انا نفسي لا افهم...

اب جواد:

- لكنني اعرف وافهم... لم اشأ ان اقولها امامك احتراما لك كأب واحتاما لمشاعر ابني... لكن ابنتك حسناء تتقابل مع لؤي منذ ان دخلت الجامعة، وقد كان يأت لزيارتها ومساعدتها في الدراسة، وكلنا يعلم انهما كانا يحبان بعضهما

حينها دخلت حسناء اليهم وكانت الدموع قد غسلت وجهها، قالت بغضب:

- صحيح انني كنت اقابل لؤي ولكن ليس ذلك سبب تركي لجواد... بل لان جواد لم يكن يهتم بي كما يجب

عادت لتنظر لجواد غاضبة وصاحت:

- وانت تقول انك تبقى تدرس كل الوقت، ان كان كلامك صحيحا فلما ترسب، لو انك حقا تدرس طوال الوقت لما رسبت ابدا

صاح جواد بحقد:

- ذلك لانك كنت تتصلين بي طوال الوقت ولم تسمحي لي بالدراسة


- لم اكن احدثك ابدا فقد كنت تتهرب مني طوال الوقت وتطلب من صديقك ان يكذب علي ليخبرني انك لست موجودا

- ذاك بعد ان رسبت بسبب كثرة اتصالاتك

- ذلك غير صحيح...

عادت حسناء لتبكي فطلب منهم والدها الخروج من المنزل فلا سبيل للاتفاق بينهما، ظل جواد ينظر الى حسناء محللا الموضوع حتى قال اخيرا:

- اذا هذه كانت خطتك من البداية... تشغليني عن الدراسة بكثرة اتصالاتك ثم بعد ان ارسب تتهمينني باني كنت التهي مع وقحة

فغرت فاهها ثم صرخت ناكرة للامر وعادت تبكي بصوت اعلى فطردهما والدها من منزلهما

عاد الاثنين للمنزل غاضبين، صعدا والتفتت الجميع حولهم ليطمينوا الا رلى التي كانت واثقة من النتيجة فعادوا الى اماكنهم خائبين، ماهي ثوان حتى نهض جواد وخرج الى الشرفة ليخرج سيكارة ويدخنها،

تصاعدت صرخة الام باسم جواد فاسرع الجميع الى الشرفة ظانين انه قرر ان ينتحر لكنه وجدوه مكانه، اقترب منه والده ليراه يدخن بينما جواد يبعد وجهه عنه ببرود

سأله والده بحزم:

- منذ متى تدخن؟

تجابه جواد بلامبالاة

-منذ سنوات

- تعلم ان التدخين يضر وخاصة امثالك... لما تفعلها؟

نظر جواد الى والده بانزعاج ليقول:

- لو اراد ان يضرني لفعل منذ زمن... ها انا ادخن ولم يحدث لي شيء

- فاذا حان الوقت لتترك التدخين

- لن افعل

- بل ستفعل

- وهل يجب ان يتخلى عني كل ما احب في لحظة واحدة

- ان كان وجوده يضرك فانت من سيتخلى عنه، لست مضطرا ان تؤذي نفسك من اجل من لا يستحقك

ابعد جواد وجهه عن والده بحقد وهو يتذكر كلام حسناء فاخذ والده السيجارة من يده ليطفئها على حافة قضبان الشرفة ثم قال:

- لا اريد رؤيتها في بيتي مجددا...

انزل جواد رأسه يسك على اسنانه كي لا يفجر غضبه على ابيه وما لبث ان خرج من المنزل ليدخن في الخارج،

في الشارع سلم عليه بعض الجيران وهم يرحبون به ويتسآئلون عن سبب عودته مبكرا هذه السنة لكنه تجاهلهم ومضى

---

بعد مرور ايام بائسة على جواد، وهو يتجاهل اصرار والديه ليعود للجامعة اقبلت اليه اخته بحل من نوع اخر، اقبلت اليه شيماء مبتسمة:

- اتعلم؟... في الثانوية يحتاجون الى معلم بديل لمادة الفزياء لان المعلم سيخضع لعملية، انها فقط ثلاثة اسابيع، ما رأيك؟... اتعلم بدلا منه؟

اجاب ساخرا:

- اسف لكني لا احب التعامل مع الاطفال

- انهم ليسو اطفالا... انهم شبانا

- وهذا اسوأ ما في الامر... المراهقين يرهقون، وانا لا جلد لي على نفسي، فكيف بغيري...

- ارجوووك سنذهب سوية ونعود سوية، ثم ستخرج من هذا الجو الكئيب المزعج...

- لكني مسرور بوضعي

- لكني لست كذلك... تعلم اني لطالما تمنيت ان اتوحم عليك ليشبهك ابني... لكن حالتك تجعلني اغير رأيي فلا اريد لابني ان يكون بآئسا كئيبا مثل حالتك

نظر اليها مستغربا:

- هل انت حامل؟

دفعته بغضب قائلة:

- الم تكن تلعم... اني حامل منذ خمسة اشهر

فغر فاهه ثم قال:

- ولم لم تخبريني؟

عادت لتدفعه قائلة:

- كانت محقة حسناء بتركك، انك لا تسأل عن احوال من يحبونك

نظر اليها ببرود بعد ان اعادت له حالة التجهم ثم قالت:

- حسنا دعنا نترك موضوعها جانبا فانه يزعج الجميع هنا... اذا هل ستأت لتعلم معي؟... ولما انا اسالك؟ انت ستأت رغما عنك

نظر اليها باستهزاء فصاحت لامها وما ان اقبلت حتى قالت لها بسعادة:

- جواد سيعلم معي في الثانوية

ابتسمت الام واقبلت اليه لتضمه بفرح وباركت له واعربت عن مدى فرحتها لقراره وهو صامت ببرود وما ان اختفت الام لتكمل اشغالها حتى قرصها قائلا بانزعاج:

- ايتها المحتالة، تعلمين ان امي نقطة ضعفي ولا يمكنني ان اخيب ظنها

ابتسمت بفخر لتقول:

- سأتصل بالمدير لاخبره انك قبلت الوظيفة، ربما عليك ان توضب اغراضك لتأتي للسكن عندي، ستكون اقرب للثانوية

نظر اليها ثم قال:

- اشعر انك تخططين لشيء اكبر من مجرد التعليم...

ابتسمت بغنج ثم قالت:

- تعلم ان اختك حامل وتتعب بسرعة، وانت اخي الحنون الذي لن يتوان عن مساعدتي في اشغال المنزل

فغر فاهه ثم قال:

- في احلامك، لو ان طبخك مقبول لكانت نصف مصيبة، يكفي انني ساتحمل يوميا تسمم غذائي فقط لاكون اقرب للثانوية

- اصمت ايها الاحمق، ان زوجي يأكل اصابعه مع الطعام بسبب طعمه اللذيذ

- الامر واحد من اثنان، اما ان زوجك يكذب عليك كي لا تحزني اما انه عديم الذوق، واني ارجح الخيار الثاني بما انه اختارك زوجة له

فغرت فاهها ثم خلعت حذائها ورمته به، صرخ من الالم ثم قال:

- اني منذ الان اشفق على طفلك من شحاطتك

يفضل ان لا يكون وقحا مثل خاله والا ستشفق عليه كثيرا

---

يتبع...

كلمة سأؤيد جلطتني لاعرف اكتبها ضحك1 اضكريت فتش عتصريف الكلمة عالنت ضحك1 ولما عرفت كسف بتنكتب انجلطت مصدوم5 هالحرف ؤ فيها بتنقرا أ وال أ بتنقرأ ؤ مش طبيعية ضحك1

المهم ف1
اظن اليوم ما في اسئفة :55:
اظن ما كان في بالفصل احداث مهمة ف1
كول عالفاضي ضحك1

اه صح
في اول مرة جواظ بيشوف اريج بحياتو ضحك1
سألته هيداك الفصل بس ما مان نازل هالجزء الفصل بعد :55:

وكمان :55:
شو رايكم بوصف اللينوناضة :dalbi:
اكيد لو اننا بالصيف كنت شهيتكم على الليموناضة ضحك1

بشكل عام ها هي الاسئلة

بالنسبة للي ما قرا الجزء الاول :eww:
شو بتظنو رح تعمل حسناء بعد هالخطوة صحك1
ترتبط من لؤي او شادي او تندم على ترك جواظ وبتقرر ترجعلو، :55:

الفصل القادم ان شاء الله رح حط تعارف جواد باريج ف1



هدير طه 11-06-2018 01:52 AM

السلام عليكم اعجبتني روايتك حقا واعجبني تشابك علاقتها اسلوبك سلس وسهل ارجو ان تقبليني من متابعينك

Ladybug 11-07-2018 11:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدير طه عبدالله (المشاركة 9041784)
السلام عليكم اعجبتني روايتك حقا واعجبني تشابك علاقتها اسلوبك سلس وسهل ارجو ان تقبليني من متابعينك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يسرني الرواية اعجبتك ^^
اهلا وسهلا بك بين متابعيي قلب1

Ladybug 12-01-2018 11:09 PM


رح تضطروا تتحملو فصل اضةفي من الماضي 😅
لما قررت دخل ماضي اريج مع جواد بس من وجهة نظر جواد رجع طال زادت الاحداث 😅
اترككم مع الفصل

الفصل 29 e


جلست حسناء متفكرة في سريرها في الحالة التي وصلت اليها، يبدو ان جواد قرر نسيانها كليا، يبدو انه صدق انها تركته لاجل لؤي

لكنها لم تفعل لذلك السبب بل لانها ملت من وضعها هذا، وكلام اصدقائها اثار الشك فيها، تنهدت بضيق وخلعت السلسلة التي اهداها اياها جواد في اول موعد لهما

تأملتها لفترة ثم اعادتها الى صدوقها المخملي الاحمر، وضعت معه محبسها ثم اغلقت الصندوق، بدلت ملابسها وحملت العلبة وخرجت من المنزل

---

كان جواد جالسا في الشرفة يراقب المطر المنهمر يتساقط على البراري التي بدأت تتلون بالاخضر، رن جرس البيت فنادته شيماء ليفتح لانها كانت مشغولة بشيء اخر

نهض منزعجا وفتح ليجدها ليلى، سلم عليها بسعادة اذ منذ زمن لم يراها ثم لاحظ طفل صغير على يدها، نظر اليه مستفسرا:

- طفلك؟

بابتسامة سعيدة اومأت ايجابا، اخذ الطفل منها ودعاها للدخول وصاح لاخته يخبرها ان ليلى قد اتت لزيارتها، اوقفته ليلى قائلة:

- في الواقع اتيت لاجلك وليس لاجل شيماء

نظر اليها مستغربا ثم قال مترقبا:

- هل غيرت حسناء رأيها؟ هل ترغب في ان نعود خطابا؟

زمت ليلى شفتاها بحرج ثم قالت:

- في الواقع... انه العكس

عقدت حاجبيه مستغربا فأخرجت من حقيبة يدها علبة حمراء وناولته اياها، صعق ما ان رأى العلبة فما زالت صورتها محفورة في ذاكرته كما لو ان البارحة اشتراها

نظر اليها مستفسرا كأنه يرفض الفكرة التي استنتجها فقالت:

- ارادت ان تعيد اليك هذه

تجهمت ملامحه بينما اقبلت شيماء سعيدة تسلم عليها واخذت الطفل من جواد لتلاعبه ثم سألتها عن اختها سوسن، دخلتا لغرفة الضيوف وراحتا تتحدثان بينما تركهما جواد وخرج للشرفة منزعجا

كان المطر قد توقف لكن السماء تبشر بالمطر باي لحظة، اخرج سيجارة واشعلها وراح يدخن وما ان خرجت ليلى من البيت حتى اقبلت شيماء الى جواد لتطمئن عليه لكنها وجدته يدخن فوبخته وعاتبه، لكنه لم يبالي، نظرت اليه بانزعاج وقالت:

- الا تدري ان التدخين يضر الجنين

نظر اليها مستخفا ثم قال:

- انا هنا من ادخن وليس انت فلما سيضره؟

هزت كتفيها لتقول:

- والتدخين السلبي اسوأ للجنين من التدخين العادي، لذلك عندما تريد ان تدخن ارجوك اخرج من المنزل

نظر اليها ببلاهة وقال:

- اخرج من المنزل!... اتريدينني ان ادخن في الشارع مثلا

- امامك الكثير من البراري، اختار منها ما يعجبك ودخن فيهم

عاد ليرمقها باستخفاف ثم قال:

- كانت تمطر منذ قليل... اتدرين ما يعني ان ادخل برية في يوم ماطر؟

هزت كتفيها غير آبها لتقول:

- يمكنك ان توقف التدخين لحين يصفو الطقس

نظرا لبعضهما بتحد فحمل سيجارته وخرج من المنزل، نظرت اليه بحزن اذ ان حتى طلبها المجنون لم يردعه عن التدخين، ولا حتى عن تأجيله الى حين يصفو المناخ

وقف تحت شجرة شاتما ليعيد السيجارة الى فمه، ما هي لحظات حتى سمع صيحة خفيفة قادمة من البرية، نظر للداخل مستغربا اذ ان لا يدخل البرية في يوم ماطر الا مجنون فاقد للعقل

فرأى تحت شجرة زيتون شابة مرتبكة بأشيائها وهي تضعهم في حقيبتها بعجل، ترتدي الزي الرسمي لثانوية السنديان، نفس ثانويته القديمة، حن لتلك الايام وهو يراقبها تتوجه لهارج البرية بعجل لكنها توقفت فجأة مصدرة صيحة اخرى خافتة مشمئزة

كتم ضحمة حين لاحظ قدمها التي غاصت في بقعة وحل فعادت خطوة للخلف لتنظف بوطها، عادت لتمشي مجددا وهي تتذمر لما حدث معها لتسقط قدمها الاخرى في بقعة وحل اكبر من سابقتها

ونت تمثل البكاء وهي تندب حظها لكنها هذه المرة اكملت طريقها للخارج دون ان تنظف بوطها، يبدو انها فهمت ان الامر سيتكرر العديد من المرات حتى تخرج

ظل يراقبها بابتسامة استهزائية حتى ما ان وصلت للخارج بأمان صفق لها ساخرا:

نظرت اليه بانزعاج وادارت ظهرها له مكملة طريقها فقال ساخرا:

- احببت بوطك، هل ستكملين طريقك به هكذا؟ ام ستنظفينه مثل سابقه

استدارت لتواجهه غاضبة:

- اكنت تراقبني منذ البداية وبدلا من مساعدتي بقيت تراقب!

بابتسامة ساخرة قال:

- انت تحلمين ان خيل اليك انني سأدخل الى هناك في يوم امطرت فيه، هل تظنينني مجنون مثلك...

حدجته نظرة لئيمة ثم انصرفت وهو يحاول ان يمسك ضحكته ثم عاد ليراقبها ويقارنها بالمرة السابقة التي رآها صيفا

حينها جذبه اليها شعرها الاملس الناعم ولمعانه تحت اشعة الشمس، لكن تصرفها الاخرق حينها اوحى اليه انها صاحبة وجه اخرق يضيع فيه جمال شعرها

لكن بعد ان رآها عن قرب!...

ابتسم لعيد نظره الى حيث كانت فلاحظ دفترا تحت الشجرة، ايخصها؟... لقد كانت تكتب تلك المرة، ايعقل انها تكتب رسالة جديدة لذلك الاحمق؟... ام انها تكتب اشعارا رومنسية

لا يشترط ان يكون الانسان مجتهدا في دراسته كي يكون موهوبا في اشيا اخرى كالشعر، اذا اغلب الامر انها كانت تكتب شعرا

نظر للدفتر ثم الى حدائه بحزن وقال:

- اسف، في نهاية المطاف ادخلتك في هذه الوحول

دخل البرية ليصل الى الدفتر ويفتحه، فتح اول صفحة استطاع من خلالها ان يكتشف انها مذكرات وليست اشعار، لكن من المقدمة التي كتبتها علم ان لا موهبة لها، بل انسان يعيش بفوضى عارمة لكن الغريب انها تفتخر بذلك

وما ان وصل الى نهاية الصفحة حتى فرط ضحك حين قرأ "ما احلى الانسان يكون ذكي" قال في سره وهو يضحك: "اذا لنرى معنى الذكاء عندها..."

قلب صفحات يومياتها وهو يحاول ان يقرأ بصعوبة بسبب خطها المرتب على طريقتها الخاصة، والالقاب الذي لا يعلم غير الله من اين اتت بهم

لكنه بعد ان ربطهم بما اخبرته به اخته استسهل الامر وفهم القصة كاملة، اغلق الدفتر ليمسح عنه بعض التربة الرتبة التي علقت عليه ثم سار لخارج البربة وهو يبحث في الطريق التي مشت بها ليراها اختفت

استغرب الامر اذ ان الطريق طويلة ولا يمكن ان تجتازها بهذه السرعة فمشى يبحث بين الازقة حتى وجدها اخيرا في زقاق ساندة على جدار احد الابنية، خلعت احدى احذيتها وتبحث في حقيبتها باصرار

عاد ليكتم ضحكة اخرى وتقدم بهدوء محاولا ان يسمع ما تتمتم به ففهم انها تبحث عن منديل ورقي وقد نفذت منها جميعها

اخرج منديل من جيبه وناولها اياها، نظرت للمنديل وسرعان ما ارتسمت ابتسامة امتنان على ثغرها لكن اختفت فجأة حين اكتشفت هويته فصرخت غاضبة:

- ايمكنني ان افهم لما تتبعني!

رمى اليها المنديل ليرفع دفتر يومياتها امامها قائلا:

- كنزك الثمين... اوقعته في البرية

فغرت فاهها مصدومة واتجهت اليه لتأخذ فضحك شامتا:

- لا تظني نفسك بذلك الذكاء... الغازك كلها محلولة

عادت لتفغر فمها ثم قالت بغضب:

- قرأت مذكراتي... انها خصوصياتي

رفع حاجباه ساخرا ليقول:

- اولست ذكية والغازك لا تفهم؟ اين المشكلة ان القيت نظرة...

اخفضت بصرها بحرج ثم عادت ترفع راسها مكابرة وتحديا لتقول:

- ربما تظن نفسك ذكيا محلل الغاز وتحليلاتك نصفها خاطئة

ابتسم وهو يتذكر ما اخبرته اياه اخته وما يعرفه من معلمين في ثانوية السنديان ليربط لها الالقاب بالاشخاص بطريقة صادمة، طبعا دون ان يخبرها باصل معلوماته

عاد ليضع السجارة في فمه فتذكر خبر اخته انها مغرمة بحبيب صديقتها وعدم قدرتها على توعيتها للامر خوفا على مشاعرها، لكنها في الواقع بدت لها اقوى من ان يخاف عليها من ذلك فقال والدخان يخرج من فمه متقطشا مع كلماته

- واهم ما في الامر قمر الليل... ابعدي عنه فهو ليس مهتم بك، لا اعلم لما توهمت اصلا انه معجب بك

نفخ ما تبقى من دخان في رئتيه في وجهها، ودعها بابتسامة شامتة بينما كانت هي تبعد الدخان عن وجهها بانزعاج وعاد ليكمل ما تبقى من سجارته بعد ان اسدى اليها النصيحة التي تحتاجها

رمى سيجارته وداس عليها ليطفئها وعاد ليصعد الى بيت اخته مبتسما يسترجع حواره مع تلك الغبية حتى قابلته اخته ونظرت اليه مستغربة، اذ خرج غاضبا وعاد ضاحكا، سالته:

- ما الذي حدث؟

نظر اليها بطرف عينه ثم قال:

- لا شيء

اكمل طريقه متهربا بينما هي تتبعه:

- كيف لا شيء وانت تبتسم هذه الابتسامة العريضة

- حسنا انه لا شيء مهم، فقط كنت اتحدث الى تلك الغبية

باستغراب:

- اي غبية

- تلك التي دخلت صيفا للبرية وخرجت تشتم حشرة

فرطت شيماء ضحكا وقالت بحماس:

- اتعرفت عليها حقا؟...

قال محاولا قطع الموضوع:

- انا لم اتعرف اليها، فقط تحدثت اليها لثوان

- حسنا حسنا مهما يكن، عما تحدثتما

- لا شيء مهم... ايمكنني ان افهم لما انت متحمسة بهذا القدر

هزت كتفيها ثم قالت بابتسامة مشرقة:

- كنت حزينا لانك لن تتعرف عليها لانك ستعلم في الثانوية بعد ان تتركها هي

- انا كنت حزينا

- اجل كنت كذلك

- لا تكوني سخيفة شيماء

لرؤيته مبستما سعيدا لم تشأ حسناء ان تفسد فرحته فقررت ان تؤجل اعطائه سلسلته ومحبس حسناء التي اعادتهم اليه، فقررت ان تتركهم لما بعد بينما ذهب هو متذمرا يتمتم:

- لا ادري ايهم اغبى، غبية البرية ام اختي

---

ذهبت حسناء للجامعة واخبرت اصدقائها بكل ما حدث معها، الكل بدا سعيدا لتركها لخطيبها، نظرت للؤي بدا سعيدا ايضا، لكن... حتى لو انها تركت جواد فهي لا يمكنها ان ترتبط به...

اولا فقدت ثقتها به بعدما فعله حين ارتبطت بجواد، ثانيا جواد يشك انها انفصلت عنه لانها تريد ان تعود للؤي، اذا احتمال الارتباط من لؤي صفر بالمئة

بعد ساعة تفرق الاصدقاء كلن منهم الى محاضرته بينما قررت حسناء ان تتجول في انحاء الجامعة لتستمخ، وبينما هي تتمشى التقت بشادي

اخفضت عينيها بحرج بينما هو سلم عن بعد دون ان يقترب منها بما انه وعدها ان يتركها لتفكر الى ان تصل الى قرار، وقفت هي الى بعد امتار منه تنظر اليه في كل حين بخجل فاقترب منها قائلا:

- ارى في عينيك خبرا

ابتسمت بحياء فقال:

- اذا هل قررت اخيرا؟

هزت رأسها ايجابا واعطته ورقة عليها عنوانها ورقم بيتها ثم اخبرته عن الساعة التي يقدم فيها والدها من العمل، اخذ الورقة مبتسما ثم قال:

- لا اظنك ستمانعين لو تحدثنا وتعارفنا قبل ان اذهب لطلبك

ابتسمت ابتسامة عريضة وهزت راسها نفيا وجلسا في اول مقعد وجداه وبدا يتحدثان...

---

في اليوم الثالث لجواد في الثانوية، كان كل ما يدخل صفا جديدا يبحث في وجوه تلاميذ الصف جميعا باحثا عن غبية البرية، لكن للاسف للان لم تظهر امامه

تفكر بانزعاج:

- ايعقل انها في شعبة يعلم فيها استاذ غيره، تنهد بملل اذ كان مضايقة تلك الشابة الشيء الوحيد المشجع الذي دفعته للتعليم في الثانوية بعد مراعاة مشاعر امه

وها قد حلت الحصة الاخيرة وتقدم الناظر ليدخل الصف قبله مخبرا التلاميذ ان استاذهم قد غاب لاجراء عملية، وفجأة اعتلت صيحات الفرحة عند التلاميذ، فنجر جواد عيناه اذ ان تلاميذ هذا الصف وقحون، لم يتوانو عن ذهاب الناظر حتى ليظهروا فرحتهم

في هذه الحالة ربما يحتاج الى عامل ترهيب ليتمسك بزمام الامور، ارتدى نظارة شمسية سوداء ليبدو كرجل عصابة فاشار له الناظر ان يدخل

ما ان دخل حتى خلع الناظر نظارته ووضعه في جيب سترة جواد الجلدية قائلا:

- نحن في مدرسة ولسنا في الشارع

نظر اليه جواد بانزعاج اذ افشل خطته من اولها، لكن على كل حال النظارات كادت تصيبه بالعمى، اذ الانارة خافتة واشعة الشمس تحجبها غيوم الشتاء

جلس على طاولته يشعل سيجارة وهو يجول بنظره على طلاب الصف حتى اخيرا وقع نظره على عينان مصدومتان لرؤيته وسرعان ما اخفت وجهها خلف رأس زميلها الذي امامها،

تلقائية ابتسم لفعلتها ثم بابتسامة خبيثة قال:

- يبدو انني سأتسلى في هذه الفترة

نهض جواد قائلا:

- دعونا نتعرف تعارف سريع لابدأ بالشرح

وبدأ يسأل التلاميذ عن اسمائهم دون ان يستمع منتظرا الوصول الى اريج، وما ان وصل اليها حتى نظر الى حذائها ودون وعي منها لرؤيته اخفت قدم خلف قدم رغم ان حذائها لم يكن موحلا فضحك بخفة قائلا بسخرية:

- يبدو انك لم تمري اليوم بالبرية

فغرت فاهها مصدومة وسرعان ما نظرت اليه بوقاحة وقالت:

- اظن ان سؤالك خارج نطاق الدرس

نظر اليها ببرود اذ ان التمرد بدأ منذ الان، وان لم يضع لها حدا من الان قد ينعدي منها بقية زملائها ويصبح مسخرة الصف فقال بتحد:

- صدقي او لا تصدقي، كل شيء يصبح ضمن نطاق الدرس حين يتماشى مع مصلحتي... وان كان معلومات كنزك الثمين...

صدمت هذه المرة صدمة غير طبيعية حتى كاد يشفق عليها لكنه بكل حال لا يريد ان يصبح اضحوكة الصف بسببها فقال بانزعاج:

- كف عن تضييع وقتنا بصدمتك وعرفي عن نفسك بسرعة...

هزت راسها محاولة العودة للواقع ثم قالت بانزعاج:

- انت تعرفني على كل حال فلا داعي لان اعرف عن نفسي

تفكر جواد "حسنا... بعد كل شيء لا يبدو انها كانت تستحق الشفقة فلا يبدو انها ستتوانى عن العناد، وهي مصرة على الازعاج" قال بتحد:

- انت محقة... اعرفك كما اعرف غيرك هنا

جال بنظره حول اصدقائها قائلا:

- اخبروني توا عن اسمائهم، اتحبين ان اخبرهم عن القابهم؟...

نظرت اليه بحقد فأردف:

- حين اطلب منك شيئا تنفذين بلا جدال. والان ما اسمك؟...

ابعدت وجهها عنه بقهر لتعلن عن اسمها فاظهر ابتسامة مجاملة وقال:

- تشرفنا اريج

انتقل لصديقتها بينما كانت اريج تتماسك كي لا تذهب وتقتله، انتهى من التعرف على التلاميذ فعرف عن نفسه سريعا ولم يكد ينتهي من تعريفه حتى علقت عليه دون وعي منها على انه اول مرة له بالتعليم ولا خبرة له، اراد ان يسعف كبريائه الذي جرحته بقولها فقال متباهيا انه خريج فرنسة، والشهادة تعادل الخبرة لكنها اجابته ساخرة ان العلوم في فرنسا لا تختلف عن علوم بلادهم

حين وجد ان المناقشة معها لن تنتهي اليوم الا مهزوما قرر ان يدخل معلومات كنزها الثمين مجددا فقال:

- اكنت تجادلين هكذا احدب نوتردام ايضا (استاذ الفيزيك السابق)

فرط زملائها من الضحك دون ان ينتبهو لتهديده المبطن بينما هي واضحا انها فهمته جيدا من لونها الذي اصفر خوفا ان يكمل على باقي الالقاب

انبسطت اساريره لمعرفته باسرارها والا لما استطاع ان يهدئها ابدا، عاد للوح ليشرح وبعد برهة استدار فوجدها تلفت وجهها تنظر لاحد ما في الخلف، نظر الى حيث تنظر ليجد العديد من الطلاب خمن ان اوسمهم قمر الليل، لكنه لم يتأكد، اذا لا ضير من التجربة للتأكد

ناداها بحزم ثم سألها سؤالا عن الدرس عجزت كليا عن التوصل لجواب فاعطاها 3 احتمالات وتوجه اليها وهي تفكر وقبل ان تجاوب قال هامسا:

- فكري جيدا في جوابك قبل ان تخبريني به فقمر الليل ينظر اليك ينتظر اجابتك، فتى بذكائه لا اظنك تحبين ان تظهري امامه كالبلهاء

سرعان ما استدارت لتنظر مباشرة الى الفتى الذي شك به فوضع يده على كتفها قائلا:

- اذا هذا هو قمرك كما توقعت

عادت لتنظر اليه مصدومة، قطبت لتنظر مجددا لقمر الليل لتجده رافعا لها ثلاث اصابع ليساعدها بمعنى انه الاحتمال الثالث

رفع جواد حاجباه ساخرا متفكرا "حسنا لقد وصفته في دفترها بالذكاء البالغ، الم يستطع ذكائه التوصل الى ان الجواب احتمال رقم 1

وتلك الغبية صدقته وسرعان ما قالته فقال جواد مؤنبا اياها ظاهريا ومؤنبا القمر باطنيا:

- خطأ... حاولي ان تركزي اكثر

ما ان قال كلامه حتى فرط القمر وصديقه من الضحك فرمش جواد مستغربا ما حدث، حسنا... يبدو انه كان مجرد مقلب وكان يعرف الجواب حقا...

عاد لينظر الى اريج، هل مازالت تصدق انه معجب بها بعدما حدث... تبا هل اخته تخاف على مشاعر هذه الغبية؟... لكن عقلها اعند من تيس، لا شيء يثنيها عن رأيها... على كل حال هذه حياتها فلتستفل

عاد ليشرح وما ان انتهت الحصة حتى ذهب الجميع، بدأ جواد يوضب اغراضه وهو يراقب تلك الغبية وهي تنظر للقمر بعيون واهنة حتى خرج فاغمضت عينيها واضعة يدها على قلبها

ما ان انصرف الجميع حتى ناداها وحذرها منه ان لا شيء من نظرات الاعجاب التي ذكرتها في يومياتها موجود في نظرات القمر لها، لكنها طلبت منه ان يهتم باموره،

عبس وهو ينظر اليها ثم ابتسم شامتا ليقول:

- ان قررت المرور اليوم بالبرية فتأكدي من وجود مناديل ورقية معك، لا اريد ان انقطع في نصف الطريق من المناديل لان احدهم اخذهم مني

نظرت اليه بصدمة ثم صرخت ان لا يتدخل بامورها وذهبت غاضبة، ابتسم حين اخيرا ربح بالحرب الكلامية وخرج من الصف ليذهب الى غرفة المعلمين مبتسما وسرعان ما اقبلت عليه اخته تساله:

- ما بك تبتسم شاردا

نظر اليها منزعجا ليقول:

- وماذا؟ الا يمكن لاحد ان يبتسم دون سبب

- طبعا لا...

قالت بحماس:

- اذا ماذا حدث؟

اجاب بانزعاج:

- لا شيء

نظرت اليه متفكرة ثم قالت:

- مهلا مهلا... اخر مرة رأيتك تبتسم هكذا... اوه اجل صحيح... لقد كنت في صفها اخر حصة

نظر اليها بانزعاج محاولا النكران:

- صف من؟ عما تتحدثين انت؟

ابتسمت ابتسامة عريضة ثم قالت:

- دعنا نعود الى البيت يا اخي العزيز...

ذهبت لسيارتها وهو ينظر اليها مستغربا:

- ما الذي يجري مع اخته وما الذي قصدته بتلك الابتسامة العريضة بالضبط؟

---


بعد ايام دخل جواد غرفة شيماء ليحضر لها شئئا طلبته منن، وهناك وجد علبة السلسلة الحمراء، اخذها وفتحها وجلس يتفرج عليها بحزن، اخذها وخرج من الغرفة متناسيا ما اتى لاجله

جلس في غرفته واخرج المحبس من العلبة تأمله لوقت قصير ثم ارتداه في بنصره، اخرج السلسلة وتأملها لوقت طويل وهو يتذكر موعده الاول مع حسناء، كانت حينها كمن بعث للحياة من جديد

بعكس ما هو عليه الان اذ يشعر انه جسد بلا روح، اغمض عينيه متنهدا ليسند رأسه على الجدار خلفه بتعب، سمع نداء اخته فلبس السلسلة واخفاها داخل سترته ما ان شعر انها قادمة اليه،

نظرت اليه معاتبة اذ لم يحضر ما طلبته منه من غرفتها لكن ما لبثت ان نظرت اليه مستغربة اذ بدا بائسا على غرار ما بدى عليه الاسبوعين الماضيين

تقدمت منه مستفهمة حتى وجدت علبة السلسلة قربه، فغرت فاهها ثم جلست بالقرب منه وقالت بأسف:

- اوه... كنت قد نسيتها... ربما كان علي ان اتخلص منها قبل ان تراها...

اخذها من يدها بعنف قائلا:

- لن تفعلي

نظرت اليه مستغربة ثم قالت:

- لكنكما انفصلتما بالفعل، هذه السلسلة تجعلك كئيبا كما انه عليك ان تنساها

- لا اريد نسيانها

- جواد! ستقابل ذات يوم فتاة اخرى تحبها وتحبك ويكون حبها خالص لك انت وحدك

- انا لن اتزوج، سعيد بحياتي كما هي

- لا تكن سخيفا... الم تكن تنصح اريج البارحة بالتنازل عن ايمن لانه احب صديقتها، الامر سيان معك، حسناء احبت لؤي و...

قاطعها معترضا:

- هناك فارق بين قصتي وقصتها اذ ان ايمن كان يحب نوال منذ البداية بينما حسناء كانت مخطوبة لي

- كانت مخطوبة لك لكنها كانت تحب لؤي من قبل ان تخطب لك، ثم ان اريج لم تكن تعلم ان ايمن يحب نوال بل كانت متيقنة انه كان يحبها هي على عكس قصتك مع حسناء

- وما ذنبي ان كانت غبية ولا تفهم ملامح التفاعل بين البشر

- ان كانت غبية لانها لا تفهم بذلك الشيء فانت اغبى لانك كنت تعلم ان حسناء تحب لؤي حب عشر سنوات واصريت على الارتباط بها

صرخ قائلا:

- لقد وعدت انها لن تتأثر به ولن تتركني لاجله مهما حدث... شيماء... اغلقي هذا الموضوع فانا اكره التحدث به

- وانت اترك حب حسناء فانا اكره ان اراك تتعذب لاجلها

- لست اتعذب لاجلها...

- ابدا... انا غبية وظننتك كذلك

ابعد وجهه عنها بانزعاج محاولا ان لا يخوض بهذا الموضوع مجددا فانسحبت شيماء غاضبة من عنده

---

كان لؤي والاصدقاء في الجامعة جالسين يتحدثون ويضحكون، جال لؤي بنظره حوله باحثا بين وجوه الطلاب المنتشرين، حسناء لم تجتمع بهم منذ ايام، رغم انه متأكد انها تأتي للجامعة فهو يراها صباحا، لكن لما لم تعد تنضم اليهم اوقات فراغها!؟ نظر لصديقتها وسألها:

- اين حسناء؟ لما لا تنضم الينا كالعادة؟

- اه حسناء....

شردت بابتسامة غبية وهي تقول:

- انها مع شادي... ذاك الشاب الجميل

عبس لؤي محاولا الاستيعاب ثم قال بعبوس وصوت حاد:

- ومن يكون شادي هذا؟

نظرت اليه مستغربة:

- الم تخبرك عنه!... لطالما بدوتما مقربين

صمت لؤي بانزعاج لوهلة ثم نهض غاضبا مبتعدا عن اصدقاؤه، نظرت الصديقة لمن حولها تسأل:

- هل اخطأت بقولي؟

اجاب سمير بسخرية:

- يبدو ان الصديق المقرب كان يكن اكثر من مجرد مشاعر صداقة لحسناء... لكن الاميرة فضلت الشاب الوسيم الغني...

- الصديقة: لو كنت مكانها لفعلت مثلها، انا بالطبع لن ارتبط بصديقي المقرب، كما لن ارتبط بمزعج مثلك

نظر اليها الاخر بحقد ثم ابعدا عيناهما عن بعدهما بانزعاج

---

بينما كان لؤي يجول في حديقة الجامعة منزعجا، وقع نظره على حسناء تجلس في معقد قرب شاب اشقر انيق، نظر اليهما لؤي بحقد ثم سار تجاههما الى ان وصل اليهما، عقد ذراعاه ينظر الى حسناء بازدراء ثم قال:

- اذا يا ست الحسن، من شاف حبابو نسي اصحابو

نظر كلاهما اليه، شادي مستغربا بينما شيماء مصدومة، ارادت ان تخبر لؤي لكنها لم تجد الطريقة المناسبة بعد، فقد لاحظت من تصرفاته مؤخرا انه يحاول التقرب منها، ولم تشئ ان تخبره بطريقة مزعجة تفسد صداقتها التي تعزها كثيرا

في الواقع، ربما كانت ما تزال تحمل اليه بعض مشاعر الحب، لكن بارتباطها به سيستنتج الحي كله انها تخلت عن جواد لاجله فالجميع يعلم بقصتهما من

سنين، وكان جواد اول من ربط هذين الحدثين حتى قبل حدوثهما، اذا فحدوثهما سيؤكد له نظريته وهذا اخر ما رغبت به حسناء، ان تكون هي الملامة في فساد علاقتهما بعد كل ما عانته معه

نظرت للؤي مشدوهة فقال لؤي:

- اذا تخليك عن جواد لم يكن الا لاجله؟ وانا الاحمق الذي كان ينتظرك من سنة لارتبط بك

فغر شادي فاهه مصدوما لينظر الى حسناء منتظرا جوابها بينما نهضت حسناء غاضبة قائلة:

- لقد كنا مجرد اصدقاء فلما تنتظر الارتباط بي؟

اجاب لؤي منفعلا:

- لم نكن مجرد اصدقاء، لا تنكري ما كان بيننا

ردت ساخرة:

- لا اذكر اننا تبادلنا يوما كلمة حب

زم شفتيه بغضب ثم قال:

- لم تكن بيننا الكلمة لكن المشاعر كانت موجودة

عقدت ذراعيها قائلة بسخرية:

- لا اذكر وجود شيء من هذا النوع

نظر اليها لؤي بنفاذ صبر ثم قال بتحد:

- لنا حديث اخر فيما بعد

اختفى من امامها فجلست متأففة فنظر اليها شادي يسألها:

- من يكون هذا؟

رمقته بتعب لتقول:

- انه جار لنا في الحي، كنا مقربين جدا ونحن صغارا، يبدو انه ظن انني احبه

ابعد وجهه عنها بانزعاج ثم قال:

- اتمنى لو تقطعي علاقتك به كليا... لا يعجبني وجوده الى جانبك

نظرت اليه حسناء مصدومة:

- لكنه صديقي... وانا اعزه كثيرا... انت تطلب المستحيل

التفت اليها ليقول:

- لكن كما اوضح من كلامه انه يحبك ولا يعتبرك مجرد صديقة

- وان يكن... هو يحبني وانا لا احبه... انت عليك بمشاعري ولا دخل لك بمشاعره هو

- حسناء!... لا اظنك ستحبين ان امضي وقتي مع فتاة مولعة بي لكنني لا احبها... ابتعدي عنه وانتهينا

راحت عيناها تتوقدان غضبا ثم ابعدت وجهها عنه بانزعاج

---


فتح جواد مظلته مستعدا للخروج من الثانوية فلمح اريج تتحاور مع نوال، راقبهما عن بعد ليرى نوال متحمسة جدا للاستماع الى ما تخبرها اياه اريج بينما اريج تحاول الكلام والهرب من الكلام في آن معا

ظل يراقبهما ليتأكد ان كانت ستخبرها ام تحتفظ بسر حب ايمن لنوال لنفسها للابد، فما لبثت ان صرخت نوال بحماس وبدأت تقفز فرحا، ثم راحت تعانقها بينما عكس المشاعر انتابت اريج

اذا يبدو انها اخبرتها، لم تمر لحظات حتى ركضت نوال الى حيث ايمن وراقبت اريج ذهاب صديقتها لحبيبها بحسرة، ابعدت نظرها عنها حين وصلت لايمن كي تخفف عن نفسها وقع المصيبة ثم انطلقت تسير لخارج المدرسة

ابتسم جواد بالم، اذ يبدو ان اريج بعد غباؤها كله كانت اقوى منه وتقبلت التنازل عن حبها لاجل صديقتها، سار تجاه اريج التي وقفت تحت المطر تنظر للسماء مغمضة العينان

وقف قربها ليحميها من المطر بمظلته لكنها لم تنتبه بسبب اغماض عينيها ثم مشاعرها المتأججة فما لبثت ان نزلت دموعها مدرارا

قطب بضيق لرؤيتها هكذا، اراد مواساتها لكنها ما لبثت ان فتحت عينيها عندما احست ان المطر لا يصلها فلاحظت وجود مظلة فوقها، نظرت الى حامل المظلة مستغربة وفجاة عبست بغضب ودفعته قائلة:

- الا تنوي تركي وشأني اينما ذهبت تتبعني!...

ابتسم بانزعاج، حتى اثناء حزنها تكون لئيمة هكذا... لغ يبدو انهاةتحتاج لمواساة، بل لتعنيف، على كل حال:

- خوفا عليك من المرض... قلت لي ذات يوم انك معتادة على المطر واصريت على العودة وحدك بلا مظلة لكنك غبتي بعدها ثلاثة ايام...

- لا شأن لك بي، لم يوكلك احد بحمايتي

نظر جو الى نوال وايمن الذان كانا يمشيان بخجل لخارج المدرسة فقال:

- يبدو ان نوال ستعود للبيت مع قمر الليل، ان اردت اوصلك انا

- افضل ان اسير وحدي على ان اسير معك

نظر اليها متفكرا ثم ابتسم لها قائلا:

- فقط احببت ان اهنئك على قوى قلبك... فعلت ما توجب عليك فعله، لو كنت مكانك لما استطعت ان افعلها...

لسماع كلامه عادت لتبكي بشكل مفاجئ، اخرج منديل ورقي من جيبه وناولها اياه قائلا:

- انسي امره... ستجدين افضل منه يوما ما...

اخذت منه المنديل لتمسح دموعها ثم قالت:

- لا... انا لن اتزوج مدى عمري...

سكت جواد حين تذكر حالته البارحة مع اخته، ايقنعها بما هو نفسه غير مقتنع به، لكنها ما زالت صغيرة والحياة امامها، ستنساه حتما يوما ما وتحب غيره، اما فهو فحاله ميؤوس منه، نظر اليها مازالت تبكي فقال لها:

- تعالي دعيني اوصلك للمنزل

ظلت واقفة مكانها فحاوطها بذراعه ليسحبها بخفة لخارج الثانوية، ظل يمشي الى جانبها شاردا بهمه صامتا الى ان لاحظ ان وضعها طال، نظر اليها فلاحظ انها تراقب الثنائيات بقهر

ابتسم للفكرة التي خطرت له ثم قربها اليه بذراعه الذي حاوط بها كتفيها ثم قال:

- لو رآنا الناس هكذا ماذا سيظنون؟

سرعان ما ابعدت يده عنها بغضب فقال:

- ليس كل من ترينهم متعانقان يعني انهم مسرورين، هناك من هم اكثر منك حزنا لكن الله ارسل لهم شخصا حلوا وحنونا مثلي لينسيهم معاناتهم

زئرته نظرة لئيمة ثم عادت لتنظر الى الثنائيات حولها ولاحظت انه محق، وان نظرتها لمن حولها طوال الوقت كانت خاطئة، وجهت نظرات فضولية تجاه جواد حاسته السادسة اخبرته انها بسبب فكرة سخيفة خطرت لها، نظر اليها بانزعاج ليقول لها:

- ايمكنني ان افهم اي فكرة سخيفة تدور في رأسك الان؟

سرعان ما ابعدت وجهها عنه بحرج وما مشو خطوات حتى ابتعدت عنه لتترك بينهما مسافة، نظر اليها مستغربا، حسنا ما الذي يحدث معها الان! قربها اليه قائلا:

- انا لا اكل بشرا يا فتاة

احمر وجهها حينها وسارت الى جانبه بصمت حتى اخيرا قال فجاة:

- انا وصلت لبيتي، اكملي طريقك وحدك

اغلق مظلته واسرع ليدخل بناية اخته، لم يكد يختفي عن الانظار حتى صعد درجتين، لشبه قصة اريج بقصته فقد شغلت حسناء عقله طوال الطريق حتى كاد لا يقوى على المزيد فجلس على احدى الدرجات مسندا ظهره على الجدار، اخرج سلسلته وظل يراقبها بحسرة حتى اغمض عيناه واسند رأسه على الجدار مطلقا تنهيدة مثقلة بالهموم، وفجأة سمع صوت اريج تصرخ عليه:

- ان اردت ان تقدم معروفا فعلى الاقل تممه...

فتح عيناه مصدوما ليجد اريج تنظر اليه مصدومة، نهض مسرعا معيدا السلسلة داخل سترته وصعد الدرج، توقف حين انتبه لسبب عودتها فرجع اليها واعطاها المظلة قائلا:

- اعيديها الي غدا صباحا، يكفي اخذت مني نصف مناديلي الورقية

عاد ليهرب متظاهرا بان حالته طبيعية بينما كانت النيران تتأجج داخله

فتحت شيماء الباب لتراه مازال منزعجا كما البارحة، تنهدت بحزن ثم اغلقت الباب خلفها تدعو بأن تمر هذه الازمة باسرع ما يمكن...


---


اخذت شيماء تهز جواد صباحا لتوقظه كي يذهب للعمل، تمتم بانزعاج انه لا يريد الذهاب، كشفت عنه الدثار عسى ان ينهض ان شعر بالبرد لكنه اعاده اليه، تنهدت قائلة:

- جواد لا اريد ان ابقى هكذا كل صباح اوقظك مدة نصف ساعة

قالى بصوت نعس:

- اذا اذهبي واتركيني بحالي

- لا يمكنني ان اتركك، لقد اتفقت مع المدير على ان تاخذ الوظيفة لهذه المهدة، لا يمكنك خذلاني هكذا

- الذنب ذنبك... لقد اجبرتني وانت تعلمين اني رفضت منذ البداية

- لكنك كنت سعيدا بالعمل اول اسبوعين

- حسنا... لم اعد سعيدا

- الان دع هذا الاسبوع يمر على ما يرام... انه اخر اسبوع لك في الثانوية، لا تسود وجهي امام المدير لاني توسط لك

نهض جواد متذمرا:

- استزعجينني هكذا كل صباح

- لا... وعد لن افعل... فقط هذا الاسبوع

- كأني سأحتملك لمدة اسبوع

نهضت مبتسمة لتقول:

- هيا لقد جهزت لك الافطار

- اسبقيني سألحقك

- هل يمكنني ان اثق بك ولن تعود للنوم

اجاب ساخرا:

- وهل يمكنني ان اعود للنوم بعد ان عكرتي مزاجي؟

ابتسمت بحماس قائلة:

- هذا رائع... اذا سأنتظرك على طاولة الفطور

تنهد لسماع جملتها وما ان انصرفت حتى اخذ سلسلته وراح ينظر اليها بحزن ويأس ويتذكر يوم اتى من فرنسا وجملة الاتهامات التي اتهمته بها حسناء زورا،

رغم حقده عليها الا انه لم يستطع نسيانها، مازال يحبها فلا يدري ما يصنع، فهو يحبها ويكرهها في الوقت نفسه

اتت شيماء لتستعجله فرأته بهذه الحالة، تنهدت بملل لتقول:

- الم تتخلص من هذه السلسلة بعد؟ اشعر انها ستدمرك، تخلص منها فهي جالبة لسوء الطالع

نظر الى اخته ببرود ليخفي السلسلة داخل كنزته ثم قال:

- لن يحدث ذلك...

نهض عن سريره ليتجه الى الحمام فقالت باعتراض:

- تبا الم تدخل الحمام بعد

- نظر اليها بملل ليقول:

- ان كنت جائعة جدا اذهبي واكلي فانت حامل

مسحت بحنان على بطنها وهي تقول:

- يقول الطفل انه لا يريد ان يأكل بدون خاله

نظر اليها ببلاهة ثم اكمل طريقه للحمام

---

انهت حسناء فطورها ونهضت قائلة:

- سأذهب لاخذ قيلولة، حين تنهي فطورك رتب المائدة

نظر اليها مستغربا:

- الن اذهبي للمدرسة؟

- ليس الان... لا صفوف لي اول ساعتين، لذا قررت ان استريح قليلا

- تستريحي قليلا!... مما يا ترى؟... ان اعباء المنزل تثقليني بها يوميا

- ليست كلها هذا اولا، اما ثانيا فانا حامل، وهذا وحده سبب كاف

نظر اليها باستخفاف وراح يفكر:

- لا ينقص الا ان تفعل بي زوجتي المستقبلية الامر نفسه حين تحمل...

تفكر بالامر، لكن شيماء لا تعتمد على زوجها بل تعتمد عليه هو، في هذه الحالة سيكون من الجيد لو كان لزوجته اخ يريحه من هذه المهمة... لكن للاسف ليس لحسناء اخوة اصغر منها...

هز رأسه ينفض الفكرة من رأسه، الامر كله انتهى بينه وبين حسناء... حسنا ومن قال انه سيكون هناك زوجة غيرها اصلا؟... اذا الامر محلول بالنسبة اليه

ترك فطوره بعد ان سدت نفسه على هذا التفكير ونهض يلملم الصحون منها ليأخذها الى المطبخ ثم توجه لخارج المنزل مفكرا" حسناء هذه علي ان انزعها من قلبي وعقلي فهي تفسد علي فرحتي وحياتي..."

اغلق باب المنزل خلفه ثم نظر للسلسلة بحزن، اعادها قائلا:

- سيكون ذلك... سأنساها بكل تأكيد...

راح طوال الطريق يحاول نسيانها وابعاد صورتها من ذاكرته لكن الامر كان اشبه بالمستحيل، دخل الثانوية شاردا منزعجا حتى ايقظه من شروده صوتا مالوفا وقف امامه بصورة اذهلته واعادته للماضي دفعة واحدة

هذه هي حسناء، بشعرها الكث الاحمر، زيها المدرسي الذي اعتاده عليها، وابتسامتها العريضة، تقف امامه وتوجه اليه سؤالا سخيفا، ما المهم الان من سؤالها، لكن ما الذي تفعله حسناء في الثانوية؟

حسنا ربما اتت لرؤيته وتعتذر، لكن من يأت للاعتذار لا يحمل هذه الابتسامة العريضة، ثم لما بالزي الرسمي للثانوية وهي الان في الجامعة؟ ام انها من نسج الخيال؟ فهي لا تنفك تفارك خياله مذ رأى السلسلة ويتمنى لو يعودان كما كانا،

قطب بغضب ليبعدها عنه بعنف قائلا:

- انقلعي اختف من امامي

اسرع بالهرب نحو غرقة المعلمين وراح يجوب الغرفة ذهابا وايابا متجاهلا نظرات بقية المعلمين متفكرا بذاك الطيف الذي خرج امامه، ايعقل انه بدأ يرى اشياء غير موجودة؟

عليه نسيان حسناء مهما كلفه ذلك لان الامر بدأ يؤثر عليه سلبا، نظر لباب الغرفة ليتأكد ان حسناء لم تتبعه، فلو كانت حقيقية واتت لرؤيته لاصرت على التحدث اليه، لكنها لم تتبعه، اذا؟... هل كان مجرد وهم؟

جلس على احدى الارائك الشاغرة مغطيا وجهه بكفيه محاولا التوصل للحقيقة حتى استسلم واخرج سيجارة وراح يدخنها

ربت الدكتاتور(استاذ الرياضيات) على كتفه قائلا:

- هل انت بخير بني؟ هل حدث امر ما؟

نظر اليه جواد شاردا فهز راسه نفيا ثم قال:

- لا عمي... لا شيء مهم، سيصلح الامر قريبا...

---

مرت الحصص ثقيلة ومزعجة على جواد، اذ ان ما رآه صباحا اشغل باله كثيرا وصعب عليه ذلك شرح الدروس لكنه استطاع ان يتجاوز محنته بطريقة ما حتى اخيرا اتت الساعة الاخيرة وقرب وقت الفرج، مع العلم انه يكره ذلك الصف لانهم زمرة وقحين، وخاصة تلك اريج لولا انه قرأ يومياتها لما كان استطاع ان يسكتها باي طريقة

لا اراديا نظر اليها وهو يدخل صفها ليجمد دمه عند دخوله، ابعد نظره عنها ليدخل الصف مقطبا... انها هي مجددا، حسناء تجلس في مكان اريج، لكن هذه المرة تنظر اليه باحتقار بدلا من الابتسام... حسنا مهلا...

عاد لينظر اليها، هذه النظرة بدت مألوفة لشخص اخر غير حسناء، انها النظرة الخاصة بأريج، هل يمكن انها!... عاد ليمعن النظر اليها مجددا، تفاصيلها كلها تدل على انها اريج ولكن شعرها تغير لونه وتسريحته

تناسى الامر ليأخذ كتاب اول تلميذ رأه امامه وسأل:

- اين اصبحنا في الشرح؟

اجابه تلميذ وبدأ يبحث في الصفحات وهو شارد في سبب صبغ تلك الغبية لشعرها، قطب حاجباه بحقد حين تذكر انها منذ فترة صبغت شعرها للاشقر محاولة لفت نظر قمرها الاحمق، لذا يعقل انها صبغت شعرها الان للاحمر، لكن لما اختارت هذا اللون بالذات

استيقظ من شروده حين وجد ان صفحات الكتاب انتهت وهو يفتل بها ولم يصل الى حيث ارشده التلميذ، عاد لينظر الى التلاميذ منزعجا يسالهم:

- اين قلتم اننا وصلنا؟

فرط التلاميذ ضحكا، نهض صاحب الكتاب ليفتح على الصفحة واعاد الكتاب لجواد، القى جواد نظرة على الدرس ليبدا ولا اراديا تهربت منه نظرة الى اريج،

عاد ليبعد عينيه مرغما ليبدأ بشرح الدرس لكن تتالت نظرات تتهرب منه اليها فقد حن لرؤية حسناء، لكنه يعلم ان التي امامه ليست حسناء كما انه يعلم انه يستحيل ان يعود ليخطب حسناء مهما حدث، رغم ذلك لا يستطيع ان ينزع عيناه عنها

حاول باصرار ان يتجاهل وجودها ليركز على الشرح لكن عيناه وعقله منعاه من ذاك طالما اريج هناك على هيئة حسناء، حينها تأكد انه لن يستطيع التركيز والشرح طالما اريج هناك فصرخ بها يطردها من الصف دون تفكير

صمت الجميع على صرخته بل من طلبه واخذوا يوجهون انظارهم الى اريج المصدومة ليعرفوا ما الذي فعلته لتستحق الطرد، ادرك جواد انه تصرف دون تفكير واخفى وجهه خلف كفه محاولا التركيز، لكنه وجد ان بتفكير او دونه هذا حله الوحيد، فقال هذه المرة بهدوء:

- اصنعي لي معروفا اريج واخرجي من الصف

نظرت اليه بحقد ثم قالت:

- لن اخرج قبل ان اعرف السبب

كلامها اثار اعصابه فقال وهو يحاول ان يضبطهم كي لا يقوم بقلتلها:

- مازلت اكلمك بهدوء، لا تجعليني اغضب، اخرجي خيرا لي ولك...


عقدت ذراعيها وهي تقول بتحد:

- لن اخرج حتى اعرف ما ذنبي

حينها عاد ليصرخ وهو يشير بسابته للخارج:

- قلت اخرجي، لن استطيع التركيز طالما انت تقفين هنا بهذا الشعر، لا اريد ان اظلم اصدقائك لانك قررتي ان تغيري موديل شعرك، اخرجي واتمنى ان لا تصففي شعرك هكذا في حصصي وان لم تصففيه هكذا ابدا سيكون افضل..."

صمتت تنظر اليه بتحد بينما لاحظت ان عيون التلاميذ راحت تجول بينها وبين الاستاذ فقررت ان تنصرف دون تعليق، ما ان خرجت حتى اخذ جواد نفسا عميقا وحاول ان يعود لتركيزه قدر الامكان


---

سار جواد حاملا مظلته تحت المطر وهو يشتم شيماء في سره، لقد شجعته على العمل معها في المدرسة كي يذهبا ويعودا سوية

لكنها فجاة تعبت بسبب حملها واضطرت ان تعود قبله للمنزل تاركة اياه يواجه ذلك الطريق الموحل بسبب المطر والذي لا يعرف اين تصادف بقعة ماء رهيبة فتغرق بها قدم

اما تاك الغبية، ما كان منها الا ان زادت الطين بلة، ما الذي خطر لها كي تصبغ شعرها بنفس لون شعر حسناء!... لذلك السبب اضطر تن يطردها من الصف وذاك اثار ريبة التلاميذ، وتلك الغبية تظن ان زملائها سيظنون انني معجب بها لانني طردتها

حقا انعا غبية، ايمكن لاستاذ ان يطرد تليذته لانه معجب بها! فعلا لا تصدق، والاسوأ انها لم تكد تنتهي من دوامها المدرسي حتى شكتني لشيماء وفتنت بيني وبينها ولم تكن تقبل ان تصالحني الى ان اجبرتني على الاعتذار منها

وحين اخيرا اعتذر تلك الغبية اثارتني بكلامها المزعج حتى هاجمتها مجددا، فقط اتمنى ان لا تحبرني شيماء على الاعتذار منها مجددا"

وبينما هو شارد كيف يكمل الطريق الموحل وجد اريج تنتظر دون جدوى تحت شجرة، ابتسم باستهزاء قائلا:

"احكي عن الديب وجهز القضيب"

انطلق اليها ليقف الى جانبها وكعادته المزعجة قال:

- صحيح اني لا اكيق رؤينك، لكن يبقى افضل من ان ابقى وحدي...

وجهت اليه نظرة لئيمة ثم ابعدت وجهها عنه منزعجة بينما بقي هو يحدق بوجهها حزينا ويقارن الشبه الذي بينها وبين حسناء حتى اخيرا عادت اريج لتنظر اليه بحقد فابعد نظره عنها بخجل

في هذه الاثناء كانت حسناء مع شادي في السيارة الفخمة فقال وهو ينظر الى اريج الواقفة في الخارج:

- انظري الى تلك الفتاة كم تشبهك...

نظر اليها حسناء مبتسمة قائلة:

- يبدو ان لي توأما ولم اكن ادري

صمتت مصعوقة حين نقلت نظرها الى الشاب الذي بقربها واكتشفت انه جواد، هل تعرف على فتاة تشبهها واحبها بدلا منها؟ هل نسيها بهذه السرعة؟

استيقظت على السيارة التي سقطت احدى دوليبها في حورة مخبئة تحت مياه المطر فشتم شادي غاضبا، بينما تبسمت شيماء وهي تراقب ردة فعل اريج الثورية حين مرت السيارة في الجورة ويللتها هي وجواد ثائلة:

- يبدو انك اغضبت شبيهتي حين بللتعا بالوحل...

نظر شادي اليهما من المرأة الامامية فأوقف السيترة وعاد اليهما قائلا:

- ربما علينا ان نساعدهما... تركها هكذا يشعرني اني اتركك انت

فرط ضحك بينما شحب وجه حسناء توترا، هل سيصعد جواد معها قي السيارة؟ ما سيظن ان رآها مع شادي، هي بالفعل ارتبطت به، لكن هل سيشك انها نرتبطة به قبل الانفصال عنه؟...

قبل لحظات:

حاول جواد ان يبعد نظره عنه اريج حفاظا على كرامته كحد ادنى لكن عيناه ابتا الا النظر اليها حتى اخيرا وجد نفسه مبلولا بالوحل ثم سمع اريج تصرخ شاتمة سيارة مرت بالقرب منهما

توقفت السيارة وعادت اليهما ليفتح السائق نافذته مبتسما ثم قال:

- اصعدا لاوصلكما، يبدو ان الطريق لن تجف ماؤها الا بعد يوم...

سرعان ما صعدا فهما يعرفان احوال هذه الطرقات في الايام الماطرة، وما ان صعد جواد واغلق الباب القى التحية على الموجودين في السيارة وهو ينظر

اليهما نظرة سريعة مبتسما حتى جمد نظره مصدوما الى الشابة الجالسة قرب السائق، اهي حسناء ام ان حالها كحال اريج؟ فتاة غبية قررت فجاة ان تصبغ شعرها؟ هل القدر يحاول ازعاجه ام انه هو نفسه جن؟...

رد السائق برحابة على تحية اريج وجواد بينما جواد تحاهل الاحاديث السخيفة التي مرت بين اريج والسائق وجلس يراقب تلك الجالسة في الامام مخاولا التأكد انها هي حسناء،

الشابة تبدو منزعجة وهي لا تشارك بالحديث مع اولئك الغبيان، وتبدو محرجة لسبب ما، والى حد كبير وصل الشك انها حقا حسناء لكن من هذا الوسيم المزعج الذي معها بالسيارة ولم هما وحدهما؟ هل يعقل انهما؟

قطع الشك باليقين قول شادي مسرورا لاريج:

- لا تصدقين الى اي مدى تشبهين خطيبتي... لولا جلوسها الى جانبي لكنت ظننك هي

تأملت اريج وجه حسناء بالمراة بينما قطب جواد بحقد، اذا هما مخطوبان... وصل صبره لاقصى حدوده فقرر ان يعبر بطريقة ساخرة:

- سبحان الله، يخلق من الشبه اربعين، لا تصدق الى اي درجة تشبه خطيبتك خطيبتي السابقة

نظرت اريج مصعوقة الى جواد بينما شرد الشاب في كلامه، اما حسناء فوجهت وجهها الى نافذة السيارة لتبعده قدر الامكان عن جواد

ساد توتر مزعج في السيارة الى ان اخيرا وصلوا الى منطقة شبه جافة فطلب جواد ان ينزله ودون تفكير نزلت معه اريج، انطلق شادي بالسيارة صامت وكذلك حسناء ظلت صامتة حتى قرر شادي ان يتحدي بالموضوع

- ذلك الشاب، هل كان خطيبك يوما ما؟

اومئت حسناء رأسها بضيق فقال بعصبية:

- ومنذ متى كنت مخطوبة؟ ظننتك لم تتعرفي على شابت قبلي

ابعدت حسناء رأسها منزعجة فقال مصرا:

- كفي عن تجاهلي وجاوبيني

ظلت صامتة فركن السيارة جانبا معاتبا:

- اظنني انخدعت بك، لقد بدوت فتاة بريئة حين تعرفت عليك، لكن ظهر امك كنت مخطوبة مسبقا، اخبريني... هل كنت مخطوبة لغيره ايضا؟

نظرت اليه مصدومة فقال:

- لن استغرب لو حدث كما لن استغرب انفصالك عن اي شاب كنتي لترتبطي به، ومن سيقبل بفتاة تلازم شابا متيم بها طوال اليوم بحجة انكما مجرد اصدقاء

صرخت حينها:

- اننا حقا مجرد اصدقاء، ثم ليكن بعلمك انني انا من انفصل عن جواد ولم يكن هو من تركني للسبب الذي لمحت اليه

- حقا!... وهل تظنين انني سأصدق

نظرت اليه بحقد ثم فتحت باب السيارة وخرجت منها غاضبة تاركة شادي يناديها وهي تبتعد، اخيرا مل وذهب غاضبا بينما دون تفكير اخذتها قدماها الى بيت شيماء شاردة بكل ما حصل مؤخرا وأخذ ضميرها يؤنبها على ما فعلته بجواد، لقد كان يرتدي سلسلتهما، اما زال يحبها؟!... لكن تلك الفتاة التي كانت معه، الا يحبها؟

وقبل ان تصل لبيت شيماء التقت باريج عائدة لمنزلها، نظرت اليها بحرج واوقفتها لتلق عليها التحية، ارتبكت قليلا قبل ان تتكلم م سألت:

- هل انت حبيبة جواد؟

---

مسحت حسناء خدها المحمر من صفعة اريج وتنهد لتتقلب في سريرها بانزعاج من الفكة التي ظلت تلح على بالها:

" ان لم تكن تحبه حقا فلما كل هذا الاهتمام؟...
لكن بعد كل شيء قالت انه مازال يحبني...
تبا... ضميري هكذا لن يريحني ابدا...
تبا يؤنبني ضميرس بسبب ذلك المزعج الذي تسبب بهذا المشكل بيني وبين شادي...
اففف على كل حال علاقتنا لم تكن بتلك الروعة
شادي بظا مختلفا حين تعرفت عليه
اما بعد ان ارتبطت به ظهرت خقيقته المزعجة
انه متكبر ودائما يسمعني كم ان الحياة التي اعيشها مقززة
علما انه يعدني بحياة افضل بعد الزواج
الا انني لم يكن يعجبني تعاليه على اهلي لانهم ... فقراء..."

نظرت الى هاتفها، ليس هناك اي اتصال من شادي، هزت كتفيها لا مبالية ثم اتصلت بلؤي:

- مرحبا لؤي... كيف حالك؟...

- اذا تفرغتي اخيرا للتحدث الى الاصدقاء!

- تعلم انني ديما متفرغة لاصدقائي، لكنك لسبب ما كنت تفضل الابتعاد

- كأنك لا تعلمين ما السبب

- اشعر بضيق، ايمكننا ان نخرج

- وماذا عن شادي؟ هل انشغل بغيرك مثلا؟...

صمتت حسناء لوهلة ثم قالت:

- اريد ان نخرج لاحدثك بما جرى

---


ما في اسئلة اليوم، بس خبروني برايكم بشكل عام :55:
بالنسبة للي قرو الجزء الاول ف1
اي حسيتو عرض التحداث فيه اجمل؟
هنا او هناك؟
شلت كتير مقاطع من الجزء الاول للاختصار 😅 ومع هيك طلع كتير طويل ضحك1
لاني اصلا ضفت مقاطع عن جواد وحسناء ولؤي ضحك1
المهم
انسو
ان شاء الله قريبا بينزل الفصل الس بعده
وان شاء الله ما يكون في حزء جديد عن ااماضي😅
اساسا انا نفسي زهئت ضحك1
اظني معاش صححت الاخطاء المطبعية
بس لما شفت حجم الفصل فزعت وتهربت ضحك1
المهم ان شاء الله تكونو فهمتو 😅




القطة الثاقبة 12-04-2018 07:37 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخبارك
البارتات جميله :قطة:
وكان ودي ارد على جميع الأسئلة بس عندي مدرسة لازم اروح
انتظر البارت القادم
بالتوفيق
ق1ق1

Ladybug 12-05-2018 02:19 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القطة الثاقبة (المشاركة 9049717)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخبارك
البارتات جميله :قطة:
وكان ودي ارد على جميع الأسئلة بس عندي مدرسة لازم اروح
انتظر البارت القادم
بالتوفيق
ق1ق1

وعليكم السلامورحمة الله وبركاته ^^
بسيطة مش مشكلة دب6
المهم بصمتك الحلوة قي الموضوع ف1
نورتي :55:

العجوزة زوزو 02-25-2019 10:08 PM



ضحك لؤي بصوت عال ثم نظر لحسناء بسخرية قائلا:

- هكذا اذا... التقى خطيبك السابق بخطيبك الحالي و... حدث ما حدث

نظرت اليه بضيق وقالت معترضة:

- كف عن ضحكك هذا فالامر ليس مسليا

- حسنا... وماذا تريدين مني؟ لا اظنك تريدين ان اتحدث لشادي ليتناسى ما حدث

- لن يحدث ذلك ابدا... في الواقع لقد قررت الانفصال عنه كليا...

نظر اليها لؤي مليا ثم نكس نظره متفكرا وقال بجدية:

- اذا؟

- ماذا؟

- ما الخطوة التالية؟

اخفضت كتفاها بيأس لتقول بشيء من البؤس:

- وما ادراني... فكما ترى حظي في هذه الامور عثر جدا

نظر اليها لؤي مترثبا وعندما وجدها اكتفت بتلك الجملة تنهد ليعدل جلسته وقال:

- حسنا... اظن ان... الوقت قد حان اخيرا...

نظرت اليه مستفسرة باستغراب فقال:

- تعلمين... اننا نحب بعضنا منذ كنا اطفالا...

تلألئت عيناها لرؤية نظراته الحانية ولسماع كلامه واظهرت ابتسامة لطيفة فاردف:

- اظنك جربت حظك مع اثنين غيري، آن لك ان تقتنعي اننا خلقنا لبعضنا...

استرجعت ذكرياتها مع جواد وشادي، في كل العلاقتين كان هناك اوقات سعيدة واوقات مقرفة، عادت لتفكر بذكرياتها مع لؤي، الطفولة كانت رائعة حقا، والحب بينهما مخفيا كان رائعا، لكن ما ان ظهر للعيان حتى بدأ يصبح مؤلما ومهينا، تذكرت اخر مرة اعترف لها لؤي بمشاعره وترجاها لتترك جواد وترتبط به، كانت سعيدة جدا ودون تفكير تركت جواد، لكن ما ان اصدرت موافقتها عليه حتى صدمها حين تخب ها انه خدعها بكل بساطة

اغمضت حسناء عيناها بقهر ثم نظرت لوجه لؤي، انه نفس تلك النظرات القديمة التي تحولت في دقائق، هل يا ترى لو انه اعاد الكرة ستحتمل ذلك

زفرت بتعب ثم قالت معتذرة:

- اسفة لؤي... لكن لا نحمل لبعضنا الا مشاعر صداقة وإيخاء

نظر اليها بضيق ساخر ليقول:

- صداقة وايخاء!... منذ متى... اننا نحب بعضنا منذ ايام الطفولة، الجميع شاهد على ذلك...

- عما تتحدث لؤي... لقد كان الكلام بيننا واضح في الماضي... ربما انا ظننتك تحبني وانت ظننتني احبك وهذا سبب لنا بعض تأنيب الضمير لاننا لا نبادل هذا الشعور، ولكن بعد اعتراف كلينا بالحقيقة التي هي اننا نعتبر بعضنا مجرد اخوة ارتحنا وعدنا كما كنا

نظر اليها بحمق ثم قال:

- كذب الكذبة ثم صدقها

ابعدت نظرها عنه لانها تعلم انه محق، وان لم تصدق الكذبة على الاقل تحاول تصديقها فهي لا تريد ان تعاني مجددا ما عانته في الماضي فقالت:

- مهما يكن... لا اظن انه يمكن ان تنجح علاقة حب بيننا...

- لماذا؟

- اخبرتك... لن ينجح فحسب

- ولما لا؟... ان كنا نحب بعضنا

- لؤي!... عن اذنك كف عم تكرار تلك الجملة، اصبح طنينها مزعجا على الاذن

- حقا!...

- حقا

نهض لؤي قائلا:

- ربما علينا ان نعود... وحين تنفردين فكري جيدا في حديثنا...

نهضت بتعال وقالت:

- لست احتاج للتفكير

- لا تتسرعي، سنتحدث بالامر مجددا وحينها اخبريني بما توصلت اليه...

---


جلس جواد مقطبا في سريره، تلك الغبية في كل مرة تصبح اكثر ازعاجا، الان بسببها فقد سلسلته الغالية، اكان يجب ان تعلق في شعرها؟ ما كان عليه ان يوضح لها موقفه منها، ولم يكن عليه ان يسدي اليها اي نصيحة، افعل خيرا تلق شرا

اطلق زفرة مشحونة بالقهر ثم فتح باب المنزل ليخرج ويدخن لكن الطقس كان باردا جدا ففضل ان يعود ادراجه، نظر للشرفة مقررا ان يدخن هناك، سيكون مجنونا ان فكر بالتدخين بالخارج، وكذلك ستكون اخته مجنونة ان لم تسمح له بالتدخين في الداخل...

جلس في غرفته واشعل سيجارة، لم تمر دقيقة حتى تعالت صيحة شيماء:

- جواد! اني اشم رائحة تدخين في منزلي

اجابها جواد يصيح:

- لا اظنك ستجبرينني على ان اخرج للتدخين، انت ترين المناخ، مطر وصقيع

اقبلت اليه لتكمل جدالها معه:

- صحتة طفلي اهم عندي من صحتك

- كفى شيماء، انها مرة واحدة

- يمكنك ان تترك التدخين ولو لمرة واحدة، لاجل طفلي على الاقل

زفر باستياء ليخرج من المنزل غاضبا، وقف عند مدخل البناية متأملا المكان في الخارج، السماء تبرق وترعد، اخرج سيجارته واخذ يدخن ولمع برق قوي مجددا فجمد مكانه،

كأنه لمح شيئا غريبا، اخرج هاتفه من جيبه واضاء بالكاشف، احكم لف معطفه على نفسه وسار تحت المطر الى ان وصل الى شجرة مقابلة لبيت اخته قرب البرية ففغر فاهه،

هل هذه جثة ام ماذا؟!... حسنا لا تكن غبيا جواد، القاتل لن يترك جثة على جنب الطريق، على الاقل سيخفيها داخل البرية

اقترب موجها الكاشف على ذلك الشيء الغريب حتى عاد ليفغر فاهه، اليست هذه اريج؟... لكن ما الذي تفعله هنا؟... هل جلست تحت شجرة لتكتب في مذكراتها فراودها النعاس فجاة؟... حسنا الان ليس وقت التحليل

انحنى بالقرب منها، ناداها وهو يهزها ليوقظها لكنها لم تستجب، توقف لوهلة متفكرا ثم وضع اصبعا على رقبتها فوجد فيها نبض، حاول ايقاظها مجددا دون جدوى، اصيب بالذعر، سرعان ما رمى سيجارته وحملها الى بيت اخته،

طرق الباب بعنف حتى اتت اخته شاكية وفتحت الباب وقبل ان تعاتبه دخل مع اريج ليضعها على اول اريكة ظهرت امامه، تبعته اخته مستفسرة حتى فوجئت بما رأت، سألت:

- ماذا حدث لها!

قال بارتباك وعصبية:

- لست ادري، وجدتها نائمة تحت شجرة مقابل منزلك

فغرت فاهها:

- نائمة!... في هذا الجو العاصف!... منذ متى؟

- لست ادري

- يا اللهي ولما اتيت بها الى هنا! لما لم تأخذها الى المستشفى؟

- نظر اليها باستهبال وقال ساخرا:

- وهل احملها واركض بها؟ ثم ما ادراني اين اجد مستشفى هنا

نظرت حولها محتارة فقالت:

- سأرتدي معطفي واوصلكما

نظر اليها ساخرا:

- ولما توصلينا؟ اذهبا لوحدكما

- تمزح معي؟ اولا انت ستحملها من هنا الى السيارة ثم من السيارة الى الطوارئ، ثانيا انت من وجدها، سيترتب عليك ان تخبرهم بكل ما رأيت

- وما الذي رأيته، لقد كانت تحت الشجرة نائمة، هذا كل ما رأيته اكثر منك، لما تشعرينني اننا ذاهبان الى مخفر بدلا من مستشفى

- ستأتي معنا وانتهينا

راحت اخته لترتدي معطفها بينما ضرب هو على جبهته منزعجا ثم نظر الى اريج قائلا:

- كم اكره الاغبياء

---


وقفا قرب الطبيب وهو يعاينها وما ان انتهى حتى اخبرهما انها تعاني من التهاب في الرئة، تنهد جواد بانزعاج فلكشته شيماء، طلب الطبيب من ممرضة ان تجري لها بعض الفحوصات للتأكد من سلامتها، توجهت شيماء الى جواد قائلة:

- لا املك رقم هاتف عائلتها ولا اعلم متى تستيقظ، لكن كما تعلم قريبا يصل زوجي للمنزل ولا اريد ان يقلق علي اذ لم اخبره بخروجي، ابق هنا معها الى ان تستيقظ وانا...

- كان هذا مخططتك منذ البداية... ان تجعليي ابقى الى ان تستيقظ بدلا منك

- اسفة عزيزي ولكن امامي مسؤوليات اهم من التدخين، لذا ابق معها انت، سأدفع الحساب في حال لا تحفظ رقم بيتها

فغر فاهه وقال:


- لا اظنها غبية لتلك الدرجة

- علينا ان نحطاط على كل حال، وان صدق انها لم تحفظه بالطبع ستتكرم لتوصلها للمنزل

- اذا ستتركين لي السيارة

نظرت اليه باستهزاء وقالت:

- انها تعود يوميا سيرا على الاقدام لا بد ان منزلها ليس بعيدا

- لكنها ستكون مريضة وربما غير قادرة على السير

تنهدت بانزعاج وقالت:

- في حال حدث شيء من هذا القبيل اتصل بي لاتي لاصطحابكما، اياك ان تتململ من السير وتتصل دون ضرورة

- انت اخت قاسية، تريدين جعلي امشي تحت العواصف

ابتسمت له بشقاوى ثم انصرفت وبقي هو ينتظر استيقاظها، بعد برهة خرج من غرفتها ليسأل عن نتائج الفحوصات فاخبروه ان كل شيء يسير على ما يرام الا ان معدل السكر منخفض، ربما يعود الامر الى انها لم تأكل شيئا اليوم

اخذ جواد الفحوصات وعاد الى غرفتها ليجدها استيقظت، بانزعاج قال لها:

- اخيرا استيقظت!... اني انتظر منذ ساعة فلا يمكنني ان اذهب واتركك هنا وحيدة، ولا املك رقم هاتف اهلك ليأت احد ويقلك

نظرت اليه مستغربة وقالت:

- وما الذي تفعله انت هنا؟ او بالاحرى ما الذي افعله انا هنا؟

- وجهي هذا السؤال لنفسك، ما الذي كنت تفعلينه نائمة في البرية؟ ثم متى كانت اخر مرة تناولت الطعام اليوم؟...

اغمضت عينيها بتعب دون ان تجيبه فاقترب منها ليلمس جبينها وقال:

- لقد انخفضت حرارتك، هل تستطيعين النهوض؟

هزت رأسها نفيا فقال:

- اعطني رقم هاتف منزلكم لاتصل كي يأت احد لاصطحابك

اعطته الرقم فاتصل ثم سأل عن اهل اريج لكن الطرف الاخر اجابه بالنكران، اغلق الخط مصدوما، هذا الصوت مألوفا جدا... وليس لاحد محبب، عاد لينظر الى اريج بصدمة ثم قال بغضب:

- اريج هذا ليس رقم منزلك

- بلى انه هو

- لقد قال انه لم يسمع باسمك بحياته

تأففت اريج بانزعاج وقالت:

- هذا جيد... اذا فلنبقى هنا

- نبقى هنا!... وكأن لدي الكثير من الوقت لاضيعه عليك... اعطني الرقم الصحيح لاتصل بسرعة

- لقد اخبرتك انه هو نفسه الرقم، لكن هذا ابن عمي دمه ثقيل ودائما يمزح هكذا على الهاتف، ومن حسن حظي انني هنا واتمنى ان يرحل قبل ان اعود للمنزل

نظر اليها بلؤم ثم قال:

- انتم كلكم في العائلة ملطوشين

فغرت فاهها فابعد وجهه عنها حين تهربت منه ابتسامة لردة فعلها، بعد قليل عاد واتصل على الرقم نفسه وهذه المرة اجاب تامر فنادى والدته، اخبرها جواد عما حصل، وبعد الف ويل وحسرة واطمئنان شكرته على المساعدة واخبرته انهم سيأتون لاحضارها

جلس يتحدث مع اريج حتى اقبل ابن عمها لاصطحابها، بينما كان يسأل عنها في الاستقبال التفت اليه جواد فجحظ عيناه، نظر اليه بحقد من اعلى للاسفل ثم انصرف قبل ان يلاحظه لؤي

حين وصل للخارج اتكأ على حائط المستشفى واخرج سيجارة جديدة وبدأ بتدخينها، لم تمر دقيقة حتى سمع صوت لؤي يناديه مرحبا فاتحا ذراعيه كما يفعل الاصدقاء القدامى، تعانقا وبدأ لؤي يسأله عن سفرته وعن مدى بقائه هنا حتى اقبلت اريج اليهما مستغربة فقطع لؤي اسئلته السخيفة ليعانق اريج بذراعه اليمنى قائلا:

- اتعرف من هذه؟ انها ابنة عمي التي كنت احدثك عنها انها تشبه حسناء

قالها بابتسامة شامتة ثم سرعان ما تركها ليكمل كلامه مصدوما:

- يا رجل... سمعت انك وحسناء انفصلتما... لما ذلك؟...

صمت جواد اذ يعلم ان لؤي لم يقصد الاستفسار بل قصد تذكيره بتحذير مسبق له ان علاقته مع حسناء لن تنجح لانها لا تحبه، لكن اتت رفسة من اريج على ساق لؤي قائلة:

- ايها الاحمق!... الا ترى انني مبللة وسيتفاقم علي المرض ان بقيت هنا وسط العواصف، هيا اعدني للمنزل...

نظر لؤي اليها باستهزاء ليقول:

- ليس ذنبي انك تخرجين بلا مظلة

سحبته من ذراعه نحو السيارة بينما نكس جواد نظره بحقد، الم تجد بين الخلق اجمع الا لؤي ليكون ابن عمها، لكن نظرا لهذا الحال فالاستنتاج انها هي نفسها المحجوزة لصالح

هه من كان ليتوقع، تلك الغبية محجوزة لذلك الشاب المثالي... توقف قليلا حين تذكر شيئا، لكن الا تحب اريج ايمن؟ كيف تحب شخصا وهي مرتبطة باخر!... نظر اليهما بازدراء وهما يركبان السيارة:

- انها بالفعل ناكرة للجميل... لقد كانا صالح وليلى ثنائيا رائعا... ترك ليلى لاجلها وهي تحب غيره... لن استغرب ان تمط بقرابة للؤي...

حاول تناسي الموضوع وعاد سيرا للمنزل وقبل ان يمشى مسافة طويلة اوقفه بوق سيارة لؤي ثم اطل لؤي من النافذة قائلا:

- اصعد لنوصلك

رفض جواد لكن لؤي اصر عليه فصعد معهما اخيرا، ما ان نزل جواد من السيارة حتى نظر لؤي الى اريج بحقد:

- من اين تعرفان بعضكما؟

- انه معلم الفيزياء

- مجرد معلم؟

- وهل ترى غير ذلك

شغل محرك السيارة ليقول:

- لا اعلم، لكن تذكري جيدا انك محجوزة لاخي...

---

دخل جواد بيت اخته متجهما، سألته عن حالة اريج فرد عليها باختصار وراح يجلس في اريكة شاردا، سلم عليه صهره فنظر اليه شاردا سرعان ما ابتسم ليلقي التحية قائلا:

- اعذرني كان عقلي منشغلا فلم انتبه لوجودك

- اجل اخبرتني شيماء... كيف حالها؟

هز كتفيه قائلا:

- لا شيء مهم، ستأخذ دواءا وتتعافى...

- هذا جيد...الحمدلله...

- حسنا انا سأدخل لارتاح فقد كانت المهمة متعبة

حينها تدخلت شيماء:

- لما هل حملتها الى بيتها؟

نظر جواد لاخته باستهزاء ثم قال:

- لقد اوصلها ابن عمها

قالها وقد عاد اليه تجهمه حين تذكر لؤي، عاد لينظر الى اخته قائلا:

- سمعت ان استاذ الفيزياء السابق قد تعافى بالكامل

- هذا صحيح

- هذا جيد، اخبري المدير ان يطلب اليه ان يسترجع مكانه فانا سأعود الى فرنسا باقرب فرصة

نظرت اليه مصدومة وقالت:

- كيف حدث، هل هي اريج اقنعتك؟

نظر الى شيماء صامتا، اهي اريج حقا التي اقنعته؟ او يمكنه القول انها اجبرته، فهو لم يعد يطيق البقاء عند شيماء كي لا يراها مجددا، ففقط فكرة انها قريبة لؤي يشعره بالغثيان، ناهيك عن كل المشاكل التي تسببت له بها بينما كان كل همه ان يساعدها لتتجاوز محنة ايمن،

ورغم عدم قدرته على البقاء عند شيماء الا انه لا يستطيع العودة الى بيته فلا يريد ان يلتقي مجددا بحسناء كي لا يتجدد جراحه، اذا لا مكان يهرب اليه الا لفرنسا

استيقظ من شروده على صوت شيماء فقال دون ان يسألها ان تعيد كلامها الذي لم يسمع منه شيء: "اخبريه ان يأت غدا مباشرة فلن اعود للمدرسة مجددا ابدا..."

فغرت فاهها مصدومة لتتبعه الى الغرفة تصيح:

- لا يمكنك ان تترك العمل هكذا فجأة، عليك ان تخبرنا قبل وقت لنرتب مع الاستاذ الاخر

نظر اليها بضيق ليقول:

- ترتبون ماذا؟ الرجل تعافى وانتهت فترة نقاهته، يمكنه العودة في اي وقت، وان استلزم الامر يمكنك ان تأخذي مكاني انت او الدكتاتور فكلاكما درستما الفزياء

- حسنا ما الذي جرى فجاة حتى تقرر الانسحاب بهذه الطريقة

- لم يحدث شيء، لكننا اتفقنا منذ البداية انني ساعمل حتى يتعافى، وهذا ما حدث، ثم اني رسبت بمادة، هل علي ان ارسب بالباقي ايضا؟

- كنت قد نسيت المواد كلها

- بل كنت امر بازمة فتناسيتها، انتهت الازمة وعلي ان اعود للدراسة، اخبري المدير ان يجد بديلا عني باسرع وقت

ارتمى في سريره مقطبا حاجبيه يفكر:

- ان كان كل هذا الشبه الكبير بينها وبين حسناء فلما لم يشك بالامر مسبقا، لقد وصفها له لؤي مسبقا وهي بالضبط كما قال، نفس حسناء لكن تسريحة الشعر تختلف وكذلك اللون، ابتسم يسخر من نفسه، لطالما تمنى ان يتعرف عليها وها هو بعد ان تعرف عليا كرهها، لكن لما؟ اكل ذلك لانها قريبة لؤي؟ ام لانها تذكره بحسناء؟ ام ماذا هناك؟
---

وصلا للمنزل وسرعان ما اقبلت ام اريج لتطمئن على ابنتها لكن اريج تهربت بانها تريد تغيير ملابسها كي لا تفتح والدتها معها نقاشا، فسبق ان حذرتها من الخروج مع ذلك الاستاذ

اسرعت لغرفتها بينما تبعها لؤي بنظرات حاقدة ثم قال لوالدتها:

- انك ترخين لها الحبل كثيرا... لا تسالينها اين كانت او مع من حتى، لا اظن ان عمي سيقبل بذلك

نظرت اليه فاغرة فمها ثم قالت:

- اين كانت ومع من! لقد كانت في المستشفى... ثم اني سأسمع قصتها حين تبدل ملابسها

- وما ادراك انهما كانا هناك حقا!... ربما قضيا طوال النهار مع بعضهما ثم مثلا انها كانت مريضة في المستشفى...

صمتت الام تفكر بكلام لؤي ثم قالت حائرة:

- ما الذي تقصده انها كانت معه؟ من هو؟

- استاذها... وحين اقول استاذها لا اقصد رجلا عجوزا اصلعا محترما، بل شابا من عمري بهي الطعلة لديه سمعة ملطخة صدرت عنه اشاعات رهيبة مؤخرا...

فغرت الام فاهها مصدومة ثم اسرعت الى غرفة اريج، فتحتها وهي تصيح باسمها بعصبية، التفتت اريج الى امها لترى لؤي معها فعلمت انها واقعة في مشكلة

---

لعبت حسناء بطعامها بالملعقة شاردة بينما ايقظتها امها من شرودها:

- حسناء... هيا كلي طعامك سيبرد

نظرت الي امها ثم الى طعامها بملل وقالت:

- لا رغبة لي بالاكل

نهضت عن المائدة لتتوجه الى غرفتها، نظرت الام الى ابيها بحزن فقال ابيها:

- لا تقلقي، ستجد يوما ما رجلا يقدرها كما تستحق

اغلقت باب غرفتها واستندت عليه بعد ان سمعت كلام والدها، كان جواد طيبا حقا، عاملها افضل مما عاملها شادي بألف مرة، وكيف ردته له؟ اتهمته زورا

ارتمت في فراشها لتبدا موجة من البكاء، ربما عليها ان تعتذر اليه ولكن باي شكل، انها خجلة منه بعدما فعلت به

نظرت للهاتف شاردة ثم نهضت وتوجهت اليه، اتصلت برقم وانتظرت الرد:

- الو

- ليلى!

قالتها بصوت شجي وانصابت دموعها مدرارا، قالت ليلى:

- ما بك؟ لما تبكين؟

- لقد ارتكبت امرا فظيعا

- ماذا فعلت؟

- لقد انفصلت عن جواد

- حسنا اعلم، وانا من اوصل اليه خاتم خطوبتك مع السلسلة

- لكن ما لا تدرينه ان كل ما وصلك عنه من اخبار كان كذبا، لم يكن يلتهي مع غيري ولم يكن ينتظر طفلا ولا شيء من هذا القبيل

-... (سكوت)

- لقد كنت من الفقت عنه هذا الكلام لانفصل عنه باي طريقة

- انت! الفقت عنه!... ولكن لما؟ لما اردت الانفصال عنه بهذه الشدة ان لم بكن مخطئا

- لقد كنت غبية وتلاعب اصدقائي بعقلي، الان اعاني من عقدة الذنب ولا استطيع ان ارتاح ابدا

- انت حقا غبية، اخبرتك انه لا يقدر بثمن، اعتذري اليه وحاولي ان تعيديه اليك مهما حدث...

- لا تكوني سخيفة، انا استبعد ان يسامحني ونعود اصدقاء فكيف ان نعود خطابا

- جدي واجتهدي ولا ترتكبي غلطتي، تزوجت اول من طلبني بعد صالح انتقاما منه وحصدت النتائج

قالت مستغربة:

- حصدت النتائج؟ اي نتائج!

- حسنا زواجي لا يبشر بالخير، علاقتي بزوجي تتدهور، حتى تامر لم يعد له الاثر في الجمع بيننا

صمتت حسناء مصدومة فاردفت ليلى:

- افعلي كما قلت لك ولا تتركيه يفلت من يدك
---

في اليوم التالي:

فتحت ام اريج باب المنزل لتجد لؤي اتى لزيارتهم، سلمت عليه مرحبة مستغربة، قالت:

- ليست من عاداتك ان تأتي في مثل هذا اليوم من الاسبوع

- في الواقع اتيت لاطمئن على اريج

- اه اريج، هي لم تعد من الثانوية بعد

نظر لساعته قائلا:

- لقد تأخرت نصف ساعة

نظرت الام للساعة وقالت:

- تعلم ان اريج لا تأت للمنزل مباشرة، عادة تمر بالبرية اولا

تنهد بانزعاج قائلا:

- انها فعلا غبية، هل من احد يذهب للبرية في يوم ماطر!...

دخل لغرفة الجلوس ينتظر قدومها شاردا مهددا جواد في سره:

"لن تحلم بالنظر لابنة عمي حتى، لطالما رغبت بالتعرف عليها مسبقا، حسنا تعرفت عليها الان واكتفي بذلك، يكفي سرقت مني حبي الاول، انت لن تسرق خطيبة اخي ايضا... لا تحلم بذاك حتى، حسناء كانت مخيرة، لكن ليس لاريج ان تختار، طالما عمي يريد تزويجها من اخي، فهنا انا املك السلطة العليا وسأفعل المستحيل لامنعك من ذلك..."

قطع تفكيره رنين الهاتف، اجابت والدتها وما ان سمع اسم اريج حتى نهض ليقف قرب والدتها يستمع للمحادثة ثم وقبل ان تفصل امها الخط طلب اليها ان يسلمها الهاتف ليتحدث الى اريج:

اخذ السماعة وقال:

- اذا كيف حالك اليوم يابنة العم

صعقت اريج لسماع صوته وقبل ان تجيب قال:

- اذا انت عند صديقتك

اجابت ساخرة:

- لا اظن ان ابي يمانع ايضا ان اقابل صديقاتي

- لا لا اظن ذلك... طالما انك صادقة بقولك، لكن اعلمي انك لو كنتي تكذبين فانت لن تسلمي

وضع سماعة الهاتف غاضبا وهو يفكر:

- تبا لها، الا يكفي اني اكرهها اصلا كي تحب عدوي اللدود

نظر الى امها ليراها تضع الاطباق على الطاولة وهي تقول بحسرة:

- كم هذا مؤسف، ان اريج تحب هذا الطعام كثيرا، لن يكون لذيذا ان اكلته عند عودتها كما لو اكلته الان طازجا

ابتسم بخبث ثم انطلق الى امها ليقول:

- ان اردت يمكنني ان اخذ اليها حصتها، ضعي القليل في مرطبان واعطيني عنوان صديقتها

ابتسمت الام مرحبة بالفكرة وذهبت لتجهز مرطبانا لاريج بينما ابتسم لؤي لفكرته هو قائلا:

- اذا لنرى ان كنت حقا صادقة في مكان وجودك

اخذ الطعام من ام اريج والعنوان وانطلق وتأكد انها حقا عند صديقتها حقا، لكنه لم يطمئن، ربما شكت انه سيفعل ذلك وقررت البقاء عند صديقتها الى ان يعود، او ربما كان جواد معها عند صديقتها، اطلق تنهيدة مثقلة ثم فكر:

"لا سبيل لاتأكد الا بطريقة واحدة"

توجه مباشرة الى بيت شيماء فوجد جواد يدخن عند مدخل البناية، تقدم اليه ملقيا التحية مطمئنا الى انه ليس عند اريج، لكن ماذا لو انه كان ينتظر منها اتصالا ليذهب اليها؟

اذا لا سبيل لمنعه عن ذلك الا بان يلازمه طوال الوقت ولن يجرؤ على الذهاب اليها امامه، وان تجرأ يخبر عمه بكل بساطة ليتصرف بنفسه

جواد: اذا ماذا تفعل هنا؟

فكر قليلا ثم قال:

- كما تعلم، الحمقاء الغبية تسكن بالقرب من هنا

هز جواد رأسه كأنه يقول "فهمت قصدك" ثم نفث دخان سيجارته فاخرج لؤي سيجارة واخذ يدخن معه كما كانا يفعلان ايام زمان ثم سأل لؤي:

- لطالما كنت متحمسا للتعرف على الحمقاء الغبية، اذا كيف وجدتها؟

ابتسم جواد بانزعاج وقال:

- كما وصفتها بالضبط... حمقاء غبية

- الم تعجبك؟ لطالما اعجبتك حسناء لولا شعرها الاشعث

نظر جواد الى لؤي بسخرية وقال:

- وهل تحاول ان تبعدني عن حسناء بالقاء غبية العائلة علي؟

- معاذ الله... لقد ابتلي اخي بها قبلك ولا يمكن التراجع عن ذلك الان

- هه... لكن يبدو انك نسيت ذلك في لحظة ضعفك امام حسناء... امازلت تريدها؟ سمعت انها خطبت لرجل اخر

- أتقصد شادي؟... لقد انفصلت عنه مؤخرا

- حقا!... ارى انها كل يوم مع احد

نظر اليه لؤي بحقد بينما لم يبدي جواد الا البرود، مضيا وقتا في الحديث وبينما هما يتحدثان فغر لؤي فاهه وقال مدهوشا:

- ماذا تفعل تلك الغبية مع حسناء؟!

التفت جواد الى حيث اريج تمشي مع حسناء فالقى عليها نظرات حاقدة الى ان وصلتا الى جوارهما فابتسم جواد ساخرا ليقول:

- الطيور على اشكالها تقع

نظرت كل من اريج وحسناء لجواد ثم تبادلا نظرات متوترة فهمست اريج شيئا لحسناء لم يسمعاه جواد ولؤي، تقدمت حسناء اليهما بحرج وبينما هي تمشي تعرث وكادت ان تقع فتأهب كل من جواد ولؤي لمساعدتها لكنهما بقيا في اماكنهما حين لاحظا انها تخطت الامر بسلامة

وصلت حسناء اليهما، القت نظرة على جواد لتلاحظ انه خلع سلسلتهما التي كان ما يزال يرتديها يوم اوصلهم شادي بسيارته، مما جعل ثقتها تتزعزع، لكنها كانت مصرة على ترميم ما هدمت فقالت:

- ايمكنني ان احدثك جانبا؟

- لا

قالها ببرود فعضت شفتها بقهر، التفتت الى اريج مستغيثة بنظراتها، اقتربت اريج قائلة:

- لدى خطيبتك امر مهم تريد ان تحدثك به

هز كتفيه بلامبالاة قائلا:

- فلتتحدث، لم يمنعها احد

نظرت حسناء الى كل من اريج ولؤي لكن المعلومة لم تصل للؤي فسحبته اريج من ذراعه وما ان ابتعدا حتى اخذت حسناء نفسا مستعدة للتحدث ثم قالت:

- حسنا انا اعترف... لقد ظلمتك حينها، واخطأت بحقك وانا اعتذر

- هل يفترض ان اسامحك بعد كل ما قلته عني وشوهتي سمعتي؟

- ساخبر الجميع انني كذبت بشأنك، فقط دعنا نعود كما كنا

- لقد تأخرتي... لا يمكن لذلك ان يحدث ابدا

- جواد ارجوك...

- سأعود بعد ايام لفرنسا وسأقضي وقتا اطول بالدراسة مما كنت اقضيه

- لن امانع ولن اعارضك، سأحتمل الى ان...

- حسناء... لا مجال لان نعود لبعضنا ابدا... ليس بعد ما فعلته...

رمقها بازدراء ثم رمى سيجارته للشارع وصعد الى بيت اخته، اسرع لؤي اليها فتبعته حسناء ليلفها كي يكلمها لكنه فوجئ بها تبكي، ابعد نظره عنها يسك على اسنانه فقالت اريج:

- ما الذي حدث؟

- اجابت باكية: قال انه سيعود لفرنسا، وانه لا يريد ان نعود لبعضنا ابدا

نظر لؤي اليها مليا ثم قال لها:

- تعالي لاوصلك الى البيت، نتحدث عما جرى في الطريق

عاد لينظر الى اريج وقال محذرا:

- وانت عودي الى المنزل فقد تأخرتي كثيرا، اخي ينتظرك منذ سنة

انطلق يمشي مع حسناء فقالت:

- أهذه ابنة عمك التي كنت تحدثنا عنها؟ التي ترك صالح ليلى لاجلها؟

- انها هي

- لم تبدو لي شريرة وغبية كما وصفتها

- انت لا تعرفينها حق المعرفة مثلي، ها هو جواد اكد لي اليوم انها بالضبط كما وصفتها لكما

هزت كتفيها لتقول:

- بدت لي لطيفة

نظر اليها بلؤم ثم قال ساخرا:

- بالتأكيد، لانها ارادت مساعدتك لتعودي الى جواد، ايمكنني ان افهم ما الذي خطر لك حتى فعلتي ما فعلته؟ لما تريدين ان تعودي اليه بعد كل ما عانيتي معه

تجهمت ملامحها ثم قالت:

- في الواقع كنت على وفاق تام مع جواد الى ان تدخل اصدقائي بحياتي الشخصية، كنا ايام الجامعة انا ادرس وهو يدرس وايام الصيف نلهو سوية، لكنهم لعبو بعقلي واقنعوني ان ما يحدث خطأ ويجب ان يهتم بي اكثر

- لكنه خانك مع اخرى وهي حامل منه

- ذلك غير صحيح... لقد كذبت بشأن ذلك كي اقنع ابي ليفسخ خطوبي به

صدم لؤي عند سماعه كلامها ثم قال:

- انت الان تكذبين لتدافعي عن سمعته وتعودا سوية

- انا الان لا اكذب، لا اقول الا الحقيقة

زفر لؤي ثم قال:

- لكنه على كل حال لا يستحقك

- تقصد انني لا استحقه

- عما تتحدثين، حسنا لا يهمني ان كان هو من لا يستحقك او انت من لا تستحقينه، او كلاكما لا تستحقان بعضكما، ما يهمني انني لست موافق على عودتكما لبعضكما، على كل حال هو رفض الامر

- ربما... لكني لن استسلم، سأبقى الاحقه الى ان يسامحني، فهو بكل حال يحبني

عض على شفته محاولا كبت غضبه ثم قال:

- لو انه بامكانك مسامحتي لانك تحبينني لكان بامكانه ان يسامحك لانه يحبك، الحب ليس معيارا للمسامحة

قطبت جبينها منزعجة من كلامه وما لبثت ان نظرت اليه ببراءة قائلة:

- اسامحك!... على ما؟

- انت تعرفين قصدي... على ما جرى في الماضي

- لا اذكر انه حدث شيء ما...

- حقا!... الم نتشاجر

- لم نتشاجر، انت وجدت لنفسك اصدقاء جدد بينما بقيت انا مع جواد

نظرت اليه بحقد ثم قالت:

- وهناك بدأت رحلتي معه

تنهد منزعجا ثم قال:

- دعينا نغيير الموضوع لانك تجعليني اشعر برغبة عارمة بقتل جواد

ابعدت وجهها عنه منزعجة واكملا طريقهما بصمت

---

اليوم التالي:

دخلت شيماء المنزل مسرعة تنادي جواد فوجدته يوضب اغراضه في حقيبة فقالت له:

- اترك كل ما في يدك وبدل ملابسك بسرعة لنخرج

نظر اليها مستغربا:

- نخرج؟ الى اين؟ ولما كل هذه العجلة؟

- بدل ملابسك الان اخبرك في طريقنا

نظر اليها بشك فقالت:

- هيا بسرعة، لا وقت لدينا

تنهد بانزعاج ليرمي ثوب كان في يده داخل حقيبته واخذ الملابس الذي كان قد خصصها للذهاب الى المطار ليرتديهم، خرجا سوية وركبا السيارة ثم انطلقا، نظر اخيرا جواد الى شيماء ليقول بنفاذ صبر:

- ها قد اصبحنا في الطريق، هلا اخبرتني الى اين؟

ابتسمت بشقاوة وقالت:

- احزر

- وما ادراني، هلا اخبرتني الان

عرضت ابتسامتها لتقول:

- اليوم عيد ميلاد اريج واصدقائها جهزوا لها حفلة مفاجئة، وطبعا انا مدعوة لاني كأخت كبرى لصفي، اما انت فتشملك الحفلة كوداع لك بما انك استاذ احبوك واحترموك

نظر اليها ساخرا ثم قال:

- اصدقاء اريج احبوني واحتراموني! انهم اكثر صف بغضوني وبالاخص شلتها وخاصة هي، فلا اظن انني مرحب بي في حفلة عيد ميلادها

قالت وعرض ابتسامتها مستمرة:

- في الواقع... هي عكس ما تبدي لك

- حقا!

قالها ساخرا فهزت رأسها بحماس وقالت:

- اخبرك بسر لكن لا تخبر احدا اني اخبرتك، انها تحبك

نظر اليها بسخرية ثم قال:

- انت لم تسمعي هذا الخبر منها اليس كذلك

- حسنا ليس بشكل مباشر، هي اخبرت اصدقائها وهم اخبروني

- هه... يا لغبائك، خدعت كما خدعوا

ارادت ان تلتفت اليه لتضربه لكنها امتنعت لتبقى مركزة في القيادة فاردف جواد:

- لقد اخبرت اصدقائها انها تحبني كي تكف صديقتها نوال عن الشك بانها تحب ايمن ويكملان سوية دون قلق

هذه المرة التفتت اليه ناسية امر قيادتها للسيارة وقالت:

- من اين اتيت بهذا الخبر!...

- اولا اعيدي نظرك للطريق امامك، ثم لدي مصادري الخاصة، فبعكس ما يظن الجميع انا واريج نكره بعضنا

- تبا... لما لم تخبرني بذلك قبلا، اخشى ان نفسد حفلة عيد مولدها

- لا بأس، اعيديني للبيت

- اتمزح معي!... الجميع سبقنا الى هناك وينتظرنا، ثم بما اخبرهم، لقد فعلوا كل هذا ليفرحوا قلبها لانها كانت حزينة البارحة لانك لم تعد تعلمهم، واليوم غابت من المدرسة بسببك، هل انت متأكد انها لا تحبك؟

- شيماء!... اصمتي واعيديني للمنزل، انك تضيعين وقتي ثم انك ستفسدين الحفلة باحضاري لهناك

- اسفة لكني وعدتهم باحضارك، سيشعرون ان الحفلة كلها بلا معنى فهم يريدون ان يجمعوكما لاخر مرة قبل سفرك كي يفرحوا قلبها

- وهكذا اكون انا كبش المحرقة

- لا داعي لكل هذا الجدال، لن نطيل المكوث هناك، ستأكل حلوة عيد الميلاد وتعود، ارأيت؟ سيعود الامر لك بالمصلحة على كل حال

- قطعة حلوة مقابل ساعة من الازعاج، يا لها من صفقة رابحة

وجدا الاصدقاء مجتمعين تحت بناء يلوحون لهم فركنت شيماء السيارة تحت البناء ونزلت مع جواد في حين كانت نوال قد سبقتهم للاعلى لتتفق مع ام اريج ليفاجئوها، دخل الجميع المنزل ورتبوا كل شيء ثم انطلقت الام لتوقظ اريج

نظرت شيماء لنوال وقالت:

- اهي نايمة الان؟

قالت نوال بحزن:

- قالت امها انها امضت البارحة باكية وكذلك كانت تبكي صباحا

ما ان انهت كلامها حتى رمقت جواد بنظرة سريعة لترى تأثير كلامها عليه لكنه حين رآها تنظر اليه علم ما يجول في خاطرها فابعد وجهه عنها غاضبا، همست نوال لشيماء:

- لا يبدو انه مهتم ابدا

نظرت اليه شيماء لتقول:

- في الواقع لا استطيع ان اخمن ما يدور في رأس اخي، احيانا اشعر انه يحبها، واحيانا اشعر انه يكرهها... لم اعد افهم عليه...

قطع كلامهم هتاف "مفاجئة" كان الاصدقاء قد هتفوا بالكلمة مرحبين باريج وسرعان ما اطفئت جلنار النور وبدؤوا يغنون "سنة حلوة يا جميل"

ما ان انتهوا الغناء حتى اسرعت نوال الى اريج تمثل تهنئتها بينما طلبت منها ان تخفي حقيقة ان اليوم ليس عيد مولدها واخبرتها بالخطة،

اما جواد فما ان وقع نظره عليها حتى تجهمت ملامحه بضيق لمنظرها، كانت عيناها مورمتان لكثرة البكاء، ولو انه لا يعرفها لظنها صينية او يابانية، ابعد عنها نظره بضيق وراح يفكر:

"هل حقا وجودي هنا يفرحها ام يزعجها! ربما لم يكن سبب بكائها الا كلامي لها البارحة، لكنها الملامة بعد كل شيء، من طلب منها التدخل بحياتي؟ ثم ذلك الوصف المهين الذي وصفتني به، لا اظن ان احد اذلني بوصفه لي يوما كما فعلت هي البارحة حتى كدت اضربها لولا اني تحكمت بغضبي..."

عاد لينظر اليها فوجدها تنظر اليه، تبادلا نظرات احتقار ثم ابعدا نظرهما عن بعضهما، اقبلت شيماء لتعانق اريج ثم قربت اليها بطنها قائلة:

- الان دور طفلي... القي التحية على اريج

نظرت اليها اريج مصدومة:

- هل انت حامل!...

- الم تكوني تعلمين!... لقد اخبرتكم ذلك اليوم في الصف

نظر اليها جواد مستهزئا ليقول:

- ولما الاستغراب؟ من علاماتها يمكنك ان تخمني انها لا تركز في الصف شيئا

حدجته اريج بحقد بينما قمر الليل الذي لطالما كان يوقعها بمقالبه قرر اخيرا ان يكون شهما وتدخل ليربت على كتف اريج قائلا:

- اساسا اريج ذكية ولا تحتاج لتركز في الصف لتنجح

نظر جواد اليه بسخرية لكنه لاحظ تأثر اريج بكلام ايمن وما لبثت حتى ادمعت عيناها، ابعدت يد ايمن عنها بعنف وركضت للداخل، وجه جواد حقده لايمن بنظراته بينما اخذ الرفاق يلومون جواد على طريقته في الكلام مع اريج "حسنا جيد جدا... ايمن يؤذيها بكلامه وهو من يعاتب، لطالما تسآئلت عن سلبيات الكذب الابيض واليوم اظهرت لي ذلك، فعلا ان اصدقائها عميان... على كل حال انا لا ذنب لي، بكت لاجلي او لاجل قمر الليل فنهايتها لصالح، لقد كان يكررها لؤي منذ سنوات، والدها لن يزوجها من غيره..."

رأى صديقاتها التي دخلن خلف اريج لمواساتها قد عدن بعدما دخلت اخته شيماء، يبدو ان الدفعة الاولى فشلت في مهمتها، اذا لنأمل ان تنجح الدفعة الثانية، عادت اخته فسالها عن حالتها، اخبرته:

- انها تمثل السعادة بافضل ما لديها، ستعود الينا بعد ان تغسل وجهها

تنهدت بانزعاج ثم قالت:

- في الواقع اظن لو انهم لم يقوموا بهذه الحفلة لاجلها لكان افضل لها، انها تعيسة وتحاول ان تبدو سعيدة كي لا تخذلهم...

- ارأيتي؟... اخبرتك انه ما كان علي ان احضر

ضربته لتقول:

- اولست سعيدا لما يجري

بصدمة قال:

- انا سعيد؟ وهل تظنينني وحشا؟

- منذ ان قدمت الى هنا واشعر انك منزعج من وجودها وترمقها بتلك النظرات المتعالية، ارفق بحالها، ان كنت تكرهها لاي سبب فليس الوقت المناسب الان لتظهر لها ذلك

- من اين اتيت بتلك الافكار السخيفة؟

- انظر الى نفسك وانت تنظر اليها ستعلم من اين

ابتعدت عنه لتنضم الى بقية الاصدقاءتطمئنهم ان اريج تحسن وضعها قليلا بينما دخل جواد خلسة الى غرفة اريج، وقف عند عتبة الغرفة فاغرا فاهه:

- تبا هل حدث هنا انفجار! ما هذه الفوضى!

دخل الغرفة ليجدها فارغة من اريج، لكن بالطبع ستدخل الغرفة لتضع بعض المكياج قبل ان تعود الى غرفة الضيوف، فهذه عادة الفتيات، وخاصة ان قمر الليل هناك، اخذ الوسادة ليضعها على الحائط ليسند ظهره عند جلوسه علة السرير لكنه وجد تحتها مذكرات اريج، اخذهم وهو يلتفت حوله ليتأكد ان احد لن يأت، فتح المذكرات لكن لا شيء جديد "انه لامر غريب، من عادتها ان تكتب الحدث مجرد وقوعه، لما لم تفعل البارحة؟"

استعاد احداث البارحة، لم يكرهها كما فعل حينها، لا يدري ان كان لاجل قرابتها للؤي ام لتدخلها باموره ام ما القصة بالضبط، لكنه شعر كأنها طعنته في ظهره دون ان يعلم السبب

لاحظ دخولها للغرفة فقال مبادرا بالكلام:

- اراك لم تكتبي احداث البارحة في مذكراتك، من عاداتك ان تكوني اسرع من الصحفيين في نقل الاحداث اليه حتى قبل ان تقع الاحداث احيانا

قالت بحفاف:

- لا شأن لك

اقتربت لتأخذ منه الدفتر لكنه ابعده قائلا:

- لماذا كنتي تبكين؟

- هذا ليس من شأنك اعده الي

- لن افعل قبل ان تخبريني عن سبب بكائك

- وما شأنك، تتظاهر بانك مهتم وتتدخل بجميع اموري ثم حينما تدخلت بشيء واحد من امورك كدت تضربني

استدارت حينما نزلت دموعها مجددا بينما شرد جواد بكلامها وما لبث ان رمى دفترها جانبا ليقول مسلما:

- انت محقة... ليس من السهل ان يتدخل المرء بامورك، لكنك كنت غبية ولم يهن علي ان اراك تتخبطين دون ان انبهك

- وانا اردت ان ارد لك خدماتك لي بجمعك مع خطيبتك

صمت لوهلة، اخذ نفسا عميقا واطلقه، قال بحزن:

- صحيح اني احب خطيبتي ولم اشأ يوما ان انساها، لكني لست مستعدا لمسامحتها ابدا... وحين كانت بعيدة عني سهل علي نسيانها لكن حين حضرت امامي اضطررت ان ابدا من البداية

نكست اريج رأسها خجلة اذ انها خربت اكثر مما ساعدت وساد صمت بينهما حتى قررت اريج انه عليها ان تسحب يدها كليا من المسألة، قالت:

- اذا انت تفضل ان انسحب من هذا الموضوع كليا؟

- هه هذا مؤكد

توجهت لزيها المدرسي لتأخذ السلسلة من جيبها ثم اقتربت من جواد لتسلمه اياها قائلة:

- اظنه من حقك ان تختار متى تريد التخلي عن هذا، وانا اعدك لن اتدخل بحياتك مجددا

نظر الى السلسلة في يدها مصدوما يسألها اين وجدتها فاخبرته انها اخته التي اعطتها اياها لترميها في اول مزبلة تصادفها، امعن جواد التفكير في كلام اريج ثم نظر للسلسلة فأعادها اليها قائلا:

- ربما اسمح لك بالتدخل قليلا بحياتي... آن لي ان اتخلص من هذه الحب الذي يقرف حياتي، افعلي ما طلبته منك اختي

مبدئيا صدمت اريج من كلامه لكنها ما لبثت ان ابتسمت حين طلب منها ذلك الطلب قال لها جواد:

- ونصيحتي لك ان تفعلي الامر نفسه مع قمر الليل

رغم انه كان عليها ان تحزن لطلبه الا انها ابتسمت بأمل كأنها ولدت من جديد، ابعد جواد نظره عنها بانزعاج وفر هاربا من الغرفة لكنها نادته قبل ان يخرج:

- مهلا، انا لدي فكرة

اخذت تشرح له الفكرة بينما راح هو يراقب حماسها وابتسامتها حتى اخيرا توقفت عن الحديث، اراد ان يستحضر كلامها في عقله فاكتشف انه لم يسمع منها شيئا فقطب حاجبيه بضيق يفكر "ربما ما حدث توا ليس امرا مرغوبا ابدا" قال وهو يدعي انه كان يسمعها ولكن "لم افهم"
.
قسمت قلب السلسلة الى قسمين وناولته احد النصفين قائلة:

- سيحتفظ كل واحد منا بنصف السلسلة، ونتسابق على نسيان الشخص الذي نحبه، فلو وصلك النصف الذي معي اعلم اني سبقتك بالنسيان وانك خسرت التحدي وسيكون عليك ان ترمي انت السلسلتين والعكس صحيح ...

ابتسم مبديا اعجابه بالفكرة ليأخذ نصف السلسلة قائلا:

- قبلت التحدي

ارتدى السلسلة وخرج من الغرفة مسرعا وقلبه يتخبط، شتم حظه حين شك انه احب تلك الفتاة، اولا يقع في حب حبيبة صديقه المقرب، ثم يقع في حب قريبة عدوه اللدود...

والامر الافظع انها محجوزة اي لن تكون له ابدا... ربما عليه الا يقرب منها مجددا وحين يسافر لفرنسا سيلتهي بدروسه وهكذا سينسى امرها كليا...

---

- اوه تبا... من اين حصلت على حسابي في الفيسبوك

قالها جواد وهو ينظر مدهوشا الى رسالة وصلته على الفيسبوك، فتحها ليقرأ:

مضى اسبوع ولم يصلني منك السلسلة... الم تستطع التغلب على حماقتك بعد؟

رافقت رسالتها ابتسامة تخرج لسانها استفزازا

عقد حاجبيه وهو ينظر للرسالة مبتسما ثم تحركت يداه دون تفكير ليكتب:

- وكأنك تغلبتي على حماقتك، فلا اذكر انه وصلني منك السلسلة

ارسلت مجموعة فيسات فاطسين ضحك ثم كتبت:

- لو وصلتك سلسلتي ما كنت لانتظر سلسلتك لانك كنت ستتخلص منها هي ووالتي ارسلتها لك

- وما ادراك؟ ربما قررت الاحتفاظ بها لاعطيها للفتاة التي احبها بعد نسيان حسناء

احمرت اريج للفكرة وراحت تفكر "ترى من ستكون تلك الفتاة، على الاغلب ستكون من فرنسا بما انه يقضي كل وقته هناك"

واخر ما خطر ببالها ان تكون هي تلك الفتاة التي سيحبها يوما ما فلم تكن حينها علاقتها بجواد بتلك المتانة وكان ما يزال جو من الشماتة والسخرية تغلف علاقتهما، لكنها شعرت بكراهية مسبقة لحبيبة جواد قبل ان يتعرف هو عليها

كتب حين لاحظ سكوتها لفترة:

- ماذا؟ هل اكل الفأر لسانك

فنجرت عينيها ثم كتبت:

- لا ايها الاحمق، لكنها اكلت اصابعي

عقد حاجباه متفكرا ثم كتب:

- ما دخل اصابعك؟

- غبي، انا اكتب باصابعي وليس بلساني

فرط ضحك ثم ارسل اليها وجوه ضاحكة وعلى اثر صوته اقبل سامر مستغربا ينظر لجواد الذي كان يكتب بهاتفه وعلى وجهه ابتسامة بعرض وجهه، اقترب منه وجلس قربه لينظر الى من يتحدث ودون وعي لكشه جواد بمرفقه ليبعده

نظر سامر اليه بشك ثم قال:

- هل... انت وحسناء...

نظر اليه جواد مستغربا ثم شهق قائلا:

- اعوذ بالله

- اذا الى من تتحدث بكل هذه اللهفة!

عاد ليقترب من شاشة هاتف جواد فابعده جواد منزعجا وقال:

- اعلم انك ان تدخلت ستظن انني احب تلك الفتاة، يا رجل انك ترى الرومنسية كيفما استدرت

تفكر بالامر ثم قال:

- لم ارك تضحك هكذا منذ انفصلت عن حسناء... بل حتى لم تضحك هكذا مع حسناء

- وهذا يوضح اننا لا نحب بعضنا

هز سامر كتفيه ثم قال:

- ليست كل العلاقات متشابهة، ربما شخصية هذه الفتاة تختلف عن شخصية حسناء

- ايجب ان تجمع بين كل شخصين منفصلين!...

- لذا يسمونني رسول الحب

- هه... يا له من لقب سخيف، على كل حال لا تتدخل بيني وبينها لاني لم اتصالح معها منذ زمن، لا اريد ان تخرب علاقتي بها مجددا

نظر اليه سامر بفضول:

- ولما كنتما تتشاجران؟

نظر اليه جواد بنفاذ صبر فنهض سامر قائلا:

- سأعود لاكمل تجهيز الفطور... وانت اترك فتاتك تلك واكمل دراستك فقد مضى على غيابك كثيرا عن الجامعة وعليك ان تعوض الكثير

نظر الى صديقه ثم الى الهاتف حائرا فقال سامر:

- هيا دعه جانبا

تنهد جواد بانزعاج وترك هاتفه واكمل دراسته لكن لم تمر ثوان حتى القى بنظره الى الهاتف عاد لينظر تجاه المطبخ ليتأكد ان سامر لن يأت واخذ الهاتف بسرعة ليتفقد المسنجر فاذا بمجموعة رسائل وصلته من اريج، صفر مصدوما فعاد سامر من المطبخ وقال معاتبا:

- جواد!... عدت للهاتف بهذه السرعة!

نظر جواد لسامر كمن امسك بالجرم المشهود

---

القى جواد بنظره الى كتابه دون ان يرى شيئا مما كتب فيه فعقله كان مشغول بشيء اخر، ماذا يفعل بموضوع اريج، هذه الاشهر الماضية حاول فيها نسيانها لكنها كانت دائما تكلمه على الانترنت فتعود لتذكره بها،

وهو الاحمق لو استطاع ان يفعل معها كما فعل مع حسناء ويترك يوم واحد للكلام، الا انه هو نفسه كان ينجرف بالحديث وينسى الدراسة كليا حين يراها متواجدة على الفيس، حسنا لو ولينا الامر الى انه لم ينساها بسبب تواصله الدائم معها لكان الامر منطقية وسهل التعامل معه،

لكنه لم يحدثها منذ قرابة الاسبوعين بسبب عقاب والدها لكن بدلا من نسيانها في هذه الفترة قلبت حياته رأسها على عقب،

لم يستطع حينها التركيز على دراسته وظل عقله مشغولا بها، مشتاقا اليها، يتوق للتحدث معها،

اذا ما يحدث معه هو حب حتمي لا فرار منه، ليس الامر مجرد انجذاب او ميل او وفاق شخصية... فاذا الامر يستلزم حل حتمي، اما ان يطلبها رسميا اما ان ينساها يقلعها من قلبه للابد، لكن والدها مصر على تزويجها ان ابن عمها فذلك يعني انه لا محال له الا بنسيانها
---



العجوزة زوزو 02-25-2019 11:27 PM



---


اقبلت حسناء الى لؤي تبشره:


- احزر ماذا


نظر اليها بحماس قائلا:


- ماذا؟


- جواد سيعود بعد ايام قليلة


حل البرود على ملامح لؤي فسألته حسناء:


- ما الامر؟ ما بك؟


- انت اما انك غبية اما انك تتغابين


- ولما؟


- اتقولين هذا الكلام للرجل الذي يحبك وبهذه السعادة!


زفرت بانزعاج لتقول:


- ظنتتك ستفرح فقد كنتما صديقين يوما ما


- لكنك تعلمين انك قضيت على تلك الصداقة


- انا!... وما دخلي... انت من اختار لنفسه اصدقاء اخرين وتناسيتنا


- مهما يكن السبب... المهم انك تعلمين اننا لم نعد اصدقاء


- لكنكما كنتما سوية قبل سفره


- كنت احاول ابعاده عن ناكرة الجميل... فيكفي انه سرقك مني لا اريده ان يسرقها من اخي


- من! جواد واريج!... هههه لا تكن سخيفا، ربما ان اعجب بها فلانها تذكره بي، لكنه لن يحبها ابدا... انهما كانا عدويين دائمين ومؤخرا استطاعا ان يتفقا


- انت حقا غبية، اخبرتك ان اريج شريرة لكنك اصررت على انها طيبة، انها تمثل مساعدتك وفي الوقت نفسه تحاول سرقته منك، لو انها فتاة اخرى لما مانعت، ولكنها اولا محجوزة لاخي، ثانيا لن يقترن جواد باحدى قريباتي، لا ينقصني الا ان يصبح من العائلة واضطر ان اجتمع معه كل احد في الاجتماعات العائلية


نظرت حسناء الى لؤي بصدمة، ايمكن انه صادق، فهو يعرفها اكثر منها، لقد سلمتها فيس جواد بنفسها لكي تتحدث اليه وتقنعه بالعودة لها، لكنها كانت دائما تقول انه يرفض الفكرة وقرر النسيان... ايعقل


انها حقا شريرة كما يقول لؤي!... اذا اعطت ثقتها للشخص الخاطئ، لكنها الوحيدة التي تعرف جواد وقبلت العمل كوسيط بينهما، الجميع طلب منها ان تعيد عقلها لمكانه وتنسى امره


ايقظها سخرية لؤي:


- افهم من شحوب وجهك انك تأكدت من كلامي


ابعدت وجهها بانزعاج ثم قالت:


- لكن جواد لن ينساني بسبب شبيهتي، لا يمكن لاحد ان يفضل الشبيه بالاصلي عندما يعود الاصلي


نظر اليها لؤي بحقد، حاول ان يكظم غيظه ثم قال بهدوء:


- لما لا تنسينه؟ لقد قرر نسيانك حقا... حاولي ان تبدئي حياة جديدة


نظرت اليه بحزن لتقول:


- لقد كان جواد لطيفا معي ومحترما، بينما الاخرون اظهروا الطيبة وما ان اعطيهم موافقتي حتى تظهر حقيقتهم...


امسك لؤي يديها متحدثا بتأثر:


- حسناء... ان ارتبطي بي اعدك انك لن تكوني الا مسرورة، سأعمل على ان تكوني بأفضل حالاتك، ستكونين الوحيدة في حياتي، لم اجعلك تندمين ابدا


ادمعت عيناها وهي تتذكر كلامه منذ سنوات، الوعود كانت قريبة جدا لكنه خذلها ما ان وافقت عليه، حسنا لما لا يتركها بحالها، لم تعد تريد الحب، تريد فقط ان تعيش بسلام، سحبت يديها من يديه قائلة:


- لؤي... اننا رائعين كأصدقاء... اخشى انك لو استمريت بهذا الكلام ان تخرب صداقتنا حتى، انت تعلم من احب، ولن اتنازل عن حبي له مهما حدث


ضرب الطاولة قائلا:



- لكني لا اريدك كصديقة اريدك كحبيبة كزوجة لي وام ابنائي


عقدت حاجبيها فقال: "حسناء ارجوك اعطني فرصة"


حسنا فلتعطه فرصة، لكن ماذا لو كرر فعلته، قبلت بصداقته لانه اقل ما يمكنها الاحتفاظ به، لكن لو كرر فعلته فهو سيسقط من عينها وحتى الصداقة لن تقبلها منه، نهضت منزعجة حين بدأ يلح عليها وانصرفت تاركة اياه يصرخ غضبا


---


قرع جرس بيت لؤي بعد ان الح عليه سامر انه عليه ان يحدث اريج، حتى لو انها لا تحبه على الاقل سيتأكد من ذلك ويريح ضميره، ثم يمكنه ان يفكر بطريقة لاقناع والدها


فتحت اريج الباب فصدم كل منهما برؤية الاخر، اخفضا نظريهما حياءا، علق جواد قليلا على شكلها الذي بدا مختلفا عما اعتاده بفستانها الازرق الناعم الجميل وكعبها العالي الانيق واخيرا قرر مفاتحتها بمشاعره، تلعثم قليلا وقبل ان يستطيع تركيب جملة مفيدة اتت الصرخة من لؤي


"اريج!... ما الذي يحدث هنا!..."


اصفر لون اريج بينما تبادل لؤي وجواد نظرات حاقدة فارسل لؤي اريج للداخل ثم القى تهديدا على جواد ودخل مغلقا الباب خلفه


حاول جواد ان يتماسك دون قتل احدهم ثم اخرج سيجارة واشعلها ولكن ما ان استنشق منه القليل حتى بدأ يسعل وتضايق منها، رماها بانزعاج وخرج من البناء، بينما هو يخرج صادف صالح قد عاد من العمل،


القى صالح عليه التحية بينما رمقه جواد بازدراء، استغرب صالح تصرفه اذ لم يفعل له شيئا لكن سرعان ما استدار جواد وناداه، التفت صالح الى جواد فقال جواد:


- احتاج الى عنوان عمل عمك والد اريج


عقد صالح حاجباه مستغربا ثم سأل:


- لما؟ هل ستعمل عنده؟ حسب علمي تخصصك لا يناسب عمله


تنهد جواد منزعجا:


- لا لا اريد العمل عنده، لدي اسبابي


ظل صالح يفكر فيما يدور في رأس جواد فعلم جواد انه لن يحصل على العنوان دون اعتراف، على كل حال حسبما قالت اريج ان صالح نفسه لا يكن لها اكتر من الاخوة، وهو نفسه لا يريد الارتباط بها الا كواجب عائلي، اذا ربما اقدامه هذا سيريحه من مسؤوليته فقال:


- حسنا... اعلم انه من الغريب ان اطلب ذلك منك انت بالذات وانت خطيبها، لكن على كل حال علاقتكما لا تتعدا الاخوة رغم ارتباطكما


نظر اليه صالح بطرف عينه فاكمل جواد:


- اني احب اريج واريد ان اطلبها من والدها


- لا تعذب نفسك فلن يوافق


قالها بكل برود استدار ليصعد الدررج لكن جواد اوقفه باصرار:


- ربما تدعني اجرب على الاقل، اعطني العنوان لاحدثه


تفكر صالح بالامر قليلا ثم سأله:


- وهل اريج تحبك؟


حك جواد راسه بحرج ليقول بقلة ثقة:


- قي الواقع لست متأكدا...


عاد ليفكر صالح حتى قرر ان يعطيه فرصة فهو مهتم باريج على كل حال ويريد لها السعادة، وفي حال كانت تحبه فهو سيسعد لها، وفي حال رفضه والدها مباشرة فلن يتغيير شيء


اخذ جواد الورقة بعد ان شكره وانطلق مباشرة، وصل لهناك والتقى بوالدها، القى التحية ودعاه والدها للجلوس، فسأله:


- بما يمكنني مساعدتك بني؟


رفع جواد راسه اليه باحثا عن افضل طريقة لعرض موضوعه كي لا يرفض مباشرة فقال:


- حسنا... انا... معجب بابنتك لا بل احبها و...


- اوه... اسف لكنها بالفعل مرتبطة


نظر اليه جواد بقلة حيلة ثم قال بحزن:


- لكنني احبها


- اخبرتك انها مرتبطة لغيرك وهما راضيان بذلك


- ليست كذلك... لقد اخبرتني بنفسها... تحبه كأخ لها ليس اكثر


تجهم الاب عند سماع كلامه فاردف جواد:


- سأفعل اي شيء لاثبت لك حبي لها واحترامها، لن تكون معي الا سعيدة


- وماذا لو تغييرت في المستقبل؟ انا لا اعرفك ولا اعرف عنك شيء، الحب يعمي الانسان، قد تحبها الان ولكن بعد الزواج الحب يذهب فماذا يبقى حينها


- مع اني اشك بذهاب حبي لها، لكن لاريحك اعدك انه حتى لو حدث ذلك لن اؤذيها بشيء...


- اسف لكن لا يمكنني ان اثق بوعدك على كل حال


تنهد جواد بقلة حيلة واخذ يفكر بحل فقال الاب:


- اسف لكن اريج لابن عمها


نظر جواد لوالد اريج متفكرا ثم قال:


- حسنا... لقد اخبرتني اريج بسبب امتناعك عن زواجها لغير ابن عمها...


امتقع وجه الوالد ثم قال:


- ارى ان الكثير من الاحاديث الخاصة جرت بينكما


- لقد كانت يائسة... رجتني كي اجد لها حلا


- وانت وجدت الطريقة المثالية الزواج منها بدلا من زواجها من ابن عمها


- ليس الامر كذلك، اني احبها حقا... حسنا كانت اغلب مشاكلكم في محنة عمتها هو طلاقها من زوجها المختفي... يمكنني ان اجعل الطلاق في يدها في حال اختفيت عنها لفترة كي تطمئن


تفكر الاب في حل جواد ثم عاد ليسأل


- ما الذي يضمن انك لن تغيير رأيك في المستقبل


- سنضعه شرطا من شروط الزواج


عاد الاب ليفكر ثم قال:


- الامر ليس مجرد مسألة طلاق، لكن ماذا عن الحالة النفسية التي ستلازمها ان تكررت معها مشكلة عمتها


- ان حدوث ذلك مجرد افتراض قد لا يحدث ابدا... لكنها ستعيش حتما في ازمة نفسية لو انها تزوجت مرغمة من ابن عمها... اتختار لها الازمة الاكيدة لتبعد عنها الازمة الغير مؤكدة؟


عاد الاب للتفكير وبدا حائرا لا يدري ما يفعل وبما يجيبه، الفكرة اعجبته لكنه مطمئن اكثر لزواج اريج من صالح، عاد لينظر الاب لجواد وسأله:


- وهل هي تحبك؟


صمت جواد حائرا ثم اخفض رأسه قائلا:


- لست واثقا من ذلك


تنهد الاب مشلول الفكر وبعد برهة قال:


- حسنا سأفكر بالامر مليا وان استطعت ان اقتنع بالفكرة اسأل اريج عن رأيها


ابتسم جواد ابتسامة عريضة فقال الاب:


- لا تتأمل كثيرا فقد لا توافق


حاول جواد ان يبدي بعد الجدية نهض ثم قال:


- حسنا سأنتظر جوابكم، اخبر صالح عما قررتم ليخبرني


- صالح!... خطيبها نفسه!؟


حك جواد رأسه بحرج ثم قال:


- حسنا هما لم يخطبا بعد... انه جاري و... على كل حال هو من اعطاني عنوانك، هو يهتم لامر اريج وان كان ذلك يسرها اظن الامر سيسره ايضا


- يبدو ان اريج لم تترك صغيرة ولا كبيرة مخفية عنك


ابتسم جواد بخجل فربت الاب على كتفه ثم قال:


- حسنا... لنرى رأي الفتاة اذا


ابتسم كل منهما ثم ودعه جواد وخرج، تفكر الاب وهو ينظر لجواد منصرفا:


- ما هذا الفتى! كيف استطاع ان بتلاعب بعقلي


عاد ليجلس مكانه وهو يفكر بالامر


---


دخل جواد منزله بابتسامة عريضة، استقبلته امه بذهول سألته:


- لم ارى بشاشتك هذه منذ ان عدت من السفر، مالذي حدث؟


قبل جواد خدها بحماس ثم قال:


- ادعي لي يا امي بالتوفيق ان اردت ان تستمر بشاشتي


ابتسمت الام ابتسامة عريضة وقالت:


- دعواتي دائما ترافقك ولكن مالذي حدث؟


- انتظري يا امي، ليس الان وقته، ان تحقق الامر اخبرك


دخل سعيدا الى غرفته ليرتمي في سريره يتصفح على الفيسبوك صور اريج ويتذكر الايام الخوالي، ويحلم بمستقبل سعيد مع زوجته وراح يتخييل اولادا مشاكسين في كل الارجاء واريج تصرخ عليهم ليهدؤا لكنهم كوالدتهم متمردين لا يطاووعون،


هز رأسه مبتسما لتلك التخييلات مفكرا "يبدو ان الحياة معها ومع اولادها لن تكون سهلة..."


عاد ليدخل على الرسائل ليحدث سامر بما حدث، سر سامر لما سمع قائلا:


- ان كان والدها تقبل الامر وكل ما تنتظره هو موافقة اريج فاعتبر ان عرسكما قريب جدا... ابصم لك بالعشرة ان اريج تحبك وستوافق عليك


- لا تستعجل الاحداث، ربما ما زالت تحب زميلها في الدراسة


- لا تكن سخيفا... انها تحبك متاكد من ذلك


ابتسم جواد متمنيا ان يكون صديقه محقا، خرج من المحادثة مع سامر ليتفقد المتواجدين ليجد اريج بينهم، سرعان ما اعتدل جالسا مفنجرا عيناه واعاد قراءة الاسم ليتأكد انها هي، فتح محادثتهما وقرأ رسائله الاخيرة ليتأكد انها هي فانفرجت اساريره،


يبدو ان والدها كلمها ووافقت عليه لذلك سمح لها ان تستعمل الانترنت مجددا، تشجع لتلك الفكرة والقى التحية لكنها لم تجبه رغم انها قرأت الرسالة، هل نسيت المسنجر مفتوحا وذهبت؟ عاد ليلقي التحية سآئلا:


- اين اختفيتي يا فتاة؟ ردي علي


لم تجبه فاستغرب، ربما هي كما ظن ذهبت ناسية المسنجر مفتوحا، فقرر ان يخبرها بما حدث لتقرأ عندما تعود ثم سألها:


- يبدو انكما اتفقتما كي اراك عدت للنت مجددا...

اذا هل افهم من ذلك انك وافقت على الزواج مني؟....


انتظر قليلا جوابها لكنه لم تجاوبه بل اختفت، استغرب الامر فعاد ليحثها على الكلام


- هالو يافتاة، لا تتركيني هكذا بعد ان عرضت الموضوع باكمله، اخبريني بجوابك...

اريج!

ارجوك الامر ضروري بالنسبة الي


صار برسل رسائل من هذا النوع متتالية حتى وجدها فتحت مجددا، تنهد متمنيا ان تقرأ هذه المرة وتجاوبه ولما لاحظ انها لا تجاوب اعاد ارسال رسائل متتالية مجددا لكن بعد عدة رسائل تفاجئ اذ لم يعد باستطاعته ارسال المزيد من الرسائل، فهم من الفيسبوك انها حذفت حسابها


فغر فاهه مصدوما، حسنا ما الذي حدث الان! لما فعلت ذلك؟ هل ذلك كان جواب رفض بطريقة غير مباشرة؟ لكن كان بامكانها ان تحظر حسابه بدلا من الغاء حسابها، اذا ما الذي حدث؟


ايعقل ان والدها اجرى تحقيقا صارما معها واجبرها على فتح فيسبوكها وغضب لانه علم انها كانت تحدثه وامرها بالغاء حسابها؟ ام انه لؤي الذي خطا خطوته قبله وافسد كل شيء باخبار والدها



اغمض عيناه بقهر ثم خلل اصابعه في شعره بضيق ثم قال:


- اتمنى ان لا اكون قد تسببت بمشاكل لاريج بتحدثي معها الان، لقد كنت قد اخبرت والدها توا اني لا اريد ان احدثها بمشاعري قبل ان يأخذ موافقته، لكنني ظننت حتما انهما وافقا، اذا ماذا أفعل الان؟... تبا... اتمنى ان لا اكون قد افسدت كل شيء"


---

في اليوم التالي انتظر جواد صالح ليعود من عمله وقبل ان يصعد الى منزله اوقفه ليسأله عن جواب عمه، نظر اليه صالح مستغربا:


- الم يرفضك؟


- لا لقد اخبرني انه سيسأل اريج


- حقا!


قالها مندهشا فاردف جواد:


- الم تعلم إن كلمها او بعد؟


- لا، لا علم لي


- ايمكنك سؤاله؟


تفكر صالح قليلا ثم قال "حسنا... سأفعل..."


---


ذهب صالح لرؤية اريج والاطمئنان على سيرورة تجهيز امور الخطبة ولم يشأ لؤي الا ان يتأكد بنفسه ان الامور تسير كلها كما يجب فكان يذهب لرؤية اريج اكثر من صالح


وفي المساء اقبل والد اريج وجلس معهم وما هي دقائق حتى تدرعت اريج بالدراسة لتتهرب من التواجد معهم، كاد لؤي ان يتبعها ليلحقها بتهديداته المعتادة لكنه توقف ما ان سمع سؤال صالح الهامس:


- لقد كلمني اليوم جارنا جواد، اخبرني انك قلت له انك ستسأل اريج عن رأيها


فغر لؤي فاهه مصدوما لينظر الى عمه ويراه ناكسا رأسه بحرج، التفت ليتأكد ان اريج لم تسمع وبعد ان اطمئن اسرع الى عمه مهاجما بهمس:


- هل ذلك صحيح!... هل اجبرت صالح على ترك حبيبته لينقذ تلك المغفلة من رجل غادر ثم اراك تدير ظهرك له لتسالها عن رأيها باخبث انسان عرفته البشرية


- لؤي!


قالها صالح بحزم ثم قال:


- الامر بيني وبين عمي واريج وانت لا دخل لك بما يحدث، اهتم بأمورك مع حبيبتك واترك شؤون الاخرين للاخرين


- وانت اغبى من الجميع، هل رأيت بحياتك خطيبا يتهاون مع خطيبته هكذا


- حالتنا استثنائية


- انت احمق... وجواد ذلك لا يستحقها...


- كفا


قالها الاب لينهي جدالهما ثم قال:


- انكم تتجادلون على لا شيء... لقد حدثت اريج بالامر ورفضت


صمت صالح متفكرا بينما نظر لؤي الى عمه بريب ليقول ساخرا:


- اريج رفضت الزواج من جواد!


- لم ترفضه شخصيا... بل رفضت ان تتزوج احدا غير صالح، لم اخبرها عن جواد ذاك فقط سألتها ان كانت تفضل الزواج من غير صالح ورفضت الفكرة رفضا تاما


نظر اليه صالح مصدوما ليقول:


- هل انت جاد فيما تقوله؟...


- حسنا انا ايضا استغربت، ولكن ارى ان ذلك افضل


ساد صمت مدقع لبرهة قطعه لؤي بسؤاله:


- اذا اريج لم تعلم بامر طلب جواد ليدها؟


هز الاب رأسه نفيا فقال لؤي:


- ذلك افضل... انه من النوع الغادر، ما كنت ستكون سعيدا لو اتخذته صهرا


قطب الاب حاجبيه مستغربا اذ بدا له انه كان انسانا لطيفا، في هذه الحال من الجيد ان اريج رفضته ولو دون ان تعلم عنه شخصيا، قرأ صالح تلك التعابير في وجه عمه فقال له مطمئنا:


- انسى كلام لؤي، فهو يكره جواد لاسبابه الخاصة كما يكره اريج


---


بينما كان كل من صالح ولؤي يعودان للبيت نظر لؤي تجاه شلة جيران الحي المجتمعة فيرى جواد بينهم ينظر اليهم بفضول كأنه يريد ان يسأل صالح عن رد اريج وفي الوقت نفسه لا يجرؤ بسبب تواجد لؤي


ابتسم لؤي بخبث ليقول لصالح:


- ربما علي ان اخبر جواد برد اريج، من المؤكد انه ينتظر


نظر اليه صالح بريب فقال لؤي يحثه:


- لن تذهب لاخباره بنفسك وانت خطيبها، لن يكون الامر مناسبا بالنسبة لك


دفع لؤي صالخ لبنايتهم قائلا:


- هيا اذهب هيا...


ابتعد عنه صالح قائلا بانزعاج:


- حسنا سأذهب لكن بنفسي دون ان تدفعني


- هذا عين التعقل


قالها لؤي مبتسما بنصر فاجابه صالح:


- على كل حال حاول ان تكون لطيفا، لا تدمر الشاب بشماتتك


بابتسامة جانبية قال:


- سيكون لطفا لم يسبق له مثيل


تجاهل كلام اخيه وتوجه بحماس عند جواد ليصفعه بذلك الخبر وما ان وصل اليه وناداه لؤي حتى نهض مفكرا "اما انها رفضته واتى ليشمت به اما انه اتى ليقتله بعدما علم انه تجرأ وطلب يدها، على كل حال لن يبدو خائفا او مكسور الخاطر امام لؤي، نهض برباط جأش لينظر الى الاخر بتحدي بينما صمت لؤي لفترة ثم ابتسم ابتسامة خبيثة شبه مرئيا


فضل ان يتكتم على الخبر حاليا ويخبره برفضها عبر صور خطبتها على الفيسبوك مباشرة، فالخطبة لم تعد بعيدة، اظهر ابتسامة هادئة لجواد ثم قال له:


- اني مسافر بعد عدة ايام، وقد اتيت لافتح معك صفحة جديدة بعد ان قررت نسيان حسناء للابد


مد يده ليصافح جواد، فنظر اليه جواد مستغربا ثم التفت الى حسناء التي شحب وجهها لسماع الخبر، نكس جواد رأسه بحزن ثم مد يده بابتسامة مصطنعة، ودعا بعضهما ثم عاد لؤي لمنزله وهو يخطط لامر صور الخطبة وكان اول قرار ان يلازم صالح في كل وقت كي لا يصادفه جواد منفردا ويستغل الفرصة، فلن يسعى جواد الى خراب علاقته معه مجددا بعد ان تصالحا مؤخرا


---



جهز لؤي كل حقائبه استعدادا للسفر، القى حوله نظرة اخيرة ليتأكد انه لم ينسى شيء، نظر من النافذة الى ساحة الحي ليرى بعض الاولاد يلعبون واصواتهم تصل اليه، ابتسم وهو يتذكر حين كان طفلا من عمرهم يلعب اترابه في الحي فتاق ليرى الاماكن التي كانت تحمل اليه اجمل الذكريات


نزل من البيت ليودع تلك الاماكن العزيزة عليه حتى وقف امام الشجرة التي كانت حسناء قد حفرت عليها حرفي اسمهما يجمعهما قلب وسهم


لم يكن ينظر الى الشجرة تحديدا بل الى الواقفة امامها تنظر اليها وتبكي بحرقة، اقترب منها ليقول بسخرية:


- اذا هل عادت اليك ذاكرتك؟ هل اعترفت اخيرا ان ما كان بيننا لم يكن مجرد صداقة؟


نظرت اليه بحقد لتقول:


- ما كان كان من الماضي، لم يعد له وجود، لا في قلبي ولا في قلبك كما يبدو


- حقا!... اذا لما البكاء؟...


- لما؟... النسيان مؤلم بعد كل شيء... لقد نكرت لفترة طويلة اني احببتك لاني كنت اخاف من ان تكرر فعلتك تلك معي مجددا


- فعلتي معك؟


بصراخ وانفعال: اجل فعلتك الخبيثة تلك، يوم ارتبطت بجواد... لقد وعدتني اننا سنحب بعضنا ونكون سعداء، لكن مجرد ان وافقت على الارتباط منك...


صمتت وهي تمسح دموعها لعدم قدرتها على المتابعة فاشاح لؤي رأسه بحقد ثم قال:


- ذلك كان قبل دخولي الجامعة... تعلمين انني كنت انتظر دخول الجامعة لنرتبط


- فاذا لما عرضت علي الارتباط قبلا ان كنت لا تريد ذلك


- فقد اردت ان اؤكد لك انك مازلتي تحبينني عسى ان تفكري بالابتعاد عن جواد، لكنك استمريتي مرتبطة به ثم تعلقت به تعلقا جنونيا، لم يكن يليق بك ان تذللي نفسك هكذا امامه كما ضربت صحبة تلك الغبية الحمقاء عسى ان تجمعك به ودون ان تعلمي لقد كانا يحبان بعضهما خلف ظهرك


ضغطت حسناء على شفتاها بقهر ثم قالت:


- مهما يكن... الامر كله اصبح من الماضي... انت وجواد


التقتت حجرة حادة من الارض وتوجهت نحو الشجرة محاولة حذف حرفي اسمهما فاوقفها لؤي بعجل وابعدها عن الشجرة مؤنبا:


- ايمكنني ان افهم ما الذي تفعلينه!؟


- اجابت ساخرة: احاول ان اصلح غلطتي ربما لا يمكنني تغيير الماضي، لكن ابقائه هكذا بالعلن لشي مخز، ان احببت يوما وحشا مثلك


- وحشا مثلي... والان اصبحت انا الوحش، لما كنت اظن نفسي الضحية...


- لقد كنا جميعنا ضحايا غبائنا، لكنك كنت الوحيد العديم الاحساس، لقد فعلت ما يروقك دون ان تقيم وزنا لمشاعر الاخرين، ان غضينا النظر عما فعلته بي في السابق فقد كان في الماضي، ايمكنني ان افهم لما انزلت صور خطبة اريج على الفيسبوك واريتهم لجواد؟ الم تكن تلك خساسة منك؟


- لم تكن كذلك، لقد حطم فؤادي فاردت ان اردها له


- وهكذا ادخلته المستشفى بسبب نوبة ربو اصابته بعد رؤيته لتلك الصور... هذا بغض النظر عن العملية التي سيخضع لها لاستئصال ورم خبيث تسببه كثرة التدخين الذي قمت انت بتشجيعه عليه


- لا يمكنك تحميلي مسؤولية افعاله فقط لاني اقترحت عليه ذلك... اليس له عقلا ليميز بين الخطا والصواب، لم يكن طفلا حينها


- وانت الا تملك عقلا يخبرك ان من الخاطئ ان تشجع مرضى الربو على التدخين؟


- اسمعي... كل انسان مسؤول عن اخطائه فلا تلوميني على ما تسببه لنفسه


- بالطبع، كل انسان مسؤول عن اخطائه، لذاك لا يمكنك تحميل مسؤولية خراب علاقتنا لاحد غيرنا


تنهد بانزعتج بينما التفت حسناء عن جانبه لتعود الى حذف اسمه من الشجرة سحبها مسرعا قائلا:


- اسمعي... ربما قد حذفتك من حياتي للابد لكن كصديقة فقد كان الامر جحيم بالنسبة الي، يستحيل علي ان احذف حبك من قلبي فانت حبي الاول والوحيد... ربما لو تعطيني فرصة...


نظرت اليه بحقد قائلة:


- الا تظن ان ما عانيناه كاف؟... لا اريد تجربة حبك مجددا، اريد ان انساه نهائيا


- حسناء!... ارجوك... فرصة وحيدة لاثبت لك اني حقا احبك... سأعود لؤي الذي احببته دائما


- اسفة لكن لؤي الطيب الذي احببته قد مات


- لم يمت، اعطني فرصة وحيدة لاثبت لك


نظرت اليه بحقد لتقول بحزم "لن يحدث ذلك" عادت لتمحي القلب من الشجرة بينما شد على قبضته بحقد، اراد ان ينصرف غاضبا لكن اوقفه صوتها "الا اذا... "


نظر اليها ليعلم بشرطها فاردفت "ان اصلحت اخطائك"... استدار كليا اليها ليحاورها:


- اطلبي ما تشائين


- اعتذر من جواد على ما تسببت له من اذى...


نظر اليها بحقد ثم قال :


- اليس هو من تسبب لي بالكثير من المتاعب


- ربما... لكنكما فتحتما صفحة جديدة حسب ما اتذكر وتسامحتما على كل شيء... لكنك غدرت به بعدها


- لم افعل... سعدت بخطبة اخي وانزلت صوره على الفيس، ما شاني ان رآهم جواد


- ما شانك!... لقد وضعت اشارة له على كل صورة لهما


ابعد وجهه بحقد صامتا فقالت بحزن:


- سيخضع غدا لعملية، والله العالم ان كان سيبقى حيا ام يموت، على الاقل لا تدعه يموت غاضبا منك...


القت نظرة على القلب الذي تسببت حجرتها بخدشه عدة خدوش فالقت الحجرة من يدها، بما سيفيدها حذف الرسمة من الشجرة والحب في قلبها مازال نابضا، فذهبت دون توديعه


راقبها حتى اختفت ثم استند على الشجرة بضيق يفكر بطلبها،هل عليه ان يعتذر من جواد؟ حسنا... يبدو ان اعادة ترميم ثقتها لامر مستحيل... اذا لما يعذب نفسه... لكن بعد كل شيء جواد دخل المستفى بالفعل بسببه،


لكنه يستحق ذلك، فاولا سرق حبيبته ثم حاول ان يسرق خطيبة اخاه... تنهد بانزعاج لبتعد عن الشجرة ويسير واضعا يداه في جيبي سرواله، حتى ادرك اخيرا انه بالفعل يدين لجواد باعتذار


توجه للمستشفى بعد ان استعلم عن العنوان، توجه الى غرفة جواد وقبل ان يدخل صادف رولا تخرج من الغرفة فنظرت اليه بحقد وقالت محذرة:


- الى اين تظن نفسك اتيا؟ اخرج من هنا ولا اريد رؤيتك هنا مجددا


فتح فمه ليتحدث لكنه استصعب ان يلعن اعتذاره من جواد فعاد ليغلق فمه محتارا، هل يعود للمنزل دون اعتذار؟...


سمع صوت جواد ينادي:


- دعيه يدخل رولا... بيننا حسابات لا اريد ان اموت قبل ان نصفيها


- انت لن تموت لاجل عملية سخيفة فلست اول من يخضع لمثلها


- كوني انت على فراش الموت ثم فكري بذلك قدر ما تشائين


تنهضت بانزعاج ثم قالت: "لا تفأل علي بالشر" اشارت للؤي بالدخول ثم اكملت طريقها منزعجة


دخل لؤي الى غرفة جواد فطلب جواد من امه ان تتركهما على انفراد، لم توافق في البداية لكنها اذعنت اخيرا وخرجت، قال لؤي:


- اظن انني ادين لك باعتذار


زفر جواد بتعب ثم اشار للؤي ليجلس، تململ لؤي قائلا:


- هذا كل ما اتيت لاجله... فلا داعي للجلوس


- لكن ليس هذا كل ما دعيتك لاجله... اجلس


زفر بملل وجلس فقال جواد:


- حسنا... ربما انا ايضا ادين لك باعتذار لسرقة حسناء منك وانا كنت اعلم بحبك لها وخططك المستقبلية


قال لؤي بلؤم:


- اتمنى ان تعذرني لكن لا يمكنني مسامحتك على ذلك


- حاول على الاقل، فقد اخليت الساحة لك لكني بالمقابل وقعت بحب ابنة عمك


- وتقولها بكل وقاحة وانت تعلم انها مخطوبة، لست ادري حتى لما اتيت لاعتذر لك، ان نظرنا للامر واقعيا انت الذي يدين لي باعتذارات


صمت كل منهما ثم قال جواد:


- لطالما كرهتها، لست ادري لما تصر على ابعادها عني وتزويجها من صالح طالما لا هي تحبه ولا انت تريدها في عائلتك... اتعلم... ينتابني فضول منذ عرفت ان اريج هي نفسها الحمقاء الغبية... هي بالفعل غبية ولكن ليس فيها ما يدعو لكرهها لتلك لدرجة، قد تكون شريرة احيانا، لكنها ظريفة في اغلب الاحيان، التلاعب باعصابها شيء مسل


- اذا الهذا السبب احببتها


- هذا سؤال لا يسأل لمحب... لما احببت فلان، حين يختار القلب المنطق يحتار... انا شخصيا لست ادري لما احببتها...


- لكنك اخبرتني للتو لما احببتها


- لم احبها لذلك السبب... حسنا قد يكون من الاسباب لكن... حسنا لست ادري


- على كل حال لا يهم السبب لكن عليك نسيانها بعد كل شيء. فكما تعلم اصبحت مخطوبة لاخي


اغمض جواد عيناه بقهر، اخذ نفسا عميقا ليطلقه ثم قال:


- انك تتحدث الى شخصا لا يأمل ان يكمل حياته، فلا جدوى لي ان اتأمل باشياء لن تحصل بيوم واحد... ان تأملت ان ارى النور بعد اليوم سيكون ذلك جيدا


- وانت كف عن تلك الحماقة واستمع الى اختك رولا، فانت لست اول من خضع لعملية ونجا


- لنتأمل ذلك... لكن بكل حال، اتمنى ان تسامحني قبل خروجك من هنا... لن أطالب ان نعود اصدقاء كما كنا ولكن... على الاقل ان ننسى عداوتنا


نهض لؤي وهو بنظر اليه بملل ليقول:


- لا اظن ان ذلك سيكون صعبا فانا سأكون في اخر العالم، لن يتطلب مني الا ان اتجاهلك حين اعود لفترة قصيرة


ابتسم جواد يزعجه:


- وقد لا تضطر لذلك، فقد اكون انا قد اصبحت حينها في العالم الاخر


نظر اليه باستياء ثم قال:


- انزع تلك الفكرة من رأسك والا قتلتك


قالها وخرج من غرفته ليمضي في سبيله، تنهد جواد بضيق ليمد يده الى صدره ليمسك السلسلة لكنه تذكر انهم اخذوها منه حين دخل المستشفى مع بقية امتعته، زفر بضيق وهو يفكر انه ان له ان يخلع تلك السلسلة عن رقبته من الان فصاعدا


---


اجتمعت العائلة في بيت صالح ليودعوا لؤي قبل سفره، راح الكل يمطره بعبارات اشتياق شكرهم للطفهم حتى وقع نظره على اريج، في العادة تكون بوجوده متمللة لكن اليوم كانت تنظر اليه بحقد كأنها تتمنى

انفجار الطائرة به او ان يذهب ولا يعود ابدا، ازدرى ريقه لتلك الافكار متمنيا ان لا بحدث ذلك، لكنه بعد كل شيء فعل ذلك لاجل اخيه، ليضمن انها لن تخدعه مجددا وهكذا سيعيش مرتاحا في غيابه على الاقل

كانت هذه مجرد فكرة كان يظنها قبلا على الاقل، لكن حين رأى صالح ينظر الى اريج محتارا، تارة يقترب منها وتارة يتراجع مغيرا رأيه، ترى بما يريد ان يكلمها حتى يتردد لهذه الدرجة... رآه اخيرا يقترب منها بعد ان حسم امره فقرر لؤي ان يقترب ليختلس السمع عسى ان يعرف ما ذلك الامر المهم

- اريج... ما رأيك ان تبقي اليوم معنا للعشاء؟

نظرت اليه بازدراء جعلت لونه يشحب ثم قالت:

- تعلم اني مشغولة بالدراسة ولا وقت لي ابدا لاي شيء اخر

اغتاظ صالح من طريقة كلامها فانسحب غاضبا بينما عادت هي الى لامبالاتها كأن شيئا لم يحدث، انزل لؤي رأسه مفكرا "ما الذي حدث معهما؟... لما فسدت علاقتهما الى تلك الدرجة، في حياتي لم ارى اريج تعامل صالح بتلك لطريقة كما لم ارى صالح يتردد ليحدث اريج وخصوصة في مسالة سخيفة كهذه... لطالما كانا كأخوة لدرجة اني كنت اغار منها لشدة ما كانت تتفق مع اخي... "

توجه لؤي الى صالح ليسأله:

- ما الذي حدث بينكما؟ لما اضحيتما هكذا؟

غطى صالح جبهته بكفه ثم قال بنفاذ صبر:

- وما ادراني... لقد انقلبت فجاة من يوم اعلنت موفقتها على الزواج مني... لم اعد اعرفها ولم اعد اعرف كيف علي ان اتعامل معها... وكأن احدهم قد اجبرها على الموافقة، لقد وافقت بملئ ارادتها، وقد خيرها والدها بين ان تتزوجني وتتركني واختارت الزواج مني... هل تفعل ذلك لتنتقم مني؟... لا اذكر اني اذيتها بشيء... حسنا ربما قبلت هذه الزيجة التي رفضتها هي كليا لكني صبرت عليها ولم اجبرها على الموافقة...

- لكن

- دعني بحالي لؤي... اكاد انفجر... اني احاول ارضائها بشتى الطرق والى الان لم اصل لنتيجة

انصرف صالح تاركا اخاه شاردا في ذهول... ظن انه لو اجبر اريج على الموافقة فالامور سوف تحل لكنها ازدادت تعقيدا، ربما ما كان عليه ان يتدخل...

توجه الى حيث تواجدت اريج ليراها جالسة بعيدة عن الباقيين شاردة على عكس ما كانت عليه مسبقا تجلس بين الجميع وتحمس الاجواء

تنهد بانزعاج اذ يبدو انه افسد حياة كل من اخيه واريج معا، انطلق اليها ليجلس بقربها، رمقته بطرف عينها بانزعاج وعادت لتنزع عينها عنه ثم قالت ببرود:

- تروح وترجع بالسلامة

بنصف ابتسامة قال:

- لا اظن انك تقصدين ذلك حقا... اظنك تتمنين موتي لاني ازعجك دائما

هزت كتفاها بلامبالاة فقال:

- اود ان اعتذر لما بدر مني ذلك اليوم، ربما ما كان علي ان اجبرك على الموافقة...

نظرت اليه بحقد كأنها تخبره انها لن تسامحه ولو اعتذر الف مرة، فقال:

- ان اردت يمكنك الانفصال عن صالح ولن اعترض عليك ابدا، كما اني لن اتدخل بك بعد الان...

نظرت اليه بذهول فابتسم بالم ليقول:

- كنت فقط اود ان اريح اخي لكن لم اتوقع ان يؤول الوضع بينكما هكذا

عقدت حاجبيها بانزعاج لتقول:

- وما كنت تتوقع وانا مرتبطة به مرغمة

- حسنا... ان لك ان تنفصلي عنه... اعدك انني لن اتدخل مجددا...

ابقى فمه مفتوحا لكن قطع صوته قبل ان يخرج من فمه كلمة "ارجو مسامحتي على ما سببته لك" كانت المرة الاولى اسهل لكن بعد ان امتنعت عن مسامحته اضحى الامر اصعب

اغلق فمه بعد ان تيقن من انه لن يخرج منها ذلك الطلب فسمع اريج تقول بلامبالاة:

- الان لم يعد بامكاني ان اتراجع... اخشى ان يصاب ابي بسكتة قلبية

نظر اليها متفكرا حين وجد انه لا مجال لها للتراجع فوجد انه لا بد له من اللعتذار، حينها قال:

- انا اسف... لكن ارجو ان تغييري من طريقة معاملتك مع صالح على الاقل، فهو لم يرتبط بك الا خوفا عليك

- اسمع... ربما امكنك اجباري على الارتباط من صالح لكن ان تطلب مني ان اتقبل الامر واتماشى معه بهذه البساطة فذلك شيء اخر

نظر اليها بحقد وتبادلا تلك النظرات للحظات حتى تنهد بقلة حيلة وقال:

- حسنا... لا اطلب منك ان تتقبلي الامر بهذه السرعة، لكنه قدرك على كل حال... تعلمين ان والدك كان سيجبرك على ذلك بعد كل شيء... كنت تريدين الوقت للتأقلم، لك ذلك، خذي وقتك ولكن ارجوك ان تغيري من تصرفك معه فهو لا يستحق

اشاحت وجهها عنه غاضبة، تأملها بحزن حتى ناداه والده لينطلقا الى المطار فنهض وذهب

نظرت اليه اريج شاردة، احقا لن يمتنع ولن يتدخل لو ارادت الانفصال عن صالح؟ لكن جواد على كل حال متزوج، فما سيفيدها الانفصال اذا... فلتتقبل قدرها كما خططت له ولتهتم بدروسها جيدا بما ان ذلك ينفع على الاقل

--- انتهى الماضي---

نبعُ الأنوار 02-27-2019 10:32 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفك غلا ؟!
إن شاء الله بألف خير

وأخيراً أخيراً أخيراً...
لي زمن وأنا أنتظر فصل منك
الحمدلله بعد طوول انتظار اجى
ترا عوضتنا بفصلين جميلين ق1 ق2

والأهم الماضي خلص ورح نرجع للحاضر
لحظة أريج وحسناء سوا
ترا تحمست كتيير للبقية


في الفصلين تأكدت تماماً هالؤي سيء جداً
مابده يعترف بذنبه وبل يلقي اللوم ع جواد! !!
شوف نتائج أفعاله كيف طلعت
هو بنفسه انصدم منها
العلاقة بين أريج وصالح أصبحت أقل ماتوصف به عدوانية من طرف واحد وهو أريج
وصالح المسكين أخوه وعمه دمروه

بعد فوات الأوان عرف غلطه الفظيع لكن بعد شو


جواد فاكر نفسه يموت ضحك1
ضحك1
ماألومه معه حق في الحياة هذه لازم تتوقع كل شي
لكن بالفعل قهرني
وأكثر الي يقهر تدمر صداقتهما وراحت كرمان بنات
أتمنى يرجعوا زي زمان مستقبلاً


في كتير مشاهد مت ضحك فيها
صعب أجمعها من كترتها
وبالفعل استمتعت بقلمك الخفيف والمنعش جداً

وكلي شوق للحاضر المنتظر :dalbi: ق1


صح في أمر نسيته
صالح هالشاب شهم جداً
أعطى العنوان لجواد ولم يهتم لنفسه
يستحق كل خير


وحسناء أخيراً أدركت غلطها
الذنب ذنبها تسمع كلام أصحابها وتصدق فتنهم
لكن بعد شوهت سمعة الولد!


شكراً للفصلين الحلوين غلا ق1
في انتظار القادم
وبالتوفيق لك ق2
اعذري ردي البسيط وقصره
ِ

في أمان الله



Emo-baby 05-28-2019 12:21 AM

رجااااااااااء خاص كملي الرواية اني دخلت القروب لاجل ان ابدي اعجابي بها كنت اتابعها وقت المدرسه ولما امل من المذاكرة بجلس نصف ساعه بقرا منهل وبرتاح نفسيا ❤🌸


الساعة الآن 12:27 AM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011