عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة

روايات طويلة روايات عالمية طويلة, روايات محلية طويلة, روايات عربية طويلة, روايات رومانسية طويلة.

Like Tree11Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #36  
قديم 07-08-2016, 10:54 PM
 


الفصل السابع :




كان مركز الشرطة يبعد مسافة عشر دقائق فقط عن منزل عبدالرحمن ..

و لكن هذه الدقائق أعادت بدر إلى عدد من السنين المنصرمة , إلى تلك اللحظات التي تشاركها مع والده و التي قضياها لوحدهما ..

و أعادته بقسوة إلى اللحظات التي تمنى فيها وجود أم و طرف حنون في هذه الحياة , حتى كبر و شب ليعي بأن والده قد أجبر نفسه على امتلاك الطرفين – العاطفي الأنثوي و المنطقي الرجولي – ليسد احتياجات ابنه المتمثلة في الأحاسيس المرهفة لأي مراهق , و المتطلبات المتهورة لأي شاب ..

أعادته تلك النقطة إلى ذاك اليوم المأساوي , عندما كان في السابعة عشر من عمره ..

حيث عاد إلى المنزل في وقت متأخر حسب توقيت عادل سليمان , حيث كانت الساعة الواحدة و النصف من بعد منتصف الليل ...

دخل المنزل بهدوء شديد و هو يجمع أكبر قدر من الأعذار الصادقة و التبريرات التي ظن بأنها ستقنع والده و تردعه عن أي عقاب سينفذه ..

توجه مباشرة إلى غرفة الجلوس التي لمح أضوائها المشتعلة و هو يصعد السلالم لمنزلهم الكبير و الفخم الباذخ ..

على الرغم من أنه لا يسكن فيه سوى هو و والده عادل , و خادمة كبيرة بالسن عرضت أن تعمل لديهم بشرط أن يرافقها ابنها البكر , و يعمل لديهم في نفس المنزل ...

وصل بدر إلى غرفة الجلوس الكبيرة , ذات النوافذ العالية التي تصل الى السقف , و هو ينظر إلى ساعته , محاولا استيعاب فداحة الخطأ الذي وقع فيه , و لكن استوقفه منظر والده المثير للرعب و الرهبة ...

فقد كان يجلس على ركبتيه بجانب إحدى الطاولات التي تتوسط الغرفة , و قد كان منحنيا بعض الشيء على نفسه و هو يضع يديه على آذانه و كأنما هناك من صرخ في وجهه و أرعبه ..

وقف بدر مشدوها مرعوبا من منظر والده الذي لم يره من قبل , و الذي بدا و كأنه طفل صغير قد رأى كائنا أسطوريا مرعبا ...

لم يبدو عادل أبدا بهذا الضعف و الانكسار من قبل , اقترب بدر بسرعة و هو يحاول أن يبعد يدا والده عن وجهه و أذنيه و يجعله يرى بأنه قد عاد إلى المنزل ..

و لكن ما ان اقترب بدر منه حتى رآه يرتجف بشكل مثير للقلق , و هو يهمس بكلام نصفه مفهوم , و النصف الآخر ضاع في حنجرة عادل الخائفة ..

لم يتمالك بدر نفسه , و حاول أن يتكلم , و قد اكتساه الخوف من رأسه حتى أخمص قدميه :

" أبي , أبي أرجوك ...ماذا حدث ؟؟ ".

رفع عادل رأسه و لاتزال الرجفة تتخذ من جسد عادل مسكن , وقعت عيناه على ابنه , و ارتعب بدر من عينا والده الحمراء و كأنهما قطع جمر في حلكة الظلام , استمر عادل في الهذيان و قد سقط شماغه من على رأسه و ساءت حالته , حاول بدر قدر المستطاع ان يفهم ما كان والده يحاول قوله :

" أيــ .. أين .. كــ كنت ؟ " قال عادل و الهواء بالكاد كان يخرج من صدره ...

" أبي , اقسم لك أني كنت مع رفاقي , و أنت أعلم بهم أكثر مني , أرجوك قل لي لم هذا الخوف ؟! ". قال بدر محاولا تهدئة والده , الذي قام بدوره برفع رأسه للأعلى و هو يتنفس بعمق , محاولا إزالة آثار الرعب من صدره , ثم أعاد نظره إلى ابنه و هو يقول :

" و ماذا عن هاتفك ؟ " قال عادل بهدوء , ثم اتبع هدوئه هذا بصراخ يكاد أن يساوي الجدران بالأرض :

" لماذا لم تجب على هاتفك عندما اتصلت ؟" ... و نظر إلى ابنه بحدة لا تسبقها حدة , و هو يتنفس بصوت قوي وكأنه فرس جامح سيقتلع كل ما أمامه ...

استغرب بدر خوف والده , الذي رآه من وجهة نظره - غير منطقي - ...

صحيح بأن جميع الآباء يخافون أشد الخوف على أبنائهم و فلذات كبدهم , و لكن ليس بالمستوى الذي وصل إليه والده عادل , و الوضعية المثيرة للريبة التي رآه عليها عندما دخل , فسر بدر ذلك الخوف الذي شعر لجزء بسيط من الثانية بأنه ..." خوف مَرَضي " ...

قال بدر لنفسه : " ربما لأنه لم يبق له على وجه هذه البسيطة من أهل سواي , و قد خاف فقداني كما فقد الجميع من قبلي ... "

توقف بدر عن تفسيراته , وهو يمد يده بهدوء نحو جيب ثوبه , فأخرج هاتفه النقال الذي كان محطما بالكامل , و وضعه بين يدي والده و هو يقول بخفوت :

" لقد تحطم هاتفي بالكامل , حاولت أن أتصل بك لأخبرك عن هذا حتى لا تقلق , و لكنك أنت أيضا لم تجب , لقد أعارني إحدى الشبان هاتفه لأتصل بك , و لكن لا من مجيب !! ".

أمسك عادل بالهاتف و هو ينظر إلى ابنه نظرات استفسار , و قد فهم بدر مغزى النظرات و قال بإقدام :
" لقد سقط مني سهوا عندما كنت راكبا إحدى الدراجات النارية في المخيم مع رفقائي "...

اقترب عادل برأسه من ابنه , حتى لم يبق بينهما سوى مسافة تقاس بالملميترات , و قد ظن بدر بأن والده سيخبره سرا ...

ولكن عادل قام بشم رائحة ابنه , و عاد ليشتم عنقه بقوة , و قد امسك بياقة ثوب بدر بشدة , رفع عادل رأسه بقوة قائلا :
" أهذه رائحة سجائر التي في ملابسك ؟؟"...

ارتبك بدر بشدة , فهو ليس مدخنا ولن يكون , و لم يكن أحدا من أصحابه كذلك , إنما كانت رائحة السجائر بسبب مجموعة من الشباب الذين قدموا إلى بدر و أصحابه ليسألوهم عن أقرب جهة تؤدي إلى الطريق المعبّد , ولكن هؤلاء الفتية , كانوا مدخنين و بشراهة , ولسوء حظ بدر , هو الذي اضطر أن يحدثهم و يدلهم إلى مقصدهم , بعدما تشبعت ملابس بدر و انتشت اثر رائحة سجائرهم و أفواههم ...

طال صمت بدر ...

حتى ظن عادل بأن السجائر كان مصدرها ابنه , وقف بسرعة و هو لايزال ممسكا بابنه بقوة , و لم يعتد بدر أبدا هذه العنف من والده , الذي لم يرى منه سوى الثقة العمياء به منذ مجيئه إلى الدنيا ...

صرخ عادل عاليا مرة أخرى وهو يقول :" لقد سألتك فأجبني , هل السجائر لك ؟؟ "...

" لا ليست لي , أقسم لك يا أبي بأنها ليست لي .. ". رد بدر باندفاع , و كأنما صراخ عادل قد أيقظه من تبلده ...

" لمن هي إذن ؟؟ "...

" إنها لأحد الفتية الذين مروا بجانبنا و تحدثوا إلينا قليلا , لقد وقفت معهم لفترة و أنا أدلهم على الطريق السريع , فعلقت رائحتهم بي , أقسم لك أن هذا ما حدث ! "....

قرر عادل بأن يقتنع , أو ربما يتظاهر بالاقتناع...

" حسنا , لماذا عدت متأخرا !؟ لقد قلت لك أنه يجب أن تكون في المنزل قبل الثانية عشر ... "

وضع بدر يديه فوق يدي والده التي على ياقة ثوبه , و رد قائلا :" أنت تعلم جيدا المسافة بين منزلنا و المخيم , لقد خرجت من المخيم في تمام العاشرة , و لكن الازدحام كان قاتلا , أقسم لك يا أبي " ...

ظل عادل ممسكا بابنه , ولكن يداه قد ارتختا قليلا , و قد أغمض عيناه بتعب , و كأنما هذه الليلة قد زادت من عمره سنين ..

بالرغم من بساطة ما حدث مقارنة بالمصائب التي يفعلها شباب هذه الأيام ... !!

استغرب بدر وجه أبيه , و قد رأى بأن شفتيه قد بدأتا بالارتجاف , و هو يبلع ريقه بصعوبة , ويبدو أن والده لم يعي حتى هذا الوقت بأن ابنه قد أصبح شابا , و ليس عليه خوف بعد الآن ...

قال عادل بابتسامة ذليلة , وصوت خافت برجاء :

" لا تضيع ثقتي فيك , أرجوك يا بدر , إن كنت في يوم من الأيام قد أحببتني و تريد البِرَ بي , فلا تفرط بشبابك أرجوك .. "

و مع استمرار حديث عادل الذي كان ينبع من حرقة قديمة في قلبه , بدأت دموعه بالنزول , تلك الدموع الرجالية التي لا تسقط إلا من سبب لا يفوقه شيء في القسوة .. أكمل عادل حديثه قائلا :

" لقد فقدت أغلى ما أملك عندما كنت بعمرك تماما , في السابعة عشر , فقدت ما لا يستطيع أحدا سوى الله أن يعيده , فلا تجعلني أرى الأمر يتكرر فيك "...

صمت عادل و عيناه تشرحان معاناة قديمة لا يعرف بدر عنها أبدا , و قد شعر بفضول عارم لمعرفة سبب دموعه والده التي طعنت بدر في ذاكرته ...

و لم يشعر بدر بالندم في حياته كهذه اللحظة , و مع أحاسيسه المرهفة و قلبه الشاب الذي حن على والده , كانت دموعه هو أيضا على وشك النزول , و قد امتلأ رأسه بذاك الصداع المؤلم الذي يسبق لحظات البكاء القاسية ...

استيقظ بدر من هذه الذكرى التي لا تثبت سوى شدة محبة والده له , بالرغم أنه لا يستخدم معه ألفاظا حنونة أو لمسات لطيفة , و لكن حب والده له كان على شكل آخر ..

كل على شكل اهتمام صامت و عزم شديد بالأمور , و تعليمه بأن لا شيء يستطيع أن يقف أمام أحلامه و الوصول إلى أهدافه سوى تلك الأعذار الواهية التي قد يضعها هو أمام نفسه ...

زادت رغبة بدر الشديدة في إيجاد والده , و قد أقسم بداخله بأن يجده و يفك أسره من ذاك المعتوه , حتى لو كلفه هذا الأمر حياته ...

التفت بدر ليجد نفسه أمام مركز الشرطة , و كان عبدالرحمن يشير إلى بدر باتجاه سيارته.. نزل بدر بسرعة متجاهلا سيارته و متوجها إلى الداخل ..

و هو يفكر بما سيقوله للعقيد قبل أن يعود للرياض ...

(( متمنيا أن ما سيقوله سيخفف عنه المعاناة قليلا , و يعطيه مجالا و وقتا أكثر في البحث ))


.
.
.

نهاية الفصل السابع ..

.
.
.


و أخيرًا عرفتوا اسم ( غريب الأطوار ) ..

و فيه كثير أشياء أبغاكم تتوقعونها عن فيصل ..

ليش فيصل كان غير مرتاح لسلطان ؟؟

و ليش مع ذلك مازال على علاقة فيه .. ؟؟

و ايش كان يقصد لما قال لسلطان أنه هو اللي دخل عائلته في المشاكل و الأ/ور اللي بينه و بين فيصل ؟؟

و أهم شي .. ليش فيصل ما مسح بقعة الدم اللي في الجدار , اللي هو دم سلطان .. ؟؟



و ننتقل الحين لبطلنا اليافع (( بدر )) ..

ايش ممكن يكون سبب خوف عادل الشديد لابنه بدر ؟؟

و ايش السبب اللي خلاه يبكي بالشكل هذا ؟؟

و أهم شي .. ايش ممكن يكون الشي اللي فقده عادل لما كان بعمر ال 17 , واللي خلاه يخاف على بدر أكثر و أكثر ؟؟

..

منتظرة توقعاتكم يا حلوين .. و لنا لقاء الجمعة القادم ..

و عندي طلب صغيرون مرة (( أبغاكم تجيبون صور لأشخاص تحسون أنهم يشبهون أبطال روايتي )) .. حابة أشوف مدى خيالكم ..

و دمتم بحفظ الله
رد مع اقتباس
  #37  
قديم 07-08-2016, 10:56 PM
 



ريكايل كان شارد الذهن طيلة اليوم و كذلك صباح اليوم التالي ..!
هل ذكرته بشيء حين أخبرته بأن ينار تملك نفس الميدالية ؟!..
لقد بات هذا الأمر يؤرقني أنا و ذلك ما يجعلني أضع عيني عليه طيلة الوقت علني اكتشف شيئاً ما ..!
ها أنا الآن أسير في ساحة المدرسة في وقت الاستراحة .. أنا واثق أن ريكايل كان هنا منذ قليل ..! وجهه شاحب لذا أخشى أن يمرض فجأة ككل مرة ..!
- آسفة .. أنا لا أقصد هذا ..!
وقفت في مكاني حين سمعت ذلك الصوت يأتي من هذا المنعطف حيث الطريق المؤدي للصالة الرياضية .. لا أحد يكون هناك في وقت الاستراحة ..!
أطللت برأسي قليلاً .. كما توقعت .. أنها ينار صاحبة الصوت .. و الطرف الآخر كان أخي ريكايل لا غير ..!
بهدوء قال هو : أنا لا أطلب منك المستحيل .. كل ما أريده فقط هو أن تتوقفي عن تجاهلي بهذه الطريقة الغريبة ..!
أوشحت بوجهها عنه : أخبرتك أني آسفة ..! لقد انهينا كل شيء منذ زمن لذا لا تلمني ..!
قطب حاجبيه باستياء و رفع صوته هذه المرة : و أنا لم أطلب منك أن تعيدي كل شيء كما كان !!.. لكن كالبقية اصدقاء فقط !!.. ثم كيف تجرئين على قول أننا أنهينا كل شيء و أنت لا تزالين تعلقين تلك الميدالية على هاتفك ؟!..
بدا عليها التوتر للحظات قبل أن تقول : أنا أعلقها لأنها جميلة فقط و ليس لأي سبب آخر ..! هذا يكفي رايل ..!
ابتسم بنوع من السخرية : و رايل أيضاً ؟!!.. أنك بالفعل تخدعين نفسك ..!
قال تلك الكلمات ثم سار مبتعداً وهو يقول : لنكن كبقية الأصدقاء ..! لأن تجاهلنا لبعض بهذه الطريقة يثير الشك ..! ثم عليك ان تعلمي بأني لست مهتماً اطلاقاً لما حدث في الماضي لذا يجب ننساه و حسب ..!
لم ترد عليه بل طأطأت رأسها أكثر و أكثر حتى لم أعد أرى عينيها الفيروزيتين ..!
هذا الموقف دليل قاطع على أنهما كانا صديقين في الماضي .. لكن ما الذي حدث بالضبط ؟!.. و من منهما قطع علاقته بالآخر أولاً ؟!..
أهي ينار ؟!.. أم هو أخي ريكايل ؟!..
أيجب علي أن أسأله عن الأمر ؟!..
أم ان سؤالي قد يعيد له ذكرى أليمة يتمنى أن ينساها ؟!..
.................................................. ...........
مضى شهر و نصف بهدوء تام دون أي معوقات ..!
لقد كان شهراً هادئاً و الأمور فيه روتينية تماماً ..!
ميراي و هاري باتا يخرجان معاً من فترة لأخرى .. أن علاقتهما تتطور للأفضل ..!
ليونيل و كيت يعيشان يومهما المعتاد في منزلنا .. و تلك الأخيرة لم تغير علاقتها مع أخيها أطلاقاً ..!
لم أرى السيد مارك طيلة تلك الفترة .. و قد كان ليو يذهب لزيارته أحياناً ..!
لا شيء جديد في المدرسة أيضاً .. أصدقائي يعيشون أيامهم ببساطة ..!
يوجين لا يزال ينظر إلي بتلك النظرات و يلقي علي بعض الكلمات أحياناً ..!
ينار و ريكايل باتا يتعاملان بطريقة طبيعية تماماً معاً و هذا ما جعلني أتراجع عن سؤال ريكايل بشأنها فيبدو لي أنها قصة قديمة لا يريد تذكرها ..!
ماكس و سام و كذلك ايثن بالحال نفسها لم يتغيروا ..!
ريا كذلك لكني بت أشعر براحة أكبر بالتعامل معها متجاهلاً يوجين الذي لا زال يحذرني من الاقتراب منها ..!
الشتاء وصل لنهايته و سيبدأ الربيع قريباً ..!
قررت مع رايل أن نبدأ بالعمل في الفترة القادمة .. فعلينا أن نتوقف عن الاعتماد على ما تركته لنا أمي إلينا من مال لأنه سينتهي يوماً ما ..!
قال ريكايل أنه سيجد لنا عملاً من خلال خبرته في هذا المجال .. و أرجوا أن ينجح قريباً رغم أني متوتر للغاية من هذه الفكرة ..!
بيير سيأتي قريباً .. ربما خلال الأسبوعين القادمين .. و ريكايل متحمس جداً للقائه ..!
.................................................. .
كنا نجلس في سطح المدرسة كالعادة وقت الاستراحة نتناول الافطار و هذه المرة كانت ينار معنا ..!
نظرت إليها سام بحماس و سألتها : هيه ينار .. ما أخبار منزلك الجديد .. هل حفظتي أركانه ؟!..
بدا عليها التوتر وهي تقول : في الحقيقة .. أنه أكبر من أن أحفظه في فترة وجيزة ..! لم أعتقد أن والدي اشترا قصراً كبيراً كهذا القصر ..!
باستغراب سأل ماكس : حقاً ؟!.. أهو كبير لهذه الدرجة ؟!.. لقد انتقلت أليه منذ اسبوعين !!..
تنهدت بتعب عندها : كيف أصف هذا ؟!.. لقد ضعت فيه في احدا المرات ..! ثم أخذت وقتاً لأحفظ مكان غرفتي ..!
هتفت سام بحماس : أريد رؤيته ينار ..! سآتي معك بعد المدرسة اليوم أن لم يكن هناك مشكلة ..!
بسرعة اشتعل الحماس في ماكس : أنا أيضاً ..! ريا ما رأيك أن تأتي كذلك ؟!..
بدا التوتر على تلك الأخيرة : ماذا ؟!.. توقفا .. لا يجب أن نتطفل على منزلها هكذا ..!
لكن تلك الينار ابتسمت بمرح وهي تقول : سيكون أمراً رائعاً ..! ما رأيكم بالقدوم جميعاً ؟!.. ان الطاهي الذي عينه والدي ماهر في صنع الحلوى ..! يجب أن تتذوقوا بعضاً منها ..!
بدا أن الفكرة راقت للجميع .. بالنسبة لي فلا أجد أي مشكلة في الأمر ..!
و هكذا قرر الجميع الذهاب إلى منزل ينار سويةً بعد المدرسة ..!
..................................................
رد مع اقتباس
  #38  
قديم 07-08-2016, 10:58 PM
 


اتصلت بليو و أخبرته أني و رايل مدعوان عند أحد الأصدقاء و أننا لن نأتي لتناول الغداء ..!
أرجوا أن لا يتشاجر مع كيت في غيابنا ..!
بعد نهاية اليوم الدراسي سرنا سويةً ناحية بوابة المدرسة حيث اتصلت ينار بالسائق كي يحضر سيارة كبيرة ..!
يبدو لي ان والدها شخص ثري بما أنه يملك أكثر من سيارة ..!
لم تمض مدة قبل أن تتوقف سيارة ليموزين سوداء كبيرة أمامنا .. لا أخفي عليكم أنها أبهرت الجميع : تفضلوا ..!
كانت هذه كلمة ابنة السيد وهي تشير إلى الباب الذي فتحه السائق و تلقائياً بدأ الجميع بالصعود إليها حيث كانت المقاعد متقابلة من الداخل ..!
أخذ ايثن ينظر حوله للحظات : أنت ثرية بالفعل ينار ..!
ابتسمت له بهدوء : والدي هو الثري و لست أنا ..!
ببساطة قلت : لكنك سترثينه فيما بعد .. لذا لم يخطأ أيثن حين قال أنك ثرية ..!
طأطأت رأسها عندها بهدوء : لست مهتماً حقاً بالمال ..! كل ما أريده هو أن أكون مع ابي لذا انتقلت للعيش عنده ..! في السابق كان يعيش في شقة فاخرة فقد كان يعمل في احدا الشركات الكبيرة لذا لم استطع العيش معه ..! لكن بعد أن اسس شركته الخاصة و اشترى ذلك القصر دعاني للسكن معه فلم أكن لأرفض ..!
بتعجب سأل ماكس : غريب أن والدك لم يتزوج رغم أنه انفصل عن والدتك منذ زمن ..!
بدت عليها الحيرة وهي تقول : كلامك صحيح .. لكنه لم يحدثني عن هذا الأمر ..! و في الحقيقة لا أتجرأ على سؤاله ..!
بقي الجميع يتبادل الحديث حول ينار وولدها .. لكني و ريك كنا الوحيدين الصامتين ..!
مضت بضع دقائق قبل ان التفت إلى النافذة لتتسع عيناي أثر تلك المناظر ..!
هذه المنطقة ليست غريبة علي أطلاقاً : ريكايل ..!
هكذا همست فالتفت ناحيتي بهدوء : ماذا ؟!..
- أنظر من النافذة ..!
القى نظرة للحظات قبل أن يهمس باستنكار : أليست هذه المنطقة التي كنت تعيش فيها ؟!.. أيعقل أنها تسكن في هذه المنطقة الفاخرة ؟!..
بتوتر قلت : لا أعلم .. لكني مصدوم بالفعل .. فلا أحد يعيش فيها غير النبلاء و الأثرياء ..! كيف لفتاة مثلها أن تسكن في احد القصور هنا ؟!.. حتى أصغر قصر هو ملك لأحدى أكبر الأسر النبيلة ..!
أجل .. هذه المنطقة الفاخرة من باريس .. حيث تلك القصور التي تتباها بمساحاتها الواسعة و حدائقها الخلابة ..!
انه مكان النبلاء و الأثرياء ..!
مارسنلي .. رافالي .. ديمتري .. مردستن .. روبرتون .. برايان .. دايفيرو .. و الكثير من الأسر الأخرى ذات الصيت الواسع في البلاد ..!
إن لوالد ينار جرأة كبيرة لتفكيره بأن يزاحم هؤلاء القوم في أرضهم !!..
مضى بعض الوقت قبل أن تقول ينار : لقد اقتربنا ..!
نظرت مجدداً لأصدم أكثر بأننا بتنا قريبين من المكان الذي به قصر مارسنلي حيث توجد أكبر القصور في هذه المنطقة ..!
شعرت بالتوتر أكثر .. لقد نشأت في هذا المكان .. و ها أنا أعود إليه مجدداً ..!
بلا شعور همست : ريكايل .. أشعر بالخوف ..!
نظر إلي باستغراب : لما ؟!..
- الا ترا ؟!.. نحن قريبون من القصر ..!
- أعلم .. لكن ليس عليك أن تقلق ..! والد ينار يبدو حديث عهد بهذا المكان .. و لن يتعرف إليك بسرعة ان رآك ..!
رغم ذلك كنت متوتراً بالعفل .. الأمر لا يتعلق بمن سيعرفني أم لا .. بل هو بأني .. بأني لا أريد العودة إلى هنا !!..
لقد تركت هذا المكان بطريقة مؤلمة .. لذا لا أريد حتى زيارته الآن !!..
- لينك .. تبدو شاحباً ..!
نظرت إلى ريا التي كانت أمامي تنظر إلي باستغراب : أأنت مريض ؟!.. أن وجهك مصفر ..!
التفت إلى إيثن عندها و قد بدأ الجميع بالتحديق بي و قد اصطنعت ابتسامة على الفور : لا شيء ..! أشعر بالدوار فقط ..!
أغمضت عيني للحظات .. لينك أهدأ .. يستحيل أن تطلب منهم إيقاف السيارة لتنزل الآن و تهرب من المكان .. أنها مجرد زيارة قصيرة ثم ستعود لتلك الشقة الصغيرة التي تعيش فيها مع أربعة أشخاص طيلة الوقت ..!
عالم الرفاهية هذا .. لم يعد لي مكان به ..!
لقد طردني بقسوة .. لذا لا يمكنني أن أعود له ..!
- ها هو القصر ..!
- واااااو أنه أكبر مما توقعت بكثير !!..
- هذا مذهل ينار !!.. انه أكبر من منزلي بعشرين مرة ..!
- لا ألومك على الضياع في هذا المكان الكبير .. أنه كالمراكز التجارية ..!
كانت هذه تعليقات الجميع بشأن قصرها .. لكني لم أنظر إليه بعد : لينك .. أنظر ..!
كان هذا همس ريكايل المصدوم الذي أرعبني فلم يكن مني إلا أن رفعت رأسي لأتشنج من هول الصدمة !!..
لقد تجاوزنا البوابة الآن .. لقد دخلنا إلى قصر ينار ..!
لا .. أن هذا القصر .. قصري أنا !!!!!..
أجل !!!.. أنه قصري !!.. قصر جاستن و إلينا !!.. قصر أمي و أبي !!.. قصر مارسنلي !!!..
أهذا حقيقي ؟!!.. منزل ينار الآن هو ذاته قصر مارسنلي الكبير في السابق ؟!!!..
هل أعادتني إلى منزلي بهذه الطريقة ؟!..
توقفت السيارة أمام البوابة فبدأ الجميع بالنزول بعد أن فتح السائق الباب ..!
أما أنا فلم أتحرك من مكاني و قد وصل التوتر إلي رقم المئة حتى بدت ضربات قلبي مسموعة لي ..!
- لينك .. ألن تنزل ؟!..
كان هذا ماكس الذي سأل باستغراب ..!
كيف أنزل ؟!.. كيف يريدني أن أعود إلى هنا ببساطة ؟!..
لقد تم طردي من هذا المكان !!..
لقد تم جري كالكلاب الضالة في آخر الليالي إلى خارج هذا القصر !!..
لقد سرق مني منزلي ببساطة !!..
كيف أدخله الآن كهذا ؟!!..
شعرت بأحدهم يمسك بيدي و يضغط عليها بشدة فلم يكن مني ألا أن فعلت المثل .. انه ريكايل الذي همس لي بقلق و هدوء : أفهم ما تشعر به الآن يا أخي ..! لكن عليك ألا تثير شكهم ..! لذا لننزل الآن ..!
رفعت رأسي أليه و ملامح وجهي قد كساها الألم .. ابتسم لي بهدوء : هيا ..!
لم أقل شيئاً بل و قفت معه و نزلنا من السيارة ..!
في اللحظة التي خطيت فيها الأرض شعرت و كأن قلبي انتزع من مكانه ..!
أهذا ما يسمى الحنين للماضي ؟!..
نظرت حولي للحظات لأجد أن كل شيء كما كان .. لم يتغير !!..
ذلك الأدريان الحقير !!.. واثق أنه باع هذا القصر الرائع بسعر زهيد !!.. أنه يحاول التخلص من كل شيء يخص مارسنلي !!..
سار الجميع ناحية البوابة و أنا من خلفهم ..!
لا أصدق أني هنا مجدداً .. و كأنه حلم !!..
و حين دخلنا من تلك البوابة سمعت حالاً صوتاً في رأسي ..!
(( أهلاً بعودتك سيد مارسنلي ..! والدتك في المكتب تعمل ..! هل أخبرها بعودتك ؟!.. ))
انه صوت جيسكا ..!
أجل .. لقد اعتدت سماع هذا منها كلما عدت إلى منزلي ..!
لكني الآن .. مجرد ضيف !!..
نظرت حولي للحظات .. ذلك الطريق هو المؤدي لمكتب والدتي .. حين أذهب إلى هناك أراها غارقة بين الأوراق و الملفات .. لكن فور أن أدخل تترك ما بيدها و تلتفت إلي ..!
الدرج أمامي و المصعد كذلك .. كم مرة استعملتهما ذهاباً و عودةً إلى غرفتي ؟!..
و من هناك الباب المؤدي للحديقة الخلفية حيث تجلس أمي لشرب الشاي في أيام الربيع .. و احياناً تكون الخالة كاثرن معها ..!
و هنا .. و هنا و هناك .. و في كل مكان ..!
لكل مكان ذكرى مع أمي .. في كل زاوية أرى طيفها ..!
أشعر بالاختناق حقاً ..!
ما هذا الألم الذي بدأ يعشعش في صدري ..!
أشعر و كأن سندان بوزن عشرة أطنان يطبق على قلبي ..!
أي حرقة و حسرة هذه ؟!..
شعوري حين دخولي لهذا القصر .. مطابق لشعوري حين طردت منه في أنصاف الليالي !!..
اشارت ينار إلى غرفة الجلوس : تفضلوا إلى هنا ..!
كان الجميع يثنون على روعة هذا المكان و كأنه قلعة في حكاية ..!
لكني لم أكن أفهم ما يقولون بالضبط .. فأفكاري باتت مشوشة تماماً ..!
حين دخلت إلى غرفة الجلوس ..!
كنت أرى أطيافاً تجلس هنا و هناك ..!
أمي و الخالة كاثرن تحتسين القهوة مع العم رونالد .. دايمن يجلس من جهة أخرى يدخل في نقاشهم أحياناً فيخبره والده بأن عليه ألا يدخل لأنه لا يزال صغيراً على فهم موضوعهم .. تضحك عليه ليندا وهي تقول بأنه أغبى من أن يبدي رأيه في موضوع كهذا .. ميرال تركض عندها إلى أمي إلينا و ترتمي في حضنها لتخبرها بأن الكعكة التي أعدها الطاهي لذيذة و أنا ترغب في قطعة أخرى .. و حين أدخل أنا تنظر إلي آندي و تعاتبني على تأخري فأجيبها بملل أني تأخرت عمداً كي لا أقضي وقتاً طويلاً معها .. و بعدها بقليل تدخل جيسكا لتقول بأن مائدة العشاء جاهزة و أنه علينا التوجه لغرفة الطعام ..!
تلك الأيام .. و تلك الذكريات .. باتت مستحيلة الآن !!..
- أنها جميلة ..!
التفت الجميع ناحية سام التي قالت هذا و هي تحدق بشيء على طاولة بجانب تلك الأريكة ..!
تقدمت ريا و نظرت لتقول بابتسامة : صحيح .. أنها رائعة الجمال .. من هي يا ينار ؟!..
أجابتهم بابتسامة هادئة : لا أعلم تماماً .. لكن والدي أخبرني بأن صورتها موجودة حين اشترى المنزل .. و لم يبعدها لأنها تعطي منظراً جميلاً على الغرفة ..!
ايثن أيضاً نظر اليها بابتسامة : أنه محق .. فابتسامتها تشعر من يراها بالراحة .. واضح أنها سيدة عطوفة و رائعة ..!
تلك المواصفات .. و تلك المشاعر اتجاه الصورة مألوفة لدي ..!
بلا شعور سرت ناحيتهم و تجاوزتهم لألقي نظرة على تلك الصورة التي كانت داخل أطار كبير فوق الطاولة ..!
اتسعت عيناي و ارتفعت انفاسي .. لم أتمالك نفسي فالتقطتها و جلست على الأريكة بلا شعور لأحدق بتلك الصورة ..!
حيث تلك المرأة الشقراء تقف قرب تلك الشجرة الكبيرة و تحتضن من الخلف فتاً يبدو في السادسة عشر ذو شعر أشقر و وجه قد تم طمسه بقلم حبر أسود ..!
أنا لم أعر وجهي الذي طمس أي اهتمام .. بل كل اهتمامي انصب على تلك التي كانت تقف و تحتضنني من الخلف و على وجهها تلك الابتسامة التي لطالما انارت دربي ..!
رفعت يدي التي بدأت ترتجف و لامست بأطرافها تلك الصورة ..!
أمي .. لقد مضى زمن طويل ..!
أنهما شهران .. أجل فلقاءنا الأخير كان منذ شهرين !!..
في ذلك اليوم .. حين القيت عليك تحية الصباح .. و اخبرتك أن عليك التوقف عن العمل فأخبرتني أنك ستفعلين قريباً و أنك ستأخذين إجازة لنذهب لمنزلنا الشتوي سويةً ..!
قلتي لي " وداعاً " حينها !!.. ذلك الوداع الذي لن أنساه طيلة حياتي ..!
سيبقى صوتك و أنت تنطقين بتلك الكلمة يدور في ذهني .. آخر كلمة سمعتها منك ..!
ما الذي يجري لي ؟!.. أشعر أني أختنق ..! لا يجب علي أن أضعف أمامهم الآن ..!
علي أن أسيطر على نفسي أكثر ..!
- ماذا ماذا ؟!.. يبدو أن لينك أغرم بهذه السيدة ..!
هذا ما قاله ماكس بسخرية لكني لا استطيع حتى الرد عليه .. فأنا بالفعل مغرم بهذه المرأة ..!
المرأة التي فعلت كل شيء لأجلي و أحبتني أكثر من العالم بأسره ..!
تلك الأم التي لا يمكن أن يكون لها مثيل .. الشخص الأقرب إلى قلبي من أي شخص آخر و حتى من أخي التوأم ريكايل !!..
لكنها .. لم تعد موجودة في هذا العالم ..!
ربت أحدهم على كتفي و همس لي : لينك .. تمالك نفسك أرجوك .. أعلم بأنك تتمزق من الداخل و أنا لا ألومك .. لكن ليس أمامهم على الأقل ..!
ماذا تريدني أن أفعل ريكايل ؟!.. أتعتقد أن كتم مشاعري الآن سهل و أن علي بذل المزيد ؟!..
أني أكاد أنفجر الآن و لم أعد أحتمل ..!
علي أن أفعل شيئاً ..!
بسرعة أعدت الصورة لمكانها و وقفت : سأذهب لدورة المياه ..!
قلت هذا و سرت مغادراً الغرفة إلا أن ينار أسرعت لتقول : ستجدها بالقرب من هنا قبل نهاية الردهة ..!
أعلم .. ليست دورة المياه فقط ..! بل كل شبر في هذا المنزل .. أعرفه كما أعرف تفاصيل حياتي و احرف أسمي ..!
اتجهت لدورة المياه حالاً لكني لم أدخل أليها .. لقد كان هناك ممر صغير يحتوي على ثلاث مغاسل قبل باب دورة المياه ..!
هناك استدنت إلى الجدار و انهرت أرضاً .. بالكاد تمكنت من الوقوف و السير إلى هنا أصلاً ..!
كيف تمكنت من التماسك ؟!.. لا أعلم لكني أهنأ نفسي على هذا ..!
لقد طردت من هنا .. ثم عدت من جديد لأجد أن كل شيء كما هو .. لا يوجد قطعة أثاث تغيرت من مكانها ..!
حتى صورتي مع والدتي لا تزال هناك ..!
أمي إلينا .. ليتك ترين ما حل بي !!.. كل ما احتاجه الآن هو النوم في حضنك و لو لدقائق فقط .. ذلك سينسيني كل هذا العذاب ..!
لحظتها بكيت !!.. بل انهرت باكياً و لم استطع كتمه أكثر !!..
أي ألم هذا ؟!.. لا أصدق أني الآن في هذا الموقف !!..
لا شك أنه حلم !!.. أجل حلم !!.. بل كابوس مرعب !!...
أنا الآن مجرد ضيف هنا !!..
المنزل الذي تربيت بين أركانه لم يعد لي !!.. لقد صار لشخص آخر ..!
لقد سلب مني بالقوة !!..
غرفتي في الأعلى .. و غرفة أمي كذلك .. مكتبها هناك .. تلك الحديقة الخلفية التي لعبت فيها كثيراً و أنا أسمعها تقول بقلق " لينك أحذر كي لا تسقط " !!..
لكني حين أقع أرضاً تهرع إلي و تمسح الدموع التي تجمعت في عيني ثم تحتضنني وهي تقول " يا إلهي .. حبيبي هل أصبت بأذى ؟!.. كان عليك أن تكون أكثر حذراً ..! "
أريد أن تعود تلك الأيام !!.. أريد أن أكون معها فقط !!.. لا يهمني أي شخص آخر !!..
شعرت بأحدهم يربت على كتفي فرفعت رأسي عندها إليه .. كان متفاجئاً نوعاً ما : لينك .. أأنت .. تبكي ؟!..
بلا شعور تمتمت : و ما الذي تتوقعه غير هذا ؟!.. أتنتظر مني أن أضحك و أقفز فرحاً بدخولي لهذا المنزل مرة أخرى ؟!.. هل نسيت كيف تم طردي منه و رمي في الشارع كالمتشردين ؟!.. هل نسيت أن هذا حدث بعد أيام قليلة من وفاة أمي إلينا ؟!.. أني أرى طيفها في كل مكان ريكايل !!.. أشعر بالألم !!.. أنه مؤلم و كأن سكينة تمزق قلبي ..! و كأن حبلاً يلتف حول رقبتي !!.. أنه مؤلم ريكايل ..!
احتضنني عندها و أخذ يمسح على رأسي بهدوء مما جعلني أهدأ قليلاً : آسف لينك ..! لم أعلم بأنه بتلك الصعوبة ..! أنا أدرك أن ذكرياتك في هذا المكان تشعرك بحنين قاتل إليه ..! أعلم أنه يذكرك بالسيدة ألينا ..! لكني لم أعلم بأنه سيجعلك تعاني كهذا ..!
لم أقل شيئاً بل هدأت و قد توقفت عن البكاء أخيراً فابتعد عني بهدوء : أغسل وجهك الآن و عد إلى غرفة الجلوس .. الجميع بدأ يقلق عليك ..! لقد ذهبت ينار لأخبار الطاهي بأن يعد الحلوى .. حاول أن تصمد قليلاً أخي ..! أرجوك ..!
أومأت إيجاباً بعدم اقتناع .. لكن أنا لا أملك حلاً آخر لفعله الآن ..!
سبقني رايل عائداً للغرفة بينما وقفت لأنظر لنفسي في المرآة و أرى وجهي المحمر من أثار البكاء ..!
في الماضي .. كنت أرى هذا المنظر على وجهي دوماً بمجرد تذكر أليس .. لكن رؤية والدتي كانت تريحني و تنسيني ذلك الألم ..!
لكن الآن .. أنقلب الحال و باتت ذكرى والدتي هي أكثر ما يؤلمني ..!
غسلت وجهي بالماء البارد عندها ثم جففته بالمناديل الورقية ..!
و ما إن سرت خطوتين لأعود لغرفة الجلوس : أهلاً بعودتك سيدي ..!
توقفت في مكاني حين سمعت تلك النبرة المحترمة من احدا الخادمات .. هل عاد والد ينار يا ترى ؟!..
رد مع اقتباس
  #39  
قديم 07-08-2016, 11:00 PM
 


توقفت في مكاني حين سمعت تلك النبرة المحترمة من احدا الخادمات .. هل عاد والد ينار يا ترى ؟!..
ليس من الجيد الخروج الآن حتى لا يراني و يسألني عن نفسي و سبب وجودي هنا ..!
- أبي .. أهلاً بعودتك ..!
كانت هذه نبرة ينار السعيدة لأسمع بعدها والدها الذي بدت السعادة في صوته هو الآخر : أهلاً حبيبتي ..! أرجوا أن لا أكون قد تأخرت عليك ..!
.
.
ذلك الصوت !!..
.
.
اتسعت عيناي بذهول .. ذلك الصوت !!..
.
.
اسرعت لأنظر من زاوية ذلك الممر ناحية البوابة الداخلية .. و في تلك الردهة رأيت ذلك العناق الحار بين الأب و ابنته ..!
أو لنقل .. بين ذلك الحقير و ابنته !!!..
.
.
أيعقل ؟!!!!!..
أهو نفسه أم أني أتخيل ؟؟!!..
مستحيل !!.. هو لم يكن له أبناء !!..
.
.
أجل أنا واثق بأنه لم يكن متزوجاً إطلاقاً و ليس لديه أية أبناء !!!!!..
لكن .. أنه هو .. يستحيل أن أخطأ به !!..
أدريان سميث !!.. ذلك الخائن !!..
.
.
ها هو أمامي من جديد !!.. يحتضن تلك الفتاة و يضحك في وجهها !!..
أيجرأ على الضحك بعد ما فعله بي ؟!!.. أيجرأ على الشعور بالسعادة بعدما جعل والدتي تموت و هي في قمة الحزن و الأسى ؟!!..
ذلك الحقير !!!!!!..
شعرت بارتخاء في ركبتي فسقطت أرضاً ..!
ما هذا الذي أشعر به ؟!.. أهو خوف ؟!..
أجل .. أشعر بالرعب !!..
كيف بات أدريان يرعبني الآن !!.. هل لأنه طردني من منزلي ؟!!..
هل لأنه شردي و سلبني ثروتي ؟!..
.
(( بل أنت من سيخرج .. فهذا القصر .. صار ملكاً لي ..! ))
.
دارت تلك الجملة في رأسي .. آخر جملة خاطبني بها ..!
ذلك الخائن !!..
لا أعلم ؟!.. لكني أشعر بالتوتر لدرجة أني لا أجرأ على مقابلته الآن !!..
يجب أن لا يراني !!.. أجل يجب أن لا يراني !!..
- لقد جاء أصدقائي إلى هنا .. ما رأيك في الجلوس معنا قليلاً ؟!..
- حقاً ؟!.. يسعدني رؤية أصدقائك عزيزتي ينار ..! حسناً .. سأبدل ملابس العمل و أنضم إليكم ..!
- أنا واثقة أنك ستحبهم و هم كذلك ..!
- أتمنى هذا ..! فهم اصدقاء ابنتي الوحيدة في النهاية ..!
أيكذب أم ماذا ؟!..
كيف صار له ابنة فجأة ؟!..
من المستحيل أنه قد تزوج دون أن نعلم !!..
أيعقل أنها ليست أبنته ؟!..
لينك هذه لست المسألة الآن !!.. هذا الرجل يخطط لرؤية أصدقائها و تبعاً لهذا سيراني و يرى ريكايل كذلك !!..
يستحيل أن أسمح بهذا !!..
عادت الفتاة ناحية المطبخ بينما سار هو ناحية المصعد ..!
لا أخفي عليكم أنه لو التفت قليلاً لتمكن من رؤيتي .. و لكن الحظ حالفني هذه المرة !!..
قدماي مرتخيتان تماماً من شدة التوتر و القلق .. لكن هذا ليس وقت الجلوس هنا !!..
وقفت عندها و أنا استند للجدار .. أشعر بالتعب بسبب المجهود النفسي الذي بذلته ..!
علي أن أسرع قبل أن يعود ذلك الحقير إلى هنا و يراني !!..
وصلت لغرفة الجلوس عندها لأجدهم جميعاً جالسين يتحدثون إلا انهم صمتوا و التفتوا إلي في الحال ..!
تقدمت بضع خطوات و أنا أقول : أعذروني .. لا أشعر أني بخير ..! سأغادر الآن ..! هيا بنا ريكايل ..!
بدا عليهم القلق عندها لكن ايثن قال بهدوء : أنك شاحب بالفعل لينك .. تأكد من أن ترتاح جيداً ..!
أومأت موافقاً فوقف رايل عندها : حسناً .. لننتظر قليلاً حتى تعود ينار و نخبرها بمغادرتنا ..! ليس من اللائق أن نخرج فجأة ..!
بسرعة قلت : لا وقت لهذا ..! يا رفاق .. هلا أخبرتم ينار باعتذارنا الشديد ..! سنغادر الآن ..!
تقدمت بضع خطوات و أمسكت بيد رايل اسحبه خلفي .. أخشى أن يقف في مكانه لوقت أطول إن لم أفعل هذا ..!
خرجنا من القصر بأكمله دون نطق حرف و حين بدأنا السير في الشارع وضعت قبعة معطفي على رأسي حتى تقلل من احتمالية التعرف إلي .. لا أعلم من قد يراني في هذه المنطقة ..!
- إلى أين نحن ذاهبان ؟؟!..
- إلى المنزل بالطبع ..!
- لينك أنت لا تبدو بخير .. هل أثر فيك الأمر لهذه الدرجة ..!
- أنا بخير .. لا تقلق ..!
- إذاً لما غادرنا بهذه السرعة ؟!.. أعتقد أن هذا قد يفتح باباً للشك إضافة لتصرفاتك الغريبة ..!
توقفت عندها بتوتر .. هل أخبره بأن سبب مغادرتي الحقيقي هو أن أدريان لا يزال هناك ؟!..
هل يجب أن يعلم بأن أدريان هو صاحب هذا القصر الآن ؟!..
لا !!.. لا يجب أن يعلم !!.. لأنه إن علم فسيعرف أن ينار هي ابنة أدريان !!..
لا أريده أن يعلم بشأن هذا ..!
أنه يحب ينار !!.. أجل أنا واثق أنه أحبها في الماضي و لا يزال يحبها !!..
لذا لن أخبره بهذا حتى لا أسبب له المشاكل معها : لم أكن سأحتمل البقاء في ذلك المكان أكثر ..! ها هو السبب لا غير !!.. لنذهب لأقرب محطة حافلات الآن ..!
بدا أن حجتي كانت مقنعة لذا لم يسأل أكثر ..!
أي مصيبة جديدة هذه التي ظهرت لي ؟!..
.................................................
الساعة هي الثانية بعد منتصف الليل .. لكنني لم استطع النوم ..!
ها أنا استلقي في فراشي احاول أن اخذ قسطاً من الراحة لكن هذا مستحيل ..!
ريك نائم و كذلك ليو .. كيت أيضاً عادة لمنزلها منذ مدة ..!
ما طرد النوم من رأسي هو تلك الأفكار ..!
الكثير من الأمور أخذت تدور في ذهني .. اشعر بالإحباط ..!
لم أعتقد أن رؤية منزلي ستجعلني أنهار هكذا ..! لكن هذا طبيعي فذلك كان مكان الدائم و ملجئي الأول ..!
لكني اليوم كنت مجرد ضيف لا يمكنه التجول بحرية في المكان ..!
حتى في السنوات التي عشتها في ادنبره .. كنت أعود إليه في كل عطلة ..!
أشعر أن رأسي فارغ و لا يحتوي إلا على ذكريات لي فيه ..!
أمي .. أبي .. جيسكا .. و أنا .. المكان الأهم بالنسبة لنا هو ذلك القصر ..!
لقد رحلوا جميعاً و تركوني وحدي فيه .. و لكن تم رمي خارجه بعنف و لم استطع اكمال حياتي في المكان الوحيد الذي يجمعني بأسرتي ..!
حتى ريكايل .. لقد عرفته في ذلك المنزل .. تشاجرنا كثيراً فيه ثم صرنا صديقين داخل أسواره ..!
اغمضت عيني عندها .. هذا لن يغير شيئاً من الحقيقة ..!
فأنا لم أعد هناك .. لقد أخذت ينار مكاني فيه ..!
أجل .. ربما تكون في غرفتي الآن !!.. فهي احدا أفضل ثلاث غرف ..!
أو ربما غرفة أمي ..!
لا اعتقد أنها غرفة جيسكا فتلك العجوز قد صممت غرفتها بطريقة قديمة تناهز عمرها ..!
اتساءل منذ متى صار لأدريان ابنة جميلة كهذه ؟!.. أنها في مثل عمري وهذا يعني أنه قد تزوج منذ مدة طويلة ..!
ربما قام بتبنيها ؟!..
لكني اعتقد أن ماكس ذكر أمر انفصال والديها منذ زمن ..!
رغم ذلك مستحيل أن أمي إلينا لا تعلم بهذا الشأن ..!
هل كانت تعلم و لكنها لم تخبرني يا ترى ؟!..
بالحكم على شخصيتها العطوفة فهي كانت ستجعل ابنة ادريان في مقام ابنتها و تدللها أيضاً ..! هذا يعني أنها لم تكن تعلم ..!
بدأت اشعر بالصداع ..!
ليذهب ذلك الحقير و ابنته للجحيم !!.. لقد دمرا حياتي !!..
لكن .. ما ذنب ينار ؟!..
أكاد أقسم أنها لا تعلم شيئاً !!.. فهي حتى لا تعرف أن صاحبة تلك الصورة هي الينا مارسنلي ..! كما أنها لم تذكر اسم مارسنلي مطلقاً و كأنها لا تعرفه ..!
أجل .. لاشك أنها بريئة من كل أعمال والدها ..!
لكن لحظة .. أنها ابنة أدريان سميث !!..
أليس هذا ذنباً بحد ذاته ؟!!..
توقف لينك !!.. لا تدع شيطانك يسيطر عليك !!..
تلك الفتاة هي صديقة ريكايل !!.. أنها الفتاة التي أحبها أخوك الأصغر ذات يوم ..!
على الأقل لا تكرهها لأجله !!..
أجل .. يبدو أني سأقنع نفسي ببراءتها وحسب !!..
..................................................
رد مع اقتباس
  #40  
قديم 07-08-2016, 11:01 PM
 



انتهى البارت ^^

حسناً .. كأني أرى أنه قصير بعض الشيء ؟!..

عموماً دعنا من هذا .. لقد ظهر الشرير مجدداً مما جعلني أعتقد أنه طويل ^^ ..!

............................................
الأسئلة

ليو قرر السكن عن الأخوين .. هل سيسبب هذا بعض المشاكل ؟!..

السيد مارك بدأ بالشك الفعلي أيمكن أن يكتشف شيئاً ؟!..

ميدالية ينار و ريكايل تبدو مهمة لهما .. فما قصتها ؟!..

و الأهم من هذا كله .. ظهر أدريان مجدداً .. ما ردة فعلكم ؟!..

و ماحقيقة ينار ؟!.. أهي ابنته حقاً ؟!..

ماذا عن ريكايل ؟!.. هل يعرف شيئاً بهذا الشأن ؟!..

ايمكن أن يكتشف ادريان بأن لينك على مقربة من أبنته الوحيدة ؟!..

..............


المقتطفات ..!

...

ربما علي أن أجاريه : حقاً ؟!.. لم أعلم أنك من هذا النوع حضرة الرئيس ..! هل كنت ترجوا أنك ولدت في احضان الطبقة المخملية ؟!..

...

كانت على وجه علامات البشر و السعادة : العمل .. لقد عثرت على عمل !!..

...

لم اكد التفت حتى انزلقت الصينية من يدي لتسقط على الأرض و تحدث دماراً هائلاً مصاحباً لضجة تكسر الكاس و الكوب !!..

...

ابتسمت بنوع من السخرية على نفسي : ربما كان يجب أن تكون أنت الأكبر ريكايل ..!

...

ابتسمت عندها : ألن ترحب بالزبون أيها النادل ؟!..

...

حدق في بجد : عموماً إما العزف أو الموت !!..

...

ابتسم لي : اطمئن ..! لقد بدت غير غاضبة اليوم ..! أن مزاجها جيد لذا عليك استغلال هذا ..!

...

هتف ماكس بصدمة : أأنت رفيقة لينك ؟!!!!.. الأحمق له رفيقة و أنا ليس لدي !!!!..

...

استدركت شيئاً عندها : هل التقيت بماثيو أنت أيضاً ؟!..

...

وقفت حينها منزعجاً : أنت لم تعطني فرصةً بعد ..! خذي الخاتم مجدداً ..!

...

و قبل ان تغلق الباب ركضت بلا شعور و امسكت به مما جعلها تلتفت الي بسرعة و قد لحظت الدموع في مقلتيها الرماديتين لحظتها ..!

...

بينما قربت تلك المرأة المقرفة رأسها من رأسي و هي تقول بنبرة سقيمة : لما لا تنظم لحفلتنا أيها الوسيم ..! ستحب اصدقائي و أنا أثق انهم سيحبونك أيضاً ..!

...

لكني عندها ربت على رأسها و همست بجدية و قد قررت ان احمل جزءاً من هذا العبء عنها : اطمئني ريا .. أنا لن أتركك لهم !!.. مهما حدث ..!

..........................................

هذا ما لدي اليوم ..!

أرجوا ان يكون البارت قد أعجبكم ^^ ..!

في حفظ الله و رعايته ..!
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مــٓـــلآگـــٓيــّٓ الــٓــحــٓـّ{ــٓمــٓـ}ـــٓـراء ... هــٓــلــٓ تــَســْ{ـــٓمــٓـ}ــحـِـيــْنــٓ لــَــٓيـــٓ بــهــٓـذهـٓ الـٓــرَّقــّـ دقيوس و مقيوسxd حواء ~ 12 08-27-2017 05:57 PM
ॐ نـٓهريـــنْ وٓ حـٓـضآرةٌ وٓ خـآرِطـٓةةُ وتــآرِيخْ .. يـٓعنيْ أنتٓ » العِــرآقْ « أشلونْ مآ حبگ ؟! ॐ ٱۆڳسِجْينٌ ✖ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 9 10-11-2013 06:39 PM
أٓحـبكّْـ... مٓعنــْاهـٌا إذٓا بعٓـدت عِّنيْ تبــّٓقىْ فيِنـِي...[❤] Nanachix مدونات الأعضاء 50 05-28-2013 08:43 PM


الساعة الآن 08:23 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011