#11
| ||
| ||
5- فتاة مزعجة أشرقت شمس الصباح على تلك المياه المتألقة بلونها الأزرق الأخاذ،وأخذت الطيور تنشر زقزقاتها على طول الشاطئ البديع ،وقف يتأمل ذلك المنظر والنسمات الممتزجة برائحة البحر تتلاعب بشعره الأشقر وتبعثره بطريقة أضفت على وجهه المبتسم جاذبية مضاعفة . _هل ستبقى واقفا هنا ؟ جاءه صوت عميق من خلفه ،فالتفت وعلى ثغره ابتسامة عذبة ينظر لوالده الذي وقف على مقربة منه وأجاب: _بالتأكيد لا يا أبي نظر والده باتجاه المحيط وقال بهدوء: _أتعلم لقد بدأت أشتم رائحة المشاكل نظر إليه (نيكول) بسخرية وهو يقول: _بوجود دايزي وأندريس تحت سقف واحد فهذا يعني أن حربا عالمية ثالثة ستقوم تألق شعر السيد (بروس) القاتم والذي تخلله الشيب تحت ضوء الصباح ،أخذ نفسا عميقا ومن ثم نظر إلى نيكول بنظرة يمكن من خلالها أن تدرك الشبه الكبير بينهما : _لا أدري يا بني ،ولكن كنت أقصدك أنت وليس دايزي وأندريس _هيا إلى الفطووووووووووووووووووووور صاحت بالأطفال بصوتها الحاد العالي وهي تطرق على قدر حديدية بملعقة ، نهض الأطفال من مضاجعهم يتذمرون ويشتكون ،بعضهم يشد شعره وبعضهم يتثاءب والبعض الآخر يسير وهو نائم .خرج أندريس من بين الأطفال وهو يحاول أن يعيد ترتيب شعره بأصابعه الطويلة السمراء،شاهدته دايزي فاتجهت نحوه تسأله بسخرية: _ماذا؟ هل عاقبك السيد هاري بالمبيت معهم لأنك لم تكن مهذبا البارحة تثاءب وهو يرد عليها قائلا: _لا أعلم السبب ولكنك تبحثين عن المشاكل وستجدينها نظرت دايزي إلى شعره المشعث وملابسه غير المرتبة ذات الألوان غير المتناسقة ،بنظرة تقيمية ساخرة ومن ثم شخرت بازدراء: _ألم يعلمك أحدهم أنك إن لم تهتم بمظهرك فلن تتزوج أبدا أجابها بهدوء: _عندما أختار زوجة لي سأختارها فتاة جميلة ،ذكية وفوق هذا وذاك زوجة تحبني لنفسي ولا تهتم بما أرتديه،وهذا يعني أنك خارج قائمة المرشحات _ومن قال بأنني أريد أن أكون على قائمتك،هذا إن كان لديك قائمة أصلا!!! جاءها صوت صوفيا المرح يقول: _صدقيني لديه واحدة ،وإلا لما كانت الجميلة لوسيتا تركض وراءه كالمجانين التفتت إلى أندريس وألقت عليه تحية الصباح ،بينما اغتنم الأخير الفرصة ونجا بجلده ،ومن ثم التفتت إلى دايزي الغاضبة وقالت وهي تلوح بيدها بخفة: _هوني عليك ،ثم على حسب علمي أنت من بدأ تلك المشادة دايزي والغضب لازال يعتمل في داخلها: _في صف من أنت؟؟ كنت أظنك ضمن فريقي أخرجت صوفيا لسانها بمرح ،تقول: _آسفة ،ولكن لا يمكنك إنكار جاذبيته شهقت دايزي بدهشة: _جااااااااااااااااااااااااذبيته،لا تقولي لي أنه استولى على دماغك أنت أيضا _دايزي، نحن أصدقاء منذ الصغر ولم نفترق إلا السنوات الثلاث الأخيرة ، وبالتأكيد لن أذمه ،إن أردت الحقيقة أنا اعتبره أخي الأكبر فلطالما ساعدني قالت دايزي وكأنها أدركت للتو أنها لم تر أيا من ساندرا أو النيكول اليوم: _أين ساندرا وشقيقها اللطيف أطلقت صوفيا ضحكة خفيفة : _شقيقها اللطيف،كنت أظنكما تشاجرتما في أول يوم رأيته فيه _أجل ،لكنها كانت سحابة صيف عابرة ،أنا وهو متفقان والتهبت عيناها وهي تكمل: _أما أندريس فأنا وهو كالماء والزيت مهما حركتنا فلن نتوافق أبدا _أفضل تشبيهكما بالنار والبارود فهذا يصف الوضع بطريقة أفضل تنهدت دايزي وهي تقول : _حسنا دعينا من الجدال علي أن أذهب لتفقد الأطفال صراخ وفوضى وأحاديث بريئة خالطت النسمات الدافئة والتي تهب على غرفة الطعام ذات الجدران الخشبية المزينة ببعض الأعمال الفنية والتي أبدعتها أيدي نقية ،بريئة ،صغيرة .وقف كل طفل يشير إلى اللوحة التي رسمتها يداه بفرح والغبطة تملأ وجهه وتزين ملامحه البريئة بنوع من الجمال لا تراه إلا في الأطفال. إنه يحسدهم ،لا شيء يهمهم ،ليست لهم شركات يقلقون بشأنها ولا أسهم يهتمون بارتفاعها وانخفاضها ،ليس عليهم أن يتابعوا أخبار ((البورصة)) ولا أن يمضوا ساعات يخططون للاجتماعات ،وفوق هذا وذاك ليس لديهم من يتقاتل عليهم ،إنه واقع بين جديه كل منهما يريده لنفسه،فجده لأبيه ((ريتشارد)) يرى أنه أحق به ذلك أنه ابن ابنه الوحيد - رغم أنه تخلى عنه في أول فرصة سنحت له بذلك- أما جده لأمه((ليونيداس)) فيرى أنه الأحق برعايته لأنه من رباه واعتنى به ،وكل منهما نسي أنه تجاوز المراهقة منذ زمن يمكن أن يقال عنه أنه بعيد،فبعد قرابة الأسبوعين سيبلع 27 من عمره ما يعني أنه يستطيع الاعتماد على نفسه. تنهد أندريس بعمق محاولا طرد الأفكار التي استولت على رأسه فجأة مذكرا نفسه بما ينتظره بعد أن ينتهي من ارتداء ملابس ((لائقة)) –على حد قول دايزي- وبما أنه قرر إعلان الحرب عليها ،ارتدى بنطالا باهت اللون ممزق من الأسفل وارتدى فوقه قميصا لا أعرف بالضبط ما لونه ، فهو مزيج من الأخضر والبني ،لون غريب إلا أنه أظهر جمال جبهته العريضة التي لوحتها الشمس و خديه البارزين وأنفه الأرستقراطي الشامج وخطوط فمه القاسية. وقف ينظر إلى نفسه بسخرية ويفكر: _لنرى الآن ماذا ستكون ردة فعل الآنسة أناقة على هذا الموديل الجديد بالتأكيد لن يعجبها الأمر ،إنه لا يبدو سيء المظهر ولكن هذه الألوان....... إن أقل ما يمكن أن يقال عنها هو أنها ليست متناسقة البتة دخل أندريس إلى غرفة الطعام متبخترا ،يلقي بنظراته الساخرة في كل مكان ،ولكنه ألقى نظرة واحدة محملة بالحنان خص بها تلك الطفلة الشبيهة به ((تانيا)) تهللت عيناها فرحا عندما رأته وأسرعت إليه تحتضنه وتثرثر بلغة غريبة غير أن أندريس كان يجيد تلك اللغة ،حيث رفع الطفلة بين يديه وأجلسها في حضنه وراح يستمع لكل ما تقوله ويضعي إليه أشد الإصغاء .دخلت دايزي بشعرها الطويل المسرح بعناية وبنطالها الغالي الثمن وقميصها ذي اللون الزهري والذي جذب أنظار الفتيات الصغيرات اللواتي تحلقن حولها ينظرن إلى ذلك الجمال الذي بدا وكأنه أضفى رونقا مميزا إلى هذا اليوم العادي. من عند الباب وقفت كل من صوفيا ذات الشعر الأحمر وساندرا ذات الشعر الكستنائي تراقبان الوضع ،قالت صوفيا موجهة حديثها لساندرا: _انظري أنا متأكد من أنهما سيتشاجران الآن ،لقد طلبت منه أن يحسن مظهره قليلا ولكنه عنيد عبست ساندرا وقالت: _ليتها رأته في بذلته الداكنة ،أو ذاك البنطال الكاكي !! لكزتها صوفيا تقول: _لا تتحدثي عن أخي بتلك الطريقة ردت لها اللكزة وهي تقول بمكر: _منذ متى كان أخا لك احمرت صوفيا خجلا ،لكنها سرعان ما تداركت الموقف لتجيب بهدوء مزيف: _منذ زمن بعيد أطلقت ساندرا تنهيدة تدل على الضيق وقالت : _صوفيا،أعلم أن جد أندريس طلب منك مراقبته ولكنه لم يعد طفلا عدا عن أنه يفوقك سنا ومن ثم أردفت بفظاظة : _بصراحة أنا أعتبر جديه غبيين ،ألا يدركان أنه ليس طفلا ،حتى عندما كان طفلا لم يكن يحتاج إليهما دخل نيكول بشعره المشعث وعيناه اللتان تلمعان جدية _ولأول مرة_ وقال: _الحقيقة أنهما من يحتاج إليه وليس العكس ولهذا ترين كل واحد منهما يخاف على أن يسرقه الآخر منه قالت الفتاتان معا بحزن: _أنت محق تحول البريق الذي في عينيه إلى بريق تسلية وقال يشير إلى غرفة الطعام : _تعاليا وانظرا لقد تشاجر الثنائي المخيف ركضت الفتاتان لتقفا بجانبه تحدقان بالجدل القائم بين أندريس ودايزي. صرخت دايزي بأعلى صوتها باشمئزاز: _ما هذه الألوان؟؟؟ هل عملت زبالا يوما أجاب والنظرات العابثة تلوح في مقلتيه: _لا،لما تسألين؟ أجابت بسخرية مشيرة إلى ملابسه: _لأن هذه الملابس تبدو وكأنها التقطت من هناك اقشعر جسد نيكول وهو يقول للفتاتين اللتين أخذتا تشجعان دايزي : _ألا تلاحظان ما أحدثته دايزي من تغيير على نمط حياة أندريس ،لقد كان يستيقظ صباحا بوجهه البارد ويلقي تحية الصباح الجليدية تلك ومن ثم ينصرف إلى عمله بهدوء ولكن منذ وقعت عيناه على دايزي و شعلة النشاط تدب فيه ،أتساءل عن الشيء المميز الذي وجده أندريس فيها؟؟ قالت صوفيا بمرح وهي تدور حول نفسها: _لقد وجد نصفه الثاني تجمد نيكول ،ونظر إلى صوفيا نظرة تائهة وهو يقول: _أنت تمزحين صحيح؟؟ هزت الأخيرة راسها ببراءة وهي تقول: _هذا قدر الجميع فأندريس لم يعد صغيرا وقد آن له أن يستقر نظر إليها مشككا وقال: _أندريس لم يقل هذا ،صحيح؟ ارتبكت قليلا وقالت بعد تردد بسيط: _ليس تماما!! _وماذا تعنين بليس تماما؟؟ نكست رأسها إلى الأسفل وقالت: _هو لم يقل شيئا ولكن أنا وبمعرفتي وبالعقل الراجح الذي أملكه استطعت أن أتكهن بذلك ضحك نيكول بخفة وقال: _حسنا كل ما أرجوه ألا أكون على هامش حياة أندريس ،وأن يبعث لي ببطاقة دعوة عندما يقرر الزواج مسحت تلك الفتاة قطرات العرق المتناثرة على جبينها بمنديلها الحريري المطرز ،رفت شعرها عن عينيها وعدلت نظارتها في أعلى رأسها ،ومن ثم وقفت تنظر بهدوء إلى اللافتة الخشبية التي حفر عليها بضعة حروف كونت اسم المخيم (( البلاد السعيدة )). اجتازت الفتاة البوابة الرئيسية المصنوعة من الخشب الثقيل والتي فتحها لها الحراس الذين وقفوا يحرسون المكان، بدا لها المكان لأول وهلة كالسجن لكن كلما تقدمت خطوة تبين لها أن ما أمامها ما هو إلا جنة حيث الأشجار الشاهقة ذات الثمار الغريبة الأشكال والألوان ،والأزهار المختلفة الأحجام والأشكار ذات الروائح العطرة التي تضفي رونقا مميزا لذلك الجو الذي يعبق بشذا مئات الأنواع من الزهور. نظرت إلى البيوت الخشبية المسقوفة بالقش والتي أنعشت ذاكرتها وأرجعت إليها ذكريات طفولتها التي كانت تقضيها على الشاطئ عندما تزور جزر الكاريبي .سارت في الطريق غير المعبد وإعجابها باتقان بناء تلك البيوت المزينة بالشرفات المتعددة المزينة بالأزهار المتسلقة التي تزين الأعمدة يبدو في وجهها ،تراه في نظراتها التائهة وخطواتها المتعثرة . وصلت إلى ذلك المبنى الكبير المزين بالقرميد ،إنه الوحيد على هذه الشاكلة غير أن له نفس طريقة البناء،صعدت الدرجات الخشبية الثلاث ،وقفت أمام الباب الخشبي المزين ببعض النقوش النباتية وأمسكت بالحلقة الحديدية المعلقة على الواجهة وطرقت بها الباب بلطف ،لم تنتظر إلا لحظات قليلة إذ سرعان ما طالعتها نظرات متعبة لعجوز غزا الشيب رأسه وعلامات الإرهاق بادية على وجهه ،بيد أنه ابتسم عندما ما رآها وأسرع يرحب بها قائلا: _أهلا وسهلا يابنتي ،تفضلي تفضلي وأفسح لها المجال لتعبر ،تبعته إلى مكتبه الذي يقع في آخر الممر ،وقفت في منتصف الغرفة وعيناها تلتهمان تلك الكتب المصفوفة على الجدران ،رأى تلك النظرات في عينيها فابتسم وقال: _صدقت دايزي عندما قالت أنك لا تشبهينها!! |
#12
| ||
| ||
جميلة وروعة كمليها في انتظار التكملة |
#13
| ||
| ||
رمضان كريم وتقبلي مروري
|
#14
| ||
| ||
تابع... التفتت ميديا إلى السيد هاري وهي تبتسم بعتاب : _ماذا قالت عني؟؟ _لقد قالت أشياء كثيرة من بينها أنك فتاة مثقفة وهادئة ومحببة للنفس ابتسمت بدفء وهي ترد: _صحيح أنه يمكن أن يقال عني أني مثقفة ولكنها تفوقني ثقافة ولطالما تفوقت علي في المدرسة _أنا لا أشك في قولك هذا فالذكاء ينضح من عينيها تقدمت وجلست إلى المقعد الذي يقابل مقعد السيد هاري ،فقال: _كم ستبقين هنا يابنتي؟؟ قالت وهي تسوي ثيابها: _7 أو 8 أيام ظهرت علامات الدهشة على وجهه وهو يقول: _فقط !! فأجابت بابتسامة: _فقط ،سيكون علي أن أعود فلقد وعدت شقيقتي أنني سأكون وصيفتها يوم عرسها تنهد متفهما وقال: _حسنا لا بد أنك تريدين مقابلة دايزي،صحيح؟؟ هتفت بفرح: _بالتأكيد _حسنا هيا بنا جلس إلى طاولة الطعام بعد تلك المشادة الصغيرة مع دايزي ،تقدمت الأخيرة منه وهي تحمل طبق الطعام فقال بسخرية: _ألا يفترض بأن ترتدي العاملات زيا موحدا طالعته بنظرة حادة ومن ثم ألصقت الطبق بالطاولة بقوة نظر لما في الطبق باشمئزاز ومن ثم أبعده مبديا ازدراءه : _ما هذا؟؟ أهو بقايا طعام؟؟ توجهت إلى مائدتها وجلست على الكرسي ،رفعت منديلا صغيرا ووضعته في حضنها ،ثم نظرت إلى الصحون وقالت : _لا أستطيع أن أعد لك فطورا خاصا عليك أن تتناول ما يقدم إليك قال بملل: _وما هو هذا الذي في صحني ؟؟أنا لا آكل شيئا لا أعرفه!! _إنه بطاطا مسلوقة مهروسة وعلى وجهها القليل من البقدونس ،وصحن من الأفوكادو بالإضافة إلى كأس من الحليب وموزة قال ببطء: _حسنا ليس هذا ما كنت أتوقعه ،فأنا لا أتبع حمية وأريد خبزا محمصا وعجة وبعض البيض المقلي نهرته قائلة: _هذا للعشاء _وماذا ستقدمين لنا على الغداء؟؟ نظرت في طبقها وقالت: _بالتأكيد لا تتوقع مني أن أقدم لك الكافيار وبعض الشامبانيا ؟؟ نهض من مكانه وذهب ليقف خلف مقعدها ثم انحنى وهمس في أذنها : _لماذا ؟ هل يفوق هذا قدراتك؟؟ نظرت إليه باستعلاء وقد لمعت النظرات الماكرة في عينيها فالتفتت للأطفال الذين يشاهدون الموقف بدهشة: _لقد قررت ماذا سنلعب اليوم نظر إليها الجميع بترقب ،فقالت: _سنملأ البلالين بالطلاء ونقذفها إلى لوحات بيضاء ومن يقدر أن يعطي تصميما مشابها لتصميم قميص أندريس فسينال مكافأة قال أندريس من خلفها بحقد: _لماذا تحبين افتعال المشاكل؟؟ اهتزت لنظراته التي أصابت أعماقها وبعثت القشعريرة في بدنها،إن له جاذبية مدمرة وهي لا تنكر هذا فهي تخاف من نظرات عينيه الجليدية وكلماته التي تقع عليها كالسوط ولكنها لن تستسلم ولن تنهار أمامه ،رفعت رأسها إليه فالتقت نظراتهما، أشاحت بعينيها بعيدا وقالت بهدوء يناقض الاضطراب المتولد داخلها: _أنا لا أرفض التحدي وأنت من بدأ فلا تتوقع مني أن أسكت ارتدى الأطفال ما يقي ملابسهم وأمسكوا تلك البلالين فرحين بما اقترحته دايزي ،أما أندريس فقد توجه إلى غرفته وأخذ يراقب المنظر من نافذته . أمسك نيكول بالونا ً وأراد قذفه إلى اللوحة البيضاء أمامه إلا أن البالون انحرف ليصيب القادمة الجديدة والتي صرخت حالما اصطدم بها البالون . أخذت ميديا تنظر إلى نفسها ،يالهذه المهزلة لم يمض على وصولها سوى نصف ساعة وها هي ملوثة بلون بني يثير الاشمئزاز . تقدم نيكول منها يريد الاعتذار غير أنها دفعته بعيدا وصرخت به قائلة: _لماذا فعلت ذلك؟؟ رد بارتباك: _أنا آسف يا آنسة لم أقصد لكن أعصابها كانت منهارة جراء المحادثة التي تلقتها منذ دقائق قليلة حيث أبلغت أن والديها تعرضا لحادث سير،فتجمعت الدموع في عينيها وأخذت تضربه بقبضتيها على صدره حتى تأوه من الألم . جاءت دايزي تستطلع سبب الصراخ فرأت ميديا منهارة بين يدي نيكول فاتجهت إليها وضمتها وأخذت تهدهدهاحتى توقفت عن الارتجاف وانتظم تنفسها فسألتها : _عزيزتي ميديا ما الأمر؟؟ ردت ميديا من بين شهقاتها: _أنا آسفة ،كان يفترض أن آتي للاطمئنان عليك وليس العكس ابتسمت دايزي لصديقتها تنبئها بأن كل شيء سيكون على ما يرام ،ومن ثم ساعدتها على المسير واعتذرت لنيكول الذي وقف لا يعلم ما عليه أن يفعل . تقدمت ساندرا منه بقلق ووضعت يدها على صدره تسأله عن حاله ،فأبعد يدها عنه وعاد أدراجه إلى البيت . *** ابتسمت والدته (السيدة بروس) في وجهه فرد عليها بابتسامة مغتصبة وسأل : _هل أبي هنا؟؟ فأشارت إلى المكتب،توجه إليه ثم أخذ نفسا عميقا وقرع الباب بهدوء,رد عليه من الداخل صوت عميق طلب منه الدخول ففتح الباب على مهل ثم دخل وأغلقه بهدوء رفع السيد بروس نظره إلى ابنه وقال: _حسنا فقال نيكول وهو يبتسم: _كنت محقا يا أبي لقد وصلت اليوم فتاة مزعجة إلى المخيم _وهل تشاجرتما تقدم نيكول بخطوات سريعة وقال بصوت مرتجف: _ لقد ضربتني بدون سبب،هل تصدق هذا؟؟ أخذ يذرع الغرفة بخطوات سريعة وهو يقول: _لقد كانت تبكي ،لكن ذلك لا يعطيها الإذن بضربي وتفلايغ غضبها في _لم أنت غاضب هل آلمتك؟؟ وضع يده على صدره وأجاب : _قليلا _لا تقسو عليها يابني ، إنها فتاة وقد جاءت وحدها من بلاد بعيدة ولا بد أنها منهارة قليلا قال بهدوء: _لا أعلم ولكن يهيأ لي أنني أعرفها داعبه والده قائلا: _ه هل نقول الحب من أول نظرة شكا نيكول بتعب: _الأمر ليس مضحكا _تحلى بالصبر بني استدار نيكول وخرج من المكتب يشكر والده على النصيحة،ثم اتجه إلى غرفته وارتمى على سريره وهو يضع يده على صدره ،إنها فتاة مزعجة ولا مجال للشك بذلك ،ومهما قال والده فإنه لن يقتنع ،والحب من أول نظرة........... إنه لا يؤمن بهذه الرومانسيات ،حسنا إنه الآن لا يلوم أندريس على شجاراته مع دايزي فقد أدرك أنه في بعض الأحيان يسيطر شعور غريب عليك يقودك إلى أماكن لا تعرفها ويجبرك على تغيير تصرفاتك . _آووووووووووووووووه دايزي لا بد أنه يكرهني الآن _هوني عليك نيكول شاب مختلف عمن تعرفين إنه متسامح إلى أبعد الحدود نهضت ميديا وأخذت تجول في أنحاء المكان وهي تردد بارتباك: _لا أدري دايزي ما كان علي ضربه فما دخله بالحادث هو لم يقترف أي ذنب والتفتت إلى دايزي تقول بحرارة: _أرجوك دايزي أعتذري له نيابة عني ،أنا متعبة _حسنا اخلدي إلى النوم وأنا سأكلمه أوت ميديا إلى فراشها وسرعان ما غطت بنوم عميق فأطفأت دايزي النور وتمنت لميديا نوما هنيئا وأغلقت الباب، صديقتها حساسة جدا ولا تحب أن تجرح أحدا لكنها واثقة من أن نيكول سيسامحها فهي لم تكن واعية لما تقوم به. ليس عليها أن تقلق ستصلح كل شيء على الغداء واليوم . في أمان الله🌹🌹 |
#15
| ||
| ||
هاااااااااي رواية ممتازة تجعلك متشوقة لما سيحدث لاحقا انتظرك لاتتاخري |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |