عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

Like Tree19Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 07-25-2014, 11:02 PM
 
3- وجوه كثيرة

3- وجوه كثيرة

لقد اكتشفت خلال عملها مع أندريس أن له العديد من الوجوه ، منها الغاضب والمتسامح، القاسي واللطيف ، الساخر والمعاون ،و العديد العديد كما اكتشفت شيئا ادهشها وهو انه شديد الصبر الى درجة غير معقولة فخلال وجودها هنا والذي لم يتجاوز الاسبوع ارتكبت الكثير من الاخطاء كان منها ان اوقعت كريستال الثريا التي احضرها اندريس ليعلقها في منزلها _والذي لا تزال تنقصه بعض اللمسات _ ورغم انه لم ينكسر الا انه تناثر في أرجاء الغرفة ما اضطرهما أن يقوما بجمعه ومن ثم اعادة وصله بعضه ببعض كما كان من قبل ،يومها قالت له:

_انا آسفة لم اقصد
_اعلم هذا فانت تقومين باشياء كثيرة لا تقصدينها
رد عليها بعتب وهو يلوي فمه بطريقة ساخرة

_وانت تعطي الكثير من التعليقات الجارحة والتي لا فائدة منها
ردت عليه بغضب

فابتسم وهو ينظر لوجهها المحمر غيظا واجاب مازحا:
_ آسف لم أقصد

نظرت ناحيته تريد ان تنقض عليه وتشبعه ضربا الا انها انتبهت لصورة وجهها في المرآة المعلقة خلف أندريس على الحائط ،لاحظت شعرها المتشاجر مع بعضه والغبار الذي يغطي وجنتها اليمنى ووجها المحمر ،فما كان منها الا ان انفجرت ضاحكة على شكلها ،واخذت تؤنب أندريس قائلة:
_أنت متوحش حقا !! كيف تفعل هذا بي؟؟
_انا!! ما الذي فعلته ؟؟
أشار بسبابته الى نفسه باستغراب

أومات بايجاب وردت وهي تتصنع البكاء:
_أجل انت ،انظر لما فعلته بملكة جمال لندن
_الم اقل لك من قبل بانك متكبرة نوعا ما؟؟
رد عليها بسخرية بدت جلية في نبرة صوته:
فقالت والمرارة قد بدأت تشق طريقها اليها:
_ماذا ستقول لو عرفت سيلفيا؟
_ومن هي سلفيا ؟؟؟
سأل بحذر خشية التسبب في ما لا يحمد عقباه
تنهدت بعمق وأخذت تسترجع بعض الذكريات التي جمعتها بسلفيا فلم تستطع أن تجد أي ذكرى سعيدة ، في المدرسة الابتدائية كانت تطلب من الفتيات الا يلعبن معها وهن كن يطعن أوامرها _خوفا ليس الا_ وفي الاعدادية كانت تسخر منها وتعايرها بموت امها وتصفها باليتيمة البائسة ،اما في الثانوية فكانت تسخر منها لانها تعمل في الشركة بدل والدها كما كانت تقول لها :
_والدك والد فاشل كيف يسمح لابنته ان تعمل عنده ،وفوق هذا انه لا يعمل بل يجلس في المشفى متذرعا بحجة المرض
ولم يكفها ذلك بل هزت راسها باسى وقالت بازدراء:
_ما هذا الوالد ؟؟؟
ولم تكد تنهي جملتها حتى تلقت صفعة قوية منها وتشاجرت الاثنتان وتبادلتا الشتائم ،وانتهى الامر بهما في مكتب المدير الذي اعرب عن شدة اسفه لهذا الوضع ،لكن سلفيا بمكرها استطاعت ان تقنع المدير بان دايزي هي البادئة،فما كان من المدير الا ان القى قنبلته وقام بطرد دايزي الى مدرسة اخرى وسرعان ما وصل الخبر الى والدها الذي تدهورت حاله أكر فأكثر . هذه الاسباب هي نقطة في بحر من المشاكل التي تسببت بها سلفيا لدايزي.

_هل حالة الشرود هذه حالة عادية عندك ام انها حالة تستوجب العلاج
صوته الساخر ونبرته العميقة أخرجاها من سيل الذكريات التي توالت على رأسها دفعة واحدة
نظرت نحوه وابتسمت بهدوء وأجابت:
_لا تقلق لن تدفع تكاليف علاجي اذا ما تبن انها حالة خطرة
نظر نحوها بلوم وعتب يلومها على سخريتها الهادئة
ضحكت بصوت عال وهي تقول:
_أنت تفعل هذا بي دائما ،عسى أن تدرك معاناتي من جراء سخريتك
لوى فمه وهو يعيد الموضوع الى دفته الاصلية:
_هل ستخبرينني من هي سلفيا أم ماذا؟

ترقرقت الدموع في عينيها وهي تجيب بهدوء مزيف:
_انها من دمر حياتي ولن أسامحها على ذلك
رأى عينيها المغرورقتين بالدموع فاقترب يعتذر غير عالم سبب البكاء ،لكنها أسرعت بمسح دموعها ومن ثم اعتذرت بكلمة واحدة كانت :آسفة ،و ......... خرجت .




لا لن ابكي لن افعل ،لا لقد وعدت نفسي بهذا ،أخذت تردد هذه العبارة وهي تغالب الدموع التي ترقرقت في عينيها الفيروزيتين .
لقد سرقت سلفيا ثاني أعز شخص على قلبها – بعد والدها – لقد كان يملأ حياتها هو من دعمها وساعدها وشجعها ولا أحد يعلم ما كان سيحل بها لو لم يكن موجودا في حياتها ،ضحكاته لا تزال تضج في ذاكرتها وصورة وجهه المرح لا تزال محفورة في ذاكرتها .
شعرت بيد دافئة على كتفها فاستدارت بعد ان مسحت عينيها من آثار الدموع ،فاذا بها ترى السيد هاري ينظر اليها وابتسامة حنونة على شفتيها ،لاحظ شحوب وجهها وارتجاف يديها فسالها بحنان وقلق :
_ ما الامر يا صغيرتي ؟ ما بك ؟ قال لي اندريس انك خرجت مسرعة من بيتك بعدما تحدث اليك وقال انه من الافضل ان اتي وارى ما بك فهو يظن انه السبب في انزعاجك
هزت راسها نفيا واجابته بهدوء:
_لا لا ،ليس هو السبب انما تذكرت شخصا ازعجني ووترني وهذا كل ما في الامر ولا علاقة لاندريس بذلك
_هل انت متاكدة؟
_أجل لا تقلق يا عم

ابتسم لها بحب واحتضن وجهها بين يديه الضعيفتين وقربها منه ثم طبع قبلة على جبينها وطلب منها ان ترتاح فهي هنا في استراليا ومن ازعجها في انكلترا والمسافة كبيرة جدا بين الدولتين.
شكرته على لطفه وقلبها يفيض محبة واحتراما لهذا العجوز اللطيف، وعملت بنصيحته واتجهت الى منزلها .
دخلت من الباب الخشبي ودلفت الى القاعة ذات الجدران السكرية المزينة بلوحات لازهار ذات الوان دافئة باللونين الزهري والبنفسجي الهادئ ، نظرت حولها ومن ثم ابتسمت لقد استطاعت وفي غضون اسبوع واحد فقط ان تحول ما كان خربة الى منزل مليء بالحيوية والانوثة التي تلاحظها اينما اتجهت.
اعدت لنفسها كوبا من القهوة الساخنة وصعدت الى غرفة نومها وضعت الكوب على الطاولة المستديرة ذات اللون البني الباهت واتجهت الى خزانة تقع في نهاية الغرفة و فتحت احد الادراج فيها وقامت باخراج كتاب بلون عينيها مرصع بالخرز حملته وحملت كاس القهوة واتجهت الى شرفة الغرفة والتي تطل على المخيم باكمله جلست على احد تلك المقاعد البيضاء المنتشرة على الشرفة والتي تشبه تلك التي على الشواطئ،انها لم تر المخيم باكمله يبدو المحيط قريبا ، ابتسمت بحزن ومسحت بيدها على سطح الكتاب ثم تنهدت وفتحت ذلك الكتاب ،لم يكن كتابا !! وانما كان البوما للصور ، البوم لصور تجمعها بوالدتها في صغرها تاملت صورة والدتها ،لقد كانت والدتها تحب البحر بل تعشقه وعشقها هذا هو ما اودى بحياتها ،اصغت الى صوت تصادم الامواج مع الصخور،اشبعت رئتيها بهواء البحر المنعش ،انها تشبه والدتها كثيرا ليس في الشكل فقط بل في حب البحر انها تحبه ولكنها تدرك خطورته ، قال لها اندريس يوما:
_البحر واسع جميل ومليء بالعجائب ولكنه خطر ، لكن الشيء الذي يتجرد من غموضه يضحي شيئا لا يثير الاهتمام والبحر كما المحيط مملوء بالغموض ويسعى كثير من الناس الى حل الغازه واكتشاف مخلوقاته وبعضهم من يتحداه وبالتاكيد يفشل امام هذا الشيء العظيم .
شعرت بالبرد فافرغت ما بقي في الكوب بفمها ودلفت الى الداخل ،شعرت بالدفئ يسري في جسدها وشعرت بالامل يتجدد في اعماقها فابتسمت وقررت ان تصلح حالتها المزرية فدخلت الى الحمام المذهب وافتحت الصنبور فتدفق الماء دافئا داخل الحوض نظرت بفرح الى كل تلك العطور والزيوت والشامبوهات وفكرت بانه لا بد وان يكون هذا مركز استجمام للاغنياء فكل ما ينقص هذا المنزل هو تلفاز وخط انترنت .




بعد ان استحم وانعش جسده المرهق ،جلس الى شاشة حاسوبة النقال فهو وان كان في عطلة فلا يزال رئيس شركة ولا زال عليه ان يقوم باعمالها ولو كان ذلك على حساب راحته.
بعد ان عاد الى المنزل وجد ثلاث رسائل على بريده الالكتروني كلها من سكرتيرته تنبؤه بان مشكلة خطيرة قد حلت وانها تحتاج مساعدته ،نظر الى ما ارسلته من معلومات فوجد ان هناك تراجعا في مبيعات الشركات طمأن سكرتيرته الى انه سيجد الحل وان عليها الا تقلق وان تهتم بباقي الاعمال .
انتصف الليل وأندريس لازال جالسا يحاول حل هذه الازمة ،مسكينة سكرتيرته انها الثالثة التي تستلم المنصب بعد زوجة خاله والتي اعلنت عدم قدرتها على العمل اكثرمن ذلك ،يمتاز اندريس بانه ذو طبع حاد في العمل فالجد جد بالاضافة الى انه كثير الطلبات ويتوقع ان تنفذ طلباته في نفس الوقت الذي يطلبها فيه وتلك السكرتيرات المتدربات لا يصلحن لمثل هذا العمل ، انهن دوما خائفات منه لكثرة صراخه ودوما مرتبكات يخفن ان يطردن ولكن الامر في النهاية يؤول الى ان يستقلن بمحض ارادتهن غير قادرت على اكمال المسيرة وهذه هي الثالثة التي يحضرها هذا الشهر وهي جيدة نوعا ما فهي قلما ترتبك, أو تسرح وقد وضع ثقته فيها حتى انه ترك الشركة تحت ادارتها ولكنها لا زالت تحتاجه في بعض المواطن حيث لا تستطيع التصرف.
تنهد بتعب بعد ان ادرك سبب هذا التراجع ان قسمي الدعاية والمبيعات مقصران قليلا وسوف يعالج الموضوع غدا ،سيعقد اجتماعا عبر الانترنت يجمعه بمديري القسمين وسيبحث الامر معهما ، اغمض عينيه بتعب و أغلق شاشة الحاسوب ثم اسند ظهره الى المقعد الجلدي الفاخر .
لقد فعل كدايزي تماما في اول يوم له هنا لقد قام بتجهيز بيت يخصه ،منزل يشبه شقته في نيويورك والتي هي ثاني مركز لاعماله بعد أثينا ،قام بطلاء جدران الغرفة التي اتخذها مكتبا باللون الابيض وملأها بالمقاعد الجلدية الوثيرة ووضع في منصف الغرفة طاولة زجاجية ووضع عليها باقة من الزهزر البيضاء تزين الزهرية السوداء الموضوعة في الوسط ،بدت الغرفة كئيبة ومملة وتحتاج الى لمسة انثوية ،هذا ما قالته صوفيا ،انها دائما تؤنبه على ذلك ولكنه لا يستمع لها ويقول بان لا دخل لها بمكتبه وبيته .


خرج من الحمام و هو يجفف شعره المبتل بمنشفته البيضاء ،لقد تلقى اليوم الكثير من ضغوطات العمل ولكنه تجاوزها بنجاح كما اعتاد فهو نابغة في التعامل التجاري ويحصل دائما على ما يريد لم يخرج يوما من اجتماع الا ويتاكد ان كل كلماته ستطبق حرفيا ولم يخرج يوما من صفقة الا وكانت لصالحه ،لقد عمل بجد في مراهقته ،
بدأ عمله في شركة العائلة في 15 من عمره وكان دؤوبا يسعى للافضل دائما وارتقى سلم النجاح خطوة خطوة حتى وصل الى مجلس الادارة ومن ثم ترأسه ، جمع كل تلك الملايين بعرق جبينه لم يطلب مساعدة احد ولم يحتج شفقة اي شخص ،انه لا يحتاج الى اي من جديه ليساعداه فهو ليس مراهقا ولا طفلا ويستطيع تدبر اموره ،ان كان جده لوالده قد تخلى عنه فهذا لا يعني ان حياته انتهت ،لم يكن جده موافقا يوما على زواج ابنه الانجليزي من امراة يونانية وما زاد الطين بلة هو ان أندريس لم يرث جمال الانكليز البارد وانما ورث تلك الدماء الحارة عن والدته ما اثار حفيظة جده والذي تخلى عنه بعد موت والديه ولم يعترف به .

نظر الى الغرفة ذات الجدران القشدية والستائر المخملية وتنهد براحة ، من الجيد ان صوفيا تولت امر تاثيث هذه الغرفة والا لكان شعر ببرودة كتلك التي يشعر بها في مكتبه حيث يعمل .
على الرغم من ان صوفيا ليست من العائلة الا انه يعتبرها كذلك ، انها سكرتيرته في استراليا كما انها صديقة طفولة له ، ولطالما عاتبته على ذوقه البارد وكانت تمازحه قائلة:
_ان لم تكن قد ورثت جمال الانكليز البارد فقد ورثت ذوقهم

كان يكره الانجليز رغم انه واحد منهم ،لكن تلك الفتاة (دايزي) ،انها مختلفة كانما تخبئ حزنا دفينا داخل قلبها، وسلفيا هذه ماذا يمكن ان تكون قد فعلت؟؟

تلك الفتاة محيرة حقا ولكنه سيعمل على فك الغموض المحيط بها وسيعلم ما الذي يزعجها ،ولم خرجت هكذا اليوم؟
استلقى في سريره الدافئ وعلامات التصميم بادية على وجهه ، انه ادنريس سوفاكيس الذي لا يرد له طلب ولا يصعب عليه شيء وهذه الفتاة لن تكون سرا يتغلب عليه.




مشكووورين على الردووود الجميله🌹🌹😘
أيلين likes this.
  #7  
قديم 07-25-2014, 11:30 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
آآه مالذي أتى بهذه الى هنا..؟!
رواية رائعه..
قد قرأتها من قبل..,ووقعت في حبها منذ أول مرةٍ..!؟
أنصح الجميع بقرأءتها..
وفقتي بالاختيار عزيزتي..
في امان الله..~
.
.
.
ميسااكي likes this.
__________________


sakina ~
.
.
.
ألَهُمَّ أُنصُرِ الإسلآمَ وَ المُسلِمِيِنْ~
  #8  
قديم 08-29-2014, 08:19 PM
 
4- قادمة يا صديقتي !!

4- قادمة يا صديقتي !!

حدقت باشراق تنظر الى المحيط الواسع الممتد امامها ،حولت نظرها الى اليمين لترى بعض الاكواخ المسقوفة بالقش ومن ثم التفت الى الشمال تلقي نظراتها على الوجوه البريئة التي أخذت تطالعها باستفهام .
عندما جاء أندريس صباحا لاصطحابها اعتذر منها على ما فعله معلنا أنه آسف ان كان قد أخطأ في حقها لكن مزاجها كان جيدا فلم تشأ أن تجادله وانما قالت له بفرح:
_لا بأس
نظر اليها نظرة تنم عن الغباء ،فانطلقت بالضحك وهي تقول:
_هذا الوجه لا يليق بك ،لا تمثل دور الغبي
فما كان منه الا أن ابتسم وقال:
_فليكن الله في عوني
_وفي عوني أنا أيضا
قالت هذا وصوت ضحكاتها لا زال يتردد في الانحاء
_حسنا حسنا أنا أعترف بانني لست فتاة طبيعية وان كان هذا مشفى للمجانين
قالت هذا وهي ترى علامات الاستغراب جلية على وجهه
فقاطعها بسخريته المعتادة:
_فهذا هو المكان المخصص لك
_حسنا لن أجادلك فانا في مزاج جيد اليوم
تشدقت بهذا ثم أخذت تسير أمامه كطفلة صغيرة نالت علامة كاملة في امتحانها وقد كافأها والدها بهدية صغيرة، لكن حتى طفولة دايزي كانت أبعد ما يكون عن هذا بعد موت والدتها .

سار أندريس أمامها ومن ثم توقف أمام الاطفال الصغار الذين رحبوا به بحرارة حيث تهافتوا عليه كل يريد منه أن يحمله ،رفع أندريس بين يديه طفلة صغيرة تقارب الثامنة بالغة الجمال ذات شعر أسود حالك كلون شعره والغريب أنها تمتلك لون العينين ذاته ،راحت الطفلة تتأمل دايزي بتلك النظرات المتفحصة ،نفس النظرات التي واجهها بها أندريس فور وصولها لهذا المكان ،أيعقل أن تكون هذه الطفلة شقيقته أو ربما ابنته ،واقشعر جسدها لهذا التفكير فأندريس واحد يكفي حياتها وأشباهه بالتاكيد لن يكونوا أفضل منه .


دخان .... الوان غريبة ....... باقة ورود حمراء ظهرت من العدم........ ومن ثم شاب أشقر الشعر خرج من خلف الدخان ما أرعب دايزي وجعلها تصرخ بأعلى صوتها ، وتهرب لتختبئ خلف أندريس الذي بدت السخرية جلية على وجهه .
_قلت لك أنك ستخيفها،ألم أفعل؟؟
ارتفع هذا الصوت من مكان ما في الانحاء لكن دايزي لم تعرفه وانما استمرت تراقب بحذر وهي لا تزال مختبئة خلف أندريس
_آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآسف ،ما أدراني أنها ستكون مثلك تهتم بالموضة وأحدث صرعاتها ،كنت أظنها جاءت لتسعدنا لا لتزعجنا بصراخها
خرجت هذه الكلمات من الفم الشاب ذي الشعر الاشقر الذي كان ينفض شعره مما علق به من ذلك الدخان ،نظر نحو دايزي بسخرية ما جعلها تعتقد أن سكان هذه المنطقة مشهورون بالتهكم والسخرية والاستفزاز ، ثم أعاد نظره الى الفتاة التي صرخت عليه منذ قليل وتابع:
_صوتها عال ، عندما نذهب لمسابقة الشخص الاكثر ازعاجا ذكريني أن نأخذها معنا فلربما تعبت من الصراخ ووضعناها بدلا عنك

افلتت دايزي ذراع أندريس واعتلى الغضب قسمات وجهها وهي تسير باتجاه الشاب الذي بانت امارات الخوف على وجهه ،رفعت كميها الى المرفقين وأبعدت خصلات شعرها الى الخلف وأخذت تجهز قبضتيها استعدادا للهجوم .
وقف الشاب المسكين ينظر لها بخوف شديد وهو يبتلع ريقه ينتظر مصيره المحتوم وهو تلقي ضربة قاضية كتلك التي اعتاد تلقيها من شقيقته ،وقفت دايزي أمامه ورفعت رأسها لتقابل عينيه ،لاحظ شرارات النار المتطايرة من عينيها فتراجع قليلا الى الخلف غير أن دايزي لم تفعل شيئا سوى أن سحبت نفسا عميقا جدا جدا جدا ومن ثم صرخت بأعلى ما يمكنها ،وبعد أن انتهت قالت للشاب الذي وضع اصبعيه في أذنيه وهي تسير مبتعدة عنه:
_هذا ما يسمى صراخا وليس ذاك

أرادت أن تتجاوز أندريس وتكمل طريقها الى الأمام غير أنه أمسك بمرفقها فاستدارت بشكل لا ارادي ووقفت بجانبه ،رفع اصبعه وأشار الى الفتى ذي الشعر الاشقر وقال :
_دايزي أعرفك بنيكول الشاب الذي حدثتك عنه ،هو أيضا سيكون مسؤلا عنك
ثم أشار باصبعه نحو الفتاة التي تراقب المشهد من بعيد وقال:
_وهذه ساندرا انها شقيقة نيكول انها من محبات الموضة أو كما أسميها الفوضى ،وأظنك ستكونين مسرورة بالتسوق معها
شدت يدها من يده واستدارت تنظر اليه بحدة وتقول :
_أتعلم أنت أكثر الناس ازعاجا على هذا الكوكب لقد ابتدأ يومي سعيدا وكنت أريد أن أنهيه هكذا ولكن هذا
وأشارت الى نيكول ،ومن ثم تابعت :
_الا يكفيني أنت وحدك ،جئتني بمهرج ينغص علي عيشي
_هاي هاي هاي ،هذا عيب يا آنسة
قاطعها الشاب ذو الشعر الاشقر والبشرة السمراء وهو يقف بينها وبين أندريس ،نظر اليها وقال بابتسامة :
_أنا آسف لم أكن أقصد أن أزعجك وانما أردت أن أزعج شقيقتي
قال هذا وهو يشير الى الفتاة التي انشغلت باللعب مع الاطفال الصغار ،أعاد نظره اليها وتابع :
_أنا حقا شخص طيب وهذا ليس مديحا بامكانك أن تسألي صوفيا عني وهي ستخبرك
ثم قال وهو يتصنع البكاء:
_أنا لا أشبه هذا المتوحش ،انه بلا قلب هل تصدقين لقد قام بضربي مرارا ومرارا بدون اي سبب؟؟
نظر اليها بعينين بريئتين كأنه يألها أن تصدقه ، فضحكت بمرح وقالت :
_أنت فعلا لا تشبهه فكما يبدو لي أنت شخص مرح
استقام وعلامات السرور بادية على وجهه ومد يده مصافحا :
_أدعى نيكول بروس
وضعت كفها في كفه وأجابت باسمة :
_وأنا أدعى دايزي بريسكوت ،تشرفت بمعرفتك
_أعرفك بشقيقتي عاشقة الموضة
قال هذا وهو يشير الى شقيقته التي اقترب تحييها
_أدعى ساندرا بروس تشرفت بمعرفتك
قالتها ساندرا وابتسامة لطيفة تلوح على شفتيها

نظرت دايزي الى الشقيقين ،انهما لا يشبهان بعضهما فنيكول له عينان واسعتان لوزيتا اللون، أشقر الشعر أسمر البشرة ،رغم أنه تناقض عجيب الا انه اضفى مسحة من السحر على وجهه أما ساندرا فهي ذات شعر كستنائي وعينان لوزيتان وبشرة برونزية لها طلعة بهية كطلعة أخيها .

_أنا حقا أخشى أن تكون حالة السرحان هذه خطيرة
ومن غيره يمكن أن يكون له هذه النبرة الساخرة والتعليقات العقيمة
_أخبرتك أنه في حال اكتشفت أن هذه الحالة خطيرة فلن تدفع شيئا من جيبك
ردت عليه بحدة لم تكن تقصدها ،فقال بهدوء:
_نسيت أن نقود والدك تستطيع أن تشتري لك الكوكب بأسره
_اذا كانت نقود والدي تستطسع أن تشتري العالم فنقود عائلتك تستطيع شراء الكون ،فعائلة سوفاكيس تشتهر بثرائها الفاحش وأنا لست غبية حتى لا ألاحظ أنك تمتلك كبرياءهم العنيدة و حبهم للسيطرة
أجابته بذلك بانفعال ،فكاد أن يثور كيف تجرؤ على أن تنعت عائلته بهذه الاوصاف ؟؟ من هو الذي أخبرها بذلك؟؟ لم يصرح باي من افكاره هذه وانما قال بهدوء مصطنع:
_ما دمت لست غبية ،فكيف لا تدركين أنك مزعجة في كل كلمة تنطقين بها ؟؟
كادت ان تجيبه بكلام لاذع من شأنه أن يوقفه عند حده ولكن ساندرا وقفت بينهما وهي تصرخ :
_كفــــــــــــــــــــى لقد اوجعتما رأسي
نظرت الى أندريس وقالت بهدوء:
_توقف عن هذا فأنت المسؤول هنا ثم يفترض أن تكون قد تجاوزت المراهقة منذ زمن بعيد
ثم التفتت الى دايزي وعلى وجهها ابتسامة حلوة وقالت:
_وأنت أيضا ،آه بالمناسبة كم عمرك؟؟
استرخت دايزي لطريقة ساندرا اللطيفة في الكلام وردت :
_22 سنة
_راااااااائع أنا وأنت من نفس السن سنكون ثنائيا رائعا

_أيتها الخائنتان كيف تتركانني وحدي ولا تخبراني بالذي تفعلانه؟
التفتت ساندرا الى مصدر الصوت وابتهجت لرؤية صوفيا التي وقفت تستمع لحديثهما .
ألقت صوفيا ابتسامة مرحة الى دايزي ،وقالت :
_اذا كنتما تقبلان انضمامي اليكما فسنصبح ثلاثيا رائعا ،ما رأيكن؟؟
_رااااااااااااااااااااااائع
هتفت الفتاتان بفرح معا،فقال نيكول بخيبة وخوف :
_يا الهي ثلاث متوحشات على بريئين اثنين هذا ليس عدلا
_كن رجلا
قال أندريس ذلك وعيناه تلتمعان بالتسلية :
_ستكون عطلة رائعة بكل ما للكلمة من معنى
_اذا كنت تقصد أننا سنموت فأنت على حق
أحاط أندريس عنق نيكول بذراعه ،وهتف بمرح جعل عينيه تلمعان بسحر مؤثر:
_لا، أقصد أنها ستكون ممتعة لأنني وجدت شخصا غيرك أعذبه وأصب عليه جام غضبي
_مسكينة دايزي ،انها لا تستحق ذلك
نظرت دايزي الى أندريس ونيكول كأنها شعرت بما يقولانه فلاحظت وجه الاخير وعلامات الشك بادية على وجهه بينما الاول التفت اليها كأنما أدرك تنصتها اليهما وابتسم ابتسامة غريبة جعلت عمودها الفقري يرتعش بصورة لا ارادية .


في مطار انجلترا وقفت تلك الفتاة ذات الشعر البني المموج تنتظر موعد رحلتها ،كانت تنظر يمنة ويسرة علها تجده لقد وعدها بأنه سيذهب معها وبأنه سيستمع لدايزي ، لم تلمح له أثرا حاولت الاتصال به على هاتفه النقال ولكنها وجدته مغلقا ،قررت أن تستفيد من الوقت الباقي لها قبل وصول موعد رحلتها بالقراءة فاتجهت الى متجر المطار واشترت صحيفة تتسلى بها ،تمتاز (ميديا) صدبقة دايزي بأنها فتاة هادئة وعقلانية بعكس دايزي التي يمكن وصفها بأنها متهورة نوعا ما ،لطالما قامت ميديا بمساعدة دايزي والعكس صحيح ،انها الصديقة الوحيدة لدايزي والتي تأتمنها على أسرارها ،طموحاتها وحتى نظرتها لحياتها فدايزي تعتبر حياة البذخ التي تعيشها حياة مملة حيث كل شيء متوافر ، صحيح أن والد دايزي وأجدادها تعبوا في بناء هذه الشركات ولكنها تريد أن تعمل فيها الأمر الذي يرفضه والدها فهي بنظره يجب أن تكون سيدة راقية من سيدات المجتمع المخملي الذي دخلته أسرتها منذ القرون الوسطى حيث تم تصنيفهم كأصدقاء شرف للعائلة المالكة .
لفت نظر ميديا خبر منشور في الصحيفة عنوانه { الرئيس الشاب لشركات النقل البحري السيد سوفاكيس سيلقتي ولأول مرة جلالة الملك ،لتباحث بعض الأمور التي عدت سرية وذلك خلال الشهر الجاري } ،تحدث المقال عن العلاقات القائمة بين هذه العائلة وسلالة الملوك الذين تعاقبوا على حكم انجلترا وقد اختتم بالقول { ان أحدا لا يعلم ما هية الزيارة ولا سببها}


يتبع...
  #9  
قديم 03-07-2015, 08:28 PM
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الروايه مره روعه تسلم يدينك
ارجو الاكمال مره حماس
😍😍😍
ميسااكي likes this.
  #10  
قديم 04-02-2015, 03:04 PM
 
تابع الفصل الرابع

تابع الفصل الرابع



في مطار انجلترا وقفت تلك الفتاة ذات الشعر البني المموج تنتظر موعد رحلتها ،كانت تنظر يمنة ويسرة علها تجده لقد وعدها بأنه سيذهب معها وبأنه سيستمع لدايزي ، لم تلمح له أثرا حاولت الاتصال به على هاتفه النقال ولكنها وجدته مغلقا ،قررت أن تستفيد من الوقت الباقي لها قبل وصول موعد رحلتها بالقراءة فاتجهت الى متجر المطار واشترت صحيفة تتسلى بها ،تمتاز (ميديا) صدبقة دايزي بأنها فتاة هادئة وعقلانية بعكس دايزي التي يمكن وصفها بأنها متهورة نوعا ما ،لطالما قامت ميديا بمساعدة دايزي والعكس صحيح ،انها الصديقة الوحيدة لدايزي والتي تأتمنها على أسرارها ،طموحاتها وحتى نظرتها لحياتها فدايزي تعتبر حياة البذخ التي تعيشها حياة مملة حيث كل شيء متوافر ، صحيح أن والد دايزي وأجدادها تعبوا في بناء هذه الشركات ولكنها تريد أن تعمل فيها الأمر الذي يرفضه والدها فهي بنظره يجب أن تكون سيدة راقية من سيدات المجتمع المخملي الذي دخلته أسرتها منذ القرون الوسطى حيث تم تصنيفهم كأصدقاء شرف للعائلة المالكة .
لفت نظر ميديا خبر منشور في الصحيفة عنوانه { الرئيس الشاب لشركات النقل البحري السيد سوفاكيس سيلقتي ولأول مرة جلالة الملك ،لتباحث بعض الأمور التي عدت سرية وذلك خلال الشهر الجاري } ،تحدث المقال عن العلاقات القائمة بين هذه العائلة وسلالة الملوك الذين تعاقبوا على حكم انجلترا وقد اختتم بالقول { ان أحدا لا يعلم ما هية الزيارة ولا سببها}.اهتز هاتفها في جيبها ،فرفعته وقرأت الاسسم المكتوب عليه ،تهلل وجهها فرحا وهي تجيب:ها أنت ذا أين أنت ؟
أجابها صوت بدا لها بعيدا: أنا لن أذهب معك ،أفضل الذهاب وحدي
ردت عليه بحذر خشية إثارة غضبه : هل أنت متأكد من أنك سوف تذهب؟؟
أجابها بهدوء:أجل ،متأكد
ومن ثم أغلق السماعة في وجهها بعنف، نظرت إلى السماعة تحدق فيها بذهول وهي تفكر إنهما حقا قريبان(دايزي والشخص الذي كلمته منذ قليل).
أعلن صوت قوي واضح عن أن موعد رحلة ميديا قد اقترب ،فتنهدت الأخيرة بتعب وحملت أمتعتها ومن ثم سارت إلى طائرتها.




راااااااااااااااااااااائع هتفت دايزي بذلك وقد أشرق وججها فرحا،نظر إليها أندريس وعلى ثغره ابتسامة صغيرة وهو يفكر :يا لها من فتاة طفولية ،أكل هذا لأن صديقتها ستحضر . نظر إليها بخوف عندما راودته فكرة جنونية فسارع إلى طرح سؤاله : هل هي بنفس طباعك ؟
نظرت إليه تتذكر منذ متى وهو هنا ؟

لم يقبل أندريس بأن تذهب إلى السيد هاري دون معرفة ما سيقوله لها فقرر الذهاب معها ،بحجة أنه رئيسها وعلية أن يعلم كل شيء عن تحركاتها .

كانت سعيدة جدا بحيث لم تشأ أن تجادله فأخبرته بفرح وهي ترقص في الغرفة :لا إنها هادئة نوعا ما
تنهد بارتياح ،فدايزي واحدة تكفيه .


ترى هل سيكون لقدوم ميديا أي أثر على الأحداث؟
ولماذا قرر الشخص المجهول ألا يذهب معها؟
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:05 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011