عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree42Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 08-29-2014, 06:49 AM
 
الفصل الثالث‏:‏

الكونُ وفطرتُهُ في الخُضُوعِ والطَّاعةِ لله


إنَّ جميع الكون بسمائه وأرضه وأفلاكه وكواكبه،
ودوابه وشجره ومدره وبره وبحره،
وملائكته وجنه وإنسه؛
كله خاضع لله،
مطيع لأمره الكوني،

قال تعالى‏:‏
{‏ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
طَوْعًا وَكَرْهًا‏ }

‏[‏آل عمران‏:‏83‏]‏،

وقال تعالى‏:‏
{‏ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ‏}

‏[‏البقرة/116‏]‏،

{‏ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ
وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ‏}

‏[‏النحل/49‏]‏،

{ ‏أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ
يَسْجُدُ لَهُ
مَن فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَن فِي الأَرْضِ
وَالشَّمْسُ
وَالْقَمَرُ
وَالنُّجُومُ
وَالْجِبَالُ
وَالشَّجَرُ
وَالدَّوَابُّ
وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ‏ }


‏ ‏[‏الحج/18‏]‏، ‏

{ ‏وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
طَوْعًا وَكَرْهًا
وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ‏ }

‏[‏الرعد‏:‏15‏]‏‏.‏


فكُلُّ هذه الكائنات والعوالم؛
مُنقادة لله خاضعة لسلطانه؛
تجري وفق إرادته وطوع أمره،
لا يستعصي عليه منها شيء؛
تقوم بوظائفها،
وتؤدي نتائجها بنظام دقيق،
وتنزه خالقها عن النقص والعجز والعيب،


قال تعالى‏:‏
{‏ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ
وَمَن فِيهِنَّ

وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ
وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ‏ }

‏[‏الإسراء/44‏]‏‏.‏


فهذه المخلوقات صامتها وناطقها،
وحيها وميتها،
كلها مُطيعةٌ لله مُنقادة لأمره الكوني،
وكُلُّها تنزه الله عن النقائص والعيوب
بلسان الحال، ولسان المقال‏.‏


فكلما تدبّر العاقل هذه المخلوقات؛
علم أنها خُلقت بالحق وللحق،
وأنها مسخرات ليس لها تدبير
ولا استعصاء عن أمر مدبرها؛
فالجميع مُقِرُّون بالخالق بفطرتهم‏.‏
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 08-29-2014, 06:50 AM
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
- رحمه الله -‏:

‏ ‏(‏وهم خاضعون مُستسلمون،
قانتون مضطرون،
من وجوه‏:‏

منها‏:‏ علمهم بحاجتهم وضرورتهم إليه‏.‏

ومنها‏:‏ خضوعُهُم واستسلامهم
لما يجري عليهم من أقداره ومشيئته‏.‏

ومنها‏:‏ دعاؤهم إياهُ عندَ الاضطرار‏.‏

والمؤمن يخضع لأمر ربه طوعًا؛
وكذلك لما يقدره عليه من المصائب،
فإنه يفعلُ عندها ما أُمر به من الصبر وغيره طوعًا؛

فهو مسلم لله طوعًا،
خاضع له طوعًا ‏.‏

والكافرُ يخضع لأمر ربه الكوني،

وسجود الكائنات المقصود به الخضوعُ،
وسجود كل شيء بحَسَبِه،
سُجودٌ يناسبه
ويتضمَّنُ الخضوع للرب،

وتسبيح كل شيء بحسبه
حقيقةً لا مجازًا‏ )‏‏.‏
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 08-29-2014, 06:50 AM
 
وقال شيخُ الإسلام ابن تيمية
- رحمه الله -

على قوله تعالى‏:‏
{ ‏أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ
وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
طَوْعًا وَكَرْهًا
وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ‏ }

‏[‏آل عمران/83‏]‏‏.‏

قال‏:‏
‏(‏فذكر سبحانه إسلام الكائنات طوعًا وكرهًا؛
لأن المخلوقات جميعها
متعبدة له التعبد التام؛
سواء أقر المقر بذلك أو أنكره؛
وهم مَدينون له مُدَبَّرون؛

فهمُ مسلمون له طوعًا وكرهًا،
وليس لأحد من المخلوقات
خروج عمَّا شاءه وقدَّره وقضاه،
ولا حول ولا قوة إلا به،

وهو رب العالمين
ومليكُهُم،
يصرفهم كيف يشاء،

وهو خالقهم كلهم،
وبارئهم ومصورهم،


وكل ما سواه
فهو مربوب مصنوع،
مفطور فقير محتاج مُعبَّدٌ مقهور؛


وهو سبحانه
الواحد
القهار
الخالق
البارئ
المصور‏ )‏ ‏.‏

__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 09-01-2014, 09:41 AM
 
الفصل الرابع‏:‏

في بيانِ منهج القرآن
في إثبات وُجُودِ الخالقِ ووحدانيَّته


منهجُ القرآن في إثبات وجود الخالق ووحدانيته؛
هو المنهج الذي يتمشّى مع الفطر المستقيمة،
والعقول السليمة،
وذلك بإقامة البراهين الصحيحة،
التي تقتنع بها العقول،
وتسلم بها الخصوم،
ومن ذلك‏:‏

1 ـ من المعلوم بالضرورة أن الحادث لابد له من محدث

هذه قضية ضرورية معلومة بالفطرة؛
حتى للصبيان؛
فإنَّ الصَّبيَّ لو ضربَهُ ضاربٌ،
وهو غافلٌ لا يُبصره،
لقال‏:‏ من ضربني‏؟‏

فلو قيل له‏:‏ لم يضربكَ أحدٌ؛

لم يقبل عقلُهُ أن تكونَ الضَّربةُ
حدثت من غير محدث؛

فإذا قيل‏:‏ فلان ضربَكَ،
بكى حتى يُضرَبَ ضاربُهُ؛

ولهذا قال تعالى‏:‏
{ ‏أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ
أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ‏}

‏[‏الطور/35‏]‏‏.‏

وهذا تقسيم حاصر،
ذكره الله بصيغة استفهام إنكاري؛
ليبيّن أنَّ هذه المقدمات معلومة بالضرورة،
لا يمكن جحدها،


يقول‏:‏
{ ‏أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ ‏}

أي‏:‏ من غير خالق خلقهم،
أم هم خَلَقوا أنفسهم‏؟‏

وكلا الأمرين باطلٌ؛

فتعين أن لهم خالقًا خلقهم،
وهو الله سبحانه،
ليسَ هُناك خالق غيره،


قال تعالى‏:‏ ‏
{ ‏هَذَا خَلْقُ اللَّهِ
فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ‏}

‏[‏لقمان/11‏]‏‏.‏

{ ‏أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ ‏}

‏[‏الأحقاف/4‏]‏‏.‏

{ ‏أَمْ جَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ
فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ
قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ‏}

‏[‏الرعد/16‏]‏،

{ ‏إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ
لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ‏}

‏[‏الحج/73‏]‏‏.‏

{ ‏وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ
لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ‏}

‏ ‏[‏النحل/20‏]‏‏.‏

{ ‏أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ
أَفَلا تَذَكَّرُونَ‏ }

‏[‏النحل/17‏]‏‏.‏


ومع هذا التحدي المتكرِّر
لم يدَّع أحدٌ أنه خلقَ شيئًا،
ولا مجرد دعوى
- فضلًا عن إثبات ذلك -،


فتعيَّنَ أن
الله سُبحانه
هو الخالقُ
وحدَهُ
لا شريك له‏.‏
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 09-01-2014, 09:41 AM
 
2 ـ انتظام أمر العالم كله وإحكامه


أدلُّ دليل على أنَّ مدبره إلهٌ واحد،
وربٌّ واحدٌ
لا شريك له
ولا مُنازع‏.‏


قال تعالى‏:‏
{ ‏مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ
وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ

إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ
وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ‏}

‏[‏المؤمنون/91‏]‏‏.‏


فالإله الحق لابد أن يكون خالقًا فاعلًا،

فلو كان معه سبحانه إله آخر،
يُشاركه في مُلكه
- تعالى الله عن ذلك -
لكان له خلق وفعل،
وحينئذٍ فلا يرضى شِركَةَ الإله الآخر معه؛

بل إن قدر على قهر شريكه
وتفرَّد بالملك والإلهية دونَهُ؛ فعل‏.‏

وإن لم يقدر على ذلك،
انفرد بنصيبه في الملك والخلق؛
كما ينفرد ملوكُ الدنيا بعضهم عن بعض بملكه،

فيحصل الانقسام‏.

‏ فلا بُدَّ من أحد ثلاثة أمور‏:‏

أ ـ إما أن يقهر أحدهما الآخر
وينفردَ بالملك دونه‏.‏

ب ـ وإما أن ينفردَ كُلُّ واحد منهما
عن الآخر بملكه وخلقه؛
فيحصل الانقسام‏.‏

جـ ـ وإما أن يكونا تحت مَلِكٍ واحدٍ
يتصرّفُ فيهما كيف يشاء؛
فيكون هو الإله الحق وهم عَبيدُه‏.‏


وهذا هو الواقعُ،

فإنه لم يحصل في العالم انقسام ولا خلل؛
مما يَدُلُّ على أنَّ مدبره واحدٌ،
لا منازع له،

وأن مالكه واحد
لا شريك له‏.‏

__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حكمة اليوم"للاخ mohamed_atri ""متجدد" مؤمن الرشيدي نور الإسلام - 76 04-03-2014 12:51 AM
ضع نهاية لكل مشكلة : نقاش عن المشكلات في حياتنا ""متجدد"" ρяίиĉєśś الحياة الأسرية 46 12-10-2013 12:55 PM
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" mody2trade أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 05-14-2008 02:37 PM


الساعة الآن 01:44 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011