عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree129Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 07-18-2014, 06:53 AM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أتمنى أن تكونوا بخير جميعا ..
في البداية عن رأيي بهذه الرواية فهي حقا من الروايات التي شدتني كثيررررا ..
ونوع الغموض الذي تخلخلها من النوع الذي أحبه كثيررا أيضا ..
في الحقيقة اسمها شدني جدا وهي من النوع المفضل لدي حيث أنني حقا أحب الشتاء كثيرا ..
امممم اما عن الشخصيات سامحيني حقا لست ماهرة في أن أقيّمهم أو أن أقول حتى رأيي فيهم ..
لكن باختصار جميعهم أعجبوني وبالخصووص "كلاود" قبل كل شيء وهو المفضل لدي وأيضا "شانيل"هي أيضا تروقني
"ووالدها" أيضا فهو حنون حقا وطيب القلب اممم "ألبرت" كذلك ..
وكما قلت سابقا االرواية جدا رائعة وقد تشوقت كثيرا لمعرفة ما سيحدث بها حقا ..
امممم شيء آخر كما قلت أيضا لست ماهرة في أن أبدي رأيي في الشخصيات عموما لذا أرجو أن تعتادي على ردي القصير "آسسسسفة" ..
سلمت أناملك ..
في حفظ الرحمن جميعا ..
لكِ/م ودي واحترامي ..
Prismy likes this.
__________________
لنكن ارواحا ــ راقية ..
نحترم ذاتنا ، ونحترم الغير ..!
عندما نتحدث ، نتحدث بعمق
نطلب بأدب ، نشكر بذوق
ونعتذر بصدق !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم
  #32  
قديم 07-28-2014, 05:35 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im47.gulfup.com/OdTZLo.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]







_4_



لم تصدق ما تراه عيناها ، كانت محتارة ، مشتتة و ضائعة .. لم تعلم من الذي يقف مع اختها امام اعينها ؟ و لا تعلم كيف بالأصل وصل المدعو كلآود إلى حيث اختها ؟ و .. هي لا تفهم الوضع كله تشعر بالجو مشحون و الصمت يعم المكان و لا صوت سوى صوت الريح العال المعتاد .
استقامت معتدلة بعد ان استقرت انفاسها و نظرت لوجهه .. كلآود ، الشخص الذي ظهر من حيث لا تعلم و تسلل لحياتها رغماً عنها و افزعها بشكل لم تكن تتصوره يوماً ، مازال الصمت يعم المكان .. حتى نطق كلآود بوجه بدا مختنقاً و صوت فيه حدة : ماذا تفعل هنا ألبرت ؟ ماذا تفعل يا ألبرت في نطاقنا ؟
كانت ملامح المدعو ألبرت هادئة و رزينة بعكس كلآود الذي بدى ثائراً .. بدت نآت متصلبةً تماماً في مكانها ، مشتتة !
اجابه ألبرت ببرود : لو كنت استشعرتك ما كنت ستجدني هنـا ، و لأذكرك بأمر نسيته كلآود .. هذا النطاق كما هو نطاقكم فهو نطاق أبي الـراحل .. إياكَ ان تنسى هذا .
رغم لهجته الباردة ، و ملامحه الرزينة ، و وقفته المعتدلة ، إلا ان إعصاراً هائجاً كان يزداد هياجه في عينيه مع كل كلمة تخرج من شفتيه .. صمتٌ آخر خيَم المكان ، نظرت فوقها حيث اصطفت الغربان على كل شبر من اغصان الشجر حولهم .. كثيرو العدد .. بينما الغراب الابيض الوحيد بينهم يقف على رأس شجرة عملاقة على بعد عدة خطوات منهم ، لا نعيق و لا اثر لأصواتهم العالية المزعجة ، تشعر بأنها متصلبة مكانها و قد عاد فضولها ليحكمها ، تشعر بالجو المشحون و تريد فهم القليل .. حواسها تستشعر خطراً ما و قلبها يخفق بسرعة فوق السرعة الطبيعية .. بسرعة .. سرعة ؟!
اسرعت تضع يدها على قلبها بينما بدى كأنه سيخرج من بين اضلعها .. هناك خطبٌ ما حتماً ، نبضة بطيئة قوية مفاجئة جعلت جسدها كله ينتفض لتسقط على الارض بينما تشوشت الرؤية ، و جال بها عقلها عوالم اخرى .. ذكريات اندفعت بعنف لرأسها ، ضربات قلب امها السريعة و حالات سقوطها المفاجئ كما يحدث الآن ، الرؤية كانت مشوشة بما فيه الكفاية لكي لا تستطيع حتى تمييز موقعها من الكوكب الارضي ، صوت نعيق عالٍ طويل ثاقب للآذان انطلق من مكان ما يتبع صوت حسيس مزعج ، لازالت جاثية حيث هي بينما عقلها يتسرب لمكان ما داخلها .. مكان اسود .. لتسقط كلياً على الارض تسمع صوت دقات قلبها تثقب اذنيها بالإضافة للأصوات المزعجة الاخرى .. ليستولي السواد على عينيها كلياً و تذوب في عالمها الاسود الحالك .






ضوء شديد ، مؤلم ، ساطع !
اغمضت عينيها بقوة لتفتحهم ببطء .. اسرعت باغماضها مجدداً بعد ان شعرت بالضوء الموجه نحو حدقتيها بدقة ، خفت الاضاءة قليلاً لتبدأ بفتح عينيها ببطء ، وجدت نفسها مستلقية كما الجسد الميت على سرير وثير ، و كان أول من وقعت عينيها عليه لـورنت ، أخ كلآود غريب الاطوار ، و لكن ان اردنا الصراحة فكلآود لا يقل عنه غرابة ، لـورنت من ذاك النوع من الناس الذين يَدبُّون فيكَ الرعب لمجرد رؤيتهم ، لا شيء يستدعي الخوف بشكل سوى عيناه ذات النظرات الواثقة و ابتسامته الساخرة الماكرة ، عدا ذلك فلا شيء .. ولكنه يظل أكبر مصادر خوفها في الغرفة رغم كونه على بعد كبيرٍ من السرير المستلقية عليه .
استوعبت فجأة وجود لـورنت حولها ليس بالشيء الطبيعي ، التفتت حلوها لتجد اوجه مألوفة و أخر مكروهة و أخرى غريبة ، نآتآلي و ألبرت على جانبها الايسر .. بينما يقف كلآود أمامها على السرير ، و لـورنت في إحدى زاويا الغرفة ، و رجل في أواخر الثلثينات من عمره يقف على جانبها الايمن ، بسماعات طبية و معطف أبيض ؟ .
خرج صوتها هامساً مرهقاً : ماذا حدث ؟ أين أنـا ؟
كادت تستقيم جالسة لولا الالم البسيط الذي راود صدرها ، أمسكها صاحب المعطف الابيض من كتفيها ليعدها برفق مستلقية .
هرعت نآت لتقترب اكثر و تمسك بيدها و نظرات القلق لا تزول من عينيها .
قالت بصوتٍ مرتجف : أنتِ بخير عزيزتي ؟ ، أقلقتني عليكِ .
نظرت كلتيهما للرجل المجهول في هذه الغرفة ، ابتسم برفق ليعيد اغراضه لحقيبة معينة كان يضعها على منضدة بجوارهم
قال بهدوء : أنتِ بخير آنسة شآنيل ، أنـا طبيب أعمل بالقرب ، تعانين بعض الاضطرابات لا اكثر في نبض قلبك ، لو سمحتم يا سادة هلَّ تسمحون لنـا بلحظة منفردة ؟
تعجب من بالغرفة من طلبه ، و لكن ان كان الامر له علاقة بصحتها فنـات هي اول الملبين ، خرجت نآت من الغرفة يتبعها ألبرت وراءهم كلآود و لـورنت ، توقف لـورنت للحظة ليوجه كلامه للطبيب : كلآريك ، ركز ! اشعر بشيء غريب يجري هنـا .
أومأ الطبيب كلآريك و اكتفى برده هذا لـورنت ليخرج تماماً من الغرفة لاحقاً بالباقين .
جلس كلآريك على كرسي بجانب السرير ليحدق بهـا بصمت ، نظرت له باستغراب تتساءل عن سبب ما حدث .
سألـها بهدوء و دونما أيةِ مقدمات : آنسة شآنيل ، هـل لكِ أيةً صِلة او علاقة بينكِ و بين السيدة كآسيليا دوجلار ؟
لم تفهم مطلقاً لم قد يسأل طبيب في أولى لقاءاتهم سؤالاً غريباً كهذا ، و ما علاقة والدتها به ؟
اومأت قائلةً : أجـل ، إنها والدتي .
لمعت عيناه فجأة ببريق خافت سريع سرعان ما ذهب ، تقدم بجسده قليلاً لحدق بعينيها بتدقيق : كآسيليآ آرثر دوجلآر تكون والدتكِ انـتِ ؟!
اكتفت بإيماءة بسيطة هذه المرة .. و كـان القادم مفاجئاً : اصرخي .
توسعت حدقتاه عيناها باستغراب مهول و تعجب كبير ، بماذا يهلوس ذلك الرجل ؟!
قالت في اندهاش : اصرخ ؟ انـا ؟
اومأ ليصمت قليلاً .. ارجع ظهره الى الكرسي قائلاً : لا تخافِ ، إنها جدران عازلة للصوت.
لم تكن تريد ان تبدو وقحة بالاضافة لكون هذا الرجل طبيباً و يبدو انه يبحث عن شيء معين ، سحبت نفساٌ عميقاً لتصرخ بأعلى صوتها إلا ان إلم صدرها استقطعها في منتصف صرختها لتسعل قليلاً مهدئة ألم صدرها .
بدا الرجل أشد تركيزاً ، و لم تتوقف طلباته المريبة اذ قال : حكي اظافركِ بيدي بأقصى قوة تستطيعينها .
و ختم جملته بمد يده لها ، نفذت طلبه ذاك و هي تكاد لا تفقه شيئاً ، ارتخى الرجل قليلاً عندما لم تكن اظافرها بتلك الحدة.
و بدى طلبه الاخير هو الاكثر جنوناً ، اذ امتدت يده للمنضدة ليمسك بكوب ماء قائلاً : سأسكب هذا الماء عليكِ حالياً ، حاولي جعله طائراً بحيث لا يمس الارض و لا يمس يدكِ .
صدقاً على هذا الطبيب ان يجد طبيباً ... نفسياً و عقلياً ، و اضح ان الطب يؤثر على صحة عقلية الناس .. غريبي الاطوار ، رفع الكأس فوق يدها ليبدأ بسكبه ببطء و تسرب الماء من بين اصابعها ساقطاً على الارض ، ابعدت يديها بسرعة لتجففها في اغطية السرير .. لم تعد تتحمل السكوت اكثر من هذا : اعتذر على وقاحتي سيد كلآريك و لكن ألا يبدو ان ما تطلبه مني حقاً .. و اعنى حقاً مريب ؟ إلى ماذا ترمي .
بدت نظراته متعجبة ، متعلقة بالماء الذي غزى المنطقة التي انساب اليها في اللارض ، عادت انظاره ليحدق بها بتعجب ، توسعت عيناه فجأة ليكون آخر ما يقوله : هـذا ليـس جيداً على الاطلاق !
دخلت نـآت الغرفة فجأة وراءها لـورنت ، لا اثر للكلآود و لا للمدعو ألبرت ، اقتربت نـآت لتمسك بيد شـآنيل بعد ان ذهب الطبيب مصطحباً لـورنت لإحدى الزوايا بالغرفة بعيداً عن الفتاتان ، تحسست نـآت يد شـآنيل باستغراب لتقول : لمَ يدكِ مبتلة ؟
ابتسمت شـآنيل بسخرية عائدةً لتستلقي على السرير اذ بدأت آلآم صدرها تخف و جسدها بحاجة للراحة ، قالت بصوتٍ مرتفع : فاتكِ ما حدث .. كنت اسبح منذ قليل .





امسكه من ذراعه ساحباً إياه لزاوية من زوايا الغرفة بقرب النافذة ، نظر له لـورنت بتركيز و تأمل ليتساءل : اذاً ؟
أجابه كلآريك : الأمر معقد ، خيطٌ موجودٌ لا افهمه ، نبضات قلبها هي بذاتها نبضات قلب كآسيليا ، نفس القوة و العنف و ألألم الملاحق لـها ، نفس ردة الفعل في حالات الخطر ، نفس سرعة الضربات ، و لكن لا أثر لشيء آخر من كآسيليا ، لا صريخ عالٍ يصم الآذان و لا اظافر حادة طويلة و معاملتها للماء طبيعية ، فإما انها اخذت كل شيء و لـن ينطلق إلا في ضربة واحدة ، او إما انها لا تملك منها سوى قلبها ، و يا ويلتـاه إن كنت مصيباً في الاستنتاج الاول .
توسعت حدقتا لـورنت الذهبيتان ليهمس بينما ارتجفت اوصاله فعلياً : لا ، ارجوكٍ .. اياكِ ان تكوني فعلتها يا كآسيليآ !



دفعه بعنف ليصطدم باحدى الاشجار المحيطة بهم ، اهتاجت عيناه لتتحول من الذهبي الى الاصفر المشع الاشبه بالذهب الذائب المحترق ، لهث بعنف بينما جسده يتصبب عرقاً و كـل خليةٍ فيه تهتاج غضباً ، صاح بقوة : قلت لك ايـــاك و ان تقترب من هنــا!
ما اثار اعصابه اكثر هو ذلك الوجه البارد المحدق به ، يقف هناك مستنداً حيث أودت به الدفعة الى الشجرة ، ابتسامة ساخرة تقابل نيرانه المهتاجة ، قال بهدوء : و قلت لك سابقاً بأنه ملـك والدي كما هو ملكٌ لكــم ، كلآود.
اندفع له كلآود بسرعة فائقة مسدداً إليه لكمة قوية ليتفاجأ بيده تضرب جذع الشجرة بعنف مخلفاً انشقاقاً خفيفاً بها ، التفت حوله يلهث باحثاً عنه ، اهتاج اعصارٌ عاصف حوله رافعاً اياه عن الارض كلياً حاجباً الرؤية عنه ، انطلق صوت الحسيس العال مزعجاً سمعه بقوة ، بدأ الريح القوي يخترق الاعصار مسدداً ضرباتٍ قوية لجسد كلآود المشتت وسط انعدام الرؤية و عدم ارتكاز جسده ، الضربة تلو الاخرى تلو الاخرى ، سحب كلآود نفساً عميقاً بصعوبة ليثبت جسده في الهواء و لم تعد الريح تؤثر بحركته ، و فجأة .. انطلق صوت نعيق عالٍ جداً هازماً صوت الحسيس و صوت الاعصار الهائج ، استمر النعيق الطويل العالِ الصام للآذان لتتوتر حركة الاعصار واصلاً لسكون تام مسقطاً جسد كلآود ارضاً ، لازال فم كلآود مفتوحاً لا يكاد يسمع شيئاُ من علو صوت النعيق الذي يصدره فمه ، و اختفى صوت النعيق فجأة كما بدأ فجأة ، نظر كلآود حوله ليرى المكان مدمر ، ولا أثـر لألبرت في اي مكانٍ حوله .. و تلك الابتسامة المنتصرة تشق طريقها لوجهه المرهق .



سـار حول طاولة الاجتماعات الطويلة بتوتر و التفكير الذي دام اعوام لا يغادر عقله ، التفت حوله ناظراً للإثنين الآخرين متأملاً هيأتهم الهادئة و الصامتة ، صاح بهم : اذاً ؟ ماذا علينـا ان نفعل ؟ تبدون و كأننا نناقش اضرابات الجو لا اكثر !
التفت احداهم ليواجهه قائلا بهدوء : اجلس يا ستيوارت ، اجلس ارجوك و اهدأ قليلاً .
همس ستيوارت بقلق : كيف لي ان اهدأ بعد كل هذا ؟ كيف ؟
تنحنح الرجل الثالث الذي بدا في الخمسينات من عمره ليقول بصوته الاجش الرزين : ليـس امامنا حل الا ان نتناقش معهما ، هما لا تدركان مدى عِظمة ما تملكانه و لا مدى خطورته ، قد يؤدي تهورهما او جهلهما هذا الى كوارث عظيمة و الى انقلاب تام بقوانين الغـابة ، انهـا غابة يا سادة .. و صعب على زهرتان مثلهما ترأس حكمها ، و لابد ان لـكآسيليآ هدفاً معيناً من وراء ما يجري .
استكمل عنه ستيوارت : قوانين عشائرنا مهددة للغاية و امننا و سلامنا انتهى منذ رحيل كآسيليآ ، تركتنا في فوضى عارمة اودت بحياة الكثير و لتدخل الكثير ممن ليس لهم دخل لعشائرنا ، علينا ان نحدثهما .. ما رأيك بيتر ؟
و التفت للرجل الذي بدا صامتا يفكر بكلامهما .. نتهد ليقول : موافق .. و لكن علينا .. و أعني انه علينا بصدق ان نجد طريقة مقنعة لنقنعهما .. فمواجهتهما بالحقيقة ستكون اصعب مما نتخيل .





مرةً أخرى تلعن شآنيل عقلها الذي لا ينفك عن التفكير ، رغم ما يظهر من شخصيتها و شكلها و طباعها الا انها ليست بتلك الدرجة من اللامبالاة التي يمقتها كل من حولها ، هي ليست بهذه الدرجة من الاهمال .. فما يلحظه الجميع ما هو الا جسدها الذي يمنحها بعضاً من الراحة بتصرفاته التلقائية ليرحمها من عقلها الذي يتشبه في خلاياه بالساعة التي لا تتوقف اتراسها عن الحركة ، أكثر ما تكرهه شآنيل الاهتمام و خصوصاً النوع الناتج عن القلق .. و هذا تماماً ما تتعرض له منذ ساعات من والدها و أختها ، أما هي فجسدياً تحسنت لدرجة كبيرة لولا دقات قلبها التي عادت تتسارع بين الحين و الآخر و لكن بشكل لم يبدو مؤلماً لها ، اما بالنسبة لرأسها فهو اكثر ما يؤلمها من كثرة التفكير .. منذ عودتها من منزل ذلك الطبيب غريب الاطوار تروادها صور مشوشة ، مظللة و مغيمة في عقلها ، اصوات بعيدة .. راودتها للآن ثلاثة صور غريبة للغاية لم تجد لها تفسيراً و العجيب بالامر انها متاكدة بأنها ليست جزءاً من ذاكرتها على الاطلاق ، هذه الاحداث الغامضة لم تحدث لها و لا لاشخاصٍ عرفتهم ولا حتى امام عينيها ، لم تشاهدها على التلفاز و لم تقرأ عنها سابقاً .. مجرد احداث ليس لها معنى بالنسبة لها تأتيها من اللامكان لتعود بنفس السرعة الى المكان اللا معلوم ، بدأ الامر حين دخلت المنزل فاسرع اباها بعد علمه بما جرى باحضار كوبٍ من الشاي المهدئ للاعصاب لها ، كالعادة امام المدفئة حيث باتت اغلب جلساتها مؤخراً بسبب برودة الطقس خارجاً ، و مع بداية الرشفة الاولى تضاربت الصور تهاجم عقلها مما اصابها بصداع أليم .. كل ما راته بدا بألوان غريبة و بسرعة مضطربة ، رأت ثلاث رجال بثياب و كأنها ثياب القصور الملكية العتيقة جداً ، و العجيب ان كلٌ منهم بدا ذو مرتبة مهمة .. مجتمعون حول طاولة طويلة في وسط قاعة كبيرة للغاية ، رجل اشقر و الأثنان الاخريان بألوان شعر داكنة لم تستطع تمييزها ، يتحدثون بأمر مهم كما اتضح من ملامح وجوههم التي رأتها بصعوبة ، و لكن كل ما سمعته همهمات متوترة و جدية و سريعة للغاية ، الى ان التقطت اذنها جملة قالها احدى الرجلين ذوي الشعور الداكنة :" لم يكن مخططاً لهذا ، لم يكن مسموحاُ لـباتريك و سـابرينا بإكمال النسل بعد موافقتنا على زواجهم ، و ها هي طفلـة .. لا بل وحش يا سادة أقبل علينا و من يعلم بأي شكل من الاشكال سيتم تدميرنا ".
لم تفهم بتاتاً ما سمعته ولا ما رأته ، لا تستطيع ان تكذب و ان تقول بانها لم تهتم ، فبوجهة نظر شآنيل للحياة بشكل عام ( كل ما زاد غموضاً .. فاعلم بانه الاكثر جدارة بنيل الاهتمام ) ، و مع الاسف كل ما واجهته هي منذ ان اتت لهذا المنزل العديد من الامور الغامضة منها من اهتمت بها و منها من تجاهلتها ليتضح فيما بعد بانه في كلتا الحالتين لم تكن اياً من تلك الامور ايجابية البتة ، و رغم ان الشوق داخلها يزداد لمعرفة المزيد .. الا انها الاعلم بان المعرفة قد تكون ألد أعدائها و سهلٌ استنتاج هذا من الاحداث التي جرت مؤخراً ، المشهد الاخر كان بنفس درجة التشويش و لكن الاصوات فيه بدت اوضح قليلاً ، رأت رجل بشعر بني داكن و امرآة شقراء تحمل مولودة بين يديها مبتسمة تلاعبها بحنان متدفق ، اقترب منها الرجل صاحب الشعر البني و القامة الطويلة ليقول بصوت شابه الصدى : الهيئة الثلاثية لن تتركنا و شأننا ، حتماً ستسعى وراءنا لتعرف بحقيقة الامر و لا اعدك بان ابنتنا ستبقى في أمان .
اشتد عناق السيدة الشقراء لابنتها المولودة بقوة لتهمس بألم : لا ، إلا هي .. هي لا ذنب لها .
تخللت يد الرجل الواقف بتوتر و عصبية امامها شعره الكثيف البني اللون ، قال بلهجة متوترة : ألا تشعرين بها سابرينا ؟ إن القوى التي تحملها لا يتحملها مخلوق ، قِواها اقوى مني و منكِ .. اقوى من الهيئة الثلاثية ، اقوى من سائر المخلوقات هنا ، لا حدود لها ، ماذا تتوقعين من مولودة هجينٍ و حُسيسِية ؟! لن يستطيع احدٌ ردعها ان فقدت التحكم يوماً ، و لهذا فابنتك ليست بأمان فان نجت من الهيئة فلن تنجو من نفسها !
شآنيل لم تتجاهل المشهد الثاني العجيب ، لانه و بربطها له مع سابقه استنتجت بأن تلك الطفلة هي حتماً من تحدث عنها الرجال الثلاثة ، و لكن ما لم تفهمه للآن .. ما هي الخطورة التي قد تشكلها تلك الطفلة و لما ؟ ، و اخيراً المشهد الثالث و الذي كان الاغرب بينهم ، كان اوضح بكثير من الاثنين الذين سبقوه و لكنه يظل ليس بالوضوح الطبيعي ، استطاعت فيه تمييز ملامح الاوجه و معالم الصوت بدقة ، بدا الامر ما يشابه الحرب حسب استنتاجها ، و لكن لم تكن حرباً عاديةً مطلقاً ، تلاحمت مجموعة كبيرة جداً من الذئاب مع اشياء بدت كما الغربان العملاقة شابهت في طولها و عرضها حجم مبنىً صغير في عراك قاتل ، بينما انتشرت الاعاصير في كل زاوية تهجم الامواج الضاربة و الفيضانات على العديد من كلتا العشيرتين ، الاصوات انتشرت بين حسيس صاخب و عويل مزعج و نعيق عالٍ صامٍ للآذان ، و في وسط كل تلك الضجة و التلاحمات الغير مفهومة اخترقت مراهقة بدت في اوائل السادسة عشر او اقل الحشود كلها بينما ركضت خلفها امرأة باكية تصيح بها بالتوقف و لكن سرعة الفتاة بدت لا تضاهى ، حاولت الفتاة الوقوف بينهم و لكن لم يتوقف احد ، نظرت للدماء اللتي تسيل اسفلها كالنهر ، صاحت بهم ان يتوقفوا .. ان يكفوا عما يفعلونه و لكن نداءاتها عادت عليها بالتجاهل ، كان الجميع يتخبط بها و لكن لحسن الحظ لم تتأذى بشكل مباشر ، فجأة ضربت احدى الاعاصير ذئب عجوز بليغ الاصابة و اخذت تحلق بها و تقذف به يميناً و شمالاً في الجو ، صاحت باتجاه العاصفة : كـــفــى !
و لكن لا مصغِ ، ظلت تصيح و صوت امها يعلو بالبكاء و المناداة خلفها ، مع كل صيحة و صرخة منها في اتجاه الكائنات غريبة الاطوار تلك ازدادت الصرخة حدة و علواً ، حتى فجأة انطلق منها صوت عويل انتهى بنعيق عالٍ للغاية .. و صار ما لم يخطر على البال ، تحولت الصبية الصغيرة لفتاة بطول عملاق و حجم يفوق حجم تلك الغربان بضعف الضعف بينما تغير جسدها لهيئة زجاجية كاملة تنبثق منها شحنات كهربائية ، باجنحة تساوي حجمها هي و شعر مموج يقاوم الجاذبية فيحلق بالاتجاه المعاكس ، احدى اجنحتها انطلقت منه شعلات نارية و الاخر موجات مائية ، بينما كانت عيناها تشتعل باللون الاصفر المشع بينما غلفتها هالة من الظلام المريب .
التفت الجميع لها بينما هدأت الاجواء بشكل عجيب ، قالت هذه المرة بصوت واضح و بدون صراخ : كفى ! ، يكفيكم ما تفعلونه بأنفسكم ، يكفي .. آن الآوان ليحل السلام .
و هذا عندما انتهى المشهد الموتر ذاك ، فهمت منه شآنيل بان تلك الطفلة هي نفسها المراهقة المتحولة ، و هي نفسها التي تحدث عنها الثلاثة رجال في المشهد الاول ، و ان الخطر الذي تنبأ به البعض من ولادتها سيكون تقريباً هو السلام الذي سيحل على ذلك المكان الغريب حيث كانت الحرب ، و لكن ما لم تفهمه شآنيل هو هوية الاشخاص جميعها و علاقتهم بها ؟ و من اين تأتي هذه المشاهد من الاصل ؟
و لكن حينها اتخذت شآنيل اهم قرارٍ لها للآن بينما تنساب في نومٍ هادئ ، قررت بان تتابع المشاهد وقتما راودتها كما المتابع للتلفاز و ستستكمل احداث القصة الى ان تصل لاجوبة ما لاسئلتها.









× الخاتمة



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته اعزائي
لا اعلم بصدق اين اخفي خجلي منكم ، و لكن صدقوني و اسألوا المشرفين [ وسـام ، نـرمين ]
كم انشغلت مؤخراً مرةً بسفري و مرةً بعطل حاسوبي و اخرى بظروف شخصية
انا كنت الاشد حماساً لانزال هذا الفصل بالذات لانه اعتقد سيكشف بعض الاشياء
و لكن بصدق اسفة للغاية ، و بالنسبة لمن علّقوا و وعدتهم بالتعقيب و لم استطع
فارجوكم سامحوني لم استطع حسب ظروفي و لكن من الان فصاعداً سأعقب - باذن الله - قدر المستطاع على المعلقين
على روايتي المتواضعة، اتمنى ان يعجبكم هذا الفصل
لن اضع اسئلة الان و لكن اتمنى ان تناقشوني فقط في تطور الاحداث و الشخصيات و استنتاجاتكم و توقعاتكم
و بالطبع اهم انتقاداتكم و اقتراحاتكم
اعتذر مجدداً ، و اعتبروها عديتي لكم بمناسبة حلول العيد [ كل عام و انتم بالف خير و سعادة ]
اترككم الان و اتمنى ان لا اكون قد فقدت قرائي الذين لا اساوي شيئاً دونهم بصدق
اتمنى ان تسامحوني و ان يعجبكم الفصل
في امان الله




[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
Baka-, Prismy, alaastar and 5 others like this.
__________________
All the love from an empty broken heart
all the love from a ruined damaged soul


Insta
book1
  #33  
قديم 07-28-2014, 08:28 PM
 

الحمد لله على السلامة
ساكتفي بحجز الآن
فانا بحاجة لاعادة قراءة
الرواية ،لاني حقا نسيتها
تماما
انتظريني
Prismy likes this.
__________________


  #34  
قديم 07-28-2014, 09:18 PM
 
وااااو ماشاء الله عليك الباااارت محمس جدا ..
سلمت يداك وكل عام وأنتِ بخير والجميع ايضا ..
معذورة أكيد يا قلبي وتسلمِ مرررة ..
أنتظرك التكملة ..
في حفظ الرحمن جميعا ..
لك/م ودي واحترامي ..
Prismy likes this.
__________________
لنكن ارواحا ــ راقية ..
نحترم ذاتنا ، ونحترم الغير ..!
عندما نتحدث ، نتحدث بعمق
نطلب بأدب ، نشكر بذوق
ونعتذر بصدق !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم
  #35  
قديم 07-28-2014, 11:46 PM
 
يا بنت كاني نسيت وش سالفة القصة .
.
لازم اقرا من جديد ..

. مبارك الشهر عليكي ترا ما يهمك اسامحك تدرين ليش ؟؟ عشان الخفقين الاثنين الي واضعتهم بتوقيعك ...


مكاني
-
Prismy likes this.
__________________
لست هنا
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:36 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011