عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree129Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 02-09-2014, 12:11 PM
 
[align=center][tabletext="width:100%;background-color:black;border:3px solid red;"][cell="filter:;"][align=center][cc=عدت ,أعذرنى لو تأخرت كح]حجز حجز
قراءة من تم عودة [/cc]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك يا حلوة واخبارك ان شاء الله تمام
هع يلا خلينا نجى ع المهم
قصتك رائعة جدا أسلوبك غريب بالفعل عندى عقل رهيب وخيال رائع
انا للمرة الاولى اقرأ الك قصة فيها
لكن بعد هالفصلين نويت انى اكون متابعة دائمة الك
كلماتك وعباراتك حلوة وصفك للجو الى بتكون فيه الشخصية شي فى غاية الروعة
بحسسك انك معهم بالاحداث
لا يوجد اى انتقاد على قصتك انها فى الروعة
بالفعل مبدعة
توقعات انو سبب اختفاء الام بيكمن فى الغابة
ليه السبب انك خليتى الاب يحي العيش فى مكان بعيد عن البشر ما بعرف
اسألة كتيرة بدها اجايات ان شاء الله بنعرف بالفصول القادم
هع اكتسبتى متابعة جديدة اهو لا تنسيمى من الفصول
اعذرنى لو كان الرد قصير دمتى بحفظ الرحمن [/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________





  #27  
قديم 02-09-2014, 06:54 PM
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




بداية اعذريني على الرد المتاخر جدا ، لقد قرات الفصلين معا
واستمتعت ،حقا تبدو القصة مشوقة مع لمسة الغموض التي
تحملها بين سطورها، تسعدني متابعتها،

ناتي الآن للفصل الاول

أخرَجَت رأسَها مِنَ النَافِذة تَستَنشقُ بعضاً من نَسيمِ الليلِ الباردِ

اظن انه من الانسب لو قلت اطلت براسها من النافدة ...

هذه الملاحظة الوحيدة ,بقيت التعابير جميلة والاسلوب
ينم عن تمكن احسنت عزيزتي.


بالنسبة للبطلة شانيل تبدو قوية وعنيدة و في نفس الوقت
لطيفة وحنونة باختصار شخصية متقلبة المزاج ،
نآت شخصية نشيطة وعفوية تصرفاتها طفولية،
لكنها تضفي جوا من المرح في المنزل الذي احسست
انه هادئ الى حد كبير لولا تصرفات نآت
الاب حنون و محب لبناته يهتم بهم جدا
الام مختفية وفي ذلك سر سنكتشفه مع
تقدم فصول الرواية
كلآود شخصية مريبة اتفق مع نيل في الانطباعها
حوله خير3كما اظن انه نفسه الغراب الذي ساعدته في الغابة
ربما لذلك قرر ايصالها وتحمل برودها

لـورنت شخصية خطيرة قوية وشريرة هذا ما لا حظته
وتاكد لي بالفصل الثاني حين كان يتدرب او لنقل يدرب اخاه
بطريقة قاسية نوعا ما لكن تبقى علاقتها فعلا غريبة ومميزة

قبل ان انسى اسرنتي طريقة وصفك لهذين الاخوين خاصة
وصفك لعينيهما والتشبيه الذي استعملته حقا ابدعت بطريقة
محترفة جداحب7

هاري واخته شخصيات جديدة عاشت ماض قاسي
رغم ذلك فهما مقربين من بعضهما و متحابين
بالنسبة للخت فانا اراه نسخة لنآت
وربما شخصية هاري تشبه نيل

لدي احساس ان هتين العائلتين تحمل نفس المعاناة
فربما سبب اختفاء ام نات ونيل هو سبب موت والدي
هاري وشقيقته وربما سنشهد تعاونا بين هذه الشخصيات
لكشف لغز اختفاء كآسيليآ

على العموم هذه وجهة نظري وتوقعاتي قد اصيب
فيها وقد اخطئ المهم الرواية جيدة والفصول ناجحة
وارجو ان لا تتاخري علينا وكذا ان تعذريني ان تاخرت في الرد

باتوفيق عزيزتي
__________________


  #28  
قديم 02-23-2014, 10:05 AM
 
[TABLETEXT="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




مرحبا عزيزتي زينب .. كيف احوالك ؟

اعتذر على تأخري رغم أني كنت قد قرأت الفصلين منذ زمن ..

أواجه وقتا عصيبا و أعلم أن زينب حبيبتي ستعذريني و لن تغضب مني .....
و من يستطيع أن يغضب من أسطورة على أي حال ؟! << كف
ثم تعرفين ما يقال .. تأخر خير من ألا تصل ! xD

كفاني ثقل ظل و لأباشر تعليقي

/


اللحظة التي انتظرتها ..

فكرة الرواية و خيالها من النوع المفضل لدي ..
و من منظور قارئ ليس لديه علم بأي أحداث خارج الفصلين أستطيع أن أخبرك انطباعاتي ..

*الغراب الجريح له علاقة بكلاود إن لم يكن هو نفسه ، نظرا للون العيون و الشعر !

*الأم ليست إنسانة عادية ، تخبئ سرا ما في منزل الغابة و تريد من ابنتيها أن تكتشفاه !

*و الغابة مسكونة بمخلوقات ما ربما سحرية ، و ذلك يبدو من الشباب الذين ظهروا حتى الآن !

/

الأحداث طبعا تسير بتمهل ،
مثل ذلك النوع من الروايات الذي يلم بكل التفاصيل بحيث تجد نفسك تعيش داخل الرواية ...

و واضح جدا أن لديك تلك القدرة الآسرة ، كما أنك متمكنة التحكم في أحداث و مواقف روايتك و واعية لها ..

/

أسلوبك لا يعلا عليه ..
سلس ، خالي من التعقيد كما يجب لرواية خيال ، و يوصل المشهد و المشاعر للقارئ في ذات الوقت ..

كان لدي معرفة مسبقة عن جمال أسلوبك في رواية "رسائل الليل" ،
لكني أشهد مع ذلك تطورا كبيرا فيه هنا ... و طبيعي لكاتبة مبدعة مثلك أن تمضي قدما على الدوام !

/

سأدردش قليلا عن الشخصيات ..


شانيل
تبدو فتاة جادة ، ذكية ،
رأيت من تعاملها مع والدها و أختها أنها حنونة ،
ربما ليست مرحة ، لكنها على قدر من التهور و الفضول ..
مازلنا في البداية ... لكني أحببت أختها أكثر منها !


ناتالي

واضح كم هي عفوية و صريحة ، مرحة و لطيفة ،
ما من شبه بينها و بين أختها في الشخصية ،
لكنها أعجبتني كثيرا و أحببتها


كلاود

ما سبب المبادرة التي قام بها في إيصال نيل إلى السوق ؟! ألأنها ساعدته عندما كان ذلك الغراب ؟
لدي إحساس بأنه من ذلك النوع من الاشخاص الذين يقودهم حس عالي بالصواب ، و يفعلون أي شيء من أجل المبادئ الصالحة .. حقيقة لست أدري مصدر هذا الانطباع ،
بالنسبة لي يعجبني كلاود .. لكن شقيقه هو المفضل لدي


لورانت

شخصيتي الحبيبة المفضلة !
إنه لئيم جدا ، لكنه ليس شخصا سيئا ،
يحب شقيقه و مع ذلك قد لا يتوانى عن ايذائه .. حب ملتوي يا للازدواجية !
اموت حبا في الشخصيات المتناقضة ، رغم أنه قد فاجأني قليلا خوف كلاود على شانيل منه ، فهذا يجعلني أتساءل ..
‏ألا يثق كلاود فيه إلى هذا الحد الذي يصدق معه بأنه سيؤذي الفتاة ؟!
أنا أستطيع أن أقول بثقة أنه قد يخيفها لكن لن يؤذيها ..
و مع هذا .. قد أحببت مشهد الغابة لكليهما فقد عكس علاقتهما الغريبة ..



تايلور

فتاة يمكن للمرء أن يحبها بسرعة ،
أظنها تشبه نات إلى حد ما .. و أتوقع بداية صداقة بين الفتيات الثلاثة ،
لكن تايلور بدت لي فتاة عادية .. أعني طبيعية ، و إلا فلما يقلق عليها اخوها كل هذا القدر ؟
على كل هي أعجبتني كثيرا .. خاصة بقامتها القصيرة تبدو طريفة و جميلة !

هاري
لا يكفي أنك وسيم بل و تعتني باناقتك ! xD
أشعر أن حنانه و لطفه على أخته ليس شيء يعامل به الجميع ..
فقط لا أستطيع تخيله حنونا مع أي كان ، أظنه من النوع الذي يخبئ طيبته خلف قشرة من السخرية أو البرود !
مجرد انطباع .. لكني أحببته ..

/


ثمة بعض الأخطاء الإملائية التي تحتاج منك مزيدا من التدقيق ،
و لا ملاحظات لدي غير ذلك


ختاما ~
عزيزتي زينب ... لقد استمتعت كثيرا بما قرأت ، و أنتظر الفصل القادم بشوق و لهفة فلا تتأخري


بالتوفيق لك .. و خالص ودي


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT]‏

ǻ ץ Ł ı ļ ● likes this.
__________________




افتَقِدُني
music4

  #29  
قديم 03-01-2014, 02:55 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://store2.up-00.com/2014-03/1393672245342.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





اهلا بالقراء الاعزاء , اعتذر بشدة لتأخري و لعدم تعقيبي على ردودكم و لكن

بصدق تعطل شاحن جهازي فصار لا يدوم كثيرا بالكاد يمتد لربع ساعة ثم يغلق
بالكاد استطعت ان اضع هذا الفصل الان و قد تأخرت على وقت المسابقة و ايضا
نرمين عزيزتي اقدم لك اكبر اعتذاراتي لانني وعدتها بان اضع روايتها لان زر التنسيق عندها
لا يعمل و لكن ما بالك بجهازي كله صار بالكاد يعمل !
بصدق اعلم بان هذه ليست عذرا و لكن اعتذر و احتمال ان اطيل في الفصل القادم بسبب الدراسة و تعطل جهازي كذلك انا شخصيا لا اعلم كيف اتصرف بهذه الرواية لكن احتمال ان اضع فصلا كل اسبوعين او ثلاثة باذن الله و اعذروني ان تاخرت




_3_

حفيفُ أوراق الشجرِ .. حسيس خافت بين ثنايا جذوعها .. همسات ترتفع و تنخفض .. و حركات تُسرع خِفيةً .. و في لحظة اخترق صوت محرك دراجة نارية الصمت المرتاب و من الواضح ان الصوت يأتي فعلياً من خلف جسدين صغيرين جالسين بوضعية بصدق قد توقع اي أحدٍ أرضاً من فرطِ الضحك .. نزع قبعته لينساب شعره الطويل البني الداكن على ظهره .. بينما تحركت عيناه بشكل سريع لينظر لتلك الاجساد التي بدت غير مرتاحة في وضعيتها .. طفلان يجلسان القرفصاء متخفيين بين ثنايا اوراق الشجر المنخفضة و قد بدا ما يرميان إليه واضحاً .. يراقبان احداً بالتأكيد .. ابتسم بهدوء مترجلاً من دراجته التي سرعان ما اطاعت توقفه و أصمتت الأصوات الغريبة التي كانت تصدر عن المحرك .. اقترب بخطوات واثقة تجاه الاجساد المتكورة المضحكة .. طويل القامة و قد تناسبت عضلاته كلياً مع جسده و قد كان فعلاً شعره الداكن الطويل هو ما يميزه .. او ما قد يميز اي شاب !



راقبهما لثوانٍ ليزداد قرباً و ليجلس القرفصاء بينهما يحاول رؤية ما يراقبانه و لكن صدقاً لم يرى أي شيء مميز يجول في المكان .. و ما فاجأه صدقاً انه كان يتوسطهما و لم يشعر أياً منهما بجسده الضخم بجانب احجامهم المتقلصة .. أمعن التركيز ليجد عصفوراً صغيراً يقفز في دوائر حول نفسه , بدا شكله مضحكاً في الواقع .. وصلت الى سمعه همسات خافتة انثوية : كآساندر .. إلى متى سيطول مكوثنا هكذا ؟

أجابها كآساندر بهمس مشابه : أصمتِ قليلاً إلينور , لن يطول .


وقف فجأة جاعلاً من سكتة قلبية تخترق اضلع الطفلين من الصدمة , قال بحزم : ماذا هناك سآندر ؟ ماذا يجري ؟
امسك سآندر المسكين بقبصته الصغيرة قميصه حيث يقع قلبه عاصراً اياه باصابعه مستنشقاً نفساً عميقاً في محاولة منه للهدوء و التفكير بشكل سليم .. صاح بغضب : ما هذا أخي ؟! صدقا ؟ كدت أُصاب بأخطر سكتة قلبية حتى تلك التي اصابت اجدادي .. سحقاً هذا يوترني !
وقف كلا الطفلين لتجيبه إلينور ببراءة : كنا نراقب ذلك الطير , اراد كاساندر الامساك به و لكنني لم ارد ذلك خآلي .. اعتذر .
ربت بخفة على رأسها ذات الشعر القصير المموج هامساً لها بلطف : لا بأس عزيزتي .
تمتم ساندر بخفوت : يا إلهي لما يعاملها بلطف هكذا ؟
كاد يسير مبتعداً لولا اليد الكبيرة التي سرعان ما امسكت باذنه و شدته إلى حيث كان .. فلتت منه صرخة اختتمها متاوهاً , صدقاً الامر يؤلم !
تأوه بعلو : تباً ! .. آه توقف !
جاء صوته حازماً خافتاً : فلتصمت .. تحدث لأخاكَ الاكبر باحترام اكثر .
تركه يفلت ليمسك بأذنه متذمراً بينما تصله ضحكات إلينور الناعمة .. ابتسم و هو يرى الموقف , من المتعارف لديهم أن الاخوة يتشاجرون باستمرار و من النادر ان يصلوا لأيةِ نقطة اتفاق إلا ان أخاه يحبه و هو يعرف ذلك كما يحبه هو .. و تلك الشجارات و الاختلافات لا تتعدى المزاح بالاضافة لكونه الأخ الأكبر يلقي فوق عاتقه مسؤولية كبيرة عليه تحملها فلا يستمر باضاعة وقته بالشجار بل ان رعاية أخاه تستجدي كل اهتمامه .. الأخ الأكبر .. الرجل الوحيد .. العال الوحيد .. الخال الاكبر .. الأبن الاكبر , مسؤولياتٌ جمَّ تقع على عاتقه و لا يستطيع مخلوق آخر توليها .. و مع ذلك فإنه لم يرد لمخلوق آخر بتولي مسؤولية رعاية عاﺋلته و لن يرد ذلك حتى و ان بلغ منه التعب اقصاه !
تقدم كآساندر تليه إلينور نحو دراجته .. لم يخترق حاﺋط افكاره سوى صدى صوت كآساندر : هيا ألبِرت بماذا تشرد هكذا ؟ .. سحقاً انا جاﺋع !
ابتسم ليلتف متقدماً منهم صاﺋحاً : حسناً أيها الأبله !
و هكذا استمر الطريق باكمله .. شجارات و بعض الدفعات البسيطة المازحة التي سرعان ما أدت لصوت ضحكات إلينور بالتردد في آذانه .... مخترقة أصوات العواء من حوله بينما تتجه دراجته تماماً نحو أصوات الحسيس الخافتة !





امسكت بفنجان قهوتها تتأمل النار المشتعلة داخل المدفأة امامها مريحة جسدها فوق الاريكة بينما تنعكس صورة النيران في عينيها تنصهر داخلهما , بدأت تشعر بأشياء غريبة تحدث من حولها .. اصوات مريبة ترواد مسامعها قبل النوم و يتردد صداها في احلامها .. عِواء , حسيس , نعيق .. و حفيف الاشجار العالِ , و كلما حاولت ان تتساءل أمام والدها عن سبب انتقالهما لهكذا مكان لم تتلقى سوى اجابة مبهمة عن رسالة تركتها أمها التي لا يعلم احدٌ منهم اين هي اللآن تشدد فيها على وجوب انتقالها لهنا و لهذا المنزل بالذات مما زاد غرابة الامر بالنسبة لها .. لطالما احترمت امها و قدرتها كثيراً .. كانت كآسيليآ تمتلك شخصية انفردت بها عن اي شخص رأته سابقاً .. كانت أماً قوية , حازمة , حنونة و مكافحة .. حالمة و واقعية بذات الوقت , صريحة و شجاعة وذات قلبٍ كلما اقتربت اذناها منه عند اي عناقٍ لهما استمعت الى صوت دقاته القوية و العنيفة و التي كانت ترهبها اذ انها لم تكن كدقات قلبها او قلب والدها او حتى اختها و قد ظنته مرضاً إلا ان والدتها اخبرتها فيما بعد بانه خلل وُلدت به ولا تفصيل اخر عن الموضوع , أمرأة يعتمد عليها .. جبل لا يحركه اعصار و لا يهزه زلزال .. أمرأة استحقت كامل التقدير و الاحترام و الحب بطيبتها و حنانها .. و لم تستغرب يوماً شغف والدها بها و لم تشك به .. و لن تفعل مطلقاً !



ربتت يدٌ ناعمة فوق كتفها برقة بينما تميل رأسها تلقاﺋيا فوقها تتحسسها بوجنتيها , ابتسما بهدوء بينما خرجت منهما تنهدات خافتة .. ارتفع الكوب الى فمها تحتسي منه رشفات بسيطة معيدة اياه بين كفيها تتدفأ به .. أتاها همس من خلفها : الشتاء اقترب .


اومأت رأسها موافقة بابتسامة تحمل وراءها الكثير من المعاني وجهها , ارجعت رأسها للخلف لترى وجه نـآتآلي بشكل منعكس يتأمل النار بابتسامة .. ضحكت بخفة بينما تسحب يديها بجانبها : اجلسي جواري نـآت .
اتسعت ابتسامة نـآت استجابة لطلبها لتجلس بجوارها في ثوانٍ معدودة .. لم تنتطق احداهما بكلمة بينما مالت نـآت برفق على صدر شآنيل .. همست بخفوت : اشتم فيكِ أمي .
ربتت شآنيل على راسها بخفة بينما اغمضت نـآت عيناها تغمر وجهها في حضنها .. بادلتها الهمس قاﺋلة : بل اني اراها فيكِ نـآتالي .
مضت الساعات بهدوء تام و قد اقبل سلطان النعاس على عرشه في حدقتيّ نـآتالي .. تغفو بسلام بعد ان جعلتها شآنيل تستلقي تماما واضعةً رأسها على وركيها , اُغمِضت عيناها ببطء بينما انساب شعرها جانباً تميل برأسها حتى سقطت على خلفية الاريكة مختتمة ليلة ليست بهادﺋة .. فالعواء ملأ الارجاء خارجاً .






سار بخطىً مضطربة إلى حيث يقع مكتبه المصنوع من الخشب المتين الاصلي .. استقر على كرسيه الجلدي الاسود بينما بدأت ملامح الاضطراب ترتابه , تنهد ليقوم بفتح درج في مكتبه بمفتاح كان مخبأً في جيب سترته , فتح الدرج ببطء .. امتدت يده الكبيرة تلتقط ما بدى اشبه بالرسالة من الداخل .. اعاد اقفال الدرج ليبدأ بتقليب الرسالة بين اصابعه مجدداً ثم .. توقف فجأة ليتركز نظره على ذلك الاسم الذي خُطِطَ بقلم حبرٍ سالٍ داكن اللون مما ابدى للاسم وقاراً فوق وقاره الفطري ..- كـآسيسيآ كآلدريك - .
ابتسم بخفة و قد بدأ يتسلل لقلبه الدفء من مجرد قراة اسمها , سارع بفتح الظرف ليخرج تلك الورقة التي قلبت حياته فعلياً .. تأمل حروفها التي كتبت بخط ناعم فاتح رقيق .. فعلاً هذه كـآسيليآ قوية صامدة من الخارج .. محبة و حنونة من الداخل , مزيج مدهش يستحيل ان يجده بامرأة اخرى .. افتقدها بصدق , تفقد نص الرسالة ليعيد قراءته مجدداً :

" عزيزي .. نبض قلبي , آسفة على ما سأفعل و آسفة على ما تخططه يداي , دموعي تنهار مع كل حرفٍ اكتبه و صدقني لا افعل ذلك بارادتي .. اريد الخير لك و لابنتيّ , نبض قلبي .. لآ تنساني فلن افعل .. لا تكرهني فيستحيل ان افعل .. لا تحزن فلا اريدك ان تفعل , كل ما اريده هو مصلحتك , مصلحتهما , مصلحتنا كلنا .. على عاتقي تقع مسؤولية لن تفهمها .. كل ما اطمح إليه هو السلام , لا اريد سوى السلام للعالم .. لهم .


ستتولى زهراتي الخِلافة و قد حان الوقت .. حان الوقت لتترك الأم عصافيرها يحلقن بعيداً .. سيمضي الوقت و ستدرك ما اعنيه , كل شيء سيكون واضحاً مع الوقت .. لن اطلب منك سوى طلبٍ آملة تنفيذه .. قد ابدو غريبة , خانة , مخادعة او حتى غير قادرة على تحمل المسؤولية و لكن انا لستُ كذلك آمل ان تتفهم هذا .. طلبي هو ان تأخذ فتاتانا إلى حيث العنوان الذي سأرفقه في ورقة منفصلة .. خذهم لهناك و احذر من الريح فهي قد تُحَّمل بأتربة لا تراها و لكنها سرعان ما تتسلل الى جهازك التنفسي و تخنقه .. ان لم يتحقق السلام لن تهدأ الريح .. نبض قلبي .. طالما ترى الريح هاجة فاعلم ان السلام لم يقع .. لا اريدك ان تقلق او ترتاب .. دعهما يحققان السلام .. و حينها اكون انهيت ما وُلِدتُ لأجله ، سأشتقاق لك زوجي الغالي .. لن انساك و لن انساهما .. طالما لم ينسياني "
تنهد و ذلك الألم المعتاد يتسلل إلى قلبه كلما اعاد قراءة كلماتها تلك , همس بعجز : يا إلهي .. ماذا تعنين كـآسيليآ ؟
تسللت تنهيدة اخرى من بين شفتيه ليعيد الرسالة إلى حيث كانت مغلقاً باحكام عليها .. سمع صوت دقٍ رقيق على باب مكتبه يعيد انتباهه إلى واقعه الذي يشتد غرابة مع كل يوم يمر , قبل ان يخرج الصوت من حنجرته وصله صوت نـآتآلي : أبي الغداء جاهز !
بعدها اصغى لخطواتها تبتعد , استقام واقفاً يبتعد هو الآخر بخطواته المتثاقلة عن مكتبه .. تاركاً خلفه لغزاً يأمل ان يفهمه .

اسرعت بارتداء معطفها امام الباب قبل ان تراها نـات و تبدأ معها التحقيقات مرة اخرى , امسكت بمقبض الباب بين يديها لتفتحه اخيراً على عالم آخر اثار حماسةً فيها لم تشعرها سابقاً , ارادت ان تركض و تلتف حول نفسها تماماً كما الطفلة فقط تسترجع ذكرياتها مع والدتها , مع كـآسيليا الام التي لم تخذلها ابداً حتى مع رحيلها المفاجـ .. و لكن على ما يبدو بأن رغبتها بقضاء بعض الوقت بمفردها تحتضن ذكريات الماضي بين اصابعها وسط اشجارٍ ارهبتها قامتها وضخامتها .. وسط ريحٍ لم تهدأ منذ إتيانها , منذ سقطت عيناها على اول حصوة حملتها الريح معها الى حيث خطت داخلةً هذا المكان المريب .. لم تكن ما رغبته نـآت !
تجمدت مكانها بينما يأتيها نداء نـآت : شــآنيل !

التفت ببطء لتجيب بهدوء : أجل نـآت .
اقتربت منها نــآت تهبط من اعينها نظرات حارقة مرعبة .. همست بخفوت تدرج إلى العلو : إلى أين تذهبين يا شـآنيل ؟ إلى أين تذهبين تاركةً إياي أغسل اطباق الغداء بمفردي ؟!
نظرت لها شـآنيل ببرود , التفتت تمد يدها الى حيث كانت معاطفهم تتدلى من حاملات خاصة بخزانة جوار الباب .. سحبت معطف نـآت و ألقته إليها لتبتسم بهدوء : إن أردتي ان تعرفي , تعالَي .
تغيرت ملامح التجهم من على وجه نـآتآلي لتبتسم بمرح كعادتها , ارتدت معطفها بسرعة لتلحق بـشآنيل إلى الخارج حيث استقبلتهما الريح الهائجة شديدة البرودة .. ارتجفت شفتاها تلقائياً جراء الجو البارد , خطت بضع خطوات لتقف بجوار شـآنيل .. مدت يدها تلتقط اصابع شـآنيل بين اصابعها لتتشابكا سوياً .. قالت باترجافة بسيطة تتخلل اطرافها : الجو باردٌ جداً .. الشتاء يدق الابواب .
اومأت شـآنيل بهدوء بينما تسيران تتجولان في الغابة .. فجأة ضحكت نـآت دون سبب يذكر مما لفت نظر شـآنيل .. نظرت لها بارتياب للتساءل : ما بكِ نـآت ؟ أهناكَ خطبٌ ما ؟
افلتت يدها لتأملها بدقة اكبر .. هدأت ضحكات نـآت بينما تخطو مبتعدة بظهرها ولازالت تنظر لشـآنيل .. قالت بمرح : ما رأيك بأن نمرح قليلاَ ؟ .. أعني لقد مرّ وقتٌ طويل منذ ان مرحنا سوياً , ألا توافقينني ؟
بادلتها شـآنيل الابتسامة لتومئ بخفة ... بدأت الاختان تبتعدان عن بعضهما بظهرهما بينما كل واحدة منهما تواجه الاخرى حتى اتستعت المسافة بينهما , صاحت نـآت : ستبحثين عني اولاً !
اومأت شـآنيل لتبدأ بالعد التنازلي : ثلاثة .
انتظرت ثانيتان بينما تخطو نات مبتعدة : اثنان .
انتظرت ثانيتان اخرتان لتختفي نـآت بين الاشجار راكضة : وآحد !
و حينها بدأت بالركض خلف اختها التي اختفى اثرها تماما من امامها , يضرب الهواء المثلج وجهها بعنف .. تتجمد اطرافها و ترتجف ثناياها .. مجدداً تعترف شـآنيل بحماقتها و سذاجتها اللا متناهية , كيف يمكن لها ان تلعب هكذا لعبة في هذه المساحة الشاسعة و وسط هذه الاشجار كثيفة الاوراق كثيرة الفروع تختم هيبتها في مدى طولها ؟ , و لكن .. ألن يبدو الامر هكذا اكثر إثارة ؟!
توقفت عن الركض علماً بأنه للآن ليس هناك مطاردة بينهما .. ستستمر بالبحث حتى تجدها , و ان كانت بين فروع الشجر !
نظرت حولها لعلها تجد اي اثرٍ لها .. و بالفعل وجدت حركة مريبة خلف احدى الشجيرات الصغيرة , اقتربت منها ببطء تمد يدها تبعد الوريقات عن بعض لتكتشف هوية المختبئ , فجأة .. قفز امامها سنجاب مبتعداً عن طريقها بذعر , افلتت منها صرخة قصيرة بينما تبتعد بسرعة بظهرها عن المكان , و لسوء الحظ اصطدم ظهرها بجسد صلبٍ خلفها مما جعلها تستدير بذعر مرة اخرى تهاب ان تجد حيواناً آخراً , إلا انها وجدت مالم تتوقع ان تراه ... مجدداً .
التوت زاوية شفتيه معلنةً ابتسامة لم تَخضل انها قد تراها منذ التقته اول مرة : كيف الحال .. شآنيل ؟
نظرت له بصدمة متعجبة , تلك الصدفة التي جمعتهم سابقاً و تلك الظروف التي اضطرتها لاتباعه و الركوب معه على دراجته ايمكن ان تُعاد بشكل مختلف ؟ ظنت لوهلة بأنه ألقى التحية .. مهلاً .. لقد فعل فعلاً !
وقفت بانتظام تحاول ان تبث في نفسها الهدوء و تعيد شكلها العملي الواثق , تنحنحت قليلاً لتبادله التحية بخفوت : أهلاً .. انا بخير .
لتضربها جملته السابقة مرة اخرى .. اردفت بتفاجؤ : مـ .. مهلاً ، من أين لكَ اسمي ؟
اتسعت ابتسامته ليميل بجسده مستديراً عنها .. لحقت به لتصيح بحنق : مهلاً .. من أنت ؟ من أين لك اسمي ؟!
اجابها بهدوء : انا كلآود ، و نحن نعرف من انتِ .
امسكت بقبضة قوية كم قميصه لتشده بخفة : أتمزح معي ؟! .. اعلم انك كلآود .. لكن من انتم ؟ و كيف علمتم من أنا ؟
تنهد ليستدير لها بمرح ضاحكاً بعلو : أمزح معكِ ايتها الحمقاء ، صدقتِ اسمي كلآود و اعتقد انكِ سمعته من أخي لـورنت المرة الفائتة ، نحن تكون انا و اخي ، أما بشأن معرفتي لاسمكِ فسيضل الأمر سراً بيننا إلى الحين المناسب .
لكم أرادت ان تصرخ بوجهه بقدر ما تستطيع حنجرتها التحمل ، لكم ارادت ان تضربه الاكفف فالاكفف على تصرفاته الغير مفهومة تلك ، شخصٌ غريب يأتي من اللا مكان ليقلها حيث شاءت ، ايضاً شخصٌ غريب يظهر من اللا مكان ليكون هو الوحيد الذي يصطدم به ظهرها ، و شخصٌ غريب يعلم اسمها و يدب الرعب في نفسها بينما ينقلب مزاجه الى مزاجٍ مرح ليس وقته المناسب و يجعلها تتناسى الموضوع بقوله كونه " سراً " بينهما .. بحق الجحيم ؟!
و لم تعلم كيف او لما .. لكنها صمتت ، صمتت و شيء ما بداخلها يخبرها بأن تغلق فمها كلياً ، شيءٌ ما بداخلها يقول .. إياكِ و المجادلة اكثر من هذا ! .. و رغم انها ليست من النوع الذي يتحلى بالايمان الكبير تجاه احاسيسه و لا تثق بصحتها دوماً إلا انها تشعر الان بان الامر مختلف .. خصوصاً و اصوات النعيق قد بدأت بالعلو !
التفتت له تتبعه في السير تلقائياً ، اقتربت بتوتر لتتساءل : ما تلك الاصوات ؟
اجاب بسرعة و برود : نعيق غِربان .
نظرت فوقها حيث بدأت الغِربان تصتف على جذوع الاشجار الممتدة ، تكاثف عددها بشدة و بدى الامر مريباً ، كلها تحدق لها .. لا ليس لها .. بل لروحها .. لاعماقهما !
التفتت له لتراه يرمق غرابٍ أبيضَ اللونِ بنظرات غريبة بينما تلك الابتسامة التي اهداها اياها بداية لقائهما تعود تحتل شفتيه مجدداً ، همست : رباه ! .. ما كل هذا ؟
استدار لها ليرمقها بنظراتٍ عميقة : أتمانعين شآنيل ؟ ، أجيبيني ؟ .. اتمانعين ان تلتف حولكِ الغِربان ؟ ، ألم يسبق لكِ أن رأيتِ واحداً ؟ ، ألم يسبق لكِ أن لمستِ واحداُ .
همست بانخضاع عجيب : بلى ، فعلت .
امسك يدها ليسرع من خطواتها لتلحقه : ما المشكلة إذاً ؟
بدأ الاضطراب يغزوها ، و الحيرة تملأها ، و فقدان السيطرة يخيفها .. كلآود ذاك بدى كأنه يسيتطع السيطرة .. يستطيع السيطرة على الموقف من حوله ، على مَن حوله إذ هدأ النعيق و كأن الغِربان تصغي لجدالهم العابر .. بدى كل شيءٍ مريب .. كل شيءٍ غريب .. كل شيءٍ مشكوك به ، تشوشت الرؤية من حولها فجأة .. بدأت الغربان كلها تطير بجنون و سرعة نحو صوبٍ واحد و قد استشعرت تشنج الجسد الذي يقبع بجوارها ، استدارت له بتعجب لترى ملامحه تتقلص بغضب بينما وجهه يتحرك حيث حلقت الغِربان مبتعدة إلا غرابٌ واحد أبيض سبق و ابتسم له كلآود ، و فجأة خبأ شيءٌ ما عيناها و حجبهما عن الرؤية بينما انطلق نعيق اخترق اذنها بألم من جوارها ، نعيقٌ طويلٌ عالٍ غاضبٍ .. عادت لها الرؤية لترى كلآود يركض الى حيث راحت الغِربان من ثوانٍ يتبعه الغراب الابيض خلفه ، اسرعت تلحقه و قد خطرتها فكرة عصرت قلبها .. كلآود بدى مريباً .. خطيراً .. خافت من الذي سيحدث ان وجد نـآت حيث تختبئ معتقدةً ان اللعبة لم تنتهي رغم انه لا ظواهر مؤكدة تثبت خطورته إلا انه احساسها الذي بدأ يستشعر حتى النسمة من حولها .. اسرعت تركض تلحقه بينما بدى اسرع منها بكثير ، استغرق الامر بضع دقائق لتصل حيث استقام هو ساكناً ، لهثت بشدة تستند على ركبتها بكفيها ، كادت تصرخ .. تسب او تضرب ، إلا انها مالت قليلاً لترى ما يقف امامه .. فتاة بشعرٍ طويل بني فاتح و ملامح قلقة .. و معطفٌ رمادي و شال بنفس اللون يدفئ عنقها .. و عينان زرقاوتان عسليتان من المنتصف .. نـآتآلي !
كانت تقف و بجاورها شاب طويل القامة ذو هيبةٍ خاصة ، بشعرٍ طويلٍ بني كذلك و بشرةٍ حنطية مميزة .. شابٌ غريب لم تلقاه سابقاً يقف بجواره طفلان فتاة و فتى .. همست بصوت مرهق : نـ .. نـآتآلي !


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
All the love from an empty broken heart
all the love from a ruined damaged soul


Insta
book1
  #30  
قديم 04-20-2014, 01:19 PM
 
بسم الله الرحمن الرحيم

مكاني للرد


+


زينب تأخرت بتنزيل الفصل بسبب اللاب توب لديها فهو معطل
لكنها قريباً ستعود الينا مع فصل خارق بعد ان ترا ردوركم على هذا الفصل
__________________

وما من كاتب إلا سيفنى ويبقى الدهر ماكتبت يداهـ فلا تكتب
بخطك غير سطراً يسرك في القيامة أن تراهـ


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
كن هادءاً كالماء، قوياً كالدب، شرس كالمستذئب
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:20 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011