عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree35Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 02-09-2013, 12:27 AM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sara125
جزاكي الله خيرا على المجهود


بارك الله فيك يا طيبة
__________________
ليلى
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 02-14-2013, 10:52 PM
 
[align=center][tabletext="width:80%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/19.gif');"][cell="filter:;"][align=center]



عودة موسى إلى مصر

سار موسى بزوجته قاصداً مصر، وفي أثناء رحلته ضل طريقه، وكانت ليلة شاتية، ونزل منزلاً بين شعاب وجبال، في برد وشتاء، وسحاب وظلام وضباب، وجعل يقدح بزند معه ليشعل ناراً، كما جرت له العادة به، فجعل لا يقدح شيئاً، ولا يخرج منه شرر ولا شيء. فبينا هو كذلك، إذ ظهر له من جانب جبل الطور ناراً، فاستبشر بخير، وأخبر زوجته بما رآى، ولما قصد إلى النار سمع نداء يخاطبه {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني} (طه:14). ثم جاءه نداء ثان يطلب منه أن يلقي عصاه التي يستعين بها في سفره، فلما ألقاها انقلبت العصا ثعباناً يتحرك بسرعة، ويضطرب في حركته، فما كان من موسى إلا أن ولى هارباً من هول الموقف، ولم يلتفت إلى شيء. ثم جاءه نداء ثالث يطلب منه أن يعود إلى مكانه الذي فرَّ منه، ويخبره أنه ليس ثمة ما يُخاف، وأنه آمن بأمان الله. ثم جاءه نداء رابع يطلب منه أن يُدْخل يده في ثوبه تخرج بيضاء من غير مرض أو عيب، وطمئنه أن لا خوف عليه ولا فزع، بل هو في حفظ الله وكنفه.

ثم أتاه نداء يخبره أن الله سبحانه زوده بهاتين المعجزتين؛ لتكونا له برهاناً على صدق ما جاء به، ويحاجج بهما فرعون ومن سار على دربه ونهج نهجه. وتضمن النداء أمراً لموسى بالذهاب إلى فرعون، ودعوته للخضوع والإذعان لله رب العالمين. وهنا تذكر موسى ما كان بينه وبين فرعون من عداوة، فقال: {رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون} (القصص:33)، فاستجاب موسى لأمر ربه، واستدعى أخاه هارون طلباً منه مرافقته في سفره، ومن أجل دعوة فرعون إلى الحق؛ وليأمراه بإخلاص العبادة لله.

لما جاء موسى وهارون فرعون، وأبلغاه رسالة ربهما، ما كان من الأخير إلا أن أنكر دعوى موسى وهارون، وأعرض عنهما، بل فعل أكثر من ذلك، فأخبر أتباعه وأنصاره أنه لا إله سواه! وقد قابل قوم فرعون هذا الهراء والهذيان بالسكوت والتسليم، شأن الجهلاء الجبناء.

المحاورات والمناقشات بين موسى عليه السلام وبين فرعون وملئه

قال موسى في رده على فرعون ودعواه: يا فرعون! ربنا وربك الله الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي أعطى كل مخلوق من المخلوقات، وكل شيء من الأشياء الصورة التي تلائمه، والهيئة التي تتحقق معها منفعته ومصلحته، ثم هداه وظيفته التي خلقه من أجلها، وأمده بالوسائل والملكات التي تحقق هذه الوظيفة.

قال فرعون لموسى مهدداً ومتوعداً: {أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى * فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا} (طه:57-85) للمباراة والمبارزة، ونتخلف نحن ولا أنت عن هذا الموعد، على أن تكون منازلتنا لك في وسط المدينة، بحيث يستطيع جميع سكانها الحضور؛ ليعاينوا عن قرب نتائج هذا التحدي.

وافق موسى على اقتراح فرعون، واتفق الطرفان على أن يكون الموعد بينهما يوم العيد، حيث يكون الناس في فراغ من العمل، ويكون حضورهم أوفى وأيسر. واستشار فرعون حاشيته، فأشاروا عليه بأن يرسل إلى جميع المدن التي تقع تحت سلطانه أن يرسلوا إليه سحرتهم، وطلب منهم الاستعداد للموعد المحدد لمنازلة موسى، ووعدهم الأجر الجزيل، والعطاء الجميل، والمنزلة الرفيعة، وحُسن الرعاية والعناية، على أن يوافوه في الموعد المحدد، والمكان المقرر.

وأقبل السحرة على وجه السرعة -وهذا شأن الأتباع ومنتهزي الفرص- على فرعون، فقالوا له بلغة المحترف والمستوثق، الذي مقصده الأول والأخير مما يعمله الأجر والعطاء: هل ستكافئنا بالأجر العظيم، والعطاء الوفير إذا غلبنا موسى؟ وهنا يجيبهم فرعون بقوله: نعم، لكم أجر مادي جزيل إذا انتصرتم عليه، وفوق ذلك، فأنتم تكونون بهذا الانتصار من الظافرين بقربي، والمحاطين برعايتي.

اطمأن السحرة على الأجر العظيم، والمنـزلة الموعودة، والمكانة المشهودة. وجاء الموعد واليوم المشهود، ووقف الجميع ينتظرون أمر الطاغية! كان ابتداء الكلام للطاغية، قال مخاطباً موسى: ألست أنت الذي ربيناه فينا وفي بيتنا وعلى فراشنا، وغذيناه وكسوناه، وأنعمنا عليه مدة من السنين، ثم بعد هذا قابلت ذلك الإحسان بأن قتلت منا رجلاً، وجحدت نعمتنا عليك؟ قال موسى ردًّا على سؤال الطاغية: أنا لا أنكر أني قد فعلت تلك الفعلة، ولكنني فعلت ما فعلت قبل أن يشرفني الله بوحيه، ويكلفني بحمل رسالته، وفضلاً عن ذلك، فأنا كنت أجهل أن تلك الضربة التي ضربتها لذلك القبطي سوف تؤدي إلى قتله، بل كان قصدي تأديبه، وكفه عن الظلم.

وكان من بين التهم التي وجها الطاغية -وكذلك يفعل كل الطغاة- إلى موسى وأخيه هارون تهمة قديمة جديدة، حاصلها أنهم إنما يمتنعون عن قبول دعوة موسى؛ لأنه في نظرهم إنما جاء بما جاء به طلباً للسيادة عليهم، ونزعاً للسلطان من بين أيديهم.

في ساحة المبارزة قال فرعون بحنق وغضب مخاطباً موسى: لئن اتخذت معبوداً من دوني، لأزجُّن بك في غياهب السجون، وأجعلك عبرة لغيرك، فهذا شأني ومذهبي مع كل من يخالف أمري، ويتمرد على طاعتي.

بيد أن موسى لم يلق بالاً لهذا التهديد والوعيد، بل طلب من فرعون أن يقدم البراهين والأدلة على صحة دعواه، وعلى صواب طريقته. وهنا ألقى السحرة بسحرهم، وقد أخبر عنه القرآن بأنه سحر عظيم، أرهب المجتمعين، وسحر أعينهم، بيد أن هذا السحر وما نتج عنه سرعان ما تهاوى، وانطوى في ومضة، وزالت آثاره بعد أن قذفه موسى بسلاح الحق الذي سلحه به ربه، حيث ألقى موسى عصاه، فإذا هي حية عظيمة، أفزعت الجمع بأسره، وأصابت الهزيمة المنكرة فرعون وملأه، بعد أن أنزل موسى بهم الخذلان والخيبة، ولما رأى سحرة فرعون الأمر كذلك، علموا أن ما جاء به موسى هو الحق، فآمنوا به، وعبروا عن هذا الإيمان بالسجود لله رب العالمين؛ وتحول السحرة من التحدي السافر إلى التسليم المطلق أمام صولة الحق الذي لا يجحده إلا مكابر حقود.

غير أن فرعون وملأه لم يرقهم ما شاهدوا من إيمان السحرة، ولم يدركوا -لطمس بصيرتهم- فعل الإيمان في القلوب، فأخذ يتوعدهم بالموت الأليم، ويتهمهم بأن إيمانهم لم يكن عن قناعة، وإنما كان حيلة احتالوا بها على الناس. وقد ضرب السحرة صفحاً عن تهديد فرعون واتهامه، وضربوا للناس في كل زمان ومكان أروع الأمثال في التضحية من أجل العقيدة، وفي الوقوف أمام الطغيان بثبات وعزة، وفي الصبر على المكاره، وفي المسارعة إلى الدخول في الطريق الحق، وفي التعالي عن كل مغريات الحياة.

وهكذا، بعد أن شاهد السحرة الحق يتلألأ أما أبصارهم، لم يملكوا إلا أن ينطقوا به على رؤوس الأشهاد، وتحولوا من قوم يلتمسون الأمر من فرعون، ويطمعون في المال الجزيل، ويرغبون في المنزلة المقربة إلى قوم آخرين، هجروا الدنيا ومغانمها، واستهانوا بالتهديد والوعيد، ونطقوا بكلمة الحق في وجه من كانوا يقسمون بعزته منذ وقت قريب.

ثم إن موسى بعد الانتصار الذي حققه على فرعون وملئه مكث حيناً من الزمن يدعو فرعون وقومه إلى عبادة الله الواحد القهار -وعلى عادة الطغاة والمتجبرين والمتكبرين- لم يجد آذاناً صاغية لدعوته، وتعرض ومن معه من المؤمنين لصنوف من العذاب، إلى أن جاءه الأمر الإلهي بالخروج ومن معه من المؤمنين من مصر إلى بلاد الشام.

خروج موسى من مصر

بعد ما جاء الأمر الإلهي استعد موسى للخروج من مصر، وسار بقومه من بني إسرائيل تلقاء بلاد الشام، ولما علم فرعون بخروج موسى ومن معه، جمع جنوده وأسرع في طلب موسى، وما إن وصلوا إلى شاطئ البحر حتى انفلق البحر أمام موسى ومن معه، وتمهد الطريق أمامه لعبور البحر، فأتبعهم فرعون وجنوده للظفر بهم، بيد أن الله بقدرته العظيمة، وانتقامه لعباده المؤمنين ما إن دخل فرعون البحر حتى انطبق عليهم فأغرقهم أجمعين، ولما أدرك الغرق فرعون أقر بالإلوهية لله تعالى، وجاءه الرد الإلهي سريعاً ومباشراً بأن الوقت قد فات، وأن المصير الذي ينتظره لا مفر منه، وأنه سيكون عبرة لمن بعده من الظالمين والطاغين والمتجبرين والمتكبرين.

بعد أن أغرق الله فرعون ونجا موسى ومن معه من بني إسرائيل، سار موسى بقومه إلى بيت المقدس، وحدث له في طريقه قصة مع قومه ، نعرض لها في موضوع آخر .

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________
ليلى
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 02-17-2013, 02:12 PM
 
[align=center][tabletext="width:80%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/19.gif');background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]



قصة عبادة بني إسرائيل العجل




بعد أن أهلك الله فرعون وجنوده، سار موسى عليه السلام ببني إسرائيل إلى بيت المقدس، ثم تركهم مستخلفاً عليهم أخاه هارون، وذهب لمناجاة ربه، وفي تلك الأثناء جاءه الخبر الإلهي بما أحدثه قومه في غيبته من عبادة العجل، بعد أن زين لهم ذلك شخص يدعى السامري -نسبة إلى السامرة من مدن فلسطين- وقالوا عندما رأوا العجل الذي صنعه لهم السامري: هذا إلهكم وإله موسى فاعبدوه؛ لأن موسى نسي إلهه هنا، وذهب ليبحث عنه في مكان آخر.

وقد نصح هارون عبدة العجل من قومه قبل رجوع موسى عليه السلام إليهم، فبيَّن لهم أنهم على ضلال مبين بعبادتهم هذا العجل، الذي لا يضر ولا ينفع، وأن المعبود الحق إنما هو الله وحده، وحثهم على العودة واتباع الحق الذي عليه هو وأخوه موسى. بيد أن هذه النصيحة لم تجد آذاناً صاغية، بل قابلت تلك النصيحة بالاستخفاف والاستهزاء، والتصميم على المضي قُدُماً في طريق الضلال.

ولما عاد موسى عليه السلام إلى قومه، عاتب أخاه؛ لأنه لم يتخذ موقفاً حازماً وحاسماً من عبادة القوم العجل، فأخبره هارون أنه لم يقاتلهم جراء فعلتهم؛ مخافة أن تحدث فتنة بينهم، فينقسموا شيعاً وأحزاباً، وآثر أن ينتظر عودة موسى ليتدارك الأمر. وبعد أن انتهى موسى من سماع اعتذار أخيه هارون، وجَّه كلامه إلى قومه، ليعرف السبب وراء عكوفهم على عبادة العجل، فقدموا له معاذير واهية، تدل على بلادة عقولهم، وانتكاس أفكارهم، فذكروا أن عبادتهم العجل كانت أمراً خارجاً عن طاقتهم واختيارهم، وكانت بتسويل السامري، ولولا ذلك -كما ادعوا- لبقوا على العهد والوعد. وتوجَّه موسى عليه السلام مغضباً إلى السامري، وأخذ في زجره وتوبيخه، ثم أمر الناس باجتنابه وعدم الاقتراب منه؛ لأنه مفتر أثيم وشر مستطير. ثم أخذ موسى العجل المصنوع وأتلفه، وألقى ذراته في البحر، وبين لمن كان يعبده أن عبادته جهل ليس بعده جهل، ولا ينبغي لعاقل أن يفعل ذلك. وختم حديثه لهم بأن المعبود الحق إنما هو الله الذي لا إله غيره وسع كل شيء علماً.

قصة السبعين الذين اختارهم موسى

اختار موسى عليه السلام سبعين رجلاً من خيرة قومه للميقات الذي وقَّته الله له، ودعاهم للذهاب معه. وكان هذا الميقات -على الراجح من الأقوال- بعد عبادة بني إسرائيل للعجل في غيبة موسى. ثم إن هؤلاء السبعين المختارين من بني إسرائيل طلبوا من نبيهم موسى ما لا يصح لهم أن يطلبوه، فأخذتهم الرجفة بسبب ذلك. وتوجه موسى عليه السلام إلى ربه قائلاً: يا ربِّ! كنت أتمنى لو سبقت مشيئتك أن تهلكهم من قبل خروجهم معي إلى هذا المكان، وأن تهلكني معهم حتى لا أقع في حرج شديد مع بني إسرائيل؛ لأنهم سيقولون لي: قد ذهبت بخيارنا لإهلاكهم. وقد قال موسى عليه السلام هذا القول لاستجلاب العفو من ربه عن هذه الجريمة التي اقترفها قومه، بعد أن منَّ الله تعالى عليهم بالنعم السابقة الوافرة، وأنقذهم من فرعون وقومه. ثم دعا موسى ربه أن ييسر له في هذه الحياة ما يحسن من نعم وطاعة وعافية وتوفيق، وأن يكتب له في الآخرة أيضاً ما يحسن من مغفرة ورحمة وجنة عرضها السموات والأرض.

ثم قال الله تعالى لموسى ردًّا على دعائه: يا موسى! إن عذابي الذي تخشى أن يصيب قومك، أصيب به من أشاء تعذيبه من العصاة والطغاة، فلا يتعين أن يكون قومك محلاً له بعد توبتهم، فقد اقتضت حكمتي أن أجازي الذين أساؤوا بما عملوا وأجازي الذين أحسنوا بالحسنى. فلا خوف على قومك، ولا على غيرهم من خلقي ممن هم أهل له.

قصة موسى والقوم الجبارين

بعد أن أغرق الله فرعون ونجَّا موسى ومن معه من بني إسرائيل، سار موسى بقومه إلى بيت المقدس، وما إن جاوزوا البحر حتى وقعت أبصارهم على قوم يعبدون الأصنام، فعاودتهم طبيعتهم الوثنية، فطلبوا من موسى أن يصنع لهم آلهة. وهنا غضب عليهم موسى غضباً شديداً، ووصفهم بأنهم قوم يجهلون الحق، وبيَّن لهم فساد ما عليه المشركون، وذكَّرهم بما حباهم الله به من نعم جزيلة، توجب عليهم إفراده بالخضوع لأمره، والتسليم لمشيئته. ثم مضى موسى يستنكر عليهم هذا الطلب، ويبين لهم أن الله وحده هو المستحق للعبادة، وذكَّرهم بنعمة الإنجاء من العذاب الأليم والتنكيل المهين.

في تلك الأثناء أوحى الله تعالى لموسى أن يختار من قومه اثني عشر رجلاً من أشرف من معه، وأمره أن يرسلهم إلى الأرض المقدسة؛ ليستطلعوا أحوال سكانها؛ وليعرفوا شيئاً من أخبارها. ونفذ موسى أمر ربه، وأرسل المختارين من قومه إلى الأرض المقدسة. فلما دخل النقباء الأرض المقدسة، واطلعوا على أحوال سكانها، وجدوا منهم قوة عظيمة، وأجساماً ضخمة، فعاد النقباء إلى موسى، وقالوا له: قد جئنا إلى الأرض التي بعثتنا إليها، فإذا هي في الحقيقة تدر لبناً وعسلاً، غير أن ساكينيها قوم أقوياء، ومدينتهم محصنة تحصيناً قويًّا، وأخذ كل نقيب من النقباء ينهى سبطه عن القتال، إلا اثنين منهم، فإنهما نصحا القوم بطاعة نبيهم موسى وبقتال الكنعانيين معه، ولكن بني إسرائيل عصوا أمر هذين النقيبين، وأطاعوا أمر بقية النقباء، وأصروا على عدم الجهاد، ورفعوا أصواتهم بالبكاء، وقالوا: يا ليتنا متنا في مصر، أو في هذه البرية!

وأوحى الله إلى موسى عليه السلام أن يصدهم عما تردوا فيه من جبن وعصيان، وأن يحملهم على قتال الجبارين، ولكنهم صموا آذانهم عن أمره، وأعرضوا عنه. ثم إن الرجلين المؤمنين، استنكرا إحجام قومهم عن الجهاد، وحرضاهم على طاعة نبيهم، ودعيا قومهما بأن يكلوا أمورهم إلى خالقهم بعد مباشرة الأسباب، وأن يعقدوا العزم على مبادرة أعدائهم بالقتال. غير أن هذه النصيحة من هذين الرجلين المؤمنين، لم تصادف من بني إسرائيل قلوباً واعية، ولا آذاناً صاغية، بل قابلوها بالتمرد والعناد، وكرروا لنبيهم موسى عليه السلام نفيهم القاطع للإقدام على دخول الأرض المقدسة، ما دام الجبارون مقيمين فيها؛ وتذرعوا بأنه لا طاقة لهم على مواجهتهم؛ لأنهم قوم أقوياء أشداء. وأخبروا موسى أنه إذا كان دخول هذه الأرض أمر يهمه، فإن عليه أن يذهب وربه لقتال سكانها الجبابرة، وإخراجهم منها. أما هم فإنهم قاعدون في مكانهم، لن يغادروه؛ لأن قتال الجبابرة لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد!

وعندما رأى موسى من قومه ما رأى من عناد وجبن، لجأ إلى ربه يشكو إليه أمرهم، ويلتمس منه أن يفرق بينه وبينهم؛ لأنهم ليسوا أهلاً لصحبته واتباعه، ثم قال مخاطباً ربه: لقد علمت يا إلهي أني لا أملك لنصرة دينك إلا أمر نفسي وأمر أخي، أما قومي فقد خرجوا عن طاعتي، وفسقوا عن أمرك، وما دام هذا شأنهم، فافصل بيننا وبينهم بقضائك العادل، فإنك أنت الحكم العدل بين العباد، وأنت أحكم الحاكمين. وأجاب سبحانه دعاء نبيه موسى عليه السلام، فأخبره أن الأرض المقدسة محرمة على هؤلاء الجبناء العصاة مدة أربعين سنة، يسيرون خلالها في الصحراء تائهين حيارى، لا يستقيم لهم أمر، ولا يستقر لهم قرار، فإن هذا جزاء كل من يعصي أمر الله، ولا يلتزم حدود شرعه. وكان لموسى خبر آخر نقف عليه فيما سيأتي من مواضيع .

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________
ليلى
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 02-18-2013, 11:09 AM
 
نسمة قلب likes this.
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 02-18-2013, 11:19 AM
 
نسمة قلب likes this.
__________________





ليتنَا نعودُ أطفالاً لا نخافَ مِن الغياب ونظنُ أن مًن مات مُسافر!!


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لۈ حيَـآتڪ قصـَۂ ، ، فمَـآذآ سيَڪۈن عنۈآنهَـآ . .!* الدلع كلو حوارات و نقاشات جاده 4 09-09-2010 07:02 AM
مـن قصـص ملــوك الفراعنــة نبيل المجهول أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 02-10-2007 04:26 PM


الساعة الآن 08:01 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011