السلام عليكم ورحمة الله

بدأت بالكتابه حتى ظهرت لي مقطع كامل
طويل دون أن أشعر وهو الذي سيريح أعصابكم بشكل مدهش
أتمنى لكم قراءة ممتعه ~

__________________


صرخت صديقتي في لحظة عتاب بحرقة : " أكرهك " .
فهمت أنها تُحبني جداً و أنها لذلك عاتبتني بشدة و قد صح حدسي فقد اعتذرت مني حين هدأت و أخبرتني بأنها لم تعني ما قالته.
تفهمتها جيداً و قدرت خوفها علي رغم أنه أرعبني .
ما شعرت بشيء حينها لكن و حين أدرت ظهري عائدة شعرت بحرقة في صدري و تلألأت الرؤية أمامي ، أيضا شعرت بقطرة باردة تدحرجت على خدي !!!
كم كانت موجعة .


..

"أميرةالانمي":



.

.

.

.
ظل ممسكاً بقنينة البيبسي الباردة وهو يجلس بهدوء في الفناء الخلفي من المدرسة حيث غطت الثلوج البيضاء
بعض المكان واعتلت أغصان الأشجار الشائكة ..
أخفض ناظريه لذلك الوشم الذي على صدره وكفه لينزلق الثلج من على رأسه .. واقعاً على ذلك الوبر الأسود
ظل مونتي يرتجف وهو بين فخذي ماريمو قائلاً بتعجب وسخرية :
- أهذه المرة الأولى التي ترى فيها نفسك ؟! لقد ألقيت بالثلج علي ..؟!!
همهم ماريمو ثم أطال الصمت وهو يتأمل مونتي ليقول بعده :
- ربما لم أرى نفسي بعد .. فمن هو هنري سايمون بالضبط ؟!.. أتعلم ..
همهم مونتي لحثه على الكلام وقد بدا عليه الملل ..
حك ماريمو خده بطرف إصبعه قائلاً بتفكير :
- سأحادث الفتاة المدعوة بأنجيلا بالأمر ..فربما ..
قاطعه مونتي وهو يصرخ بعصبية ملتفتاً إليه وهو يقول :
- مستحيل ..أي أحمق أنت ؟! فإن كنت قاتل أختها .. فستؤكد جريمتك .. وسندخل في دائرة لا مخرج منها..
نهض ماريمو بحماسه لينغرس رأس مونتي في الثلج ..ثم مد قبضته عالياً وهو يقول :
- لابد من خطوة جريئة ..
رد مونتي بصوت مكتوم وخائب :
- ..أعدني لخزانتك .. فأنت تشكل خطراً على حياتي ..



نون وحياتي نور



مسحت أنجيلا سبورة الصف الذي كان فارغاً من أي طالب في فترة الراحة ثم استجمعت نفساً طويلاً وعلت
شفتيها ابتسامة صافية وهي تقول بأمل :
- اليوم سيكون موضوعي الأول والأهم .. أرجو أن يكون إلقائي جيداً ..أمام هيئة التدريس للمراحل المتقدمة ..
نظرت إلى ملف أحمر وضع على درج مكتبها بشيء من الفخر والثقة .. قاطعها صوت لم تكن تتوقعه وهو يقول:
- أنجيلا .. أريد أن أحادثكِ بشيء ما ؟!
التفتت بسرعة ليتطاير من حولها شعره الذي أخفى بعض ملامحها المشدوهة لرؤية هنري أمامها
أرخت الممسحة من يدها ثم قطبت حاجبيها بشيء من الحزن والضيق قائلة :
- أهناك شيء ما .. أستطيع مساعدتك به سيد هنري ؟!
رد ماريمو مباشرة :
- أريدك أن تخرجي معي ..
علت الدهشة وجه أنجيلا ..بينما سقط فرانس وماكس من جانب الباب محدثين فوضى صوتيه وظل فرانس يصرخ قائلاً:
- أيها الأحمق ..ماكان عليك الدفع أكثر .. بجدية.. تلك اللقطة كانت الأفضل ..
ثم انتبه لنظرات ماريمو وأنجيلا التائهة فقال بارتباك :
- تعثرت بماكس ..تعلمون قصر قامته ..لذا لم أره ..
أخذ ماكس يركل فرانس بغضب وهو يشتمه وكذلك الآخر ..
أعاد ماريمو ناظريه لأنجيلا ثم قال بابتسامة وحماسه كبيرة :
- لهذا يجب أن تخرجي معي إلى الفناء حتى لا يشغلنا هذان الاثنان ..
أحست أنجيلا ببعض الراحة لما قاله ولكن شيء ما يوترها فما الذي يريده بالضبط ..!!
أخيراً أومأت برأسها موافقة..

نون وحياتي نور

كان الجو بالخارج بارداً وقد ارتدت أنجيلا معطفها الأزرق الطويل وقد تعالى البخار من شفتيه الوردتين فقالت:
- آسفة .. سأعطيك مهله خمس دقائق للحديث ..لأنني سألقي تقريراً بعد قليل ..لذا أرجو أن ..
قاطعها ماريمو الذي أسند ظهره إلى إحدى الأشجار قائلاً بجدية :
- أنتِ أخت الآنسة جولي فأخبريني عنها رجاءً ..
نظرت إليه بذهول وكأن تلك الكلمة اخترقت شغاف قلبها ثم هزت رأسها ببطء وهو تقول بهمس :
- كيف تجرؤ ؟! أتسألني عنها ..وقد قمت ..
تنهدت بقوة مكونة سحابة من البخار وأشاحت بوجهها وهي تغطي فمها بيدها وتغمض عينيها وكأنها تحاول كبح
جماح نفسها التي تود صرع ذلك الكائن الماثل أمامها ..
فرد ماريمو بهدوء :
- أرجوكِ أخبريني مالذي حدث لها ؟!
رفعت عينيها إلى عينيه وحدقت إليهما وقتاً طويلاً بصمت, ثم قالت بلهجة جادة وهادئة :
- لا داعي لأخبرك ما تعلمه جيداً .. وإن كنت قد نسيت .. فأنت أقذر ما رأيت .. وآسفة لأني ضيعت وقتي هنا ..
أدارت بظهرها مغادرة فأمسك ماريمو بمعصمها فتوقفت فجأة والتفت إليه وقد بدت الدموع تنساب على خديها قائلة بصوت عصره الحزن :
- أتعلم ما معنى أن يموت شخص ما ..شخص تحبه .. تستمع لكلماته الحالمة يوم بعد يوم ..أتعلم ما معنى هذا ؟!
ظل ماريمو ينظر إليها وقد بدا عليه الحزن والاستغراب الكبيرين ثم قال بهدوء :
- أنا .. لا أعلم شيئاً .. أنا ..بحاجة إليكِ ..
ضحكت أنجيلا بسخرية وسحبت يدها من بين أطراف أصابعه بقوة وحدقت إليه بحقد قائلة :
- جيد .. أهذا ما قلته لأختي جولي .. قبل أن تقوم بقتلها ..تصنع البراءة التي لا تليق بك ..
اتسعت عيني ماريمو من الصدمة فهل هو من قام بقتلها .. هل قتلها ..هل قتلها ؟! صوت هامس مرعب تردد في نفسه ..
رمت بكلمتها الأخيرة قائلة بجمود:
- سلطتك .. جعلت منك بريئاً أبدياً ..
ثم غادرت وسط شتات ماريمو الذي أخفض رأسه إلى الأرض وتراجع خطوتين حيث اتكأ على تلك الشجرة ثم انزلق بجسده عليها ليجلس على الثلوج ..
اهتزت الأغصان لتلقي بالثلوج على رأسه ..ولم يبالي لها ..
أطل فرانس وماكس من شجرة بعيده حيث مركز التجسس للصورة لا غير .. قال ماكس بإحباط :
- يارجل ..يبدو بأنها رفضته .. ماريمو المسكين ..يجب أن نواسيه ..
مسح فرانس دموعه الكاذبة وهو يضم نفسه قائلاً بتأثر:
- ما أسوأ هذا الشعور .. ولكن في سبيل الحب ..نضحي بمشاعر الألم ..ونظل نحب ..
ثم رفع قبضته ونفخ صدره قائلاً بجدية وصوت مرتفع :
- لا خيار .. سنبدأ بمشروع تطوير شكل ماريمو بدأً من شعره الأخضر المنكوش ..ربما هو مصدر التقزز ..
قام ماكس بتحية الجنود وهو يقول بحزم :
- حاضر سيدي ..


نون وحياتي نور


لهثت بشدة وهي تركض في الممر متجاوزة وقوف الطلاب وقد عقدت حاجبيها قائلة بضيق في نفسها:
( لماذا أركض .. هل أحاول الهرب منه ؟! )
أبطأت خطواتها ثم استندت على الجدار بكتفها الأيمن وأخذت تلتقط أنفاسها وقد ارتسمت عليها ابتسامة منتصرة
ضمت قبضتها ورفعتها إلى مستوى وجهها قائلة بسعادة وبعض الفخر :
- هذه المرة الأولى التي أعامله بهذه الطريقة .. لقد كنت دوماً كالأمة بين يديه ولكن الآن ..لن أسمح له ..
انتبهت لصوت فتاة قائلاً بلهجة جادة :
- هل لأنه أصبح يبتسم بصفاء ؟!
رفعت رأسها لتفاجأ بكريمسون متكأه على الجدار .. رمقتها لبضع ثوان ثم أدارت بظهرها مغادرة ..
توقفت إثر صوت أنجيلا المرتفع وهي تقول بضيق :
- ومالذي تعرفينه أنتِ ؟!
صمتت كريمسون وكأنها تحاول لم شتات ذكرياتها لتلك المدة القصيرة التي عرفت فيها ماريمو وجذبتها كلمة واحده استقرت في ذهنها ( فأنا رجل )
ابتسمت بدفء ثم حولت ناظريها لأنجيلا قائلة :
- لا أعلم مدى وقاحة هنري سايمون.. ولكنه يريد نيل الأفضل .. ويحاول ذلك وبقوة ..
لم يبد على أنجيلا التأثر مطلقاً بل ظلت تنظر لكريمسون وكأنها تنظر لهنري سايمون نفسه ثم قالت بهمس:
- من الأفضل لكِ ألا تتدخلي .. فهذا أمر شخصي ..
أومأت كريمسون برأسها وقات بهدوء :
- آسفة لذلك .. لم أقصد استراق النظر ..حدث الأمر مصادفة ..
غادرت بعدها متجهة نحو الفصل وظلت ملامح الحيرة على وجه أنجيلا التي فضلت الصمت وقد عضت على شفتها السفلى بحنق
ثم أطلقت تنهيدة طويلة ووضعت يدها على جبينها ودلكته بهدوء قائلة :
- ينبغي أن أركز على إلقاء تقرير اليوم .. وأنسى ما حدث .. لن أدع هنري يفسده أيضاً ..

__________________


صرخت صديقتي في لحظة عتاب بحرقة : " أكرهك " .
فهمت أنها تُحبني جداً و أنها لذلك عاتبتني بشدة و قد صح حدسي فقد اعتذرت مني حين هدأت و أخبرتني بأنها لم تعني ما قالته.
تفهمتها جيداً و قدرت خوفها علي رغم أنه أرعبني .
ما شعرت بشيء حينها لكن و حين أدرت ظهري عائدة شعرت بحرقة في صدري و تلألأت الرؤية أمامي ، أيضا شعرت بقطرة باردة تدحرجت على خدي !!!
كم كانت موجعة .


..

"أميرةالانمي":



.

انتهى وقت الراحة ودخل الجميع الفصل بينما ظلت أنجيلا ترتب الأوراق على درج مكتب المعلم ..
رفعت بصرها ناحية كيومي وقالت منادية :
- كيومي ..أحضري إلي الملف الأحمر .. رجاءً ..
انقطع شرود كيومي وهي تعد حلقات وجه فرانس ثم قامت بارتباك وهي تبحث في أوراق مكتبها قائلة :
- حسناً ..سآتي به حالاً ..
أشارت أنجيلا وهي تقول باهتمام :
- إنه أعلى مكتبي ..
رفعت كيومي رأسها وقد علتها علامات الحيرة قائلة بقلق وتردد:
- أنجيلا ..لا يوجد ملف هنا ..
اعتلى الخوف ملامح أنجيلا وأول من ظهر بذهنها هنري سايمون ..ركضت باتجاه مكتبها وهي تتفحصه
بقلق وخوف كبيرين قائلة بصوت مرتفع :
- لقد كان هنا قبل وقت الاستراحة ؟!
اتسعت عينيها لما طرأ في ذهنها عندما طلب منها هنري الخروج ..وأسئلته السخيفة ومراقبة كريمسون
ووجود صديقيه في الفصل .. إنه من فعلها بالتأكيد .. يريد أن يهينها ويحطمها كالعادة ..
آثرت الصمت واكتفت بنظرات حاقدة ولدت من الجحيم ألقتها على ماريمو الذي ظل ينظر إليها بتعجب ..
عضت شفتها بحقد أكبر وأشاحت بوجهها وأدارت بظهرها ناحية باب الفصل حيث استوقفها دخول الأستاذ لينغ..
تولد الخوف على وجهها الدائري الصغير ثم انحنت مباشرة لينزلق شعرها على ملامحها قائلة بأسى :
- لقد فقدت تقرير اليوم ..لن أستطيع الإلقاء ..
اعتلت ملامح الغيظ والصدمة وجه الأستاذ لينغ الذي عرف بقسوته ..فقال بصوت الجاف :
- مالذي تقولينه ..لقد دعوت كبار هيئة التدريس لحضور تقريرك وتقولين ذلك ببساطة ..كيف سأصرف الأمر ؟!
ظل جميع الطلاب يراقبون ذلك الموقف العصيب ووجه أنجيلا الذي استحال إلى الصفار والشحوب ثم قالت :
- آسفة .. فأنا لم أحافظ عليه جيداً ..لقد وضعته على درج مكتبي ولكنه اختفى ..
ظل الأستاذ لينغ ممسكاً بملفاته بيد والأخرى تمسك بهاتفه وقد ظل يرسل أمر إلغاء التقرير إلى من يهمه الأمر ..
ثم قال بلهجة غير مبالية :
- سيتم إلغاء التقرير ولا تفكري بإعادته .. وعليكِ اختيار العقاب المناسب لجهلكِ وإهمالك ..!!
انخفضت بشكل أكبر وقالت بصوت متقطع تلاعبت به عبراتها المكتومة :
- لا بأس ..يمكنك حرماني من الدروس المتبقية بحبسي في العلية ..
ظهرت صرخة ماريمو لتشق ذلك السكون قائلاً بقلق :
- لا تفعلي ذلك .. أنا من سأتحمل هذا العقاب ..
توجهت أنظار الجميع المتفاجئه حيث وقف هنري وهو يلهث بشدة قائلاً بصوت أهدأ :
- أنا ..من سيتحمل ذلك ..
اعتدلت أنجيلا واقفة و لمعت عينيها بدموع حاقدة فاض بها قلبها المحطم قائلة في نفسها :
( أتعترف بذنبك بعد أن حطمت آمالي في نيل شهادة أفضل .. أود قتلك بيدي هاتين أيها الجبان الحقير)
ظل فرانس يراقب ذلك الوضع العجيب باهتمام كبير ثم قال باستغراب في نفسه :
( إنها تحمل هالة من الكره الهائل.. هل الأمر أبعد من مجرد رفضها لماريمو ؟! فهو ليس قبيحاً إلى هذا الحد ؟!)
التفت إلى حيث مكتب كلاود الفارغ قائلاً باستياء :
- هل كان سيمتلك حلاً لوضع كهذا ؟!
عقد الأستاذ لينغ حاجبيه العريضين بتفكير وهو ينظر لماريمو ثم حول ناظريه الغاضبين إلى أنجيلا قائلاً :
- لابأس ..من الجيد أن تشعري بأنكِ السبب في عقاب شخص لا ذنب له ..فاليكن الحبس هو العقاب المناسب ..
صمتت أنجيلا وكأنها تكتم حبورها بحزن ألجمه فقدها ذلك التقرير المهم , وثقة الأستاذ لينغ بها ..
أومأت برأسها موافقة .. وغادر ماريمو مكتبه متجهاً إلى حيث باب الفصل مروراً بأنجيلا ليهمس قائلاً :
- لن أدعك تدخلين مكان كهذا ..
أغمضت عينيها بسخرية ثم عادت لمكتبها متجاهلة تلك المشاعر البريئة الصادقة ..
ظل ماكس يراقب خروج ماريمو بحزن كبير ثم قال بهدوء :
- يا رجل ..كيف تعاقب نفسك بشيء لم تفعله ..
أغلقت كريمسون كتاباً من بين يديها قائلة بهمس :
- يريد إثبات شيء ما .. بفكرة بسيطة و معنى بليغ ..إنها التضحية ..
ثم نظرت ببرود إلى أنجيلا التي بدت تخفي تلك السعادة المكبوتة ..

نون وحياتي نور


مضت الحصص الدراسية بشكل بطيء وممل لحين الحصة الأخيرة ..
نظرت كريمسون إلى الساعة على الجدار قائلة في نفسها بهدوء:
( بقي ساعة ونصف حتى يستطيع الخروج )
قاطع تفكيرها صوت قرع الباب انتبه الجميع للقادم فقد كان كلاود الذي بدا من شكله أنه مرهق ..
وقد كانت ربطة عنقه مرتخية ومقدمة قميصه مفتوحة ثم قال بصوت جاد :
- آسف لتأخري لدي عذر لذلك وقد سلمته شخصياً للمدير .. لقد أتيت ركضاً إلى هنا ..
نظرت الأستاذة ميلي إلى كلاود وابتسمت بلطف قائلة :
- لا عليك ..تبدو متعباً لذا تفضل بالجلوس .. بقي القليل لإنهاء الدرس ..أشكر لك حرصك على المجيء ..
مشى كلاود إلى حيث مكتبه وأول ما شد انتباهه عدم وجود ماريمو أمامه .. فحول ناظريه المتسائلين إلى
كريمسون ..التي فضلت الصمت لحين انتهاء فترة الدرس ..


نون وحياتي نور


دق الجرس معلناً انتهاء اليوم وتوافد الطلاب إلى الخارج .. ومن بينهم أنجيلا التي مشت وهي تمسك بكتبها..
شدها صوت ثقيل ورخيم قائلاً من خلفها :
- مالذي فعلته بهنري ؟!
التفتت وقد بدا على ملامحها الضيق لترى كلاود يقف وقد كانت ملامحه عنيفة وعينيه تحمل نظرات قاتلة ..
فابتسمت وأدارت بجسدها نحوه قائلة بسخرية :
- لقد سرق تقريري ويجب أن يدفع ثمن فعلته ..هذا لاشيء مقارنة بما فعله في الماضي ..
اصطكت أسنان كلاود ثم صرخ قائلاً :
- أي حمقاء أنتِ ؟! وعن أي ماض تتحدثين ؟! هنري فقد ذاكرته تماماً ..ألم تلاحظي جهله ؟!
علا الذهول والصدمة ملامح أنجيلا وارتخت يديها عن الكتب لتتساقط أرضاً وحفتها صدى تلك الكلمات ..
(أنا .. لا أعلم شيئاً .. أنا ..بحاجة إليكِ ..) وصوت كريمسون الهادئ وهي تقول ( لا أعلم مدى وقاحة هنري..
ولكنه يريد نيل الأفضل .. ويحاول ذلك وبقوة ..) أوقعت تلك الكلمات بروحها فتعالت أنفاسها بقلق ..ونظرت
لعيني كلاود علها تجد شيء يدفعها لتصديق الأمر بشكل أكبر ..
أنه مريض ..ويخاف من أمثال تلك الأماكن .. أتعلمين ما معنى أن تصابين بمرض كلوستروفوبيا ؟!
قالها كلاود بهدوء وثقة كبيرين ثم أغمض عينيه بعدها قائلاً بلهجة شابها الضيق :
- إنه يضحي تضحية كبرى بحبس نفسه لأجلكِ .. فاذهبي وأخرجيه من جحيمه .. إن استطعتِ إدراكه حياً !!
لم تستطع أنجيلا منع ساقيها من الركض تجاه مدخل المدرسة بكل قواها .. مخلفة كتبها المتناثرة ..
ظل كلاود صامتاً وهب هواء ساكن حرك شعره حول ملامحه الهادئة ثم قال :
- لمَ لم تمنعوه من القيام بشيء كهذا ؟!
سقط فرانس وماكس من جانب الشجرة ونهض ماكس قائلاً بقلق وخوف :
- لقد نسينا أمر مرضه تماماً .. حقاً نسينا ذلك يا رجل ..
مد فرانس يده لكلاود وهو يقول بانفعال :
- مالذي يجبرنا على تذكر شيء كهذا..بجدية فقد حدث معه مرة واحده ؟!
انخفضت كريمسون وهي تلملم كتب أنجيلا عن الأرض ثم قالت بهمس :
- أظنك قسوت عليها قليلاً ..كلاود ..
رفع كلاود وجهه نحو السماء قائلاً بحزم :
- القسوة متطلب أساسي أحياناً ..لتفهم من تحادثه ..


نون وحياتي نور


في ذلك الممر الضيق المظلم الذي حفت جوانبه الأتربة مشت بخطوات مرتبكة وخائفة وهي تنادي قائلة :
- سيد هنري .. هل أنت هنا ؟!
وجدت باب غرفة مغلق, فتقدمت إليه ومدت يدها بتردد وقد حثها دافع كلاود على فتحه ..
كانت الغرفة مظلمة تماماً فلا نوافذ لها .. وبالكاد رأت هيئة ماريمو وهو يحشر نفسه في زاويتها ..
تقدمت ببضع خطوات ودققت بناظريها لتراه يحشر رأسه بين ركبتيه التي ضمهما بشدة وقد كان يرتجف بعنف..
انخفضت إليه قائلة بهمس شابه القلق :
- سيد هنري .. هل أنت بخير ؟!
لم يجبها فازدادت نبضات قلبها خوفاً .. فمدت يدها لتلمس كتفه وتهزه قائلة :
- سيد هنري ..أرجوك رد علي ..
رفع رأسه فجأة لتبين ملامحه الخائفة ودموعه اللامعة المنهمرة على خديه قائلاً بصوت باكي :
- أخرجي من هنا .. فهذا المكان خطر .. إنه يضيق فجأة ويخنق من هم بداخله.. أخرجي ..حالاً ..قبل أن يعود ..
تأملت ملامح وجهه بدهشة كبيره فقد كانت تحمل معاني الألم والعذاب والبراءة في وقت واحد وترددت صدى كلمته السابقة التي قالها
(لن أدعك تدخلين مكان كهذا .. ) فقد كان يريد حمايتها من مرض يعتقد بأنه لدى الجميع
ولكنه ظل يعاني لوحدة أكثر من خمس ساعات.. !!
على الرغم من قسوتي ..على الرغم كرهي ..على الرغم من حقدي الكبير .. ظل يحميني ..
ترددت تلك العبارات في نفسها وهي تهدأ ماريمو بكفيها وقد بدا وكأنه طفل صغير من الملائكة وبكت بمرارة قائلة :
- أنا آسفة ..ستكون بخير هنري .. فلا تدع الظلام يؤذيك .. فأنت أقوى بكثير ..
هدأت أنفاس ماريمو وفتح عينيه ببطء وحاول مجابهة تلك الظلمة ولكنه أغمض عينيه بشدة قائلاً بضعف:
- لا أستطيع ..إنه كثيف وقوي .
أبعدت أنجيلا يديها عنه وأمسكت بيديه قائلة بصوت دافئ قد حمل الثقة :
- سنقوم معاً بالخروج من هنا .. فلا تقلق .. سأظل إلى جوارك ..
نهضت أنجيلا وهي تسير إلى الخلف ببطء ممسكة بيد ماريمو وهي تحثه على النهوض فاضطرب قلبها
وسكن القلق والحزن ملامحها قائلة في نفسها:
( لا أصدق نفسي.. لقد كنت قاسية وعاملته كما كان يعاملني هنري سايمون ..الذي أصبح مجرد طفل خائف
يحاول بذل الأفضل .. أنا أشعر حقاً بما يشعر به .. فهل شعر بكرهي على الرغم من قلبه الصغير ؟! )

__________________


صرخت صديقتي في لحظة عتاب بحرقة : " أكرهك " .
فهمت أنها تُحبني جداً و أنها لذلك عاتبتني بشدة و قد صح حدسي فقد اعتذرت مني حين هدأت و أخبرتني بأنها لم تعني ما قالته.
تفهمتها جيداً و قدرت خوفها علي رغم أنه أرعبني .
ما شعرت بشيء حينها لكن و حين أدرت ظهري عائدة شعرت بحرقة في صدري و تلألأت الرؤية أمامي ، أيضا شعرت بقطرة باردة تدحرجت على خدي !!!
كم كانت موجعة .


..

"أميرةالانمي":



.

ظلت الشمعة تقاوم لحظاتها الأخيرة لم تلبث طويلاً حتى انطفأت ليعم الغرفة الظلام ..
قد أسدلت ستائرها القاتمة لتزيد من الهدوء كآبة مثقلة بصمت ذلك الشخص الواقف في تلك الظلمة ..
خطى بضع خطوات إلى حيث استقر البيانو, مد يده إليه ولكنه كفها مباشرة .. وأشاح بجسده عنه ..
وضع قناعه القاسي والمزخرف على المنضدة الزجاجية التي بقرب فراشه ..
تناثر شعره الذهبي على ملامحه الغامضة في تلك الظلمة .. وأرخى ربطة عنقه متجهاً إلى غرفة ملابسة ..
سحب دفه الباب بيمينه لاحظ وجود صوت ما بداخل غرفته فقال بهمس :
- من هناك ؟!
تيقظ الخادم باركر من غفوته واضطرب جسده على ذلك الكرسي لتسقط ملابس السيد ون المكوية من يده ..
انهمك الخادم بلم الثياب من الأرض قائلاً بارتباك :
- حقاً أنا آسف .. غفوت هنا دون أن أشعر ..أعذرني يا سيدي ..
وضع السيد ون كفه على وجهه وأشاح به ليختفي بعضه في الظلمة قائلاً بهدوء :
- يبدو بأنك كبرت في السن ..
توقف الخادم باركر عن لم الثياب ولم يجرؤ أن يرفع بصره نحو وجه السيد ون المكشوف ثم قال بهمس:
- آسف .. يا بني ..
ظهر صوته الرخيم من بين ثنايا تلك الظلمة قائلاً بصوت جاد :
- كلما كبرت في السن تزداد رغبتي بك .. وأنت تعلم هذا ..فلمَ تلك اللهجة الحزينة ؟!
رفع الخادم باركر بصره إلى حيث وقف السيد ون وقد أدار له ظهره ثم قال بلهجة حانية :
- كيف حال صحتك ؟! فاليوم لاحظت عدم قابليتك للطعام وكذلك تنحنحك بشكل متواصل ..ربما أنت مصاب
بالبرد ..يجب أن يفحصك طبيب ما .. لا يعقل أن تهمل صحتك لأنك لا تريد كشف وجهك لأحد ..
لاحظ الخادم باركر بأنه تمادى في كلامه فأخفض بصره معتذراً وطالباً لمغفرته ..
صمت السيد ون كثيراً ولم يرخي يده عن وجهه بل ضغط عليه أكثر فأكثر حتى كاد أن يمزقه ثم قال بألم :
- وجه كهذا .. حتى أنت لم تجرؤ على النظر إليه .. لأنني مجرد شخص مشوه ..
اعتدل الخادم باركر واقفاً وهو يقول باهتمام :
- أرجوك لا تقل هذا سيدي الصغير .. فأنت اخترت أن تبقى تلك العلامة على وجهك لأنك لا تريد
محو الماضي وتزيدك إصراراً على ما تفعله من أجل الجميع وبالأخص هنري سايمون..
لذا فهي وسام شرف لك ..
أرخى يده عن وجهه وتحركت شفتيه قائلاً بلهجة تجمدت فيها مشاعره :
- ليس من الشرف أن تطعن شخصاً من الخلف بينما هو طعنك من الأمام وقتلك قبل أن تقتله ..
وضع قناعه على وجهه وضغط عليه بأطراف أصابعه قائلاً بصوت مغمور :
- سأحاول العيش لأجله فحسب .. فربما يحدث أحدنا نقطة تحول مثيرة .. وتستحق الاهتمام ..

نون وحياتي نور


مدت له كوب من الماء البارد فتناوله وشربه بنهم دفعة واحدة ثم رزح به على الطاولة أمامه قائلاً بضحكة :
- جيد .. انتهى ذلك الوقت أخيراً ..أنجيلا شخص لطيف حقاً ..
صمتت أنجيلا وقد كانت تقف إلى جواره وقد بدا عليها القلق والتوتر ثم قالت بتردد :
- سيد هنري .. علمت من صديقك أنك فقدت ماضيك .. فآسفة لذلك ..
نظر إليها ماريمو مستغرباً ثم قال :
- لم أفقده ..فأنا أحاول جمعه الآن وأعيش في بيتي لكي أسترجع هويتي كهنري سايمون ..وسأفعل ذلك ..
انفعلت أنجيلا ومدت رأسها ليتناثر شعرها وكادت أن تقول شيئاً ولكنها استرخت وفضلت الصمت ..
لم ترحمها عيني ماريمو الفضوليتين فقالت بهدوء على مضض:
- ماذا إن كان ماضيك سيئاً ؟! أيجب أن تسترده ..لمَ لا تدعه يرحل وينتهي وتبدأ حياتك من جديد ..
نهض ماريمو من مقعده مما أثار ارتباك أنجيلا ..وقف أمامها ونظر لعينيها مباشرة ..ثم مد أحد أصابعه
الموشومة ليضعه أسفل إحدى عينيها ثم مشى به على خدها قائلاً بصوت هامس وحالم :
- لقد كانت دموعك تسير هنا .. هذا يعني بأنكِ لازلت تخافين من هنري ..وأنت حزينة .. لذا يجب أن أساعدك
اتسعت عينيها لما سمعت .. ثم أخفضت جفنيها وهي تنظر بدفء لوجه ماريمو الجاد واحمرت وجنتيها قائلة :
- سأساعدك بكل ما لدي .. فأنا لست موقنة بما حدث حقيقة ..
انتبه ماريمو لما خطر في ذهنه ثم قال بحماسة :
- هنالك ما أود أن أريكِ إياه .. إنه هنري سايمون أيضاً ..

نون وحياتي نور

فتح الخزانة الحديدة فخرج مونتي وهو يترنح فسقط على وجهه وكأنه يسترد أنفاسه قائلاً بحنق:
- تباً لك ..لقد غادر جميع الطلبة وأنت تخنقني هنا .. أظن بأنني سأتخلى عنك قريباً وأعيش كقط محترم ..
وضعت أنجيلا يديها على فمها وقد علاها الذهول والدهشة الكبيرين ..فلم تستطع الاحتمال حتى أطلقت
صرخة عالية.. سد مونتي أذنيه وهي يهيل بالشتائم على ماريمو الذي لم يخبره بوجود أحد ما غيرة ..
انتفضت أنجيلا وتراجعت للخلف وهي تشير إليه قائلة برعب :
- إنه يحمل صوت هنري .. ما معنى هذا ؟! قط يتكلم ..
أومأ ماريمو برأسه وقد بدا سعيداً وهو يقول :
- لقد انقسم هنري إلى قط وإلى انسان وهما أنا وهو .. لذلك يجب أن أبحث عن ماضينا ربما نستطيع إرجاع
هنري .. ليصبح شعري أسوداً ويختفي هذا الوشم وأكون ...
اختفى صوت ماريمو تدريجياً من ذهن أنجيلا وهي تراقبهما بحيرة وتعجب كبيرين ..
احتدت عيني مونتي وهو ينظر إليها قائلاً في نفسه بحنق :
( تلك الفتاة .. لا أعلم لمَ أكرهها ؟!)
حول ناظريه إلى ماريمو الذي بدا سعيداً وهو يشرح نواياه ثم قال بتعجب وسخرية :
( يبدو مرتاحاً لها على أي حال ..وإلا لما جلبها هنا .. )
ثم انتبه لما تبادر في ذهنه فقال على عجل:
- ماريمو ..لا تقل لي بأنك قمت بسؤالها ذلك السؤال السخيف ؟!
حمله ماريمو ووضعه على رأسه وهو يكمل حديثه إلى أنجيلا دون مبالاة لمونتي الغاضب وقد توجها إلى الخارج
(قمة التجاهل )

نون وحياتي نور

مشيا على الرصيف المجاور لبعض المحلات التجارية وقد كانت أنجيلا مطرقة برأسها من قلق ينتابها وقد ضمت
كفيها لصدرها ثم نظرت إلى ماريمو قائلة بامتنان:
- شكراً لإيصالي إلى هذا الحد .. فمنزلي قريب من هنا ..وسأذ ..
بتر كلماتها عدم انتباه ماريمو لما تقول وقد كان يحدق إلى عازف كمان وقف بالقرب من أحد الجدران الأسمنتية
التي كسيت بالألوان والأصباغ .. وقد كان الناس يمرون منه دون أن يلقوا له بالاً ..
كان لعزفه صدى رناناً يجعلك تذوب معه وقد تناثر شعره الأحمر الطويل ليخفي ملامح وجهه المنسجم من ذلك
الإيقاع الناعم ..فتحركت شفتي ماريمو قائلاً بإعجاب وصوت هادئ حتى لا يمنع ذلك اللحن من أذنيه :
- صوته رائع ..أي آلة موسيقية هذه ؟!
نظرت أنجيلا إلى العازف وقالت باستغراب:
- إنه كمان آلة قديمة تستخدم للعزف .. ولكن لمَ يقوم بالعزف هنا ؟! فالأغنياء لن يستمعوا للموسيقى في الشوارع
رد ماريمو بضحكة :
- ولكنه يعجبني .. سآتي بالغد لاستماع مقطوعته منذ البداية .. وربما قصته .. فالجميع قلق علي الآن ..
همهمت أنجيلا وهي تتذكر وجه كريمسون وكلاود وحماقة فرانس وماكس ومدى حرصهم على ماريمو ..
فابتسمت قائلة بدفء في نفسها :
( لديه أصدقاء رائعين .. لم يكن لديه من يقف من حوله وهذا يدفعني بشكل أكبر لمساعدته بكل ما أملك من أمل )

نون وحياتي نور

رفع عينيه ليلمح ماريمو وهو يودع أنجيلا من بين خصلات شعره الحمراء ..فارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة ..
أرخى الكمان من بين يديه ووضعه على قطعة قماش باليه ووضع فوقه ملف أنجيلا الأحمر ثم طواه وعقده
رماه من خلف كتفه وغادر المكان وهو يهمس قائلاً :
- هكذا إذن هنري سايمون..لا بأس فبيننا موعد قريب ..


ـ ـ ـ ـ ـ

انتهى البارت ^ـــ^


ماهو انطباعكم الحالي عن السيد ون وهل لازلتم تشكون بأنه كلاود...إحم ؟
موقفكم من أنجيلا الحالية ^^؟
ستظهر في الأخير شخصيه جديدة.. فما هي احتمالاتكم تجاهها ؟!
بحفظ الله ~

__________________


صرخت صديقتي في لحظة عتاب بحرقة : " أكرهك " .
فهمت أنها تُحبني جداً و أنها لذلك عاتبتني بشدة و قد صح حدسي فقد اعتذرت مني حين هدأت و أخبرتني بأنها لم تعني ما قالته.
تفهمتها جيداً و قدرت خوفها علي رغم أنه أرعبني .
ما شعرت بشيء حينها لكن و حين أدرت ظهري عائدة شعرت بحرقة في صدري و تلألأت الرؤية أمامي ، أيضا شعرت بقطرة باردة تدحرجت على خدي !!!
كم كانت موجعة .


..

"أميرةالانمي":



.

[align=center][tabletext="width:100%;background-color:black;border:6px groove deeppink;"][cell="filter:;"][align=center] .
.
.


هل اكتمل الفصل ؟!

احم .. حفاظا على الوقار لن أقول أنني أتقافز الآن فرحا لنزول الفصل ‏xd

لي عودة بعد القراءة

‏.‏
‏.‏

[/align][/cell][/tabletext][/align]‏

__________________