الموضوع: A moment of pre-death~
عرض مشاركة واحدة
  #84  
قديم 03-07-2013, 12:05 PM
 

ظلت الشمعة تقاوم لحظاتها الأخيرة لم تلبث طويلاً حتى انطفأت ليعم الغرفة الظلام ..
قد أسدلت ستائرها القاتمة لتزيد من الهدوء كآبة مثقلة بصمت ذلك الشخص الواقف في تلك الظلمة ..
خطى بضع خطوات إلى حيث استقر البيانو, مد يده إليه ولكنه كفها مباشرة .. وأشاح بجسده عنه ..
وضع قناعه القاسي والمزخرف على المنضدة الزجاجية التي بقرب فراشه ..
تناثر شعره الذهبي على ملامحه الغامضة في تلك الظلمة .. وأرخى ربطة عنقه متجهاً إلى غرفة ملابسة ..
سحب دفه الباب بيمينه لاحظ وجود صوت ما بداخل غرفته فقال بهمس :
- من هناك ؟!
تيقظ الخادم باركر من غفوته واضطرب جسده على ذلك الكرسي لتسقط ملابس السيد ون المكوية من يده ..
انهمك الخادم بلم الثياب من الأرض قائلاً بارتباك :
- حقاً أنا آسف .. غفوت هنا دون أن أشعر ..أعذرني يا سيدي ..
وضع السيد ون كفه على وجهه وأشاح به ليختفي بعضه في الظلمة قائلاً بهدوء :
- يبدو بأنك كبرت في السن ..
توقف الخادم باركر عن لم الثياب ولم يجرؤ أن يرفع بصره نحو وجه السيد ون المكشوف ثم قال بهمس:
- آسف .. يا بني ..
ظهر صوته الرخيم من بين ثنايا تلك الظلمة قائلاً بصوت جاد :
- كلما كبرت في السن تزداد رغبتي بك .. وأنت تعلم هذا ..فلمَ تلك اللهجة الحزينة ؟!
رفع الخادم باركر بصره إلى حيث وقف السيد ون وقد أدار له ظهره ثم قال بلهجة حانية :
- كيف حال صحتك ؟! فاليوم لاحظت عدم قابليتك للطعام وكذلك تنحنحك بشكل متواصل ..ربما أنت مصاب
بالبرد ..يجب أن يفحصك طبيب ما .. لا يعقل أن تهمل صحتك لأنك لا تريد كشف وجهك لأحد ..
لاحظ الخادم باركر بأنه تمادى في كلامه فأخفض بصره معتذراً وطالباً لمغفرته ..
صمت السيد ون كثيراً ولم يرخي يده عن وجهه بل ضغط عليه أكثر فأكثر حتى كاد أن يمزقه ثم قال بألم :
- وجه كهذا .. حتى أنت لم تجرؤ على النظر إليه .. لأنني مجرد شخص مشوه ..
اعتدل الخادم باركر واقفاً وهو يقول باهتمام :
- أرجوك لا تقل هذا سيدي الصغير .. فأنت اخترت أن تبقى تلك العلامة على وجهك لأنك لا تريد
محو الماضي وتزيدك إصراراً على ما تفعله من أجل الجميع وبالأخص هنري سايمون..
لذا فهي وسام شرف لك ..
أرخى يده عن وجهه وتحركت شفتيه قائلاً بلهجة تجمدت فيها مشاعره :
- ليس من الشرف أن تطعن شخصاً من الخلف بينما هو طعنك من الأمام وقتلك قبل أن تقتله ..
وضع قناعه على وجهه وضغط عليه بأطراف أصابعه قائلاً بصوت مغمور :
- سأحاول العيش لأجله فحسب .. فربما يحدث أحدنا نقطة تحول مثيرة .. وتستحق الاهتمام ..

نون وحياتي نور


مدت له كوب من الماء البارد فتناوله وشربه بنهم دفعة واحدة ثم رزح به على الطاولة أمامه قائلاً بضحكة :
- جيد .. انتهى ذلك الوقت أخيراً ..أنجيلا شخص لطيف حقاً ..
صمتت أنجيلا وقد كانت تقف إلى جواره وقد بدا عليها القلق والتوتر ثم قالت بتردد :
- سيد هنري .. علمت من صديقك أنك فقدت ماضيك .. فآسفة لذلك ..
نظر إليها ماريمو مستغرباً ثم قال :
- لم أفقده ..فأنا أحاول جمعه الآن وأعيش في بيتي لكي أسترجع هويتي كهنري سايمون ..وسأفعل ذلك ..
انفعلت أنجيلا ومدت رأسها ليتناثر شعرها وكادت أن تقول شيئاً ولكنها استرخت وفضلت الصمت ..
لم ترحمها عيني ماريمو الفضوليتين فقالت بهدوء على مضض:
- ماذا إن كان ماضيك سيئاً ؟! أيجب أن تسترده ..لمَ لا تدعه يرحل وينتهي وتبدأ حياتك من جديد ..
نهض ماريمو من مقعده مما أثار ارتباك أنجيلا ..وقف أمامها ونظر لعينيها مباشرة ..ثم مد أحد أصابعه
الموشومة ليضعه أسفل إحدى عينيها ثم مشى به على خدها قائلاً بصوت هامس وحالم :
- لقد كانت دموعك تسير هنا .. هذا يعني بأنكِ لازلت تخافين من هنري ..وأنت حزينة .. لذا يجب أن أساعدك
اتسعت عينيها لما سمعت .. ثم أخفضت جفنيها وهي تنظر بدفء لوجه ماريمو الجاد واحمرت وجنتيها قائلة :
- سأساعدك بكل ما لدي .. فأنا لست موقنة بما حدث حقيقة ..
انتبه ماريمو لما خطر في ذهنه ثم قال بحماسة :
- هنالك ما أود أن أريكِ إياه .. إنه هنري سايمون أيضاً ..

نون وحياتي نور

فتح الخزانة الحديدة فخرج مونتي وهو يترنح فسقط على وجهه وكأنه يسترد أنفاسه قائلاً بحنق:
- تباً لك ..لقد غادر جميع الطلبة وأنت تخنقني هنا .. أظن بأنني سأتخلى عنك قريباً وأعيش كقط محترم ..
وضعت أنجيلا يديها على فمها وقد علاها الذهول والدهشة الكبيرين ..فلم تستطع الاحتمال حتى أطلقت
صرخة عالية.. سد مونتي أذنيه وهي يهيل بالشتائم على ماريمو الذي لم يخبره بوجود أحد ما غيرة ..
انتفضت أنجيلا وتراجعت للخلف وهي تشير إليه قائلة برعب :
- إنه يحمل صوت هنري .. ما معنى هذا ؟! قط يتكلم ..
أومأ ماريمو برأسه وقد بدا سعيداً وهو يقول :
- لقد انقسم هنري إلى قط وإلى انسان وهما أنا وهو .. لذلك يجب أن أبحث عن ماضينا ربما نستطيع إرجاع
هنري .. ليصبح شعري أسوداً ويختفي هذا الوشم وأكون ...
اختفى صوت ماريمو تدريجياً من ذهن أنجيلا وهي تراقبهما بحيرة وتعجب كبيرين ..
احتدت عيني مونتي وهو ينظر إليها قائلاً في نفسه بحنق :
( تلك الفتاة .. لا أعلم لمَ أكرهها ؟!)
حول ناظريه إلى ماريمو الذي بدا سعيداً وهو يشرح نواياه ثم قال بتعجب وسخرية :
( يبدو مرتاحاً لها على أي حال ..وإلا لما جلبها هنا .. )
ثم انتبه لما تبادر في ذهنه فقال على عجل:
- ماريمو ..لا تقل لي بأنك قمت بسؤالها ذلك السؤال السخيف ؟!
حمله ماريمو ووضعه على رأسه وهو يكمل حديثه إلى أنجيلا دون مبالاة لمونتي الغاضب وقد توجها إلى الخارج
(قمة التجاهل )

نون وحياتي نور

مشيا على الرصيف المجاور لبعض المحلات التجارية وقد كانت أنجيلا مطرقة برأسها من قلق ينتابها وقد ضمت
كفيها لصدرها ثم نظرت إلى ماريمو قائلة بامتنان:
- شكراً لإيصالي إلى هذا الحد .. فمنزلي قريب من هنا ..وسأذ ..
بتر كلماتها عدم انتباه ماريمو لما تقول وقد كان يحدق إلى عازف كمان وقف بالقرب من أحد الجدران الأسمنتية
التي كسيت بالألوان والأصباغ .. وقد كان الناس يمرون منه دون أن يلقوا له بالاً ..
كان لعزفه صدى رناناً يجعلك تذوب معه وقد تناثر شعره الأحمر الطويل ليخفي ملامح وجهه المنسجم من ذلك
الإيقاع الناعم ..فتحركت شفتي ماريمو قائلاً بإعجاب وصوت هادئ حتى لا يمنع ذلك اللحن من أذنيه :
- صوته رائع ..أي آلة موسيقية هذه ؟!
نظرت أنجيلا إلى العازف وقالت باستغراب:
- إنه كمان آلة قديمة تستخدم للعزف .. ولكن لمَ يقوم بالعزف هنا ؟! فالأغنياء لن يستمعوا للموسيقى في الشوارع
رد ماريمو بضحكة :
- ولكنه يعجبني .. سآتي بالغد لاستماع مقطوعته منذ البداية .. وربما قصته .. فالجميع قلق علي الآن ..
همهمت أنجيلا وهي تتذكر وجه كريمسون وكلاود وحماقة فرانس وماكس ومدى حرصهم على ماريمو ..
فابتسمت قائلة بدفء في نفسها :
( لديه أصدقاء رائعين .. لم يكن لديه من يقف من حوله وهذا يدفعني بشكل أكبر لمساعدته بكل ما أملك من أمل )

نون وحياتي نور

رفع عينيه ليلمح ماريمو وهو يودع أنجيلا من بين خصلات شعره الحمراء ..فارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة ..
أرخى الكمان من بين يديه ووضعه على قطعة قماش باليه ووضع فوقه ملف أنجيلا الأحمر ثم طواه وعقده
رماه من خلف كتفه وغادر المكان وهو يهمس قائلاً :
- هكذا إذن هنري سايمون..لا بأس فبيننا موعد قريب ..


ـ ـ ـ ـ ـ

انتهى البارت ^ـــ^



ماهو انطباعكم الحالي عن السيد ون وهل لازلتم تشكون بأنه كلاود...إحم ؟
موقفكم من أنجيلا الحالية ^^؟
ستظهر في الأخير شخصيه جديدة.. فما هي احتمالاتكم تجاهها ؟!

بحفظ الله ~
__________________


صرخت صديقتي في لحظة عتاب بحرقة : " أكرهك " .
فهمت أنها تُحبني جداً و أنها لذلك عاتبتني بشدة و قد صح حدسي فقد اعتذرت مني حين هدأت و أخبرتني بأنها لم تعني ما قالته.
تفهمتها جيداً و قدرت خوفها علي رغم أنه أرعبني .

ما شعرت بشيء حينها لكن و حين أدرت ظهري عائدة شعرت بحرقة في صدري و تلألأت الرؤية أمامي ، أيضا شعرت بقطرة باردة تدحرجت على خدي !!!
كم كانت موجعة .


..


"أميرةالانمي":



.