البارت الثاني بعنوان
α вℓσσɒ sταɪиєɒ ωнɪτє ραɢє sσσи

مملكة كاستوريا
قصر الحاكم
الساعة 9.12 صباحا

جهزت الخادمات طاولة الافطار في الحديقة الخلفية للقصر...كان ذلك مكانا مثاليا للاستمتاع بافطار هادئ ومنعش.ورائحة الورود تضفي جوا خلابا.والنسائم الطلقة تراقص الستائر الشفافة التي تسقط من تلك القبة المنقوشة التي تغطي المكان الذي وضعت فيه الطاولة...جلس حولها ثلاثة اشخاص.
سيدة انيقة تتمتع بجسد رشيق شعرها كستنائي وعينيها زرقاوتين...ويقابلها رجل وسيم وحاد الملامح بشعر فاحم وعينين زرقاوتين..وبجانبه انسة فائقة الجمال بشعر اشقر متومج يسقط على وجهها وعينين هي الاخرى بحريتان.
- امي...انا لا اود التكلم في الموضوع الان..قالها ذلك الرجل وهو يضع السيجارة في فمه واشعلها بواسطة قداحته الفضية.
تنهدت السيدة باسى.وهمست: لافائدة ترجى من الحديث معك ايدن...
نظرت الى ذلك الجرو الصغير النائم في حجرها ودلكت فروه الناصع البياض.
تكلمت الانسة الشقراء.وهي تمضغ الطعام ببظء :اميي...الا تياسين عن فتح هذا الموضوع كل مااجتمعنا؟
- ولكن هذا في صالحكم...
قاطعتها :ولكن امي...لم نعد صغارا بعد الان..يمكننا تدبر الامر لوحدنا..اليس كذلك ايدن؟
قالت الجملة الاخيرة وهي تنظر الى اخاها الجالس بجانبها.
نفث الدخان في الهواء وقال: مازال الوقت مبكرا على الزواج...لدي اشياء افعلها اهم منه.
همست الام بجدية: هذا ماكنت احاول قوله..لم تعد تفكر سوى في العمل..وانت ايضا انجيلينا لقد اصبحت الايدي الاكثر شعبية..ولكن مع ذلك لاتهتمين بذلك وتعارضين كل من يتقدم لك.صمتت لتكمل بغضب: اكاد اجن بسببكم...
تجرعت انجيلينا من عصير البرتقال الطارج وهمست بكل هدوء: صدقيني امي ...حين تاتيني رغبة في الزواج ساتكلم معك في الموضوع..
تنهدت الام مجددا.وباشرت في تناول فطورها قبل ان يبرد.
همست انجيلينا وهي تحدق الى ايدن :الن تاكل طعامك؟.
هز راسه نفيا وهمس: لا رغبة لي في الاكل الان...
نفث دخان السيجارة...سرعان مابدات انجيلينا بالسعال..وهي تلوح بيدها امام وجهها: على الاقل دعنا نستمتع بافطار صحي...
حدق اليها من طرف عينه ببرود...ولم يكلف نفسه عناء اجابتها.
قدم نحوهم فتى بملامح فاتنة...يتيمز عنهم بشعره الاصفر الباهت الاشعث..وعينين عسليتان تكاد تكون صفراوتين.
وقف وحدق اليهم ببرود وهو يهمس: صباح الخير...وجلس بهدوء على مقعده.
هتفت انجيلينا بمرح: مرحبا...اخي جوليان.
ابتسمت الام بحنان وهمست: لقد نهضت باكرا اليوم.
مرر يده تحت شعره وفرك عنقه..وهمس بارهاق: ولكنني مازلت متعبا..
قاطعه ايدن ساخرا: لم يطلب احد منك ان تسهر لوقت متاخر البارحة في الحفلة الراقصة.
اجابه جوليان بغضب: هل طلبت رايك؟لاتتدخل في مالا يعنيك لوسمحت...
ابعد ايدن السيجارة عن فمه وهمس بانزعاج: هل نسيت من تكفل باحضارك الى هنا...وانت سكير؟
تدخلت الام قائلة :لاتبدءا بالشجار الان....ولكنه على حق جوليان..نظرت اليه بضيق
انجيلينا: لقد اصبحت هذه الايام....تتوافد بكثرة على الحفلات الصاخبة وينتهي امرك مغشى عليك بسبب الخمر.
سكب جوليان لنفسه كوب عصير وتجرعه دفعة واحدة وعندما انتهى همس باستهزاء: لقد فهمت...تريدون منعي من الذهاب الى الحفلات لانقاذ سمعتكم فقط.
اشتاظ ايدن غضبا..فوقف وضرب الظاولة بقبضته لتهتز جميع الاواني.
تسلى انت وواعد الفتيات..ونحن دعنا نواجه عواقب ماتفعله.
امسكت انجيلينا من دراعه وحاولت تهداته.بينما الام همست بعتاب: فليصمت كليكما الان...
عاد ايدن للجلوس ببطء.ونظراته الحادة تصطدم بشراهة مع نظرات جوليان الساخرة والباردة.
ضحك جوليان بخفة..وهمس بهدوء: كما كنت اتوقع...رمى حبة العنب السوداء في فمه وهمس مجددا: لاتقلق...لن يطول الامر كثيرا هذه المرة.
زفر ايدن بنفاذ صبر واشاح بوجهه بعيدا عنهم..
انجيلينا بضيق: لماذا كلما جتمعنا معا...يجب ان يفتعل احدنا شجارا؟
اجابتها امها: اسالي اخويك...
تنهدت انجلينا عميقا ..واتكات على ظهر مقعدها.وشعرت بانحباس الهواء عنها..لقد ملت من هذا اروتين في حياتها...اصبحت الشجارات السطحية لاتنفك تتركهم وشانهم كل صباح ومساء...مسحت فمها بمنديلها ورمته على الطاولة وهي تهمس ببرود: ساذهب لاتنزه قليلا رفقة ماري وجاك.
فور سماع ايدن لاسم جاك...قال بغضب: ان كان ذلك الجاك موجودا..فلن تذهبي.
اجابته بابتسامة شقية: بل ساذهب.
- امي...هل سستركين ابنتك تذهب برفقة شخص مشكوك في امره؟
اعترفت الام قائلة: ان السيد جاك...شخص نبيل ونواياه حسنة.
تنهد ايدن بضجر وغمغم: ولماذا اهتم اصلا؟
وقف جوليا هو الاخر..بعد ان نقب القليل من الطعام من طبقه.
ساذهب انا ايضا...
ابتسمت انجيلينا وهمست: اذا دعنا نذهب معا..
وقف لبرهة قبل ان يهز راسه ايجابا...حملت حقيبتها اليدوية المرصعة بالجواهر بعد ان لبست معطفها المخملي الفاخر...تابطت ذراعه واتجهوا نحو البوابة معا.


امتدت يدها نحو غصن الشجرة وقطفت التفاحة الحمراء الناضجة لترميها نحو السلة مع الاخريات...
الجو حار..همست وهي تمسح بظهر يدها جبينها المتعرق..بينما راسها كانت تغطيه قبعة بسيطة مستديرة.
- اليس...هل يمكنك الاسراع علينا ان نقطف العنب ايضا.
نظرت الى تلك السيدة الواقفة على السلم الحديدي على بعد مسافة قصيرة منها..هزت راسها بهدوء واكملت القطف بصمت.وهي تتنقل من شجرة الى اخرى تنتقي منهن حبات التفاح اليانعة.
وعندما انتهت...جلست تحت ظل شجرة لتريح نفسها قليلا.سرعان ماشردت في التفكيرفي ذلك الكابوس الذي راودها بالامس...انها نفس المشاهد...ولكن لمذا الا فجاة؟
نظرت الى يمينها...حين امتدت تلك الحقول والكروم على مراى البصر والنسائم تلحفها ببطء وهدوء..كان يمكنها رؤية تلك الرؤوس السوداء التي تظهر بين السناب للعمال الذي كانوا منكبين باهتمام في حصد القمح...