عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree1Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-26-2011, 11:46 PM
 
Talking اللحْظة التي أتمنآها >> ǁ τнє τίɱε ί ωίsн " τίɱε sσиατα

السلآم عليكم و رحمة الله و بركاته :7b:
مرحباً جميعاً , كيف حال الجميع ؟!
أتمنى أن تكونوا بخير حال و بأفضل مزآآج :rose:
قررت منذ لحظات وضع قصتي"The Time I Wish " هُنا , بعد أن رأيت أن نسختها القديمة "Time Sonata " موجودة بالمنتدى
و أشكر العضوة غزل! على طرحها بالمنتدى , سعدت حقاً بالمُتابعين هنا بالإضافة للمتابعين لي في المنتدى الآخر
و لذا أعتذر عن توقف كتابتها لفترة طويلة و إعادة صياغتها بشكل جديد

أترككم مع البارتات الجديدة و هم 6 بارتات سأضعهم هنا بعد قليل

كونوا بالإنتظار أحبتي
أسعد الله قلوبكم :7b:

و لـِ تُعانق مشاعركم الخيـآل
و الخيـال وحده ^^


darҚ MooЙ likes this.
  #2  
قديم 03-26-2011, 11:48 PM
 
  #3  
قديم 03-26-2011, 11:51 PM
 
Talking



ولآية مساشوستيس ,

مدينة بوسطن,
22 سبتمبر 2010
[ قبيل الساعة السادسة صباحًا ]


توقفت تلك السيارة الفارهة أمام أحد القصور الخاصة بأغنى تجار الولايات المتحدة {نيكولاس هوايت }
فُتِحت البوابة الحديدة الكبيرة لنتبين من خلفها حديقة واسعة مليئة بمختلف أنواع الأشجار التي أثارت ريحاً طيبة في المكان , ظهرت فتاة ترتدي زي الخدم تمشي ببطء على ذلك الممر المؤدي للبوابة , تَجُرْ حقيبة كبيرة للسفر و من خلفها فتاة شابة ترتدي معطف أسود طويل مفتوح ليظهر من تحته بلوفر بلون السماء و بنطال من الجينز الفاتح , قد لفت شال بنفس لون البنطال حول رقبتها و استقرت حقيبة صغيرة على ظهرها
..بجوارها , إمرأة في الأربعين ترتدي قميص بنفسجي طويل من القطن تحته تنورة سوداء تصل لركبتيها
كانت الدموع تتلألأ في عينا المرأة الزرقاوات و هناك حمرة خفيفة تعلو وجنتيها و قبل أن يصلا إلى البوابة بقليل قالت بنبرةٍ باكية : سأشتاق إليكِ صغيرتي
التفتت الفتاة الشقراء لها و ضمتها هامسة : كفاكِ بكاءً عمتي
ابتعدت العمة قائلة بصوت حاولت أن يكون ثابتاً : لا أستطيع , آني .
قبلتها آني على وجنتها المحمرة قائلة مبتسمة في اهتمام : اهتمي بنفسك عمتي
و كأنها كلمة سحرية إن عقدت عمتها ساعديها أمام صدرها مشيحة عنها في غرور هاتفة : ابعدي نيك عني و سأكون بخير
ضمت آني كلتا يديها و هي ترفعهما هاتفة بحالمية : كم أتمنى أن أراكِ أنتِ و عمي نيكولاس زوجين طبيعيين
تمتمت العمة في تذمر واضح : مادام نيك هو الزوج فلن يكون زواجاً طبيعياً أبداً
رمقتها آني متعجبة لتبتسم مقررةً استفزازها : جاكلين .. هل عمي مصاص دماء و أنا لا أدري ؟
حدقت بها جاكلين في صدمة قبل أن تتجاهل جملتها لتُمسك أذنها بأصابع يدها اليمنى متوعدةً إياها : ألم أحذرك من قول جاكلين دون عمة ! .. يا لك من مشاغبة كبيرة
تأوهت آني مرددةً في ألم : لن أكررها .. عمتـي سأتأخر على القطار
تركتها جاكلين و في عينيها نظرة عتب تجاهلتها آني و هي تسرع للخروج من البوابة ملوحة بيدها لتودعها : سأتصل بكِ عندما أصل للسكن الجامعي .. اهتمي بصحتكِ .
لحقت بالخادمة لتجدها واقفة بجوار السائق و قد فتح لها هذا الأخير الباب لتقول بنبرة هادئة موجهة حديثها إليه : شكراً .. - نظرت للخادمة - سيلي , اهتمي بعمتي و إن حدث شيء اتصلي بي
سألتها الخادمة في انزعاج : لم تسافرين بالقطار و ليس بالطائرة كما اقترحت السيدة , إن هذا الأمر ضايقها كثيراً
ابتسمت آني بغموض و هي تُجيبها : مزاج !
دلفت للسيارة و هي تشير لها بالوداع قبل أن تنطلق إلى محطة القطار الجنوبية
سرعان ما كانت آني تقف في صالة شحن الحقائب و تملأ البيانات اللازمة لذلك ثم تنتقل لصالة الإنتظار


جلست على أحد المقاعد واضعة حقيبتها على المقعد المجاور
نظرت لتلك القضبان الحديدية الطويلة و .. البعيدة
لا تُصدق أنها عائدة إلى مدينة طفولتها و قد تجلى هذا واضحاً في تفكيرها : " أربع ساعات تفصلني عن الوصول إليكِ !..
هل سأعود لها حقاً ..
إلى هناك ..
إلى البلد الذي شهدت مقتل من أحب
البلد الذي يعيش فيها أخي
البلد الذي أكره من أعماق قلبي
نيويورك . لما أعود إليكِ .. هل تجيبيني ؟
فلتجيبني شوارعك التي لمست أولى خطواتي
فلتجيبني ضوضائك التي أبكتني ..


! أي تفكير مجنون ألقى بي هنا ؟! "


نهضت من مقعدها فجأة لتجلس ببطء من جديد و تكمل تفكيرها في قهر ظهر واضحاً في انعقاد حاجباها : " يجب أن أذهب .. يجب أن أدرس في تلك الجامعة و أن أرى أخي .. كم اشتقت إليه .. ذلك الأحمق ! "
حبست أنفاسها و هي تسمع صوت القطار المزعج في هذا الصباح الهادئ بالنسبة لها
لتأخذها قدماها حيث تلك البوابة التي يتوجه الجميع إليها لتدخل معهم لعربة القطار قبل أن تتوجه للعربة الأخيرة و تستقر بحقيبتها الصغيرة هناك مفكرة : " حتى لو وصلوا هنا فلن يكونوا كثيرين لأنها أول رحلة على هذا الخط ..لأستمتع بالهدوء إذن "
أغمضت عينيها و هي تستعيد صوراً من الماضي من شأنها أن تُجمد الدماء في العروق
و لكن ملامحها الهادئة لم تتغير أبداً
و ابتسامة قاسية ترتسم تدريجياً على شفتيها و كأنها منحوتة منذ زمن بعيد


in my clear eyes, there are only copies of important things
don't get lost in the shallow dream, it's just ahead
eventually sadness will fall asleep
someday, someday if my wish can be granted the many painful days
will all be gone and I'll smile, nothing will be frightening
i hope ..
.

.

عاصمة الولايات المتحدة ,
نيويورك ,
[ الساعة التاسعة و النصف ]

انطلقت سيارة بورش سوداء في مطاردة من أعنف المطاردات التي شهدتها مدينة نيويورك , مستهدفة سيارة حمراء تحوي أربعة من مجرمي البنوك الإلكترونية
أمسك قائد السيارة السوداء بجهاز الارسال قائلاً بنبرة صوته المميزة : الهدف يتجه شمالاً نحو شارع 5
أغلق الاتصال ليسمع الشاب المُجاور له يقول في حماس : أريد أن أوجه لهم الرسالة التالية , كاي
ابتسم كاي مجيباً إياه ببرود : لن تفعل أبداً .. انتبه فقط للدراجتين
تحولت ملامح الشاب من الحماس للملل و هو يقول : ليو و سامنتا سيكونان بخير - صمت لبرهة قبل أن يُردف بسكون مُفاجئ - كلاهما يرتدي السترة الواقية للرصاص .. لا تقلق .
زم كاي شفتيه ليجيب في سُخرية : ليس لنا في هذه المُطاردات من الأساس - قطب حاجبيه لثانية و هو يسأل في شك - مارتن .. ألا يوجد محطة قطار في نهاية هذا الطريق ؟
قطب مارتن حاجبيه بدوره لثوانٍ قبل أن يقول : أجل يوجد محطة .. خط بوسطن - واشنطن
هتف كاي في حنق بالغ : إن كان ما أُفكر فيه صحيحاً فنحن في مشكلة كبيرة - أكمل بلهجة أمر - مارتن اتصل بالمحطة و اسأل إن كان هناك أي قطارات غادرت أو في طريقها للمدينة ..!
أنهي مارتن الاتصال و قال بهدوء : هناك قطار على وشك القدوم و المحطة مزدحمة بالمسافرين
هتف كاي للمرة الثانية : الأوغاد .. لن يُفلتوا مني !
رفع جهاز الاتصال مجدداً متجاهلاً تلك النظرة المحرومة التي أطلت من عيني مارتن و هو يهتف في حزم : إلى جميع الوحدات امنعوا السيارة الحمراء من بلوغ المحطة - حوّل الاشارة - ليو سامنتا توجها للمحطة فوراً و اسبقا البقية .
أجابه الاثنان : عُلِم
مازالت المُطاردة مستمرة حين ارتفع صوت رنين ليمد مارتن يده نحو كاي ممسكاً بهاتف ليرد كاي من فوره : آني أنا مشغول حالياً , اتصلي بي في وقتٍ لاحق
- لا تُغلق كاي إدجار !
توقفت أصابع كاي على ذلك الزر الأحمر ليعيد الهاتف لأذنه مجدداً مجيباً في احترام : آسف عمتي و لكني مشغول الآن و ..
قاطعته العمة بتنهيدة , قائلة في حنان بالغ : لا تُرهق نفسك بالعمل كاي , لقد نست آني هاتفها و يبدو أنها لم تُلاحظ هذا و إلا لعادت و أخذته قبل أن تُغادر
قاطعها كاي بعدم فهم: تُغادر إلى أين ؟
أجابته في تعجب : إلى نيويورك بالطبع !
همس في صدمة : ماذا ؟ - استدرك سائلاً إياها في توجس - ستأتي بالطائرة
قالت معترضة : لا بالقطار .. حاولت معها أن تذهب بالطائرة .. أسرع و أكثر راحة لها و لكنها عنيدة !
عض كاي شفته السفلى و هو يحاول أن يظل صوته ثابتاً : حسناً عمتي , سأذهب لأستقبلها الآن فأنا قريب من المحطة , أحدثكِ لاحقاً

تخللت أصابعه خصلات شعره البنية و هو يفكر : " أي حظٍ تملكين آني !! ",,
  #4  
قديم 03-26-2011, 11:59 PM
 
Talking

part 2
عاصمة الولايات المتحدة ,
نيويورك ,


[ الساعة التاسعة و النصف ]

انطلقت سيارة بورش سوداء في مطاردة من أعنف المطاردات التي شهدتها مدينة نيويورك , مستهدفة سيارة حمراء تحتوي أربعة من مجرمي البنوك الإلكترونية

أمسك قائد السيارة السوداء بجهاز الارسال قائلاً بنبرة صوته المميزة : الهدف يتجه شمالاً نحو شارع 5

أغلق الاتصال ليسمع الشاب المُجاور له يقول في حماس : أريد أن أوجه لهم الرسالة التالية , كاي

ابتسم كاي مجيباً إياه ببرود : لن تفعل أبداً .. انتبه فقط للدراجتين

تحولت ملامح الشاب من الحماس للملل و هو يقول : ليو و سامنتا سيكونان بخير - صمت لبرهة قبل أن يُردف
بسكون مُفاجئ - كلاهما يرتدي السترة الواقية للرصاص .. لا تقلق .

زم كاي شفتيه ليجيب في سُخرية : ليس لنا في هذه المُطاردات من الأساس - قطب حاجبيه لثانية و هو يسأل في شك - مارتن .. ألا يوجد محطة قطار في نهاية هذا الطريق ؟

قطب مارتن حاجبيه بدوره لثوانٍ قبل أن يقول : أجل يوجد محطة .. خط بوسطن - واشنطن

هتف كاي في حنق بالغ : إن كان ما أُفكر فيه صحيحاً فنحن في مشكلة كبيرة - أكمل بلهجة أمر - مارتن اتصل بالمحطة و اسأل إن كان هناك أي قطارات غادرت أو في طريقها للمدينة ..!

أنهي مارتن الاتصال و قال بهدوء : هناك قطار على وشك القدوم و المحطة مزدحمة بالمسافرين

هتف كاي للمرة الثانية : الأوغاد .. لن يُفلتوا مني !

رفع جهاز الاتصال مجدداً متجاهلاً تلك النظرة المحرومة التي أطلت من عيني مارتن و هو يهتف في حزم : إلى جميع الوحدات امنعوا السيارة الحمراء من بلوغ المحطة - حوّل الاشارة - ليو , سامنتا توجها للمحطة فوراً و اسبقا البقية .

أجابه الاثنان : عُلِم


مازالت المُطاردة مستمرة حين ارتفع صوت رنين ليمد مارتن يده نحو كاي ممسكاً بهاتف ليرد كاي من فوره رغم تعجبه : آني أنا مشغول حالياً , اتصلي بي في وقتٍ لاحق

- لا تُغلق كاي إدجار !

توقفت أصابع كاي على ذلك الزر الأحمر ليعيد الهاتف لأذنه مجدداً مجيباً في احترام : آسف عمتي و لكني مشغول الآن و

تنهدت عمته قائلة في حنان بالغ : لا تُرهق نفسك بالعمل كاي , لقد نسيت آني هاتفها و يبدو أنها لم تُلاحظ هذا و إلا لعادت و أخذته قبل أن تُغادر

قاطعها كاي بعدم فهم: تُغادر إلى أين ؟

أجابته في تعجب : إلى نيويورك بالطبع !

همس في صدمة : ماذا ؟ - استدرك سائلاً إياها في توجس - ستأتي بالطائرة

قالت معترضة : لا بالقطار .. حاولت معها أن تذهب بالطائرة .. أسرع و أكثر راحة لها و لكنها عنيدة !

عض كاي شفته السفلى و هو يحاول أن يظل صوته ثابتاً : حسناً عمتي , سأذهب لأستقبلها الآن فأنا قريب من المحطة , أحدثكِ لاحقاً

تخللت أصابعه خصلات شعره البنية و هو يفكر : " أي حظٍ تملكين آني !! "

لم يتمالك نفسه و هو يتمتم بغضب مفاجئ أدهش مارتن : حمقاء

سأله مارتن في دهشة : من ؟

لم يُجبه كاي كما هي عادته دائماً و هو يزيد من سرعة السيارة و يضغط أحد الأزرار ليرتفع الصوت الخاص بسيارات الشرطة

و أفسحت له السيارات الأخرى المجال للانطلاق .. غصباً !
,,
- تم اختراق نظام المحطة .
ابتسم ذلك الجالس بجوار السائق في وحشية و هو يجيبه : رائع .. أنت و لوك ستخرجان من السيارة أولاً , عليكما السيطرة على المحطة و احتجاز الجميع داخلها إلى أن ندور في المنطقة و كأنكما مازلتما معنا ثم نقتحم المحطة
أجاب لوك بتوتر : حسناً و لكن كيف سنعلم أنكم دخلتم المحطة

رمقه من يبدو رئيسهم حيث يلقي الأوامر و يطاع أمره :لوك سيتم الاقتحام بالسيارة -ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيه و هو يُكمل في تلذذ - لابد أن الضوضاء التي ستحدث ستنبئك بقدومنا - وجه حديثه للسائق - اسرع ..
,,
قطب كاي حاجبيه و هو يشعر أن شيئاً ما فاته .. لقد أسرعت فجأة ثم عادت لسرعتها الأصلية !

تمتم بتفكير : لماذا ؟

التفت مارتن نحوه ثم عاد ليراقب الطريق دون أن يسأل ما الأمر .

أمسك كاي بجهاز الاتصال قائلاً بنبرةٍ امتزج فيها الحزم و القلق : ليوناردو .. انتبه , ذلك الرجل يُخطط لشيء ما , ربما يقتحم المحطة .. خُذ حذرك .

وصله صوت ليو الهادئ : لا تقلق سأرى ما يُمكن فعله .

وصلا لشارع جانبي تقع المحطة على يساره , انحرفت السيارة الحمراء فجأة لتدخل من بوابة المحطة لتتبعها سيارة كاي السوداء
,,

عبرت السيارة الأولى البوابة الثانية لتُغلق على سيارة كاي بعد أن عبرت مُقدمتها البوابة ليشاهد بعينيه سيارة المجرمين تهرب

توقفت الدراجتين و لكن ليو أعاد تشغيل دراجته في أقل من دقيقة ليرتفع بمقدمتها و يقفز من فوق سيارة كاي و يتابع المطاردة

هتف مارتن من داخل السيارة و هو يضرب على زجاجها : تباً

نظر كاي لتلك البوابة التي تحجزهم من المنتصف ليميل بجسده للخلف و يُخرج عصا من الحديد تُستعمل في الاشتباك الجسدي , صرخ بحدة : مارتن انخفض

أسرع مارتن بتنفيذ الأمر فضرب كاي الزجاج الأمامي ليتناثر داخل و خارج السيارة مُحدثاً دويَ عال

اتسعت عينا مارتن على آخرهما و هو يصفر باعجاب

و لكن كاي لم يتوقف ليسمع عبارات الاعجاب تلك بل قفز من خلال الفتحة التي أحدثها ليعدو في الممرات باحثاً عنهم
,,

بدأ الجميع بالخروج من أبواب القطار و في أعينهم دهشة كبيرة إذ أن صالة الوصول كانت فارغة !

في العادة يكون هناك مستقبلون من الأهل و الأصحاب و لكن أن تكون فارغة حتى من حراس الأمن !

أثار هذا الأمر ريبة آني بالرغم من عدم انتظارها لأحد ما

ارتفع صوتُ ساخر يقول : مرحباً أعزائي الركاب , أرجو منكم قضاء وقتٍ ممتع في ضيافتنا , توجهوا لصالة الانتظار... من فضلكم

بدأ الجميع بالتوجه نحو الصالة و يتبادلون عبارات مقتضبة بعضها متذمر و البعض الأخر متوجسٍ قلق

مشت بينهم في هدوء ظاهري و هي تفكر في احتمالات ما يحدث

عندما دخلوا الصالة وجدوا آخرين جالسون على الأرض و أيديهم فوق رؤوسهم لكنهم كانوا قلة بالنسبة لعدد القادمين الجدد

ارتفع ذات الصوت الساخر مجدداً : لا أريد أن أرى مخلوق على قدميه

- ضعوا حقائبكم على المقاعد و اجلسوا على الأرض و لا تنسوا أن تضعوا أيديكم فوق رؤوسكم مثل أقرانكم هنا

قال الجملة شاب في أواخر العشرينيات يقف في نهاية الصالة و يُمسك بميكروفون

سرعان ما أغلقت الأبواب المؤدية لصالة الوصول و جلس الجميع بالوضعية المطلوبة

أخرجت آني علكة من جيب معطفها و مضغتها , الأمر الذي أثار أحدهم فأتى ليرى من تلك التي تجرأت و أنزلت يديها مُخالفةً بذلك الأوامر

وقف أمامها في اللحظة التي رفعت فيها يديها مرة أخرى فوق رأسها

سألها بصوتٍ أجش : ماذا كنتِ تفعلين , ها ؟

رفعت رأسها إليه و هي تمضع العلكة باستمتاع و كأنها لا تفهم ما يقول ثم عادت لتنظر في وجوه من يراقبون
ما يحدث و هي تبتسم ابتسامة بلهاء

صرخ بها : قلت ماذا كنتِ تفعلين ؟

أجابته و هي تهز كتفيها في بساطة : هل أنت أعمى ؟! .. ألا تراني أمضغ علكتي , أبله .

ضيق عينيه و هو يردد بهدوء مباغت : ماذا ؟ .. أبله!

هوى بعصا في يده فوق رأسها و لكن آني تفادت الأمر عندما مالت لليمين قليلاً , أعادها مرة أخرى لتميل آني ناحية اليسار ثم تنزلق من بين قدميه لتقف على قدميها وراءه رفعت قدمها اليمنى في الهواء ثم ركلته بأقوى ما لديها ليندفع نحو المقعد و يرتطم رأسه به و يسقط أرضاً فاقداً الوعي

لم تبالي آني بملامح الفزع التي ارتسمت على وجوه من حولها

و قبل أن تتحرك قيد أنملة من مكانها كانت يد غليظة تلتف حول رقبتها لتجد نفسها ملتصقة إلى صدر أحدهم و
يد أخرى توجه فوهة مسدس لما بين حاجبيها

صرخت : هييـ ..

تلاشت صرختها عندما حدثها ذلك الرجل في غضب : اصمتي , أتعلمين عقوبة ما فعلتِ ؟

زمت آني شفتيها كالأطفال و هي تقول : هو من بدأ أولاً !

رفع الرجل حاجبه الأيسر ثم استعاد مشهد انزلاقها و ركل الرجل ليقول في شك : كم عمرك ؟

ابتسمت آني بحماس و هي تجيب بابتسامة واسعة بعد أن لفت وجهها نحوه لأن يده مازالت تحيط بعنقها : أنا
في الرابعة عشر و لكني سأكمل الخامسة عشر في ..

-اخرسي

قاطعها الرجل بهتاف غاضب

لترمش بعينيها الخضراوتين في دهشة قبل أن تتجمع الدموع في عينيها و يَحمر أنفها

ازداد ضغط الرجل على رقبتها و هو يهمس بعدم صبر : إن بكيتِ فسأتخلص منك

شعر بارتجافتها بين يديه قبل أن تهدأ عندما وضعت يدها على فمها مانعة صوتها من الخروج بينما انحدرت
دموعها على يديه ليتأفف لاعناً اللحظة التي قرر فيها أن يذهب ليرى ما يحدث مع لوك , هتف بانزعاج : إن حاول أحدكم فعل أي شيء فسأقتل هذه الصغيرة

ارتسمت ابتسامة ماكرة على شفتيها و شعرها الأشقر ينسدل على عينيها ليُخفيها

و هي تتحرك مع الرجل في هدوء و صمت و استسلامٍ .. مؤقت !,,عينا كاي و ليو تراقب ما يحدث داخل القاعة حيث أن جدرانها من الزجاج و هذا المعتاد في محطات القطار و كذلك في المطارات , بحيث يكون الجالس في قاعة الانتظار يرى القادمين في قاعة الوصول و هكذا ..

همس ليو : يبدو أن أحدهم في ورطة

بادله كاي الهمس بنبرة قلقة : أخشى أن تكون آني

التفت له ليو في حدة و هو يضيق عينيه قائلاً بصوتٍ يترنح بين الهمس و الغضب : آني هنا !

رفع كاي سبابته أمام فمه و هو يهمس : ششش .. ستفضح مكاننا

تمتم ليو بهمس مجدداً : لم أتت ؟

و قبل أن يُجيبه كاي وصل لأذنيهما صوتٌ , يدركان تماما ماهيته

التفتا ليجدا رجل ضخم يُصوب مسدس نحوهما

قال في صرامة : ارفعا أيديكما و تقدما

تردد كلاهما خشية أن يُطلق النار فور أن يلتفتا و لكن ما لبثا أن أطاعا الأمر و تقدما نحو باب الصالة بإشارة من تلك الرأس الضخمة

دخلا أولاً ليسمعا صوت الرجل في نهاية القاعة بقول ساخراً : وقعتم أخيراً .. ستنتظرون هنا معنا حتى يُلبوا مطالبنا

قال الضخم بتعجب : لما لا ترتدون زي الشرطة ؟ أ أنتما شرطة خاصة ؟!

اتسعت عينا ليو قبل أن ينفجر ضاحكاً و هو ينزل يديه ليُمسك بطنه مردداً : شـ شرطة خاصة .. أين سمعت بهذا النوع من الشرطة ؟!

ثار غضب الضخم و هو يصرخ فيه : ارفع يدك

رفعها فوراً و هو يقول بنبرة ليستفزه : على مهلك يا رجل , فأنا أعزل من السلاح كما ترى و لا أتبجح بمسدسي مثلك

لكمه الضخم بقوة و فجأة ليتراجع ليو خطوة واحدة فقط للوراء قبل أن يمسك بفكه محركاً إياه في ألم هامساً : يا لشراستك .. ماذا فعلت أنا ؟

ابتسم هامساً : لم تفعل شيئاً - أردف في تهكم واضح - أيها البريء!

ألقى كاي نظرة سريعة على الصالة مُفكراً : لا أرى سوى اثنين و قد كانا أربعة .. ربما الآخران في غرفة التحكم

جلس هو و ليو أمام ذلك الضخم و قد وقف فوق رأسيهما يلوح بمسدسه يُمنة و يُسرة

فُتح الباب الإلكتروني فدخل ذلك الشاب الذي اخترق نظام المحطة قائلاً : سيرسلون ما نُريد

سأل ليو بتهكم : و ما الذي تُريدونه ؟

هنا فجّر الزعيم ضحكة عالية قبل أن يجيبه : طائرة بها وقود يكفي للطيران يومين كاملين مع طيارٍ ماهر - أردف ببرود - إن تأخروا فسأقتل هذه الصغيرة أولاً

قالها و هو يشير لرأس آني المخفي تحت ذراعه بالمسدس

نظر الاثنان نحو الفتاة التي بين يديه في شك و كلاهما يُفكر : " هل هي آني "

همس ليو : كاي هل هي قادمة على هذا القطار ؟

اكتفى كاي بهز شفتيه

بدأت آني تضرب الأرض بقدمها في تأفف

قبل أن تتمتم بانزعاج : أستطيع الوقوف وحدي , دعني

صرخ بها الزعيم : إن لم تصمتي فسأفرغ رصاصات مسدسي في رأسك التافه هذا !

اتسعت عينا كاي في ذهول و لكنه تدارك الأمر و هو يقول للزعيم : لن تستطيعوا النجاة إن قتلتموها , ستُنسف طائرتكم في الجو و تتحولوا لأشلاء !

تمتم الزعيم : إذاً سأأخذ تلك الصغيرة الحلوة معي , أليس كذلك يا صغيرة ؟

هتفت آني في انزعاج و بصوتٍ حاد طفولي : لا لا .. أنت شرير و لن آذهب معك !

ابتسم الزعيم و ربت على شعرها قائلاً : لطيفة !

تحدث كاي بجملة باللغة الروسية لينتقل الذهول لليونارد الذي رد عليه باللغة نفسها

- ليو , إنها آني .. لا أدري ما برأسها

- كيف عرفت ؟

- عندما ضربت على الأرض بقدميها , ترجم مخي تلك الضربات

ضحك كاي ليضحك ليو مُكملاً الحديث : و هل تحدثت أصابعها أيضاً ؟

- كفاك سخرية .. لن تفهم الأمر أبداً

هز ليو كتفيه قائلاً : إنه درب من الخيال يا كاي و قد وضعتك والدتك مع آني على أوله و عليكما اكماله حتى النهاية

- معك حق

صرخ الزعيم بعد أن أفاق من صدمة مراقبة تلك اللغة الغريبة : توقفاً , لا تتحدثا بلغة لا أفهمها

تمتم ليو بنبرة خضوع مصطنعه : حسناً

سمع الجميع صوت أشياء تنكسر

قبل أن يظهر شخص ما قادم من القاعة الأخرى لم يتبين أحد ملامحه

أمرهم الزعيم : مارك , بين .. اذهبا و أحضراه إلى هنا

التفت ليو بسرعة و بيده خنجر صغير أخرجه من بين ثنايا ملابسه عندما أنزل يديه للضحك و غرزه في قدم ذلك الضخم
ركله الضخم ليستقر على بُعد 3 أمتار داخل القاعة عند قدمي الزعيم الذي ضغط بقدمه على بطن ليو هاتفاً : وغد .. تستحق الموت

رفع قدمه ليضربه مجدداً و لكن كاي وجه إليه لكمة جعلته يترك آني


مد الرجل ذراعه ليُمسك بيد آني و يجذبها نحوه متصدياً بذلك لـ لكمة أخرى وجهها كاي لبطنه فجاءت آني في اللحظة التي لا يمكن التراجع فيها لتتلقاها بدلاً عنه

و تجحظ عيناها بشدة لقوتها

,,

ارتفع صوت الرصاصات خارج القاعة

الكثير من الزجاج المهشم يتطاير هنا و هناك

صرخات المحتجزين الأبرياء تملأ الأرجاء


دخل مارتن و سامنتا الصالة بعد أن تمكنا من القضاء على مارك و بين

فحصل ذلك الضخم بين على رصاصتين في ساقه اليمنى و واحدة في كتفه الأيمن

بينما مارك فقد الوعي من أول رصاصة و قد أصابت فخذه الأيسر !

  #5  
قديم 03-27-2011, 12:02 AM
 
عضت آني على شفتيها من الألم و هي تهتف : أيها الغبي
دفعت كاي بكلتا يديها قبل أن تلتفت ناحية الرجل و تركله في وجهه بقدمها اليمنى
رفعت قدمها اليسرى و وجهتها ناحية بطنه و لكنه أمسك بها ليدفعها للوراء و يمسك بها كاي
أبعدته عنها هاتفةً بغضب : اتركه لي
بسرعة مدهشة ضغط كاي بالسبابة و البنصر على عرق أسفل رقبتها لتتلاشى الرؤية من أمامها و تسقط فاقدة للوعي
بمجرد أن شعر أنها فقدت وعيها جعلها تستلقي على الأرض ليقف هو في مواجهة ذلك الرجل
ضحك الرجل ساخراً : أنتِ تعرف هذه الفتاة أليس كذلك ؟ - ضرخ - أيها الأوغاد .. كنتم تقودوننا للمحطة كالفئران !

ابتسم كاي : و أخيراً اعترفت بأنك فأر و يجب على الفأر ألا يٌقاوم القط و إلا .. فالقط سيغضب
أثارت هذه الكلمات غضباً عارماً ظهر في ملامح الرجل التي تغضنت و مع احمرار وجهه كان يندفع ناحية كاي
" عندما يغضب الانسان فإنه يخسر كل شيء , افقد عدوك أعصابه تملك الفوز"
وجه كاي اللكمة القاضية لوجهه ليقع في عالم اللا وعي
هتف كاي : هـدوء .. لقد تمت السيطرة على عملية اختطافكم .. أنتم الآن بأمان سنأخذ أقوال الجميع ثم يمكنكم الانصراف لمنازلكم

استدار ليجد ليو جالساً بجوار آني ممسكاً ببطنه و على وجهه وصل الضيق منتهاه
بدأت آني تفتح عيناها من جديد و هي تتساءل عما حدث
تتذكر أن أحد ما أطفأ الضوء فلم تعد ترى شيئاً
و قبل أن تُطلق أي تساؤل شعرت بصداع شديد يخترق رأسها دفعة واحدة
لم تستطع البقاء مستلقية من الألم فجلست و هي تستند بيدها على أحد المقاعد
لم يستطع كاي الاقتراب منها أبداً فقد علم من البداية أن حضور آني إلى نيويورك فيه دماره
لهذا لم يكن يزورها في بوسطن كثيراً
ذلك الصداع المرعب الذي ينتابه كلما زارها قد عاد الآن
يريد أن يبتعد عنها كي لا تراه و هو في تلك الحالة
وصل لبوابة صالة الانتظار ليستند بكتفه على بابها و هو يضغط بكلتا يديه على رأسه في محاولة فاشلة لمنع
تدفق الألم الرهيب لرأسه
لم يحتمل و هو يشعر بذلك الألم انتقل لأنفاسه فكأنه يتنفس ألماً حارقاً يحرق جسده بالكامل
و كان هذا آخر ما شعر به قبل أن يسقط أرضاً فاقداً الوعي
..


قبل ذلك بثوانٍ معدودة , اقترب ليو من آني سائلاً إياها : أنتِ بخير
قبضت بيدها على ملابسه و هي تتنفس بصعوبه و وجهها تملأه حبات العرق المصفوفة و كأن صانع مجوهرات ماهر هو من شكلها على جبهتها
أسندت رأسها على كتفه ثم أغمضت عينيها لتلحق بأخيها في عالم اللا وعي


,,
يتبع
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
н • ά • ρ • ρ • γ ☺ β • і • я • т • н • ᴆ • ά • γ مَنفىّ ❝ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 27 04-30-2014 10:11 AM
иσ вσɒys нσмє • جَوَىْ♥ ~ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 26 06-17-2011 11:55 PM
ϝгізйᴆѕ тнэ взѕт тніиᵍ іѝ ᴦіϝэ مَنفىّ ❝ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 25 12-17-2010 08:12 AM
җҖ ҝαzєѕнιпι × ѕнuuнєι Җҗ نور اوزوماكي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 7 04-02-2010 08:25 PM


الساعة الآن 07:32 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011