عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree1Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #51  
قديم 06-24-2011, 01:47 AM
 
Talking

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قاهرة الاحزان مشاهدة المشاركة
[FRAME="2 70"]
1-رأيكم في البارت و طووله ؟
البارت مررررره طويل شكرا على طوله
2-ما هو أفضل موقف ؟

الموقف الي كان بين جيني (اني)و راي
-توقعاتكم لما ستفعله روكسان بـ ليو عندما تستيقظ ؟

بصراحه لا اعلم :madry:
4-انطباعكم عن موقف آني و راي و رين بالمطعم ؟

الانطباع عجبني مررررره:looove:
5-انطباعكم عن لقاء كاي و جوان ؟!

اتوقع يكون ترحيب حااااار:looove:
6-توقعاتكم للمكان الذي ذهبت إليه و هل سيلتقيان "كاي و جوان " من جديد ؟

لا اعلم انت فقط من يعلم
7-تعليقكم على يوري :بكاء: ؟

مسكين يوري:coolcool:
8-ما هي الشخصيات التي تتمنون ظهورها البارت القادم ؟

كاي .ليو. جوان .روكسان .راي .اني .يوري
9-شخصيتكم المفضلة لهذا البارت ؟

[FRAME="7 70"]اني راي [/FRAME]" شخصية واحدة فقط :غول: "
10-تعليقكم على راي و آني ؟ كانهم كانوا في موعد بس الصراحه اتوقع ان اني تحب راي وهو طبعا يحبها:7ayaty:
11-تعليقكم على آخر موقف في البارت ؟!

اتوقع يصير شئ لآني او راي
12-اقتراحاتكم و انتقاداتكم :أوو:

بصراحه القصة جناااااان واسلوبك رووووووعة
وما عندي اي اقتراح او انتقاد :wardah: :rose:


حبيبتي لا تتأخري بتكمله
انا انتظر وانا اكاد انفجر من الحماس
[/FRAME]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قاهرة الاحزان مشاهدة المشاركة
حراااااااااااااااام عليك وين التكمله
انا انتظر من زماااااااااان:n3m: :n3m: :n3m:
أسعدتني بإجاباتك كثيراً يا قاهرة الأحزان
و أعتذر حبيبتي على التأخير فقد داهمتني الإمتحانات و سأنتهي منها يوم الأحد القادم
و إن شاءا لله البارت الجديد سيكون خلال الأسبوع القادم بإذن الله

و سيكون طويلاً كما تحبين ^^ >> حتى لو كنتِ الوحيدة التي تتابعني هنا فسأضعها هنا لأجلك ^^

كاي و جوان و .. ترحيب ؟! .. سنرى :lolz:

كاي .ليو. جوان .روكسان .راي .اني .يوري >> أبشري :baaad:

كوني بانتظار عودتي خلال الأسبوع القادم بإذن الله مع بارت طويل يلحقه بارتات طويلة إن شاء الرحمن
أتمنى أن أوفق في إنجاز جزء لا بأس به من الرواية لأنني سأنقطع في رمضان :7b:

و في حفظ الكريم , قهورآآ
  #52  
قديم 06-24-2011, 11:21 AM
 
انا في انتظار التكمله
__________________
:glb::glb:
  #53  
قديم 06-27-2011, 03:33 AM
 
Talking part 10


آلسلآم عليكم و رحمة الله و بركاته

كيف حالكم ؟
أرجو أن تكونوا بخير حال و مزآج
و أتمنى أن أجد بينكم متابعات جديدآت للرواية ^^

لنعد بذاكرتنا ليوم 10-10 -2010 >> تاريخ بعيد
لكنه التاريخ الذي وضعت به القصة و فيه عادت آني إلى مدينة نيويورك
أتذكرون لماذا ؟
أجل أسمع البعض يردد بحماس : الإنتقـآم
الإنتقام ممن قتلوا والديها و تسببوا في بعدها عن كاي
و لكن هل حققت آني و لو خطوة في ذلك ؟
لا , لم تفعل
لقد التقت بكاي في أول ساعاتها في المدينة التي لا تنام
و الذي رفض قرار عودتها اللامبالي و أراد عودتها الفورية إلى عمتها جاكلين
لكن آني التي نعرفها لم تخضع له و صرحت بكرهها له و لبقائها مع عمتها أيضاً !
لكن تدور الأيام و تشعر آني بمرارة فقدان الآخ و هو قريب منها , تراه ولا تستطيع أن تبتسم له و لا أن تُلقي عليه السلام
و خاصة مع معرفتها أن كاي لا يريدها أن تتأذى و بعده عنها كان من أجل مصلحتها و حمايتها أولاً و أخيراً !
فأرادت أن تتقرب منه و في نفس الوقت تُلين رأيه كي تعمل معه في منظمة الدفاع المدني
فاتصلت بصديقتها جوان كي تأتي إلى نيويورك , لما تعرفه من قصة الحب بينها و بين كاي
و لكن اللقاء كان من أبعد توقعاتها إذ رأت برود كاي و صده لحبيبته !
فلم تملك فعل شيء و شعرت أن كل مخططاتها في اقترابها من كاي قد انهارت ! و مع لقائها مع قاتل والديها كان الخطر قاب قوسين أو أدنى
و ذلك القاتل شرع في تربص تحركاتها و ضربته ستكون أقرب مما تتوقع ؟

فماذا ستفعل بطلتنا آني ؟ و ما السر وراء صد كاي لـ جوان ؟
و متى تعود المياه لمجاريها في حياة الأخوين ؟!

تابعوا معي لتجدوا إجابات لهذه الأسئلة و لنطرح أسئلة أخرى


:7b:

Part 10
Save your soul before it's too late





السآعة الثانية و النصف صباحاً

وجد نفسه يقف أمام منزله القديم , المنزل الذي أصبح جميع من بالحي يخشونة بعد تلك الحادثة
و ربما أصبح الأباء و الأمهات يخيفون أطفالهم بتركهم ليلة فيه إن لم يشربوا الحليب !
حرك البوابة الحديدة الصدئة فأصدرت زمجرة متمردة و كأنها استاءت لحركته المُفاجئة في فتحها و لكنها انصاعت له في النهاية سامحة له بالدخول إلى المنزل باعتباره أحد المالكين الأصليين له !
عبر تلك الحديقة ذات الحشائش العالية و الغير منسقة و التي لم تدل إلا على إهمالها منذ فترة طويلة
منذ أن غادر المنزل منذ ثماني سنوات لم يدخله .. و لا ينوي أن يدخله الآن
ألقى نظرة من فوق السور على المنزل المجاور فوجد أنه ليس أفضل حالاً من منزله
تنهد , ربما هي الأخرى لم تعد تأتي إلى هنا , قرر أن يستعيد بعض الذكريات , عندما كان يهرب من أعمال المنزل مع آني و والدته و يجلس معها خلف منزلها و بالفعل قادته قدماه لباحة منزله الخلفية , انتقل لمنزل جوان بقفزة واحدة , لم يبالي إن كانت باعت المنزل أو إن كان أحد عائلتها هناك , لقد أراد أن يُلقي نظرة على ذلك المكان , هل تغير أم ظل كما هو ؟ .. كما ظل حبه لها يسكن ركناً خفياً في قلبه طيلة تلك الأعوام
اتسعت عيناه عندما سمع صوتها .. كأنها تهذي ؟!
اقترب من الصوت لتتضح له الصورة !
كانت جوان تجلس أمام الباب الخلفي لحديقة منزلها بعد أن وضعت معطفها تحتها حتى لا تتسخ ملابسها و تلوح بيدها دون وعي كامل منها أثناء تفوهها بكلمات لا معنى لها !
جلس أمامها و هو يتأملها بعينيه العسليتين القلقتان , من شعرها المبعثر المنسدل بنعومة على وجهها , احمرار أنفها و وجنتيها , عينيها الفيروزية اللامعة بسبب الدموع المتجمعة في عينيها , ارتجافة فكها السُفلي من البرد و بسبب البرودة التي تلسع وجهها لسعاً لا رحمة فيه بفضل الدموع المتمردة و التي انهمرت على وجنتيها لتُذَكّرها بتصرف كاي البارد في لقائهم الأول بعد غياب !
لم يحتمل رؤيتها ضعيفة هكذا , بل لم يتوقع أنها ستتأثر بما فعل , ظن أنه الوحيد من يتألم لفراقها !
وضع كفيه حول وجهها هامساً باسمها بشوق: جوان .. أنتِ بخير ؟
كانت تحدق به بسكون دون أن تتفوه بكلمة , ظلت هكذا لنصف دقيقة كاملة قبل أن تضحك قائلة : كاي .. هذا أنت أيها الشرير .. كاي ... أنت كاي
توقفت عن الضحك و حدقت بوجهه في سكون فقال بنبرة متألمة : أنا كاي يا جوان .. أنا هنا

انهمرت دموعها و أرتجفت يدها فوضعتها على صدرها لتمنع الألم المنتشر به و صرخت : كفـى .. كـفى
التزم كاي الصمت و أبعد يديه عنها لتضم نفسها بذراعيها قائلة بنبرةٍ مرتجفة : لست كاي .. كفى خداعاً .. لا أريدك حلماً .. لا أريدك حلماً
بدأت بالصراخ بتلك الجملة ليضمها كاي إليه و يهمس : أنا لستُ حلماً ، جوان .. أنا هنا معكِ .. نحن معاً .. مجدداً .. جوان

توقفت عن الصراخ بعد سماع تلك الكلمات و استكانت بين ذراعيه , رفعت يدها نحو وجهه و تلمست أطراف وجنته ثم ابتسمت ضاحكة : أنت كاي .. كـاي
أخذت تردد اسمه و هي بين اليقظة و النوم حتى غفت بين ذراعيه , حملها ليُدخلها إلى المنزل و ما إن فعل حتى فتح الباب الخلفي و أطلت منه إمرأة عجوز , صرخت حالما رأت جوان : إلى أين ستذهب بها ؟ .. اتركها أيها الشاب ؟ ألا تعلم من هي ؟
ابتسم كاي بدفء حينما رآها , قال : ألا تذكرينني يا جدة ؟ .. أنا كاي

اتسعت عينا تلك المرأة التي بلغت الستين من العمر و قالت و هي تفسح مجالاً ليعبر كاي حاملاً جوان للداخل: كبرت أيها المشاكس ..
ضحك كآي بخفه وهو يُعلِّقْ : أمازلت تذكرين يا جدة ؟

أدخلته لغرفة قريبه من الباب في الدور الأرضي قائلةً : لقد رتبت هذه الغرفة بسرعة عندما طرقت آنستي جوان الباب منذ قليل .

شكرها كاي و هو يُمدد جوان على السرير الوحيد بالغرفة فانصرفت المرأة لتُحضر له شيئاً دافئاً ليشربه

بعد ما يُقارب الساعة , فتحت جوان عينيها نصف فتحه و ظلت تُحدق بـِ كاي الواقف بجوار السرير , انتبه كاي لها فسألها بنبرة هادئة أخفت الكثير من المشاعر المتضاربة داخله : أنتِ بخير ؟
أومأت دون أن تتحدث فقال بتوتر : هل أتصل بـِ يوري ليأتي .. أظن عليه أن يعلم بحالتكِ تلك .. كيف سمح لكِ بالبقاء وحدك في

قاطعته جوان متمتمة بنبرة أوضحت عدم فهمها لما يقول : لماذا تتصل بيوري ؟ , لا شأن له بي فهو لم يعد حارسي بعد الآن

أعطته ظهرها و شدت الغطاء عليها أكثر مستدركة : لم أنت هنا ؟

أجاب كاي بنفس نبرته السابقة : ظننتكِ ستكونين هنا و قد أصبت

لم تقل شيئاً فأكمل : لماذا غادرتِ الشقة ؟

أجابته بسؤال آخر : لماذا تجاهلتني ؟

أبعدت الغطاء عنها و نظرت نحوه بحدة مكملة سيل من الأسئلة الجارحة : لماذ تركتني ذلك اليوم ؟ لماذا ؟ .. لماذا نسيتني تلك السنين , لماذا ؟ ماذا أعني لك كاي ؟ لا شيء .. ها .. لا أريد رؤيتك .. أخرج من هنا فوراً .
انسدلت خصلاته البنية على عينيه و هو يقول ببرود : أعلم أنكِ لا تقصدين شيئاً مما تقولينه ! .. ربما تقصدين " ابقى معي كاي .. لا تتركني , أنا أحبك
"
اتسعت عينيها و رمقته باستنكار فتلك الكلمات هي نفسها التي رددتها منذ ست سنوات , عندما علمت أنه سيغادر نيويورك دونها .. أمازال يذكرها ؟!

ابتسم بمشاكسة لذيذة :لم أنسى .. عندما تكونين غاضبة تتفوهين بعكس ما يمليه عليكِ قلبكِ

تجمعت الدموع في عينيها و قالت بيأس : لكني لا أحبك .. لا أحـبـك .. لا أحـبــك !!


لا تعلم متى أصبحت بين ذراعيه مجدداً لتسمعه يقول بنبرة عميقة متجذرة بكل معاني الشوق و الحب : و أنا أحبكِ .. أحبـكِ جوان .. أحبــكِ .. ما حدث في الماضي كان أكبر خطأ قمت به , صدقيني لم يكن لدي خيار آخر وقتها غير الابتعاد عنكِ , لا تعلمين كم استنزفني البُعد , كم أرهقني .. كم تمنيت أن أعود لأرى هل تغيرتِ .. هل نسيتِ من هو كاي ؟ .. هل .. كرهتني .. جـوآن ؟!

صمت بعد هذا السؤال ليسمعها و لكنها لم تقل أي شيء , ظلت ساكنة دون أي حركة

نظر إليها فوجدها تنظر للنافذة المفتوحة و تتنفس بهدوء و كأنه لم يسألها أهم الأسئلة بالنسبة إليه قبل ثوان ، كانت هادئة تراقب الستائر المتراقضة بنعومة أوَ يحكي لها رواية !

رفع يده و بدأ يمسح على شعرها و قد شرد في أفكاره الخاصه حتى أخرجته بصوتها الهامس المُشبع بالمرارة و الخذلان : لم أكرهك يوماً و لا أظنني أستطيع رغم أني تمنيت ذلك مراراً ... لأنك خذلتني .. تركتني في أصعب أيام حياتي , لم تأبه لرجائي , كنت صديقي الوحيد بعدما اعتزلت آني العالم !.. و مع ذلك رحلت بكل برود , بلا أي ذرة من المسئولية , تركتني وحيدة كما كنت , وحدي مع أبي ثم أصبحت وحدي تماماً ! أبشع ما قد يرتكبه الإنسان .. الخذلان يا كاي ! .. لقد خذلتني .. خذلتني

The most painful and worst possible types of goodbyes
are the ones that are never said, or never explained


وضعت يديها على وجهها كي لا تبكي لكنها لم تستطع و انجرفت في نوبة من البكاء آلمت كاي بشدة .
فـَ هو .. لم يكن يملك ما يقوله أو يبرر به تصرفه حينها , كان ضائعاً بعد موت والديه و ابتعاد آني عنه .. أصبح شخصاً عصبياً لا يطاق و لا يهتم لأحد , خشى أن يُدمر جوان بتصرفاته فابتعد

لم يعلما في تلك اللحظة من الصمت , أن كلاهما تذكر ذلك اليوم بكل تفاصيله , بكل الجروح التي تركت ندوباً عميقة في روحيهما
بكل لحظات الوداع و الألم

الكلمات القاسية التي تفوه بها كاي و صوت جوان الباكي و الراجي بألا يرحل
صوت بكائها و توسلاتها كان يمزق قلبه حتى الصميم

- كـــآي لا تتركني وحدي .. لا تكن أنانياً ,لماذا تريد الرحيل ؟؟ أ – بلعت ريقها - أ ضايقتك في شيء ؟ .. كـــاي , توقف ..إن كنت ضايقتك بأي شيء ,فقط أخبرني و لن أكرره ..لا ترحل أرجـوك ... كاي أنا .. أنــا أحبك

حينها توقف تنفس كاي و اتسعت حدقتاه ..لم يكن يتوقع أن تُصرح له بحبها في تلك اللحظة , كاد أن يلتفت لكنه تذكر ما هو مقدمٌ عليه , تذكر انتقامه .. فأجبر قدميه على المضي
عادت مجدداً لصراخها : أنـا لا أمزح ..كاي أنا أحبك حقاً..فقط تراجع عن قرارك هذا ..ابقَ هنا ..ابقَ معي .. لا تتركني وحدي ..

لكنه فعلها !! .. خرج من المنزل و صفق الباب وراءه بقوة ، تاركاً إياها منهارة من البكاء
لو علمت فقط كم تعذب و هو يتركها
ألف نار و نار كانت تستعر بلا هوادة في صدره لقد انهارت خلف الباب و هو لا يدري ، مزقه سماع نحيبها كأنه مات ! فعلته هذه أماتته كحبيب لها ! .. أليس هذا ما أراده ان تعيش جوان حياتها بعيداً عنه ، بعيداً عن انتقامه !


لا يذكر متى جلس على السرير و ضمها إليه كي تَكُفَّ عن البكاء لكن هذا لا يُهم الآن كلاهما لا يريد أن تنتهي هذه اللحظات .. أبداً
رقد رأسها بسلام على صدره كي تستمع لدقات قلبه المنتظمة و هو يمسح على شعرها البني الطويل بشرود ,

و يُكرر برجاء عميق صادق نابع من قلبه المُثقل بالهجر و الشوّق : سـامحيني .. سـامحيـني .


my heart couldn't take it
I don't wanna say goodbye
give me one more try
I don't wanna have to cry
Cause I know if I lose it
some tears never dry
SOME TEARS NEVER DRY


الثالثة صباحاً ,
جامعة إينر بون العليا ..
سكن الطالبات


فتحت الباب بهدوء حتى لا تتسبب في ايقاظ كاين النائمة , لكنها فوجئت بها جالسة على الأريكة أمام الباب
تعجبت من جلوسها لهذه الساعة المتأخرة من الليل فقالت : كاين .. لمَ . .
لم تُكمل جملتها إذ قفزت كاين و احتضنتها مرددة : أنا أسفة جيني , لم أقصد التنصت على مكالمتك .. لقد قلقت عليكِ كثيراً لا تغضبي مني .. أنا أسفة
ضمتها آني بدورها و هي تشعر بالكثير من الندم يغمرها , فهي لا تستحق قلق كاين عليها أبداً مع معاملتها الجافة و اللا مبالية , إنها لا تستحق ذلك
قالت بنبرة مرحة : لقد سهرت مع صديقتي و حسب .. أسفة لإزعاجك
تركتها كاين و قرصت ذراعها بقوة هاتفة بغضب طفولي لذيذ : لا تفعليها مجدداً فقد مِت من القلق عليكِ أيتها البلهاء
قطبت آني حاجبيها بملل مجيبة : لستُ بلهاء أيتها القلقة الغبية
-باردة متعجرفة !
-حمقاء عجوز !!
-مومياء فارغة !!!
شهقت آني و نظرت إلى المرآة بطريقة مسرحية و هي تردد بفزع : مـوميــاء !!
ضيقت عينيها و هي تستدير نحوها متوعدة بنظرات حارقة
فضحكت كاين لمظهرها و علقت : هل صدقتِ أيتها البلهاء ؟
هزت آني رأسها و هي تتجه للحمام : قلتُ لكِ لستُ بلهاء .. أيتها الحمقاء العجوز .. اذهبي لتنامي سأخذ حماماً سريعاً و ألحق بكِ
لم تتردد كاين في الغوص بسريرها الدافئ , لم تستطع النوم و شريكتها بالسكن لم تعد بعد و ربما ظلت مستيقظة حتى تعود و لو كلفها هذا أسبوعاً !
تعلم كم هي حمقاء و لكنها ببساطة لا تستطيع تجاهل من تعيش معهم تحت سقف واحد !
خرجت آني من الحمام و قد لفت شعرها بمنشفة وردية تخص كاين , سألت كاين بلامبالاة : هل تمانعين ..؟
اعتدلت كاين ثم اتسعت عيناها و هي تنهض من السرير بسرعة و تخطف المنشفة من فوق رأس آني بطريقة مُفاجئة لتلك الأخيرة التي تمتمت بصدمة و هي تنظر للمنشفة : ظننتكِ لا تمانعين !
ضحكت كاين و هي تُعيد لف شعر آني داخل المنشفة بطريقة أخرى قائلةً : طريقتك ستقصف شعرك عزيزتي !
أحرجت آني فقالت بانزعاج : معي بالغرفة خبيرة تجميل و لا أدري ! يا حبيبي !!
اتسعت عينا آني عندما لاحظت ظل شخص ما عند النافذة المفتوح نصفها و تتهادى الستائر الخفيفة حولها بفعل النسيم البارد
قالت بضحكة عالية اختلقتها : كاين .. اعتقدتكِ غاضبة فعلاً !
اقتربت من النافذة بحذر شديد ثم أمسكت بالستائر فجأة و جذبتها بقوة حتى تتأكد من ذلك الظل و بالفعل رأت شيئاً من وجهه قبل أن يقفز إلى الأسفل لتصاب بالفزع و هي ترى المسافة الفاصلة بين النافذة و الأرض , إنها بالطابق الثالث و ها هي ترى ذلك الشاب الغريب يجري على ضوء أعمدة الإنارة الخاصة بالجامعة و هي لا تملك شيئاً لتفعله
أخرجت هاتفها و بحثت عن رقم كاي لتتصل به و قد نست تماماً كاين الواقفة خلفها تماماً والتي رأت كل شيء !
ألقت بالهاتف أرضاً في انزعاج حيث لم يُجبها كاي كعادته في الفترة الأخيرة و صرخت قهراً : تبـاً !
بدأت الخواطر المرعبة تتقاذف لرأسها : " هل يمكن أنه يبحث عنها ؟ .. صحيح ! لم تسأل راي كيف نجت منه .. ذلك القاتل ! كيف غاب عن بالها أن تسأله ؟!! "
لمست الضمادة الحديثة التي وضعتها منذ قليل عندما غسلت وجهها و شعرها بالماء البارد و هي تفكر بعمق عمَّ يتوجب عليها فعله !




آلرابعة صبآحآ ,

لم تستطع النوم , حاولت و لم تقدر ! لذا قررت أن تصنع كوب قهوة مركز كي تفكر بكامل نشاطها
جلست إلى المكتب و ضوء المصباح الصغير يضيء سطحه لتظهر لنا بعض كتب الكيمياء و مشغل الإسطوانات الذي أحضره عمها و هاتفها و بعض الأوراق البيضاء و أخيراً .. كوب القهوة الأسود
ذلك اللون الفخم الحزين .. الأسود .. كان بطل حياتها
كان البطل دائماً

تتذكر عودتها إلى نيويورك و دمعة خائنة تشكل دوامة لا تتوقف داخل كوب القهوة

سبب عودتها كان الإنتقام .. من الجميع و أولهم كاي الذي هجرها
كأن ليس لها أخ في هذا العالم
كانت وحيدة رغم رعاية جاكلين لها
كانت وحيدة و لا يؤنسها سوى الذكريات !
الذكريات الحلوة معه و مع والدتها و أبيها
صورة العائلة في مخيلتها موجعة .. موجعة , لأنها لم تعد تحظى بها
لقد اختفى كل شيء .. نيران الفقد التهمت الجميع و لم يتبقى لها سوى الرماد
رماد الصورة !
و الآن .. ماذا تريد ؟
ماذا يجب أن تفعل ؟
كاي يريد أن يبعدها عنه مجدداً , ذلك الأحمق
لم يظن أن الأمان بعيداً عنه ؟!
و أن السلام بعيداً عن أحضانه الجافة ؟!
كم تتمنى لو تحتضنه بأقوى ما لديها و تخبره أنها اشتاقت له و للعب معه !
اشتاقت لطفولتها و لكل شيء قبل أن يقف ذلك القاتل في وجه سعادتها !
هل يسعى ورائها ؟!

تمتمت بارهاق : يا للغباء ! بالتأكيد سيسعى لقتلي

عانقت أهدابها وجنتيها الباردتين لتفتحهما بعد دقائق و في عينيها الخضراء الواسعة رغبة جديدة
في حياة جديدة .. حياة يكون فيها الرماد ذلك القاتل و كل أمثاله !
ستكون عضوة في منظمة الدفاع , لقد تدربت كثيراً كي تخضع لكل اختباراتهم للقبول و كان هذا أساساَ هدف من أهدافها
لولا كاي !
الذي صعقت بأنه عضو في تلك المنظمة !
تمتمت بتحدي لنفسها : سأرغمه على السماح لي بالبقاء معه , سنكون معاً .. فراقنا مؤلم .. ألا يشعر بالألم مثلي ؟!

تذكرت ما قاله بالمشفي و انهمرت دموعها من جديد و هي تتذكر كل كلمة بل كل حرف قاله

"لا أريدها أن تتأذى نايجل , يكفي أنها رأت أبي و أمي يُقتلان أمام عينيها , يكفي أنها عانت أكثر مني , أعلم أن فقداني لم يكن سهلاً عليها , جفائي لها و ابتعادي عنها و هي في العاشرة , حتى في السنتين التي قضيتها معها كانت ترفض رؤيتي باعتقادها الطفولي أني السبب في موتهما
آآه لو تدري كيف آلمني هذا , إنها طفلتي أنا .. كنت ألعب معها و أدرسها و أنزهها في العطلات
لم يقصر أبي و أمي معنا بشيء لكن طبيعة عملهما كانت تجعلهما يتركاني و إياها عند عمتي لفتراتٍ طويلة !
الآن أنا لا أعرفها , لا أعرف آني , لم تعد طفلتي التي أحب
أريد أن أصفعها مراراً و تكراراً كي تعود لبوسطن , كي أطمئن عليها من جديد
كي أعود لهدفي الأساسي .. الانتقام
أنتظر اللحظة المناسبة فقط كي أنتقم
كي يستريح أبي و أمي في مثواهما الأخير
لحظة الإنتقام , تلك هي اللحظة التي أتمناها بكل ما أملك من إرادة
سأنتقم .. نايجل و سأرسم البسمة على شفتيها من جديد , سأنتقم .. سأنتقم !
"

لتردد هي بقوة أكبر و يديها تعتصران كوب القهوة الأسود : سأنتقم !

No more tears now ; I will think about revenge

الحادية عشر صباحاً
مقهى جامعة إينربون العليا ,


جلست آني و كاين إلى طاولة في زاوية المقهى بانتظار المحاضرة التي تبدأ في التاسعة و النصف
شد أحدهم المقعد بجوار كاين و جلس عليه مُرحباً بصوته المرح : أهلاً بفتاتي الحلوة
احمر وجه كاين و قالت بانزعاج : أكيرا توقف عن ذلك .. يبدو أنك كنت مع راي صحيح
أجابها صوت آخر و هو يسحب المقعد بجوار آني و يجلس : صحيح .. يبدو أنك أصبحتِ تعرفين متى يُصبح مزاج أكيرا ..
صمت ليبحث عن كلمة مناسبة فقالت آني ببرود : لعوباً !
نظر لها راي بارتباك و قال مُتلعثماً : ليست هذه .. الكلمة الصحيحة
ابتسمت كاين قائلة : ربما أكثر اندفاعاً فـ أكيرا عادةً يكون هادئاً
ضيّق راي عينيه و هو يرمقها مُستنكراً : أتعنين أنني لستُ هادئاً .. أنا أكثر هدوءً منه
تمتم أكيراً : أ تهزأ بي أيها اللعوب ؟!
ردد راي و عينيه تقدحان الشرر : لعوب !!
أشار أكيرا نحو آني معترفاً : هي من قالت ؟
التفت راي نحو آني بكامل جسده فأصبح ينظر لجانب وجهها بشكل مباشر و هو يقول بامتعاض : لم قلتِ عني هذا ؟ .. جيني
أمسكت آني بملعقة أمامها و بدأت تُقلب مشروبها الساخن و قد أسندت وجهها لكفها الأيسر : لأنك كذلك .. الكثير من الأقاويل تدور حولك في الجامعة و يبدو أنك حديث الفتيات هنا
قالت بتلاعب : أ و لستِ فتاة أنتِ أيضاً ؟
أخذت آني رشفة من كوبها و أجابته بابتسامة باردة : لكني لا أُعجب بأمثالك !
رفع راي حاجبه الأيسر اعتراضاً : أ حقاً ؟
نظرت إليه و ردت بسخرية : حقاً – وجهت حديثها لـِ كاين – سنتأخر عن المحاضرة كاين .. لنذهب .
علّق راي : دائماً تقولين هذا لتهربي مني
جفلت آني و استدارت نحوه ببرود: أهرب ؟!! .. و لماذا أهرب من شاب مثلك
ارتسمت ابتسامة جذله على وجه راي لأنه نجح في استفزازها : لأنكِ معجبة بي .. ربما !
تنهدت آني و نظرت إليه بتهكم : أوه حقاً !! .. قُل أنني أحلم بك كل ليلة أيضاً !!

أجابها راي بصوتٍ حمل من التحدي الكثير : أنتِ من يعرف هذا .. هل تحلمين بي كل ليلة أيضاً ؟

أثارت طريقته في تكرار كلامها بنبرةِ متحدية مشاعر آني التي حدقت إليه غير مصدقه و قالت و هي تصد عنه : كم أنت بغيض !
ثم استدارت مبتعدة عنهم قاصدة باب المقهى لكنها ما أن تجاوزته حتى .. ابتسمت

التفتت فجأة و هي تنظر لطاولتهم المعتادة في الزاوية ثم لوحت بيديها ووجهها يحمل مقدارً لا بأس به من السعادة حين هتفت : أراكِ بعد قليل رآآآآي .
تصاعدت حمرة كثيفة لوجنتيها و هي ترى من بالمقهى يؤشرون عليها و يتضاحكون همساً بينهم

لكنها - رغماً عن هذا - استدارت بثقة لتلتقي عيناها بعيني رين الزرقاوات الغاضبتين
فابتسمت ابتسامة مرحة بعيداً عن طبعها و تجاوزتها متجاهلة همسها : ستندمين حقاً !

أصدرت آني صوتاً يدل على لامبالاتها و اختفت في زحام طلبة الجامعة
داخل المقهى ~
أخذ راي يحرك خصلات شعره الأمامية بفوضوية و هو يهمس لكاين و أكيرا المتفاجئين مما حدث : هذه الفتاة ستفقدني عقلي ! ما الذي دفعها كي ..

قاطعه أكيراً : راي أنظر

رفع راي عينيه الزرقاوتين حيث أشار أكيرا
فوجد لافيندر تنظر إليه بغيظ ,تأوه عندما ضربت ساقه بحذاء أكيرا و ذلك الأخير يردف بحنق : ليس هذا فقط .. انظر ، انظر !
أشار ناحية باب المقهى ليجد رين واقفة هناك و ترمقه بغضب شديد و كأنها تود إحراقه في تلك اللحظة !
وضع راي يده على عينيه و هو يتمتم بسخط : أ تريدين إرسالي الليلة لأبيت في قبري , آني ؟!

قال اسمها بهمس خفيض لم يسمعه سواه لكنه شعر به يتردد في حنايا صدره فلم يُزل يده عن عينيه كي لا يكتشف أحدٌ ما يموج في نفسه حينها!

I swear , I love you
More and more everyday


الثانية ظهراً ,
شقة ليو ,


فتحت عينيها الخضراوات بارهاق , كأنها تُفيق من غيبوبة طويلة .. كانت النافذة مغلقة و الضوء في الغرفة بالكاد يكفي لترى ملامح الأشياء
جاهدت لتجلس , أدركت أن يدها اليمنى لا تشعر بها كما يجب لكن اليُسرى تعمل
فكرت ساخرة : هل تحولت لـ روبوت ؟ ما بها يـَ

حدقت إلى يدها المُجبرة ثُم إلى ما ترتديه , قميص أبيض !
جلست بصعوبة فلاحظت تلك الضمادات التي تحيط بصدرها من خلال فتحته العلوية ، قطبت حاجبيها و أبعدت نظرها لتشاهد الغرفة التي تحتويها الآن
كان هناك مقعد بجوار السرير , يبدو أن هناك من سهر في العناية بها البارحة

تساءلت بداخلها عما حدث , لا تذكر الكثير بعدما خرجت من منزلها ظهراً .. تساءلت مجدداً و لكن هذه المرة بصوتٍ مبحوح : كم الساعة

أبعدت الغطاء عن قدميها لتجد أن القميص الذي ترتديه طويل حتى ركبتيها تقريباً و هناك بعض الضمادات التي وضعت بعناية على ساقها اليُمنى
حينها تذكرت ما حدث تلك السيارة التي أفقدتها الوعي تماماً .. لماذا لم تنتهي حياتها عند هذا الحد
تأففت , تمنت لو لم تستيقظ أبداً بعد ذلك الظلام

أنزلت قدميها على الأرض فلامست سجادة ناعمة كفراء قطة بيضاء , نهضت فآلمتها ساقها قليلاً
أمسكت بيد المقعد بيسراها و هي تنظر ليدها المجبرة بحقد
خرجت من الغرفة بخطواتٍ بطيئة و هي تتحمل ذلك الألم الذي بدا بالانتشار بجسدها
لكنها لم تبالي به بل ربما كانت مستمتعة بهذا الألم الذي سيأخذها للظلام مجدداً و هو ما تسعى إليه بالضبط !
وجدت الشقة فارغة , حاولت فتح الباب و لكنه لم يستجيب , شعرت حينها برغبة في شرب بعض المياة فحلقها الجاف يحرقها بشدة
توجهت إلى المطبخ و فتحت الثلاجة
رفعت حاجبيها دهشة من نظافة الثلاجة ! , فلم يكن بها أي شيء يصلح للأكل أو للشرب حتى عدا عن الرائحة التي أجبرتها على إغلاقها في الحال !
تمتمت : من يعيش هنا لابد أنه لم ير العالم منذ عقود .. هل صدمتني سيارة شبح ! .. حسناً لا بأس في ذلك , يبدو أنني جننت حقاُ , على الأقل السيد شبح لابد أن يكون لديه أكواب
وجدت دولاباً يحوي عدة أكواب بالفعل , فتحت صنبور المياة و هي ترجو أن يصب مياه و ليس دماً كما تخيلت في الوهلة الأولى الذي رأته
تنفست الصعداء عندما امتلأ الكوب بماء رقراق حمسها لتشرب فرفعت الكوب وأخذت رشفة أنعشتها

-ماذا تفعلين ؟

التفتت نحو صاحب الصوت و تركت الكوب ليسقط أرضاً و تتناثر شظايا الزجاج في أرجاء المطبخ
توترت فشرعت لتجمع الزجاج ليصرُخ ليُو : توقفي

لكنها قد جرحت نفسها بالفعل !


ترك الأكياس من يده و أمسك بالمكنسة و أزاح الشظايا في طريقه من الباب إليها , ثم جلس القرفصاء أمامها و أمسك بيدها و ضغط على الجرح حتى يخرج الدم الملوث , أغمضت عينيها فقال بحدة و غضب : لم نهضت من السرير ؟ .. ألم تشعري بالألم يا أنسة ؟

لم تجبه , تكره أن يوبخها أحد على أي شيء تقوم به حتى ولو كان خاطئاً

فتحت عينيها على أشدها عندما شعرت بنفسها بين ذراعيه و هو يتمتم : إن نهضت من السرير مجدداً فسأقيدكِ به حتى تتعافى جروحك

لم تقل شيئاً حتى وضعها في السرير و دثرها بالغطاء قائلاً : إن الجو بارد اليوم .. هل تشعرين بالبرد ؟!
هزت رأسها نفياً ثم قالت و هي تبعثر نظرتها في أرجاء الغرفة : ألا يوجد غيرَك هنا ؟
قطب حاجبيه و قال : لا أحد هنا غيرُك !
ابتسمت لتحويره جملتها و قالت بتردد : من ضمد جراحي ؟
ابتسم بمرح و هو يشعر بمصيبة قادمة : أ ترين شخصاً غيري ؟!
اتسعت عينيها الخضراوات و صرخت بصدمة بالغة : أنـت !!
وضع كفه على عينيه متمتماً : و هل كان هناك حل آخر .. كنت مهذباً .. لا تقلقي
عادت للصراخ و قد فقدت أعصابها بحق : كيف جرؤت أن أن .. ؟

أصابتها قشعريرة مرعبة و هي لا ترغب بتخيل الأمر حتى فأصابها صمتٌ مُفاجئ و شخصت عينيها ناحية السقف في صدمة !

ليتنهد ليو قائلاً : يا أنسة لقد حدث الأمر و انتهينا منه ؟ , لِمَ الصراخ إذاً! وفري طاقتكِ , ثم إنني طبيب فـ لا بأس عليكِ , سأذهب لأعد حساء الدجاج لكِ .. هل تحبينه ؟
عندما ذكر الطعام تذكرت حالة الثلاجة فقالت بامتعاض و هي ترمقه بحدة : لا أريد شيئاً منك
تمتم ليو : يا لكِ من طفلة عنيدة .. يجب أن تتناولي شيئاً حتى تلتئم تلك الجراح بسرعة و حينها سأقذفك من نافذة الغرفة و أستريح من صراخك !

لم ترد روكسان عليه بل استلقت على جانبها الأيسر و غطت نفسها بالبطانية
تفاجأ ليو من ردة فعلها فقال : يا .. يا فتاة !!
رفع البطانية عنها فدفنت وجهها في الوسادة حتى لا يراها
أمسك وجهها و أداره ناحيته ليرى عينيها مكللتين بالدموع و هناك الكثير منها انهمر بالفعل
اعتذر بنبرة أسف حقيقية : أنا أسف للغاية .. كنت أمزح معكِ فلن أقذفكِ من النافذة بكل تأكيد

جزت روكسان على أسنانها و همست بصوتها المختنق : اتركني و شأني

تركها ليو فقد شعر أنه متورط حتى رقبته مع هذه الصغيرة , قال بلطف ليبدد جزعها الذي شعر فنه : حسناً و لكن هل تحبين حساء الدجاج ؟
هتفت و هي تسحب البطانية عليها : أكرهك !
فكر ليو : يا لها من فتاة .. متقلبة المزاج و مدللة , لا تطاق و دائمة الصراخ !
ابتسم فجأة و قد لاح وجه آني في مخيلته و أخذ يُقارن بينهما ! متشابهتان !

~

مضت ساعة تقريباً منذ تركها ليو في الغرفة و ذهب ليُعد الحساء
عندما عاد كانت جالسة تحدق بالنافذة المغلقة , ترك الصينية الي بين يديه على طاولة بقرب الباب ثم أحضر منضدة صغيرة مخصصة لتناول الطعام على السرير و وضعها أمامها ليُنبهها لوجوده
قالت و هي تنظر للصينية التي وضعها أمامها باشمئزاز : لا أريد تناول أي شيء , ألا تفهم ؟
قال بنبرة باردة ذكرتها بـِ رالف : ستأكلين الآن يا فتاة , لا تدفعيني لاستعمال أساليب لن تروقك أبداً لتتناولي الحساء !
شعر أنها خافت قليلاً فأكمل بنبرة مرعبة : هيا
نظرت نحوه بتحدي ثم قلبت الصينية على الأرض لينسكب بعض الحساء على الأرض و البعض الآخر على السجادة ثم قلت : كله أنت ! .. أنا لن أتناول شيء و أنت لن تخيفني !

تألمت ملامحها و أمسكت بمعصمها الأيمن فشعرت أنه ينبض بالألم جراء حركتها غير المسؤولة

اختلست نظرة نحو ليو الواقف جوارها دون حراك
فتحت فمها لتعتذر لكنه سحب البطانية عنها فجأة قائلاً بصوتٍ أجش : سأنظفها

خرج من الغرفة ليدخل بعد ثوانٍ و يُخرج واحدة أخرى نظيفة و يُدثرها بها كأنها طفلة صغيرة فلم يظهر منها سوى رأسها و عَدَّلَ من وضع الوسادة خلفها حتى تُريحها مُردفاً بنفس الصوت: سأعود مع الطعام

لم تر ملامحه خلال هذا فقد دق قلبها رُعباً و شعرت كما لو أنها تعيش مع رجل لديه انفصام في الشخصية , توقعت أن يصرخ عليها و لكن ليس أن ..
ليس أن يُغدق عليها بالاهتمام و الحنان !!

امتلأت عينيها بالدموع من جديد و انهمرت بقوة , شهقت ثم دفعت وجهها لتدفنه في الوسادة و هي تفكر بندم لما فعلته : "قال سيعود مع الطعام و هي .. ستنتظره ! "

عاد بعد قليل و بيده فرشاة بحجم الكف للتنظيف و دلو صغير به مادة منظفة و بدأ يمسح السجاده بها تحت عدستي روكسان الخضراء النادمة
لا تدري حقاً لماذا سكبت الحساء و لا لماذا تعاملت معه بفظاظة , ظنت أن الشعور بالندم قد غادرها منذ عقود لندرة ما تُحِس به
و لكنها الآن تعلم أنه الإحساس الصحيح الذي يجب أن تشعره الآن
الندم , نيران تحرق صدرها الآن و تتمنى لو يعود بها الزمن دقائق فقط كي تمسك بالملعقة كالأطفال المطيعين و تتناول الحساء بهدوء .. كم هي جائعة !


لم تنتبه إلا على ليو و هو يضع صينية أخرى مكانها , نظرت إليها ثم أمسكت الملعقة و قبل أن تضعها بفمها أمسكها ليو و حركها قليلاً هامساً : إنها ساخنة

ظل فمها مفتوحا و هي تحدق به يحرك الحساء في الملعقه باهتمام ثم أدخلها بفمها مُبتسماً : كان يجب أن أبرده قليلاً قبل أن أحضره
أعطاها الملعقة لتأخذ قليلاً من الحساء و تقلبه , شربته مرة واحدة لتسقط دمعة من عينيها في الحساء
نكست رأسها و بدأت تأكل بسرعة أكبر و كأنها تضع مشاعرها تلك في الأكل
تركها ليو و خرج دون أن يقول حرفاً بل ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيه و هو يهمس بمكر لطيف : لابد أنها تشعر بالندم الآن لما فعلت
اتجه للمطبخ متمتماً لنفسه : مازال أمامي من العمل الكثير

الثالثة عصراً ,
أحد أحياء مدينة نيويورك ,
منزل جوآن ريموند .


فتح كاي عينيه العسليتين ببطء ثم عاد و أغلقهما برغبة منه في مزيد من النوم , تذكر ما حدث معه في الليلة الماضية و كان هذا كفيل بجعله يجلس فوراً ليرى أين هو و ماذا حدث ؟!

وجد نفسه في غرفة نظيفة أثاثها باللون الأبيض و بها لمسة من اللون الفيروزي الذي تحبه جوان

شعر بمقبض الباب يدور فأغمض عينيه و استلقى على السرير بهدوء و كأنه نائم

دخلت جوان بهدوء شديد حتى لا تزعج كاي النائم , وضعت صينية عليها كوبين من الشاي الأخضر

و أعادت شعرها خلف أذنها قبل أن تمد يدها لتلمس بها الجانب الأيسر من وجه كاي بحنين عميق لتهمس بألم : كاي
رددت اسمه من جديد بضيقٍ إعتراها لأفكارها التي أثقلت رأسها منذ البارحة : كـآآي

طبع كاي قبلة سريعة على باطن كفها المستقر على وجهه مما جعلها تنفض يدها بعيداً عنه و تنظر نحوه بصدمة ففتح عينيه العسليتان و قطب حاجبيه عندما رأى تقطيبة حاجبيها التي بدت له ناتجة عن أنزعاج !
سألها بشبه ابتسامة : جوان .. ما بكِ ؟!
لم تجبه فقال و عدستيه تتحرك للأسفل بضيق : جوان .. أنتِ لا تحبين غيري صحيح ؟!

نظرت نحوه بدهشة و قالت ساخرة : واثق من نفسك , كاي !

ظهرت ابتسامة خلابة على شفتي كاي و نظر نحوها بتحدي قبل أن يجيب بنبرته المميزة : أنا أثق بكِ أنتِ جوان ! واثق أنكِ لم تنسيني أبداً .. و واثق أيضاً أننا سنبدأ من جديد .. معاً
كانت حينها جوان قد أمسكت بأحد الكوبين لترتشف منه حتى تواسي ضربات قلبها المتصاعدة بقوة , لكنها ما أن سمعت ما قاله حتى حدقت إليه في ذهول تام ثم ابتسمت لتتحول إبتسامتها الهادئة إلى ضحكة عالية في ثوان فاهتز الكوب في يدها لكنها تداركته و وضعته في الصينية قبل ان تنظر نحو كآي بمرارة

قطب كآي حاجبيه فقالت بهدوء مستفز : جوان سأتركك.. جوان سنبدأ من جديد .. جوان ليس الآن .. جوان أرحلي عني.. جوان عودي إلي

تمتم كآي و هو يشيح بعينيه بعيداً عنها : جوان لا تكوني هكذا

رفعت حاجبها الأيسر ثم أنزلته هامسة بألم : أنت من بدأ الأمر ! لا تظن ان حبڳ سيشفع لك .. أنا أحب كآي القديم الذي ما أن التفت حتى أجده ظلاً لي ، يحزنني يوري كثيراً .. تدري لِمَ ؟

رفع عينيه نحوها فقالت بألم عميق : لأنه منحني قلبه و حياته لفترة طويلة و لم استطع فعل العكس له رغم أني تمنيت ذلك كثيراً .. أعد قلبي كآي ، لماذا ظهرت في حياتي من جديد .. لماذا ؟!

اشتعلت روحه بالغضب فنهض عن السرير بقوة و أمسك ذراعها في سخط منها و أنفاسه الملتهبة تلفح وجهها بينما عينيها تتسعان في صدمة و تحدق نحوه في خوف من غضبه المفاجئ

همس من بين أسنانه اللؤلؤية و عينيه العسليتان الدافئتين أتشحتا ببراعة بالبرود : أنت لي جوان ، لي أنا و لن أدعك لأحد مهما حدث أتفهمين ؟
تمتمت بحنق : ليس لك الحق بقول هذا ! لقد افترقنا منذ سنوات و أنا لم أعد لك
ضمتت لبرهه ثم أكملت بسخرية : ربما لم أكن لك أصلاً
صرخ فـﯾهآ : أي قلب تملكين جوان؟ ، ألم يؤثر فيك اعتذاري ؟! ألم يكن له قيمة لديكِ !
أكمل قبل ان تفتح فمها من جديد و لكن بنبرة هادئة : ما الذي غيرك الآن ؟

قالت أخيراً بعد صمتٍ دام لنصف دقيقة : غداً عندما تمل مني ستتركني خلفك و لن تُبالي بصراخي
تأثر بطريقتها في قولها ،كأنها تعرفه حق المعرفه فهمس برقه و صدق : لن أفعل !
ردت بتحدي : لا أصدقك !
اتجهت نحو الباب لتغادر فقال كآي ببرود : دعكِ من كبريائك السخيف هذا !

التفتت نحوه بغيظ مرددة : سخيف ! .. كبريائي و كرامتي أهم شيء في حياتي
رد كآي بهدوء مخيف : أهم مني ؟!
بهتت جوان و صمتت دون ان تحير جواباً
ابتسم و خطواته تتشجع و تتجه نحوها ، كاد ان يقول " أ تتزوجيني جوان ؟! "
لكنها غضبت من إبتسامته ، شعرت أنه يسخر من ضعفها أمامه فقالت كارهة للإجابة : أهم منك .. يا كآي !

و غادرت الغرفة
أغلقت الباب
و ساد الصمت


جلست جوان أمام الباب تنتظره ليخرج ، مضت عشر دقائق كأنها عشر سنين
لم تستطع صبرا ، أرادت مواجهة جديدة
و هكذا الأنثى تفعل دائماً !!

دخلت الغرفة بعد ان طرقت الباب و لم يُجب فتحته و لكن ..
لم يكن كآي بالداخل ، اتسعت عيناها في ضيق و هي تبعثر نظراتها هنا و هناك علها تجده لكن النافذة المفتوحة كانت خير دليل على رحيله و هذه المرة .. للأبد

وقفت عند النافذة و همست بيأس وجد طريقه لقلبها : كــآي !

جلس على الأعشاب الميتة بجوار النافذة و هو يسب نفسه
أكان يظن أنها ستفتح له ذراعيها بسهولة
و تنسى وعوده الفارغة
و تنسى كلماته المهدرة

كل الوعود السابقة التي منحها إياها كسرها
هشمها
و نثرها في مهب الريح بلا أي اهتمام ظاهر لمشاعرها !
و يظن العودة يسيرة ؟!
و يظن إبتساماتها واقع قريب ؟!

انتفض مكانه و هو يفكر في لمستها لوجهه في الصباح و مطالبتها بقلبها !
ما زالت تحبه ، ما زال نبضها ملك قلبه !
هي له .. هي له و لن تكون ليوري أو لغيره .


النقاط تعبر عن توقف الحال
انتهاء الأمر
و تزيله بكلمة " النهاية"

لكنها تعني أيضاً بداية جديدة و عهد جديد
جدده كآي في محراب حُبها الذي استوطن روحه حتى الوريد







آلأسئلة :

ما رأيكم في البارت ؟ ماذا عن طوله ؟
ما هو أفضل مشهد ؟
تعليقكم على (آني – راي) , (جوان - كاي) ,(روكسان- ليوناردو) ؟
ماذا سيفعل كاي ليستعيد جوان ؟ أم أنه الفراق ؟
ما الدافع وراء تصرفات آني مع راي ؟ إلام تهدف ؟
توقعاتكم للبارت القادم ؟
اقتراحآتكم و انتقاداتكم ؟

و بانتظـآر تفاعلكم :baaad:


{ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ }
  #54  
قديم 06-27-2011, 11:57 AM
 

[FRAME="13 70"]
ما رأيكم في البارت ؟ ماذا عن طوله ؟
البارت كثييير حلو و روعه و جنان و طوله حلو
ما هو أفضل مشهد ؟

الذي حصل مع جيني و راي
تعليقكم على (آني – راي) , (جوان - كاي) ,(روكسان- ليوناردو) ؟

كلهم رائعين
ماذا سيفعل كاي ليستعيد جوان ؟ أم أنه الفراق ؟

اتوقع انه رح يفعل شيئ لأستعادتها بس ما بعرف
ام انه الفراق انا ما اتوقع يفترقون
ما الدافع وراء تصرفات آني مع راي ؟ إلام تهدف ؟

ربما تحبه او تحمل له القليل من الحب
اني فتاة غريبه ما ادري الام تهدف
توقعاتكم للبارت القادم ؟

اكيد اثاره و اكشن
اقتراحآتكم و انتقاداتكم ؟
اكيد ما في القصه حلوه مثل ما هي استمري على هذا النحو


[/FRAME]
التكمله حلوه و جنان و روعه و تحفه :rose:
يسلمو ايديك يا مبدعه و موهوبه يا فراشه في سماء الابداع و الموهبه :7b: :glb: :rose:
ننتظر التكمله بفارغ الصبر لا تتأخري
__________________
:glb::glb:
  #55  
قديم 06-27-2011, 02:17 PM
 
اهلا قاهرة , لي عودة للرد عليك عزيزتي
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
н • ά • ρ • ρ • γ ☺ β • і • я • т • н • ᴆ • ά • γ مَنفىّ ❝ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 27 04-30-2014 10:11 AM
иσ вσɒys нσмє • جَوَىْ♥ ~ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 26 06-17-2011 11:55 PM
ϝгізйᴆѕ тнэ взѕт тніиᵍ іѝ ᴦіϝэ مَنفىّ ❝ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 25 12-17-2010 08:12 AM
җҖ ҝαzєѕнιпι × ѕнuuнєι Җҗ نور اوزوماكي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 7 04-02-2010 08:25 PM


الساعة الآن 03:04 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011