02:20
- هنا محطّة مِن الهدوء ، والذي لا أبتغي غيره . . . !

-
حين تصنع مني العثرات ما قد لا تفقهه عني ، حين أكون أنا بطبيعة مغايرة . . ،
فقط لا تُضلّ ذكراي، و لا تَفقِد هويّتي ، هي تلك الأنا . . لكن جعلتها الدنيا أشدّ حدّة .
لقد حاولت بجهدي ، أن أكون أكثر رأفة . . ، أقرب إلى شيء ما يلين عن كونه يتصلّب . . !
مهما مضت من الأعوام . . ، لكن ذلك التصلّب الذي نافيته عن كنهي ،
سيعبر خلال أوردتي ، ويقتل روح الحياة الودودة فيها ، سوف يجمّدها . . ،
-
لقد آمنت طوال سنين عمري ، أني في بطن الغابة ! وكنت أدرك مدى الإفتراس الذي ينبعث
من القانطين فيها ، لكني لم أتصوّر أن أيقن قسوة بصورٍ شتّى ، مرعبة بشكل فتّاك
لدرجة أنهم يتفننون في أساليب الشراسة ،ويتسابقون على الوصول للمرحلة القصوى منها
لقد آمنت أن الغابة تلك هي جحيم مستعر لا يطاق ، لكن الجحيم ذاك . . يكمن فحسب في أولئك القانطين،
أنا حرفياً أيقنت الجزء الأفظع من اللوحة المظلمة للدنيا ، فيها بشر من الناحية البيولوجية فقط ،يمرحون في خضم
سحق شخص لكأنّ عذاب الضحية مثل الغذاء لجوفهم ، طاقة تجعلهم يتبسمون أكثر . . !
فقط أتصوّر ، بحجم ما تسببّو بالهلاك لغيرهم ،و تمادو في الظلم . . ، أيَّ حرقٍ ستواجهه أجسادهم؟ . . من جحيم ما بعد الدنيّا . .؟ ،
أنّ الجحيم الذي صنعوه في الدنيا ينحصر في الزمن الذي ينفذ ، يصل لنهايته . . عاجلاً أم آجلاً،لكن ذلك الجحيم الأبديّ سيبقى عذاب لا ينتهي .
-