عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 03-25-2008, 06:49 PM
 
رد: يوميات اتنين متجوّزين

الحلقة الرابعة عشرة

قال عمر
:
خفق قلبي بقوة عندما رأيت سارة تدخل الصالون كما كنت أفعل حين أراها أيام الخطوبة
يا حبيبتي يا سارة.. واضح انها لم تنم مثلي ووجهها متعب جدا.. لن أغضبك أبدا يا حبيبتي.. وقطعت حبل أفكاري لأسترد وعيي ولأقول للجميع ما نويت عليه: أنا جاي النهاردة علشان أعتذر عن الكلام اللي قالته والدتي ليكم.. وأنا باعتذر بالنيابة عنها لأني لا أقبل المساس بكرامة سارة لأن كرامتها من كرامتي.. بس أنا جاي علشان كده.. وبعد اذنكم استأذن لأن عندي مشوار مهم
*********
قالت سارة
:
قفز قلبي بين ضلوعي من الرعب.. ألن يصالحني عمر؟
طيب وبعدين؟..هل سيمشي حقا ؟
همت والدتي أن تلقي عليه مدفعية من العيار الثقيل.. وما أن فتحت فمها حتى عرف أبي نيتها وعلم أنها ستشعل الوضع فقاطعها بصوت حازم ايه يا حاجة مش حتعملي قهوة للباشمهندس ولا ايه؟
ونظر لأمي نظرة نارية جعلها تنسحب في صمت
ثم استأذن هو الآخر ليجري مكالمة تليفونية طويييييييييييلة.. ربنا يخليك لي يابابا
نظرت الى عمر من طرف خفي بشوق
آه كم أعشق هذا الرجل
وكم كبر في نظري عندما اعتذر عن كلام والدته السخيف
أنا فعلا غلطانة غلطانة غلطانة
وأخيرا تكلم عمر ونظر اليّ بعتاب كبير لم أره من قبل: كويس كده ان الناس بتتفرج علينا؟ وانتي اشتكتيني للجميع وأنا لم أحكي حتى لأمي ؟
أنا: .........!؟
عمر: أنا فعلا غلطان اني زعقت وكبرت الموضوع بس انتي بعتيني وسبتي البيت وانا مش ح انسي ده أبدا
رديت عليه هذه المرة: أنا غلطانة فعلاً.. بس أنا متعودة منك أنك تحتويني وتطبطب عليّا.. فجأة لقيتك بتهاجمني وانا ميتة من التعب.. اتجننت.. أعمل ايه ؟ ووالدتك كمان قالت كلام رهيب
رد بعصبية: خلاص أنا اعتذرت عن كلامها أعمل ايه أكتر من كده؟ بس لازم تعرفي اني مش ح اسمح بالوضع ده تاني.. لو عاوزة تزعلى مني ابقي اقفلي على نفسك أوضة النوم واعتبري نفسك سبتي البيت.. مش نفرّج علينا الناس كده؟
رددت بخجل وقد بدأت دموعي تنساب: خلاص انا كمان غلطت يا عمر
لانت ملامحه برقة وقال لي بحنان: طيب ايه لازمة الدموع دي دلوقتي؟ ما تعيّطيش علشان ما تتعبيش يا سارة.. وبعدين كده أهون عليكي وتسيبيني لوحدي؟
فهممت أن أعاتبه ثانية فدخل والدي وهو يبتسم ابتسامة حنون وكأنه سمعنا وقال لي: يالاّ يا سارة من غير مطرود قومي البسي هدومك علشان تروحي مع جوزك يا حبيبتي.. ومش عاوزين نشوفكم هنا الا مع بعض.. مفهوم ؟
*********

قالت سارة
:
وأخيرا دخلتُ بيتي وكأني تركته من عشر سنين.. شعور رائع بالدفء غمرني عندما أحاطتني أركانه
كم كنت غريبة خارجه.. لن أتركه ثانية ان شاء الله
والتفت الى عمر وأنا أتوقع خناقة طويلة أو أوامر لا حصر لها لأنه لم ينطق بكلمة في السيارة طوال الطريق وشكله ينذر بعاصفة لا حدود لها.. ونظرت له صامتة أنتظر ما سيقوله
انتظرت طويلا حتى رفع رأسه لي أخيرا وقال لي جملة واحدة بحزم رهيب: أنا مش ح أسمح باللي حصل ده انه يتكرر تاني.. ولو مش عاوزة تسمعي كلامي بعد كده في أي موضوع يبقي مفيش لازمة نكمل مع بعض
ثم تركني ودخل غرفته الصغيرة التي تحتوي على سريره القديم وهو شاب.. ولم يدخل غرفة نومنا
ذهلت من عبارته لقاسية وارتجفت من القلق.. لم أتخيله غاضبا الى هذا الحد
لقد اعتدت منه على الغضب ثم الصفاء السريع ثم يبادر هو لصلحي حتى لو كنت مخطئة
اعتدت على حنانه حتى تماديت في عنادي والآن أدفع الثمن
لم أجرؤ ان أدخل وراءه وأناقشه وتركته ليهدأ.. ودخلت غرفة نومي وحاولت النوم قليلا ولم أستطع فالغرفة بدونه كأنها غرفة في الاسكيمو
عرفت الآن لماذا جعل الله الهجر في المضاجع وسيلة لتأديب الزوجة
ومرت أيام ونحن على هذا الحال لا يكلمني الا كلمات معدودة ولا ينظر الى عيني وهو يحادثني
آه ما أقساه من عقاب
وحاولت مرارا أن أفتح معه الموضوع لأشعره أني أخطأت واني كنت متوترة من الحمل واني لن أفشي أسرارنا ثانية أبدا.. بلا جدوى
كان لا يسمع ويجعلني أصمت بحزم واضح.. حاولت اثناءه عن النوم في غرفة أخرى بلا فائدة.. وكان يعود يجدني متزينة ومتعطرة ولكن كأني ألبس طاقية الاخفاء
ماذا أفعل ياربي ؟
ومازاد المشكلة ان ماما زعلانة مني اني رجعت منزلي دون أن أجعلها ترد لي حقي وتقتلّي عمر وأمه.. وطبعا حماتي لا تتصل أبدا وشعرت انها هي الأخرى زعلانة من عمر ومني طبعا
يعني احنا كده كلنا عاوزين مجلس الأمن يصالحنا مع بعض
*********
قال عمر
:
لابد أن تعلم سارة اني لا أقبل ان تستهين بي ولابد أن تسمع كلامي.. الظاهر اني دلعتها كتير وهي اتعودت على كده
لابد من وقفة حتى تستقيم الأمور
بس كده انا حاسس اني بأقسو عليها جدا.. لا والله.. لا يمكن تكون قسوة فالرسول صلي الله عليه وسلم اعتزل زوجاته في المسجد عندما أثقلوا عليه في أمور الغيرة والاختلافات الصغيرة حتى عادوا الى سابق عهدهم
بس هيّ صعبانة على جدا ووحشاني جدا جدا
لااااا.. اجمد ياعمر باشا وكمل دور سي السيد واستحمل النوم على السرير السفاري الجبار ذو المرتبة الفولاذية لحد ما ربنا يسهل
*********

قالت سارة
:
طيب الشغل وأخدت أجازة منه.. وكلام وبأحاول أكلمه.. أعمل ايه تاني؟
الظاهر اني غلطت لما صالحته.. خلاص هو حر انا عملت اللي عليّا.. عاوز يزعل براحته بقى
بس هو حبيبي برضه وبافتكر لما بأكون أنا زعلانة منه بيعمل ايه علشان يصالحني.. يبقى انا ماأتعبش نفسي شوية علشان أصالح حبيب عمري؟ امال أتعب نفسي علشان مين؟
أعمل ايه.. أعمل ايه؟
واخذت أفكر وانا ألعب على الكومبيوتر لقطع الوقت حتى يأتي عمر
ووقعت عيني على الطابعة وأنا ألعب.. وفكرت أن أكتب له جواب اعتذار وأشرح فيه مشاعري له.. ولكني وجدت فكرة أفضل
أخذت أكتب كلمة أنا آسفة بكل اللغات التي أعرفها: آسفة بالعربي وسوري بالانجليزي وباردون بالفرنساوي و أيّوووه حقك علينا يا جدع بالاسكندراني ومعلهش بالصعيدي
وأخذت أطبع من هذه العبارات الكثير وطبعا لم أنسي أن أكتب عبارات جميلة مثل: والله العظيم باحبك..و: ما كنتش أعرف انك قاسي كده..و: طيب أهون عليك؟
وكتبت لوحتين كبيرتين علقت واحدة على باب حجرة نومه الصغيرة التي أكرهها وكتبت عليها: ممنوع الدخول
والأخرى على باب غرفة نومنا معا وكتبت عليها: الاتجاه اجباري
وأخذت أعلق كل هذه الأوراق في كل مكان.. أكيد حيقول عليّا مجنونة لما يشوف المهرجان ده كله.. بس يمكن الجنان يصلح الشرخ اللي حصل بيننا
وانتظرت عمر طويلا حتى جاء.. وطبعا ذهل من دار النشر اللي أنا عاملاها في البيت
ونظر اليّ وابتسم ابتسامة عريضة لم أرها من أيام طويلة.. فجريت اليه وتعلقت برقبته كالطفلة الصغيرة وهمست في أذنه: مش ح اعمل كده تاني.. أنا ماأقدرش أعيش وانت زعلان مني كده
ضمني اليه وقد زال كل غضبه وجلسنا وقال أخيرا وهو يبتسم: انتي حتفضلي مجنونة كده على طول؟ كل ده عملتيه علشان تصالحيني ؟
قلت بدلال: يعني انت مش زعلان مني.. مش كده؟
قال: أنا مقدرش أزعل منك خلاص.. بس لسه فيه نقطة صغيرة.. موضوع الشغل ده انا مش ح أرجع في كلامي فيه.. لا يمكن أعرضك للخطر انتي وابني تاني.. انتو الاتنين أغلى حاجة عندي.. اتفقنا؟
هممت بالاعتراض ولكني لم أستطع وقلت على مضض: حاضر بس أنا ما اتعودتش على قعدة البيت يا عمر.. بجد ح أموت من الملل وبعدين حنلاحق على مصاريفنا منين يا حبيبي؟
قال: بصي.. أنا فكرت في حل يريحنا كلنا.. بس ادعي ربنا انه يحصل.. فيه واحد عندنا في الشركة كل شغله انه يرد على العملاء من خلال الايميلات وانه يجري أبحاث على النت ليحصل على أفضل عروض للشركة من خلال مقارنة مواقع الشركات الثانية بشركتنا.. يعني كل شغله على الانترنت وكتير ماكانش بييجي ويبعت التقارير دي من البيت..لأنه بيؤدي المطلوب منه وخلاص لأن وجوده في الشركة غير ضروري.. هوّ الأيام دي جاي له عقد عمل في الخليج وبيفكر جديا انه يوافق عليه.. فلو ده حصل ح أحاول أقنع المدير انه يسلم الشغل ده ليكي تعمليه من البيت.. وح أقنعه انك ولا بيل جيتس في زمانه هو صحيح راتبها أقل من مرتبك القديم.. بس ح تترحمي من بهدلة المواصلات.. قولتي ايه ؟ أقول له ولا انتي مش موافقة؟
رددت بفرح كبير: مش موافقة!!؟ دي وظيفة تجنن.. بس يارب صاحبك يسافر والمدير بتاعك يوافق.. بس مين ح يعلمني الحواديت دي كلها؟.. انا بأعرف أشتغل على الكومبيوتر والنت كويس بس ما أعرفش العملاء والمنافسين والأفلام دي؟ مين اللي ح يعلمني ؟
وكان رده جاهز على طول: انا ياحبيبة قلبي
__________________
  #22  
قديم 03-26-2008, 12:04 AM
 
رد: يوميات اتنين متجوّزين

ba3deeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeen ?
  #23  
قديم 03-26-2008, 02:57 PM
 
رد: يوميات اتنين متجوّزين

الحلقة الخامسة عشرة

قالت سارة
:
بدت صالة منزلنا المتواضع مثل ساحة القتال.. ولكنه قتال من نوع خاص هذه المرة
بدأ بنظرات نارية من حماتي لي.. وأعقبها مصمصة للشفتين مدعمة بأسلحة دمار شامل من كلمات موجهة لي تحرق الدم.. لأن عمر صالحني ولم يستمع اليها.. وعلى الجانب الآخر من الجبهة كانت أمي تحمل الراية وتوجه مدافعها الرشاشة الى عمر هذه المرة لأنه تجرأ وأغضب القطة الوديعة مغمضة العينين اللي هي أنا
وكدت أبكي في لحظات كثيرة.. وكاد عمر ينفعل في أوقات أكثر ولكننا أخذنا عهد على أنفسنا قبل أن نعزم الأسرتين على العشاء.. أننا نبتغي رضا الله من رضاهم وسنستحمل أي كلمة أو غضب من أحد الطرفين حتى نمتص شحنة الانفعال التي تسكن الصدور وتعود الأمور الى طبيعتها الأولى
وكنت عندما أرى الأمور ستشتعل بين ماما وحماتي أبادر عن الحديث عن البيبي وكيف أن الحمل متعب جدا وأني أنام كثيرا جدا ولا أطيق الأكل.. ولكن للأسف كان هذا يأتي بنتيجة عكسية بالطبع مع حماتي لأني: باتدلع على ابنها.. فيغمزني عمر عندما ينقلب وجه أمه من كلامي وكأنه يقول لي: جيتي تكحليها عميتيها
*********
قال عمر
:
ياااااااساتر.. أخيرا عدّت السهرة على خير.. دي ولا مفاوضات اسرائيل
بس كنا يعني حنعمل ايه؟ حنسيبهم زعلانين مننا ؟ المهم انهم نزلوا هاديين وأحسن من الأول.. بعد ما فرغوا كل شحنة النكد والعتاب عليّا أنا وسارة.. بس الحمد لله انهم كده راضيين عننا علشان ربنا يرضى عننا.. وأحلى حاجة عجبتني موقف الرجال.. والدي وحمايا.. من الحدوتة.. أخذوا ركن وقعدوا يلعبوا طاولة وكل واحد ساب مراته تفرغ قنابلها علينا حتى ترتاح
واضح ان القنابل دي كانت بتنزل على دماغهم هم فحبوا يرتاحوا شوية
*********
قالت سارة
:
ياااااااااااه ده انا نمت كتير اوي.. السهرة امبارح امتصت كل طاقتي في الاحتمال.. همّ نزلوا من هنا ونمت فورا بدون مقدمات.. واضح ان عمر نزل الشغل من غير ما يصحيني وتخلى عن فطاره المتين !! موضوع الحمل ده جه على حساب عمر وهو كمان حنين جدا وخايف على اني أتعب نفسي في اي حاجة وانا طبعا ما صدقت
سايقة الدلع على الآخر بأستغل الفرصة لآخر نقطة.. أف دي ريحتها مش حلوة شيلها بسرعة.. لا مش قادرة أطبخ النهاردة هات أكل معاك.. سوق بالراحة علشان البيبي.. مزاجي مش رايق عاوزة أخرج حالاً.. نفسي في أم الخلول دلوقتي
والغريبة انه مش متضايق ومحسسني اني ح أخلف صلاح الدين الأيوبي ولاّ قطز.. وعاطفته ناحيتي أصبحت أعمق وأهدأ.. بيتكلم عني وكأني لست فرد واحد بل عائلته كلها
اللهم اجمعنا سويا على حبك ولا تفرقنا أبدا
*********
قال عمر
:
من ساعة ما سارة سابت الشغل والمصاريف بقت نار ولسه المدير لم يعطي رأي نهائي في موضوع وظيفة الرد على العملاء من خلال الانترنت ولسه متخوف من الفكرة.. يارب يوافق علشان يحل أزمتنا دي يارب
وخلاص تعبت من فكرة الاقتراض من والدي.. أمتى بقى أقدر أعتمد على نفسي وما أحتاجش لحد تاني؟
يارب افتح لنا أبواب رزقك الحلال وأغننا من حلالك
*********
قالت سارة
:
رأيت فكرة مشروع ممتاز على الانترنت.. يطلبون تصميم هندسي لمدينة ألعاب ترفيهية تعليمية للأطفال.. وصاحب أفضل تصميم سيأخذ مكافأة سخية وأيضا سيعيّن المستشار الهندسي للشركة وهي شركة مقاولات متعددة الجنسيات وراتبها أضعاف ما يتقاضاه عمر
عرضت عليه الفكرة فعجبته جدا وأمضى ساعات على موقع الشركة وهو متحمس جدا لاقترابه من حلمه بالخروج من دوامة عمله الروتيني الى دائرة الابداع التي يتمناها وكان مميز جدا بها في كليته ولا تتيحها له شركته.. وكان يقضي الساعات يشرح لي أفكار المشروع وأحلامه لو أخذوه هو في هذه الوظيفة الرائعة وكيف ستتحول حياتنا الى شيء آخر
وفجأة وجدته فقد حماسه وانكسر.. ولا يتحدث في الموضوع ولا يدخل الى موقع الشركة وعندما سألته عما حدث.. أجابني باحباط: خلاص يا سارة واضح ان الموضوع ده مش لينا
قلت: ليه ياحبيبي التشاؤم ده؟ ايه اللي حصل ده؟.. انت كنت متحمس جدا
قال: لما حسبتها لقيت انهم عاوزين تأمين لدخول المشروع حوالى 5 آلاف جنية وكمان انا ح أحتاج معدات تصميم وأدوات ومراجع بمبلغ كبير.. حنجيب ده كله منين ؟
قلت: ياسيدي ربنا يحلها من عنده.. بس بلاش الاحباط ده كله
فرد بيأس وانكسار: وبعدين ياستي يعني هم ح يسيبوا كل الناس اللي متقدمين وياخدوني انا؟ يعني أنا أزيد ايه عنهم؟
فرددت بحماس: انت تزيد عنهم انك عبقري وحساس وبتشوف الاشياء بمنظور خاص بيك وانت بنفسك ياما قلتلي ان زمايلك ومديرك نفسه قالوا ان تصميماتك عبقرية بس محتاجة تمويل كبير.. وبعدين هو اي واحد من الناس الكبار ابتدا حياته ازاي؟ ماهو أكيد كان صغير زيك كده بس عنده ثقة في موهبته فكبر بيها.. انت مش عارف قيمة نفسك يا باشمهندس ولا ايه؟
انتقل الحماس اليه شيئا فشيئا ورد وقال: ياستي ربنا يكرمك بس انا حآجي ايه جنب كل الناس اللي حتقدم دي؟ مش معقول ح ياخدوني انا
قلت: أهي هيّ دي محبطات الأعمال اللي الرسول عليه الصلاة والسلام استعاذ منها.. ياسيدي اعمل اللي عليك واجتهد والتوفيق على الله.. وبعدين نسيت سلاح ساحر اسمه الدعاء؟ يخليك تهزم اي حد قدامك وتنتصر عليه كمان
استعاد ثقته بنفسه وتلون صوته بالأمل ولمعت عيناه وهو يقول: يعني انتي شايفة كده ؟
فرددت بسعادة: طبعا انا مؤمنة بموهبتك جدا.. يالاّ توكل على الله وابدأ وابذل كل جهدك ولن يضيعك الله أبدا.. وبكرة تقول سارة كان عندها حق
احتضنني بسعادة وهو يقول: ربنا يخليكي ليّا وتفضلي على طول جنبي كده
ثم أبعدني عنه عندما تذكر أمرا يؤرقه: طيب والفلوس حنجيبها منين وانتي عارفة والدي خلص كل مدخراته على جوازنا؟
فرددت بثقة في الله: ما تخافش ربنا ح يحلها من عنده
*********
في الصباح بعد ما ذهب عمر على عمله ذهبت في مشوار سري الى الجواهرجي وبعت كل شبكتي وذهبي قبل أن أتزوج ولم أترك الا دبلة زواجي لأن عليها اسم عمر.. يارب المبلغ ده يكفي المشروع
أكيد عمر حيرفض في البداية بس ح احاول أقنعه بس يارب ما يعملهاش مشكلة
وفي طريق عودتي أخذت جزء بسيط من المبلغ واشتريت به لحم ودجاج وخضار وفاكهة يعوضنا عن حياة القحط التي نعيشها منذ تركت عملي.. سأعد لعمر وليمة اليوم
وعندما دخل عمر البيت وشم رائحة اللحم الشهي ظن انه أخطأ العنوان لأنه ترك البيت وليس به الا معلبات.. ثم عندما تأكد من العنوان صرخ مثل طرزان وقال: في بيتنا لحمة يارجالة.. جبتي منين الممنوعات دي يا مدام ؟
بلعت ريقي وانا اتمتم بالمعوذتين في سري وأخذته لغرفة النوم ليغير ملابسه أولا وهمست له: مش ح أقول لك الا لما تقول لي مبروك الأول
رد بابتسامة كبيرة: مبروك يا ستي انتي حامل تاني ولا ايه ؟
قلت: يا غلاستك.. لا ياسيدي.. ح أدخل مشروع كبير اوي مكسبه مضمون جدا
قال بغضب: عاوزة تشتغلي تاني ياسارة ؟
رددت بدلال: لا ياسيدي.. انت اللي حتشتغل عندي
فعقد جبينه وتململ: سارة انا تعبان ومش رايق للحواديت دي.. قولي فيه ايه؟
بلعت ريقي هذه المرة بصعوبة وقلت: طيب أنا ح أقولك.. بس اهدا كده وفكر الأول قبل ما ترد.. بص ياحبيبي انا بعت كل دهبي علشان أوفرلك الفلوس اللي انت محتاجها للمشروع بتاعك
صرخ بعنف وقد تطايرت كلمات الغضب منه: اييييييييييه؟ عملتي ايه ؟ ازاي تعملي كده قبل ما تستأذنيني ؟ انتي بتهرجي ؟
وضعت يدي على فمه واستحلفته ان يتركني أشرح له: هو انا عمري عملت حاجة من غير ما أستأذنك يا عمر؟ بس دي ما كنتش حتوافق أبدا عليها.. كان لازم واحد فينا يتحرك قبل ما الفرصة تضيع مننا.. وانا ياسيدي مش لازمني الذهب ده في حاجة دلوقتي.. وبكرة لما ربنا يفرجها عليك تجيب لي الماظ بداله يا سيدي
رد بعصبية: برضه كان لازم تستأذنيني الأول
قلت: حقك عليّا.. أنا آسفة.. بس انا كمان عاوزة حياتنا تتغير وعاوزاك تكبر.. وياسيدي لو كنا جينا من برة مرة لقينا الشقة اتسرقت وفيها كل ذهبي كنا ح نعمل ايه يعني؟ مش ح نستعوض الله ؟ اعتبره اتسرق ولا ضاع وخلاص
رد بعناد: بس انا كرامتي ما تسمحش اني آخد فلوس من واحدة ست
فحككت رأسي علامة التفكير: ياااااااربي انا شفت الفيلم ده فين قبل كده؟؟ في أي سينما؟.. ست مين ياحبيبي ؟ ده أنا مراتك والخير اللي ح يجيلك ح يجيلي أنا كمان.. وبعدين ماهي السيدة خديجة كانت بتساند الرسول عليه الصلاة والسلام بمالها.. انت يعني أحسن منه ؟
فهدأ ولان لمنطقي وقال باستسلام: لا طبعا.. بس دي تضحية كبيرة منك ياسارة وأخاف أخذلك
ابتسمت وقلت: ولا تضحية ولا حاجة هو احنا لما نبني حياتنا نبقى بنضحي؟ وبعدين أنا مؤمنة بموهبتك جدا جدا جدا وعندي يقين ان ربنا ح يكرمك بس انت يالاّ أبدأ وبلاش كسل
أشرق وجهه بالأمل والحب معا وهو يضمني اليه ويقول: جميلك ده طوق في رقبتي.. ربنا يقدرني ويوفقني علشان خاطرك انتي يا حبيبتي
__________________
  #24  
قديم 03-26-2008, 02:59 PM
 
رد: يوميات اتنين متجوّزين

الحلقة السادسة عشرة
(قبل الأخيرة)

قالت سارة
:
أخيرا استلمت عملي الجديد.. بعد طول الحاح من عمر على مديره وبعد ان وافق المدير مقابل تخفيض جزء من الراتب لأني لن أحضروسأعمل من البيت ..... لكن مش مهم ....عندما أحسب تكاليف المواصلات والشاي والقهوة الخ الخ التي كنت أصرفها في عملي القديم أجد اني انا الكسبانة.. ولكن العمل ليس سهلا كما كنت أتخيل فهو يتطلب يقظة دائمة ولباقة كبيرة في طريقة الكتابة والتعامل مع العملاء
وكنت أظن اني سأستيقظ كما يحلو لي وأعمل وقت ما أريد.. ولكني ايميلي الذي صنعته خصيصا للعمل مفتوح دائما على ايميل مدير المشروع ليرسل لي الأوامر كل لحظة.. وكان في البداية يكتب لي في كلمات مختصرة ماذا أفعل.. أرسلي فاكس العمرانية ولا تنسي كذا وذكريهم بكذا وموعد كذا.. وبعد مرور شهر واحد فقط أصبح يخاطبني بالكلمات فقط.. فاكس العمرانية.. ثم ينهي المحادثة
خايفة بعد مرور شهر كمان يرسل لي رموز.. ظ: يعني عملاء السلام..و ق: يعني عملاء المريخ
لكني سعيدة جدا بهذا العمل وقادرة على القيام بأعمال منزلي في نفس الوقت فأكون باسلق اللحمة وأنا بابعت الفاكسات وبأقشر البطاطس وأنا بأرسل بالعروض للعملاء.. وكمان خفف قليلا من ضغط المصروفات علينا.. وخصوصا أن عمر حالته النفسية والمزاجية صعبة جدا بسبب المشروع الذي يصممه
*********
قال عمر
:
أنا اللي جبت ده كله لنفسي -
تدور هذه العبارة دائما في بالي وأنا أعمل في التصميم الخاص بالمسابقة.. لماذا أدخلت نفسي في هذه المشكلة؟ ماذا لو لم ينجح التصميم؟ أكون ضيعت ذهب سارة وتحويشة العمر بلا جدوى؟
هذه الفكرة عندما أصل لها أكاد أصاب بالجنون وتجعلني في غاية العصبية.. والمسكينة سارة تقابل كل نوبات غضبي وعصبيتي الرهيبة بالهدوء والاحتمال ولا تكاد تمل من التشجيع ولا يتوقف أملها أبدا
آه لو أري الدنيا بنظرتها الطفولية المتفائلة سأفعل المستحيل.. ولكن علمي بظروف التعاملات التجارية تجعلني أشك في انهم سيختاروني أنا وسيأخذون أحد الأسماء اللامعة مسبقا
عندما أصل لهذه النقطة أكاد أبكي مثل الأطفال وأترك كل العمل وأنزوي وحدي.. ولكن ملاكي الحارس تأتيني لتمسح عني كل الاكتئاب واليأس وتبث في روح جديدة خلاقة تجعلني أعمل من جديد
علمت الآن لماذا كان الرسول صلي الله علىه وسلم يستعيذ من عجز الرجال.. وكنت أتعجب من علاقتها ببقية الدعاء.. ان هذا العجز أصعب من كل شيء
يارب لا تخذلني ولا تكلني الى نفسي طرفة عين.. أنت وكيلي يارب وأعلم انك لن تضيعني
*********
قالت سارة
:
أنا اللي جبت ده كله لنفسي -
أتذكر هذه العبارة كلما هم عمر بالقاء كوب شاي في وجهي اذا دخلت عليه وهو يعمل.. أو وصوته يهدر كالرعد عندما يجد الملح ناقص في الطعام بعض الشيء
فأغلي من داخلي ولكني لا استطيع أن أظهر غضبي منه بل بالعكس أهدئه وأضحك معه بأن المرة القادمة ينبهني قبل أن تنفجر القنابل في صوته كي أغلق الشبابيك أولا.. فيهدأ ويعتذر عن توتره الرهيب ولكني أخشي عليه من كل هذا.. وأعلم ان الرجال لا يستطيعون التركيز في أكثر من شيء عكس النساء.. ولكني أحيانا أستسلم لليأس أنا الأخرى ولكني لا أشعره به أبدا بل أشعره انه أفضل مهندس في العالم وتصميمه ح يكسر الدنيا
والمشكلة اني أحمل كل هذا الجبل من المسئولية وحدي فلم نخبر أي من الأسرتين بهذا الموضوع كي لا يضغطون على أعصاب عمر ويتهمونه بتبديد مدخراتي.. وحتى أمي لاحظت اني لا أرتدي سوي دبلة زواجي فسألتني عدة مرات عن ذهبي فكنت أرد بمزاح: هو لسه فيه حد ياماما بيلبس دهب؟ ده بقي مش ستايل خالص
وكانت تبتلع اجاباتي مضطرة وتنظر لي نظرة ذات مغزي وكأنها تعلم كل شيء
يارب كن معنا نحن ضعاف وانت قوتنا
نحن خائفون وانت ملاذنا
نحن صغار وانت وكيلنا
-
-
سارة.. سارة.. سارة الحقي يا سارة تعالى بسرعة
قمت من مكاني منتفضة على صوت عمر المدوي والذي يرقص من الفرح وأنا أتساءل: خير خير.. فيه ايه يا حبيبي؟
رد عليّ قائلاً: كلمت سكرتير الشركة الجديدة لأطمئن على الأحوال فبشرني انهم نظرا لضخامة المشروع سيأخذون أفضل ثلاثة تصاميم وليس تصميم واحد
فرقصت من الفرحة وانا أصرخ: بجد ؟!! الحمد لله.. الحمد لله كده فرصتك بقت كبيرة أوي ياعمر..يالا شد حيلك وبلاش كسل
فقال بصوت ينفجر حماسة: أيوة فعلا مفيش وقت خلاص.. والله ياسارة مش عارف من غيرك كنت ح أكمل ازاي.. لو كنت لوحدي كان زماني يئست وسبت الموضوع كله.. ربنا يخليكي لي..انتي استحملتيني كتير اوي
فرددت بفخر: بس خليك فاكرها !! ياحبيبي انت مستهين بناس ربنا وكيلهم؟ ازاي يعني؟ وبعدين انت بجد عبقري وبكرة تقول سارة قالت
فهمس لي بنظرة ذات معني: بجد ؟ يعني انتي شايفة كده؟
ففهمت ماذا يقصد وقلت له بلهجة آمرة: يالا يا سيدي مفيش وقت للدلع عاوزاك تشتغل زي النار.. يالا انت لسه قاعد؟ ايه الرجالة اللي ما بتسمعش الكلام دي؟ ولا عاوزني أزعق لك قدام ابنك ؟
فوضع يدي على بطني المنتفخة وكأنه يشرك ابننا في الحديث معه: والله انتوا الاتنين وش الخير على وانا حأعمل المستحيل علشان أسعدكم
وتركني وانصرف لعمله وتلمست بطني كأني ألمس صغيري وأعتذر له أني أنشغلت عنه.. وأخذت أناجيه وأحكي له عن كل ما يشغلني و كل ماأشعر به تجاهه كما أفعل دائما وكيف لا وهو يشاركني نبضي ؟
ترى يا صغيري ماذا سيكتب لنا الله ؟
هل سنحقق نجاحا كأسرة ونحقق احلامنا ؟
أم..؟
*********
دخلتُ في شهري التاسع أصعب شهور الحمل على الاطلاق وأخبرنا الطبيب أني حامل في ذكر.. انتفخ جسدي وتورمت قدماي وأصبحت أسير بصعوبة من ثقل الجنين.. سبحان الله هل لابد من كل هذا العذاب كي تشعر الأم بغلو أبنها ؟
أعتقد هذا هو السبب أتخيل لولم يكن هناك حمل وتعب رهيب وتذهت الأم الى المستشفي وبعملية بسيطة مثل اللوز مثلا تستيقظ لتجد ابنها بجوارها أكيد لن يعجبها وستصرخ في الطبيب: ايه ده ؟ ماله أسمر كده؟ لا شوف لي واحد مقلّم
لكن عندما ينمو بجوار قلبها يوما بعد يوم ويشاركها الأنفاس والطعام والنبض والنوم وكل شيء.. أكيد لو خيروها بينه وبين عيونها لاختارته
ويارب صبرني على هذا الجهد فلا أكاد آكل أي شيء الا وشعرت بنار داخل جوفي تحتاج المطافي من ضغط البيبي على المعدة.. ولا أستطيع النوم على ظهري الا وشعرت بأنفاسي تكاد تختنق من ضغطه على الرئتين.. ولا أستطيع المشي الا وأشعر ان قدماي المنتفختان تئن من ضغط الباشا عليهما
طيب أروح فين يارب من هذا الاحتلال لكل جسدي؟ ولكنه أجمل احتلال
*********
قال عمر
:
أووووووووووف أخيرا سلّمت المشروع والنتيجة بعد أيام
أشعر مثل طلاب الثانوية العامة الذين ينتظرون نتيجة الفيزياء.. يارب يعدي الأيام دي على خير
أنا متفائل أن لجنة التحكيم من الأجانب الذين لا مصالح ولا مجاملات لهم في هذا البلد.. فقط الجودة والاتقان هما اللذان سيحددان النتيجة
ياااااه لو اختاروا مشروعي أنا سأفعل المعجزات.. سأتصدق بمال كثير و أعمل صدقة جارية لينا لكنا.. وسأعوض سارة كل ذهبها الذي باعته وأكثر كمان وسأشتري لها هدية رائعة على صبرها معي.. وبعد الولادة سآخذها هي والبيبي في رحلة في جنوب سيناء لأعوضها الضغط الذي عاشته معي ونعيش شهر عسل جديد.. وسأشتري هدايا لأبي وأمي
طيب وشركتي القديمة هل سأستقيل منها أم آخذ أجازة فقط حتى تستقر الأمور؟ يااااه معقول كل حياتي تتغير بهذا الشكل؟
يارب كن معي ولا تخذلني أمام أهلي وأمام نفسي يارب يارب
*********

قالت سارة
:
هل مفروض الأم تكون وجدت كنز سليمان قبل أن تشتري لوازم المولود؟.. ما هذا الغلاء الفاحش؟.. معقول ببرونة من ماركة معينة تتجاوز ثمنها 50 جنيه ؟ وأقل بطانية ب 70 جنيه ؟
وأنا كنت فاكرة الجمعية اللي عملتها من مرتبي.. وطبعا قبضتها الأول.. ستكفي وتفيض
لا وأنا كنت متخيلة أن الأشياء التي أشتريتها طوال الحمل للبيبي هي الأساس وباقي أشياء لا تذكر
ولكن أتضح اني كنت أشتري تبع اعلانات التليفزيون.. شاور علشان حمام البيبي.. لوشن مرطب لبشرته الرقيقة.. أيس كاب لشعره
والحمد لله أني اشتريت كام فانلة وسالوبيتين علشان الواحد يقول الحق
كنت أظن اني أشتريت أغلب الأشياء حتى كلمتني أمي في التليفون وسألتني عما اشتريته للمولود فرديت بمنتهي الثقة: خلاص ياماما.. كله تمام فاضل حاجات بسيطة أوي
ردت ماما وقالت: ربنا يقومك بالسلامة يا حبيبتي.. طيب اشتريتي 12 فانلة نص كم 2 بكم ؟
فرددت باستغراب: ليه يا ماما ؟ أنا جبت 3 كت بس
فردت بجزع: تلاتة؟.. ده طول النهار حيغير هدومه.. وكمان كت؟.. يا مفترية في البرد ده ؟ طيب جبتي الشايات ؟
فصرخت: مين يا فندم ؟ يعني ايه الكلمة دي ؟ بتوع ايه؟.. أنا لو أعرف أقول على طول يابيه ؟
فردت بتأفف: دول بيتلبسوا تحت الهدوم علشان يدفوا صدره يا ستي.. طيب جبتي البافتات؟ وقبل ما تسألي دول علشان لو رجع بعد الرضاعة ولا حاجة ؟
وأحسست بدوار شديد وخوف من التوبيخ الذي سأسمعه حالا فألقيت باجابتي وبعدت السماعة عن أذني كي لا أسمع: لا أن شاء الله مش ح يرجع ياماما.. وبعدين ممكن أستعمل كلينكس ولا حاجة
صرخت ماما في وجهي قائلة: ............ .!!!؟
(محذوف للرقابة)
فخفت على أمي من الذبحة المتوقعة التي ستصيبها من ردودي.. فقلت لها: ياماما هو أنا عندي عشر عيال ح أعرف الكلام الغريب ده منين؟.. قولي لي أشتري ايه وأنا أكتبه وأجيبه يالا قولي
فأخذت أمي ترص قائمة طويلة عريضة بها ألف طلب وطلب وكأني سألد حضانة وليس طفلا واحدا.. وأنا أكاد أبكي من كل هذه الكوارث
ياترى لو بعت أوضة السفرة سيكفي ثمنها ؟

والغريب أنها لم تذكر اللوشن المرطب ولا الآيس كاب اللذين اشتريتهم بالفعل
حاولت أن أنهي المكالمة بانتصار على أمي أنها نسيت شيئا هاما جدا وقلت بمنتهي الثقة والفخر: نسيتي ياماما أهم حاجة أنا بقي ما نسيتهمش واشتريتهم فعلا.. اللوشن والآيس كاب
فبدأت أعراض الذبحة تظهر عليها وقالت لي بصوت واهن: اقفلي يا سارة السكة قبل ما أقفل في وشك أنا
*********
استيقظتُ من نوم متقطع بعد العصر بقليل وخرجت لأكمل ختمة القرآن التي بدأتها كي لا تفاجئني الولادة قبل أن أنهيها.. لأجد منظر غريب طار له قلبي
وجدت عمر نائما على كنبة الصالة بكامل ملابسه حتى بالحذاء؟ ويخفي وجهه بين يديه باحكام.. والظلام يحيط به من كل جانب فأضأت الأنوار وتلمست جبينه لأجده غارقا في عرقه وليس نائما كما ظننت ولكنه شارد النظرات لا يريد أن ينظر الى.. فجذبت وجهه الى وصرخت في جزع: عمر انت تعبان ؟ مالك فيه ايه ؟ أنت كويس؟
عمر: .........!!!؟
أنا: ياعمر رد على أرجوك فيه ايه أنا أول مرة أشوفك كده فيه أيه ؟
فرد بصوت واهن لا يكاد يسمع: نتيجة المشروع ظهرت
ففهمت كل شيء بدون أن يكمل وفهمت أنهم لم يختاروا مشروعه فسقط قلبي في قدمي ومادت بي الدنيا
__________________
  #25  
قديم 03-26-2008, 03:32 PM
 
رد: يوميات اتنين متجوّزين

الحلقة السابعة عشرة والأخيرة

قالت سارة
:
لن أنسى تلك اللحظة التي أخبرني فيها عمر بعدم اختيار الشركة لتصميمه.. وقتها تماسكت ولم أنفجر في البكاء كما كنت أتمنى.. واجتهدت أن أخرج صوتي طبيعي وأنا أكمل اجابته: وما اختاروش مشروعك مش كده؟ طيب وفيها ايه؟ ماهو الاحتمال ده كنا متوقعينه برضه؟ ايه المشكلة؟
فرد على عمر وكأنه كهل عجوز يحمل الدنيا فوق كتفيه: ايه المشكلة؟ ايه البساطة دي؟ المشكلة أننا خسرنا كل حاجة.. انتي خسرتي كل ذهبك وانا خسرت ثقتي في نفسي وشكلي أمام الكل وخسرتك معايا كل حاجة
فرددت بمرح: الكل مين ياحبيبي؟ أنا بس اللي عارفة الموضوع ده.. وبعدين تفتكر شكلك ح يتهز قدامي من محاولة خسرتها؟.. ده انت الدنيا ومافيها يا حبيبي وفداك دهب العلم كله
فلم يستطع النظر الى عيني وأشاح وجهه عني كي لا أرى دموع عينيه: أرجوكي يا سارة انتي بتزودي احساسي بالذنب بكلامك ده.. أنا خذلتك وضيعت كل حاجة.. وربنا يقدرني وأعوضك.. أنا آسف آسف آسف
فأخذت أقرأ آيات القرآن على جبينه كي يهدأ.. وأنا أطلب من الله القوة والعون كي لا أنهار مثله
من يقول على المرأة أنها أضعف من الرجل؟.. انها مطلوب منها أن تكون زوجته وحبيبته وأخته وصديقته وأمه أيضا.. فهداني الله لفكرة ممكن أن تهدئه قليلا فقلت له: ياريت كل الخسارة تكون في الفلوس تخيل لو أنك حصل لك حاجة حنعمل ايه أنا وابنك في الدنيا؟ ربنا يخليك لنا ألف سنة.. أنت لسه بكامل صحتك وفي عز شبابك وتستطيع فعل المعجزات تخيل لو فقدت هذه الصحة وكسبت المشروع ؟ أيهم سيسعدك أكثر؟
فهدأ قليلا لكلامي ولكنه رد بألم: وقال لي أنا آسف ياسارة.. ولكنك لا تعرفين إحساس الرجل عندما يشعر أنه صغير في عين من يحب.. كان نفسي أفرحك والله
فرددت بمكر وبحزن مفتعل: طيب يا عمر أنا ما كنتش عاوزة أقول لك بس خلاص بقى.. الحقيقة الدكتور قال لي أن البيبي ممكن تكون فيه تشوهات
نسي كل شيء وصرخ بلهفة: ايه بتقولي ايه؟؟ لا اله الا الله
فضحكت لنجاح خطتي وقلت له: ضحكت عليك.. الولد كويس وزي العفريت ومطلع عيني ياسيدي.. شفت بقي ان المشروع ممكن يتعوض وفيه حاجات تانية لا يمكن تتعوض؟
فرد بايمان: الحمد لله.. فعلا الشيطان ينسينا النعم الكثيرة التي ننعم بها ويذكرنا فقط بما فقدنا.. ربنا يخليكي لي انتي ويحيى
تساءلتُ باستغراب: مين يحيى ده يا باشا؟
قال: ايه رأيك في الاسم ده؟ ده الاسم الوحيد من كل اسماء الكون اللي ربنا عز وجل اختاره بنفسه لنبيه زكريا.. لم نجعل له من قبل سميا.. وبقية الأسماء من اختيار البشر.. وبعدين قصة سيدنا يحيى تكشف شخصية نورانية تعشقيها من كثرة صفائها.. لدرجة أن كل المخلوفات كانت تسبح معه عندما يسبح الله.. وكمان مات شهيدا.. ايه رأيك يا حبيبتي؟
قلت بابتسامة: خلاص موافقة يا أبو يحيي
*********
استيقظتُ من نومي وأنا أعاني من الام متفرقة في كل جسدي.. تقريبا لم أنم طوال الليل.. ظللت أتقلب ولم أستطع النوم الا لدقائق معدودة كما هو حالى من عدة أيام وأبكي في كل حركة من ثقل جسدي حتى اني كل يوم اتمني ان ألد في نفس اليوم لأتخلص من هذا العذاب
سبحان الله وكأن التعب يزداد في الأيام الأخيرة كي تتغلب الأم على خوفها من الولادة وتتمناها أن تحدث.. آه أكاد أموت من الرعب عندما أتخيل هذه الساعات وأقرأ دوما سورة الزلزلة وبعض آيات سور الرعد وفاطر التي تساعد على تيسير الولادة كما قالوا لي
ولا ترحمني أي واحدة من قريباتي عندما أخبرها بخوفي من الولادة بل تقص على قصص مرعبة عن أنها كادت تموت والأخرى التي تمزقت من الألم لساعات طويلة.. والثالثة التي كادت تقتل الطبيب والممرضات
ايه يا جماعة الرعب ده؟ طيب أعمل ايه يعني أفضل حامل على طول ولا أعمل ايه؟
ايه ده عمر بيصرخ كده ليه؟
سارة سارة سارة.. تعالي بسرعة
هرولت اليه ولكن بسرعة السلحفاة طبعا وانا اهتف: مالك يا عمر خير؟
عمر: أنا مش مصدق نفسي يا سارة بجد مش مصدق
أنا: ايه يا عمر فيه أيه.. أنا ولدت وأنا مش واخدة بالي؟
فأجاب وقلبه يكاد يتوقف من الفرحة: لا.. فاكرة الشركة اللي صممت لها المشروع؟ ولم يختاروه؟
فرددت بتململ وأنا أخشى من فتح هذا الموضوع: مالها؟ عاوزين ايه تاني؟
عمر: اتصلوا بي وقالوا ان فيه مقابلة النهاردة الساعة 6 مساء لأصحاب التصميمات المتميزة اللي ما فازتش لاختيار مهندسين للتعيين في الشركة بمرتب كبير
نسيت تعبي وارهاقي وهتفت: بجد؟ الحمد لله.. ودي فيها مميزات أحسن من شركتك ؟
عمر: انتي بتهرّجي؟.. مفيش مقارنة طبعا.. دي ضعف الراتب وأكثر.. وكمان بالدولار.. والأهم من كده ان نظام الترقية فيها زي كل الشركات متعددة الجنسيات بالمجهود مش بالأقدمية زي عندنا.. يعني ممكن في خلال شهور أكون مدير تنفيذي مثلا.. بجد مش مصدق نفسي.. ادعي لي يا وش الخير
أنا: ربنا يكرمك ويوفقك.. ان الله لايضيع أجر من أحسن عملاً.. ان شاء الله حيختاروك.. ده رزق يحيى مش وشي أنا.. يالاّ قوم صلي ركعتين قضاء حاجة لله قبل ما تروح واتكل على الله.. ربنا وكيلك ومش ح يضيعك أبدا
وانصرف ليصلي ويستعد للخروج وأنا أدعو الله له.. وفجأة شعرت بضربة ألم حادة تشمل جسدي كله وتتركز في منطقة الرحم وكاد توازني أن يختل من شدة الألم المفاجيء واستمر دقائق مرت على كساعات ثم اختفى تدريجيا وأنا لا أكاد أستطيع التنفس من شدة الألم حتى بعد ذهابه
وحاولت تناسيه بأن ذهبت لأصلي خلف عمر جماعة كي ندعو الله سويا أن يكرمنا ويكتب لنا الخير.. وأطال عمر الدعاء بعد الركوع وأنا أؤمن على دعاؤه بكل ذرة في كياني.. ثم سجدنا.. وجاء الألم العاصف مرة أخرى وأنا ساجدة
ياالله جسدي يتمزق ولا أقوى حتى على رفع رأسي.. وكتمت صرخة ألم كادت تفلت مني ودعوت الله وأنا أبكي وأشعر أني ضئيلة ولا أقوى على شيء أمام جند صغير من جنود الجبار ألا وهو الألم
ولا أعرف كيف نطقت التشهد الأخير ولكن الألم بدأ في الاختفاء عند نهاية الصلاة.. واستدار عمر اليّ وفزع من شحوب وجهي الرهيب والعرق المتناثر على وجهي وسألني بجزع: مالك يا حبيبتي؟ انتي تعبانة؟ بتولدي ولا ايه؟
لم أشأ أن أخبره كي لا يضيع فرصة عمره ويبقي بجواري: لا يا عمر ده السجود بس بيتعبني اوي.. بعد كده ح أصلي وأنا قاعدة.. يالا قوم استعد واتكل على الله
قال عمر بإصرار: أرجوكي ياسارة لو تعبانة قولي وأنا أسيب مواعيد الدنيا علشانك
حاولت الابتسام وانا أرد عليه: يالاّ بلاش دلع.. لسه اسبوع كامل على ميعاد الولادة انا كويسة خالص وحادخل أنام كمان
فصدقني وانصرف وأنا أدعو له.. وما كاد يغلق الباب وراءه حتى عاد الوحش ثانية و انهمرت دموعي وكدت أتخلي عن شجاعتي المؤقتة وأناديه كي لا يتركني وحيدة وهذا الألم يفتت كل ذرة في جسدي وكتمت أنفاسي في وسادة وصرخت بكل قوتي من شدة الألم
انتظرت حتى اختفى وكلمت أمي وأنا أبكي وقبل أن أشرح لها أي شيء فهمت أني ألد وأخبرتني أنها ستأتي على الفور مع أبي وطلبت مني أن أبدل ملابسي وأحضر حقيبة المولود وأستعد للذهاب الى المستشفي أول ما يوصلوا
وجريت قبل أن يأتي الاعصار مرة أخرى وبدلت ملابسي وكنت جهزت حقيبة يحيى من قبل ولم أنس الآيس كاب واللوشن
آه لا أستطيع حتى الابتسام..أين أنت يا عمر كي أحتمي بك من الزلزال الذي يأتيني بلا رحمة؟
*********

قال عمر
:
اين انتي يا سارة؟.. ياليتك كنتي معي
دقائق الانتظار قاتلة والجميع يبدو على وجوههم علامات القلق الشديد ولكن العدد ليس كبير..يارب يارب يارب
*********
قالت سارة
:
وأخيييييرا وصل ماما وبابا وأنا تكاد روحي تخرج من حلقي من شدة الألم الذي يزداد عنفا كل مرة وتتقارب نوباته حتى تكاد تلتحم.. وما ان رآني أبي في هذه الحالة حتى أجهش في البكاء وضمني اليه وكأنه يهدهد طفلته الصغيرة التي ستصبح أماً.. أما ماما فكانت متماسكة جدا وكأنها تحولت فجأة الى طبيبة نساء وهي تسألني عن مدة الألم وتباعد نوباته وعندما أخبرتها.. قالت لي بهدوء: لسه بدري أقعدوا وأنا أعمل لكم شاي.. أصل البكريّة بتطول شوية
فكدت أصرخ ولكن بابا سبقني وصرخ فيها هو: يالاّ على المستشفى بسرعة يمكن يدوها مسكن ولا يريحوها بأي شكل
فردت أمي بسخرية: مسكن ؟.. ليه؟ حتعمل اللوز؟.. أصل الولادة دي
.....
ولم يمهلها أبي عندما رأي نوبة الألم تجيئني بلا رحمة حتى لم أستطع الوقوف على قدمي فحملني كالطفلة الصغيرة وهرع خارج المنزل وأمي لا تكاد تلاحقه
*********
قال عمر
:
يارب ما هذا الاحساس؟ الله يكون في عونك يا سارة.. أنا أشعر وكأن مستقبلي كله سيولد من هذا المكان كما ستلد هي ابننا..آه ما أصعبه من شعور
يالله يا مغيث
*********
قالت سارة
:
يا الله يا مغيث.. يارب أغثني من هذا العذاب
علمت الآن لم تمنت السيدة مريم الموت قبلا عندما جاءتها آلام الولادة وهي خير نساء العالمين.. ماذا سأفعل أنا؟ الا يوجد سبيل أن يخفت الألم قليلا ؟ قلبي يكاد يتوقف
*********
قال عمر
:
قلبي يكاد يتوقف من القلق عند كل سؤال يسأله لي المدير الأجنبي وأتمتم بآيات القرآن وكل الأدعية التي أعرفها
يارب يارب
*********
قالت سارة
:
يارب يارب.. أنا خلاص مش عاوزة أولد رجعت في كلامي.. لأ حرام حأموت بجد مش قادرة.. طيب ح أولد أمتى؟ ولا مجيب
الدكتورة فحصتني وقالت باقي حوالى ساعتين
ايه؟ ساعتين كاملتين في هذا العذاب؟
الدقيقة تسوي دهر كامل
يارب مش قادرة خلاص
*********
قال عمر
:
يااااه مش قادر خلاص على هذا الانتظار المدمر للأعصاب.. المدير يتفحص السيرة الذاتية الخاصة بي بدقة بعد عشرات الأسئلة الدقيقة.. ثم ابتسم أخيرا وأخبرني أن أكون مستعدا للعمل معهم الأسبوع المقبل ....يالله
يكاد نبضي يتوقف من شدة الفرح.. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.. وطلبت سارة لأبشرها وأشركها سعادتي
ردت على والدتها وأخبرتني بأن سارة بتولد في المستشفى
يعني كانت تعبانة فعلا قبل ماأنزل وما رضيتش تقولّي علشان ما أضيعش مقابلة العمل.. وتحملت كل هذا العذاب وحدها من أجلي؟
يارب كيف أكافيء هذا الملاك ؟
أخيرا وصلت المستشفى بعد ما كسرت عشر اشارات واتخانقت مع كل الدنيا علشان يفتحوا لي الطريق وأكاد أصرخ في وسط الشارع: مراتي بتولد يااااااااااااعالم
ووصلت لها لأجدها تحولت الى كتلة ألم.. والعرق الغزير يغطي جبينها والمحاليل تخترق كل جسدها وأبوها يبكي ويتلو القرآن وأمها تروح وتذهب مع الطبيبة وتأتي لها بأغراضها.. فلم أتمالك نفسي عندما رأيتها وقبلت يديها أمام الجميع وبكينا سويا.. وهمست في أذنها بأني عينت في الشركة الجديدة فحمدت الله في وهن
وجاءت الطبيبة تخبرنا أنها ستنقلها الى غرفة العمليات فطلبت أن أكون معها
ودخلنا وهي تصرخ من الألم العاصف وأنا أشد على يديها وأهمس في أذنها بكلمات الصبر والتشجيع وأذكرها بكل لحظاتنا الجميلة التي تشاركناها.. وهي لا تكاد تعي ما أقول ولكنها تقبض على يدي بكل قوة وكأنها تخشي أن أتركها ثانية.. وتمر الدقائق طويلة وأنا وهي نكاد نصبح كيانا واحدا صهره الألم بين يدي الرحمن نسأله أن يرزقنا قطعة منا
*********
ويمر الوقت ثقيلا حتى جاءت البشرى
صوت بكاء ابننا يشق الكون وكأنه يعلن للعالم وجوده
أخذته الطبيبة ولفّته بعناية ووضعته في أحضان سارة وأحضاني وأخذنا ننظر اليه بحنان بالغ وقد زال كل ألم سارة عندما رأته
اخذنا نتلمسه غير مصدقين أن رحمة الله وعطاءه تتجسد في هذا الكائن مغمض العينين جميل الوجة كأنه أحد الملائكة
وحملته بحرص وتلوت كلمات الآذان والقرآن في أذنيه حتى استكان بين يدي وكأنه يعي نداء خالقه
وأخذته سارة وسالت دموعها وهي تتلمس قطعة منها نما بجوار قلبها وقالت بصوت واهن ولكن سعيد: حلو أوي مش كده ياعمر؟
فرد الأب بداخلي لأول مرة: تبارك الله أحسن الخالقين
أجمل كائن في الدنيا رأته عيني
ربنا يخليكوا لي انتي وهو يا أم يحيى يا أغلى انسانة ليّا في الوجود
__________________
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من يوميات دجاجة .. سوري قصدي طالب !! FR!END نكت و ضحك و خنبقة 59 04-04-2010 11:11 PM
الجزء الثانى من يوميات اتنين مخطوبين عبير القدس قصص قصيرة 20 08-17-2008 07:01 PM
يوميات اتنين مخطوبين كاملة الجزء الأول عبير القدس قصص قصيرة 20 08-17-2008 06:59 PM


الساعة الآن 02:19 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011