انحنى كارلوس للأمام بفرح واضعا يديه على المكتب
_ سأكون ممتنا لك ان أقنعتها بالعمل.
_ حسنا إذا...سأكلمها مساءً.
ثم طرق الباب ودخل الرجل وفي يده صينية فيها القهوة فمررها على الجالسان
_ سيدي إن السيد فرانك هنا و يريد مقابلتك أنت والسيد ألفـن
أخذ كارلوس الفنجان
_ لابد أنه واقع في مشكلة، أدخله
خرج الرجل ودخل المدعو فرانك بابتسامة خبيثة قد ظهرت على وجهه الذي يحمل علامات خدوش عديدة، يرتدي بذلة رسمية رمادية و شعره الأسود يصل إلى رقبته ممشط للخلف وعلى عنقه يوجد وشم لتنين فارد جناحيه
_ أنتما هنا معا مجددا يا الغرابة مع أنكما من عالمين مختلفين إلا أنكما متفاهمان بطريقة أحسدكما عليها.
ثم جلس ليقابل ألـفن الذي ابتسم بسخرية
_ وأنت لا تكف عن عادتك أبدا لم تستمر في أفعالك الشنيعة؟
_ما بك هكذا؟ دوما كلماتك كالصخر.
ثم لف رأسه لتتلاقى نظراته مع نظرات كارلوس الذي يشتعل غضبا لكنه تكلم بهدوء
_ ما المصيبة الجديدة التي أتيت بها؟
ضحك على تعبير كارلوس ثم عدّل خصلة من شعره للخلف كانت قد سقطت على وجهه
_ تعبيرك على زياراتي لك يتغير في كل مرة لكن يبقى المغزى نفسه أنت تكرهني،
ثم تنهد وضرب بيده على فخذه
_ هناك من يطالب بك ألـفن، أو لأصحح جملتي يطالب براسك.
ظهرت الصدمة على وجه كارلوس اما ألـفن
_ هذا شيء متوقع أنهم سيطالبون برأسي..لأنني أخذت البضاعة التي كانت لهم.

```````````````````````````~~~~```````````````````````````

بعد ساعة من العمل و التنظيف جلست على المقعد الطويل تشرب الماء، حتى دخل عليها مديرها
_ كما هو متوقع منك آنسة ميرندا الأسرع.. والامهر.. والأقوى في حمل الصناديق أشك أحيانا أنك فتاة.
وضعت القارورة بجانب قدمها
_ شكرا على المديح سيد توم ولكن أنا فتاة
فجلس المدعو توم على يمينها
_ كفي عن مناداتي سيدي إننا في نفس العمر، بسببك أشعر أحيانا انني كبير في السن
مع أنني في الثانية والعشرين.
نظرت له ميرندا بصدمة
_ واو سيدي ماهذا؟ أنت تتكلم بطريقة عادية
نظر لها هو الآخر
_ هل تقصدين بدون رسميات؟
_أجل
أرجع يديه للخلف ليستند عليهما ونظر للسقف
_ أشعر بالملل لأن خطيبتي قد سافر والدها وأخذها معه ولن تعود قبل أسبوع هي التي كانت تخرجني من مللي.

_ أنت محظوظ، لديك خطيبة جميلة، وطيبة وهي تهتم بك كثيرا.
فأعاد نظره لها بصدمة وجدها تحرك القارورة بين يديها وابتسام قد شقت طريقها على وجهها المتعب
_ أنت لا تشبهين بقية العاملات هنا
تكلمت بهدوء وهي مازالت تنظر للقارورة
_ماذا تقصد؟!
أعاد نظره للسقف وتكلم هو الآخر بهدوء
_ أقصد أنك لا تغارين منها لأنها خطيبة وريث هذا المكان.
_ انها تعجبني لأنها لا تشبه معظم الاغنياء، متواضعة ومتفهمة ولم تقبل بك لأجل مالك.
_ أجل أنت محقة )إنها تعلم جيدا ما يحدث في عالم الأغنياء وكذلك الفقراء ولكن أتساءل لم مازالت تسكن في جهة الفقراء مع انها تستطيع أن تغير طريقة عيشها وتأتي إلى هنا(.
قال هذا لأنه يعلم أنها من الجهة الشمالية ويقدر الكلام الذي قالته، نظرت ميرندا لتلك المكتبة القديمة والتي كانت نظفتها من الغبار و رتبت فيها الكتب الغير مستخدمة ثم مررت عينيها على الصناديق التي أمامها مصفوفة فوق بعضها في وسط المخزن كانت ستنقلها بعد ان ترتاح
_ ما رأيك لو تنقل معي الصناديق سيخرجك ذلك من مللـك.
نهض وصفق بيديه
_ حسنا لنجرب ولكن فلتعلمي أنه إذا لم يعجبني الامر سأتركه.
نهضت هي أيضا وسارت نحو الصناديق وتكلمت بضحك
_ لن اتركك أبدا حتى ننهي العمل معا.
_ أرى أنك تهددينني سأنسحب.
حملت الصندوق بين يديها وتقدمت لتخرج قبله
_ قُلتَ كلمتك وعلى الرجل ألا يخلف بكلمته.
ثم خرجت وهي تضحك تقدم وحمل صندوق ولحق بها
_ أنت عاملة مشاغبة، لكن سأسامحك لأنك أخرجتني من مللي.

```````````````````````````~~~~```````````````````````````

وضعألـفن الفنجان من يده على الطاولة أمامه لأنه كان قد انهاه وهم بالنهوض فوقف كارلوس بقلق ظاهر على وجهه
_ ماذا ستفعل ألـفن وكيف ستخرج هكذا ألم تسمع ما قاله فرانك قبل أن يرحل إنهم يبحثون عنك في كل مكان.
نهض ألـفن ووضع يديه في جيوب معطفه وهو ينظر لكارلوس
_ لن يستطيعوا ايجادي مهما بحثوا أنا في مكان لن يتوقعوا ذهابي إليه، فأنا في نظرهم شخص مدلل.
قبض كارلوس يديه وتكلم بترجي
_ ألـفن اعتني بنفسك أرجوك وتعالى إلي متى احتجت للمساعدة سأكون..
قاطعه ألـفن وهو يستدير ليخرج
_ قلت لك من قبل أستطيع الاعتناء بنفسي.
وخرج وهو يتذكر شيء قد حطمه وجعلهُ رماداً تنثره الرياح، شيء قد غير حياته الهنيئة والسعيدة إلى جحيم مر به وحده لا أحد معه يُعِينه على الخيانة وفقدان آخر ما تبقى له.
عاد كارلوس للجلوس بتعب من منظر ألـفن المنعزل والمحزن، ثم تنهد ليخرج ما في داخله من حرقة على ابن صديقه المتوفى، فتكلم بحسرة
_ ألان صديقي آسف لم أستطع مساعدة ابنك ولم أكن ذا فائدة له أبدا.
وطأطأ رأسه للأسفل ليضعه على المكتب بكل ضعف
خرج ألـفن من شركة كارلوس ليتجه بعدها بسيارته لمكان ما، توقف بعد مسير طويل في مكان مهجور ذا أبنية متداعية متهالكة وهي بمختلف الأحجام.
ترجل من سيارته ونظر في مختلف الاتجاهات وسار ليدخل لمبنى من بابه الكبير دخل ليجده مرآب واسع ذهب للمنتصف وجلس القرفصاء وأزاح بيده بعض التراب ليظهر له مقبض باب أرضي جذبه للأعلى ثم انزل قدميه لينزل على السلم وصل المنتصف بقي يتمسك بالسلم بيد واليد الأخرى أغلق بها الباب الصغير نزل للأسفل ودار بعينيه في الغرف الصغيرة وأكمل ليعبر الباب، دخل على مكان أخر أوسع، فيه عدة أرائك تصلح للنوم وثلاجة صغيرة، ومكتبة صغيرة تحمل العديد من الملفات والأشرطة وأيضا طاولة طويلة في المنتصف وعليها العديد من الحواسيب ليتكلم بهدوء
_ مرحبا كيف الأحوال معكم
فرد الجالسون على كراسي حول الطاولة متقابلين على الحواسيب
_ أهلا
فشق طريقه ليجلس على كرسي ليقابل الحاسوب، رد الشاب الأول أحد الجالسين الأربعة في الغرفة
_ نحن الآن بأمان، لكن البضاعة بيعت بثمن بخس وهذا مزعج
نظر له ألـفن
_ أنت تعلم أن همي ليس ماله وإنما تحطيمه، لا تكترث للمال و ان أردت فسأعوضك ألبرت.
رد المدعو ألبرت وهو في مثل سن ألـفن أي في 24، ذو منظر لا بأس به بشعر بني فاتح تظن أحيانا أنه اصفر وعينيه بنية قاتمة ودوما يرتدي بذلة رسمة ولكن بلون مختلف في كل مرة
_ اهدأ ألـفن لم اكن اقصد انت تعلم أن أبي رجل أعمال، وسبب ثروته هو اكتراثه أريد أن أخطو خطاه...آه والمشكلة أنه ان علم بما أنا مقدم على فعله لن يسامحني.
أكمل جملته وهو يحك رأسه بملل.
فتكلم الثاني هو بعمر 26 بشعره الأسود وملابسه الفخمة وهي بنطلون رمادي مع قميص أبيض وسترة سوداء خفيفة، كان قد وضع مرفقه على الطاولة وأسند رأسه على راحت يده
_ألبرت أنت تعلم أن وجودنا الآن هنا معا لأن هدفنا واحد وهو قص جناحي تشايس ريكاردو.
فنهض الرجل الثالث يبدو في 30 متجه للثلاجة يرتدي ملابس رياضية عادية
_ أما أنا مختلف عنكم إيفان أنا قبلت العمل معكم لأنني شعرت بالملل من روتين حياتي، أيامي أقضيها إما مع والدي في الشركة أوقع على الأوراق أو في المنزل اشاهد أخبار رجال الاعمال وأمي تلح علي بالزواج.
حمل خمس علب عصير من الثلاجة وعاد لـوَزعها على زملائه
فتكلم الشاب الرابع كان ينظر لحاسوبه من خلف نظاراته الطبية بعينيه الزرقاء وشعره الأشقر ولباسه متكون من بنطلون أزرق مع قميص أبيض،
_ كلكم غريبون لم تبحثون عن المشاكل وأنتم في غنن عنها! مارك لم أتيت إلى هنا هل أتيت لأنك لا تريد الزواج؟
فوضع المدعو مارك العصير له
_ ربما..أنا لا أريد الارتباط الآن..وما حاجتك انت من القدوم إلى هنا كل هذه المسافة من باريس لوراي.

نزع المدعو لوراي نظاراته وتحسس مكانها
_ أنا أتيت من باريس لسبب خاص.
ثم مرر نظره لألـفن الذي نظر له بدوره وهو يقلب علبة العصير الفارغة في يده
ثم نهض ورمى العلبة لسلة المهملات في زاوية الغرفة
_ أنتم تعلمون أن مصالحنا مختلفة ولكن يضل الهدف واحد.
فنظر له الجميع، وضع يديه في جيوب بنطلونه وأكمل
_ لقد وضعت الآن في الحاسوب المزيد من المعلومات عن العصابة ومواقع التقاءهم عادة وأيضا أسماء الأعضاء الذين يعتمد عليهم تشايس، كل منكم يعرف ما سيفعل، انا الأن لدي عمل سأغادر.
وخرج من الغرفة وتسلق السلم ليخرج ويعيد التراب على مقبض الباب و يركب السيارة وينطلق، أما ألبرت و إيفان و مارك و لوراي بقوا يعملون كما قال لهم ألـفن لأن دوره انتهى فقد احضر المعلومات، تكلم ألبرت بفضول وهو يعمل بالحاسوب أمامه ويستفيد من المعلومات التي أحضرها ألـفن
_ لكن كيف له أن يحضر معلومات سرية كهذه...؟
فأجاب مارك وهو يمسح مسدسه الفضي
_ لا أعلم كيف يأتي بالمعلومات، إنه شخص خطير وغريب لابد أن أمرا حدث معه جعله قوي هكذا ولا يعتمد على احد ولا يثق في أحد.
فتكلم إيفان وهو يُخرج عدة أسطوانات من درج المكتبة
_ لا تهتموا كثيرا بهذا ركزوا على أدواركم أثناء العملية.
نظر له لوراي بغضب وهو يعبث بأزرار الحاسوب
_ ماذا تقصد بلا تهتموا؟ إن كنت أنت لا تهتم فأنا أهتم لذا احذر من الاساءة لألـفن.
جلس إيفان أمامه يدخل أحد الأسطوانات للحاسوب ثم ابتسم ببلاهة كي يخرج من الموقف الذي جعل نفسه فيه
_ اهدأ اليها الفتى لا داعية للانفعال لم أكن أقصد.
فرد لوراي بغضب
_ من تقصد بالفتى؟
تكلم ألبرت وهو ذاهب ليستلقي على أحد الأرائك
_ ومن أصغرنا سنا هنا برأيك؟
فرد لوراي بانفعال أكثر
_ أنا لست صغير
رفع مارك نظره ومرره عليهم ثم وضع سلاحه على الطاولة
_ يكفي مضايقات شباب إنه ليس صغير رغم أنه في عمر18ولكنه شخص يعتمد عليه.
عدل لوراي نظّاراته بانتصار
_ حسنا مارك بما أنك مدحتني وجعلت مزاجي يعتدل سأقوم أنا بتسخين الغداء.
ثم نهض وأخرج الطعام من الثلاجة وبدا بتسخينه كي يتنولوا طعام الغداء.

لتعرفوا كل واحد واختصاصه
مارك: 30 سنة بارع في اطلاق النار من كل النواحي والأبعاد، كما أنه قوي البنية.
إيفان: 26 سنة بارع أو متخصص في التشابك الجسدي أي الملاكمة وما إلى ذلك..
ألبرت: 24 سنة يستطيع التحايل على خصمه في دقائق، وهو بارع في أشياء عدة ويستشيره ألـفن في خططه.
لوراي: 18 سنة ضعيف البنية ولكن ذكي.. مثابر.. عنيد و بارع في اختراق الحواسيب وما إلى ذلك... { ويحب ألـفن لسبب لم ينكشف بعد}

```````````````````````````~~~~```````````````````````````

بعد أنخرج ألـفن من مخبئ حلفاءه ذهب للمطعم الذي تعمل فيه لوسي توقف بالسيارة مقابله ونظر لساعة يده إذ هي تشير للساعة الواحدة
_ سأتناول الغداء ثم أكلمها لعلها تقبل العمل عند كارلوس.
نزل وأغلق السيارة وقطع الطريق ليدخل للمطعم، دفع الباب ودخل ليقابل ذلك العدد البسيط من الطاولات المهترئة والكراسي التي تكاد أرجلها تكسر، اختار واحدة كانت منعزلة وجلس عليها، رأته لوسي فدنت منه بابتسامة فهي الشخص الوحيد الذي يعمل في المطعم مع مالكه،
_ اهلا بك سيدي ماذا تطلب؟
_ أهلا..ما هو لذيذ المهم أن أشبع.
قال ذلك يحاول أن يظهر لها أنه ليس شخص مخيف
ابتسمت لقوله ثم ظهرت علامات التعجب على وجهها
_ ألست أنت من كان هنا صباح اليوم؟
_ بلا أنا هو
ابتسمت مجددا
_حسنا سيدي سيأتي طلبك حالا.
وكالعادة بعد لحظات عادت ومعها الطعام
_ تفضل ألذ طعام في مطعمنا.
نظر ألـفن للأكل ثم نظر لها وابتسم مجددا
_ شكرا على مجهودك.
_ بالهناء والشفاء لكَ سيدي.
قالت كلمتها وغادرت متعجب من كلامه اللطيف وبعد حوالي ربع ساعة أكمل ألـفن طعامه فقد كان حقا لذيذ، فاتت لوسي لأخذ الحساب وحمل الطبق
_ الحساب سيدي
نظر لها ثم تكلم وهو يعطيها النقود
_ هل لنا أن نتكلم قليلا،
فلاحظ خوفً ظهر على وجهها
_ من فضلك لا تفهمين خطئ كل ما هناك لدي صديق يبحث عن شخص يهتم بابنه،
ثم عبث بشعره بحرج
_ لا أدري ماذا أقول...المهم أن ابنه في الثامن عشر وهو شخص وحيد ولا يخرج كثيرا، وحتى الدراسة يدرس في البيت مع أنها آخر سنة له في الثانوية، ووالده لا يبحث فقط عن خادم بل مرافق وشخص يبقى دائما معه ليخرجه من قوقعته المحزنة.
فتكلمت بطيبة وتردد
_ ولكن لم هو وحيد و يرفض الخروج؟
عاد بجسده للخلف ليستند على ظهر الكرسي وقد ارتاح انها لم ترفض أو بالأحرى سألت عن الفتى دامان
_ ذلك بسبب شيء حدث معه قبل سنة أو سنتين، كان قد اختطف لأجل المال وعذب بشكل قاسي.
_ هكذا إذا...لن أرفض الآن ولن أقبل يجب أن أستشير صديقتي.
_ لابأس أنا سعيد أنكِ لم ترفضي على الفور، بالمناسبة أدعى ألـفن.
ردت لوسي بتوتر فهي عادة لا تتحدث مع الزبائن
_ أدعى لوسي
_ تشرفت بمعرفتك آنسة لوسي.. سآتي غدا في التاسعة لآخذك ان قبلتِ أو أسمع ردك إن رفضتي.
شعرت لوسي بسعادة كبيرة فقالت بحماس
_ حسنا سيدي، ومرحبا بك في أي وقت هنا.
ثم ذهبت وهي في قمة السعادة، ولكن توقفت للحظة وتكلمت في نفسها
_) ولكن هل ستسمح لي ميرندا بهذا؟(
خرج بعدها ألـفن ليذهب في حال سبيله.


```````````````````````````~~~~```````````````````````````


في مكان عمل ميرندا حيث أكملت ترحيل الصناديق مع رب عملها توم، جلسا على حافة النافورة الجميلة التي في منتصف المكتبة، حيث يتدفق ماء ليصنع وردة وتـتبعه الألوان المختلفة لتصنع رونق فوق رونق لجذب الانتباه والراحة داخل المكتبة.
_ لا أصدق أنكِ لا تشعرين بالإرهاق بعد كل هذا العمل، أنا الأن أقدر قوتك أكثر،
وأكمل بضحك
_ وأشك الأن أكثر أنك شاب ولست فتاة،
فضحكت على كلامه ولكنها لم تتكلم، التفت إليها وسألها باستغراب
_ لم لا تأتين للعيش هنا في الجهة الجنوبية بدل الشمالية؟
فمدت رجليها للأمام ورفعت يديها للأعلى وأجابته بلامبالاة
_ شخص مثلي لن يستطيع هذا المكان استقباله،
ثم عدلت جلستها ونظرت لماء النافورة خلفها وادخلت يدها فيه لتعبث به ثم اكملت بصوت حنون
_ كما أنني هناك من أجل شخصان أهتم لأمرهما كثيرا فهما بريئان لن يستطيعا العيش بين مجتمع جشع.
فابتسم برضا على كلامها وأكمل
_ إذا هما من عائلتك؟ هل هما أخواك؟
فتوقفت عن رجِّ الماء وصرت على أسنانها لأنها أحست أنها دخلت معه في حديث لا يجب على أحد سماعه منها فأجابته ببرودة
_ تستطيع قول ذلك
أكملت جملتها ووقفت متجهة لغرفة تبديل ملابس العمال لتغادر لان دوام عملها في المكتبة قد انتهى
شعر توم أنها لا تريد التحدث معه في أمورها الخاصة فلم تخرج من فمه وهو يراها تغادر سوى كلمة
_ إلى اللقاء ميرندا
لوحت له دون أن تلتفت، أما هو فقد نهض بدوره ليتجه لمكتبه وأمور عدة تجول في رأسه.
بعد أن نزلت ميرندا من الطوابق العليا اتجهت لأحد المكاتب لتأخذ راتبها لأنه يوم تسليم
الرواتب.
حملت راتبها واتجهت لأحد المتاجر واشترت أنواع من الاطعمة المعلب وغيرها من الحلويات وعادت للجهة الشمالية سارت في أزقتها وهي مُحمَّلة بالأكياس، حتى توقفت أمام أحد البيوت يبدو متهالك ولكن أفضل من الآخرين بقليل، تأملته من الاسفل للأعلى ثم تكلمت بصوت خافت
_ هل يليق بهما العيش في هذا المكان وهذا البيت؟ ) هل انا حقا أحميهما بإبقائهما هنا؟ هل هذا المكان آمن أكثر من جهة الاغنياء؟(
تقدمت للأمام لتُخرج المفتاح فتحت الباب ودخلت لتعترضها رائحة ورود لوسي التي وضعتها بشكل جذاب على جانبي الرواق.
قد يبدو البيت من الخارج لا يصلح للسكن ولكن من الداخل على خلاف ذلك تماما. بعد أن عبرت الرواق وجدت البهو الصغير مرتب ونظيف، تتوسط البهو طاولة بسيطة ولكن جديدة وحولها ثلاث كراسي على عدد الساكنين وباب لغرفة نوم واحدة ومطبخ صغير وحمام،
ثم تكلمت بصوت فرح ومرح تنادي على احدهم
_ عزيزي كارل لقد عدت وجلبت لك ما تحب من الاطعمة.
خرج المدعو كارل من غرفة النوم يبدو في الرابعة عشر، كان يشبه لوسي شعره أسود وعينيه شبه زرقاء يلبس ملابس نوم زرقاء
_ أهلا بعودتك أختي ميرندا
وأخذ من يدها الاكياس بحماس وضعها على الطاولة وبدأ بنبشها اقتربت منه وقبلت جبينه ثم جلست على الكرسي بجانبه وهي تتأمله بحنان، وفي تلك اللحظة سمعت صوت الباب فُتح عرفت أنها لوسي
_ كارل أين أنت لقد عدت..ميرندا أنت أيضا هنا ليس من عادتك العودة الآن.
نظرت لها ميرندا وابتسمت
_ لم أذهب لعملي الثاني اليوم لدي إجازة
فتقدمت لوسي وجلست مقابل أخيه كارل
_ على مهلك كارل سوف تصاب بمغص في معدتك.
رفع كارل نظره لها
_ لما لا تدعيني وشأني، لقد أحضرت ميرندا لي الأشياء التي احبها وليست مثلك لا تحضرين لي أي شيء سوى الطعام من المطعم.
فاقتربت منه لوسي بجذعها العلوي
_ يا لك فتى، لا يهزمك اي أحد في الكلام
ثم عادت للخلف وربعت يديها لتكمل
أنا أستسلم لأنني أعلم أنه لا حظ لي معك.
فابتسم كارل بانتصار وأكمل
_ هذا لأنني تلميذ قدوتي وبطلة حياتي ميرندا.
بقيت ميرندا تنظر لهما بسعادة وهما يتناقشان ويتنافسان على من يأكل أكثر من الحلويات والمأكولات المتنوعة
ثم نهضت واتجهت للحمام لتستحم وبعد وقت قصير خرجت بعد أن لبست ملابس بسيطة
جلست على كرسي أمام الطاولة تتناول طعامها لأنها لم تتناول بعد طعام الغداء، فتقدمت منها لوسي وتكلمت بعتاب
_ لم دوما تهملين طعامك؟ ستسوء صحتك
لم ترد عليها ميرندا لأنها على حق فيما تقول.
جلست لوسي أمامها وبدأت تلعب بأصابعها وهي تنظر للأسفل و تفكر بسرعة في رأسها
_) هل أقول لها الآن أم في الليل؟ لكن هل تقبل؟ هي دوما تقول أن الاغنياء يستغلون الفقراء والضعفاء، ولكن السيد ألـفن لا يبدو شرير(
لاحظت ميرندا شرود لوسي فوضعت الملعقة من يدها وسألتها بقلق
_ لوسي ما الامر؟ هل هناك من أزعجك؟ أو أساء إليك؟
نظرت لها لوسي بسرعة وقد شعرت بقـلقها من صوتها
_ لا لم يحدث أي شيء من الذي في بالك
_ إذا ماذا هناك؟ أخبريني أرجوك لا تخفي عني أي شيء.
فتكلمت لوسي بتوتر من ردت فعل ميرندا...