عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree713Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #311  
قديم 11-17-2018, 04:57 AM
 
[img3]https://d.top4top.net/p_961hp67y2.png[/img3][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://d.top4top.net/p_961n32x88.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

‏[img3] https://e.top4top.net/p_751jj2ws2.gif[/img3]

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://d.top4top.net/p_961n32x88.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]











السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالكم؟ إن شاء الله تكونوا بخير

ااااااااه وأخيراً رجعت بعد كل هالمدّة الطّويلة

ما بعرف شو بدي قول، لأني كنت كتير محتارة، كمّل الرّواية والا لا؟ كمّل والا لا؟ ما بعرف

خفت بعد كل هالمدّة انو يخف التّفاعل ويكون الكل مل من الانتظار، بس قررت كمّل الرّواية بسبب متابعة سألتني عنها وشجعتني على إكمالها، وعنجد بشكرها من كل قلبي♡♡

وبشكر كل المتابعين على كل رد♡♡




>>>> تذكير صغير بأحداث الرّواية <<<<


☆ الشّخصيات ☆

- ريوسكي القائد الوسيم المغرور المتعجرف، عسليُّ العينين، رمليّ الشّعر، يملك قلادة تساعد في إيجاد الكرات و عشرين كرّة من كرات الأماني، استخدم واحدة منها لسببٍ لم نكتشفه بعد.

- بيس رجل العصابات الأحمق، أخضر العينين، دمويّ الشّعر، يملك القفاز القوي، الّذي أصبح قادراً على استخدامه بعد تلقّيه طاقةً غريبة من قدرة لورا.

- موهيت الشهم اللّطيف، أزرق العينين، ذهبيّ الشعر، يملك سيفاً قويّاً متعدد القدرات ولكنّه لم يستخدمه بعد.

- لورا صاحبة المشاكل الجميلة، عيناها زرقاوتين، شعرها فاحم، تملك نفس قلادة ريوسكي، وتتدرب لتسطيع استخدام قدرتها بمساعدة ريوسكي، وصلت للمرحلة الثانية حاليّاً.

- ألينا الطّبيبة الجميلة اللّطيفة، عيناها خضراوتين، شعرها أشقر، تملك بلوبلياس ، لم نكتشف ماهيتها بعد.


☆ الأحداث الرّئيسية ☆

- أبطالنا يجمعون الكرات لينقذوا شخصاً يحبونه كثيراً "سيسار".

- حصلوا على كرتين للآن، كرة الأرض وكرة الرّعد، وهم في طريقهم الآن للحصول على كرة النبات من فتاة تدعى بيا في الصّين.

- فور وصولهم إلى الصّين تمّ اختطاف بيس من قِبل فتاة مجهولة، وكان ريوسكي الوحيد الّذي رأى ما حصل.


☆☆☆


بعرف طولت كتير بالحكي، آسفة ><



البارت الثالث والعشرون: {عاد القلبُ لينبض}








بعد مُضي ساعة كاملة شعر ريوسكي بالقلق فنزل هو أيضاً...وما أن بدأ بالبحث حتّى جاءت لورا وهي تلهث والدّموع في عينيها وقالت: ريوسكي.....بيس....لم....أجده..لا أعلم...أين هو.

كان صوت أنفاسها المتقطّعة يزداد كلما اقترب منها أكثر بخطوات مرتبكة...تُرى هل فعل الصّواب عندما ترك تلك الفتاة تختطف بيس؟، وضع يده على كتفها وقال بتوتّر واضح: لا تبكي...أنا متأكد بأنّه في مكان ما هنا.

إنّ الأمر لا يستحق كل هذا الحزن والبكاء ولكنّ لورا كانت تبكي بشدة كالأطفال وعندما تكلّم ريوسكي معها لم تسمعه جيداً ولكنها على الرغم من ذلك قالت: بيس ليس هنا...لقد بحثت عنه كثيراً.
تنهي جملتها ثم تنزل على الأرض بتعب وتدفن وجهها بين كفيّها وتستمر بالبكاء، لا يعلم ريوسكي ما الذي سيفعله الآن..هل يخبرها بما رآه؟.
جلس القرفصاء بجانبها وقال: لماذا أنتِ خائفة عليه هكذا؟ إنّه قويٌّ جداً وأنا متأكد بأنه سيكون بخير.
تنظر إليه وتتنهد بقوة ثم تبدأ بالبكاء مرة أخرى بصوت عالٍ ومزعج وهي تقول: أريد بيس.....أااااااااه أين هو؟...لماذا رحل وتركنا؟.


غضب ريوسكي من تصرفاتها الطّفولية ولكنه لم ينطق ولا بحرف واحد كي لا تزعجه أكثر ببكائها، إنها لورا في النهاية ولا يمكنك توقع ما الذي يمكنها فعله، وقف وأخذ يفكر بما سيفعله ليجد بيس ولكنّه لم يستطع أن يفكر ولا بأي شيء بفضل لورا التي لم تتوقف عن البكاء ولا لثانية واحدة، يقطع حبل أفكاره قدوم ألينا وموهيت اللّذان كان يبدو عليهما الإرهاق بشكلٍ واضح، رمى موهيت نفسه أسفل جذع شجرة كبيرة بينما ذهبت ألينا نحو لورا بسرعة لتهدّئ من روعها فقال موهيت بقلق: أخي....لم نجده في أي مكان، حتى أننا سألنا بعض أهالي المدينة ولكن لم يره أحد، ما الذي سنفعله؟.
أشار ريوسكي إلى لورا التي كانت تعانق ألينا وهي تبكي بشدة وقال: موهيت أنا أظن بأن بيس ذهب إلى سوق المدينة لكي يشتري هدية للورا، أليس كذلك؟.
هز موهيت رأسه وقال بسرعة: نعم نعم...أنا واثق من هذا.
لورا بغضب: أيها الأحمقان هل تظنان بأنني غبية لهذه الدرجة لأصدق ما تقولانه.
يمسك ريوسكي من يدها ويقول وهو يسحبها خلفه: هيا تعالي لنذهب إلى السوق ونفاجئه هناك.
لورا وهي ما زالت تبكي: ريوسكي...توقف عن معاملتي كالأطفال.
يتوقف ريوسكي ويلتفت إليها ويقول بغضب: وأنت توقفي عن التصرف كالأطفال، بيس ليس صغيرا لكي تقلقي عليه لهذا الحد.

تترك لورا يده بغضب وتمشي بسرعة في المقدمة وهي تشد ألينا معها فلحق بهما كل من ريوسكي وموهيتوأخذا يمشيان ورائهما، وبعد فترة من الصمت الذي خيم على المكان همس موهيت قائلا: أخي...ماذا إن لم يكن هناك؟ ما الذي سنفعله؟.
يبتسم ريوسكي ويقول: لا تقلق موهيت...سنجده، ( أحاول أن أقنع الجميع بأن بيس هناك وأنا قلق كثيرا على ذلك الأحمق...إلى أين ذهب يا ترى؟ إلى أين؟، أهم شيء الآن أن شونا توقفت عن البكاء فصوت بكائها مزعج حقا).

~~~~~~~~
~~~~
~~


استيقظ بيس على صوت صراخ بعض الأولاد الّذين يلعبون في الخارج، حاول فتح عينيه ولكنه لم يرى أي شيء...أحدهم أغلق عينيه بخرقة ما، تذكّر فجأةً عندما تمّ خطفه..فشعر بالغضب الشّديد والإهانة لأنه تم اختطافه وبدأ الدّم يغلي في شرايينه...هو الذي كان يختطف الناس...ما الذي حصل؟ كيف انقلبت الأمور هكذا؟، لم يتوقع في حياته بأن يكون في هذه الحالة، إنه حقاً مَدعاةٌ للسخرية.
حاول التحرك ولكنه اكتشف بأنّه مُقيد على كرسي كبير بسلاسل حديدية..يبدو بأنّهم عصابة خطيرة جداً، وبعد عدّة محاولات فاشلة استسلم وتنهد بقوّة، لم يجد أي شيء يفعله سوى الصراخ..فصرخ قائلاً: أيُّها الأوغاد...تعالوا وواجهوني إن كنتم تملكون الجرأة، هيييييي هل يوجد أي أحد هنا؟ هل هناك أحدٌ يسمعني؟.
ضرب بقدمه على الأرض بقوّة وقال: تباً لا يوجد أحد هنا.
أخذ يسترجع كل ما حصل معه منذ أن وصلوا إلى الصين...شعر فجأةً بألمٍ في رأسه يبدو بأنها من آثار تلك الضربة، تذكّر فجأة لورا...إنها جميلته...بالتأكيد هي الآن قلقة عليه كثيراً، كيف سيخبرها بأنّه بخير؟، ثم تذكر موهيت وألينا و ريوسكي...ريوسكي، بدأ بالضّحك بشدّة...لا يعلم لماذا هذا الاسم يضحكه كثيراً، توقّف عن الضّحك عندما سمع صوت الباب وهو يُفتح فقال بسرعة بغضب ممزوج بسخرية وهو يحاول التّخلص من قيوده بيأس: هل عدتم وأخيراً أيُّها الأوغاد؟ ما الذي تريدونه مني؟ لماذا أنا هنا؟.
لم يتلقى أي جواب...شعر بالقلق، إنه متأكد بأنه شعر بأحد يدخل إلى ذلك المكان الذي هو فيه، ولكن من هو؟ ولماذا لا يرد عليه؟، صرخ مرّة أخرى بغضب: هيييييييي أنت يا هذا...لماذا لا ترد علي، انتظر فقط حتّى أتحرر من هذه القيود..سأقتلك.

وفجأة اخترق أذنه صوتٌ أنثوي وألقى بكلماته عليه كالصّاعقة: لم تتغير أبداً أيّها العصابي بيس بوي الأحمق.

~~~~~~~~
~~~~
~~


إنّها السّاعة الحادية عشر صباحاً حيثُ كان الجميع منشغلاً بعمله في جميع أرجاء ساكورادا تلك المملكة الكبيرة الّتي يعيش فيها الكثيرين بأمان لا يعلمون ما الذي يجري في ذلك القصر العملاق الذي يتوسط العاصمة.

كان كمال يتناول إفطاره في غرفته ويبدو عليه بأنه لم ينم منذ أيام عندما جاء بيللو ومعه طبقٌ آخر من الطّعام وقال: لماذا طلبتَ من الخادم أن يحضر لك طبقاً آخر؟.
يرفع كمال رأسه نحو بيللو بتثاقل ويقول: أنا جائع...كثيراً.
يهز بيللو كتفيه ويضع الطّبق فوق الطاولة ويخرج وهو يقول: أنا وفادي سنذهب إلى الإجتماع...انتبه جيداً.
يهز كمال برأسه دون أن ينطق بأي حرف، يغلق بيللو الباب خلفه، يجلس كمال بلا حراك لدقيقة ليتأكد من أن بيللو رحل ثم يقف ويقفل الباب بإحكام ويتنهد ويقول: يمكنكِ الخروج.

تصدر ضجة من أسفل السّرير ثم تخرج رينا من هناك وهي تقول مبتسمة وتضع يدها على رأسها في المكان الذي ضربته بالسرير: أحببت هذا العجوز كثيراً.
ينظر إليها كمال بلا مبالاة ويقول وهو يشير إلى ذلك الطبق الذي أحضره بيللو: لا يهمني...هذا هو الطعام.
تجلس رينا على كرسي على الطّاولة وتبدأ بالأكل بينما يجلس كمال مكانه ويكمل طعامه، وبعد دقيقة أو أقل قالت رينا: لم تخبرني بعد...لماذا تمثّل بأنكَ أخرس؟ ولماذا يقول جميع النّاس بأن وجهكَ محروق؟.
كمال باقتضاب: أمورٌ شخصية...لا تتدخلي.
رينا والطّعام في فمها: سأخبر الجميع بأنكَ...يقاطعها: كلا لن تخبري أي أحد.
رينا بغضب: لماذا؟ ما الذي يجعلني أصمت؟.
كمال بجدية: إنها مسألةُ حياةٍ أو موت...إنها مسألةٌ متعلقة بأختي، لا يمكنني إخبارك ولكن عليكِ أن تصدّقي بأنني مضطرٌّ لفعل كل هذا.
تبتلع رينا الطّعام الذي في فمها وهي مصدومة وتنظر إلى كمال مندهشة من سرعته في الاعتراف والكلام، ثم تهز رأسها بقوّة وتبتسم وتقول بلطف: لقد صدقتك...لن أخبر أي أحد، هذا وعد.
تفاجأ كمال من ردّةِ فعلها وقال بدهشة: هل حقا اقتنعتِ بكلامي بهذه السهولة؟.
رينا وهي تكمل طعامها: نعم...أنت تبدو رجلاً جيداً كما أنني شعرت بأن كلامكَ صادق، وأنتَ الملك لذلك علينا أن نطيع أوامرك.
يبتسم كمال بتعجب من تصرفها الغير متوقع، فينظر إليها ويقول: شكرا لكِ.
ثم يقف ويقول وهو يتّجه نحو النّافذة وينظر نحو الحديقة: لقد رحل بيللو وفادي الآن، يمكنكِ المغادرة بعد أن تنهي طعامك.
تضرب رينا بيدها على الطاولة بقوّة وتقول: لا يمكنني المغادرة الآن، فأنا لم أنهي بعد ما جئت لأجله.
يلتفت كمال نحوها بانزعاج ثم يضع يديه في جيوبه ويقول: وما هو الشيء الذي جئتِ لأجله؟.
تقف وتذهب نحو النافذة لتقف بالقرب منه ثمّ تقول بصوتٍ منخفض: لقد سمعت بأنّكَ تريد جمع تلكَ الكرات.
يرد عليها كمال بصوتٍ منخفض وبسخرية: أيّة كرات؟.
ردت عليه أيضاً بصوتٍ منخفض وهي تنظر حولها خوفاً من أن يسمعها أحدٌ ما: أنتَ تعلم عن ماذا أتحدث، لا تتصنّع الغباء.

يبتسم كمال ويقول وهو يغلق النافذة: لماذا تتحدثين بصوتٍ منخفض؟.
رينا بصوتٍ منخفض: أخفض صوتكَ مولاي، لأنني أعلم بأن هذا الأمر شديد الخطورة وبأنكَ تريد أن تجمع كل الكرات بسرّيةٍ تامّة، وأيضاً لماذا أغلقتَ النافذة؟ فالهواء لطيفٌ هنا كثيراً.

يتنهد كمال ويقول بضيق وملل: أنا حقاً لا أفهم أي شيء...عن ماذا تتحدثين؟.
تلتفت رينا حولها بحذر ثم تُخرج كرة حمراء من حقيبتها..إنها كرة النار..وتقول بهمس: انظر هذه هي كرة النار...و لأنكَ أصبحتَ صديقي سأبيعها لك بعشرة ملايين قطعة نقدية فقط.
يضحك كمال ويقول: ماذا؟ هل جننتِ؟ لماذا سأشتري كرة بعشرة ملايين قطعة نقدية؟ وأيضا توقفي عن الهمس لأن هذا مزعج.
تنفخ رينا وجنتيها وتقول بغضب بصوتٍ عال: لماذا تضحك؟ بالطّبع أنتَ ستشتريها منّي...على الرّغم من أن سعرها يقارب العشرين مليون قطعة ولكنّني أبيعها بعشرة، يجب عليكَ أن تشكرني.
ينظر إليها كمال بنظرة جامدة ويقول: رينا..هل تتكلمين بجديّة؟.
تهز رينا رأسها وتقول ببساطة: بالطّبع...أتعلم أنّ ملكة الهند تريد هذه الكرة أيضاً وتدفع أيّ شيء للحصول عليها، ولكنّني قررتُ أن أعطيكَ إيّاها لأنكَ رجلٌ صالح وشعركَ ليس أحمر.
يضرب كمال جبهته بيده ويقول بنفاذ صبر: رينا...ارحلي حالاً، من المستحيل أن أشتري منكِ كرة أطفال.
تتكتّف رينا بغضب وتقول: كلا لن أرحل حتّى تشتري مني الكرة وهي ليست كرة أطفال.
يشدّها كمال من ذراعها نحو النّافذة ويقول: لا تكوني مجنونة...هيّا ارحلي قبل أن يعودا.
رينا وهي تقاومه: ماذا؟ هل تريد منّي أن أخرج من النافذة؟.

كمال بسخرية: نعم ستخرجين من النافذة كما دخلتي منها.
رينا بعد أفلتت منه وجرت لتقف خلف الطاولة: كلا مولاي..انتظر قليلاً، أنا لن أرحل وهذا نهائي.
وقبل أن يقوم كمال بأيّة حركة يدق الباب ويسمعان صوت بيللو وهو يقول: مولاي...مولاي افتح الباب بسرعة، لقد علمنا بأن أحداً تسلل إلى القصر البارحة...مولاي هل أنت بخير؟.

~~~~~~~~
~~~~
~~


عندما تكون غارقاً في الحبّ لدرجةِ أنكَ لم تعد تستطيع العيش خارج هذا البحر من العواطف والمشاعر...عندما ينبضُ قلبكَ بسرعةٍ كبيرةٍ في كلِّ مرّةٍ تراها..عندما تهربُ الكلمات منكَ كلّما أردتَ محادثتها...عندما تشعر بأنكَ ملكتَ العالم كلّما رأيتَ ابتسامتها...فاعلمْ بأنكَ قد وقعتَ في الفخّ بكلِّ بساطة أيُّها العاشق!!.
ولكن حين تُضطر إلى تركها والذّهاب بعيداً، تشعرُ بأنكَ تموت كلَّ يوم....ويوماً عن يوم يزدادُ شوقكَ لها...تبحثُ عنها في كلِّ مكان، ودائماً ما تفكّر بها.


ثمّ فجأةً تراها أمامَ عينيك....ماذا سيكون شعوركَ حينها؟ هل تتخيل مدى سعادتك؟ أو مدى دهشتك؟!!...هل ستستطيع تحمّل ضربات قلبكَ المتسارعة أكثر من هذا؟ ما الذي ستفعله؟........إنه الحبّ في النّهاية يبقى غامضاً...لن يشعر به إلاّ من عاشه.


~~~~~~~~
~~~~
~~

حينما تخلّل صوتها إلى أذن بيس بدأ قلبه ينبضُ بسرعة...إنّه يعرف هذا الصّوت...إنّه صوتٌ مألوف...صوتها هي..لقد عرفها..إنّها هي..نعم هي، قال بسعادة كبيرة: بيا!!!!!؟؟؟؟!!.

شعرت الفتاة بالتّوتر والغضب فضربت جبهتها بيدها وقالت: من بيا هذه؟ أنا لا أعلم عن من تتحدث (ما هذا؟ كيف عرفني؟ هل ما زال يتذكّر صوتي؟ لم يكن عليّ التّحدث).
يتجاهل بيس كلامها ويتابع بسعادةٍ لا توصف: حبيبتي...كيف وجدتني؟ حقّاً هذه طريقةٌ رومنسيةٌ جدّاً كي نلتقي مرّةً أُخرى...أنتِ رائعة.
تُرجع الفتاة الّتي تُدعى بيا شعرها المُبعثر إلى الخلف بغضب وتقول: اصمتْ أيُّها العصابي...لا تجعلني أقتلك.

لم يعد هناكَ شيءٌ في العالم يستطيعُ إيقافَ بيس عن الكلام الآن...بعد أن وجد ما كان يبحث عنه أخيراً، لم يعد خائفاً من شيء، قال بسخرية ممزوجة بالحب: من دواعي سروري أن أموتَ على يد حبيبتي، كيف حالكِ؟ أنتِ بخير على ما يبدو، هذا لأنّكِ استطعتِ خطفي...ما رأيكِ أن تنضمي إلى عصابتي؟ سنشكّل فريقاً رائعاً.
وقفتْ بيا على قدميها وضربت الطّاولة الّتي بجانبها بقوّة وقالت: كم مرّة عليّ أن أقول لكَ بألاّ تناديني حبيبتي؟ أنا أكرهك...ألا تفهم؟.
بيس بمرح متجاهلاً كلامها: حبيبتي...لم أكن أتوقّع بأنّي سأجدكِ هنا، أترين؟ حتّى القدر يريد أن يجمعنا.

تنهدتْ بقوّة وجلست مرّةً أخرى وهي تهز رأسها بخيبة أمل بسببِ هذا الميؤوس منه الّذي يجلس أمامها، وقالت ردّاً على كلامه الذي تعتبره غباء: أيُّها العصابي..إنّه ليس القدر فأنا من اختطفتك.
يهز بيس كتفيه ويقول: وإن يكن..المهم أنكِ معي الآن، ولكن أريد أن أسألكِ سؤالاً...لماذا أنا مقيد؟.

تضحك بيا بسخرية واضحة وتقول: لماذا أنتَ مقيد؟! ما هذا السّؤال السّخيف؟ ألا تذكر عندما قيدتني قبل عامين؟.
يفتح بيس فمه ببلاهة كأنّه تذكّر ذلكَ الأمر الّذي تتحدث عنه وقال: حبيبتي..هل ما زلتِ منزعجة من الأمر؟.
تتكتّف بيا بغضب وتقول: نعم...وأنا اختطفتكَ الآن لأنتقم منك، مساكين رجال عصابتك الحمقى...إنّهم يبحثون عنكَ الآن في كلّ مكان.
يبتسم بيس ويقول: ولكن حبيبتي...إنّهم ليسوا هنا، لقد جئتُ وحدي.
بيا بنفاذ صبر: لا تنادني حبيبتي...واصمتْ.
بيس: ولكن حبيبتي....تقاطعه بيا بغضب وهي تصرخ: لقد قلتُ اصمتْ أيُّها العصابي...لا أريد سماع ولا كلمة واحدة منك، يكفي ما فعلته بي المرّة السابقة.
يصمت بيس ويقول في نفسه: (ما هذا؟ لماذا ما زالت غاضبة منّي لهذا الحد؟ ولماذا تغطي عيني؟ أريد رؤيتها...لقد اشتقت إليها كثيراً).
تأخذ بيا معطفها بغضب من خلف الباب وتخرج وهي تقول: أنا ذاهبة لن أتأخر...لا تفتعل المشاكل.
تخرج وتغلق الباب خلفها فيقول بيس بسخرية: كيف سأفتعل المشاكل وأنا بهذه الحالة؟ اااااااه عودي بسرعة.

~~~~~~~~
~~~~
~~

المكان يعجُّ بالنّاس...إنّه مزدحمٌ لدرجةٍ غيرِ معقولة، كيف يمكن أن نبحث عن شخص في وسط هذا الكمّ الهائل من الناس، مشاعر لورا مضطربة حالياً..فهي لا تعلم ما الذي ستفعله وكيف ستجد بيس؟ وأين؟، كانت تبحث عنه في كلِّ مكان في السّوق دون توقف أو تعب وكان موهيت يتبعها من مكانٍ لآخر، بينما كان ريوسكي يتمشّى مع ألينا وهما ينظران إلى المحلاّت والمتاجر.

ريوسكي يشعرُ ببعض الذنب وتأنيب الضّمير لأنه لم يساعد بيس وأيضاً لأنه لم يخبرهم بما رآه، كان ينوي إخبارهم بالأمر...فهو لم يعد يستطيع التّحمل أكثر من هذا، وفجأةً لمح تلكَ الفتاة صاحبةَ الشّعر البرتقالي الّتي خطفت بيس...إنّه متأكد بأنّها هي، لا إرادياً تحرّكت قدماه فذهب ولحق بها فتبعته ألينا...وصل إليها ووضع يده على كتفها، التفتت نحوه وقالت: نعم؟ ماذا هناك؟.
ريوسكي بجديّة تامّة على الرّغم من أنّه يمكن أن يكون مخطئاً: أين هو بيس؟.
تنظر إليه بيا باستغراب وتقول: عفواً...من هو بيس هذا؟ ( لا أريد أن أكذب ولكنّني مجبرة، اااه أكره الكذب أكره الكذب).
يتنهّد ريوسكي وينظر إليها نظرةً حادة ويقول: لا تتصنّعي الغباء...لقد رأيتكِ وأنتِ تخطفينه.
شعر ريوسكي بأنّها توتّرت عندما ذكر أمر اختطافها لبيس فتأكّد بأنّها هي الّتي فعلت هذا ولكن كان يريدها أن تعترف بنفسها لذلكَ حاول أن يوتّرها أكثر وأكثر ولكن كالعادة تأتي لورا وتدمر جميع مخططاته، جاءت ووقفت بينه وبين بيا وقالت بغضب: أيها الحمار الأخرس ما الذي تفعله هنا؟ هيا تعال وابحث معي عنه.
ينظر إليها ريوسكي ويقول وهو يشير نحو بيا مبتسماً: هذه تعلمُ مكان بيس.

عندما أشار ريوسكي إلى بيا كان يعتقد بأنّ لورا ستغضب وستصرخ على بيا...ولكن تجري الرّياح بما لا تشتهي السفن، حيث أنّ لورا بدلاً من الغضب والصّراخ عليها ذهبت نحوها وعانقتها بقوّة وقالت: ااااااااه...أنتِ رااائعة، هيا بسرعة خذيني إليه....شكراً لكِ على مساعدتكِ لنا في إيجاده.
تبتعد بيا عن لورا مندهشة وتقول: هل أعرفكِ؟.
تمد لورا يدها وتقول بابتسامة: مرحباً أنا لورا.
بيا وهي تهز رأسها بابتسامةٍ كاذبة: مرحباً....
تمشي قليلاً للأمام ولكنّها تتفاجئ بيد ريوسكي تمسكُ من ذراعها..فتنهدت بقوّة و قالت بغضب: ما الّذي تريده مني يا هذا؟.
يعيد ريوسكي سؤاله بإصرار: بيس...أين هو؟.
تلتفت إليه وتنظر له بنظرة استفزازية ثم تسحب بيا يدها بغضب وتقول: لا أعلم عن من تتكلم...ابتعد عني.
و ترحل بسرعة، تصل إلى محل الفواكه فتقول للبائع: صباح الخير عمي...كيف حالك؟.
يرفع البائع رأسه عن تلك الأوراق المبعثرة فوق الطّاولة الخشبية الّتي يجلس خلفها فيقع بصره عليها، يبتسم بلطف ويقول: أهلاً أهلاً ابنتي...أنا بخير، أين كنتِ؟ لم أركِ منذ فترة.
تبتسم وتقول: كنتُ مشغولة قليلاً..هههه، بكم التفاح؟.
البائع بعد أن وقف ووضع يديه خلف ظهره: إنه بالمجان لكِ ابنتي.
بيا بغضب: كلا...أريد أن أدفع.
يضحك البائع وينظر إليها وهي تضع حبات التفاح في حقيبتها، بعد أن وضعت ما يقارب العشر حبات أخرجت بعض النقود ووضعتها فوق الطّاولة وقالت بلطف: تفضّل عمي...علي الذهاب، وداعاً.
البائع و هو يلوّح لها بيده: وداعاً...انتبهي لنفسكِ جيداً.
تبتسم وتذهب بسرعة وهي تلّوح بيدها له، وصلت إلى المنزل بأعجوبة وهي متيقنة بأنّه لا أحد يتبعها، منزلها الّذي يقع في مكانٍ بعيد بعض الشّيء عن المدينة في منطقةٍ صغيرة لا تحوي إلّا عدّة منازل.
قالت في نفسها وهي تفتح الباب: (أرجو أن يكون كل شيء بخير..أتمنى بأنّ ذلكَ العصابي لم يفتعل المشاكل).

تفتح الباب وتدخل بسرعة فترى بيس نائم على الكرسي الذي هو في منتصف الغرفة...تنظر إليه بغضب ثم تتنهد بقوّة وتغلق الباب خلفها وهي ذاهبة إلى المطبخ، تُفرغ حقيبتها من التّفاح وتبدأ بغسلهم وهي تدندن بلحنٍ جميل، وفجأة تسمع صوتَ بيس يقول: حبيبتي...هل عدتِ؟ ما الّذي أحضرته؟ ماذا تفعلين؟.
تقول بيا وهي تحدّث نفسها: الأحمق...ألم يكن نائماً قبل قليل؟.
بيس بسعادة واضحة في نبرته: حبيبتي...ذلك العرض الّذي أخبرتكِ به قبل سنتين ما زال قائماً، هل غيرت رأيكِ وقررت الموافقة؟.
تصرخ بيا من المطبخ: اخرس أيُّها العصابي قبل أن أقضي عليك.
~~~~


في الخارج وخلف شجرةٍ كبيرة بجانب منزل بيا كان أبطالنا الأربعة هناك، جالسين على الأرض أسفل جذع الشّجرة بعد أن تبعوا بيا إلى هنا، قال ريوسكي بملل: لورا هيّا لنرحل..لا أظن بأنّ بيس هنا.
لورا بقليلٍ من الغضب: ما الّذي تقوله أيها الحمار الأخرس؟ كيف سنرحل وبيس هنا؟.
يجيب ريوسكي بسخرية: هل تعتقدين بأنّ بيس سيبقى هادئاً إن كان هنا؟.
لورا وهي تهزّ كتفيها بعناد: وإن يكن..فأنا رأيتُ الفتاة تدخل إلى هنا وأنتَ قلت بأنّها تعلم مكان بيس...وأنا من شدّة ذكائي استنتجت بأنّ بيس هنا.
يتنهد ريوسكي ويقول: لورا الحمقاء...لقد قلت بأنّ هذه الفتاة اختطفت بيس ولكنّني لم أقل بأنّها تحتفظ به في منزلها، أنا متأكد بأنّها أخذته لمكانٍ آخر.
لورا بلا مبالاة وهي تُخرج رأسها من وراء الشّجرة وتنظر إلى المنزل: كلا...أنا سأبقى هنا إلى أن أتأكد بأنّ بيس ليس موجود.

يمسك ريوسكي من ذراعها بغضب ويجعلها تلتفت نحوه لينظر في عينيها ويقول: لا تُغضبيني.
لورا بغضب: أنا لا أُغضبك...أنتَ الّذي تغضب.
ريوسكي بغضبٍ أكبر: لقد قلت بأنّنا سنرحل وهذا يعني بأنّنا سنرحل...الآن.
لورا بعناد: كلا لن أرحل..أنتَ يمكنكَ الذهاب.
ريوسكي: لورا هذا يكفي...تقاطعه لورا: ما الّذي ستفعله؟ ااااااه أيُّها الحمار الأخرس ألا يمكنكَ أن تثق بي ولو لمرّةٍ واحدة؟.
يضحك ريوسكي بسخرية ويقول: هههه أثقِ بكِ؟ وهل أنتِ شخصٌ يمكن الوثوق به؟ صدقيني أنتِ أبعد ما يمكن عن الثقة.
تتكتّف لورا بغضب وتقول: أنتَ لا تعرفني أبداً.
ريوسكي: هذا لا يهم...لنرحل.

لورا: لا يهم...لا يهم..لا يهم، كلُّ شيءٍ بالنّسبة إليكَ لا يهم...وتقول كلاّ على كلِّ شيء...يقاطعها ريوسكي: نعم نعم لقد فهمت...ليس هناكَ داعٍ بأن تخبريني في كلِّ مرّة بأنني أقول كلا على كل شيء، لقد أصبحت مملة.
لورا بغضب أكبر: سأقول هذا في كل مرّة إلى أن تتوقف عن قول كلا.
ريوسكي باستفزاز: انسي الموضوعَ إذاً...فأنا لن ولم أتغير من أجل أي أحد وخاصةً إن كان هذا الأحد أنتِ.

تقطّب لورا حاجبيها وتنظر إليه بغضب لعدّة ثواني شعرتْ بأنّها ساعات...كانت تُريد أن تصفعه على وجهه صفعةً لن ينساها في حياته ولكن شيءٌ ما بداخلها كان يمنعها وهذا كان يغضبها أكثر، تلكَ الابتسامة المستفزّة الّتي ارتسمت على وجهه...كم تريد الآن أن تخفيها عن وجه الأرض هي وصاحبها الأحمقْ!!

قالت وهي تضربه على يده ضربات ضعيفة على الرّغم من أنّها تستخدم كل قوتها الّتي تبخرت بسبب غضبها: ولما هذه الابتسامة الغبية الآن؟.
يمسك ريوسكي ذراعها بقوّة وينظر إليها ويقول: لا دخل لكِ في الأمر...والآن تعالي لنعود ونبحث عن شقيقة مارك ولا تغضبيني.

يلتفت للجهة الأخرى ويبحث بعينيه عن موهيت، بينما كانت لورا تقلّده بسخرية من الخلف التفتَ ريوسكي نحو ألينا الّتي كانت تفحص بعض الأعشاب الموجودة هناك وقال: ألينا...أين هو موهيت؟.
تشير ألينا نحو منزل بيا وتقول بلا مبالاة: ذهب ليتأكد إن كان بيس هناك أم لا.
تظهر ملامح السّعادة والشماتة على وجه لورا بوضوح وهي تنظر إلى ريوسكي الذي لم يهتم لها بل أخذ ينظر بغضب نحو المنزل حيث كان موهيت قد طرق الباب بالفعل، انتظر موهيت عدّة ثواني ثم عاد وطرق الباب مرّة أخرى ولكن أيضاً لم يفتح أحد، التفت نحوهم وأشار بيده بمعنى أنّه لا يوجد أحد في المنزل، مشى عدّة خطوات ليعود إليهم ولكنّه توقّف عندما سمع صوت شيء يُكسر من الداخل ثم فجأةً فتح أحدهم الباب، التفت موهيت نحو الباب وعاد ليقف بمقابلة تلكَ الفتاة الجميلة صاحبة الشّعر البرتقالي الطّويل والعينين البنيتين، ابتسمت برفق وقالت: آسفة لأنني لم أفتح الباب...فقد كنتُ نائمة.
ابتسم موهيت أيضاً وقال وهو يضع يده خلف رأسه: لا بأس...فقد كنتُ أريد أن أسألكِ سؤالاً.
بيا: تفضّل.
موهيت: هل رأيتِ شابّاً في هذه الأنحاء؟شعره أحمر وعينيه خضراوتان...طويل وتبدو عليه القوة؟، اااااه وأيضا اسمه بيس.

الفتاة بتوتر: لحظة...دعني أفكر قليلا ( اااااااه..لا أريد أن أكذب عليه، أكره الكذب أكره الكذب أكره الكذب أكره الكذب أكره الكذب، ولكن من هو يا ترى؟ ولماذا يبحث عن ذلكَ العصابي؟).
بينما كانت بيا تتحدّث مع موهيت وتحاول أن تختلق أي شيء كي لا تكذب عليه فهو يبدو لطيفاً، كان بيس يتمنى بأن يدخل موهيت ويراه...فقد سمع صوته....و بالتّأكيد لورا ستكون معه.

بيس: ( أرجوك ادخل موهيت...لا أستطيع الصّراخ لأن حبيبتي ستغضب حينها، حتّى إن صرخت لن أستفيد أي شيء فأنا لا أريد من ذلك الحمار الأخرس أن يجدني لأنه حينها لن يسمح لي بالبقاء هنا مع حبيبتي، ولكنّني أيضاً لا أريد ترك جميلتي لوحدها معه...ااااااه ما الذي سأفعله؟).
موهيت بإلحاحٍ شديد: أرجوكِ تذكري جيداً إن رأيتهِ في مكانٍ ما، فنحن في عجلةٍ من أمرنا ولا نستطيع التّحرك من دونه.
بيا باستغراب: لماذا؟.
موهيت: لأنّه...تقاطعه لورا التي جاءت للتّو: لأنّه صديقنا...أرجوكِ أخبرينا بكلّ ما تعرفينه، أنا قلقة عليه كثيراً...لا أعلم أين هو وما الّذي يفعله، سأفقد عقلي.
بيا: أهذه أنتِ؟ هل لحقتِ بي إلى هنا؟.
لورا وهي تنظر إليها برجاء: أرجوكِ...إن كنتِ تعلمين أين هو أخبرينا، إنّه ضائع منذ الصّباح..لا أعلم كيف اختفى ولا أستطيع إيجاده في أي مكان، ماذا لو حصل له أي مكروه؟ ما الّذي سأفعله حينها؟.
ثم تبدأ بالبكاء كالأطفال، يعانقها موهيت ويقول بلطف وهو يربّت على رأسها: شونا...توقّفي عن البكاء فنحن سنجده بالتّأكيد، وأنا متأكد بأنّه لن يرحل ويتركنا هنا..لن يتركَ أصدقائه أبداً.
تتنهد بيا بقوّة وتفتح الباب على مصراعيه وتقول: إنّه هنا...ادخلا.
لم يستوعب موهيت ما قالته بيا للوهلةِ الأولى ولكنه فهم كلّ شيء عندما رأى لورا تدخل بسرعة وتعانق ذلك الجالس على الكرسي في منتصف الغرفة، تنهّد موهيت بارتياح عندما سمِع صوت بيس يقول: جميلتي...هل هذه أنتِ؟.
تتركه لورا وتقول وهي تُزيل العصابة عن عينيه: بيس هل أنتَ بخير؟.
ينظر إليها بيس مبتسماً ويقول: لا تقلقي جميلتي أنا بخير.
تمسح لورا دموعها وتبدأ بضربه وهي تقول: أيُّها الأحمق كيف تفعل هذا بي؟ كيف ترحل وتتركني هكذا؟ كيف تتركني وحدي مع الحمار الأخرس؟ هل تريد أن تموت على يدي؟.
بيس متصنّعاً الألم: أوه ااااه جميلتي...أنتِ تؤلمينني كثيراً.

كان موهيت واقفاً عند الباب ينظر إليهما مبتسماً بعد أن نادى على ريوسكي وألينا، بينما كانت بيا تنظر إلى الجميع باستغراب...كانت تحاول معرفة سبب قلق هؤلاء على بيس، هل هناك أحدٌ يحب هذا العصابي لهذا الحد غير أفراد عصابته؟ من هؤلاء؟ هل هم أفرادٌ جدد؟ ولكن لا يبدو عليهم أنهم مجرمين..ما الذي يحدث؟ متى أصبح الناس يحبون المجرمين وأصحاب العصابات؟.

تصرخ بيا فجأةً: توقّفي.
قالت هذا ثم اتّجهت نحو بيس ولورا الّتي كانت تحاول فكّ قيد بيس، أبعدت لورا عن بيس ووقفت هي بينهما ثمّ قالت: إياكِ أن تفكّري حتّى بأن تفكي قيد هذا العصابي.
كانت لورا ستُجيب عليها وتتشاجر معها لولا تلكَ النّظرة الّتي اعتلت وجه بيس عندما رأى بيا..لقد أحسّت بأنّه شخصٌ آخر تماماً، كانت بيا مستغربة بسبب ملامح لورا ولكن عندما التفتت نحو بيس ورأت تلكَ الابتسامة المرتسمة على وجهه علِمت بأنّها ارتكبت أكبر خطأ في حياتها عندما سمحت للورا بالدّخول.

قال بيس بلطفٍ لم تعهده لورا من قبل: لم تتغيري نهائياً حبيبتي...ما زلتِ جميلة ولطيفة جداً.
تمسكه بيا من ياقته وتقول بغضب وهي تنظر في عينيه: لا تغضبني أيُّها العصابي...ولا تقل عنّي لطيفة مرّة أخرى فأنا تغيّرت كثيراً ولم أعد تلكَ الفتاة الضّعيفة الّتي....تُقاطعها لورا وهي تسحبها بعيداً عن بيس: مهلاً مهلاً مهلاً...ما الّذي تقولينه أيّتها الفتاة؟ بيس...ما هذا الّذي سمعته؟ لم أفهم أي شيء!!.


بيس بسعادة وهو ينقل بصره بين الفتاتين: أوه أنا آسف...لم أعرفكما على بعضكما، جميلتي هذه حبيبتي...حبيبتي هذه جميلتي، أرجو أن تحبا بعضكما كثيراً.
لورا بصدمة: حبيبتك؟.
بيا بنفاذ صبر: لا تبدأي أنتِ أيضاً...أنا لستُ حبيبته، إنّه يخدعكِ ويخدع نفسه.
لورا وما زالت مصدومة: حبيبتك؟.
بيس بقلق: نعم حبيبتي....لماذا أنتِ مندهشة لهذا الحد؟ هل هناك خطب ما؟.
شعر بيس بأن لورا سيُغمى عليها في أيّةِ لحظة، ولكنه تفاجأ عندما رآها تبتسم ثم تعانق بيا بشدّة لدرجة أنّها كادت تخنفها لولا ابتعاد بيا عنها قائلةً: ماذا بكِ أيّتها المجنونة؟.
لورا بسعادة: ااااااوه أنتِ إذاً هي الفتاة التي يحبّها بيس...أنتِ جميلة حقاً، أنتَ رااائع بيس..ولكن لماذا لم تخبرني بأمرها منذ البداية؟ لا بأس...هيا أخبرني كلَّ شيءٍ عن قصتكما.

بيا بغضب: اسمعي جيدا أيّتها الجميلة...لا تجعليني أقيدكِ معه، إن سمعتكِ مرة أخرى وأنتِ تقولين بأنّني حبيبته سأقتلك.
لورا بتساؤل: ولكن...أنتِ هي حبيبته أليس كذلك؟.
تصرخ بيا بغضب وهي تلّوح بيدها: لقد قلت لكِ اصمتي ولا تقولي بأنّني حبيبته، ألا تفهمين!؟.

يتدخل ريوسكي الذي وصل للتّو ويقول بسخرية: كلا...للأسف هي لا تفهم ولن تفهم.
كان يبتسم بشدّة عندما رأى لورا وهي تختبئ خلف بيس بخوف وتهمس بأذنه بشيءٍ غير مسموع، تضرب بيا جبهتها بيدها وتقول: من أنتم حقّاً؟ وما الذي تريدونه مني؟ ارحلوا.
تُخرج لورا رأسها من خلف الكرسي وتقول: لن نرحل من دون بيس.
تنظر إليها بيا بغضب وتقول: وأنا من المستحيل أن أترك هذا العصابي يذهب هكذا دون أن أنتقم.

عمّ الصّمت في المكان لعدّة ثواني إلى أن دخلت ألينا ووقفت بجانب موهيت وهمست بصوتٍ منخفض: ما الّذي يحدث هنا؟.
تجيبها بيا بغضب: لا يحدث أي شيء...ولكنني حقاً سأفتعل مشكلة كبيرة إن لم ترحلوا حالاً.
يدخل ريوسكي ويتّجه نحو كرسي بيس ليمسك لورا من ياقة القميص الّذي ترتديه والّذي يبدو واسعاً للغاية عليها، ثمّ يسحبها لتقف أمامه ويقول مخاطباً بيا: اهدأي قليلاً لِم أنتِ غاضبة؟ فأنتِ بالطّبع ستحصلين على إنتقامكِ من هذا الأحمق و يمكنكِ اختيار طريقة تعذيبه.
ينظر إليه بيس بغضب ويقول: هيييي أيّها الحمار الأخرس،أهذا ما تفعله بعدما وجدتني بعد بحث طويل ومتعب في كل مكان؟.
يجيبه ريوسكي بلا مبالاة: أنا لم أكن أبحث عنك.
تبتسم بيا وتقول بسخرية وهي تستند على الباب المفتوح: يبدو أنكَ تكره ذلك العصابي مثلي..ولكن هذا لا يعني بأنّه يمكنكَ البقاء هنا.
كان ريوسكي يودّ أن يجيب عليها لولا صوت ذلك البكاء المزعج...فتحت بيا الباب على مصراعيه بعد أن دخل الجميع وأصبحو خلف بيس، لقد كان طفلاً في الثامنة من عمره قال بسرعة وبأنفاسٍ متقطعة: أبي...أبي، إنه مريض جدّاً..سيموت..أرجوكِ أسرعي.
بدا الخوف والفزع على وجه بيا ولم تمضي سوى عدّة ثواني حتّى أخذت تجري بسرعة خلف ذلكَ الطّفل تاركةً كل شيء ورائها، فلحقت بها ألينا لا إرادياً وبدأت تجري بجانبها وهي تقول: أنا طبيبة..يمكنني مساعدتك.
تنظر إليها بيا بملامح غريبة...ولكنها سرعان ما تقول: هيا أسرعي.
~~~~


عندما بدأت ألينا بالجري خلف بيا كان موهيت سيجري خلفها ويوقفها ولكنّه توقّف في مكانه دون حراك عندما قال بيس: انتظر...لا تذهب.

التفتَ الجميع نحو بيس ونظروا إليه منتظرين منه أن يكمل كلامه ولكن عندما بقي بيس ساكناً ولم يفتح فمه قال ريوسكي بغضب: أنتَ اصمت أيّها القبيح أخ زوجي الوسيم...يجب على موهيت أن يذهب ليُعيد ألينا، فلدينا الكثير من العمل.
بيس بنبرة حاول أن يجعلها جدية: كلا لن يذهب، لأنّه لدي أمر أهم أودّ مناقشتكم به.
تنظر لورا إليه وتقف أمامه وتقول وهي ترفع حاجباها: وما هو هذا الأمر؟.
بيس بتوتّر: هل يمكننا التّحدث بعد أن تفكوا قيدي؟.
ريوسكي بسخرية بعد أن أغلق الباب: كلا أنا أُفضّل بأن تبقى هكذا..لأنكَ أقل إزعاجاً وأنتَ مقيد.
لورا وهي تفكّ قيد بيس: ومن يهتم لكلامكَ أيها الحمار الأخرس.
يبتسم ريوسكي بسخرية ويقول وهو يهز كتفيه : حسنا فكّي قيده.....إن استطعتِ.
لم تفهم لورا في البداية لماذا كان ريوسكي يتحدث بسخرية ولكنها عندما رأت ذلك القفل في نهاية سلاسل الحديد اكتشفت بأنها لن تستطيع فك قيده حتى لو أرادت..لأنها ببساطة لا تملك المفتاح، تنهدت بقوّة وقالت بعد أن جلست على الأرض بجانب كرسي بيس: بيس يبدو بأنكَ ستبقى هكذا إلى أن تعود ألينا مع تلكَ الفتاة.
بيس: لا بأس جميلتي... وأيضاً تلكَ الفتاة اسمها بيا.
تقول لورا فجأةً بحماس بعدما وقفت: آه لقد تذكرت...هيّا بسرعة أخبرني ماهو ذلك الأمر المهم.
يبتسم بيس ويقول: ليس هناك أي شيء مهم جميلتي...فقط أردت أن أبقي موهيت هنا كي لا يتبع ألينا و أستطيع البقاء هنا مع حبيبتي.
يضرب ريوسكي على الطّاولة بقوّة فجأة ويقول بغضب: كنتُ أعلم هذا...كم كنتُ أحمقاً عندما صدقتك.
تضع لورا يديها على خصرها وتقول: لماذا أنتَ غاضب أيّها الحمار الأخرس؟ فبيس معه حق...لأنكَ لن تسمح لنا بالبقاء هنا إن علمت بأنّه يريد البقاء مع بيا.

ريوسكي: ومن عينكِ محامي دفاع عن ذلكَ الأحمق؟ ألم تقولي اليوم في الصّباح بأنكِ لن تهتمي بأحد سوى موهيت؟ ما الذي حصل الآن؟.
لورا بغضب: أنا عينت نفسي...وأيضاً أنا أهتم بالجميع لذلكَ لا تتدخل.
ريوسكي بعناد: كلا سأتدخل..أنتِ لا تتدخلي فيما لا يعنيك.
لورا: كل ما يخصّ أصدقائي هو يخصّني أيضاً ويعنيني كثيراً.
ريوسكي: وخالك...ألا يعنيكِ؟.
لورا بغضب وقليلٍ من الحزن: بلى إنّه يعنيني، لماذا دائماً تأتي على ذكره عندما نتشاجر؟.
يجيب ريوسكي: لكي تتوقّفي عن تصرفاتكِ الحمقاء وتتذكري لما أنتِ هنا الآن.
لورا: أنا أعلم جيداً لما أنا هنا...ولكن ألا تفهم بأنّ بيس يحبها؟ هل تعلم ما معنى كلمة حب؟.
ريوسكي بنبرة غاضبة: لا تغيري الموضوع.
لورا بعد أن التفتت إلى الناحية الأخرى: أنا لا أغيره...أنا فقط أريدكَ أن تفهم بأنّنا لن نرحل من هنا إلى أن يشاء بيس.
يصرخ ريوسكي فجأةً: كلا هذا لن يحصل.
تلتفت نحوه و تصرخ: لا تصرخ....أستطيعُ سماعك.
يصرخ ريوسكي: أنتِ الّتي تصرخين..وإن كنتِ لا تريدين القدوم معي ابقي هنا مع بيس، أنا راحل.

ثم يذهب بسرعة نحو الباب ليخرج ولكنّه يتفاجئ بموهيت يمسكه من ذراعه ويشدّه للخلف نحوه، فيقول ريوسكي: موهيت اتركني أرحل..إن كنتَ تريد البقاء أنتَ أيضاً فلتبقى...لا يهمني.
موهيت بهدوء: أخي اهدأ قليلاً...لنبقى هنا فقط لحين عودة ألينا.
هدأ ريوسكي فجأةً: (ما الذي حصل له؟ لما كل هذا الحزن في صوته؟ هل هو بخير حقاً؟).
فقال باستسلام وهو يرمق لورا بغضب: حسناً.
يبتسم موهيت ابتسامة باهتة ويقول: شكراً لك..هيّا تعال لنجلس.
يذهبان و يجلسان على الأريكة الموجودة خلف بيس بينما تُحضر لورا كرسياً وتجلس أمام بيس وتقول بلهفة: هيا أخبرني كيف تقابلتما؟.
ينظر بيس إلى ريوسكي نظرة غاضبة ثم يعود ويلتفت نحو لورا ويقول بلطف: من؟.
لورا بنفاذ صبر: اووووه..أنتَ وبيا.
يتنهد بيس ويقول: إنها قصّة طويلة حدثت قبل سنتين.




{ في مملكة ساكورادا في ذلكَ الهعد الّذي كان فيه بيس مسيطراً على كل المملكة...وكانت عصابة النّار تنشر الرّعب والخوف في قلوب الجميع، وفي مقر العصابة الموجود في مكان سري داخل الغابة كان بيس جالساً مع بعض أفراد عصابته على تلكَ الطّاولة الكبيرة يتناولون الطعام.

قال بيس بانزعاج بعد أن أنهى طعامه: ما الأخبار عن أخي؟ هل أعجبته إحدى الفتيات اللّواتي أحضرتهم البارحة؟.
أجاب أحد الجالسين هناك والذي يُدعى جافا: كالعادة سيدي...لم تُعجبه أيّة واحدة، والمشكلة أنّه لم يبقى هناك فتاة واحدة في مملكة ساكورادا لم نخطتفها.
بيس بغضب: ذلكَ الأحمق..سيصيبني بالجنون، هل أطلقتم سراح الفتيات واعتذرتم لهنّ؟.
جافا: نعم سيدي...وقد أوصلنا كل واحدة إلى منزلها.
بيس بعد أن وقف: حسناً حسناً...هيا أكملوا طعامكم أنا سأذهب.
قال أحدهم بسرعة: سيدي..هناكَ قافلة قادمة غداً صباحاً من الهند لزيارة الملك سيسار، وسمعت بأنّه فيها العديد من الفتيات، هل نذهب لإخطتافهن؟.
يبتسم بيس ويقول: بالطّبع..سيكون الأمر ممتعاً وخاصّة لأن القافلة ملكية، جهزوا أنفسكم سننطلق غداً قبل الفجر.

~~~


دعوني أوضّح لكم الأمر، قبل موت رئيس العصابة السّابق "ماديونغ" أي قبل ستّة أشهر، أجبر بيس على أن يعده بأنّه سيجد عروساً مناسبة لابنه "أرول" من أجل وريث العصابة بعد بيس، ومنذ ذلك الحين وبيس يختطف الفتيات ليجد الفتاة التي ستُعجب أخيه، ولكن أرول منذ ستة أشهر وإلى الآن كان يرفض جميع الفتيات اللّواتي كان بيس يُحضرهنّ.

~~~

في صباح اليوم التّالي وقبل شروق الشّمس انطلق بيس مع مجموعة صغيرة لاختطاف الفتيات، كان الجميع مختبئاً خلف الأشجار والشجيرات على أطراف الطّريق الرئيسي، منتظرين وصول القافلة، ولم تمضي سوى عدّة دقائق حتّى سمع الجميع صوت حوافر الأحصنة وهي قادمة نحوهم، فاستلّ الجميع سيوفهم وتأهبوا لاستقبال الوفد.

وعندما وصلت القافلة إلى المكان المتّفق عليه من قِبل أفراد العصابة هجم الجميع في آن واحد...وتعالت الصّرخات من حناجر الفتيات من هول ما رأوه، لأنه بغضون خمسة دقائق وبسرعة ومهارة فائقتين...كان جميع الرجال العشرة الموجودون في القافلة قد تم تقييدهم، وبدأوا بالفعل بتقييد الفتيات.

ذهب جافا نحو شجرة البلّوط العملاقة وقال بكل احترام محدثاً بيس الذي كان مستلقياً هناك: سيدي لقد انتهينا.
ذُهل بيس من كلامه، فجلس بسرعة وقال: ماذا؟ هل انتهيتم بهذه السرعة؟ هل أنتم متأكدين بأنّ هذه هي القافلة الصحيحة؟.
أجاب جافا بكل بساطة: نعم سيدي...هذه هي القافلة الصحيحة، وحتى نحن أيضا كنا مصدومين، ولكن الرجال الموجودون في القافلة لا يتجاوز عددهم العشرة، بينما الفتيات فوق الخمسة والعشرين فتاة.
عبس بيس وتنهد وقال بحزن وهو يلعب بشعره الأحمر: يااااه ما هذا؟ كنت أريد الحصول على القليل من المرح وأنا أقضي على رجال القافلة الملكية.
ابتسم جافا وقال وهو يمدّ يده ليساعد بيس على النهوض: ولكن سيدي....الفتيات جميلات حقاً، أنا متأكد بأن أرول سيُغرم بواحدة منهن.
أردف بيس وهو ينفض الغبار عن تلكَ الملابس الملوكية (الّتي سرقها): هذا جيد..هيا لنعد.

~~~~~~~~~

اهتزّ البناء بأكمله على ضربات وصرخات بيس الغاضبة، وشعر الجميع بالخوف والارتباك، بينما الشّخص الّذي كان سبباً لهذه المشكلة كان جالساً على طاولة الطّعام بلا مبالاة يستمع إلى كلام بيس وهو مستمتعٌ بطعامه.

ضرب بيس بيده على الطّاولة وقال: أيّها الوغد....ألن تتوقف عن إغضابي؟.
نظر إليه أرول نظرة حانية بابتسامة رقيقة وقال: وما الّذي عليّ فعله كي لا أغضبك؟.
قطّب بيس حاجبيه ونظر إليه نظرات شك...يا تُرى ما سرُّ هذه الابتسامة؟ ما الّذي يحاول فعله؟.

قال بيس باقتضاب بعد أن جلس: اختر واحدة من الفتيات.
أرول و الطّعام يملأ فمه: لا أريد أخي.
بيس بغضب وهو ينظر إلى أرول كأنّه سينقض عليه بأيّة لحظة: لماذا؟ لماذا لا؟ إنهنّ روعة في الجمال...ما الّذي لا يعجبك فيهن؟.
وقف أرول فجأةً وقال: إنهن لسن من نوعي المفضّل.
ثم أخذ طبقه من فوق الطّاولة ورحل وهو يرقص ويغني، تنهد بيس بقوّة وحاول أن يهدأ..إنّه حقاً لا يفهم أرول، ثم تذكّر فتيات القافلة وشعر بضيقٍ شديد...ما الّذي سيقوله لهنّ الآن؟ هل هنّ غاضبات الآن يا ترى؟.

نادى بصوتٍ عال: هانغ هانغ..تعال حالاً.

جاء هانغ رئيس السّجن بسرعة ووقف بعيداً عن بيس بعدّة أمتار وقال: نعم سيدي.
نظر إليه بيس وقال باستغراب: لماذا تقف هناك؟ اقترب.
اقترب هانغ عدّة خطوات ثم توقّف، لم يعره بيس الكثير من الاهتمام لأنّه كان مشوشاً بما يكفي بسبب أرول، فقال وهو يصبّ لنفسه القليل من العصير: هل اعتذرتم لفتيات القافلة الملكية؟.

سعل هانغ بقوّة لعدّة ثواني..ثم قال بصوتّ منخفض: كلا.
لم يسمعه بيس جيداً فقال بنفاذ صبر: هانغ أرفع صوتكَ قبل أن....قاطعه هانغ بسرعة: كلا سيدي.

قطّب بيس حاجبيه وقال: لماذا؟.
أجاب هانغ بقليلٍ من التردد: لقد...لقد...لقد هربوا جميعاً.

ما أن سمع بيس تلكَ الكلمات تخرج من هانغ حتّى بدأ بالسعال بشدّة بسبب اختناقه بالعصير الّذي كان يشربه، فهبّ جميع الجالسين هناك لمساعدته، وبعد عدّة دقائق حين هدأ بيس وجلس باعتدال مرّة أخرى وقال: كيف...كيف هربوا؟.

أخفض هانغ رأسه للأسفل وكأنّه يشعر بالخجل والذل...ولم يستطع أن يفتح فمه بكلمة واحدة، تنهد بيس بقوّة ثم ضرب بيده على الطاولة وذهب بسرعة إلى السجن ليرى وليتأكد من الذي سمعه، ولكن لم يجرؤ أحد من الذين كانوا هناك على اللّحاق به.

لقد كان في صدمة عميقة وهو يسير بين السّجون...إنها فارغة تماماً، لم يصدق الّذي يراه، هذا غير معقول..قبل عدّة ساعات كانت هذه السجون مليئة بالناس...كيف؟ كيف حصل هذا؟.

وصل إلى تلكَ الغرفة التي كان أفراد القافلة محتجزين فيها، دفع الباب بقوّة ودخل بغضب ولكنّه تفاجأ بذلك الجدار المحطّم وكانت الغرفة فارغة أيضاً كباقي الغرف إلا من فتاةٍ واحدة بشعرٍ برتقالي وعينين تشتعلان من شدّة الغضب، وكان أحد رجاله "ميتسو" ممسكاً بها وهي تحاول الإفلات منه بكل ما لها من قوة، نظرت إليه بغضب وقالت: ما الّذي تنظر إليه يا هذا؟ هيا ساعدني.
تجاهلها بيس تماماً على الرّغم من ذلكَ الأثر الذي تركته عيناها في عقله وقال: ميتسو..ما الّذي يجري هنا؟ وأين هم الأسرى؟ أريد توضيحاً الآن.

أجاب ميتسو بسرعة وهو يشير إلى تلكَ الفتاة: سيدي..هذه الفتاة سيدي، لقد ساعدت الفتيات على الهروب من هنا، وأيضا ساعدت جميع الأسرى وكانت ستهرب هي أيضا لولا أنني أمسكتُ بها في اللّحظة الأخيرة.
ابتسمت الفتاة بسخرية وقالت بغضب: سيدي؟ إذا أنتَ هو رئيسهم أيّها الوغد..دعني أرحل قبل أن أقضي عليك.
لا يعلم بيس لماذا شعر حينها برغبةٍ شديدةٍ بالابتسام، فابتسم بلطف وتجاهلها مرة أخرى ليقول: كيف استطاعو الهروب؟.

أجاب ميتسو بخجل: لا أعلم كيف ولكن الذي فهمته أن هذه الفتاة ضربت الحارسان اللذان على الباب الخلفي إلى أن أغمي عليهما ثم سرقت المفاتيح من أحدهما بعد أن قيدتهما وأغلقت فمهما ورمت بهما في السّجن، ثم لا أعلم ما الّذي فعلته حقاً لتُوجد هذه الفتحة الكبيرة في الجدار، وأخرجت باقي السّجناء بهذه الطريقة، وقد وجدنا جميع الحراس مقيدين ومرمين في السجن في آخر الممر.

صُدم بيس من كلامه...كيف يمكن لفتاة أن تفعل كل هذا لوحدها؟، استيقظ من دهشته على صوت الفتاة وهي تقول: ما الّذي حدث أيّها الزّعيم؟ هل شعرت بالخوف؟.
ابتسم بيس ونظر إليها نظرة استفزازية ثم قال لميتسو: أقفل الباب جيدا واخرج.
تركها ميتسو لتقع على الأرض وتتأوه بألم، ثم رحل وهو يقول: لقد أقفلتُ الباب سيدي.
ما أن سمعت الفتاة صوت الباب وهو يقفل حتى وقفت بسرعة وجرت نحو الجدار المحطّم محاولةً الهرب ولكنّها تفاجئت بيد تمسكها من ذراعها بقوة، التفتت نحو بيس بغضب فقال: يبدو بأن الأمر لن ينفع هنا، لنذهب إلى غرفةٍ أخرى.

في غرفة أخرى بعد أن خرج ميتسو وأقفل الباب خلفه، صرخت الفتاة بغضب: لماذا قلت له بأن يرحل؟ ما الّذي تريده مني؟.
جلس بيس على الأرض وقال: لا تقلقي..لن أفعل لكِ أي شيء، فقط أريد أن أسألكِ بعض الأسئلة.

نظرت إليه بعينان مشتعلتان ثم ذهبت نحو الباب بسرعة وبدأت تضربه بجسدها الصّغير وهي تقول بغضب: ومن قال بأنني سأجيب على أسئلتكَ الغبية؟.
ثم صرخت فجأة: دعني أخرج من هنا أّيها الوغد..افتح هذا الباب.
ابتسم بيس وقال لها بلطف: ما هو اسمكِ؟.
تنهدت بغضب وقالت: اصمتْ وافتح هذا الباب اللّعين.
نظر إليها بيس نظرات غريبة ثم سند على الأرض بيديه وقال بهدوء: أجيبي على أسئلتي أولا ثم سأدعكِ ترحلين.
قالت بغضب بعد أن تكتّفت وسندت على الحائط: وما هي هذه الأسئلة الغبية؟.
ضحك وقال: اهدأي قليلاً، ما هو اسمكِ؟.
أجابت بنبرة كلها شك: ولماذا تريد معرفة اسمي؟.
تنهد ونظر إليها ثم قال: ألا تريدين الخروج من هنا؟.
أجابت بسرعة وبغضب: اسمي بيا..هيا افتح الباب ودعني أرحل.
قال بيس: ما هذه السرعة؟ تمهلي...سأسألكِ فقط سؤالاً واحداً بعد.
نفخت وجنتيها المحمرّتين بغضب ومشت بضع خطوات للأمام لا شعورياً وقالت: وما هو؟.
وقف وبدأ بالمشي نحوها ببطئ، وكلّما اقترب منها أكثر كانت هي تعود للخلف أكثر، إلى أن ضربت بالجدار فاقترب منها أكثر عندما كانت تقول بغضب: إن اقتربت خطوةً أخرى سأقتلك أيّها العصابي...ابتعد عني.
وقف أمامها وقال مبتسماً: هل تقبلين الزّواج بي؟.

لأول مرّة منذ أن رآها اختفت تلكَ النّظرة الغاضبة المشتعلة من عينيها البنيتين و نظرت اليه بدهشة وقالت: م....ماذا؟!!.
تابع بيس قائلاً على الرّغم من أنّه هو لا يدري ما الّذي يقوله: لقد أعجبتِني كثيراً...هل تقبلين الزواج بي؟.

حقاً لقد كانت هذه صدمة للاثنين ولكن بيا كانت صدمتها مضاعفة بسبب هذا الكلام المفاجئ فابتسمت وقالت: أنا؟ أتزوج؟ اتزوجك أنت؟ هل تمزح معي أيّها العصابي؟اااه بالتأكيد أنتَ تمزح.
أجابها بيس ببساطة: كلا أنا لا أمزح.
نظرت إلى عينيه بلا مبالاة وقالت: تعلم بأنّكَ الآن أكثرُ شخصٍ أكرهه في هذا العالم...والآن تأتي إليّ وتقول بأنكَ تحبني بعد أن اخطتفتني وتريد الزّواج مني أيضا!!!!؟؟؟.
أجاب أيضاً بهدوء غيرِ معتاد: نعم...يمكنكِ القول أنّه الحب من النّظرةِ الأولى.
لقد فاجئها كثيراً بكلامه حتّى أنّ لسانها انعقد ولم تعلم ما الّذي ستقوله...فهي خائفة إن قالت ما في قلبها ورفضت عرضه بتلكَ القسوة أن يحتجزها هنا للأبد وألاّ يسمح لها بالخروج، لذلكَ عليها التفكير جيداً بكل حرف يخرج من فمها.

عندما صمتت بيا فجأة علِم بيس بأنّها تفكّر بالّذي قاله فتركها في تلك الحالة واتّجه نحو الباب وهو يقول: خذي وقتكِ في التفكير..سأنتظركِ.

مهلاً مهلاً...لم عليّ التّفكير بالأمر؟ فأنا من المستحيل أن أقبل به مهما حصل...ثم ما الّذي سيفعله لي إن قلت كلا؟ لا شيء، فقط سيُبقيني محتجزة هنا كما يفعل الآن، هذا ما كانت تفكّر به بيا عندما كاد بيس أن يخرج.
تمالكت نفسها وصرخت: ليس هناك داعٍ للإنتظار..فأنتَ تعلم بأن جوابي هو كلا وكلا وكلا.
التفت إليها وقال وهو يُغلق الباب: حبيبتي، فكّري جيداً الآن...سنتكلم غداً.

ثم أغلق الباب خلفه واتّجه إلى غرفته وهو يحاول معرفة سبب تفوهه بذلك الكلام الأحمق...لقد صدمها حقّاً، كان يجب عليه الانتظار قليلاً بعد ولكن لا مشكلة، فالأمر قد حصل بالفعل والآن لم يبقى شيء سِوى إقناعها بالأمر.
.
.
.
.
.
.

~ نهاية الفصل الثّالث والعشرون ~


لقد انتهى هذا الفصل أيضاً بفضل الله، شكراً لكم على المتابعة..أرجو بأنّكم حصلتم على أوقات جميلة وأنتم تقرأون، وأتمنى بأنني قد اسطتعت أن أرسم البسمة على وجوهكم عن طريق كلماتي.

نلتقي في فصل آخر بإذن الله ><

دمتم بود أحبابي.


الأسئلة:
1- كالمعتاد والسؤال المفضل لدي، أفضل جزء؟.
2- كيف تجدون الشخصية الجديدة؟.
3- بيا...هل تناسب صديقنا العصابي؟.
4- ما الذي تتوقعون حدوثه بين بيا وبيس بعد؟ أروني إبداعاتكم.

☆ أية انتقادات؟ نصائح؟ تساؤلات؟ سأكون سعيدة بالإجابة عليها.


بانتظار ردودوكم ^^


☆☆☆☆☆☆

ولم تنتهي المفاجئات بعد

هديّة لكم بمناسبة العودة

♡ مقابلة من الحمار الأخرس ♡

عزيزنا ريوسكي ><

ليسَ هناك عددٌ محدد من الأسئلة هذه المرّة، هيّا أطلقوا العنان لأنفسكم.

وأرجووووووكم انتبهوا من الأسئلة المكرّرة لأنّه من المتعب حقّاً التعامل مع السّؤال نفسه أكثر من مرّة، لذلك إن وجد أسئلة مكرّرة اعذروني إن لم يتم الإجابة عنها.


دمتم سالمين





[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][img3]https://e.top4top.net/p_961dc80q3.png[/img3]
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 11-20-2018 الساعة 06:00 PM
رد مع اقتباس
  #312  
قديم 11-17-2018, 03:53 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخبارك
البارت رائع ضحكة على لورا و ريو
كان ودي اكتب أكثر لكن في المره القادمة
انتظر البارت القادم
بالتوفيق
رد مع اقتباس
  #313  
قديم 11-21-2018, 06:54 PM
 
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يااااااااااه وأخيراً نزل البارت وأخيراً " class="inlineimg" />" class="inlineimg" />


وكالعادة كان فصل رااائع ومذهل

مع انو كان قصير شوي بس معلش لأنو هاد اول بارت بعد العطلة الطّويلة

شوفي كيف قلبي كتير طيب

المهم نجي للأحداث المهمّة كول1

شجار لورا وريوسكي منشان بيس كان كتير يضحك..متت

بيس شو كل هاد ما عرفتك، طلع في وحدة بقلبك وما بتخبرنا

بس حبيتا كتير كتير ♡بيا♡ هي الوحيدة يلي فينها على غبي متل بيس

ما عم صدق كيف كان لقاء بيس وبيا...أشعلني حمااااس

وكيف طلب منها الزواج فجأة " class="inlineimg" /> كان كتير ممتع


خلصنا حكي فاضي وهلق نجي للأسئلة




1- كالمعتاد والسؤال المفضل لدي، أفضل جزء؟.

كالمعتاد جزء لورا وريوسكي

{ تقطّب لورا حاجبيها وتنظر إليه بغضب لعدّة ثواني شعرتْ بأنّها ساعات...كانت تُريد أن تصفعه على وجهه صفعةً لن ينساها في حياته ولكن شيءٌ ما بداخلها كان يمنعها وهذا كان يغضبها أكثر، تلكَ الابتسامة المستفزّة الّتي ارتسمت على وجهه...كم تريد الآن أن تخفيها عن وجه الأرض هي وصاحبها الأحمقْ!!

قالت وهي تضربه على يده ضربات ضعيفة على الرّغم من أنّها تستخدم كل قوتها الّتي تبخرت بسبب غضبها: ولما هذه الابتسامة الغبية الآن؟.
يمسك ريوسكي ذراعها بقوّة وينظر إليها ويقول: لا دخل لكِ في الأمر...والآن تعالي لنعود ونبحث عن شقيقة مارك ولا تغضبيني.

يلتفت للجهة الأخرى ويبحث بعينيه عن موهيت، بينما كانت لورا تقلّده بسخرية من الخلف التفتَ ريوسكي نحو ألينا الّتي كانت تفحص بعض الأعشاب الموجودة هناك وقال: ألينا...أين هو موهيت؟.
تشير ألينا نحو منزل بيا وتقول بلا مبالاة: ذهب ليتأكد إن كان بيس هناك أم لا.
تظهر ملامح السّعادة والشماتة على وجه لورا بوضوح وهي تنظر إلى ريوسكي}


2- كيف تجدون الشخصية الجديدة؟.

رااااائعة مذهلة إبداعية، قاتلة بيس

3- بيا...هل تناسب صديقنا العصابي؟.

كتييييييير وخاصّة بعيونها المشتعلة وغضبها عليه

4- ما الذي تتوقعون حدوثه بين بيا وبيس بعد؟ أروني إبداعاتكم.

أكيد رح يصير كتير من المشاكل بس آخر شي رح يصير في رومانسية

☆ أية انتقادات؟ نصائح؟ تساؤلات؟ سأكون سعيدة بالإجابة عليها.

ايمت الفصل الجاية؟ ناطرة بشوق كبير لأعرف شو رح يصير مع بيس وبيا


ااااه وأخيراً جاء دور مقابلة ريوسكي..جاء وقت الأسئلة الخونفوشارية

احم احم احم...لنبلش

1_ من الأغبى بيس أم لورا؟

2_ شو رأيك بلقبك " الحمار الأخرس"؟

3_ أخبرنا عن أجمل صفة بكل واحد من رفقاتك؟

4- هل لورا جميلة؟ مسدس1


خلصوا أسئلتي :nop:

وشكراً كتييييييير على الإبداع وعلى الفصل يلي أكتر من رائع

بشوفك بالفصل الجاية

تقبّلي مروري الخفيف وردّي اللّطيف

سلام
كومومو and linara like this.
رد مع اقتباس
  #314  
قديم 12-16-2018, 01:02 PM
 
سلام
كيف حالك كومومو نيتشان؟
وأخيراً اعتقدت أنك قد تخليت عن هذه الرواية الرائعة،حقاً كنت على وشك فقد الأمل في إكمالك لها،ولكن والحمد لله سار كل شيء على خير.

>_< ااه ريوسكي القائد الوسيم المتعجرف،بصدق أنا أحب هذه الشخصية بشدة،إنه شخصيتي المفضلة بلا منازع.

وإلى لورا،أجل ريوسكي محق فبيس ليس صغيراً أو ضعيفاً لتقلقي عليه هكذا.

ريوسكي قلق..وعلى بيس!،إنه حقا رقيق القلب♡.

كمال المسكين هو حقا لا يعلم أي شيء ولكن رينا تلك ستقوده للجنون بكل تأكيد.

لا أصدق بيس لديه حبيبة!!!،حسنا هذا رائع وصادم في نفس الوقت،ولكنها تبدو حقاً مناسبة له،إنه خيار موفق بيس!.

لا تغضبيني...لا تغضبني..أعتقد أن ريوسكي وبيا سيتوافقان حقا!.

عااااااااا،لا أصدك قصة لقاء بيس وبيا رائعة وجميلة جدا،طريقة بيس في طلب يدها كان صادماً حقاً وغير متوقعاً وقوياً مثله تماماً.

لقد كان هذا البارت ممتعاً جداً وأحداثه طريفة،أسلوبك في الكتابة ممتاز كالعادة،بإنتظار المزيد من الصدمات في البارت القادم.
حان وقت الأجابة على أسئلة البارت،لنبدأ:
1-كالمعتاد والسؤال المفضل لدي، أفضل جزء؟.طلب بيس يد بيا للزواج،كان صادماً وممتعاً جداً.
2- كيف تجدون الشخصية الجديدة؟.
أحببتها جداً،خصوصاً أختطافها لبيس بهدف الأنتقام،وكيف أنها ساعدت الجميع على الهروب سابقاً،أنها حقا ند مناسب لبيس.
3- بيا...هل تناسب صديقنا العصابي؟.
بكل تأكيد.
4- ما الذي تتوقعون حدوثه بين بيا وبيس بعد؟ أروني إبداعاتكم.
اااه انه سؤال صعب حقا،ولكن أتوقع أن تقبل بيا به و تبادله الشعور ولكن حينها سيكون قد حان وقت مغادرة أصدقائنا الصين،عندها ستشعر بالحزن ولكن بيس يعدها بالعودة بعد انتهاء مهمته.

☆والآن بالنسبة لمقابلة ريوسكي والتي انا متأكدة بأنها ستكون ممتعة ومشوقة بحق،لدي العديد من الأسئلة لك ريوسكي آمل أن تكون مستعداً.
~السؤال الأول:أجب عن الأسئلة التالية ب(نعم)أو(لا).
1-هل لورا شخص جيد بالنسبة لك؟.
1-هل كان من الممكن أن يكون الوضع أفضل بعدم وجود لورا؟.
3-هل تجد لورا لطيفة؟.
4-إن إعترفتك لك لورا فهل ستقبل اعترافها؟.
5-هل تحب لورا؟.
6-هل تكره بيس؟.
~السؤال الثاني:علل ما يلي.
1-كرهك لبيس ولورا.
2-غضبك الدائم وكون كل شيء مزعجاً بالنسبة لك.
3-إبقائك للورا وبيس معك إلى الأن رغم كرهك لهما.
~السؤال الثالث:أجب عن الأسئلة التالية:
1-ما هو لونك المفضل؟.
2-ما هو طعامك المفضل؟.
3-ما صفات فتاة أحلامك؟.
4-ما هو الموعد الرومانسي المثالي بالنسبة لك؟.
5-هل كان لديك حبيبة من قبل،أو هل خرجت في موعد ما مع أحدهم من قبل ومن هي(حتى لو كان موعدا مدبر)؟.
6-كيف تجد حياتك كملك وهل تعتقد أن حياتك الأن أكثر متعة؟.

دمت بخير كومومو نيتشان ♡
بانتظار قادم ابداعاتك^-^

رد مع اقتباس
  #315  
قديم 12-16-2018, 01:35 PM
 

[img3]https://d.top4top.net/p_961hp67y2.png[/img3][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://d.top4top.net/p_961n32x88.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

‏[img3] https://e.top4top.net/p_751jj2ws2.gif[/img3]

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://d.top4top.net/p_961n32x88.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف الحال....


الفصل الجديد بانتظاركم

أرجو لكم قراءة ممتعة


الفصل الرابع والعشرون: { فقدَ أميرته الجميلة }






حلَّ الصّباح على مملكة ساكورادا وبدأتْ الطّيور تملئ الدّنيا صفيراً، وفي مخبأ عصابة النّار حيث كان بيس جالساً على شرفة الطّابق الثالث مع ميتسو الّذي قال: أوه لا أصدق حقاً بأنّ الشّمس قد أشرقت...كنتُ متيقناً بأنّ المطر سيهطل اليوم.
ابتسم بيس وقال: نعم معكَ حق...فقد كانت السّماء في الفجر مليئةً بالغيوم ولكنّها انقشعت الآن.
قال ميتسو بقليلٍ من التردد: س..سيدي، ما الّذي حصل مع تلك الفتاة البارحة؟ هل أطلقتَ سراحها؟.
نظر بيس إليه فجأةً وقال: الفتاة...نعم تلك الفتاة، يا إلهي لقد نسيتُ أمرها تماماً.
يقف بسرعة ويرحل وهو يتمنى بأنّها لم تفتعل المشاكل لكي تستطيع الهروب، وصل إلى السّجن في الطّابق الأرضي وفتح الباب برفق وهو يمدّ رأسه للدّاخل ببطء ليتأكد بأنّها ما زالت في الدّاخل، تنهد بارتياح عندما رآها نائمة على ذلك السّرير الصّغير المهترء.

يبدو عليها التّعب الشّديد...إنّه متأكدٌ بأنّها بقيت طوال اللّيل تحاول إيجاد أي طريقة للخروج، اقتربَ منها ببطئ وبهدوء، وعندما كانت عيناه تدور في المكان بحثاً عن أي شيء ليغطيها به وقع بصره على ذلكَ الشّيء اللاّمع في رقبتها، إنّها قلادة ذهبية غاية في الجمال، يبدو بأنّها مهمّة بالنّسبة لبيا.
قال بيس بصوتٍ منخفض محدّثاً نفسه: سآخذ هذه القلادة منكِ لبعض الوقت...كي أضمن بأنكِ لن ترحلي لأي مكان.
وفي لحظات كان بيس يلعب بتلك القلادة بيده مبتسماً وهو يشرب فنجان قهوته مع ميتسو والآخرين بسعادة.


دخل هانغ إلى سجن بيا حاملاً بيده الطّعام، لم تشعر بدخوله لأنها كانت مشغولة بالبحث عن شيءٍ ما كالمجنونة.
طرق هانغ على الباب وهو يقول: احممم...هذا هو الإفطار، تفضّلي.
التفتت إليه لأجزاء من الثانية ثم عادت بسرعة لبحثها وهي تقول: حسناً ضعه هناك.
وضع هانغ الطّعام على الأرض ورحل بهدوء...ولم تمضي عدّة ثواني حتّى دخل بيس وهو يضع يديه في جيبه وقال: هل تبحثين عن شيءٍ ما؟.

لم تتعب نفسها بالالتفات إليه...بل اكتفت بقولها: لا دخل لك...يمكنكَ الخروج.
ابتسم وقال: هل يمكنني مساعدتكِ بأي شيء؟.
أجابت بملل: بالطّبع لا تستطيع..ارحل من هنا ولا تشغلني.
أخرج تلكَ القلادة من جيبه وقال وهو يلّوح بها: هل يمكن أنكِ تبحثين عن هذه القلادة الّتي معي؟ يا للمصادفة!!!.

التفتتْ نحوه بسرعة وما أن رأت قلادتها بين يديه حتى وقفت بسرعة وأخذت تحاول استرجاع قلادتها ولكن للأسف سحب بيس القلادة بسرعة وأعادها إلى مكانها الآمن "جيبه" ، نظرت إليه بنظرتها القاتلة كالعادة وقالت: أعدها لي أيّها العصابي.
أجابها بلهجته المستفزّة المزعجة: توقّفي عن النّظر إليّ هكذا...وما قصّة هذا اللّقب المزعج؟.

صرخت بقوّة وبغضب وهي ترفع يدها لتضربه دون أي شعور بالخوف: أعد لي قلادتي أيّها الوغد.
ابتسم بيس وقال: أُفضّل العصابي أكثر من الوغد.
ثم عاد للخلف ليصل إلى باب الغرفة بحركة ماهرة و قال: كنتُ أودّ أن أعطي هذه القلادة لزوجتي....إذاً هل تقبلين الزواج بي؟.
وقفت في مكانها وبدأت تُعيد تلكَ الخصلات المتمرّدة من شعرها إلى مكانها وقالت: سأعتبر بأنّني لم أسمع ما قلته للتو، وأعد إليّ قلادتي حالاً.
تنهد بيس بقوّة ونظر إلى عينيها بحزن ثمّ قال: حسناً لا بأس، سأُعيد لكِ القلادة إن توقفتي عن الصّراخ وقضيت بعض الوقت معي.
أجابت باستغراب وهي تضع يديها على خصرها: ماذا؟ ما الّذي تقصده "بقضاء الوقت معك" ؟.
قال بيس وهو يستند إلى الحائط: الأمر بسيطٌ للغاية، سنذهب معاً لتناول الإفطار ثم نتجول في الحديقة ثم نذهب للسوق لشراء بعض الأشياء وعند عودتنا نتناول المثلجات، وفي المساء نذهب لحضور الحفل المسرحيّ في المدينة.
تتكتّف بيا وتضحك بسخرية ثم تنظر إليه وتقول: هي يا هذا....هل تظنني خادمتك أو ما شابه؟ اغرب عن وجهي.
يهز كتفيه وهو يقول: كما تريدين سأبقى على فكرة إعطائها لزوجتي، إن غيرتِ رأيكِ فلن تجديني هنا، وداعاً.

تمطّ بيا شفتيها بغضب بعد أن خرج بيس وأقفل الباب خلفه، ثم تجلس على الأرض وتنظر إلى ثيابها المتّسخة وشعرها الّذي يبدو كالمكنسة، كيف وصلت إلى هذه الحالة؟ ما الذي ستفعله الآن؟ كيف ستخرج من هنا؟.

أثناء تفكيرها بكل هذا لم تستطع منع تلكَ الدّمعة من أن تذرف بلطف على خدّها المحمّر، وبعد عدّة ثواني لم تجد نفسها إلا والدّموع تملأ عينيها وتستعد للخروج، تذكّرت كلام والدها للحظات 《خذي هذه عزيزتي...ستحميكِ هذه القلادة من كل خطر ستواجهينه أثناء طريقك، ستجوبين العالم..سيكون الدّرب طويل أمامك، من السّماء للأرض ومن الأرض للسماء لن تبقي شبر واحد على هذه الأرض إلا وستبحثين به، وعندما تصلين إلى غايتك لا تنسي بأن توصلي تحياتي إليها، ولكن أهم شيء سأقوله لكِ اليوم هو أنكِ لا يجب أن تضعفي...ابقي قوية كما عهدتكِ دائماً، لا تستسلمي أمام أولئك الذين يستغلوك..ابقي صامدة حتّى النهاية》

مسحت دموعها ووقفت بثقة وهي تنظر نحو الباب بغضب لتتخيل بيس واقفاً أمامه، يغلي الدّم في عروقها من شدّة كرهها لذلكَ العصابي فتجري بسرعة لتضرب الباب بقدمها، ومن حسن حظ الباب أن ميتسو المسكين تلقى هذه الضربة بدلاً عنه بعد أن فتح الباب ودخل، فسقط على الأرض وأغمي عليه من شدّة قوّة الضربة وبقيت بيا واقفة مكانها وهي مصدومة من تلكَ القوة التي خرجت منها للتّو على الرّغم من أن قواها كانت خائرة.


اوه الباب مفتوح...وميتسو على الأرض مغميٌ عليه، ولا يوجد أحد في الممر، إنّها الفرصة المناسبة للهرب، كانت بيا تحرّك عينيها في المكان بين ميتسو والباب...هل تخرج أم تساعده؟ إن لم تخرج الآن فلن تجد فرصة ثانية كهذه، ما الذي تفكّر به الآن؟ لماذا عليها مساعدة هذا الأحمق؟ على كل حال فهو سيء ويثير الفوضى في كل مكان، كاد رأس بيا أن ينفجر وهي تفكر بكل هذه الأمور.

هزت رأسها بقوّة لتخرج المزيد من تلكَ الخصلات البرتقالية وتقف بشكلٍ مضحك، ثم ذهبت مسرعة نحو ميتسو وحملته بكل ما لديها من قوة ولكنها لم تستطع، خرجت لترى إن كان هناك أي أحد في المكان ليساعدها، ولكنها لم تجد أي أحد، لمحت المطبخ في نهاية الرّواق فذهبت إليه مسرعةً وهي تقول بغضب: أين ذهب الجميع الآن؟.
أخذت قدراً صغيراً من هناك وملأته بالماء ثم وضعته على النّار ليفتر، أثناء ذلك كانت تبحث عن أية قطعة قماش ولكنها لم تجد شيء، تنهدت بقوة وأخذت الماء وعادت إلى ميتسو، دخلت إلى غرفة السجن وتفاجئت بأنّها فارغة..بحثت داخل الغرفة قليلاً وعندما لم تجده قررت أن تبحث عنه في الخارج، التفتت لتخرج ولكنها اصطدمت بشخص ما، رفعت رأسها وتفاجئت بميتسو يقف أمامها.

عادت للخلف بضع خطوات وهي تقول: هل أنتَ بخير؟.
ابتسم بسخرية وقال وهو يدخل ببطئ: بخير؟ هل أنتِ تسأليني إن كنتُ بخير بعد أن ضربتني تلكَ الضّربة؟ ما الّذي سأفعله بكِ الآن يا ترى؟.
وقفت مكانها بثقة في منتصف الغرفة وقالت: لم أكن أقصد أن أضربك حقاً، لقد فتحتَ الباب فجأة.


لمعت عينا ميتسو ببريقٍ غريب وقال وهو يعبث بشعره الأسود كالفحم: نعم..أنا أصدقكِ حالياً، ولكن لا أظن بأن شعوري هذا سيبقى كما هو بعد قليل.
نظرت إليه بغضب ومطّت شفتيها وقالت: هي...ما الذي تقصده؟ تكلّم بوضوح.
أخرج من جيبه خنجراً صغيراً وبدأ يلوّح به في السّماء وهو يبتسم ابتسامة الثعلب، عادت بيا للخلف بعد أن رأت الخنجر في يده إلى أن التصقت بالحائط، فاقترب أكثر وأكثر وهو يقول: لا أعلم إلى الآن لِمَ يُبقي سيدي على حياتك، كان يجب أن يقتلكِ منذ زمن ولكن لا بأس سأتولى هذه المهمة عنه.

رفع الخنجر إلى السّماء مستعداً للقضاء عليها بعد ان أصبح قريباً منها بما فيه الكفاية، أغمضت بيا عينيها وهي تشعر بشيء غريب يمنعها من الحراك، لقد تجمدت قدماها والتصقت بالأرض، هل ستكون هذه هي نهايتها؟ هل ستموت بهذه السّهولة؟، كلا...هناك الكثير من الأمور التي لم تقم بها بعد، عليها المقاومة.

كادت أن تفتح عينها لتجد مكاناً مناسباً للهرب ولكنّها سمعت صوت ضربة قوية ثم صوت سقوط أحدهم على الأرض، فتحت عينيها ببطء شديد خوفاً من الّذي حدث للتّو، وتفاجئت بذلك العصابي يقف أمامها مبتسماً وهو يلوّح لها بيده ويقول: هييي مرحباً..هل أنتِ بخير؟ هل اشتقتِ لي؟ اوه لا تقلقي لقد عدتُ الآن.
نظرتْ للأرض لترى ميتسو مغمي عليه، رفعت رأسها ونظرت إلى بيس بغضب وقالت بنبرة حادة: أين كنتَ أيّها الأبله؟ ألا تعلم ما الذي كان سيفعله خادمكَ الأحمق هذا؟.
نظر إليها بنظرة مستفزّة وقال وهو يرفع أحد حاجبيه: ماذا؟ هل كنتِ خائفة؟ هل يا ترى كنتِ تبحثين عن أحد ما؟ هل يا ترى كنتِ تبحثين عني؟.

تكتّفت وضحكت بسخرية وقالت وهي تمشي حوله: أنا؟ خائفة؟ يبدو بأنكَ تتوهم....فقد كنتُ خائفة ولكن ليس علي بل على خادمك الأحمق.

ثم أبعدت خصلات شعرها من أمام عينيها وقالت بغرور وهي تلوّح بيدها نحو الباب: هيا بسرعة أخرجه من هنا..واخرج أنتَ أيضاً من بعده، ولا تعد.
استند على الحائط وقال وهو يلوّح بقلادتها: هل تعلمين بأنني أنقذتُ حياتكِ للتّو، أنتِ مدينة لي.
تثائبت بملل وقالت وهي تفرك عينها: اااااه أنا أريد أن أنام الآن، اخرج من هنا حالاً.
ثم اتّجهت نحوه واقتربت منه لتهمس في أذنه: أن ترسل أحد خدمك ليهددني بالقتل ثم أن تنقذني من أحد لا يريد أذيتي حتى..أمرٌ غبي حقاً، ودليل على أنكَ خائف...مني.

ابتعدت عنه وهي تنظر إلى عينيه بقوة وتعض على شفتيها كالأطفال، ثم أمالت رأسها قليلا وقالت بابتسامة مستفزة: ألن تخرج وتأخد هذه القمامة معك؟.
تنهّد بيس وخرج من هناك وهو يجرّ خلفه ميتسو بالإضافة إلى ذيول الذل والهزيمة، لقد شعر بالغباء الحقيقي لأول مرّة في حياته: ( كيف اكتشفتْ الأمر؟ ألم يكن تمثيل هذا الأحمق جيّداً بما فيه الكفاية؟! يالسّخافة)

واااااااااااااو هذا راائع، هل هناك أي أحد آخر يشعر بشعور هذا المسكين الآن؟ لا أظن هذا ولكنني لا أظن بأن هناك أحد لا يعلم ما سيحصل لميتسو الآن...يا ترى هل سيبقى على قيد الحياة؟.


^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
^^^^^^^^^^^^^^^^^
^^^^^^^^^^^


* كم هو جميلٌ تعلّقي بك، عندما يذوب قلبي أمام ابتسامتك، وأنا أراقبها من ظهورها إلى زوالها لعلّي أعلمُ سبب كونها النّور الّذي ينير لياليّ الدلماء*





إنّها جالسة على الأرض بمقابلة الباب، على الرّغم من مرور يومان على حادثة ميتسو إلّا أنّ ذلكَ العصابي لم ياتي لرؤيتها أبداً، أخذت تفكّر بطريقةٍ للخروج من هناك عندما فتح أحدهم الباب، ابتسمتْ وبرقت عيناها كأنّها وجدت أملاً في النّجاة ولو كان ضئيلاً، لقد كانت فتاة بشعرٍ بنّي قصير وعينين بنفس اللّون تبتسم بلطف وهي تحمل أطباق الطّعام في يدها، إنّها أول فتاة تراها بيا هنا، من هي يا تُرى؟.

وقفت بيا وانتظرت تلك الفتاة لتدخل ثم تغلق الباب خلفها، ابتسمت وقالت وهي تحاول أن تعدّل من ملابسها: مرحباً.
لم تتحرك ابتسامة الفتاة من على شفتيها عندما تقدّمت نحو بيا ثم سحبتها لتجلسا على ذلك السّرير الصغير وقالت بعد أن وضعت الطعام على الأرض: مرحباً، أنا اسمي ماري، كيف حالكِ؟.
وضعت بيا يدها خلف رأسها وقالت: واضحٌ أنني لستُ بخير، ولكن من أنتِ؟.
أجابت ماري: أنا؟ أنا عضوةٌ في هذه العصابة، لمَ تسألين؟.
نظرت بيا إلى ماري بنظرة يشوبها الشّك وقالت: هل حقاً أنتِ من العصابة؟ إن كنت هكذا حقاً فأنتِ فتاةٌ حمقاء تعتبر شخصاً أكثر غباءً منها سيداً لها، لكي تقتل الناس وتدّمر سعادة الآخرين.

ضحكت ماري ونظرت إلى سقف الغرفة بكلّ هدوء ثم قالت: هذا مضحك أليس كذلك؟.
تكتّفت بيا وقالت بشيءٍ من الغضب: ما هو؟ تكلّمي بوضوح.
تنهدت ماري ووقفت لتمشي بشيءٍ من التّرنح نحو تلكَ النافذة الصغيرة الّتي تحجب ذلك الأفق البعيدوبيا تراقبها بعينٍ حذرة، وصلت أسفل النافذة و أمسكت قضبان الحديد بيديها النّاعمتين وقالت: لقد كنتُ تلك الفتاة التي تتخيلينها بعقلكِ حالياً.

لفتت هذه الجملة انتباه بيا بأكمله وجعلت جميع حواسها مرتكزة على ما سيخرج من فم ماري في أيّة لحظة، عمَّ الهدوء على الغرفة لعدّة ثواني لتتابع ماري كلامها: كنتُ مجرمة...كنتُ قاتلة...كنتُ سارقة...كنتُ محتالة...كنتُ أعذّب الناس وأجعلهم يتمنون الموت كلّ يوم، كنتُ كل هذا قبل أن ألتقي بيس، لقد غيّرني.

تضحك بيا بسخرية وتقول: ماذا!!! هل تقولين بأن ذلك العصابي غيّركِ من مجرمة إلى مجرمة ولكن على أسوأ؟.
تهز ماري رأسها وتقول بعد أن أعادت النظر في عينيّ بيا: كلا...فأنا لم أعد مجرمة و هو لم ولن يكون مجرماً في حياته، فظاهرياً يبدو لكِ بأنّه يسرق وينهب ويقتل ويعذّب ويفعل جميع أنواع الجرائم، ولكنّه في الحقيقة شخصٌ مختلفٌ تماماً، يسرق من الأغنياء الفاسدين ويقتل المجرمين الذين يعيثون فساداً في البلاد، وهؤلاء الّذين كانوا في السّجون الّذين أطلقتِ سراحهم لقد كانوا هاربين من سجون المملكة، ههههههه أنتِ حقاً غريبة...ألا يمكنكِ رؤية ذلك البريق في عينيه وألا يمكنكِ الشّعور بكلماته النّابعة من القلب؟، على كل حال...هو لم يرسلني إلى هنا لكي أخبركِ بكلّ هذا، فقط أراد منكِ أن تتناولي الطعام وفكّر بأنّه ربما ستتناولينه إذا أحضرته أنا.

تنهدت ماري بعد أن أنهت كلامها ووقفت باستقامة مستعدّة للرّحيل ومشت بضعَ خطواتٍ إلى أن وصلت إلى الباب، التفتت نحو بيا قبل أن تذهب وألقت تلك الجملة التي هزّت كيان بيا بأكمله: إن كان مجرما لكنتُ في عداد الموتى منذ زمن، وأنتِ أيضا كذلك، أوه...نسيت أن أسألكِ، هل تودّين البقاء في غرفتي؟.
~~~~~~~~
~~~~
~~

في وسط تلك العاصفة من المشاعر التي تدور داخلكَ، هناك دائماً صوت بعيد يحاول الدخول إلى قلبكَ والعيش داخل جدرانه، إنه ذلك الصوت الذي تتمنى بألاّ تسمعه في حياتك...إنه ذلك الصوت الذي يدمر كبريائك...إنه ذلك الصوت الذي يجعلك تحلًق دون أجنحة، تشعر بعظمةٍ غريبةٍ...لا تستطيع النوم...كأنكَ سُحرت بسحرٍ ملعون، في كلّ ليلة تبدو السّاعات وكأنها ثواني وأنتَ تسمعُ ذلك الصّوت يرن داخلك، ذلك الصوت الدافئ يذكّرك بكل شيء رأيته..عينيها..شعرها..خدودها..ابتسامتها، تسرح في خيالك وتذهب في رحلة طويلة لا عودة منها...
إنه صوت نبضها....
♡♡♡♡♡



مرّت ثلاثة أيّامٍ أخرى ولا أثر لبيس داخل المقر.

انتشرت أشعة الشمس في جميع أنحاء المملكة عند السّاعة الثانية عشر، في الوقت الذي كان فيه الناس منشغلين بأعمالهم، كانت بيا تجلس في غرفة ماري على الشرفة وهي تسرّح شعرها ويبدو بأنها غارقة في تفكيرٍ عميق، كانت تنظر إلى السّماء بعينين مليئتين بالحزن، وتهزُّ قدمها اليمنى بسرعةٍ و توتر.


وفجأةً فتح أحدهم الباب فدخلت بيا بسرعة لمعرفة الزّائر الغير مرحب به في هذا الوقت، لقد كان رئيس السجن المزعج هانغ، نظرت إليه بغضب وهو يقف في منتصف الغرفة ويلهث بشدّة، نقل بصره في أنحاء الغرفة وقال: أين...هههه...هي ههه ماري..ههه؟.
أجابته بيا: لا أعلم، لقد خرجت مبكراً جداً ولم تعد إلى الآن، لماذا؟ ما الذي حصل؟.
ابتسم هانغ بسعادة كبيرة وقال بصوت متقطّع والفرحة تخرج من عينيه: لقد عاد بيس، وهو بخير باستثناء بعض الجروح البسيطة، وقد أعاد معه عزيزنا الصّغير يوكين.
قطّبت بيا حاجبيها باستغراب وقالت: لماذا؟ أين كان؟ ومن هو يوكين هذا؟.

تنهد هانغ بملل وقال: لن أستطيع أن أشرح لكِ الآن، انزلي للأسفل فالجميع هناك.
ثم خرج مسرعاً ليبحث عن ماري تاركاً خلفه بيا بتلك الابتسامة الشّريرة التي تقول بشكلٍ واضح "سأهرب الآن بعد الحصول على قلادتي"، بدّلت ملابسها بسرعة وبدأت بالنزول من الشرفة ببطء ومهارة كي لا يشعر بها أحد.

~~~
~~

قطّب ذلك الشاب حاجبيه بشدة وهو يحدّث ذلك الأحمق الذي يقف أمامه، كان يمشي بسرعة وبغضب إياباً وذهاباً في ذلك المكان المليء بالأشجار وصوت النهر الّذي يعكس أشعة الشّمس على سطحه ليرسم لنا مشهداً تذوب له القلوب عندما تراه الأعين.

قال صاحب الشعر الأسود الفاحم بحدّة: هل فقدت عقلك؟ كيف تذهب إلى هناك وتُحدث كلّ تلك الجلبة؟.
تنهد الشخص مقابله بقوّة وفرك عينيه الخضراوتين بشدّة قبل أن يفتحهما على آخرهما ويقول: اوووووه هل أنتَ أرول حقاً؟ لا أصدق هذا.

ثم مدّ يده ليفرك شعر أرول بمرح وقال: لقد كبر أخي الصغير وأصبح شاباً يغضب مني ومن تصرفاتي ويُعاتبني عليها أيضاً.
أمسك أرول من معصم بيس وأنزل يده ليقول بجدية: أنا لا أمزح أخي...لماذا أعدتهُ إلى هنا؟.

تحولت ملامح بيس للجدية فجأةً وقال: لأنه عزيزي الصّغير يوكين...وهذا هو مكانه.
يبتسم أرول بسخرية ويقول: تشه...هذا هو مكانه؟!!!؟؟، أنتَ الذي أجبرته على البقاء معنا لنصف سنة، والآن بعد أن رحل أعدتهُ مرّة أخرى، ما الّذي تحاول فعله بحق؟.
رفع بيس رأسه نحو السّماء وقال: وأنتْ؟ ألا تريده؟ ألا تتمنى بأن يبقى معنا؟.
أجابهُ أرول بسرعة دونَ تردد: كلا، لا أريد أن يبقى هذا الطفل معنا هنا، إنه مزعج.
يضحك بيس ويقول وهو ينظر في عينيّ أرول: أنتَ كاذب...أنا أعلم بأنكَ تُحبّ هذا الطفل المزعج أكثر مني حتى، ولكنني لا أفهم لماذا ترفض فكرة بقائه معنا!!!ولكن لا تحاول، فأنا لن أتخلى عنه ولن أسمح لأحد أن يأخذه مني...لو كلّفني الأمر حياتي، هل تفهم؟.
يصرخ أرول بحدّة وهو يضغط على قبضته: كلا، لا أفهم ولن أفهم.
تذكر فجأةً بأنّه يقف أمام شقيقه الكبير ورئيس العصابة، تمالك نفسه وقال: نعم أنتَ محق، أنا أحب ذلكَ المزعج ولذلك لا أريده أن يبقى معنا هنا، لا أريده أن يعيش الحياة التي عشناها أنا وأنت، لا أريد لتلك البراءة التي في عينيه أن تختفي كما حصل معنا بعد أن شاهدنا كل تلك المشاهد، لقد تعلّمنا القتل والتدمير منذُ الصّغر وهذا ما دمّر حياتَنا، لا أريد أن يحدث هذا معه، لا أريد.
قال أخر كلمتين بصوت متحشرج وهو يضغط على قبضته أكثر فأكثر، ولم تمر عدّة ثواني إلا وقد وجد نفسه بين أحضان أخيه الذي عانقه بشدّة وقال: أيّها الأحمق، لماذا لم تقلْ هذا منذ البداية؟، لا تقلق..لن يحدث شيء ليوكين، على الرّغم من أن أبي قد دمّر حياتنا إلاّ أنني لن أسمح بأن يحدث هذا مع يوكين، ألا ترى بأنني قد غيّرت كلّ شيءْ، لقد غيّرت كلّ شيءٍ كان يفعله أبي، إنّ العصابة الآن مكانٌ أجمل، وأفضلُ مكانٍ يمكن ليوكين أن يبقى فيه، ليس هناك داعٍ لكي تُتعب عقلكَ بالتفكير بهذا الأمر، كل شيء سيكون بخير، هل اتفقنا؟.....أرول؟.
قال أرول الذي كان يتنفس بصعوبة: أيّها الزّعيم سأموت.

ينتبه بيس إلى أنّه يعصره بدلاً من أن يضمه، يتركه ويقول وهو ما زال ممسكاً بكتفيه: هل أنتَ بخير؟ أنا آسفٌ حقاً.
يضع أرول يده خلف رأسه ويقول: لا بأس بذلك أخي.
يبتسم بيس ويعود ليعصره بيديه ويقول: حقاً؟ إذاً يمكنني أن أفعل هذا متى ما أريد.
يصرخ أرول وهو يضحك: اااه بيييييس..اتركني، أنتَ تؤلمني.
بيس: إذا لماذا تضحك أيّها الأحمق؟؟؟.
تتّسع عينا أرول وهو ينظر نحو مقر العصابة ويقول: الفتاة... الفتاة البرتقالية، إنّها تهرب.
يتركه بيس فجأةً ويلتفت بسرعة ليرى بيا وهي ما زالت تحاول النزول بتلكَ الستائر البيضاء، لقد كانت تبتسم..ومن الواضح أنّها كانت تستمع لهما لأنّه ما أن توقفا عن الكلام حتّى توقفت مكانها دون حراك وهي تنتظر أن يرحلا.

شعرت بشيءٍ غريب، التفتت ببطءٍ حيثُ كان بيس وأرول ولكنّها لم تجد أحداً هناك، تنهدت بقوّة و عادت لتهبط ببطء ولكنّها تجمدت في مكانها عندما سمعت صوته يقول: هل تبحثين عني.
نظرت لمصدر الصوت أسفلَ قدميها لترى بيس واقفاً مع أرول، هذان المزعجان كانا ينظران إليها بابتسامةٍ مستفزة، عمّ الصّمت لفترة بقيت بها الأعين على تماسٍ مباشر مع بعضها إلى أن حرّك أرول شفتيه ليقول: هل يمكنني أن أسأل سؤال؟ ما الّذي تفعلينه هناك؟.
ابتسمت بيا بغباء لتقول: هههههههه أمارس هوايتي.
وضع بيس يده على فمه ليمنع نفسه من الضحك ولكن بدون فائدة، لأن الجملة التي قالها أرول جعلته يغرق بالضحك.
أرول: يبدو هذا ممتعاً ولكنّي أعلم بأنّه صعب للغاية، أتشرّف بأن أكون تلميذك النجيب لتعلّم هذه الرّياضة ال....الغريبة.

قطّبت بيا حاجبيها لتقول: هذا ليس مضحكاً.
توقف بيس عن الضحك ورفع رأسه نحوها وهو يبتسم وقال: هل تريدنني أن أقتله؟؟؟ إنّه مزعجٌ حقاً.
ابتسمت بيا بسخرية وقالت: ما رأيك أن ترحل وحسب، فأنتَ أكثر ازعاجاً منه.
امتلأ المكان بصوت ضحك أرول الذي بدأ بالتّراجع للخلف وهو يُلوّح بيده ويقول: هههههه تم قصف الجبهة بنجاح، أهنّئكِ زوجة أخي.
ثم بدأ بالهرولة للدّاخل وأكمل: إلى اللّقاء، سأذهب لأرى يوكين.
صرخت عليه بيا من الأعلى: من تنادي بزوجة أخي أيّها الأحمق، سأقتلك إن رأيتك مرةً أخرى.
بيس بهدوء: اهدأي قليلاً وإلاّ ستقعين.
نظرت إليه بغضب وبعيونٍ ثاقبة وقالت: هذا ليس من شأنك، لا دخل لكَ إن سقطّت أم لا.
ابتسم بيس وأجابها: نعم هذا ليس من شأني، إذاً..هل ستبقين هناك في الأعلى؟؟.

قطّبت حاجبيها وأجابت: هذا أيضاً ليس من شأنك، أحمق.
ثم بدأت بالصعود مرة أخرى وهي تندب حظها التّعيس، ففي النّهاية هي لم تستطع الهروب والحصول على القلادة أي أنّها لن تستطيع الخروج من هذا الجحيم، بينما بقي بيس مكانه وهو يراقبها إلى أن اختفت داخل الغرفة ثم تنهد بقوّة وقال بصوتٍ خافت: ااااااه لماذا أنا إلى الآن أُبقي هذه الفتاة هنا؟؟؟ لماذا لا أدعها ترحل وحسب؟ هل..

سمع فجأةً صوت أحدهم يتسلل إلى أذنيه بقوّة على الرّغم من رقته: هي أيُّها الأحمق، ألم تكتشف الأمر بعد.
التفت إلى مصدر الصّوت ليرى ماري وهي تقف على بعد متر واحد عنه، تقدّمت نحوه وقالت: أهلا بعودتكَ لنا سالماً، إذاً ما الّذي كنت تقوله قبل قليل؟؟.
ابتسم ووضع يده خلف رأسه وقال: وأنا أيضاً سُعدت برؤيتكِ مرّةً أخرى.
أمسكت خصلةً من شعرها البنّي وقالت: لقد قصصته، هل أعجبك؟.
رفع إبهامه وضمّ قبضته بسعادة وأجابها: نعم، إنّه رائع.
ابتسمت وقالت وعينيها تبرقان: إذاً...هل كنتَ تتسائل عن سبب بقاء بيا هنا حتّى الآن؟.
رفع بيس حاجبيه بدهشة مصتنعة وقال: أوه متى قُلت هذا؟!؟! أنا لا أذكر.
قطّبت ماري حاجبيها وقالت: عجباً أيّها الزعيم؟؟!..هل كنتَ تنسى بهذه الّسرعة؟؟.
يدير ظهره ويقول: سأذهب لأرى يوكين.
تفتح عينيها على آخرهما وتقول بدهشة: يوكين؟؟هل هو هنا؟ متى جاء؟.
يلتفت إليها بسرعة ويقول: هييي ألم تعلمي بعد؟ لقد وجدته وأحضرته إلى هنا مرّةً أخرى وهذه المرّة إلى الأبد.
جرت بسرعة وقفزت فوقه وقالت وهي تعبث بشعره: أنت هو الأفضل أيّها الزعيم.
ضحك وقال وهو يدفعها نحو الداخل: أعلم هذا، هيا اذهبي أنا متأكد بأنّه يبحث عنكِ الآن.
ما أن أنهى بيس كلامه حتى بدأت ماري بالجري نحو المقر وهي تصرخ: شكراً لك، وأيضا بيا هنا لأنّكَ تحبها....هذا ما كنت أودّ قوله، والآن حان دورك اذهب وأخبرها بما لديك، بالتّوفيق.

تنهد بيس وقال بحنق شديد: تلك المتهورة، ما كان يجب عليها أن تصرخ هكذا، ترى هل سمعها أي أحد آخر؟؟!! اااااه سأُجن.
~~~~~~~~
~~~~
~~

رمت بيا نفسها على السّرير وهي تشعر برغبة قوية في ضرب أحد ما الآن حتّى الموت، والأفضل أن يكون هذا الأحد هو بيس، تذكّرت يوكين، من هو هذا الطفل يا تُرى؟ ولماذا الجميع يحبّه هكذا؟، تقلّبت حول نفسها عدّة مرات إلى أن وقفت وقالت بحزم: حسناً....سأذهب لآراه.


أصواتٌ عديدة تتدافع من كل مكان، على الرّغم من أنّها كانت تُصدر صوتاً قوياً أثناء نزولها من السلالم ولكن أصوات الضحكات والأحاديث طغت على كل شيء آخر، وصلت بيا إلى الطّابق الأول حيث كان الجميع هناك يحتفلون ويضحكون بقدوم يوكين، وقفت مكانها أمام الباب وهي تشاهد بلهفة ما يحدث، لمحت أرول جالساً على طاولة الطعام العملاقة وبحضنه يجلس طفلٌ صغير بشعر أبيض وعينين زرقاوتين، يبدو أنّه يوكين فقد كان الجميع مجتمعاً حوله وهم يلاعبونه بسعادة، بحثت عن بيس ولكنّه لم يكن هناك...اوه نعم ماري أيضاً ليست هنا، وفجأةً تلمح ذلك الشيء، تُخرج لسانها لتمسح به شفتيها وهي تنظر إلى ذلك الطّبق الكبير على طرف الطاولة، تقدّمت ببطء وجلست على أحد الكراسي أمام الطّبق وبدأت بتناول حبات الكرز بسعادة كبيرة دون أن يشعر بها أي أحد.


وبعد مرور عدّة دقائق ترك الجميع الطّعام وذهبوا إلى منتصف الغرفة وعيون بيا تراقبهم وفمها ما زال يعمل، تجاهلتهم وعادت لتكمل عملها وفجأة سمعت صوتاً ناعماً لطيفاً يقول: إنها أختي ماري.
التفتت بيا لترى يوكين وهو ينظر إليها بابتسامة بريئة ولكن عندما رأى وجهها زالت تلك الابتسامة وحلّت مكانها علامات تساؤل واستغراب، وفي تلك اللّحظة وصلت ماري وخلفها بيس فالتفت يوكين إليهما ثم بدأ ينظر إلى الجميع حوله بتساؤل، وكأنه يودّ أن يعلم منهم من هي هذه الفتاة، لقد كان الجميع يبتسمون له وكأنّهم يقولون إنها معنا وأنّها جيدة، وأخيراً عادت تلك الإبتسامة إلى وجهه وجرى نحو بيا وهو يقول: أختٌ جديدة..هذا رائع.
وصل إليها وعانقها من قدميها، لم تدري بيا ماذا تفعل فجلست على الأرض وعانقته أيضاً وهي تنظر نحو بيس بتساؤل، أوه بيس...كان واقفاً في مكانه يضع يديه في جيوبه ويبتسم تلك الابتسامة المستفزة التي تكرهها بيا كثيراً، ترك يوكين بيا وجعلها تجلس على الأرض ثم جلس في حضنها وقال بلطف: اوه لقد أصبح لي أختان جميلتان الآن، أتعلمين..لقد حفظت وجوه جميع أولئك السّارقين الذين كانوا يسرقون من الميتم، ما أن أراهم سأصرخ هكذا انظري.
ثم وقف أمامها وباعد قدميه عن بعضهما ثم ضم ذراعية وصرخ: ها هم الأوغاد، اهجموا عليهم ومزقزموهم.
غرق الجميع في الضّحك بينما بقي يوكين واقفاً مكانه وهو يقول: ماذا؟ لماذا تضحكون؟.
قرصته بيا من وجنتيه وهي تقول: أظن بأنّكَ كنت تقصد مزقوهم، أليس كذلك؟.
ابتسم وأجابها برقّة: نعم مزقوهوهم.
وعاد الجميع للضحك بسعادة مرة أخرى، كانت بيا مرتابة بأمرهم حقاً، على الرّغم من أنّ أشكالهم مخيفة ويبدون حقاً كأفراد عصابة ولكن....


تصرّفاتهم...معاملتهم لها...ضحكاتهم...قلوبهم... مشاعرهم اللّطيفة التي اخترقت قلبها، هل هذا حقيقي؟ كيف يمكن لشيءٍ كهذا أن يحدث؟ هل هي تتخيل أم أنّ ماري كانت محقة؟ هل هم لطيفون هكذا دائماً؟ وخاصّة ذلك الذي يُدعى بيس...هل يا تُرى..

جرى يوكين نحو بيس وهو يصرخ: أخي بيس...دعنا نتجول في القرية.
ما أن وصل يوكين وأصبح عند قدميّ بيس حتى ضربه بيس ضربةً خفيفةً على رأسه الصّغير ذاك وقال بغضبٍ مصتنع: ألم أخبرك بأن تنادني أبي أيّها الصغير؟.
يمسح يوكين على رأسه بيده ويقول: آسف أخي..أقصد أ..أب..أبي.
ابتسم بيس ورفرف قلبه عندما سمع تلك الكلمة تخرج من شفتيه الصّغيرتين، فحمله ورفعه بيديه ليقول: حسناً، دعنا نتجول في القرية.

أنزله ثم أمسك بيده الناعمة وقال وهو يخرج: سأذهب مع يوكين قليلاً، إن جاء ذلك الشّرطي الأحمق أخبروه بأنني نفّذتُ وعدي وأحضرت يوكين إلى هنا مرةً أخرى.
زلزلَ المكان عندما انتشر ذلك الصوت الهادر في أرجائه قائلاً: ما رأيك أن تخبرني أنتَ بهذا ولكن في السجن؟.
التفت الجميع بمن فيهم بيا نحو ذلك الشاب الوسيم الجالس على حافة النّافذة وهو ينظر إلى الجميع بنظرةٍ غاضبة، ابتسم بيس وقال وهو يشدُّ على يد يوكين برفق: يبدو بأن حس الفكاهة لديك تحسّن سيد هيجي أوبروي.
نزل هيجي على قدميه بقوّة ثم عدّل سترته السوداء وقال وهو يحدّق بيوكين: مهما تحسّن حسي الفكاهي فلن أستطيع التغلّب عليك أيّها المجرم بيس بوي.
ضحك بيس بسخرية وأجابه: كلا فيبدو بأنك ستتغلب عليّ بكلماتك هذه.
التفّ يوكين بيديه على قدم بيس والتصق بها وهو ينظر إلى هيجي بعينين تغمرهما البراءة وقال بصوتٍ عالٍ: أريد أن أبقى مع أخي بيس.
التقت أعين هيجي المشتعلة مع أعين بيس المستفزة ودارت بينهما حربٌ صامتة قطعها الثاني بقوله وهو يربّت على رأس يوكين: أبي أيّها الصغير...أبي، وبالنّسبةِ لكَ أيّها الشرطي النّبيل فقد رأيت بعينيك أن يوكين يريد البقاء معي، لذلك ارحل من غير مطرود.
أجابه هيجي بحزم وشكيمة وهو يقترب منه أكثر: يوكين صغير على أن يتّخذ قراراته بنفسه لذا الشرطة هي التي تتحكم بمصيره، أي أنني لن أخرج حتّى لو طردتني، لذلك دع يوكين يعود معي بسلام، لا أريد أن أفتعل المزيد من المشاكل بسبب هذه القضية.

عاد بيس ليبتسم بسخرية وقال: هذا لن يحصل...ثم التفت نحو المخرج وأكمل كلامه قائلاً: ولا حتّى في أحلامك.
وبدأ يمشي مع يوكين بثبات، فأخرج هيجي مسدساً من أسفل سترته ووجّهه نحو بيس قائلا في حزم: قف مكانك.
بمجرد أن رأى أفراد العصابة هيجي وهو يُخرج مسدسه حتى أخرجوا أسلحتهم بسرعة واتقان ووجّهوها نحوه، بينما توقّف بيس في مكانه ثم انخفض ليصبح بمستوىيوكين وقال بلطف: هيا عزيزي..ما رأيك أن تذهب وتقف بجانب أختك الجديدة لبعض الوقت؟.
أجابه يوكين بسرعة: و...ولكن ألن نتجول الآن؟.
ابتسم بيس وأجابه وهو يفرك شعره الأبيض بلطف: بالطّبع أيّها الصغير، ولكن دعنا ننتهي من أمر هذا الأحمق الذي يقف هناك أولاً.
وضع يوكين يديه على خصره وقال بشجاعة: لا تقل عنه أحمق، أنا أحبّه ولكن أريد البقاء معك، هل أساعدك في طرده من هنا؟ فأنا قوي كما ترى.
ضحك بيس بهدوء وقال وهو يدفعه نحو بيا: لا بأس، إنّه ضعيفٌ جداً ولا يستحق أن يواجهك، أنا سأتولى أمره.
طبع يوكين قبلة سريعة على خد بيس واتّجه مسرعاً نحو بيا وعندما وصل إليها أمسك بيدها بقوّة وقال لها بلطف: هل ستأتين معنا للتّجول في القرية؟.
ابتسمت وأجابته: سنرى بشأن هذا الأمر.


وقف بيس باعتدال ونظر نحو بيا وهو يقول: سأترك يوكين في حمايتك، اعتني بابني جيداً.
ابتسمت بيا بسخرية وقالت: ولمَ عليَّ أن أفعل هذا من أجلك؟ ففي النّهاية أنا الآن سجينة عندك بعد ما اختطفتني من القافلة الملكية.
صرخ هيجي فجأةً بعد أن أنزل يده والتفت نحو بيا: هوووو لحظة واحدة...أنتِ هي بيا كوريزاكي من القافلة الملكية القادمة من الهند؟! اوه لا أصدق هذا، أمضيتُ كل هذه الأيام وأنا أبحث عنكِ وأنتِ كنتِ هنا طوال الوقت!!؟.
ثم التفتَ نحو بيس مرّةً أخرى وأكمل: بدتُ أكرهك الآن أكثر من قبل أيّها الوغد، وكم أودُّ القضاء عليك في هذه اللحظة.
أشار بيس بيده نحو أفراد عصابته ليخفضوا أسلحتهم ثم اتّجه نحو هيجي بخطواتٍ ثابتة إلى أن أصبح قريباً بما يكفي، فخلع سترته ورماها ليقول: هيا بسرعة لننهي هذا الأمر هنا....الآن.
رمى هيجي مسدسه أرضا ثم ابتسم وهو يعبث بشعره وقال: هذا من دواعي سروري ولكن تذكّر بأن في نهاية هذا القتال واحدٌ منّا فقط سيكون الوصي على يوكين وأنا متأكد بأنني سأكون هذا الشخص.
هتفت ماري من الخلف: لا تحكم على المباراة قبل أن تنتهي يا هذا، تأكد بأنك ستندم على ما قلته.

رمقها هيجي بنظراتٍ ثاقبة متذكّراً ما حصل لأخيه بسببها..أحسَّ بألمٍ شديد في قلبه فأزاح بوجهه عنها وعاد لينظر ناحية بيس الذي كان ينظر إليه نظراتٍ تعني "لا ذنبَ لها بما حصل".

مطّ هيجي شفتيه باشمئزاز وقال: لا تنظر إليّ هكذا..إنه ليس موضوعنا الآن، ركز على ما نفعله فهو لا يستحق أن نقطعه من أجلها.

أقدم بيس على الخطوة الأولى وتقدّم للأمام بسرعة موجّهاً قبضته نحو هيجي الذي تصدّاها بمهارة منحنياً للأسفل ثم حرّك قدمه ليركل بيس فأوقعه أرضاً، استلقى بيس على ظهره لثوان ولكنه سرعان ما حرّك قدمه ليمررها على قدميّ هيجي ليقع هو الآخر.

زفر هيجي بقوّة وقال: هل سنلعب هكذا دائماً؟ في كل مرّة نتواجه فيها أنا وأنت تقوم بفعل هذا...ثم صرخ فجأةً بقوّة: لماذا؟ أتستخفُّ بي وبقدراتي؟.
نظر بيس إلى هيجي نظرة بلا معنى ليقول: وما الذي أفعله؟.
أمسك هيجي من ياقة بيس بقوّة وسحبه نحوه بحركة خاطفة لينظر إلى عينيه بغضب ويقول: لا تتصنّع الغباء، متى ستصبح رجلاً وتأخذ هذا القتال معي على محمل الجد ولو لمرّة واحدة، هل عليَّ في كلِّ مرّة أن أشبعكَ ضرباً ثم آخذ يوكين وبعدها تذهب أنت وحدك وتقاتل جميع الحرّاس ورجال الأمن الّذين وضعتهم لحماية يوكين على الرّغم من أنهم أقوى مني لتُحضر يوكين إلى هنا مرّةً أخرى، كم مرّة ستفعل هذا بعد؟ لماذا تفعل هذا؟ لماذا تريد ابن أخي لهذا الحد؟ ألم تفهم بعد بأنه الوحيد من تبقّى لي من عائلتي بعد وفاة أخي، لماذا تريد أخذه مني؟هيا أجبني.

أجابه بيس بكل هدوء: أنتَ شقيق راهول الصغير، لا أستطيع إيذائك.
كاد هيجي أن ينقضّ على بيس بقوّة لولا تلك اليد النّاعمة التي أمسكت بيد هيجي لتجعله يترك ياقة بيس ويلتفت نحو ذلك الصغير الذي قال وهو على وشك البكاء: عمي...أنا أنا أحبّك و أحبّ أخي بيس أيضاً، لا تتشاجرا بسببي.
ابتسم هيجي وقال: عزيزي...لماذا تقول هذا؟، نحن لا نتشاجر بسببك وكما أن....قاطعه بيس ليقول: بلى نحن نتشاجر بسببه.
زفر هيجي بقوة ونظر نحو بيس بغضب وكاد أن ينهال عليه بالضرب لولا يوكين الذي قال: أريد البقاء معك ولكنكَ مشغول كثيراً ودائماً ما تتركني مع المربيات في المنزل، ولا تأخذني معك إلى أيّ مكان.
ينظر إليه هيجي بحزن ويقول: ولكن يوكين، أنتَ تعلم بأن عملي خطر عليك ولا يمكنني اصطحابك متى ما شئت.
يوكين: نعم أعلم، ولكن أبي كان يقول لي بأن أكون قوياً وكان دائماً ما يتقاتل معي ويأخذني إلى عمله، وأخي بيس أيضاً يفعل هذا.
هيجي وهو يمسك يوكين من كتفيه: يوكين هل أنتَ واثقٌ من أنكَ تريد البقاء هنا عزيزي؟.
يومئ يوكين برأسه فيعود هيجي ليقول بإصرار: يوكين أيّها الصغير، هل ستكون بخير هنا؟ إنّهم عصابة خطيرة.
يبتسم يوكين ويقول: لا تقلق عليّ عمي، فأنا قوي جداً وسأراقبهم جيداً ولن أسمح لهم بفعل أي شي خارج عن القانون.
هيجي: ( ما الذي أفعله أنا؟ هل حقا سأترك يوكين هنا في هذه العصابة؟ لقد وعدتُ أخي بأن أعتني به جيداً...وعدته أن أحميه وأن..) كلا كلا من المستحيل أن أتركك هنا وحدك.
يقف بيس ثم يمدُّ يده نحو هيجي ليساعده على الوقوف، يرفع هيجي عينيه نحو بيس وينظر إليه عدّة ثواني ثم يمسك بيده ويقف وهو يقول: أظنّ بأنكَ كنت تعرف أخي جيداً، أليس كذلك؟.
يبتسم بيس ويقول: ومن لا يعرفه...راهول أوبروي، كان قائداً عظيماً لنا.
تابع هيجي بغضب: وقد مات بسبب أعمالكم السخيفة الّتي كنتم تقومون بها.
بيس بحزن: لم تكن أعمالاً سخيفة، كان أخي راهول يد أبي اليمنى لسنوات، ولكن للأسف توفيّا سوياً في أعظم مهمة أنجزاها بكل شجاعة و عزيمة.
ابتسم هيجي ليقول: نعم، للأسف كان أخي جزءاً من عصابتكم، وقد خسر حياته بسبب هذه العصابة كما حدث مع زوجة أخي، ومن تحمّل مسؤولية كل هذا؟ هذا الطفل المسكين الذي ليس له أية علاقة بالأمر، وأنت الآن....يقاطعه بيس: أريد أن أحميه وأن أبقى بجانبه.

يبتسم هيجي بسخرية ويقول: ستحميه؟ أنت؟ وتريدني أن أصدّق هذا، لن أترك ابن أخي هنا معك وهذا نهائي.

بدا الغضب واضحاً على وجه بيس عندما أمسك بيد يوكين وقال وهو يتّجه نحو السلالم: تعال وخذه إذاً.
حاول هيجي اللّحاق به ولكن رجال العصابة وقفوا حائلاً بينهما ليضرب هيجي قدمه على الأرض بسخط ويصرخ قائلا: هيّا اقتحموا المكان.
ثم أطلق عدة رصاصات من المسدس الذي أخرجه بسرعة وانطلق بعدها نحو النّافذة وقال وهو يقفز منها: أراكم في السجن أيّها الأوغاد.
قفز بسرعة ليجد عناصر الشرطة تحيط به ومتأهبة لتنفيذ أوامره.
هتف وهو يجري بسرعة نحو الفناء الخلفي للمكان: تولّوا أمر أولئك الحمقى في الدّاخل، وأنا سأهتمُّ بأمر بيس ويوكين.
انطلق الجميع دون تردد وبدأت تلك الحرب بين الشرطة ورجال العصابة.



في إحدى ممرات المكان كانت بيا تجري بسرعة وهي تبحث عن بيس لتأخذ منه قلادتها وترحل عن هذا المكان البائس، وصلت إلى نهاية مسدودة فتنهدت بقوّة وقالت: أين سأجد ذلك العصابي الآن....أنا في مشكلة كبيرة.
سمعت الصّوت الّذي كانت تبحث عنه يقول: هل حقاً هذه الجميلة تبحثُ عنّي الآن !!؟.
التفتت حولها ولكنّها لم تجد أي أحد، جاء ذلكَ الصّوت مرّةً أخرى: هنا في الأعلى.
نظرت للأعلى وإذا بذلكَ العصابيّ يقف على حافّة الجدار حاملاً يوكين على ظهره وهو ينظر إليها بابتسامة، قالت وهي تتسلّق الجدار نحوهما: أعد لي قلادتي أيّها العصابيّ.
وصلت إليه ووقفت أمامه وهي تمدُّ يدها نحوه، ضحك بيس بصوتٍ خافت ثمّ قال: ساعدينا على الخروج من هنا وسأُعيد لكِ قلادتك.
ظهرتْ ملامح الشّك على وجه بيا وقالت وهي تسحبُ يدها ببطء: وكيف أكون واثقة بأنّكَ ستُعيد قلادتي بعد أن تخرج من هنا؟.
بيس: تزوجيني.

أطلق يوكين ضحكة عالية ليقول: أخي بيس...هل ستتزوجها حقاً؟.
نظر بيس إليه وأجاب: نعم، ألمْ تعجبك؟.
أخذَ يوكين يفكّر و يفكّر ويفكّر، وبعد عشر ثوانٍ من التّفكير العميق ابتسم وقال: نعم إنّها تبدو مناسبة لك، ولكنّها تحتاج بعض التعديلات.
نظرت بيا إليهما باستنكار وقالت: تشه...تعديلات؟.
يوكين: نعم تعديلات، فمثلاً يجب أن تكوني أطول قليلا لكي تصبحي بطول أخي بيس.
أجابه بيس بسرعة: كلا كلا هكذا أفضل...أحبّ أن تكون زوجتي أقصر منّي، فهذا يساعدني على الظّهور بمظهر القوي والمسيطر، كما أنّها تبدو لطيفة هكذا.
نظرت بيا إلى بيس وقالت وهي ترفع أحد حاجبيها: زوجتك؟ القوي المسيطر؟ ههه لطيفة؟.
تجاهلها يوكين ليكمل: لا بأس إذاً فلتبقى كما هي، ولكن أيضاً عليها أن تقصّ شعرها ليصبح مثل شعر أختي ماري، أنا متأكد أنّها ستصبح أجمل.
ابتسم بيس وقال وهو ينظر إلى بيا: أفضّل بأنّ يبقى شعرها هكذا، فهي وبشعرها هذا تفقدني صوابي...إن أصبحت أجمل لا أعلم ماذا سيحصل لي.
لم تستطع بيا منع نفسها من الابتسام، بينما قال يوكين بسرعة: ماذا سيحصل لك؟.
أجابه بيس: ربّما أموت.
انتفض جسد يوكين ليقول بسرعة وخوف: كلا كلا كلا لا تموت أخي بيس، حسناً حسناً لا تقصّي شعركِ...فليبقى هكذا، إنّه جميلٌ جدّاً على أيّة حال.
بدأت بيا بالضحك وقالت: عزيزي يوكين لا تقلق...فإن بيس لن يموت حتّى لو قصصتُ شعري هههههههههههه إنّه يمزح معكَ وحسب..

قال بيس بسرعة: هل سمعتَ هذا يوكين؟.
يوكين وهو ينظر يميناً ويساراً: ماذا؟ سمعتُ ماذا؟.
أجابه بيس: بيا...لقد نطقت باسمي للمرّة الأولى.
قال يوكين باستغراب: لماذا؟ ألم تكن تعرف اسمك من قبل؟.
كادت بيا أن تقول شيئاً ما عندما سمعت صوت وقع أقدامٍ قريب يتجه نحوهم، فأمسكَ بيس من يدها بسرعة وبدأ يجري نحو الأمام، صرخت بيا وهي تجري خلفه دون وعي: إلى أين أنتَ ذاهب؟.
تابع بيس الجري بينما قال يوكين: لا تقلقي لن يستطيع عمّي الإمساك بنا، نحن نفعل هذا دائماً وفي كلّ مرّة تستطيع النجاة.
قالت بيا وهي ترى رجال الشّرطة يتسلّقون الجدار: أنا لستُ قلقة من شيء...أنا فقط أريد قلادتي.
لمحت بيا أحد رجال الشرطة وهو يصوّب سلاحه نحو رأس بيس فصرخت بسرعة: بيس انخفض.
انخفض بيس بسرعة ومهارة ليتفادى الرّصاصة، ثمّ التفت نحو يوكين وقال: لقد نطقته مرّتين، هل تصدّق هذا؟.
ضرب يوكين بيده على كتف بيس وقال: أنتَ رائع أخي بيس، واسمكَ جميل جداً لذلك هي لا تستطيع المقاومة.
ضربت بيا بيدها على جبهتها وقالت: ستصيبانني بالجنون...أعيدوا إليّ قلادتي.


انتهى حرف الجدار فتوقف الثّلاثة في مكانهم، مدّت بيا رأسها لترى أمامها مسبحاً كبيراً، التفتت خلفها لترى رجال الشّرطة على بُعد عدّة أمتار منهم، وفي النّهاية التفتت نحو بيس لتقول: إذاً أيّها العصابيّ، ما الّذي ستفعله الآن؟.
أجابها بيس بسؤالٍ آخر: هل تعرفين السّباحة؟.
بيا: نعم، ولكنّني لن أقفز لذلك المسبح من هنا...أبداً.
أنزل بيس يوكين وأوقفه على الحرف ثمّ أمسك بيده بقوة وقال وهو يمسك بيده الأخرى من يد بيا: ليس لدينا خيار آخر.
صرخت بيا: كلا بيس...أنا لا أستطيع القفز.
ابتسم بيس وقال: إنّها المرّة الثالثة، يجب أن نحتفل....واحد اثنان...اقفزا.


سقط الثّلاثة معاً داخل الماء و بدأوا بالسّباحة بالاتّجاه المعاكس لكي يستطيعوا الخروج، اصتدمت بيا بظهر بيس الّذي كان أمامها و لفتتْ سباحته البطيئة انتباهها فهو ليس ضعيفاً، هناك ما يُبطئه حتماً، و اكتشفت الأمر، يوكين هو السّبب فهو لا يعرف السّباحة.
إحدى يديّ بيس كانت مشغولة بحمل يوكين والآخرى للسباحة، فكّرت بيا بأنّه لن يستطيع المقاومة الآن، كما أنّها سبّاحة ماهرة و الشّكر لوالدها الّذي كان دائماً ما يتسابق معها بالغطس و حبس النّفس، استغلّتْ الفرصة و غطسَتْ لأسفل المياه ثمّ أحاطَتْ إحدى يديها حول خصرهِ متمسّكةً به و باليد الأخرى بدأَتْ تُفتّش جيوبه و ملابسه إلى أن وجدت ضالتها، قلادتها الغالية، الآن كان وقتُ استخدام مهاراتها في السّباحة حيثُ أنّها سبقت بيس بمسافة كبيرة و خرجت قبله لتبدأ بالرّكض بسرعة وابتسامة النّصر مرسومة على شفتيها.

بيس يشتعلُ داخل الماء حرفياً الآن، لكن مهما كان السّبب فيوكين أهم، بمناسبة الأهم..قال ضاحكاً: يبدو أنَّ عروسك هربت و لمْ تودّعكَ حتّى.
نظرَ إليه بيس نظرات ثاقبة ليقول: بسبب من لمْ أستطع اللّحاق بها يا تُرى!.
رفع يوكين رأسه بغرور وقال: أنتَ سبّاحٌ فاشل، ما دخلي أنا؟.
تابع بيس شجاره معه كالأطفال وقال: أنتَ لا تعرف السّباحة لذا كان عليّ حملك.
يوكين: كان عليكَ أن تجد طريقاً آخر غير المسبح أيّها العصابيّ.
قطّب بيس حاجبيه وقال: لا تناديني هكذا.
رفع يوكين حاجبيه وقال وهو يحرّك يده بلطف: ماذا؟!عروسكَ أعطتكَ هذا اللّقب...وهو يليق بك.
زفر بيس بقوّة عندما وصل لنهاية المسبح وقال: لقد وصلنا، اخرج قبل أن أُعيدكَ إلى المياه.


و بعد أن خرجا كان بيس يضع اللّحاق ببيا نصبَ عينيه، فهي ما زالت في مرأى نظره لكن تجري الرّياح بما لا تشتهي السّفن،
بدأ بالرّكض حين شعرَ بشيءٍ يشدُّ على يده و يُرجعه إلى الوراء لِيسقط على وجهه بشكلٍ مضحك جعل من ضحكات يوكين المرفرفة تنتشر في الأرجاء.
كان هذا هيجي الذي وصل إليهم حيث أنّه أخذ طريقاً مختصراً، كانت ملامح النّصر المرسومة على وجهه تشبه ملامح بيا ولكنّها أكثر استفزازاً، حمل يوكين بعدما جاء رجاله وقيّدوا بيس وقال بسخرية: يبدو بأنّك فقدتَ أميرتكَ الجميلة.
فتحَ بيس عينيه بدهشة ليقول: هل...هل هي أميرة؟.
أجابه هيجي: ليسَ تماماً ولكن يمكن اعتبارها كذلك، إنّ الأمر معقّد بعضَ الشّيء، ولكن هذا لا يهمّكَ الآن فلديكَ العديد من الأمور الأخرى الّتي عليكَ القيام بها.


وكانَت تلكَ آخر مرّة أرى فيها بيا }



&&&&&&&&&&
&&&&&&&&&
&&&&&&&&


دمعةٌ صغيرة خرجت من عينيها الزرقاوتين لتمشي ببطءٍ على خدّها المحمّر كوردِ الجلّنار، شهقت بقوّة وهي تنظر إلى عينيّ بيس الّذي قال مبتسماً: لماذا تبكين جميلتي؟.
أجابته وهي تمسح دموعها: القصّة...كانت مؤثرة جدّاً، هل...

قاطعها ريوسكي ليقول بملل: كانت مقززة، هل كنتَ تختطفُ الفتيات لأجل شقيقكَ أيّها الأحمق؟.
التفتَ بيس نحو ريوسكي وقال باستفزاز: نعم كنتُ أفعل هذا ما الّذي ستفعله أيّها الحمار الأخرس؟.
كاد ريوسكي أن ينفجر غضباً لولا صوت ضحكة لورا الّتي تعالت في الغرفة، التفتَ نحوها ليتوقّف عقله عن العمل وهو يتأمّلها، ضربات قلبه تزدادُ شيئاً فشيئاً، رفع يده ووضعها على صدره وهو يحاولُ تهدئة قبله بقوله "لا يحدثُ شيءٌ لي، لا ينبضُ قلبي هكذا بسببها...إنّها لا شيء، لا شيء"

محتالٌ مفضوحةٌ أحداقه، هل تضحكُ العينان لها لو لم تعني لكَ شيئاً؟!
هزّ رأسه بقوّة وأخفض عينيه نحو الأرض الخشبية منتظراً أن تهدأ العاصفة، بينما قال بيس: لماذا تضحكين جميلتي؟ هل حصل شيءٌ ما ولم أنتبه له؟ هل فعل الحمار الأخرس شيئاً غبيّاً مرّةً أخرى؟.
هزّت رأسها نفياً وأجابته بسعادة: منذ مدّة لم تتشاجرا هكذا أمامي، وأيضاً لم يناده أحدٌ بالحمار الأخرس منذ أن اختفيت، أنا فقط سعيدة بأنّنا وجدناك.
أمالت رأسها وأكملت: أهلاً بكَ بيننا من جديد بيس.
اتّسعت ابتسامة بيس وقال: أعلم بأنّكم افتقدموني كثيراً ولكن لا تقلقوا فأنا عدتُ الآن.
جاء صوت ريوسكي ساخراً من الخلف: بالطّبع لن نقلق وخاصّة إن كان المعني بالأمر هو أنت، ففي النّهاية استطاعت فتاة واحدة أن تخطفك وهذا يوضّح كلّ شيء.
قطّب بيس حاجبيه وقال بغضب: ألا تستطيع أن تبقى صامتاً؟ لو كنتُ أستطيع الحركة الآن لهشّمتُ وجهكَ المزعج ذاك.

علت ابتسامةٌ ساخرة وجه ريوسكي وقال باستفزاز: من الجيد أنّك لا تستطيع الحركة وإلا كنّا واجهنا العديد من المشاكل الّتي لا داعي لها، يكفي غبيّ واحد قادر على الحركة ( يقصد لورا).
وقفت لورا وقالت: لا أعلم من تقصد بالغبّي ولكن....

قاطعها ريوسكي الّذي كان متكتّفاً: حقّاً؟!.
نظرت لورا بغضب إلى ملامحه المستفزّة وقالت: ما هي مشكلتك أيّها الحمار الأخرس؟ هل تريد افتعال شجار هنا؟.
أجابها بغضب بعد أن قام من مكانه ليقف أمامها: أنا أريد افتعال شجار؟؟؟! ألا يجب أن تقولي هذا لكِ ولهذا القبيح أخ زوجي الوسيم؟؟!.
صمتَ وهو يحدّق في عينيها بعمق، ابتلعتْ ريقها وهي تحدّق في عينيه مجبرةً بعد أن أخفض رأسه و اقترب منها تاركاً بضعة سنتيمترات بينهما، قالتْ بتلعثم: ولما...لماذا تقول هذا؟ ما الّذي فعلناه أنا وبيس حتّى تغضب لهذا الحد؟.
شعرت بنارٍ تتأجج داخل عينيه وهو يقول: إنّ أخي سيسار يعاني هناك لوحده وأنتما هنا بدلاً من الإسراع في إنقاذه تقفان عند كلّ أمرٍ يحدث، صغيراً كان أو كبير وتستمتعان به.
استجمعت ما بقي من قواها العقلية لتقول: لا تتحدّث هكذا وأنتَ لا تعلم ما في قلوبنا فنحن....

قاطعها بحزن وألم وهو يمسك ذراعها بقوّة: ألا يؤذيكِ أن تسمعي هذا منّي في كل مرّة؟! ألم تشعري بعد بالأسى علي وأنا أحاول جاهداً أن أجد هذه الكرات السّخيفة بأسرع ما يمكن؟!.

ابتلع ريقه وأكمل: تهتمين بالجميع وتحاولين مساعدتهم، لمَ لا تحاولين فهمي ولو قليلاً؟! لِم لا ترين بأنّني أتقطّع إلى أشلاء في كلّ لحظة وأنا بعيد عنه؟!، لِمَ تواصلين معارضتي على الرّغم من أنّكِ تعلمين بأنّه عائلتي الوحيدة وكلّ ما تبقّى لي في هذا العالم؟! هل تفعلين هذا عمداً؟! ألم تكتفي بعد من أحلامك وقصص حبكِ؟! ألم يحن الوقت بعد لكي أصل أنا إلى حلمي الوحيد وأستعيد أخي؟! ألم....

قطع بيس جو المأساة بهدوء قائلاً: ريوسكي هذا يكفي، تعلم بأنّ جميلتي ليست هكذا ولم تقصد أي شيء من الّذي تفوّهتَ به، فهي.....

رفعت لورا يدها وقاطعته: كلا بيس، ريوسكي محق.
تركَها ريوسكي والتفتَ للنّاحية الأخرى وهو يحاول تهدئة مشاعره، بينما جلست لورا على ركبتيها وقالت وهي تعتصر قبضة يدها: أنا...أنا آسفة حقّاً، لم أكن أعلم بأنّكَ تشعر هكذا !، أنا...أنا...أنا.....
لم تستطع أن تنطق بأي شيءٍ آخر بسبب مقاومتها لدموعها الّتي كانت تناضل للخروج من مُقلتيها، صرخ بيس بغضب: هي جميلتي، لا تعتذري لهذا الأحمق فأنتِ لم تفعلي شيئاً.
ثمّ التفت نحو ريوسكي وأكمل بصراخ: وأنتَ أيُّها الحمار الأخرس من سمح لك بأن تجعل جميلتي تبكي ! ألا تعلم بأنّ دموعها غاليةٌ علي!!.
ابتسم ريوسكي بسخرية وأجابه ساخراً وهو ينظر إلى عينيه بقوّة: ألا تلاحظُ بأنّكَ سبب بكائها وسبب كل المشاكل!! أنتَ وحبيبتكَ الحمقاء!!.
تحرّكَ بيس بغضب وهو يحاول التّخلّص من قيوده باستماتة وصرخ عالياً: لا تتكلم هكذا عن بيا أيُّها الوغد.

صرخ ريوسكي فجأةً: إذاً ماذا تريد أن أفعل...هل أشكرها؟؟!.
أجابه بيس وهو لم يتنازل عن صراخه الغاضب: لا يحقّ لكَ حتّى التّكلم معها.
أكمل بهدوء بعد أن أخفضَ رأسه نحو الأرض: حمارٌ أخرسٌ وغد بلا فائدة.
جاء صوتُ ريوسكي ساخراً: هههه لا يسعكَ فعل شيء سِوى التّفوه بالحماقات.
قطّب بيس حاجبيه ليبدوان وكأنّهما ملتصقين وقال بغضب: ما الّذي تقصده؟!.

تدخّل موهيت فجأةً بعد أن وقف على قدميه وصرخَ بغضب: أحسنتم...أحسنتم جميعاً، استمرّوا في الشّجار هكذا، استمرّوا به طوال اليوم ولا تتوقفوا أبداً فأنتم تقومون بعملٍ رائع.
أنهى كلامه بضربة قويّة على الأرض ثمّ خرج مسرعاً وهو يقول بغضب: أغبياء..حمقى..أريد أن أقتلهم....
عمّ المكان هدوء مخيف بعد خروج موهيت، كانت لورا ما زالت جالسة على الأرض بهدوء وهي توجّه نظرها نحو الأرض، وبيس تارة ينظر إليها بحزن وتارةً أخرى ينظر إلى ريوسكي بغضب، أمّا ريوسكي فعاد ليجلس على الأريكة.

جاء صوتُ ضحك خفيف من ناحية لورا، التفت كلا الشّابين نحوها فلم يسعهما سِوى الإبتسام عندما قالت بمرح على الرّغم من الدّموع الّتي تزين مقلتيها: لقد غضب موهيت بشدّة...هل رأيتم ملامحه عندما كان يصرخ علينا!!.
تعالت ضحكات بيس وهو يقول: نعم نعم لقد كان يبدو غاضباً جدّاً، وقد أخبرنا بأن نستمر بالشّجار..هههه إنّه لطيفٌ كالأطفال.

ازدات ابتسامة ريوسكي لمعاناً عندما قال وبريقُ عينيه لم يخبو: لم أره منفعلاً هكذا منذ مدّة، على الرّغم من أنّه كان يصرخ علينا ولكن كان ممتعاً رؤية موهيت هكذا.
التقت عيناه بمقلتي بيس الّذي قال: إنّها المرّة الأولى الّتي يصرخ فيها عليك، أليسَ كذلكْ أيّها الحمار الأخرس!!؟.
أجابه ريوسكي بوجهٍ خالٍ من المشاعر: ما زلتُ غاضباً منكما، لا تتكلّما معي.
جلستْ لورا بجانبه وقالت برجاء: ريوووووسكي أنا آسفة، لا تجعل الأمر يطول أكثر من هذا، ما الّذي يجب عليّ فعله لكي تسامحني؟ ها؟!.
تكتّف ريوسكي بعد أن زفر ثمّ التفتَ للنّاحية الأخرى، أمالت لورا جسدها بلطف وقالت بعد أن أصبح وجهها أمامه: هييي أرجوووك...سأفعل أي شي تريده، هذا وعد سأفعل أي شيء.
وقف ريوسكي على قدميه فجأةً لتقع لورا على الأرض بطريقة مضحكة، رفعت رأسها نحوه فارتفع حاجبيها بصدمة وهي تنظر إليه والشّرارات تخرج من عينه، ابتسامةٌ شرّيرة مرسومة على شفتيه، قال بلهجةٍ شيطانية وعينيه مثبّةٌ عليها: أيّ شيء؟!.

ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تجيبه بخوف: أ أ أ أ.....أيّ شيء!.
.
.
.
.
.
.

~ نهاية الفصل الثّالث والعشرون ~


الأسئلة:

١- كيف كان الفصل؟ أفضل جزء؟.
٢- ما رأيكم بقرار يوكين بالبقاء مع العصابة بدلاً من عمّه؟.
٣- كيف كان هروب بيا من بيس؟ ><
٤- ما الّذي سيطلبه ريوسكي من لورا يا تُرى؟
٥- لو كنتم مكان ريوسكي ماذا ستطلبون من لورا ؟

إلى لقاءٍ آخر^^

دمتم بودّ


بالمناسبة....مقابلة ريوسكي ما زالتْ قائمة_ _


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][img3]https://e.top4top.net/p_961dc80q3.png[/img3]
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
{ ذلك الاحمق ينجح باستفزازي ببروده } ۾ـچڑڌ ۾ـڜاξ ـڑ روايات الأنيمي المكتملة 925 11-05-2017 10:31 PM
اتعرف على الأنمي لعبة ممتعة ♥Ťĥɛ Ȑɛȡ Ḡḭяḽ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 02-25-2014 09:06 PM
اسأل سؤال غبي والي بعدك يجاوب جواب غبي 😊😊 حياتي مدمرة أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 09-14-2012 02:10 PM
{سر المخطوطة القرمزية} بقلمي ... قراءة ممتعة^.^ ۾ـچڑڌ ۾ـڜاξ ـڑ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 249 08-18-2012 04:38 PM
نهاية الفصل الأول من حب في معمل الكيمياء .(كاملة ) . اتمنى لكم قراءة ممتعة ¦₪¦╣• قلم الأحساس مودة •╠¦₪¦ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 07-27-2012 03:17 AM


الساعة الآن 05:21 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011