Never say That wont happen to me. Life has a funny way of proving us wrong



مدونتي
ماتخبئه لنا النجوم

السلام عيلكم ورحمة الله

بما انه لدي المزيد من الوقت فسأضع البارت الخامس
بسم الله




5#
كان النهار مشمسا وأحببت لو أودع هذه المدينة قبل أن يأتي الرجل لأخذي صباح اليوم الموالي ،
إرتديت ذاك السروال والقميص من مشتريات أمس ، ربفعت شعري برباط مطاطي
ثم توجهت نحو غرفة راوند ، لم يكن هناك ، ربما ذهب للعم أو للجامعة ...
تذكرك أمر رسالة الأمس ففتحت بريده بسرعة لأقرأ رد أبي على رسالتي ،
ماهذا ؟ لم أجد شيئا ، نزعت علامات الخيبة من وجهي وقلت مواسية نفسي :
" لا بأس لربما هو مشغول لذا تأخر في الرد "
طفضول فقط بدأت أقرأ الرسائل الموجهة من راوند إلى والدي ، لكن ... لم أجد جواب من الأخير ،
ما يرسله راوند في الغالب يكون من سبع كلمات وفقط في المناسبات
كـ " لقد إستطعت تجاوز هذه السنة بتقدير ممتاز "
" أملك عملا ولا أريد تدخلا منك بعد اليوم فيما يخصني "
" لن أقيم حفلة التخرج لأي سبب كان "
" إبنتك تحتاجك ، أبلغ هذا لزوجتك أيضا "
تبدو كل هذه الرسائل مرسلة في مناسبات معينة والواحدة منها تفصلها شهور عن الأخرى
كانت الرسالة الأخيرة " لم أحتمل ما يجري ، سأرسل إستيرا لكما صباح الأحد بما اني أعلم عنوانكما ،
وهي ستخبركما بما حدث معها "
ثم أجد رسالتي التي كتبتها بكل مشاعري ـ إنتفض جسدي وأنا أسمع الباب يغلق
عاد راوند إذا ...
وضعت الخاسوب على مكتبه ثم خرجت وحدقت به في هدوء ، قال مستغربا وهو يرمي مفاتيحه
على الطاوله : " ما بك ِ ؟ "
أجبته وأنا لا أزال محافظة على رباطة جأشي : " أتظنني حمقاء لهذه الدرجة ؟ علمت بأمر
إرادتك إرسالي لباريس حيث والداي ، دون أن يطلبا منك ذلك "
أكملت بنبرة هجومية وأنفاسي تقطع : " والدي لم يكلمك أبدا ولم يرد على رسائلك مطلقا ،
كيف تؤلف كل تلك القصة للتخلص مني ؟ ألم تقل إنك ستحميني يا أخي المزعوم ؟ "
لم أجد إجابة منه غير الذهول ، فعدت أقول بغضب جامح :
" إنك أخ سيئ ، أتعلم ؟ كنت فخري في طفولتي ، لكن منذ حادثة الإفلاس ومغادرتكم لي جميعا
رامين بي في منزل ضخم مع مجموعه خدم ... منذ ذلك الوقت أدركت أن لا أحد يهتم بي ،
ولا أحد يريد وجودي ، سححقا لكم !!
صرخت وانا أقول الكلمة الأخيرة لكن راوند أجابني متجاهلا صراخي : " لم أحصل على طفولة أفضل منك
على أية حال ، بالرغم من وجودهما معي في نفس المكان إلا أنيلم أملك ذكريات معهما ،
عملهما أحب إليهما منّا ، ألم تفهمي هذا حتى الآن ؟ "
سكت وقال بصوت أجش :" كنت في الثانية عشر من عمري حينما أدركت الوضع
وقررت ترك المنزل بعد وصولي للسن القانوني ، لكن حادثة الإفلاس التي جرت بعد 4
سنوات من ذلك الوقت جعلتني أرحل لأسكن بعيدا عنكم مع جدي ، لم يكلفا أبدا
نفسيهما بالسؤال عني ، في الغالب كان جدي هو من يتصل بهما مذكرا إياهم بي ،
لم أهتم بهما أيضا ، اتخذت لنفسي عملا وشققت طريقي ، أتواصل معهما فقط عبر بريد ابي ،
فعلا هو لا يرد على رسائلي لكنه يقرأها ، فكم من أمر تغير برسالة مني "
صمت قليلا ليكمل بهدوء :" أعلم أنهما كانا يتركانك وحيدة ولا تلتقين بهما إلا نادرا ،
لذلك كنت آتي للمنزل وأحادثك بعض الوقت ثم أعود لحياتي ، فعلت هذا بدافع الأخوة
كونهما لا يملكان حسا بالمسؤولية وكل ما يريدانه المال ...
قاطعته صارخة وقد تجمعت العبرات في عينيّ :" بل قل بدافع الشفقه ، فل تذهبوا للجحيم جميعا !! ،
بل لأذهب أنا ، لأموت وأخلص نفسي من كل هذا !! "
حاول راند تهدأتي لكني أبعدته وخرجت مسرعة من الشقة لا أشعر بشيء ،
سأنام على حافة الطريق إن كان الخيار الوحيد كي لا أقابل أيا منهم مجددا .
- ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
توضيح :
حادثة الإفلاس أضرت بشركات والد راوند وإستيرا حينما بلغ راوند السادسة عشرة
وكانت استيرا في الثانية عشر من العمر ،
أدى هذا لحدوث الكثير من الضغوطات في
حياة أفراد الأسرة وصار يتوجب على والديهما العمل و السفر لمختلف البلدان ،
وأوكلا كل أمور ولديهما للخدم ، لم يحتمل راوند - وهو الذي كان يكره واقعه أصلا - الأمر ، فانتقل
لمنزل جده وبدأ العمل أملا في حياة اخرى ، فيما ظلت استيرا على حالها
بالطبع أراد راوند أن يجد بعض الاهتمام من والديه بعد انتقاله
على الاقل ان يتصلا به أو يحثوه على العوده للمنزل ، لكنهما لم يفعلا
بل إنهما لم يباليا ببقاء استيرا وحيدة ، ومن هنا تولد حنق راوند اتجاههما
واكتست شخصية استيرا قناع الهدوء ،
-ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ


إستيرا :
أدرك أني تجولت أكثر من اللازم في هذه الشوارع ، لكن مادامت السكينة تلفني فلا داعي لمناداة التوتر
لعودتي لشقة راوند ، أخذت أبحث بعيني ّ عن مكان عال لأرى منظر الغروب بهدوء ،
ثم حدقت طويلا في أحد المبني العتيقة ، التي نقشت حروف اسمه بوضوح
" ثانوية نيكولن " ، ليست هذه ثانويتي إنها عديدة الطوابق ، كما أنها خاليه ،
سأستمتع حتما بمشاهدة الغروب من سطحها ، تسلقت بابها الحديدي المزخرف
وأخذت أجري ما إن وطأت قدماي أرضها ، على نحوٍ غريب لم يكن الباب الرئيسي
مغلقا ، أدركت السبب بعد رؤيتي لدلو ماء بمحاذاته مكنسة ، كانت كل أبواب الفصول
مغلقة ، ماعدا واحد ينبعث من جوفه نور خفيف ، لا بد أن مسؤول التنظيف هناك ،
-حبست أنفاسي واستعنت بروحي المُغامِرة - و أنا أجتاز الغرفة المفتوحة مهرولة
بصمت نحو السلالم ، شعور بالزهو تملكني وخلتني أفعل شيئا مميزا ...
أكملت صعودي إلى أن واجهت كمية كبيرة من الهواء العليل تخترق مسامات جلدي
يزداد فخري بوجودي هنا كلما اقتربت أكثر من السور الحديدي ،
مكثت اتطلع للأفق أحدق للعروس المغادرة عرسها في موكب بهيج تحف به السحب
المتناثرة كأنها تسحب الشمس سحبا رافضة رحيلها ، فتلقي عليها الأخيرة أشعة برتقالية
تخترق السحب وتستمر في الصعود نحو السماء ،
لا أقدر على وص مدى استمتاعي بهذا المنظر ، لريما مرت نصف ساعة قبل ان أفكر في النزول ،
كنت أكثر ثقة وانا أنزل هذه المره ، وكما دخلت ألى هنا خرجت بسرعة ,
حينما عبرت الشارع أدركت أن الليل سيحل ، وعليّ تقرير مصير ليلتي هذه ، ابتعت شطيرة
صغيرة بمال قليل وجدته في جيب البنطلون ووأكلتها على مهل في الحديقة العامة ،
بعد إنهائي إياها حسمت أمري بالعودة _ وإن كان هذا جارحا لكرامتي - ، حاولت تذكر الطريق
والأزقة التي سرت فيها ، وهنا كنت كمن يتخبط في اللاشيئ،
حلّ الليل تماما ، كثرت الأضواء وقلّ الأمان ، فتسلل الخوف ليهزّ عروقي ، لم أكن أعلم
اسم المجمع السكني الذي يسكنه راوند لذا اكتفيت بوصفه لكل من اساله والأجابة سلبية دوما ،
يبدو الأمر غريبا كوني ابنة هذه المدينة ولا اعرف موقع سكن اخي
لكني لم املك قط وقتا طويلا للتجول فيها بمفردي واكتشاف كل شوارعها .
مرت ساعة اخرى ومازلت على حالي ، مهزومة اهيم على وجهي دون وجهة ،
ليتني ارى شخصا اعرفه ولو من باب الصدفة وارجو ان يعرف المكان من وصفي ،
ليت هذا يحدث !
حاولت عدم الاستسلام فاطلقت ساقيّ للريح هذه المرة واللتان توقفتا تماما بعد 25 دقيقة من الركض ،
أحتاج الماء ، والنوم أكثر من أي أمر آخر في هذه اللحظة ،
رميت بنفسي على احد الكراسي وسرحت بخيالي ، يذيبني شعور الندم الآن ، ليتني لم أبتعد كثيرا .
ــــــــــــــــــــــــــ
راوند
لا أزال أبحث عنها ، تلك الحمقاء أين ذهبت ؟؟
ليست في الفيلا و لا في منزل جدي ،
الشرطة لن تبدأ البحث قبل 48 ساعة من إختفائها
وانا مرهق من ساعات اقتفاء اثرها المضني
وزيارة كل مكان من المحتمل ان تكون قد ذهبت له
فوق كل مشاكلي ... تأتي أختي لتكون اكبر مشكلة
اصادفها ، بالطبع لم أخطأ بمحاولتي ارسالها لوالديها
الخطأ أني تركتها تخرج ولم ألحق بها فورا ،
كيف سأجدها الآن ؟ !

Never say That wont happen to me. Life has a funny way of proving us wrong



مدونتي
ماتخبئه لنا النجوم