عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   روايات الأنيمي المكتملة (https://www.3rbseyes.com/forum183/)
-   -   قلمٌ ذهبي ~ الجانب الآخر (https://www.3rbseyes.com/t507767.html)

εмεяүs✿ 05-29-2016 06:30 PM

سلااااامي و2

أهلا وردة ..ارجو ان تكوني بخير عزيزتي و1

فعلا كلمات الاعجاب لم تعد تكفي ..

البارتات الجميلة لا أستطيع كتابة رد ملائم و يمكن ان يعبر عنها .. ق7ق7

لا أصدق انك كتبتها منذ ست او سبع سنوات ..يا بنت اذا كان عندك رواية اقدم تعالي بها هه1

أسلوب جميل و وصف أروع ..ساي ~ يا الهي كم أحببته ..أنا احب العينان العسليتان كثيرا ..أجل ! ق9ق9

انا سابقا لم أقصد ان روايتك الأخرى لم تعجبني ..أعجبتني بالتأكيد و لكن هذه راقتني أكثر ..و يبقى رأيي الخاص ..!

إنهما لطيفان حقا ..كلاهما يناضل من أجل الآخر بطريقته الخاصة .. امورة

ساي الأحمق يهمل صحته و لا يهتم ..أيضا ، ألهذه الدرجة أسعده لفظ ميرنا لاسمه ؟! ..غريب مريب ! هع2

مايك الطبيب الحريص ..يجب ان يهتم بساي و الا لن أغفر له ق2ق2

آسفة على عدم الرد في الفصول السابقة و لكنني لم اجد ما اقوله امام ابداعك ..واصلي حبيبتي و3

تلك المخطوبة الوقحة ..حتى اسمها لا احب نطقه ..كيف تجرؤ !؟ سحقا لها و لغرورها و كل شيء سيء بها هه1هع4

أما هاجي فله حديث خاص .. ان له رونقا خاصا و لطيفا في الرواية بمزاحه الخفيف هه1

لقد صدقته حقا ..تلك الكذبه الجميلة ..راقت لي هه2

أنتظر البارت بفارغ الصبر ..

انا رأيت شكواك في أحد المواضيع بالمنتدى ..و هي عدم التبليغ بالأخطاء ..لمحت خطأين ..و هذا بالفعل جميل ، فخلال ثلاث فصول يوجد خطأين فقط!

في الواقع لما عدت ابحث عنهما نسيت أين و لكني أتذكر نوع الخطا ..هههه اظن انه يجب ان لا اتكلم اذا لم احضر الدليل هههه ..المهم مرة يجب ان تكون الهمزة على الواو و مرة أخرى خطا مثل هذا النوع

سبع ليال ..بما أن المعدود "الليل "مذكر فان العدد يكون مؤنث و العكس صحيح ..لذا فالجملة الصحيحة "سبعة ليال"

أرجو ان لا أكون قد أثقلت بملاحظاتي ق6ق6

تقبلي مروري ..انتظر البارت القادم بفااااارغ الصبر
على فكرة التصميم جميل جدا ق1


تحياتي و2

بامسي 05-29-2016 07:06 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسفة على التاخر حقا انا اسفة اعذرين يا صديقتي انا اسفة .
وضعتي 3 بارتات يالا الروعة انت حقا مذهلة واو ما شاء الله ،
مبدعة و كلماتك روعة ما شاء الله ، اللهم لا حسد،
اعجبتني كلاماتك انها اكثر من رائعة اسفة لم ارد مبكر ،
قصتك عم تتطور هي حقا رائعة ،
اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك،
هيك ساي بدو اسمه فقط ، ليك يا ساي انا لن اتوقف عن ذكر اسمك بس انظر الينا ، ساي ساي ساي ساي ساي ساي سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااييييييييييييييييييييييييي
يا عيني عليك يا عمري انت رائعة شكرا على قصتك المذهلة انها رائعة بتجنن ،
شكرا مشكوووووورة والله يعطيك الف عافيه
في امان الله

صَاعِقَةٌ 05-29-2016 07:47 PM

واااااااااا ما هذا ؟؟
لم أستطع الرد إلا أن فاتني بارت...!
على كلٍ راق لي هاجي..وكذبته تلك ... انطلت علي أنا أيضًا...وفكرت بمجريات الأحداث لكنكِ فاجأتني...
في الواقع لم أستطع قول غير هذا فقد عجزت تعابيري عن وصف إبداعك...

Snow. 05-29-2016 08:06 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيفك غاليتي؟

أخبارك؟

إن شاء الله بخير

يااااااااااااااااه الأحداث تزداد تشويقا يا فتاة

حسنا أنا أعترف

هاجي هو ملك الإزعاج

حقا مزعج هذا الشاب و يلعب على الأعصاب

عن قريب سأمرض من أعصابي بسببه مثل ساي

الله يعينهم لساي و ميرنا

أعني انظري الى ما فعل

كاد ساي يساب بجلطة بسببه

ساي في هذين الفصلين على أعصابه

مسكين ساي

مادونا والدة ميرنا تبدو أم رائعة

أعني معاملتها لساي خير دليل لذلك

لطيفة جدا و مراعية

يا الهي خطفت أنفاسي لحظات قول ميرنا لاسم ساي و سعادتو الغامرة

أبوه الباكا ليش ما يفهم أنو ساي ما بدو ياها لفيونيكا

و هديك البقرة محبة المال يلعن إبليسها شو ثقيلة على القلب>بكرهك من القلب

المهم الفصل كان قاتل يا فتاة

حمستني للقادم

في انتظارك

يا بنت اشتقنا لروايتك الأخرى

لا تنسيها أوكي؟

جاااااااانا


وردة المـودة 05-29-2016 08:10 PM

سلمك الله لؤلؤة...

شكرا...على الإطراء...
و الرد الثري..
فهمت مقصدك غاليتي و اعطيك الحق، و ذلك لأني لم أجعل الصياغة في الجانب الآخر متكلفة...

أدرك نقاط ضعفي جيدا...اقصد بعد قراءة هذه لاحظت الفرق...
للظروف دورها...
كان يجب ان اعطي نفسي وقتا كافيا...
و عن ملاحظاتك اللغوية سأحاول تدارك الأمر، و لاتنسي تتنبيهي في القادم...





اهلا احلا آمالي، سررت لردك المفعم بروح الحماس...
سأخبر العزيز ساي عنك و عن لطفك..ههههه
سيدير رأسه لك..واثقة..


شكرا لك ليلي، كلماتي ليست من السماء، جعلتني أشعر بكوني خارقة..ههههه

وردة المـودة 05-29-2016 08:21 PM

مرحبا كاراملا...
هههههه
كالعادة تجعليني انتظر ردودك المناقشة لاحداثي..بشغف..
أبادلك الشعور ...

خاصة على فيونيكا...

عن قصتي الاخرى، يومان و سيكون جاهزا بعون الله...
اشكرك على حسن المتابعة ...

وردة المـودة 05-30-2016 11:40 AM

[QUOTE=وردة المودة;8220931]
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/29_05_16146451093973761.png');"][cell="filter:;"]http://up.arabseyes.com/uploads2013/...0861613081.png

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...0861617973.png
البارت السادس


وضعَ السيد شيوكي يده على كتف ساي برفق قائلاً: مازلتَ لا تعي حقيقةَ الأمورِ ساي, ما تتحدث عنه ليست سوى ذرائع طفولية تلقنها نفسك....فلا حبَّ حقيقي و لا حياةَ لعائلتنا دونَ الحفاظ على موقع العائلةِ الاجتماعي...أتفهم؟ إنَّ فيونيكا فرصةُ عمرٍ لا بديلَ لها و لو كنتُ مكانك لما سنحتُ لأفكارٍ كهذه أن تحول بيني و بين السعادةِ التي تنتظرني.
كما توقع, نقاشُ ينتهي بما بدأ أو بالأصح لا بداية له و لا نهاية........
أُجبر على الذهاب معَ والده للاعتذار من فيونيكا لتعود الأمور لمجرياتها السابقة....
وقفَ أمام السيد سيفل معَ توترٍ من ردَّةِ فعله: مرحباً.
كانَ السيد سيفل واقفاً في الجهةِ اليمنى أمامه ممسكاً بكأسٍ زجاجي فاخر يحوي عصيراً يشرب منه بين لحظات و بعدَ أن سمعَ صوت ساي اتجه نحوه و الغضب بادٍ على عينيه: ألا تعرف كم ابنتي عزيزةٌ علي؟
أجابه: لا أحد يستطيع إدراكِ محبتك لها عمي.
كانَ الشعور بالإهانة طبيعياً حينَ تلقى تلكَ الصفعة أما الخدمِ و جميع الموجودين بالقاعة لكنَّه لم يكترث ففيونيكا أكثر إزعاجاً و حديثها أكثر إهانة.....
أكمل السيد سيفل بأسلوبه الحادِّ و الغاضب: لا تجرأ على مناداتي بعمي أيها الأخرق..لقد قلتُ لك من قبل أنِّي لا أودُّ رؤيةَ الدموعِ بعينيها و لكنها منذ مدَّة و قد أقفلت باب الغرفة و حبست نفسها.
(لا يهمني..)
لم يكن لدى ساي إجابةٌ مرضية فما بجعبته هيَ بعضُ الصراحة التي تستطيع إخراجه من هذا البيت بحياةٍ أخرى لكنَّه لم يكن يجرأ على التلفظ بأيِّ شيء يعارض به والده العنيد و المتمسك برأيه ....
تقدَّم السيد شيوكي من خلفِ ساي المطأطأ لرأسه قائلاً بابتسامة : انتظر سيفل, ألا ترى أنَّكَ تبالغ؟..من الطبيعي أن تمر أيامُ شجار في هذه السنوات..أنا و أنتَ من يجب أن نمدَّ يد المساعدة لهؤلاء الشابين فكما تعلم فهما في مقتبلِ العمر و بدايةِ المسير و لم تعلمهم الحياة قواعدها بعد.
(قواعد!!...تقصد كيفية الحصول على المال..؟)
نظر السيد شيوكي لابنه: لما أنتَ صامت ساي..قل شيئاً.
اقتصر ساي بجوابٍ يرضي الاثنين: قد قلتَ أساس المطلب.
جمعَ ما يملك من جرأة ليباشر السيد سيفل: عفواً عمي..لو سمحت أودُّ التحدُّث مع فيونيكا قليلاً.
لم يكن غضبه قد هدأ بعد: اذهب لها, و سوفَ أحترم رأي والدك لأسمح لك بالذهابِ لها لكن إن لم تسامحك فلا تنتظر رداً مناسباً...و لو تكرر هذا مرَّةً أخرى فسأحول ثروتك لجحيم و حياتكَ كذلك.
(و هل هيَ غير هذا ..؟)
صوتُ خطواته كانت تعلوا فوق ذلكَ الدرج المتعرج ذو الشكلِ اللولبي...
كانَ درجاً طويلاً مغطى ببساطٍ أحمر قانٍ زادَ إشعاعه ,و سوره المملوء بزخارف مختلفةِ الألوانِ قد أعطى لون تنوعٍ و حياة لتوازن الظاهر الذي كادَ يكون مكبوتاً....
أدار جسده ليلتفَّ يساراً نحوَ بابِ صغير أبيضَ اللون طارقاً بابه....
كانَ الجواب حادَّاً و صارماً نوعاً ما: قلتُ لكم اتركوني و شأني, ألا تفهمون؟
بلعَ ريقه و للحقِّ أحسَّ بكسرةِ استعطاف على هذه الفتاة ,فقد حبست نفسها لأنَّها تريده و تأمل بقاءه لها وحدها فنطق باليسير الذي قاله بتصنع لكن ليسَ لإجبارٍ أو مجاملة بل لجبر قلبها الذي كسره : هذا أنا أميرتي.
...: هل طلبَ أبي منكَ المجيء للاعتذار؟
لم يكن صوتها يظهر الألم لكن فعلها بلى..:لا ,لم يفعل...بل أفزعني بصرخاتِ تأنيبه عندما رآني...و الآن هللا فتحتِ الباب عزيزتي..أم تخططين أن توقفيني هنا؟
كانت خطواتها المقتربة من الباب مسموعة و نبرتها كانت تظهر بشكلٍ أوضح: عد لتلك الفتاةِ التي بدأت تأخذ مكاني في قلبك.
لم يكن يستطيع إنكار هذه الحقيقة لكن الموضوع ليسَ كما تظن هيَ و هذا ما كانَ يثير غضبه فهوَ قد أخذ تلكَ الفتاة كعصا يتكأ عليها و جليسةٍ تنسيه همومه و ليس كما تظن فيونيكا ,و في الأساس إنّ تلك الفتاة استقرت بمكانها و لم تحتل مكان أحد ...و خاَّصة أنّ ساي يعلم في قرارةِ نفسه أن لا مكان لفيونيكا بين ثنايا جنانه النابض....
أمسك بمقبضِ الباب محاولاً فتحه: بلهاء, لن تستطيع أيَّ فتاةٍ فعل هذا...حتى الآن أنا أسيرُ سجنكِ أنتِ.
فُتحَ الباب لتظهر فيونيكا من خلفه مقابلةً له: إذاً أسدِ لي خدمة.
لم يحاول انتظار طلبها الذي قد يزعجه كما جرتِ العادة: ما بك؟ دعيني أدخل على الأقل؟
أظهرت بعضَ القسوة في ملامحها: لا تراوغ ساي.
"ماذا تطلب عزيزتي إذاً؟"
"أخرج الفتاة من العمل هناك."
أشاح ساي وجهه عنها و كأنَّه يحاول عدم إدراك ما قالته تواً لكن فيونيكا قالت: لا تقل لي أنكَّ لا تعي أيَّ فتاةٍ أقصد.
اصطنع ابتسامةً مزيفة: بالتأكيد فهمت..تقصدين الآنسة ميرنا..حسناً سأفعل لكن أمهليني أسبوع أو أسبوعين لأجد بديلاً عنها..فأنا لا أريد أن تقع الفوضى التي حصلت برحيل ريوكي .
أقبضت بيدها على مقبضِ الباب: تذرع كما تشاء لكن لا تتوقع معاملةً أفضل من هذه ما دامت تلك الفتاة هناك.
أغلقت الباب بقوة ليرج صدى إغلاقه في أرجاء المكان... كانَ واقفاً مشوشاً للقرار الصعب الذي يبدوا أنَّه لابدَّ من أن يخضع إليه عاجلاً أم آجلاً ..
( مستحيل أن أدعها تذهب بسهولة..)
خرج َ من ذلك المنزل و هو يشعر أن الدنيا تدور في رأسه فهو بالتأكيد لن يختار هذا الخيار القاسي عليه و القاسي على ميرنا و عائلتها لوضعهم الصعب...
لكن لا تخفى حقيقة أنَّهُ كان يفكر بنفسه أكثر...
فكيفَ سيمزح معها راغباً في سماعِ ما يزيح همومه...
كيفَ سيجرها لفعل ما يرغبُ به...
كيفَ له أن يفقد الشعورِ الرهيبِ الذي بدأ يعتادُ عليه و يأنسُ به.....
من سيجرأ على المزاح معه و نعته بالغبي و الأحمق و الأبله...
من سيغضب منه و تغضب منه هيَ الأخرى حتى يجرُّهما هذا لضحكاتٍ متعالية...
من سيتسلى بوضع المقالب عليها و يرى ملامحها المنزعجة...
من سيصب غضبه عليها لتجيبه بما في مصلحته....
من سيمسك بيدها كي يشعر بالطمأنينة التي تذهب به لعالمٍ آخر...
من و من لا تنتهي تمنعه حتى من التفكير بما قالته فيونيكا...
بعدَ لحظات ارتسم ابتسامةً حزينة قائلاً لنفسه ( كم أنا أناني..على عكسها فلو علمت لتركت العمل دون تردد كما كادت أن تفعل سابقاً..)
أوقفَ السائق بقوله: توقف هنا.
السيد شيوكي باستغرابٍ لم يخرجه من حالة الوقارِ و الكبرياء: ماذا هناك؟!
فتح ساي باب السيارة مترجلاً: أراكَ لاحقاً أبي.
أمسكه السيد شيوكي قبلَ نزوله: إلى أين ؟!
أجابه ببرودٍ و حزن و هو يبعد يده: إلى طبيبٍ يداوي علَّتي.
نزل من السيارة تاركاً والده في حيره و ذهول....
بدأ يمشي على رصيفِ الشارع دونَ توقف و كأنه يريد أن يصل لآخر نقطة في حياته....
بدأ يفكر بتلكَ التي دخلت قلبه من الوهلةِ الأولى..أجل هيَ من يحتاجها الآن...
يحتاج حنانها الأموي و ابتسامتها الدافئة ...
يحتاج أن تضع يديها فوق وجنتيه لتمسح دموعه المنهمرة ....
يحتاج أن تتكلَّم معه و تقول له " بني"...
وصل بعدَ نصف ساعة من المشي المتواصل إلى البيت العتيق ....
طرقَ الباب و بقى منتظراً أمله المنشود ...
بلعَ ريقه و هو ينظر للباب يفتح و بعدها لاحظها و هيَ تبتسم بفرحٍ له: ها!..أهلاً ساي لقد اشتقتُ لك كثيراً..تفضل بالدخول.
كانَت خصلاته المتبعثرة و وجهه الشاحب علاماتٍ لشدَّةِ سوءِ حالته..
قالَ بصوتٍ هادئ و ضعيف: هل ميرنا هنا؟
أجابته : لا..إنَّها خرجت مع هاجي قبل مدَّة...أدخل و انتظرها حتى تأتي لا أتصور أنَّها ستتأخر.
أثار تعجبها انحناء ساي الذي يقابلها بضعفٍ و يأس على كتفها هامساً: أمي.
أحست مادونا بنقطةٍِ باردة استقرت عندَ رقبتها و لم يكن صعباً اكتشاف أنَّ هذه قطرةُ دمعة من قلبٍ مهموم فرفعت يمناها و وضعتها فوقَ رأسه: ما الذي يحرقُ قلبك هكذا ساي؟
لحظاتٌ و هوَ في الداخل واضعٌ رأسه في حجرها يبكي بصمت و هيَ تمر بيدها بينَ خصلاته و فوق وجنتيه مواسيةً مهدئة...
لم تسأله و لم تتحدَّث حتى مرَّت ربع ساعة و هدأ أخيراً ناهضاً: آسف, لقد أزعجتك.
ابتسمت قائلة : لا..على العكس ,لقد فرحتُ لرؤيتك و أتمنى أن أستطيع مساعدتك بقدرِ ما أستطيع.
لم يعاودها ببسمة و لكنَّه نظر لها مباشرةً: لا أظن أنَّكِ تستطيعين.
حدَّقت بعينيه الحزينتين: أ لا تظنُّ أنَّك تمنع أمَّك من المحاولةِ أيضاً؟
أسهب في تعبيره بسماعه هذا قائلاً ما حدثَ له: ميرنا..أنا لا أستطيعُ أن..
دقَّ قلبُ مادونا بقوَّة: ما بها؟!..هل هناك خطبٌ ما؟
لاحظ أنَّ بدايته ليست في مكانها فأمسك بيديها : لا تقلقي ..ليسَ هناكَ شيءٌ خطير, إنَّ المصائب تتوالى عليَّ أنا فقط.
ضيَّقت عينيها قائلة: هل فعلت شيئاً خاطئاً؟
أخبرها بأساسياتِ ما حصلَ اليوم و غيرة فيونيكا التي تقِّيده دونَ أن يتطرَّق للمواضيع الأخرى التي اقتسم علمها مع ميرنا.....
بدأت ترتب قميصه المتجعد و هيَ تسمعه يقول: أشعر أنِّي ممثل يقوم بما يريده الآخرون كلعبةٍ جامدة.
رتبت ياقته: يبدوا أنَّ الآخرين يقررون عنكَ قراراتك..حقاً ذلك مزعج.
" إنَّ ميرنا فتاةٌ طيبة و تعرف كيفَ تدير أمور المركز التجاري بسهولة ..أنا لم يسبق لي أن أنبني أحد على أخطائي أو أن حاول نصحي بصدق...لم يسبق لي أن رأيتُ من يعطيني شيئاً دونَ طمعٍ في أثمن منه...لم يسبق لي أن ضحكتُ من أعماقِ قلبي قبل أن تأتي.."
بلع ريقه ليكمل بلهجةٍ مختلفة.." اعتدتُ وجودها و مزاحها أمي"
نهضت ذاهبة للمطبخ ليتبعها ساي: ما الذي ستفعلينه؟
" صنعُ بعضِ الشاي...جيِّدٌ لارتخاءِ أعصاب ابني الجديد"
"شكراً لكِ لكن لا داعي لذلك"
" نهضت و انتهى الأمر .."
دقائقُ مضت و هوَ ينظر لها و هيَ تصنعُ الشاي لأجله...كم من الجميل أن يكون للشخصٍ أمُّ تقف للحظات محاولةً إبهاجه...
جلسا يشربانِ الشاي معاً و كم كانت جلسةُ الشاي تلك رائعة..
طفلٌ وحيد يتدلل من قبل أمه...
وجدَ شيئاً لكنَّ حزنه لم ينجلي و هو يتذكر بين لحظةٍِ و أخرى ما سيفقده...
فترةٌ استقر بها حاله و عادَ طبيعياً نوعاً ما و الأم ترى كم هوَ متعلِّقٌ بميرنا التي أرته وجهاً إنسانياً لطيفا و بدأت تدرك مغزى حديثه نوعاً ما لكنَّها تعترف أن لا أحد يفهمه الآن فهو من يعاني لا غير...
ودَّعها و نهض خارجاً من المنزل معتذراً مرَّةً أخرى على الإزعاج و لكنَّه تفاجأ برؤيته ميرنا عائدة أمامه...
تقدَّمت نحوه مسرعة: مرحباً..ما الذي أتى بك هنا سيد شيوكي؟
عادَ صراعه لنفسه برؤيتها و سماعِ صوتها فحاول الابتعادَ فوراً مجيباً ببرود: مرحباً.
لكنَّها أوقفته بإمساكِ كم قميصه: هل أنتَ بخير ؟
أبعد يده متماً طريقه بتجاهل لكنَّ ميرنا التي بدالها ما يود إخفاءه وقفت مستقرّة ً أمامه: ما الخطب ساي؟
لم يكترث بل أصرَّ على الذهاب: سنتحدَّث غداً.
لتقولَ له بنوعٍ من الانفعال: لماذا أتيت ما دمت لن تتكلم؟
أدار جسد لينظر لها بزاويةِ عينه بحدَّة: أتيت لأزور أمي.
" أنت لستَ بخير ساي"
أتاها الجواب ببعضِ القسوة..." أنتِ السبب ميرنا"
ابتعد باقترابِ هاجي مرَحِّباً معَ صمتٍ مريب .....
وقف بجانب أخته المتجمِّدة : ما به هذا الفتى؟
لم تجبه بل تقدَّمت بخطواتٍ باردة لباب المنزل لتعلن له عن عدم رغبتها في الإجابة...و حتى لو أرادت فهي لا تعلم الإجابة...
دخلت و توجهت نحو والدتها التي بدأت تغسل الأطباق في المطبخ: أمي..ما مشكلةُ السيد شيوكي؟
أجابتها و هي على حالها: ألم يخبركِ؟
"لا"
"إذاً لا بدَّ أنَّه لا يريد منكِ معرفة الموضوع...لا أستطيع إخبارك..دعيه يخبرك حين يراهُ صالحاً"
" لا بأس, لقد أخبرني أنَّه سيتحدَّث معي غداً"
وجهت وجهها نحوها : إذاً دعيه يخبركِ بنفسه.
(إنَّ حزنه لا يطمئن..أكاد أجزم أنَّ مخطوبته هي من فعلت به هذا...الموضوع يؤول للأسوأ ...)
.........مكتبُ المدير........
جلست ميرنا ممتثلةً أمره بذلك....
كانَ يتحاشى النظر لها بكلِّ الأساليب كي لا يضعف أكثر: يجب أن أعلمكِ بأمرٍ مهم.
" هذا هوَ ما جلبني هنا سيدي"
وضع يده بين خصلاته الأمامية بتأوه: سيدي مرَّةً أخرى...لكن لا بأس فسيأتي يومُ أشتاق لسماعِ هذه الكلمةَ منكِ.
صمتَ بعدها فلا حرف يخرج من فاه و لو أمرٌ بالخروج...
يتحرَّك بصمتٍ و كأنَّه يريد بقاءها و لو بسكوتٍ قاتم في مكتبه ...كلَّما كانت ميرنا ترى ملامحه و تتحسس الألم الذي يعيقه عن البوح بالحقيقةِ المرَّةِ عليه كانت تغضبُ أكثر منه فهو أتى بها للاشيء ...
لا ,هناك شيءٌ واحد و هو أن تتمنظر على وجهه المملوء حيرةً و ضياعاً دونَ أن تفعل شيئاً...
شدَّت ميرنا يديها المتكاتفتين بقوَّة : قلتَ لي من قبل أنَّه لا يجب عليَّ البكاء ,لكنَّي لن أتمالكَ دموعي برؤيةِ وجهك الذي يكاد يصرخ خلف هذا الصمت...هل وجدتَ أسلوباً لتعذيبي؟!
رفع رأسه ليسنده على رأسِ المقعد الذي بدأ يدورُ به: تعذيبك!...أنا من أتعذَّب الآن و لا أحد يستطيع أن يحلَّ مشكلتي.
"هل فيونيكا هي أساسُ مشكلتك؟"
حدَّق للسقفِ قائلاً: و من غيرها, لكن كيفَ عرفتِ؟"
قالت محاولةً استدراجَه لقولِ ما يضمره:أنت قلتَ بالأمسِ أنني السبب في كونكَ لستَ بخير..إذاً فلابدَّ أنَّها طلبت منكَ طردي
حركَّ رأسه بتأييد"أها"
كان قوله هذا غير متوقع لكنَّها وقفت و توجهت نحوه بخطواتٍ مليئةٍ بالثقة : أتصوَّر أنَّها قالت لك أيضاً أن تنساها إن لم تطردني.
ضيّقَ عينيه بغضب: المقصود؟
ابتسمت بمكر: أنتَ لا ترغب بنسيانها.
أغمض جفنيه: لا تكوني سخيفة.
قالت بجدية تامة على ملامحها : أجل ,سخيفة لأني لا أفهمك...لماذا تريد تحطيم حياةٍ مستقرة لاعتقادٍ خاطئ ؟..أنتَ ترغب في استشعارِ حبها و أهميتكَ لها.
أنزل رأسها متوجهاً نحوها: أتظنين أنّني أهتم بها حقَّا؟
" بالطبع..فتاةٌ مثلها تستطيع سرقة قلبَ شبابٍ كثر و لا حرج عليك, يجب أن تعترف بهذا"
كانت ميرنا تحاول أن تجرّه للخروج من حالته لكن هذه المرة أخفقت و على العكس جعلته يشعر بالوحدةِ و الغضب فقط....
نهض ضارباً بالطاولة بقوة حتى بدا صوت ضربته يدور بين صدى تلك الجدرانِ الأربع: تلكَ الفتاةُ لا تساوي شيئاً...هل فهمتِ؟
بلعت ريقها بخوف قليلاً و أمسكت بيده التي احمرت لضربته: فهمتُ ساي...لا تُغضب نفسك.
أبعد يده عنها بسرعة صارخاً: ابتعدي عني..ابتعدي عني..
أبعدت يدها أكثر قائلة: حسناً..اهدأ فقط.
"كيفَ أهدأ و أنا بعدَ أيام سأفقدكِ ميرنا..كيفَ أهدأ و أنتِ ستقبلين بالذهاب الذي كنتِ تتمنيه بسهولة...كيفَ أهدأ و أنا أراكِ لا تفهمين ما يطلبه قلبي منكِ.."
كلماتٌ جعلتها تقف منبهرة فمن هيَ حتى بتمسك بوجودها لهذا الحد...من هيَ حتى يحارب حياته و مخطوبته لوجودها في هذا المكان...
لكنَّها تعي أنَّه إنسانٌ قد استشعر منها ما لم يستشعره بمن حوله ..فمنذُ أتت لم ترَ حياةً في هذا المكان و لا ابتسامةً صادقة موجهة نحو هذا الشاب فجميع من يعمل طامعٌ في النقود و جميع من يأتي لصفقةٍ تجارية طامعٌ في الربح..هذه هيَ الحياة الطبيعية له ..
وضعَ يده فوق فمه ليأخذ أنفاساً عميقة مبتعداً عن طاولته المعهودة: اتركيني وحدي و سأهدأ بعدَ قليل.
قطبت حاجبيها و قالت بصرامة: لن أخرج.
قال بحدَّة: هذا أمر مديرك.
اقتربت منه: و لو أمر سيد العالم ..
شدَّ على قبضته و أسنانه: تزيدين غضبي.
تفاجأ بدموعها و هي تقول بلهجةٍ هادئة: لو خرجت..هل ستهدأ؟...ألن تسوء حالتك و أنتَ وحدك؟...هل سيذهب شحوبك و تعود طبيعياً؟...
أكملت بعدَ لحظةِ صمت:..كيفَ لي أن أترككَ في هذه اللحظاتِ التي تحتاج بها من يزيل همَّك؟... أنا سأقبل بالذهاب لكن ليسَ الابتعادَ عنك ساي..لن أكون بعالمٍ آخر..ألا تعي أنَّ وجودي هنا يعني أذيَّتك أكثر؟..
سالت دموعه هوَ الآخر و هوَ رافعٌ يده يمسح دموعها لترفع يدها و تمسح دموعه هو أيضاً:.....هل كنت تنوي أن تطردني لتذرف دموعك وحيداً دون أن يشاركك أحدٌ بها؟
كانَ كلٌّ منهما يحاول التقليل من حزنه بمسح دموعِ المؤنسِ الذي يقابله فالنظر لتلك الدموع المنهمرة أمامهما أصعبُ من ذرفها...
احتفظت تلكَ الثواني بأنسهما بتلك اليدين فكلٌّ منهما استشعر توافق النية بالتخفيفِ عن الآخر و هما يحاولان أن يبقيا دفءَ تلك الأنامل محفوظةً في شغافِ الذهن كي لا تمضي منسيَّةً مع طياتِ الزمان الغير آمنة....
ارتسم ساي بسمةً حزينة: أليسَ من المخجل لرجلٍ مثلي أن يبكي كالفتيات؟
أجابته : أنتَ مازلت صغيراً على هذا, و حتى الرجال تبكي ساي ..حين تصل همومها ما يهدَّ الجبال.
.......................
جلسا يأكلان طعام مادونا معاً لأول مرة و كأنها أرادت أن يقتسماه مع قلقهما عليها: ماذا ستفعلين لو خرجت من عملكِ هنا ... هل ستقبلين بمساعدتي لإجراء العملية الجراحية لأمي؟
كانت تجيبه بمظهرٍ طبيعي: لا أظن..سأحصل على عملٍ آخر لأجمع به تكلفةَ العملية.
" ألا تظنين أنَّكِ تبالغين؟..هذا ليسَ أمراً بسيطاً لتكوني صارمة..أنا لا أقصد الإهانة لكني قلقٌ عليها أيضاً"
قالت: أمممم ..ألا تظنُّ أنَّ ذهابك لها بالأمس لا يبين ما تصفه من قلق؟
" أنا لم أكن أفكر بشيءٍ أفضل..و أمي استقبلت الموضوع برحابةِ صدر."
أنهت لقمتها: إذاً ما رأيكَ باتفاق..إن لم نحصل أنا و أخي على عمل نستقرض منك مصاريف التكلفة كدين.
خطرت في ذهنه فكرة: ألم يحصل هاجي على عملٍ بعد؟
أجابته: ليس للوقتِ الراهن.
قال: إذاً ما رأيكِ بأن يأتي هاجي عوضاً عنكِ؟
فكَّرت قليلاً ثمَّ أجابت: لكن.. ماذا لو علمت فيونيكا أنَّه أخي؟..ألن تغضب؟
ابتلع اللقمةَ الأخيرة : من سيخبرها؟..أعِدُكِ أنَّ كلَّ شيءٍ سيكون على ما يرام.
نظرت ميرنا للصندوق: أينَ الطعام؟!!..نحن لم نبدأ سوى من دقائق؟..كم أنت نهم ؟!
ابتسم بصعوبة لكن بصدق: لا تنسي أنَّكِ شاركتني الطعام .
قالت بانفعالٍ خفيف: لكني لم آكل الكثير..حتى أنِّي أشعر بالجوعِ حتى الآن...كيفَ استطعت أن تنهيه أمامي دونَ أن ألاحظ؟!!
قال باستفزاز: لا تتصنعي البراءة فأنتِ تأكلين كثيراً و أنا ألاحظ هذا..و يبدوا أنَّ وزنكِ ازدادَ في الآونةِ الأخيرة...
أتمَّ غيرَ مبالٍ بغضبها الذي يزداد: ..سمعتُ أنَّ الفتيات حريصاتٌ على رشاقتهن فلابدَّ لكِ أن تحرصي على اتخاذِ رجيمٍ منذ اليوم .
ضربته ميرنا خلفَ ظهره: شقي.
أجابها بمرحٍ صبياني: سعيدٌ باللقبِ الجديد أيتها السمينة.
صرخت بوجهه: ساي.
أجابها ببراءة و كأنَّه لا يعي ما ترمي إليه: ماذا؟!
"يا إلهي..من الجيد أني سأتخلص من العمل مع شخصٍ مثلك قريباً..أنتَ لا تطاق..."
انتبهت لجملتها العفوية بعد أن أخرجتها لكن ما خرج من اللسان لا يمكن إعادته...
انتبهت له و قد تغيرت ملامحه بصمت: أنا لم أقصد ما قلتُ ساي...كنتُ أمزحُ فقط.
قالَ بهدوء: هل العمل معي بهذا السوء؟
أجابته: ليسَ كذلك...أنْـ...
قاطعها: لماذا تحاولين الخروج و تستسلمين للموضوعِ بسهولة رغمَ ظروفكِ الصعبة؟
تنهدت مجيبة: أ أنتَ غبي ؟...لقد وضحتُ لك.
" ليسَ مقنعاً."
" اسمع ساي...باب منزلي مفتوحٌ بوجهكَ دوماً وفي أيِّ وقتٍ تشاء...و كما تقولُ أمي, أنتَ ابنها الجديد..لكن لا تطلب مني أن أكون سبباً في إزعاجك يوماً بيوم...أنتَ لست بحالةٍ صحية تتحمل الضغط العصبي الذي تسببه لك تلك الفتاة و عائلتك ."
أشاح بوجهه مقطباً حاجبيه :ربما أزعجتكِ قليلاً لكن هذا لا ....
قاطعته من فورها: ما الذي تهذي به؟!...أنا سعيدةٌ حقاً بالعمل هنا, لقد فاق العمل هنا تخيلاتي ..فكلُّ ما كان يخطر بذهني هوَ العمل كخادمةٍ تنظف المكاتب و المنازل أو نادلة مطعم في أحسن الحالات و هذا إن حصلتُ على عمل..لكني فجأة أصبحتُ بفضلك و مساعدتك نائبة مبيعات و إدارة لأحد أكبر مراكز المدينة التجارية..لقد علَّمتني بيديك أسلوب العمل ألا تذكر؟
" و ماذا سيفيدني هذا الكلام؟"
" أتعلم؟..لقد تعلَّمتُ منكَ الكثير...لقد علَّمتني القناعة و عدم وضع المال هدفاً للحياة رغم أنّني جعلته الوحيد نصب عيني...لقد علَّمتني التواضع بتعاملك الرحبِ معي...تعلَّمتُ منكَ أني سأبقى بشراً كالباقي و لو أصبحتُ أعظم إنسانٍ على وجهِ الأرض...هذه أمورٌ لم أكن أدركها قبل رؤيتك ساي...أنا فرحة حقاًً لأنَّ القدر جعلني أراك."
نظر لصندوقِ الطعام مبتسماً بعدَ لحظاتٍ من إخفائها و هو يشعر بقليل من الابتهاج لسماعه قولها: أنا أيضاً ممتنٌ للقدرِ الذي جمعني معك على الأكل من صندوقِ طعامٍِ طهته أمي.
وجهت نظرها لما ينظر له : بدأتَ تتكلم عنها بأمي أكثر مما أفعل أنا..ذلك يجرني للغيرة.
قال بلطف راسماً صورة الأمِّ الحنونةِ في ذهنه: ربَّما لأعوض السنين التي لم أنادها بها.
رفعَ عينيه نحوها لتنعكس عدستيه العسليتان لتذكرها بلحظاتِ مدينةِ الملاهي ..فعيناهُ كما كانت في تلك اللحظة مملوءةً بالحزن و الرجاء و هوَ يقول: هل تمانعين لو قلت ابقي لأسبوعين آخرين؟
أبعدت عينها فوراً بتلبك : لا أظنُّ أنَّ فترةً بسيطة ستزيدُ الأمورَ سوءاً.
أخذه الإحراج لكن مراوغة عينيه لم تكن ملفتة بتصرفه ببرود: حسناً..لا تخبري هاجي عن موضوع العملِ الآن.
نهضت لتخرج: كما تطلب.


.. ...بعدَ أسبوع.....
دخلت ميرنا مكتبها لترى صبياً في حدودِ العاشرة يفتحُ الملفاتِ الواحدَةَ تلوَ الأخرى ...
لفتها شبهه الكبير بساي في ملامحه رغمَ بعضِ الاختلافات فشعر هذا الصبي بني داكنُ اللون على عكسِ شعر ساي الذي يميل بدرجته الباهتة للأشقر و عيناه كانتا بلونٍ أخضرٍ تدل على الأمل و التفاؤل....
شردت ميرنا بالتفكير لكنَّها سرعان ما عادت لطبيعتها مسرعة نحوه: ما الذي تفعله يا فتى؟..ما الذي أتى بكَ إلى هذا المكان؟
نظر لها الفتى ببرودٍ قاتم : كيفَ تجرئينَ على مناداتي بالفتى؟..أنا لي اسم و هو كيو...يجب أن أخبر أخي عن تعاملكِ الغير لائق معي.
لم تبالي بل صرخت بوجهه: لا يهمني أخاك ,ما يهمني أن تخرج من هذا المكتب بعدَ أن تعتذر و تعود للطوابق السفلية المسموحة للزبناء.
أجابها ببروده الذي لم يتغير: أنتِ بلهاء كما قالَ أخي..ألم تلاحظي شبهي به؟
نظرت له بغضب: هل قلتَ أنَّ ساي ينعتني بالبلهاءِ أمامك؟!
ابتسم بخبث: إذاً لاحظتي أني أخ ساي و لازلتِ تعامليني بهذا الأسلوبِ الفظ...لن تنجي من العقاب.
انحنت لتصل طوله: لا تخفني بما لن يفيدك ..إنَّ من يجب عليكَ الخوفَ عليه هوَ أخيك الأحمق الذي لن ينجوا مني.
جعل ابتسامته أكثر عرضاً : يبدوا أنَّكِ على علاقةٍ قوية بأخي لتتحدَّثي بهذه الجرأة...أظنُّ أنَّ لدى فيونيكا الحق بالغيرة من فتاةٍ مثلك..أنتِ أجمل منها بأضعاف.
كانت ميرنا كالطماطم و هيَ تتمنى أن يسكت هذا الصغير فوضعت يدها فوق فمه: ما هذا الكلام؟...أنتَ صغير على هذا الحديث...و هو لا يناسبك.
أبعدَ يدها بكلتا يديه الصغيرتين بالنسبة لها: إذاً كما توقعت..إنَّ في الموضوع سرَّاً.
تفاعلت ميرنا و هيَ تقول: بالتأكيد لا .
ضربَ على جبهتها بسبابته: أنتِ ميرنا..أليسَ كذلك؟
رفعت نفسها: أنت تعرف الكثير.
قال لها: سمعت اسمكِ و هوَ يكرِّره في نومه.
تعجبٌ ظهر"نومه!" ابتعدَ عنها ليتصدَّر مقعد المكتب بجلوسه: لكنَّه قال لي أنَّه سيعرِّفني بملاكٍ ستنسيني نفسي.
وصل تعجبها لذهول:ملاك!...أظنُّ أنَّك مخطئ يا صغير.
قال بحدَّة: لستُ صغيراً و نادني كيو.
( هل لدى هذان الأخوان عقدةٌ في الأسماء؟!...)
ضحكت ضحكةً خفيفة لما طرأ على بالها: حسناً كيو..لكني لا أعتقد أنَّ الملاك التي تقصدها هيَ أنا.
قام بتشغيلِ الحاسوب مما كادَ يخرجها من أعصابها: ليست هناك فتاةٌ أخرى يراها أخي و هو ليسَ من النوع الذي يتعرَّف على الفتيات فلا شكَّ أنَّها أنتِ...
دخل ساي في تلكَ اللحظاتِ بابتسامةٍ غريبة أثارت الريبة في نفسِ ميرنا: إنَّ الملاكِ التي تقصدها والدة هذه الفتاة.
أخذت نفسَ راحة لحضوره: توقعت هذا فأنا أفكر بها بالطريقةِ ذاتها.
همسَ بهدوء متوقفاً بجانبها: ملاكٌ لا تنجب غير ملاكٍ أيضاً.
أخذته ميرنا على وجه المزاح و رفعت يدها بمرح و أقبضتها كالمصارعين: و هل توقعت غير هذا؟
ابتسمَ مبعداً نفسه عنها مقترباً من أخيه: ما لديك كيو؟
فتحَ كيو ملفِّ الألعابِ بادئاً باللعب: بعضَ اللعب, هل هناكَ مشكلة؟
ساي بنوعٍ من الحدة: هذا ليسَ حاسوباً للعب..لديكَ حاسوبكَ الخاص اذهب و العب به.
لم يستجب و تابع لعبه و ملامحه تتغير مع انتصاراته أو هزيمته....
اقتربت ميرنا مديرةً الشاشةَ عنه: أخيكَ محق يا صغير..هذا الحاسوب مخصصٌ للعملِ و عندك حاسوبك الذي يغنيكَ عنه .
رفع عينيه بملل : يبدوا أنكِ تنسجمين مع أخي في كثيرٍ من الأمور أيضاً.
اقشعر شعر جسمها و ظلَّت صامته و هي ترى أن ابتسامةَ ساي كانت من أثرِ الغضب الجامح تجاه أخيه فقد تقدَّم نحوه جاراً أذنه بقوة : تصوَّرتُ أنَّني قد أمرتك بالنهوضِ من مكانك, ألم أفعل ؟...انهضِ الآن و لا تبتعد عني, أفهمت؟!
الألم كان بادياً عليه و هو يجيب أخاه: آسف أخي.
أحست ميرنا بالشفقةِ عليه لكنَّها لم تكن تشأ أن يشعر ساي بتدخل من ناحيتها بينهما فقالت بمرحٍ طفولي: إنَّكما أخوةٌ بالفعل ...لديه صفاتٌ تطابقُ صفاتك المزعجة ساي.
أبعدَ يده مجارياً غضبه لكن بشكلٍ أهدأ: لكني أراهُ يشترك مع أخيكِ أنتِ في هذه السمة.
التفتت ميرنا لما يرمي له: أظنُّ أني يجب أن أعترف أنَّك على حق.
لاحظَ ساي محاولةَ كيو للخروج خلال الباب خلسةً لألا يلاحظاه فتوجه نحوه ليضربه على الجدار الذي خلفه : أكنتَ أصم لم تسمع ما قلته؟
بقيَ كيو على الأرضِ صامتاً....
قال ساي بمنحنى الصراخِ نفسه: أجبني ألم تسمع؟
اكتفى كيو بكلمة في الإجابة: بلى.
أتم ساي تأنيب أخيه الذي بدا عنيفاً في نظرِ ميرنا:إذاً لما هذا العناد؟
اقتربت ميرنا من كيو و أوقفته منظفةً ثيابه: إنَّكَ تعامله بقسوة ساي.
ساي بصرامة: لا تتدخلي في هذا ميرنا...لا بدَّ أن يعرف حدوده.
نظرت له بجدية: قلت لنفسي أن لا أتدخل لكنَّك أنتَ من تحتاجُ لتأديب نفسك و معرفة حدودك قبل أن تظهر عضلاتك له.
"ماذا؟"
نهضت من عندِ كيو نحوه: تعالَ معي..لي كلامٌ معك.
وقفَ كيو قائلاً: أين؟!
كان يريد ساي الإجابة و لكنَّ ميرنا أجابت قبله بابتسامة: ألم أقل لك أنَّه لن ينجوا من غضبي؟
خرجت ميرنا و خلفها ساي الذي كان يأمل أن لا يثير أخاه الصغير مشاكل في هذا المكان و توجها لمكتبه و في داخل المكتب...
لم يجلس أيٌّ منهما بل ظلا واقفين و ميرنا هيَ من بدأت بالكلام: هل تعامله بهذه القسوة دائماً؟
أجابها بجدية فتىً متهور كالفتيان في مثلِ عمره: أنتِ لا تعرفينه.
قالت ميرنا بثقة نوعاً ما: بل عرفته...منذُ اللحظةُ الأولى التي رأيته أظهر شخصيته لي...إنَّهُ جريء .
وضعَ يديه في جيبي بنطاله الرمادي: هل تظنين أنَّكِ عرفته من هذه الدقائق؟
أجابته: أعترف ,ليسَ تماماً...لكن مهما كان فليسَ عليكَ أن تضربه بعنفٍ حتى يصطدم بالجدار...ما دمتَ لا تستطيع تحمله لمَ أتيتَ به معك؟
أجابها بتنهدٍ يائس: من سماته الإصرار العجيب فهو لم يدعني أخرج دونه فقد كانَ مصراً على المجيء.
قالت له: قلتَ لي أنَّ كيو يشبه هاجي.
أجابها ناظراً لجهةٍ أخرى بعفوية: في تفسير الأمور بطريقةٍ مزعجة.
أمسكت مقبض الباب لتفتحه: اعتبره أخي لليوم..سأحاول تدبُّر الأمورِ معه فذلك أفضل من بقائه معك.
ذهب متجهاً نحو مقعده: سأكون ممتناً ,أتمنى لكِ التوفيق و الصبر عليه فهو صعب المراس و التعامل.
كانت الثقة بادية بوضوح : لا تستهن بي.
....................
ندمت ميرنا أشدَّ الندم و هي تنظر له جالسٌ على حافةِ النافذة المظلة على الشارع: قلتُ لك انزل؟..ستسقط لو بقيتَ جالساً هناك؟!
الفتى بوجهٍ صبياني تماماً: أنا بخير...الجو هنا أفضل من الداخل.
لم تكن ميرنا تجرأ على الاقتراب خوفاً من سقوطه: تستطيع أن تستنشق الهواء و قدماك على أرض المكتب...ذلكَ سيكون أكثر أمناً.
قال بلهجته العنيدة: و خالٍ من روح المغامرة.
قالت بانزعاج: مغامرة..إنَّها مخاطرة.
أجابها و هوَ يرفع رأسها للأعلى بانحناءٍ يزيد توترها: مخطئة..إنَّها مغامرة و حرب مع الهواء و الأرض...أنا أستمتع بالإحساس بهبات الهواء التي تودُّ إسقاطي و جاذبية هذه الأرض التي تطمح لجرِّي نحوها بقوتها و كلاهما يفشلان و أعود منتصراً عليهما.
جلست على حافةِ طاولتها: لا يهمني هذا الحديث الفارغ , أدخل فقط.
نهضَ واقفاً على الحدِّ بتوازن لتصرخ بخوف: ما الذي تفعله ؟! لكنَّه أجابها بعد أن قفز للداخل برشاقة: أنفذ ما طلبته.
وضعت يدها أمام قلبها: كاد يتوقف قلبي..لا تقم بأمور متهورة كهذه.
كانَت خطواته المريبة نحو مكتبة الملفات تخيفها: ما الذي تحاول فعله ؟
أجابها : أنظر لها فقط.
أخرج ملفاً أسود و فتحه وقال: خطكِ سيء.
نهضت من مقعدها الذي ضمها لمدَّةٍ قصيرة: أعده مكانه كيو.
ابتعدَ مقترباً من باب المكتب: هل هوَ مهم ؟
كانت ميرنا تقترب منه بخطواتٍ بطيئة بحذر: بالتأكيد ..كلُّ ما هوَ هنا بالغُ الأهمية.
أسرعَ خارجاً بخطىً خفيفة: إذا استعيديه مني.
أسرعت خلفه: أينَ أيُّها الشقي؟..إنَّه ليس لعبة أطفال.
مشى مسرعاً نحو المصعدِ الكهربائي و أغلق بابه متجهاً نحو الطابق الأول فأسرعت نحوَ المصعدِ الآخر لكن لسوءِ الحظ كانَ معطلاً فحاولت أن تتبعه من الدرج رغم الاحتمال الضعيف من اللحاقِ به....
مضت 15 عشر دقيقة و هي تنزل تلك السلالم و حينَ وصلت رأت ملامحه التي بدأت تستفزها بجانب بوابة الدخول ...
اتجهت نحوه بغضب: انتهى الأمر أيها الفتى..دع الملف من يدك و إلاَّ....
قاطعها بابتسامة أثارت غضبها: لقد بدأ الأمرُ تواًّ.
خرج بعدها راكضاً ليجعلها تنسى تعب النزولُ من تلك السلام من الطابق العاشر و المرور من جميع طوابق المركز التجاري المكتظةِ بالناس و تذهب خلفه.....
( يبدوا أنَّ هذا الفتى يتأقلم بأسلوبِ ساي أكثر..أكره أن أعترف أنني أكاد أن أفقد صبري..)










[/align]
[/cell][/tabletext]
[aldl]http://up.arabseyes.com/uploads2013/29_05_16146450861618974.png[/aldl]

[/COLOR]

صَاعِقَةٌ 05-30-2016 11:51 AM

حجز بقرأ البارت وبعود

صَاعِقَةٌ 05-30-2016 12:16 PM

تمت القراءة بنجاح😊
ما هذا؟؟؟!
بارت رائع...
يااااه البارت حقًا مذهل كالعادة...وكالعادة لا أعرف ما أقول....!!
يمكنك وضع أسئلة لنجيب عليها...
كيااااااا كيو....أحببته...
أول رد...!!😈😂😈😈😈😎😎😎😝😝

εмεяүs✿ 05-30-2016 01:05 PM

[cc=قبل الجاهلية]حجووووووز ق4هع1[/cc]
احم احم
السلام عليكم وردة
قريت البارت الجميل من زمان بس ضروفي منعتني من الرد الا به الوقت
لك حتى بارت روايتي قررت انشرو اليوم بس الضيوف اولى
لهيك كوني على موعد مع بارتي غدا
عزيزتي على ما اظن انو كلمة "رجبم "كلمة معربة و ليست فصحى فالاجدر قول "حمية"
لك حبيت هالحوار عنجد حسيت حالي هنيك مع الابطال
مادونا لازم تتخلى شوي عن شراهتها على حسب قول ساي ههه
شكلها اعتادت تنادي ساي باسمه اخيرا ههه
اما الام الحنونة فلها حديث اخر ..
ام كثالية حتى لمن هم ليسو باولادها
و ساي الاهم انو يناديها امي كمان ... شي جميل يا ولد
اجل ..انا اشفق عليه مضطر لمسايرة اكثر شخص بيكرهو
لك هي ما بتستاهل يحبها حدى حتى ..
متسلطة مثل والدها و مغرورة مثلو ..
حبيت اصفحو هو الثاني ...ياه ياليت كنت مكان ساي لحتى لقنو درس
و السيد شيوكى والد ساي ..من وين جايب هالمفاهيم البايخة الخاربة ..
لك دافع عن ابنك يا رجل ..رح تقتلني ..و شو هو المنطق يالي يتحدث بيه و السعادة اللي
تشوه في معناها ..
اه اسفة انجرفت و را مشاعري و ادخلت الدالجة ..عذرا
اتوجه الي كيو
لك ذا الولد شو حبيتو ..
رح يكون اسم على مسمى لما يصير كيوت و نضيفواو التاء
شكلك اقتبستيه من كيوت ..امزح معك و بس
حبيتو مشاغبتو و كل شي فيه ..
لكان الملاك بتنجب ملاك سيد ساي هههه

حبيت البارت و كل روايتك
شكرا لك عزيزتي على التحفة النادرة
تحياتي
ق2

اميره الدجي 05-30-2016 05:18 PM

حجز
السلام عليكم ورجمه الله وبركاته
شكرا عزيزتي علي البارت فقد كان في غايه الروعه والجمل
كما انه كان معبرا
وصفك للشخصيات جعلني اعيش معها جوك الروائي المذهل
كما ان ياتي اخ ساي المشاغب الصغير فقد كانت فكره جيده لاضافه لمسه مرج بعد جزن ساي
سوف اقتلك ان لم تقتل فيونيكا قريبا
لا تبعديها عنه فقط بل اقتليها ووالدها ووالد ساي ايضا
اغبياء

وردة المـودة 05-30-2016 11:35 PM

اهلا غلا..مسرورة لكونه نال إعجابك..

حسنا من البارت القادم سآتي بالإختبار...ههههه
حماسي بالنسبة لي أيضا

وردة المـودة 05-30-2016 11:40 PM

انتظرك لؤلؤة...


مرحبا أميرة، عفوا عزيزتي..
أشكرك على الإطراء ...
أعجبني حقدك ..هههههه

عشتي الرواية بالفعل، و عذرا لاني لم استطع ارسال الرابط...

الآن عوضا عن وضع البارت سأعلم باقي القراء عن هذه...


و غدا صباحا بإذن الله سأضع السابع...

بامسي 05-31-2016 12:13 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هاي كيفك يا حلوة ،
ياعيني علىقصتك روعة مشقة و مذهلة ، امي ثم كيو لك الولد حلو مثل اخيه بس ليش عملتيه صغير ، اذا راح ساي من بين ايدينا راح نلاقى اخوه هههههههههه
المهم روعة ليس لديا ما اقوله كالعادة احسنتي في اختيار الكلمات الرائعة و الوصف الجميل .
في امان الله.

Snow. 05-31-2016 12:20 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيفك غلاتي ؟

أخبارك؟

إن شاء الله دوم تمام

كيااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا يا بنت وتس ذا؟

قسم خطفتي انفاسي يا بنت

وش كل ذا الإبداع؟

ترا بدي أكسجين،يا ناس يا عالم اكسجين

الروعة هنا تخنقني هههه

الفصل أروع ما يكون يا فتاة

أكاد أجزم أنه لو كان هناك وجود لفيونيكا

لإرتكبت جريمة في حقها بدم بارد

حقا هي تزعجني،كيف تضع ساي في موقف صعب هكذا

مادونا يا لها من حنون،أعجبتني اللحظات التي قضاها ساي معها

من المؤلم رؤية ساي في صراع نفسي

المسكين سيجبر على فراق ميرنا

ميرنا يا باكا،افهمي أنو يحبك و لا تتركيه

كيو سووو كيووووت،حبيتو للولد

لطيف و مشاغب ،متلي يعني هه1

سيفل شو حاسب نفسو هالباكا؟كيف بيضرب ساي و لا و قال شو رح يحول ثروتو و حياتو لجحيم

على أساس هو الكل في الكل

أبوه لساي بدي أذبحو ليش ما يفهم إبنو؟

الفصل كان أروع ما يكون

و الأحداث كلها إثارة

متشوقة للقادم يا فتاة

أبدعتي

اون شان. 05-31-2016 02:40 AM

السﻻم عليكم ورحمه الله وبركاتة
كيف حالك ...ان شاء الله بخير وصحه
وعافية وحالتك عال العال
في البداية اين دعوتي لماذا ينساني الجميع بالدعوة
اتعلمين كم كنت متحمسة حقا للفصل اشتعلت بناري
وبدء الغضب يتغلغل لوجهي ويخرج من انفي وعيناي
ولكن ماهود علي هو ضحكات ساي ^-^ هههههه
امزح معكي عزيزتي ياااااااي فصل في غاية الروعه
والتشويق ياسلام عليكي اول رواية استمتع بها الى هذا الحد
مثل ساي الذي ﻻيريد ابدا ان تنقطع مادونا عن الحديث
انا ﻻاريد ان يتم انهاء الفصل ابدا في الحقبقه عانيت كثيراااا بالقراءة
بسبب هاتفي اللعين الذي يخرج في كل لحظة والتنسيق ايضا فلقد
جعل الكلمات ملتصقه باخرى ولم استطع التركيز هههههه ولكن ﻻتخافي
خدعت الجهاز واوقفت البحث وظهرت لي الكتابة بوضوح اياكي ان تخافي
فالتنسيق جميل جدا واضاف نكهه رائع للرواية ولكن السبب الرئسي
هاتفي اعتقد ستنتهي نهايته على يدي اون شان خرجتي عن الموضع
اسفة لنعد لصلب الموضوع اممممم جيد قد تم انقاذ ميرنا لحظة
هل ساي حاله خطرة مااااااذااا ﻻﻻﻻﻻﻻﻻﻻﻻﻻ ساقتلك اذا مات
في النهاية هههههه كان مزاحه مع مايك مدهش جدا وخاصة
عندما اخبرة بان ميرنا ليست مخطوبتة امممم صدمة مابعد صدمة
هاجي ليس شقيق ميرنا صدمني وهو يحبها اللعنه ماالذي يحدث
يااااي ساي ياعزيزي حتما شعرت باجمل احساس مع مادونا اليس
كذلك انا ايضا شعرت مثلك اتجاه وردتنا الجميلة بان ﻻينتهي الفصل
ابدا وليست اﻻماني اﻻ طلب حسنا هاجي يالك من ممثل بارع
اخية الحقيقة ولكنة اخبرة بانة يمزح ساي غضبك اعماك حسنا
اجمل جزء حين رامت الطعام على الطاولة ودار الشجار بينهما
وهي تنتظر بعض اللقمات هههههه اممممم ارتاح ساي من فيرنيكا
جيد هذا اﻻيام ولكن غضبة على ميرنا ارعبني وقلت في نفسي
يالكي من حمقاء ميرنا ماالذي فعلتة ليغضب هكذا كان يمزح يااااي. حقا اندمجت
في المقطع الذي يجبرة به على قول اسمة ساي
سايكو انت اﻻفضل اممممم والد ساي اريد قتلة برصاصه
وانهي متاعب ساي منه لماذا ﻻيحاول اسعاد ولده لماذا
يجبرة على فعل هذا اووووف متشوقة جدا هههههه
اعذريني عزيزتي ولكن احب حقا اﻻنسجام مع الشخصيات
ومحور الرواية لكي استمتع بالقراءة ثرثرت كثيرا
ﻻتنسيني بالفصل القادم وانتظرك على احر من الجمر
اتركك في رعاية الرحمن
في امان الله

اون شان. 05-31-2016 02:45 AM

تم القراءة والرد في الطريق...

اون شان. 05-31-2016 03:42 AM

السﻻم عليكم ورحمه الله وبركاتة
كيف حالك ...ان شاء الله بخير وصحه
وعافية وحالتك عال العال
اعود من جديد بعد قراءة التكملة التي قطعت قلبي
اشكرك عزيزتي على ارسال الدعوة واعلمي بنزول الفصل
حسنا لو كان اﻻمر بيدي ﻻاخذت مسدس بداخلة 3طلقات
واطلقتها برؤس كل من شيوكي فيرنيكا ووالدها حقا يرفعون
الضغط متي سينتهي ساي من هذا العذاب ماالذي سيحدث له
مابال شيوكي الذي ﻻيهتم لصحه ابنه حسنا قتلة هو اﻻنسب -_-
وتلك فيرنيكا كيف تشرط بهذا الشرط حقا اريد ان اخنقها ﻻاعلم
اذا كانت ستتغير أم ﻻ ولكن انا اكرهها -_- اممممم ساي يالك من
شخص جميل ذهبت لمدونا حسنا ﻻتبكي فبكائك قطع قلبي
الى قطع صغيرة اهئ احسنتي مادونا بلف ضماده الحنان
لقلب حبيبي ساي حسنا طردها من الشركة هذة مشكلة ولكن
وجود هاجي جيد حقا هكذا قد تفتن به فيرنيكا وتفكنا من لصقها
بساي ولكن تلك الدموع التي انهمرت من بطلينا ﻻافهم هل
يحبان بعضهما أم انهما ملجا للاخر ^///^ ﻻاعرف ولكن متشوقة
للاحداث هههههه اسبوعان ﻻباس بها ميرنا استغليها بالعمل والمقالب
كيوووووو كوايي لطف جيد خاصة انه نسخه من ساي وبطباعه
ايضاياسﻻم على الشخصية ياولد انت مدهش اعني كيووو
شجار كيو وساي جميلن مع بعضهما كانهم تؤام للجذابية
سيصرخ ساي بي اكيد هههههه حسنا تحديه لميرنا
فية اعجوبة وانا متحمسة جدا لمعرفة ماالذي سيحدث معها
خاصة ان الملفات مفيده للشركة وبالغه في اﻻهمية
كان فصل خنفشاري وجميل جدا ومثل كل مرة خدعت الجهاز
وانتصرت بالقراءة رغم المصارعات التي حدثت بيننا تقبلي
ثرثرتي وﻻتحرمينا من ابداعك وفي انتظارك دائما
اتركك في رعاية الرحمن
في امان الله

وردة المـودة 05-31-2016 11:09 AM

اهلا لؤلؤة...اخبارك؟
بشرك الله بالخير ..بينزل البارت...هههاي. .
و عن ردك، اوك بحذف رجبم من قاموسي!...

عندك اغلاط كثيرة أثارت البسمة بترجمة المقصود..هههه
مادونا هي أم ميرنا...!
لكن حقا ردك مميز غاليتي...



احلا امالي، شرفني مرورك و تعليقك...



و كاراملا، الصراخ كل بارت...أخشى انقطاع أحبالك الصوتية...

هذا البارت الآتي سيقطعها حقا..أنبهك..


و اون شان، اعتذر فعلا على عدم ارسال البارت لك ... سأحاول أن لاتتكرره اسهابك يبهجني فعلا ... شكرا لك، و عن هاتفك... رفقا به، و الا لن تتمي قراءة االفصول...

وردة المـودة 05-31-2016 11:39 AM

CENTER][align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/29_05_16146451093973761.png');"][cell="filter:;"]http://up.arabseyes.com/uploads2013/...0861613081.png

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...0861617973.png
البارت السابع
قاطعها بابتسامة أثارت غضبها: لقد بدأ الأمرُ تواًّ.
خرج بعدها راكضاً ليجعلها تنسى تعب النزولُ من تلك السلام من الطابق العاشر و المرور من جميع طوابق المركز التجاري المكتظةِ بالناس و تذهب خلفه.....
( يبدوا أنَّ هذا الفتى يتأقلم بأسلوبِ ساي أكثر..أكره أن أعترف أنني أكاد أن أفقد صبري..)
كانت البسمة التي تعلوا شفته تزيدها غضباً و إصراراً على الإمساكِ به لكنَّها في النهاية و بعدَ مدَّةٍ غير يسيرة توقفت تأخذ أنفاسها مستسلمةً لخطواتها المنهكة...( تباً له...ألا يشعر بالتعب بعدَ كلِّ هذا؟!)
رفعت رأسها للجهةِ اليمنى لتنظر لذلكَ المطعم و فكرت أن تدخل و تتناول بعضَ الطعامِ بعدَ أن سمعت صوت زقزقةِ معدتها الفارغة...
لكنَّها عبرت بصمت فلا نقود كافية لديها لذلك, لكنَّ صوتَ الفتى الصغير خلفها جعلها تعود للخلف : أ أنتِ جائعة؟
خطت خطواتها بقوةٍ على الأرض و هي قابضةٌ على يديها: جائعة و منهكة و غاضبة بشدةٍ أيضاً..هل هناكَ مانع؟
دخل بهدوءٍ غير متوقع للمطعمِ الذي كانت تنظر له قبل لحظات: إذاً ادخلي.
قالت بتذمر: لكنـ..
" أنا من سيدفع."
جملةٌ جعلتها تبتسم برضا قائلة: جيدٌ لتعويضِ بعضِ الإنهاك.
كان اللون الأحمرِ القاني هوَ الطاغي على الألوانِ الباقية المزوجةِ بالأبيض و الذهبي اللامع مع بعضِ الزخارف الزهرية التي زادت المكان إشعاعاً ,و بصدق كان مظهر المكان متألقاً مناسباً للطبقةِ الراقية....
اختار الصغير الجهةَ الفاخرة المخصصة للضيوفِ الخاصين مما أثار تعجبها و فضولها: لماذا اخترت هذا المكان؟!...هل لديك نقودٌ تكفي لهذا المكان؟!
جلسَ بهدوء و رزانة في التصرُّف: من الغريب أن تسألي أنتِ هذا السؤال..فأنت يجب أن تكوني أكثر علماً من غيرك بحالتنا المادية.
أُتي بالطعام بعد مدَّةٍ بسيطة و بدأت تأكل و قد لفتها هدوءُ كيو المناقض لتصرُّفه قبلَ لحظات: لماذا تصرفت هذا التصرُّفِ الغبي؟
أجابها بأسلوبٍ طبيعي للغاية: بعضُ التسلية.
قطبت حاجبيها: لكن هذا الملف ليسَ لعبة َ تسلية بل هي مستنداتٌ تستطيعَ إسقاط أخيكَ في منحدراتٍ صعبةِ الخروج فهي صفقاتٌ بالمليارات.
رفع بؤبؤتيه بغضبٍ خفي تحت لهجته الباردة: لا أفهم هذه الكلماتِ المعقدة ,و أفضل أن أبتعد عن أجواءِ عملك معَ أخي فهو لا يهمني.
كانَ تفكيره غامضاً و ردةُ فعله الغاضبة جعلتها تقول : لا تقل لي أنَّكَ تغارُ من عملِ أخيك لأنَّه يجعلهُ بعيداً عنكَ طيلةَ الوقت.
تركَ ملعقته مجيباً بلكنةٍ منزعجة: لستُ بهذه السذاجة...صحيح أنَّ عمله يبعده عني لكنَّ بقاءه في المنزل لا يسدي لي نفعاً ففي كلِّ الأحوال هو لا يهتم لوجودي.
بلعت لقمتها و أبدت بعضَ التعجب المستنكر: ما هذه البلاهة؟!...الكثير من الفتيان لا يستطيعون إظهارَ عطفهم و إبراز محبتهم و هذا طبيعي...لكن أن تقولـ....
أشاحَ بوجهه: أخي يستطيع التمثيل على فيونيكا بغرامها و لا يستطيع قول كلمة طيبةً لي و ليس هو فقط فحتى أبي مثله...لا يعتبرونني جزءاً من حياتهم بل عبئاً ظهر لهم في الوقت الغير مناسب.
أرخت عينيها لتنظر له بعطفٍ قائلة: ماذا تقصد بهذا؟!!
أعادَ نظرهُ لها: أتعرفين متى وُلِدت؟
ظلَّـت صامته تنتظر المخبوء من حديثه: يوم تُوفيت والدتي.
توسعت عينيها الأرجوانيتين قائلة: ماذا؟!
ارتسم ابتسامته بحزن: ما ذنبي أنا ؟...يعاملونني و كأنني سبب موتها.
أرادت أن تمدَّ يدها نحو رأسه و تمسح على ذلكَ الرأسِ ببطء علَّ ذلك يساعده في الاسترخاءِ نوعاً ما لكنَّه رفع يده معارضاً: أتمي طعامك و اتركي التقليد على المسلسلاتِ الحزينة فذلكَ منرفز.
أغضبها هذا الكلام و كأنَّه نزع كلَّ العطفِ و الشفقة عليه من قلبها ...
(يا له من صبي...أسوء من ذلكَ الساي بمرتين..)
عادت لطعامها و لم تكثر من الحديثِ معه و حاولت أن تتحاشى التفكير بما قاله....
لكنَّها بعدَ لحظات رأتِ كيو و قد نهضَ متماً طعامه قائلاً ببرود: كانَ طعاماً جيِّداًَ..شكراً على الضيافة.
سحب الملفَّ بسرعة و خرج و هيَ جالسةٌ كالمجسمة تعي ببطء ما حدث لها من خدعةٍ للتو...
(ضيافة!!!...مستحيل!..ليسَ لدي نقود لمطعمٍ فاخرٍ كهذا من الدرجةٍ الأولى...تباً)
نهضت بعدَ تأوه متوجهةً نحوَ المحاسبة و انحنت مظهرةً إحراجها الشديد : أنا أعتذر حقاًّ ..لقد خرج الفتى الذي معي و هوَ من يحمل النقود.
التفت لها المحاسب بحدَّة: تمزحين؟...هذا المكان ليس تبرعي يا فتاة..لن تخرجي قبل الدفع.
أمسكت حدَّ الطاولة المقوسةِ الشكل: إذاً أرجوا أن تعطني فرصة....
سمعت صوتاً يقترب من خلفِ المحاسبِ الذي تتحدَّثُ معه: ألستِ الفتاة التي أتت مع الفتى ذو الشعرِ البني؟
حركت رأسها إيجاباً: أجل.
ابتسم بخفة: لا داعي للاعتذارِ إذاً ,فهو قد دفعَ الكلفة منذُ دخوله.
شدَّت على قبضتيها...( لقد هربَ و جعلني أماطل طيلةَ هذا الوقت ليكون قادراً على الابتعاد... طفحَ الكيل...)
خرجت ميرنا تنظر يميناً و شمالاً وسلكت طريقَ اليمين تخميناً....
عشرُ دقائق من البحثِ جعلتها تفكِّر بالعودةِ للمركزِ التجاري و ترك أمر الملفِّ الذي أخذ من وقتها الكثير لتتراكم بها الأعمال بكلِّ لحظةٍ ......
حاولت أن تعبرَ الشارع لكنَّها تفاجأت بكيو الواقف في وسط الشارع يلمُّ أوراقَ الملف المتناثرة...
صرخت بفزع مناديةً: انتبه كيو.
لكنَّهُ بدا أكثر جموداً عوضَ الحراك. ..لم تكن هناك فرصة للتفكير ..و فرصةِ القرار كانت قصيرة ....ضيَّقت عينيها و وجهت جسدها نحوه....
بعدَ لحظات...
نهضَ كيو من الأرضِ مصدوماً : هل أنتِ بخير آنسة؟
حاولت الجلوس هي الأخرى لكنَّ ألم ساقها منعها: أهـ..أه...لا تقلقـ ...أنا بخير.
نزل سائق تلكَ السيارةِ الخضراءِ بتوترٍ واضح على وجهه و خطواته المسرعة: هل حدثَ لكما مكروه؟
قطب كيو حاجبيه بغضب: ألا ترى جيداً يا رجل؟...لقد أصبتَ قدمها بتهورك؟
أجابته ميرنا عوضَ السائق بتذمر: و هل الشارع مكانُ الجلوس و الاهتمام بجمعِ أوراق يا فتى؟
ضغط بإصبعه على ركبتها التي تمدُّ يدها نحوها: هل لديكِ مزاج لهذا الكلام أيضاً؟....ألا تستطيعين الصمت؟..أنا أدافع عنكِ!
ارتفع صوتُ أنينها المفاجئ له نوعاً ما: أ يؤلمكِ كثيراً؟!
..........................
كانت ميرنا مستلقية على سريرِ المشفى تنظر لقدمها الملفوفةِ الآن بانكماشِ ملامحها قليلاً: إنَّها تؤلم بشدَّة.
قال كيو بهدوءٍ و إحراج: آسفـ..لم أتصوَّر أن يحدثَ شيءُ كهذا.
ابتسمت لتخرج هذا الشعور جالسة:إنَّ ما حدثَ يذكرني بأولِ يوم التقيتُ به بأخيك.
جلس على الكرسي المتواضع الذي بجانبها معترضاً: و ما الذي أعادَ لكِ الذكرياتَ الآن؟
..: ما هذا البرود!..لو كنتُ مكانك لتتوقت لسماعِ ما جرى.
وضع يده أسفل حنكه بملل: ماذا حصل إذاً؟
حركت يدها على قدمها بهدوءٍ و راحة لتذكرها تلك الذكرى التي لمت شملهما: لقد أعاد اليوم ما جرى بالضبط و لكن من تضرَّر كان ساي و في قدمه اليمنى أيضاً محاولاً إنقاذي...
أكملت و هي تنظر له بعتاب:... لكن لم تكسر قدمه على أيِّ حال و لم يعاني ألماً كما أفعل أنا الآن.
ابتسم بخبث: ذكرتني قبل شهرين, حينَ منعني صوت أنينه من قدمٍ مصابة من النوم طيلة الليل لكني لم أتوقع أن يكون السبب هوَ أنتِ...لذا لا تنظري لي بهذا الأسلوب.
أشاحت ميرنا وجهها للجهةٍ الأخرى حرجاً و اعتراضاً: أنت لئيمٌ كيو.
لكنَّها سرعانَ ما قالت بجدية: هل كان متألماً بالفعل؟
أجابها: بصراحة, نعم...فهو لأسبوعان كانَ يستخدم عكازاً في المنزل و حين كانت تطلب منه الخامة أن يأخذها للعمل لتساعده كان يقول" لا يجب أن أظهر ضعفي لألمٍ بسيطٍ كهذا...هذا ليسَ من شأنِ عائلة ِ شيوكي"
أنزلت رأسها ببطء لتنزل خصلاتها للأمامِ قليلاً..( إذاً فقد أخفى عني ألمه طيلةَ تلكَ المدَّة ..و أنا البلهاءِ التي ظننتُ أني أعرف كلَّ آلامه و همومه...ربما يخفي الكثير أيضاً..)
حرَّك يده أمامها لتخرج من شرودها : أينَ أنتِ؟!..
لم تتركِ الجدية ملامحها بل بدت أكثر ظهوراً من ذي قبل: لماذا حاولتَ أن تجمع الأوراق؟
تصرفه كانَ صبيانياً حينَ قال بعبث: ها!..أنتِ هيَ من قالت أنَّ هذه الملفاتَ مهمة.
وضعت يدها فوق وجنته الصغيرة بعطف: لكنَّك قلت أنَّ ذلكَ لا يهم..ألم تفعل؟
أبعدَ عينيه بحياءٍ منها: إن لم تعودي بالملفات فسيغضبُ أخي منكِ..و أنا للم آتي لأسبب المشاكل...كلُّ ما طمعتُ به مرحُ اعتقدتُ أنَّه لن يضر لبعضِِ الوقت لكن كما يقول أخي أنا لستُ سوى صغيرٍ يفتعلُ المشاكل.
قربته من حجرها و احتضنته بدفء: أخيكَ لا يعتقد هذا..أنا متيقنة...حادُّ نوعاً ما و هذا للحفاظِ عليك لا غير فهو قلقٌ دائماً عليك كيو.
كيو بصوتٍ أشبه بالهمس: أنا حتى لستُ مؤهلاً لمساعدته في أمورِ المنزلِ البسيطة...إنَّ ما أسمعه ليسَ سوى" لا تفعل..لا تلمس...أنت لا تعرف...لا تسبب المشاكل" و إن كانَ مزاجه جيداً فجوابه سيكون " اذهب لدروسك "....
يديها كانت تشده أكثر: ألا ترى أنَّكَ بالتصرفاتِ التي تفعلها تؤيِّد كلامه عنك بدلَ أن تثبتَ العكس؟
ابتعد عنها قليلاً مبعداً يديها: حتى لو أثبت فهو لا يريد ظهوري بتاتاً...فأنا عبءٌ حتى لو لم أشأ..
ازدادت نظرتها حنيَّة: لا تقل هذا .
أتم أيضاً بالمزيد و كأنَّ صدرهُ مملوءٌ بالحديث الذي يكتمه:..أتعلمين لما أخي يتحمل فيونيكا؟..إحدى الأسبابِ التي تجبره هي وجودي فهو لا يريدُ أن أكون مكانه فلو انفصل عن فيونيكا فسأكون أنا الوريثِ الذي سيرفع اسمَ العائلة و المجبر على اختيار زوجةٍ من أشرافِ العوائل و هو لا يريد أن أكون أنا من يرفع اسم العائلة...لا يريدني أن آخذ مكانه...أنا أعلم كلَّ هذا لكنَّه..
قطع حديثه لجملةٍ أخرى:...أنا الآن في الحاديةَ عشرة...
توقف لتسأله هيَ بدورها: ما الذي يجعلكَ تظنُّ هذا؟...هل لديكَ دليل على اعتقادك كيو؟
نظر لها بجوابٍ واثق:هوَ يراني قاتلَ أمَّه..فعندما حصل ذلك الحدثَ المريع استطاعَ الأطباءَ إنقاذي و لم ينقذوا أمي ... لذا فالجميع يراني خارج قائمة العائلة و ينظرونَ لي باستصغار.
ارتسمت بسمةً خفيفة على شفتيها: أها..
كانت حائرة و هيَ تنظر له يحبس دموعه لوجودِ هذه الأفكارِ في ذهنه فهيَ لا تملكِ الإجابة التي ستقنعه بخطأ تفكيره ....
ثوانٍ كانت تمضي ببطء و لحظاتٌ تعبر بخوفٍ ظاهرٍ على كيو ....
خطواتُ ذلكَ الشاب كانت تجعله يتمسك بها بكلتا يديه فخطواته كانت صارمة و ملامحه الغاضبة زادتها العينين حدَّة: ما الذي فعلته كيو؟!..
أجابه كيو بتلبك:آا..سسـ..ف.
صرخ قائلاً بغضبٍ مشتعل: و ما ينفعني أسفك...كيفَ أقول لأمي ما حصل لميرنا الآن؟...كيف أعيدها لمنزلها و هيَ بهذه الحالة؟..أخبرني أيها المغفل..
(أمي!!!..)
لكنَّه أرادَ أن يُخرج كلماتٍ مدافعاً: صدقني لم أقصد.
كانَ صوته يهيجه أكثر و هو يرى وضعية ميرنا و قدمها الملفوفة و هذا ما جعله يرفع يده ليصفع أخاه و هذه المرة لم تعارضه ميرنا بل لم تستطع أن تتدخل و هي ترى غضب ساي الجامح لأول مرة ,ففي الأيامِ التي أمضتها معه رأت حزنه و سعادته و انزعاجه و غضبه لكن هذا النوع من الغضب كانَ غريباً عنها....
نظرت لكيو باستعطافٍ و استرحام مستيقظةً من شرودها: هوّن عليك..فكلُّ شيءٍ على ما يرام.
انفعل في رده: الآن هكذا لكن ماذا لو كانت إصابتكِ جديةً و خطيرة؟..هل ستقولينَ هذا أيضاً؟
ميرنا بنظرةٍ خاطفة لكيو: كيو..هللا تركتنا لوحدنا قليلاً.
خرجَ كيو من الغرفة و عينا ساي تراقبانه بحقدٍ و غضب...
و بعدَ أن خرج جلسَ ساي قائلاً: أردتِ إبعاده عني ..أليسَ كذلك؟
قالت : لأقول الصدق..أخفتني ساي...ما هذا التصرُّف مع أخيك؟..ألا تفهم أنَّهُ في سنٍّ يحتاج بها عونك بدلاً من التأنيب و الضرب.
تكاتف بيديه قائلاً برزانة: يبدوا أنَّكِ لا تتعلمين َ الدروس .
أجابته مع ابتسامةٍ لطيفة علتها للحظة: بلى ,فأنا لن أُجلسَهُ معي مرَّةً أخرى على أيِّ حال..هوَ فتىً مخيفٌ مزعج أكثر منك...
عادت لجديتها لأهميةِ الموضوع :...كني أتحدَّث معك عن الأسلوب الذي يجب أن تتخذه معه فهو منزعجٌ منكَ كثيراً و يظنُّ أنَّكَ لا تعتبرهُ جزءاً من العائلة ...أتفهم ما معنى هذا..؟!
انزعجَ قليلاً قائلاً: لا يهم..هوَ من أدخل هذه الفكرة السخيفة في عقله و لستُ أنا.
أجابته بحدة و جوهرية: هذا الجواب هو دليل ما أدخلته فهذا الجواب جوابه لأغلب كلامه.."لا يهم"...إذا لم تكترث بمشاعره فهوَ لن يرى نفسه مستحقاً للاهتمام.
أجاب مراوغاً: عفواً..عفواً..أنا أتيتً لعيادتك و ليسَ لسماع درسٍ في التربيةِ و الاجتماع.
صمتت باستنكار و هوَ من قال بنحوٍ من المرح: هل أنتِ بخيرٍ ميرنا؟
ابتسمت بصمت لتجر فضوله: ماذا هناك؟!
قالت :أذكر يوماً أطلقت به صوتك لأول مرة لتجيبني على هذا السؤال ب": لو لم تكوني شاردة الذهن لكنت كذلك , كيف تمشين وسط الشارعِ هكذا أيتها البلهاء؟.."...فالغريب كيفَ جرتِ الأيام من بلهاءِ لفتاةٍ تسألها "هل أنتِ بخير ميرنا ؟"
ابتسمَ هوَ الآخر لتذكره نلكَ اللحظات: أنا مدينٌ لتلك اللحظات على كلِّ حال...فقد حصلتُ على صديقةٌ تزيلُ همومي و أمٌّ تعتبرني ابنها و مساعدةٍ أعتمد عليها .رفعت يديها لتجر شعره معاتبةً بمزاح: و أخفيتَ عني أنَّك كنتَ تتألم من قدمك ..يا لكَ من فتى.
أظهر بعضَ الألم على ملامحه و هو يحك خدَّه بسبابته بحيرة: ما هذا ؟...يبدوا أنَّ كيو لا يستطيع إقفالَ فمه البتة.
أبعدت ميرنا يدها: هو لم يذكر ذلك إلا لمصلحته ليستفزني...هو أخاكَ في النهاية.
حاولت أن تنزل من السرير و ساعدها ساي بإمساك ساعديها و إعطائها العكازين الذين سيصبحانِ سندها لفترة: من الذي أخبرك أني هنا؟
ساي: كيو.
أهبطت رأسها قليلاً تفكر بوضع الأخوين: كانَ مهتماً بالملفِّ ليعيده سالماً إليك حتى تجاهل كونه وسط الشارع..إنَّه يحبكَ كثيراً.
.....................
وصلَ الجميع لمنزلِ ميرنا مع تعجب كيو الذي بُهِر للوضع الذي لم يتخيَّل أن يشهده......
كانت قدما ساي بالكادِ تتحرَّك نحو الباب..فهو في حيرة من أمره فكيف له أن يقول لوالدةِ ميرنا أنَّ ساق ابنتها كسرت و خوفاً من ردَّة فعلها حين ترى ابنتها تستعين بعكازين في وقوفها....
فهي خرجت هذا الظهر سالمة و بعدَ ساعات ها هوَ يعيدها بهذا الوضع..
كانت كالأمانة التي يهتم بها فضلاً عن اهتمامه بها...
كيفَ له أن يخبر أمَّها المريضة بالقلب بهذا..فهيَ حساسة على طفليها بشدة و هذا من حقها فهي لا تملكُ من هذا العالمِ الوسيع سوى هذين الابنين...
قلبه كان ينقبض كلَّما فكَّر بالأمر و ازداد هذا الشعور برؤيته الباب يفتح...
يحسب الثواني ثانيةً تلو ثانية و هو يدعوا ربَّه بالعون في هذا الأمرِ الذي لا يعلم عواقبه....
لكنَّه أخذَ نفساً عميقاً حينَ رأى هاجي واقفاً أمامه ممسكاً ييسراه هاتفه الخلوي..: أه..جيد..أظن أنِّي سأقبل العرض..حسناً, أنا مشغولٌ الآن..أراكَ لاحقاً.
اغتاظَ ساي نوعاً ما( أليسَ من الأفضل أن ترحب بي أوَّلاً؟..)
أغلق الهاتف و وجه كلامهُ نحو ساي : أهلا ساي..ما الأمر؟..أ لا يجب عليكَ أن تكون في المركز الآن؟!...لا تقل لي أنَّكَ تركتَ أختي تقوم بأعمالك مرَّةً أخرى أيُّها المدير .
جدِّيته كانت سبباً لإظهار هاجي وجهه الناضج فقال له: ماذا حدثَ لك؟..يبدوا أنَّك لستَ على ما يرام.
أشارَ ساي نحو السيارة: لستُ أنا بل هيَ.
أسرع هاجي نحو السيارة و فتحَ بابها الخلفي ليرى أنَّ أخته جالسة و مادَّة قدمها المكسورة نحوه قائلةً بابتسامةً بلهاء: مرحباً هاجي.
قال بانفعال: ما الذي جرى لكِ ميرنا؟
حكت شعرها من الخلف: ليس شيئاً مهماً..
صرخَ قائلاً: قلت ما الذي جرى لكِ؟!..
أجابته و هي تضع أنملها بأنملٍ آخر مشيرةً بالبساطة: حادثٌ بسيط.
أنزلَ هاجي أخته من السيارة: من الجيد أنَّكِ لم تتضرري .
قالت باغتياظ: و ما تسمي هذا إذاً؟
أوقفهما الصبي بحرجٍ واضح منحنياً: أنا أعتذر حقاً..أنا السبب في ما حدث, لقد كانت تحميني فأصيبت بدلاً مني.
ميرنا: قلتُ لك أنَّه ليسَ خطأك كيو..أنا من اخترت حمايتك و لم أُجبر على ذلك.
ترك هاجي أخته واقفةً بعكازيها اللامعين تحتَ الشمس مقترباً نحو كيو مهبطًا رأسه لمستواه: نسخةً مطابقةَ الأصل.
غير منحنى حديثه بوضعه يده فوق رأسِ الفتى: لا تقلق..لا أحد سيلومك على ما لم يكن بيدك...فلو كنتَ تستطيع لأنقذتها ,ألستُ محقاً؟
( لم يكن بيدي!!...لكن أخي و أبي يفعلانــ..)
ابتعد كيو عنه مقترباً من أخيه: أخي..ها قد أوصلناها, لذا دعنا نعود.
أجابه بحدته المعتادةِ معه مما لفت نظر هاجي: أظنُّ أنَّك يجب أن تحتفظ برأيك بنفسك...أنا أتيتُ هنا لأدخل و أنتَ ستتبعني فهذا هوَ المكانِ الذي كنت سآخذك إليه اليوم على كلِّ حال.
هاجي بمرح: أجل..أدخلوا قليلاً فهذا سيفرحُ أمي كثيراً.
دخلوا جميعاً و انتقلت المهمة الصعبة لهاجي الذي أجلسهم في غرفةِ الجلوس و ذهب لأمه في الطابقِ العلوي.....
طرقَ هاجي الباب على والدته....
مادونا بصوتها الرقيق : أدخل.
دخل و أغلقَ البابَ خلفه: أمِّي ..لقد أتى ساي و معه ضيف.
نهضت مادونا من مكانها لتقف أمام ابنها: ما زالَ الوقتُ مبكراً!!..أليسَ كذلك؟
أجابها ببرود: تركَ عمله بسبب أخيه الصغير..يبدوا أنَّهُ كانَ معرَّضاً لحادث مرور.
صدمت فوراً بسماعها هذا: ماذا؟...هل هوَ بخيرٍ الآن؟!
..: أجل ,من حسنِ حظه أنَّ ميرنا كانت معه و أنقذته.
تنهدت براحة: الحمد لله.
ضيَّق عينيه لإخراج الكلمة الصعبة : لكنـ...
قاطعته الأم بخوفٍ و هلعٍ واضح: لكن ماذا هاجي؟
أجابها: كُسِرت ساقها اليمنى.
تركته دونَ أن تنطق بالمزيد مسرعةً نحو الغرفةِ التي ضمَّت ابنتها المصابة...
ذهبَ خلفها هاجي : أمي..اهدئي, إنَّه ليس بالضررِ الكبير.
لم تهتم مادونا فجنانها حملَ خوفَ أمٍّ لا يفهمه أحد....
وصلت لغرفةِ الجلوس و رأت ابنتها جالسة بقدمٍ مغطاةٍ بالجبيرة تقدَّمت نحوها ببطء و جلست: هل أنتِ بخير حبيبتي؟
قالتها و هيَ تلفظ أنفاسها بأسلوبٍ يزيدُ مخاوف ساي ناهضاً نحوها: أمي سيكونُ كلَ شيءٍ على ما يرام...الخطأُ خطأُ أخي و أنا أعتذر نيابةً عنه.
كان كيو ينظر لأخيه بكرهٍ لنفسه نوعاً ما ( أخي يعتذر بسببي...ساي شيوكي يعتذر ..لم أتخيَّل أنَّ هذا سيحدث و لطبقةٍ كهذه أيضاً)
لم يكن يقصد الإهانة لكن ككبرياءِ شخصٍ غني سيكون من الطبيعي أن يكون الاعتذار صعباً أكثر من أناسٍ من طبقةٍ دانية من المجتمع....
وجهها الأصفر كان يبرهن حالتها السيئة لكنَّها رفعت وجهها نحوه: هل هوَ بخيرٍ الآن؟
سؤالها زاده إحراجاً و حزناً لكنَّه قال: أجل..إنَّهُ جالسٌ هنا.
نهضت تريد التوجه نحوه لكنَّها سقطت من الإنهاكِ الذي أصابها فجأة صدمةً من الخبر الغير متوقع و بدأك بالسعال ليزداد بعدها مخيفاً كلَّ الموجودينَ هناك...
جرت ميرنا نفسها نحو أمها صارخةً على ساي: لا تبقَ هكذا و اجلب كأساً من الماءِ مع دوائها...
نهضَ من فوره لكنَّه توقف لحظة: أينَ هوَ الدواء؟
قالت له بانفعال: في المجر الأول على اليمين..أسرع.
فعل ما طلبته و جلس هو بجانبها أيضاً محاولاً تهدءتها...
كانت ميرنا في قلقٍ مضاعفٍ عن أخيها و كيو لأنَّها كانت قلقة على حالِ ساي أيضاً..فهو يجب أن يكون بعيداً عن الاضطرابِ العصبي و ما تراهُ منه منذ العمل هو الانفعال ...
أمسكت بيده قائلة بهدوء: ستكون بخير بعد قليل...تحتاجُ للراحةِ فقط.
فهمَ ساي مقصدها فقال: لا بأس..لا تُقلقي نفسك.
نهضَ رافعاً مادونا ليساعده هاجي و يذهبا بها لغرفتها في الطابقِ العلوي....
ميرنا لاحظت جمود كيو في زاويةِ الغرفة فأخذت عكازيها من الأرض و توجهت نحوه: لا تكتئب هكذا ,هذا الأمرُ ليسَ جديداً.
" قالَ لي ساي أنَّه لا يعرف كيف يقول الأمر لأمك لكني لم أفهم....الآن عرفت نتيجة تصرفي اللامبالي"
وضعت يدها على كتفه: أمي مريضةٌ بالقلب لذا فهي تصبح على هذه الحالة بين فترةٍ و أخرى...و هيَ الآن أفضل أيضاً فهي أصبحت حساسة لدرجة أني أخفي عنها جرحي بسكين المطبخ...لا تُحمِّل نفسك مسؤوليَّةَ ما حدث.
نزل ساي و هاجي ليتجه هاجي نحو كيو: أنت,أيُّها الصغير..أمي تريدُ الحديثَ معك.
تعجب قليلاً: أنا!
توجه بعينيه نحو ساي لكنَّ ساي أشاح بنظره جالساً باستنادٍ على الحائط بصمت....
نهضَ كيو ليمسك هاجي يده ذاهباً به لأمه...
و في الطريق إلى تلك الغرفة: هل ستكون بخير لو تحدَّثتُ معها؟
هاجي بمرحٍ صبياني: لماذا تتحدَّث بهذا الأسلوبِ البارد؟...هل عائلة شيوكي تتسم بهذه الصفة المزعجة؟
لم يكن لدى كيو مزاج لمجاراته و قد لاحظ هاجي هذا بصمته الطويل : أنت أخُ ساي أليس كذلك؟
جوابٌ لا يتسم بروح الحياة: ألم تلاحظ هذا؟
..: كنت أريد التأكد فأنا لم أتعرف عليك بعد تحت هذه الظروف.
انحنى بجلوس حين وصلا للباب: بالتأكيد ستكون بخير..فهيَ أمُّ ساي أي أنَّها أمُّك أيضاً و الأم تأنس بسماعِ صوت طفلها في أي وقت.
فتح هاجي الباب ليدخل كيو...
دخل كيو و اقترب منها و هي جلست ما أن رأته يدخل: أنتَ أخ ساي إذاً.
أجابها بتوقفه: نعم.
أشارت له بيدها بالاقتراب: اقترب أكثر.
فعل ما طلبته و ظلَّ صامتاً ينتظر ما تريد قوله ...
كانت عينيه الخضراوتين تحدِّق بها و بيدها التي رفعتها لتضعها فوقَ وجنته: تشبهه كثيراً..
"الجميع يقولُ هذا.."
سعلت قليلاً قبلَ أن تقول: حمداً لله على سلامتك...أقلقني هاجي عليك حينَ قال أنَّكَ كنتَ معرَّضاً لحادث.
"آسف سيدتي لما سببته...إنَّ ما حدث كانَ بسببي.."
وسعت عينيها السوداوتين: ما هذا الذي أسمعه؟..من قال لك هذا؟!.. إنَّ ما حدث لم يكن خطأك فأنت لم تكن تعلم أنَّ هذا سيحصل...هذه المواقف تحصل للجميع.
قرَّبته من فراشها و أجلسته بجانبها: لم تخبرني ما اسمك صغيري؟
لو كان غيرها و في موقفٍ مختلف قد قال هذا لرفض فكرة نعته بالصغير لكنَّ الآن اكتفى بالإجابةِ بهدوء: كيو.
علتها الابتسامة: إذاً اسم ابني الجديد هو كيو..
نطقَ بتعجب: ابنكِ الجديد!
قالت: أهم ...فأخيكَ ساي هوَ ابني .
قطب حاجبيه مجيباً بنوعٍ من الحدَّة: صحيح أنَّكِ سيدةٌ طيبة, لكني لستُ مستعداً أن أتخذ أماً بديلةً عن أمي و أستغرب أنَّ أخي وصل لهذه الدرجة من نسيان أمِّه.
لم تختفِ ابتسامتها لكنَّ ملامحها تغيرت نوعاً ما : لا بديل عن الأم و من يقول هذا فهو يخادع نفسه...
قال بغضب: لماذا يناديك أخي بأمي إذاً؟
أمسكت بصدرها ألماً لكنَّها سرعانَ ما أبعدت يدها: من هيَ الأم كيو؟
قالَ بجفاف: ما هذا السؤال سخيف؟
قالت له: أجب على هذا السؤالِ السخيف.
أجاب: إنَّها التي تلد المولود و تربيه و تعتني به بشدة بعطفٍ و حنان.
" هل هذا هو تعريف الأمومة لديك؟!..إن كان هذا فأنت تراه بعين ناقصة"
أمسكت يديه بنحوٍ من القوة: الأم هيَ الملجأُ التي تستطيع أن تلجأ له في الشدائد لتنسى الهموم المتكدسةِ على قلبك و هيَ الشخصُ الذي تستطيع فتحَ قلبك له بسهولة...هيَ الأذنُ الصاغية و القلبُ الدافئ ,هيَ الابتسامة التي مهما كذبت فلت تكذب بحبِّها لأبنائها ..هيَ التي تسهر الليالي حرصاً على راحةِ أبناءها و قلقاً عليهم...التي تصنع لهم طعاماً يحمل عرقها المبرهن على حنانها و عطفها.
رمقته بنظرة:..هكذا يعتبرني أخاك.
انفعل قليلاً ناهضاً من مكانه: لكنه ليسَ ابنك و أنتِ لم...
قاطعته بهدوءٍ متمه: لم ألده.
صمت مديراً وجهه و هو مقطب الحاجبين...
أكملت بابتسامتها الأموية: أنتَ على حق...أنا لم ألده و لم أحمله في أحشائي و لم أعتنِ به في عالمِ الطفولة و ليسَ بيننا سوى معرفةٍ بدأت منذ مدَّةٍ يسيرة...لكن هذا لا يعني أنَّني لا أستطيع أن أكون أمَّه فأنا لا أحاول أن آخذ مكان والدتك المتوفاة...أنا فقط أحاول أن أعطيه ما لدي.
كلماتها كانت منبعثة بصدق فهي بدأت تتكلّم معه بصراحة علَّها تفتح لها مكاناً في قلبه فحديثه كان يُظهر عناده و عدم تقبله لها أكثر من ساي...
نهضت بصعوبة و انحنت جالسةً عنده محتضنةً إياه: آسفة لأنِّي لم ألدك كيو..
شدَّت عليه بيديها الممتلئتان حناناً:.. آسفة لأني لم أكن معك طيلةَ هذه السنين ....آسفة لأني لم أُِِريكَ ابتسامةَ الرضا يوماً...آسفة لأنك تشعر بالوحدة حتى مع وجودكَ معي الآن...لكن أتوسل لك أن تأذن لي أن أكون والدتك...أنا أريدُ هذا أريدُ أن أحسبكَ في الطعامِ الذي أطبخه...أريدُ أن أهتم بمظهرك قبل أن تذهب للمدرسة كباقي الفتيان...أريد أن أكون أماً تتحدث مع أصدقائك عن اللحظات ِ التي تقضيها معها.
أنزلت يديها لتتركه لكنَّه فاجأها بمدِّ يديه و إمساكها و الدموع قد ملأت وجنتيه: هل سأكون مهماً لكِ؟...ألن أكونَ عبئاً ؟ ..ألن تتجاهليني سيدتي؟..ألن تلومينني على ما أصاب ابنتكِ؟..
مسحت مادونا تلك الدموع: أنت مهم منذُ أن وقعت عيني عليك فلا تحتاج لكلمةِ ( سأكون) ..إنَّ أسئلتك غريبة بعضَ الشيء إنَّ العبء لا يكون ابناً و التجاهل ليسَ أسلوبَ أم و أمَّا عن ما حدث لميرنا فقد أجبتك مسبقاً.
أمسكت يده ناهضة: ما رأيكَ أن ننهي هذا الحديثِ الآن و أن نرى ما يفعلُ الآخرون.
اكتفى كيو بتحريكِ رأسه إيجاباً.....
.......هذه الفترة في الأسفل.......
هاجي: ألا ترى أنَّهم أطالوا الجلوس معاً؟!
أجابه ببرود: لا بأس, ربما ستستطيع أمي أن تغيره...لقد سئمت هذا الوضعَ معه.
عادت ميرنا لعتابها: لا تنسى أنَّكَ أنتَ من أسباب هذا الوضع الذي تقصده فلو كنتَ تتعامل معه بأسلوبٍ أفضل لما بحث عن المتعةِ معي في الشارع.
ساي: أ تقصدين أنني المذنب الأساسي في ما حدث لكِ؟!
أجابته: أهم..كما قلت .
ساي بانزعاج: تمزحين..أنتِ من طلبتِ الاعتناءَ به..أ نسيتي؟
شدَّت يديها: لو لم تعامله بتلك القسوة لما أخذته...فهو أخيك أنت و أنت من يجب عليكَ الاعتناءَ به.
" بدأتِ تغالطين الأمور"
" تريدُ التهرب من ذنبك"
" لا أرى نفسي مذنباً.."
" بل أنتَ كذلك أيها المحتال.."
" لا تنسي أنَّني ما زلتُ رئيسكِ ميرنا ,فحاسبي نفسك فيما تقولين.."
" و ماذا ستفعل يا سيد شيوكي؟!"
" و ماذا تظنين؟"
ابتسمت ساخرة: إن كنتَ ستهددني بالطردِ فأنت لا تحتاج لهذا الآن و خاصةً بكسر قدمي..
" و من قالَ أنَّهُ بطردك بل هوَ بإبقائك و إجبارك على التعامل مع فيونيكا .."
أخذت عصاها و ضربته على يده: تعذيبٌ نفسي إذاً..
بدا الألم عليه لتقول ميرنا فوراً: هل آلمتك كثيراً؟...عفواً أنا..
قاطعها مرتسماً ابتسامته: لا تكترثي..إنَّهُ ليسَ شيئاً مهماً نسبةً للألم الذي سببه كيو لكِ.
اعتلت ضحكةُ هاجي بسخرية: حقاً صح القول...من يحبان بعضهما كثيراً يتشاجرانِ كثيراً.
ميرنا و نظرتها كافية لإفهامِ أخيها عن غيضها: أكرهك هاجي.
هاجي و قد احتفظ بابتسامته و هو متكتف الذراعين مغلق العينين: لديَّ من يكن الحب لي فاحتفظي بحبك لهذا المعتوه.
مدَّ ساي يده ببرود ليجر خصلةً من شعر هاجي: من المعتوه غيرك؟
هاجي بتعجب مصطنع: إنَّ الأمر لمصلحتك .
ربت على كتفه: بل سلاح استفزازك...
فتحَ الأخرى و أظهر الجدية و عدم المزاح: ميرنا..أظنُّ أنَّ مدَّةَ عملكِ انتهت .
أحنت ميرنا رأسها ببعضِ الحزن: نعم..أعرف هذا.
صمتَ الاثنان بشكلٍ مريب فنهضَ هاجي قائلاً: سأذهب ُ لصنع الشاي ما دامت أمي لن تفعل.
خرج تاركاً خلفه أخته و ساي اللذان ضلاَّ صامتين لدقائق...
ساي: هل أعجبكِ ما وصلنا إليه؟
عضَّت شفتيها قبل أن تجيب: تحب إغاظتي..أنا لن أذهب للمريخ و هذا الوضع لا يريحني أنا أيضاً.
ساي نظر لها باستفسارٍ بارد لم يمحوا الحزن : لا يريحك!
ميرنا: أنا أيضاً اعتدتُ أجواءَ العملِ ساي و اعتدتُ على مزاحك الثقيل و الساعات التي أدير أعمالك بها ..اعتدت على كلِّ لحظة أقضيها هناك,لكن هذا ليسَ على حساب حياتك.
قال متغاضياً: فهمت..لا داعي للإعادة.
رفعت ناضريها: هل ستخبر هاجي عن الأمر؟
...: و هل من خيار آخر؟
نهض و جلس بجانبها: ربما لو لم أركِ لكان الأمر أفضل.
نظرت له بيأسٍ عفوي بعد تثاؤبٍ يظهر اللامبالاة : لن أتفوه بهذه الكلمات التي لن تغير من الحاضر..
نظرت له بحدة: و لن أكذب على نفسي .
أخذته البسمة: أه...أنا أستغرب منكِ بالفعل لعدم شعوركِ بالندم بعد كلِّ المشاكل التي وقعتِ بها و الإهانات التي تعرضتِ لها.
أكملت بأسلوبها الحاد الذي كان يبدي الاعتراض على تفكيره: أنا أستغرب منك أكثر...كيف لفتى أن ينقذ فتاةً لم يرها من قبل بهذه السهولة متجاهلاً الخطر المحدق به ؟و علاوةً على هذا يخفي إصابته عنها لألا يقلقها و يحرجها...!! كيف لشخصٍ أن يجازف بعمله و منصبه باختيار مساعدٍ لا خبرةَ له و يقوم بتعليمه و أغربُ من كلِّ شيء أنَّّه يعتمد عليه في إدارة مركزه التجاري الضخم ..!!أخبرني هل هناكَ أحمقُ منك؟
ضلَّ ينظر لها و قال بصدقٍ واضح: أنا سعيدٌ لهذه الحماقة التي جعلتني أظهر لنفسي إنسانيتي.
حرَّك عينيه نحو قدمها و هو يحك رأسه : آسفٌ لإعادتكِ لأهلك بساقٍ مكسورة...لم أكن صاحب أمانةٍ جيد.
ضحكت ميرنا بخفة قبل أن تقول رافعة رأسها لينزل شعرها اللامع منسدلاً خلف ظهرها: المهم أن أكون أنا كذلك..أتعرف؟ .. لقد داولتني هذه الفكرة قبل أن أقوم بحمايةِ أخيك..فكيف أعود لك بوضعٍ لا يحسد عليه أو ما شابه؟..فعلى كلِّ حال أنا من طلب الاعتناء به و أنت قد أمَّنتني إياه.
بات يحدِّق بها بحنان لفترة جرَّتها لتحاشيه بتلبك : هل ترى شيئاً على وجهي ؟!
لكنَّه أجابها بملامح غريبة: ميرنا..أنا أحبـ..
قاطعه هاجي بدخوله فوراً قائلاً: أوه..من المؤسف أن أدخل في هذه اللحظة الحاسمة ,أليس كذلك يا فتى؟
ساي ببرودٍ يخفي خلفه الانزعاج: لم أكن لأقول ما تتصوره .
وضع هاجي الشاي على الأرض بجانبهما و عيناه المتيقظتان بالفضول تنظر له : أخبرني إذاً..ما الذي تحبه؟
ميرنا لتبعده عن المطلب رغم جهلها به: يقصد مخطوبته فيونيكا.
انفعل ساي فوراً: ليسَ هذا..
صرخت ميرنا بوجهه: ألا تستطيع إغلاق فمك أيها المعتوه؟
ساي: إن كنت ستتلفظين بهذه التفاهات بالطبع لن أصمت.
ميرنا تكاتفت بغضب: و ما شأني, دعه يعتقد بك ما يريد .
ساي: أوي..ألستِ في الوسط معي؟
ميرنا: أيُّ وسطٍ و جانبٍ هذا ساي؟!
رفع هاجي سبابته نحو أخته: اصطدتك..
ساي بنظرةٍ متضجرة: ماذا أيضاً؟
هاجي بخبث يعود لاستنتاجاته: كلمة حب و بعدها مناداة أختي لهذا الأهوج باسمه..يبدوا أنَّ علاقتكما في تقدُّمٍ و تطورٍ واضح.
اعتلى صوت ضحكه بعد لحظات: هههههههههه...هههه, أنظر كيف أصبح وجهكما..
ساي: كفَّ عن هذه السخرية و اسمعني .
هاجي و علامة استغرابٍ عليه: ماذا؟
ساي: منذ الغد سيكون مكان ميرنا لك.
هاجي بحدة: ها!
ساي: إنَّ قدمها مكسورة كما ترى و مخطوبتي تعارض عملها معي فمن الأفضل أن تخرج عن العمل و ليس لي مزاج البحث عن عامل و لا وقتٌ أضيعه بهذا و من ناحيةٍ أخرى, أنت شديد الحاجة لعمل و ما دمت لم تجد فتستطيع المجيء...أ هذا مناسبٌ لك؟
هاجي بتفكير يظهر عليه التأمل: لمَ لا؟..لكن ,ألا تظن أنَّك سوف تلاقي بعض الصعوبات...
ساي: صعوبات!
دخلت الأم في تلك اللحظات مع كيو و هيَ تمسك الحائط الذي بجانبها: أرى أنَّكم اهتممتم بأنفسكم.
نهضَ هاجي معيناً والدته على الجلوسِ معهم: أمي!..لم يكن عليكِ النهوض من فراشك.
جلست و هي تقول: لقد أقلقتكم بما فيه الكفاية لشيءٍ ليس ذو أهمية.
ساي: يجب عليكِ أن تهتمي بصحتك فهذا الإهمال سيزيد علَّتك سوءاً على ما هيًَ عليه.
كحت ميرنا موجهةً نظرتها لساي الذي فهم معنى حركتها و كأنها تقول له ( أنظر من يتكلَّم..)



قراءة ممتعة،،،،،،


س:هل ستكون هذه آخر ترابط ميرنا وساي؟
س: هل سيكون لهاجي دور بإصلاح الأمور؟
س: رأيكم بالبارت؟
س:أجمل مقطع؟

/COLOR]
[/COLOR][/COLOR]
http://up.arabseyes.com/uploads2013/...0861618974.png


.
[/align][/cell][/tabletext][/align]
[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[/COLOR][/CENTER]

بامسي 05-31-2016 12:07 PM

[gdwl]يا الله ايه دا انا مصدومة من هذه الاحداث الرائعة ليش يا حلوتي تتعبينا عقلي بروعتك مذهل و رائع ،
انت رائعة من اين تاتين بهذه الافكار و الكلمات ماشاء الله ، اللهم لا حسد اعجبني كل كلمة كتبتها
اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك
مشكوووووورة والله يعطيك الف عافيه
في امان الله يار وحي
رمضان كريم.
[/gdwl]

Arij* 05-31-2016 02:08 PM

كيما قالت محلا امالي علاش تتعبينا عقولنا بهاد الابداع
يا اختي روووووووووووووووعة ما شاء الله
انتي مبدعة اللهم لا حسد
البارتات روعة
شكرا على الرابط
باي تم اللايك

Snow. 05-31-2016 03:47 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيفك يا بنت؟

أخبارك؟

عساكي بخير و ما تشتكي من شي

وش كل ذَا الجمال يا بنت؟

قسم ما يستاهل إلا صرخة أخرى هههههههههه

لا تهتمي لأحبالي الصوتية

كل شي بيهون من شان رائعتك هاي

الفصل أروع ما يكون يا بنت

خصوصا وجود كيو

أعطاه دفعة من الحيوية

ما أعجبني ساي في هاد الفصل

كل شي ٱلا حبيب القلب كيو

ليش يعاملو هيك؟

أحزنني تفكير كيو و شعورو بالإضطهاد

أكتر لحظة حزنتني و خلتني أبكي لما كانت تحكي مادونا مع كيو

هالمادونا والله ما في أحن منها

مسكينة ميرنا،الله وحدو بيعلم بألمها

أزعجني دخول هاجي لما كان ساي رح يعترف بمشاعرو،ليش في هاللحظة باكا هاجي

أمممممم ما بعرف بحس أنو هاجي هو يلي رح يصلح كل شي

ان شاء الله بس،على القليلة تكون في فايدة منو

الفصل رائع يا فتاة

كل مرة تبهريني أكتر من سابقتها

أحسنتي


avine 05-31-2016 04:52 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مثل العادة مافي مجال للانتقاد روووووعة وواو

س:هل ستكون هذه آخر ترابط ميرنا وساي؟
طبعا لا مستحيل
س: هل سيكون لهاجي دور بإصلاح الأمور؟
اظن ذلك
س: رأيكم بالبارت؟
يجنننننننننننننن
س:أجمل مقطع؟
كلووووووووووووووو

اميره الدجي 05-31-2016 08:19 PM

حجزي

اميره الدجي 05-31-2016 09:07 PM

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
عزيزتي البارت في غايه الجمال و الروعه
من اين تاتيكي هذه الافكار
اتمني ان كنت مثلك
رائع انا اشكرك حقا علي هذه الروايه
بعد الثرثره ننتقل للبارت
سوف اقتل هاجي
هل كان عليه ان يدخل في هذه اللحظه
حرف واحد فقط كان ينقص
انا ....احب
ساقتلك هاجي ثم اسلخك
كم انتظرت هذه اللحظه
وكيو كم اشفق عليه
ان شعور النبذ شعور في غايه السوء
ارجو ان تحب فيونيكا هاجي ثم تتتعرض لحادثه فتصبح اشلاء
هههههههه انا في غايه الشر
لا تنسيني من رابط البارت القادم
تم اللايك و الرد و التقييم

yuky 05-31-2016 11:18 PM

واااااو شكرا لكي على البارت الرائع اسفة على التأخير لقد كان لدي بعض الامور التي علي انجازها لذا لم استطع فتح الهاتف
ننتقل للاسئلة
هل سيكون هذا اخر ترابط مرنا و ساي
لا
هل سيكون لهاجي دور بأصلاح الامور
نعم
اراكم
لا يوجد
انتقادتكم
لا يوجد
اسفة اعلم ان الرد قصير لكن وقتي ضيق لا تنسيني في ألقادم الى القاء

وردة المـودة 06-01-2016 10:08 AM

مرحبا بكم متابعي...
سأختصر الرد للضروف ....

لكم الشكر جميعا على التواجد، و الإطراء، و التوقعات....

لكون البارت القادم حماسي سأضع بارتين، أتمنى أن يروقكم...

وردة المـودة 06-01-2016 10:34 AM

CENTER][align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/29_05_16146451093973761.png');"][cell="filter:;"]http://up.arabseyes.com/uploads2013/...0861613081.png

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...0861617973.png
البارت الثامن

ساي: صعوبات!
دخلت الأم في تلك اللحظات مع كيو و هيَ تمسك الحائط الذي بجانبها: أرى أنَّكم اهتممتم بأنفسكم.
نهضَ هاجي معيناً والدته على الجلوسِ معهم: أمي!..لم يكن عليكِ النهوض من فراشك.
جلست و هي تقول: لقد أقلقتكم بما فيه الكفاية لشيءٍ ليس ذو أهمية.
ساي: يجب عليكِ أن تهتمي بصحتك فهذا الإهمال سيزيد علَّتك سوءاً على ما هيًَ عليه.
كحت ميرنا موجهةً نظرتها لساي الذي فهم معنى حركتها و كأنها تقول له ( أنظر من يتكلَّم..)
نهضَ ساي من مكانه قائلاً لأخيه كيو: يجب علينا الذهاب الآن كيو.
مادونا محاولةً إبقائهم أكثر: الوقت ما زال مبكراً ..و أنا لم أجلس معك حتى الآن.
ابتسم لها: أشكركِ أمي لكن أظن أنَّنا سببنا الكثير من المشاكل.
نهضَ هاجي ليودعهم و عند الباب خارجاً...
تقدَّم ساي نحو سيارته و فتحَ بابها لكنه أدار رأسه قبل أن يصعد: أه..قبل أن أنسى, لم تخبرني عن الصعوباتِ التي تقصدها.
هاجي و هو يمد يديه متشابكتين شاداً بهما نحو الأعلى : ليس مهماً..كنت أود تذكيرك أنني لا أستطيع تقبل إطاعة أوامر من هم أصغر مني سناً ,فيجب عليك إقناعي قبل كلِّ أمرٍ تصدره.
أثار اهتمام هاجي ابتسامة ساي الخبيثة: لا تقلق,فأنا ماهرٌ في الترويض.
ذهب ساي و خلفه هاجي ممتلئاً بغيضه ( و كأني حيوانٌ وحشي..!! و قبل أن أنسى يجب أن ألغي عرض العمل ذاك..)
.......................
فتح كيو فمه: أخي..
أجابه ساي: أمم..
كيو: إن تلك المرأة حقاً ملاك.
ساي: أجل.
كيو: و تلك الميرنا أيضاً.
قطب حاجبيه: احفظ لسانك..يقولون الآنسة ميرنا.
كيو على نفسِ حاله: ألا تظن أنَّها أفضل من فيونيكا؟
أخذ نظرةً بسيطة لأخيه ثمَّ أبعدها: لا تنسى أنَّها مخطوبتي ..لا تتمادى عليها.
كيو: إه...مخطوبتك؟!...إنَّ هذه الخطوبة الرسمية تضحكني ....أنتَ لا تعرف من الخطوبةِ سوى اسمها.
ساي: يجب أن نتأقلم على هذا الوضع على كلِّ حال و أنتَ لا تحشر نفسك في أمور الكبار.
كيو بأسلوبٍ طفولي يغيظ ساي: كاذب ,أنتَ لم تتأقلم و لن تتأقلم على فيونيكا.
ضلَّ صامتاً لأنه يعرف أنَّ أخيه على حق فيما يقول....
كيو بعد ثوانٍ: ما رأيك ساي أن نبحث لوالدي عن زوجةٍ غنية و من عائلةٍ راقية ؟
توسعت عينيه قليلاً: ما هذه الفكرة الغبية؟
كيو موضحاً: إنَّ والدي يريد منك الزواج بتلك الفتاة لثراء عائلتها و عراقتها, فماذا لو فعل هو هذا فستسقط عنك هذه المسؤولية؟
أوقفَ ساي السيارة قائلاً: لن تدخل هذا المنزل امرأة بعد أمي.
كيو: أي أمٍّ تقصد؟
فتح ساي حزام الأمن: لا مزاجَ لي لتحمل أراجيفك..تعلم ما أقصده.
كيو: ما الفرق بين أن تنادي امرأةً غريبة بأمي و بين أن تنادي زوجة أبيك بهذا...؟
صوتُ طيرانِ الطيور المنتشرةِ في السماء اعتلى بعد صوت تلك الصفعة و احمرار وجنته الصفراء: لا تقارن بين السماءِ و الأرض ..و هل النساء اللواتي سيدخلنَ لهذا المنزل سيكونون مثل والدة ميرنا و هاجي؟
وضعً كيو يده على وجنته كعادته حينَ يُصفع ,و ا الآن يشعر بهذا الألم للمرّة الثانية..لكن حرارة هذه الصفعة كانت أحرُّ بكثير من سابقاتها فقد كانت من حرارةٍ قلبه و حزنٍ عميٍق لأمِه..
هبطت يدَ ساي فوق المقعدِ الرمادي الباهت: لا تفكر بتبديلِ أمي بتلك النسوة.


..........بعد12 يوماً..........
كان ساي يمشي في الممر فالتفت لباب المكتب المجاور...
كان بابه مفتوحاً و أضواءه تطل على الجدار المقابل....
توقفت أقدامه و بدأ ينظر للباب بتأمل...
هذا الباب يحمل كثيراً من الذكريات الجميلة و المبهجة له...
أخذته ذاكرته للوقتِ الذي جلس متكئاً عليه يسمع صوت ميرنا المنكسر ...
بعد لحظات عرضت شفتاه بابتسامةٍ حزينة و نظراتٍ غريبة بين الحزن و السعادة...
أغمض جفنيه مصوِّراً ردة فعلها حين يدخل....
تنهض من فورها مؤديةً الاحترام قائلة: سيدي...
ترفع رأسها لتظهر تلك البسمة التي تشعره بالبهجة تحيط بجنانه....
من ثمَّ تسأله بصدقٍ بادٍ على معنى مشاعرها الطيبة:"هل أنت بخير ساي؟...هل كان يومك جيداً؟"...أو ربما تقول ,"هل كانت عطلتك سعيدة؟"
حرَّك قدميه النحيفتين لتتحرَّك مرَّةً أخرى و يدخل الغرفة...
وسامة هاجي كانت بادية بجلسته الرزينة و هو يشرب القهوة في كوبها الأبيض بيده اليمنى و رافعاً أوراقَ ملفاتٍ يدقق بها بيده اليسرى....
كسرت هذه الصورة تصورات ساي..( لمَ أفكر بهذا الأسلوب و أنا أعلم أنَّها لن تعود؟!)
ترك هاجي الأوراق على الطاولة : ما بك تنظر إلي بهذه النظرات العجيبة؟
ساي نافياً: ليس هناك شيء...فقط أتيت لأسأل إن كانت...
هاجي مقاطعاً: لا تقل لي أنَّك ستقول نفس الجملة مرَّةً أخرى!!!
ساي: هل هي بخير؟
هاجي : أه.. لا تمزح معي هذه المرة فقد كنت معنا البارحة.
ساي: لا تنسى أنَّنا السبب في كسر قدمها.
وقف هاجي واضعاً يديه فوق الطاولة: أجل, إنَّها في تحسن و قد قال طبيبها أنَّها ستستطيع أن تتخلى عن العكازين في الأسبوع القادم على الأغلب.
ظهرت بعض الراحةِ عليه:أنا سعيد لسماعِ هذا.
هاجي: إذاً إن لم يكن لديك شيءٌ آخر لقوله فأخرج و دعني أتم عملي.
رفع ساي صوته قليلاً: يا حبيبي..! عاملي يطردني...!

.......بعد ثلاثةِ أيام........
كانَ هاجي منهمكاً في العملِ بجد حينَ دخل ساي ينظر له : ماذا تفعل؟!
هاجي : ألا ترى ؟..أقوم بعملي بالطبع فاخرج و لا تزعجني.
ساي: ليس لديك الحق لإخراجي من هنا...إن كنت ستتعامل مع مديرك بهذا الأسلوب الفظ فلا تتصوَّر أنني سأتحملك و سأدعك تأتي للعمل.
أفلت هاجي الملف على الطاولة: أوي..أوي, بدأت بالتهديد مبكراً !... لا تكن حساساً بهذا الشكل.
اقترب منه بخطواته الواثقة: قلتُ لك أنَّني سأروضك.
ضاقت عيني هاجي بملل: لا تكرر هذه الجملة,إنَّها تُشعرني بأني حيوانٌ مفترس.
بريقٌ ظهر في عينيه: بالضبط.
تقدَّم ساي نحو النافذة الموجودةِ خلف هاجي و اسند جانبه الأيمن بالحائط بجانبها و وضع يداً على يد: هل تحسنت قدم أختك؟
أدار هاجي مقعده نحوه: أجل..تستطيع قول هذا.
ساي: أنا محرج حقاً.. لم أكن أتصور أنَّ مشاكل أخي تصل لهذه الدرجة.
حرَّك هاجي خصلاته بملامح اعتراض نوعاً ما: لا تجعل أخاك في الصورةِ دوماً و خاصَّةً حين تكون أمامه لا يجب عليك أن تتحدَّث بهذا الشكل فبمعاملتك الجافة ذلك اليوم طبيعي أن يحاول إظهار نفسه..فهو في عمرٍ حساس الآن.
بملامح طفولية :تباً,بدأت تتكلَّم مثل ميرنا.
هاجي يتقدَّم قليلاً واضعاً يده فوق قدمه: لأنَّ هذا هو الكلام العقلائي...كيو له شخصية مستقلة و تصرفاته الخاصة, و يجب عليك أن تدعه يظهر ما لديه بدلاً من إقناعه أنَّه عائقٌ و مسبب للمشاكل إنَّ جفافك المبالغ به هو ما جرَّه لتصرفاتٍ لا ترضاها ... إنَّ تعاملك له أثر سلبي ,أتفهم هذا؟
يغير منحنى نظرته لخارج النافذة: ربما تكون على حق لكني لا أريد أن يكون صورةَ مُستقبلي... فما أعانيه علَّمني أن أحفظه في طفولته ما دمت أستطيع ,صدقني هذا أفضل له.
هاجي: لا يهمني ما تمر به لكن كيو لن يكون فتىً طبيعياً...
نهضَ هاجي و ذهب واقفاً بجانب ساي: يبدوا أنَّ مشاكلك مع مخطوبتك..و هذا ما يزعجك.
ساي: كيف علمت؟ هل أخبرتك ميرنا؟
هاجي:و هل تعلم أختي ؟..واو مثير أن تعلم عن حياتك الشخصية بهذا الشكل, لكنها فتاةٌ تكتم كلَّ شيء فما بالك بأسرارِ الآخرين..السبب الذي جعلني أشك بهذا هوَ أنك لا تتكلم عنها بتاتاً و كأنما لا تعترف بها كجزءٍ من حياته و هذا غير طبيعي.
دقق بنظرته بصمت ليتأكد هاجي من ما فكر به: أظن أني أتفهمك..فأنا اخترت مخطوبتي لشعوري بأنَّها فتاةٌ تفهمني و ستكون سنداً لي في جميع الأوقات.
ساي بغرابة و مظهرٍ بارد: لديك مخطوبة!
بدأ هاجي بتحريك يده بابتسامة: إن كان لديك أنت, لمَ لا يكون لدي؟
ساي: مشكلتي ليست هيَ فقط بل لأنِّي أصبحت دمية يديرها الآخرون بتهديد أو وعيد للوصول لأهدافهم و مصالحهم دون التفكير بي..قلت لأمي هذا من قبل ,كل شيءٍ في حياتي مقرر و مخطط من الآخرين و خروج ميرنا أيضاً كان أمراً من فيونيكا.
هاجي بتذمر: يبدوا أنِّي الوحيد الغريب هنا.
ساي: قلت لأمي هذا لأني كنت أحتاج أن أريح نفسي من الهموم المتكدسة قبل فترة و من الطبيعي أن تعلم ميرنا بالموضوع حيث أنَّها تعمل مساعدتي و رأت بنفسها تصرفات فيونيكا المتعجرفة .
هاجي( كفَّ عن الكذب و المراوغة فلست غبياً ليصدق هذه القصة..)
مدَّ هاجي يده و وضعها فوق كتف ساي: اعتمد عليَّ فبما أنَّ والدتنا واحدة تستطيع اعتباري أخاك الأكبر و واجب الأخ المساعدة.
نظر لهاجي ببسمة : أشكرك ..لكن ليس بيدك شيء لتفعله.
كانت نظرة هاجي تحمل معاني العزم : أوه..لا تقل هذا سترى أنَّني سأكون سبب خلاصك من المشاكل.
ساي: هذا ما تقوله ميرنا..
ضحك قليلاً: تقول أنَّها ستغير فيونيكا و سأعترف أنَّني أحبها من أعماق قلبي.
نظر هاجي له نظرةً جانبية مرحة: و هل تفعل؟
ساي منكراً: لا تعني سوى المشاكل..أود التخلص منها فقط.
هاجي بخبث: و ماذا عن ميرنا؟
بلع ريقه ما أن سمع هذا لكنه تمالك نفسه: ما الذي تريد الوصول إليه من هذا السؤال؟
هاجي: أجبني فقط.
أخذ نفساً ثم قال: فتاةٌ مميزة و رائعة في مداراة الآخرين..هذا كلُّ شيء.
أصبح هاجي جدياً فجأة: أخبرني بصدق ..هلـ ..
غيّر منحنى حديثه :... لست كميرنا تحاول إصلاح المجتمع...لكن أضمن لك بنسبة 75% أنَّ كلَّ شيء سيحل قريباً.
ساي: لنرَ..فقط أتمنى أن لا تُسقط السماء فوق رأسي عوضَ أن تبسط الأرض التي تحتي.


...........بعد عودةِ هاجي...........
ينزع حذاءه: لقد عدت.
أخرجت مادونا رأسها من المطبخ : أهلا بك..هل كان اليوم جيداً؟
هاجي: أمم..
دخل لغرفةِ الجلوس و أخذ مكانه بجانب أخته: مرحباً..هل الدروس بخير ؟
ميرنا تقلب صفحة كتابها: أجل..لكن بعض المواضيع صعبةٌ للفهم نوعاً مالأني لم أحضرها في المدرسة.
هاجي يطلُّ على الكتاب: ليست مشكلة..سأساعدك .
ميرنا: شكراً لك أخي.
هاجي بعطفٍ أخوي: لا شكر على الواجب .
تتلبك ميرنا قبل أن تفصح عن ما بداخلها: أخي...ربما لا يكون لي علاقة بما يحدث هناك الآن لكن ,كيف كان وضع المجمع التجاري؟
تمدَّد هاجي واضعاً يديه تحت رأسه: ككلِّ يومٍ مضى..لا جديد.
ميرنا تشدُّ على قبضتها قليلاً: و ماذا عن السيد شيوكي؟
هاجي: بخير..لماذا تسألين عنه؟...هل اشتقتِ له؟
ميرنا: يا لك من مزعج...كلُّ ما هناك أني اعتدت على العمل هناك و رؤيته كلَّ يوم...هذه المدة جعلتني أحس بالحنين للعمل الذي أمارسه و الأناس الذين كنت أخالطهم.
( أنا أكاد أموتُ قلقاً عليه..من يعتني به الآن و يعطيه دواءه..أعلم أنَّ ساي لا يهتم لهذه الأمور..و تلك الفيونيكا هي مخافتي الكبرى فلو ذهبت يوماً لزيارته ربما تسوء حاله..)
........................
هاجي يكلِّم شخصاً بالهاتف: ...لا بأس سأعوضك...لكن يجب أن ننجح في العمل...اعتبره بدايةٌ لعملنا الجديد...
أغلق الهاتف و بدأ يحركه في يده الأخرى: ستنكشف الحقائق كلُّها... سترى نفسك بين خيارات حياتك ساي.
فكر للحظة (لكن يجب أن تعلم أمي بالموضوع...)
بعد دقائق...
الأم بدهشة: يا الهي..
ضربت فوق جبهته بخفة: لم أكن أعرف أنَّ ابني مشاكس لهذا الحد...لكن هناك مشكلة يجب أن تضيف لها...

..... بعدَ أسبوع......
ميرنا تتمشى مع صديقاتها في باحة المدرسة خارجةً منها.....
كاورو: لكن ما زالَ عليكِ أن تعتني بها لمدة.
شيهو ممسكة حقيبتها الوردية بكلتا يديها: إنَّها على حق فالعظام المكسورة تأخذ وقتاً حتى تعود كما كانت.
ميرنا بامتنانٍ و راحةٍ واضحة: شكراً على اهتمامكما ..
قطع حركتهم وقوف فتىً شاب في مثل أعمارهم معهم: مرحباً ميرنا.
نظرت له بجفاف ثمَّ قالت: مرحباً..هل هناك خطبٌ ما؟
كانت لهجة حديثها واضحةٌ بالجفافِ و البرود اللذان يحكيان انزعاجها من مجيئه....
تلعثم في البداية: أ..أن..ااا.. لمـ ...
تدارك نفسه و قال :.. لم أقصد إزعاجك..كنت أودُّ أن أقول حمداً على سلامتك..أنا سعيدٌ لأنك على ما يرامِ الآن.
لهجتها أصبحت أكثر مرونة قليلاً: شكراً لك يان .
أنزل حقيبته التي كان يضعها بيده فوق كتفه و بدأ يخرج منها شيئاً: لي لكِ شيء.
ابتعد شيهو مع كاورو لتراهما ميرنا و تنفعل: لحظة!..أين تذهبا و تتركاني وحدي.
كاورو بتلاعب بحقيبتها الصفراء: آسفة..أنا في عجلةٍ من أمري.
كاورو: و أنا أيضاً, نراكِ غداً عزيزتي.
(هذا ما كان ينقصني!!..)
يان يمدُّ بعض الدفاتر الدراسية: خذي..من المؤكَّد أنَّكِ ستلاقين صعوبة في الدروس التي لم تحضريها.
ميرنا: شكراً لك , لكن ماذا عنك؟
نظرته كانت عطوفةً بحق لكنَّها لم تكن تعني أيَّ شيءٍ لها: لا يهم..إنَّه يومٌ واحد فقط.
ميرنا بامتنانٍ لصديقها: حقاً أنت صديقٌ رائع.
ابتسم يان بخفة: أتمنى أن أكون كما تقولين.
توقفت سيارةٌ جرَّت أنظار الجميع ...
كانت السيارة غريبةٌ على هذا المكانِ قليلاً...كانت من أعلى الطرازاتِ و أفخمها ...
خرجّ منها ما أثار دهشتهم أكثر...
فتىً وسيماً في مقتبلِ العمر يقترب من بوابةِ المدرسة بخطواتٍ جريئة ...
خصلاتِ شعره المتحركة أوهمت الأعين بطيرانها تحت هبّاتِ الهواء...
رشاقةُ جسده كانت تزيد من رزانةِ تحركاته...
عيناه البريقتانِ بالأمل كانت تزيد من ثقته...
توجهت عيون الجميع نحوه و هو يتقدَّم دون مبالاة حتى توقف بجانبِ ميرنا: سعيدُ لرؤيتكِ بخير ميرنا.
دهشةُ الجميع لم تكن توصف و هم يرون شخصاً بمثلِ ثراءه يقف و يتحدث مع ميرنا من بين جميع الفتيات....
نظراتهما الملتقيان شدَّت الجميع لانتظار ما سيحدث بينهما بفضول....
نظرات ساي التي تركزت عليها و كأنَّه نسي العالم أوقفتهم دون حراك.....
لكن هذا لم يدم فصرخةُ ميرنا قد وضعت علاماتِ التعجب و التساؤلِ بدلاً عن هذا: أيها الأحمق الغبي... ما الذي أتى بك إلى مدرستي؟!..
ساي ببعضِ التعجب المصطنع البريء:لقد أتيت لرؤيتكِ فقط.
ميرنا ترفع حقيبتها و تضربه به: هنا!!
يمسكك ساي حقيبتها قائلاً ببلاهة: العنف ليس من سماتِ الفتيات فدعي هذه الحقيبة الحديدية جانباً.
تشيح ُ ميرنا بوجهها مع غضبٍ واضح: تباً.
سأل يان باستفسار: من هذا الفتى ميرنا؟
كانت تبدي لهجتها المنزعجة أكثر الآن: مدير أخي في العمل.
يان بحدة مغبّنة: لماذا هوَ هنا الآن؟
ساي مدركٌ أنَّها لا تود التحدث عنه: لقد كان أخي هو سبب الحادث الذي أصابها..لذا أتيتُ لأطمئن عليها.
نظرته كانت حادة و غاضبة حين قال: إذاً لدى ميرنا حق..المدرسة ليست مكاناً مناسباً لمجيئك.
ابتعد مع نظرات ساي الملاحقةِ له: يبدوا أنَّ هناك من انزعج لمجيئي غيرك.
قال ساي بعد لحظات: هل تمانعين إن أوصلتك؟
تتقدَّم ميرنا عنه: و هل تظن أني سأعود للمنزل مشياً على الأقدام و سيارةُ تحت الطلب لدى الباب؟
ساي يذهب خلفها و يتقدَّم ليفتح باب سيارته لها منحنياً: تفضلي بالدخول يا آنسة.
ميرنا تصعد: كفَّ عن هذا التصرف؟...أستطيع الصعود وحدي.
اعتلى صوت إحدى الفتيات هناك: يا لها من وقحة!...تتصرَّف و كأنه خادمها.
ترك ساي ميرنا و اتجه نحو الفتاة: خدمتها تروقني..هل من مشكلة؟
أحسَّت الفتاة بإحراجٍ شديدٍ قد ملأ ها و كلُّ من هناك ينظر لها و للموقف الذي وضعت نفسها به و ضلَّت جامدة حتى عودةِ ساي لسيارته كأنَّ على رأسها الطير......
....................
ميرنا: ما كانَ عليكَ المجيء....وضعتني في موقفٍ صعب .
ساي: لمَ.. أ لِأجلِ ذاك الفتى؟
...: من؟!..لا تقل لي أنَّك تقصد ذاك الفتى الساذج يان.
....: كان واضحاً أنَّه يهتم لأمرك....ألا تبادلينه الشعور؟
....: أستطيع القول أنَّه صديقٌ حقيقي..لكن هذا كلُّ ما في الأمر.
....:يبدوا فتىً جيداً...ربما عليك تقبل اقترابه منكِ برحابةِ صدر.
وضعت يدها تحت حنكها: أسد لي خدمة و أقفل فمك...يان معتادٌ على التطفل عن جميع من يراهم في صفحاتِ حياتي الشخصية ... و اطمئن...تلك الفتاة التي رددت عليها هيَ الفتاةِ الأسوأ في المدرسة ستجعلني محط سخريتها و كناياتها منذ الغد..
حاول ساي تبرير نفسه: أوكي..لن أتكلَّم عنه .
ميرنا: لم تقل لي لمَ أتيت؟
ضلَّ يقود بصمت و حين رأت هي هذا لم تصر بل انحنت لشيءٍ آخر: هل تمانع أن أزور المجمع اليوم؟
ساي بلطف: مرحَّبٌ بكِ دوماً.
ميرنا: إذاً دعنا نذهب للمنزل معاً و نتوجه بعدها للمركز التجاري.
رفع رأسه نحوها بابتسامة: لا بأس...تحت طلبكِ آنستي.
بادلته الابتسامة و عادت لصمتٍ قبل أن تقول: هل من جديدٍ مع فيونيكا؟
ساي: أتت عدَّةَ مرَّاتٍ لزيارتي بعد علمها بخروجك...لكنَّها ما زالت تتحدَّثُ عنكِ بطيش.
لم تكن ميرنا قد استسلمت و قالت بلهجةِ تحدي: لا زلت اعتقد أنِّي قادرة على تغييرها.
ساي بسخرية: حظاً موفقاً.
نظرت له نظرةٌ جانبية باغتياظٍ مصطنع: ستندم على سخريتك مني.
ذهبا للمنزل و كما كان القرار ذهب الجميع معا للمجمع التجاري....
ذهب هاجي لمكتبه و ذهبت ميرنا مع ساي...
ميرنا : يبدو أنَّك بدأت بإهمالِ مكتبك..لا تقل لي أنَّ الاجتماعات المهمة تحدث هنا و هو بهذه الفظاعة.
ساي: يجب أن تدخلي مكتب أخيكِ لتري الفرق.
كانت تشبك يديها من خلف ظهرها و هي تمشي بطفولة و هو ينظر لتصرفاتها بحنية :كان يوماً مكتبكِ.
ميرنا: أما زلتَ متضايقاً؟
ساي: لست منزعجاً منكِ...لكني أتذكر تلك الأيام كثيراً أحس و كأنَّه مضى عليها سنين الدهر.
تقدَّمت ميرنا نحو المقعد الذي تختاره عادةً للجلوس و وضعت يدها فوقه محركتاً أناملها عليه: حدث الكثير منذ أن جلست على هذا المقعد لأوَّلِ مرَّة.
أرادت أن تبقى هكذا مخفيةً ما تخفيه من حزنٍ خلفه بكون ظهرها في اتجاهه....
بقيت لحظاتٍ تحاول رسمِ ابتسامةٍ زائفة ثمَّ واجهته بجسدها: لم تخبرني لماذا أتيت اليوم لمدرستي؟..ظننتُ أنَّك تحمل أخباراً مهمة فقلقت نوعاً ما.
خطى نحوها بخطواتٍ اختلفت في عينيها...لم تكن خطواته هي التي تقترب فقط بل هناك شيءٌ آخر..شيءٌ بداخله يقترب أكثر باقتراب قدميه المملوءتين وضوحاً و صراحة....
وصل لها قائلاً: بلهاء..لماذا يجب أن أقول لك كلَّ شي لتفهمي؟
صوتها لم يكن يخرج جيداً للشعور الغريب الذي انتابها: أنا فقط أردت أن أعلم ماذا هناك.
...: متأكدة من رغبتك بذلك.
بقي يتأمل فضول عينيها قبل أن يحني رأسه بجانبِ أذنها : شوقٌ لم أقاومه لرؤيتكِ تقفين أمامي بقدميكِ هاتين, لم أستطع الانتظار ...أردت أن أرى خطواتك المتوجهة نحوي....أردت أن أخطوا بخطواتك و أتقدم بتقدمك...أردت أن تقفي بجانبي كما تفعلين الآن .. تلك الخطوات, ليست خطواتاً فقط ..بل هي ما جمعتني بك ...هي بداية سماعي لصوتك..هي بدأ سعادتي بوجودك ...هي من أتت بك لهذا المكتب مراتٍ عديدة لتزيلي شجوني المتكدسة بابتسامةٍ تقصدين بها إبهاج فؤادي... هيَ من أثبتت لي وجود إنسانٍ يقلق لبشرٍ مثله بإنسانية و نيةٍ صادقة.... هي التي أظهرتكِ لي يا سحر قلبي.
طرق هاجي الباب قائلاً: أحم...أظن أنَّ الوقت غير مناسب للمجيء ,سأذهب الآن ,لكن نصيحةً مني أغلقوا الباب رجاءً.
رفع ساي رأسه بهدوء خلفه إحراجٌ لم يشعر به من قبل: ليس من شيءٍ مهم هاجي..أدخل.
هاجي مشيراً إلى أخته: أجل...هذا واضحُ على وجهها...تكادُ تسقط أرضاً...
هاجي ينظر لأخته: ما بك؟...ما الذي فعله لك هذا الفتى؟ ..و كأنك رأيت غولاً!
ميرنا ابتعدت للخلف جالسة على المقعد بدهشة .. ( ما الذي قاله تواً؟!..سحر... ماذا؟!!!.. غول!...لو كان غولاً لهربت على الأقل...)
ساي ينظر لها لحظة: أوه.
يبتعد عنها ذاهباً لمقعده المخصصِ له جالساً واضعاً أنامله اليسرى فوق الطاولة و مبسطاً يده الأخرى على المقعد: ما لديك؟
هاجي: بعض الملفاتِ الغريبة التي لم ائلفها.
ضيقت ميرنا عينيها باستفسار طرأ عليها: غريبة.
هاجي متقدماً نحوهما: هذه هي الملفاتِ التي أقصدها.
أخذ ساي الملفات من يده: لأيِّ الشركاتِ هي؟
هاجي: إنَّها لِ....
يقاطعه صوت اتصالٍ هاتفي....
يخرج ساي هاتفه من جيبِ بنطاله ناظراً للرقم المسجل: رقمٌ غريب.
أدار هاجي نفسه : لن أزعجك...أنا أيضاً لدي الكثير لأنجزه.
ساي: أه.
يرفع ساي السماعة: ساي شيوكي هنا.
كان من الواضح أن الصوت غريبٌ عليه و خاصة حينّ قال: عفواً ,من معي؟
تبادل الأخوين النظرات المستفسرة....
نهض فجأةً ساي و قد خطف لونه: ماذا؟!
نهضت ميرنا لتذهب واقفةً بجانبه: ماذا حدث؟!
ساي مازال يكلِّم المتحدث على الهاتف: ماذا تريدُ مني؟...مستحيل..هذا كثير!!!
قطع ساي المكالمة و جلس دون حواسٍ منه....
نظرات هاجي بدأت تعي ما يحدث: يبدوا أنَّ هناك مشكلة.
ضلَّ صامتاً حتى قالت ميرنا: أقلقتنا ساي..من كان المتصل؟
أجابها ساي بهمسٍ وضح معناه و هو ينظر لهاجي المقابل له: كيو...
ازدادت خوفاً و أحسّت أنَّ قلبها انقبض: ما به كيو؟!
...: اختطف كيو.
وضعت يدها مقبوضةً أمام صدرها بدهشة: ماذا قلت؟!!
كانت الحيرة واضحة عليه: يريد أن أدفع له ثمان مليار دولار...!!
خطت للخلفِ خطوة بملامح تفهم فقدانها للحواس بما حولها من هول ما سمعته: دولار!!!مستحيل..هذا أكثر من ميزانية هذا المكان!
ساي: بل حتى و لو بعت هذا المجمع و أخذت مساعدة والدي لن أجمع أكثر من نصف المبلغ.
هاجي: هل قرر وقت الدفع؟
بدا شاحباً و هو يقول: بعد ثلاثةِ أيام.
رفع يده تحت حنكه: فرصةٌ قليلة.
ميرنا بنظرةٍ حزينةٍ مواسية: أتمنى أن يكون على ما يرام.
نهض ساي ببطء و ذهب لبراد المياه ليشرب كأساً: أتمنى هذا.


/COLOR]
[/COLOR][/COLOR]
http://up.arabseyes.com/uploads2013/...0861618974.png


.
[/align][/cell][/tabletext][/align]
[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[/COLOR][/CENTER]

وردة المـودة 06-01-2016 10:38 AM

CENTER][align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/29_05_16146451093973761.png');"][cell="filter:;"]http://up.arabseyes.com/uploads2013/...0861613081.png

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...0861617973.png
البارت التاسع

هاجي: هل قرر وقت الدفع؟
بدا شاحباً و هو يقول: بعد ثلاثةِ أيام.
رفع يده تحت حنكه: فرصةٌ قليلة.
ميرنا بنظرةٍ حزينةٍ مواسية: أتمنى أن يكون على ما يرام.
نهض ساي ببطء و ذهب لبراد المياه ليشرب كأساً: أتمنى هذا.
ظلَّت ميرنا تنظر لحالته التي لا يمكن أن تقول له شيئاً يساعده بها ...
و لا يمكن أن تبقى تراقب كيف تتأزم أموره و صحته ....
.................
عادت ميرنا للمنزل و اتجهت فوراً لغرفتها و ذلك لتحاشي مقابلةِ أمها و الإفصاح لها بما حدث...
رمت نفسها على السرير و هي تشعر بالضعف...
صورة كيو لم تكن تُمحى من ذهنها...(أين كيو الآن؟!.. ما الذي سيفعلونه به؟...ماذا سيحدث لساي إن حصل له مكروه؟...ماذا لو عاد ذلك التشنج؟..الآن أنا عديمة النفع حقا ساي..اعذرني... )
سمعت ميرنا صوت أمها و هي تطرق الباب.."ميرنا..حبيبتي..."
شدَّت على يديها ( لقد لاحظت مجيئي..)
رفعت غطاءها و أغمضت عينيها متصنعةً النوم....
فتحت مادونا الباب بهدوء لترى ابنتها قد غطت في النوم فتراجعت بهدوءٍ و صمت مغلقةً خلفها الباب...

.................
هاجي: ألن تنظر للملفات؟
ساي بعدمِ تركيز: و هل هذا وقتها؟
هاجي: آسف..لم أقصد إزعاجك.
رمقه ساي بنظرة: لكنك تفعل.
صمت ليكمل بعد لحظة:آسف, أرجوا منك أن تتركني وحدي قليلاً...أنا لستُ على ما يرام.
هاجي برحب سعة: أتفهم..أنا المخطئ فلا بأسَ عليك...
زادت عيناه حناناً: سوف ننقذه...أنا متأكد.
وضع يده أمام فمه بحيرة...( أرجوا أن يكون هذا و إلاَّ...فأنا لن أسامح نفسي..)
كانَ يوم أمس يدور في ذهنه و هو يعارك أخاه....
كيو بفضاضةٍ طفولية: أنا ابن هذه العائلة و يجب أن تعتمد علي أخي.
ساي غاضباً: لا ترفع صوتك كيو..أنا أخيك الكبير و أعرف ما أقول ..قلتُ لا أي لا.
اقترب كيو بخطواتٍ واثقة: إنَّها ليست سوى زيارة .
ساي: لكنَّها ليست عادية...إنَّها تؤول لرضا العوائل النبيلة بمساعدتنا و إسنادنا و هم لا يعرفونك بتاتاً.
اقترب كيو من أخيه: لأنَّكم تخبئوني في المنزل و كأني لست فرعاً من عائلة شيوكي .
ساي ينظر لأخيه بتمعن و ابتسامةٍ غامضة: يعرفونك!..أنا لم أكن أرغب بمعرفتك أيضاً...أتعرف كم كننتُ سأكون مرتاحاً لو لم تكن معنا؟ ....منذُ ولدت و أنت تضايقني و تزعجني...كأنك ولدت لأجلِ هذا الهدف...من قال أني كنتُ أرغب بأخٍ لي؟..أخذت أمي بعيداً و سلبتَ حريتي بمجيئك ... من قال أني كنت أرغب بوجودك كيو؟....لم أعش كالآخرين, لم أمضي ساعات طفولتي كباقي الأطفال.... دائماً مضطر لتقبل وجود حملٍ أكبر في حياتي...."أخيك الصغير الذي يجب أن تكون مسئولاً عنه...أخيك الصغير الذي يجب أن تدعه يفعل ما يشاء... يجب أن تكون عاقلا و تتنازل لأخيك الأصغر ساي"...و ماذا عني أنا؟!..ماذا عن ما أريده أنا؟!....
قاطعه كيو بلكنةِ حزن غريبة: شكراً لك ...لأنك أصدقت القول هذه المرَّة.
ابتعد كيو دون أن يقول ساي أيَّ شيء بل ظلَّ ينظر له و هو يبتعد خطوةً خطوة ...( هل صدَّق هذه الكلمات الطفولية؟!!...أنا قلتُ ما يريده فقط...)
ضرب ساي رأسه بيده: غبي...غبي...
نهضَ مرَّةً أخرى بعد مرَّاتٍ من الجلوسِ و النهوض: أنا لم أكن أقصد ما كنت أقول...كيو.
.........................
جنا الليل الدامس بظلامه ليزيد قلب جميع من يعلم باختطاف كيو ظلمة ...
كانَ هاجي جافَّ المعاملة على غير عادته و ميرنا قليلة الكلام على غير سجيتها ....
كان ذلك ملفتاً لكن مادونا لم تسأل عن أيِّ شيء...
ذهب هاجي خلف ميرنا لغرفتها و في الداخل.....
هاجي: أظنُّ أن لابد من مجيئك غداً للمركز...هو يحتاجُ لكِ.
ميرنا بضيق: لا تبدأ بحديثك التافه...فحقاً لا أتقبله الآن.
كان واضحاً عليه الجدية التامة: لا أمزح...في هذا الوضع الصعب أفضِّل أن تكوني بجانبه.
ميرنا: لماذا؟...سأتصل بمخطوبته و أخبرها لتفعل.
هاجي : هل تظنين أنَّ الخبر لم يصلها إلى الآن؟...على الأغلب أنَّها تعلم و لو كانت مكترثة ستكون في منزله معه.
ميرنا: إذاً لا داعي أن أتدخل في هذا الأمر.
أدار هاجي أخته نحوه بشدَّة نسبياً: تتدخلي!..أليسَ كيو مهماً لكِ؟!
تمالكت دموعها و هي تقول: بلا ..لكني لا أرغب بالذهاب له.
هاجي بعتابٍ و تتعجب من كلماتها: هو يسأل عنكِ يومياً و أنتِ غير حاضرة لتكوني بجانبه أصعب أيامِ حياته!
رفعت ميرنا صوتها بانفعال و هي تحرك يديها بعشوائية: قلتُ لك لديه من يبقى بجانبه.
ابتعد هاجي و أمسك مقبضَ الباب قبل أن يفتحه و يخرج: لا أرى تصرفكِ حكيماً...
ميرنا: هل من الحكمة أن أذهب و أذكره بالموضوع أكثر؟..إن ذهبت لن أستطيع أن أكتم دموعي القلقة و الخائفة...هذا ليس ما يحتاجه ...سأتصل و أتوسل لفيونيكا أن تهتم به هذه الفترة...لكنـ...
هاجي: ما مشكلةُ ساي مع مخطوبته؟
ميرنا: يظنُّ أنَّها تكترث للمال فقط ...لكن برأيي هذا ما أقتنيه بفكري أنا.
هاجي: المال يُنقذكِ لكن ماذا عنها..بهذا الثراءِ الفاحش فهيَ ترى المال لذَّةَ الحياة!..أي أنّا لا تكترث و لا تهتم لساي و ظروفه بتاتا فأساسا النقود غرضها...فلو كان يمتلك مشاعر في خاوية النتيجةِ.
ميرنا بتغاضٍ لكلماته: لا أفهم ما ترمي إليه.
خرج هاجي قائلاً آخر كلماته: افعلي ما تريه صالحاً.
كانَ الطريقُ واضحاً لها فساي يحتاج لمن يخفف عنه, و من يجب أن تقوم بهذه المهمة هي مخطوبته و هذا ما يزيد من غضبها حين فتح هاجي معها هذا الموضوع فقد تذكرت حين ساءت حالة ساي و لم تستعد فيونيكا للذهاب و البقاء قريباً منه...
كانت تنظر باستفسار لكلِّ شيءٍ حولها: هل هيَ بجانبه الآن؟..أم هو يصارع حزنه وحيداً؟...
طرأ على سمعها صوت رنين هاتف...
تذكرت أنَّها لم تعد هاتف المركز حتى الآن...أخرجت الهاتف من الحقيبة المعلَّقة و رفعت السماعة التي كانت تعلم من خلفها: مرحباً.
كانَ ساي جالساً على ذلكَ الفراش المجعَّد: هل أزعجتك؟
ميرنا: لا, هل أنتَ على ما يرام؟
كان صوت ساي يجيبها قبل أن ينطق: نوعاً ما.
لم تكن ميرنا تعرف كيف تبدأ و قد بدأ ساي...: هل أخبرتِ أمي؟
وضعت ميرنا يدها على رقبتها و تحت شعرها الذهبي: حتى الآن لا.
ساي: جيد, من الأفضلِ أن لا تعلم.
ميرنا: و أنت ...هل أخبرتَ فيونيكا عن الأمر؟
صمت ساي لثوانٍ حتى تسأل ميرنا: هل أزعجك سؤالي؟
ساي بإنكارٍ لما قالته: لا...أجل, قد أخبرتها و قد أخبرتني أنها ستأتي بعد أن تذهب لحفلِ شايٍ أعدته إحدى صديقاتها.
لم تتمالك غضبها : تمزح!!...من هيَ هذه الفتاة لتتجاهل اختطاف أخيك الصغير بهذا الشكل؟...أيُّ إنسانةٍ هذه؟!
ساي و الحزن شريك حروفه: لا يهم.
ميرنا بضجر: لا يهم!...هذا الشيء الوحيد الذي تستطيع قوله!
نهضَ ماشياً خطواتٍ حتى وصل لطاولةٍ صغيرة قد حملت فوقها صورةً له: أخْذُ أخي أفقدني شعوري ميرنا.
كانت هذه الجملة بمثابةِ سهمٍ بدأ يمزق أنياطَ قلبها فتركت مسير الدموع بعدٍ مقاومةٍ عقيمة.....
رفعَ ساي صورته: أخي يحتفظ بصوري لديه و أنا لا أملك واحدة...كم هذا مخجل.
ميرنا و قد أخفت صوت عبرتها: سوف يعود سريعاً ساي..إنَّها ليست سوى أوراقٍ تجمعها..أليسَ كذلك؟
أخذته العبرة قبل أن يقول: أخشى أن تسرق هذه الأوراق أخي كما فعلت بأمي.
ميرنا: و أنا أخشى أن تهلك نفسك قبل رؤيةِ أخيك عائداً.
بانت العبرة التي كان يحاول إخفاءها : أشعر بالوحدةِ و الضعف..ماذا لو لم أستطع الاعتذار له ؟
ميرنا: لا أظنُّ أنَّه يود منك الاعتذار..هو يطلب اعترافاً بأخوته ساي.
ساي شدَّ على الصورةِ قبل أن يضعها مبتعداً: و هذا ما يزعجني...لقد قلتُ له أنني لم أكن أطلب أخاً و هو ليس سوى حملٍ ثقيل منذ أن ولد...لقد جرحته بجرحٍ لا يجبر ...
ميرنا: و هل حقاً هو كذلك؟
ساي بانفعالٍ خفيف: هوَ أخي الذي أتوقُ لعودته.
فهمت ميرنا إجابته: إذاً قل له هذا حين يعود.
...: لا أعرف كيف أقول لأبي.
ميرنا بتعجب: ألم يعلم حتى الآن؟
...: لا أظن...فهو لم يكن هنا منذ يومين و لا يرد على هاتفه.
... : هل تريد أن يتصرف هاجي بهذا؟...أقصد ,لألا تضغط على نفسك.
...: شكراًَ لك, لكني أفضل أن أقول هذا لأبي بنفسي فلا أظن أنَّه سيتقبل سماع الخبر من غريبٍ لم يره.
كانت أنفاسهُ مسموعة و هذا ما كان يُشعرها بعدمِ الاستقرارِ و الاطمئنان: ساي..اهدأ قليلاً أرجوك.
أجابها ببرود: أنا بخير...
أتم..: ميرنا.
....: نعم.
....: هل تمدين يدكِ الدافئة لي مرَّةً أخرى؟
.....: لن أبعدها عمن يحتاج المساعدة..اطمئن.
....: هل ستكونين بجانبي ؟
ابتسمت بحزن: تحت الطلب سيدي.
....: هل سأراكِ غداً؟
تذكرت حديثها مع هاجي لكنَّها أجابت : بالطبع..و هل أستطيع الجلوس في المنزل و أنت بهذه المعضلة.
أخذ نفساً : أشكرك.
....: هذا واجبي.
قال ساي بنبرةٍ مختلفة بعد سماعه صوتاً: أظنُّ أنَّ فيونيكا قد وصلت.
ازداد غيضها نحو تلك الفتاة التي أتمت فرحتها دون اكتراث لوضعية ساي و أخيه المختطف: أرى...لكن ساي ,لا تجادلها.
...: أها.
...:أتعدني؟
...: أعدك.
...: إلى اللقاء إذاً.
أغلقت السماعة و وضعتها تحت شفتيها بقليل و هي تفكر بساي ( بدأت تلك الفتاة تثير أعصابي....ربما ساي محق..شخصٌ كهذا من المستحيل أن يكون محباً و لا يستحق قلباً كقلبه...)
تنهدت قبل أن تقول برجاء من أعماقها: أرجوك كيو..كن بخير.
...................
نهضَ ساي خارجاً من الغرفة متجهاً للأسفل.....
كان ما رآه هو والده الذي بات ينظر له بخوف: هل صحيحٌ ما سمعته؟
أنزل رأسه بحرج من أباه: أجل.
وضعَ يده فوق المقعد بلحظاتٍ قبل أن يستسلم للجلوس: كيف حصل هذا لابني؟!
اقترب ساي واضعاً يديه على كتفي والده برفق: آسف.
نظراته المنبهرة و الحائرة لم تفارقه: كم يريدون؟
ساي: ثمانية مليارات .
اعتدل الأب بجلسته: لا بأس...سنعطيهم ما يريدون و اليوم أيضاً.
عضَّ ساي على شفته: دولار أبي.
انخطف لونه قبل أن يجيب ناهضاً: لا يهم....سأقترض.
ساي: لا أبي...
رفع رأسه نحو ابنه الواقف بنحوٍ خاطف: إنَّها حياةُ ابني.
انحنى ساي جالساً ينظر لأبيه: أبي....
قاطعهما دخول الخادمِ قائلاً: لقد أتت الآنسة فيونيكا سيدي.
السيد شيوكي لاحظه بنظرةٍ جانبيةٍ عابرة: أخبرها أن تدخل.
دخلت و الماكياج الصارخ الذي يعلوا وجهها قد أزعج ساي كثيراً فبأيِّ جرأةٍ تقف أمامه بهذا الشكل و هو حتى لا يقدر على صنعِ البسمة على شفتيه...نهضَ موجهاً كلامه لها: أتيتِ أخيراً.
أسرعت نحوهما : هل الوضع خطيرٌ كثيراً؟
ساي: إنَّه اختطاف و ليس لعبة.
فيونيكا: ما الذي ستفعلونه الآن؟...أخبروا الشرطة.
السيد شيوكي: مستحيل...إنَّ من يطلب هذا المبلغ الكبير ليس غبياً ...لا بدَّ أنَّه حاسب لكلَّ شيء.
ساي: أنا أوافقها أبي...
غضب السيد شيوكي: لن أخاطر بحياته مهما كلَّف الأمر.

......بعدَ يومين......
لحظاتٌ تُحبس بها الأنفاس ....
بقيَ يومٌ واحد حتى يصل الوقت الحساس الذي سينهي كلَّ شيء.....
اتصل المختطف قائلاً أنَّه سيرسل العنوان عبرَ بريدٍ الكتروني و هذا ما كان الجميع بانتظاره.....
كانت فيونيكا جالسة مع ساي في مكتبه ....
واقفةً بدلال بجانب طاولته: هل جمعت المبلغ؟
ساي: خمس مليارات.
فيونيكا: بقيَ الكثير.
أدار ساي كرسيه نحوها: فكرتُ بكيفية جمع الباقي.
فيونيكا بنظرةٍ ثاقبة و مساءلة: كيف؟
صدمتها إجابته: سأبيع المجمع.
فيونيكا بانفعال: هذا هوَ رأسُ مالكَ يا غبي!
ساي ببرودٍ متوقعاً معارضتها: يجب أن تفهمي أنَّ وضعيتي تستدعي التخلي عن هذا المكان.
ابتعدت فيونيكا قليلاً عن طاولته مع ملامحها المتحوِّلة: لكن إن بعت هذا المجمع...لن يكون لديك شيء.
ساي: أعلم.
فيونيكا: هل أنت مصمم على رميِ أموالك؟
نهضَ ساي بجديةٍ تامة و باشرها: لا يهمني ما تسمين هذا ...المهم أن يكون أخي بجانبي غداً و بأيِّ ثمن.
اشتد انزعاجها : حسناً..افعل ما تشاء لكن انسَني منذُ اليوم فأنا لا أناسب أفكاركَ البدائية هذه.
ساي بابتسامةٍ ساخرة: كم هذا جميل...أمنيةٌ طالما تمنيتها؟
وصلت ميرنا في تلك اللحظات فشدَّها صوت فيونيكا الثائر: تفضِّل أخاك الصغير علي!
أجابها: أفضله عليك!...لا تساوينَ شعرةً منه .
( أحمق...هل هذا جواب؟!...)
دفعته فيونيكا باستنفارٍ من يديها: هل تظنُّ أنَّك ستستطيع بيع هذا المركز التجاري في يومٍ واحد؟!...أم هل سيساوي هذا المجمع ثلاث مليارات؟!..هذه أحلامُ يقظتك....هذا لن ينقذ أخاك صدِّقني...يجب أن تكون أكثر عقلانية...ستندم على ما ستفعله .
( تريدُ منعه من بيعِ هذا المكان لإنقاذِ أخيه؟!...هل هيَ جادة بمعارضته؟!!..)
كانت الحدَّة خليطةٌ بكلماتِ ساي الذي بدا متدهور الصحة ثانية: حتى لو كانت أحلامُ يقظة, لن أترك أخي بين قبضةِ أولئك الأشخاص الذين لا يُعرف صدق وعودهم من كذبها...سأخلِّص أخي بأي ثمن كان...و أنتِ اذهبي باحثةَ عن نقودك في مكانٍ آخر...
أشاح بوجهه عنها معرضاً:.. إبعادكِ هوَ ما لن أندم عليه يا فتاة.
فيونيكا : يجب أن تردَّ على والدي بعد أن أخبره بما قلته....بيعُ هذا المجمع يعني أنَّك تبيعني مقايضةً بأخيك.
مدت يدها لتمسكَ يد ساي الممتدة لكن دخول ميرنا منع هذا: لا تلمسيه.
ساي بدهشة: ميرنا.
فيونيكا: لمَ هذه الفتاةَ هنا ساي؟
لم تتح ميرنا فرصةً له ليجيب: أنتِ اصمتي....ضننتُ أنَّكِ تكنين و لو ذرَّةً من الحب له لكن للأسفـ.. أنت لا تملكين قلباً إنسانياً حتى..فأيُّ فتاةٍ أنتِ لتطلب منه أن يختار بينكِ و بين أخيه بمجمعٍ تجاري يُكسب حزماتٍ من المال.
فيونيكا باستفزاز: و هل تعلمين كم يساوي المليار حبيبتي؟..إنَّه رقمٌ ليس لمثلكِ تخيَّله.
تقدَّمت ميرنا بصرامة لتقف أمام فيونيكا بجرأة وجهاً لوجه: حاولتُ أن أقرَّبكما...أهنتني فلم أكترث...لم تهتمي لسوءِ حالته الصحية فبررت موقفك ...أنتِ حتى لا تعلمي أنَّه معرَّضٌ لخطر الموت بسبب طيشك.. أقنعتُ نفسي بأهميتكِ له لكن بعدما رأيتُ الآنـ....لن أسمح لكِ بتحطيمه أكثر..أنا أجزم الآن أنَّ بقائك سيقتله ...
توجهت ميرنا نحو الخزنة السوداء داخل طاولته و فتحتها بالرقم السري المخصصِ لها و أخرجت عدَّةَ رُزَمٍ من النقودِ لترميها على فيونيكا المنذهلةِ من تصرفها: خذي و اخرجي ... أ هذا ما يجعلكِ تتجاهلين حياةً طفلٍ بريء؟!...اجمعي هذه النقود و عودي لوالدك أيتها الغنية...لا أصدِّق أنَّكِ تفضلين هذه الأمور على حياةِ كيو...على الأقل تظاهري بالاهتمام ليرتاح خاطبك.
فيونيكا صارخة: هل تسمح لها أن تهينني هكذا و أنتَ تنظر؟
ساي يبتعد عنها ببرود: و من أنتِ؟...هل أقربكِ؟
أخذت حاجياتها من على المقعدِ و قالت: لن أغفر لك.
ساي بوثوق: أنتِ وافقتِ على مالي الذي تتفاخرين به و ليس أنا...أنتِ لم تقبلي بساي شيوكي.
خرجت فيونيكا قائلة بهمجية نوعاً ما: خذ في الاعتبار كيف ستجيب أبي.
ميرنا تعي ما حصل من انفعالها الغريب: أعتذر, لم أقصد التدخل.
بانَ عليه عدم التوازن و هو يمسك رأسه بألمٍ طفيف: كان بالوقتِ المناسب.
أتت ميرنا بكوبٍ من الماء: خذ أتصوَّرُ أنَّكَ تحتاجُ لشربِ دوائك الآن.
أخذ من يدها الكوب: ما الذي أفقدكِ صبركِ ميرنا؟...ألم تقولي أنَّكِ ستغيرينها؟!
ميرنا : سأغيرها لو كانت لديها طبيعةٌ بشرية ليسَ بكونها تتنازل عن دمِ أخيك لرفاهيةِ حياتها.
أحسَّ ساي ببعضِ الدوار فجلسَ متمالكاً نفسه: إنَّ فيونيكـ...
حرَّكت رأسها مقاطعة: لا تلفظ باسمها أمامي...
نظر لها بحنان: ميرنا..
....: عيناها كانتا خاويةَ المشاعر...حتى أنَّها لم تكن تكترث لوضعيتك المتدهورة..تكادُ تقتلك بالتعذيب الروحي تدريجياً...أنظر لنفسكَ كم ساءت حالتك منذ أتت... لن أدع فتاةً مثلها تحوي قلبك ساي....
أخذت نفساً عميقاً قبل أن تكمل...: كانت تطلب منك بكلِّ بساطة أن تتخلى عن أخيكَ و خليصك كي تصل لأهدافها التافهة..
رفعَ ساي رأسه قليلاً ليفتح ياقةَ قميصه : لقد قرَّرتُ قراري...يجب أن أبيع المتجر حتى لو عارضتني أنتِ أيضاً.
جلست بجانبه تحاول تنشيف عرقه المتصبب بمنديلٍ أخرجته من جيبها: سأحاول أن أكون سنداً لا عدواً...
دخلَ هاجي في تلكَ اللحظات ليفاجئه وضع ساي المنهك و ميرنا التي تحاول أن تفتح طريق نفسه...
اقترب هاجي بخطواتٍ خفيفة: ما الذي يجري هنا؟
ابتسم ساي بصعوبة: لا شيء مهم..أصابني الإنهاك فقط.
نظرت ميرنا لأخيها المتحير: ماذا هناك هاجي؟
قالَ بعد صمتٍ فترة لحيرةٍ انتابته بالتكلُّم عن ما ينويه أم لا: لقد ازدادَ الأمر سوءاً.
شدَّ على بنطاله: أسوء مما نحنُ فيه؟!
أغمضَ عينيه : لقد حدث اختراقٌ أمني لموقع المجمع.
توسعت عينا ساي: اختراق!!
هاجي: أجل, لا أعلم من فعل هذا لكن إن لم تكن مطمئناً تستطيع أن تدع ميرنا تتأكد لك.
كانت عيناه تغلق و تفتح و وجه المصفر يزداد شحوباً : و ماذا فعل المخترق؟
ركَّز نظرته على أخته في البداية: أخلا الحسابات.
أمسكت ميرنا بيدي ساي بقوة رغم أنَّه لم يكن يتحرَّك بعد سماعه هذه الجملة: تقصد...حسابات المصارف!
كانَ ساي يسمع دون كلام حتى قال: كيو...كيفَ سأعيدُ كيو ميرنا؟
سعاله جعلها تشد يديها عليه, لكنَّ يديها لم تكن لتمنع شهقته بعد سوءِ حاله ليكون مغمض العينين فاقداً للوعي...
بدت ميرنا حائرة و هي تقول منفعلة: ساي...ساي...قل أنَّكَ بخير ساي؟....
أخذ هاجي بيديها المرتعشتان ليبعدها عنه....
أسمعته جملاً متقاطعة أوقفت حركته فترة بسيطة:...يكادُ يموت أمام ناظري و لا أستطيع فعل شيء...أغلق عينيه و يدي تمسكانه دونَ أن أفيده بشيء....أنظر لي أخي, لا أستطيع السيطرةَ على دموعي هاجي...إنَّها تنزل دونَ أن أشاء ذلك...أنا لا أريد غير سلامة ساي...
احتضنها بدفءٍ في حجره: لا بأس بالبكاء..لن يلومكِ أحدٌ على هذا..
( لم أتخيل أن الوضع سيءٌ لهذه الدرجة ...)
بعدَ عشرِ دقائق في المشفى....
ميرنا جالسةٌ على الكرسي الأزرق تنتظر بأحر من الجمر و حينَ خرجَ مايك....
هاجي بدأ سائلاً: هل هو بخير دكتور؟
مايك نظر لميرنا الجالسة: ألم أقل لك أنَّه يجب أن يبتعد عن الانفعالاتِ العصبية؟
كانت الدنيا تدور في رأسها : هل حالته خطيرة سيد مايك؟
مايك متمعناً في ملف ساي الصحي: هل تتوقعين أن أقول أنَّه بخير؟...ما الذي فعلتموه به؟
هاجي يضع يده على ياقةِ الطبيب: أخبرني ماذا هناك دكتور؟
مايك يبعد يدَ هاجي بملامح غضبٍ و انزعاج: لقد كانَ على وشك استقبال جلطة...
أمسكت ميرنا بقميصِ أخيها لتنهض بصعوبة من صدمتها: جلطة!
مايك: من حسنِ الحظ أنًّ الضرر لم يصل لدرجةِ جلطةٍ قلبية فلو حصل هذا لربما حدث ما لا يُحمدُ عقباه.
هاجي: ما سلبيات هذا...؟!
مايك: ليس بالشيء المهم حتى الآن.
توجهت ميرنا نحو النافذة المطلة على غرفته تنظر لأجهزةِ التنفس الموصلةِ به...
تحقق ما كانت تخشاه...
صعوبةُ أنفاسه كانت سهماً يخترقها و تمدده على ذاك الفراشِ الأبيض يُخرج شهقاتِ دموعها....
هاجي للطبيب: متى سيتحسن؟
جوابه كان مصيبةً أخرى: لا أعلم متى سيستيقظ لكن يجب عليه البقاءِ لأسبوع هنا.
أدارت ميرنا وجهها نحوهما: أسبوع!!!...لكن نحن لا نستطيع الانتظار حتى ذلك الوقت.
أخفى مايك فضوله و اكتفى بقول: قلتُ لكم ما يجب أن أقوله كطبيب.
...........
ازدادت الساعات مع تضاءلِ الأمل بإنقاذِ كيو....
وجه هاجي الأصفر و المتوتر بحيرة جرَّ ميرنا للسؤال: هل هناك ما لم تخبرني به؟
هاجي ينظر لأمامه مشبكاً يديه المنحدرتين: لماذا لم تخبرينني أنَّهُ مريض؟!
نظرت للغرفة بحزنٍ جلي: بالصدفة علمتُ بهذا و هو لم يأذن لي بإخبارِ أحد.
أدار وجهه نحوها: هل ساءت حالته بشدة من قبل؟!
بلعت ريقها و أبدت الانزعاج: أهم...بفضلِ تلك الفيونيكا ...و الآن جرته لأجهزة التنفسِ الموصولةِ به.
وضعَ يده فوق ظهرها مهدئاً: إنَّ خطف أخيه لم يكن بسيطاً عليه ..تلك الفتاة لم تكن ذو أهمية.
شدَّت ميرنا قبضتيها: أكرهها...لو لم تشاجره لكان بحالٍ أفضل على الأقل...أنت لم ترَ وجهه حين كان يجادلها ...
نهضَ هاجي أمام الغرفة قائلاً لميرنا: إنَّكِ لستِ بخيرٍ أيضاً...عودي للبيت و أنا سأبقى بجانبه هنا.
أنكرت ميرنا رأيه بشدة: لا...اذهب أنت و ابقَ مع أمي لألا تقلق.
هاجي دقَّق بنظرته لها: و ماذا سأقول لها؟..أنتِ تستطيعين التهرب بأنني لم أعد لأن دوام العمل لم ينتهي...و من ناحيةٍ أخرى فأنا لا أستطيع أن أترككِ هنا على هذه الحالة.
كانت مصرَّةً على قرارها و خاصةً حينَ تذكر جملةَ ساي "هل ستكونين بجانبي..؟"
نهضت من كرسيها واثقةً من قرارها: قل لها أنَّنا ذهبنا لنتمشى قليلاً أو إحدى مزحك السخيفة فهيَ لا تعلم باختطافِ كيو.
ذهب هاجي و بعدَ نصف ساعة تقريباً و ميرنا واقفة تنتظر يرنُّ هاتف ساي المحمول لترفعه بنفسها بعد أن رأت اسم المتصل -السيد شيوكي- ...( حتى أنَّه لم يكتب أبي..)
رفعت السماعة لترد ببرود: مرحباً سيد شيوكي.
أجابها بتعجب: من أنتِ؟!
قالت: أنا نائبة ابنك ساي.
قال بنوعٍ من الغلظة: أين ساي؟...لمَ ترفعينَ هاتفه؟!
قالت: لأنَّه لا يستطيع الإجابة سيدي...فهو الآن في المشفى.
بدا انفعاله: أين؟!
كانت نظراتها الحزينة متركزة على ساي: إنَّ حالته الصحية سيئة...
توقفت للحظة ملاحظةً حركةَ رموشِ ساي قبلَ أن تقول موسعة عينيها بصدمة : ...: يفتح عينيه ...ساي يفتح عينيه...

س: هل لكم فكرة عن المختطف؟
س: هل سيكون إنقاذ كيو سهلا؟
س: هل سيكون لاختطاف كيو اثر في علاقة العائلة؟
س:رأيكم؟
س: أجمل مقطع؟



]
[/COLOR][/COLOR]
http://up.arabseyes.com/uploads2013/...0861618974.png


.
[/align][/cell][/tabletext][/align]
[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[/COLOR][/CENTER]

اميره الدجي 06-01-2016 10:55 AM

حجز

اميره الدجي 06-01-2016 11:35 AM

انا جيت انا جيت
انا الرد الاول
ليه وقف عند القطعه المشوقة
ساي كدت الكي وانا اقرا البارتين
بالمناسبه لما انزلتي بارتين في نفس الوقت
ههه لا يهم المهم انك ابدعتي وانا استمتعت كثيرا بابداعك
ننتقل للاسئله
1_هل لكم فكره عن المختطف
لا لا اعرف
2_ هل سيكون انقاذ كيو سهلا
بالتاكيد لا
3_هل سيكون لاختطاف كيو اثر في علا قه العائله
لا لا اعرف
4_ رايكم
بالتاكيد مذهل
5_اجمل مقطع
ما اجدر افرق كله كان مدهش
والان بعد ان انهيت واجبي
لا تنسيني من رابط البارت القادم
وفي امان الله

بامسي 06-01-2016 03:00 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واوا ماهذه الاحداث الرائعة كالعادة انت مذهلة
اندمجت كثيرا مع الاحدلث
البارت ال8 و ال9 مذهلين كلماتك كما الفناها تحفة و مميزة
المختطف من يدري
لن يكون انقاذه سهلا امل هذا من اجل التشويق اكيد ميرنا ستنقذه
نعم سيكون هناك اثر
مذهلة قصتك
كل شيئ اعجبني
دمتي في حفظ الرحمان

avine 06-01-2016 05:17 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مثل العادة تعجز الكلمات عن التعبير مسكين ساي همومه تهد الجبال اكثر شيء اريده الان هو ان امسك بتلك الفيونيكا فاعلقها من اذنيها ثم ارميها في القمامة اااااااااااااااااه سافلة

س: هل لكم فكرة عن المختطف؟
طبعا اكيد هذا الكلب هاجي
س: هل سيكون إنقاذ كيو سهلا؟
شوي
س: هل سيكون لاختطاف كيو اثر في علاقة العائلة؟
ااكيد رح يصيروا يهتموا فيه اكثر ويقدروه وساي يصير يظهر حبوا لاخوه اكثر
س:رأيكم؟
يجنن مثل العادة
س: أجمل مقطع؟
كلوووووووووووو

Snow. 06-01-2016 07:03 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيفك يا بنت؟

أخبارك؟

إن شاء الله تمام

ياااااااااااااه فصلين دفعة واحدة؟

أنت الأروع يا فتاة

يا بنت قتلتيني بالحماس اليوم

يعني بدك ترسليني للمشفى متل ساي؟ بيهون عليكي؟

قسم يا فتاة أنتي مبدعة

ما تتصوري كيف صرت نط من الإثارة و البسمة شقت ثغري

حتى ماما صارت تعملي شو فيكي يا بنت؟

قلتلها خليني ماما بس أنا مع ساي و هاجي و الكل هههه:coolcool:

مسكين ساي و ما يعانيه

أحسن شي لما تخلص من فيونيكا

أخيرا قدرتي تفهمي ميرنا و عملتي شي حلو،أحسنتي يا فتاة

أعطيتيها لفيونيكا قصف للجبهة :يب:

مسكين هاجي لسى ما بدأ يعمل عند ساي وقعت المصائب

باكا هاجي؟ شو عم تخطط؟ يلا خبرني و ما رح أكشف سرك

كيو يا مسكين،ليش انخطف؟ بيهون عليكي تبكيني؟

ساي باكا ليش تكلم مع كيو هيك؟ أنت أخ باكا

س: هل لكم فكرة عن المختطف؟

لا أبدا،هل يعقل يكون أبوها لفيونيكا؟

س: هل سيكون إنقاذ كيو سهلا؟

لا أبدا

س: هل سيكون لاختطاف كيو اثر في علاقة العائلة؟

طبعا،أعتقد أنهم سيتقاربون أكثر

س:رأيكم؟

البارتين قمة في الروعة

س: أجمل مقطع؟

لحظاتٌ تُحبس بها الأنفاس ....
بقيَ يومٌ واحد حتى يصل الوقت الحساس الذي سينهي كلَّ شيء.....
اتصل المختطف قائلاً أنَّه سيرسل العنوان عبرَ بريدٍ الكتروني و هذا ما كان الجميع بانتظاره.....
كانت فيونيكا جالسة مع ساي في مكتبه ....
واقفةً بدلال بجانب طاولته: هل جمعت المبلغ؟
ساي: خمس مليارات.
فيونيكا: بقيَ الكثير.
أدار ساي كرسيه نحوها: فكرتُ بكيفية جمع الباقي.
فيونيكا بنظرةٍ ثاقبة و مساءلة: كيف؟
صدمتها إجابته: سأبيع المجمع.
فيونيكا بانفعال: هذا هوَ رأسُ مالكَ يا غبي!
ساي ببرودٍ متوقعاً معارضتها: يجب أن تفهمي أنَّ وضعيتي تستدعي التخلي عن هذا المكان.
ابتعدت فيونيكا قليلاً عن طاولته مع ملامحها المتحوِّلة: لكن إن بعت هذا المجمع...لن يكون لديك شيء.
ساي: أعلم.
فيونيكا: هل أنت مصمم على رميِ أموالك؟
نهضَ ساي بجديةٍ تامة و باشرها: لا يهمني ما تسمين هذا ...المهم أن يكون أخي بجانبي غداً و بأيِّ ثمن.
اشتد انزعاجها : حسناً..افعل ما تشاء لكن انسَني منذُ اليوم فأنا لا أناسب أفكاركَ البدائية هذه.
ساي بابتسامةٍ ساخرة: كم هذا جميل...أمنيةٌ طالما تمنيتها؟
وصلت ميرنا في تلك اللحظات فشدَّها صوت فيونيكا الثائر: تفضِّل أخاك الصغير علي!
أجابها: أفضله عليك!...لا تساوينَ شعرةً منه .
( أحمق...هل هذا جواب؟!...)
دفعته فيونيكا باستنفارٍ من يديها: هل تظنُّ أنَّك ستستطيع بيع هذا المركز التجاري في يومٍ واحد؟!...أم هل سيساوي هذا المجمع ثلاث مليارات؟!..هذه أحلامُ يقظتك....هذا لن ينقذ أخاك صدِّقني...يجب أن تكون أكثر عقلانية...ستندم على ما ستفعله .
( تريدُ منعه من بيعِ هذا المكان لإنقاذِ أخيه؟!...هل هيَ جادة بمعارضته؟!!..)
كانت الحدَّة خليطةٌ بكلماتِ ساي الذي بدا متدهور الصحة ثانية: حتى لو كانت أحلامُ يقظة, لن أترك أخي بين قبضةِ أولئك الأشخاص الذين لا يُعرف صدق وعودهم من كذبها...سأخلِّص أخي بأي ثمن كان...و أنتِ اذهبي باحثةَ عن نقودك في مكانٍ آخر...
أشاح بوجهه عنها معرضاً:.. إبعادكِ هوَ ما لن أندم عليه يا فتاة.
فيونيكا : يجب أن تردَّ على والدي بعد أن أخبره بما قلته....بيعُ هذا المجمع يعني أنَّك تبيعني مقايضةً بأخيك.
مدت يدها لتمسكَ يد ساي الممتدة لكن دخول ميرنا منع هذا: لا تلمسيه.
ساي بدهشة: ميرنا.
فيونيكا: لمَ هذه الفتاةَ هنا ساي؟
لم تتح ميرنا فرصةً له ليجيب: أنتِ اصمتي....ضننتُ أنَّكِ تكنين و لو ذرَّةً من الحب له لكن للأسفـ.. أنت لا تملكين قلباً إنسانياً حتى..فأيُّ فتاةٍ أنتِ لتطلب منه أن يختار بينكِ و بين أخيه بمجمعٍ تجاري يُكسب حزماتٍ من المال.
فيونيكا باستفزاز: و هل تعلمين كم يساوي المليار حبيبتي؟..إنَّه رقمٌ ليس لمثلكِ تخيَّله.
تقدَّمت ميرنا بصرامة لتقف أمام فيونيكا بجرأة وجهاً لوجه: حاولتُ أن أقرَّبكما...أهنتني فلم أكترث...لم تهتمي لسوءِ حالته الصحية فبررت موقفك ...أنتِ حتى لا تعلمي أنَّه معرَّضٌ لخطر الموت بسبب طيشك.. أقنعتُ نفسي بأهميتكِ له لكن بعدما رأيتُ الآنـ....لن أسمح لكِ بتحطيمه أكثر..أنا أجزم الآن أنَّ بقائك سيقتله ...
توجهت ميرنا نحو الخزنة السوداء داخل طاولته و فتحتها بالرقم السري المخصصِ لها و أخرجت عدَّةَ رُزَمٍ من النقودِ لترميها على فيونيكا المنذهلةِ من تصرفها: خذي و اخرجي ... أ هذا ما يجعلكِ تتجاهلين حياةً طفلٍ بريء؟!...اجمعي هذه النقود و عودي لوالدك أيتها الغنية...لا أصدِّق أنَّكِ تفضلين هذه الأمور على حياةِ كيو...على الأقل تظاهري بالاهتمام ليرتاح خاطبك.
فيونيكا صارخة: هل تسمح لها أن تهينني هكذا و أنتَ تنظر؟
ساي يبتعد عنها ببرود: و من أنتِ؟...هل أقربكِ؟
أخذت حاجياتها من على المقعدِ و قالت: لن أغفر لك.
ساي بوثوق: أنتِ وافقتِ على مالي الذي تتفاخرين به و ليس أنا...أنتِ لم تقبلي بساي شيوكي.
خرجت فيونيكا قائلة بهمجية نوعاً ما: خذ في الاعتبار كيف ستجيب أبي.
ميرنا تعي ما حصل من انفعالها الغريب: أعتذر, لم أقصد التدخل.
بانَ عليه عدم التوازن و هو يمسك رأسه بألمٍ طفيف: كان بالوقتِ المناسب.
أتت ميرنا بكوبٍ من الماء: خذ أتصوَّرُ أنَّكَ تحتاجُ لشربِ دوائك الآن.
أخذ من يدها الكوب: ما الذي أفقدكِ صبركِ ميرنا؟...ألم تقولي أنَّكِ ستغيرينها؟!
ميرنا : سأغيرها لو كانت لديها طبيعةٌ بشرية ليسَ بكونها تتنازل عن دمِ أخيك لرفاهيةِ حياتها.
أحسَّ ساي ببعضِ الدوار فجلسَ متمالكاً نفسه: إنَّ فيونيكـ...
حرَّكت رأسها مقاطعة: لا تلفظ باسمها أمامي...
نظر لها بحنان: ميرنا..

في انتظارك بحماس

لا تتأخري

اون شان. 06-02-2016 05:18 AM

السﻻم عليكم ورحمه الله وبركاتة
كيف حالك ان شاء الله بخير وصحه
وعافية وحالتك عال العال
في البداية اشكرك على ارسال الدعوات
واسفه على التاخير التنسيق عاملي مصيبة
بحيث يحط كلمة داخلة بالثانية المهم بعد معركة
طالت يوم ونصف ضربه مني وضربة من جهازي والمعركة
المستمرة تم تصوير الفصول وهاانا اقراءها بالتاكيد
لن ادمج الفصول اﻻن انتهيت من قراءة الفصل السابع
ماهذا يافتاة لما اعد اعرف ماالذي علي قولها انتي مدهشة
اﻻحداث تزداد تالق وجمال هههههه هذا ال كيو مصيبة كثير
حبيتو حسنا كسر قدم ميرنا كان غير متوقع بعد دخولهم لمطعم
فاخر الصدمة فقط من دفع الحساب ارعبتها هههههه ولكن كانت
بطلة بحق بانقاذ كيو أمم اعتقد بانها قد اخذت مواصفات والدتها
بالرقة والحنان دخول ساي المرعب وتلك الصفعه حقا كيو بطل
لعدم بكاءه هههههه احلى شئ بالفصل هاجي عندما بداء اﻻثنان بالشجار
حسنا كان ساي مدهش بكل حاﻻتة وخاصة عند خوفه من دخول
المنزل واخبارهم بانأ ميرنا كسرت ساقها جيد بانا هاجي امسك زمام
اﻻمور تعب مادونا قد يودي الى هﻻك حقا تلك المراة تتصفح باﻻم
فحنانة فائق وحين تكلمت مع كيو الذي بدا بالبكاء انا ايضا بكيت
اهئ كيوووووو حسنا لماذا دخلت هاجي بالوقت غير المناسب
كان سيعترف ولكن كيف ستكون ردة فعل ميرنا هههههه شجارهما احبة
هاجي واخيرا سوف تاتي للشركة متشوقة لكي يبدا العمل حقاا
ولكن حزن ميرنا حزنت عليهمأ حقا
اﻻسئلة
هل ستكون اخر ترابط بين ميرنا وساي
ﻻااااااا ﻻااااااا مستحيل
هل سيكون لهاجي دور في تصليح اﻻمور
بالتاكيد كم احبة
رائكم بالبارت
خنفشاري
اجمل مقطع
الحدث بين مادونا وكيوووو
متشوقة للقادم ﻻتقلقي اون شان
هناك فصلين لم تقراءهما بعد هههههه ساذهب للقراءة

الفصل الثامن
كيووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
اهئ اهئ كان الفصل يخطف اﻻنفاس كثيراااااا
ماهي خطت هاجي ياترة ماالذي يحدث
هههههه مادونا ايضا ستشارك بالخطة روووووعه
هاجي انت اﻻفضل. يا يا يا يا تقدم يان نحو ميرنا
كان خجل توقعت ان يكون شاب خجوﻻ ولكن يبدو انة جرئ
دخول ساي للمدرسة هههههه خرافي انت ياساي يااااااا ي
ذهبت ميرنا للمكنب ههههاي ماتلك الكلمات يا رجل اخجلتها
كما خطفت قلوبنا كم هو مدهش ساي هاجي لماذا تدخل بالوقت
الغير المناسب ﻻﻻﻻﻻﻻﻻﻻﻻﻻ كيووو ياالهي ارجو ان يعود
سالم لم اتحمل اكثر ساذهب للقراءة اعتقد ان هاجي خلف هذا
الفصل التاسع
اهئ اهئ منذو قراتي الفصل وانا ابكي لماذا ماالذي سيحدث
لكيووووووو ميرنا هل عرفتي اخيرا من تكون فيرونيكا هاحي
يارجل لماذا اﻻوضاع تذهب للاسوء تلك اذكريات ساي لماذا
قلت هذا الكﻻم لكيوو الذي يحبك لو كنت مكان كيو لغرق المنزل
من دموعي تلك الفيرنيكا كم اكرهك حين اتيت لمنزل ساي وهي
تضع مساحيق التجميل ﻻمبالية حفلة شاي ساقتلها لماذا ﻻيصفعها
احد ساي لماذا تصفع كيو فقط اصفع هذى البطيخه
حسنا تلك الكلمات التي اطلقتها بالمقايضة على روح كيو
حسنا حين دخلت ميرنا وتعاركت معها اشفت غليﻻي ولكن لو
صفعتها اوووووف كيف اﻻن حبيبي ساي بالمشفئ وﻻيزال الموضوع
خطير من اجل كيووووو يافتاة اسرعي فالموت والقلق سيقتﻻني
حقا انا اموت لمعرفة الفصل القادم
اﻻسئلة
هل لكم فكرة عن المختطف
ربما يان
هل سيكون انقاذ كيو سهﻻ
ارجو هذا حقا
هل سيكون اختطاف كيو اثر على العائلة
بالتاكيد سيد شيوكي راجع حساباتك باكا -_-
رايكم
مدهشة ومبدعه اسرعي عزيزتي اسرعي
اجمل مقطع
عراك ميرنا مع بطيخة

اسرعي
اتركك في رعاية الرحمن
في امان الله

وردة المـودة 06-02-2016 11:30 AM

حياكي اميرة...
حسنا،وضعت اثنين لاني لم اضع بالليل و لم ارد قطع حماس الاختطاف من اوله...و كذا سأسافر...هههه




عليكم السلام والرحمة استر...

لك توقعات جيدة..ههه
ومرور طيب...




عليكم السلام محلا امالي...

نورتي و شرفتي...
سيزداد وزني لكثرة إطرائك...





عليكم السلام كراميلا...

حسنا أخاف أن تمنعك والدتك مخافة أن تجني...ههههه
للآن أقرأها و أنفعل..مابال القارئ لأول مرة...




عليكم السلام غالية...

أعجبني تعليقك، قراءة التعليق محمس كقراءة البارتات
، صدقوني...
أعانك الله على هاتفك..هههه




أعيد الشكر و الإمتنان...

وردة المـودة 06-02-2016 11:51 AM

CENTER][align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/29_05_16146451093973761.png');"][cell="filter:;"]http://up.arabseyes.com/uploads2013/...0861613081.png

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...0861617973.png
البارت العاشر

قالت: لأنَّه لا يستطيع الإجابة سيدي...فهو الآن في المشفى.
بدا انفعاله: أين؟!
كانت نظراتها الحزينة متركزة على ساي: إنَّ حالته الصحية سيئة...
توقفت للحظة ملاحظةً حركةَ رموشِ ساي قبلَ أن تقول: ...: يفتح عينيه ...ساي يفتح عينيه...
.................
نُقل ساي لغرفةٍ عادية لتكون ميرنا أول من يدخلها....
جلست بجانبه بصمتٍ مقيت ليقول لها بانزعاج: لماذا أنتِ صامته؟
حركت بؤبؤتيها بعدمِ ثبات: لا أعرف ماذا أقول في هذا الوضع؟...لا أستطيع أن أقول لك أنَّ كلَّ شيء سيكون على ما يرام و لا أستطيع أن أُخفي قلقي على كيو...لا أستطيع الابتسامة و لا البكاء و لا المرح أو الحزن.. أنا متوقفة في تضاربٍ بداخلي.
نظر لها نظرةً دافئة: سماعُ صوتكِ كافٍ...
توردت وجنتيها لكنَّ لسانها اتَّبعَ الحزن الذي في داخلها: جيِّدٌ أنَّه يكفيك لكنه لا يكفيني..صوتي لم يستطع منعك من الحالةِ التي أنت عليها و لا يستطيع إعادةَ كيو,أو على الأقل معرفةُ أخباره....أنا عاجزة عن فعلِ أيِّ شيء.
رفع يده ليمسح على خصلاتِ تلكَ الفتاةِ بهدوء: كيو سيكون هنا ..أنا أعدك ,سوف أنقذه بأيِّ ثمن.
طرقٌٌ ثمَّ دخول...
ساي ينظر لطبيبه الذي يحمل ملفه الصحي تحت إبطه: هل ستعاقبني بأدويةٍ جديدة؟
مايك بحدَّةٍ و رسمية: لا أظنُّ أن بعض الكبسولات الطبية ستكون كفيلةً بشفائك بعدَ الآن...لأجلِ هذا يجب أن أقوم بمراقبتك بنفسي لأسبوعٍ هنا.
انفعل ساي ليحاول الجلوس: لا أستطيع..يجب أن أخرج اليوم.
مايك بنظرةٍ باردة: لن أسمح لكَ بالخروج.
كانت نظراته نظرةَ ترجٍ و هو يقول: دعني أخرج للغدِ فقط...ألا ترى أنَّ ميرنا معي و تعرف كيفَ تهتم بي.
عدم تغير ملامحه و تعابير وجهه دلَّت على عدم رضاه فتوجه لميرنا: قولي شيئاً ميرنا.
نهضت ميرنا قائلة لمايك: أعدك أنه لا يحدث له مكروه.
مايك بامتعاض: يبدوا أنَّ لديكم أمراً مهماً يجعلكم مصرين لهذه الدرجة .
ساي: هل ستخرجني لو أخبرتك عن السبب؟
مايك: إن كان مقنعاً.
ميرنا بتضايقٍ من أسلوبه: أنت مجبر على الموافقة..فأخاه مختطف.
شلَّ عن الحركة و هو ينظر لهما بصدمة....
ساعدت ميرنا ساي على النهوض مع إنهاكٍ واضحٍ بادٍ عليه...
أوقفهما مايك: لكني لم أقل أنَّه يستطيع الخروج...إن خرج و تضرر فهو خارجٌ عن مسؤوليتي.
وجه ساي بؤبؤه نحو مايك الواقع خلفه: لا تقلق ...فلن أرمي بجثتي عليك.
.............
كانَ منظر الأبِ المفزعِ لافتاً وهو يبحث غرف الجانبين باحثاً عن ابنه....عيناهُ كانت رمزَ تشتتٍ واضح..فأينَ تلك الرزانة و اللباقةُ في التصرف...و أينَ اختفت سيماء الكبرياء فجأة..
حركاتُ جنونٍ ظهرت على السيد شيوكي و ابنه واقفٌ بجانبِ ميرنا ينظر لأبيه الذي يكادُ يفقدُ عقله و هو يكرر لفظ اسمه برجاءِ رؤيته سالماً...يالَ حاله الغريب ,و كيف يكونُ عاقلاً و في يومٍ و ليلة يرى الدنيا على شُرف اختطاف ابنيه و سعادةُ وجوده....
بلع ساي ريقه بصمت حينَ رأى والده بهذه الحالةِ العجيبة ...
كانت يدي ميرنا تمسكه مساندةً له على التقدم حتى وصل على خطاً قريبةٍ منه: أبي...
نظر السيد شيوكي لابنه يتمعن قبلَ أن يحتضنه: ما الذي حصلَ لك ساي؟...قلقتُ عليك كثيراً.
مدَّ ساي ذراعيه لتضمَّ والده ....
كانَ وقوف ميرنا متجاهلاً رغم عدم تجاهلها للطافةِ هذا الموقف المؤثر لكنَّها سرعان ما قالت: هل لي أن أتحدث ساي؟
ابتعد ساي عن والده و هو يعلم أنَّ سره لن يكون في بئرٍ مهما فعل بعدما حضر والده: لا أمانع.
وجهت نظرها للسيد شيوكي بحدَّةٍ و جرأة: كيفَ لقلقكَ هذا لم يظهر قبل الآن؟...كانَ عليك كأب أن تعرف أنَّ ابنك مريضٌ بأعصابه بسبب الحياةِ الجهنمية التي اخترته لها.
لم تبدُ أيُّ علاماتِ استغراب بل ظهرت علاماتِ أسفٍ منعته من الرد...
قالَ ساي لميرنا: ممتنٌ لاهتمامك لكن هذا ليس وقته.
ميرنا بامتعاض: أ وقته حين تُدفنُ في قبرك؟...لا أب..لا أم..لا حبيبٌ لك يداويك بمحبةٍ و عطف... تصل لأقربِ الخطواتِ للموتِ و كأنَّك تحتضر و والدك الذي أنت من صلبه و فلذةَ كبده لا يسألُ عن حالك بل و يتجاهل آرائك في حياتك الشخصية...أنا لا أعترف به أباً ساي.
كانَ ساي متضايقاً نوعاً ما لكنَّ والده أثار تعجبه بتقبل كلامها بسهولة: أنتِ على حق بنيتي... يبدوا أنَّ من كان يعرف علَّته هو أنتِ فقط.
أومأ ساي برأسه: أجل.
..................
هاجي في المنزل ينظر لوالدته تطبخ في المطبخ : هل تطبخينَ له أمي؟
أدارت رأسها و يدها تُدير الحساء: لا بدَّ أن أهتم به..فأنا لا أستطيع إقناعَ نفسي بأنَّه يأكل جيداً...أينَ ميرنا؟
أجابها ببرودٍ خلفه الحزن: بجانبِ ساي.
تركت مادونا الملعقةَ من يدها: أحسُّ بالأسى لأجله..يبدوا أنَّه تائهٌ في فوضى أفكاره الآن.
لم تسمع مادونا منه سوى: أه.
فتحت مادونا الماء لتغسلَ يديها و لهجةُ مرحٍ طفت حديثها : لكن يبدوا أنَّ الأمور بدأت تسير بالمجرى المطلوبِ مادامت ميرنا معه حتى الآن.
لم يجبها بل ظلَّ شارداً قليلاً ( هذا إن لم يحدث شيءٌ سيء لذلك الفتى...لا أضمن سلامةَ أختي بما حدث من ضغوطاتٍ أيضاً...)
أغلقت مادونا الماء و بدأت بتنشيفِ يديها: أتساءل كيف ستكون ردَّة فعلهما لو علما أنَّ الأمرَ مدبَّر؟
أغلق جفنيه بخفة قبل أن يجيبها: ربما لن يسامحانني.
مادونا باستنكار: لا تقل هذا...أنتَ تحلُّ مشاكلهم بأسلوبك الخاص, يجب أن يكونوا ممتنين لك.
تركها صاعداً: سأذهب لأستريح قليلاً.
ذهبت للباب و قالت له مخاطبة: اذهب و استطلع أمور كيو و إن كان محتجاً لشيءٍ ما.
................
أغلق هاجي الباب الخشبي المتكسر و وضع يده تحت خصلاتِ شعره السوداء: كم أكره نفسي... لقد عرَّضته للخطرِ دون أن أعلم أيَّ شيء.
................
في مكانٍ مجهول و في غرفةٍ مليئةٍ بالأجهزة.....
صوتُ صراخِ رجلٍ شاب: ابتعد عن تلكَ الكاميرا.
كيو متفحصاً تلكَ الكاميرا المتطورة: مثير..إنَّها جيدة بالفعل.
أخذ الشاب بأذنِ كيو: إنَّكَ تقودني للجنون يا فتى...قلت أبعد يدك عن هذه الأجهزة.
دخلت فتاةٌ شابة يبدوا عليها اللطف و الهدوء قائلة: لا تكن قاسياً معه فهو ضيفٌ لعدَّةِ أيامٍ فقط.
الشاب يوجه نظرته الصبيانية بامتعاض: إنَّهُ ضيفٌ ثقيل للغاية كاورو .
ربطت شعرها للأعلى: غداً ستتخلَّصُ منه ريوكا فلا تُغضب نفسك.
أبعد يده عن أذنِ كيو متذمراً: تباً لمخططاتِ هاجي الغبية هذه...لن أساعده بعد الآن .
وضعت يدها تحت خصرها معاتبة: لا تبدأ بلومِ هاجي, أنتَ من قبل العرض و لم يجبرك على القبول.
كانَ وجود الشاب الجالسِ جانباً برزانة كعدمه, لكنَّه تدخل قائلاً بصوته المبيِّنِ لنضجه: تبدوا أكثر صبيانيةً من هذا الطفل ريوكا.
قال كيو بغضبٍ طفيف: أنا لستُ طفلاً..هذه ألف مرَّة.
نظرته الثاقبة كانت تضايقُ كيو و تجعلهُ صامتاً: أه..حقاً.

......مكتبُ ساي.....
بعدَ هدوءٍ نسبي أحست ميرنا بتأنيبِ ضميرٍ لما فعلته...بدأت تستحقر نفسها و عدم تمالكها لأعصابها الآن...
أحنت رأسها قائلةً جملةَ الاعتذار: أنا أعتذر عن تصرفي الغير لائق سيد شيوكي.
السيد شيوكي بلطف: لا داعي للاعتذار فأنتِ محقة.
كانَ ساي هادئاً بعضَ الشيء: أبي.. إنَّ ميرنا قلقة على كيو لذا فقد فقدت صبرها قليلاً.
السيد شيوكي: و هل تعرف كيو؟!
ميرنا: أجل..في الآونةِ الأخيرة كان يزور منزلنا كثيراً.
السيد شيوكي: منزلكم!
حاول ساي رفع الغموض عن والده: إنَّ كيو بدأ يأنس بوالدتها السيدة مادونا لذا هو يذهب للجلوسِ معها.
أدار ساي وجهه نحو ميرنا فجأة و كأنَّه لاحظ شيئاً ما:هاجي...
انتبهت له ميرنا: ما به؟!
كان تعبُ أعصابه يمنع ظهور انفعالاته بشكلٍ واضح : لقد عاد للبيت أ ليس كذلك؟
عرفت ميرنا مخوفته فهدأته بقولها: لا تقلق..أخبرته أن لا يخبر أمي شيئاً...لا تنفعل كثيراً و إلا ستعود للمستشفى بعدَ دقائق.
ضغط على أسنانه: أشعر أنَّ أمي تحسُّ بوضعنا لكنَّها لا تتحدَّث.
نحوَ كلامه عن مادونا كان ملفتاً و بارزاً للسيد شيوكي لكنَّه اكتفى بالنظر لابنه و علاقته الشديدة التي بناها مع هذه العائلة....
فتحت ميرنا الموضوع الأساس الذي شدَّهم لهذه الجلسة في النهاية: ماذا ستفعل الآن ساي؟
ساي: لا أعلم.
السيد شيوكي و هو لا يعلم عن الموضوع: لقد جمعتُ مليارين إضافيين بقيَ مليارٌ واحد.
وضعَ ساي يديه متلاصقتين أمام أنفه: لكن أبي...لقد حصل شيءٌ فضيع.
ضيقَ السيد شيوكي عينيه البنيتان : ماذا؟
أردفت ميرنا: لقد حصل اختراق لرابط المركز التجاري و قد سُرِقت الأموال من حسابِ الشركة.
وضَعَ السَّيد شيوكي يده مقبوضةً بجانب شفتيه بادياً عليه الاستغراب و التعجب ممزوجين ببعضِ الحيرة: ما هذا؟! ...هل هذا صدفة؟
ساي: في ماذا تفكر أبي؟
السيد شيوكي بتفكير: من الصعبُ تصديق أنَّ سرقةُ الأموال قبل يومٍ من إنقاذ كيو صدفة...يبدوا أنَّ هناكَ من لا يرغب بإنقاذِ كيو.
ساي مدققاً: لا يرغب بإنقاذه؟!
شاركتهما ميرنا الحديث: من يستطيع أن يكون ؟!...إنَّ من يفعل هذا لابدَّ أن تكون لهُ عداوةٌ مع أحدكما.
السيد شيوكي: دعونا نحلل الأمر و يجب أن تفصحوا عن أيِّ شيءٍ يثير اهتمامكم و ترون أنَّه يساعد في حلِّ القضية.
ساي بعدَ لحظاتٍ من التفكير: شيءٌ أثار اهتمامي في هذه الفترة...لا أظنُّ أنَّ شيئاً كهذا قد حصل.
ميرنا و هي تستند بظهرها على مقعدها: أمَّا أنا فا الشيء الوحيد الذي أثارني هوََ فيونيكا و تصرفاتها المجنونة.
السيد شيوكي: أيُّ تصرفاتٍ تعنين؟
حرَّك ساي يديه نافياً لهذا الحديث: لكن هذا لا دخلَ له بما يحدث الآن.
ميرنا بامتعاضٍ و غضب: هل تدافع عنها؟...ربما تكون هيَ من قامت بخطفِ كيو.
ساي: بالطبع لا ,فهيَ لا تريد التخلص مني ما دمت أملك النقود ...ألم تري كم كانت غاضبة حين قلت لها أني سأبيع المجمع.
استمرت ميرنا بلهجتها العفوية: لا تُذكرني....لكن ربما تلكَ هيَ خدعتها.
ساي: غير منطقي.
ميرنا: و هل تراها ذات منطقٍ ساي؟
رفع السيد شيوكي يديه منبسطتان في الهواء ليوقفَ مشادَّتهما: أوقفا هذا..نحن لا نلعب...
أنزل يديه متماً: ...أليسَ هناكَ شيءٌ آخر ؟
ميرنا أنزلت رأسها مع تنهدِ يأس: من..من يستطيع اختراق حساباتِ المركز؟
التفت لها التفاتةً سريعة بسماعه ذلك حيثُ أخافتها: يستطيع الاختراق!... عن هذا فأنا أستطيعُ أن أؤكد أن لا أحد يعلم بالرقم السري سوى أنتِ و هاجي ميرنا.
أخذتها الدهشة: لحظة...ربما يكون نائبك السابق فهو بالتأكيد يعرف الرقم السري كما نفعلُ نحن.
أنكر ساي قولها: لقد غيرتُ الرقم السري حينَ رحل...
ميرنا: و لِمَ لم تغيره حين خرجتُ أنا لأكون من متهميك ؟
أخذَ نفساً و قال: لأني كنتُ مطمئنتاً منكِ و أخيكِ هو من سيأتي بعدكِ على أيَّةِ حال.
ميرنا تحاول أن تجد طريقاً آخر للوصول لنتيجةٍ ترضيها و تخرج أخاها من التهمة: ربما هناك من استطاع فكَّ الرمز السري .
نهضَ ساي مقترباً من مكتبةِ الملفات: إنَّ الرقم السري مبرمجٌ على أن يغلق الموقع بخطأٍ واحد أي أنَّ من اخترق الرقم السري شخصٌ لم يحاول بفتحه بتاتاً بل يعلم به.
ميرنا نهضت خلفه: أكمل تحقيقاتك و أنت جالسٌ رجاءً..أنتَ تُخيفني بوقوفك.
ابتسمَ ساي لسماعه هذا: ليسَ لهذا الحد.
ميرنا باستنكارٍ جلبَ بعضَ الفكاهة للسيد شيوكي: قل هذا لمن لم يرك يُغمى عليك عدَّةَ مرات...جلوسك هنا كافٍ..
دفعته لتعيده جالساً: رجاءً...رجاءً..
السيد شيوكي: إذاً الشخص الذي تظن أنَّه اخترق موقع المركز هوَ نائبك الجديد الذي يكون أخ هذه الفتاة.
ساي نظرَ نظرةً جديةً لميرنا قبل أن ينطق برأيه: أجل..هذا ما أظنه.
ميرنا: إذاً لماذا لم تقل هذا منذُ أن كان هاجي هنا؟
ساي: عفواً..لكن لا أظنُّ أنَّ عقلكِ كانَ يعمل ليكون عقلي يعمل بشكلٍ جيِّد في تلك اللحظة بعد سماعي أسوء خبرٍ من الممكنِ أن أسمعه تحت هذا الظرف.
ميرنا: لن أسامحه إن كان السبب في كلِّ هذا...
نهضَ السيد شيوكي قائلاً: دعونا نذهب لذلك الفتى المدعو هاجي...مهما كانَ الأمر فهو من يملك مفتاحَ هذا اللغز.
ساي: انتظر أبي, لديَّ خطة.
( دعنا ندور بهذا الملعب الذي اخترته هاجي... )

......لدى هاجي......
هاجي يتقلَّب على فراشه متحيراً ( أمي سوف تقتلني لو تعرف ما حدث لساي....أخجلُ أن أسئل عن حاله... ربما هوَ الآن...لا..لا تفكر بهذا الأسلوبِ السلبي يا رجل...)
جلسَ ليخرج من المنزل بعد أن بدَّل ملابسه....
ذهبَ لتلك العمارة و دخل الغرفةَ المكتظَّة بالأجهزة صارخاً: لننهي هذه المهزلة.
اقتربت منه كاورو: مهزلة!...هل حصلَ لكَ شيء هاجي؟!
هاجي بجدية و انفعال: أتيتُ لأقولُ لكم أن تخرجوا كيو و تعيدوه لأهله...هناكَ أمورٌ لم أعدَّها في الحسبان.
نهضَ كيو من جانب الحاسوب الذي يلعب به مرحاً: ما الذي حدث هاجي؟..أنا لا أمانع بالبقاءِ هنا فترةً أطول في سبيلِ رؤيةِ ساي ذليلاً أمامي.
هاجي..(يالَ هذا الحقد...)
صرخ ريوكا في وجهه: لكننا لن نقبل ببقائك أيُّها الشقي...تخيل هاجي لقد كسر نظارتي و مسح مدوناتي و غير تنظيم هاتفي المحمول و أنا نائم ...لا حياةَ هانئةَ لي بوجوده هنا...أرجوكَ خذه و اذهب و لا تعد لرؤيتي قبل شهر.
اقترب هاجي منه: أخيكَ ليسَ على ما يُرام كيو.
وضعَ كيو يديه خلف رأسه: هذا حقه... و أثبت لي أنَّه ليس على ما يرام كما تدعي.
هاجي بجدية: تركته و هو في المشفى.
أنزل يديه: مشفى!
هاجي: لقد أغميَ عليه.
كيو متجاهلاً: لكن بما أني لستُ أخاه فلا علاقة لي به و لا يهمني ما يحصل له.
هاجي: اترك هذا جانباً...من الأفضل أن تكون بجانبه حينَ يستيقظ.
دخل الشاب الرزين في تصرفاته و بيده بعضُ أكياسِ الطعام: هذا أنتَ هاجي؟
ريوكا براحة نسبية: لقد أتى ليأخذ هذا الشقي لبيته.
وضع الشاب الأكياس جانباً: و هل انتهى الموضوع بهذه السهولة؟!
هاجي: أنا سأنهيه..لا داعي لإكمال الخطة هاروكي.
كيو: لكن أنا لن أذهب إليه...بل لن أعود إليه بتاتاً.
رنَّ هاتف هاجي النقال ليرفعه: مرحباً.
كانَ صوتُ ميرنا القلق يرتدُّ في ذهنه : هاجي...عد للمنزلِ الآن بسرعة.
خُطفَ لونه و هو يقول: هل حدثَ مكروه؟!
ميرنا و نبرةُ صوتها تهتزُّ أكثر: أمي ليست بخير..لقد علمت بما حدث و ساءت حالتها.
شدَّ هاجي على قبضته اليسرى المتروكةِ بامتداد: من أينَ علمت؟!
ميرنا: لقد أتى السيد شيوكي هنا و أفصح بالأمر...لا تسألِ الكثير, فقط عد بسرعة.
أغلق هاجي هاتفه : أنا آتٍ.
( ماذا فعلتَ هاجي؟!...)
...................
دخل متلهفاً و مسرعاً ...
لم يكن هناكَ أيُّ صوتٍ و أيُّ شخص ...
بدأ ينادي: أمي..أمي...ميرنا, أين أنتم؟!
نزلتْ ميرنا بخطواتٍ خفيفة: لا تصرخ...أمُّكَ نائمة.
وضع هاجي قدمه على السلالم ليصعدها: هل هدأت؟
حرَّكت رأسها نفياً و هي تغمض عينيها للحظة: لقد أعطيتها منوماً لتنام....و السيد شيوكي جالسٌ في غرفتي ..لا أعرف ما أقول له .
أقبضت يدها بألمٍ و حزنٍ واضحين و الدموع محتبسةٌ في عينيها: أخي...لقد اختفى كبرياءه و هيبته ... مظهره يوضح تحطمه, كيفَ لا و ابنيه أحدهما مجهول السلامةِ و الآخر على سريرِ الاحتضار.
شدَّها إليه و احتضنها بدفء حتى جرت الدموع من عينيه: لا تقلقي...سنعيد كيو لأهله سالماً..
رفع وجهها المبهوتِ ماسحاً دموعها: ...و ساي الذي أعرفه لن يجرأ على الموت مادام فقده يؤذيكِ.
بلعت ريقها و هي تكره الجملةُ الأخيرة التي سمعتها..( حتى الآن لا يكفُّ عن هذه السخافات...)
لكنَّها أكملت و هيَ تشدُّ على قميصِ أخيها: أخي...أنا خائفة..خائفة كثيراً.
كانَ قلبه يتقطع و هو يرى أخته بضعفٍ استولى عليها و ضغوطٍ تكاد تفتت قلبها و تحطمها...
كرهه لنفسه كانَ يزدادُ لحظةً تلوَ أخرى و كان بوده لو انحنى على ركبتيه صارخاً ليخلِّص نفسه من هذا الكبتِ الذي يحويه قلبه...
صعدَ الاثنانِ لغرفتها ليجدا السيد شيوكي بنظراته الباحثة في المكانِ بتفحص...
كان التوتر قد ملأه و وجهه الشاحب ظاهرٌ عليه...
اقترب هاجي منه مرحباً: مرحباً سيد شيوكي.
أجابه السيد شيوكي بعينين باردتين و كأنَّها لا تحوي على الحياة: آسف..لم أكن أعلم أنَّها ليست على علم بالأمر.
هاجي: لا تزعج نفسك.
كانَ هاجي في تضارب الآن و خاصةً و هو يرى هذا الرجل يطلب الخلاص من معضلته فلو أفصحَ عن حقيقة ما يحدث فربما تتعرض عائلته للإهانة و الذلِّ أكثر مما هيَ عليه... و خاصةً أن ساي في المشفى بحالٍ مزرية فلو علم السيد شيوكي ربما ...لكن أمَّه و ساي يكادان يكونان ضحيتان لخطةٍ صبيانية....
لكن في النهاية قرَّر قراره و بدت عليه الصرامة في حديثه نوعاً ما: لا أعلم ما الذي أستطيع فعله لك سيد شيوكي لكني سأقدم لك يد العون لتخلِّص ابنك .
قرَّر أن ينهي هذه الخطة حتى تهدأ الأمور قليلاً ليكون تقبل الأمر سهلاً عليهم و هذا ليس لتحقيقِ هدفه بل لتحقيق هدفِ والدته بجمعِ قلوب هذه العائلةِ المشتتة....
ازدادُ استغرابُ ميرنا ( يا له من وقح!..لا ,ربما لا تكون له يد في ما يجري..)
أما السيد شيوكي قالَ بنبرةِ حدَّةٍ لم يستطع إخفاءها: كيف سنتواصل مع المختطفين الآن و ساي على حاله في المشفى؟
هاجي: لا أظن أنَّهم يبالون بهذا ,فهم يهدفون للحصول على النقود من أيٍّ كان...لذا أتصور أنَّهُ من الجيِّد أن تجيب على هاتفِ ابنك إن أعادوا الاتصال...
ميرنا بابتسامةٍ مصطنعةٍ واضحة: ألا ترون وقوفنا هنا مضيعةٌ للوقت؟...يجب أن نذهب و نجد حلاًّ لجمعِ النقود.
أخرج السيد شيوكي يديه من جيبي بنطاله: لنذهب للبنك لأسحب ما بحسابي أوَّلاً.
كانت ميرنا تحسب اللحظات حتى يخرجوا مبتعدين من المنزل ( أتمنى أن ينجح ساي في المماطلة..)


.......لدى ساي......
يمشي بابتسامته مخفياً ما بداخله من غضبٍ حول هاجي حتى جلس بمقعده الأبيض محاطاً بخضرةٍ الأشجارِ و ضلالها بعدَ أن أجلس أمه...
لكن على كلِّ حال فهو في شكٍ بظنه هذا و ليس على يقين و هو لا يعرف أنَّ مادونا تعرف بأمر الاختطافِ المفتعل...
سألته مادونا بعدَ لحظات: لا تبدوا بخير ساي...هل هناكَ ما يزعجك؟
نظر لها نظرةً حنونة : لا تهتمي أمي..إنَّها أمور العمل و المشاكلِ التكرارية.
عرفت مادونا أنَّه سيخفي الأمر لألا يتعبها فانحنت لمنحنىً آخر : هل أزعجتك مخطوبتك مرَّةً أخرى؟
أشاح بوجهه قليلاً : ليست مخطوبتي منذُ الآن.
مادونا بلطف ظاهر : ألا تظن أنَّك تبالغ في تضخيم المشكلة؟
رفع عينيه قليلاً ينظر لها: ربما..لكن اليوم أثبتت لي أنَّها ليست من أنشدها.
توسعت عينيها فضولاً: تنشدها!
ساي بتفكيرٍ يتضح منه الرشد و النضج: إنَّ قيمها لا تناسبني لأتخذها زوجةً لي مدى الحياة..فأنا لا أريد العيش فقط بل أريد احتراماً و تقديراً متبادلاً أورثه لأبنائي و أحفادي أيضاً في المستقبل....أنا لا أريد أن أربي أطفالي على حبِّ المال و التخلي عن الإنسانية .
وضعت مادونا يدها على رأسه و كأنه طفلٌ في الخامسة بنظرةٍ ملأها الفخر: تفكر بنضج بني.
أنزلت يدها بعد دقائق :لكن لا أظنُّ أنَّ هذا التفكير فقط يصنعُ الحياةَ الطيبة فيجب عليك أن تستقبل روح المسؤولية أنتَ أيضاً و لا تنسى أنَّ القلب يتغلَّب على العقلِ بعضَ الأحيان.
ساي: أمي...رأيتُ ابتسامةً صادقة تكفلت بإظهار سمو الأخلاق, و حزن عميق بدموعٍ منسكبة أعلنت عن مدى المواساة.. تلكَ هيَ من شدَّتني لها حتى تناسيتُ نفسي ...لقد فاقت أحلامي أمي.
قبَّل يد أمه قائلاً: ألا ترين أنَّ صاحب هذه السمة يستطيعُ أن يكون شريكٌ جيد لحياتي؟
ابتسمت بدفء: هذه الفتاة محظوظة لتتناسى نفسك لأجلها.
اتصالٌ بلغ ساي....
رفعَ سماعته: نعم..
صاحبُ الصوت: لقد تغيَّرت الخطة...يجب أن تجلب النقود هذه الليلة.
حاول كبت انفعاله: لا أستطيع...أمهلني للغد.
صاحب الصوت: إذاً تعال لتستلم جنازته.
ساي: انتظر... لقد حصل لي ما يمنعني من الإتيانِ بها.
صاحب الصوت بحدة: لا شأنَ لي... الليلة الساعة الحادية عشرة في المحطةِ المهجورة.
أرادَ ساي التحدُّث لكن فاجأه صوت صفير الهاتف معلناً نهايةَ المكالمة....
نهضَ ساي من المقعد قائلاً: دعينا نعود أمي.
نهضت مادونا بتعجب: أين؟!...هل حصلَ شيء؟!
ساي: لا, فقط بعضُ الأعمالِ الجديدة التي ستشغلني.
مادونا: هل أنت متأكد أن لاشيء حصل؟..تبدوا شاحباً!
ساي: قلتُ لكِ أمي..بعضُ المشاكل الجديدة للمركز التجاري.
أوصلها لدى منزلها وقال لها قبل أن تترجل : آسف أمي على معاملتي...أمرُّ بظروفٍ صعبة هذه الأيام.
أجابته بهدوء يطمئنه: المهم أن تكون هذه الظروف بدايةً جيدة لأيامك القادمة.
ساي بحزن: أنا أريدُ فقط أن أعتذر لحماقتي.
ذهبت لمنزلها بعدَ أن ودَّعا بعضهما و هو أخذ اتصالاً للهاتفِ الذي معَ ميرنا....
سمعت ميرنا صوت رنينِ الهاتف فابتعدت فوراً من هاجي و السيد شيوكي لترفع السماعة و تسمع صوته بجفاف: مرحباً ميرنا.
أجابته: لماذا تتصل لي الآن؟...ألا تعرف أنَّك ستكشفنا؟
قال لها: ربما نحنُ مخطئون.
ميرنا: لماذا؟
ساي: هل أخيك معك؟
ميرنا: أجل..هو هنا بجانب والدك.
ساي: هل ابتعد عنكما؟
ميرنا: لم أُبعد عيني عنه..لمَ هذا السؤال؟
ساي: لقد تغيَّر وقت الدفع لليلة و أخيك لم يبتعد ليخبر أحداً بهذا..هذا يعني أنَّ أخيك لا دخل له.
قالت له بنوعٍ من الغضب: لا تقل لي أنَّك ستقنعني أنَّه بريء بعد أن اتهمته و جعلتنا نخدعه ...أنا بدأتُ أشك به أساساً.
ساي: لكنـ.. ميرنا بجدية: تصرفاته غريبة ساي .
ساي: بدأتُ أزداد حيرة...
فكرَّ لحظاتٍ قبلَ أن يقول: من هنا لديكِ زمام الأمور..ربما هذا سيوصلنا لنتائج أفضل.
ميرنا : لماذا ترمي بالأمور الصعبةِ علي؟
أجابها: لأني أعتمد عليك.
وضعت سماعة الهاتف أمام فمها صارخة: اسحب هذا الاعتماد معك..
أغلقت الهاتف بوجهه و عادت للواقفين بعيداً وسطَ السوقِ المزدحمة و هما يتناقلان الحديث....
السيد شيوكي: كان يجب عليكما أن تخبرا أمكما بما حصل.
هاجي: إنَّ أمي حساسة جداً و قد بدأت تشعر أنَّ كيو و ساي ابنيها حقاً لذا فمن الصعب إبلاغها بهذه الأمور.
السيد شيوكي: لكن إن حصل شيءٌ لكيو وسط هذا الاختطاف فسيكون الأمر أصعب بالنسبةِ لها.
توقف هاجي ينظر للسيد شيوكي بصمت حتى وصلت ميرنا: هل هي مزحة؟
ميرنا: ماذا تقصد بمزحة؟!
(أنت من أخذتنا سخريتك؟!..)
هاجي: تقولين أنَّ أمي ساءت حالتها لاختطاف كيو؟!
السيد شيوكي: أجل..و لسماعها عن حالةِ ساي الصحية.
اكتشف هاجي خدعتهم عليه و بدأ بالضحك: ههههههه....خدعتموني إذاً...أمي تعلم باختطافه.
غضبت ميرنا بعد ذهول من سماعها بما قاله و جرَّت ياقته: أنت من خدعتنا..أخبرنا أين كيو هاجي؟..
بدأ هاجي بالهدوء من ضحكاته المتعالية: إنَّه مع كاورو ة أصدقائي في مركز التصوير الفني.
دفعته ميرنا بغضب ليسقطَ أرضاً: لماذا تستمر بزيادةِ الأمرِ سوءاً أكثر...أما ترى ما فعلت ؟..ساي ممتدٌّ على فراشِ المستشفى بسبب فعلتك الغبية.
جلس هاجي على الأرض: أنا لم أكن أعلم بمرضه..
رفع رأسه نحوهما: و قد انتهى الموضوع بمعرفتكما كلَّ شيء...تستطيعونَ معاقبتي كما تشاءون .
السيد شيوكي: هل تظنُّ أنَّها مزحةٌ جيدة؟!
ميرنا: لحظة..لماذا اتصل صديقك بساي و أخبره أن يدفع النقود الليلة؟
هاجي باستغراب: الليلة!!!...لم يكن هذا مخططنا...و هل استيقظ ساي؟!
السيد شيوكي : أجل..هوَ من اقترح أن نستكشف الحقيقة بهذا التمثيل.
هاجي: لكني حقاً لا أعلم سر هذا التغيير.
نهضَ هاجي متصلاً بمخطوبته: مرحباً كاورو..ما قصة التغيير الذي حدث؟!..لا تعلمين!....أين كيو الآن؟..ماذا؟!
ارتفعت نبرة صوته: ألم أقل لكِ أن لا يجب أن يخرج هذا الصغير؟...ليس هناك!, لكن الآن...ادعِ أن يكون الطفل بخير.
أغلق الخط ليسأله السيد شيوكي فوراً: ماذا جرى؟
هاجي بلونٍ مختطف و عدم تركيز: تقول أنَّ ريوكا خرج مع كيو و لم يعودا حتى الآن.
فقد السيد شيوكي صبره ليأخذ هاجي و يضربه بالجدار: ماذا فعلت بولدي أيها الفتى؟
هاجي بخوف: صدقني هذا ليس من مخططي.
ميرنا: يجب أن أخبر ساي أنَّ الاختطاف أصبح جديّاً.

........الساعة الحادية عشرة.........
بجانب قطارٍ قديم و تحت الظلمة التي كستها بعض النجوم بضوئها المتواضع....
ساي يصفُّ النقود في الحقيبةِ بشكلٍ مرتب.....
هاجي: انتبه كيف تخفي الأوراق الخلفيةِ جيداً.
لم يجبه بل ظلَّ يتم عمله بصمت....
السيد شيوكي : إنَّها الحاديةَ عشرةَ الآن.
ميرنا تحاول كتم أنفاسها الدالة على تسارع نبضاتها: أحسُّ بأنَّ قلبي سيتوقف..ماذا لو علم أنَّ النقود مزورة؟
هاجي يدير رأسه للخلف نحوها: ريوكا غبي بما فيه الكفاية ليلاحظ شيئاً كهذا.
تجر كاورو قميصه بخفة: ألا تهين صديقك بهذا الكلام؟
عضَّ شفته: ليس بعدَ اليوم.
صوتُ ريوكا المرتفع ظهر قبل صورته و هو يمسك كيو واضعاً سكيناً تحت رقبته: هل جهزتم النقود؟
تقدَّم السيد شيوكي و بيده الحقيبة: هذه هيَ..اترك ابني و استلمها.
ريوكا و هو يقرب السكين من كيو الخائفِ أكثر: النقود أولاً.
كانت السكين تعكس بريقها على رقبةِ كيو ليزيد ساي توتراً: كيو..
كانت ميرنا جالسة و تنظر لساي ...كانت تشعر أن قواها تخور كلَّما لاحظت تصبُّب عرقه...
أخذ ساي الحقيبةَ من والده مقترباً من ريوكا: حسنًا..اترك أخي الآن..ها أنا ذا آتٍ بها إليك.
كيو..( أخي!...)
ريوكا بإصرارٍ على عدم تغيير رأيه: لن يأخذ منك الكثير من الوقت يا صغير...لا تعرف كم من الأضرارِ سببها هذا الفتى إلي, لذا فأنا أطمح لأن يبتعد عني بأسرع وقت... لكن هذا لن يحصل قبل أن أطمئن بوصول الثمانية مليارات .
صرخ هاجي مخاطباً صديقه: و هل أنت طامعٌ بها لدرجةِ وضعِ طفلٍ رهينةً لك؟
ريوكا بضحك: طفل!..حتى هذا الطفل يستصغرنا هاجي...أنا طامعٌ بحياةٍ بعيدةً عن الذلِّ و المشقة .. بعيداً عن المشاكل و الأمنيات.
قال و هو يشير بسكينه للأمام محركاً لها ليبعدَ من حوله عنه: يجب أن أخرج مبتعداً حتى تروا طفلكم هذا سالماً..فهو سيبقى معي حتى أخرج.
قلبها انقبضَ أكثر..( سيكشف أنَّ النقود مزورة على هذه الحال...كيو..)
اقترب ساي ليعطي الحقيبة لكنَّه حاول أن يفلت أخاه بحركةِ مراوغة لكنَّه لم ينجح بل كلُّ ما حصل عليه أثرُ شقِّ سكين ريوكا في يده....
أمسك جرحه النازف ناظراً لريوكا بغضب: هذه هيَ الحقيبة هنا...خذها و اترك أخي..
كيو: أخي...هل أنتَ بخير؟
لم تتمالك ميرنا أعصابها لتبقى واقفة فتحرَّكت نحوه مسرعة: ساي..هل أنتَ بخير؟
أجابها : أه...ليس عميقاً...أنتِ ابقي مكانك.
لم تكن آذانها صاغية مما جعلها تتقدَّم و تسحبُ الحقيبة و ترفعها لتقول بجرأة: لن تحصل على ما تريد إن لم تتركه...و إن حصل لكيو مكروه فلن ترى صورة هذه النقود أيضاً.
كانَ كلٌّ منهما مصراً على قراره ...فلو اكتشف ريوكا بأنهم خدعوه قبل أن يبعد كيو سيكون ذلك خطيراً و ربما يقتله أيضاً.....
لحظاتٌ كانت تُسمع بها دقاتُ القلوب و الأنفاسُ المتصاعدة.....
حيرةٌ قد عمت الجميع و خوفاً قد اعتراهم....
ساي وقف بجانبِ ميرنا ليشاركها عزمها بصمت....
الجميع كان يتحسَّس وحدة النبضاتِ المضطربة و كأنَّ قلبهم يحاربُ للخروجِ من مكانه معترضاً...
الإصرارُ و العزم هما الشيئانِ الوحيدان اللذان يستطيعا إنقاذهم من هذا الموقف الآن....
بدأ ريوكا يقترب من ميرنا التي اكتفت من خوفها بالرجوع للخلف كلَّما اقترب منها... فقدت تركيزها ز كادت أن تُسقط الحقيبة التي تحتضنها...تصعد أنفاسها بصعوبة...و ساي لم يستطع الحراك لكون جرحِ يده عائقاً...
لكنَّ المفاجأة....
ضربةُ هاروكي التي أسقطت ريوكا أرضاً:انتهى.
اتجه كيو نحو أخيه المصابُ فوراً: أخي.
جلس ساي فاتحاً باعه ليحتضن أخاه بقوة و شدَّه: كنتُ قلقاً عليك كيو..
كانت عيني كيو تذرف دموعها لأخيه: آسف أخي..كنتُ أحمقاً تسببتُ لك بالمشاكل.
شدَّ ساي على أخيه أكثر بحنانٍ واضح: المهم أنَّك بخير صغيري...لا تعتذر مرَّةً أخرى فأنا من يجب أن أعتذر لك...كنتُ مخطئاً بما قلت....أنتَ طعم حياتي أيها الصغير الأحمق,فكيف لك أن تصدق تلك الكلمات؟
أخذته ابتسامة (طعم حياته..)
اقترب السيد شيوكي منهما بخطواتٍ بطيئة ليجلس هو الآخر: سعيدٌ لكما .
نظر كيو لأبيه الذي بدا عليه الانحطاط نوعاً ما للظروفِ التي مرَّت عليه: ماذا حصلَ لك أبي؟!
ابتسم بحنانٍ له جعلته يشعر لأول مرة بوجودٍ أبٍ رءوفٍ في حياته: لا شيء...عرفتُ كم أنتما عزيزين على قلبي فقط.
رفع السيد شيوكي رأسه لميرنا: شكراً لكِ بنيتي..أنا ممتنٌ لكِ حقاً.
ميرنا و دموعِ الفرح قد سبقتها: هذا واجبي...سيد شيوكي.
نهضَ ساي ساخراً: بدأ خزانِ الدموع بالانسكاب ثانيةً...ألن تكفي عن هذا البكاء المتواصل؟!
ميرنا بتذمر: أنا سعيدةٌ لأجلكم ساي.
وضعَ يده فوق رأسها محركاً بابتسامةٍ طفولية: أشكر هذه السعادة من كلِّ قلبي.
اقترب هاروكي منهم تاركاً ريوكا مغمىً عليه على الأرض: كانَ تصرفكِ شجاعاً يا آنسة.
ميرنا ببعضِ الخجل: شكراً لك...لكن لو لم تنقذني لكانت تهوراً لا غير.
الشاب: لا بأس..أنا لا أكره هذا التهور... لكنَّه لا يناسب فتاةً جميلةً مثلك يا آنسة.
ساي يقاطعهما : شكراً لك يا سيد..لقد أنقذتَ أخي الصغير.
ينتبه هاروكي له: بصدق..لقد أعجبني أخاك..لقد أصبحنا أصدقاءَ جيدون بهذه الفترة.
اقترب كيو منه: و أنا أيضاَ..أنتَ...
ضربَ كلٌّ منهما بيدِ الآخر: ..مثير.
ضحكت ميرنا بخفة: يبدوان منسجمين.
ساي براحةٍ ظهرت عليه بعدَ فترةٍ ليست بسيطة: أخيراً عادت ميرنا.
قالت بضجرٍِ مصطنع: و أين كنت ذاهبة؟
أشار كيو لهاروكي بالنزول قليلاً ليقول بأذنه: لا تقترب منها..هذه هي فتاةُ أخي.
نهضَ هاروكي قائلاً بخبث: واو...
عبر من جانب ساي قائلاً بأذنه: انتبه لها,فربما أسرقها قبل أن تُحكم إمساكها.
بقيَ ساي يتابع الفتى بنظراته حتى وصل لهاجي الواقفِ بزاوية منعزلاً: هل غرقت سفينتك يا رجل؟
هاجي: لقد عادَ كلَّ شيءٍ طبيعياً و أنا من يدفع الثمن فقط.
هاروكي: لا أظنّ...فقد فعلت الكثير و أنا أتممت خطتك بنجاح.
هاجي بفضول ماذا فعلت: ماذا تقصد؟
هاروكي بابتسامة: أخبرت ذاك الفتى أني سأسرق وردته.
كاورو بمرح: هل أنتَ متخصص في خداع الصبيان؟
نظر لها: لكلٍّ مهارته .
هاجي بامتعاض: مهارتك هذه عذَّبتني لمدَّةٍ لا بأسَ بها.
....................
لبَسَ أفضل ثيابه و خرج من غرفته مسرعاً لغرفةِ أخيه ليطرقِ الباب: أخي...أسرع, أمي تنتظرنا.
كانَ صوتُ الأخ مغطى بنبرةِ الإنهاك و التعب: دعني أستريح قليلاً كيو فأنا لم أنم منذ ثلاثِ ليالٍ بسببك.
كيو بخبث: قل ما تشاء لكني لن أفوِّت طبخ ميرنا اليوم...لقد قالت أنَّها ستطبخ الغداء لي اليوم و أبي ينتظر بالأسفل كي يذهبَ معنا .
فتح ساي جفنيه و قال بعدم مبالاة: اذهبا و سألحقكما بعدَ قليل.
رفع كيو كتفيه بمرح: كما تريد ساي.




قراءة ممتعة،،،،،،،




س: هل صدمتم لسهولة الإنقاذ؟
س: هل تصورتم أن تكون هذه خطة هاجي و مادونا؟
س: هل تعذرون ردة فعل ساي؟
س:أجمل مقطع؟




[ZE]
[/COLOR][/COLOR]
http://up.arabseyes.com/uploads2013/...0861618974.png


.
[/align][/cell][/tabletext][/align]
[/COLOR]
[/FONT]

[/COLOR][/CENTER]

بامسي 06-02-2016 11:59 AM

[gdwl]وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
واو ما شاء الله
رائعة انت ..........
كنت اظن ان كيو هو من خطط هذه الخطة
و يالا الانقاذ الرائع
كل شيئ اعجبني يا روحي
مشكوووووورة والله يعطيك الف عافيه
في امان الله[/gdwl]

[flash1=http://e.top4top.net/m_153zwzf1.mp3]width=1 height=1[/flash1]

اميره الدجي 06-02-2016 12:01 PM

اهلا
اولا شكرا لك
ثانيا البارت كان في غايه الروعه تعجز كلماتي عن الوصف
اما كلماتك فقد اتقنت الوصف
ابجعتي في وصف مشاعرهم حتي جعلتيني اعيش معهم
حقا كان في راسي شك في هاجي اما مادونا لقد كانت هذه الصدمه
اعتقد ان السيد شيوكي احب هذه العائله ايضا
وبما انه احبها
فقد حلت مشكله عمليه القلي لمادونا
حقا انت مذهله
لا توصيه علي الرابط و في امان الله


الساعة الآن 09:52 AM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011