عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree632Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 9 تصويتات, المعدل 4.56. انواع عرض الموضوع
  #246  
قديم 08-11-2016, 02:29 PM
 



الفصل الواحد و الأربعون
*روح الوحش تستيقظ*





أخفى ما يدور في خلده من قلق خلف ابتسامة رقيقة رسمها على وجهه بتوتر و أعطى لخادمه ظهره عائدا إلى حيث كان .. جر الخادم ساقيه و رحل .. لكن الهم الذي خلفه بقي جاثما على صدر سيده و ثقله يزداد كل لحظة !

وزع نظراته المتخوفة بين وجوه الحاضرين و بشكل خاص أفراد عائلته .. النظرة التهكمية في عيني إدمون ، الضحكة العميقة التي تكاد لا تغادر وجه إيفا ، ابتسامة كارولينا العذبة اللبقة ، قسمات وجه سارة المغلفة بالسكينة و الراحة و هي تعزف على آلتها الموسيقية ، و في الأخير الوقفة الملكية الشامخة التي تمرست لونا على أدائها أمام رفاقها الصغار لتثير إنبهارهم الساذج و دهشتهم الطفولية كأنهم يقفون بالفعل أمام أميرة من الطبقة المالكة !

كانت السعادة و علامات الاستمتاع بادية على الجميع .. لكن ذلك لسبب ما لم يخفف من قلقه و إنما زاده أضعافا ! تنهد ببطء لكن تنهيدة فشلت هي الأخرى في بث مكنونات صدره المزعجة خارجه.

"سيد آيون هل تستمع إلي ؟!"

أفاق جوزيف من سرحانه و اتجهت عيناه بارتباك نحو ضيفه الذي بدا الضيق جليا عليه من نبرة صوته قبل ملامحه.
اعتذر و قد غمره الخجل و الإحراج من تصرفه اللامهذب "أرجو منك المعذرة سيدي ! لقد شعرت بالدوار قليلا .. و فقدت تركيزي !"

تبسم الضيف بتكلف و قال مجاملا : "لا عليك سيدي !"

انتهز جوزيف فرصته حين توقف الرجل عن كلامه ليقول : "هل تسمح لي بدقيقة ؟! لن أتأخر !"

"خذ ما تشاء من الوقت .. سيد آيون !" قالها باندهاش و هو يرى مضيفه ينطلق سريعا قبل أن يسمع جوابه حتى ، لم يكن كلامه السابق استئذانا بقدر ما كان إعلاما برحيله.

تجاوز جوزيف من وقف في طريقه من الضيوف متجها نحو ابنه و ساعده الأيمن إدمون ! قطع الأخير حديثه المرح مع مجموعته و نظر بدهشة إلى أبيه و تعابير وجهه الجادة القلقة .. ارتفع حاجباه باستغراب و هو يخطو إليه : "ما الأمر يا أبي ؟!"

رد جوزيف هامسا بصوت فاض حيرة و غما : "لا أدري .. أشعر بضيق كبير لا أعلم سببه !"

عقد الابن حاجبيه بنوع من الاستهجان "ضيق في مناسبة رائعة كهذه ؟!"

وجه إليه عينيه التي تتخبط في زرقتها أنواع متضاربة من المشاعر .. ثم تنهد و عاد يطالع السجاد تحت قدميه "و هذا ما يزيد حيرتي.."

"هل إدوارد هو السبب في ذلك يا ترى ؟! رأيتك تسر إليه بحديث ما قبل قليل و لم تبد الراحة عليك حينها !"

تجهم وجهه اللطيف و ضاقت عيناه مشددتين تركيزهما "أعتقد ذلك .. لست واثقا تماما لكن أحسب أني رأيت في عينيه .. شيئا لم يسبق لي أن ألفته منه ، كان أشبه بحفرة سوداء لا قاع لها من اليأس و الألم !"

ألقى الذهول ظلاله على ملامح إدمون "ماذا ؟!"

قطب الأب جبينه و اكتست نظراته بالحزم "سألحق به و ألح في سؤاله حتى يجيبني !"

"هل آتي معك ؟!"

"لا داعي لذلك ، ابق هنا فليس من اللائق أن نخرج و نترك ضيوفنا !"

دارت نظراته بين من حوله من الحاضرين و قال مؤيدا : "صحيح !"و قبل أن تتحرك قدماه لتعودا به إلى مكانه أضاف ناظرا إلى والده " لكن لا تنس أن تخبرني حالما تعرف !"

"لا تقلق !"

أسرع جوزيف الخطى نحو الباب المفتوح على مصراعيه و نظرات إدمون تلاحقه حتى عبر من خلاله ثم انحرف يمينا ليختفي بعدها عن مدى بصره.
استدار إلى الأمام و قبل أن يتحرك خطوة وصلت أذنيه صيحة استياء صادرة عن الملكة الصغيرة ، التفت تجاهها بمزيج من القلق و الاستغراب .. كانت لونا تمسك طرف ثوبها الوردي باهظ الثمن و تنظر إليه ثم إلى طفل يقف بجانبها نظرة غاضبة !

"لقد سكبت العصير على ثوبي أيها الصغير !"

لاح الخوف على وجه الصبي و تلعثم قائلا : "أن.. أنا آسف.. لم أتعمد .. ذلك .. لقد انزلق الكأس من يدي .."

زمت شفتيها الحمراوين و نظرت نحوه بحنق لم يخفت حتى أحست بيده تربت على رأسها بعطف "لا بأس لوني !"

رقت تعابير وجهها و هدأ غضبها و قالت شاكية : "أبي ، لقد أفسد هذا الطفل ثوبي !"

نظر إدمون إلى الطفل كما دعته فتبسم رغما عنه .. كان يكبرها بعامين في الواقع مع ذلك تدعوه بالطفل !

قال بلطف : "لا عليك صغيرتي ، حجرة ملابسك ممتلئة عن آخرها بالأثواب الرائعة و خسارة واحد فقط لن تعني شيئا ، أليس كذلك ؟!" أطرقت رأسها ثم هزته في اقتناع فمد لها يده قائلا : "هيا لنبدل لك ثوبك !"

لم تنتظر يده الممدودة ثوان حتى أمسكت الطفلة بها و هي ترسم على شفتيها ابتسامة راضية .. سارا يدا بيد حتى خرجا من الباب الآخر للصالة و الذي كان يطل على بهو فسيح تتوسطه سلالم واسعة الدرجات ، خطا نحوه برفقة لونا و ما كاد يصعد الدرجة الأولى حتى استوقفته خادمة بندائها : "سيد إدمون !"
أدار وجهه بتساؤل فاقتربت أكثر ثم تحدثت بسرعة : "السيد مارتل على الخط الآن و هو يريد التحدث إليك سيدي بأسرع ما يمكن !"


اتسعت عيناه دهشة و عشرات التساؤلات و علامات الاستفهام تحلق فوق رأسه ، ما الذي قد يريده مارتل في هذا الوقت ؟! هذا لا يبشر بالخير فرجل هادئ الطبع متريث مثله لن يستعجله شيء ما لم يكن في غاية الأهمية .. و الخطورة أيضا !

"فهمت ساذهب للرد عليه حالا !" رفعت الصغيرة عينيها الحائرتين فنظر هو إلى الخادمة ثم أفلت يد ابنته و دفعها برفق نحوها قائلا : "خذي أنت لونا و بدلي لها ثيابها !"

وقفت تنظر إلى أبيها وهو يجري مسرعا نحو الهاتف .. لم تعرف السبب لكن شعورا مريرا بالوحدة انتابها حينما تخلى عن يدها.
تكلمت الخادمة بلطف لتقطع عليها تدفق مشاعرها السلبية : "ألن نذهب آنستي ؟!"

حركت الصغيرة قدميها الثقيلتين ببطء و أخذت تصعد الدرجات بصحبة الخادمة و بين حينا و آخر تدير رأسها آملة في رؤية والدها يعود مرة أخرى.


تفحصت عيناه حادتي البصر أرجاء الممر العريض .. لكن دون العثور على أي أثر لإدوارد ! أطلق زفرة يائسة ثم استدار ليبدأ البحث في الجهة المقابلة .. سار بتمهل ممعنا النظر يمينا و يسارا حتى وجد غايته أخيرا ! كان يتكأ على أحد الأبواب و يمسك بيده شيئا أسود يحملق فيه و كأنه لا يرى في الدنيا سواه !
بدت حاله في غاية السوء و التدهور كمن يحتظر و يوشك أن يلفظ أنفاسه الأخيرة !

هتف جوزيف باسمه : "إدوارد !"

لكن المعني لم يرد .. و لم يرفع ناظريه عن الشيء الذي يحمله ، لم يشغل عينيه فحسب بل حتى أذنيه أغلقتا السمع في وجه كل الأصوات لتترك صاحبها مستغرقا في تأملاته الأخيرة.

أثار هذا التصرف غير المألوف من خادمه المخلص استغرابه و زاد أجيج مخاوفه ! شعر أن الكلمات لن تجدي في هذه الحالة لذلك أطلق ساقيه و مشى نحوه بسرعة.

لم تقطع قدما جوزيف مترين .. و إدمون لم يكد يرفع سماعة الهاتف إلى أذنه .. و لونا لم تتعدى خمس خطوات في الطابق الثاني .. حتى دوى صوت مهول هز أركان القصر و اندفعت بسرعة جنونية أمواج من النيران الشرسة التهمت بشراهة و وحشية كل ما اعترض طريقها من سجاد و أثاث و .. بشر !!



******


أصوات الصراخ و النحيب .. ضجيج سيارات الإسعاف و الإطفاء وحتى الشرطة .. روائح رماد النيران الممزوج بالدماء الحارة .. احتشدت كلها لاستقباله حين فتح جفنيه الثقيلين .. كان ألم فظيع يغزو كل بوصة من جسده المصاب و يمنعه من الحراك.

رافق هذا الألم إحساس غريب بالتيه و الضياع .. لم يستطع للحظات أن يتذكر من يكون و ماذا حدث له .. حرك عينيه حوله ببطء .. اللفائف و الضمادات تغطي رأسه و نصف جسده ، قناع الأكسجين المثبت على الجزء السفلي من وجهه .. الممرض الشاب و عرقه المتصبب فوق جبينه .. كان مشغولا بفحص نبض المصاب و ضغط دمه و انتظام تنفسه .. حول عينيه للأمام و أرسل بصره من خلال باب سيارة الإسعاف المفتوح إلى ما يحوم في الخارج من فوضى .. رجال و نساء يتراكضون في كل الاتجاهات ، شرطة يشكلون حاجزا مانعين المراسلين و الصحفيين المتلهفين للأخبار من تجاوزه ... ثم أسرة متحركة .. كثيرة العدد تسير بلا نهاية حاملة فوقها أجسادا هامدة .. كانت يوما من الأيام مملوءة بالحياة .. بعضها تسترت بغطاء أبيض خشية أن تجرح العيون التي تراها بمنظرها الذي يقطع الأفئدة ، و بعضها كشفت غير مبالية عن جسدها المتفحم ، أطرافها المبتورة و دمائها الغزيرة .. كان منظرها ينطق قائلا "كنت جميلا حسن الخلقة سعيدا بحياتي الرغيدة .. لكن ظلم البشر أبى إلا أن يسحق أماني و يمحو وجودي ثم يحرمني من أبخس حقوقي .. أن أموت كما عشت ... أني كنت إنسان ذلك الجرم الذي ارتكبته و استحققت هذا العقاب الشنيع عليه"


أغمض عينيه محاولا كبت آلامه و النأي بنفسه بعيدا عن هذا الواقع القاسي ، لكن دمعتين قاهرتين اخترقتا جفنيه المطبقين و سلكتا بتمرد طريقهما المبلول على صدغيه ..
لقد تذكر و يا ليته لم يفعل ! عائلته ، أصدقائه و أفضل معارفه .. قد رحلوا قسرا عن هذا العالم ! و إدوارد .. إدوارد كان المتسبب في ذلك ! لقد رآه بأم عينيه و هو يضغط بإصبعه على ذلك الجهاز الغريب قبل الانفجار مباشرة ! لكن لماذا ؟! لماذا إدوارد الرجل المخلص الذي أفنى عشرين عاما من حياته في خدمة الأسرة بكل تفان و وفاء ؟! لقد اختبره كثيرا و عاش معه طويلا حتى أحاط بكل صغيرة و كبيرة من حياته و طباع شخصيته .. إدوارد من المستحيل أن يغدر بسيده صالحا كان أم طالحا فكيف بسيد أحسن إليه و عامله بود و إخاء كفرد لا يستغنى عنه من العائلة ؟!

انقطع تدفق أسئلته الحائرة و توقف عقله عن التفكير بعدما أرغمه الألم المستبد على إقصاء كل ما يشغله من أفكار و الاستسلام لنوم لا مرغوب و لا مريح غلبت عليه كوابيس سوداء و مقتطفات من الذكرى الدامية.


مرت الأصوات بمختلف أنواعها و مصادرها عبر أذنيه لكن عينيه ظلتا مغلقتين .. بدأ يستعيد وعيه شيئا فشيئاً و لم يكن ذلك مدعاة للسرور في نظره .. خشي أن يفتح عينيه مجددا على تلك المناظر المروعة و يعود إليه ذلك الشعور الطاعن بالوحدة و الفقدان .. كان يدعو الخالق بكامل كيانه و جوارحه و كل خلية في جسمه أن يلحقه بأحبته و لا يذره وحيدا بلا سند يعينه في عالم غدا الغدر يسري في عروقه سريان الدم في الجسم.

و دون أن يصله أي إحساس فيما إن كانت دعوته قريبة الإجابة أم لا.. التقطت أذناه صوتا غريبا غير معهود .. هادئا منخفض النبرة له وقع مخيف في النفس أشبه ما يكون بفحيح الثعبان ! و كان لحضور صاحبه الذي يقترب خطوة خطوة وقع أثقل و أصدق إنذارا بالخطر ! سرت القشعريرة في أطراف الرجل الراقد و انتفض فاتحا عينيه بأوسع ما يمكن !
هو يعلم قبل أن تؤكد عيناه الحقيقة من يكون هذا الزائر !
القلب .. يمكن أن يصبح بوصلة تهديك إلى الطريق الصواب أو حتى رادارا ينبهك على اقتراب شخص ملء وجوده ذلك القلب و شغل أحاسيسه عمن سواه .. يتساوى في هذا الحب و الكره معا ! و كان الثاني منهما هو حال جوزيف !

حرك رأسه بصعوبة .. مع أن القادم كان مرتديا زي الأطباء إلا أن ذلك لم يفلح في خداع جوزيف و لو لوهلة !
تلك النظرات الحقودة المتلذذة بالنظر إلى حاله المبكية و الابتسامة السامة التي تزيد ملامحه شرا .. هذا الثعبان البشري لا يمكن أن يكون غير ذلك الشخص !

سقط الإرهاق عن عيني جوزيف و نابت عنه نار ثائرة لكره لا ينتهي .. ازدادت ابتسامته الثعبانية اتساعا و خرج صوته هامسا و متشفيا بأرذل ما يكون : "لم تمت إذن ؟!" رفع يده ليغطي نصف وجهه ثم يشرع بضحك هستيري خافت "كم هذا مؤسف لقد رحلوا و تركوك وحيدا !"

تشبث الآخر بهدوئه و لم ينطق فعيناه كانتا أبلغ في الإخبار عن الحقد الذي يتملكه.
واصل الأول ضحكه الشامت ثم رفع عينيه إلى السقف و اكتسى وجهه بتعابير تعجز الشياطين على إظهارها : "أوه لقد فاتتك رؤية مناظرهم اللطيفة ! كم تسلت عيناي بالنظر إلى أشكالهم الجديدة بعد تلك الحفلة الممتعة إنها تناسبهم تماما !" أعاد بصره ليثبته على وجه جوزيف الساكن "كان عرضا لا مثيل له !"


تفرس وجه المصاب بنظراته المستمتعة محاولا إستفزاز مشاعره.. لكن الأخير أبى أن يسمح له بتحقيق مراده .. أدار وجهه عنه و ثبت اتجاهه إلى الأعلى ثم أغمض عينيه و حافظ على سكونه بشكل عجيب أثار حنق الطبيب المزيف !
دنا منه ثلاث خطوات .. جحظت عيناه بصورة مجنونة و اندفعت كلماته الحاقدة من بين أسنانه "لقد قتلت كل من تحب .. ألا يعني هذا شيئا لك ؟!"

لم يتزحزح جوزيف عن هدوئه و مرت لحظات من الصمت الثقيل .. قطعتها فجأة و على دهشة من الزائر .. ضحكة هازئة !

وقف يحدق مدهوشا بخصمه الذي اعتقد أنه قد نجح في سحقه تماما ، لكن الآخر يبين له أن اعتقاده ذاك لم يكن أكثر من وهم !

"كائن بائس مثير للشفقة هذه حقيقتك سامويل مورفان !" نطق أخيرا بصوت متحشرج مبحوح لكنه أقوى وأشد وقعا من زئير الأسود.
حرك عينيه الزرقاوين زرقة السماء و هدوء البحيرة الساكنة نحوه "هل أنت سعيد بفوزك القذر ؟! ما كنت لتنجح أبدا لولا طرقك الوضيعة الجبانة ! ألهذا الحد كنا نخيفك ؟!"

اصطكت أسنانه في غيظ و اعترى ملامحه غضب عارم محى كل آثار ثقته السابقة "تخيفونني ؟! كف عن الهذر أيها العجوز الخرف ! الوسيلة لا تعنيني المهم أن أنتقم منكم !" عادت ابتسامته الشريرة لتأخذ مكانها "و قد نجحت في ذلك و أنهيت حياتكم السعيدة !" ترددت ضحكته الشيطانية في أنحاء غرفة العناية المركزة "ماذا ؟! هل تشعر بالندم الآن ؟! هل تتمنى أنك التزمت بيتك في لندن أثناء الحرب و لم تقترب من عائلتي ؟!"

"هه يا لك من طفل أحمق ! لو عادت بي السنين ألف مرة ما كنت لأمتنع عن مهاجمة أسرتك الوضيعة مرة واحدة ! حياتنا لم تنته بخطتك البطولية ، لقد انتهت لأنها بلغت حدها و حان أجلنا المحتوم ! كنا سنموت في كل الأحوال حتى لو لم تتدخل أنت ! لذا كف عن التباهي بإنجازك الدنيء !"

تصاعدت الدماء الفائرة إلى وجهه لتصبغه بحمرتها القانية لكنه رغم الغضب أرغم نفسه على إطلاق ضحكة ساخرة "لا يهمني إن كان دنيئا ! و لا آبه إن كنتم متم بما تدعوه القدر ! ما يهمني فقط أن ذلك تم على يدي أنا ! أنا من كان له شرف تدميركم بأبشع الطرق و أكثرها قسوة ! ثم هناك أمر آخر.. " تحلى وجهه بتكشيرة وحشية "لقد كذبت عليك فهناك فرد آخر من عائلتك قد نجا !"

أظهرت الدهشة علاماتها بقوة على وجه جوزيف الهادئ.. أدار رأسه تجاه سامويل بتفاجؤ شديد.. فأكمل الأخير و قد أرضاه رد فعله "إنها الفرد الأصغر في عائلتك .. لونا !" فاضت نبرة التلذذ الشيطانية من صوته "لقد ضحى ابنك المغرور إدمون بحياته لينقذها .. كم هذا مؤسف !"


أطبق الأب جفنيه ليردع تلك النظرة المتألمة من الظهور أمام مورفان.. تحدث بصوت هادئ لكن أمواجا من الغضب تتلاطم فيه : "موت ابني ليس إهانة لقدره بل شرف عظيم له و لي ولاسم العائلة ! لقد فعل ذلك بشجاعة قل نظيرها ليحمي ابنته ! الإهانة الحقيقية التي لن أغفرها لك هي أن تذكر اسمه على لسانك القذر ! أنت .. لن أقول إنسان فأنت أبعد مخلوق عن الإنسانية بل كائن حقير و مهما فعلت لن تصل و لو لعشر مستوى ابني ! شيطان يقتل بدم بارد زوجته المخلصة و ابنه من لحمه و دمه لن يفهم يوما معنى التضحية التي قدمها إدمون !"

شد على قبضته بقوة جعلتها ترتعش و اتسعت عيناه ليس من الدهشة بل من الغيظ و الحنق "أوه.. لكن ابني لم يمت !"

ارتسمت على شفتيه ابتسامة صغيرة تحمل قدرا مهولا من السخرية "آه .. كنت تعلم إذن ؟!"

اخترقه الآخر بنظراته الشرسة "نعم .. لقد علمت بذلك منذ البداية !"

رمقه جوزيف بنظرة استفزازية زادت من ثورانه "كاذب ! لو كنت تعرف منذ البداية كما تدعي ما كنت ستتركه عندنا بل ستأخذه إلى جانبك لتربيه على قيمك الدنيئة ! كن صادقا لأول مرة في حياتك و اعترف أنك لم تدرك الحقيقة إلا بعد تجاوزه عامه السادس !"

شقت ابتسامة قاهرة وجهه و أقر بالأمر مجبرا : "هه.. أعترف بصحة هذا.. لقد تعرفت عليه عندما أراني أحد أتباعي صورته مقترحا ضمه إلى مدرستنا للذكاء النادر الذي يمتلكه ! و ليكن في علمك أنني لم أرد ذلك الطفل و لم أعتبره ابنا لي يوما ! و ما دامت دماء الايون القذرة تجري في عروقه سيكون عدوي .. و سأقتله !"

ثبت عينيه الثاقبتين المفعمتين بالثقة و القوة على وجهه "صدقني .. لن تفعل يا مورفان ! حتى لو أردت قتله .. لن تستطيع !"

"هل تتحداني بحفيدك الصغير يا آيون ؟!"

"من اليوم الذي اكتشفت فيه أنك والده أيقنت أنه سيكون مفتاح تدميرك و القضاء عليك نهائيا ! و اعلم أنه بفضل شكله الذي ورثه منك تمكنا من معرفة حقيقتك و كشف خطتك بكاملها !"نظر في عينيه مباشرة نظرة ماكرة متوعدة" لقد بصمت على شهادة وفاتك عندما تزوجت ابنتي ليليان يا مورفان ! لقد أخذ آلويس منك دهاءك و مكرك و أخذ من ابنتي قلبها المحب للخير .. ربما يحمل اسم مورفان لكنه يحمل بين ضلوعه قلب الآيون .. لذلك هو من سينتصر !"

كز على أسنانه بقوة كادت أن تفتتها.. لم يصرخ أو يرفع صوته لكن غضبه تجاوز كل الحدود "سأقضي على حفيدك قبل هذا .. و ستشهد ذلك بأم عينيك !"

أطلق المعني ضحكة خافتة "للأسف لن أستطيع رؤيته و هو يسحقك و يمرغ رأسك بالتراب .. فأنا راحل عما قريب !"

عندها علا صوت ضحكات مورفان الخبيثة "لن ترحل إلى أي مكان يا عزيزي ! الطبيب قال أن حالتك في تحسن يعني أنك ستعيش ! ستعيش حتى ترى حفيديك و هما يتعذبان و يصرخان ألما دون أن تستطيع تقديم أي عون لهما ! ستعيش لتتحسر على أحبائك و تتجرع مرارة الوحدة ! ستعيش لترى الدمار و الخراب و الدماء تملء كل شبر من بلادك الحبيبة !"

"تزداد شفقتي على حالك المزرية كل لحظة ! هل وصل بك حمقك و جنونك لتظن نفسك قادرا على ذلك ؟!" تنهد بملل "لقد ضجرت حقا من الاستماع إلى تفاهاتك ، اغرب عن وجهي و دعني أقضي لحظاتي الأخيرة بهدوء و سلام !"

زمجر سامويل : "قلت لك أنك لن تموت ! لن أسمح لك بذلك حتى أحقق غايتي !"

أدار رأسه تجاهه موجها له نظرة ساخرة محتقرة : "لن تسمح لي بالموت ؟! هل تحسب فعلا أن بوسعك ردع الموت إذا جاء ؟!" اتسعت عيناه بصورة تثير الخوف لكنه كلماته التي نطق بها كانت أشد رعبا "لقد استجاب الله لدعائي.. و ملك الموت هناك عند الباب !"

بدت الصدمة جليه على ملامح سامويل لكنها تلاشت حين أضاف الآخر بصوت آمر جعل قلبه يرتعد "تراجع إلى الوراء يا هذا ! الملك سيمر بجانبك و قد ينتزع روحك بدلا مني !"


سرت رجفة كالتيار الكهربائي خلال جسده و بشكل لا إرادي تراجعت قدماه خطوة للخلف ! شعر بدقات قلبه تتسارع بجنون و كأنه يوشك أن ينفجر ! بقي جسده مشلولا عاجزا عن الحراك كليا حتى عيناه لم تجرؤا أن ترمشا أو تنزاحا عن جوزيف و الذي ابتسم ابتسامة شفافة و قال آخر كلام له في هذه الدنيا : "كلما كثرت خطايا الإنسان زاد خوفه من الموت ! تدعي أنك لا تقهر ، لكنك ارتجفت خوفا حين ذكرتك بمصيرك المحتوم ! إنني مغادر هذا العالم لألحق أحبتي في العالم الآخر .." نظر إليه للمرة الأخيرة و أردف : "استمتع بأيامك القصيرة يا سامويل و اعلم أن جحيمك لن يبدأ بعد مماتك .. بل من هذا اليوم !! كن مستعداً فالعدالة الإلهية لا تغفل مذنبا !!"

ثم سكت .. و سكتت كل الأصوات حوله احتراما لهذا الموقف الرهيب .. باستثناء جهاز قياس النبض الموضوع بجانب جسده الساكن .. كان يصدر رنينيا مكررا و خط رفيع يظهر على شاشته الداكنة .. مبديا بذلك عزوف القلب عن النبض و دخوله في راحته الأبدية.


وقف مورفان و قد أخذته الرهبة و طغت الصدمة على تعابيره و أطبقت بشراسة على حنجرته مبطلة أية محاولة لصوته بأن يخرج ! لم يستطع عقله المشتت أن يستوعب ما حدث للتو ! عدوه الأعزل ، المصاب و العاجز عن القيام بأي حركة للدفاع عن نفسه قد قهره بسهوله و داس على غروره و ثقته العمياء و ساوى كرامته بالأرض تحت قدميه !

كانت تلك هي المرة الأولى التي جعله فيها موت خصمه مهزوما يتجرع خسارة مريرة لم يسبق له أن جربها !


⭐⭐⭐


في اليوم نفسه ، و إثر مرور وقت قصير على الحادثة الأليمة .. سار آلويس متأني الخطى نحو خزانته ليودع فيها كتبه ، ثم يصعد إلى غرفته و يأخذ قسطا من الراحة بعد انتهاء الحصص الدراسية لهذا اليوم . كان كعادته يتحلى بالهدوء و لا يتكلم إلا عندما تدعوه الحاجة لذلك .. مشى في رواق طويل قاصدا الدرج الذي يقبع على يمينه . ارتقى الدرجات بصمت بين ثرثرة التلاميذ الآخرين و ضجيج خطواتهم حتى وضع قدميه على أرض الطابق الثاني عندها استدار للوراء نصف استدارة بعدما سمع شخصا يناديه . توقف إيريك ليلتقط أنفاسه التي أرهقها ركضه الطويل ثم رفع وجهه المتبسم إلى آلويس "كيف حالك ؟!"

رد المعني باقتضاب "ككل يوم !" و استدار ليتابع سيره.

أسرع الفتى المتحمس لينضم إليه و هو يقول : "هل أنت متفرغ الآن ؟!"

ألقى الآخر عليه نظرة سريعة و أجاب : "نعم .. لكني أود استغلال وقت فراغي في أخذ قيلولة !"

تهاوى الحماس عن محياه و حلت الخيبة محله "آه فهمت.."

نظر إليه بطرف عينه نظرة أطول من سابقتها "ما الذي كنت تريده ؟!"

تورد خداه و أصابه التوتر "في الحقيقة.. لقد صنعت أنا و سيباستيان بعض الحلويات .. و أردنا أن نتشاركها معك أنت و باقي الرفاق ، كنا نخطط لشيء اشبه بالنزهة في الحديقة الخلفية !"

"هكذا إذن.. شكرا لكم على الدعوة لكني متعب الآن !"

حك رأسه بشيء من الإحراج "لا بأس .. أرجو لك نوما هنيئا !"


اتجه مباشرة إلى غرفته.. فتح الباب ثم دخل و أغلقه بإحكام .. رمى ظهره عليه بإرهاق لم يكن جسديا بقدر ما كان معنويا و ذهنيا . لسبب مجهول كان ينتابه شعور سيء منذ أن فتح عينيه في الصباح .. هذا اليوم لا يبدو كسائر الأيام .. فيه شيء مختلف و هو ليس جيدا كما كان إحساسه يخبره.
حث جسده المنهك على الحراك فاستجاب لطلبه و تحرك بتثاقل نحو السرير .. ألقى بنفسه فوق اللحاف البارد و استغرق في غفوة قصيرة دون أن يخلع زيه المدرسي.

أفاق بعد أقل من ساعة جراء ضجة أقلقت نومه.. رفع رأسه نحو الباب فاتحا نصف عينيه فقط .. لم تكن تلك الضجة أكثر من ثرثرة لمجموعة من التلاميذ المزعجين ، و لم تكن به قوة للنهوض و طردهم من أمام غرفته ، لذلك أعاد وضع رأسه فوق وسادته محاولا إكمال نومه ، غير أن محاولته باءت بفشل ذريع .. رغم أن ضجة الطلاب أخذت تخفت بابتعادهم إلا أن أذنه التقطت كلمة واحدة من حواراتهم شرعت تتردد بلا توقف داخل رأسه حتى أصدعته "ماتوا !" .. نهض من فراشه ممسكا رأسه الذي أصبح مثقلا بهم جديد يؤرقه و يولد في ذهنه أفكارا سواداوية مخيفة.

ذهب إلى الحمام و غسل وجهه بماء بارد أنعش نشاطه .. ثم عاد لغرفته و أخرج دفاتره ليقوم بمراجعة بعض دروسه ، حاول جاهدا إبعاد تلك الأفكار عن ذهنه .. و بعد مضي أقل من ساعتين لم يكن تركيزه كاملا فيها .. أعاد دفاتره فوق مكتبه الصغير ثم خرج من غرفته .. وجد الممر فارغا تقريبا و تلك التجمعات لم تعد موجودة . رفع عينيه إلى الساعة الكبيرة في آخر الممر ، كانت العقارب تقترب من الساعة السابعة .. في هذا الوقت يجمتع الطلاب في غرفة الطعام لتناول وجبة العشاء.

هبط الدرج بقفزات سريعة متتالية و مشى في الرواق بعجالة .. كاد ينعطف يسارا ، لكنه أوقف خطاه و استدار إلى يمينه .. حيث غرفة المدير.
كان الباب موصدا لكن الأصوات خلفه كانت عالية بما يكفي لاختراقه .. هذه هي المرة الأولى التي يسمع فيها أصواتا بهذا الارتفاع في غرفة المدير التي دوما ما تظل هادئة .. و كأن شيئاً سارا بشكل غير عادي قد حدث و من فرط سعادتهم به رموا بكل عاداتهم و قوانينهم عرض الحائط !

توارى آلويس خلف زهرية ضخمة لنبتة تفوقه طولا و أخذ ينصت إلى أحاديثهم.

"يا إلهي .. لا أصدق ! هل حدث ذلك فعلا ؟! اصفعني لأتأكد أني لست أحلم !"
ضحك الآخر - و الذي أدرك آلويس فورا أنه المدير من أسلوبه المتملق في الكلام - قائلا : "لا ألومك حقا على تفاجئك ! أنا كذلك لم أصدق الأمر للوهلة الأولى ! لكن لا شيء مستحيل !"

تأوه الأول و الدهشة لم تفارق صوته "أوه.. نعم بالفعل لم يعد هناك ما يستحيل علينا القيام به ، لقد سحقنا أقوى أعدائنا و لن يطول الأمر حتى نستولي على أوروبا بأسرها !"

شهق آلويس شهقة مكتومة و أخذ فؤاده يرتعش في صدره .. انطلق راكضا و هو يردد في ذهنه (هذا مستحيل ! لا يمكن أن يصيبهم أي مكروه ! لا شك ان في الأمر سوء فهم ! هم لم يذكروا اسمهم فلماذا أنا خائف هكذا ؟! أجل بالتأكيد ليسوا هم ! أسرتي لن تهزم بتلك السهولة ! أسرتي لن تتركني بمفردي.. )


توقف أمام غرفة المدرس الوحيد الذي يستطيع سؤاله في هذه المدرسة .. طرق الباب بقوة و بدل أن يأذن له أستاذه بالدخول فتح الباب و خرج بنفسه.. و ذهل آلويس حين رآه يحمل حقيبة سفر !

تحدث الأستاذ بنبرة معتذرة مجيبا على نظرة تلميذه المستفسرة : "آسف لأني لم أخبرك بهذا قبلا .. لكني سأترك العمل في هذه المدرسة و أنتقل إلى باريس !"

اتسعت عيناه في رعب إن كل ما يحصل حوله يؤكد أسوأ مخاوفه .. نظر إلى أستاذه و لأول مرة ظهر الخوف في عينيه و صوته الذي خرج من بين شفتيه مزعزعا : "هل.. " ابتلع رمقه بصعوبة شديده و كأنه يبتلع حجرا "هل الايون ... ؟!"

أطرق الأستاذ بصره في أسى .. فانتفض قلب الفتى حتى شعر أنه سينفلق نصفين .. نطق لسانه دون أن يدري و طرح سؤالا مخيفا : "من .. منهم ؟!"

تنهد الرجل تنهيدة مغمومة ثم أجاب بأسف : "لقد سمعت بالخبر لتوي من التلفاز .. و .. لم يبق منهم أحد !"

تجمدت نظراته المحملقة في الفراغ و تخشب جسده حتى فقد الإحساس بما حوله.. و لم يشعر بالأستاذ و هو يربت على كتفه و يقول بابتسامة باهتة : "آسف لأني لن أستطيع البقاء معك .. كن قويا كما عهدتك و لا تسمح لهم بهزيمتك !" ثم رفع يده و استدار ليرحل و هو يجر حقيبته ذات العجلات خلفه.


استفاق من جموده على صوت طلاب يقتربون .. أسرع ليدفن مشاعره المحطمة داخله و يعود وجهه متسترا بقناع البرود.. (ليس هنا.. ليس أمامهم.. )
فكر أن يصعد إلى غرفته ، لكنه أبعد هذه الفكرة سريعا فهو لا يمكث فيها بمفرده .. و الحمامات بالكاد تفرغ .. لذلك اختار المكان الوحيد الذي يظل خاليا في هذا الوقت .. الفناء الأمامي للمدرسة.

حث خطاه و عبر الممرات سريعا كان يرى ما حوله جيدا لكن بغير انتباه .. لذلك لم يلحظ حين اصطدم بماريان التي خرجت فجأة من الرواق الأيسر .. أو بالأحرى لم يهتم .. لم يعد هناك ما يهمه في هذه الدنيا.

احمر وجه الفتاة و حاولت أن تعتذر ، لكنه لم يمنحها فرصة للكلام فقد واصل سيره و كأن شيئاً لم يكن.

خرج أخيرا من الجو المقيت الذي تختزنه المدرسة بين جدرانها و ملأ رئيته المتعبتين بهواء نقي لم يزد عواطفه إلا قوة و هيجانا .. اختبأ خلف شجرة عملاقة و تستر بظلال أغصانها الكثيرة .. و عندما تأكد من خلو المكان أخذت مشاعره المكبوتة تثور و تطفو إلى الخارج .. أسند ظهره إلى جذع الشجرة القوية بعدما أوشك على السقوط .. و رفع يده المرتعشة إلى قلبه و قبض عليه بقوة كادت تكسر ضلوعه (لماذا ؟! لماذا يحدث هذا لي كل مرة ؟! )

انهمرت دموع الحرقة و الألم بغزارة على خديه .. انقلب تنفسا لهاثا و صار قلبه يدق بعنف و مع كل دقة يزداد الوجع و كأن الدماء تحجرت و تكدست كالصخور داخله .. استدار موجها وجهه للشجرة .. ضرب رأسه بجذعها و دموعه تسيل بلا توقف .. لم يعد قادرا على الاحتمال أكثر ! هذه الحياة المحفوفة بالالام و المعاناة تفوق الاحتمال .. لماذا هو من بين جميع الناس يحصل هذا معه ؟! ألن تكفي خسارته لأمه ثم الأسرة التي ربته و منحنته الحب ؟! لم يجب أن يخسر كل الناس الذين أحبهم و يواجه هذا العالم القاسي وحيدا ؟! لقد فضل الابتعاد عن أسرته الحقيقية و حرم نفسه من العيش معها و هي أمنيته الوحيدة التي كان يرجو تحقيقها .. كل ذلك حتى يحميهم و يبقيهم في أمان ! لقد ابتعد ، لكن كان كله أمل في أنه يوما ما سيتمكن من العودة .. لكن أمله كان كاذبا ، واهما لم يكتب له من البداية أن يتحقق !
هو لن يستطيع أن يلعب الشطرنج مع خاله .. لن يكون هناك مزيد من المشاحنات الممتعة و لا منافسات في الردود المفحمة بينهما .. لن يرى ابتسامة جده الوقورة و نظرته الابوية الفخورة ، لن يسمع ضحكة إيفا الصاخبة و لن تحتضنه جدته الحنون مرة أخرى.. لن يشاهد كيف يكبر وليام و لا كيف ستصمد سارة اللامبالية أمام أعراف النبلاء .. لن يتشاجر مع لونا المتسلطة و لن يعرف يوما إن كان كلام خاله بشأنهما سيصبح حقيقة أم لا..

في هذه المرة .. انتهى كل شيء تماما .. و في هذا اليوم .. خسر كل أملا و رغبة في الحياة.

فجأة انقلبت نظرته الباكية لأخرى مخيفة تعصف فيها ريح غضب عاتية لا تذر شيئا مرت به ! تشبتث يده بالجذع ثم ضغطت أصابعه بشراسة على لحائه حتى أوشكت أن تمزقه ! خرج صوته من بين أسنانه المصطكة مرتعدا و متشبعا بالحقد و الغضب : " لكن لا ! أنا لن أموت ! أسرتي قتلت و لم تمت ميتة عادية ! لذلك سأعيش ! سأواصل حياتي حتى أدمرهم جميعا ! كل من تسبب و ساهم أو أبدى سكوته عن هذه الجريمة .. سأمحوكم جميعا من وجه الأرض ! أقسم أنني سأقتلكم واحدا واحدا و لن أرحم أي واحد منكم !"


أوقف ضغطه على الجذع و رفع يده لينظر إلى أصابعه النازفة .. ذلك السائل الأحمر و الألم المحسوس الذي يصحبه كان لهما تأثير مخدر جعل نيران غضبه تخبت قليلا .. لكن حزنه لم ينقص شعرة .. كان كرهه قد تجاوز كل التصورات و فاض كالنهر ليغرق البشرية بأسرها بما في ذلك هو ذاته ! لقد هدأه ألم أصابعه لأنه أراد أن يجعل نفسه تتعذب .. أراد أن يعاقبها .. لأنها آثرت البقاء في هذه الدنيا على اللحاق بأحبته في العالم الآخر حيث لا ظلم ، لا جور ، لا معاناة ، لا قسوة !


وقفت هناك تراقبه بقلق .. رغم بعد المسافة بينهما إلا أن عينيها الحادتين أبصرتا تلك اللآلئ اللامعة التي تتساقط من عينيه كحبات المطر .. كانت دموعها تود أن تؤازره في حزنه لكنها حبستها بصعوبة .. لم تره يظهر أي مشاعر من قبل حتى حسبته مجردا منها ، لكنها الآن تراه يبكي بكاء لم تر في حياتها شيئاً أكثر إيلاما منه.

أجفلت و تراجعت للداخل حين رأته يترك ظل الشجرة و يخرج للنور .. مع أنه مسح دموعه جيدا إلا أن آثارها على خديه ظهرت واضحة ، سار ببطء تحت ضوء الشمس البرتقالي الذي أكسب عينيه وهجا أصفر زاد بريقه احمرار بياضهما من البكاء.
اتجه إلى صنابير المياه الناتئة من جدران المدرسة.. فتح أحدها لينصب الماء البارد بغزارة .. ملأ كفيه منه ثم غسل وجهه .. لكن حرارة رأسه لم تنخفض إلا قليلا ، لذلك أحناه تحت الصنبور ليتخلل الماء المتجلد شعره الأملس و ينزل على وجهه.

شعرت بالذنب لاستراقها النظر إليه دون إذنه و هو في أسوأ أحواله ! أزاحت عينيها و قد أصابها الأسى .. كانت تريد بشدة أن تعرف السبب في بكائه ، أرادت أن تسأله لتشاركه أحزانه و تبذل ما في وسعها لمساعدته .. لكنها كانت تدرك تماما أن هذا غير ممكن ! لو كان يرغب في إخبار أحد ما كان ليبتعد عن الناس و يختبأ ! هو سيغضب دون ريب إن علم أنها رأت دموعه !

تحرك نحو بوابة المدرسة ترافقه قطرات ماء تقطر من وجهه و شعره .. توقف لبرهة لينظر إلى بنائها الضخم بتمعن .. لتعاود النيران اشتعالها في عينيه الذهبيتين (أؤلئك الأوغاد كانوا فرحين بموت أسرتي ! كانوا يضحكون على جثثهم ! ) ضغط على أصابعه بغضب ليعود نزيفها بعد أن توقف لفترة (ستدفعون الثمن غاليا عما قريب ! سأجعلكم تبكون دما ! هذا وعد أقطعه على نفسي و لن يردعني عن الوفاء به إلا الموت !)


رفع شعره المبلل عن جبهته و أرجعه للخلف بعصبية .. ثم دس يديه داخل جيوبه و دلف إلى المدرسة .. كان يمشي و نظره أمامه متحاشيا الالتفات إلى أي أحد كيلا يلفت انتباه من حوله لاحمرار عينيه الذي لم يكن قد اختفى كليا.

في البداية كان يكره هذه المدرسة غير أنه ظل متحكما بكرهه و لم يسمح له بأن يسيطر عليه ، و قد بدأ حاله يتحسن و حقده ينحسر حال تعرفه على طلاب طيبين أحسنوا معاملته و اعتبروه صديقا لهم مثل إيريك و إنزو ! لكن الآن لا شيء و لا أحد في العالم يستطيع تهدئة الوحش الذي ثار في أعماقه مطالبا بضحية يفتك بها !
داس على رغباته دون رأفة .. فقط حتى يتمكن من الوصول لغرفته دون أذية أحد ! و كم كان هذا صعبا في حالته تلك !


"ما الأمر يا آلويس ؟!"

أوقف تتابع خطواته و رفع عينيه المحمرتين إلى أكثر طالب يكرهه في المدرسة كلها ! كان جاستن و مجموعة من رفاقه يقفون في منتصف الرواق الضيق و يسدون على آلويس طريقه.
تقدم جاستن خطوة و أشار ضاحكا إلى رأس خصمه المبتل "ما بك ؟! هل سكب عليك أحدهم دلو ماء ؟!" قهقه شامتا لتشاركه مجموعته السخرية بصورة خرقاء

احتدت نظراته إليهم و تسلل الغضب إلى صوته "من الأفضل لكم أن تغربوا عن وجهي !"

أطلق جاستن ضحكة عالية تتشبع بالسخرية و الاستخفاف : "انظروا إليه إنه غاضب ! يا إلهي إنني أرتجف خوفا !" ثم تظاهر بالارتعاش ليغرق رفاقه في الضحك "يبدو أن دلو الماء الغادر ما يزال يشعره بالإهانة !"

خطا آلويس نحوهم و وقف مجابها لجاستن ذي الابتسامة المتهكمة ليردد أمره السابق بغضب أكبر مشددا على كل كلمة "اغرب عن وجهي حالا أنت و رفاقك الحمقى !"

اتكأ جاستن بيده على حافة النافذة و تشبث بمكانه ناظرا إلى خصمه نظرة تحد و عناد "لقد جئنا هنا قبلك و لن نغادر هذا المكان ! لذا ابحث لك عن طريق آخر !"

"تعني أنك لن تبتعد ؟!"

اتسعت عيناه و نظر إليه بوقاحة نظرة استفزازية "أوه نعم لن ننزاح من هنا خطوة واحدة ! فماذا ستفعل أيها الصغير ؟! هل ستجلس و تبكي كما.. "

و لم يستطع إكمال كلامه فقد ضرب آلويس وجهه بصفعة قوية قذفته بعنف على زجاج النافذة لتتحطم و تجرحه بشراسة !!

ظل جاستن محنيا رأسه على النافذة المتكسرة و قد ملأت الدماء وجهه حتى غطت ملامحه .. يئن و يتأوه من الألم المهول لكن الصدمة كانت أعلى صوتا من الألم ! كان الصمت يطبق على أفواه رفاقه و الرعب يذهب بدماء وجوههم ! لم يتوقعوا للحظة أن يبدر من آلويس الهادئ الرزين تصرف عنيف كهذا !
نظر المهاجم إلى يده الضاربة نظرة خالية من العواطف لم يتخيل أن يده النحيلة قد تملك قوة بهذا الحجم ! رفع عينيه ببطء نحو الباقين .. ذلك الوهج الأصفر و النظرة الميتة التي تتخلله أثارت رهبة في قلوبهم حملتهم على التراجع سريعا و إفساح الطريق له بخنوع و استسلام.

تحرك و بدأ يتجاوزهم بتمهل .. كانت أنفاسهم تتسارع من الخوف حينها.. خشوا ألا يكون ما فعله بجاستن كافيا للتنفيس عن غضبه و بذلك سيبحث عن فريسة أخرى من بينهم !

لكنه لحسن حظهم لم يرد تضييع وقته مع أمثالهم ، لذلك تخطاهم بهدوء و صعد إلى غرفته.

اندفع الرفاق الخائفون إلى غرفة الممرضة حاملين رفيقهم الجريح .. شهقت الممرضة بفزع و هي تنظر إلى جروح وجهه الدامي "ما هذا ؟! كيف حصل ذلك ؟!"

تقدم أحدهم ليجيب متلعثما : "إنه.. كان آلـ.."

لكن جاستن صاح مقاطعا إياه : "لقد انزلقت قدمي و أنا أركض و سقطت على النافذة !"

فغر الآخرون أفواههم دهشة و ذهولا ! لم يكذب ؟! إن أخبرهم الحقيقة سيعاقب آلويس بشدة !

بينما قالت الممرضة "يا إلهي ! كم مرة علينا نهركم عن الركض في الممرات ؟!" تنهدت و أضافت وهي تسير مسرعة نحو الباب "يجب أن ننقلك إلى المشفى حالا ! ساذهب لأخبر المدير !"

راقبها الطلاب وهي تخرج .. ثم التفتوا جميعا إلى صاحبهم و سألوا بوقت واحد : "لم كذبت يا جاستن ؟!"

صرخ في وجههم بغضب و هو يتأوه ألما : "اخرسوا ! هل تريدونني أن أقول أن آلويس الحقير ضربني دون أن أستطيع رد الضربة له أو أن أكون حتى قادرا على الدفاع عن نفسي ؟!"


سارت نحو غرفتها مسرعة و اختبأت تحت بطانيتها وهي ترتعد.. لم تصدق ما رأته عيناها ! آلويس ! آلويس عنوان الهدوء و الصبر الذي بالكاد يسمع صوته يفعل شيئا هكذا ؟! يضرب زميله بذلك العنف و الوحشية ؟!

سالت دمعة على خدها .. ما الذي حدث لينقلب حاله بهذا الشكل ؟!












رد مع اقتباس
  #247  
قديم 08-11-2016, 04:09 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة miaka yuki مشاهدة المشاركة
مرحبا عزيزتي ماي ...
كيف حالك؟
تبهرينني دائما ببارتاتك المذهلة
اسفه على الرد المقتضب.....
في امان الله....


أهلا و سهلا بك عزيزتي ❤❤

بأحسن حال و الحمد لله أرجو أن تكوني كذلك

يسرني ذلك جدا شكرا جزيييلا لك ❤❤❤

لا عليك .. لكن عند نهاية الرواية أريد منك ردا مفصلا أكثر أعرف فيه رأيك بالأحداث و الشخصيات :3


تحياتي لك ❤




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميرة ماساكي مشاهدة المشاركة
مرحباً عزيزتي مايغريس
كيـــــــــف حالك 😊


أهلا أهلا بالأميرة ❤❤❤
بخير و الحمد كيف حالك أنت ؟! إن شاء تمام ؟!

البارت جمييييييييل جدا و مضحك في
بعض اللقطات مثل جزء المسرحية ههههههههه
كدت ان انفجر من الضحك حتى عائلتي
استغربوا من الضحك الكثير و انا اعبث
في هاتفي ههههه


عيونك الجميييلة تسلمي ❤❤❤ إن شاء الله دوم الضحك 😊 هههههههههههه يا إلهي لا يوجد ما هو أسوأ و أكثر إثارة للريبة من الضحك على شيء في الجوال أمام العائلة الكريمة xd

و الآن ...... آلويس عندما أراه يفكر ويتكلم
أحس باني غبية أمامه هههه


هههههه لا هو غير الطبيعي هنا فذكاؤه أعلى من العادي

تعجبني كثيرا العلاقة بين إدمون و لونا علاقة
أبوية رائعة و إدمون ذلك الشخص مرح جدا مهما
الصعاب و المشاكل التي تحل بالعائلة ،
و بالتأكيد لن أنسى لونا المشاكسة تعجبني شخصيتها
و عدائتها و بالتأكيد محبتها لأبيها
و هناك الكثير من الشخصيات الرائعة كإيفا،ويليام،
سارة، جوزيف،،،،،،الخ


يسرني حقا أنك أحببت هذا الثنائي إنه رائع بالفعل و محبوب من قبل جميع القراء 😊

لكن انا مستغربة جدااااا من قلة المتابعين للرواية
مع ان الرواية لا تحمل الجوانب السلبية كثيرا او
لا توجد من الأصل !!!!! لكن مع ذلك استمري
في مشوارك انا واثقة تماماً بانك موهوبة
ثقي بنفسك و ستنجحين ان شاء
و فــــــي امـــــــــان الــــلّـــــه
😘😘😘🌹🌹🌹🌹


المتابعون موجودون ! و بكثرة أيضا ، فلا أظن أن التسعة آلاف مشاهدة جاءت منا نحن الأربعة فقط أليس كذلك ؟! لكنهم للأسف يقرؤون دون تفاعل و يمرون بالرواية كما تمر الأشباح ..

شكرا لك من القلب غاليتي ❤❤ لقد وعدتكم أني سأواصل و أنا عند وعدي بإذن الله 😊

ودي ❤



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة المودة مشاهدة المشاركة
سلام عليكم

مرحبا غلا، كيف حالك؟


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ❤

أهلا و مرحبا بك جميلتي ❤ الحمد لله تمام 😊

أه، البارتات كانت أكثر من حماس حتى الأفكار تزاحمت عندي..هههههه


خلنا نرتب الأفكار..

الجزء الرابع و الثلاثون

اود القول لهذا الزوج الصالح، يالك من وغد سافل!

يذكرني بالمثل.." يقتل القتيل و يمشي بجنازته"
فقد طبقه بمهارة، ياصبر آل أيون منه...


هههههههههههه بالضبط أحسنت اختيار المثل

و منذ الآن تبدأ معاناة آلويس ، البعد عن الموطن و كنف العائلة... و لم يكن هو الضحية بل جميع العائلة سيطرت عليها التضحية في سبيل إنقاذه...

الخفاء... هو الألم هنا...!


نعم .. تماما !

لكن تلك العائلة كانت أهلا لتسعده و قد نجحت...

اخيرا بدأ الغز بالظهور...
شكل آلويس ، للأسف أخذ شكل أسوء البشر!


في الحقيقة لا أظنه شيئا يؤسف عليه ، فمن خلال شكله الذي ورثه من والده توصل جوزيف إلى مورفان و كشف خطته !

جيد انه لم يفكر بالإنتحار بعد معرفته بذلك..هذا إن علم...

للآن لا إشارة على معرفته بوالده المبجل مورفان..


سبقت الأحداث قليلا لنعد للوراء..

يا إلهي، طفولة وليام...
أردت القول كم هو لطيف لكن، هو كالكبار منذ وجد...ههههه

ربما لأن إدمون يعامله كرجل ..!


هههههههههه نعم ذلك هو السبب بالفعل !

و بعد ذلك سيعامل فتاته لونا... رغم أنها لاتقل عن الرجال، فقد أصبحت كوبرا التي لا أنثوية في أولوياتها...


ههههههههههههههه أخت رجال :3

و المفاجأة، أن الزوج للإبنة يقتل..كانت حركة مدروسة حيث لا أحد يعلم ماوراء الستار..!


يب 👌

**************************

البارت الخامس و الثلاثون

تعرفين، لاحظت أن جوزيف مورث الفطنة لذريته..رغم أن إدمون حاد الذكاء أكثر منه، و الأحفاد داهية أكثر من إدمون.. خخخخخ


ههههههههههه آه نعم الذكاء متوارث في العائلة و كل جيل أدهى و أخبث من سابقه :3

حسنا حكمتهم كانت في محلها فقاتل زوج ابنتهم على الظاهر لم قد يموت ... الأمر غير مطمئن بتلك الصفقات مع رجال غير جيدين..!

أحسنت جدا في وصف مشاعر الإناث و تعقل الرجال، وضع واقعي...


يشرفني حقا حقا هذا الإطراء منك عزيزتي شكرا لك ❤❤

هذه التحريات التي أجراها إدمون حقا تفهم كيف له أبناء عباقرة...


هذا الشبل من ذاك الأسد :3

لا اعرف لم اخرج من الموضوع دوما...فلاش باك...

أجواء العائلة دوما في إرتباك...

و عودة جوزف بهذا التوتر يزيده سوئا...

انا كقارئة فهمت أن هناك خطب و هو يأمل أن يخفى كل شيئ عن المحيطين به...!

هناك نقطة...لم سلالة الخير تبقى خير و الشر يبقى شر، أي لو لم يكن ابن ليليان لغلب عليه ورث أبيه مثلا!


لا السلالات تتغير ، و لا يشترط أن تكون أمه ليليان حتى يكون طيبا ، هذا يعتمد على التربية و البيئة بشكل أكبر !
و الأشرار لا يلدون دائما أشرارا و خير مثال على ذلك جان ، و ابن بيفورت ! حتى أسرة مورفان لم تكن كلها شريرة ، إيلينا شقيقة سامويل كما تذكرين لم تكن توافق أخاها في مخططاته و لا تهتم بالانتقام و غيره ، كانت تريد أن تعيش حياتها فقط !

جيد أن بيكارت خرج من القائمة بسلام...

لحظة، هل مورفان مخطط على كل هذا لموقف حصل له مع حوزف...غير معقول، هناك شيئ عميق المغزى لم أفهمه أم أن مورفان مجنون...!


تصحيح : الشخص الذي قابل جوزيف ليس سامويل مورفان بل والده !
تذكري أيضا أن جوزيف قتل عم سامويل ذلك الرقيب الخائن الذي غدر بقائده الجنرال ألبيرت آيون والد جوزيف !

***********************

البارت السادس و الثلاثون

تخيلت أن يصف الكونت سمات شر والده..حقا، لكنا في خبر كان...
الله يرحمنا برحمته...ههههه


ههههههههههه بالضبط كانت لتكون نهايتنا 😁

يعيني دوم الولد دلوع أمه و دوم البنت محبوبة ابوها... اتقنت هذا الجانب أيضا...


هذا هو الواقع هههههههه

اه، لونا عفريتة من أأولك. .هههه


من يوم يومها ههههههههه

أوه، جيد أن آلويس لحق على حاله و أثبت لهم أنه طيب...
كاواي،،كان ودي اشد خدوده من لطافته...


هههههههههه كان سيقتلك :3

أول ظهور لعالم طفولة آلويس كان شيقا ، مباراة شطرن مع خاله ،هههههه....

و كما توقعت لم تمر بسلام في النهاية...


لا شيء ينتهي بسلام مع آلويس :3

و خاصة مع تخطيط الكونت الشري...اقصد، مشاكس...عرفت لن يخفى على هذا الصعلوك شيئ!

و يا لردة فعل إدمون المناسبة...هع...

أكثر شيئ ممتع هو مواقف هذين المنافسين و يالها من بداية...

مثالية

*******************

البارت السابع و الثلاثون


تحليل ممتاز صغيري آلويس، في الهدف...


قرون الشيطان...ههههههههه

أنا أبحث في رؤوس آل أيون منذ زمن و لم أجد شيئا...


هههههههههههههه إنها غير مرئية 😁

رد فاحم..لك إدمون. ...

و أحسنت في الرد الذي يليه، علامة العائلة..لسانها الذي لا يقبل السكوت دون هجوم...

يااااااه، ، هذا الشقي سلاح إحراج ولو لم يقصد ، أصبح خالة نكتة الموسم


ههههههههههههه إنه كارثة بالفعل لم أكن لأحب أن أوضع مكان إدمون المسكين xd
..

أنصحك بالصبر ياخال
....
واو، يشعر الكونت بالإحراج!


نعم و يا له من موقف نادر الحدوث :3

شعرت بالأسى عليه، طفل يعاني مايستوعب رغم أن طفولته تطلب أما، أبا و دفئ عائلة و لاشيئ من هذا يحصل عليه...

أصبت بعقدة نفسية بدلا عنه...


ههههههههههههههه

هههههههه

إيفا تخلي عن عادة زيارة الأهل الطويلة و لن يفوتك شيئ....هع


هذا ما فعلته 👌

و يا إلهي...

لقاء رائع..
إدمون..اسودت حياتي بموتك..كنت الثنائي المثالي مع آلويس...

لا أعرف، هل بقت العفريتة لونا لتشكل هذا الثنائي نيابة عنك...خخخخخخ


نعم كانا يشكلان ثنائيا رائعا :")
ههههههههههه ربما :3

و كما يقول هو...

ممتع!

*************************

البارت الثامن و الثلاثون


ههههههه....يستغل براءة الأطفال هذا العفريت... و مع ذلك لم يسلم لسانها...

ماذا بك آلويس،إن لم يعجبك تعليقي اسمت...ههههه


هههههههههههههههه xd

تلك الصغيرة، تجاهلت والدهاللتكسر. أنف السولوك
بارت لطيف غلا..ههههههههه..


هههههههههههه يسعدني أنك وجدته كذلك عزيزتي ❤❤

صدق جوزف عندما قال ان العائلة غريبة منذ ولادة ادمون...

هههههههه، هل استطيع ان استعير احد السنة ابن اختك ادمون ، أجزم أنك ستكون سعيدا...


ههههههههههه بلا شك سيشكرك على ذلك :3

واو، لونا تقرأ منذ الآن...عمري ، تقدم ماتحب لغيرها أيضا ، كم هي لطيفة... بكتلة الورق التي مدتها..


هي لم تقرأ بل رددت ما سمعته من كلامهم عن اللعبة 😁 ههههههههههههه أرأيت كم هي كريمة الطباع ؟! 😂

أبشرك إدمزن ،ها
هي ابنتك تعمل بالوصية خير عمل!

و ياللتحدي... ايها الكونت..سأحضر زفافك شماتة بك...أيها الصعلوك الصغير، هذا هو ربح إدمون الأعظم و الدائم!


ههههههههههههههههه يب يب كان النصر لإدمون في النهاية :3 من يضحك أخيرا يضحك كثيرا 😂


*********************

البارت التاسع و الثلاثون

بداية البلوى، هذا ما أسمي به هذا البارت...

تغير كل الأفراح لأتراح ، موت العائلة التي آوت آلويس...


لا شيء يدوم للأسف :")

لقاء قاس و كلمات صادمة، ثم انعزال فرد العائلة عن أصله!

آلويس هذه المرة فضا..للأسف..و ذلك ناتج حزنه و غضبه المكبوت.. طبعا.


كان ذلك لسبب أعمق و أقوى من مجرد حزن أو غضب..

و ليت تلك المدرسة كانت أكثر من جحيم...

****************

البارت الأربعون

الإنتقام..

هو ماجعل آلويس كونتا و من لونا كوبرا ... و من وليام كلارك...

ياله من أمر مهيب...!


فعلا إنه يغير الناس !

لمعرفتي بخطواتك.. هو شخص لقيناه...

لأحرك ذهني، هو شخص مازال مبهما...

و به عدوانية...

و لا يتقبل الهزيمة...


بينما ابحث في قاموسك لم اجد غير شخص واحد ينطبق عليه...فهل هو..؟


أسلوبك في التحقيق ممتاز ! ربما توصلت إليه فعلا :3

اه، ظننت ان الروابط انتهت لولا ظهور من قال له.." الصعلوك الصغير"

لقد تحدث كخاله بالفعل...


ذلك لأنه الجاسوس الذي أرسله الخال !

ماذا بعد؟

أه وليام قد استمر بالمعاناة حتى سنين بوجود الوحش أخته...

أدهشتني تلك المسرحية..

كانت خرافية فعلا، خاصة عندما قالت...وقت مستقطع...ياللهول يا ابنة آيون..!


هههههههههههه ابنة الايون كما قلت :3

لكنه كان جيدا لطرد ريستارك و الآخر ذاك...

أود معرفة الإبن الذي لم يصرح بإسمه..!
كان موقفه مميزا...


أتذكرين ذلك الشاب المستهتر الذي كان يحضر اجتماعات كوبرا بقادة المنظمة ؟! ذاك النبيه الذي جاء لمنزلها و حذرها من أمر القائد بقتلها و كان يدعوها كليوباترا ؟! إنه هو نفسه 😉

واو..تعبت...أحتاج للراحة...


حقك الصراحة.. الرد طوييييل حقا سلمت يداك ألف ألف مرة ❤❤❤

رغم جمال الذكريات الا اني اشتقت لآدم..و كوبرا، ويندي والأهم رون و آليكسي..طبعا لا أنسى بيكارت..
اتمنى له عيشة مديدة سعيدة.. تعرفين تناسبه ماريان ..كلا منهما واقع في شراك لا مجال له...

انتهيت...جانا



لا ألومك فالذكريات طويلة .. و ربما أكثر مما يجب ! لكني كتبتها و لا أستطيع تجاوزها ففيها العديد من المعلومات و الأمور المهمة التي يجب الكشف عنها قبل العودة للحاضر !

هههههههههههه أتحكمين عليه بالموت ؟! ماريان ذات شخصية متسلطة و عصبية و بيكارت لن يستطيع التعامل معها .. أبدا 😁

أشكرك حقا حقا من صميم قلبي على الرد الخووورافي ❤❤❤❤

أتمنى أن يكون الفصلان قد نالا إعجابك 😊


كل المحبة لك 💕💕❤




رد مع اقتباس
  #248  
قديم 08-11-2016, 04:34 PM
 
لاحظت ان البارتات الاخيرة حزينة بعض الشيء ....
على كل لا يهم ....
لقد كتبت بقلم ذهبي بارتات رائعة تستحق رفع القبعة
Mygrace likes this.
__________________
[IMG] العاب[/IMG][IMG]
رد مع اقتباس
  #249  
قديم 08-13-2016, 11:58 AM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة miaka yuki مشاهدة المشاركة
لاحظت ان البارتات الاخيرة حزينة بعض الشيء ....
على كل لا يهم ....
لقد كتبت بقلم ذهبي بارتات رائعة تستحق رفع القبعة


آه نعم إنها حزينة و ربما مأساوية ، و هذا ليس غريبا فالرواية لا تقوم على الكوميديا و الاكشن فقط !

شكرا جزيلا لك عزيزتي ❤💕❤

و آسفة إن لم تعجبك الفصول الأخيرة .. إنها طويلة صحيح لكنها مهمة !





رد مع اقتباس
  #250  
قديم 08-13-2016, 12:00 PM
 


سيكون هناك فصلان اليوم إن شاء الله :" class="inlineimg" />




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:11 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011