عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree632Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 9 تصويتات, المعدل 4.56. انواع عرض الموضوع
  #111  
قديم 05-31-2016, 10:28 AM
 
سلام عليكم...
هذه المرة أضحكتني ببيكارت من ناحية حين إستلطف شكل الكوبرا و هي نائمة..هههههه
و بجان من ناحية ظهوره الإستثنائي..

و تفاجأت بكون شادوا مختلف عن كلارك !

فمن شادوا إذن..؟!

أصبت بصداع...

حسنا، بيفورت مشكوك بأمره مهما قال أو فعل... له حقيقة مخفية و أؤمن بذلك..

أما آدم، له يد في الخير أم الشر.. لا أظنه لم يتعرف على روميو الذي طعنت رجولته..ههههه


و حيلة كوبرا بعد تلك المحادثة التي استغربت منها لكونها سطحية نوعا ما، كانت مالا يتصوره عقل بشر غيرك...
المجازفة هذه، إنها تمهد جيدا لرفع نفسها ثم تحط بالكونت بين أعين الناس..

فعلا الآن أتحرق شوقا لمعرفة شخصية شادوا.. !

و كذا ألا تلاحظين أن ثنائي جان و ويندي جيد..ههههه

أفكار شريرة...لكن أفضل وفاء جان لحبيبته...

أنتظر المزيد..المزيد...
*Regina* and Mygrace like this.
رد مع اقتباس
  #112  
قديم 06-01-2016, 10:07 PM
 
السلام عليكم :
واااااااو بارت رائع وطويل أظنه سيجعلني أتغاضى عن التأخر في تنزيله (بالحديث عن التأخر أنا ايضا لم أرد على بارت أخر أليس كذلك ؟ وبما انه كذلك فواحدة بواحدة )
ننتقل الى الاحداث مباشرة :
لا اعرف من اين أبدأ ولكن الاحداث وبدون مجاملة تزداد تشويقا
اذا لنبدأ مع الفتاة التي استولت على معظم البارت (كوبرا) طريقة تفكيرها وان كانت شيطانية فهي مميزة في نظري وتصرفها هذا حقا زاد من اعجابي بها كما ان ماقامت به وان كان يصب في مصلحتها فهو يستهدف صحتها كذلك وفي النهاية هي تعلم ذلك وتتجاهله ففي رأيها تحقيق هدفها أهم بالنسبة لها وكما قال بيفورت أخر شيء تفكر فيه هو حياتها وصحتها (لا ألومها على كل حال)
والان الى ويندي :
حسنا هذه الفتاة لا أظنها سوف تتعقل ابدا عموما انا لاأومها على لحاقها بشادو (كما تسميه هي ) فليس لها غيره على كل حال لكن لدي نصيحة لها اذا كانت لديها النية حقا في الاستمرار مع شادو فهي بحاجة لتكون أقوى واكثر ذكاءا الا اذا (................) سأتركها للأحداث ولمخيلتك ههههههه
والان لننتقل الى الكونت (مع أنه لم يظهر)
فقط لدي ملاحظة :
أنا لا أظن ان الكونت لن يعلم بخطة كوبرا و أظن ان كوبرا بنفسها تعلم ذلك
ولكن أتساءل هل يعلم باستفادة كوبرا من انقاذ العقارب لزميلهم يا ترى ؟ (أقصد انقاذ اليكسي والبقية لأوتنبورغ )
كذلك لقاء جان بويندي ولقاءها المنتظر بكلارك ماذا سينتج عنه يا ترى ؟؟
وماذا ينتظر ويندي من أحداث ؟؟
لدي رغبة كبيرة في متابعة الاحداث
دمتي بود

Mygrace likes this.
__________________
رد مع اقتباس
  #113  
قديم 06-02-2016, 12:22 PM
 
نزلوا بارتين و لم يقل لي احد😠😠 كانوا جميلين جدا خصوصا ذكريات المدرسة اذا ايسي الحبيب في المستوي الخامس و عمروا اربعة سنين !!!!!!! و لكن اليس لنا نصيب في ان نعرف ما مفاجاة الاجتماع الاخري ? و علي اي حال ..كوبرا الغبية ✊✊✊ اكرهها انا شمطاء قبيحة " ما قادرة اتخيليها كانسة جميلة " ...جان 💜💜💜💜 الوقح .. يا تري ماذا يريد من ويندي ?
واصل ابداعك عزيزتي في امن الله .. لا تتاخري و ارسلي لي دعوة هذه المرة
Mygrace likes this.
رد مع اقتباس
  #114  
قديم 06-06-2016, 05:08 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة المودة مشاهدة المشاركة
سلام عليكم...
هذه المرة أضحكتني ببيكارت من ناحية حين إستلطف شكل الكوبرا و هي نائمة..هههههه
و بجان من ناحية ظهوره الإستثنائي..



و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

إن شاء الله دووووم الضحكة يا رب 💓

و تفاجأت بكون شادوا مختلف عن كلارك !

فمن شادوا إذن..؟!

أصبت بصداع...


أترك لذكائكم مهمة الوصول إليه :3

حسنا، بيفورت مشكوك بأمره مهما قال أو فعل... له حقيقة مخفية و أؤمن بذلك..

أما آدم، له يد في الخير أم الشر.. لا أظنه لم يتعرف على روميو الذي طعنت رجولته..ههههه


هههههههههه كلهم مشكوك بأمرهم على ما يبدو

و حيلة كوبرا بعد تلك المحادثة التي استغربت منها لكونها سطحية نوعا ما، كانت مالا يتصوره عقل بشر غيرك...
المجازفة هذه، إنها تمهد جيدا لرفع نفسها ثم تحط بالكونت بين أعين الناس..


يب كان عليها أن تفكر جيدا و بطريقة مغايرة للمعتاد كي تستطيع النصر

فعلا الآن أتحرق شوقا لمعرفة شخصية شادوا.. !

و كذا ألا تلاحظين أن ثنائي جان و ويندي جيد..ههههه

أفكار شريرة...لكن أفضل وفاء جان لحبيبته...

أنتظر المزيد..المزيد...

كل فصل أو فصلين تقريبا تظهر معلومة جديدة عن شادو أو تلميح عن شخصيته و طباعه !
ههههههههههه نعم و كثير من القراء يحبون هذا الثنائي :3

أرجو أن تستمتعي بفصل اليوم عزيزتي وردة و شكرا جزيلا لك على المتابعة حب7




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *regina* مشاهدة المشاركة
السلام عليكم :
واااااااو بارت رائع وطويل أظنه سيجعلني أتغاضى عن التأخر في تنزيله (بالحديث عن التأخر أنا ايضا لم أرد على بارت أخر أليس كذلك ؟ وبما انه كذلك فواحدة بواحدة )


و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته
أهلا و مرحبا بعودتك عزيزتي ريجينا (:6

أنا آسفة إن كنت أتأخر و أجعلكم تنتظرون لكني في الحقيقة أقضي ساعات في التصحيح و التنقيح و كتابة الردود و ما يحصل من تأخير هو قطعا غير مقصود و إن شاء الله لن يستمر طويلا !

ننتقل الى الاحداث مباشرة :
لا اعرف من اين أبدأ ولكن الاحداث وبدون مجاملة تزداد تشويقا
اذا لنبدأ مع الفتاة التي استولت على معظم البارت (كوبرا) طريقة تفكيرها وان كانت شيطانية فهي مميزة في نظري وتصرفها هذا حقا زاد من اعجابي بها كما ان ماقامت به وان كان يصب في مصلحتها فهو يستهدف صحتها كذلك وفي النهاية هي تعلم ذلك وتتجاهله ففي رأيها تحقيق هدفها أهم بالنسبة لها وكما قال بيفورت أخر شيء تفكر فيه هو حياتها وصحتها (لا ألومها على كل حال)


شكرا لك عزيزتي يسعدني جدا أنك وجدتها مشوقة !
نعم إنها مهووسة بالنصر و تحقيق أهدافها و لا تتردد في الإقدام على أي مجازفة في سبيل ذلك و هذا ما يجعلها خصما صعبا !

والان الى ويندي :
حسنا هذه الفتاة لا أظنها سوف تتعقل ابدا عموما انا لاأومها على لحاقها بشادو (كما تسميه هي ) فليس لها غيره على كل حال لكن لدي نصيحة لها اذا كانت لديها النية حقا في الاستمرار مع شادو فهي بحاجة لتكون أقوى واكثر ذكاءا الا اذا (................) سأتركها للأحداث ولمخيلتك ههههههه


ههههههه الفتاة التي لا تعقل هو لقب ويندي الدائم !
هههههههههه أظنني فهمت ما ترمين إليه :3 حسنا لنترك الأحداث تخبركم

والان لننتقل الى الكونت (مع أنه لم يظهر)
فقط لدي ملاحظة :
أنا لا أظن ان الكونت لن يعلم بخطة كوبرا و أظن ان كوبرا بنفسها تعلم ذلك


هذا ممكن جدا فالكونت له جواسيس في منظمتها

ولكن أتساءل هل يعلم باستفادة كوبرا من انقاذ العقارب لزميلهم يا ترى ؟ (أقصد انقاذ اليكسي والبقية لأوتنبورغ )


هذا سيتضح لاحقا إن شاء الله

كذلك لقاء جان بويندي ولقاءها المنتظر بكلارك ماذا سينتج عنه يا ترى ؟؟
وماذا ينتظر ويندي من أحداث ؟؟
لدي رغبة كبيرة في متابعة الاحداث
دمتي بود


ستنتج عن ذلك اللقاء الكثير من الأحداث و تنكشف بعض المفاجآت أيضا !

سعيدة حقا بمتابعتك غاليتي و أتمنى أن تجدي في الرواية كل ما يرضيك

تحياتي لك




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة looliyasha مشاهدة المشاركة
نزلوا بارتين و لم يقل لي احد😠😠 كانوا جميلين جدا خصوصا ذكريات المدرسة اذا ايسي الحبيب في المستوي الخامس و عمروا اربعة سنين !!!!!!! و لكن اليس لنا نصيب في ان نعرف ما مفاجاة الاجتماع الاخري ? و علي اي حال ..كوبرا الغبية ✊✊✊ اكرهها انا شمطاء قبيحة " ما قادرة اتخيليها كانسة جميلة " ...جان 💜💜💜💜 الوقح .. يا تري ماذا يريد من ويندي ?
واصل ابداعك عزيزتي في امن الله .. لا تتاخري و ارسلي لي دعوة هذه المرة



أهلا بك عزيزتي حب8

هههههههه حسنا في الغالب يكون الفصل قد نشر قبل السادسة ، لذا ادخلي بعد ذلك الوقت كيلا تتجشمي عناء الانتظار
تسلميييييي هذا من جمال ذوقك غاليتي 💓 يب آليكسي عبقري جدا لذا لا يستغرب أن يتم وضعه في هذا المستوى المتقدم !
ستعرفون في الوقت المناسب بإذن الله لا تقلقي
هههههههههههه ها قد ظهر أحد كارهي كوبرا أخيرا ، أنت تحبين الكونت أليس كذلك ؟!!

ليس جان من يريد شيئا من ويندي بل كلارك !

شكرا لك عزيزتي و إن شاء الله سأرسل لك رسالة حالما أنشر الفصل


رد مع اقتباس
  #115  
قديم 06-06-2016, 05:43 PM
 





الفصل الثاني و العشرون ج1
*وجه آخر*






إثر إنجازها إحدى المهمات البسيطة التي تكلف بها عادة أخذت ماريان تتجول في حديقة القصر الفسيحة حيث تشربت الأشجار الخضراء صفرة الخريف الباهتة .
كانت حديقة خلابة بزهورها المتنوعة ، و أشجارها المنسقة باحتراف ، و نوافيرها الرائعة ذات التماثيل المميزة !
كان هذا هو الجزء الظاهر منها و الذي يحيط بالقصر ، لكن كلما أخذ المرء بالتعمق فيها تتراءى له مناظر مختلفة ، حيث تتكاتف الأشجار الضخمة مع بعضها مشكلة ما يشبه غابة استوائية !

أثناء تنزهها في هذا الجانب للمرة الأولى لاحظت شجرة برتقال كبيرة جهزت تحت ظلالها سفرة صغيرة.
حثت خطاها نحو الخادمين المنشغلين بإعداد أكواب الشاي و ترتيب الأطباق .. و تساءلت قائلة : ما الذي تفعلانه هنا ؟!

قال أحدهما بينما يضع بحذر على المائدة قالبا من الكعك : نقوم بتحضير وجبة خفيفة للكونت .. إنه يحب الجلوس و شرب الشاي تحت ظل هذه الشجرة ! <التفت إلى رفيقه قائلاً : لقد انتهينا تماماً اذهب لاستدعاء الكونت ! إنه يأخذ قيلولة في غرفته كالمعتاد !

و لم يكد المعني يستدير حتى أمسكت به ماريان من ذراعه قائلة : لا شك أنك متعب لذا استرح وأنا سأذهب لإيقاظ الكونت !

قال الخادم بتوتر : لكنني لست..

قاطعته ماريان بنظراتها المرعبة و قالت كأنها تنومه مغناطيسياً : لا أنت متعب ، و يجب أن تستريح !

تجمد الخادم في مكانه قائلا بصوت مرتجف : ح.. حسناً !

تبسمت ماريان بنشوة و رضا ، و انطلقت تعدو فوق العشب بسعادة !

دنا الخادم الآخر من رفيقه وخاطبه قائلاً : ما بك ؟! لم الخوف يلف وجهك ؟!

قال الثاني : إنها...

"هذه هي نظرات التنين قبل أن ينقض على فريسته !"

التفت الخادمان إلى المتكلم و على الفور صرخا فزعين : آليكسي ابتعد عن الكعكة ! إنها من أجل الكونت !

زم المعني شفتيه و قال بخيبة كبيرة : يا للخسارة ! كعكة البرتقال هذه تبدو لذيذة جدا !

تحدث سيباستيان الواقف بجواره مؤنبا : كان عليك أن تدرك أنها للكونت منذ أن وقع بصرك عليها ، فالجميع يعلم أن نكهة البرتقال هي المفضلة لديه !

أضافت إلسا بشيء من الاستغراب : هذا صحيح.. إنه يحب البرتقال كثيراً ! حتى أنه معتاد على الجلوس يومياً و احتساء الشاي تحت ظلال شجرة البرتقال هذه !


وصلت ماريان أخيراً إلى غرفة الكونت الواقعة في أعلى طابق في القصر ، رفعت يدها لتطرق الباب ، لكنها ترردت لشعورها بتوتر شديد.. كانت دقات قلبها تتسارع و وجهها يتلون بالحمرة ، غير أنها حزمت أمرها في النهاية ، حبست أنفاسها ثم طرقت الباب !

وقفت تنتظر .. لكن رداً لم يأتها ، فتجرأت و طرقت مرة ثانية .. ألصقت ذنها بالباب آملة سماع أي صوت او حركة .. لكن لا شيء أبدا ! هدوء مطبق و صمت تام !
طرقت مرة ثالثة كمحاولة أخيرة .. و مجددا لا إجابة !
لذلك استجمعت كل ما تملك من شجاعة ، و أحاطت مقبض الباب بكفها و فتحته ببطء..

هذه أول مرة تدخل فيها غرفة الكونت ! كانت واسعة ، فارهة ، تفوح منها عطور زاكية ، و يغلفها جو من الرهبة و الفخامة ، بأثاثها الفاخر الذي تبدو كل قطعة منه تحفة فنية ، والسجاد الفارسي الراقي يكسو أرضيتها الذهبية البراقة ، كانت تتألق كما لو كانت حجرة ملوك القرن السابع عشر في قصر فرساي !
و الشيء الوحيد الذي ينقصها لتكتمل هذه الصورة الملكية هو الملك نفسه ! فالغرفة عند دخول ماريان كانت خالية تماماً من أي شخص !

تنهدت في خيبة أمل واضحة : إنه ليس هنا .. أين ذهب يا ترى ؟!

و بينما تستدير خارجة لفت نظرها شيء غريب.. كان دخيلا لا يتلاءم مع ديكور الغرفة الملكي مما جعله يبرز أكثر من أي شيء آخر في هذه الغرفة !

توقفت أمامه و قالت محدقة فيه باندهاش و استياء في آن واحد : لا أصدق أن الكونت ما زال محتفظا بهذا الشيء ؟!!

"نعم هذا غريب جداً ! فدب الباندا هذا يناقض شخصية الكونت الجدية الناضجة !"

تراجعت ماريان للخلف في فزع ثم صرخت بغضب شديد : لقد أجفلتني أيها الغبي ! ألن تكف عن تصرفاتك الصبيانية هذه ؟!

ضحك إنزو بخبث ، و انضم إليهما إيريك و دلف داخل الغرفة يتساءل قائلا : ما الذي تتحدثان عنه ؟!!

أشارت ماريان بسبابتها إلى الدب الذي يحتل رفا بكامله .. اندهش إيريك و تمتم ممعنا النظر فيه : غريب حقاً ! لم يقتني الكونت غرضاً طفوليا كهذا ؟!!

عدل إنزو نظارته : آه أنت لا تعرف بالطبع فأنت لم تكن معنا ذلك اليوم !

ردد إيريك مستفهما : ذلك اليوم ؟!!

كانت ماريان من أجاب : اليوم الذي عاد فيه الكونت إلينا بعد إختفائه عشرة أيام !

فكر إيريك لنصف دقيقة بعدها هتف قائلاً : آه تقصدان بعد إنتشار خبر مقتله ؟!

رد إنزو : نعم ، لقد كنت برفقة جدك -كما أمرك الكونت- لذلك لم تتمكن من رؤيته عند عودته !

- آه .. بلى .. لقد مررنا بوقت عصيب جداً بعد أن سمعنا بموته ! كنا ضائعين تماماً لا نعرف ما نفعل ! فهو كان المخطط و العقل المدبر لمجموعتنا ، و لم نكن نتحرك خطوة واحدة دون استشارته !

أضاف إنزو بشرود : نعم ، و رجوعه إلينا بتلك الطريقة المفاجئة كان معجزه حقيقية !

- ألم يخبركم بما حصل معه في فترة غيابه و كيف نجى ؟!!

هز إنزو رأسه نافيا و قال متجهما : لا .. لم يتطرق لذلك الموضوع حتى !
لا زلت حتى هذه اللحظة أذكره جيداً..
في تلك التلة البعيدة حيث مكان اجتماعنا المعتاد .. تلاقينا أنا ، ماريان ، غلبيرت ، سيباستيان ، و آليكسي .. لم نكن نشك في موته خصوصا بعد انقطاع أخباره تماماً ، لكننا واصلنا الالتزام بأوامره و حافظنا على سريتنا و تخفينا..
هناك .. وجدناه جالساً بسكون في مكانه المحبب أعلى التلة ، يتكأ بظهره إلى جذع شجرة كبيرة و يتصفح كتاباً بين يديه !
ركضنا نحوه مذهولين لا نكاد نصدق ما تراه أعيننا !
<التفت نحو ماريان و أضاف باسما : لا أستطيع أن أنسى تلك اللحظة أبداً و كيف طارت قلوبنا لرويته مرة أخرى ، لقد بكيت كثيرا يا ماريان ، و لا زلت أذكر بوضوح كيف ربت على رأسك بلطف ! لقد دهشنا جميعنا أيما دهشة !

توردت وجنتاها و ارتسمت على وجهها ابتسامة رقيقة كانت من النادر أن تمر بملامحها ..
قال إيريك متفاجئا : حقاً ؟! لم أره أبداً يفعل شيئاً مثل ذلك !

وافقه إنزو : نعم و لا أنا أيضاً ! لا شك أنه كان مختلفاً كثيراً في ذلك الوقت ، و أكثر ما جعلنا نلاحظ ذلك هو دب الباندا هذا و الذي كان يضعه بقربه حينها ! كنا نظن أنه هدية لآليكسي.. لذلك تقدم ذلك الهر الصغير والتقط الدب قائلا : شكراً .. لكن تمنيت لو أحضرت لي حلوى بدلاً من هذا الدب !
فأخذ الكونت الدب منه برفق و قال مبتسماً : آسف لتخييب ظنك لكنه ليس لك !
كان وجه آليكسي مضحكاً للغاية حين تصلب من الصدمة ! ثم أتت المسكينة ماريان و هي تتوقع أنه يكون من نصيبها و سألت بخجل : لمن هو إذن ؟!
و اتسعت ابتسامة الكونت و قال بنظرة تحدي : ليس لأي واحد منكم .. إنه لي أنا !

عقدت ماريان ساعديها و قالت بحنق شديد : لا أفهم سبب تمسكه بشيء كهذا كل هذه المدة ؟!!

ضحك إنزو و قال ساخراً : هل تشعرين بالغيرة من الباندا ؟!

رمقته ماريان بنظرة غضب : اصمت !

و فكر إيريك قائلاً : بالنظر لشخصية الكونت .. لا أظنه من الممكن أصلاً أن يشتري مثل هذا الدب فكيف بالاحتفاظ به بهذا الاعتزاز و الحرص ؟!!

قال إنزو بجدية : هناك سبب واحد يبرر ذلك و هو أن يكون هدية من شخص عزيز عليه ! <أردف و هو يرمق ماريان بابتسامة خبيثة : كحبيبته مثلاً !

التفت نحوه بنظرات سوداء تثير الرعب ، فتراجع و هو يضحك !

عارض إيريك فكرة رفيقه قائلا : لا أظن أنه من حبيبته <إن كانت لديه واحدة أساساً> فمن الغير معقول أن تهدي فتاة الرجل الذي تحبه دبا كهذا !

أشرق وجه ماريان و هتفت مؤيدة : أجل بالطبع أنت ذكي يا إيريك !

ضحك إنزو ملء فمه : أصبح ذكياً لأن تفكيره يوافق أهواءك هاه ؟!! حسنا.. أنت محق يا إيريك ! الراجح و الأكثر منطقية أن صاحب الهدية .. مجرد طفل !

قطب إيريك جبينه و قال متشككا : نعم .. لكن هذا أيضاً يظل شيئاً غريباً !

قالت ماريان محاولة إغلاق هذا الموضوع : إنه طفل و لا يهم أن نعرف أكثر ! و الآن هيا لنخرج بسرعة قبل عودة الكونت ! <سألت إنزو : صحيح ألا تعرف أين ذهب ؟!!

هز المعني كتفيه : و كيف لي أن أعلم ؟! إنه دائما ما يخرج دون أن يعلمنا بوجهته أو حتى موعد عودته !


⭐⭐⭐


خرج نواه من منزله متأففا بعد أن كاد الملل يقتله.. و أخذ يتجول في الشوارع و الأحياء حتى يرفه عن نفسه لكن دونما جدوى ، فقد كانت حاجته تتمثل في شخص يحادثه و يفهم مشاعره !
والداه كانا يحبانه كثيرا بلا ريب لكنهما لا يستطيعان استيعاب طريقة تفكيره أو فهم المغزى من كلامه و تصرفاته ، و كذلك شقيقه الأكبر الذي كان خفيا تقريباً فهو لا يفعل أي شيء مهم أو مؤثر ، بل يكتفي بالجلوس صامتا حتى غدا وجوده و عدمه سواء !

تمتم بحزن بينما يسير على الرصيف الشبه خالي : إلى أين سأذهب ؟! ليت لونا كانت هنا.. لم يكن أحد يسمعني غيرها !

واصل مشيه منكس الرأس في غم .. حتى بلغ ملعبا صغيرا لكرة القدم..
توقف ليشاهد الأطفال و هم يلعبون .. و إذا بأحدهم يلتفت نحوه و يصيح : إنه أنت يا نواه ! تعال لتلعب معنا !

كان هذا آلفونس صديق نواه !
و رغم أن كرة القدم لم تكن من الرياضات التي يفضلها الفتى الضجر إلا أنه وافق على مضض ، فلم يكن لديه شيء آخر يشغل به نفسه !

و كما كان متوقعا لم يلعب نواه بشكل جيد كما لم يفعل من قبل ! فهو لم يكن سريعاً و مرناً في حركاته كصديقه آلفونس.
و ها هو ذا يركض بأسرع ما لديه نحو مرمى الخصم ليسجل أول هدف لفريقه في هذا الشوط ، و حينما اقترب بمسافة مناسبة ركل الكرة بقوة مسددا إياها نحو المرمى غير أن تصويبه كان سيئاً لدرجة أن الكرة طارت بعيداً عن الملعب !

ضحك لاعبو الفريق الخصم بصوت عال بينما صفق آلفونس بسخرية وقال : أحسنت نواه ! رمية ممتازة تستحق عليها لقب ميسي الفرنسي !

مط الفتى شفتيه بإنزعاج و خرج من الملعب بخطوات محتدة ليحضر الكرة التي هبطت على الرصيف !
نظر حوله .. لكنه لم يجد شيئاً.. فتمتم في سخط : أين ذهبت تلك الكرة اللعينة ؟!!

"هل هذا ما تبحث عنه ؟!"

هذا ما قاله رجل يحمل الكرة بيده اليسرى !
قال نواه بامتنان و هو يأخذها منه : أجل سيدي شكراً لك !

حين رفع رأسه و التقت عيناه بعيني الرجل تصلب وجهه لثوان .. لكنه فجأة عاد إلى طبيعته و انطلق مسرعاً نحو أصدقائه !
أكملوا الشوط الثاني ثم انتهت المباراة بفوز الفريق الخصم كما كان متوقعا !

خطى نواه خارج الملعب وهو يلهث بخطوات بطيئة فقد أنهكه الركض كثيراً ، و لم يكد يلتقط أنفاسه حتى أحس بشيء قذف باتجاهه ! أمسكه نواه في آخر لحظة ثم نظر إلى الشيء في يده و قال متعجبا : عصير برتقال ؟!!

التفت نحو الرجل الذي رماه إليه .. كان جالساً على أحد المقاعد ينظر إليه بابتسامة ودودة !
ركض الفتى نحوه بسعادة غامرة .. ثم جلس على المقعد الخشبي بجواره !

تحدث الرجل بلطف : كانت مباراة جيدة .. لقد بذلت كل جهدك فيها !

قال نواه وهو يدخل القصبة في علبة العصير : لا زلت لاعبا سيئا ً! لكن هذا لا يهمني فلست أحب كرة القدم أصلاً !

تبسم الرجل برزانة : أنت حسبما يبدو تحب الألعاب التي تتطلب الذكاء و سرعة البديهة و ليس التي تعتمد على المرونة الجسدية والنشاط الحركي.. صحيح ؟!!

أومأ نواه مسرورا ثم أضاف : كنت أرغب في التحدث إلى شخص ما لكنني لم أجد أحداً يمكن أن يفهمني.. لذلك فقد سررت كثيراً برؤيتك ! < ثم سأل بقليل من الحرج : هل.. أستطيع التكلم معك قليلاً ؟!!

- بالطبع ! لست مشغولاً في الوقت الحالي..

انفرجت أسارير الطفل فيما تحدث الرجل بإعجاب صادق : لقد كنت ذكياً حقاً حينما تظاهرت بعدم معرفتي و أكملت اللعب مع أصدقائك !

- كان يتوجب علي فعل ذلك ، فلو أني أنا الذي ليس من عادتي التحدث إلى الغرباء تركت المباراة لأجل التكلم معك كان هذا سيثير شكوكهم و بعد ذلك سيمطرونني بوابل من أسئلة لا نهاية لها !

قال الكونت فجأة و هو يمعن النظر في نواه الذي شرب العصير عن آخره : لقد شربت العصير بسرعة و دون تردد ! ألا يمكن أن أكون قد دسست فيه شيئاً ؟!!

أجاب الطفل بثقة كاملة : هذا لا يتلاءم مع شخصيتك و ذكائك ! نحن لسنا وحدنا هنا و لو أنك قتلتني أو اختطفتني فسيقبض عليك رجال الشرطة فورا ً! فأنا واثق أن كل من رآك سيتذكرك ، فلست شخصاً عادياً يمر مرور السلام على الذاكرة !

تبسم الكونت ابتسامة عريضة ثم ربت على رأس نواه برفق ، و قد رقت تعابير وجهه بشكل ملفت حين قال : إنك تذكرني بشخص عرفته يوماً ما !

أشرق وجه نواه و سأل بحماس : حقاً ؟!! و أي نوع من الأشخاص كان هو ؟!!

رفع الكونت رأسه للسماء .. و بعينين سارحتين و صوت حنون جاء رده : لم يكن كأي أحد ! كان فريدا بحق ، و لا شبيه له إلا نفسه ! كالقمر متألق ينير كل ما حوله بنوره المشرق ، و مهما اختفى أو بعد يعاود الظهور بضيائه السني الأخاذ !

قال نواه بانبهار : يبدو رائعا حقاً ! لكن ما الذي جعله فريدا بالضبط ؟!!

قال الكونت بشيء من المرح : حسناً .. إنه فريد بطريقة تفكيره العجيبة و تركيبة شخصية الهجينة ! ذكي و أبله ، مغرور و متواضع ، قاس و حنون.. هكذا كان !

فتح نواه عينيه مذهولا : كيف يمكن أن يكون بهذا التناقض ؟!! هل هو بشري أم كائن فضائي ؟!!

ضحك الكونت و قال مازحا : لست متأكداً تماماً إن كان بشريا أم أخطبوطا من المريخ ! لكنه كان بهذه الصفات فعلاً و لا أظنك ستفهم ما أعنيه ما لم تره بأم عينك !

قال نواه و عيناه تلتهبان حماسة : هل يمكنك إطلاعي على مظهره الخارجي و صفاته المميزة ؟!! أتوق للقائه بشدة !

رفع الكونت سبابته قائلاً : سأخبرك شيئاً واحداً فقط من عاداته المميزة ! و التي لم أر بشراً يفعلها قبله !

ركز نواه بكل جوارحه وأحاسيسه إذ كان تواقا جداً لمقابلة الشخص الفريد الذي شبهه الكونت به !



فتح الباب ببطء مصدراً صريرا خافتا ثم دخل الكونت ذو الثلاثة عشر ربيعاً إلى مكتبة المنزل الذي كان يقيم فيه ذلك الوقت..
خطى بتمهل نحو الرفوف المكتظة بمختلف أنواع الكتب ، و بينما يطالع عناوينها باحثاً عن ضالته ، لمح بطرف عينه شخصاً جالساً على الطاولة في زاوية الغرفة.. كان طفلاً جميلاً بحق !

بخطوات صامتة حذرة تسلل الكونت .. و توارى خلف أحد الرفوف القريبة ، فلم يرد أن يقاطع قراءته.. نظر إلى عنوان الكتاب بين يديه.. كان رواية "الحديقة السرية" و قد بلغ الطفل آخر صفحة منها !

تبسم الكونت بدفء بينما يراقبه من مخبئه ذاك ... لكن ابتسامته .. فجأة .. تجمدت من هول الصدمة.. و أغلق فمه بيده بإحكام كيلا تفلت ضحكته المدوية !
تمتم بصعوبة : ذلك الطفل .. لا يصدق !

ذلك لأن الطفل إثر إنهائه الرواية و قبل إغلاقه الكتاب .. مزق الصفحة الأخيرة.. ثم التهمها !!
شرع يمضغها باستمتاع بينما يردد : ليست سيئة مع أنها أكثر ملوحة من سابقتها ! الكتب الجديدة مذاقها أشهى من القديمة ذات الملوحة الزائدة !

فكر الكونت في نفسه و ضحكاته تكاد تغدر به : (يا الهي ! هل هو معتاد على التهام الكتب ؟!!)

واصل الطفل و هو يشبك يديه كأنما يؤدي شيئاً من الصلوات و قال : فرانسيس هودسون برنيت ! الذكاء و الإبداع الذي تملكينه يجري في دمائي الآن ! شكراً لك !

تشبث الكونت بأحد الرفوف كيلا يقع أرضاً ! غير أنه عن طريق الخطأ أسقط كتاباً وضع على حافة الرف !
تحرك سريعا ليبتعد عن المكان لكن الطفل سبقه بسرعته الخاطفة غير متوقعة ! فوجئ لرؤية الكونت في هذا المكان لكن دهشته سرعان ما اختفت وحل محلها استياء و إحراج طفيف ! وجه نحوه سبابته في اتهام قائلا : لم أنت هنا ؟!! هل يعقل أنك كنت تتجسس علي ؟!!

نفى الكونت بشدة قائلاً : لا إطلاقاً .. جئت فقط للبحث عن كتاب أقرؤه !

ثم تبسم ببراءة ليقول الطفل معاتبا : و لماذا أتيت إلى هنا بنفسك ؟!! ألم يطلب إليك الطبيب المكوث في فراشك و عدم القيام بأي نشاط غير ضروري ؟!! كان عليك أن تطلب ذلك مني بدل أن ترهق نفسك !

قال الكونت بصدق : ظننتك تلعب على الشاطئ كما تحب أن تفعل في الغالب !

تنهد الطفل و قال بعدما استعاد هدوءه : أنا لا أفعل ذلك في الوقت الحالي فلدي مريض علي العناية به !
قال الكونت مشيرا إلى نفسه : و الذي هو أنا صحيح ؟!!
وضع الطفل يديه حول خصره قائلاً : طبعا !

- ليس عليك البقاء بجانبي دائماً ، فالممرضة موجودة في حال احتجت إلى شيء !

صاح الطفل في وجهه قائلاً : أحمق ! أنا أبقى ليس لأنني مجبر على ذلك بل لأنني أحب الجلوس معك و أستمتع فيه أكثر من أي شيء آخر !

رسم الكونت على وجهه ابتسامة دافئة .. بعدها سأل الطفل وهو يكافح نفسه حتى لا يضحك : لا أقصد التطفل على خصوصياتك ولكن ما هذا الذي فعلته قبل قليل ؟!!

نظر الطفل إليه مطولا .. ثم صار يلوح بيديه و يقفز حول الكونت مؤدياً حركات غريبة بشكل مضحك .. ضحك الكونت في سره و قال : هل هذه هي رقصة الهنود الحمر ؟!!

توقف الطفل و قال بجدية : لا.. أنا أحاول محو ذاكرتك !

أفلتت ضحكة قصيرة من الآخر فقال محاولا أن يصلح الأمر : لكن يبدو أنها لا تعمل اليوم جيداً ! فأنت لم تتناول غداءك بعد !

هتف الطفل مقتنعا : صحيح.. أنت محق !

- كما أنه ليس عليك فعل ذلك فأنت تثق بي صحيح ؟!!

تردد الطفل قليلاً لكنه حزم أمره و قال : أظن هذا !

اتسعت ابتسامة الكونت و أضاف : حسناً إذا كان الأمر كذلك ألن تخبرني بما كنت تفعل ؟!!

تنهد الطفل و قال معتزا : لا بأس لأنك أفضل أصدقائي سأخبرك بأعظم سر لدي ! يجب أن تكون فخوراً لكونك أول من يعرف بأمره !

- بالتأكيد !

أخذ الطفل نفساً عميقا ثم قال بتفاخر : إذن .. سر ذكائي الخطير الذي يتساءل الجميع عنه .. هو أكلي للكتب ! مع كل ورقة ألتهمها يزداد نبوغي و عبقريتي !

كتم الكونت ضحكته ببراعة و سأل مبديا اهتماما مقنعا : لكن ألا يكفي أن تقرأها فقط ؟!!

نفى الطفل ذلك بشكل قاطع قائلاً بحماس : لا ، القراءة و الحفظ وحدهما غير كافيين ! يجب أن تأكلها ليتشرب دمك الفن و الإبداع فيها ، و لتجعل تلك الكلمات و العبارات الملهمة تجري في عروقك طيلة حياتك !



قال الكونت باقتضاب وعلى وجهه ابتسامة جميلة : كان يأكل الكتب !

تلاشت حماسة الصغير في لحظة و زم شفتيه قائلاً بخيبة : هذا ؟!! هناك الكثير من المدمنين على قراءة الكتب ممن يدعون ب"ديدان الكتب" هذه الأيام !

أكد الكونت كلامه بقوله : لا كان يلتهم الكتب فعلاً و ليس مجازا !

ففغر الصغير فاه في دهشة : يا له من مخلوق عجيب ! لكن ما الذي أشبهه فيه ؟!!

- حسناً .. هناك بعض الصفات المشتركة أولها تجاوز عقله لمرحلته العمرية و عدم قدرته على الانسجام بشكل كامل مع أقرانه من السن ذاتها ! هناك الجمال أيضاً و لا ننسى غرابة الأطوار و الأفكار !

زم نواه شفتيه فقد ساءه قليلاً وصفه بغريب الأطوار ، قال : هكذا إذن.. < ثم سأل بفضول : أنت تحب ذلك الشخص أليس كذلك ؟!! لقد شعرت بهذا من طريقة كلامك عنه !

ساد صمت ثقيل .. بعدها قال الكونت بابتسامة غامضة : نعم .. كثيراً !

سأل الفتى تلقائياً : و أين هو الآن ؟!

تلاشت ابتسامته كأنما ابتلعتها حفرة لا قعر لها من الحزن والألم و قال : لم يعد موجوداً !

راود الصبي شعور مؤلم كوخز الإبر في قلبه فاعتذر بقوله : أنا آسف حقاً .. لطرحي سؤالا كهذا بلا احتراس أو مراعاة لمشاعرك..

- لا بأس لم يضايقني ذلك..

و سكت نواه لحظات قبل أن يسأل بذكاء : ألهذا السبب اخترتني لتلك المهمة من بين كل الأطفال ؟!! لأني أشبه ذلك الشخص ؟!!

لم ينطق الكونت بشيء و لم يكن في حاجة لذلك فسكوته كان خير جواب.

هم نواه بقول شيء ما .. لكن أتاهم صوت متسائل لطفلة يقول : "نواه ماذا تفعل هنا ؟! و من يكون هذا الرجل ؟!!"

التفت نواه بإنزعاج و قال متعجبا حين رأى الطفلة : سيلين !

تقدمت سيلين نحوه و قالت : لقد أرسلني آلفونس لأدعوك إلى منزلنا ! لقد صنعت أمي قالب حلوى لذيذا !

قال نواه بارتباك : ليس.. الآن ! اذهبي و سألحق بك بعد قليل !

أمالت سيلين رأسها الصغير إلى الجانب و سألت للمرة الثانية : من يكون هذا الرجل يا نواه ؟!!

التمعت عينا نواه بفكرة فقال : إنه من أصدقاء أبي ، و هو يعمل مع الشرطة !

قالت سيلين مرعوبة : الشرطة ؟!! أنا لا أحب الشرطة أبداً ! حسناً سأذهب الآن ! لا تتأخر يا نواه !


تنهد الفتى في ارتياح حين رآها ترحل ..
و ابتسم الكونت بطريقة غامضة و قال : لا أظن أن والدك سيسعد بهذه الصداقة !
قال نواه متجهما : أبي لا يفهم شيئاً ! إنه لا يزال يعدك مجرما رغم أنك أنقذت حياتي !
و لدهشته قال الكونت : ربما كان محقاً !

قال نواه مشدوها : ما الذي تقصده ؟!!

إتكأ الكونت إلى الخلف : أعني أنه لا يمكنك الجزم بشيء ! مهما ظننت أنك تعرف الناس من حولك يبقى هناك دوماً جانب فيهم لا تستطيع رؤيته أو الوصول إليه !

أطرق الصبي رأسه و قال بيأس : في هذه الحال.. لا يمكنني أن آمن أياً من البشر !

ثنا الكونت ذراعيه و قال : اسمع يا نواه ! أنت تعيش في عالم مختلف عن عالمنا نحن ، و ليس عليك أن تدفع نفسك بالقوة للولوج فيه ! أنت لديك عائلة تحبك ، تقدر حياتك ، وتعبر وجودك بينهم نعمة عظيمة ! لذا لا تتصرف بأنانية و فكر فيهم قليلاً !

قال نواه باضطراب : لكنهم .. لا يفهمونني !

نظر الرجل في عيني نواه الحائرتين : ليس أنهم لا يفهمونك بل يخشون عليك من تلك الأفكار التي من الغريب أن يظهرها طفل مثلك !

- قد تكون أفكاري مستهجنة بالنسبة لهم .. لكن هذا هو الواقع في حقيقته ! <قام من مكانه ليقف أمام الكونت مباشرة و يقول : أنا.. أريد أن أكون مثلك حينما أكبر ، وأن أمحو سائر المجرمين من الوجود !

حل صمت غريب في أثنائه كان الكونت يتفحص الطفل الذي أمامه بنظراته الساكنة دون أن ترمش عيناه !
فجأة.. وقف على قدميه و قال : قلت تمحو المجرمين ؟!! حسناً في هذه الحالة عليك إبادة.. البشرية بأسرها !!
كلنا مجرمون ! و لكن جريمة عن أخرى تختلف ! هناك جرائم غير القتل و السرقة لا يقرها القانون ولا سلطة له على مرتكبيها !
إن كنت تمقت السيئين فلا تكن واحداً منهم ! فأفضل وسيلة للقضاء عليهم وجعل العالم أفضل هي.. أن تكون شخصاً جيدا !

أدار ظهره للصبي المصدوم وقبل أن يذهب أضاف للمرة الأخيرة كلاماً سيظل محفورا في قلب نواه حتى آخر عمره : امتلاك أجنحة لا يعني بالضرورة قدرتك على الطيران ! حين تبتلعك دوامة الظلام فالذكاء وحده ليس كافياً لإخراجك منه ! هناك شروط أخرى يجب توافرها فيك لتحقق ذلك ! و هذا هو الفرق بيننا ! أنا ابن الظلام ! ولدت فيه و كان أول ما أبصرته في هذه الدنيا ، ترعرت في زواياه المعتمة و ألفت روحي سواده الحالك !
لذلك فأنا أعرف طريقي جيداً و أدرك السبيل الذي علي قصده والوجهة الآمن لأبلغ أهدافي و مساعي ! أما أنت فشأنك مختلف ! سيحل بك مثل ما حل "به" ! ستظل تتخبط في الظلمات بلا هدى أو دليل ، و في النهاية لن ترى إلا حلا واحداً لخلاصك.. و هو إنهاء حياتك التعيسة !!


مكث نواه واقفاً في محله يراقبه و هو يبتعد شيئاً فشيئا و علامات الدهشة لم تفارق وجهه .. تمتم متسائلا : هل كان هذا .. خيراً أم شراً ؟!! شيطانا أم ملاكا ؟!! مجرما أم منقذا ؟!! لا يمكنني أن أعرف أبداً.. من يكون !
لكن.. من الذي قصد بقوله "مثل ما حل به" ؟!! هل يمكن أنه يعني.. ذلك الشخص الذي شبهني به ؟!!











رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:24 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011